ترجم البحث إلى الإنجليزية بالمشاركة مع أ. د. عبد
الحافظ خريسات/ قسم اللّغة الإنجليزية ([1])
يناقش
البحث مفهوم ومدلول قوله تعالى (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) وذلك من أجل التعرف إلى الإعجاز العلمي في الآية. ويربط البحث الآية بحقائق ومفاهيم مثبتة في كتب
الفيزياء الفلكية. إنّ المعاني الكثيرة
للكلمة العربية "أنزلنا" هي المدخل إلى تسليط الضوء على الأسرار
الفيزيائية التي تتضمنها آية إنزال الحديد.
ويبيّن البحث جُلّ أوجه الإنـزال والبأس المرتبطة
بالحديد، وذلك منذ أن خلقه الله إلى أن أنـزل في قلب الأرض أو دخل في أجسادنا،
وإلى أن يعذب الله به الكافرين في جهنّم.
وأرجو
بيان أنّ هذا البحث تمّ إلقاؤه في محاضرات: كانت الأولى قبل حوالي سبعة عشر عاماً
وفي حضور كبير جامع من أساتذة وطلبة جامعتنا في شتى حقول المعرفة، وكانت إحداها عام2006 في مؤتمر عقد في فرنسا. وفي
المحاضرات لم أسمع سوى الإعجاب والغبطة على ما يَسّره الله لي من القدرة على هذا
الرّبط الدقيق بين الآية وحقائق العلم. وأحمد
الله الذي أكرمني بنشر ستة أبحاث في مجال الإعجاز الفيزيائي والكوني للقرآن الكريم. ونسأله سبحانه أن يرزقنا مزيد العلم والإخلاص وأن
يسخرنا جميعاً لخدمة هذا الدين من خلال ما أنعم به سبحانه علينا من العلوم: (سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ شَهِيدٌ).
وقبل البدء لعلّه من المناسب التعرّف إلى معاني كلمتي السماء والأرض (انظر
ملحق ([1]) معاني السماء، وملحق ([2]) معاني الأرض).
بداية وقبل
الشّروع في البحث، أرجو التنويه إلى أنّني لست بحاجة إلى سرد كلّ ما ذكرته كتب
التفسير، وذلك لسببين: الأوّل أنّني في هذا المقام أهدف إلى توسيع مفهوم ومدلول
الآية فيما يتعلّق بالإعجاز الّذي لم تتطرّق إليه التفاسير. والثاني هو أنّني أقرّ بصحّة كل ما ورد في
التفاسير، حول الآية، باستثناء بعض الأحاديث المنكرة ( تجد بعض رواياتها في ملحق ([3])).
يهدف
البحث إلى التعرّف إلى مفهوم ومدلول الآية من أجل بيان الإعجاز العلمي في
الآية. وبالتالي فإن البحث يربط الآية مع
قضايا فيزيائية مثبتة في كتب الفيزياء الفلكية؛ وليس في البحث أي إضافة إلى علم
الفيزياء الفلكية. وإن القرآن كلام الله،
وبالتالي فهو ولا شك عظيم يستمد العظمة من عظمة الله المتكلم بالقرآن. معجز في كل جزئية وفي كل أمر وفي كل جوانب
المعرفة والعلوم التي خلقها الله. هذا وإنّ قصر الآية على معنى واحد فيه تحجيم لمعاني القرآن وإخلال بإعجازه وبآياته الباهرة التي يجلّيها
سبحانه لخلقه وعلى مرّ الزّمن. وإنّ كلّ معنى يتجلّى في ضوء
تطوّر العلوم الثابتة مقبول أيضاً. لذا فإنّني
أحاول بيان أوجه الإعجاز معتبراً أحياناً أكثر من معنى لكلمة السّماء؛ هذا وإن كنت
أرجّح أحد هذه المعاني على غيرها. وليس
هذا خلطاً بين معاني الكلمة؛ فإنّني أزعم أنَّني بتوفيق اللّه أستطيع تحديد معاني
كلمة السّماء في جلّ مواقعها في كتاب اللّه (أنظر مثلاً ملحق
رقم 1 معاني السماء). فعلى سبيل المثال، فإنّ قوله تعالى: (أولم ير
الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتْقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30]،
الرّاجح أنّ السّموات والأرض في هذه الآية هي السماوات السبع والأرضين السبع التي
خلقها الله ابتداء في ستة أيام (عمري ، 2004: خلق الكون؛ الأرضون السبع).
(رتقاً): أي كان الجميع متّصلاً بعضه ببعض متلاصقاً متراكماً بعضُه فوق
بعضٍ في ابتداء الأمر (القرطبي م 11 ص 187 ؛ ابن كثير م 3 ص 239-238؛ الرّازي م 11 ص 164-162؛ الزمخشري، م 2،
ص 570؛ Weinberg 1984). بينما هناك تفسير أنّها الأرض أو
المجموعة الشّمسيّة؛ يقول ابن عباس: (كانت السماوات رتقاً لا تمطر وكانت الأرض
رتقاً لا تنبت، فلما خلق للأرض أهلاً فتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات) (مختصر
تفسير ابن كثير م 2 ، ص 506)، وتفسير ابن عبّاس
له شاهده من الآية: (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ) (عبس آية 25): أَيْ
أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاء عَلَى الْأَرْض (مختصر
تفسير ابن كثير م 3 ، ص 601). أَنَّا أَنْزَلْنَا الْغَيْث مِنْ السَّمَاء
إِنْزَالًا , وَصَبَبْنَاهُ عَلَيْهَا صَبًّا (الطبري
م 15 ، ص 72). (ثُمَّ
شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا): (أَيْ أَسْكَنَّاهُ فِيهَا فَيَدْخُل فِي تُخُومهَا (مختصر تفسير ابن كثير م 3
، ص 601)، ثُمَّ
شَقَقْنَا الْأَرْض "أي بِالنَّبَاتِ
" (الفتوحات
الإلهيّة بتوضيح تفسيرالجلالين للدقائق الخفيّة، سليمان بن عمر
الشّافعي، المتوفى سنة 1204 هـ/ دار الكتب العلمية بيروت/ الطبعة الأولى 1416 هـ - 1996 م/ ج 8، ص 246).. وتفسير ابن عبّاس
يقتضي أنّ معنى السّماء هنا هو المجموعة الشّمسيّة التي كانت قرصاً واحداً في
بداية تشكّلها، والأرض هي كرتنا الأرضيّة.
ومن هذا القبيل تفسير الآية: (ففتحنا أبواب السّماء بماءٍ منهمر)
(القمر آية 11). يقول ابن عبّاس: من غير سحاب ، وقال عليّ رضي
اللّه عنه: إنّه المجرّة ومنها فتحت السّماء بماءٍ منهمر (القرطبي ج 17 ص 86).
وَقَوْله تَعَالَى "
فِيهِ بَأْس شَدِيد " يَعْنِي السِّلَاح، كَالسُّيُوفِ
وَالْحِرَاب وَالسِّنَان وَالنِّصَال وَالدُّرُوع وَنَحْوهَا، " وَمَنَافِع لِلنَّاسِ " أَيْ فِي مَعَايِشهمْ
كَالسِّكَّةِ وَالْفَأْس وَالْقَدُومِ وَالْمِنْشَار وَالْأَزْمِيل وَالْمِجْرَفَة
وَالْآلَات الَّتِي يُسْتَعَان بِهَا فِي الْحِرَاثَة وَالْحِيَاكَة وَالطَّبْخ
وَالْخُبْز، وَمَا لَا قِوَام لِلنَّاسِ بِدُونِهِ، وَغَيْر ذَلِكَ (ابن كثير م 4 ص 403، الزمخشري م 4، ص 66). وَقِيلَ : " أَنزلْنَا الْحَدِيد " أَيْ
أَنْشَأْنَاهُ وَخَلَقْنَاهُ , كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَأَنــزلَ لَكُمْ مِنْ الْأَنْعَام ثَمَانِيَة أَزْوَاج " [ الزُّمَر
: 6
] . " فِيهِ بَأْس شَدِيد " يَعْنِي
السِّلَاح وَالْكُرَاع وَالْجُنَّة. (وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ) قَالَ مُجَاهِد : يَعْنِي
جُنَّة. وَقِيلَ : يَعْنِي اِنْتِفَاع النَّاس بِالْمَاعُونِ مِنْ الْحَدِيد ، مِثْل السِّكِّين وَالْفَأْس وَالْإِبْرَة وَنَحْوه (القرطبي م 9 ج 17 ص 169). وقيل: قوّة شَدِيدَة, وَمَنَافِع
لِلنَّاسِ, وَذَلِكَ مَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ مِنْهُ عِنْد لِقَائِهِمْ الْعَدُوّ ,
وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ مَنَافِعه (الطبري م 13 ، ص 307).
إنّ المعاني الكثيرة للكلمة العربية أنـزلنا، وللكلمة الإنكليزية (Send) هي المدخل إلى تسليط
الضوء على الأسرار الفيزيائية التي تتضمنها آية إنــزال الحديد: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ
لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ
وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ
بِالْغَيْبِ إنّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
(الحديد
57
آية 25). إنّ معرفة معاني الكلمة أنـزلنا هي السّبيل السّهل
إلى استشراف الإعجاز العلمي للآية؛ فلا تكن عزيزي القارئ كمن ضاق ذرعا بهذه
المقدمة اللغوية وطلب حذفها!. وأمّا
الإنزال في باقي آي القرآن، فيقتصر على إنزال الرّسل والكتب والآيات والسّكينة
والرّزق والماء.
النزول:
الحلول ، وهو في الأصل انحطاط من علوّ.
تنزله واستنزله وأنزله ونزله بمعنى واحد، وفي التاج إنّ في الإنزال أكثريّة
ولربّما دفعة واحدة. والنُّزُل: المَنزلُ
كمَجْلِس ؛ كقوله تعالى: (وجعلنا جهنّم للكافرين نزلاً)، (جناتٌ تجري من تحتها
الأنهارُ خالدين فيها نزلاً من عند اللّه) قال: نزلاً مصدر مؤكّد لقوله خالدين
فيها. والمَنزلَةُ موضع النزول، ومن
المجاز: الدّرجة والرّتبة والمكانة.
والنزل ما هيّء للضيف، وهو الطعام والرّزق (هذا نزلهم يوم الدّين) (الواقعة
56). وهو الفضل والعطاء والبركة، وريع ما يزرع
وزكاؤه ونماؤه. وقال الأخفش : النزل القوم
النَّازلون بعضهم على بعض. وأنزلهُ غيره
واستنزله يكون بفعل مؤثّر خارجيّ، ونزله تنزيلاً، والتّنزيلُ أيضاً التّرتيب. والتّنزلُ النزولُ في مُهْلة. ويقال: نزلت عن الأمرِ إذا تركتَهُ كأنّك كنت
مستعلياً عليه مستولياً. ومكان نزل:
يُنزلُ فيه كثيراً. وأرضٌ نزلَةٌ: أي
زاكية الزَّرع والكلإ. والنزلَةٌ: مثل
الزُّكام، وكذلك تعني المرَّة من النزول.
والنزلُ: المكان الصّلبُ السّريعُ السّيل، والنزلُ من الأودية: الضَّيِّقةُ
منها. والنزلُ: المطر. ونزل من علوٍّ إلى سفل: انحدر. تمطرُ الشّهبُ الأرضَ فتثري قشرتها بالحديد
وعناصر أُخرى. واستُنزل فلانٌ حُطَّ عن
مرتبته. ونزال بمعنى النزال في الحرب وهو
من المنازلة؛ والنزال: كثير النزول أو المنازلة الجوهري والتمهيد (ابن منظور م 14 ص 111-113، تاج العروس من جواهر
القاموس م 15 ص 728-
732).
