بسم الله الرحمن
الرّحيم
المحتويات 5
الملخص 5
المقدمة 6
الفصل الأوّل
معاني
السماء في آي القرآن الكريم 9
السّماء
بمعنى البناء 9
السّماء
بمعنى العلوّ 10
السّماء
بمعنى العلوّ المطلق 11
السّماء
بمعنى الغيم (السّحاب) 11
السّماء
بمعنى الغيم أو المجرّة التي هي مصدر ماء الأرض 12
السّماء
بمعنى مصدر الرّزق من المطر والطاقة الشّمسيّة والعناصر وغير ذلك 13
السّماء
بمعنى الغيث (المطر) 14
السّماء
بمعنى الغلاف الجوّي للأرض 14
السّماء بمعنى المجموعة الشّمسيّة 15
السّماء بمعنى الحيّز الدّاخلي والقريب من
البناءالسَّمَاوي الأوّل 15
السّماء
بأكثر من معنى 15
السماء
بكلّ معانيها 19
السماء
لها أبواب 22
الفصل الثاني
خلق
السموات والأرض في ستّة أيّام 32
المطلب
الأول : مبدأ الخلق والوجود قبل خلق السماوات والأرض 32
الفرع الثاني: الأرضون السّبع
غير الكرة الأرضيّة 84
كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف
سنة. كان الله ولم يكن شيءٌ غيره، وكان
عرشه على الماء. مباشرةً بعيد الانفجار
العظيم، خلق الله السّماوات السّبع والأرضين السّبع في ستّة أيّام. يرى المفسِّرون أنّ طول اليوم قد يكون ألف سنة،
أو أنّه بطول أيّامنا الأرضيّة. مع نهاية
اليوم الثاني اكتمل خلق الأرضين. ومع
نهاية اليوم الرّابع خلق الله رواسي من فوق الأرضين. ومع نهاية اليوم السّادس اكتملت تسويةُ البناء
السّماوي الطّبقي بعد أن استقلّت طبقاته مكانيّاً وحراريّاً.
يبيِن البحث أنّ هنالك بناءً سماويّاً مرفوعاً
ومسوّى ومصقولاً، ويتكوّن من سبع طرائق أو طبقات لها أبواب. كما يبيّن البحث أنّ مجرّة الدرب اللّبنيّة
(درب التّبّانة) تقبع عند البناء السّماوي المصقول الّذي هو الحافّة العلويّة
للكون المرئي. ولعلّ الإزاحة الحمراء
للمجرّات التي تحقِّق سرعة ابتعادها العلاقة الخطيّة لقانون هابل (Hubble)، دليل على أنّ هذه
المجرّات مربوطة بجذب بناء مادّة مظلمة يتمّ مهادها في كلّ لحظة: (وَالسَّمَاءَ
بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ).
إنّ غياب التفاوت والفطور وتمام التسوية جعلت من بناء
السّماء جرماً هائلاً ضخماً، أملساً، مصقولاً ، ومتجانساً (Homogeneous)، ومتماثل المناحي
الاتّجاهيّة (Isotropic). وبالتالي فلعلّ مادة بناء السّماء في
حقبة التمايز هي مصدر إشعاع الخلفيّة الكوني الميكرويّ (Cosmic
Microwave Background Radiation) (Fairall 1998, page 159). (شكل). يتبيّن من (الشكل) أنّ
إشعاع الخلفيّة يمتلك في جميع المناحي والاتّجاهات درجة الحرارة (Mather et al. 1999, ApJ, 512,
511):
تمثّل
الألوان التغاير الطّفيف في درجة حرارة إشعاع الخلفيّة ( شكل).:
المناطق الحمراء أسخن، بينما الزرقاء أبرد بمقدار
0.0002 درجة ([1]).
يعكس تردّد إشعاع الخلفيّة انخفاض درجة حرارة بناء
السّماء، وبالتالي يشير إلى انعدام إمكانيّة الرؤية البصريّة للبناء.
يرجّح البحث أن الأرضين
السّبع الوارد ذكرها في الأحاديث الصّحيحة هي سبع مستويات كروية وأنهنّ طباق وفتق.
ولربّما تتوزّع عليها المجرات والعناقيد
المجرية الموجودة في الكون ، فلكلّ أرض منهن ّمجرّاتها وعناقيدها . ويرجّح
البحث أنّ الأرضين هي الحاضن ألجاذبي للمجرّات والعناقيد، وبالتالي فهي
تحتوي على جزءٍ لا بأس به من مادة الكون المعتمة.
إذن هو كون مكمّم (Quantized Universe)،
تتوزّع مجرّاته وعناقيده على سبع أرضين؛ سبع مستويات رئيسيّة للطاقة ولربّما
كرويّة (شكل)، بما يشابه
توزيع إلكترونات الذّرات على المدارات الرّئيسة ذات المستويات الطاقيّة المتقطِّعة
(Discrete
energy levels) (بعض الكمّيات
الفيزيائية تأخذ قيماً متقطِّعة أو مكمَّمة (Certain physical
quantities can only assume discrete values)).
وليست جميع المجرّات ملتصقة بالبناء السّماوي. هذا وليست الأرضون قارّات أو طبقات
للكرة الأرضيّة الّتي نعيش عليها. إنّ
الأرضين خلق عظيم في قدره وجسامته، إنّهنّ خلق مختلف تماماً عن الكرة الأرضيّة
الّتي نعيش عليها.
وبعد تمام خلق السّماوات والأرضين، خُلقت المجرّات والنّجوم، ومن تمّ
المجموعة الشّمسيّة وكرتنا الأرضيّة.
وأخرج الله ضحى السّماء بنور الشّمس.
ثمّ دُحيت الأرضُ؛ فأخرج الله منها الماء والمرعى. ينسجم هذا التّسلسل مع تقديرات العلماء لأعمار
كلٍّ من الكون، والشّمس، والكرة الأرضيّة.
بسم الله، والحمد
لله،
وأفضلُ الصّلاة وأتمُّ
التّسليم على خير الخلق وأشرف
الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
في الوقت الذي يحاول علم الكون (Cosmology) وعلم الفلك (Astrophysics) أن يفسرا الكثير من المشاهدات، يتصور بعض العلماء أنه يلزمهم
الإجابة عن بعض التساؤلات الفيزيائية الملحَّة: من أين جاء الكون؟ متى بدأ وكيف
؟ماذا كان قبل بدء الكون؟ إنها مجموعه من الأسئلة لا تزال مدار البحث لدى علماء
الكون.
يلقي البحث ظلالا على بعض هذه الأسئلة ضمن منهج
يوائم بين العلم والدين. ويأتي البحث
استجابة لأوامر الله: (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) [ يونس 101] ، وقوله
تعالى (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) [ العنكبوت 20] . والخالق سبحانه وتعالى يؤكد
مصداقية وعظمة هذا الكتاب حين يقول (تنزيلاً ممّن خلق الأرض والسماوات العلى) [ طه 4 ]
.كما يقول سبحانه: ( قل أنزله الّذي يعلم السِّر في السماوات والأرض) [ الفرقان 6] .
إن الله هو الخالق العليم بكل شيء ( ولا يحيطون بشيء من علمه
إلا بما شاء وسع كرسيُّه السماوات والأرض)
[ البقرة 255] ، ويقول تعالى : (ألم تعلم أن الله
يعلم ما في السماء والأرض) [الحج 70]، ويقول تعالى: (ما أشهدتهم خلق
السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) [ الكهف 51 ].
ويقول تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكلِّ شيءٍ عليم * هو الّذي خلق
السماوات والأرض في ستَّة أيام)[الحديد 3-4]. ويقول تعالى: (بديع
السماوات والأرض) [ البقرة 117].
إذن تقتضي الحكمة أن نفيد من العلم الّذي أطلعنا عليه الخالق سبحانه
وتعالى. ولا بدَّ من منهج الرّبط بين
العلم والدين بعامّة، وبين الدين وعلم الكون خاصّة.
إن هناك حاجة إلى لجان تضم حقول المعرفة كافّة حتى تفهم
القرآن الكريم، وتستطيع أن تدرك معاني آياته ( ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ
شيءٍ وهدى ورحمة) [ النحل 89]. إنَّ القرآن كتاب هداية، وإنّه ليعالج موضوعات
كثيرة في فروع العلم؛ ممّا يؤكد الحاجة إلى جهود أصحاب هذه المعارف حتّى يتعمق
إدراكنا وفهمنا لآيات القرآن. كما وأن
أصحاب هذه العلوم بحاجة لدراسة القرآن كي ينطلقوا من الحقيقة القرآنيّة.
وقبل الشُّروع في البحث، أرجو أن لا يغيب عن أذهاننا جميعاً أن
نتيجة البحث تعبّر عن فهم الباحث. هذا وإن
القرآن الكريم وما صحَّ من كلام الرّسول – صلّى الله عليه وسلم– هما الحقُّ، ولهما
الصّحّة المطلقة.
يقع الكتاب في عشرة فصول: معاني السماء في آي القرآن الكريم،
خلق السموات والأرض في ستّة أيّام، السموات السّبع، الأرضون السّبع، كون البناء
السّماوي الطّبقي والأرضين الطّباق،
بعض
أسرار القسم الرّباني بمواقع النجوم ، الإعجاز الفيزيائي الكوني في قوله تعالى
وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد، الإعجاز
الفيزيائي في آيات مدّ الأرض، حبك السماء بالأمواج الصّوتيّة
والإعجاز في قوله تعالى والسماء ذات الحبك، بعض جوانب الإعجاز الفيزيائي والرّياضياتي في آية خلق
الأزواج،
ثمّ معجزة التمييز بين طول المسار والبعد فيما
بين السماء والأرض.
لقد وردت لفظة السماء في
القرآن الكريم وفي أحاديث الرّسول (صلّى اللّه عليه وسلّم) الشّريفة بمعان
فيزيائيّة مختلفة. لذا لا بدّ للباحث من
معرفة هذه المعاني جميعاً بين يدي المحاولة الجادّة لدراسة خلق وتطوّر الكون من خلال فهم آي القرآن
. وفيما يلي أهمّ معاني السماء في آي
القرآن:
وفيما يلي بعض الآيات التي ترد فيها السّماء بمعنى البناء:
- (الَّذِي جَعَلَ
لَكُمْ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) سورة البقرة
آية رقم 22
.
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ) سورة البقرة آية رقم 29 .
- (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ
سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) سورة الأنبياء
آية رقم 32 .
- (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي
كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) سورة فصلت آية رقم 12.
- (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ
بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) سورة ق آية رقم
6.
- (فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ)
سورة الرحمن آية رقم 37 .
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) سورة الحديد آية رقم 4 .
- (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا
بِاللَّهِ … ) سورة الحديد آية رقم 21.
- (وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) سورة
الحاقة آية رقم 16.
- (وَيَوْمَ
تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا) سورة الفرقان
آية رقم 25
.
- (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ
كَالْمُهْلِ) سورة المعارج آية رقم 8 .
- (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا)
سورة المزمل آية رقم 18.
- (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ) سورة المرسلات آية
رقم 9 .
- (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ
خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا) سورة النازعات آية رقم 27 .
- (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ) سورة التكوير آية رقم
11 .
- (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ) سورة الانفطار آية
رقم 1 .
- (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ) سورة الانشقاق آية رقم
1 .
- (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا
تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى
مِنْ فُطُورٍ) ] الملك 3 [. أي طبقة بعد طبقة ....
([2]).
- (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ
سَبْعًا شِدَادًا) ]
12 النبأ [. يريد سبع سماوات قويّة الخلق مُحكمة البناء، ولهذا
وصفها بالشِّدَّة ([3]).
- (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ
الْخَلْقِ غَافِلِينَ) ]
17 المؤمنون[ . والطّرائق هي الطّبقات بعضُها فوق بعض أو وراء بعض
([4]). ولمّا كان البناءُ خالياً من الفطور والشُّقوق
فإنّهُ لا بُدَّ بناءٌ قويٌّ متماسك.
- (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ
اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا) ] 15 نوح[. أي واحدة فوق واحدة ( [5]).
- (أَلَمْ تَر كَيْفَ
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا
ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ …) سورة إبراهيم آية رقم 24 .
- (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) [الحج 31]
- حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ
مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا فِي كُلِّ
زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لَا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ قَالَ أَبُو
عَبْدِالصَّمَدِ وَالْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ سِتُّونَ مِيلًا
. البخاري \ بدء الخلق \ حديث رقم 3004 .
- (أَأَمِنتُمْ
مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) سورة الملك
آية رقم 16.
-
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ
عَنْ أَبِي قَابُوسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ
الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ
الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ
قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
. التّرمذي \ البر والصلة \ حديث رقم 1847.
- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ قَالَ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ أَبُو بَكْرٍ
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تَفْخَرُ
عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْكَحَنِي مِنَ السَّمَاءِ وَفِيهَا نَزَلَتْ آيَةُ
الْحِجَابِ . النسائي \ النكاح \ حديث رقم
3200.
- (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ
السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي
آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ)
سورة البقرة آية رقم 19 . كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ أي كمطر من السّحاب .
- (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ
الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
سورة الأعراف آية رقم 96 . بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ أي المطر من السّحاب .
- (إِذْ يُغَشِّيكُمْ
النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى
قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) سورة الأنفال آية رقم 11 .
- (وَأَرْسَلْنَا
الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ
وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) سورة الحجر آية رقم 22 .
- (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ
نَبَاتُ الْأَرْضِ…) سورة
الكهف آية رقم 45 .
- (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ
الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
طَهُورًا) سورة الفرقان آية رقم 48 .
- (وَمِنْ آيَاتِهِ
يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
فَيُحْيِ بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ) سورة الروم آية رقم 24 .
- (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنْ
السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ
تُخْرَجُونَ) سورة الزخرف آية رقم 11 .
وجدير بالملاحظة أنّ معنى
السّماء التي تسترق منها الشياطين السّمع هو العنان أو السّحاب كما في الحديث
الشريف:- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا
اللَّيْثُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ
عَبْدِالرَّحْمَنِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم
عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَمِعَتْ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ
الْمَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي الْعَنَانِ وَهُوَ السَّحَابُ فَتَذْكُرُ الْأَمْرَ
قُضِيَ فِي السَّمَاءِ فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتَسْمَعُهُ
فَتُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ
أَنْفُسِهِمْ. البخاري \ بدء الخلق \ حديث
رقم 2971.
- (وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنْ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) سورة النحل آية رقم 65 . المطر من السحاب ، أو الماء الذي هبط على الأرض
في مراحلها المبكّرة عن طريق قذفها بالمذنبات السّابحة في مجرّتنا. ومن هذا القبيل الآيات الكريمات:
- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ
الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ
بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْأَنهَارَ) سورة إبراهيم آية رقم .
السَّمَاوَاتِ : بمعنى البناء وقد تكون عامّة
تشمل كافّة معاني السّماء، أما لفظة السماء التالية فبمعنى السحاب . وقد تكون بمعنى المجرّة؛ حيث أنّ الأرض قد مدّت
بالماء ابتداء عن طريق قذفها بالمذنّبات.
- (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ
مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ
لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ
يَعْدِلُونَ) سورة النمل آية رقم 60 . السَّمَاوَاتِ بمعنى البناء وقد تكون عامّة تشمل كافّة معاني
السّماء، والسَّمَاء بمعنى السّحاب، أو المجرّة؛ حيث أنّ مصدر ماء الأرض ناتج عن
قذف الأرض بالمذنبات في المراحل الابتدائيّة لتكوّن الأرض.
- (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ) سورة الأنعام
آية رقم 99.
- (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ
الْأَرْضِ …) سورة يونس آية رقم 24 .
- (وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ
أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة البقرة آية رقم 22 .
- (أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا …) سورة الرعد آية رقم 17 .
- (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ
السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ)
سورة النحل آية رقم 10 .
- (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ
مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى) سورة طه آية رقم 53 .
- (أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ
مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ
خَبِيرٌ) سورة الحج آية رقم 63 .
- (وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ
مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) سورة
ق آية رقم 9 .
- (قُلْ مَنْ
يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) سورة يونس آية
رقم 31
.
- (أَمَّنْ
يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ
صَادِقِينَ) سورة النمل آية رقم 64 .
- (يَاأَيُّهَا
النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ
يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى
تُؤْفَكُونَ) سورة فاطر آية رقم 3 .
- (هُوَ الَّذِي
يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ
إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) سورة غافر آية رقم 13 .
- (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ
مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ
عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ
فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ)
سورة الأنعام آية رقم 6 . يريد المطر الكثير ،
عبّر عن المطر بالسّماء لأنّه من السّماء ينزل ، ومنه قول الشّاعر : ... إِذا سقط السّماء بأرض قوم ... .
- (وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى
قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) سورة هود آية رقم 52 . أي يرسل المطر متتابعا يتلو
بعضه بعضا .
- (يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا) سورة
نوح آية رقم 11 . أي
يرسل المطر عليكم غزيرا متتابعا .
- (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ
السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ) سورة النحل آية رقم 79 .
- (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا
فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى
الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) سورة الروم آية رقم 48 .
- (أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ
بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ
مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)
سورة النور آية رقم 43 .
المقصود بالسّماء في هذه الآيات هو الطبقة الأولى في
الغلاف الجوّي، وتسمىّ الطّبقة المتقلّبة (Troposphere)
. وتحتوي هذه الطّبقة على معظم بخار الماء
الموجود في الغلاف الجوّي، لذا فهي الطّبقة الّتي تتكوّن فيها الغيوم.
- (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ
الْكَوَاكِبِ) سورة الصّافات رقم 6 . الكواكب ترى بالعين
المجرّدة فقط من داخل المجموعة الشّمسيّة .
- (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ
فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) سورة الفرقان آية رقم 61 . المجموعة الشمسيّة تحوي الشمس (سِرَاجًا)
والقمر. ويمكننا من داخل المجموعة
الشمسيّة أن نرى البروج.
- (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا
لِلنَّاظِرِينَ) سورة الحجر آية رقم 16 .
- (… وَزَيَّنَّا
السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ
الْعَلِيم) سورة فصلت آية رقم 12 .
- (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ)
سورة الملك آية رقم 5 . جعل الله مادّة النجوم (الشّهب) رجوماً
للشياطين التي تحاول استراق السّمع من الغمام: (وَجَعَلْنَاهَا
رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ).
أمّا المصابيح فهي زَينة السَّمَاء الدُّنْيَا؛ السّماء بمعنى الحيّز
الدّاخلي والقريب من البناء السَّمَاوي الأوّل، أو بمعنى المجرّة.
- (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ
مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة الجاثية آية
رقم 5 . مِنْ
السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ : من السحاب من المطر ، أو الماء الذي هبط على الأرض في
مراحلها المبكّرة عن طريق قذفها بالمذنبات السّابحة في مجرّتنا. وكذلك فانّ من الرّزق الطاقة الشمسيّة والعناصر
التي تخلق في بواطن النجوم بفعل تفاعلات الاندماج النووي.
- (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) سورة العنكبوت
آية رقم 63
. أي من السّحاب مطرا ، أو الماء الذي هبط
على الأرض في مراحلها المبكّرة. ومن هذا
القبيل قوله تعالى:
- (أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ
بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) سورة فاطر
آية رقم 27 .
- (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) سورة الغاشية
آية رقم 18
. البناء المتوسّع، أو المجرّات المحمولة
بفعل جذب المادّة المظلمة للأرضين الممهّدة.
- (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ
كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا
فَاعِلِينَ) سورة الأنبياء آية رقم 104. البناء السّماوي الّذي
سيطويه اللّهُ يوم القيامة، أو المجرّات التي ستطوى يوم القيامة؛ حيث يقبض اللّه
الأرضين السّبع التي تحمل المجرّات بجاذبيّتها.
وقد تعني الفضاء الكوني الذي سيطوى يوم القيامة.
- (أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ
وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ
عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)
سورة الحج آية رقم 65 . البناء السّماوي ، أو
المجرّات التي ستطوى يوم القيامة.
- (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا
قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) سورة البقرة آية
رقم 59 .
السماء هنا بمعنى العلو أو الفلك أو الأجرام السماويّة أو السّحب.
- (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ
مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ أَوْ ائْتِنَا
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) سورة الأنفال آية رقم 32 . السماء هنا بمعنى العلو أو الفلك أو الأجرام السماويّة.
- (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى
مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ
نَخْسِفْ بِهِمْ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنْ السَّمَاءِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) سورة سبأ آية رقم 9 . وأنّ السّموات والأرض ملكه ، و أنّهما محيطتان
بهم من كلّ جانب. لذا فإنّ السماء هنا
بمعنى البناء أو العلو أو الفلك أو الأجرام السماويّة. والأرض كذلك قد تعني القطعة من الأرض، أو الكرة
الأرضيّة بأكملها، فهي سابحة بقدرة اللّه، واللّه قادرٌ على أن يخسف بها فتسقط في
الشمس ، أو في مركز المجرّة، أو حتى إلى الأرض الثانية أو ما دونها من أرضين.
- (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا
كِسَفًا مِنْ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ) سورة الشعراء
آية رقم 187 . بمعنى البناء أو الفلك أو الأجرام السّماويّة.
- (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا
أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا) سورة الإسراء آية
رقم 92 .
- (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ
السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) سورة السجدة آية رقم 5 . بمعنى العلو أو البناء. وأمّا الأرض فقد تعني السّفلّ من الكون، أو
الأرضين السبع.
- (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ
بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي
بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) سورة الحج آية رقم 31 . بمعنى العلو أو البناء .
- (فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى
الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام آية رقم 125 . الغلاف الجوّيّ أو الفضاء الكونيّ.
- (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ
النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ
الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ
الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ
لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة البقرة آية رقم 164 . السَّمَاوَاتِ : البناء وقد تكون عامّة تشمل كافّة معاني
السّماء، أما لفظة السماء التالية فبمعنى الغيم ، والأخيرة بمعنى طبقات
الغلاف الجوّي الأرضيّ التي تعلو الطبقة الأولى؛ حيث تتشكّل الغيوم في الطبقة
الأولى.
- (يَسْأَلُكَ أَهْلُ
الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا
مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ
الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا
مُبِينًا) سورة
النساء آية رقم 153 .
