أسماء ســــــــــــور القرآن تعكس ربّانيّة المصدر و شموليّة الإسلام وعالميّته

أ. د. حسين يوسف راشد عمري/ قسم الفيزياء/ جامعة مؤتة/ الأردن

rashed@mutah.edu.jo

د. محمود حسن أبو خرمة/ قسم الفيزياء/ جامعة جامعة البلقاء التطبيقيّة/ الأردنّ

kharma@fet.edu.jo

د. حمزة حسين عمري

د. تسنيم حسين عمري/ قسم الهندسة الكهربائية/جامعة الهاشمية

 

الملخص

يصنف البحث أسماء ســــــــــــور القرآن ضمن مجموعات مختلفة.  لقد جاءت مجموعات الأسماء شاملة شمولية هذا الدين؛ مما يؤكد أنه دين رباني عالمي.  تشتمل مجموعات الأسماء هذه على الآتي: بعض أسماء الله وصفاته، أسماء القرآن الكريم وصفاته، أصول الإيمان (التوحيد والتحذير من الكفر ومن النفاق).  وكذلك أسماء مخلوقات عظيمة مغيبة، وإشارة للملائكة.  وأسماء ســـُـــــــــور يرشد للإيمان بالرسل والأنبياء، وبَيَان بعض معجزات نبي الرحمة مُحَمَّد الذي أُمِرَ بالتبليغ ومجافاة الرّاحة، وأنه بلّغ الرسالة على أتم وجه وأكمله.  وبَيَان معجزات بعض رسل الله: عيسى، وموسى، وسليمان عليهم السلام.

وترشد أسماءُ سُور لركائز هذا الدين من الإيمان بيوم البعث والحساب، وعلامات الساعة الكبرى، وأهوال يوم القيامة.  وضرورة الإيمان بالله الخالق من أجل الفوز بالجنان، وعدم مقاربة الكفر أو النفاق اللذين يتسببا بالخسران وبالخلود في النار.  وأكرم اللهُ الإنسانَ فجعل له نصيبا من أسماء سور كتابه، كما وذكرت أسماءُ سوره بعضَ قبائلِ وأجناس الإنسان، وأعداء الدين، وذكرت بعض الصالحين.  ورعت عناية الله المجتمع والفرد في أدق أموره.  وأرشدنا القرآن للحال التي ينبغي أن يكون عليها المؤمنُ الصادقُ مع ربّه توحيداً وولاءً وبراءً من الكفر.  وحذّرنا من ذميم الأحوال والأخلاق.  وصيانةً للمجتمع؛ فضح القرآنُ المنافقين، وفضحَ الْيَهُود لقتلهم رسلَ الله.  وحذرنا القرآنُ من أبواق الغواية.  وقصّ الله علينا في كتابه أَحْسَن الْقَصَص.

ومن أركان الإسلام حظي بالذكر الصَلاةُ، والزَّكَاةُ، والحجًّ، والجهاد.  وفي الأحكام والتشريع نالت الحياة الزوجية اهتماما، و كذلك الشورى أساس الحكم الإسلامي.  وهنالك سورة باسم حالة انفعالية، وسور باسم بعض أحوال الإنسان (المزمل، المدثر، المجادلة).  وعلى نطاق الكون نالت السماء نصيبا بذكر ظلمتها وأجرامها.  كما قد طالت الأسماء قوام حياة الإنسان من المائدة والحيوانات والأشجار والعناصر والزِّينَة.  ونالت الحشرات والمفصليات ذكرا.  ونال المكان نصيبا: مكة، وحجرات نِسَاء الرسول، وآثار وجبال احتضنت مؤمنين.  ونال الزمان نصيبه: لَيْلَةُ الْقَدْرِ، ويوم الجمعة، وأوقات من النهار.  ومثلت الظواهر الطبيعية من خلال الرعد والرِّيَاح.  وكما مثلت الكلمات، فقد مثلت الحروف في أسماء سور.

لقد مثّلت أسماء السّور كلّ شيء، مما يؤكد أنّ الله سبحانه وتعالى هو خالق كلّ شيء وأنّه الرّب العادل المعبود بحقّ.  وأن القرآن كلام الله المنزّل على رسوله محمّد منهاجا للمهتدين بهدي الله، وعلى مرّ الزّمان والمكان. وأن هذه الرّسالة وهذا الدين هما للكون ولكلّ العوالم.

المقدمة

بالذي افتتح الله كتابه نفتتح: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)).  وبالذي ابتدأ الله التنزيل على رسوله نبتدئ: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ  (5)).  ونصلي ونسلم على أفضل الخلق نبينا ورسولنا محمد، وبعد:  فهذه الدراسة تصنيف لسور القرآن ضمن مجموعات من أجل محاولة لمعرفة دلالات أسماء سور القرآن الكريم.

أَسْمَاءُ السُّوَرِ:

جاء في التحرير والتنوير لمؤلفه محمد الطاهر ابن عاشور: "وَأَمَّا أَسْمَاءُ السُّوَرِ فَقَدْ جُعِلَتْ لَهَا مِنْ عَهْدِ نُزُولِ الْوَحْيِ، وَالْمَقْصُودُ مِنْ تَسْمِيَتِهَا تَيْسِيرُ الْمُرَاجَعَةِ وَالْمُذَاكَرَةِ، وَقَدْ دَلَّ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا نَزَلَتِ الْآيَةُ " ضَعُوهَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا "، فَسُورَةُ الْبَقَرَةِ مَثَلًا كَانَتْ بِالسُّورَةِ الَّتِي تُذْكَرُ فِيهَا الْبَقَرَةُ.  وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ قَوْلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ الْحَدِيثَ وَفِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ النَّجْمَ. ...  وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ سَجَدَ بِالنَّجْمِ ".

وَعَن إبراهيمَ، قال: حدَّثَني عبدُ الرحمنِ بنُ يَزيدَ: أنه كان معَ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، حين رمَى جَمرَةَ العَقَبَةِ، فاستَبطَنَ الوادي، حتى إذا حاذَى بالشجرةِ اعتَرَضَها، فرمَى بسبعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ معَ كلِّ حَصاةٍ، ثم قال: من ها هنا، والذي لا إلهَ غيرُه، قام الذي أُنزِلَتْ عليه سورةُ البقرةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .) ([1]).

ويذكر صاحب التحرير والتنوير: "... ولقد تَرْجَمَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ " بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ بَأْسًا أَنْ يَقُولَ: سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَسُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا " وَأَخْرَجَ فِيهِ أَحَادِيثَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ قَالُوا: سُورَةُ الْبَقَرَةِ، سُورَةُ الْفَتْحِ، سُورَةُ النِّسَاءِ، سُورَةُ الْفُرْقَانِ، سُورَةُ بَرَاءَةَ، وَبَعْضُهَا مِنْ لَفْظِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ فَلِلْقَائِلِ أَنْ يَقُولَ " سُورَةُ الْبَقَرَةِ " " أَوِ " الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الْبَقَرَةُ "، وَأَنْ يَقُولَ " " سُورَةُ وَالنَّجْمِ "، وَ " سُورَةُ النَّجْمِ "، وَ " قَرَأْتُ النَّجْمَ " وَقَرَأْتُ وَالنَّجْمِ، كَمَا جَاءَتْ هَذِهِ الْإِطْلَاقَاتُ فِي حَدِيثِ السُّجُودِ فِي سُورَةِ النَّجْمِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ .

وَاعْلَمْ أَنَّ أَسْمَاءَ السُّوَرِ إِمَّا أَنْ تَكُونَ بِأَوْصَافِهَا مِثْلَ الْفَاتِحَةِ وَسُورَةِ الْحَمْدِ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ بِالْإِضَافَةِ لِشَيْءٍ اخْتُصَّتْ بِذِكْرِهِ نَحْوَ سُورَةِ لُقْمَانَ وَسُورَةِ يُوسُفَ وَسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَإِمَّا بِالْإِضَافَةِ لِمَا كَانَ ذِكْرُهُ فِيهَا أَوْفَى نَحْوَ سُورَةِ هُودٍ وَسُورَةِ إِبْرَاهِيمَ، وَإِمَّا بِالْإِضَافَةِ لِكَلِمَاتٍ تَقَعُ فِي السُّورَةِ نَحْوَ سُورَةِ بَرَاءَةَ، وَسُورَةِ حم عسق، وَسُورَةِ حم السَّجْدَةِ كَمَا سَمَّاهَا بَعْضُ السَّلَفِ، وَسُورَةِ فَاطِرٍ، وَسُورَةِ الزخرف، وَسُورَةِ التغابن، وَسُورَةِ التكوير.... وَقَدْ سَمَّوْا مَجْمُوعَ السُّوَرِ الْمُفْتَتَحَةِ بِكَلِمَةِ حم آلَ حم، وَرُبَّمَا سَمَّوْا السُّورَتَيْنِ بِوَصْفٍ وَاحِدٍ، فَقَدْ سَمَّوْا سُورَةَ الْكَافِرُونَ وَسُورَةَ الْإِخْلَاصِ الْمُقَشْقِشَتَيْنِ ."

أسماء السور توقيفية، وقد يكون للسورة اسم واحد، وهو الأعمّ. وقد يكون لبعضها أسماء أخرى توفيقية.  الفاتحة ذُكر لها في فتح الباري ([2]) و في كتاب تفسير القرآن للإمام القرطبي رحمه الله اثنا عشر اسماً وهي ([3]):  الصلاة، لحديث: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ([4]).  وتسمى سورة الحمد، لذكر الحمد فيها ([5]).  وفاتحة الكتاب ([6]).   وتسمى أم الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني: (هي أم الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني) ([7]).  وتسمى القرآن العظيم ([8])، الشفاء، الرقية، الأساس، الوافية، الكافية.  وأدلة هذه الأسماء والتفصيل حولها مذكور في تفسير القرطبي عند سورة الفاتحة.  والزهراوين اسم لسورتي البقرة وآل عمران ([9]).  سورة الحشر تُسمّى سُورَة بَنِي النَّضِير (نَزَلَتْ فِيهم) ([10]).  سُورَةُ الأنْفَالِ تُسمّى أيضا سُورَةُ بَدْرٍ ([11]).  و سُورَةُ محمد تسمى سُورَةُ القتال ([12]).  وسميت سُورَةُ الإسراء سُورَةُ بني إسرائيل، وسُورَةُ سبحان ([13]). وسُورَةُ التوبة لها تسعةُ أسماء: براءة ([14])، سورة العذاب ([15])، المقشقشة ([16])، سورة البحوث، الفاضحة ([17])، المبعثرة، المثيرة، والحافرة.

وبعض أسماء السور له أكثر من معنى، كسور: العصر، الضحى، المرسلات ([18])، والفلق.  وَلمّا كَانَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره رَبّ كُلّ مَا خَلَقَ مِنْ شَيْء، وَجَبَ أَنْ يَكُون مَعْنِيًّا بِالفلق كُلّ مَا اِسْمه الْفَلَق، إِذْ كَانَ رَبّ جَمِيع ذَلِكَ (تفسير الطبري).  وعليه فإنّ بعض السور تنتمي لأكثر من زمرة (مجموعة).  ولا يشمل هذا البحث جميع الأسماء التوفيقية لسور القرءان.

يبيّن البحث أنّ أسماء سور القرآن تعكس ربّانيّة المصدر وشموليّة الإسلام وعالميّته.  لقد جاءت مجموعاتُ الأسماءِ شاملةً شموليةَ هذا الدين؛ مما يؤكد أنه دينٌ ربانيٌ. مثّلت الأسماءُ كلَّ شيءٍ، مما يؤكّدُ أنّ اللهَ سبحانهُ وتعالى هو خالقُ كلّ شيءٍ وأنّه الرّبُّ العادلُ المعبودُ بحقّ.  وأن القرآنَ كلامُ اللهِ المنزّل على رسولهِ محمّد منهاجاً للمهتدين بهدي الله، وعلى مرّ الزّمانِ والمكان. وأن هذه الرّسالة وهذا الدين هما لِّلْعَالَمِينَ :{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء 107).

1) القُرْآن

1.1) فاتحة الكتاب (سورة الفاتحة): هي أم الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني كما ذكرت الأحاديث الصحيحة:

- عن عبدالله ابن عباس: (قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم. سمع نقيضا من فوقه. فرفع رأسه. فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم. لم يفتح قط إلا اليوم. فنزل منه ملك. فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض. لم ينزل قط إلا اليوم. فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك. فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة. لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته. ) ([19]).

- (الركعة التي لا يقرأ فيها كالخداج: قلت لأبي هريرة: فإن لم يكن معي إلا أم القرآن ؟ قال: هي حسبك، هي أم الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني) ([20]) .

- (من صلَّى صلاةً لم يقرأْ فيها بفاتحةِ الكتابِ فَهيَ خِداجٌ يقولُها ثلاثًا بمثلِ حديثِهم) ([21]) .

- (إذا قرأتم { الحمد لله } فاقرؤوا { بسم الله الرحمن الرحيم } إنها أم القرآن، و أم الكتاب، و السبع المثاني، و { بسم الله الرحمن الرحيم } إحدى آياتها ) ([22]) .

- (الحمد لله رب العالمين أم القرآن، و أم الكتاب، و السبع المثاني ) ([23]) .

1.2) مجموعة سور بأسماء صفات القرءان وأسمائه:

بعضُ السور أسماؤها من أسماء القرآن وصفاتِه مثل }الفرقان، فصلت، النبأ الْعَظِيمِ{ ([24]).

سورة الفرقان: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) (الفرقان 1)

الْفُرْقَان: الْقُرْآن. وَقِيلَ: إِنَّهُ اِسْم لِكُلِّ مُنَزَّل؛ كَمَا قَالَ: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُون الْفُرْقَان " [ الْأَنْبِيَاء: 48 ]. وَفِي تَسْمِيَته فُرْقَانًا وَجْهَانِ: أَحَدهمَا: لِأَنَّهُ فَرَقَ بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل، وَالْمُؤْمِن وَالْكَافِر. الثَّانِي: لِأَنَّ فِيهِ بَيَان مَا شَرَعَ مِنْ حَلَال وَحَرَام؛ حَكَاهُ النَّقَّاش (القرطبي).

 41سورة فصلت : ({3} كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).

" كِتَاب فُصِّلَتْ آيَاته " أَيْ بُيِّنَتْ مَعَانِيه وَأُحْكِمَتْ أَحْكَامه " قُرْآنًا عَرَبِيًّا " أَيْ فِي حَال كَوْنه قُرْآنًا عَرَبِيًّا بَيِّنًا وَاضِحًا فَمَعَانِيه مُفَصَّلَة وَأَلْفَاظه وَاضِحَة غَيْر مُشْكِلَة كَقَوْلِهِ تَعَالَى " كِتَاب أُحْكِمَتْ آيَاته ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيم خَبِير " (تفسير ابن كثير).

 78سورة النبأ: { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيم * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ }:

"... وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْمَعْنِيّ بِالنَّبَإِ الْعَظِيم، فَقَالَ بَعْضهمْ: أُرِيدَ بِهِ الْقُرْآن، وَقَالَ آخَرُونَ عُنِيَ بِهِ الْبَعْث، وقَالَ اِبْن زَيْد يَوْم الْقِيَامَة (الطبري).

1.3) مجموعة سور بأسماء حروف:

20} سورة طه،36  سورة يس ،38  سورة ص،50  سورة ق {

و أسرار حروف فواتح السور في تنزيه كلام اللّه وفي أسماء القرءان وجعله وإنزاله عربيّاً ([25]).

تشير حروف فواتح السور إلى تنزيل الْقُرْءَان الكريم عن كيفيّة كلام اللّه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وعن كيفية الكتابة في اللوح المحفوظ (لَيْسَ كَمِثْلِهِا كتابة) إلى لغة سهلة ميسّرة (اللغة العربية) حتى يتمكن من فهمه الذين نزل إليهم الْقُرْءَان الكريم عربيّاً معجزاً مبيناً.  فكان من مقتضى اللّطف الرّباني أن أنزل الله الْقُرْءَان عن مرتبة كلامه الّذي ليس كمثله شيء وبغير لغات البشر، إلى مرتبة كلام اللّه باللغة العربية (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء 195)؛ وذلك حتى تتمكنوا من فهمه بعد تنزّله على قلب وسمع الرسول محمّد.  كما وأنزله عن مرتبة الكتابة في اللوح المحفوظ.  وهو كلام اللّه من قبل ومن بعد تنزّله إلى العربيّة.

إنّ كلام اللّه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وهو ليس من جنس كلام البشر.  تسمعُ الملائكةُ قولَ اللّه كأنه سلسلة على صفوان: (إذا قضى اللهُ تعالى الأمرَ في السماءِ، ضربتِ الملائكةُ بأجنحتِها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلةٌ على صفوانٍ ... ) ([26]).  واللّه سبحانه متكلم ومنذ الأزل، والكلام صفة ذاتية وفعلية للّه سبحانه، فهو: (فعّالٌ لما يريد)، و (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).  وأمّا لغات البشر فهي حادثة مخلوقة، وأنّى للحادث المخلوق أن يحيط بجميع كلام اللّه الأوّل الذي لا شيء قبله والآخر الذي لاشيء بعده: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لقمان 27).

لقد أنزل الله على رسله يسيراً من كلامه ليهتدي به من شاء.  وأما الْقُرْءَان الكريم فهو قَلِيل مِنْ كلام اللّه (الكَثِير واللانهائي)؛ جعله اللّهُ عربيّا: ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا)، ثمّ أنزلهُ وحياً عربيّا بواسطة جبريل عليه السلام على قلب سيّد المرسلين محمّد (صلّى اللّه عليه وسلّم) ؛ بأن قرأه جبريل والرّسولُ يسمع ويعقل حتى ثبت في قلبه.  ثمّ قرأه الرسول على الصحابة.  وقبل هذا ليس من سبيل لسماع القرآن.

2) الإيمان و الغيب

2.1) سورتا الإخلاص: وأسماءُ بعض السور يسلط الضوء على أصول الإيمان: التوحيد (سورتا الإخلاص هما: {قل هو الله أحد}، يعدل ثلث القرآن)، وسورة الكافرون تعدل ربع القرءان، وهي تحذير من الكفر ([27]).  وكان يُقال لسورتي (قل هو اللَّه أَحد)، (وقل يا أَيها الكافرون) المُقَشْقِشَتان: سُمِّيتا مُقَشْقِشَتَين لأَنهما تُبرِئان من الشرك والنفاق ([28]).

- (أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ " قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال { قل هو الله أحد }، يعدل ثلث القرآن) ([29]) .

وأسماءُ بعض السور يحذّر من النّفاق :

63 سورة المنافقون: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)

الفاضحة: سورة براءة من أسمائها الفاضحة، كما سبق بيانه في حديث سبقت الإشارة إليه.

2.2) مجموعة سور بأسماء الله وبعض صفاته:

لقد جاءت زُمرُ (مجموعاتُ) الأسماءِ شاملةً. بعضُها مرتبطٌ مع بعضِ أسماء الله وصفاته مثل: }(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (سورة النور)، فاطر، غافر، الرحمن، (مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ) (سورة الْمَعَارِجِ)، الأعلى، إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (سورة التوبة)، تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ (سورة الملك)، الإخلاص (صِفَةُ الرحمنِ){.

وَقَوْله: { ذِي الْمَعَارِج } يَعْنِي: ذَا الْعُلُوّ وَالدَّرَجَات وَالْفَوَاضِل وَالنِّعَم. وعَنِ ابْن عَبَّاس: ذِي الْعُلُوّ وَالْفَوَاضِل (الطبري).  وفي الحديث: (أَهلَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فذَكرَ التَّلبيةَ مثلَ حديثِ ابنِ عمرَ قالَ والنَّاسُ يزيدونَ ذا المعارجِ ونحوَهُ منَ الْكلامِ والنَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يسمَعُ فلا يقولُ لَهم شيئًا) ([30]) .

سورة صِفَةُ الرحمنِ: - (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَث رجلًا على سَرِيَّةٍ، وكان يَقرأُ لأصحابِه في صلاتِه فيَختِمُ بـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }. فلمَّا رجَعوا ذكَروا ذلك للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: (سَلوهُ لِأَيِّ شيءٍ يَصنَعُ ذلك ). فسَألوه فقال: لأنها صِفَةُ الرحمنِ، وأنا أُحِبُّ أن أقرَأَ بها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أخبِروه أنَّ اللهَ يُحِبُّه ) .) ([31]) .

2.3) مجموعة سور بأسماء مخلوقات عظيمة مغيبة :

ومنها سور المجموعة:

7} الأعراف، 67 الملك، 68 القلم، 108 الكوثر، 111المسد، 113 الفلق {.

الترتيب المُلك 67 ثم القلم 68: تبارك الذي بيده الملك؛ فأولُ شيء خلقَهُ اللهُ تعالى القلمَ، وأمَرَهُ أن يكتب كل شيء يكون ([32]).

(111 المسد) يُفسّرُهُ الآية: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ) (الحاقة 32). ذَرْعهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا" بِذِرَاعِ الْمَلَك ([33]) .  و لفلق): (سِجْن فِي جَهَنَّم، جُبّ فِي جَهَنَّم مُغَطًّى ([34] اِسْم مِنْ أَسْمَاء جَهَنَّم) (الطبري). يُعاقَبُ بالمسدِ والفلقِ الكفارُ والمنافقون الذين لم يؤمنوا بالله ولم يخلصوا له (112 هو رقم سورة الإخلاص؛ تقع بين سورتي المسد والفلق).

القلم: أول سورة نزلت على رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأول شيء خلقه الله تعالى هو القلم.

رقم سورة القلم (68) = رقم سورة الأنبياء + (21) رقم سورة محمد (47)

من جمالياته: إرسالُ محمدٍ وإرسالُ الأنبياءِ والمقادير هي في كتابٍ أُمِرَ القلمُ بكتابتِه قبلَ خلقِ السمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفِ سنة.  والدينُ يحفظُ بالكتابةِ، وأعمالُ العباد تكتبُها الملائكةُ.

سورة الأعراف: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) (الأعراف 46).  والآية: (وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) (الأعراف 48)

سورة القلم: (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (القلم 4).  أوّلُ سورة نزلت على رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم.

فِيهِ ثَلَاث مَسَائِل ([35]): "الْأُولَى: قَوْله تَعَالَى: " الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ " يَعْنِي عَلَّمَ الْإِنْسَان الْخَطّ وَالْكِتَابَة بِالْقَلَمِ. وَعَنْ قَتَادَة قَالَ: الْقَلَم نِعْمَة مِنْ اللَّه تَعَالَى عَظِيمَة، لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَقُمْ دِين، وَلَمْ يَصْلُح عَيْش. فَدَلَّ عَلَى كَمَال كَرَمه سُبْحَانه، بِأَنَّهُ عَلَّمَ عِبَاده مَا لَمْ يَعْلَمُوا، وَنَقَلَهُمْ مِنْ ظُلْمَة الْجَهْل إِلَى نُور الْعِلْم، وَنَبَّهَ عَلَى فَضْل عِلْم الْكِتَابَة، لِمَا فِيهِ مِنْ الْمَنَافِع الْعَظِيمَة، الَّتِي لَا يُحِيط بِهَا إِلَّا هُوَ. وَمَا دُوِّنَتْ الْعُلُوم، وَلَا قُيِّدَتْ الْحِكَم، وَلَا ضُبِطَتْ أَخْبَار الْأَوَّلِينَ وَمَقَالَاتهمْ، وَلَا كَتَبَ اللَّه الْمَنْزِلَة إِلَّا بِالْكِتَابَةِ؛ وَلَوْلَا هِيَ مَا اِسْتَقَامَتْ أُمُور الدِّين وَالدُّنْيَا ... وَرَوَى مُجَاهِد عَنْ أَبِي عُمَر قَالَ: خَلَقَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعَة أَشْيَاء بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الْحَيَوَان: كُنْ فَكَانَ: الْقَلَم، وَالْعَرْش، وَجَنَّة عَدْن، وَآدَم عَلَيْهِ السَّلَام. وَفِيمَنْ عَلَّمَهُ بِالْقَلَمِ ثَلَاثَة أَقَاوِيل: أَحَدهَا: أَنَّهُ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام؛ لِأَنَّهُ أَوَّل مَنْ كَتَبَ، قَالَهُ كَعْب الْأَحْبَار. الثَّانِي: أَنَّهُ إِدْرِيس، وَهُوَ أَوَّل مَنْ كَتَبَ. قَالَهُ الضَّحَّاك. الثَّالِث: أَنَّهُ أَدْخَلَ كُلّ مَنْ كَتَبَ بِالْقَلَمِ؛ لِأَنَّهُ مَا عُلِّمَ إِلَّا بِتَعْلِيمِ اللَّه سُبْحَانه، وَجَمَعَ بِذَلِكَ نِعْمَته عَلَيْهِ فِي خَلْقه، وَبَيَّنَ نِعْمَته عَلَيْهِ فِي تَعْلِيمه؛ اِسْتِكْمَالًا لِلنِّعْمَةِ عَلَيْهِ".