واخترت كتابة هذا الفرع لسببين: الأوّل هو استخدام البحث للمراجع
الإنجليزيّة في الفيزياء الفلكيّة.
والثاني وجود إضافات لمدلول الكلمة وأمثلة جوهريّة وفيزيائيّة في القاموس
الإنجليزي تجلّي إعجاز الآية المتضمّن في المدلولات اللغويّة للكلمة أنـزلنا (Send).
Meanings of the Word Send (Barnhart, and Barnhart,
1977, vol.
2, page 1896).
Send (Verb):
1) To cause to go from one place to another. God causes Iron to leave the core of the
star, as it undergoes a supernova explosion (Zeilik, 1994, page 379.).
2) To cause to be carried: to send good news. The supernova explosion causes Iron to be
carried out of the star. This is
necessary to start a new solar system having a life.
3)
To cause to come, occur, to be. The
supernova explosion provides heat energy required to send (produce)
elements having atomic mass A ≥ 57. The supernova explosion causes Iron
to come out of the star, and allows the nucleosynthesis producing higher mass
elements, A ≥ 57.
4) To compel or force to go; drive, impel, or throw
(إرسال وإخراج شيء ما بفعل تأثير قوّة
خارجيّة). The iron core collapses to form a degenerate
neutron star. Consequently, a shock wave
moves through the in falling stellar material and completely disrupts the star. The explosion forces Iron to go out of the
star. Iron, together with the stellar
constituents, are driven (impelled, or throw) out of the star. The supernova explosion sends iron and
stellar remnant (causes it to be carried, causes it to go) out of the star.
5)
To cause to live in a certain place, engage in a certain employment, or the
like, for a period of time. For a high mass star, say M = 25 MS,
where MS is the mass of the sun, Silicon takes 24 hours to ignite
and produce Iron in the core. Iron is send (remains) in the core for 24 hours. With the degenerate neutron star being
produced, iron is send (expelled) out of the star.
6)
To refer to some authority. Prophet Mohammad is a messenger of ALLAH, and
is send to mankind.
7)
To cause (something) to go (down, up).
With the supernova explosion, Iron is send
(ejected) in all directions. The
supernova explosion sends iron and stellar matter (forces it to go) out
of the star. Iron, together with the
stellar constituents, are sent (driven, impelled, or thrown) out of the
star.
8)
To transmit: radio signals, current, electromagnetic wave by means of
pulsation. The supernova explosion
gives birth to a degenerate neutron star, which is a radio pulsar. It is a
rapidly rotating star that sends (emits) electromagnetic waves as pulsation
(Phillips, pp. 185-188; Zeilik, 1994, page 392.).
يُنْـزِل:
يَبْعث (التيار، أمواج الراديو، الأمواج الكهرومغناطيسية) بواسطة النبض (pulsation): إنفجار السوبرنوفا
يولّد نجماً نيوترونيّا سريع الدّوران، وينبضّ بإشعاع راديوي.
Iron
in the Earth’s core is a good conductor, and sends
(transmits) current.
يُنـزِل:
يَبْعث، يُرسل، يُوصل. معظم مادّة قلب
الأرض هي الحديد الموصل كهربيّا والباعث لتيارات الحملّ المتسبّبة بحصول المجال
المغناطيسي الأرضي.
9) To send a message or
messenger.
أنـزل
الله القرآن على محمد الذي أرسله للنّاس كافّة.
10) Send a ship: To lurch
forward into the trough of a wave. A
shock wave is what causes the star to explode.
Send (Noun):
1)
The driving impulse or force of a wave or waves on a ship. With the supernova explosion, there is a send
(driving impulse or force) from the shock wave on the exploded star.
2)
A sudden lurch (tilt, roll) forward of a ship into the trough (ditch, trench,
channel, depression, low) of a wave.
Similarly, Iron and stellar matter go forward
into the send trough of the shock wave.
3)
Send down: To expel from a university.
Iron is Send down (expelled) from the star.
الإنزال:
بمعنى الانحدار، السقوط، الشفط إلى تجويف أو بركة. يُخلق الحديد بفل تفاعلات اندماج نوويّة في قلب
النّجم. كما وينحدر معظم الحديد الموجود
في الكواكب (الكرة الأرضيّة مثلا) إلى قلب (مركز) الكوكب.
ينـزل
الحديد إلى قلب النّجم لمدة 24 ساعة (شكل)،
وهناك ينتظر الإنزال؛ بمعنى الخلاص والخروج من القلب حيث يعاني من ضغط هائل يتسبّب
في إنزال وسحق الكترونات ذرّات القلب الحديديّ للنجم داخل أنوية الذّرّات ليصبح
القلب بمنزلة نيوترونات
متراصّة بمستويات طاقيّة متشعّبة (degenerate)؛ أو لنقل يصبح القلب نجماً نيوترونيّا (neutron star degenerate). وبالتالي
تحصل عملية إنـزال وطرد للحديد ولبقيّة مادّة النّجم المنهار بفعل تأثير قوّة
إنزال موجة الصّدمة (Shock Wave) المرافقة لتشكّل النّجم النيوتروني الّذي يمتاز
بمنزلة الكثافة الهائلة والحجم الصغير. ومع
انفجار السوبرنوفا (supernova explosion) يتمُّ إنـزال الحديد من باطن النّجم ليبعث في كلّ
اتّجاه (send). وذلك لأنّ
موجة الصّدمة تمتلك قوّة إنزال دفعيّة هائلة تتسبّب في تفجير النّجم حين ينـزل
النّجم (يسقط) في قاع الموجة (as the star is send into the trench of the shock
wave). وبالتالي فإنّ كلاّ من الحديد ومادّة النّجم
المنهار تُنـزلُ (تُطرد) من النّجم بفعل إنزال قوّة الدّفع للموجة الصّدميّة.
ومن
معاني الإنـزال الوضع ضمن ترتيب: وهذا
التّرتيب نجده في التّركيب الطّبقي للنجم الذي يتخلّق الحديد في مركزه ثمّ يتحوّل
إلى نيوترونات متشعّبة. كما ونجد هذا
التّرتيب في قلب الحديد الدّاخلي للكرة الأرضيّة، فهو عبارة عن تركيب بلوري رتيب (crystal)؛ وبالتالي يمتلك
طاقة ربط كبيرة، وطاقة وضع قليلة.
المدُّ
: الجذب والمطلُ. مدّ اللّهُ الأرضَ
يمُدُّها مدّاً بسطها وسوّاها. وفي التّنـزيل العزيز (وإذا الأرض مدّت) [الانشقاق 3] وفيه (والأرض مَدَدْناها) ويقال: مددتَ الأرض
مَدّاً إذا زدْت فيها تراباً أو سماداً من غيرها ليكون أعمر لها وأكثر ريعاً لزرعها،
وكذلك الرّمال، والسّماد مداد لها (ابن منظور م 13 ص 50-51). ويقال وادي كذا
يَمُدُّ في نَهر كذا أي يزيد فيه. ويقال
منه: قلّ ماءُ ركِيَّتِنا فمدَّتها ركيّةٌ أخرى.
مدَّ النَّهرُ النهرَ إذا جرى فيه.
يقال لكلّ شيء دخل فيه مثلُه فَكَثَّرَه: مدَّه يمُدُّه مدّاً. (والبحر يَمُدُّهُ من بعده سبعة أبحر) (لقمان
آية 27) أي يزيد فيه ماء من
خلْفِه تجرُّه إليه وتُكثِّرُه. ومادّة
الشيء: ما يمدُّه. والمادّة: كلُّ شيء
يكون مدَداً لغيره. وقال الفراءُ في قوله
عزّ وجل: (والبحر يَمُدُّهُ من بعده سبعة أبحر) قال: تكون مِداداً كالمِداد الّذي
يُكتبُ به. والشيء إذا مدّ الشّىء فكان زيادةً
فيه، فهو يَمُدُّه؛ تقول: دِجلَةُ تَمُدُّ تيَّارنا وأنهارنا، واللّهُ يمُدُّنا
بها. ومَدَدْنا القومَ: صِرنا لهم أنصاراً
ومَدَداً وأمْدَدْناهم بغيرنا (ابن منظور م 13 ص 50-51).
كلُّ شيءٍ امتَلأَ وارتفع فقد مَدَّ.
ومدَّ النهارُ إذا ارتفع. ومدَّ
الدَّواةَ وأَمَدَّها: زاد في نِقْسِها وجعلَ فيها مِداداً، وكذلك مدَّ القلم
وأمَدَّه. مَدَدْنا القوم أي صِرنا
مَدَداً لهم وأَمْدَدْناهم بغيرنا. .. يقال: مددتُ الشّيءَ مَدّاً ومِداداً وهو ما
يكثر به ويزاد. .. ويقال: مَدَّ اللّهُ في عُمُرك أي جعل لعُمُرك مُدّة طويلة.
ومُدَّ في عمره: أي نُسىءَ. ومَدُّ
النهارِ: ارتفاعُه (ابن منظور م 13
ص 52).
Accretion: 1- Growing together of separate things. 2- An increase in size by natural growth or gradual external addition. 3- A whole that results from such growths or additions. 4- A thing added; addition. 5- Growth in size. 6- The increase in area of a piece of land, beach, etc., by the washing up of soil (Barnhart, and Barnhart, 1977, volume 1, page 15). 7- The process by which compact stars capture ambient matter is called accretion (Shapiro and Teukolsky 1983, page 403).
Inflation: 1- The act of swelling (as with air, gas,
pride, or satisfaction). 2- A swollen state; too great expansion. 3- An
increase of the currency of a country by issuing much paper money. 4- A sharp
and sudden rise in prices resulting from a too great expansion in paper money
or bank credit (Barnhart, and Barnhart, 1977, volume 1, page 1083). Universes with exponential expansion are
nowadays called inflationary (Ross, 1994, p. 62).
الكلمة العربية مدّ تستغرق معانيها الكلمتين الإنجليزيتين:inflation accretion and (or)
المطلب
الثالث: الإعجاز في آية إنـزال الحديد
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزلْنَا مَعَهُمُ
الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ
وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إنّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
(الحديد: سورة رقم 57 آية 25).
وبعد
انتهاء الأيّام السّتّة لخلق السّماوات السّبع والأرضين السّبع جاء متأخّراً خلقُ
المصابيح (النّجوم والمجرّات) زينة للسماء الدّنيا: (قل أإنّكم لتكفرون بالّذي خلق
الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك ربُّ العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك
فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّامٍ سوآءً للسائلين * ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا
طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضاهنّ سبع سموات في يومين وأوحى
في كلّ سماء أمرها وزيّنا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز
العليم) [فصلت 9-12] (عمري 2004: خلق الكون بين الآيات
القرآنيّة والحقائق العلميّة).
يتمّ
إنتاج العناصر التي هي أثقل من الهيليوم داخل النّجوم بفعل تفاعلات الاندماج
النّووي (nuclear fusion reactions). ومع تقدّم عمر النّجم
فإنّه يتم إنتاج العناصر الأثقل ثمّ الأثقل، إلى أن يبلغ النّجم مرحلة إنتاج نظير
الحديد ذي العدد الكتلي (A
= 56) (شكل) . أنظر كذلك جدول رقم 1 (Phillips 1994, page 26 - 28 ).