بمعنى العلو ومصدر الوحي: لقد سألت اليهود محمّدا (صلّى اللّه عليه وسلّم) أن يصعد
إِلى السّماء وهم يرونه فينزل عليهم كتابا مكتوبا .
- (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) سورة البقرة آية
رقم 144 . السّماء هنا بمعنى العلو ومصدر الوحي.
- (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ
اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ
فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا
تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ) سورة الأنعام آية رقم 35 . بمعنى العلو أو البناء أو مصدر
الوحي.
- (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ
يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ
اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) سورة المائدة آية رقم 112 . بمعنى العلو
أو البناء.
- (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً
فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) سورة الشعراء آية رقم 4 . بمعنى العلو والبناء أو مصدر
الوحي.
- (قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ
مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا)
سورة الإسراء آية رقم 95 . السَّمَاء هنا بمعنى مصدر الوحيّ، أو بمعنى العلوّ والبناء.
- (فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ
وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا)
سورة الكهف آية رقم 40 .
السَّمَاء هنا بمعنى العلوّ والسّحاب، أو الشّمس، أو الكتل السّابحة في المجموعة
الشّمسيّة.
- (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى
فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)]
10 لقمان [. بغير عمد ([6]).
- (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ... ) ] الرعد 2 [. بغير عمد ([7]).
السَّمَاوَاتِ
بمعنى البناء المرفوع بغير عمد، أو النّجوم والمجرّات والعناقيد المحمولة بجاذبيّة
مادّة مظلمة؛ فتصبح العمد غير مرئيّة.
- (مَنْ كَانَ
يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ
بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ
كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ) (الحجّ آية 15).
السماء هنا تعني سقف البيت، أو مصدر النصر. قَالَ اِبْن عَبَّاس مَنْ كَانَ يَظُنّ أَنْ
لَنْ يَنْصُرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا " صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه
وَسَلَّمَ " فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ أَيْ بِحَبْلٍ
" إِلَى السَّمَاء " أَيْ سَمَاء بَيْته " ثُمَّ لْيَقْطَعْ "
يَقُول ثُمَّ لِيَخْتَنِق بِهِ وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَعَطَاء
وَأَبُو الْجَوْزَاء وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد
بْن أَسْلَم " فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء " أَيْ
لِيَتَوَصَّل إِلَى بُلُوغ السَّمَاء فَإِنَّ النَّصْر إِنَّمَا يَأْتِي
مُحَمَّدًا مِنْ السَّمَاء " ثُمَّ لْيَقْطَعْ " ذَلِكَ عَنْهُ إِنْ
قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ وَقَوْل اِبْن عَبَّاس وَأَصْحَابه أَوْلَى وَأَظْهَر فِي
الْمَعْنَى وَأَبْلَغ فِي التَّهَكُّم فَإِنَّ الْمَعْنَى مَنْ كَانَ يَظُنّ أَنَّ
اللَّه لَيْسَ بِنَاصِرٍ مُحَمَّدًا وَكِتَابه وَدِينه فَلْيَذْهَبْ فَلْيَقْتُلْ
نَفْسه إِنْ كَانَ ذَلِكَ غَائِظه فَإِنَّ اللَّه نَاصِره لَا مَحَالَة قَالَ
اللَّه تَعَالَى : " إِنَّا لَنَنْصُر رُسُلنَا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا فِي
الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيَوْم يَقُوم الْأَشْهَاد " الْآيَة وَلِهَذَا قَالَ
: " فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْده مَا يَغِيظ " قَالَ
السُّدِّيّ يَعْنِي مِنْ شَأْن مُحَمَّد وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ
فَلْيَنْظُرْ هَلْ يَشْفِي ذَلِكَ مَا يَجِد فِي صَدْره مِنْ الْغَيْظ (ابن
كثير). وأورد القرطبي: قَالَ أَبُو
جَعْفَر النَّحَّاس : مِنْ أَحْسَن مَا قِيلَ فِيهَا أَنَّ الْمَعْنَى مَنْ كَانَ
يَظُنّ أَنْ لَنْ يَنْصُر اللَّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَنَّهُ يَتَهَيَّأ لَهُ أَنْ يَقْطَع النَّصْر الَّذِي أُوتِيَهُ . "
فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء " أَيْ فَلْيَطْلُبْ حِيلَة يَصِل
بِهَا إِلَى السَّمَاء. (ثُمَّ
لِيَقْطَعْ): أَيْ ثُمَّ لْيَقْطَعْ النَّصْر إِنْ تَهَيَّأَ لَهُ (القرطبي).
السّماء في الآيات التالية قد تكون عامّة تشمل كافّة معاني السّماء:
- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) 32] إبراهيم [14.
- (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ
وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ) سورة الأنبياء
آية رقم 16
.
-
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا
ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ النَّارِ) سورة ص آية رقم 27 .
- (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي
الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا
وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة الحديد
آية رقم 4
.
- (خَلَقَ اللَّهُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) 44] العنكبوت [29.
- (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا
إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ
رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) 8]
الروم [30.
- (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ
كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ
قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) 38] الزمر [39.
- (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) 6]
يونس [10.
- (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ
غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) 18] الحجرات [49.
-
(وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ
فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا) 55] الإسراء [17.
-
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) سورة الحج آية
رقم 70 . فعلمه سبحانه
وسع كلّ شيء.
- (قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ
الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) سورة
الأنبياء آية رقم 4 .
- (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ
مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ
ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) 61] يونس [10.
- (وَهُوَ الَّذِي فِي
السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) سورة الزخرف
آية رقم 84
. فهو
سبحانه المعبود بحقّ على مرّ الزّمان والمكان.
- (قُلْ مَنْ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ
أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ
جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ
قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) 16] الرعد [13.
- (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا
أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي
لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا) 102] الإسراء [17.
- (وَرَبَطْنَا عَلَى
قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) 14] الكهف [18.
- (رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ
تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) 65] مريم [19.
- (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)24] الشعراء [26.
- (رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) 5] الصافات [37.
- (رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) 66] ص [38.
- (سُبْحَانَ رَبِّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) 82] الزخرف [43.
- (رَبِّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) 7] الدخان [44.
- (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ
السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) 36] الجاثية [45.
- (رَبِّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا) 37] النبإ [78.
- (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ
تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنْ
الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) سورة الروم آية
رقم 25.
- (الَّذِي لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) 9] البروج [85.
- (وَمَا أَنْتُمْ
بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ
اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) سورة العنكبوت
آية رقم 22
.
- (وَمَا كَانَ اللَّهُ
لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ
عَلِيمًا قَدِيرًا) 44] فاطر [35.
- (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي
الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) 87] النمل [27.
- (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ
ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) 68] الزمر [39.
- (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ
تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي
السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ
خَبِير) 16] لقمان [31.
- (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ
إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ
عَلِيمًا حَكِيمًا) 4]
الفتح [48.
- (وَلِلَّهِ جُنُودُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) 7] الفتح [48.
- (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ
السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) سورة الدخان
آية رقم 29
. رَبُّ السَّمَاوَاتِ
- (وَفُتِحَتْ السَّمَاءُ
فَكَانَتْ أَبْوَابًا) سورة النبأ آية رقم 19 .
- ( إِنَّ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ
السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ
الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) سورة الأعراف آية رقم 40 .
- (وَلَوْ فَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ بَابًا مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) سورة
الحجر آية رقم 14 .
- (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ
السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ) سورة القمر آية رقم 11 . قال علي –رضي اللّه عنه- إِنَّه المجرة وهي شرج
السماء ومنها فتحت بماء منهمر .
- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ
مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
رَضِي اللَّهم عَنْهم يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ . البخاري \ الصوم \ حديث رقم 1766 .
- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ
حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ
أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ .
الدارمي \ الصوم \ حديث رقم 1710 .
- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ
قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ
الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا
عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللَّهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَتَخْرُجُ
كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا
حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ مَا أَطْيَبَ هَذِهِ
الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ
الْمُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ
يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ
فَيَقُولُونَ دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا فَإِذَا قَالَ أَمَا
أَتَاكُمْ قَالُوا ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ وَإِنَّ
الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ
فَيَقُولُونَ اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ
الْأَرْضِ فَيَقُولُونَ مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ
أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ . النسائي\ الجنائز
\ حديث رقم 1810 .
يدلُّ الحديث على أنّ أرواح الكفّار في النّار : قَالُوا ذُهِبَ بِهِ إِلَى
أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ ، يقول تعالى (فأُمُّهُ هَاوِيَة
وما أدراك ماهية نارٌ حامية).
- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي فَقَالَتْ
أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ
عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُهَا حَتَّى جَاءَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا
تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ قَالَ وَمَا تَقُولُ قُلْتُ تَقُولُ أَعَاذَكُمُ
اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ
عَائِشَةُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ
يَدَيْهِ مَدًّا يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ
عَذَابِ الْقَبْرِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ
نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ وَسَأُحَذِّرُكُمُوهُ تَحْذِيرًا لَمْ
يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ إِنَّهُ أَعْوَرُ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ
بِأَعْوَرَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ
فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ فَإِذَا
كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ
ثُمَّ يُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ فَيَقُولُ فِي الْإِسْلَامِ فَيُقَالُ مَا هَذَا
الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ فَصَدَّقْنَاهُ فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ
إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ
إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا
وَيُقَالُ عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ
شَاءَ اللَّهُ وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا
مَشْعُوفًا فَيُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي فَيُقَالُ مَا
هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ فَيَقُولُ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ
قَوْلًا فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ
فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا
صَرَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ
النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَيُقَالُ لَهُ هَذَا
مَقْعَدُكَ مِنْهَا كُنْتَ عَلَى الشَّكِّ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ
إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُعَذَّبُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو فَحَدَّثَنِي
سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ فَإِذَا
كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قَالُوا اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ
كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ وَاخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ
وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى
تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ
فَيُقَالُ مَنْ هَذَا فَيُقَالُ فُلَانٌ فَيُقَالُ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ
الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ادْخُلِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي
وَيُقَالُ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَلَا يَزَالُ يُقَالُ
لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ قَالُوا اخْرُجِي أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ اخْرُجِي مِنْهُ
ذَمِيمَةً وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ( وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ )
فَمَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى
السَّمَاءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا فَيُقَالُ مَنْ هَذَا فَيُقَالُ فُلَانٌ
فَيُقَالُ لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ
الْخَبِيثِ ارْجِعِي ذَمِيمَةً فَإِنَّهُ لَا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ
السَّمَاءِ فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ فَيُجْلَسُ
الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَيُقَالُ لَهُ وَيَرُدُّ مِثْلَ مَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ
سَوَاءً *أحمد \ باقي مسند الأنصار \ حديث رقم 23938.
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي
أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَّبَ
مَنْ عَقَّبَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُسْرِعًا قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ
أَبْشِرُوا هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ
يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا
فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى .
ابن ماجة \المساجد والجماعات \ حديث رقم 793 .
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (ثقة) حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ (ثقة حافظ) عَنْ سَعْدَانَ الْجُهَنِيِّ (صدوق) عَنْ سَعْدٍ أَبِي
مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ وَكَانَ ثِقَةً عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ وَكَانَ ثِقَةً عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى
يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ دُونَ الْغَمَامِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ بِعِزَّتِي
لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ .
ابن ماجة \ الصيام \ حديث رقم 1742.
- أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (ثقة حافظ)
قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ (ثقة) قَالَ حَدَّثَنَا
ابْنُ إِدْرِيسَ (ثقة) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (ثقة ثبت) عَنْ نَافِعٍ (ثقة ثبت)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ
سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ
. النسائي \ الجنائز \ حديث رقم 2028.
- حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي
ابْنَ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ نَوْفًا وَعَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ الْعَاصِي اجْتَمَعَا فَقَالَ نَوْفٌ لَوْ أَنَّ
السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا وُضِعَ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ
وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى لَرَجَحَتْ
بِهِنَّ وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ كُنَّ طَبَقًا مِنْ
حَدِيدٍ فَقَالَ رَجُلٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَخَرَقَتْهُنَّ حَتَّى
تَنْتَهِيَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو
صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ
فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ فَجَاءَ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَقَدْ كَادَ يَحْسِرُ ثِيَابَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ أَبْشِرُوا
مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ
السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ هَؤُلَاءِ عِبَادِي
قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى . أحمد\مسند المكثرين \ حديث رقم 6462.
- حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ
وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ
حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي حَتَّى
أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي
يَرْبِطُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ
ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ
وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ قَالَ جِبْرِيلُ أَصَبْتَ
الْفِطْرَةَ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ
مُحَمَّدٌ فَقِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ
لَنَا فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ
بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ
أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقِيلَ وَقَدْ
أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ فَفُتِحَ لَنَا
فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ يَحْيَى وَعِيسَى فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي
بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ
قَالَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ
عَلَيْهِ السَّلَام وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ فَرَحَّبَ
وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ
فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ
مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقِيلَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ أُرْسِلَ
إِلَيْهِ فَفُتِحَ الْبَابُ فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ فَرَحَّبَ بِي
وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( وَرَفَعْنَاهُ
مَكَانًا عَلِيًّا ) ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ
فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ
مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقِيلَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ
لَنَا فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ
بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ
أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقِيلَ وَقَدْ
بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا
بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ
بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ
أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ
قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ
صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ
الْمَعْمُورِ وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ
لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَإِذَا
وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ فَلَمَّا
غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَهَا تَغَيَّرَتْ فَمَا أَحَدٌ مِنْ
خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِفَهَا مِنْ حُسْنِهَا قَالَ فَأَوْحَى
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيَّ مَا أَوْحَى وَفَرَضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ خَمْسِينَ صَلَاةً فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ
مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ قَالَ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ
يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ فَإِنَّ
أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ وَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَخَبَرْتُهُمْ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقُلْتُ أَيْ رَبِّ
خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ
مَا فَعَلْتَ قُلْتُ حَطَّ عَنِّي خَمْسًا قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ
ذَلِكَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ
فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى وَيَحُطُّ عَنِّي خَمْسًا
خَمْسًا حَتَّى قَالَ يَا مُحَمَّدُ هِيَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ بِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ فَتِلْكَ خَمْسُونَ صَلَاةً وَمَنْ هَمَّ
بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ
عَشْرًا وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا
فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ
إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ
التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَاكَ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى
لَقَدِ اسْتَحَيْتُ . أحمد\باقي مسند
المكثرين \ حديث رقم 12047.
- حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا
إِسْمَعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ أَخْبَرَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ
كَذَا وَكَذَا قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ
عَجِبْتُ لَهَا فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ
فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ . مسلم \
المساجد ومواضع الصلاة \ حديث رقم 943.
- حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ
بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ
تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ وَقَالَ إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا
أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي أَيُّوبَ قَالَ أَبو عِيسَى حَدِيثُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعَ
رَكَعَاتٍ بَعْدَ الزَّوَالِ لَا يُسَلِّمُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ . الترمذي \ الصلاة – مرفوع للنبي (صَلَّى
اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) \ حديث رقم 440.
- و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ
دِينَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ سَاعَتَانِ يُفْتَحُ
لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَقَلَّ دَاعٍ تُرَدُّ عَلَيْهِ دَعْوَتُهُ
حَضْرَةُ النِّدَاءِ لِلصَّلَاةِ وَالصَّفُّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . مالك \ النداء للصلاة \ حديث رقم 140 .
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ سَعْدَانَ الْقُمِّيِّ عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي
مُدِلَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الصَّائِمُ حَتَّى
يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ
فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ
الرَّبُّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ وَسَعْدَانُ الْقُمِّيُّ هُوَ سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ وَقَدْ رَوَى
عَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ
الْحَدِيثِ وَأَبُو مُجَاهِدٍ هُوَ سَعْدٌ الطَّائِيُّ وَأَبُو مُدِلَّةَ هُوَ
مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ وَإِنَّمَا نَعْرِفُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ
وَيُرْوَى عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثُ أَتَمَّ مِنْ هَذَا وَأَطْوَلَ . الترمذي الدّعوات \ حديث رقم 3522.
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ (ثقة حافظ)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ (ثقة) حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ رَبَاحٍ
(صدوق) قَالَ سَمِعْتُ نِمْرَانَ (مقبول) يَذْكُرُ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ (ثقة)
قَالَتْ سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا صَعِدَتِ
اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا
ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا ثُمَّ تَأْخُذُ
يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ
فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا قَالَ أَبو
دَاود قَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ رَبَاحُ بْنُ الْوَلِيدِ سَمِعَ مِنْهُ
وَذَكَرَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ حَسَّانَ وَهِمَ فِيهِ . سنن أبي داود \ الأدب \حديث رقم 4259.
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ (ثقة
حافظ) حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ (ثقة ثبت) حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (ثقة)
عَنْ ثَابِتٍ (ثقة) عَنْ أَبِي أَيُّوبَ (ثقة) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
قَالَ صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ وَقَدْ
حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ أَبْشِرُوا هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ
بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ
انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى
. ابن ماجة \ المساجد والجماعات \ حديث
رقم 793.
- حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ (ثقة متقن كان لا يحدّث الا
عن ثقة) وَأَبُو النَّضْرِ (ثقة ثبت) قَالَا حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (ثقة ثبت)
حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ (لا بأس به) قَالَ أَبُو النَّضْرِ (ثقة ثبت)
سَعْدٌ أَبُو مُجَاهِدٍ (لا بأس به) حَدَّثَنَا أَبُو الْمُدِلَّةِ (مقبول) مَوْلَى
أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قُلْنَا يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ
الْآخِرَةِ وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ
وَالْأَوْلَادَ قَالَ لَوْ تَكُونُونَ أَوْ قَالَ لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى
كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ
الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَوْ لَمْ
تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ قَالَ
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا قَالَ
لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ
وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ
يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ وَلَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى
ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الْإِمَامُ
الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى
الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ
عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ حَدَّثَنَا حَسَنُ
بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ
قُلْتُ لِزُهَيْرٍ أَهُوَ أَبُو الْمُجَاهِدِ قَالَ نَعَمْ قَدْ حَدَّثَنِي أَبُو
الْمُدِلَّةِ مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . أحمد \ باقي مسند المكثرين \ حديث رقم 7700 .
- قَالَ حَدَّثَنَا بَهْزٌ (ثقة ثبت) وَعَفَّانُ (ثقة
ثبت) قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ثقة) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ (ثقة حجّة) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ (ثقة) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مَلَكًا
بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يُجْزَى
غَدًا وَمَلَكًا بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا
وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا . أحمد \
باقي مسند المكثرين \ حديث رقم 7709 .
- حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ
سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ
بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ
مُنْتَهَى طَرْفِهِ فَلَمْ نُزَايِلْ ظَهْرَهُ أَنَا وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ
السَّلَام حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَفُتِحَتْ لَنَا أَبْوَابُ
السَّمَاءِ وَرَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ
الْيَمَانِ وَلَمْ يُصَلِّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ زِرٌّ فَقُلْتُ لَهُ
بَلَى قَدْ صَلَّى قَالَ حُذَيْفَةُ مَا اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ فَإِنِّي أَعْرِفُ
وَجْهَكَ وَلَا أَعْرِفُ اسْمَكَ فَقُلْتُ أَنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ قَالَ وَمَا
يُدْرِيكَ أَنَّهُ قَدْ صَلَّى قَالَ فَقُلْتُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) قَالَ فَهَلْ تَجِدُهُ صَلَّى لَوْ صَلَّى
لَصَلَّيْتُمْ فِيهِ كَمَا تُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ زِرٌّ
وَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ
عَلَيْهِمْ السَّلَام قَالَ حُذَيْفَةُ أَوَكَانَ يَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ مِنْهُ
وَقَدْ آتَاهُ اللَّهُ بِهَا حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ
حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ قَالَ حَسَنٌ فِي
حَدِيثِهِ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ و قَالَ
عَفَّانُ وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَرَأَى الْجَنَّةَ
وَالنَّارَ . أحمد \ باقي مسند الأنصار \
حديث رقم 22243.
- حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَحْمَدُ بْنُ
جَوَّاسٍ الْحَنْفِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ
رُزَيْقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ
هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا
الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ
لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ
أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ
وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا
أُعْطِيتَهُ . مسلم \ صلاة المسافرين
وقصرها \ حديث رقم 1339.
- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عِيسَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَمَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ
السَّلَام إِذْ سَمِعَ نَقِيضًا فَوْقَهُ فَرَفَعَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام
بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ هَذَا بَابٌ قَدْ فُتِحَ مِنَ السَّمَاءِ
مَا فُتِحَ قَطُّ قَالَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا
نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَمْ
تَقْرَأْ حَرْفًا مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ *النسائي \الافتتاح \ حديث رقم903 .
عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:
"دخلت على النّبي – صلّى الله عليه وسلم – وعقلت ناقتي بالباب. فأتاه ناسٌ من بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا
بني تميم. قالوا: قد بشرتنا فأعطنا (مرّتين). ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال:
اقبلوا البشرى يا أهل اليمن أنْ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قد قبلنا يا رسول الله. قالوا: جئنا
نسألك عن هذا الأمر. قال كان الله ولم يكن
شيء غيره. وكان عرشه على الماء. وكتب في الذِّكر كلّ شيءٍ. وخلق السماوات
والأرض. فنادى منادٍ: ذهبت ناقتك يا ابن
الحصين. فانطلقت فإذا هي يقطع دونها
السراب. فو الله لوددت أني كنت
تركتها" ([8]).
جاء في الحديث
الصحيح، عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعا: (كتب الله مقادير الخلائق - إن الله
قدّر مقادير الخلق- قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه - وكان
عرشه - على الماء) (قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف
سنة ) ( [9]).
قال مجاهد: (وكان عرشه على
الماء) قبل أن يخلق شيئاً، وقال "بدء الخلق العرش والماء والهواء، وخلقت
الأرض من الماء) ). وقال قتادة: (وكان
عرشه على الماء) ينبّئكم كيف كان بدءُ خلقه قبل أن يخلق السّماوات والأرض([10]). وقال الطّيّبي: أشار بقوله (وكان عرشه على
الماء) إلى أنّ الماء والعرش كانا مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل خلق السّماوات
والأرض ([11])،
ولم يكن تحت العرش إذ ذاك إلاّ الماء ([12]). وقال ابن عبّاس إنّما سمّي العرش عرشاً
لارتفاعه ([13]).