الثَّانِيَة: صَحَّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة، قَالَ: (لما خلق اللهُ الخلقَ، كتب في كتابِه، وهو يكتبُ على نفسِه، وهو وُضِعَ عندَه على العرشِ: إنَّ رحمتي تغلبُ غضبي) ([36])، وعند مسلم: (لما قضى اللهُ الخلقَ، كتب في كتابِه على نفسِه، فهو موضوعٌ عنده: إن رحمتي تغلبُ غضبي) ([37]).  وعَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ قَالَ: (أولُ ما خلق اللهُ القلمّ فقال له: اكتبْ، فكتب ما كان وما يكون إلى يومِ الساعةِ، فهو عنده في الذكرِ فوقَ عرشِهِ) ([38]). وَفِي الحَدِيث: (أنه سمع عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ يقول: الشَّقيُّ من شقِيَ في بطنِ أمِّه والسعيدُ من وُعِظَ بغيرِه. فأتى رجلًا من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقال له حُذيفةُ بنُ أسيدٍ الغِفاريُّ. فحدَّثه بذلك من قولِ ابنِ مسعودٍ فقال: وكيف يشقى رجلٌ بغيرِ عملٍ ؟ فقال له الرجلُ: أَتعجبُ من ذلك ؟ فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ " إذا مرَّ بالنطفةِ ثنتان وأربعون ليلةً، بعث اللهُ إليها ملَكًا. فصوَّرها وخلق سمعَها وبصرَها وجلدَها ولحمَها وعظامَها. ثم قال: يا ربِّ! أذكرٌ أم أنثى؟ فيَقضي ربُّك ما شاء. ويكتبُ الملَكُ. ثم يقولُ: يا ربِّ ! أَجلُه. فيقول ربُّك ما شاء ويكتبُ الملَكُ. ثم يقولُ: يا ربِّ ! رِزقُه. فيقضي ربُّك ما شاء. ويكتبُ الملَكُ. ثم يخرجُ الملَكُ بالصحيفةِ في يدِه. فلا يزيدُ على ما أُمِرَ ولا يَنقصُ " .) ([39]).  وَقَالَ تَعَالَى: "إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَامًا كَاتِبِينَ" ( الِانْفِطَار: 10 ) ....  قَالَ عُلَمَاؤُنَا: فَالْأَقْلَام فِي الْأَصْل ثَلَاثَة: الْقَلَم الْأَوَّل: الَّذِي خَلَقَهُ اللَّه بِيَدِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْتُب ([40])، كما في الأحاديث الصحيحة الآتية:

- (إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ: اكتبْ، قال: ربِّ وماذا أكتبُ ؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ. يا بنيَّ إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول: من مات على غيرِ هذا فليسَ مِني) ([41]) .   (أول ما خلق الله القلم فقال اكتب قال و ما أكتب يا رب. قال اكتب القدر قال فجرى القلم في تلك الساعة بما كان و بما هو كائن إلى الأبد ) ([42]) .

(إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: يارب، وماذا أكتب ؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ) ([43]) .

(عنِ ابنِ عباسٍ قال: إنَّ أولَ ما خلقَ اللهُ القلمَ قال: فأمرَهُ أنْ يكتبَ ما هوَ كائنٌ. قال: فكتبَ فِيما كتبَ: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ }) ([44]) .

- (إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم، وأمره أن يكتب كل شيء يكون ) ([45]) .

وَالْقَلَم الثَّانِي: أَقْلَام الْمَلَائِكَة، جَعَلَهَا اللَّه بِأَيْدِيهِمْ يَكْتُبُونَ بِهَا الْمَقَادِير وَالْكَوَائِن وَالْأَعْمَال. وَالْقَلَم الثَّالِث: أَقْلَام النَّاس، جَعَلَهَا اللَّه بِأَيْدِيهِمْ، يَكْتُبُونَ بِهَا كَلَامهمْ، وَيَصِلُونَ بِهَا مَآرِبهمْ. وَفِي الْكِتَابَة فَضَائِل جَمَّة. وَالْكِتَابَة مِنْ جُمْلَة الْبَيَان، وَالْبَيَان مِمَّا اِخْتَصَّ بِهِ الْآدَمِيّ.

سورة الكوثر

- (بيْنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ بيْنَ أظْهُرِنَا إذْ أغْفَى إغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: ما أضْحَكَكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ (2) إنَّ شَانِئَكَ هو الأَبْتَرُ} [الكوثر: 1 - 3]، ثُمَّ قالَ: أتَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟ فَقُلْنَا اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ، عليه خَيْرٌ كَثِيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يَومَ القِيَامَةِ،...) ([46]).

سورة الملك: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الملك  1)

أَيْ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. وَقَالَ اِبْن عَبَّاس: بِيَدِهِ الْمُلْك يُعِزّ مَنْ يَشَاء وَيُذِلّ مَنْ يَشَاء، وَيُحْيِي وَيُمِيت، وَيُغْنِي وَيُفْقِر، وَيُعْطِي وَيَمْنَع. وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: لَهُ مُلْك النُّبُوَّة الَّتِي أَعَزَّ بِهَا مَنْ اِتَّبَعَهُ وَذَلَّ بِهَا مَنْ خَالَفَهُ.  ... مِنْ إِنْعَام وَانْتِقَام (القرطبي).

وفي الحديث: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ ( الم تنزيلُ ) وَ ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) ([47]).  (سورةٌ تشفعُ لقائلِها ، وهي ثلاثونَ آيةً ألا وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) ([48]).

سورة المسد: ({5} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)

قَالَ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب كَانَتْ لَهَا قِلَادَة فَاخِرَة فَقَالَتْ لَأُنْفِقَنَّهَا فِي عَدَاوَة مُحَمَّد يَعْنِي فَأَعْقَبَهَا اللَّه مِنْهَا حَبْلًا فِي جِيدهَا مِنْ مَسَد النَّار: ... وَقَالَ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر: الْمَسَد سلْسَلَة ذَرْعهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَعَنْ الثَّوْرِيّ هُوَ قِلَادَة مِنْ نَار طُولهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا .... وَقَالَ مُجَاهِد " فِي جِيدهَا حَبْل مِنْ مَسَد " أَيْ طَوْق مِنْ حَدِيد أَلَا تَرَى أَنَّ الْعَرَب يُسَمُّونَ الْبَكَرَة مَسَدًا ؟ (تفسير ابن كثير).

سورة الفلق: ({1} قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) :

وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى الْفَلَق: عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: الْفَلَق: سِجْن فِي جَهَنَّم. وقَالَ: ثَنَا عَبْد السَّلَام بْن حَرْب، سِجْن فِي جَهَنَّم. ... وعَنْ أَبِي هُرَيْرَة، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْفَلَق: جُبّ فِي جَهَنَّم مُغَطًّى ([49])" ..... وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ اِسْم مِنْ أَسْمَاء جَهَنَّم. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 29647 - حَدَّثَنِي يُونُس، قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب، قَالَ: سَمِعْت خَيْثَم بْن عَبْد اللَّه يَقُول: سَأَلْت أَبَا عَبْد الرَّحْمَن الْحُبُلِيّ، عَنْ الْفَلَق، قَالَ: هِيَ جَهَنَّم. وَقَالَ آخَرُونَ: الْفَلَق: الصُّبْح. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 29648 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ. عَنْ اِبْن عَبَّاس: { أَعُوذ بِرَبِّ الْفَلَق } قَالَ: الْفَلَق: الصُّبْح. .... وَقَالَ آخَرُونَ: الْفَلَق: الْخَلْق، وَمَعْنَى الْكَلَام: قُلْ أَعُوذ بِرَبِّ الْخَلْق. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 29656 - حَدَّثَنِي عَلِيّ، قَالَ: لَنَا أَبُو صَالِح، قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَة، عَنْ عَلِيّ، عَنْ اِبْن عَبَّاس، فِي قَوْله: {الْفَلَق}: يَعْنِي الْخَلْق. وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ، أَنْ يُقَال: إِنَّ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَمَرَ نَبِيّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُول: {أَعُوذ بِرَبِّ الْفَلَق} وَالْفَلَق فِي كَلَام الْعَرَب: فَلَق الصُّبْح، تَقُول الْعَرَب: هُوَ أَبْيَن مِنْ فَلَق الصُّبْح، وَمِنْ فَرَق الصُّبْح. وَجَائِز أَنْ يَكُون فِي جَهَنَّم سِجْن اِسْمه فَلَق. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَلَمْ يَكُنْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَضَعَ دَلَالَة عَلَى أَنَّهُ عُنِيَ بِقَوْلِهِ { بِرَبِّ الْفَلَق } بَعْض مَا يُدْعَى الْفَلَق دُون بَعْض، وَكَانَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره رَبّ كُلّ مَا خَلَقَ مِنْ شَيْء، وَجَبَ أَنْ يَكُون مَعْنِيًّا بِهِ كُلّ مَا اِسْمه الْفَلَق، إِذْ كَانَ رَبّ جَمِيع ذَلِكَ (تفسير الطبري).

وفي الحديث: (أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، }قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ}، {وَقُلْ أَعُوذُ برَبِّ النَّاسِ{) ([50]).

2.4) مجموعة سور بأسماء تشير للملائكة :

أسماءُ بعض الســــــــــــور يشيرُ للملائكة: 37} الصافات،77  المرسلات، 79 النازعات{.

78 هو رقم سورة النبأ (النبأ العظيم: الْقُرْآن، الْبَعْث، يَوْم الْقِيَامَة).  ومن جماليات وقوعها بين سورتي المرسلات والنازعات هو: المرسلات (الملائكة والرّسل) تُحذرنا بالقرآن من الْبَعْث، ويَوْم الْقِيَامَة ما لم تنزع الروح؛ حيث النازعات هي الْمَلَائِكَة حِين تَنْزِع أَرْوَاح بَنِي آدَم، أَنْفُس الْكُفَّار تُنْزَع ثُمَّ تُنْشَط ثُمَّ تُغْرَق فِي النَّار .

عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ " وَالصَّافَّاتِ صَفًّا " وَهِيَ الْمَلَائِكَة (تفسير ابن كثير).

{1} وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا: قَالَ اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَمَسْرُوق وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبُو صَالِح وَأَبُو الضُّحَى وَالسُّدِّيّ" وَالنَّازِعَات غَرْقًا " الْمَلَائِكَة يَعْنُونَ حِين تَنْزِع أَرْوَاح بَنِي آدَم فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذ رُوحه بِعُسْرٍ فَتَغْرَق فِي نَزْعهَا وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذ رُوحه بِسُهُولَةٍ وَكَأَنَّمَا حَلَّتْهُ مِنْ نِشَاط وَهُوَ قَوْله " وَالنَّاشِطَات نَشْطًا " قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَعَنْ اِبْن عَبَّاس " وَالنَّازِعَات " هِيَ أَنْفُس الْكُفَّار تُنْزَع ثُمَّ تُنْشَط ثُمَّ تُغْرَق فِي النَّار. رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَقَالَ مُجَاهِد " وَالنَّازِعَات غَرْقًا " الْمَوْت .. (تفسير ابن كثير).

 77سورة المرسلات : ({1} وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا).  عنْ أبي هُرَيرةَ قال: ({ الْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا{  الملائكَةُ أُرْسِلتْ بالمعروفِ) ([51]). وَرُوِيَ عَنْ أَبِي صَالِح أَنَّهُ قَالَ هِيَ الرُّسُل وَفِي رِوَايَة عَنْهُ أَنَّهَا الْمَلَائِكَة (تفسير ابن كثير).

2.5) رسل الله

2.5.1) مجموعة سور بأسماء بعض رسل الله :

أمّا فيما يخص الإيمان بالرسل والأنبياء، فهناك مجموعة سور بأسماء بعضهم:

10} سورة يونس،11  سورة هود،12  سورة يوسف،14  سورة إبراهيم،21  سورة الأنبياء،47  سورة محمد،71  سورة نوح{

رقم سورة الأنبياء (21) = رقم سورة يونس (10)  +  رقم سورة هود (11)

رقم سورة محمد (47) = رقم سورة يونس (10) + رقم سورة هود (11) + رقم سورة يوسف (12) + رقم سورة إبراهيم (14)

رقم سورة نوح (71) = رقم سورة محمد (47) + رقم سورة يونس (10) + رقم سورة إبراهيم (14)

وهذا يعكس ضرورة الإيمان بجميع الرسل: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ )  }البقرة:285 }.  وفي الحديث: (أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بعِيسَى، الأنْبِيَاءُ أَبْنَاءُ عَلَّاتٍ، وَليسَ بَيْنِي وبيْنَ عِيسَى نَبِيٌّ.) ([52])

13  سورة الرعد: تقع بين سورتي يوسف وإبراهيم، والرعد ملك موكل بالمطر .

(وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) (الرعد 13).  وفي الحديث:  (أقبلَتِ اليهودُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا يا أبا القاسمِ إنا نسألُكَ عن خمَسَةِ أشياءَ فإنْ أنبأْتَنَا بِهِنَّ عرَفْنَا أنَّكَ نَبِيٌّ واتَّبَعْناكَ فأَخَذَ علَيْهِم ما أخذَ إسرائيلُ على بَنِيهِ إذْ قالوا اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ قال هاتوا قالوا خَبِّرْنا كيفَ تُؤَنِّثُ المرأَةُ وكيف تُذَكِّرُ قال يَلْتَقِي الماءانِ فإذا علَا ماءُ الرجُلِ ماءَ المرأةِ أَذْكَرَتْ وإذا عَلَا ماءُ المرأَةِ ماءَ الرجلِ أَنَّثَتْ قالوا أَخْبِرْنا ما حرَّمَ إسرائيلُ على نفْسِهِ قال كانَ يشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا فلَمْ يَجْدْ شيئًا يُلائِمُهُ إلَّا ألْبَانَ كذا وكذا قال بعضُهُم يعني الإبِلَ فحرَّمَ لحومَها قالوا صدقْتَ قالوا أخْبِرْنا مَا هذا الرَّعْدُ قال مَلَكٌ من ملائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُوَكَّلٌ بالسحابِ بيدِهِ أوْ في يدِهِ مِخْراقٌ مِنْ نارٍ يزْجُرُ بِهِ السحابَ يسوقُهُ حيثُ أمَرَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ قالوا فما هذا الصوتُ الذي نسمَعُ قال صوتُهُ قالوا صَدَقْتَ إنما بقِيَتْ واحِدَةٌ إنَّما نُبَايِعُكَ إنْ أخبرْتَنا إِنَّهُ ليس من نبيٍّ إلَّا له من يأْتِيهِ بالخبرِ فأخبرْنا عن صاحبِكَ قال جبريلُ عليه السلامُ قالوا جبريلُ ذلِكَ الذي ينزِلُ بالعذَابِ والحَرْبِ والقِتَالِ وهو عدُوُّنَا لو قُلْتَ مِيكائيلَ الذي ينزِلُ بالرحمَةِ والنباتِ والقطرِ لكان فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبرِيلَ الآيةَ وفي روايةٍ كُلَّما أخبرَهم بشيءٍ فصدَّقُوه قال اللهمَّ اشهدْ وقال فيها أنشُدُكُم باللهِ الذي أنزلَ التوراةَ على موسى هلْ تعلمونَ أنَّ هذا النبيَّ الأمِّيَ تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُهُ قالوا اللهم نعم وقال أيضًا فإنَّ وَلِيِّي جبريلُ ولم يَبْعَثِ اللهُ نبيًّا قطُّ إلَّا وهو وليُّهُ) ([53]) .

2.5.2) سور باسم بعض معجزات رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم:

} سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ (الإسراء)، اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (القمرأَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (الشرح) {

17 سورة الإسراء (بني اسرائيل): ( {1} سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

54 سورة القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر 1)

وفِي الصَّحِيح: (أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية. فأراهم انشقاق القمر، مرتين .) ([54]) .

94 سورة الشرح : ({1} أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ).  يَقُول تَعَالَى " أَلَمْ نَشْرَح لَك صَدْرك " يَعْنِي أَمَا شَرَحْنَا لَك صَدْرك أَيْ نَوَّرْنَاهُ وَجَعَلْنَاهُ فَسِيحًا رَحِيبًا وَاسِعًا كَقَوْلِهِ " فَمَنْ يُرِدْ اللَّه أَنْ يَهْدِيه يَشْرَح صَدْره لِلْإِسْلَامِ " وَكَمَا شَرَحَ اللَّه صَدْره كَذَلِكَ جَعَلَ شَرْعه فَسِيحًا وَاسِعًا سَهْلًا لَا حَرَج فِيهِ وَلَا إِصْر وَلَا ضِيق. وَقِيلَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " أَلَمْ نَشْرَح لَك صَدْرك " شَرَحَ صَدْره لَيْلَة الْإِسْرَاء ...  وَمَا نَشَأَ عَنْهُ مِنْ الشَّرْح الْمَعْنَوِيّ أَيْضًا فَاَللَّه أَعْلَم (تفسير ابن كثير).

وفي الحديث الصحيح: (بيْنَا أنَا عِنْدَ البَيْتِ بيْنَ النَّائِمِ، واليَقْظَانِ - وذَكَرَ: يَعْنِي رَجُلًا بيْنَ الرَّجُلَيْنِ -، فَأُتِيتُ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ، مُلِئَ حِكْمَةً وإيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إلى مَرَاقِّ البَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وإيمَانًا، وأُتِيتُ بدَابَّةٍ أبْيَضَ، دُونَ البَغْلِ وفَوْقَ الحِمَارِ: البُرَاقُ، فَانْطَلَقْتُ مع جِبْرِيلَ حتَّى أتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ جِبْرِيلُ: قيلَ: مَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى آدَمَ، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِنَ ابْنٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، قيلَ مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: أُرْسِلَ إلَيْهِ، قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى عِيسَى، ويَحْيَى فَقالَا: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، قيلَ: مَن هذا؟ قيلَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى يُوسُفَ، فَسَلَّمْتُ عليه قالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قيلَ مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قيلَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى إدْرِيسَ، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الخَامِسَةَ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْنَا علَى هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا علَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قيلَ: مَن هذا؟ قيلَ جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى مُوسَى، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى، فقِيلَ: ما أبْكَاكَ: قالَ: يا رَبِّ هذا الغُلَامُ الذي بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِهِ أفْضَلُ ممَّا يَدْخُلُ مِن أُمَّتِي، فأتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قيلَ مَن هذا؟ قيلَ: جِبْرِيلُ، قيلَ مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ، مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى إبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِنَ ابْنٍ ونَبِيٍّ، فَرُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: هذا البَيْتُ المَعْمُورُ يُصَلِّي فيه كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، إذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إلَيْهِ آخِرَ ما عليهم، ورُفِعَتْ لي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا كَأنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ ووَرَقُهَا، كَأنَّهُ آذَانُ الفُيُولِ في أصْلِهَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: أمَّا البَاطِنَانِ: فَفِي الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ والفُرَاتُ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فأقْبَلْتُ حتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قُلتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، قالَ: أنَا أعْلَمُ بالنَّاسِ مِنْكَ، عَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ، وإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ، فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فَسَلْهُ، فَرَجَعْتُ، فَسَأَلْتُهُ، فَجَعَلَهَا أرْبَعِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، ثُمَّ ثَلَاثِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عِشْرِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عَشْرًا، فأتَيْتُ مُوسَى، فَقالَ: مِثْلَهُ، فَجَعَلَهَا خَمْسًا، فأتَيْتُ مُوسَى فَقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قُلتُ : جَعَلَهَا خَمْسًا، فَقالَ مِثْلَهُ، قُلتُ: سَلَّمْتُ بخَيْرٍ، فَنُودِيَ إنِّي قدْ أمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وخَفَّفْتُ عن عِبَادِي، وأَجْزِي الحَسَنَةَ عَشْرًا، وقالَ هَمَّامٌ، عن قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في البَيْتِ المَعْمُورِ.) ([55]) .

2.5.3) الْبَيَان أَنَّ مُحَمَّدا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيّ مُرْسَل

98 سورة البينة : ({4} وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ): وَمَا تَفَرَّقَ الْيَهُود وَالنَّصَارَى فِي أَمْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَذَّبُوا بِهِ، إِلَّا مِنْ بَعْد مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَة، يَعْنِي: مِنْ بَعْد مَا جَاءَتْ هَؤُلَاءِ الْيَهُود وَالنَّصَارَى { الْبَيِّنَة }، يَعْنِي. بَيَان أَمْر مُحَمَّد، أَنَّهُ رَسُول بِإِرْسَالِ اللَّه إِيَّاهُ إِلَى خَلْقه؛ يَقُول: فَلَمَّا بَعَثَهُ اللَّه تَفَرَّقُوا فِيهِ، فَكَذَّبَ بِهِ بَعْضهمْ، وَآمَنَ بَعْضهمْ، وَقَدْ كَانُوا قَبْل أَنْ يُبْعَث غَيْر مُفْتَرِقِينَ فِيهِ أَنَّهُ نَبِيّ (الطبري).

أَيْ أَتَتْهُمْ الْبَيِّنَة الْوَاضِحَة. وَالْمَعْنِيّ بِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيْ الْقُرْآن مُوَافِقًا لِمَا فِي أَيْدِيهمْ مِنْ الْكِتَاب بِنَعْتِهِ وَصِفَته. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى نُبُوَّته، فَلَمَّا بُعِثَ جَحَدُوا نُبُوَّته وَتَفَرَّقُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ بَغْيًا وَحَسَدًا، وَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: " وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْد مَا جَاءَهُمْ الْعِلْم بَغْيًا بَيْنهمْ " [ الشُّورَى: 14 ]. وَقِيلَ: " الْبَيِّنَة ": الْبَيَان الَّذِي فِي كُتُبهمْ أَنَّهُ نَبِيّ مُرْسَل (القرطبي).

2.5.4) سورة الأمر بالمسارعة إلى إبلاغ دعوة الإسلام:

74  سورة المدثر : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}

2.5.5) سورة التربية الإيمانية والتهيئة للرسول صلَّى الله عليه وسلَّم من اجل تحمل أعباء إبلاغ دعوة الإسلام:

73 سورة المزمل : { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) }.   "قُمْ اللَّيْل" صَلِّ (الجلالين).