يشتعل وقود كلّ مرحلة من مراحل تفاعل الاندماج بفعل
الحرارة والضغط النّاجمين عن التقلّص الجاذبي (gravitational contraction) التّدريجي للنجم. في حالة النّجوم ذات الكتل الكبيرة،
M > 11Ms، حيث Ms كتلة الشّمس ، يمكن أن تصل درجة
حرارة باطن النّجم حوالي ثلاثة مليار
كلفن. وهذا المستوى لدرجة الحرارة ضروريّ
من أجل حدوث المرحلة الأخيرة للتفاعل، والّذي يستهلك السيليكون من أجل إنتاج نظير
الحديد (A = 56) والعناصر القريبة منه.
يبين كلّ من: جدول ، (1) و (الشكل)
أنّ هذا النّجم تتطوّر دخيلته (core) إلى تركيب طبقي متمركز ورتيب (يشبه رأس البصل)،
تتألف طبقاته من الخارج إلى الداخل وبشكل رئيسي من: الهيدروجين، الهيليوم،
الكربون، النيون، الأوكسجين، ثمّ السيليكون الذي يحيط بقلب النّجم المكوّن بشكل
رئيسيّ من الحديد والعناصر القريبة منه في العدد الكتليّ (Phillips 1994 page 28;
Clark 1998 p 158; Zeilik 1994, page 389.). وعندما
تكون كتلة النّجم كبيرة ، M > 25 Ms ، يستغرق السيليكون 24 ساعة حتى يُستهلك لإنتاج الحديد في قلب النّجم.
Table
1 (Phillips 1994, page 26 - 28).
Fuel الوقود |
Products الناتج |
Ignition Temperature درجة حرارة التفاعل |
Stellar Mass كتلة النجم
]بوحدة كتلة الشمس[ |
Hydrogen |
Helium |
|
0.1–0.5 |
Helium |
Carbon, Oxygen |
|
0.5–8 |
Carbon |
Oxygen, Neon, Sodium, Magnesium |
|
8-11 |
Neon |
Oxygen, Magnesium |
|
> 11 |
Oxygen |
Magnesium to |
|
> 11 |
Silicon |
Iron and nearby
elements |
|
> 11 |
لقد هالني دقة وروعة
الفقرة التالية؛ إنها وصف دقيق للمعنى اللغوي لقوله سبحانه وتعالى واصفا الْحَدِيدَ أنه: (فِيهِ
بَأْسٌ شَدِيدٌ). |
|
"قد تفكر في
الوضع على هذا النحو: جميع نوى العناصر الصغيرة تريد" أن تنمو "لتكون
مثل الحديد، وأنها على استعداد لدفع الثمن (إنتاج الطاقة) من أجل الوصول إلى هذا
الهدف. لكن الحديد هو نواة ناضجة ذات
تقدير جيد لذاتها (فخراً وثقة وإعجاباً وثباتاً). إنها في أتم الرضى والسعادة والراحة وكمال
الإستقرار؛ لأنها حديد. وبالتالي فإنها تتطلب ثمناً باهضاً (وجوب امتصاص الطاقة)
لتغيير تركيبها النووي المستقر. |
“You might think of the
situation like this: all smaller nuclei want to “grow up” to be like iron,
and they are willing to pay (produce energy) to move toward that goal. But
iron is a mature nucleus with good self-esteem (فخر،
ثقة ،إعجاب), perfectly content (كمال
الرضا والسعادة) being iron; it requires
payment (must absorb energy) to change its stable nuclear structure ([2]).” |
(وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ):
تشير إلى إنتاج الحديد في قلب النّجم. (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ): تشير إلى حقيقة كون
قيمة طاقة الرّبط النووي لكلّ نيوكليون (nucleon) في نواة الحديد56
أكبر منها لنواة أيّ عنصر آخر (Iron has maximum
binding nuclear energy per nucleon) يمكن أن يتخلّق داخل النجم (شكل ، وللمزيد أنظر: binding energy). وبالتالي
تكون طاقة الوضع النووي لكلّ نيوكليون في نواة الحديد أقلّ منها لنواة أيّ عنصر
آخر: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ). وبالرّغم من أنّ نواتي الحديد 58 والنيكل 62 يمتلكان طاقة ربط أكبر (شكل) ، إلا أنه لا يمكن
إنتاجهما داخل النجم بفعل تفاعلات الاندماج النووي، والسبب هو أنّ إنتاجهما يتطلب
أوّلا إنتاج الزنك 60 ، وهذا التفاعل الذي
ينتج الزنك هو ماصّ للطاقة، وهذه الطاقة لم تعدّ متوفرة مع توقّف تفاعلات الاندماج
النووي (http://en.wikipedia.org/wiki/Silicon_burning_process). ؛وذلك أن تخلق الحديد يستنزف طاقة النجم؛ مما
يتسبب بتوقّف تفاعلات الاندماج النووي في دخيلة النجم.
هذا
وإنّ نظير الحديد (A = 56) هو الأكثر
وفرة في الطبيعة؛ إذ يشكل ما نسبته91.72% من نظائر الحديد البالغ عددها 28 (الجدول)،
أنظر كذلك الجدول ([3]). وأما النيكل
62 فإنه يشكل فقط ما نسبته3.63% من نظائر
النيكل (الجدول).
The silicon-burning sequence lasts about one day before
being struck by the shock wave that was launched by the core collapse.
Burning then becomes much more rapid at the elevated temperature and stops
only when the rearrangement chain has been converted to nickel-56 or is
stopped by supernova ejection and cooling. The star can no longer release
energy via nuclear fusion because a nucleus with 56 nucleons has the
lowest mass per nucleon of
all the elements in the alpha process sequence. Only minutes are available
for the nickel-56 to decay within the core of a massive star, and only
seconds if in the ejecta. The star has run out of nuclear fuel and within
minutes its core begins to contract. During this phase of the contraction, the potential
energy of gravitational contraction heats the interior to 5 GK (430 keV)
and this opposes and delays the contraction. However, since no additional
heat energy can be generated via new fusion reactions, the final unopposed
contraction rapidly accelerates into a collapse lasting only a few seconds.
The central portion of the star is now crushed into either a neutron star or,
if the star is massive enough, a black hole. The outer layers of the star are blown off in an
explosion known as a Type II supernova that lasts days to months. The supernova
explosion releases a large burst of neutrons, which may synthesize in about
one second roughly half of the supply of elements in the universe that are
heavier than iron, via a rapid neutron-capture sequence known as the r-process (where
the “r” stands for rapid neutron capture).([4]) |
يتعرّض الحديد
في قلب النّجم لضغط هائل. عندما تصبح
كثافته 1012 kg/m3 تمتاز إلكترونات ذرّة الحديد بمنزلة
متراصّة ذات مستويات طاقيّة متشعّبة (degenerate electrons) كما هو الحال في نجوم الأقزام البيض (White dwarf stars). تمتلك الإلكترونات
المتشعِّبة طاقة كبيرة تمكنها من
الدّخول إلى أنوية الحديد، مما يحوّل أحد
بروتونات النّواة إلى نيوترون. عندها يصبح
عدد البروتونات في معظم أنوية ذرّات قلب الحديد مساويا لرقم الآية:
25=26-1 . وبالتالي فإن هذا الفرق (1) بين رقم الآية (25) والعدد الذّري لنواة الحديد (26) هو إشارة قرآنيّة
معجزة لهذا التّفاعل المعروف بمعكوس انحلال بيتا (inverse beta decay): بروتون زائدا إلكترون يعطي نيوتروناً زائداً نيوترينو (Zeilik 1994, page 375 ):
ينبعث
النيوترينو حاملاً معه الطّاقة التي
تدعم أنوية ذرّات دخيلة القلب الحديديّ للنجم.
وبالتالي يحصل إنزال وسحق لإلكترونات ذرّات دخيلة القلب الحديديّ للنجم
داخل أنوية الذرّات لتصبح دخيلة القلب بمنزلة نيوترونات متراصّة بمستويات طاقيّة متشعّبة؛ أو لنقل تصبح نجماً
نيوترونيّا (degenerate
neutron star ) ذا كثافة هائلة
تتضاعف
كثافة دخيلة القلب ملايين المرّات، وبالتالي يُضغط ليصبح حجمه أقل من جزء من
المليون من حجمه الأصلي؛ فينهار النجم على نفسه. وبالتالي يتمكّن ضغط النيوترونات المتشعِّبة من
إيقاف انهيار قلب النّجم (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). يقفز القلب قليلا إلى نصف قطره
الجديد (Clark 1998, p 158-159)، مما يتسبّب بحصول موجة الصّدمة (Shock Wave) ذات البأس الشديد
والإنزال الّذي يدفع وبقوّة هائلة حطام النّجم المنهار وينثره في الفضاء (شكل
، شكل). وبالتالي تحصل عملية إنـزال
وطرد للحديد ولبقية مادّة النّجم المنهار بفعل تأثير إنزال موجة الصّدمة المرافقة
لتشكّل النّجم النيوتروني ذي الكثافة الهائلة.
مع انفجار السوبرنوفا (supernova explosion) هذا، يتمّ إنـزال (إرسال) الحديد من باطن النّجم
ليبعث في كلّ اتّجاه. وذلك أنّ موجة
الصّدمة تمتلك قوّة دفعيّة هائلة تتسبّب في تفجير النّجم حين ينـزل النّجم (يسقط)
في قاع الموجة (as the star is send into the trench of the shock wave). وبالتالي يتمّ إنـزال (إرسال وطرد) الحديد
ومادّة النّجم المنهار بفعل إنزال قوّة الدّفع للموجة الصّدميّة (شكل).
ومن المتوقع أنّ الثقوب السوداء العادية تنتج عن
انفجار السوبرنوفا لنجوم ذات كتل أكبر من 20-25 ضعف كتلة الشمس (http://curious.astro.cornell.edu/blackholes.php)؛
حيث تعجز قوة ضغط النيوترونات المتراصة عن مقاومة الجاذبيّة الهائلة.
يمتلك
نظير الحديد 56 والعناصر المجاورة له أعظم قيمة لطاقة الرّبط
النّوويّ لكلّ نيوكليون (شكل ، شكل : Phillips 1994 page 26): (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). لذا فإنّ طاقة الوضع النّوويّ لكلّ نيوكليون
تكون أقلّ ما يمكن لنظير الحديد A = 56 وللعناصر المجاورة له: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ). لذا فإنّ التّفاعل الذي يستهلك
نظير الحديد (A = 56) لينتج أي عنصر كتلته أعلى من نظير الحديد A = 56 يكون ماصّا
للطاقة. فبالرغم من أن نواتي الحديد 58 والنيكل 62 يمتلكان طاقة ربط أكبر (شكل)،
إلا أنه لا يمكن إنتاجهما داخل النجم بفعل تفاعلات الاندماج النووي. وهذه الطّاقة تتوفّر عند حصول السوبرنوفا (Clark 1998, p 158- 159). وعليه
فإنّه يلزم بذل طاقة لحدوث التفاعلات التي تستهلك الحديد (A = 56) من أجل إنتاج أيّ عنصر
عدده الكتلي يساوي أو أكبر (عدديّا) من رقم سورة الحديد. إنّ التّفاعل ماصّ للطاقة (endothermic) لإنتاج أول عنصر
عدده الكتلي يساوي أو أكبر من رقم سورة الحديد (57)! (شكل). وبالتالي فإن رقم السورة هو
إشارة قرآنية معجزة لهذه الحقيقة. تتأتّى
هذه الطّاقة من انفجار السوبرنوفا (شكل) المتجسّد في إنزال الحديد الضّروريّ لإنزال (إنتاج وإرسال) العناصر
الثّقيلة التي توجد في أجسادنا (Serway 2000, p 1446; Zeilik 1994, page 388)).