لقد وضّح الحديثان
الشّريفان السّابقان حالة مبدأ الخلق والوجود قبل خلق السّماوات والأرض. وقد أورد العسقلاني في فتح الباري ([14])
قوله: "ووقع في الرّواية الّتي في التوحيد (ثمّ خلق السّماوات والأرض) ولم
يقع بلفظ "ثمّ" إلاّ في ذكر خلق السّماوات والأرض. وفي رواية مسلم (إن الله قدّر مقادير الخلق قبل
أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء). وهذا يؤيّدُ رواية من روى (ثمّ خلق السّماوات
والأرض) باللّفظ الدّالّ على الترتيب ... أشار بقوله (وكان عرشه على الماء) إلى
أنّ الماء والعرش كانا مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل خلق السّماوات والأرض ([15])،
ولم يكن تحت العرش إذ ذاك إلاّ الماء ([16])
... والمراد بفعل كان في الأوّل (كان
الله) الأزليّة وفي الثاني (كان عرشه) الحدوث بعد العدم. وقد روى أحمد والتّرمذي وصحّحه من حديث أبي
رزين العقيلي مرفوعاً (إنّ الماء خلق قبل العرش)، وروى السّدي في تفسيره بأسانيد
متعدّدة (إنّ الله لم يخلق شيئا ممّا خلق قبل الماء) ... إنّ أوّليّة القلم بالنّسبة إلى ما عدا الماء
والعرش ... ألخ".
يرى علماء
الكون صحّة أنموذج الكون المتوسّع؛ فقد خلق الله الكونَ واسعا ومتوسّعا (Inflationary
Universe) (Zeilik, Michal, Astronomy
the evolving universe, John Wiley and sons, New York, seventh ed. 1994, p 496).
وهذا يتّفق مع الآية الكريمة (والسّماء بنيناها بأييد وإنّا لموسعون)
[الذّاريات 47]. يقول علماء التّفسير إنّ الله
عزّ وجلّ قد
خلق السّماء واسعة ([17]). كما ويقولون أنّ السّماء آخذةٌ بالتّوسّع ([18]). يتصوّر علماء الكون أنّ التّوسّع نتيجةٌ
لانفجار عظيم حدث لكتلة يزعمُ علماء الكون أنّها ذات كثافة عالية جدّاً ([19]).
لا نريد أن نقول أكثر من
هذا فيما يخصُّ حالة الوجود قبل خلق السّماوات والأرض، لأنّ هذه المسألة خارج نطاق
الطبيعة (metaphysics). وعليه يكون من الأفضل الاعتماد
هنا على النّص النّقلي، ممّا يجعلني أرجّحُ أنّ مادّة الخلق هي الماء، وليست مادّة
أخرى ذات كثافة كبيرة جدّاً. وهذا ما قد يشير إليه الحديثان السّابقان: (..كان الله ولم يكن شيء غيره. وكان عرشه على الماء ..) (1)، (إن الله قدّر مقادير
الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) (2).
يرى علماء
الكون أنّ درجة الحرارة 2.725 K لإشعاع الخلفيّة الكوني (Three Degree cosmic Background radiation) ) شكل) مؤشّرٌ على أنّ درجة حرارة الكون كانت مرتفعة جدّاً عند بدء خلقه ([20])؛ إذ هو إشعاع جسم أسود (blackbody radiation). كما وأنّ درجة حرارة
الكون قد انخفضت بسبب توسُّعه (Weinberg, Steven, the first three minutes,1984, pp 45-46.). يشيرُ قوله تعالى (ثمّ
استوى إلى السّماء وهي دخان) [فصّلت 11] إلى ارتفاع درجة حرارة الكون خلال أيّام خلقه المبكّرة. ويدلُّ على التّوسّع قوله تعالى: (والسّماء
بنيناها بأييد وإنّا لموسعون) [الذّاريات 47]. وممّا يؤكّدُ كلاًّ من
التّوسّع والتّبرّد المصاحبين لخلق الكون قوله تعالى: (ءأنتم أشدُّ خلقاً أم
السماء بناها * رفع
سمكها فسوّاها *
وأغطش ليلها وأخرج ضحاها) [النّازعات 27-29]. إنّ التّفسير الفلكي
لظلمة اللّيل (وأغطش ليلها) هو التّوسّع الّذي ينتج عنه تبرُّد الكون ومجانبته
لحالة الاتّزان الحراري الثيرموديناميكي ([21]).
وأحاول هنا أن
أقول وبالله التوفيق: ليس بعيداً أن يكون بعضُ الماء –الّذي كان عليه عرش الرّحمن-
هو مادّة خلق الكون. لعلّ قول كلٍّ من
مجاهد وقتادة والطّيّبي في تفسير العبارة الحديثيّة (وكان عرشه على الماء) يشير
إلى أنّ الّذي كان تحت العرش فينزلُ إليه أمرُ التّدبير والتّكوين منه هو الماء ([22])،
والّذي هو أصل جميع الأحياء (وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيٍّ أفلا يؤمنون)
[الأنبياء 30].
لعلّنا نجملُ
فنقول وبالله التّوفيق: في مادّة مبدأ الخلق والوجود حدث الانفجار العظيم، ليبدأ
خلقُ الكون واسعاً ومتوسّعاً ([23]). علا وسما بعضُ الإشعاع والجسيمات الأوّليّة
للمادّة (Radiation
and elementary particles)، وسُمّي هذا
العلوُّ من مزيج الإشعاع والجسيمات الأوّليّة سماء، وهو ما تسمّيّه كتبُ التّفسير
دخاناً ([24]). لقد كانت درجة حرارة الإشعاع T
مرتفعة جدّاً. وبفعل الاندفاع الناجم عن
الانفجار يتوسّع الكون، فتنخفض درجة الحرارة ([25]). وتبدأ المادّة بالتّشكُّل، وتكون المادّة
والإشعاع مقرونين (Matter and radiation are coupled)؛
لهما نفس درجة الحرارة: يرتبط الإشعاع بالإلكترونات من خلال ما يعرف بـ compton cattering ، وترتبط
الإلكترونات السالبة مع البروتونات الموجبة من خلال التجاذب الكهربائي. وعندما تنخفض درجة الحرارة إلى أقلّ من 3000 كلفن يبدأ
التّمايز (Decoupling) بين الإشعاع والمادّة ([26]). وينشأ عن التّوسّع التّبرُّد وخلق البناء
السّماوي الكُرويّ الطّبقيّ بسبب تجمّع المادّة وهي في حالة البلازما في مستويات
مختلفة للطاقة ([27]). هذا إن كانت مادّةُ بناء السّماء هي مادّة
نيوكليونيّة (Nucleonic).
أثبت
علم الفلك أنّ النِّسبة بين كتلة مجرّة نموذجيّة (Typical
Galaxy)
وكتلة الشّمس هي قريباً من عشرة أمثال النِّسبة بين ضيائيّة (Luminosity)
هذه المجرّة وضيائيّة الشّمس ([28]). وتعرّف ضيائيّة جسم ما بأنّها الطاقة الكليّة
المنبعثة (Total energy radiated) عنه في الثانية الواحدة على جميع الأطوال الموجيّة
وفي جميع الاتّجاهات ([29]). ويقتضي هذا أنّ 90% من كتلة هذه المجرّة
مظلم غير مضيء (sub-luminous dark matter) . ويُحسُ بهذه الكتلة المظلمة من خلال تأثيرها
الجاذبي (gravitational effect) الواضح عندما تكون الدِراسة على مستوى المجرّة أو
مجموعة المجرّات (cluster of galaxies) ([30]).
ويؤكِّد هذا ما يرصده الفلكيّون من كون مقدار السّرعة الدّورانيّة (rotational velocity) لنجوم مجرّة درب التّبانة (Milky
Way) ،
خارج نواة المجرّة، ثابتاً إلى حدٍّ ما ولا يعتمد على بعد هذه النجوم عن مركز
المجرّة (شكل، شكل) (Sanders & McGaugh 2002). إنّ ثبات
مقدار السّرعة الدّورانيّة وعدم تغيُّرها تبعاً لقانون كبلر (non-Keplerian velocity)، جعل الفلكيِّين يفترضون أنَّ مجرّة درب التّبانة
مغمورة داخل هالة كرويّة مظلمة (Dark
Spherical Halo)
كتلتها قرابة عشر كتل مجرّيّة (شكل) ([31]). وعندما تكون الدّراسة على مستوى مجموعة
المجرّات تزداد نسبة المادة المظلمة إلى المادّة المضيئة، كما أنّ هذه النّسبة
تزداد كلّما كانت الدّراسة على نطاق كوني أوسع ([32]). لقد اقْتُرِحَ أنّ نسبة المادة المظلمة إلى
المضيئة تزداد على نطاق كوني من رتبة 0.1-
يقوم المبدأ الكوني (Cosmological Principle) على افتراض أنّ الكون
يكون متجانساً (Homogeneous) ومتماثل المناحي الاتّجاهيّة (Isotropic) على نطاق 1000-100 مليون سنة ضوئيّة، وبالتالي أنّ موقعنا فيه لا يتميّز عن سواه ([36]). إنّ هذا المبدأ صحيح طالما أنّنا نتحدّث عن
مجرّات قرب البناء السّماوي. ولا تتكافؤ المواقع الّتي تختلف في بعدها من البناء
السّماوي ([37]) .
ولقد
لوحظ أنَّ إشعاع الخلفيّة الكوني المقاس بواسطة مركبة الفضاء COBE يصعب
فهمه إذا ما أُخذ بعين الاعتبار توزيع المجرّات والطاقة العالية المرصودة على نطاق
كونيٍّ واسع (Large Scale Structure of Universe). ولهذا افترض علماءُ الكون أنّ جزءاً من المادة
الكونيّة المظلمة حارٌّ ويعطي الطاقة الكبيرة المرصودة على نطاق كونيٍّ واسع، وأنّ
الجزء الآخر باردٌ وهو بذرة لتشكّل المجرّات
([38]).
المطلب الرابع : خلق
السّماء والأرض في ضوء النّصوص الشّرعيّة
يقول تعالى: (هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنَّ سبع
سموات وهو بكلّ شيءٍ عليم) [البقرة 29]. في اللّحظة الّتي تلت الانفجار بدأ أيضاً خلقُ
الأرض (الأرض بمعنى جهة السُّفل؛ أي الأرضين السّبع) ([39]). ويراد بجهة السّفل
الاتّجاه نحو مركز الكون، ويُقصدُ بجهة العلوّ الاتّجاه نحو السّماء. وقد تباينت الشّروحات الّتي قدّمها المفسّرون
لهذه الآية الكريمة بين الاختصار والإسهاب؛ هذا وإن كانت أقوالهم تدور حول محورٍ
واحدٍ: جاء في جامع البيان عن تأويل آي القرآن ([40]) ما فحواه: "لمّا
أراد الله تعالى أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخاناً – أي الإشعاع والجسيمات
الأوّليّة - ... وخلق سبحانه وتعالى
السّماوات السّبع والأرضين السّبع من الماء ودخانه ... (ثمّ استوى إلى السّماء): السّماء تدلُّ على
السّماوات، فهي بمعنى الجمع ... إنّهنَّ
كنَّ سبعاً غير مستويات فلذلك قال جلّ ثناؤه: (فسوّاهنَّ): هيّأهُنَّ ودبّرهُنَّ
وقوّمهُنَّ، ثمّ دحا الأرض بعد ذلك".
وقد أورد أبو
حيّان في تفسيره البحر المحيط: "قيل: (جميعاً) حال مؤكّدة من كلمة (ما)، ولا
دلالة لها على الاجتماع الزّماني، وهذا بخلاف معاً ([41]). وبما أنّ الآية تذكر جزيل نعمه سبحانه ووفرتها،
فإنّهم لم يجعلوها حالاً من ضمير لكم لأنّه لتعداد النِّعم دون المُنعَم عليه،
ولنفس الاعتبار فإنّهم لم يجعلوها حالاً من الأرض أيضاً".
ونقول: لا مانع
من كون جميعاً حالاً من كلمة (ما). ويرادُ
بما في الأرض أجزاؤها المركّبة منها. أي
خلق لكم ما في الأرض من أجزاء مجتمعة. هذا
وإنّ الناظر إلى الآية السّابقة من السّورة ذاتها (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً
فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون) [البقرة 28] يلاحظُ أنّ السّياق القرآني يستعرضُ الخلق والإحياء والإماتة
والبعث بالإضافة لذكره جزيل نعمه سبحانه ووفرتها.
وعليه - والله تعالى أعلم- فإنّ جميعاً قد تُعتبر حالاً من الأرض
أيضاً. ويدلُّ على ذلك قوله جلّ وعلا:
(أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30]. (رتقاً) أي كان الجميع متّصلاً بعضه ببعض
متلاصقاً متراكماً بعضُه فوق بعضٍ في ابتداء الأمر ([42]).
وأقول:
إنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً في بداية خلقهما، ثمّ فتقت السّماء الدّخانيّة في
مستويات مختلفة للطاقة، لتُشكّلَ أصلاً لخلق طبقات البناء السّماوي، كما أنّ الأرض
فتقت سبعاً إذن ليس هنالك ما يمنع أن تكون كلمة (جميعاً) حالاً من الأرض أيضاً، بل
لعلّها كذلك. وعندها يكون الخلق الّذي
تتحدّث عنه الآيةُ: (هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً) هو خلقُ الله - سبحانه
وتعالى- وإيجاده للمادّة الأوّليّة في الأرض (بمعنى جهة السُّفل؛ أي الأرضين
السّبع) عندما كانت الأرضُ رتقاً، وهذه المادّةُ ضروريّة لمراحل الخلق الّتي جاءت
متأخّرة ([43]). وسيتّضحُ لاحقاً أنّه في حالة الرّتق لم يكن
الماء أو الزّرع أو الحيوان أو الإنسان مخلوقاً بعد. بل إنّ مجرّتنا ومجموعتنا الشّمسيّة وكرتنا
الأرضيّة لم يكن شيءٌ منها مخلوقاً آنذاك.
وأخال الزّمخشري في تفسيره الكشّاف لا يخالف
هذا لقوله: "فإن قلت: هل لقول من زعم أنّ المعنى خلق لكم الأرض وما فيها وجه
صحّة؟ قلت: إن أراد بالأرض الجهات السّفليّة دون الغبراء كما تذكر السّماء وتراد
الجهات العلويّة جاز ذلك، فإنّ الغبراء وما فيها واقعة في الجهات السّفليّة ([44])". وهو عين ما قاله كثيرٌ من أئمّة التّفسير ([45]).
ويتابع أبو حيّان –رحمه الله- فيقول:
"ففتق هذه من هذه فجعل السماوات سبعاً، والأرض سبعاً، وفصل بين السّماء
الدّنيا والأرض بالهواء" .
تجدر الإشارة إلى أنَّ الهواء هو غلاف يحيط جوّ الأرض، وبعد الخروج منه ينتهي الهواء وتتواجد
الجسيمات الغباريّة السّديميّة (Interstellar Grains or medium. ويؤكّدُ أبو حيّان أنّ الأرض كانت رتقاً ثمّ فتقت،
وبالتالي فهذا حُجَّةٌ عليه حين يقول: فإنّهم لم يجعلوها -جميعاً- حالاً من
الأرض. ويورد قول ابن عبّاس: "ففتق
السّماء بالماء فأمطرت السّماءُ، وفتق الأرض بالنّبات فأنبتت الأرضُ" ([46]).
ويرى الباحث أنّ هذا البعد الأخير للفتق
ليس هو عكس مدلول الرّتق من كون الجميع متّصلاً بعضه ببعض متلاصقاً متراكماً بعضه
فوق بعض، إلاّ أن يراد أنّ خروج النّبات من كرتنا الأرضيّة سبّب تفتّت
قشرتها. وأنّ السّحاب –السّماء هنا بمعنى
السّحاب- كان في حالة الرّتق بسبب ارتفاع الحرارة، ومع التّبرّد تكاثف في غيوم
فانفتق عنها الماء.
ويتصوّر
بعضُ المفسّرين أنّ ماهيّة الخلق الّتي تتحدّثُ عنها الآيةُ الكريمة (هو الّذي
خلق لكم ما في الأرض جميعاً) هي تقديرُ خلق الأشياء لأنّ المخلوقات لم تخلق
كلُّها في ذلك الوقت، وذلك أنّ كلاًّ من الحياتين النباتيّة والحيوانيّة تحتاجُ
إلى مقوّمات: من خلقٍ للشمس، بالإضافة إلى كون كرة الأرض مدحوّة ممهّدة لإنبات
الزّرع ولحياة الحيوان. يرى الباحث أنًّ
المفسّرين ربّما لجأوا إلى هذا القول بسبب عدم وقوفهم على المعنى الدّقيق للعبارة
القرآنيّة (الأرض جميعاً). هذا ويوافقهم
الباحث الرّأي من أنّ دحو كرتنا الأرضيّة جاء متأخِّراً. فلقد كان بعد انقضاء أيّام الخلق السّتّة، وبعد
تمام تسوية بناء السّماء، ومتأخّراً عن إخراج ضحى السّماء بنور الشّمس ([47]). ودليل ذلك قوله تعالى: (ءأنتم أشدُّ خلقاً
أم السماء بناها * رفع سمكها فسوّاها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها *
والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها مآءها ومرعها) [النّازعات 27-31].
وعليه
يمكن الإضافة إلى قولهم بتقدير خلق الأشياء، أنَّ المقصود من الآية هو كذلك الخلق
للمادّة الأوّليّة في الأرض جميعاً (أي في الأرضين السّبع مجتمعة) ([48]). وذلك أنّ تقدير مقادير الخلق قد سبق خلق
السّماوات والأرض بدليل الأحاديث الّتي سبقت الإشارة إليها. ففي رواية مسلم (إن الله قدّر مقادير الخلق قبل
أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء) (صحيح مسلم، كتاب
القدر، حديث رقم 4797).
وعليه يكون الخلق هو للمادّة الأوّليّة في الأرضين السّبع مجتمعة، أمّا
كوكب الأرض فلم يكن مخلوقاً آنذاك.
وفي معرض تفسير الآية: (ثمّ استوى إلى
السّماء وهي دخان) [فصّلت 11]، ذكر أبو حيّان ([49]): "والعطف ب (ثمّ)
يقتضي التّراخي في الزّمان، ولا زمان إذْ ذاك". وأقول لا بُدّ من الوقوف على عبارته "ولا
زمان إذْ ذاك". ففي الحديث: (إن الله
قدّر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على
الماء) ([50]). إنّ هذا الحديث يؤكّدُ أنَّ للزمان والمكان
وجودهما قبل خلق السّماوات والأرض، لكنّ بعض وحدات الزّمان الّتي نعرفها الآن من
اليوم واللّيلة والشّهر والسّنة لم تكن مخلوقةً آنذاك؛ إذْ هي ناجمةٌ عن حركتي
الأرض والقمر في مقابل الشّمس. ولعلّ هذا
الّذي أراد أن يؤكّده أبو حيّان بعبارته "ولا زمان إذْ ذاك". وكذلك فإنّه لا يجوزُ فيزيائيّاً الحديث عن
أحداث في الكون من دون مفهوم المكان والزّمان (Rowan-Robinson, Cosmology 1996, p 68.). ولا يرى الباحث أنّ أبا
حيّان يقصد أنّ الله -سبحانه وتعالى- يخلق في لحظة (إنّما أمرُه إذا أراد شيئاً أن
يقول له كن فيكون) [يس 82]. فإنّ الحكمة والمشيئة
الرّبانيّة اقتضت أن يستغرق خلقُ السّماوات والأرض وعاءً زمنيّاً (وهو الّذي خلق
السّموات والأرض في ستّة أيّام) [هود 7]. والحِكَمُ كثيرةٌ:
فمنها تبرُّدُ الكون ([51])، ورتابة وتسوية بناء السماء (العمري،
2002)، ومنها تعليم العباد الرّفق والتّثبّت في الأمور، ولأنّ لكلّ
شيءٍ عنده أجلاً ([52]).
ويتابع أبو حيّان قوله ([53]): "قيل أشار ب (ثمّ)
إلى التّفاوت الحاصل بين خلق السّماء والأرض في القَدْرِ - أي أنّها تفيد التّراخي
الرُّتبي-. وقيل: لمّا كان بين خلق الأرض
والسّماء أعمالٌ من جعل الرّواسي، والبركة فيها، وتقدير الأقوات (في يومين آخرين)،
عطف ب (ثمّ)؛ إذْ بين خلق الأرض والاستواء تراخٍ يدُلُّ على ذلك" ([54]). إنّ قول أبي حيّان هذا بحاجةٍ إلى توضيح. إنّ جعل الرّواسي (بمعنى خلق الجبال) متأخّرٌ
كثيراً عن خلق السّماوات السّبع والأرضين السّبع.
لذا فالآية هنا تتحدّث عن الأرض بمعنى جهة السّفل؛ أي الأرضين السّبع، وليس
المقصود منها كرة الأرض الّتي نعيش عليها.
وعليه فالمراد بالرّواسي هنا هو المادّةُ الكونيّة الّتي بدأت تتشكّلُ في
الجزء العلوي من الأرضين السّبع. أمّا إذا
فسّرنا الرّواسي بالجبال، فهنا لا مفرّ من القول بالتّقدير؛ لأنّ كُرة الأرض لم
تكن قد خُلقت.
وتمهيداً بين يدي قوله
سبحانه: (ثمّ
استوى إلى السّماء فسوّاهنَّ سبع سموات) [البقرة 29]، أقول: إنّ للتراخي الزّماني ضرورتُه: فمنها كي يكون الزّمن
كافياً لتوسّع الكون؛ وبالتالي انخفاض درجة حرارته، ومن ثمّ تكاثف فتبرّد وتماسك
لطبقات البناء السّماوي في اليومين الأخيرينِ من أيّام الخلق السّتّة ([55]).