2.5.6) أمر الرسول بأن يولي كل فرد نفس المستوى من الاهتمام

80 سورة عبس

2.6) يوم القيامة والحساب وما يسبقهما من انقلابات وأهوال كونية

2.6.1) مجموعة سور بأسماء يوم القيامة :

56} الواقعة،64  التغابن،69  الحاقة،75  القيامة،78  النبأ،88  الغاشية، 101 القارعة{.

 متوسط أرقام هذه السور هو (75.86).

سور المجموعة: }الجاثية، الواقعة، الحشر، التغابن، الحاقة، القيامة، النبأ، التكوير، الانفطار، الانشقاق، الغاشية، الزلزلة، القارعة{. متوسط أرقام سور هذه المجموعة هو75.46  :

(45 +56 +59 +64 +69 +75 +78 +81 +82 +84 +88 + 99+ 101)/13 =75.46

متوسط أرقام السور في هاتين المجموعتين (75.86، 75.46) يتوسط رقم سورتي القيامة (75) و الإنسان (76): تقوم القيامة فيجازى هذا الإنسان على عمله.

64.  سورة التغابن: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ...)

" وَقَوْله تَعَالَى ذَلِكَ يَوْم "التَّغَابُن" قَالَ اِبْن عَبَّاس هُوَ اِسْم مِنْ أَسْمَاء يَوْم الْقِيَامَة وَذَلِكَ أَنَّ أَهْل الْجَنَّة يَغْبِنُونَ أَهْل النَّار وَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَمُجَاهِد وَقَالَ مُقَاتِل بْن حَيَّانِ لَا غَبْن أَعْظَم مِنْ أَنْ يُدْخَل هَؤُلَاءِ إِلَى الْجَنَّة وَيُذْهَب بِأُولَئِكَ إِلَى النَّار (تفسير ابن كثير).

2.6.2) مجموعة سور بأسماء انقلابات كونية قبل قيام الساعة:

44} الدخان، 59  الحشر (بَنِي النَّضِير){.

تقع سورة الدخان قبل الحشر في الترتيب بالمصحف.  وكذلك الدخان من علامات الساعة الكبرى ويظهر الدخان (في الزمان) قبل الحشر.  يقول تعالى: ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) [الدخان 10].  يقول ابن كثير: (الدخان هُوَ مِنْ أَمَارَات السَّاعَة كَمَا في حَدِيث أَبِي سَرِيحَة حُذَيْفَة بْن أُسَيْد الْغِفَارِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غُرْفَة وَنَحْنُ نَتَذَاكَر السَّاعَة فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تروا عشرَ آياتٍ: طلوعُ الشَّمسِ من مغربِها، ويأجوجُ ومأجوجُ، والدَّابَّةُ وثلاثةُ خسوفٍ خسفٍ بالمشرقِ وخسفٍ بالمغربِ وخسفٍ بجزيرةِ العربِ ونارٌ تخرجُ من قعرِ عدنَ تسوقُ النَّاسَ أو تحشرُ النَّاسَ فتبيتُ معَهم حيثُ باتوا وتقيلُ معَهم حيثُ قالوا) ([56]). وفي فتح الباري بشرح صحيح البخاري، قَوْله فِي الْبَاب الثَّانِي ( عَنْ مَسْرُوق قَالَ دَخَلْت عَلَى عَبْد اللَّه ) ‏أَيْ اِبْن مَسْعُود. ‏  وقال الحافظ (تحفة الأحوذي بشرح جامع التّرمذي 3177، فتح الباري بشرح صحيح البخاري ح 4448): وَهَذَا الَّذِي أَنْكَرَهُ اِبْن مَسْعُود قَدْ جَاءَ عَنْ عَلِيّ، فَأَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق الْحَارِث عَنْ عَلِيّ قَالَ " آيَة الدُّخَان لَمْ تَمْضِ بَعْد، .. ". ثُمَّ أَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي مُلَيْكَة قَالَ " دَخَلْت عَلَى اِبْن عَبَّاس يَوْماً فَقَالَ لِي: لَمْ أَنَمْ الْبَارِحَة حَتَّى أَصْبَحْت، قَالُوا طَلَعَ الْكَوْكَب ذُو الذَّنَب فَخَشِينَا الدُّخَان قَدْ خَرَجَ " ([57]).  وفي رواية (دخلتُ على ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللَّهُ عنْهما فقال: لم أنَم هذه اللَّيلةَ، فقلتُ: لِم، قال: طلعَ الكوْكبُ ذو الذَّنَبِ فخشيتُ أنْ يطرُقَ الدُّخانُ) ([58]). وَيُؤَيِّد كَوْن آيَة الدُّخَان لَمْ تَمْضِ مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي شُرَيْحَةَ رَفَعَهُ " لا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَرَوْا عَشْر آيَات: طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا، وَالدُّخَان، وَالدَّابَّة " (تحفة الأحوذي بشرح جامع التّرمذي 3177). والحديث: (لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تروا عشرَ آياتٍ: طلوعُ الشَّمسِ من مغربِها، ويأجوجُ ومأجوجُ، والدَّابَّةُ وثلاثةُ خسوفٍ خسفٍ بالمشرقِ وخسفٍ بالمغربِ وخسفٍ بجزيرةِ العربِ ونارٌ تخرجُ من قعرِ عدنَ تسوقُ النَّاسَ أو تحشرُ النَّاسَ فتبيتُ معَهم حيثُ باتوا وتقيلُ معَهم حيثُ قالوا) ([59]). 

(كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غرفةٍ ونحن أسفلُ منه. فاطَّلع إلينا فقال " ما تذكرون ؟ " قلنا: الساعةَ. قال " إنَّ الساعةَ لا تكون حتى تكون عشرُ آياتٍ: خسفٌ بالمشرقِ، وخسفٌ بالمغربِ، وخسفٌ في جزيرةِ العربِ، والدخانُ، والدجالُ، ودابةُ الأرضِ، ويأجوجُ ومأجوجُ، وطلوعُ الشمسِ من مغربِها، ونارٌ تخرج من قَعرةِ عدنٍ تُرحِّلُ الناسَ ". قال شعبة: وحدَّثني عبدُالعزيزِ بنُ رفيعٍ عن أبي الطُّفيلِ، عن أبي سريحةَ، مثلَ ذلك. لا يذكر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وقال أحدُهما، في العاشرةِ: نزولُ عيسى ابنِ مريمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وقال الآخرُ: وريحٌ تُلقِي الناسَ في البحرِ. وفي روايةٍ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غُرفةٍ. ونحن تحتَها نتحدَّثُ. وساق الحديثَ. بمثله. قال شعبةٌ: وأحسبه قال: تنزل معهم إذا نزلوا. وتقيلُ معهم حيث قالوا. قال شعبةٌ: وحدَّثني رجلٌ هذا الحديثَ عن أبي الطُّفَيلِ، عن أبي سريحةَ. ولم يرفعْه. قال: أحدُ هذين الرجلَينِ: نزولُ عيسى ابنُ مريمَ. وقال الآخرُ: ريحٌ تُلقيهم في البحرِ. وفي روايةٍ: بنحوه. قال: والعاشرةُ نزولُ عيسى ابنُ مريمَ .) ([60]).

وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ حَدِيث رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَة مَرْفُوعاً فِي خُرُوج الآيَات وَالدُّخَان " قَالَ حُذَيْفَة: يَا رَسُول اللَّه وَمَا الدُّخَان ؟ فَتَلا هَذِهِ الآيَة قَالَ: أَمَّا الْمُؤْمِن فَيُصِيبهُ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزَّكْمَةِ، وَأَمَّا الْكَافِر فَيَخْرُج مِنْ مَنْخِرَيْهِ وَأُذُنَيْهِ وَدُبُره " وَإِسْنَاده ضَعِيف أَيْضاً (تحفة الأحوذي بشرح جامع التّرمذي 3177،، فتح الباري بشرح صحيح البخاري ح 4448). ....  وَلَوْ ثَبَتَ طَرِيق حَدِيث حُذَيْفَة لاحْتَمَلَ أَنْ يَكُون هُوَ الْقَاصّ الْمُرَاد فِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود.  وبعد أن طُلب من الرّسول - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  الدّعاء‏ ‏لِمُضَرَ مخافة أن يهلكوا، أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ *يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الدّخان 10-11].  إذن هنالك دخانٌ أصاب كفار قريش وشاهدوه (كهيئة الدخان) أو (مِثْلَ الدُّخَانِ).  وهنالك دخانٌ مترقّبٌ منتظرٌ ومتوعّدٌ تأتي به السّماءُ، وهو من علامات الساعة الكبرى، وهو بيّنٌ عامٌّ يغشى البشريّة، وعذابه أليم: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ *يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ).  وللمزيد انظر دخان السّماء المرتقب ([61]).

59.  سورة الحشر .

وَكَانَ اِبْن عَبَّاس يَقُول: سُورَة بَنِي النَّضِير، وعنه أنّ سُورَةُ الْحَشْر نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ: ( ... قُلْتُ سُورَةُ الْأَنْفَالِ قَالَ تِلْكَ سُورَةُ بَدْرٍ قَالَ قُلْتُ فَالْحَشْرُ قَالَ نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ) ([62]).  ويقول سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (الحشر 2).  هؤلاء اليهود الماكرين المخادعين الذين نقضوا عهدهم مع رسول اللّه؛ فكتب اللّه عليهم الجلاء، وفي الحديث: (كانت غَزوةُ بني النَّضيرِ وَهم طائفةٌ منَ اليَهودِ على رأسِ ستَّةِ أشْهرٍ من وقعةِ بدرٍ وَكانَ منزلُهم ونخلُهم بناحيةٍ المدينةِ فحاصرَهم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ حتَّى نزلوا على الجَلاءِ وعلى أنَّ لَهم ما أقلَّتِ الإبلُ منَ الأمتعةِ والأموالِ إلَّا الحلقةَ ـ يعني السِّلاحَ ـ فأنزلَ اللَّهُ فيهم سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ... إلى قولِه لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُو فقاتلَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ حتَّى صالحَهم على الجَلاءِ فأجلاهم إلى الشَّامِ وكانوا من سِبطٍ لم يصبْهم جلاءٌ فيما خلا وَكانَ اللَّهُ قد كتَبَ عليْهمُ ذلك ولولا ذلِكَ لعذَّبَهم في الدُّنيا بالقتلِ والسَّبيِ وأمَّا قولُهُ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ فَكانَ جلاؤُهم ذلِكَ أوَّلَ حشرٍ في الدُّنيا إلى الشَّامِ) ([63]).

قَالَ اِبْن إِسْحَاق وَنَزَلَ فِي بَنِي النَّضِير سُورَة الْحَشْر بِأَسْرِهَا وَهَكَذَا رَوَى يُونُس بْن بُكَيْر عَنْ اِبْن إِسْحَاق بِنَحْوِ مَا تَقَدَّمَ فَقَوْله تَعَالَى" هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْل الْكِتَاب " يَعْنِي بَنِي النَّضِير" مِنْ دِيَارهمْ لِأَوَّلِ الْحَشْر " قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي عُمَر حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ أَبِي سَعْد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: مَنْ شَكَّ فِي أَنَّ أَرْض الْمَحْشَر هَهُنَا يَعْنِي الشَّام فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَة " هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْل الْكِتَاب مِنْ دِيَارهمْ لِأَوَّلِ الْحَشْر ".

تقع سورة الدخان قبل الحشر (بَنِي النَّضِير) في الترتيب بالمصحف.  وكذلك فإنّ ما شهده وشاهده كفار قريش كهيئة الدخان من الجهد والجوع كان إبّان الهجرة ([64]) وبالتالي قبل إجلاء بَنِي النَّضِير.

2.6.3) مجموعة سور بأسماء انقلابات وأهوال كونية تحصل مع قيام الساعة :

53} النَّجْم ،54 القمر،81  التكوير، 82 الانفطار، 84 الانشقاق، 99 الزلزلة {

متوسط أرقام هذه السور (75.5) قريب جدّاً من رقم سورة القيامة (75).

 (53 +54 +81  +82 + 84 + 99)/6 = 75.5

81} التكوير، 82 الانفطار، 84 الانشقاق{

متتالية في الأرقام لو لم تفصلها سورة المطففين (رقم 83).  ومن جماله أنها تقول للمطففين أن الموازين القسط توضع يوم القيامة: (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (المطففين: 6-4).

53 سورة النَّجْم:  (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى): يكون في الدنيا وكذلك هو من أهوال الآخرة

54 سورة القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر  1) حصل في الدنيا معجزة لرسولنا (صلى الله عليه وسلّم)، وسيكون من أهوال الآخرة.

- (من سره أن ينظر إلى يوم القيامة، كأنه رأي عين، فليقرأ { إذا الشمس كورت } و { إذا السماء انفطرت } و { إذا السماء انشقت } ) ([65]) .

- (من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ { إذا الشمس كورت } و { إذا السماء انفطرت } ) ([66]) .

- (من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ { إذا الشمس كورت } و { إذا السماء انفطرت } و { إذا السماء انشقت } أحسب أنه قال وسورة هود ) ([67]) .

81.  سورة التكوير

({1} إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ):

قَالَ الْحَسَن: تَكْوِيرُهَا :. ذَهَاب ضَوْئِهَا. وَقَالَهُ قَتَادَة وَمُجَاهِد: وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا. ... أَبُو عُبَيْدَة: كُوِّرَتْ مِثْل تَكْوِير الْعِمَامَة، تُلَفّ فَتُمْحَى. وَقَالَ الرَّبِيع بْن خَيْثَم: " كُوِّرَتْ رُمِيَ بِهَا؛ وَمِنْهُ: كَوَّرْته فَتَكَوَّرَ؛ أَيْ سَقَطَ. قُلْت: وَأَصْل التَّكْوِير: الْجَمْع، مَأْخُوذ مِنْ كَارَ الْعِمَامَة عَلَى رَأْسه يَكُورُهَا أَيْ لَاثَهَا وَجَمْعُهَا فَهِيَ تُكَوَّر وَيُمْحَى ضَوْءُهَا... وَعَنْ أَبِي صَالِح: كُوِّرَتْ: نُكِّسَتْ (القرطبي).

تصبح الشمس قزم ابيض (white dwarf star).

({2} وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ): أَيْ تَهَافَتَتْ وَتَنَاثَرَتْ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اِنْصَبَّتْ كَمَا تَنْصَبُّ الْعُقَاب إِذَا اِنْكَسَرَتْ. قَالَ الْعَجَّاج يَصِف صَقْرًا: أَبْصَرَ خِرْبَان فَضَاء فَانْكَدَرْ تَقَضِّي الْبَازِي إِذَا الْبَازِي كُسِرْ ... وَرَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: تَسَاقَطَتْ، فَإِذَا جَاءَتْ النَّفْخَة الْأُولَى مَاتَ مَنْ فِي الْأَرْض وَمَنْ فِي السَّمَوَات، فَتَنَاثَرَتْ تِلْكَ الْكَوَاكِب وَتَسَاقَطَتْ. وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون اِنْكِدَارهَا طَمَسَ آثَارهَا. وَسُمِّيَتْ النُّجُوم نُجُومًا لِظُهُورِهَا فِي السَّمَاء بِضَوْئِهَا. وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا: اِنْكَدَرَتْ تَغَيَّرَتْ فَلَمْ يَبْقَ لَهَا ضَوْء لِزَوَالِهَا عَنْ أَمَاكِنهَا. وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب (القرطبي).

تسقط النُّجُومُ لانقباض الْأَرْضين السبع (حاضنها الجاذبي من المادة المظلمة).  وللمزيد انظر بحث (الأرضون السّبع وتوزيع الصفائح المجرِّيّة الضخمة على نطاق كوني واسع ([68]).

82.  سورة الانفطار

({1} إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ): أَيْ تَشَقَّقَتْ بِأَمْرِ اللَّه؛ لِنُزُولِ الْمَلَائِكَة؛ كَقَوْلِهِ: " وَيَوْم تَشَقَّق السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَة تَنْزِيلًا " [ الْفُرْقَان: 25 ]. وَقِيلَ: تَفَطَّرَتْ لِهَيْبَةِ اللَّه تَعَالَى. وَالْفَطْر: الشَّقُّ؛ يُقَال: فَطَرْته فَانْفَطَرَ؛ وَمِنْهُ فَطَرَ نَابَ الْبَعِير: طَلَعَ، فَهُوَ بَعِير فَاطِر، وَتَفَطَّرَ الشَّيْء: شُقِّقَ (القرطبي).

84.  سورة الانشقاق

({1} إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ): أَيْ اِنْصَدَعَتْ، وَتَفَطَّرَتْ بِالْغَمَامِ، وَالْغَمَام مِثْل السَّحَاب الْأَبْيَض. وَكَذَا رَوَى أَبُو صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: تُشَقُّ مِنْ الْمَجَرَّة. وَقَالَ: الْمَجَرَّة بَاب السَّمَاء ([69]). وَهَذَا مِنْ أَشْرَاط السَّاعَة وَعَلَامَاتهَا (القرطبي).  وروي عن ابن عباس (والمَجَرَّةُ بابُ السَّماءِ الَّذي تنشقُّ منهُ) ([70]).

54.  سورة القمر

(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر  1).  مِنْ أهوال يوم القيامة انْشَقاق الْقَمَر.  وَقَالَ قَوْم: لَمْ يَقَع اِنْشِقَاق الْقَمَر بَعْد وَهُوَ مُنْتَظَر؛ أَيْ اِقْتَرَبَ قِيَام السَّاعَة وَانْشِقَاق الْقَمَر؛ وَأَنَّ السَّاعَة إِذَا قَامَتْ اِنْشَقَّتْ السَّمَاء بِمَا فِيهَا مِنْ الْقَمَر وَغَيْره. وَكَذَا قَالَ الْقُشَيْرِيّ. وَذَكَرَ الْمَاوَرْدِيّ: أَنَّ هَذَا قَوْل الْجُمْهُور، وَقَالَ: لِأَنَّهُ إِذَا اِنْشَقَّ مَا بَقِيَ أَحَد إِلَّا رَآهُ؛ لِأَنَّهُ آيَة وَالنَّاس فِي الْآيَات سَوَاء. وَقَالَ الْحَسَن: اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة فَإِذَا جَاءَتْ اِنْشَقَّ الْقَمَر بَعْد النَّفْخَة الثَّانِيَة. وَقِيلَ: " وَانْشَقَّ الْقَمَر " أَيْ وَضَحَ الْأَمْر وَظَهَرَ؛ وَالْعَرَب تَضْرِب بِالْقَمَرِ مَثَلًا فِيمَا وَضَحَ؛ قَالَ: أَقِيمُوا بَنِي أُمِّي صُدُور مَطِيّكُمْ فَإِنِّي إِلَى حَيّ سِوَاكُمْ لَأَمْيَلُ فَقَدْ حُمَّتْ الْحَاجَات وَاللَّيْل مُقْمِر وَشُدَّتْ لِطَيَّاتٍ مَطَايَا وَأَرْحُلُ   (القرطبي).

سورة النَّجْم

(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) (النجم 1).  .... وَقَالَ الْحَسَن أَيْضًا: الْمُرَاد بِالنَّجْمِ النُّجُوم إِذَا سَقَطَتْ يَوْم الْقِيَامَة (القرطبي).

99.  سورة الزلزلة: (}إذا زلزلت{  تعدلُ نصفَ القرآنِ) ([71])

 ({1} إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا): أَيْ حُرِّكَتْ مِنْ أَصْلهَا. كَذَا رَوَى عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس، وَكَانَ يَقُول: فِي النَّفْخَة الْأُولَى يُزَلْزِلهَا - وَقَالَهُ مُجَاهِد -؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: " يَوْم تَرْجُف الرَّاجِفَة. تَتْبَعهَا الرَّادِفَة " [ النَّازِعَات: 6 - 7 ] ثُمَّ تُزَلْزَل ثَانِيَة، فَتُخْرِج مَوْتَاهَا وَهِيَ الْأَثْقَال (القرطبي).

({2} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا): قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَالْأَخْفَش: إِذَا كَانَ الْمَيِّت فِي بَطْن الْأَرْض، فَهُوَ ثِقَل لَهَا. وَإِذَا كَانَ فَوْقهَا، فَهُوَ ثِقَل عَلَيْهَا. وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد: " أَثْقَالهَا ": مَوْتَاهَا، تُخْرِجهُمْ فِي النَّفْخَة الثَّانِيَة، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجِنِّ وَالْإِنْس: الثَّقَلَانِ. .... وَقِيلَ: " أَثْقَالهَا " كُنُوزهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيث: (تقيءُ الأرضُ أفلاذَ كبدِها. أمثالَ الأسطوانِ من الذهبِ والفضةِ. فيجيء القاتلُ فيقول: في هذا قُتِلتُ. ويجيء القاطعُ فيقول: في هذا قَطعتُ رحِمي. ويجيءُ السارقُ فيقول: في هذا قُطعَتْ يدي. ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئًا) ([72]) (القرطبي).  حبُّ المالِ الشَّديدُ قد يَكونُ سببًا في قَتلِ الأَنفُس وقَطعِ الأَرحامِ، ولكنَّه سيَكونُ يَومًا ما لَيس له قِيمةٌ، وَمِن عَلاماتِ السَّاعةِ الصُّغرى الَّتي لم تَقعْ بعدُ إخراجُ الأَرضِ كُنوزَها المَخبوءَةَ.

2.6.4) فَيَتَمَيَّز النَّاس وَتَجْثُو الْأُمَم وتوفى كُلّ نَفْس عَمَلَهَا

45.  سورة الجاثية

({28} وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ):  وَيُقَال إِنَّ هَذَا إِذَا جِيءَ بِجَهَنَّم فَإِنَّهَا تَزْفِر زَفْرَة لَا يَبْقَى أَحَد إِلَّا جَثَا لِرُكْبَتَيْهِ حَتَّى إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: (ويحك يا كعب ! إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها فقال كعب والذي نفسي بيده إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول: رب ! نفسي نفسي حتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لا تنجو. ) ([73]).  وَقَالَ مُجَاهِد وَكَعْب الْأَحْبَار وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ كُلّ أُمَّة جَاثِيَة أَيْ عَلَى الرُّكَب وَقَالَ عِكْرِمَة جَاثِيَة مُتَمَيِّزَة عَلَى نَاحِيَتهَا وَلَيْسَ عَلَى الرُّكَب وَالْأَوَّل أَوْلَى. قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يَزِيد الْمُقْرِي حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة عَنْ عَمْرو عَنْ عَبْد اللَّه بْن بَابَاهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( كأنِّي أَراكُم بالكَوْمِ جُثًى مِن دونِ جَهَنَّمَ) ([74]) . وَقَيل فَيَتَمَيَّز النَّاس وَتَجْثُو الْأُمَم وَهِيَ الَّتِي يَقُول اللَّه تَعَالَى وَتَرَى كُلّ أُمَّة جَاثِيَة كُلّ أُمَّة تُدْعَى إِلَى كِتَابهَا (تفسير ابن كثير).

- وفي الحديث: (إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة، ينزل إلى العباد، ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعى به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله عز وجل للقاريء: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال: بلى يا رب، قال: فما عملت فيما علمت ؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله عز وجل له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله تبارك وتعالى: بل أردت أن يقال: فلان قاريء، وقد قيل ذلك. ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله عز وجل: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب ؛ قال: فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال: كنت أصل الرحم، أتصدق. فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله تبارك وتعالى: بل أردت أن يقال: فلان جواد، وقد قيل ذلك. ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله، فيقول الله له: فبماذا قتلت ؟ فيقول: أي رب ! أمرت بالجهاد في سبيلك، فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: فلان جريء، فقد قيل ذلك. ثم ضرب رسول الله على ركبتي فقال: يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة. ) ([75]) .