تشير
الأبحاث الحديثة إلى أن العناصر الأثقل من الحديد قد تتشكل في المقام الأول في
عمليات تداخل النجوم النيوترونية بدلاً من المستعرات الأعظمية :
Recent
research suggests that the heaviest elements may be formed
primarily in neutron star mergers rather than supernovae (Frebel & Beers, Physics Today, Jan
2018). As two neutron stars orbit each
other and eventually coalesce (combine, unite, merger). During this merger,
numerous amounts of heavy elements are produced. Neutron-star mergers are the
universe’s way to make elements such as gold and platinum. |
إذن
جميع العناصر الأثقل من الهيليوم، والتي تتوافر في أجسادنا كان سبب توافرها هو
انفجار السوبرنوفا المتجسِّد في إنزال الحديد!: (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ). لقد جعل الله انفجار السوبرنوفا
(إنزال الحديد) سبباً في إرسال وبعث الحديد والعناصر الأخرى من أجل تكوين مجموعتنا
الشّمسيّة؛ وبالتالي خلْقِ البشريّة.
إنزال
الحديد: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ
الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا
الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ
يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) أو (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى *
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)، هذه الآيات في كلٍّ منها تشبيه بين صورتين: (إنزال الحديد) أو (النجم
إذا هوى) فيه بعث للحياة: تخلق العناصر فوق الحديد في الترتيب الدوري، ثم يكون
هنالك إمكانية خلق نظام شمسي يكون سكناً ملائماً لحياة عاقلة. هذه تشبه صورة الوحي وإنزال الكتب والرسالات
وبعث الرسل حياة لقلوب وأرواح الشعوب: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ
لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) ، (إِنْ هُوَ إِلَّا
وَحْيٌ يُوحَى).
(وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ): بالجهاد في آلاته من الحديد، كما هو في بيان عظمة وإعجاز هذا
القرآن. وليس هناك فرق بين الذي يستنكر
الجهاد، والذي يقف حجر عثرة في طريق الذين يجلّون إعجاز هذا القرآن. وإنّ الذي يخشى عواقب بيان إعجاز القرآن على
القرآن وأهله، هو كمن يخشى عواقب الجهاد على الإسلام والمسلمين.!!
يسهم
تقدّم العلم في فهم المزيد من أسرار القرآن الكريم وإعجازه العلميّ: (سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ).
لقد تشكّلت العناصر الثقيلة في باطن النّجوم، حيث يتطلب
تشكلها درجات حرارة مرتفعة تسهم في حدوث تفاعلات الإندماج النوويّ (جدول 1). وبالتالي يكون نظير
الحديد
(56) كغيره من العناصر الثّقيلة قد تخلّق في مركز النّجوم الثقيلة،
ثمّ أنـزلها الخالق سبحانه وتعالى من باطن النّجوم نتيجة لانفجار السوبرنوفا؛ ومن
ثمّ أنـزل بعضها وأرسله
ليدخل في تكوين كواكب
المجموعة الشمسيّة: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ). إنّ طاقة الرّبط النووي لكلّ نيوكليون تكون
قيمتها أعظم ما يمكن لنظير الحديد (A = 56)، والعناصر القريبة
منه (شكل ، شكل). وبالتالي
فإنّ تفاعل الاندماج النّوويّ الذي يستهلك نظير الحديد 56 ليعطي عنصراً أثقل يحتاج
إلى طاقة يوفّرها انفجار السوبرنوفا (شكل، شكل) الّذي يحصل في نهاية مراحل تطوّر النّجم القديم ذي الكتلة الكبيرة (Zeilik 1994, page 388.): (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ). كما أنّ الله سبحانه قد جعل إرسال الرّسل -
صلوات الله وسلامه عليهم - ضرورة لتكوين مجتمعات حيّة بالإيمان، فإنّ إرسال الحديد
الذي يصحب انفجار السوبرنوفا (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ)
قد جعله الله سببا وضرورة من أجل خلق نظام مجموعتنا الشّمسيّة، وخلق العناصر
المكوّنة لجسم الإنسان: (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ).
ويبيّن
الشكلان (شكل ، شكل) أنّ طاقة الرّبط النووي لكلّ نيوكليون أعظم ما يمكن لنظير الحديد (56) (Phillips 1994 page 26)، وهذا يجعل نواته متماسكة ومستقرة غاية الاستقرار، وهو بعض مما قد تتضمنه العبارة
القرآنية: (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). وبالتّالي فإنّ التّفاعل الذي يستهلك نظير الحديد (56) من أجل إنتاج أول عنصر عدده الكتلي يساوي أو أكبر من رقم سورة
الحديد (57) هو تفاعل ماصّ للطاقة، وهذه الطّاقة يوفّرها إنزال الحديد المتضمّن لانفجار السوبرنوفا، وإنّ رقم
سورة الحديد (57) هو إشارة قرآنية معجزة لهذه الحقيقة.
قبل حوالي خمس مليارات سنة حدث
انفجار سوبرنوفا داخل مجرّتنا (الطريق اللبني)، وأَنـزل (أَرسل) هذا الانفجار غيمة
من المادّة داخل المجرّة. و اتّحدت معظم
العناصر الخفيفة (hydrogen and helium) فكوّنت الشّمس. وأما
العناصر الثّقيلة فشكلت قرصاً مسطّحاً دار حول الشّمس. ومع مرور فترة زمنيّة
تربو على 100 مليون سنة ونتيجة لما
يُعرف بالتّجمّعات الاصطداميّة (collisional accumulation) يكون القرص قد بدأ عمليّة تفتّق وشكّل عدداً هائلاً
من الكتل الصّغيرة (clumping). ومع زيادة حجم وجاذبية
هذه الكتل، فإن مادّة القرص تتجمع في ملايين الأجسام
المسماة بـ (planetesimals)، ومن ثم تبدأ هذه في تشكيل عدد قليل نسبيّاً من
الكواكب الأوّليّة (protoplanets)، إلى أن انتهى الحال بتشكّل كواكب المجموعة الشّمسيّة
(solar
system).
تكوّنت
الكواكب بواسطة المدّ: (والأرض مددناها) (الحجر سورة 15 آية 19، ق سورة 50 آية 7)، (وهو الّذي مدّ الأرض) (الرعد سورة 13 آية 3). إذْ أنّ المدّ في قوله سبحانه (والأرض مددناها)
له معاني وأشكال كثيرة منها الإمداد المتتابع لكرة الأرض بمادّة تكوينها؛ والذي
اكتمل قبل حوالي 4.6 مليار سنة (بحث مدّ الأرض). تكوّنت الأرض من مدّ (accretion) حبيبي (grains) على أربعة مراحل) http://zebu.uoregon.edu/internet/l2.html( :
- المرحلة
الأولى: (شكل)
- المرحلة
الثانية: (شكل)
- المرحلة الثالثة: (شكل)
- المرحلة
الرابعة: (شكل).
ومما يشير إلى
هذا التّسلسل الزّمنيّ قوله تعالى: (ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا *
رَفَعَ
سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)
[النّازعات 27-29]. في البدء خلق
الله
السّماوات السّبع والأرضين السّبع في ستة أيّام من أيام الله (عمري 2004، خلق الكون). ومع تمدّد الكون وتبرّده بدأ إنتاج
الهيدروجين ثمّ خلقت النّجوم والمجرّات: (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا). فقد أظلم الكون حين تمدّد وجانب حالة الاتّزان
الحراري (عمري 2004، خلق الكون؛ Silk 2001, P 106) (شكل). وبعدها أخرج الله سبحانه وتعالى
ضحى السّماء بنور الشّمس: (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا).
(إنا زينا
السماء الدنيا بزينة الكواكب) (الصافات سورة 37 آية 6).
السماء هنا بمعنى المجموعة الشّمسيّة،
ودليله : (بزينة الكواكب). وذكرنا أنّ للسماء معاني عديدة. فمثلا في قوله تعالى: (أولم ير الّذين كفروا
أنّ السّموات والأرض كانتا رتْقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30]، الرّاجح أنّ السّموات والأرض في هذه الآية
هي السماوات السبع والأرضين السبع التي خلقها الله ابتداء في ستة أيام (عمري ، 2004: خلق الكون؛ الأرضون السبع). (رتقاً): أي كان الجميع متّصلاً بعضه ببعض متلاصقاً
متراكماً بعضُه فوق بعضٍ في ابتداء الأمر (ابن كثير
م 3 ص 239-238؛ الرّازي م 11 ص 164-162؛ الزمخشري، م 2،
ص 570؛ Weinberg 1984). والوصف الفيزيائي لحالة الرّتق هو
الاقتران بين الإشعاع والمادّة (coupling between matter and radiation) (شكل).
إنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً في بداية خلقهما، ثمّ
فتقت السّماء الدّخانيّة في مستويات مختلفة للطاقة، لتُشكّلَ أصلاً لخلق طبقات
البناء السّماوي (عمري: بناء السماء، 2002؛ السيوطي، ج 1،
ص 107.)،
كما أنّ الأرض (الأرضين السّبع) فتقت سبعاً (عمري: الأرضون السبع 2004؛ السيوطي، ج 1، ص 106-107). لكن إحدى معاني السماء هو المجموعة الشّمسيّة
والتي كانت رتقاً (الشّمس الأولية والقرص الذي هو أصل مادّة كواكب المجموعة
الشّمسيّة)، ولعلّ فتقها إلى كواكبها هو بعض من إيحاءات الآية الكريمة: (أولم ير
الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتْقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30] (شكل).
وبعد
خلق الشّمس والكرة الأرضية، بدأ دحو الكرة الأرضيّة (عمري: خلق الكون، 2004). ويدل على
تأخر الدّحو قوله تعالى: (ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ
بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا
فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ
بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ
مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * والجِبَالَ أَرْساها)
[النازعات 27-32]. وبعد إخراج ضحى السّماء بنور الشّمس أخذت كرة
الأرض شكلها البيضويّ وحركتها، ومن بعد أخرج الخالقُ منها الماءَ والمرعى (وَالْأَرْضَ
بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ
مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا). يؤكّد هذا كلَّه المعاني العديدةُ للكلمة (دَحَاهَا)
(ابن
منظور م 4 ص 303-304). ومن ثمّ كان إرساءُ الجبال (والجِبَالَ
أَرْساها)، والّذي يحتاج بدوره إلى وجود الماء كما وضّحت الآية (عمري: خلق الكون، 2004؛ الألوسي: م 1،
ص 345 ؛ م 13، ص 162 و ص 167 ؛ صحيح مسلم
بشرح النّووي، م 6، كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار).
اكتشاف خزان
مياه ضخم غائر في الأرض ([5]):
وقد تم اكتشاف خزان من الماء حجمه ثلاث مرات ضعف حجم كل المحيطات. ويقع هذا الماء غائراً تحت سطح الأرض في أمريكا الشماليّة . وهذا الاكتشاف يمكن أن يساعد على تفسير مصدر ومنشأ بحار الأرض: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) (العمري: خلق الكون ، 2004).
الكرة
الأرضية لها أربع طبقات متمايزة (distinct)، عدا الغلاف الجوي (شكل).
وطبقاتها من الداخل إلى الخارج هي على النحو التالي (Zeilik 1993, page 62-64; Zeilik 1994, page 155.; Skinner and Porter 2000, p14):
1) القلب الداخلي (inner core) وهو صلب بلوري (crystalline)يتكون
من الحديد والنيكل. ويمتاز
التّركيب البلّوري بطاقة وضع قليلة؛ أَنزلْنَا: (أقل طاقة وضع). وبالتالي تكون طاقة ربطه عالية. معظم حديد الكرة الأرضية قد أنـزل (أهبط) من
سطح الكرة الأرضية إلى مركزها. لذا فإنَّ طاقة ربطه الجاذبيّ كبيرة: (بَأْسٌ شَدِيدٌ). إنّ طاقة ربط بلورة القلب الداخلي الحديديّ
كبيرة (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ).