ويُتابع أبو حيّان قوله: إنّ الضمير في (فسوّاهنَّ) عائدٌ على السّماء على
أنّها جمعُ سماوة، أو على أنّه اسم جنسٍ فيصدُق إطلاقه على الفرد والجمع، ويكون
مراداً به هنا الجمع ... وظاهر القول أنّ
الّذي استوى إليه هو بعينه المستوي سبع سموات؛ ذوات حُبُكٍ وحُسنٍ واستواء. وقد أعرب بعضُهم سبع سموات بدلاً من الضّمير
على أنّ الضمير عائدٌ على ما قبله (السّماء)، وهو إعرابٌ صحيحٌ، نحو: أخوك مررتُ
به زيدٌ، وأجازوا في سبع سموات أن يكون منصوباً على المفعول به، والتّقدير فسوّى
منهُنّ سبع سموات، وهذا ليس بجيّد من حيث اللّفظ، ومن حيث المعنى. أمّا من حيث اللّفظ، فإنّ سوّى ليس من باب
اختار، فيجوز حذف حرف الجرّ منهُ في فصيح الكلام، وامّا من حيث المعنى فلأنّه
يدُلُّ على أنّ السّماوات كثيرة (أي تزيد على السّبع)، فسوّى منهنّ سبعاً، والأمرُ
ليس كذلك، إذْ المعلومُ أنّ السموات سبعٌ.
وأجازوا أيضاً أن يكون مفعولاً ثانياً لسوّى، ويكون معنى سوّى: صيَّرَ،
وهذا ليس بجيّدٍ، لأنّ تعدّي سوّى لواحدٍ هو المعلومُ في اللُّغة؛ (فسوّاك فعدلك)
[الانفطار 7]،
(بلا قادرين على أن نُسوِّي بنانه) [القيامة 4]. وأمّا جَعْلُها بمعنى
صيَّر، فغيرُ معروفٍ في اللُّغة ([56]).
إنّ
غالبيّة آراء المفسّرين تؤكّدُ معنى التّسوية الّذي أشار إليه أبو حيّان ([57]). وأضاف بعضُ المفسّرين ([58])
أنّ قوله تعالى (فسوّاهنَّ): أي فصيّرهنّ، كما في آية أخرى (فقضاهنَّ) [فصّلت 12]. إنّ
قوله تعالى (فقضاهنَّ): أي صنعهنَّ وأظهرهنَّ وأوجدهنَّ وصيّرهنَّ وأحكمهنَّ وفرغ
من خلقهنَّ سبعاً ([59]). وعليه يرى الباحث أنَّ قوله تعالى: (فقضاهنَّ)
ليس بمعنى قوله تعالى (فسوّاهنَّ).
والشّاهدُ أنّ قوله تعالى: (ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ
بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) [النازعات 27-28]
يدلّ على أنّ التّسوية قد أعقبت بناء السّماء؛ وهي غيره.
بعد هذه المقدّمات، نقول وبالله التّوفيق: إنّ القول الراجح
للمفسّرين في الآية الكريمة (فسوّاهنَّ سبع سموات) [البقرة 29] أنّ التّسوية تعني إحكامهنّ وتعديل خلقهنّ
وتقويمه وإخلاءه من العوج والفطور، وإتمام خلقهنّ وتكميله، وجعلهنّ سواء، بمعنى
تسوية سطوحهنّ بالإملاس؛ فليس فيهنّ مرتفع ولا منخفض. فقد أتمّهنّ سبحانه واتقن إنشاءهنّ ([60]). وفي تفسير قوله تعالى: (رَفَعَ سَمْكَهَا
فَسَوَّاهَا )، يقول الفخر الرّازي ([61]):
"أنّ هذا يدلُّ على كون السّماء كرة، لأنّه لو لم يكن كرة لكان بعض جوانبه
سطحاً، والبعض زاوية، والبعض خطّاً، ولكان بعض أجزائه أقرب إلينا، والبعض أبعد،
فلا تكون التّسوية الحقيقيّة حاصلة، فوجب أن يكون كرة حتّى تكون التّسوية
الحقيقيّة حاصلة". وتعقيباّ على
كلامه هذا، فإنّني أؤكّد أنّ السّماء محيطة بالأرض، بل لعلّها قشرة كرويّة (Spherical shell) كما أشار الرّازي. إلاّ أنّ مجرّتنا قريبة
جدّاً من بناء السّماء، وبعيدة جدّاً عن مركز الكون ([62]). لذا لا يوجد تعارضٌ بين كون السّماء قشرة
كرويّة مستوية، وبين كون بعض أجزائها أقرب إلينا من بعضها الآخر. إنّ إشعاع الخلفيّة الكوني يؤكّدُ أنّ
السّماء الدّنيا قشرة كرويّة نصف قطرها 13 بليون سنة ضوئيّة ([63]). إنّ البناء الكروي يعكس كون إشعاع الخلفيّة متماثل
المناحي الاتّجاهيّة (Isotropic)،
وذلك أنّ التغاير في درجة حرارة إشعاع
الخلفيّة هو فقط جزء من مائة ألف من القيمة المتوسّطة لدرجة حرارة الإشعاع ([64]).
وممّا يشير إلى هذا التّسلسل في الخلق وبشكل واضح قوله تعالى: (قل
أإنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك ربُّ العالمين * وجعل
فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّامٍ سوآءً
للسائلين * ثمّ استوى إلى السّماء
وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضاهنّ
سبع سموات في يومين وأوحى في كلّ سماء أمرها وزيّنا السّماء الدّنيا بمصابيح
وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم) [فصلت 9-12].
لعلّ المراد بالأرض ما في جهة السّفل (أي
الأرضين السّبع). أمّا الكرة الأرضيّة
فربّما كان قد خُلق أصلها ومادّتها ([65]). وقالوا أريد باليومين هنا فترتين زمنيّتين ([66]). وذكروا أنّ الرّواسي هي الجبال، وقيل المراد
بجعلها إبداعها بالفعل، وفي الإرشاد المراد تقدير الجعل لا الجعل بالفعل ([67]). يؤكّدُ علم الكون أنّ القول بإبداعها بالفعل
غير صحيح، فإنّ خلق كرة الأرض نفسها قد جاء متأخّراً عن خلق السّماء.
إنّ
القول بإيجاد الرّواسي يُفسَّرُ بغير الجبال.
ويتّفقُ هذا مع ما ذكره أبو حيّان في البحر المحيط من أنّ دحو الأرض غير
خلقها، وقد تأخّر عن خلق السّماء. وأنّ
جعل الرّواسي (الجبال) والبركة في الأرض، وتقدير الأقوات لا يمكن إدخالها في
الوجود إلاّ بعد أن صارت الأرضُ موجودة ([68]). يرى الباحثُ أنّ تقدير الخلق قد سبق الخلق
بخمسين ألف سنة: (قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف
سنة) ([69]). لذا فإنّ قوله سبحانه (وجعل فيها رواسي من
فوقها وبارك فيها) قد يشير إلى إحداث عدم تجانس في مادّة الأرضين
والّتي هي مادّة مظلمة (Dark matter)
أو لربّما هو إشارة إلى بداية خلق مادّة عاديّة (Baryonic) بدأت تتشكّل وتتكوّن وترسو في الجزء العلوي
من الأرض (الأرض بمعنى جهة السّفل). أي
المادّة الّتي بدأت تتشكّل في أعالي الأرضين السّبع؛ أي في الأماكن الأقرب إلى
الحيّز الداخلي للبناء السّماوي الأوّل ([70]). وهذه المادّة هي أساس البناء للنجوم والمجرّات في
الأرض العليا بعد مرور زمن طويل على فتق الأرضين: وذلك إلى أن تمدّد الكون وتبرّد
واستقرّت ذرّات الهيدروجين بعد حقبة التمايز (Epoch of decoupling)، ومن ثمّ تشكّلت النجوم والمجرّات بفعل
النماء الجاذبي (accretion due to gravitation)
. ويراد بالأرض العليا تلك الّتي تحتضن
مجرّة درب التّبانة؛ الّتي توجد فيها مجموعتنا الشّمسيّة ([71]). ولعلّ معظم مجرّات الكون تتواجد في الأرض
العليا الأقرب للبناء السّماوي الأوّل؛ كما قد تشير الآيتان الكريمتان:
- (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا
وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) سورة الحجر آية رقم 16 .
- (… وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا
بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) سورة فصلت آية
رقم 12 . وأماّ المجرّات التي لا تحقق العلاقة الخطيّة
في قانون هابل، فلعلها تنتمي إلى أرض أخرى غير العليا.
ودليل هذا الفهم قوله سبحانه: (وجعل فيها
رواسي من فوقها). وقد اختار بعضهم أنّ خلق
السّماء مقدّمٌ على خلق الأرض، وأنّ الخلق في الآية تقدير وقضاء الله أن يخلق كرة
الأرض (الغبراء) في يومين، ولا يرادُ به التّكوين والإيجاد. وهذا نظير قوله سبحانه (إنّ مثلَ عيسى عند الله
كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثمّ قال له كن فيكون) [آل عمران 59]، ومحالٌ أن يقال للشيء الّذي وجد كن، بل
الخلق عبارة عن التّقدير ([72]). وقوله تعالى: (وقدّر فيها أقواتها): أي بيّن
خصائص الأرض وقدّر أرزاق ساكنيها ومعايشهم من الجبال والأنهار والمياه والأشجار
... وقوله (في أربعة أيّامٍ سوآءً
للسائلين) أي كلُّ ذلك من خلق الأرض (جهة السّفل؛ أي الأرضين السّبع) وتقدير خلق
كرتنا الأرضيّة وما تبعه من تقدير إحلال البركة وتقدير الأقوات كائنٌ في تمام
أربعة أيّامٍ- باليومين المتقدّمين- كاملة مستوية لا زيادة فيها ولا نقصان ([73]). وقوله سبحانه (ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخان) أي استوى إلى مادّة
البناء السّماوي وهي في حالة الدّخان (Coupled matter and radiation).
وقوله تعالى (فقال لها وللأرض ائتيا) أي إتيان ما فيهما ممّا ذكر من
المنافع، وقيل بيان كيفيّة التكوين إثر بيان كيفيّة التقدير. (طوعاً أو كرهاً) تمثيلاً لتحتّم تأثير قدرته
تعالى فيهما واستحالة امتناعهما من ذلك.
(قالتا أتينا طائعين) أي منقادين كما أمرا على مقتضى الحكمة البالغة. (فقضاهنّ سبع سموات في يومين) أتقن أمر
السّماوات حسبما تقتضيه الحكمةُ البالغة من جعلهنَّ سقفاً مسوّىً محفوظاً مقبّباً
في يومين. وهنا تكون أيّام الخلق السّتّة
قد اكتملت وانتهت.
ويقول سبحانه: (وأوحى في كلّ سماء أمرها).
وبعد انتهاء الأيّام السّتّة لخلق
السّماوات والأرض، خلق في كلّ سماء منها ما استعدّت له من الأمور الّتي هي قوامها
وصلاحها، واقتضت الحكمة أن يكون فيها من الملائكة. وأودُّ الإشارة هنا إلى أنّه بعد انتهاء
الأيّام السّتّة لخلق السّماوات السّبع والأرضين السّبع قد جاء متأخّراً خلقُ
المجرّات والنّجوم، ومن ثمّ الشّمس وكرتنا الأرضيّة (وزيّنا السّماء الدّنيا
بمصابيح وحفظاً). وبعد خلق الشّمس أخذت
كرة الأرض شكلها البيضويّ ودحيت وجعلت مهاداً وقراراً لأهلها (ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ
خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ
لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ
مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * والجِبَالَ أَرْساها) [النازعات 27-32]. ودحو الأرض بمعنى كرتنا الأرضيّة، أو حتى بمعنى
الأرض العليا كون مجرّتنا جزءاً من الأرض العليا ([74]) مفسّرٌ بقوله تعالى:
(أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا).
ويقول الألوسي مؤكّداً هذا الفهم: "وأمّا تقدير أقوات الأرض وإعطاء
البركة وتوليد المتولّدات، فلها أيّامٌ معدودات وحدود محدودات لا تدخل في أيّام
خلق السّماوات والأرض" ([75]).
يركّز
البحث على البناء السّماوي في الآيات القرآنية، ويأخذ بطرفٍ من الأحاديث النبوية
الشريفة. وعليه فبناء السماء واسع مصقول،
وسنبيّن أنّه مكوّن من سبع طبقات، ومرفوع بلا عمد. وسنبيّن أنّ النجوم تجتمع داخل
المجرّة بواسطة عمد غير مرئيّة.
ومن
هذا القبيل قوله سبحانه:
- (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ
سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) ]الأنبياء آية رقم 32 [ ([76]).
- (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ
الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ...) ]
البقرة 22 [. السَّمَاء بناء وسقف
متماسك متين محكم ([77]).
- (وَالسَّقْفِ
الْمَرْفُوعِ) ] الطور 5 [.
- (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا) ] النازعات 27 [.
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ
جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة البقرة آية رقم 29.
- (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا
كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا) سورة الإسراء آية
رقم 92.
- (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ
لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا
كُنَّا فَاعِلِينَ) سورة الأنبياء آية رقم 104 .
- (أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي
الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ
أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ
لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة الحج آية رقم 65 .
- (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ
وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا) سورة الفرقان آية رقم 25 .
- (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ
وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) سورة فصلت آية رقم 12.
- (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ
كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) سورة ق آية
رقم.
- (فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً
كَالدِّهَانِ) سورة الرحمن آية رقم 37.
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي
الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ
فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
سورة الحديد آية رقم 4.
- (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ
آمَنُوا بِاللَّهِ … ) سورة الحديد آية رقم 21 .
- (وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ
وَاهِيَةٌ) سورة الحاقة آية رقم 16 .
- (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ) سورة
المعارج آية رقم 8 .
- (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ
كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا) سورة المزمل آية رقم 18 .
- (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ) سورة المرسلات
آية رقم 9 .
- (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ) سورة التكوير
آية رقم 11 .
- (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ) سورة الانفطار
آية رقم 1 .
- (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ) سورة الانشقاق
آية رقم 1 .
- (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) سورة
الغاشية آية رقم 18 .
-
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ
مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) ] 3 الملك[.
أي طبقة بعد طبقة .... ([78]).
- (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) ] 12 النبأ [. يريد سبع سماوات قويّة الخلق مُحكمة البناء، ولهذا
وصفها بالشِّدَّة ([79]).
- (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ
وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) ]
17 المؤمنون[ . والطّرائق هي الطّبقات بعضُها فوق بعض أو وراء بعض
([80]). ولمّا كان البناءُ خالياً من الفطور والشُّقوق
فإنّهُ لا بُدَّ بناءٌ قويٌّ متماسك.
جعل
اللّه السماء سقفاً للأرض مرفوعاً عالياً
محروساً أن ينال ومحفوظاً من السُّقوط.
وهذا
واضحٌ في قوله تعالى: - (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) ] 18 الغاشية[. بغير عمد ([81]).
-
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأرْضِ
رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) ] 10 لقمان [. بغير عمد ([82]).
- (اللَّهُ الَّذِي
رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ... ) ]2 الرعد [. السَّمَاوَاتِ بمعنى البناء المرفوع بغير عمد. أو النّجوم والمجرّات والعناقيد المحمولة
بجاذبيّة مادّة مظلمة؛ فتصبح العمد غير مرئيّة.
وفيما يلي بيانه:
بشكل
عامٍّ، فإنَّ لكلمة الرؤية معاني أوردها صاحب لسان العرب مجملة عن ابن سيده ([83]):
"رؤية العين كقولك كما تبصر، والآخر من رؤية القلب في معنى العلم فيصير كقولك
كما تعلم، والثالث بمعنى الاعتقاد كقولك فلان يرى رأي الشُّراة أي يعتقد اعتقادهم،
ومنه قوله عزّ وجلّ : (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ
خَصِيمًا) ] 105 النساء[.
... ويورد بعض الشّواهد الشّعريّة الدّالة على معاني الرؤية الكثيرة: فيها العبارة
(ما ترى) تكون مرّة رؤية العين، ومرّة مرئيّاً، ومرّة علماً، ومرّة معلوماً ومرّة
معتقداً". وجاء فيه أيضاً: "رأيت زيداً حليماً: علمته. وقوله عزّ وجلّ
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى
كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ
مُعْرِضُونَ) ] آل عمران 23 [، قيل معناه ألم ينته
علمك إلى هؤلاء؟ ومعناه اعرفهم يعني علماء أهل الكتاب. ... وقال بعضهم: ألم تر؟
ألم تُخبر؟ وتأويله سؤال فيه إعلام، وتأويله أعلن قصَّتهم؛ أي ألم تعجب لفعلهم؟
وألم ينته شأنهم إليك؟" ([84]).
وقوله
سبحانه وتعالى: (رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) يشير إلى أنّ
قدرة الله قد رفعت البناء السّماوي من غير عمد ([85]). ويرى الفلكيّون أنّ النجوم تجتمع داخل المجرّة
الواحدة، كما تجتمع المجرّات داخل العنقود المجرّي بفعل جذب المادة المظلمة غير
المرئيّة ([86]). وبالتالي على اعتبار
أنّ السّماء بمعنى الفلَك والمجرّات، فإنّه يكون لها عمد غير مرئيّة. وهذا صحيح من حيث اللّغة فإنّ جملة ترونها في
محلّ خفض نعت لكلمة عمد أي رفعها بغير عمد مرئيّة. فهنا أثبت العمد، إلاّ أنّها
غير مرئيّة.
يمتلك كلٌّ من الإشعاع والمادّة العاديّة والمادّة
المظلمة ضغطاً موجباً؛ وبالتالي تؤثّر جميعها بقوة جذب ثقالي. بينما تؤكّد النسبيّة العامّة أنّ قّوة تنافر
ثقالي تصاحب الضغط السّالب (negative pressure). ويطلق الضغط السّالب
على الحالة التي يكون فيها ضغط منطقة محصورة أقل من ضغط محيطها. وبالتالي يمتاز الفراغ بجسامة ضغطه السّالب
وامتلاكه طاقة مظلمة كبيرة. لو تخيّلنا أنّ مكبسا (Piston) يغطّي أسطوانة مفرغة. عند سحب المكبس للخارج يتعاظم الفراغ داخل
الأسطوانة، وتزداد طاقته المظلمة بفعل القوّة التي تسحب المكبس للخارج. في نفس الوقت نلاحظ أنّ الفراغ يؤثّر على المكبس
بقوّة للداخل؛ وذلك أنّ ضغطه سالبٌ (الشكل). مباشرة بعيد الانفجار العظيم وأثناء حقبة
التضخّم كانت كثافة الطاقة المظلمة كبيرة في الكون؛ وبالتالي كان الكون يتوسّع
بتسارع كبير.
يوسّع الله سبحانه وتعالى بناء السّماء،
فيتعاظم الفراغ في الكون، وتزداد الطاقة المظلمة.
فينتج عنه فرش ومهاد الأرضين (المادّة المظلمة التي تحضن جاذبيّا مجرّات
الكون). وبالتالي تتباعد المسافات بين
المجرّات.
ويدلل على الضغط
السالب غيابُ الفطور الذي أكدته الآية الكريمة: (أَفَلَمْ
يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا
لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) (ق 6). "وَمَا لَهَا مِنْ
فُرُوج " قَالَ مُجَاهِد يَعْنِي مِنْ شُقُوق وَقَالَ غَيْره فُتُوق وَقَالَ
غَيْره صُدُوع وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب كَقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى "
الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْق الرَّحْمَن مِنْ
تَفَاوُت فَارْجِعْ الْبَصَر هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور ثُمَّ اِرْجِعْ الْبَصَر
كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خَاسِئًا وَهُوَ حَسِير " أَيْ
كَلِيل عَنْ أَنْ يَرَى عَيْبًا أَوْ نَقْصًا (ابن كثير).
ومن
الآيات التي تؤكد أن السّماء بناء، مكون من سبع طرائق قوله تعالى:
- (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ
وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) ]
17 المؤمنون[ . والطّرائق هي الطّبقات بعضُها فوق بعض أو وراء بعض
([87]). ولمّا كان البناءُ خالياً من الفطور والشُّقوق
فإنّهُ لا بُدَّ بناءٌ قويٌّ متماسك.
- (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا) ] 15 نوح[.
أي واحدة فوق واحدة ( [88]).
وهذه
الطّبقات السّبعُ مسوّاة، ذكره تعالى في مواضع متعدِّدة :
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ
جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ] البقرة 29 [. إذْ كانت السماء دخاناً، ثمّ سَوَّاهُنَّ سبع
سماوات محكمات البناء مستويات السطوح تامات الخلق والتكوين، رفع بعضهنّ فوق بعض
بقدرته ([89]).
- (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا
تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى
مِنْ فُطُورٍ) ] الملك 3
[. أي طبقة بعد طبقة ....
([90]).
وفيه
أيضاً قوله تعالى:
- (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ
وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) ]
12 فصلت [ ([91]).
- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ
الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)
] 12 الطلاق [ ([92]).
وممّا
يؤكّد أنّهنّ سبع ذوات بناء متماسك الآية الكريمة :
- (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) ] 12 النبأ [. يريد سبع سماوات قويّة الخلق مُحكمة البناء، ولهذا
وصفها بالشِّدَّة ([93]).
ولعلّه
واضحٌ التّأكيد في أكثر من موضعٍ على كون السَمَاوَاتِ سبعاً مستويات
متماسكات. وممّا يؤكّد أنّهنّ بناء مزيّن
ومتماسك الآيات الكريمات:
- (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ
كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) ] ق 6 [ . وعليه السّماء
بناء متماسك من غيرما عمد أو صدوع أو شقوق أو فتوق أو تفاوت ([94]).
وقال مجاهد: يعني من شقوق وقالَ غيرُهُ فتوق.
- (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ
فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) ] الملك 3 [. السّماء ملساء مستوية ([95]).
-
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) ]
الذّاريات 7 [. أي السّماء ذات جمالٍ وحُسنٍ وبهاءٍ واستواء، وهو قول مجاهد
وعكرمة وسعيد بن جبير والسُّدِّي وقتادة ([96])
، وهي شديدة البناء متّسعة الأرجاء ([97]). وهناك بحث قيد الإعداد موضوعه حبك السماء بالأمواج الصّوتيّة (عمري).