39.  سورة الزمر

({71} وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )

({73} وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)

هَذَا بَيَان تَوْفِيَة كُلّ نَفْس عَمَلَهَا، فَيُسَاق الْكَافِر إِلَى النَّار وَالْمُؤْمِن إِلَى الْجَنَّة. وَالزُّمَر: الْجَمَاعَات وَاحِدَتهَا زُمْرَة .... وَقَالَ الْأَخْفَش وَأَبُو عُبَيْدَة: " زُمَرًا " جَمَاعَات مُتَفَرِّقَة بَعْضهَا إِثْر بَعْض. قَالَ الشَّاعِر: وَتَرَى النَّاسَ إِلَى مَنْزِلِهْ زُمَرًا تَنْتَابُهُ بَعْدَ زُمَرْ (القرطبي).

وفي الحديث: ( أن أناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة، ضوء ليس فيها سحاب ). قالوا: لا، قال: ( وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيها سحاب ). قالوا: لا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار. حتى إذا لم يبقى إلا من كان يعبد الله، بر أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون ؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون ؟ فقالوا: عطشنا ربنا فاسقنا، فيشار: ألا تردون ؟ فيحشرون إلى النار، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار. ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون ؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ما تبغون ؟ فكذلك مثل الأول. حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها، فيقال: ماذا تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لا نشرك بالله شيئا ). مرتين أو ثلاثا. ) ([76]) .

3) مجموعة سور الثقلين

3.1) مجموعة سور أصناف الثقلين من حيث الإيمان :

23} المؤمنون ،63  المنافقون، 109 سورة الكافرون {

رقم سورة المؤمنون قليل كقلّة المؤمنين .

23.  سورة المؤمنون

{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) }

63.  سورة المنافقون

{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) }

 109. سورة الكافرون

3.2) سورة باسم الجن:

72.  سورة الجن

}قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) ... وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) {.

يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ الْجِنّ أَنَّهُمْ قَالُوا مُخْبِرِينَ عَنْ أَنْفُسهمْ " وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُون ذَلِكَ " أَيْ غَيْر ذَلِكَ " كُنَّا طَرَائِق قِدَدًا " أَيْ طَرَائِق مُتَعَدِّدَة مُخْتَلِفَة وَآرَاء مُتَفَرِّقَة قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد " كُنَّا طَرَائِق قِدَدًا " أَيْ مِنَّا الْمُؤْمِن وَمِنَّا الْكَافِر وَقَالَ أَحْمَد بْن سُلَيْمَان النِّجَاد فِي أَمَالِيهِ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَسْلَم بْن سَهْل بَحْشَل حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سُلَيْمَان هُوَ أَبُو الشَّعْثَاء الْحَضْرَمِيّ شَيْخ مُسْلِم حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة قَالَ سَمِعْت الْأَعْمَش يَقُول تَرَوَّحَ إِلَيْنَا جِنِّيّ فَقُلْت لَهُ مَا أَحَبّ الطَّعَام إِلَيْكُمْ ؟ فَقَالَ الْأُرْز قَالَ فَأَتَيْنَاهُمْ بِهِ فَجَعَلْت أَرَى اللُّقَم تُرْفَع وَلَا أَرَى أَحَدًا فَقُلْت فِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاء الَّتِي فِينَا ؟ قَالَ نَعَمْ فَقُلْت فَمَا الرَّافِضَة فِيكُمْ ؟ قَالَ شَرّنَا. عَرَضْت هَذَا الْإِسْنَاد عَلَى شَيْخنَا الْحَافِظ أَبِي الْحَجَّاج الْمِزِّيّ فَقَالَ هَذَا إِسْنَاد صَحِيح إِلَى الْأَعْمَش. ذَكَرَ الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة الْعَبَّاس بْن أَحْمَد الدِّمَشْقِيّ قَالَ سَمِعْت بَعْض الْجِنّ وَأَنَا فِي مَنْزِل لِي بِاللَّيْلِ يَنْشُد: قُلُوب بَرَاهَا الْحُبّ حَتَّى تَعَلَّقَتْ مَذَاهِبهَا فِي كُلّ غَرْب وَشَارِق تَهِيم بِحُبِّ اللَّه وَاَللَّه رَبّهَا مُعَلَّقَة بِاَللَّهِ دُون الْخَلَائِق (تفسير ابن كثير).

3.3) الإنسان

3.3.1) مجموعة سور بأسمائه:

76.  سورة الإنسان

}هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) {

 114. سورة الناس

3.3.2) مجموعة سور بأسماء قبائل أو جنسيات:

3.  سورة آل عمران

({33} إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).  يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ اِخْتَارَ هَذِهِ الْبُيُوت عَلَى سَائِر أَهْل الْأَرْض فَاصْطَفَى آدَم عَلَيْهِ السَّلَام خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحه وَأَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَته وَعَلَّمَهُ أَسْمَاء كُلّ شَيْء وَأَسْكَنَهُ الْجَنَّة ثُمَّ أَهْبَطَهُ مِنْهَا لِمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْحِكْمَة وَاصْطَفَى نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَام وَجَعَلَهُ أَوَّل رَسُول بَعَثَهُ إِلَى أَهْل الْأَرْض لَمَّا عَبَدَ النَّاس الْأَوْثَان وَأَشْرَكُوا بِاَللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّل بِهِ سُلْطَانًا ... وَاصْطَفَى آلَ إِبْرَاهِيم وَمِنْهُمْ سَيِّد الْبَشَر خَاتَم الْأَنْبِيَاء عَلَى الْإِطْلَاق مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآلَ عِمْرَان وَالْمُرَاد بِعِمْرَانَ هَذَا هُوَ وَالِد مَرْيَم بِنْت عِمْرَان أُمّ عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام (تفسير ابن كثير).

 106. سورة قريش

3.3.3) مجموعة سور بأسماء بعض أعداء الدين:

17} بني اسرائيل (الإسراء30 الروم، 33 الأحزاب، 34 سبأ، 59 بَنِي النَّضِير) الحشر){

هؤلاء مشركون ليسوا على هدى.  لذا من جماليات أن تقع سورتا لقمان والسجدة بين سورتي الروم والأحزاب هو أنّ:-

31 لقمان :سورة لقمان تحذير من الشرك ({13} وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).

والمشركون ليسوا من أهل السجود: (32 السجدة: }إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكّروا بها خروا سجدا{).

المجموعة تبدأ باليهود وتنتهي بهم.  إن الصراع مع هذا العدو الغاصب لبيت المقدس (المسرى: كما تبين سورة الإسراء) كان وما يزال وسيبقى صراعاً عقائديّا: (لا تقومُ السَّاعةُ حتى تُقاتلوا اليهودَ، حتى يقولَ الحَجَرُ وراءه اليهوديُّ: يا مسلِمُ، هذا يهوديٌّ ورائي فاقتُلْه) ([77]).

الفرسُ والرومُ أعداء للدين كما بينت سورة الروم: (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *  فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الروم 5-1). عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: (كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَر فَارِس عَلَى الرُّوم لِأَنَّهُمْ أَصْحَاب أَوْثَان. وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَر الرُّوم عَلَى فَارِس لِأَنَّهُمْ أَهْل الْكِتَاب).

33.  سورة الأحزاب

 ({20} يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا)

({22} وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)

فَقَالَ تَعَالَى " وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَاب قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّه وَرَسُوله وَصَدَقَ اللَّه وَرَسُوله " قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَقَتَادَة يَعْنُونَ قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْر اللَّه أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب " أَيْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّه وَرَسُوله مِنْ الِابْتِلَاء وَالِاخْتِبَار وَالِامْتِحَان الَّذِي يَعْقُبهُ النَّصْر الْقَرِيب وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَصَدَقَ اللَّه وَرَسُوله" وَقَوْله تَعَالَى " وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا" دَلِيل عَلَى زِيَادَة الْإِيمَان وَقُوَّته بِالنِّسْبَةِ إِلَى النَّاس وَأَحْوَالهمْ كَمَا قَالَ جُمْهُور الْأَئِمَّة إِنَّهُ يَزِيد وَيَنْقُص (تفسير ابن كثير).

34.  سورة سبأ

({15} لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)

كَانَتْ سَبَأ مُلُوك الْيَمَن وَأَهْلهَا ... وَكَانُوا فِي نِعْمَة وَغِبْطَة فِي بِلَادهمْ وَعَيْشهمْ وَاتِّسَاع أَرْزَاقهمْ وَزُرُوعهمْ وَثِمَارهمْ وَبَعَثَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِمْ الرُّسُل تَأْمُرهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ رِزْقه وَيَشْكُرُوهُ بِتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَته فَكَانُوا كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّه تَعَالَى ثُمَّ أَعْرَضُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ فَعُوقِبُوا بِإِرْسَالِ السَّيْل وَالتَّفَرُّق فِي الْبِلَاد (تفسير ابن كثير).

17 سورة الإسراء (بني اسرائيل): وأحفاد بني إسرائيل هم مغتصبوا أرض الإسراء

3.3.4) سورة باسم النساء:

4.  سورة النساء

3.3.5) سورة باسم إحدى النساء اللواتي قد كملن :

19.  سورة مريم

{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) }

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ  (11)  وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) (التحريم)}

وتذكر سورة مريم بعضا من معجزات سيدنا عيسى عليه السلام

ولادة عيسى عليه السلام: { قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) }

كلامه في المهد: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا{ (30)

فَكَانَ أَوَّل مَا نَطَقَ بِهِ الِاعْتِرَاف بِعُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ تَعَالَى وَرُبُوبِيَّته، رَدًّا عَلَى مَنْ غَلَا مِنْ بَعْده فِي شَأْنه. وَالْكِتَاب الْإِنْجِيل؛.... وَقِيلَ: أَيْ حَكَمَ لِي بِإِيتَاءِ الْكِتَاب وَالنُّبُوَّة فِي الْأَزَل، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْكِتَاب مُنَزَّلًا فِي الْحَال (القرطبي).

 (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)  (32)

قَالَ اِبْن عَبَّاس: لَمَّا قَالَ " وَبَرًّا بِوَالِدَتِي " وَلَمْ يَقُلْ بِوَالِدَيَّ عُلِمَ أَنَّهُ شَيْء مِنْ جِهَة اللَّه تَعَالَى (القرطبي).

3.3.6) سورة باسم الله أو صفة من صفاته تبرئ أم المؤمنين عائشة من حادثة الإِفك

24.  سورة النور:  فضح القرآنُ المنافقين الرافضة الذين يعلنون عن نفاقهم بتكذيبهم آيات القران التي تبرئ أم المؤمنين.  يقول سبحانه:

{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) }

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (20) 

{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (23) 

{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (26).

فضح القرآن المنافقين الرافضة الذين يعلنون عن نفاقهم بتكذيبهم آيات القران التي تبرئ أم المؤمنين.

3.3.7) سورة باسم عبد صالح

31.  سورة لقمان

({12} وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ): اِخْتَلَفَ السَّلَف فِي لُقْمَان هَلْ كَانَ نَبِيًّا أَوْ عَبْدًا صَالِحًا مِنْ غَيْر نُبُوَّة ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ الْأَكْثَرُونَ عَلَى الثَّانِي (تفسير ابن كثير).

3.3.8) الأحوال والأطوار:

3.3.8.1) سورة باسم طور من المراحل الأولى لخلق الإنسان:

96.  سورة العلق: ({2} خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ)

3.3.8.2) سورة باسم حالة انفعالية:

80.  سورة عبس: ( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) (عبس 6-1)

3.3.8.3) سور باسم بعض أحوال الإنسان

73. سورة المزمل: ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا) (المزمل 5-1)

74. سورة المدثر: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) (الْمُدَّثِّر 3-1)

58.  سورة المجادلة: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة 1)

3.3.9) سور النصر

110.  سورة النصر و أجل رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ({1} إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)

- (كان عمرُ يدخلُني مع أشياخِ بدرٍ، فقال بعضُهم: لم تُدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناءُ مثله ؟ فقال: إنه ممن قد علمتُم، قال: فدعاهم ذاتَ يومٍ ودعاني معهم، قال: وما رأيتُه دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون فيَّ: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا } حتى ختم السورةَ، فقال بعضُهم: أمرنا أن نحمد اللهَ ونستغفرَه إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم، لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئًا، فقال لي: يا ابنَ عباسٍ، أكذلك قولك ؟ قلت: لا، قال: فما تقول ؟ قلت: هو أجلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أعلمه اللهُ له: { إذا جاء نصر الله والفتح } فتح مكةَ، فذاك علامةُ أجلِك: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. قال عمرُ: ما أعلم منها إلا ما تعلمُ .) ([78]) .

- (لما نزلت: { إذا جاء نصر الله والفتح } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها، فقال: إنه قد نعيت إلي نفسي، فبكت ثم ضحكت، قالت: وأخبرني أنه نعي إليه نفسه فبكيت، فقال لي: اصبري فإنك أول أهلي لاحقا بي، فضحكت ) ([79]).

8.  سُورَةُ بَدْرٍ (سُورَةُ الْأَنْفَالِ)

( ... قُلْتُ سُورَةُ الْأَنْفَالِ قَالَ تِلْكَ سُورَةُ بَدْرٍ) ([80]).  بَدْرٍ معركة الفرقان بين الحقّ والباطل ويوم إحقاق الحقّ وإبطال الباطل، ومكان كسر شوكة الكفر والكبر.  مكان وزمان تحقّق العزة والظفر لأمّة الإسلام (اللهمَّ ! أَنجِزْ لي ما وعدتَني. اللهمَّ ! آتِ ما وعدتَني. اللهمَّ ! إن تهلِك هذه العصابةُ من أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرض).  والحديث بتمامه هو: ( لما كان يومُ بدرٍ، نظر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المشركين وهم ألفٌ، وأصحابُه ثلاثمائةٍ وتسعةَ عشرَ رجلًا. فاستقبل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القبلةَ. ثم مدَّ يدَيه فجعل يهتف بربِّه ( اللهمَّ ! أَنجِزْ لي ما وعدتَني. اللهمَّ ! آتِ ما وعدتَني. اللهمَّ ! إن تهلِك هذه العصابةُ من أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرض ) فما زال يهتف بربِّه، مادًّا يدَيه، مستقبلَ القبلةِ، حتى سقط رداؤُه عن منكبَيه. فأتاه أبو بكرٍ. فأخذ رداءَه فألقاه على منكبَيه. ثم التزمه من ورائِه. وقال: يا نبيَّ اللهِ! كفاك مُناشدتُك ربَّك. فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفَينَ [ 8 / الأنفال / 9 ] فأمدَّه اللهُ بالملائكة ِ. قال أبو زميلٍ: فحدَّثني ابنُ عباسٍ قال: بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتدُّ في أثر ِرجلٍ من المشركين أمامَه. إذ سمع ضربَةً بالسوطِ فوقَه. وصوتُ الفارسِ يقول: اقدُمْ حَيزومُ. فنظر إلى المشركِ أمامه فخرَّ مُستلقيًا. فنظر إليه فإذا هو قد خُطم أنفُه، وشُقَّ وجهُه كضربةِ السوطِ. فاخضرَّ ذلك أجمعُ. فجاء الأنصاريُّ فحدَّثَ بذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فقال ( صدقت. ذلك مددٌ السماء الثالثةِ ) فقتلوا يومئذٍ سبعين. وأسَروا سبعين. قال أبو زميل: قال ابن عباسٍ: فلما أسروا الأسارى قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأبي بكرٍ وعمرَ ( ما ترون في هؤلاء الأسارَى ؟ ) فقال أبو بكرٍ: يا نبيَّ اللهِ ! هم بنو العمِّ والعشيرة. أرى أن تأخذ منهم فديةً. فتكون لنا قوةً على الكفار. فعسى اللهُ أن يهديَهم للإسلام. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( ما ترى ؟ يا ابنَ الخطابِ ؟ ) قلتُ: لا. واللهِ ! ما أرى الذي رأى أبو بكرٍ. ولكني أرى أن تمكنّا فنضرب أعناقَهم. فتمكِّنُ عليًّا من عقيل فيضرب عنقَه. وتمكني من فلان ( نسيبًا لعمرَ ) فأضرب عنقَه. فإنَّ هؤلاءِ أئمةُ الكفرِ وصناديدُها. فهوى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قال أبو بكرٍ. ولم يهوَ ما قلتُ. فلما كان من الغدِ جئتُ فإذا رسولُ الله ِصلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بكرٍ قاعدَين يبكيان. قلتُ: يا رسولَ اللهِ ! أخبِرْني من أيِّ شيءٍ تبكي أنت وصاحبُك. فإن وجدتُ بكاءً بكيتُ. وإن لم أجدْ بكاءً تباكيت لبكائِكما. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( أبكي للذي عرض على أصحابِك من أخذهم الفداءَ. لقد عُرض عليَّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرةِ ) ( شجرةٍ قريبةٍ من نبيِّ الله ِصلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ) وأنزل اللهُ عزّ وجلَّ: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ. إلى قولِه: فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا [ 8 / الأنفال / 67 - 69 ] فأحل اللهُ الغنيمةَ لهم .) ([81]).

3.3.10) مجموعة سور بأسماء أحوال المؤمن الصادق مع ربه إخلاصا وولاء :

112.  سورة الإخلاص

60.  سورة الممتحنة

({1} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ): كَانَ سَبَب نُزُول صَدْر هَذِهِ السُّورَة الْكَرِيمَة قِصَّة حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَةَ وَذَلِكَ أَنَّ حَاطِبًا هَذَا كَانَ رَجُلًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَكَانَ مِنْ أَهْل بَدْر أَيْضًا وَكَانَ لَهُ بِمَكَّة أَوْلَاد وَمَال وَلَمْ يَكُنْ مِنْ قُرَيْش أَنْفُسهمْ بَلْ كَانَ حَلِيفًا لِعُثْمَان فَلَمَّا عَزَمَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَتْح مَكَّة لَمَّا نَقَضَ أَهْلهَا الْعَهْد فَأَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّجْهِيزِ لِغَزْوِهِمْ وَقَالَ " اللَّهُمَّ عَمِّ عَلَيْهِمْ خَبَرَنَا " فَعَمَدَ حَاطِب هَذَا فَكَتَبَ كِتَابًا وَبَعَثَهُ مَعَ اِمْرَأَة مِنْ قُرَيْش إِلَى أَهْل مَكَّة يُعْلِمُهُمْ بِمَا عَزَمَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوهمْ لِيَتَّخِذ بِذَلِكَ عِنْدهمْ يَدًا فَأَطْلَعَ اللَّه تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتِجَابَة لِدُعَائِهِ فَبَعَثَ فِي أَثَر الْمَرْأَة فَأَخَذَ الْكِتَاب مِنْهَا (تفسير ابن كثير).  وَهَذَا بَيِّن فِي هَذَا الْحَدِيث الْمُتَّفَق عَلَى صِحَّته:  (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود، قال: ( انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب فخذوه منها ). فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا حاطب ما هذا ). قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت أمرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة، يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفرا ولا ارتدادا، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقد صدقكم ). قال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: ( إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) .) ([82]).

وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَة إِلَّا اِبْن مَاجَهْ مِنْ غَيْر وَجْه عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة بِهِ وَزَادَ الْبُخَارِيّ فِي كِتَاب الْمَغَازِي ([83]) فَأَنْزَلَ اللَّه السُّورَة (يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الحَقِّ- إلى قوله -فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (تفسير ابن كثير).

(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) (العنكبوت 41).  هَذَا مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه تَعَالَى لِلْمُشْرِكِينَ فِي اِتِّخَاذهمْ آلِهَة مِنْ دُون اللَّه يَرْجُونَ نَصْرهمْ وَرِزْقهمْ وَيَتَمَسَّكُونَ بِهِمْ فِي الشَّدَائِد فَهُمْ فِي ذَلِكَ كَبَيْتِ الْعَنْكَبُوت فِي ضَعْفه وَوَهَنه (ابن كثير) .

3.3.11) سور باسم أحوال وأخلاق حذر منها الله:

83.  سورة المطففين: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (المطففين 3-1).

 104. سورة الهمزة: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ): الْهَمَّاز بِالْقَوْلِ وَاللَّمَّاز بِالْفِعْلِ يَعْنِي يَزْدَرِي النَّاس وَيَنْتَقِص بِهِمْ كما فِي قَوْله تَعَالَى " هَمَّاز مَشَّاء بِنَمِيمٍ "(تفسير ابن كثير).

102.  سورة التكاثر

({1} أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ): يَقُول تَعَالَى أَشَغَلكُمْ حُبّ الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا وَزَهْرَتهَا عَنْ طَلَب الْآخِرَة وَابْتِغَائِهَا وَتَمَادَى بِكُمْ ذَلِكَ حَتَّى جَاءَكُمْ الْمَوْت وَزُرْتُمْ الْمَقَابِر وَصِرْتُمْ مِنْ أَهْلهَا (تفسير ابن كثير).

26.  سورة الشعراء

({224} وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ): وَقَوْله تَعَالَى " وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعهُمْ الْغَاوُونَ " قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس يَعْنِي الْكُفَّار يَتَّبِعهُمْ ضُلَّال الْإِنْس وَالْجِنّ وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد رَحِمَهُ اللَّه وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَم وَغَيْرهمَا وَقَالَ عِكْرِمَة كَانَ الشَّاعِرَانِ يَتَهَاجَيَانِ فَيَنْتَصِر لِهَذَا فِئَام مِنْ النَّاس وَلِهَذَا فِئَام مِنْ النَّاس فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعهُمْ الْغَاوُونَ" وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا قُتَيْبَة حَدَّثَنَا لَيْث عَنْ اِبْن الْهَادِ عَنْ يَحْنَس مَوْلَى مُصْعَب بْن الزُّبَيْر عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ: بينا نحن نسير مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالعَرْجِ، إذ عرض شاعرٌ ينشدُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " خذوا الشيطانَ، أو أَمسِكوا الشيطانَ، لأَنْ يمتلئَ جوفُ رجلٍ قَيحًا، خيرٌ له من أن يَمتلِئَ شِعرًا ([84]) (تفسير ابن كثير).

3.3.12) سورة القصص (أحوال أمم سابقة)

28.  سورة القصص

({3} نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ): كَمَا قَالَ تَعَالَى: " نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْك أَحْسَن الْقَصَص " أَيْ نَذْكُر لَك الْأَمْر عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ كَأَنَّك تُشَاهِد وَكَأَنَّك حَاضِر (تفسير ابن كثير) .

4) عبادات وأحكام وشرائع

4.1) مجموعة سور بأسماء بعض أركان الإسلام والعبادات وأحكامها:

ومنها الحج (سورة الحج): (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج 27)

ومنها الصَلاة لِلرَبِّ المعبود كما يرشد أسماء السور:

1} الفاتحة (سورة الصلاة)، 89 الفجر، 103 العصر،  62  الجمعة، 32 السجدة،  93  الضحى، 73 المزمل {.

{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) }.   "قُمْ اللَّيْل" صَلِّ (الجلالين).

سورة الفاتحة تسمى سورة الصلاة، للحديث الذي ورد آنفاً: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين).

مجموع أرقام سور صلوات الفريضة مقسوما على خمس صلوات مفروضة يعطي أجر خمسين صلاة:

(89+103+62)/5= 50.8

32 سورة السجدة: ({15} إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).

كما حظي بالذكر الجهاد كما يرشد اسم السور:

61.  سورة الصف: ({4} إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)

سورة القتال (محمد).