2) القلب الخارجيّ (outer core) وهو طبقة سائلة تتكون من مصهور الحديد (molten iron) الذي يمتلك سعة
حراريّة كبيرة، ومن الأوكسجين، ومركبات الكبريت (sulfur). تشير الآية (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) إلى السعة الحراريّة
الكبيرة التي يمتلكها صهير الحديد في القلب الخارجي.
3) السّتار (mantle) وهي طبقة مصهورة شبه سائلة تتكون من السيليكون،
الألمنيوم، وأكاسيد المغنيسيوم.
4) القشرة
(crust): وتتكون من القشرة القارية (continental crust)، والقشرة المحيطية (oceanic crust).
عُرّضت
عيّنات ممزوجة من مادّة مانتل الأرض (olivine) ومن الحديد والنيكل والكبريت والأوكسجين لضغط كبير
ودرجة حرارة مماثلة لما هو عليه الحال في باطن الأرض (Lawrence Livermore
National Laboratory by geochemist William Minarik). فلوحظ أنّ الصهير المعدني لم ينفصل وينـزل إلى
القاع (Minarik et al. 1996). دلّت التجارب على أنّ فصل السّتار عن القلب
الحديديّ في كرة الأرض (The Core and Mantle Separation) يتطّلب درجات حرارة عالية تكفي لصهر غالبيّة الكرة
الأرضيّة؛ حتى ينـزل صهير الحديد إلى قلب الأرض، وهو بعض من إيحاءات الآية (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). إنّ فصل السّتار عن القلب يتطلب صهر غالبية الكرة الأرضية، وهذا يدعم نظريّة أنّ الأرض في بداياتها قد قذفت مراراً
بكويكبات كبيرة (large planetoids)، أكبرها كان بحجم المريخ (Mars) وقبل حوالي 4.5 مليار سنة، مما أسهم في صهر معظم
الكرة الأرضيّة وتسبّب في الفصل بين القلب والسّتار.
هذا
وإنَّ قذف الأرض وإمدادها بالكويكبات هو بعضٌ من إيحاءات الآيات الكريمة: (والأرض
مددناها) (الحجر سورة 15
آية 19، ق سورة 50 آية 7)، (وهو الّذي مدّ
الأرض) (الرعد سورة 13 آية 3). إذْ أنّ المدّ يعني هنا الإمداد المتتابع لكرة
الأرض بمادّة تكوينها (عمري : مدّ الأرض).
يدُلُّ تزايد
سمك قشرة الأرض على تبرّدها المستمرّ، وبالتالي هو دليل على أنّ حرارة الأرض تولّدت
في البداية مع تخلّقها (Science
Criticism, Gary Novak, Biologist) . قبل حوالي مليار سنة كانت اليابسة من
الكرة الأرضيّة عبارة عن قارّة واحدة تسمّى Pangaea (Abell
1976, page 155.) (Pangaea). لم تكن الجبال قد تشكلت
بعد، وهذا دليل على أنّ الصفائح التكتونيّة tectonic plates)) كانت وقتها
رقيقة وخفيفة وملتحمة، أما الآن فهي سميكة وثقيلة وأدى تصادمها إلى تشكّل
الجبال، مما يدلّل على أنّ الأرض تفقد حرارة كانت تمتلكها عند خلقها: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ
دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا *
والجِبَالَ أَرْساها) [النازعات 30-32]. فلقد أسهم إخراج ماء الأرض في تبريدها، ممّا
أدّى إلى إرساء الجبال. أمّا حرارة الأرض
التي اكتسبتها عند خلقها، فتأتي من مدّ الأرض بمادّة تكوينها والتي تحوّلت بعض
طاقتها إلى حرارة بفعل الجاذبيّة والتّصادم والضّغط. وهذا مما تشير إليه الآيات الكريمة: (والأرض
مددناها وألقينا فيها رواسي) (الحجر سورة 15 آية 19، ق سورة 50 آية 7)، (وهو الّذي مدّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً) (الرعد سورة 13 آية 3). إذْ أنّ المدّ يعني هنا
الإمداد المتتابع لكرة الأرض بمادّة تكوينها (accretion)، وقد يشير إلى تكوينها بهذا الشكل شبه الكروي تسهيلاً لحركة الإنسان على سطحها. وقد يشير المدّ إلى الانتفاخ وزيادة مساحة
السّطح (inflation)، ممّا يتسبّب في زيادة معدّل تبريد الأرض (cooling rate)، وبالتالي تشكّل الجبال (عمري : مدّ الأرض). ويتّفق هذا مع معاني كلمة المدّ. وإنّ ممّا تشير إليه الآية الكريمة: (ألم تر
أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) هو الانضغاط الجاذبي لكرة الأرض (gravitational
contraction)، والّذي رافق
تبرّدها (Phillips 1994, p. 5-13)، هذا بالإضافة لما ذكره المفسّرون من غلبة الإسلام وانحسار الكفر.
وفي الحقبة الزمنيّة الّتي كانت فيها الأرض منصهرة أُنـزل (أُهبط) معظم حديد الكرة الأرضيّة إلى باطنها، حاملاً معه جزءاً كبيراً من طاقة الوضع الجاذبيّ، وجزءاً من الطّاقة الحرارية التي رافقت تشكل الأرض. وبما أنّ طاقة الرّبط النووي
لكلّ نيوكليون تكون قيمتها كبيرة لنظيري الحديد ( 56و 58)
(شكل ، شكل ، شكل)، فإنّ إنـزال الحديد المستقرّ نوويّاً حتى يكوّن أكثر من 90% من
مادّة نواة الأرض هو في صالح الحياة البشرية (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ
بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ).
يتكّون
قلب الأرض بشكل رئيسي من الحديد، الذي هو أكثر العناصر وفرة في المجموعة الشّمسية
كما تبيّنَ من دراسة مكونات مادّة النيازك (Meteorites) (Figure). الحديد هو العنصر الموصل كهربيّاً عند الضغط ودرجة
الحرارة المرتفعين في قلب الأرض، وبالتالي فإنّ وجود الحديد في قلب الأرض يضمن
توليد المجال المغناطيسي الأرضي. ويرى البعض أنّ القلب الدّاخلي سبيكة (alloy) تتكون من
نوعين من الحديد ومن
السيليكون (Jung-Fu Lin;
Muller, 2002). فهو حديد باستثناء حوالي 4%
منه عبارة عن نيكل.
أمّا القلب الخارجي فعبارة عن طبقة سائلة تتكون بشكل
رئيسي من مصهور الحديد. فقط حوالي 10% من كتلة القلب الخارجي عبارة عن عناصر خفيفة )الأوكسجين، والكبريت والسيليكون(
تسهم في إنزال (خفض) كثافة القلب الحديديّ تحت الضغط الكبير(Jung-Fu Lin): (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ). إنّ إنزال الكثافة يقوّي تيارات
الحمل (convection
currents)، حيث يتكوّن المجال المغناطيسيّ الأرضيّ نتيجة
لتيّارات الحمل في قلب الحديد الخارجيّ والمصهور (Zeilik 1994, page 158-159.).
ولمّا
كان الحاجز غير منتظم بين القلب الخارجيّ السّائل وبين السّطح الدّاخليّ لطبقة
السّتار (Muller 2002)، فقد تبدأ تيّارات
الحمل مع تبلور ذرّات الحديد على سطح القلب الدّاخلي، وصعود العناصر الخفيفة )الأوكسجين، والكبريت والسيليكون(
باتّجاه المنطقة الباردة نسبيّاً والتي تفصل بين القلب والستار. إنّ عمليّة ترسّب العناصر الخفيفة وتكاثفها على
السطح الداخلي للستار تكون غير منتظمة (أشبه ما يكون
بالكثبان الرّمليّة)، وبالتالي تكون عرضة للإنـزلاق ممّا يحدث تيّاراً تعكيريّاً (turbidity flow)، وبالتالي يجعل
الحديد البارد الكثيف ينـزل باتجاه القلب الدّاخلي (Muller 2002): (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ).
(وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ): تيّارات الحمل في الحديد المنصهر في قلب الأرض الخارجي ينتج عنها المجال المغناطيسي الأرضي
الّذي يساعد في تحديد الجهات. وإنّ الشكل الهندسي للمجال المغناطيسي الأرضي يعمل عمل المرآة المغناطيسيّة (Magnetic mirror) . وبالتالي يحجز الجسيمات المشحونة القادمة من الفضاء الكونيّ ويمنعها من أن تصل إلى سطح الأرض (Chen, 1974, , vol.2 p.30-35) (شكل
المرآة المغناطيسيّة، شكل).
إنّ
الله قد أودع في الكون
نواميس وسنن. وجعل سبحانه وتعالى انفجار
السوبرنوفا ضروريّاً لتشكّل أيّ نظام شبيه بالمجموعة الشّمسيّة. وجعل الله إنزال الحديد سبباً لخلق مجموعتنا
الشّمسيّة، وخلق جميع العناصر المكوّنة لأجسادنا.
ليس الحديد وحده هو العنصر الضّروريّ لجسم الإنسان، لكن لولا أن قيّض الله إنزال الحديد من خلال انفجار السوبرنوفا، لما خلقت أصلاً مجموعتنا
الشّمسيّة، ولما تمّ أصلاً إرسال العناصر الدّاخلة في تركيب جسم الإنسان. وبالتالي يمكننا القول بأنّ الخالق سبحانه قد
جعل إنزال الحديد سبباً لخلق المجموعة الشّمسيّة؛ التي هي مسكننا؛ كما أنّه
ضروريٌّ لبعث العناصر الثّقيلة والمكوّنة لجسم الإنسان.
وإنّ
إنزال الشهب والنيازك على الأرض فيه إثراءٌ لقشرتها بالحديد النافع للنبات، وفيه
من النّفع والبأس إحراق الشياطين التي تحاول استراق السّمع. كما أنّ فيه من البأس الشديد ما فيه فيما لو
نزل بكتل كبيرة، فإنّه يصطدم بطاقة كبيرة مع سطح كرة الأرض.
(وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ)
(الحج 22 آية 21). أَيْ يُضْرَبُونَ بِهَا وَيُدْفَعُونَ; الْوَاحِدَة مِقْمَعَة. وَقِيلَ: الْمَقَامِع سِيَاط مِنْ نَار (القرطبي
م 6 ج 12 ص 17-18).
(قال عُتبةُ بنُ غَزْوانَ على مِنْبَرِنا هذا -يَعْني: مِنبَرَ
البَصرةِ-، عَنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: إنَّ الصَّخرةَ العظيمةَ
لَتُلْقى مِن شَفيرِ جَهنَّمَ فتَهْوي فيها سبعينَ عامًا وما تُفْضي إلى قرارِها،
قال: وكان عمرُ رَضِيَ اللهُ عنه يقولُ: أَكثِروا ذِكْرَ النَّارِ؛ فإنَّ حَرَّها
شديدٌ، وإنَّ قَعْرَها بعيدٌ، وإنَّ مَقامِعَها حديدٌ) (الراوي : عتبة بن غزوان ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 3671، خلاصة حكم
المحدث : صحيح لغيره).
وفي الأحاديث أنّ خاتم الحديد لبسة أهل
النار:
(أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأى على بعضِ أصحابِه
خاتَمًا مِن ذهبٍ، فأعرَضَ عنه، فألقاه واتَّخَذَ خاتَمًا مِن حديدٍ، فقال: هذا شرٌّ،
هذا حِليَةُ أهلِ النَّارِ، فألقاه، فاتَّخَذَ خاتَمًا مِن وَرِقٍ، فسكَتَ عنه.) ([6]) . (أنَّ رجلًا جلس إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ وعليه خاتمٌ من ذهبٍ فأعرض عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ فلبس خاتمَ حديدٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هذه لُبسةُ أهلِ
النارِ فرجع فلبس خاتمَ ورِقٍ فسكت عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) ([7]).