-
(إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ
لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ
فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) ] الأعراف 40 [. إنَ أبواب السَماء لا تفتح لأرواح الكافرين ولا
لأعمالهم كما يؤكِّد الحديث الصحيح الذي يرويه البراء بن عازب ([98]).
-
(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ
يَعْرُجُونَ) ] 14 الحِجْر[. يُريدُ باباً من أبواب السّماء ينفذون من خلاله
إلى حيث يشاهدون عالم الملائكة والملكوت ([99]).
-
(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ) ]
11 القمر[ . وهو ماء
كثير من غير سحاب قال علي –رضي اللّه عنه- إِنَّه من المجرّة وهي
شرج السماء ([100]).
-
(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا* رَفَعَ
سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا)]
النازعات 27-28 [.
أزعُمُ
أنّ البناء السّماوي سبع قشرات كرويّة متّحدة المركز. يقول الفخر الرّازي إنَّ
كمال وتمام التسوية لبناء السّماء يقتضي أن يكون كرة ، لأنّه لو لم يكن كذلك لكان
فيه خطّاً وفيه زاوية ولما حصلت التّسوية التّامة ([101]). وأقول لعلّ الرّازي يقصد أنّ بناء السّماء قشرة
كروية، لأنّ الكرة مصمتة. وقوله سبحانه (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) : فقد أعلا
الخالق سبحانه وتعالى بناء السّقف السّماوي وجعلها رفيعة (بمعنى الرِّفعة) عالية
البناء واسعة بعيدة الفِنَاءِ ([102]).
والسّماء رحبة لدرجة الاستواء (فَسَوَّاهَا) : أي جعل سبحانه وتعالى السّماء
مستوية الخلق معدّلة الشّكل والأرجاء لا تفاوت فيها ولا اعوجاج، ولا فطور ولا شقوق
([103]).
والبناء هو الرّفع (الإيساعُ) كقوله تعالى
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) ] الذاريات 47 [.
- (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا
لَمُوسِعُونَ * وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا
فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) ] الذاريات 47-48 [.
لقد
أجمل الفخر الرّازي معظم آراء المفسِّرين في الآية فقال ([104]):
(وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) فيه وجوه . (أحدها) أنّه من السّعة ... فإنّ القبّة
الواسعة لا يقدر عليها البنَّاؤون لأنّهم يحتاجون إلى إقامة آلة يصحُ بها
استدارتها ويثبت بها تماسك أجزائها إلى أن يتّصل بعضها ببعض . (ثانيها): قوله:
(وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي لقادرون وفي هذا المعنى تدور الآيات الكريمة: (لا
تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا) ]
البقرة[233 ، (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ
وُسْعَهَا) ] البقرة 286 [ ، (لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) ]
152 الأنعام[ ، (لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) ] الأعراف 42 [، (وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) ] المؤمنون 62 [ ... ثالثها : (إِنَّا
لَمُوسِعُونَ) الرِزق على الخلق. وقال بعض المفسّرين : (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي بناءها فالجملة حاليّة أي:
بنيناها بتوسيعها ([105])
، وقيل خلقناها بقوّة وقدرة ونحن قادرون على أن نوسِّعها كما نريد ([106]). وقيل أي رفعناها بقوّة ([107]). (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) قيل : أي لقادرون على
الإيساع، كما أوسعنا بناءها ([108]).
إنّ المعارف
الفلكيّة المعاصرة تقول بتمدّد الكون اعتماداً على الإزاحة الحمراء (Red
Shift) الحاصلة للأطياف
النجمية الواصلة إلى الأرض ([109]).
ويقصد بالإزاحة الحمراء أنّ الطول الموجي المرصود أكبر من الطول الموجي المنبعث،
وهذا مؤشّر على تباعد المصدر الإشعاعي ([110]).
أمّا البناء السّماوي ،فيشكل جزءاً كبيراً من المادة المظلمة الباردة،
وكذلك الأرضين السّبع، فهي ضروريّة لتماسك واجتماع النّجوم داخل المجرّة الواحدة،
وضروريّة لاجتماع المجرّات ضمن العنقود المجرِّي (Cluster): (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا
بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ
الْمَاهِدُونَ). ففي كلّ لحظة يتمّ فرش الأرض (الأرضين السّبع : الحاضن الجاذبي للمجرّات)
ومهادها ، مما يسفر عن التباعد المستمرّ بين المجرّات. وعلى الرّغم من الحاجة الماسّة لبناء السّماء
المظلم ولمادة الأرضين السّبع، والبحث الحثيث عن أشكال المادّة المعتمة، إلاَّ أن
علماء الفلك لم يهتدوا لوجود بناء السّماء بعد، فضلاً عن أن يقولوا بتمدّده ([111]). هذا ولن تتمّ الرؤية البصرية للبناء السّماوي
الطبقي والمسوى والمصقول بدليل قوله سبحانه : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ
الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ *
ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا
وَهُوَ حَسِيرٌ) [ سورة الملك 3-4]. إنّ غياب التفاوت والفطور وتمام التسوية
جعلت من بناء السّماء جرماً هائلاً ضخماً، أملساً، مصقولاً ([112])
، ومتجانساً (Homogeneous)، ومتماثل المناحي الاتّجاهيّة (Isotropic).
وبالتالي
فلعلّ مادة السماء في حقبة التمايز ( شكل) هي
مصدر إشعاع الخلفيّة الكوني الميكرويّ (Cosmic Microwave Background Radiation) (شكل) الذي يمتلك في جميع
المناحي والاتّجاهات درجة الحرارة (Mather et al. 1999, ApJ, 512, 511) ( شكل):
تمثّل الألوان
التغاير الطّفيف في درجة حرارة إشعاع الخلفيّة (شكل): المناطق
الحمراء أسخن، بينما الزرقاء أبرد بمقدار 0.0002 درجة (http://www.nasa.gov/topics/universe/features/wmap_five.html).
يعكس تردّد إشعاع الخلفيّة انخفاض
درجة حرارة بناء السّماء، وبالتالي يشير إلى انعدام إمكانيّة الرؤية البصريّة للبناء ([113]). وممّا يؤكّد حالة الاتّزان الحراري للسّماء
ارتفاع درجة حرارة السّماء عند بداية خلقها: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصّلت آية 11
].
لعلّك
تقول إنّ السّعة الواردة في الآية الكريمة هي بمعنى الوسع والقدرة . ولعلّي حاولت
جاهداً أن أخالف القائلين بأنّ الآية تشير إلى توسّع السّماء؛ محتجّاً بأنّ
السّماء بناء وسقف مرفوع ومسوّى. فلعلّك تقول إنّ البناء السّماوي قد اكتمل خلقاً
ورفعاً وتسويةً (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا
فَسَوَّاهَا) [سورة النّازعات 27-28] ؛ كما أنّ الأرض قد اكتملت خلقاً وفرشاً ومهاداً (وَالأرْضَ
فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) . وكذلك فإنّ اللفظتين من الآية
(بَنَيْنَاهَا) و (فَرَشْنَاهَا) بصيغة الماضي.
كما
أنَّ كلَّ الأفعال الرّبانيّة وصيغ الرّفع والبناء الواردة في شأن السّماء تأتي
بصيغة الماضي. ومن هذا القبيل قوله تعالى:
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ...) [سورة البقرة
آية رقم 22]. وقوله سبحانه
(وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) [سورة الطور آية رقم 5]. وكذلك الآية (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ)
[الرحمن آية 7] . والآيات :
(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) [سورة النّازعات 27-32] كلّها أفعال بالماضي؛ بما فيها رفع سمك البناء السّماوي . فلقد
حصلت التّسوية مباشرة عقب رفع السّمك، ممّا قد يُظنّ أنّه يشير إلى توقّف الرّفع
وينفي التّوسّع الحالي عن بناء السّماء وعن فرش ومهاد الأرض (الأرضين السّبع).
وكذلك فإنّنا نرى الليل والشّمس (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)، كما
نشاهد الماء والمرعى (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا)، وكذلك الجبال
(وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) . والآيات الكريمات : (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا
شِدَادًا) [النّبأ آية 12]
. (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ
غَافِلِينَ) [المؤمنون آية 17].
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ
أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ
تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصّلت آية 12] . (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
طِبَاقًا) [نوح آية 15] . (وَجَعَلْنَا
السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء آية 32 ]. (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ
وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا …) [فصلت آية 12]
. (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا
وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ق آية 6 ]. (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) [الغاشية آية 18] . فكلّها أفعال بالماضي .
هذا
ولعلّك تقول إنّ السّماء سوف تمور وتتحرّك تحريكاً وتضطرب وتتردّد وتموج وتتدافع
وتسيل يوم القيامة (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا) [الطّور آية 9] ([114])؛
ممّا قد يجعلنا نتصوّر أنّها الآن ثابتة لا متحرّكة ولا متوسّعة. ونظير عدم المور
لبناء السّماء نلمسه بشأن الأرض في قوله تعالى : (أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ
أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) [الملك آية 16]. وجدير
بالملاحظة أنّ الآيات الّتي سبقت قوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ
وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذّاريات آية 47]هي بيان لعظمة الخالق وقدرته حين أخذ المكذّبين من قوم لوط وفرعون
وجنوده وقوم عاد وثمود ونوح. ثمّ تأتي
الآية (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ). وبالتالي لعلَّ قوله سبحانه (وَإِنَّا
لَمُوسِعُونَ) من قبيل قوله سبحانه (فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ)؛ فالرّبّ يمجّد نفسه
في كلتيهما. كما أنَّ الخالق سبحانه
وتعالى يبيِّنٌ قدرته وسعته والّتي تتجلّى في خلق السّماء وتوسعته لها. هذا وقد جاء في البحر المحيط (وَإِنَّا
لَمُوسِعُونَ) أي بناءها فالجملة حاليّة أي بنيناها موسعوها كقوله جاء زيد وإنّه
لمسرع أي مسرعاً ([115]). لقد أكّدت الأحاديث الصّحيحة أنّ المسير ثابت
بين السّماء والأرض، فهو نصف يوم (خمسمائة سنة): (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى
مِثْلِ جُمْجُمَةٍ أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ وَهِيَ مَسِيرَةُ
خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ لَبَلَغَتِ الأرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ وَلَوْ أَنَّهَا
أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا أَوْ قَعْرَهَا ([116]).
ولقد
سردت كلّ هذا لأحيطك عزيزي القارئ بمدى الصّراع الّذي انتابني في محاولتي الترجيح
بخصوص ما إذا كانت هذه الآية تشير إلى توسّع البناء السّماوي.
لقد
سبق بيان أنَّ كلَّ الأفعال الرّبانيّة وصيغ الرّفع والبناء الواردة في شأن
السّماء تأتي بصيغة الماضي. إلاَّ أنّ صيغة الفعل الماضي لا تعني بالضرورة حدوث
الفعل وانتهائه، بل قد تفيد المستقبل أحياناً، كما في قوله تعالى : (وَجَاءَ
رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) [ الفجر آية 22]. ومن منظور آخر، فإنّ الآية (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا
بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) فيها استمرارية، وبالتالي فالخالق سبحانه قادر
وذو سعة يرزق خلقه في كل حين، كما أنّه يوسع بناء السّماء في كلّ لحظة. وإنّ قوله سبحانه: (وَالأرْضَ
فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) هو دليل قاطع على استمراريّة فرش الأرض
(الأرضين السّبع) ومهادها. ويظهر ذلك من خلال
الإزاحة الحمراء التي تقضي باستمراريّة فرش ومهاد الأرض (الحاضن الجاذبي للمجرّات)
حاملة معها المجرّات التي تتباعد عن بعضها البعض بسبب فرش ومهاد الأرض. هذا وقد دلّ ظاهر الآية على أنّ السماء واسعة عندما خلقها الله عزّ وجلّ،
ولا مانع من أنّ التوسّع فيها دائم مستمر حتى فناء الكون يوم القيامة، وإبداله
بكون آخر (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرْضُ غَيْرَ الأرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا
لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [ إبراهيم آية 48 ]. علماً أنّ تصور سعة السّماء من الوضوح والجلاء ومعروفة
بالضرورة لكلّ إنسان مبصر، فإنّ معنى الاستمرارية في التوسعة يتبادر إلى الذهن من
الآية نفسها، وليس في الآية ثمة دليل على حصر التوسعة على وصف البناء عند خلقه،
لأنّ قوله تعالى (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) مطلق غير مقيد بزمن أو حال أو صفة. ويؤكّد ذلك قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [
الحِجْر آية 9 ]. فالحفظ قطعاً صفة ملازمة للذكر المنزّل ،
المحفوظ استمراراً على مدى الزمان والمكان ، وهذا الحفظ متعيّن محسوس مشاهد . ويدلّ على ذلك قوله تعالى : (وَأَنزَلْنَا مِنْ
السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ
بِهِ لَقَادِرُونَ) [ المؤمنون آية 18
]. فصفة القدرة ثابتة مستقرة مستمرة، ولا
يمكن تقييدها بزمن الإنـزال فحسب، و إلا اختلّ معنى القدرة. ويدلّ على ذلك أيضاً قوله تعالى : (فَمَنْ
يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا
لَهُ كَاتِبُونَ) [الأنبياء 94]
. فالكتابة حاصلة لكلّ مكلّف، ولا يمكن تقييدها بزمن معيّن . بل هي تمتدّ إلى ما
بعد الوفاة بسبب الصّدقة الجارية أو العلم النافع أو الولد الصالح، كما وتمتد إلى
يوم القيامة بفعل السّنّة الحسنة. وكما هو معلومٌ، فإنّ صيغة اسم الفاعل الواردة (لَحَافِظُونَ، لَقَادِرُونَ،
كَاتِبُونَ، وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ، الْمَاهِدُونَ) تدلُّ على الاستمرارية
والانعتاق من الزّمن. وعلى سبيل المقابلة، ففي
القرآن الكريم آيات دلت على تقييد الفعل بزمن ووصف معيّنين . ومن ذلك قوله تعالى
(وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ
غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا
وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا
فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ
لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ * وَلِسُلَيْمَانَ
الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا
بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ * وَمِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً
دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) [الأنبياء 78-82] . هذا وإنّ قصر الآية على معنى واحد هو تحجيم لمعاني القرآن
وإخلال بإعجازه وبآياته الباهرة التي يجلّيها سبحانه لخلقه وعلى مرّ الزّمن . وإنّ
كلّ معنى يتجلّى في ضوء تطوّر العلوم الثابتة مقبول أيضاً. ولا بدّ من التّنويه في
هذا المقام إلى أنّ بعض المفسّرين المعاصرين مثل سعيد حوى قد أشاروا إلى تمدّد
الكون في معرض تفسيرهم للآية الكريمة، يقول المؤلف رحمه الله (وَإِنَّا
لَمُوسِعُونَ) هذه السماء باطّراد ، فهي دائماً في توسع أو قد جعلناها واسعة ([117]). وقد جاء في المنتخب (المنتخب في تفسير
القرآن الكريم تأليف لجنة القرآن والسّنّة ( القاهرة )) بأنّ الآية (وإنّا
لموسعون): "تشير إلى تلك السعة المذهلة التي عليها الكون منذ خلقه. كما أنّها
تشير إلى أنّ التوسعة مستمرة على الزمن". وكما سبق ذكره آنفاً، فإنّ من
السّابقين كذلك من أشار إلى نفس الأمر ([118]).
وإنّ
قوله تعالى: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا) [الطّور آية 9] يدلّ على أنّ السماء يوم القيامة تدور وتعكس اتّجاه
حركتها؛ كما يشير المعنى اللّغوي للكلمة (مَوْرًا) ([119]). وبما أنّ السّماء ستطوى يوم القيامة ويقبضها
الجبّار بيمينه، لذا فهي في توسّع دائم إلى يوم القيامة.
وإنّ
قيمة Ω ؛ نسبة كثافة المادّة الكونيّة إلى الكثافة الحرجة؛ هي التي تحدّد
ما إذا كان الكون سيستمرّ في تمدّده أم أنّه سيعاود الانكماش على نفسه (شكل). إذا كانت W = 1 ؛ كثافة المادّة الكونيّة تساوي الكثافة الحرجة؛ فإنّ الكون سيسحق
ويعاود الانكماش على نفسه. النتائج
الحاليّة تقترح أنّ W تساوي أو أقل من
واحد. وبالتالي فإنّ الكون سيستمرّ في
تمدّده إلى أن تتدخّل القدرة الإلهيّة : (وَمَا قَدَرُوا
اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا
يُشْرِكُونَ) ]الزمر
آية67 [.
هذا
وإنّ قوله سبحانه (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا
فَسَوَّاهَا) [النّازعات 27-28] ليؤكّد أنّ التسوية نتيجة لرفع السمك، كما ويؤكّد أنّ رفع السّمك
والتسوية يحصلان بعد البناء. لذا فإنّ هذه
الآية تشير إلى عدم توقّف الرّفع والتّسوية، ونظيره قوله تعالى (خلقك فسوّاك
فعَدَلَك)، فإِنَّ نماء الإنسان مستمرّ مع أنّ الخالق سبحانه وتعالى قد سوّاه
وأحسن خلقه وهو جنين في رحم أمّه. لذا فإنّ
التوسّع يبقى من مدلولات النّص القويّة وتؤيّده اللّغة العربيّة.
وأؤكّد ثانية: جاء في البحر المحيط (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي
بناءها فالجملة حاليّة أي بنيناها موسعوها كقوله جاء زيد وإنّه لمسرع أي مسرعاً ([120]). وأمّا
قوله سبحانه: (وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ). ففي كلّ لحظة يتمّ فرش الأرض (الأرضين السّبع :
الحاضن الجاذبي للمجرّات) ومهادها ، مما يسفر عن التباعد المستمرّ بين المجرّات. وإنّ توسّع بناء السّماء الدائم، وفرش الأرض
ومهادها المستمرّ يجعلان المسير ثابت فيما
بين السّماء والأرض؛ بفعل طاقة الضغط السّالب (Negative
pressure). مصداقاً للحديث الشريف: (لَوْ
أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ جُمْجُمَةٍ أُرْسِلَتْ مِنَ
السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ لَبَلَغَتِ
الأرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ
لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ
أَصْلَهَا أَوْ قَعْرَهَا ([121]).
وعوداً
إلى الآيات الكريمة: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ
لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)
[فصّلت آية 11 ] ، الظاهر أنّ المادة
التي خلقت منها السماء كانت دخاناً … وفيه أيضاً أنّه خلق السماوات من أجزاء مظلمة ([122]).
لقد كانت درجة حرارة السّماء مرتفعة وهي في الحالة الدّخانيّة . ثمّ بردت مع رفع
السّمك (التّوسّع) بدليل (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا
فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) [النّازعات الآيات 27-29] . وتجدر الملاحظة أنّ الحالة البلوريّة هي الحالة
الطبيعيّة لغالبيّة المواد الصلبة نظراً لأنّ طاقة التركيب المنتظم تكون أقلّ من
الطاقة عند توزيع الذّرات بشكل غير منسّق.
هذا ويتحوّل كثير من المواد عادة إلى الحالة البلّوريّة عند تعرّضها
لعمليّة التليين (annealing)، وهي عمليّة تسخين ثمّ تبريد بطيء منتظم، وتؤدّي هذه
العمليّة كذلك إلى تحسين البناء البلّوري وتقليل العيوب فيه ([123]).
وهذا ما قد يحدث للبناء السّماوي إذا كانت مادّته المظلمة مادّة عاديّة باريونيّة
(Baryonic). فإنّ مزيد الرّفع لبناء
السّماء هو مزيد تسوية (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) [النّازعات آية 28]؛ حيث يتعرّض البناء للتّسخين من قبل المجرّات
وللتّبريد البطيء المنتظم والمستمرّ نتيجة للتّمدّد، ممّا يؤدّي إلى مزيدٍ من تحسين
التّركيب البلّوري لبناء السّماء. وممّا يشير إلى هذا الرّباط الوثيق بين النّجوم
والسّماء الحديث الشّريف : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ
كُلُّهُمْ عَنْ حُسَيْنٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
الْجُعْفِيُّ عَنْ مُجَمَّعِ بْنِ يَحْيَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ
مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ مَا زِلْتُمْ
هَاهُنَا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ
قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ أَحْسَنْتُمْ أَوْ
أَصَبْتُمْ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا
يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ
فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ
لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي
أَمَنَةٌ لأَمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ
([124]).
الأمَنَةُ والأمن والأمان بمعنى واحد.
ومعنى الحديث أنّه ما دامت النجوم باقية فالسّماء باقية. فَإِذَا انكدرت
النّجوم وتناثرت في القيامة وهنت السّماء فانفطرت وانشقت وذهبت. ويؤكّد هذا الآية
الكريمة (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ
سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصّلت آية 12]. فإنّ الآية تصرّح أنّ نجوم السّماء ومجرّاتها زينة
للسَّمَاءَ وَحِفْظًا من الفطور، أمّا الّذي يحفظ من استراق السّمع فهو
الشّهاب (مادة النجم) لا النّجم نفسه (فأتبعه شهاب ثاقب) [الصًافات آية 10]. هذا وتعكس
الأرصاد الفلكيّة تلازما بين المادّتين المضيئة والمعتمة . ولم يتحدّد بعد فيزيائيّاً ما إذا كان هذا
التلازم حقيقيّا، أم أنّه مجرّد انعكاس لكون المادّة المضيئة هي الدّليل على تواجد
المادّة المظلمة، ممّا يؤكّد الإعجاز والسّبق العلمي للحديث الشّريف : (النُّجُومُ
أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ
وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ
وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأَمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا
يُوعَدُونَ). وعوداً للآية (رَفَعَ
سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) [النّازعات آية 28-29]، فإنّ التّفسير الفلكي
لظلمة الليل (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) هو التّمدّد الذي ينتج عنه تبرّد الكون
ومجانبته لحالة الاتّزان الحراري الثيرموديناميكي ([125])،
وهذا التّفسير ينسجم مع الآية الكريمة.
ولو
أخذنا بالحسبان انخفاض درجة حرارة البناء (قرابة 3K ) أيقنا أنّ البناء السّماوي قد يكون فائق التّوصيل (superconductor)؛ إذا كانت مادّته المظلمة مادّة عاديّة. وهنا تكون الرّتابة على
أعلى مستوياتها ، وتكاد تنعدم العشوائيّة (entropy or
randomness).