8.  سورة الأنفال (سورة بدر)

{1} يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).  وعن ابن عَبَّاسٍ أنّ سُورَةَ الْأَنْفَالِ تسمّى سُورَةُ بَدْرٍ: (قَالَ تِلْكَ سُورَةُ بَدْرٍ).

وذُكِرتِ الزَّكَاةُ (الماعونُ). 

4.2) مجموعة سور بأسماء أحكام تتعلق بالحياة الزوجية:

وفي الأحكام والتشريع نالت الحياة الزوجية اهتماما كما يوضحه أسماء سور المجموعة: }الطلاق، التحريم، المجادلة {

 65. سورة الطلاق

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا) (الطلاق  1)

66.  سورة التحريم

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم  1)

58 المجادلة: ({1} قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).

4.3) سورة باسم إحدى أسس الحكم الإسلامي وركائزه :

 42. سورة الشورى

({38} وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ): وَقَوْله: { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاة } يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَالَّذِينَ أَجَابُوا لِرَبِّهِمْ حِين دَعَاهُمْ إِلَى تَوْحِيده، وَالْإِقْرَار بِوَحْدَانِيِّتِهِ وَالْبَرَاءَة مِنْ عِبَادَة كُلّ مَا يَعْبُد دُونه { وَأَقَامُوا الصَّلَاة } الْمَفْرُوضَة بِحُدُودِهَا فِي أَوْقَاتهَا. وَكَانَ ابْن زَيْد يَقُول: عَنَى بِقَوْلِهِ: { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ }. .. الْآيَة الْأَنْصَار. 23738 - حَدَّثَنِي يُونُس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب، قَالَ: قَالَ ابْن زَيْد، وَقَرَأَ { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } قَالَ: فَبَدَأَ بِهِمْ { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ } الْأَنْصَار { وَأَقَامُوا الصَّلَاة } وَلَيْسَ فِيهِمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { وَأَمْرهمْ شُورَى بَيْنهمْ } لَيْسَ فِيهِمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا (الطبري).... وَإِذَا حَزَبَهُمْ أَمْر تَشَاوَرُوا بَيْنهمْ (الطبري).

5) السماء والظلمة

92.  سورة اللَّيْل

(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ) (الشَّمْس 4):  أَيْ يُغَطِّي. وَلَمْ يَذْكُر مَعَهُ مَفْعُولًا لِلْعِلْمِ بِهِ. وَقِيلَ: يَغْشَى النَّهَار. وَقِيلَ: الْأَرْض. وَقِيلَ: الْخَلَائِق. وَقِيلَ: يَغْشَى كُلّ شَيْء بِظُلْمَتِهِ.  ...وذكر القرطبي: أَيْ يَغْشَى الشَّمْس، فَيَذْهَب بِضَوْئِهَا عِنْد سُقُوطهَا قَالَهُ مُجَاهِد وَغَيْره. وَقِيلَ: يَغْشَى الدُّنْيَا بِالظُّلَمِ، فَتُظْلِم الْآفَاق (القرطبي).

5.1) مجموعة سور بأسماء أجرام السماء :

}النجم (53)، القمر (54)، البروج (85)، الطارق (86والشمس (91){

عند حساب متوسط أرقام هذه السور، نحصل على الرقم:

ولو استثنينا سورتي الشمس والقمر كونهما من ضمن مجموعتنا الشمسية، نحصل على الرقم:

ثابت هابل (Hubble's constant)  يمثل معدل التوسع الكوني؛ وقيمته هي

وهذا الرقم قريب جدا من رقم آية القسم بمواقع النجوم: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إنّهُ لقُرآنُ كريمُ) (الواقعة الآيات 75-77).

قانون هابل هو:   .  أي أنّ سرعة التباعد  بين مجرتين تتناسب خطيّاً مع المسافة     الفاصلة بينهما.

53 سورة النَّجْم:  (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) (النجم 1). أنظر الإعجاز الفيزيائي في القسم  (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)  ([85]).

سورة القمر

(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر  1): " اِقْتَرَبَتْ " أَيْ قَرُبَتْ مِثْل " أَزِفَتْ الْآزِفَة " [ النَّجْم: 57 ]. فَهِيَ بِالْإِضَافَةِ إِلَى مَا مَضَى قَرِيبَة؛ لِأَنَّهُ قَدْ مَضَى أَكْثَرُ الدُّنْيَا، ويؤكده الأحاديث:

- (عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ أنه كان واقفًا بعرفاتٍ فنظر إلى الشمسِ حينَ تدلَّتْ مثلَ التُّرسِ للغُروبِ فبكى واشتد بكاؤه فقال له رجلٌ عندَه: يا أبا عبدِ الرحمنِ قد وقفتَ معي مِرارًا لم تصنعْ هذا فقال: ذَكرْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو واقفٌ بمكاني هذا فقال: أيها الناسُ إنه لم يبقَ مِنْ دنياكُم فيما مضى منها إلا كما بقي مِنْ يومِكم هذا فيما مضى منه) ([86]).
- (خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والشمسُ على أطرافِ السقفِ فقال: ما بقي من الدُّنيا إلَّا مثلَ ما بقي من يومِنا هذا في مثلِ ما مضى منه .) ([87])
- عَنْ أَنَس قَالَ: (خطبَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعدَ العصرِ وقد كادَتِ الشَّمسُ تغيبُ فقالَ والَّذي نفسي بيدِه ما بقِيَ من دُنياكم إلَّا كما بقيَ من يومِكم هذا فيما مضَى منهُ) ([88]).
- عَنْ أَنَس قَالَ: (أنَّ رسول اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم خطَب أصحابَه ذاتَ يومٍ وقد كادَتِ الشَّمسُ أن تغرُبَ فلم يبقَ منها إلَّا شَفٌّ يسيرٌ فقال والَّذي نفسي بيدِه ما بقي من الدُّنيا فيما مضى منها إلَّا كما بقي من يومِكم هذا فيما مضى منه وما نرى من الشَّمسِ إلَّا يسيرًا) ([89] (

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: " وَانْشَقَّ الْقَمَر " أَيْ وَقَدْ اِنْشَقَّ الْقَمَر. وَكَذَا قَرَأَ حُذَيْفَة " اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة وَقَدْ اِنْشَقَّ الْقَمَر " بِزِيَادَةِ " قَدْ " وَعَلَى هَذَا الْجُمْهُور مِنْ الْعُلَمَاء (القرطبي).  وثَبَتَ ذَلِكَ فِي صَحِيحي الْبُخَارِيّ ومسلم:

- (أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية.  فأراهم انشقاق القمر، مرتين) ([90]).

- (عن أنس. قال: انشق القمر فرقتين. وفي حديث أبي داود: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ) ([91]).

- (عن عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما قال: انشق القمرُ .) ([92]).

- (انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقتين. فستر الجبل فلقة. وكانت فلقة فوق الجبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اشهد ". وفي رواية: " اشهدوا. اشهدوا ". ) ([93]).

سَأَلَ أَهْل مَكَّة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَة، فَانْشَقَّ الْقَمَر بِمَكَّة مَرَّتَيْنِ فَنَزَلَتْ: " اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر " إِلَى قَوْله: " سِحْر مُسْتَمِرّ " .... وَقَدْ ثَبَتَ بِنَقْلِ الْآحَاد الْعُدُول أَنَّ الْقَمَر اِنْشَقَّ بِمَكَّة، وَهُوَ ظَاهِر التَّنْزِيل، وَلَا يَلْزَم أَنْ يَسْتَوِي النَّاس فِيهَا؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ آيَة لَيْلِيَّة؛ وَأَنَّهَا كَانَتْ بِاسْتِدْعَاءِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّه تَعَالَى عِنْد التَّحَدِّي ...... وَقَدْ قِيلَ: هُوَ عَلَى التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير، وَتَقْدِيره اِنْشَقَّ الْقَمَر وَاقْتَرَبَتْ السَّاعَة؛ قَالَهُ اِبْن كَيْسَان. وَقَدْ مَرَّ عَنْ الْفَرَّاء أَنَّ الْفِعْلَيْنِ إِذَا كَانَا مُتَقَارِبَيْ الْمَعْنَى فَلَك أَنْ تُقَدِّم وَتُؤَخِّر عِنْد قَوْله تَعَالَى: " ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى " [ النَّجْم: 8 ]. (القرطبي)

سورة البروج

({1} وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ): يُقْسِم تَعَالَى بِالسَّمَاءِ وَبُرُوجهَا وَهِيَ النُّجُوم الْعِظَام كَمَا تَقَدَّمَ بَيَان ذَلِكَ فِي قَوْله تَعَالَى " تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا" قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ: الْبُرُوج النُّجُوم وَعَنْ مُجَاهِد أَيْضًا الْبُرُوج الَّتِي فِيهَا الْحَرَس وَقَالَ يَحْيَى بْن رَافِع: الْبُرُوج قُصُور فِي السَّمَاء. وَقَالَ الْمِنْهَال بْن عَمْرو " وَالسَّمَاء ذَات الْبُرُوج " الْخَلْق الْحَسَن وَاخْتَارَ اِبْن جَرِير أَنَّهَا مَنَازِل الشَّمْس وَالْقَمَر وَهِيَ اِثْنَا عَشَر بُرْجًا تَسِير الشَّمْس فِي كُلّ وَاحِد مِنْهَا شَهْرًا (تفسير ابن كثير).

         ظواهر كونية:

1) ضحى الشمس:

91.  سورة الشمس

 ({1} وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا): قَالَ مُجَاهِد: " وَضُحَاهَا " أَيْ ضَوْءُهَا وَإِشْرَاقهَا. وَهُوَ قَسَم ثَانٍ. وَأَضَافَ الضُّحَى إِلَى الشَّمْس؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُون بِارْتِفَاعِ الشَّمْس. وَقَالَ قَتَادَة: بَهَاؤُهَا. السُّدِّيّ: حَرّهَا. وَرَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس: " وَضُحَاهَا " قَالَ: جَعَلَ فِيهَا الضَّوْء وَجَعَلَهَا حَارَّة. وَقَالَ الْيَزِيدِيّ: هُوَ اِنْبِسَاطهَا. وَقِيلَ: مَا ظَهَرَ بِهَا مِنْ كُلّ مَخْلُوق فَيَكُون الْقَسَم بِهَا وَبِمَخْلُوقَاتِ الْأَرْض كُلّهَا. حَكَاهُ الْمَاوَرْدِيّ (القرطبي).

وسورتا الضحى والشمس هما بيان لحالة أصبحت عليها النجوم وكذلك الشمس: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) (الشَّمْس 1).  قَالَ مُجَاهِد أَيْ وَضَوْئِهَا وَقَالَ قَتَادَة " وَضُحَاهَا " النَّهَار كُلّه (ابن كثير). وعن قتادة قال: هذا النهار. وعن مجاهد وآخرون؛ وَضُحَاهَا: وضوئها (الطبري).

الآيتان (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاّهَا): هما إشارة إلى المرحلة من مراحل تطور الشمس والتي عندها أصبحت درجة حرارة دخيلة الشمس مرتفعة؛ ممّا يديم حدوث تفاعلات اندماج أنوية الهيدروجين إلى هليوم؛ كما هي عليه الآن (main-sequence star)، ويديم ضيائية الشمس. ولا يجوز بحال أن نزعم أنّ الضحى هو فقط وقت صلاة الضحى .

الضُّحَى هو ضَوْءُ الشَّمْسِ وحرارتُها. وتُضحِّي الشمس بمكونها من الهيدروجين الذي يندمج إلى الهليوم؛ فهي تُقدِّم حياتَها وتحرق ذاتها من أجل إنارة الكرة الأرضيّة وإمدادها بالطاقة.  ضَحَت الشمسُ: بَدَت وظهَرت بيّنة بعد أن ارتفعت حرارتها بفعل تفاعل اندماج الهيدروجين إلى الهليوم.  وضَحَّت الشمس عن الهيدروجين: ترفَّقَت في استهلاكه رُوَيْدًا إلى الهليوم ولم تَعْجَلْ.  وهذا ما يحدث في الشمس خلافا للنجوم ذات الكتل الكبيرة كالنوع الطيفي O مثلاً؛ والتي تستنفذ وقودها من الهيدروجين في زمن قصير نسبيّاً؛ لتبعث معدلات هائلة من الطاقة.

2) انفجار السوبرنوفا (supernova explosion):

يتمّ إنتاج العناصر التي هي أثقل من الهيليوم داخل النّجوم بفعل تفاعلات الاندماج النّووي (nuclear fusion reactions).  ومع تقدّم عمر النّجم فإنّه يتم إنتاج العناصر الأثقل ثمّ الأثقل، إلى أن يبلغ النّجم مرحلة إنتاج نظير الحديد ذي العدد الكتلي (A = 56) (Phillips 1994، page 26 - 28 ).

يشتعل وقود كلّ مرحلة من مراحل تفاعل الاندماج بفعل الحرارة والضغط النّاجمين عن التقلّص الجاذبي (gravitational contraction) التّدريجي للنجم.  في حالة النّجوم ذات الكتل الكبيرة،   M > 11Ms، حيث Ms كتلة الشّمس، يمكن أن تصل درجة حرارة باطن النّجم حوالي  ثلاثة مليار كلفن.  وهذا المستوى لدرجة الحرارة ضروريّ من أجل حدوث المرحلة الأخيرة للتفاعل، والّذي يستهلك السيليكون من أجل إنتاج نظير الحديد (A = 56) والعناصر القريبة منه.

يتطوّر هذا النّجم إلى تركيب طبقي متمركز ورتيب (يشبه رأس البصل)، تتألف طبقاته من الخارج إلى الداخل وبشكل رئيسي من: الهيدروجين، الهيليوم، الكربون، النيون، الأوكسجين، ثمّ السيليكون الذي يحيط بقلب النّجم المكوّن بشكل رئيسيّ من الحديد والعناصر القريبة منه في العدد الكتليّ ([94]).  عندما تكون كتلة النّجم كبيرة، M > 25Ms، يستغرق السيليكون 24 ساعة حتى يُستهلك لإنتاج الحديد في قلب النّجم.

ينـزل الحديد إلى قلب النّجم لمدة 24 ساعة، وهناك ينتظر الإنزال؛ بمعنى الخلاص والخروج من القلب حيث يعاني من ضغط هائل يتسبّب في إنزال وسحق الكترونات ذرّات دخيلة القلب الحديديّ للنجم داخل أنوية الذّرّات لتصبح دخيلة القلب بمنزلة نيوترونات متراصّة بمستويات طاقيّة متشعّبة (degenerate)؛ أو لنقل يصبح دخيلة القلب نجماً نيوترونيّا (neutron star).  ومن ثمّ تحصل عملية إنـزال وطرد للحديد ولبقيّة مادّة النّجم المنهار بفعل تأثير قوّة إنزال موجة الصّدمة (Shock Wave) المرافقة لتشكّل النّجم النيوتروني الّذي يمتاز بمنزلة الكثافة الهائلة والحجم الصغير.  ومع انفجار السوبرنوفا (supernova explosion) يتمُّ إنـزال الحديد من باطن النّجم ليبعث في كلّ اتّجاه (send).  وذلك لأنّ موجة الصّدمة تمتلك قوّة إنزال دفعيّة هائلة تتسبّب في تفجير النّجم حين ينـزل النّجم (يسقط) في قاع الموجة (as the star is send into the trench of the shock wave).  وبالتالي فإنّ كلاّ من الحديد ومادّة النّجم المنهار تُنـزلُ (تُطرد) من النّجم بفعل إنزال قوّة الدّفع للموجة الصّدميّة:  وإلى هذا تشير الآيتان الكريمتان:-

(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) (سورة النجم 1وكذلك قوله تعالى (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) (الحديد 25) ([95]).

3) الطارق النجم الثاقب:

سورة الطارق: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاك مَا الطَّارِق * النَّجْم الثَّاقِب) (الطارق 1-3).

يمتاز صنف النجومO  بدرجة حرارة مرتفعة جدّا، وهي أكثر النجوم زرقة، ومعظم إنتاجها في نطاق الأشعة فوق البنفسجية (UV). وهذا الصنف هو الأكثر ندرة (الأقل وفرة) ضمن نجوم التتابع الرئيس: حوالي نجم واحد (1) لكل 3 مليون نجم.  وتقدر ضيائيتها (luminosity) بحوالي 90 ألف - 800 ألف ضعف ضيائية الشمس.  المرحلة النهائية لها تكون نجوم نيوترونية نابضة: (الطارق * النجم الثاقب ) ([96]).

قَسَمَانِ: " السَّمَاء " قَسَم، و " الطَّارِق " قَسَم. وَالطَّارِق بَيَّنَهُ اللَّه تَعَالَى بِقَوْلِهِ: ( وَمَا أَدْرَاك مَا الطَّارِق * النَّجْم الثَّاقِب). وَاخْتُلِفَ فِيهِ ....  وَحَكَى الْفَرَّاء: ثُقْب الطَّائِر: إِذَا اِرْتَفَعَ وَعَلَا. .... وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا " وَالسَّمَاء وَالطَّارِق " قَالَ: السَّمَاء وَمَا يَطْرُق فِيهَا. وَعَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَطَاء: " الثَّاقِب ": الَّذِي تُرْمَى بِهِ الشَّيَاطِينُ. قَتَادَة: هُوَ عَامّ فِي سَائِر النُّجُوم؛ لِأَنَّ طُلُوعهَا بِلَيْلٍ، وَكُلّ مَنْ أَتَاك لَيْلًا فَهُوَ طَارِق. ... فَالطَّارِق: النَّجْم، اِسْم جِنْس، سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ يَطْرُق لَيْلًا، وَمِنْهُ الْحَدِيث: [إذا قام أحدكم ليلًا فلا يأتيَنَّ أهلَه طروقًا. حتى تستحِدَّ المُغيبةُ. وتمتشطَ الشعثةُ) ([97])]. وَالْعَرَب تُسَمِّي كُلّ قَاصِد فِي اللَّيْل طَارِقًا. يُقَال: طَرَقَ فُلَان إِذَا جَاءَ بِلَيْلٍ. وَقَدْ طَرَقَ يَطْرُق طُرُوقًا، فَهُوَ طَارِق. وَلِابْنِ الرُّومِيّ: يَا رَاقِدَ اللَّيْلِ مَسْرُورًا بِأَوَّلِهِ إِنَّ الْحَوَادِثَ قَدْ يَطْرُقْنَ أَسْحَارَا لَا تَفْرَحَنَّ بِلَيْلٍ طَابَ أَوَّلُهُ فَرُبَّ آخِرُ لَيْلٍ أَجَّجَ النَّارَا .... وَمِنْهُ قَوْل هِنْد: نَحْنُ بَنَات طَارِقِ نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقِ أَيْ إِنَّ أَبَانَا فِي الشَّرَف كَالنَّجْمِ الْمُضِيء. الْمَاوَرْدِيّ: وَأَصْل الطَّرْق: الدَّقّ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ الْمِطْرَقَة، فَسُمِّيَ قَاصِد اللَّيْل طَارِقًا، لِاحْتِيَاجِهِ فِي الْوُصُول إِلَى الدَّقّ. وَقَالَ قَوْم: إِنَّهُ قَدْ يَكُون نَهَارًا. وَالْعَرَب تَقُول أَتَيْتُك الْيَوْم طَرْقَتَيْنِ: أَيْ مَرَّتَيْنِ. وَمِنْهُ قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ أَعُوذ بِك مِنْ شَرّ طَوَارِق اللَّيْل وَالنَّهَار، إِلَّا طَارِقًا يَطْرُق بِخَيْرٍ يَا رَحْمَن ] ([98]). وَقَالَ جَرِير فِي الطُّرُوق: طَرَقَتْك صَائِدَةُ الْقُلُوبِ وَلَيْسَ ذَا حِينَ الزِّيَارَةِ فَارْجِعِي بِسَلَامِ (القرطبي).

({3} النَّجْمُ الثَّاقِبُ): وَالثَّاقِب: الْمُضِيء. وَمِنْهُ " شِهَاب ثَاقِب " [ الصَّافَّات: 10 ]. يُقَال: ثَقَبَ يَثْقُب ثُقُوبًا وَثَقَابَة: إِذَا أَضَاءَ. وَثُقُوبُهُ: ضَوْءُهُ. وَالْعَرَب تَقُول: أَثْقِبْ نَارك أَيْ أُضِئْهَا. قَالَ: أَذَاعَ بِهِ فِي النَّاس حَتَّى كَأَنَّهُ بِعَلْيَاءَ نَارٌ أُوقِدَتْ بِثُقُوبِ الثُّقُوب: مَا تُشْعَل بِهِ النَّار مِنْ دِقَاق الْعِيدَانِ. وَقَالَ مُجَاهِد: الثَّاقِب: الْمُتَوَهِّج. الْقُشَيْرِيّ وَالْمُعْظَم عَلَى أَنَّ الطَّارِق وَالثَّاقِب اِسْم جِنْس أُرِيدَ بِهِ الْعُمُوم، كَمَا ذَكَرْنَا عَنْ مُجَاهِد (القرطبي).

وضَحَّت الشمس عن الهيدروجين: ترفَّقَت في استهلاكه رُوَيْدًا إلى الهليوم ولم تَعْجَلْ.  وهذا ما يحدث في الشمس خلافا للنجوم ذات الكتل الكبيرة كالنوع الطيفي O مثلاً؛ والتي تستنفذ وقودها من الهيدروجين في زمن قصير نسبيّاً؛ لتبعث معدلات هائلة من الطاقة.  يقول سبحانه وتعالى: (وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب) (86 الطارق: 3-2).   يمتاز صنف النجومO  بدرجة حرارة مرتفعة جدا (T ≥ 33,000 Kوهي أكثر النجوم زرقة، ومعظم إنتاجها في نطاق الأشعة فوق البنفسجية  (UV). وهذا الصنف هو الأكثر ندرة (الأقل وفرة) ضمن نجوم التتابع الرئيس: حوالي نجم واحد (1) لكل3  مليون نجم.  وتقدر ضيائيتها (luminosity) بحوالي 90 ألف - 800 ألف ضعف ضيائية الشمس ([99]).  مرحلة الحياة النهائية لصنف النجومO  يعطي نجوم نيوترونية نابضة (Pulsars): (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاك مَا الطَّارِق * النَّجْم الثَّاقِب) (الطارق 1-3).

5.2) مجموعة سور بأسماء الأحوال من حيث النور والظلمة :

 24. سورة النور

({35} اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).  وفي الأحاديث الصحيحة:

- (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حين سئل: أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء ([100]).

- (أنه سئل أين كان ربُّنا قبل أن تخلقَ السمواتُ والأرضُ ؟ فلم ينكِرْ على السائلِ، وقال: كان في عماءٍ ما فوقه هواءٌ وما تحته هواءٌ) ([101]).

92.  سورة الليل

6) مجموعة سور بأسماء حيوانات وحشرات وأشجار وعناصر:

6.1) مجموعة سور بأسماء الخيول والأنعام والفيل:

100.  سورة العاديات

2.  سورة البقرة

(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74).

تجد صفات الكفار وصفات المنافقين وصفات اليهود وصفات المؤمنين في سورة البقرة، وتجد فيها معالم الحلال والحرام والربا والعبادات - الحج والصوم و الصدقات- وفيها الأحوال المدنية - الزواج والطلاق -.  ولكن قصة البقرة معلم رئيسي، فهي تدل على أخلاق اليهود من جهة، ومن جهة أخرى فهي تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء الموتى ؛ علماً أن الكفار لا يؤمنوا بعقيدة البعث والنشور.  سورة البقرة تحذير للمؤمنين في مجتمع المدينة من أخلاق اليهود ومكرهم.  قصة البقرة معلم رئيس في السورة، ولذا سميت باسمها.  لقد خلد الله اسم البقرة بدلا من الْيَهُود القتلة الذين هم (أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا).  خلد الله اسم البقرة بدلا من الْيَهُود الملعونين العصاة المعتدين (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) ( المائدة).  خلّد اللهُ اسم البقرة بدلا من الْيَهُود أهل التَّكَبُّر وَالْبَغْي وَالطُّغْيَان وَالْعُدْوَان.  وعن ابن عَبَّاسٍ أنّ سُورَةُ الْحَشْر نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ: ( ... قُلْتُ سُورَةُ الْأَنْفَالِ قَالَ تِلْكَ سُورَةُ بَدْرٍ قَالَ قُلْتُ فَالْحَشْرُ قَالَ نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ).