(نَهَى عن خاتَمِ الذهبِ، وعن خاتَمِ الحديدِ)
(الراوي : جد عمرو بن شعيب ، المحدث :
الألباني ، المصدر :
السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 1242 ، خلاصة حكم المحدث
: صحيح)
ترشد الآيات والأحاديث
إلى أنّ الحديد هو الأكثر وفرةً في جهنّم، ولعلّ ذلك بسبب بأسه الشّديد، وأنّ طاقة ربطه النّووي
لكل نيوكليون هي الأعلى بالمقارنة مع جميع العناصر. وبالتالي فهو أقدر العناصر على تحمّل حرّ جهنّم.
المقصود هنا بالقدرة على التحمّل هو
التركيب النّووي للحديد وليس التركيب البلوريّ أو الذرّي. فإن درجة الحرارة عالية في جهنم وهي أكبر من
درجات حرارة انصهار كلّ المعادن، بل قد تحدث
تأيّناً كاملاً (full ionization) لجميع ذرّات
العناصر. لذا فالحديث
هنا هو عن التركيب النّوويّ لذرّات الحديد وقدرتها العاتية على تحمل حر جهنم، بسبب
أنّ طاقة الرّبط النووي لكلّ نيوكليون كبيرة للحديد مقارنة مع جميع أنوية العناصر
الأخرى، وليس الحديث هنا عن درجة حرارة انصهار أو تبخر هذا العنصر أو ذلك.
وإنّ
جهنّم أسفل سافلين؛ أسفل الأرض السّابعة.
وبالتالي يكون هذا بعداً آخر لإنزال الحديد الذي هو أكثر العناصر وفرةً في
جهنّم.
(لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ
مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)
(ق 50 آية 22).: أَيْ قَوِيّ (ابن كثير م
4 ص 288). وَقِيلَ : يَعْنِي أنّ
الْكَافِر يُحْشَر وَبَصَره حَدِيد ثُمَّ يَزْرَقّ وَيَعْمَى (القرطبي م
9 ج 17 ص 12).
سؤال: هل ستبدّل العين (آلة الإبصار)
عند أهل النّار، وذلك من أجل القدرة على
إبصار صنوف العذاب والأهوال في النّار؟ لو كانت آلة الإبصار عند أهل النار من الدّم
واللّحم كما هو الحال في الجلد مثلاً، فإنّها تحتاج إلى تبديل مستمرّ على غرار الجلود: (إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) (النساء: 56). وكذلك فإنَّ عين الكافر في شكلها الحاليّ لا
تبصر عند دخوله إلى النّار؛ وذلك بسبب أنّ درجة حرارة النّار مرتفعة؛ حيث سيكون من
ضمن نطاق الإشعاع أشعة جاما مثلاً أو أشعة إكس ذات الطّاقة العالية (hard
x-ray). وإنَّ الأحاديث التي تؤكّد حرّ جهنم كثيرة: (أُوقِد على النَّارِ ألفَ سنةٍ
حتَّى احمرَّت ، ثمَّ أُوقِد عليها ألفَ سنةٍ حتَّى ابيضَّت ، ثمَّ أُوقِد عليها
ألفَ سنةٍ حتَّى اسودَّت ، فهي سوداءُ كاللَّيلِ المُظلِمِ) ([8]). يؤكّد تغيّر لون جهنّم من الأحمر إلى الأبيض
ثمّ الأسود، أنّ درجة حرارتها في تزايد مستمرّ.
وفي هذا الحديث إعجازٌ فيزيائي؛ فهو يذكر الألوان بترتيب تصاعديّ لدرجة الحرارة.
وفي حديث آخر: (لو كان في هذا المسجِدِ مئةُ ألفٍ أو يَزيدونَ وفيه رجلٌ مِن أهلِ
النارِ فتنفسَ فأصابَ نفسُه لاحتَرَق المسجدُ بِمَن فيه) ([9]).
وفي حديث آخر:
(نارُكم
هذهِ جزءٌ منْ سبعينَ جزءًا من نارِ جهنَّمَ ، ضُربَتْ بماءِ البحرِ ، ولولا ذلكَ
ما جعلَ اللهُ فيها منفعةً لأحدٍ) ([10]). (إنَّ نارَكُم هذه جُزْءٌ مِن سَبْعينَ
جُزءًا مِن نارِ جهنَّمَ، وضُرِبَتْ بالبَحْرِ مَرَّتَينِ، ولولا ذلك ما جعَلَ
اللهُ فيها مَنْفَعةً لأَحَدٍ.) ([11]).
(وَقَالُوا
أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا) (الإسراء 49)
يَقُول
تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ الْكُفَّار الْمُسْتَبْعِدِينَ وُقُوع الْمَعَاد
الْقَائِلِينَ اِسْتِفْهَام إِنْكَار مِنْهُمْ لِذَلِكَ " أَإِذَا كُنَّا
عِظَامًا وَرُفَاتًا " أَيْ تُرَابًا قَالَهُ مُجَاهِد وَقَالَ عَلِيّ بْن
أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا غُبَارًا "
أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة
بَعْدَمَا بَلِينَا وَصِرْنَا عَدَمًا لَا نُذْكَر كَمَا أَخْبَرَ عَنْهُمْ فِي
الْمَوْضِع الْآخَر " يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَة
أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَة قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّة خَاسِرَة "
وَقَوْله تَعَالَى " وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقه "
الْآيَتَيْنِ فَأَمَرَ اللَّه سُبْحَانه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبهُمْ :
(قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا) (الإسراء 50). إِذْ هُمَا أَشَدّ اِمْتِنَاعًا مِنْ الْعِظَام
وَالرُّفَات (ابن كثير). والحديد أشدّ
بأساً كما أوضحنا سابقاً بسبب عظم طاقة ربطه النّووي واستقراره. وبالتالي فإنّ إعادة خلقهم من الحديد (فيما لو
أصبحوا حَدِيدًا) تتطلّب قدراً هائلاً من الطاقة.
أَوْ
خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ
الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ
وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا) (الإسراء 51).
" أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُر فِي
صُدُوركُمْ " قَالَ اِبْن إِسْحَاق عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد
سَأَلْت اِبْن عَبَّاس عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : هُوَ الْمَوْت وَرَوَى عَطِيَّة عَنْ
اِبْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة لَوْ كُنْتُمْ مَوْتَى
لَأَحْيَيْتُكُمْ. وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبُو صَالِح وَالْحَسَن
وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَغَيْرهمْ وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّكُمْ لَوْ فَرَضْتُمْ
أَنَّكُمْ لَوْ صِرْتُمْ إِلَى الْمَوْت الَّذِي هُوَ ضِدّ الْحَيَاة
لَأَحْيَاكُمْ اللَّه إِذَا شَاءَ فَإِنَّهُ لَا يَمْتَنِع عَلَيْهِ شَيْء إِذَا
أَرَادَهُ . وَقَدْ ذَكَرَ اِبْن جَرِير هَاهُنَا حَدِيثًا " يُجَاء
بِالْمَوْتِ يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُ كَبْش أَمْلَح فَيُوقَف بَيْن الْجَنَّة
وَالنَّار ثُمَّ يُقَال يَا أَهْل الْجَنَّة أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ
نَعَمْ : ثُمَّ يُقَال يَا أَهْل النَّار أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ
نَعَمْ فَيُذْبَح بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار ثُمَّ يُقَال يَا أَهْل الْجَنَّة
خُلُود بِلَا مَوْت وَيَا أَهْل النَّار خُلُود بِلَا مَوْت " وَقَالَ
مُجَاهِد " أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُر فِي صُدُوركُمْ " يَعْنِي
السَّمَاء وَالْأَرْض وَالْجِبَال وَفِي رِوَايَة : مَا شِئْتُمْ فَكُونُوا
فَسَيُعِيدُكُمْ اللَّه بَعْد مَوْتكُمْ وَقَدْ وَقَعَ فِي التَّفْسِير
الْمَرْوِيّ عَنْ الْإِمَام مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ فِي قَوْله " أَوْ
خَلْقًا مِمَّا يَكْبُر فِي صُدُوركُمْ " قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَالِك وَيَقُولُونَ هُوَ الْمَوْت . وَقَوْله تَعَالَى
" فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدنَا " أَيْ مَنْ يُعِيدنَا إِذَا كُنَّا
حِجَارَة أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا آخَر شَدِيدًا " قُلْ الَّذِي
فَطَرَكُمْ أَوَّل مَرَّة " أَيْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَلَمْ تَكُونُوا
شَيْئًا مَذْكُورًا ثُمَّ صِرْتُمْ بَشَرًا تَنْتَشِرُونَ فَإِنَّهُ قَادِر عَلَى
إِعَادَتكُمْ وَلَوْ صِرْتُمْ إِلَى أَيّ حَال " وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأ
الْخَلْق ثُمَّ يُعِيدهُ وَهُوَ أَهْوَن عَلَيْهِ " الْآيَة وَقَوْله
تَعَالَى " فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْك رُءُوسهمْ " قَالَ اِبْن عَبَّاس
وَقَتَادَة يُحَرِّكُونَهَا اِسْتِهْزَاء وَهَذَا الَّذِي قَالَاهُ هُوَ الَّذِي
تَعْرِفهُ الْعَرَب مِنْ لُغَاتهَا لِأَنَّ الْإِنْغَاض هُوَ التَّحَرُّك مِنْ
أَسْفَل إِلَى أَعْلَى أَوْ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَل وَمِنْهُ قِيلَ
لِلظَّلِيمِ وَهُوَ وَلَد النَّعَامَة نَغْضًا لِأَنَّهُ إِذَا مَشَى عَجَّلَ
بِمِشْيَتِهِ وَحَرَّكَ رَأْسه وَيُقَال نَغَضَتْ سِنّه إِذَا تَحَرَّكَتْ
وَارْتَفَعَتْ مِنْ مَنْبَتهَا . وَقَالَ الرَّاجِز : وَنَغَضَتْ مِنْ هَرَم
أَسْنَانهَا . وَقَوْله " وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ " إِخْبَار عَنْهُمْ
بِالِاسْتِبْعَادِ مِنْهُمْ لِوُقُوعِ ذَلِكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى "
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْد إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " وَقَالَ
تَعَالَى " يَسْتَعْجِل بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا "
وَقَوْله " قُلْ عَسَى أَنْ يَكُون قَرِيبًا " أَيْ اِحْذَرُوا ذَلِكَ
فَإِنَّهُ قَرِيب إِلَيْكُمْ سَيَأْتِيكُمْ لَا مَحَالَة فَكُلّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ
. وَقَوْله تَعَالَى " يَوْم يَدْعُوكُمْ " أَيْ الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
" إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَة مِنْ الْأَرْض إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ "
أَيْ إِذَا أَمَرَكُمْ بِالْخُرُوجِ مِنْهَا فَإِنَّهُ لَا يُخَالَف وَلَا
يُمَانَع بَلْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَمَا أَمْرنَا إِلَّا وَاحِدَة
كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ "" إِنَّمَا قَوْلنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ
أَنْ نَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون " وَقَوْله " فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَة
وَاحِدَة فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ " أَيْ إِنَّمَا هُوَ أَمْر وَاحِد
بِانْتِهَارٍ فَإِذَا النَّاس قَدْ خَرَجُوا مِنْ بَاطِن الْأَرْض إِلَى ظَاهِرهَا
(ابن كثير).