والدّليل قوله سبحانه : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي
خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعْ
الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ) [
الملك 3-4]. إنّ معظم العناصر والمواد القابلة للتواجد في حالة فائق
التّوصيل تصبح كذلك عند درجة حرارة متدنّية :
T < Tc < 24K ([126]). وهذا يتوافق مع
افتراض أنّ مادة بناء السّماء هي مصدر إشعاع الخلفيّة المتجانس والمتماثل
إتّجاهيّا عند درجة الحرارة 3K. وجدير بالملاحظة أنّ
متوسّط قيمة المجال المغناطيسي لمجرّة الدّرب اللّبني في محيطنا القريب هو قرابة 2-3 mG ([127])،
وهذه القيمة صغيرة مقارنة مع المجال الحرج Hc لكلّ فائقات التّوصيل المدروسة، فالمادة تصبح
عاديّة وتتخلّى عن فائقيّة التوصيل عندما يصبح المجال مساوياً لقيمة المجال الحرج
أو أكبر منها ([128]). وممّا قد يميّز فائقات التّوصيل أنّ إسهام
الإلكترونات (electronic
contribution ) في
السعة الحراريّة ذو اعتماد أسّي (exponential form) على دالّة تتناسب مع
سالب معكوس T . وهذا مؤشّرٌ على انتقال
الإلكترونات عبر فجوة طاقيّة (energy gap Eg ). تتناقص طاقة الفجوة هذه بشكل مستمر لتصبح صفراً
عندما ترتفع درجة الحرارة لتصبح مساوية للدرجة الحرجة Tc . إنّ وجود هذه الفجوة (> 0 Eg) يجعل الفوتونات الّتي طاقتها أقل من Eg تنعكس ولا يمتص فائق
التوصيل شيئاً منها ([129]). لعلّ هذا بعضٌ من مدلول قوله تعالى (والسّماء
ذات الرّجع) ، على اعتبار أنّ السّماء هنا هي البناء. لذا فهي ترجع إشعاع الخلفيّة الكوني ولا تمتصّ
منه شيئاً.
هذا
وإنّ الصيغة الخطّيّة v=Hr لقانون هابل ( Hubble’s Law) تبيّن
أنّ السرعة v لابتعاد المجرّات عنّا تتناسب خطيّاً مع بعدها r عن
مجرّتنا. لنفرض أنّ مجرّتين بجوار البناء
السّماوي والبعد بينهما r ، ولنفرض أنّ المجرّتين تسيران قطريّاً مع توسّع
السّماء ومهاد الأرض بالسرعة dR/dt ، حيث R يساوي تقريباً نصف
قطر الكرة السّماويّة (يساوي نصف قطر الأرض العليا القريبة من البناء السّماوي
الأوّل). نستطيع كتابة البعد بين
المجرّتين على الصيغة
حيث
q هي الزّاوية الّتي تغطيها المسافة r بين المجرّتين عند مركز
الكرة السّماويّة أو الكونيّة. عند أخذ
المشتقّة الأولى لهذه العلاقة بالنسبة للزمن ، على افتراض أنّ الزاوية q ثابتة ، ينتج
وبقسمة
هاتين العلاقتين نحصل على قانون هابل
حيث
ثابت هابل هو
هذا
وإنّ جميع مواقع المجرّات القريبة من البناء السّماوي الكرويّ تكون متكافئة .
ولعلّ البناء السّماوي الموسّع (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) وكذلك الأرضين السّبع
الممهّدة (وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) هما من قبيل المادّة
المظلمة الباردة ]
Cold Dark Matter (CDM) [ اللازمة لانجذاب وتجمّع
النجوم داخل المجرّة الواحدة، واجتماع المجرّات داخل العناقيد المجريّة ([130]).
إنّ
هذا يشير إلى توسّع بناء السّماء وفرش الأرضين ومهادها حاملة بقوّة جذبها
المجرّات، وبالتالي فهو يفسّر ثبات المسير بين السّماء والأرض كما جاء في الحديث
الصّحيح: (لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ
الْجُمْجُمَةِ أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ هِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ
مِائَةِ سَنَةٍ لَبَلَغَتِ الأرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ) ([131]). وبالتالي فإنّ بناء السّماء وبناء الأرضين
السّبع هما المادّة الباردة غير المضيئة ، وبالتالي لعلّ المجرّات الّتي ليس لها
مادّة معتمة باردة ] [ CDM، أو تلك الّتي لا تحقّق سرعة ابتعادها العلاقة الخطّيّة لقانون
هابل أن تكون بعيدة عن البناء السّماوي ، وبالتالي ربّما يتهاوى بعضها في نواة
الكون ([132]). ويدعم هذا أنّ بعض المشاهدات لتلسكوب هابل
الفضائي قد أبدت مجرّات متمزّقة في أماكن بعيدة تزدحم فيها المجرّات ([133]). ويؤكّد هذا الفهم أنّ من بعض الانقلابات الكونيّة
الّتي ستحصل يوم القيامة، انكدار النّجوم، وسقوطها في جهنّم عندما تقبض الأرضين:
(وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ). ويؤكّد هذا أنّ النجوم داخل
المجرّة محمولة من قبل جذب المادّة المظلمة، أكثر من كونها مجذوبة إلى نواة
المجرّة. هذا، وإنّ البناء السّماوي سوف
يتفطّر وينشق ويمور ثمّ يطوى يوم القيامة: (وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ) ([134]). وأمّا الأرضون فسوف يقبضها الجبّار سبحانه
وتعالى يوم القيامة: (وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)،
وبالتالي يرفع الحاضن الجاذبي للنجوم والمجرّات.
وهذا يؤكّد أنّ النّجوم حاليّاً أَمَنَةٌ لبناء السّماء. فإنّ انفصال جميع المجرّات عن بناء السّماء
يحرمه التّليين، ويجعله عرضة للتشقّق والتّفطّر.
ففي يوم القيامة يؤتى بجهنّم (وجيء يومئذ بجهنّم) ] الفجر 23 [ فتبتلع
المجرّات والنّجوم، ويذوب البناء السّماوي من شدّة حرِّها (يوم تكون السَّماء
كالمهل) ] المعارج 8 [ . لذا لعلّ عدم التجانس أو التماثل المناحي
لإشعاع الخلفيّة ، أن يكون نذير خراب، ودمار للكون.
سنتعامل مع بناء السّماء على أنّه مرآةٌ كرويّة متوسّعة، ممّا يؤدّي
إلى انخفاض درجة حرارة الكون. إنّ أهمّ ما
يميّز هذا النّموذج أمران: ثبات عدد الفوتونات (Photons)، وأنّ التناقص في طاقة الإشعاع الكوني يساوي
الشّغل المبذول (Work) في
توسّع الكون. عند توسُّع الكون مع ثبات
الاعتلاج (Entropy)، تكون
العلاقة عكسيّة بين درجة حرارة الإشعاع الكونيT ونصف القطر R للبناء السّماوي الكرويّ؛ RT=constant.
وبالتالي فإنّ العدد الكلّي، N،
للفوتونات الموجودة في الكون يكون ثابتاً ([135]):
هذا ويمكننا المقارنة بين نصف قطر الكون في حالتين: الأولى Rd لحظة حصول التمايز بين
الإشعاع والمادّة عند درجة الحرارة 3000 كلفن، ونصف القطر الثاني R3 عندما أصبحت درجة حرارة الإشعاع ثلاثة
كلفن. نستطيع تحديد حقبة التمايز (Epoch of decoupling) بين المادّة والإشعاع على النّحو ([136]):
يلاحظُ أنّ قطر الكون قد تضاعف حوالي ألف مرّةٍ بعد التّمايز. وبما أنّ الإزاحة الحمراء ترصد لغالبيّة
المجرّات، فإنّ توسّع الكون لم يتوقّف.
إنّ العلاقة بين كثافة المادّة rd عند حصول التمايز، وقيمتها r3 عندما
أصبحت درجة حرارة الإشعاع ثلاثة كلفن هي
إنّ قيمة الكثافة عند حصول التّمايز أكبر بحوالي مليار مرّة من
القيمة المرصودة لمتوسّط الكثافة داخل مجرّتنا؛ والّتي تقدّر بحوالي
ولو افترضنا أنّ الكون قد توسّع بسرعة ثابتة، فإنّنا نستطيع أن نقارن
بين عمر الكون في الحالتين: td
= t3 /1000. لو
فرضنا أنّ td حوالي 0.7 مليون
سنة، فإنّ R3 يكون
حوالي 700 مليون سنة.
وبهذا يكون توسّع البناء السّماوي قد توقّف عندما كان عمر الكون حوالي 700 مليون
سنة. وبما أنّ الإزاحة الحمراء مؤشّرٌ على
استمراريّة توسّع بناء السّماء، في حين أنّ درجة حرارة إشعاع الخلفيّة الكوني لا
تزال
1) الكرة الأرضيّة: (الَّذِي جَعَلَ
لَكُمْ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا) سورة طه آية 53
. بدليل قوله سبحانه: (وَسَلَكَ لَكُمْ
فِيهَا سُبُلًا).
2) اليابسة من الكرة الأرضيّة : (أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ
مُخْضَرَّةً) سورة الحج آية 63 .
3) الجنّة: (وقالوا الحمد للّه الّذي
صدقنا وعدهُ وأورثنا الأرض نتبوّأُ من الجنّة) (الزّمر 74).
(وأورثنا الأرض) أي أرض الجنّة ([138]).
4) القطعة من الأرض: (إِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْأَرْضِ) ([139]).
5) جهة
السّفل في مقابل السّماء بمعنى العلوّ.
- (هُوَ
الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى
السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
[البقرة 29].
6)
الجزء السّفلي من أي بناء.
7) الجزء السّفلي من الكون: (هُوَ الَّذِي
خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) [البقرة 29].
8) الأرضون السّبع
(هُوَ
الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى
السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) [البقرة 29].
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ
مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر 67].
(أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات
والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30].
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) سورة الحديد آية رقم 4 .
(وهو الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة
أيّام) [هود 7].
(هو الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة
أيّام) [الحديد 4].
(إنّ
ربّكم اللّه الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة أيّام) [الأعراف 54].
(إنّ
ربّكم اللّه الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة أيّام) [يونس 3].
(الّذي
خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام) [الفرقان 59].
(اللّه الّذي خلق السّموات والأرض
وما بينهما في ستّة أيّام) [السجدة 4].
(ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في
ستّة أيّام) [ق 38].
(وما بينهما) آنذاك من إشعاع
والدّقائق الأوليّة للمادّة: إلكترونات، وبروتونات، ونيوترونات.
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ
مِثْلَهُنَّ) [الطلاق
12].
وأورد القرطبي في تفسيره الجامع: أي وخلق من الأرض مثلهنّ (إيجاز حذف: أي
وخلق سبعاً من الأرض) ([140]). قول الجمهور : إنّها سبع أرضين طباقا بعضها فوق
بعض، بين كل أرض وأرض مسافة كما بين السّماء والسّماء ([141]).
•البخاري: (من
أخذ من الأرض شيئاً بغير حقِّه خُسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين)
([142]).
• الشّيخان (مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ
مِنْ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) ([143]).
• (مَنْ
أَخَذَ
شَيْئًا مِنْ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ) ([144]).
•مسند أحمد ( مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا خُسِفَ بِهِ
إِلَى سَبْعِ
أَرَضِينَ)
([145]).
• الصّحيحين ( مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا
طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) ([146]).
•وعَنْه ( مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ)
([147]).
•وعَنْه
( مَنْ ظَلَمَ مِنْ
الْأَرْضِ شِبْرًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ)
([148]).
•وعَنْه
(وَمَنْ سَرَقَ مِنْ
الْأَرْضِ شِبْرًا طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ
سَبْعِ أَرَضِينَ) ([149]).
•
(
أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ اللَّهِ
يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ذِرَاعٌ مِنْ أَرْضٍ يَكُونُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ أَوْ بَيْنَ الشَّرِيكَيْنِ لِلدَّارِ فَيَقْتَسِمَانِ فَيَسْرِقُ
أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا مِنْ أَرْضٍ
فَيُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ) ([150]).
وقبل أن ينبري الباحث لدراسة الآيات الكونيّة، لا
بدّ له من التمييز بين معاني الأرض.
بدأت الأرضون
السّبع قبضاً، ثمّ فتقها الخالق سبحانه
وتعالى سبعاً، هذا وستعود يوم القيامة إلى حالة القبض. وهناك أحاديث يردُ فيها ذكر الأرضين بصيغة
الجمع. وهذه تبيّنُ تغيّر حالة الأرضين بين القبض يوم القيامة والبسط الآن:
(قالَ ابنُ عبَّاسٍ
أتَدري ما سَعةُ جهنَّمَ ؟ قلتُ : لا ، قالَ : أجَل واللَّهِ ما تدري أنَّ بينَ شَحمةِ
أُذنِ أحدِهِم وبينَ عاتقِهِ مَسيرةَ سبعينَ خَريفًا تَجري فيها أوْديةُ القَيحِ والدَّمِ
قلتُ أنهارًا قالَ لا بلْ أوْديةً ثمَّ قالَ أتدرونَ ما سَعةُ جهنَّمَ قلتُ لا قالَ
أجَل واللَّهِ ما تَدري حدَّثتني عائشةُ أنَّها سألَت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ
عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ عن قولِهِ وَالْأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ فأينَ النَّاسُ يومئذٍ يا رسولَ اللَّهِ
قالَ هم علَى جِسرِ جهنَّمَ) ([151])
عن
عبيدالله بن مقْسم أنّه نظر إلى عبدالله بن عمر كيف يحْكِي رسولَ الله –
صلّى الله عليه وسلم – قال: (يأخذُ الله عزّ وجلّ سمواته وأرضيه بيديْه فيقولُ:
أنا الله – ويقبضُ أصابعهُ ويبسُطها- أنا الملكُ) حتى نظرتُ إلى المنبر يتحرّكُ من
أسفل شيءٍ منه حتى إنّي لأقولُ: أساقطٌ هو برسول الله – صلّى الله عليه وسلم –؟ ([152]).
ورد
في شرح صحيح مسلم للإمام النّووي مختصراً لكلام المازري ([153]): "المراد بقوله يقبض أصابعه ويبسطها النّبيُّ - صلّى الله عليه
وسلم -، ولهذا قال أنَّ ابن مقْسم نظر إلى عبدالله بن عمر كيف يحْكِي رسولَ الله -
صلّى الله عليه وسلم- ... قال القاضي: وفي
هذا الحديث ألفاظ يقبض ويأخذ، كلّه بمعنى الجمع لأنَّ السّموات مبسوطة والأرضين
مدحوّة وممدودة .. قال: وقبض النَّبيِّ -
صلّى الله عليه وسلم- أصابعه وبسطها تمثيل لقبض هذه المخلوقات وجمعها (في الآخرة)
بعد بسطها، وحكاية للمبسوط (في الدّنيا) المقبوض (في الآخرة) وهو السّموات
والأرضون، لا إشارة إلى القبض والبسط الّذي هو صفة القابض والباسط سبحانه
وتعالى".
جاء
حبرٌ من الأحبار إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – فقال يا محمّد إنّا نجدُ
أنّ الله يجعلُ السّموات على إصبعٍ والأرضين على إصبعٍ والشّجر على إصبع والماءَ
والثّرى على إصبعٍ وسائر الخلق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النّبيُّ – صلّى
الله عليه وسلم – حتى بدت نواجذهُ تصديقاً لقول الحبر ثمّ قرأ رسولُ الله – صلّى
الله عليه وسلم – (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر 67]. وقد خُرّجَ الحديث في
عددٍ من مصادر السُّنّة ([154]). يؤكّدُ الحديثُ أنّ الأرضين غير الثّرى؛ حيث
أنّ الثرى هو التراب. والظاهر أنّ العبارة (تصديقا لقول الحبر) هي من كلام الرّاوي. والدليل هو أنّ الآية التي قرأها الرسول: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) كانت ردّا على قول الحبر، وتبيّن صورة مختلفة ، وأكّدت أنّ
اليهود لم يقدروا اللّه حقّ قدره، وهي تنزّه اللّه عن شرك اليهود (ملحق).
تبيّن الآية
الكريمة (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [الزمر 67] أنّ حال الأرضين
يوم القيامة هو القبض والطّيُّ، والمراد بالأرض الأرضون السّبع ([155]). وأنَّ حالة القبض هذه لا تعود إلا يوم
القيامة. أمّا حالهنّ في الدّنيا ففتق
وبسط ([156])؛ بعد أن كانتا رتقاً عند بداية الخلق (أولم
ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتْقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30].
وتؤكّد الآيات
والأحاديث أنَّ حالة الأرضين قبضٌ في بداية الخلق، وأمّا
الآن فهنَّ بسط وفتق:
- (هُوَ
الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى
السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) [البقرة 29]. في اللّحظة الّتي تلت الانفجار
بدأ أيضاً خلقُ الأرض (الأرض بمعنى جهة السُّفل؛ أو الأرضين السّبع) ([157]). ويراد بجهة السّفل الاتّجاه نحو مركز الكون، ويُقصدُ بجهة
العلوّ الاتّجاه نحو السّماء ([158]). فإنّ كلمة (جَمِيعًا) في الآية قد تُعتبر حالاً من
الأرض. ويدلُّ على ذلك قوله جلّ وعلا:
(أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30]. (رتقاً) أي كان الجميع متّصلاً بعضه ببعض
متلاصقاً متراكماً بعضُه فوق بعضٍ في ابتداء الأمر ([159]).
إنّ السماوات
والأرض كانتا رتقاً في بداية خلقهما، ثمّ فتقت السّماء الدّخانيّة في مستويات
مختلفة للطاقة، لتُشكّلَ أصلاً لخلق طبقات البناء السّماوي ([160])، كما أنّ الأرض فتقت
سبعاً ([161]). إذن ليس هنالك ما يمنع أن تكون كلمة (جَمِيعًا)
حالاً من الأرض، أو حالاً من (ما) ، بل هي كذلك. وعندها يكون الخلق الّذي تتحدّث عنه الآيةُ: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ
مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) هو خلقُ الله - سبحانه وتعالى- وإيجاده
للأرض أو
للمادّة الأوّليّة في الأرض (بمعنى جهة السُّفل؛ أي الأرضين السّبع
وما كان فيها)
عندما كانت الأرضُ رتقاً، وهذه المادّةُ ضروريّة لمراحل الخلق الّتي جاءت
متأخّرة. ويؤكّده الزّمخشري في تفسيره
الكشّاف: "فإن قلت: هل لقول من زعم أنّ المعنى خلق لكم الأرض وما فيها وجه
صحّة؟ قلت: إن أراد بالأرض الجهات السّفليّة دون الغبراء (الكرة
الأرضيّة) كما تذكر السّماء وتراد الجهات العلويّة جاز ذلك، فإنّ الغبراء وما فيها
واقعة في الجهات السّفليّة ([162])". وهو عين ما قاله كثيرٌ من أئمّة التّفسير:
النيسابوري، والعمادي والبيضاوي ([163]).
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي
الْأَرْضِ جَمِيعًا) [البقرة 29]. تشير الآية إلى أنّ حال الأرضين عند بداية
خلقهنّ هو القبض والرّتق في جهة السّفل.
وهو ما تشير إليه الآية: (أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا
رتقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30]. أي كان الجميع متّصلاً
بعضه ببعض في ابتداء الأمر، ثمَّ فتقت السّماوات سبعاً، كما فتقت
الأرضُ سبعاً. هذا وسيعود الكون يوم
القيامة إلى حالة الرّتق والقبض: (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
[الزمر 67].
يتّضح من الأحاديث أنَّ الأرضين سبعٌ. ويتّضحُ أنّ عاقبة ظلم الأرض - أخذها بغير وجه حقّ - الخسف بمرتكبه يوم القيامة
إلى الأرضين الّتي هي سبع مقبوضة.
إنّ حال الأرضين يوم القيامة هو القبض في جهة السّفل؛ ودليله (من
أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خُسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين)([164]). وكذلك الآية الكريمة (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)، وكذلك روايات
أحاديث قبض الأرض الّتي سبقت الإشارة إليها ([165]).
• سأتطرّق هنا لمناقشة حديث الغلول، وحديث الرّوح.
• (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ
تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) [آل عمران 161]. "وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا
غَلَّ يَوْم الْقِيَامَة" حَامِلًا لَهُ عَلَى عُنُقه "ثُمَّ
تُوَفَّى كُلّ نَفْس" الْغَالّ وَغَيْره جَزَاء "مَا كَسَبَتْ"
عَمِلَتْ "وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" شَيْئًا.
• قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْغُلُولَ فَعَظَّمَهُ
وَعَظَّمَ أَمْرَهُ قَالَ لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ
عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ يَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ وَعَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ
يَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَغِثْنِي فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ وَعَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ
فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ أَوْ عَلَى رَقَبَتِهِ
رِقَاعٌ تَخْفِقُ فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَغِثْنِي فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ وَقَالَ أَيُّوبُ عَنْ
أَبِي حَيَّانَ
فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ ) ([166]).
لا ألقينّ: ورد في بعض الرّوايات لا ألفينّ بالفاء، أي لا أجدنّ.
الغلول هو الخيانة في المغنم والسّرقة في الغنيمة وكلّ من خان في شيء خفية
فقد غلّ ([167])." ووجه الاستدلال بالغلول هو أنّ الآية الكريمة
والحديث الشّريف عن الغلول يؤكّدان أنَّ من يغلل شيئاً يأت يوم القيامة يحمله
على رقبته: فالّذي يغلل فرساً يحمل على رقبته يوم القيامة فرساً واحداً ولا
زيادة. وبالتالي فإنَّ حديث الغلول يؤكّد
أنَّ اللّه سبحانه وتعالى يجازي مقترف السّيّئة بمقدار سيّئته، بينما نعلم أنَّه
سبحانه وتعالى يضاعفُ الحسنات وينمّيها لأصحابها.
إعتماداً على ذلك، فإنّ الّذي يظلم قدر شبر من الأرض يحمله (أي الشّبر) على
رقبته يوم القيامة ويكون كالطوق في عنقه.