6.  سورة الأنعام:  يقول سبحانه:-

- (وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام 139)

- (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (الأنعام 142)

 105. سورة الفيل: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) (الفيل 1)

6.2) مجموعة سور بأسماء حشرات:

} 16 سورة النحل، 27 النمل، 29 العنكبوت {

بينهما في الترقيم سورة القصص (28) ؛ وهذه السور (النمل، العنكبوت) قصص أمم أمثالكم.

 27. سورة النمل

(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل 19-18).  ومن معجزات سليمان عليه السلام انه عُلّمَ منطق الطير والنمل (النمل).

29.  سورة العنكبوت

(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) (العنكبوت 41):  هَذَا مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه تَعَالَى لِلْمُشْرِكِينَ فِي اِتِّخَاذهمْ آلِهَة مِنْ دُون اللَّه يَرْجُونَ نَصْرهمْ وَرِزْقهمْ وَيَتَمَسَّكُونَ بِهِمْ فِي الشَّدَائِد فَهُمْ فِي ذَلِكَ كَبَيْتِ الْعَنْكَبُوت فِي ضَعْفه وَوَهَنه (ابن كثير) .

6.3) سورة باسم شجرة التين:

95. سورة التين: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (التين 1).

6.4) سورة باسم أهم العناصر وهو الحديد:

57سورة الحديد: (الإعجاز الفيزيائي الكوني في قوله تعالى وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد: حسين العمري) (الحديد 25):

عدد البروتونات (26) في نواة الحديد يزيد واحدا على رقم الآية (25): يشير إلى معكوس انحلال بيتا؛ والذي ينهار معه النجم ثمّ يتفجّر.

انتاج الحديد (56) والمستقر نوويا في باطن النجوم ذات الكتل الكبيرة يشير إلى أنّ التفاعل النووي لإنتاج عناصر ذات عدد كتلي يساوي أو أكبر من رقم السورة (57) ماصّ للطاقة ؛ وهذه الطاقة يوفّرها انفجار السوبرنوفا.

6.5) سورة باسم عنصر ثمين وهو الزخرف (الذهب):

43.  سورة الزخرف

({35} وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ):  الزُّخْرُف هُنَا الذَّهَب؛ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره. نَظِيره: " أَوْ يَكُون لَك بَيْت مِنْ زُخْرُف " [ الْإِسْرَاء: 93 ] ... وَقَالَ اِبْن زَيْد: هُوَ مَا يَتَّخِذهُ النَّاس فِي مَنَازِلهمْ مِنْ الْأَمْتِعَة وَالْأَثَاث. وَقَالَ الْحَسَن: النُّقُوش؛ وَأَصْله الزِّينَة. يُقَال: زَخْرَفْت الدَّار؛ أَيْ زَيَّنْتهَا ..... وَقِيلَ: بِنَزْعِ الْخَافِض؛ وَالْمَعْنَى فَجَعَلْنَا لَهُمْ سُقُفًا وَأَبْوَابًا وَسُرَرًا مِنْ فِضَّة وَمِنْ ذَهَب؛ فَلَمَّا حَذَفَ " مِنْ " قَالَ: " وَزُخْرُفًا " فَنَصَبَ. وَقَوْله: { وَزُخْرُفًا } يَقُول: وَلَجَعَلْنَا لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ زُخْرُفًا، وَهُوَ الذَّهَب. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 23862 - حَدَّثَنِي عَلِيّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح، قَالَ: ثني مُعَاوِيَة، عَنْ عَلِيّ، عَنِ ابْن عَبَّاس { وَزُخْرُفًا } وَهُوَ الذَّهَب .... (الطبري).

6.6) سورة باسم المائدة

5.  سورة المائدة

ويرشد اسم سورة المائدة إلى بعض صور تعدي اليهود وعدم التأدب مع الله ومع رسله: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة 112). اُذْكُرْ "إذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْن مَرْيَم هَلْ يَسْتَطِيع" أَيْ يَفْعَل "رَبّك" ..  قَالَ" لَهُمْ عِيسَى "اتَّقُوا اللَّه" فِي اقْتِرَاح الْآيَات (الجلالين).  ومن سوء أدبهم ما توضّحُهُ الآيةُ الكريمة: (قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة 113).   

ومن بعض معجزات عيسى عليه السلام ذكرت المائدة: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (المائدة 114). 

7) الأماكن

7.1) سورة باسم أفضل الأماكن:

90.  سورة البلد: )لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) (البلد 1).

7.2) سورة باسم بُيُوت نِسَاء الرسول

49.  سورة الحجرات: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (الحجرات 4).  ثُمَّ إِنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذَمَّ الَّذِينَ يُنَادُونَهُ مِنْ وَرَاء الْحُجُرَات وَهِيَ بُيُوت نِسَائِهِ كَمَا يَصْنَع أَجْلَاف الْأَعْرَاب فَقَالَ " أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" (تفسير ابن كثير).

7.3) سورة باسم آثار احتضنت مؤمنين :

 18. سورة الكهف: )أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) (الكهف 11-9).

7.4) مجموعة سور بأسماء بعض الجبال أو الأماكن:

} 15 الحجر، 46 الأحقاف، 52 الطور {

15.  سورة الحجر

({80} وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ): أَصْحَاب الْحِجْر هُمْ ثَمُود الَّذِينَ كَذَّبُوا صَالِحًا نَبِيّهمْ عَلَيْهِ السَّلَام وَمَنْ كَذَّبَ بِرَسُولٍ فَقَدْ كَذَّبَ بِجَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ وَلِهَذَا أُطْلِقَ عَلَيْهِ تَكْذِيب الْمُرْسَلِينَ (تفسير ابن كثير).

({82} وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ): وَذَكَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ " كَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا آمِنِينَ" أَيْ مِنْ غَيْر خَوْف وَلَا اِحْتِيَاج إِلَيْهَا بَلْ أَشَرًا وَبَطَرًا وَعَبَثًا كَمَا هُوَ الْمُشَاهَد مِنْ صَنِيعهمْ فِي بُيُوتهمْ بِوَادِي الْحِجْر الَّذِي مَرَّ بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ذَاهِب إِلَى تَبُوك فَقَنَعَ رَأْسه وَأَسْرَعَ دَابَّته  (تفسير ابن كثير). وَقَالَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - لِأَصْحَابِهِ (بخصوص أصحابِ الحِجْرِ): (لا تدخُلوا على هؤلاءِ القومِ المُعذَّبين. إلا أن تكونوا باكين. فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبَكم مثلُ ما أصابهم ) ([102])

46.  سورة الأحقاف

({21} وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ): الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمه بِالْأَحْقَافِ } وَقَدْ خَلَتْ النُّذُر مِنْ بَيْن يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفه يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاذْكُرْ يَا مُحَمَّد لِقَوْمِك الرَّادِّينَ عَلَيْك مَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ الْحَقّ هُود أَخَا عَادٍ، فَإِنَّ اللَّه بَعَثَك إِلَيْهِمْ كَاَلَّذِي بَعَثَهُ إِلَى عَادٍ، فَخَوَّفَهُمْ أَنْ يَحِلّ بِهِمْ مِنْ نِقْمَة اللَّه عَلَى كُفْرهمْ مَا حَلَّ بِهِمْ إِذْ كَذَّبُوا رَسُولنَا هُودًا إِلَيْهِمْ، إِذْ أَنْذَرَ قَوْمه عَادًا بِالْأَحْقَافِ. وَالْأَحْقَاف: جَمْع حِقْف وَهُوَ مِنْ الرَّمْل مَا اِسْتَطَالَ، وَلَمْ يَبْلُغ أَنْ يَكُون جَبَلًا، وَإِيَّاهُ عَنَى الْأَعْشَى: فَبَاتَ إِلَى أَرْطَاة حِقْف تَلُفّهُ خَرِيق شَمَال يَتْرُك الْوَجْه أَقْتَمَا وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْمَوْضِع الَّذِي بِهِ هَذِهِ الْأَحْقَاف، فَقَالَ بَعْضهمْ: هِيَ جَبَل بِالشَّامِ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 24202 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ اِبْن عَبَّاس: { وَاذْكُرْ أَخَا عَاد إِذْ أَنْذَرَ قَوْمه بِالْأَحْقَافِ } قَالَ: الْأَحْقَاف: جَبَل بِالشَّامِ. 24203 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن، قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول: أَخْبَرَنَا عُبَيْد، قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله { إِذْ أَنْذَرَ قَوْمه بِالْأَحْقَافِ } جَبَل يُسَمَّى الْأَحْقَاف. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ وَادٍ بَيْن عُمَان وَمَهْرَة. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 24204 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَاذْكُرْ أَخَا عَاد إِذْ أَنْذَرَ قَوْمه بِالْأَحْقَافِ } قَالَ: فَقَالَ: الْأَحْقَاف الَّذِي أَنْذَرَ هُود قَوْمه وَادٍ بَيْن عُمَان وَمَهْرَة. 24205 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد، قَالَ: ثَنَا سَلَمَة، عَنْ اِبْن إِسْحَاق، قَالَ: كَانَتْ مَنَازِل عَاد وَجَمَاعَتهمْ، حَيْثُ بَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمْ هُودًا الْأَحْقَاف: الرَّمْل فِيمَا بَيْن عُمَان إِلَى حَضْرَمَوْت، فَالْيَمَن كُلّه، وَكَانُوا مَعَ ذَلِكَ قَدْ فَشَوْا فِي الْأَرْض كُلّهَا، قَهَرُوا أَهْلهَا بِفَضْلِ قُوَّتهمْ الَّتِي آتَاهُمْ اللَّه. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ أَرْض. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 24206 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار، قَالَ: ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: ثَنَا سُفْيَان، عَنْ مَنْصُور، عَنْ مُجَاهِد، قَالَ: الْأَحْقَاف: الْأَرْض. ... (الطبري)

52.  سورة الطور

({1} وَالطُّورِ): يُقْسِم تَعَالَى بِمَخْلُوقَاتِهِ الدَّالَّة عَلَى قُدْرَته الْعَظِيمَة أَنَّ عَذَابه وَاقِع بِأَعْدَائِهِ وَأَنَّهُ لَا دَافِع لَهُ عَنْهُمْ فَالطُّور هُوَ الْجَبَل الَّذِي يَكُون فِيهِ أَشْجَار مِثْل الَّذِي كَلَّمَ اللَّه عَلَيْهِ مُوسَى وَأَرْسَلَ مِنْهُ عِيسَى وَمَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَجَر لَا يُسَمَّى طُورًا إِنَّمَا يُقَال لَهُ جَبَل (ابن كثير).

8) مجموعة سور بأسماء ظواهر طبيعية

 13. سورة الرعد :

وفي حديث سبق ذكره: (..أقبلت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا { الله على ما نقول وكيل } قال هاتوا ... قالوا أخبرنا ما هذا الرعد قال ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز وجل قالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال صوته قالوا صدقت ...).  الصوت ناتج عن الزجر: (المخراق من نار يسبب تأين الهواء وفروق الجهد الهائلة، فينشأ التفريغ فالرّعد).

51.  سورة الذاريات

({1} وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا): قَالَ شُعْبَة بْن الْحَجَّاج عَنْ سِمَاك عَنْ خَالِد بْن عُرْعُرَة أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَشُعْبَة أَيْضًا عَنْ الْقَاسِم بْن أَبِي بَزَّة عَنْ أَبِي الطُّفَيْل أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَثَبَتَ أَيْضًا مِنْ غَيْر وَجْه عَنْ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ صَعِدَ مِنْبَر الْكُوفَة فَقَالَ: لَا تَسْأَلُونِي عَنْ آيَة فِي كِتَاب اللَّه تَعَالَى وَلَا عَنْ سُنَّة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِذَلِكَ فَقَامَ إِلَيْهِ اِبْن الْكَوَّاء فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ مَا مَعْنَى قَوْله تَعَالَى " وَالذَّارِيَات ذَرْوًا " قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: الرِّيح (ابن كثير).

ومن الأحاديث:-

- (سمعتُ ابن الكوَّاءِ يسألُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ عنِ { الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا } قالَ: الرِّياحُ. وعنِ { الْحَامِلَاتِ وِقْرًا } قالَ: السَّحابُ. وعنِ } الْجَارِيَاتِ يُسْرًا } قالَ: السُّفنُ. وعنِ { الْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا { قالَ: الملائكةُ) ([103]).
(عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ في قولِهِ { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا } قال الرياحُ { فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا } قال السحابُ { فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا } قال السُّفُنُ { فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا { قال الملائكةُ) (الراوي: -، المحدث: الشوكاني، المصدر: فتح القدير ) ([104])
- (جاء صُبَيْغٌ التَّميميُّ إلى عمرَ بنِ الخطَّابِ فقال: يا أميرَ المؤمنين أخبِرْني عن { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا } قال: هي الرِّياحُ، ولولا أنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُه ما قلتُه، قال: فأخبِرْني عن { الحَامِلَاتِ وِقْرًا } قال: هي السَّحابُ ولولا أنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُه ما قلته، قال: فأخبِرْني عن { فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا } قال: هي الملائكةُ ولولا أنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُه ما قلته، قال: فأخبِرْني عن { الْجَارِيَاتِ يُسْرًا } قال: هي السُّفنُ ولولا أنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُه ما قلته، ثمَّ أمر به فضُرِب مائةً وجُعِل في بيتٍ، فلمَّا برَأ دعا به فضربه مائةً أخرَى وحمله على قتَبٍ وكتب إلى أبي موسَى الأشعريِّ: امنعِ النَّاسَ من مجالستِه، فلم يزلْ كذلك حتَّى أتَى أبا موسَى فحلف له بالأيْمانِ المُغلَّظةِ ما يجِدُ في نفسِه ممَّا كان يجِدُ شيئًا، فكتب في ذلك إلى عمرَ، فكتب عمرُ: ما أخاله إلَّا قد صدق فخَلِّ بينه وبين مجالسةِ النَّاسِ) (الراوي: عمر بن الخطاب، المحدث: ابن كثير، المصدر: مسند الفاروق، الصفحة أو الرقم: 2/606، خلاصة حكم المحدث: المستغرب من هذا السياق رفع هذا التفسير إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فقصة صبيغ بن عسل التميمي مع عمر مشهورة ).

9) الزمان وتفضيل بعضه

9.1) سورة باسم أفضل أيام الأسبوع:

62.  سورة الجمعة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة 9)

(خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ، يومُ الجمعةِ. فيه خُلِق آدمُ. وفيه أُدخل الجنَّةَ. وفيه أُخرج منها. ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعةِ) ([105]).

 (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق ‏آدم ‏وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة) (صحيح مسلم، حديث رقم 1410.)

(خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ. فيه خُلق آدمُ. وفيه أُدخل الجنَّةَ. وفيه أُخرج منها) ([106]).

9.2) سورة باسم أفضل الليالي (القدر):

 97. سورة القدر: (ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر)

9.3) مجموعة سور بأسماء بعض أوقات اليوم :

89} سورة الفجر ،93  سورة الضحى، 103 سورة العصر113، سورة الفلق {

10) سورة باسم جامع لكل ما ينتفع به من الأشياء

 107. سورة الماعون

({7} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ): أَيْ لَا أَحْسَنُوا عِبَادَة رَبّهمْ وَلَا أَحْسَنُوا إِلَى خَلْقه حَتَّى وَلَا بِإِعَارَةِ مَا يُنْتَفَع بِهِ وَيُسْتَعَان بِهِ مَعَ بَقَاء عَيْنه وَرُجُوعه إِلَيْهِمْ (تفسير ابن كثير).

11) سورة سميت باعتبار مآلَ الْأَمْر

48.  سورة الفتح

(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) (الفتح 1):  أَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ السُّورَة فِيمَا كَانَ مِنْ أَمْره وَأَمْرهمْ وَجَعَلَ ذَلِكَ الصُّلْح فَتْحًا بِاعْتِبَارِ مَا فِيهِ مِنْ الْمَصْلَحَة وَمَا آلَ الْأَمْر إِلَيْهِ كَمَا رَوَى اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَغَيْره أَنَّهُ قَالَ: إِنَّكُمْ تَعُدُّونَ الْفَتْح فَتْح مَكَّة وَنَحْنُ نَعُدّ الْفَتْح صُلْح الْحُدَيْبِيَة وَقَالَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي سُفْيَان عَنْ جَابِر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: مَا كُنَّا نَعُدّ الْفَتْح إِلَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَقَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ الْبَرَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: تَعُدُّونَ أَنْتُمْ الْفَتْح فَتْح مَكَّة وَقَدْ كَانَ فَتْح مَكَّة فَتْحًا وَنَحْنُ نَعُدّ الْفَتْح بَيْعَة الرِّضْوَان يَوْم الْحُدَيْبِيَة ([107]) (تفسير ابن كثير).

(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) (الفتح 18): يُخْبِر تَعَالَى عَنْ رِضَاهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْت الشَّجَرَة ....  وَقَوْله تَعَالَى " فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبهمْ " أَيْ مِنْ الصِّدْق وَالْوَفَاء وَالسَّمْع وَالطَّاعَة " فَأَنْزَلَ السَّكِينَة " وَهِيَ الطُّمَأْنِينَة" عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا " وَهُوَ مَا حَصَلَ بِذَلِكَ مِنْ الْخَيْر الْعَامّ وَالْمُسْتَمِرّ الْمُتَّصِل بِفَتْحِ خَيْبَر وَفَتْح مَكَّة ثُمَّ فَتْح سَائِر الْبِلَاد وَالْأَقَالِيم عَلَيْهِمْ وَمَا حَصَلَ لَهُمْ مِنْ الْعِزّ وَالنَّصْر وَالرِّفْعَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (ابن كثير).

وفضح القرآن المنافقين الرافضة لتكفيرهم صحابة رسول الله وتكذيبهم آيات القران التي تزكيهم.

12) المناقشة والنتيجة

يصنف البحث أسماء ســــــــــــور القرآن ضمن مجموعات مختلفة.  لقد جاءت مجموعات الأسماء شاملة شمولية هذا الدين؛ مما يؤكد أنّ القرآن كلام اللّه، وأنّ الإسلام دين رباني وللكون بأكمله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (الأنبياء 107).  بعض أسماء السور يسلط الضوء على بعض أسماء الله و صفاته مثل: فاطر، غافر، الرحمن، ذِي المعارج (المعارج)، الأعلى، التواب (التوبة)، اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (النور).  وبعض هذه الأسماء هو من أسماء القرآن الكريم وصفاته مثل (الفرقان، فصلت، النبأ الْعَظِيمِ).  وبعض هذه الأسماء يسلط الضوء على أصول الإيمان:  التوحيد (الإخلاص)، والتحذير من الكفر (الكافرون) ومن النّفاق (سورتي المنافقون والفاضحة).  وبعض أسماء الســــــــــــور هو أسماء مخلوقات عظيمة مغيبة كســــــــــــور: الأعراف، القلم، الكوثر، الملك، المسد- (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ) (الحاقة 32): ذَرْعهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا" بِذِرَاعِ الْمَلَك. -، والفلق (سِجْن فِي جَهَنَّم).  وبعض أسماء الســــــــــــور يشير للملائكة (الصافات، النازعات والمرسلات).

أمّا فيما يخص الإيمان بالرسل والأنبياء، فهناك مجموعة سور بأسماء بعضهم:

10} يونس ،11  هود ،12  يوسف ،14  إبراهيم،21  الأنبياء ،47  محمد ،71  نوح{

رقم سورة الأنبياء (21) = رقم سورة يونس (10)  +  رقم سورة هود (11)

رقم سورة محمد (47) = رقم سورة يونس (10) + رقم سورة هود (11) + رقم سورة يوسف (12) + رقم سورة إبراهيم (14)

رقم سورة نوح (71) = رقم سورة محمد (47) + رقم سورة يونس (10) + رقم سورة إبراهيم (14)

 13سورة الرعد

(وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) (الرعد 13).  تقع سورة الرعد في ترتيب السور بين سورتي يوسف وإبراهيم (رسل)، ومن جماله أنّ حدوث الرعد يفسّرُهُ الحديث أنّ ملكا (رسولا) موكل بالمطر: (... قالوا صدقت قالوا أخبرنا ما هذا الرعد قال ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز وجل قالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال صوته قالوا صدقت ... ) ([108]) .

يرشد اسم سورتي الأنبياء والمرسلات (الرُّسُل) إلى الإيمان الإجمالي بالرّسل.  وللإيمان التفصيلي بالرسل ترشد سور: }محمد، نوح، إبراهيم، يونس، هود، يوسف{. وسورة البينة بَيَان أَمْر مُحَمَّد أَنَّهُ رَسُول بِإِرْسَالِ اللَّه إِيَّاهُ إِلَى خَلْقه:( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) (البينة 4).

وهناك مجموعة سور باسم بعض معجزات رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:

} (17 الإسراء)، (54 القمر)، (94 الشرح) {.

يقول سبحانه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) (الإسراء 1). الإسراء والمعراج ( سورة الإسراء) من بعض معجزات نبي الرحمة.

ويقول سبحانه وتعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر 1).). وفِي الصَّحِيح: (أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر مرتين) (صحيح مسلم).

ويقول سبحانه وتعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح 1).  (شُرِحَ صَدْرُ مُحَمَّد لَيْلَة الْإِسْرَاء وشُق من النحر إلى مراق البطن، ثم غسل البطن بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وإيمانا، فنَشَأَ عَنْهُ الشَّرْح الْمَعْنَوِيّ).

ولقد أُمِر رسولُ الله (محمد) صلى الله عليه وسلم بالتبليغ ومجافاة الراحة }المزمل، المدثر{.  هذا الرسول الذي بلّغَ الرسالة على أتم وجه وأكمله؛ ويشهد لهذا تبليغُه معاتبةَ الله له في أدق الأمور: فهذا عتابُ الله وأمرُه إياه بأن يولي كل فرد نفس المستوى من الاهتمام من حيث التبليغ (سورة عبس).  وهذا عتابُ الله لمُحَمَّد في أموره الأسرية: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (سورة التحريم 1و كذلك أمْرُ الله لمحمد بأن يتزوج زوجةَ زيدٍ بعد طلاقها من زيد: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى  مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا {37} مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {38} الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا {39} مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {40}) (الأحزاب).  والمائدة من بعض معجزات عيسى عليه السلام: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (المائدة 114).  وتذكُر سورةُ مريم بعضا من معجزات سيدنا عيسى عليه السلام.  الولادةِ :{ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) } (مريم).  وكلامِه في المهد: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30){  (مريم).  فَكَانَ أَوَّل مَا نَطَقَ بِهِ الِاعْتِرَاف بِعُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ تَعَالَى رَدًّا عَلَى مَنْ غَلَا مِنْ بَعْده فِي شَأْنه.

والبقرة (سورة البقرة) من بعض معجزات موسى عليه السلام: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73 البقرة).  ومن معجزات سليمان عليه السلام أَنه عُلِّمَ منطقَ الطير والنمل (سورة النمل): (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) ) (النمل).