نتائج البحث
عند
أخذ جميع معاني الكلمة "أنـزلنا" بعين الاعتبار، يلاحظُ أنّ الآية
تتضمّن الحقائق الفيزيائيّة الّتي سبق ذكرها، ومنها: يُخلق
الحديد A = 56 بعد سلسلة تفاعلات اندماج نوويّ في قلب النّجوم القديمة وذات
الكتل الكبيرة. يمتاز نظير الحديد A = 56 والعناصر القريبة منه
بأن طاقة ربطها النّوويّ لكلّ نيوكليون أكبر منها لأي عنصر آخر، وبالتالي يمتاز الحديد A = 56 باستقرار نواته ذات البأس الشّديد. وبالتالي فإن التّفاعل النووي الذي يستهلك نظير الحديد A = 56 من أجل توليد عنصر
عدده الكتلي يساوي أو أكبر من 57 هو تفاعل ماصّ
للطاقة. وإنّ رقم سورة الحديد (57) هو إشارة معجزة إلى هذا الأمر. وبما أنّ الحديد قد تجمّع في قلب النّجم، فإنّه يلزم بذل طاقة هائلة من أجل إنزال الحديد من قلب
النّجم وبعثه إلى خارج النّجم. يزيد العدد
الذري للحديد (26) على رقم آية إنزال
الحديد (25) بواحد
فقط. وهذا الفرق فيه إشارة للتفاعل
المسمّى معكوس انحلال بيتا: يدخل
إلكتروناً واحداً إلى نواة الحديد ليصبح عدد البروتونات فيها مساوياً لرقم
الآية. ويتسبّب
هذا التّفاعل في أن ينبعث نيوترينو حاملاً معه الطّاقة التي تدعم أنوية ذرّات
القلب الحديديّ للنجم. وبالتالي تنسحق إلكترونات
ذرّات القلب الحديديّ للنجم داخل أنوية الذّرّات ليصبح القلب نجماً نيوترونيّا ذا
كثافة هائلة ونصف قطر صغير. يصحب هذا إنزال (إرسال) موجة صدميّة تدمّر النّجم المنهار محدثة انفجار
السّوبرنوفا (supernova
explosion). وبالتالي
يتم إنزال (إرسال) الحديد مع حطام النّجم من أجل خلق نظام شبيه بالمجموعة
الشّمسيّة.
The
gas cloud, from which our Solar System formed contained heavy metals, therefore
must have had some remnant of (probably) several supernova explosions in it.
الحديد هو العنصر الرّئيسيّ المكوّن لقلب الأرض. أنـزل (أهبط) الحديد من سطح الكرة الأرضية إلى
مركزها. والتركيب البلّوريّ لقلب الحديد
الدّاخلي في كرة الأرض يمتاز بطاقة وضع قليلة، وبالتالي تكون طاقة الربط له عالية
(فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). وإنّ فصل السّتار عن القلب الحديديّ في كرة
الأرض يتطلب درجات حرارة عالية تكفي لصهر غالبيّة الكرة الأرضيّة حتى ينـزل صهير
الحديد إلى قلب الأرض، وهو بعض من إيحاءات الآية (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). والآية تشير أيضا إلى طاقة الرّبط الجاذبيّ. أَنزلْنَا
(أقل طاقة وضع). (وبَأْسٌ شَدِيدٌ): ثشير إلى أعلى طاقة ربط لبلورة القلب الدّاخلي الحديديّ، وتشير إلى سعة حرارية كبيرة يمتلكها صهير الحديد في القلب
الخارجيّ للأرض.
(وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ): تيّارات حمل الحديد المنصهر
في قلب الأرض ينتج عنها المجال المغناطيسي الأرضي
الّذي يرشد إلى الاتّجاهات، ويسهم الشكل الهندسي للمجال المغناطيسي
الأرضي (magnetic mirror) في حجز الأشعة الكونيّة الضّارة ومنعها من الوصول إلى سطح الأرض. إنّ جميع العناصر الأثقل من
الهيليوم، والتي تتوافر في أجسادنا، كان سبب خلقها انفجار السوبرنوفا الضّروري
لتشكل أي نظام شبيه بالمجموعة الشّمسيّة.
لقد جعل الله إنزال الحديد سبباً لخلق مجموعتنا الشّمسيّة، وخلق جميع
العناصر المكوّنة لأجسادنا: (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ).
جهنّم والحديد:
(وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ). وفي الأحاديث أن الحديد حلية أهل النار.
الحديد هو الأكثر وفرةً في جهنّم، ولعلّ ذلك بسبب بأسه
الشّديد، وأنّ طاقة ربطه النّووي لكل نيوكليون هي الأعلى بالمقارنة مع جميع
العناصر. وبالتالي فهو أقدر العناصر على
تحمّل حرّ جهنّم. المقصود هنا بالقدرة على التحمّل هو التركيب النّووي
للحديد وليس التركيب البلوريّ أو الذرّي. فإن درجة
الحرارة عالية في جهنم وهي أكبر من درجات حرارة انصهار كلّ
المعادن، بل قد تحدث تأيّناً كاملاً (full ionization) لجميع ذرّات العناصر.
شكر: أشكر ابنة أخي د. فاطمة العمري من مركز اللّغات في الجامعة الأردنيّة على
تدقيق البحث لغويّاً.
المصادر
1)
القرآن الكريم
2) كتب السّنّة المطهّرة
3) ابن كثير القرشي الدمشقي، عمادالدين أبي الفداء (ت 774 هجري)، تفسير القرآن
العظيم، دار الفيحاء (دمشق الطبعة الأولى 1414 هـ
(4 ابن منظور، (630-
711 هـ)، لسان العرب، مؤسّسة
التاريخ العربي- بيروت، الطبعة الثالثة (1413 هـ-
5) الألوسي، أبو الفضل شهاب الدين، روح
المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني. م 13، ص 167.
6) الرّازي، محمد فخر الدين (ت 604 هـ -
7) الزمخشري، أبو القاسم جار الله
محمود بن عمر (538-467 هـ) ، الكشاف عن حقائق التّنـزيل وعيون الأقاويل في وجوه
التّأويل، دار الفكر (بيروت-لبنان 1397 هـ -
(8السيوطي، عبدالرحمن جلال الدين، الدّر المنثور في التفسير المأثور (ت 911 هـ)، دار الفكر (بيروت-لبنان الطبعة الثانية 1414 هـ -
9)
الطبري، ابن جرير، (ت 310 هـ)، جامع
البيان عن تأويل آي القرآن، دار الفكر للطباعة والنشر (بيروت 1415
هـ -
10) القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد (ت671 هـ)، الجامع لأحكام القرآن،
دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان الطبعة الخامسة 1417 هـ -1996 م)، واحد وعشرون مجلّدا.
(11 الواسطي، محب الدين أبي فيض. تاج
العروس من جواهر القاموس، دار الفكر للطباعة والنشر (بيروت 1414
هـ -
المراجع العربيّة:
1) عمري، حسين، بناء السماء
والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن، مؤتة للبحوث والدّراسات (سلسلة العلوم الإنسانية والإجتماعيّة)،
المجلد السابع عشر، العدد السادس، 2002 ، ص 187 – 211 .
1) https://eijaz.mutah.edu.jo/samaacdm.htm
2) عمري، حسين، خلق
الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة، مؤتة للبحوث والدّراسات
(سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعيّة)، المجلد 19، العدد 4 ، 2004، ص 11 –41.
2) https://eijaz.mutah.edu.jo/univcreation.htm
3) عمري،
حسين، الأرضون السبع لغز المادّة المظلمة ،
مجلّة كليّة المعارف الجامعة، الأنبار، (2004)، العدد السادس، ص 10.
3) https://eijaz.mutah.edu.jo/sevenardhoan.htm
4) عمري،
حسين، مؤتمر كليّة الشّريعة السّابع: إعجاز القرآن الكريم. 18-20 رجب 1426 هـ، 23- 25 آب 2005. جامعة
الزرقاء الأهليّة/ الأردن. محاضرة:
الأرضون السّبع وتوزيع الصفائح المجرّيّة على نطاق الكون الواسع.
5) عمري، حسين، الإعجاز
الفيزيائي في آيات مدّ الأرض، قيد
النّشر.
5) https://eijaz.mutah.edu.jo/eartharabic.htm
المراجع الإنجليزيّة:
1) Abell, George O., Realm
of the Universe, Holt, Rinehart and wnston, inc.
2) Barnhart, Clarence L. and
Barnhart, Robert K. The world book dictionary, FE Chicago, 1977, vol. 1 and 2.
3)
Chen, Francis F. plasma physics and controlled fusion, 2nd. Ed.,
1974, Plenum press,
4) Clark, Stuart. Extra solar planets, Wiley, 1998, p
158- 159.
5) Minarik W. G. Minarik, et al.,
"Textural Entrapment of Core-Forming Melts," Science 272, 530-533
(April 26, 1996)
6) Muller, Richard A. Geophysical Research
Letters 29 (2002): p. 41
7)
Phillips
1994 page 28; Clark, Stuart. Extra solar planets, Wiley, 1998, p 158.
8) Ross, Matts, Introduction to cosmology, Wiley, 1994, p. 62
9) Serway, R., Beichner,
R., Saunders college publishing,
10) Shapiro, S.
and Teukolsky S., Black holes, white dwarfs, and
neutron stars The physics of compact objects, John Wiley and sons
11)
Silk, Joseph, The big Bang 3rd. ed. Freeman and company new york 2001, page 106.
12) Weinberg, S., The First Three
Minutes, Basic Books,.Toronto, 1984.
13) Zeilik,
Michael conceptual Astronomy John Wiley and Sons, inc.
14) Zeilik, Michael The evolving universe, 7th.
Ed., John Wiley and Sons, inc. New York, 1994.
[1] ) جامعة مؤتة ثم البلقاء التطبيقيّة (زمن التأليف) وفي
السعودية حاليا
[2] https://courses.lumenlearning.com/astronomy/chapter/evolution-of-massive-stars-an-explosive-finish/
[5]) References: Science 13 June 2014: Vol. 344 no. 6189 pp. 1265-1268 . DOI: 10.1126/science.1253358 . Authors: Brandon Schmandt, Dept of Earth and Planetary Science, University of New Mexico, Albuquerque, NM, USA. Steven D. Jacobsen, Dept of Earth and Planetary Sciences, Northwestern University, Evanston, IL, USA. Thorsten W. Becker, Dept of Earth Sciences, University of Southern California, Los Angeles, CA, USA . Zhenxian Liu, Geophysical Laboratory, Carnegie Institution of Washington, Washington DC, USA. Kenneth G. Dueker, Dept. of Geology and Geophysics, University of Wyoming, Laramie, WY, USA.
[6] الراوي : عبدالله بن
عمرو ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم :
6518 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
التخريج : أخرجه أحمد (6518) واللفظ له، والبخاري في ((الأدب المفرد))
(1021)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (6768) ،
انظر شرح الحديث رقم 135206
[7] الراوي:
جد عمرو بن شعيب - خلاصة الدرجة: صحيح – المحدث: الطحاوي – المصدر: شرح
معاني الآثار - الصفحة أو الرقم 4/261
[8] الراوي: أبو هريرة
المحدث:المنذري - المصدر:الترغيب والترهيب- الصفحة أو الرقم: 4/339، خلاصة حكم
المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
[9] الراوي : أبو هريرة ،
المحدث : البوصيري ، المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم :
8/207 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن.
التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((صفة النار)) (146)، والبزار (9623)،
وأبو يعلى (6670) باختلاف يسير.