ويقتطع له نفسُ الشّبر الّذي ظلمه من الأرضين السّبع اللّواتي هنَّ مقبوضات
ومجموعات بيد الجبار يوم القيامة. وممّا
يؤكّد صحّة هذا الرّبط بين الغلول وظلم الأرض الحديث الشريف: (أَعْظَمُ
الْغُلُولِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذِرَاعٌ مِنْ أَرْضٍ يَكُونُ
بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ أَوْ بَيْنَ الشَّرِيكَيْنِ لِلدَّارِ
فَيَقْتَسِمَانِ فَيَسْرِقُ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا مِنْ أَرْضٍ فَيُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ) ([168]). إذن الأرضون هنَّ فتقٌ في الدنيا، وسيقبضهنّ
الجبّار يوم القيامة.
- ورد في الحديث الّذي يرويه الْبَرَاءِ
بْنِ عَازِبٍ - رضي اللّه عنه- أنّ:
• روح المؤمن: (فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ
مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى
السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ
عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ ...)
•وأمّا روح الكافر: }(لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ). فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي
سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ
قَرَأَ (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا
خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي
مَكَانٍ سَحِيقٍ ){ [الحج 31].... { ([169]). (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ
تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ): لعلّ
فيها إشارة إلى انعدام الحياة على مجرّات بقيّة الأرضين ، ولعلّه يتأكّد بأفضليّة
الأرض العليا (الأولى) التي أشار إليها ابن عبّاس،
فهي بعيدة من سجين التي في الأرض السّفلى.
ويؤكّد حديثُ الرّوح أنّ الأرض (بمعنى الأرضين السّبع) هي أيضاً تتكوّن من
طرائق أو طبقات، ويؤكّد أنّ سجّيناً في الأرض السّفلى، وشاهده من حديث الرّوح هو:
(فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي
سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى).
إذن هناك أرضٌ سفلى وأخرى عليا تتوسّطهما بقيّة الأرضين.
وجاء في الفتح الرّباني ([170])
أنَّ: "السجّين فعّيل من السجن وهو الضيق وقد فُسِّر في الحديث بأنّه في
الأرض السُّفلى". ويؤكّد صاحبُ الفتح
الرّباني صحّة قول ابن كثير: "والصّحيح أنّ سجّيناً مأخوذ من السّجن وهو
الضّيق، فإنَّ المخلوقات كلّ ما تسافل منها ضاق، وكلّ ما تعالى منها اتّسع، فإنَّ
الأفلاك السّبعة (أي السّماوات) كلُّ واحدٍ منها أوسع وأعلى من الّذي دونه، وكذلك
الأرضون كلّ واحدةٍ أوسع من الّتي دونها حتّى ينتهي السّفول المطلق والمحلّ الأضيق
أي المركز في وسط الأرض السّابعة (السّفلى)". وفي معرض شرح الآية (أَوْ تَهْوِي بِهِ
الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج 31]، يقول صاحبُ الفتح
الرّباني: "أي بعيد مهلك لمن هوى وهو ينطبق على ما يفعل بروح الكافر لأنّها
ترمى من السّماء إلى ما أعدّه اللّه لها من العذاب والشّقاء ".
• من خلال روايات حديث ظلم الأرض والآيات الكريمات يتّضح أنَّ الأرضين قد كُنّ
رتقاً في بداية الخلق: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ) [البقرة 29]. وإنَّهنَّ الآن فتقٌ (أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات
والأرض كانتا رتْقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30]. هذا
وسيرجعن يوم القيامة إلى حالة القبض (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ
جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر 67]. وبالتالي فإنَّ الّذي
يظلم قدر شبر من الأرض يبعث يوم القيامة يحمله (شبر الأرض) على رقبته ويكون له
كالطوق في عنقه (مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنْ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ). ويقتطعُ له نفسُ الشّبر الّذي ظلمه من الأرضين
السّبع اللّواتي هنَّ مقبوضات مجموعات بيد الجبّار يوم القيامة (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
إذن يتأكّد من النّصوص السّابقة مجتمعةً أنَّ الأرضين سبعٌ طباق، وأنّهنَّ
الآن فتقٌ تفصل مسافات بين كلّ أرضٍ والأخرى الّتي تليها. فحالُ الأرضين هو كحال السّماوات من حيث أنّهنَّ
سبعٌ وطباق: فدليل الطّباق هو (فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
اكْتُبُوا
كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى)، ودليله
أيضاً: (اللَّهُ
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق 12]. إنَّ المثليّة في الآية هي كما أكّد الجمهور ([171]):
أي وخلق سبعاً من الأرض، ويرى الجمهور أنّها سبع أرضين طباقاً بعضها فوق بعض، بين
كلّ أرض وأرض مسافة كما بين السّماء والسّماء (شكل).
( لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً
مِثْلَ هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ الْجُمْجُمَةِ أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ
إِلَى الأرْضِ هِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ لَبَلَغَتِ الأرْضَ قَبْلَ
اللَّيْلِ وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ لَسَارَتْ
أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا أَوْ
قَعْرَهَا) ([172]).
يؤكِّدُ هذا الحديث الحسن الصحيح المرفوع أنَّ مجرَّتنا قريبة نسبيّاً من
البناء السّماوي الأوّل. كما ويؤكِّد أنَ طول السِّلسلة من سلاسل جهنّم كبيرٌ جدّا بالمقارنة مع البعد
بين كرتنا الأرضيّة والبناء السّماوي الأوّل ([173]).
إنَّ الكرة الأرضيّة لا علاقة لها بـ الأرضين السّبع (العمري 2008 : بحثي إنزال الحديد و مدّ الكرة الأرضيّة قيد النشر).
خلقت الأرضون السّبع والسّموات السّبع في البداية، أمّا الكرة الأرضيّة
ومجموعتنا الشّمسيّة فخلقهما متأخّرٌ جدّاً ، وهذا ما أكّدهٌ المفسِّرون (75-78). يؤكّدُ القرآنُ وعلمُ الكون وكذلك بعض كتب
التفسير أنَّ خلق المجموعة الشمسيّة وخلق الكرة الأرضيّة متأخّرٌ عن خلق السّماوات
والأرضين، بل إنَّ خلقهما متأخّرٌ عن خلق مجرّتنا كما يؤكّد العلماء، بل هو يتطلّب
انفجار السوبرنوفا (العمري 2008 : بحثي إنزال الحديد و مدّ الكرة الأرضيّة، قيد النّشر).
ودليل تأخُّر خلق الشّمس هو: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ
السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا
وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) [النّازعات 27-30]. وبعد انقضاء الأيّام السّتة الخاصّة بخلق
السّماوات السّبع والأرضين السّبع (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ
بَنَاهَا) ، تمدّدت السّماء ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) وتوسّع
الكون فتبرَّد وجانب حالة الاتّزان الحراري الثيرموديناميكي (Thermodynamic
equilibrium) ([174])
فأظلم (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) ([175]). ومن بعد (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) أي بنور
الشّمس، ومن ثمّ تبعه دحو الأرض: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا)
(أنظر بحث مدّ الكرة الأرضيّة).
لذا يرفض بعضُ المفسِّرين وبشدّة القول
بأنَّ الأرضين السّبع هي في كرتنا الأرضيّة.
ففي معرض تفسير الآية : (هُوَ الَّذِي
خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا)
[البقرة 29] يقول الزّمخشري في تفسيره الكشّاف "فإن قلت: هل
لقول من زعم أنّ المعنى خلق لكم الأرض وما فيها وجه صحّة؟ قلت: إن أراد بالأرض
الجهات السّفليّة دون الغبراء -الكرة الأرضيّة- كما تذكر
السّماء وتراد الجهات العلويّة جاز ذلك، فإنّ الغبراء وما
فيها واقعة في الجهات السّفليّة ([176])". وهو عين ما قاله كثيرٌ من أئمّة
التّفسير ([177]). ولقد عقّب الألوسي على القول
بمساواة الأرضين السّبع بطبقات الكرة الأرضيّة قائلاً: "ولا يخفى أنّه أشبه
شيءٍ بالهذيان" ([178]).
وذكر
المفسِّرون: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) يعني سبعاً. واختلف فيهنَّ على ثلاثة أقوال. الأوّل قول جمهور المفسّرين: أنّها سبع أرضين
طباقاً بعضها فوق بعض، بين كلّ أرض وأرض مسافة كما بين السّماء والسّماء. ويورد القرطبيّ الرّأي الثاني: "وقال
الضّحاك: أي سبعا من الأرضين، ولكنّها مطبقة بعضها على بعض من غير فتوق بخلاف
السّماوات" ([179]). ويورد
القرطبيّ رأياً ثالثا يرويه الكلبيّ: "عن أبي صالح عن ابن عبّاس أنها سبع
أرضين منبسطة، ليس بعضها فوق بعض، تفرّق بينها البحار، وتظلّ جميعهم السّماء ([180])". أمّا الكلبيّ فقد نعته علماء الحديث
بالكذب. ولقد ناقش البحث هيئة الأرضين
السّبع في ضوء النّصوص الشّرعيّة. وقد
تبيّنَ أنّ الرّأي الصحيح هو الأوّل (قول جمهور المفسّرين): أنّها سبع أرضين
طباقاً بعضها فوق بعض، بين كلّ أرض وأرض مسافة كما بين السّماء والسّماء ([181]). وإنَّ لهذا الرّأي شواهد في الصّحيحين، وتؤكّده
الأرصاد الفلكيّة التي تظهر فراغات كونيّة تفصل بين مجرّات الكون (شكل، شكل). الفراغات الكونيّة موجودة
قبل خلق المجرات، ممّا يؤكّد أنّ خلق الأرضين السّبع وفتقها قد سبق خلق المجرّات.
والدليل العلمي على تأخّر خلق الكرة الأرضيّة
هو:
يُقدّرُ عمر الكون
بحوالي 15
مليار سنة ([182])، وقد مضى من عمر الشّمس
حوالي 5
مليار سنة ([183]). (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)
أي وأبرز ضوء شمسها ([184])، كقوله تعالى:
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) ]الشمس [1.
بينما مضى على تكوّن القشرة الصلبة للأرض حوالي 4.5 مليار سنة ([185])، ومضى أقلّ من ذلك على
تكوّن المحيطات الأوّليّة (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا
مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا). قبل حوالي مليار
سنة كانت اليابسة من الكرة الأرضيّة عبارة عن قارّة واحدة تسمّى Pangaea ([186]). لذا فإنّ الأرضين السّبع الّتي خلقت في ستة
أيّام، وفي بدايات خلق الكون هي شيءٌ عظيم خلاف الكرة الأرضيّة وقارّاتها (أنظر
بحثي: بحثي إنزال الحديد و مدّ
الكرة الأرضيّة، العمري 2009).
قبل
حوالي خمس مليارات سنة حدث انفجار
سوبرنوفا داخل مجرّتنا (الطريق اللبني)، وأَنزل (أَرسل) هذا الانفجار غيمة من
المادّة داخل المجرّة. و اتّحدت معظم
العناصر الخفيفة (hydrogen and helium)
فكوّنت الشّمس. وأما العناصر الثّقيلة
فشكلت قرصاً مسطّحاً دار حول الشّمس. ومع مرور فترة زمنيّة تربو على 100 مليون سنة ونتيجة لما يُعرف بالتّجمّعات التصادميّة (collisional
accumulation)
يكون القرص قد بدأ عمليّة تفتّق وشكّل عدداً هائلاً من الكتل الصّغيرة (clumping). ومع زيادة حجم وجاذبية هذه الكتل، فإن مادّة
القرص تتجمع في ملايين الأجسام المسماة بـ (Planetesimals)، ومن ثم تبدأ هذه في تشكيل عدد قليل نسبيّاً
من الكواكب الأوّليّة (protoplanets)،
إلى أن انتهى الحال بتشكّل كواكب المجموعة الشّمسيّة (solar system).
تكوّنت
الكواكب بواسطة المدّ: (والأرض مددناها) (الحجر سورة 15 آية 19، ق سورة 50 آية 7)، (وهو الّذي مدّ الأرض) (الرعد سورة 13
آية 3). إذْ أنّ المدّ في قوله سبحانه (والأرض مددناها)
له معاني وأشكال كثيرة منها الإمداد المتتابع لكرة الأرض بمادّة تكوينها؛ والذي
اكتمل قبل حوالي 4.6 مليار سنة (بحث مدّ الكرة الأرضيّة، عمري 2009).
وبعد
خلق الشّمس والكرة الأرضية، بدأ دحو الكرة الأرضيّة (عمري 2004 خلق الكون). ويدل على تأخر الدّحو قوله تعالى: (ءَأَنْتُمْ
أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا *
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا *
أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * والجِبَالَ أَرْساها) [النازعات 27-32]. وبعد إخراج ضحى السّماء بنور الشّمس أخذت كرة
الأرض شكلها البيضويّ وحركتها، ومن بعد أخرج الخالقُ منها الماءَ والمرعى
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا
وَمَرْعَاهَا). يتّضح هذا من المعاني
العديدةُ للكلمة (دَحَاهَا) (ابن منظور م 4 ص 303-304). ومن ثمّ كان إرساءُ الجبال (والجِبَالَ
أَرْساها)، والّذي يحتاج بدوره إلى وجود الماء كما وضّحت الآية (عمري 2004:
خلق الكون؛ الألوسي: م 1،
ص 345 ؛ م 13، ص 162 و ص 167 ؛ صحيح مسلم بشرح النّووي،
م 6،
كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار).
ولقد قرأت في أحد أعداد مجلّة آيات استفساراً يطلب له إجابة. والسؤال هو لماذا تقترن الأرض بالسّماء في
الآيات القرآنيّة، خلافاً للشمس الّتي تقترن مع ذكر القمر؟ وجوابه هو: أمّا الشمس فتقترن مع ذكر القمر
لأنّهما وجميع كواكب المجموعة الشّمسيّة وكرتنا الأرضيّة خلقت من أصلٍ واحد كما
أسلفنا ([187]). وهي من أصناف الأجرام المشاهدة الّتي يمكن
إبصارها.
هذا وإنَّ الأرض تقترن بالسّماء لأنَّهما زوجان: (وَمِنْ كُلِّ
شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذّاريات 49] (أنظر
بحث الأزواج الفيزيائية). فإذا عنت كلمةُ
السّماء البناء، فإنَّ الأرض تعني الأرضين السّبع. وإذا عنت كلمةُ السّماء العلوّ، فإنَّ الأرض تعني السفول. وفي الحالتين فإنَّ الأرض هنا لا علاقة لها
بالكرة الأرضيّة. هذا وإنَّ السّماء
والأرض بمفهوم البناء هما من قبيل الغيب (فَلَا
أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا
لَا تُبْصِرُونَ) ] الحاقة 38-39 [. فلعلّهما
من قبيل المادّة المظلمة الباردة الّتي
يحار فيها علم الكون، كما قد حار كثيرٌ في الأرضين السَّبع.
ومثال هذا المعنى للأرض من القرآن:-
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي
الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ)
سورة البقرة آية رقم 29 .
الأرض هنا تعني الأرضين السّبع مجموعة ورتقاً وهي تمثّل الجزء السفلي من
الكون في بداية خلقه ([188]). والسّماء هنا بمعنى البناء. وهما (أي السّماء والأرض) يقترنان معاً
لأنَّهما خلقا معاً ولكلٍّ منهما السّعة المهولة، والكنه المجهول للمادّة المظلمة.
- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ) ] الطلاق [12. هنا الحديث عن بناء السموات السّبع وعن
الأرضين السّبع ([189]).
ومثلها كذلك : (ومَا قَدَرُوا اللَّهَ
حَقَّ
قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة
وَالسَّماوَاتُ
مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا
يُشْرِكُونَ)
[الزمر 67].
الأرضون السّبع
ليست طبقات الكرة الأرضيّة: إنَّ خلق المجموعة الشمسيّة وخلق الكرة الأرضيّة
متأخّرٌ عن خلق السّماوات والأرضين. بل
إنَّ خلق المجموعة الشمسيّة وخلق الكرة الأرضيّة متأخّرٌ عن خلق مجرّتنا كما يؤكّد
العلماء؛ إذْ هو يتطلّب انفجار سوبرنوفا ([190]). لذا فإنَّ الأرضين السّبع ليست طبقات الكرة
الأرضيّة. هذا وبيّنا أنَّ قبض
النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم- أصابعه
وبسطها تمثيل لقبض السّماوات والأرضين وجمعها (في الآخرة) بعد بسطها (في الدّنيا)
. ولو كان المقصود هو سبع طبقات لكرتنا
الأرضيّة، لكانت مجتمعةً أصلاً، ولكان الأولى أن يستخدمَ السّياقُ القُرآني الكلمة
(جَمِيعًا) لتصف طيَّ السّماوات ذات البناء الطّرائقي المنفصل، بدلاً من أن تستخدم
لتصف جميع (أو جمع) أجزاء كرتنا الأرضيّة المتماسكة أصلاً. وعلاوةً على ذلك فإنّ طبقات الكرة الأرضيّة
أقلُّ من سبع. الكرة الأرضية لها أربع
طبقات متمايزة (distinct)، عدا الغلاف الجوي.
وطبقاتها من الداخل إلى الخارج هي على النحو التالي (Zeilik 1993,
page 62-64; Zeilik 1994, page 155.; Skinner and Porter 2000, p14) (الشكل):
1)
القلب الداخلي (inner core) وهو صلب بلوري (crystalline)يتكون من الحديد
والنيكل. ويمتاز التّركيب البلّوري بطاقة وضع
قليلة؛ أَنزلْنَا: (أقل طاقة وضع).
وبالتالي تكون طاقة ربطه عالية.
معظم حديد الكرة الأرضية قد أنزل (أهبط) من سطح الكرة الأرضية إلى مركزها. لذا فإنَّ طاقة ربطه
الجاذبيّ كبيرة: (بَأْسٌ شَدِيدٌ). إنّ طاقة ربط بلورة القلب
الداخلي الحديديّ كبيرة (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ).
2)
القلب الخارجيّ (outer core) وهو طبقة سائلة تتكون من مصهور الحديد (molten iron) الذي يمتلك سعة حراريّة كبيرة، ومن
الأوكسجين، ومركبات الكبريت (sulfur). تشير الآية (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) إلى السعة الحراريّة
الكبيرة التي يمتلكها صهير الحديد في القلب الخارجي.
3)
السّتار (mantle)
وهي طبقة مصهورة شبه سائلة تتكون من السيليكون، الألمنيوم، وأكاسيد المغنيسيوم.
4) القشرة (crust): وتتكون من القشرة القاريّة (continental crust)، والقشرة المحيطيّة (oceanic crust).
هذا وحتى لو شاء البعض أن يجعل الكرة
الأرضيّة سبع طبقات، إلاّ أنّها لا يمكن أن تكون هي الأرضون السّبع. وممَّا يسعفنا كذلك بالجزم القاطع أنَّ الكرة
الأرضيّة غير الأرضين السّبع ، هو اختلاف حال الكرة الأرضيّة عن حال الأرضين
السّبع يوم القيامة. فحال الأرضين السَّبع
يوم القيامة هو القبض: (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
[الزمر 67]. وأمَّا حال الكرة الأرضيّة يوم القيامة فهو
المدُّ والبسط: (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) (الانشقاق 3). أَيْ بُسِطَتْ وَدُكَّتْ جِبَالهَا . ( تُمَدُّ مَدَّ الْأَدِيم ) لِأَنَّ الْأَدِيم
إِذَا مُدَّ زَالَ كُلُّ اِنْثِنَاء فِيهِ وَامْتَدَّ وَاسْتَوَى . قَالَ اِبْن
عَبَّاس وَابْن مَسْعُود : وَيُزَاد وَسِعَتهَا كَذَا وَكَذَا لِوُقُوفِ
الْخَلَائِق عَلَيْهَا لِلْحِسَابِ ([191]). وفي الحديث: (يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء، عفراء، كقرصة النقي، ليس فيها
علم لأحد) ([192]).
أثبت
علم الفلك أنّ النِّسبة بين كتلة مجرّة نموذجيّة (Typical
Galaxy)
وكتلة الشّمس هي قريباً من عشرة أمثال النِّسبة بين ضيائيّة (Luminosity)
هذه المجرّة وضيائيّة الشّمس ([193]). ويقتضي هذا أنّ 90% من كتلة المجرّة مظلم غير مضيء (sub-luminous
dark matter)
. ويُحسُ بهذه الكتلة المظلمة من خلال
تأثيرها الجاذبي (gravitational effect) الواضح عندما تكون الدِراسة على مستوى المجرّة أو
مجموعة المجرّات (cluster of galaxies) ([194]).
ويؤكِّد هذا ما يرصده الفلكيّون من كون مقدار السّرعة الدّورانيّة (rotational velocity) لنجوم مجرّة درب التّبانة (Milky
Way)،
خارج نواة المجرّة، ثابتاً إلى حدٍّ ما ولا يعتمد على بعد هذه النجوم عن مركز
المجرّة (شكل). إنّ ثبات مقدار السّرعة الدّورانيّة وعدم تغيُّرها تبعاً لقانون كبلر (non-Keplerian velocity)، جعل الفلكيِّين يفترضون أنَّ مجرّة درب التّبانة مغمورة داخل
هالة كرويّة مظلمة (Dark Spherical Halo) كتلتها قرابة عشر كتل
مجرّيّة (شكل ) ([195]). وعندما تكون الدّراسة على مستوى مجموعة
المجرّات تزداد نسبة المادة المظلمة إلى المادّة المضيئة، كما أنّ هذه النّسبة
تزداد كلّما كانت الدّراسة على نطاق كوني أوسع ([196]). لقد اقْتُرِحَ أنّ نسبة المادة المظلمة إلى
المضيئة تزداد على نطاق كوني من رتبة 0.1-
الأرضون السّبع الواردة في
النّصوص الشّرعيّة هي سبع أرضين طباقاً بعضها فوق بعض؛ بين كلّ أرض وأرض مسافة كما
بين السّماء والسّماء. ولقد كانت الأرضون
رتقاً ثمّ فتقها الخالق سبحانه وتعالى.