ومن ركائز هذا الدين الإيمانُ بيوم البعث والحساب وما يسبقهما من انقلابات وأهوال كونية:

مجموعة سور بأسماء يوم القيامة :

 56}الواقعة،64  التغابن،69  الحاقة،75  القيامة،78  النبأ،88  الغاشية، 101 القارعة{.

 متوسط أرقام هذه السور (75.86) قريب جدّاً من رقم سورة القيامة (75).

سور المجموعة: }الجاثية، الواقعة، الحشر، التغابن، الحاقة، القيامة، النبأ، التكوير، الانفطار، الانشقاق، الغاشية، الزلزلة، القارعة{. متوسط أرقام سور هذه المجموعة هو75.46 :

مجموعة سور بأسماء انقلابات كونية قبل قيام الساعة:

44} الدخان، 59 الحشر (بَنِي النَّضِير){.

تقع سورة الدخان قبل الحشر في الترتيب بالمصحف.  وكذلك الدخان من علامات الساعة الكبرى ويظهر الدخان (في الزمان) قبل الحشر.  يقول تعالى: ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) [الدخان 10].  يقول ابن كثير: (الدخان هُوَ مِنْ أَمَارَات السَّاعَة كَمَا في حَدِيث أَبِي سَرِيحَة حُذَيْفَة بْن أُسَيْد الْغِفَارِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ... " لا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَرَوْا عَشْر آيَات: طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا وَالدُّخَان ... ".

وإنّ ما شهده وشاهده كفار قريش كهيئة الدخان من الجهد والجوع كان قبل الهجرة وبالتالي قبل إجلاء بَنِي النَّضِير (سورة الحشر): بعد أن طُلب من الرّسول - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  الدّعاء‏ ‏لِمُضَرَ مخافة أن يهلكوا، أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ *يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الدّخان 10-11].  إذن هنالك دخانٌ أصاب كفار قريش وشاهدوه (كهيئة الدخان) أو (مِثْلَ الدُّخَانِ).  وهنالك دخانٌ مترقّبٌ منتظرٌ ومتوعّدٌ تأتي به السّماءُ، وهو من علامات الساعة الكبرى، وهو بيّنٌ عامٌّ يغشى البشريّة، وعذابه أليم: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ *يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ).  وللمزيد انظر: دخان السّماء المرتقب ([109]).  وَكَانَ اِبْن عَبَّاس يَقُول: سُورَة بَنِي النَّضِير، وعنه أنّ سُورَةُ الْحَشْر نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ .

مجموعة سور بأسماء انقلابات وأهوال كونية تحصل مع قيام الساعة :

53} النَّجْم ،54 القمر،81  التكوير، 82 الانفطار، 84 الانشقاق، 99 الزلزلة{.

مجموعة السور 81} التكوير، 82 الانفطار، 84 الانشقاق{ تفصلها سورة المطففين (رقم 83).  ومن جماله أنها تقول للمطففين أن الموازين القسط توضع يوم القيامة حيث تكور الشمس وتنفطر السماء وتنشق.

53 النَّجْم:  (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى): يكون في الدنيا عندما يضغط النجم في مراحله الأخيرة ليصبح (اعتمادا على كتلته) نجم قزم أبيض، أو نجماً نيوترونيّاً أو ثقباً أسوداً.  وكذلك قَالَ الْحَسَن: الْمُرَاد النُّجُوم إِذَا سَقَطَتْ يَوْم الْقِيَامَة (القرطبي).

54 القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر  1). حصل انشقاق القمر في الدنيا معجزة لرسولنا (صلى الله عليه وسلّم)، وسيكون من أهوال الآخرة.

ومن أهوال يوم القيامة ما يبينه أسماء السور:

99 الزلزلة: ({1} إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا).

82 الانفطار: ({1} إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ).

84 الانشقاق: ({1} إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) .

يومُ القيامة يُمايزُ بين النَّاس وَتَجْثُو الْأُمَم وتوفى كُلّ نَفْس ما عَمِلت:

45} الجاثية، 39 الزمر{ .

الجاثية: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (28).

إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة، ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية ([110]).  وَيُقَال إِنَّ هَذَا إِذَا جِيءَ بِجَهَنَّم فَإِنَّهَا تَزْفِر زَفْرَة لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلاّ جَثَا لِرُكْبَتَيْهِ (تفسير ابن كثير).

سورة الزمر:

- (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (الزمر 71).

- (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (الزمر 73).

هَذَا بَيَان تَوْفِيَة كُلّ نَفْس عَمَلَهَا، فَيُسَاق الْكَافِر إِلَى النَّار وَالْمُؤْمِن إِلَى الْجَنَّة. وَالزُّمَر: الْجَمَاعَات وَاحِدَتهَا زُمْرَة .... وَقَالَ الْأَخْفَش وَأَبُو عُبَيْدَة: " زُمَرًا " جَمَاعَات مُتَفَرِّقَة بَعْضهَا إِثْر بَعْض. قَالَ الشَّاعِر: وَتَرَى النَّاسَ إِلَى مَنْزِلِهْ زُمَرًا تَنْتَابُهُ بَعْدَ زُمَرْ (القرطبي).، وَيُساقُ الْمُؤْمِنون إِلَى الْجَنَّة زُمَرًا.  ويومَ القيامةِ تُوفّى زُمَرُ الضّلالِ (المنافقون، والكافرون) من الثقلين (الجن والإنسان) كلُّ نفسٍ بما كسبت. وفي الحديث: (إذا كان يوم القيامة أذّن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد) (حديث سابق) .

زمرة الحشر العظمى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر 67 ).

كما يساق الثقلان إلى حياة أخرويّة طويلة؛ إما إلى جنة أو نار؛ فلعلّ بعثاً جديدا يحصل لهذا الكون بعد هذا القبض والطيّ؛ واللهُ تعالى أعلم. فاسم الخالق لله لا يتقيد بدورة حياة الكون، وكذا البارئ المصوّر الباعث والواسع والمحيي والمميت (والمبدئ والمعيد).  والله هو الواحد الفرد وما عداه من مخلوقات لا تتفرّد؛ وبالتالي لعل لهذا الكون دورات ودورات (Oscillating universe).

كيف يغبن (سورة التغابن) بالكفر (سورة الكافرون) الكافرون. وكيف يغبن هذا الإنسان الذي خلقه الله من علق (سورة العلق)، وأكرمه اللهُ فجعل له نصيبا من أسماء سور كتابه (سورتا الإنسان والناس).  كما وذَكرتْ أسماءُ سورِهِ بعضَ قبائل وأجناس الإنسان (سورتا قريش، وآل عمران).

ومجموعة سور بأسماء بعض أعداء الدين:

17} بني إسرائيل (الإسراء 30 الروم، 33 الأحزاب، 34 سبأ، 59  بَنِي النَّضِير) الحشر) {

السورتان  31لقمان، 32 السجدة هما ضمن فترة الأرقام 3034 ؛ فهما يفصلان سورتا الروم والأحزاب.  ومن جمالياته أنّ الروم والأحزاب مشركون، وإنّما حذّر لقمان من الشرك: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله{). والمشركون ليسوا من أهل السجود: }إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكّروا بها خروا سجدا{(سورة السجدة).

وسورة باسم النساء (سورة النساء).  وسورة باسم إحدى النساء الأربع اللواتي قد كملن (سورة مريم).  وسورة سميت بأحد أسماء الله أو صفة من صفاته تبرئ أم المؤمنين عائشة من الإفك (24 النور).  وسورة باسم عبد صالح (سورة لقمان).

سورُ الأحوال والأطوار:

سورة (العلق) باسم طور من أطوار خلق الإنسان. وهنالك سورة باسم حالة انفعالية (عبس) أمرت الرسولَ بأن يبلغ الدعوة لكلَّ فرد وبنفسَ المستوى من الاهتمام. وسور باسم بعض أحوال الإنسان (سورة المجادلة).  وكذلك سورتا }المزمل، المدثر {؛ أُمِر فيهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالتبليغ ومجافاة الراحة.  وهنالك سور النصر: }النصر، الفتح، بَدْرٍ (الْأَنْفَالِ){ .

وسورتا الضحى والشمس هما بيان لحالة أصبحت عليها النجوم وكذلك الشمس: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) (الشَّمْس 1).  قَالَ مُجَاهِد أَيْ وَضَوْئِهَا وَقَالَ قَتَادَة " وَضُحَاهَا " النَّهَار كُلّه (ابن كثير). وعن قتادة قال: هذا النهار. وعن مجاهد وآخرون؛ وَضُحَاهَا: وضوئها (الطبري).

الآيتان (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاّهَا): هما إشارة إلى المرحلة من مراحل تطور الشمس والتي عندها أصبحت درجة حرارة دخيلة الشمس مرتفعة؛ ممّا يديم حدوث تفاعلات اندماج أنوية الهيدروجين إلى هليوم؛ كما هي عليه الآن (main-sequence star)، ويديم ضيائية الشمس. ولا يجوز بحال أن نزعم أنّ الضحى هو فقط وقت صلاة الضحى .

ورعت عنايةُ الله المجتمعَ والفردَ في أدقِّ أموره (سورة المجَادلة).  وأرشدنا القرآن للحال التي ينبغي أن يكون عليها المؤمنون الصادقون مع ربهم توحيداً (سورتا الإخلاص والكافرون) وولاءً (سورتا: الممتَحِنَة، والعنكبوت) وبراءً من الكفر (سورتا: الكافرون، وبراءة).  وحذرنا من ذميم الأحوال والأخلاق } المطففين، الهمزة، التكاثر {. وصيانةً للمجتمع فضحَ القرآنُ المنافقين الَّذِينَ لا يُرِيدُونَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ } المنافقون، الفاضحة {. فضح المنافقين الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا (المنافقون). فضح المنافق الَّذِي يُكَذِّب بِالدِّينِ والَّذِي يَظْلِمُ الْيَتِيم ويَدْفَعه عَنْ حَقّه، وَلا يَحُثّ غَيْرَه عَلَى إِطْعَام الْمُحْتَاج مِنْ الطَّعَام (الْمَاعُون).

فضح المنافقين الَّذِينَ يُرَآءُونَ النَّاس بِصَلاتِهِمْ إِذَا صَلَّوْا، وَالَّذِين يَمْنَعُونَ النَّاس مَنَافِع مَا عِنْدهمْ (الْمَاعُون). فضح المنافقين الرافضة الذين يعلنون عن نفاقهم بتكذيبهم آيات القرآن التي تبرئ أم المؤمنين (النور).  وفضحهم لتكفيرهم صحابة رسول الله وتكذيبهم آيات القرآن التي تزكيهم (الفتح).  وفضح القرآنُ اليهودَ، وخلّد اللهُ اسمَ البقرة بدلا من الْيَهُود القتلة الذين هم (أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا).  خلّد اسم البقرة بدلا من الْيَهُود الملعونين العصاة المعتدين (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ).

خلّدَ اللهُ اسم البقرة بدلا من الْيَهُود أهل التَّكَبُّر وَالْبَغْي وَالطُّغْيَان وَالْعُدْوَان. تدلُّ سورةُ البقرة على أخلاق بني إسرائيل، وتدل على قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء الموتى؛ خاصة أن الكفار لا يؤمنون بعقيدة البعث والنشور.  سورة البقرة تحذير للمؤمنين من أخلاق اليهود ومكرهم.  هؤلاء اليهود الماكرين المخادعين هم الذين نقضوا عهودهم مع رسول اللّه فهزمهم اللّه: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأوَّلِ الْحَشْرِ) (سورة الحشر).

ويرشد اسمُ سورة المائدة إلى بعض صور تعدي أهل الكتاب في الطلب من الله ومن رسله: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)). وحذرنا القرآن من شُعَرَاء الْمُشْرِكِينَ (سورة الشعراء)؛ أبواق الغواية يَتَّبِعهُمْ غُوَاةُ النَّاس (سورة الناس) وَمَرَدَةُ الشَّيَاطِين وَعُصَاةُ الْجِنّ.  وقصّ اللهُ علينا في كتابه أَحْسَن الْقَصَص (الْقَصَص).

مجموعة سور بأسماء بعض أركان الإسلام:

ومنها الحج (سورة الحج).  ومنها الصَلاة لِلرَبِّ المعبود كما يرشد أسماء السور:

89} الفجر، 103 العصر،  62  الجمعة، 32 السجدة،  93  الضحى، 73 المزمل {.

(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاّ قَلِيلاً): صَلِّ القيام أو التهجد.

مجموع أرقام سور صلوات الفريضة مقسوما على خمس صلوات مفروضة يعطي أجر خمسين صلاة:

(89+103+62)/5= 50.8

كما حظي بالذكر الجهاد كما يرشد اسم سور: الصف (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)، وسورة القتال (محمد). وعن ابن عَبَّاسٍ أنّ سُورَةَ الْأَنْفَالِ تسمّى سُورَةُ بَدْرٍ: (قَالَ تِلْكَ سُورَةُ بَدْرٍ).

وذُكِرتِ الزَّكَاةُ (الماعونُ).  وفي الأحكام والتشريع نالت الحياة الزوجية اهتماما كما يوضحه أسماء سور المجموعة: }الطلاق، التحريم، المجادلة {.  وكذلك الشورى أساس الحكم الإسلامي (سورة الشورى). ومُثلت أيام الأسبوع بالجمعة (62 سورة الجمعة). كما وقد طالتِ الأسماءُ قوامَ حياة الإنسان المائدة (سورة المائدة) والحيوان (سورة العاديات - الخيل -، سورة البقرة، سورة الأنعام، سورة الفيل) والأشجار (سورة التين) والعناصر (سورة الحديد و سورة الزخرف بمعنى الذهب والفضة -) والزِّينَة (سورة الزخرف).

ونالت الحشرات (سورة النحل، سورة النمل) والمفصليات (العنكبوتيات: سورة العنكبوت) ذكرا. ونال المكان نصيبا: مكة أفضل بقاع الأرض (سورة البلد)، وحجرات نِسَاء الرسول (سورة الحجرات)، وآثار وجبال احتضنت مؤمنين (سورة الكهف و سورة الطوروذكر الحجر والأحقاف (سورتا الحجر والأحقاف).

ونالَ الزمانُ نصيبَه: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (سورة القدر)، وخير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة (سورة الجمعة)، ومن أطراف النهار شرف بالذكر: الفجر والفلق (الصُّبْح)، والضحى والعصر.  ومُثلت الظواهرُ الطبيعية من خلال البرق والرعد (الرعد) والرِّيح والرِّيَاح (الذاريات). ومن الأسماء الماعون زَكَاة واسما جامعا لكل ما يُنتفعُ به من الأشياء.  ومن الأسماء عناوين عزة: الفتح والنصر، وكذلك سُورَةُ بَدْرٍ (الْأَنْفَالِ).  بَدْرٍ غزوةُ الفرقان بين الحقّ والباطل ويومَ إحقاق الحقّ وإبطال الباطل، وكسر شوكة الكفر والكبر: (اللهمَّ ! إن تهلِك هذه العصابةُ من أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرض).

وعلى نطاق الكون نالت السماء نصيبا؛ فهنالك مجموعة سور بأسماء أحوال السماء من حيث النور والظلمة: 92} الليل، 24 النور{.

وذُكِرت أجرامُ السماء: }النجم (53)، القمر (54)، البروج (85)، الطارق (86)، الشمس (91){.

وعند حساب متوسط أرقام هذه السور، نحصل على الرقم:

(53+54+ 85 +86+91)/5 = 369/5 = 73.8

ولو استثنينا سورتي الشمس والقمر كونهما من ضمن مجموعتنا الشمسية، نجد

(53+ 85 +86)/3 = 74.67

والرقمان قريبان جدّا من ثابت هابل الذي يمثل معدل التوسع الكوني؛ وقيمته هي

وقانون هابل هو

V = H0D

ثابت هابل يساوي عددياً رقم آية القسم بمواقع النجوم: ]فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إنّهُ لقُرآنُ كريمُ[ (56 الواقعة: 75-77).

وهنالك فريق من العلماء يحبذ القيمة 55 = H0 لثابت هابل. وهذا قريب من متوسط رقم سورتي الواقعة والنجم:         (56+53)/2 = 54.5

وفي الحديث: }النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد{. ويقول تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) (53 سورة النَّجْم 1) (الإعجاز الفيزيائي في القسم الرباني (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى): حسين عمري)

ظاهرة كونية: انفجارالسوبرنوفا (supernova explosion)

يقول تعالى: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) (الحديد 25). يحصل إنزال وسحق لإلكترونات ذرّات دخيلة القلب الحديديّ للنجم داخل الأنوية؛ فتصبح دخيلة القلب بمنزلة النيوترونات المتراصّة (degenerate neutrons)؛ ذات الكثافة الهائلة ( (1014 g/cm3 .

ينفجر النجم مع تشكل القلب النيوتروني له. ويتمُّ إنـزال الحديد من باطن النّجم ليبعث في كلّ اتّجاه.

تمتلكُ موجةُ الصّدمة قوّة إنزال دفعيّة هائلة تتسبّب في تفجير النّجم حين ينـزل النّجم (يسقط) في قاع الموجة.  وبالتالي فإنّ كلاّ من الحديد ومادّة النّجم المنهار تُنـزلُ (تُطرد) من النّجم بفعل إنزال قوّة الدّفع للموجة الصّدميّة.  وإلى هذا تشير الآيات الكريمة:-

(وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) (الحديد 25)

(وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب) (86 الطارق: 3-2).

(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) (النجم 1)

هذا بالإضافة إلى حقائق أخرى تتضمنها الآية (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى).  حيث يسقط الكون في فراغ (هواء: وأفئدتهم هواء) وذلك بفعل قوة الطاقة المظلمة التي تسارع في توسع الكون: (وَالسمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ).  وأمّا يومَ القيامة فسينفرط العقد الجاذبي للمجرات والنجوم؛ وذلك مع قبض الأرضين وطيّ السماوات في زمرة حشر عظمى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر آية 67 ).

لقد مثّلت أسماء السّور كلّ شيء، مما يؤكد أنّ الله سبحانه وتعالى هو خالق كلّ شيء وأنّه الرّب العادل المعبود بحقّ.  وأن القرآن كلام الله ووحيه المنزّل على رسوله محمّد منهاجا للمهتدين بهدي الله، وعلى مرّ الزّمان والمكان. وأن هذه الرّسالة وهذا الدين هما رحمة للعالمين.

المصادر

1) القرآن الكريم

2) كتب السّنّة المطهّرة

3) كتب التفسير

1) ابن كثير القرشي الدمشقي، عمادالدين أبي الفداء (ت 774 هجري)، تفسير القرآن العظيم، دار الفيحاء (دمشق الطبعة الأولى 1414 هـ -1994 م)، أربع مجلدات.

2) القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد (ت 671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان الطبعة الخامسة 1417  هجري-1996 ميلادي)، واحد وعشرون مجلّدا.  م 4 ج 18 ص 115.

3) الطبري، ابن جرير، (ت 310 هـ)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار الفكر للطباعة والنشر (بيروت 1415 هـ - 1995 م).

المراجع

1) التحرير والتنوير لمؤلفه محمد الطاهر ابن عاشور

2) العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري.

3) العمري، حسين يوسف راشد، دخان السّماء المرتقب.

https://eijaz.mutah.edu.jo/samadokhan.htm

4) العمري، حسين يوسف راشد، الأرضون السّبع لغز المادّة المظلمة وبوّابة تكميم الكون، مجلّة كليّة المعارف الجامعة، الأنبار، (2004)، العدد السادس، ص 10.

 https://eijaz.mutah.edu.jo/sevenardhoan.htm

5) الإعجاز الفيزيائي الكوني في قوله تعالى وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد، حسين يوسف عمري:

https://eijaz.mutah.edu.jo/ironarabic.htm 

6) الطَّارِق النَّجْمُ الثَّاقِبُ والله الحافظ، حسين عمري:

 https://eijaz.mutah.edu.jo/brightstar.htm

7) العمري، حسين يوسف راشد، وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى:

 https://eijaz.mutah.edu.jo/StarsHawi.htm

 



[1] ) الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  1750، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[2] ) جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ - سُورَةُ الفاتحة – والرحمة: وَلِلْفَاتِحَةِ أَسْمَاءٌ أُخْرَى جُمِعَتْ مِنْ آثَارٍ أُخْرَى: الْكَنْزُ وَالْوَافِيَةُ وَالشَّافِيَةُ وَالْكَافِيَةُ وَسُورَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُورَةُ الصَّلَاةِ وَسُورَةُ الشِّفَاءِ وَالْأَسَاسُ وَسُورَةُ الشُّكْرِ وَسُورَةُ الدُّعَاءِ .

[4] ) من صلَّى صلاةً لم يقرأ فيها بأمِّ القرآنِ فهيَ خداجٌ ثلاثًا، غيرُ تمامٍ. فقيلَ لأبي هريرةَ: إنَّا نكونُ وراءَ الإمامِ. فقالَ: اقرأ بها في نفسك، فإنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللهُ تعالى: قسمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفينِ، ولعبدي ما سألَ، فإذا قالَ العبدُ: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }، قالَ اللهُ تعالى: حمدني عبدي. وإذا قالَ: { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }. قالَ اللهُ تعالى: أثنى عليَّ عبدي. وإذا قالَ { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }. قالَ: مجَّدني عبدي ( وقالَ مرَّةً: فوَّضَ إليَّ عبدي ) فإذا قالَ: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }. قالَ: هذا بيني وبينَ عبدي ولعبدي ما سألَ. فإذا قالَ: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }. قالَ: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل .) ( الراوي: أبو هريرة،  المحدث: مسلم،  المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم:  395،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[5] ) جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود - كِتَاب الصَّلَاةِ - أَبْوَابُ تَفْرِيعِ اسْتِفْتَاحِ الصَّلَاةِ -: (سُورَةَ الْحَمْدِ نِصْفُهَا ثَنَاءٌ وَنِصْفُهَا مَسْأَلَةُ دُعَاءٍ، وَالثَّنَاءُ لِلَّهِ وَالدُّعَاءُ لِعَبْدِهِ).