[10] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : الهيثمي ، المصدر : موارد الظمآن، الصفحة أو الرقم: 2/1180 ، خلاصة حكم المحدث : في الصحيح منه إلى قوله : ضربت
التخريج : أخرجه
البخاري (3265)، ومسلم (2843)، والترمذي (2589)، وأحمد (10032) أوله في أثناء حديث
باختلاف يسير، وابن حبان (7463) واللفظ له
[11] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 7327 ، خلاصة حكم المحدث : ]روي بإسنادين] الأول: متصل وهو صحيح على شرط الشيخين، والثاني: مرسل
التخريج : أخرجه
من طرق البخاري (3265)، ومسلم (2843)، والترمذي (2589) بنحوه، وأحمد (7327) واللفظ
له. وحديث يحيى بن جعدة أخرجه أحمد (7327)
[1]
)ملحق 1: معاني
السماء في آي القرآن
السماء بمعنى
العلو المطلق
(أَأَمِنتُمْ
مَنْ فِي السَّمَاءِ أنّ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) سورة
الملك آية رقم 16 .
(أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أنّ يُرْسِلَ
عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) سورة الملك آية رقم 17 .
السّماء بمعنى العلوّ: (فَبَدَّلَ
الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) سورة
البقرة آية رقم 59 .
(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) سورة البقرة آية رقم 144 .
(أَلَمْ تَر كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ …) سورة إبراهيم آية رقم 24 .
السّماء بمعنى البناء: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ
لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة البقرة آية رقم 29
.
- (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ
عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) سورة الأنبياء آية رقم 32 .
- (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى
فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ...) سورة فصلت آية رقم 12
.
- (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ) سورة المرسلات آية رقم 9 .
- (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا)
سورة النازعات آية رقم 27 .
- (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ) سورة الإنفطار آية رقم 1 .
- (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ) سورة الإنشقاق آية رقم 1 .
- (وَلَوْ أنّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا
لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا
فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة الأعراف آية رقم 96 . بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ أي المطر من
السّحاب .
- (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ
مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) سورة العنكبوت آية رقم 63 . أي من
السّحاب مطرا .
- (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ
اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة الجاثية آية رقم 5 . مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ : من السحاب من
المطر .
- (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) سورة فاطر آية رقم 3 . يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاء : أي المطر .
- (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ
مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) سورة غافر آية
رقم 13 . مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا
: المطر من السّحاب .
- (وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا
إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قوّة إِلَى
قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) سورة هود آية رقم 52 . أي يرسل المطر متتابعا يتلو بعضه بعضا .
- (يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا) سورة نوح
آية رقم 11 . أي يرسل المطر عليكم
غزيرا متتابعا .
- (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ
سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا
فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) سورة الروم آية رقم 48 .
- (أَلَمْ تَر أنّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ
يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ
خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ
بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ
يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) سورة النور آية رقم 43 .
- (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا
بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ
عَذَابَ السَّعِيرِ) سورة الملك آية رقم 5.
بمعنى الحيّز الدّاخلي والقريب
من البناء السَّمَاوي الأوّل
- (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا
وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) سورة الحجر آية رقم 16 .
- (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا
وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) سورة الفرقان آية رقم 61 .
- وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ أنّ كَانَ هَذَا هُوَ
الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ أَوْ
ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) سورة الأنفال آية رقم 32 . بمعنى العلو أو الفلك .
- (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ
إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) سورة الزخرف آية رقم 84 .
الله هو
المعبود بحق في كلّ مكان (أيّاً كان معنى السماء) وزمان.
- (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا
خَلْفَهُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أنّ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمْ الْأَرْضَ
أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنْ السَّمَاءِ أنّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ
عَبْدٍ مُنِيبٍ) سورة سبأ آية رقم 9
. وأنّ السّموات والأرض ملكه ، وأنّهما
محيطتان بهم من كلّ جانب . بمعنى البناء أو العلو أو الفلك .
- (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) سورة السجدة آية رقم 5 . بمعنى العلو أو البناء .
[2] ) ملحق 2: معاني الأرض في آي القرآن وفي الأحاديث الشريفة:
1) الكرة الأرضيّة (Earth): (الَّذِي جَعَلَ
لَكُمْ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنْ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى) سورة طه آية
رقم 53 .
2) اليابسة
من الكرة الأرضيّة: (أَلَمْ تَرَ
أنّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً أنّ
اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) سورة الحج آية رقم 63.
3) الأرضون
السّبع :
(هُوَ الَّذِي
خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة البقرة آية
رقم 29 . الأرض هنا تعني الأرضون السّبع مجموعة ورتقاً
وهي تمثّل الجزء السفلي من الكون في بداية خلقه. ويؤكده
الزّمخشري: "فإن قلت: هل لقول من زعم أنّ المعنى خلق
لكم الأرض وما فيها وجه صحّة؟ قلت: أنّ أراد بالأرض الجهات السّفليّة دون الغبراء
(الكرة الأرضيّة) كما تذكر السّماء وتراد الجهات العلويّة جاز ذلك، فإنّ الغبراء وما
فيها واقعة في الجهات السّفليّة (الزمخشري م 1، ص 270.)". وهو عين ما قاله
كثيرٌ من أئمّة التّفسير:(النيسابوري، نظام الدين الحسن بن محمد
القمّي (ت 728 هج)، تفسير غرائب القرآن ورغائب
الفرقان، تحقيق زكريا عميرات، دار الكتب العلميّة (بيروت 1416 هـ-
- (ومَا قَدَرُوا
اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر 67].
أمّا الآية
الّتي بيّنت أنّ الأرضين سبع فهي قوله سبحانه وتعالى:
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أنّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق 12]. قرأ الجمهور (مثلهنّ) بالنّصب عطفاً على (سبع سموات) أو على تقدير فعَل: أي وخلق من
الأرض مثلهنّ (إيجاز حذف: أي وخلق سبعاً من الأرض) (الشوكاني، محمد بن علي بن محمّد (ت 1250 هـ)، فتح القدير الجامع بين فنّي الرّواية والدّراية من علم
التّفسير، عالم الكتب (بلا تاريخ) ، 5 أجزاء. ج 5، ص 247.).
بدأت الأرضون السّبع قبضاً، ثمّ فتقها الخالق سبحانه وتعالى سبعاً، هذا وستعود يوم القيامة
إلى حالة القبض (عمري 2004 خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة؛ عمري 2004 الأرضون السّبع؛ عمري: مؤتمر كليّة
الشريعة السابع إعجاز القرآن الكريم. 18-20 رجب 1426
هـ، 23- 25 آب 2005. جامعة الزرقاء الأهليّة/
الأردن، محاضرة: الأرضون السّبع وتوزيع الصفائح المجرِّيّة الضخمة على نطاق
كوني واسع). وهناك أحاديث يردُ فيها ذكر الأرضين بصيغة الجمع
لا المفرد. وهذه تبيّنُ تغيّر حالة الأرضين بين القبض يوم القيامة والبسط الآن:
عن عبدالله بن مسعودٍ –رضي الله عنه- قال جاء حبرٌ
من الأحبار إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – فقال يا محمّد إنّا نجدُ أنّ
الله يجعلُ السّموات على إصبعٍ والأرضين على إصبعٍ والشّجر على إصبع والماءَ
والثّرى على إصبعٍ وسائر الخلق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النّبيُّ – صلّى
الله عليه وسلم – حتى بدت نواجذهُ تصديقاً لقول الحبر ثمّ قرأ رسولُ الله – صلّى
الله عليه وسلم – (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر 67]. وقد خُرّجَ الحديث في عددٍ من مصادر السُّنّة :(
- صحيح البخاري، كتاب التوحيد، الأحاديث رقم: 6864، 6865، 6959.
- صحيح البخاري، كتاب التفسير، حديث رقم: 4437.
- رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار،
حديث رقم 2149 ، 4996
، 4992، 4993.
- التّرمذي،
كتاب تفسير القرآن، حديث رقم 3162.
- أحمد، مسند المكثرين من الصّحابة، الأحاديث رقم: 3409، 3878، 4138.)
وهنالك عدّة أحاديث تحدّد عدد الأرضين بسبع:
(من
أخذ من الأرض شيئاً بغير حقِّه خُسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين) (صحيح البخاري، كتاب المظالم، حديث رقم 1120، أحاديث رقم: 2272-
2274؛ صحيح البخاري،
كتاب بدء الخلق، أحاديث رقم:2956، 2957، 2959.؛ صحيح مسلم،
كتاب المساقاة، أحاديث رقم:3020-3023، 3025؛ أحمد، المسند ،
كتاب مسند العشرة المبشّرين بالجنّة، الأحاديث رقم: 1542، 1547، 1522 ، 1553، 1554 ، 1556، 1559، 1562 ، 5481.
- أحمد، المسند ، باقي مسند المكثرين، الأحاديث رقم: 5481، 8658، 8683، 9212.
- أحمد، المسند، مسند الشّامييّن، الأحاديث رقم: 16618، 16913، 17131.
- أحمد، المسند، باقي مسند الأنصار، الأحاديث رقم: 21822، 21839، 23217 ، 23364، 24947.
- سنن
الدارمي، كتاب البيوع، حديث رقم 2492.
- الترمذي، كتاب الدّيّات، حديث رقم 1338.
- مسند
أحمد- باقي مسند الأنصار- حديث25027 .)
4) الأرض بمعنى الجنّة
- (وقالوا
الحمد للّه الّذي صدقنا وعدهُ وأورثنا الأرض نتبوّأُ من الجنّة) (الزّمر 74).
أي إذا
دخلوا الجنّة قالوا (الحمد للّه الّذي صدقنا وعدهُ). (وأورثنا الأرض) أي أرض الجنّة. قيل :
إنّهم ورثوا الأرض الّتي كانت تكون لأهل النّار لو كانوا مؤمنين؛ قاله أبو العالية
وأبو صالح وقتادة والسّدي وأكثر المفسِّرين وقيل: إنّها أرض الدّنيا على التقديم
والتأخير (القرطبي م 8 ج 15 ص 186).
5) القطعة من
الأرض
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ
أَنْبَأَنَا حَبَّانُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي شُجَاعٍ قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ سَهْلِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
قَالَ إِنِّي لَيَتِيمٌ فِي حَجْرِ جَدِّي رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
وَبَلَغْتُ رَجُلًا وَحَجَجْتُ مَعَهُ فَجَاءَ أَخِي عِمْرَانُ بْنُ سَهْلِ
بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ فَقَالَ يَا أَبَتَاهُ إِنَّهُ قَدْ أَكْرَيْنَا أَرْضَنَا فُلَانَةَ بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ فَقَالَ يَا بُنَيَّ دَعْ
ذَاكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيَجْعَلُ لَكُمْ رِزْقًا غَيْرَهُ أنّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى
عَنْ كِرَاءِ الْأَرْضِ) (سنن النسائي- الأيمان والنذور- 3865،
سنن أبي داود- البيوع- 2952).
[3] ) ): (إن آدم هبط بالهند ومعه السندان والكلبتان والمطرقة، وأهبطت حواء بجدة) (الراوي: سلمان الفارسي - خلاصة الدرجة: منكر - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم 1/423؛ الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال - الصفحة أو الرقم 1/33 )؛ )نـزل من الجنة ومعه خمسة أشياء من حديد : السندان والكلبتان والمنقعة والمطرقة والإبرة ) (الراوي: - - خلاصة الدرجة: كذب لا يثبت مثله - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم 12/252). وكذلك: (أن الله أنـزل أربع بركات من السماء إلى الأرض فأنـزل الحديد والماء والنار والملح) (الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: موضوع مكذوب - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم 12/252 ؛ الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم 3053؛ المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم 1568)