[6] ) هيَ فاتِحةُ الكتابِ، وَهيَ السَّبعُ المثاني، والقرآنُ العظيمُ) (الراوي: أبو هريرة،  المحدث: ابن جرير الطبري،  المصدر: تفسير الطبري ،الصفحة أو الرقم: 8/2/75،  خلاصة حكم المحدث: صحيح )
[7] ) (الرَّكعةُ الَّتي لا يُقرأُ فيها كالخِداجِ: قلتُ لأبي هريرةَ: فإن لم يكُنْ معي إلَّا أمُّ القرآنِ ؟ قال: هي حسبُك، هي أمُّ الكتابِ، وأمُّ القرآنِ، والسَّبعُ المثاني) (الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن جرير الطبري، المصدر: تفسير الطبري، الصفحة أو الرقم: 8/2/75، خلاصة حكم المحدث: صحيح )

- (عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهُ قالَ في أُمِّ القرآنِ: هيَ أُمُّ القرآنِ وَهيَ السَّبعُ المَثاني وَهيَ القرآنُ العظيمُ) (الراوي: أبو هريرة، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/49، خلاصة حكم المحدث:  ]أشار في المقدمة إلى صحته[

- (أمُّ القرآنِ هي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ) (الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 4704، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[، انظر شرح الحديث رقم 6536 )

- (هي أمُّ القرآنِ، وهي فاتحةُ الكتابِ، وهي السَّبعُ المثاني) (الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن جرير الطبري، المصدر: تفسير الطبري، الصفحة أو الرقم: 8/2/75، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[8] ) الحمدُ لله ربِّ العالمين ؛ هي السبعُ المثاني الذي أوتيتُه، و القرآنُ العظيمُ) (الراوي: أبو سعيد بن المعلى، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 3185، خلاصة حكم المحدث: صحيح)
[9] ) (اقْرَؤوا القرآنَ. فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه. اقرَؤوا الزَّهرَاوَين: البقرةَ وسورةَ آلِ عمرانَ. فإنهما تأتِيان يومَ القيامةِ كأنهما غَمامتانِ. أو كأنهما غَيايتانِ. أو كأنهما فِرْقانِ من طيرٍ صوافَّ تُحاجّان عن أصحابهما. اقرَؤوا سورةَ البقرةِ. فإنَّ أَخْذَها بركةٌ. وتركَها حسرةٌ. ولا يستطيعُها البَطَلَةُ. قال معاويةُ: بلغني أنَّ البطلَةَ السحرةُ. وفي رواية: مثله. غير أنه قال: وكأنهما في كلَيهما. ولم يذكر قول معاويةَ: بلغني .) (الراوي: أبو أمامة الباهلي، المحدث: مسلم، المصدر:  صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 804، خلاصة حكم المحدث: صحيح )
[10]  ) (قلتُ لابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهمَا: سورةُ الحشرِ، قالَ: قلْ: سورةُ النَّضِيرِ .) (الراوي: سعيد بن جبير،  المحدث: البخاري،  المصدر: صحيح البخاري ) (الصفحة أو الرقم: 4883،  خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[،  انظر شرح الحديث رقم 5264 )
[11] )  (قلتُ لابنِ عباسٍ: سورةُ التوبةِ ؟ قال: آلتوبةُ ؟ قال: بل هي الفاضحةُ. ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحدٌ إلا ذكر فيها. قال قلت: سورةُ الأنفالِ ؟ قال: تلك سورةُ بدرٍ. قال قلتُ: فالحشرُ ؟ قال: نزلت في بني النَّضيرِ .) (الراوي: سعيد بن جبير، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 3031، خلاصة حكم المحدث: صحيح )

(عن حذيفةَ قال التي تسمونَ سورةَ التوبةِ هي سورةُ العذابِ وما يقرؤون منها مما كنا نقرأُ إلا ربعَها) (الراوي:  ]عبدالله بن سلمة[، المحدث الهيثمي، المصدر :مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/31، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات )

[12] جاء في - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب الْجَنَائِزِ - عذاب القبر يقع على الروح فقط أو عليها وعلى الجسد ص 275 -: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ) قَالَ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ، وَالْبَسْطُ: الضَّرْبُ ؛ (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمُ ). انْتَهَى. وَيَشْهَدُ لَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْقِتَالِ: (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) . أي : كيف حالهم إذا جاءتهم الملائكة لقبض أرواحهم وتعصت الأرواح في أجسادهم ، واستخرجتها الملائكة بالعنف والقهر والضرب (تفسير ابن كثير).

[13] ) (أنَّ اليهودَ قالوا: يا أبا القاسمِ إن كنْتَ صادقًا فالحقْ بالشامِ فإنَّها أرضُ المحشرِ وأرضُ الأنبياءِ، فغَزَا تبوكَ لا يريدُ إلا الشامَ، فلمَّا بلغَ تبوكَ أنزلَ اللهُ تعالى الآياتِ من سورةِ بَني إسرائيلَ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا الآيةُ) (الراوي: عبدالرحمن بن غنم، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 7/715، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن مع كونه مرسلا )

[14] ) سنن الترمذي - كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ - حديث رقم 3103: (... قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ قَالَ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَهُمَا صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الرِّقَاعِ وَالْعُسُبِ وَاللِّخَافِ يَعْنِي الْحِجَارَةَ وَصُدُورِ الرِّجَالِ فَوَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ بَرَاءَةٌ مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ:

[15] ) (عن حذيفةَ قال التي تسمونَ سورةَ التوبةِ هي سورةُ العذابِ وما يقرؤون منها مما كنا نقرأُ إلا ربعَها) (الراوي:  ]عبدالله بن سلمة[، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/31، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات )

[16] ) السورة هي المقشقشة المبرئة من الشرك

[17] ) (قلت لابن عباس: سورة التوبة، قال: التوبة هي الفاضحة، ما زلت تنزل، ومنهم ومنهم، حتى ظنوا أنها لن تبقي أحدا منهم إلا ذكر فيها، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: نزلت في بدر، قال: قلت: سورة الحشر، قال: نزلت في بني النضير ) (الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4882، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[ )

- (حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ سُورَةُ التَّوْبَةِ قَالَ آلتَّوْبَةِ قَالَ بَلْ هِيَ الْفَاضِحَةُ مَا زَالَتْ تَنْزِلُ وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ حَتَّى ظَنُّوا أَنْ لَا يَبْقَى مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا ذُكِرَ فِيهَا قَالَ قُلْتُ سُورَةُ الْأَنْفَالِ قَالَ تِلْكَ سُورَةُ بَدْرٍ قَالَ قُلْتُ فَالْحَشْرُ قَالَ نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ) (صحيح مسلم - كِتَاب التَّفْسِيرِ - بَاب فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ وَالْأَنْفَالِ وَالْحَشْرِ، 5359، ص 2322 )

[18] ) (عنْ أبي هُرَيرةَ قال: } الْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا } الملائكَةُ أُرْسِلتْ بالمعروفِ) (الراوي: -، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 8/554، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح )

[19] ) المحدثون: (مسلم - صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:806؛ الألباني - صحيح النسائي- الصفحة أو الرقم:911.

[20] ) الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - لصفحة أو الرقم: 8/2/75، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[21] ) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 395، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[22] ) الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 729، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[23] ) الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 3184، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[24]  ) النبأ الْعَظِيمِ: يَعْنِي: عَنْ الْخَبَر الْعَظِيم. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْمَعْنِيّ بِالنَّبَإِ الْعَظِيم، فَقَالَ بَعْضهمْ: أُرِيدَ بِهِ الْقُرْآن. .... وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِهِ الْبَعْث. ....قَالَ اِبْن زَيْد، فِي قَوْله: { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيم الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } قَالَ: يَوْم الْقِيَامَة (الطبري).

[26]  الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 734،  حكم المحدث: صحيح

[27]  ) أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لِنوفلٍ اقرَأ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ثمَّ نَم على خاتِمتِها، فإنَّها براءةٌ مِنَ الشِّركِ) الراوي: نوفل بن فروة الأشجعي، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 1/282، خلاصة حكم المحدث:] لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما[

[29] ) الراوي: أبو الدرداء المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 811 خلاصة حكم المحدث: صحيح

[30] ) الراوي: جابر بن عبدالله المحدث:الألباني - المصدر:صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم:1813، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[31] ) الراوي: عائشة المحدثون: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7375 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 813 خلاصة حكم المحدث: صحيح

[32] ((كتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائقِ قبل أن يخلقَ السَّماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ. قال وعرشُه على الماءِ. وفي روايةٍ: مثلُهُ. غير أنَّهما لم يَذكرا: وعرشُه علَى الماءِ .) (المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2653، خلاصة حكم المحدث: صحيح)

 (كتب اللهُ تعالى مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أنْ يخلُقَ السماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ وعرشُهُ على الماءِ) (المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  4474، خلاصة حكم المحدث: صحيح)

[33] ) الْمَسَد سَلْسَلَة ذَرْعهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَعَنْ الثَّوْرِيّ هُوَ قِلَادَة مِنْ نَار طُولهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا .... وَقَالَ مُجَاهِد " فِي جِيدهَا حَبْل مِنْ مَسَد " أَيْ طَوْق مِنْ حَدِيد أَلَا تَرَى أَنَّ الْعَرَب يُسَمُّونَ الْبَكَرَة مَسَدًا ؟ (تفسير ابن كثير)

[34] ) (الفلق جب في جنهم مغطى) (الراوي: أبو هريرة،  المحدث: العيني،  المصدر: عمدة القاري، الصفحة أو الرقم: 20/14،  خلاصة حكم المحدث: إسناده لا بأس به )

[36] ) الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7404، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[، انظر شرح الحديث رقم 13397

[37] الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2751، خلاصة حكم المحدث: صحيح، انظر شرح الحديث رقم 13397 .

[38] ) الراوي: -، المحدث: ابن العربي، المصدر: أحكام القرآن  الصفحة أو الرقم: 4/420، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[39] ) الراوي: عامر بن واثلة أبو الطفيل، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2645، خلاصة حكم المحدث: صحيح .

[41] ) الراوي: أبو حفصة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم: 4700.

[42] ) الراوي: عبادة بن الصامت المحدث:الألباني - المصدر:تخريج كتاب السنة- الصفحة أو الرقم :104

[43] ) الراوي: عبادة بن الصامت المحدث:الألباني - المصدر:شرح الطحاوية- الصفحة أو الرقم: 264

[44] ) الراوي: أبو ظبيان المحدث:الوادعي - المصدر:أحاديث معلة- الصفحة أو الرقم: 204

[45] ) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر:السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم: 133

[46] ) الراوي أنس بن مالك المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:400، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[47] ) الراوي: جابر بن عبدالله المحدثون:

الألباني - المصدر:تخريج مشكاة المصابيح- الصفحة أو الرقم:2096، خلاصة حكم المحدث:صحيح .

السيوطي - المصدر:الجامع الصغير- الصفحة أو الرقم:6921،خلاصة حكم المحدث:صحيح

[48]  الراوي : أبو هريرة ، المحدث : ابن الملقن ، المصدر : البدر المنير، الصفحة أو الرقم: 3/561 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح .  التخريج : أخرجه أبو داود (1400)، والترمذي (2891)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10546)، وابن ماجه (3786)، وأحمد (7975)

[49] ) الراوي: أبو هريرة، المحدث: العيني، المصدر: عمدة القاري، الصفحة أو الرقم: 20/14، خلاصة حكم المحدث: إسناده لا بأس به

[50] ) الراوي: عقبة بن عامر، المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:814، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[51] ) الراوي: -، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 8/554، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[52] الراوي: أبو هريرة ، المحدث: مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2365 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

[53] ) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/244، خلاصة حكم المحدث: رجالهما ثقات

[54] ) الراوي: أنس بن مالك المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2802، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[55] ) الراوي  مالك بن صعصعة الأنصاري المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:3207، خلاصة حكم المحدث: صحيح.  التخريج: أخرجه البخاري (3207) واللفظ له، ومسلم (164)

[56] ) الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2183، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[57] ) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ح 4448، الراوي: ابن جريج عبدالملك بن عبدالعزيز، المحدث: ابن كثير، المصدر: تفسير القرآن، الصفحة أو الرقم: 7/235، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[58] ) الراوي: ابن أبي مليكة، المحدث: السيوطي، المصدر: الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 13/265، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[59] ) الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2183، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[60] ) الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2901، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[61] ) العمري، حسين يوسف راشد، دخان السّماء المرتقب.

 https://eijaz.mutah.edu.jo/samadokhan.htm  

[62] ) صحيح مسلم - كِتَاب التَّفْسِيرِ - بَاب فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ وَالْأَنْفَالِ وَالْحَشْرِ، 5359، ص 2322

[63] ) الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الوادعي، المصدر: صحيح أسباب النزول، الصفحة أو الرقم: 240، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[64] أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا قال: ( سمِع اللهُ لمَن حمِدَهُ ) في الركعةِ الآخِرَةِ من صلاةِ العِشاءِ قنَت: ( اللهم أَنجِ عَيَّاشَ بنَ أبي رَبيعَةَ، اللهم أَنجِ الوليدَ بنَ الوليدِ، اللهم أَنجِ سلَمَةَ بنَ هِشامٍ، اللهم أَنجِ المستضعَفِينَ من المؤمنينِ، اللهم اشدُدْ وطأتَك على مُضَرَ، اللهم اجعلْها عليهم سنينَ كسنِي يوسُفَ ) .) ( الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6393 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


كانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم إذا قالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه في الرَّكعةِ الآخِرةِ مِن صَلاةِ العِشاءِ قَنَتَ، أي: دَعا قَبلَ أنْ يَسجُدَ يَقولُ: اللَّهمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بنَ أبي رَبيعةَ، اللَّهمَّ أَنْجِ الوَليدَ بنَ الوَليدِ، اللَّهمَّ أَنْجِ سَلَمةَ بنَ هِشامٍ، والوَليدُ وسَلَمةُ وعيَّاشٌ رضي الله عنهم حَبَسَهم المُشرِكونَ في مَكَّةَ لَمَّا أَسلَموا ومَنَعوهم مِن الهِجرةِ، وقَد تَواعَدوا جميعًا لِلهُروبِ مِن المُشرِكينَ، فَدَعا لَهُم النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم، اللَّهمَّ أَنْجِ المُستَضعَفينَ مِن المُؤمِنينَ، عامٌّ بَعدَ خاصٍّ، والمُرادُ بالمُستَضعَفينَ مِن المُؤمِنينَ هُم ضُعَفاء المُؤمِنينَ بِمَكَّةَ وغَيرِها الَّذينَ حَبَسَهم الكُفَّارُ عن الهِجرةِ وآذَوْهم وعَذَّبوهم، اللَّهمَّ اشْدُد "وَطْأَتَك"، أي: عُقوبَتَك عَلى كُفَّارِ قُرَيْش أولاد مُضَرَ، القَبيلة المَشْهورة الَّتي مِنها جَميعُ بُطونِ قُرَيْش وغَيرهم، اللَّهمَّ اجْعَلْها، أي: عُقوبتَك سِنينَ مُجدِبة كَسِنيِّ يُوسُفَ، فَيَكونُ المَعنى هُنا هو الدُّعاء عليهم بالقَحْطِ العَظيمِ.

 (بينا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي العِشاءَ إذ قال: سمِع اللهُ لمَن حمِده، ثم قال قَبلَ أن يَسجُدَ: اللهمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بنَ أبي رَبيعَةَ، اللهمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بنَ هشامٍ اللهمَّ نَجِّ الوليدَ بنَ الوليدِ، اللهمَّ نَجِّ المُستَضعَفينَ منَ المؤمنينَ، اللهمَّ اشدُدْ وَطأتَكَ على مُضَرَ، اللهمَّ اجعَلْها سِنينَ كسِني يوسُفَ) (الراوي: أبو هريرة،  المحدث: البخاري،  المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4598،  خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[65] ) الراوي: عبدالله بن عمر المحدثون:

ابن حجر العسقلاني، المصدر: تخريج مشكاة المصابيح، الصفحة أو الرقم: 5/167، خلاصة حكم المحدث: ]حسن كما قال في المقدمة[ (

الألباني  - خلاصة حكم المحدث:صحيح - المصادر:-

صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:6293، صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم:1476، صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم:3333

[66] ) الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:ابن حجر العسقلاني - المصدر:فتح الباري لابن حجر- الصفحة أو الرقم:8/564، خلاصة حكم المحدث:جيد

[67] ) الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:الهيثمي - المصدر:مجمع الزوائد- الصفحة أو الرقم:7/137، خلاصة حكم المحدث:[روي] بإسنادين ورجالهما ثقات

[68] ) العمري، حسين يوسف راشد، الأرضون السّبع لغز المادّة المظلمة وبوّابة تكميم الكون، مجلّة كليّة المعارف الجامعة، الأنبار، (2004)، العدد السادس، ص 10.

 https://eijaz.mutah.edu.jo/sevenardhoan.htm

[69] - (سأل ابنُ الكوا عليًّا عن الْمَجَرَّةِ قال هو شَرجُ السماءِ ومنها فُتِحَتِ السماءُ بماءٍ مُنْهَمِرٍ) (الراوي: عامر بن واثلة أبو الطفيل، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الأدب المفرد، الصفحة أو الرقم: 589، خلاصة حكم المحدث: صحيح الإسناد )
[70] - (عنِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّ هِرَقْلَ كتب إلى معاويةَ وقال إن كانَ بقِيَ فيهم شيءٌ منَ النُّبوَّةِ فسيخبرُني عمَّا أسألُهم عنه قالَ فكتب إليهِ يسأَلهُ عنِ المَجَرَّةِ وعنِ القوسِ وعنِ البقعةِ الَّتي لم تصِبهَا الشَّمسُ إلَّا ساعةً واحِدةً قال فلَمَّا أتى مُعاويةَ الكتابُ والرَّسولُ قالَ إنَّ هذا الشَّيءَ ما كنتُ آبَهُ لَهُ أن أسألَ عنهُ إلى يومِي هذا مَنْ لهذا قيلَ ابنُ عبَّاسٍ فطوى مُعاويةُ كتابَ هرقلَ فبعثَ بهِ إلى ابنِ عبَّاسٍ فكتبَ إليهِ إنَّ القوسَ أمانٌ لأهلِ الأرضِ منَ الغرقِ والمَجَرَّةُ بابُ السَّماءِ الَّذي تنشقُّ منهُ وأمَّا البُقعةُ الَّتي لم تُصِبْها الشَّمسُ إلَّا ساعةً منَ النَّهارِ فالبحرُ الَّذي أُفرِجَ عن بني إسْرائيلَ) (الراوي: سعيد بن جبير، المحدث: ابن كثير، المصدر: البداية والنهاية، الصفحة أو الرقم: 1/34، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنه )

وروى نحوه عن ابن عباس المحدثون: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد ،الصفحة أو الرقم: 9/280، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح‏‏

الشوكاني، المصدر: در السحابة، الصفحة أو الرقم: 280، خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله رجال الصحيح

ابن حجر العسقلاني، المصدر: تحفة النبلاء، الصفحة أو الرقم: 77، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[71] ) الراوي: -، المحدث: ابن القيم، المصدر: المنار المنيف، الصفحة أو الرقم: 91، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[72] ) الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1013، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[73] ) الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 3704، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[74] ) الراوي: عبدالله بن باباه، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 11/411، خلاصة حكم المحدث: ]و] بإسناد رجاله ثقات

[75] ) الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم:22، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[76] ) الراوي  أبو سعيد الخدري المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:4581، خلاصة حكم المحدث:[صحيح]

[77] ) الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2926، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، شرح الحديث

[78] ) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:4294، خلاصة حكم المحدث:[صحيح]

[79] ) الراوي: فاطمة بنت رسول الله المحدث:البيهقي - المصدر:دلائل النبوة- الصفحة أو الرقم:7/167، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[80] ) صحيح مسلم - كِتَاب التَّفْسِيرِ - بَاب فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ وَالْأَنْفَالِ وَالْحَشْرِ، 5359، ص 2322

[81] ) الراوي: عبدالله بن عباس و عمر بن الخطاب المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1763، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[82] ) الراوي: علي بن أبي طالب المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري-  خلاصة حكم المحدث:[صحيح].  الصفحة أو الرقم:3007،  6259،  6939 .

[83] ) الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4274، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[

[84] ) الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2259، خلاصة حكم المحدث: صحيح، انظر شرح الحديث رقم 12826

[85] )  - الإعجاز الفيزيائي في القسم القرآني (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)

(https://eijaz.mutah.edu.jo/StarsHawi.htm )

[86] ) الراوي: المطلب بن عبدالله بن حنطب | المحدث: أحمد شاكر، المصدر: مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 9/27، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[87] ) الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: العراقي، المصدر: تخريج الإحياء، الصفحة أو الرقم: 5/205، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[88] ) الراوي: أنس بن مالك، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: الأمالي المطلقة، الصفحة أو الرقم: 200، خلاصة حكم المحدث: حسن وله شاهد

[89] ) الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 10/314، خلاصة حكم المحدث :]فيه] خلف بن موسى عن أبيه وقد وثقا وبقية رجاله رجال الصحيح

[90] ) الراوي: أنس بن مالك المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2802، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[91] ) الراوي: قتادة المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2802، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[92] ) الراوي: أبو معمر المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:3871، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[93] ) الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2800، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[94] ) Phillips 1994 page 28; Clark 1998 p 158; Zeilik 1994، page 389.

[95] ) الإعجاز الفيزيائي الكوني في قوله تعالى وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد، حسين يوسف عمري:

 https://eijaz.mutah.edu.jo/ironarabic.htm   

[96] ) الطَّارِق النَّجْمُ الثَّاقِبُ والله الحافظ، حسين عمري:

https://eijaz.mutah.edu.jo//brightstar.htm

[97] ) الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 715، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[98] ) (أعوذُ بكلماتِ الله التاماتِ التي لا يجاوزهنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، وبأسماءِ اللهِ الحسنَى ما علمتُ منها وما لم أعلمْ من شرِّ ما خلقَ وذرَأَ وبرَأَ، ومن شرِّ ما ينزلُ من السماءِ، ومن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ، ومن شرِّ ما يخرجُ منها، ومن شرِّ فتَنِ الليلِ والنهارِ، ومن شرِّ طوارقِ الليلِ، إلَّا طارقًا يطرقُ بخيرٍ يا رحمانُ) (الراوي: -، المحدث: الفيروزآبادي، المصدر: سفر السعادة، الصفحة أو الرقم: 309، خلاصة حكم المحدث: صحيح )

[100] ) الراوي: أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر- المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر:تاريخ الطبري- الصفحة أو الرقم:1/40، خلاصة حكم المحدث:صحيح.  هنا الكلمة هواء تعني فراغ.

[101] ) المحدث:ابن القيم - المصدر:أعلام الموقعين- الصفحة أو الرقم:4/224، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[102] ) الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2980، خلاصة حكم المحدث: صحيح، انظر شرح الحديث رقم 3157

[103] ) الراوي: عامر بن واثلة أبو الطفيل، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 8/464، خلاصة حكم المحدث: مشهور عن علي

[104] ) الصفحة أو الرقم: 5/122، خلاصة حكم المحدث: ]له] طرق [ وروي مرفوعا بإسناد فيه لين الحديث [

[105] ) الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 854، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[106] ) الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 854، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[107] ) (تَعُدُّون أنتم الفتحَ فتحُ مكةَ، وقد كان فتحُ مكةَ فَتْحًا، ونحن نَعُدُّ الفتحَ بيعةُ الرضوان يومَ الحديبيةِ، كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أربعَ عَشْرَةَ مائةٍ، والحديبيةُ بِئْرٌ، فنَزَحْناها فلم نَتْرُكْ فيها قَطْرَةً، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأتاها، فجلَسَ على شَفِيرِها، ثم دعا بإناءٍ مِن ماءٍ فتوضأَ، ثم مَضْمَضَ، ودعا ثم صبَّه فيها، فترَكْناها غيرَ بعيدٍ، ثم إنها أَصْدَرَتْنا ما شِئْنا نحنُ ورُكَّابُنا.) (الراوي: البراء بن عازب، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4150، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[، شرح الحديث

 

[108] ) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/244، خلاصة حكم المحدث: رجالهما ثقات

[109]) العمري، حسين يوسف راشد، دخان السّماء المرتقب.

 https://eijaz.mutah.edu.jo/samadokhan.htm  

[110]  - وفي الحديث: (إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة، ينزل إلى العباد، ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعى به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله عز وجل للقاريء: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال: بلى يا رب، قال: فما عملت فيما علمت ؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله عز وجل له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله تبارك وتعالى: بل أردت أن يقال: فلان قاريء، وقد قيل ذلك. ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله عز وجل: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب ؛ قال: فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال: كنت أصل الرحم، أتصدق. فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله تبارك وتعالى: بل أردت أن يقال: فلان جواد، وقد قيل ذلك. ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله، فيقول الله له: فبماذا قتلت ؟ فيقول: أي رب ! أمرت بالجهاد في سبيلك، فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: فلان جريء، فقد قيل ذلك. ثم ضرب رسول الله على ركبتي فقال: يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة. ) (الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم:22، خلاصة حكم المحدث:صحيح ).