ومن ثمّ خلق سبحانه وتعالى النجوم والمجرّات بعد أن تمدّد الكون
وتبرّد. الأرضون السّبع هي المادّة
المظلمة الباردة التي تتشكّل عليها المجرّات وتحتضنها جاذبيّاً. وستعود هذه الأرضون قبضاً يوم القيامة ممّا
يتسبّب في أن ينفرط عقد النجوم والمجرّات؛ فتسقط جميعاً في مركز الكون. وإنَّ لهذا الرّأي شواهد في القرآن وفي الصّحيحين،
كما وتؤكّده الأرصاد الفلكيّة التي تظهر فراغات كونيّة تفصل بين مجرّات الكون (شكل، شكل). يؤكّد علماء الكون
أنّ الفراغات الكونيّة موجودة قبل خلق المجرات، كما أكّد القرآن أنّ خلق الأرضين
السّبع وفتقها قد سبق خلق المجرّات والنّجوم.
ودليل علماء الكون على أنّ الفراغات الكونيّة موجودة قبل خلق المجرات هو الآتي: لو افترضوا قيمة معقولة (600 km/s) للسّرعة العشوائيّة للمجرّات، فإنّ المجرّة تستغرق160 مليار سنة حتى
تقطع مسافة 100 Mpc وتعبر فراغاً (void) كونيّاً .
وهذه الفترة الزمنيّة تعدل عشرة أضعاف عمر الكون. يتطلّبُ هذا أنّ الفراغات الكونيّة لا يمكن أن
تنجم عن حركة المجرّات بعد خلقها؛ بل لا بدّ من أنّ المجرّات قد خلقت في مواقع
قريبة من مواقعها الحاليّة بالنسبة للفراغات الكونيّة. بل إنّ الفراغات الكونيّة تعكس أماكن المجرّات
عند زمن خلقها.
ولهذا
علاقة بالسؤال: أيّهما أسبق المجرّات أم التراكيب على النطاق الواسع (large-scale structures)؟ إنّ كون بعض المجرّات تترتّب ضمن شرائح تحيط
بفراغات كونيّة (voids) مؤشّرٌ على أنّ التراكيب على النطاق الواسع (large-scale structures) قد خلقت أوّلاً، ثمّ
أنّ المجرّات تكاثفت بعد ذلك ضمن التراكيب على النطاق الواسع. وتعرف هذه الحالة باسم (top-down scenario) (Fairall 1998, page 166).
يقول تعالى:
(وهو الّذي خلق السّمواتِ والأرضَ في ستّةِ أيّامٍ وكان عرشهُ على الماء) [هود 7]. لعلّ الأيّام الواردة في هذه الآية ليست
الأيّام الّتي نعرفها بطول أربع وعشرين ساعة، إنّما قد تعني فترةً زمنيّة. هذا ويُرجّحُ أنّ طول اليوم الواحد من أيّام
الخلق هذه هو ألف سنة ممّا نعدُّ (2) مصداقاً لقوله تعالى: (وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنةٍ ممّا
تعُدُّون) [الحج 47]. ويرى بعضُ المفسّرين أنّ كون اليوم بطول أقلّ
هو أكمل وأتمُّ في إظهار القدرة الإلهيّة على الخلق ( [200]).
إذا كانت
مادّةُ خلق السّماوات السّبع ([201]) والأرضين السّبع ([202]) مادّة نيوكليونيّة (nucleonic) فإنّ أيّام الخلق السّتّة يجبُ أن تكون
طويلة؛ لعلّ طول اليوم الواحد منها ألف سنة ممّا نعدُّ. أمّا إذا كانت مادّةُ خلق السّماوات السّبع
والأرضين السّبع مادّة غير نيوكليونيّة (nonnucleonic)، تستقلُّ
عن الإشعاع بدرجة حرارة خاصّة، فقد يكون طول اليوم من أيّام الخلق بمقدار طول
أيّام الدُّنيا.
روى مسلم عن
أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: أخذ رسولُ الله –صلّى الله عليه وسلّم- بيدي فقال:
(خلق الله عزّ وجلّ التُّربة يوم السّبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشّجر
يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثُّلاثاءِ، وخلق النُّور يوم الأربعاء، وبثَّ
فيها الدّواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السّلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر
الخلق في آخر ساعةٍ من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى اللّيل ([203]).
إنّ هذا الحديث الصّحيح ليس موضوعه الحديث
عن الأيّام السّتّة الخاصّة بخلق السّماوات السّبع والأرضين السّبع. وأردتُ أن أبيّن هذا حتى لا يحتّج به على طول
أيّام خلق السّماوات والأرض. إنّ الأيّام
الواردة في هذا الحديث هي أيّام الأسبوع السّبعة الّتي نستعملها حاليّاً. ويدلُّ على هذا العبارة (فيما بين العصر إلى اللّيل). وممّا يقوّي هذا الفهم أنّ الحديث ليس فيه
إشارةٌ إلى خلق السّماء. وإنّ الله سبحانه
وتعالى دحا الأرض وأخرج منها ماءها ومرعاها بعد تمام خلق السّماوات والأرض. وكذلك نقول إنّ الله - سبحانه وتعالى - قد أخرج
ضحى السماء بنور الشّمس: (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) ، كما أوضح الحديث: (وخلق
النُّور يوم الأربعاء). ومن ثمّ تبعه دحو
الأرض: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا). كلّ ذلك بعد تمام أيّام الخلق السّتّة وبفترة
زمنيّة طويلة؛ فإنّ خلق مجموعتنا الشّمسيّة يتطلّب حدوث انفجار سوبرنوفا لنجم قديم
ذي كتلة تعادل حوالي عشرين ضعف كتلة الشّمس، وذلك حتى يتحقّق إنزال (بمعنى خلق
وبعث) الحديد والعناصر الثقيلة التي تتخلّق في باطن هذا النجم بفعل تفاعلات
الاندماج النّووي (عمري: إنزال الحديد). لذا فإنّ الأيّام الواردة في هذا الحديث هي من
أيّام دحو الكرة الأرضيّة، وليست من أيّام الخلق السّتّة الّتي خلق الله خلالها
الكون بسماواته وأرضيه ومادّة أصل خلق المدائن والعمران والخراب ([204]). إنّ قوله تعالى : (ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ
خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا *
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا * وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ
ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ) [النازعات
27-31].
لهو دليل قاطع
بأنّ دحو الكرة الأرضيّة (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) قد كان بعد
انقضاء الأيّام السّتّة الّتي تمّ خلالها خلقُ السّماوات والأرض (بمعنى الجزء
السّفلي من الكون) (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا
مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا).
ويشير إلى هذا
الفهم ما جاء في صحيح الحاكم: "في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ
بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) [الأعراف 172]. قال: جمعهم له يومئذٍ جميعاً ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة،
فجعلهم أرواحاً، ثمّ صوّرهم واستنطقهم فتكلّموا، وأخذ عليهم العهد والميثاق
وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربّكم؟ (قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)، قال فإنّي أشهد عليكم
السّماوات السّبع والأرضين السّبع، وأشهد عليكم أباكم آدم (أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)، فلا تشركوا بي شيئاً، فإنّي
أرسل إليكم رسلي يذكّرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي، فقالوا نشهد أنّك
ربُّنا وإلهنا لا ربّ لنا غيرك، ورفع لهم أبوهم آدم فرأى فيهم الغنيّ والفقير وحسن
الصّورة وغير ذلك ... الخ " ([205]).
الشاهد من
الحديث هو (فإنّي أشهد عليكم السّماوات السّبع والأرضين السّبع)، والعبارة (ورفع
لهم أبوهم آدم). هذا وقد دلّ الحديث على
أنّ خلق الأرواح قد سبق خلق الأجساد، كما أنّ شهادة السّماوات السّبع والأرضين
السّبع على الأرواح تقتضي أنَّ السّماوات السّبع والأرضين السّبع قد خلقن قبل خلق
الأرواح، ويشهد لهذا الآية الكريمة (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ) [الكهف 51].
ويأتي هذا
الفهم منسجماً مع كشوف العلم: يُقدّرُ عمر الكون بحوالي 15 مليار سنة ([206])، وقد مضى من عمر الشّمس
حوالي 5
مليار سنة ([207]). (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)
أي وأبرز ضوء شمسها ([208])، كقوله تعالى:
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) [الشمس 1]. بينما مضى على تكوّن
القشرة الصلبة للأرض حوالي 4.5 مليار سنة ([209])، ومضى أقلّ من ذلك على
تكوّن المحيطات الأوّليّة (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا
مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا).
أمّا هذا
الحديث فيورد أنّ خلق الشّجر –والّذي يتطلّبُ أرضاً مدحوّة- قد كان في اليوم
الثالث من الأيّام الّتي يذكرها الحديث.
إنّ هذا يستلزم أن تكون الأيّام الواردة في الحديث الشّريف غير أيّام الخلق
السِّتّة. وإنّ هذا الفهم ليتّفق مع قول
الشُّرّاح من أنّ المقصود بالمكروه (وخلق المكروه يوم الثلاثاء) هو ما يقوم به
المعاش ويصلح به التّدبير كالحديد وغيره من جواهر الأرض ([210]). وقد ثبت علميّاً أنّ تشكّل المعادن الثقيلة قد
جاء في مرحلة متأخّرة من مراحل الخلق؛ إذ هو يتمّ بفعل تفاعلات الاندماج النّووي
في باطن نجوم قديمة ذات كتل حوالي عشرين ضعف كتلة الشّمس ([211]). ويقوّي
هذا الفهم أنّ الحديث يورد سبعة أيّام، أمّا الآيات الكريمة فتتحدّث عن خلق
السّماوات والأرض في ستّة أيّام. وكذلك
فإنّ هذا الفهم يوفِّقُ بين الآيات والحديث الصّحيح. كما ويدعم هذا الفهم أنّ الرّسول –صلّى الله
عليه وسلّم- قال: (حدثنا قتيبة حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
أنَّ النبي
-صلى الله عليه وسلم- قال: (خير يوم طلعت
فيه الشمس يوم
الجمعة فيه
خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة
إلا في يوم الجمعة) ([212]).
إنَّ الحديث يدلُّ على أنّ الأيّام السّتّة الّتي خلقت فيها
السّماوات والأرض لم تكن أيّاماً فلكيّة، تعتمد طلوع الشّمس وغروبها. وإنّما هي سابقة لخلق مجرّتنا التي سبقت
المجموعة الشّمسيّة في الخلق. وأمّا خلق آدم
عليه السّلام فقد تأخّر إلى أن أصبحت الأرض مدحوّة ممهّدة. وإنّه لمن المناسب أن يكون ليوم الجمعة الّذي
فيه خُلق آدمُ نفس طول يوم الجمعة الّذي فيه أدخلَ الجنّة، ولكلٍّ طول يوم الجمعة
الّذي فيه أخرج منها (حوالي 24 ساعة).
إنّ قوله –صلّى الله عليه وسلّم- (خلق الله عزّ وجلّ التُّربة يوم
السّبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد)، يؤكّدُ أنّ المقصود بالرّواسي في الآية: (وجعل
فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّامٍ سوآءً
للسائلين) [فصلت 10] هو ما ذهب إليه الباحث من أنّ الرّواسي هي المادّة الّتي بدأت
تتشكّل وترسو بكمّيّات كبيرة في الأجزاء العليا من الأرضين السّبع؛ كما سبق تفصيله.
ويتسائل الشّعراوي ([213])
"هل خلق الله يحتاج إلى علاج حتى يتطلّب الزّمن الممتد؟ ويجيب بالقول: إنّ ربّنا يخلق ب (كن)، ونحن
البشر نعالج على حسب قدرتنا لنصنع شيئاً، وكلّ عمليّة نقوم بها تأخذ زمنا، لكن من
يخلق بكلمة (كن) فالأمر بالنّسبة له هيّنٌ جدّاً.
لكن لماذا جاء بخبر الخلق في ستّة أيّام؟
نعلم أنّ هنالك فرقاً بين ميلاد الشّيء وبين تهيئته للميلاد. ويضرب لذلك مثلاً بصانع الزّبادي الّذي يكتفي
بأن يضع عناصر التّخمّر على الحليب لتتفاعل ...
إذن فخلْق الله السّماوات والأرض في ستّة أيّام لا يعني أنّ السّتة أيّام
كلُّها كانت مشغولة بالخلق، بل قال سبحانه (كن) وبعد ذلك تأخذ مكوّنات السّماوات
والأرض قدرها ومراحلها، لأنّ ميلادها سيكون بعد ستّة أيّام ... لقد خلق سبحانه السّماوات والأرض دون تعب، فهو
سبحانه يعالج مسألة الخلْقِ بأمر (كن)، فكانت السّماوات والأرض".
أورد الخطيب ([214]): "الأيّام السّتة ليست بياناً للزمن الّذي
عملت فيه القدرةُ هذا الخلق للسّماوات والأرض -كما يذهب إلى ذلك أكثرُ المفسّرين-
فذلك فهمٌ خاطئ لقدرة الله، الّتي تحكم الزّمن ولا يحكمها .. (إنّما أمره إذا أراد
شيئاً أن يقول له كن فيكون). فهذه الأيّام
السّتّة هي المدّة الّتي ينضج فيها خلق السّماوات والأرض، وهي الوعاء الزّمني لخلق
السّماوات والأرض، وتسويتهما على الصّورة الّتي أرادها الله وذلك كما يتخلّقُ
الجنين في بطن أمّه؛ ويتمُّ خلقه في تسعة أشهر .. وهكذا الشأن في كلِّ مخلوق .. له
وعاءٌ زمنيٌّ يتخلّق فيه، وأجلٌ محدودٌ ينتهي إليه".
وقد سبق بيان ما يرجّحهُ المفسّرون من أنّ طول اليوم الواحد من أيّام
خلق السّماوات والأرض هو ألف سنة ممّا نعدُّ.
هذا ويوردُ الدّكتور الطائي ([215])
قوله: "أنّ القول بتمام الخلق خلال ستّة آلاف سنة قمريّة مخالفٌ لكشوفات
العلم الصّحيح الّتي تقدّر عمر الكون ما بين (10-20) مليار سنة".
ويرى الباحث أنّ عمر الكون حاليّاً يختلف تماماً عن الأيّام السّتّة
الّتي تمّ فيها خلقُ السّماوات والأرض.
إنَّ الأيّام السّتّة الّتي تمّ فيها خلقُ السّماوات والأرض هي فترة حضانة
أشبه بمرحلة تكوّن وتخلُّق الجنين في رحم أُمّه.
إنّ هذا الاختلاف شبيهٌ باختلاف عمر الإنسان عن فترة تخلُّقه جنيناً. ويوردُ الدكتور الطائي في الكتاب نفسه رأي
الدكتور منصور محمد حسب النّبي في كتابه الكون والإعجاز العلمي للقرآن من أنّ عمر
الأرض الجيولوجي؛ أقدميّة تسخيرها لحياة الإنسان حتّى الآن ( 4.5 مليار سنة) هو طول يومين من أيّام الخلق هذه. وبالتالي فكلاهما يخلط بين العمر الحالي للكون
وبين الأيّام السّتة الّتي تمّ فيها خلق السّماوات السّبع والأرضين السّبع. وبالتالي فإنّ هذا يدحضُ رأي الطائي وحسب
النّبي القائل بأنّ عمر الأرض الجيولوجي (4.5 مليار سنة) يعدلُ طول يومين
من أيّام الخلق. وقبل أربع سنوات ذكر لي
الدكتور الطائي أنّه قد تخلّى عن هذه الفكرة والّتي كان قد أخذها من كتاب الدكتور
منصور محمّد حسب النّبي. هذا ويرى الفيزيائيُّ
الشّهير ستيفن وينبرق (Steven Weinberg) في كتابه الدّقائق الثلاث الأولى (The first three minutes) أنّ
الكون يستمرُّ في توسُّعه وتبرّده، وأنّ الأحداث المهمّة تأخُذ مجراها عندما يصبحُ
عمر الكون أكبرُ من حوالي 0.7 مليون سنة: حيث يصل الكون
إلى حالة التّمايز بين المادّة والإشعاع، ويصبحُ شفافاً للإشعاع (Transparent to radiation) وتصبح
الذّرات مستقرة (stable)، وتبدأ
المادّة تشكّلُ المجرّات والنّجوم بعد هذا العمر ([216]). ولقد أوردنا آنفاً أنّ السّماء كانت في الحالة
الدّخانيّة (Opaque
coupled state) عند بدء الخلق، وأنّ الله خلق النّور (Transparent decoupled state) يوم
الأربعاء؛ كما ثبت في الحديث الشّريف الّذي أوردنا آنفاً. وبيّنا أنّ الأيّام الواردة في الحديث هي غير
أيّام الخلق السّتة؛ وإنّما هي الأيّام المعهودة.
إنّ هذا يستلزم أنّ طول أيّام الخلق السّتة أقلُّ من الحقبة الزّمنيّة 0.7 مليون سنة الّتي تلزم حتى
يحصل التّمايز ويرى النّور ([217]). هذا وإنّ درجة حرارة المادّة الّتي تشكّل منها
كلٌّ من البناء السّماوي والمجرّات القريبة منه أقلّ من درجة حرارة المادّة
القريبة نسبيّاً من مركز الانفجار؛ ممّا يجعل طول أيّام الخلق السّتة أقل من 0.7 مليون سنة وبفارقٍ
أكبر. إذا قبلنا أن تكون أيّام الخلق
السّتة أقلّ من 0.7 مليون سنة، ولم نستبعد أن
تكون هناك وسائل يجهلها العلم، قد يجعلها الخالق لتبريد كلٍّ من مادّة البناء
السّماوي والأرض، فلا يبعد أن يكون طول اليوم الواحد من أيّام الخلق ألف سنة ممّا
نعدّ. ويؤكّد هذا التّبريد الحديث الشّريف
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- (إنّ ناركم هذه جزءٌ من
سبعين جزءاً من نار جهنّم. ولولا أنّها
أُطفئت بالماء مرّتين ما انتفعتم بها.
وإنّها لتدعو الله عزّ وجلّ أن لا يعيدها فيها) ([218]).
أقول لعلّ مادّة بناء السّماوات والأرضين قد تمّ تبريدها بالماء كذلك؛ ممّا يسارع
في تبرُّدها وتشكُّلها. فلقد قلنا آنفاً:
لعلّ مادّة بدء الخلق هي بعضُ الماء الّذي سبق وجوده خلق السّماوات والأرض.
إذن هو سبحانه وتعالى يخلق بأمر (كن) ويقدّرُ وعاءً زمنيّاً لتفاعلات
الخلق. وهذا الزمن طال أو قصر ليس لينتقص من القدرة الإلهية. أرجّحُ أنَّ الوعاء
الزّمني لخلق السّموات السبع والأرضين السبع هو ( ستة أيام ) بطول ستّة آلاف سنة
ممّا نعدُّ؛ هذا إذا كانتا مخلوقتين من مادّة نيوكليونيّة (Nucleonic).
ويرى بعضُ المفسّرين أنّهنّ بقدر ستّة أيّام من أيّام الدّنيا، وقد يرجُحُ
هذا الرّأي إذا كانتا مخلوقتين من مادّة غير نيوكليونيّة (Nonnucleonic). هذا
والله سبحانه وتعالى هو العالم بطولها. لا
بل إنّ علمي الكون والفلك لم يتوصّلا بعد لمعرفة شيءٍ يذكرُ عن بناء السّماوات
السّبع أو بناء الأرضين السّبع ([219]).
كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف
سنة. فلقد كان الله ولم يكن شيءٌ غيره،
وكان عرشه على الماء. فخلق الماء أوّلاً
ثم خلق العرش. يرى المفسّرون أنّ الماء هو
مادّة بدء الخلق. حدث انفجارٌ عظيم في
مادّة بدء الخلق. ومع توسّع وتبرُّد الكون
كان خلق الأرض جميعاً (أي الأرضين السّبع مقبوضة ومجموعة)، وكان خلق الأرضين
السّبع وخلق السّماوات السّبع وتسويتهنّ في ستّة أيّام. إذا كانت مادّة خلق السّماوات السّبع والأرضين
السّبع مادّة نيوكليونيّة، فإنّ طول اليوم الواحد من أيّام خلقهنّ يعدلُ ألف سنةٍ
ممّا نعدُّ. أمّا إذا كانت مادّة خلقهنّ
مادّة غير نيوكليونيّة، فيرجّح أنّ أيّام خلق السّماوات السّبع والأرضين السّبع هي
بطول الأيّام الأرضيّة (24 ساعة).
لقد بدأ خلق الأرضين السّبع مع الانفجار العظيم، ومع نهاية اليوم الثاني
اكتمل خلقها. ومع نهاية اليوم الرّابع خلق
الله في أعاليها المادّة الأوّليّة الّتي كانت أساساً لدحو الأرض المتأخّر. ومع نهاية اليوم السّادس اكتملت تسوية البناء
السّماوي الطّبقي بعد أن استقلّت طبقاته مكانيّاً وحراريّاً. هذا وإنّ بناء السّماء واسعٌ ومتوسّعٌ إلى أن
يطوى يوم القيامة. وبعد انقضاء الأيّام
السّتة الخاصّة بخلق السّماوات السّبع والأرضين السّبع، أخرج الله سبحانه وتعالى
ضحى السّماء بنور الشّمس، وخلق النّجوم والمجرّات ودُحيت الكرةُ الأرضيّة؛ إذ أخرج
الله منها ماءها ومرعاها. ويأتي هذا التّسلسل
منسجماً مع ما أثبته العلم من عمرٍ للكون وللشمس، وللزمن الّذي مضى على تكوّن
القشرة الصّلبة للأرض.
يؤكّد البحثُ
وجود سبع أرضين، ويرجّح البحث ما رجّحه جمهور المفسِّرين وشرّاح الحديث: الأرضون
السَّبع طباق وفتق، بل لعلَّهنَّ سبع مستويات كرويّة متحدة المركز (concentric) تتوزَّع عليها المجرّات والعناقيد والصفائح المجرّيّة؛ بما يشابه
توزيع إلكترونات الذَّرات على سبع مدارات رئيسة.
بل لعلَّ الأرضين هي ما يسميّه علماء الكون بالمادَّة المظلمة الباردة
الّتي هي بمثابة حاضن جذبي يكفل التّركيب المنحصر جذبيّاً لعناقيد المجرَّات (Gravitationally bound
clusters). فلكلِّ مستوى أو أرض من هذه السَّبع
مادَّته المظلمة الّتي تحوي نصيبها من المجرَّات والعناقيد. ويُحسُّ
بهذه الكتلة المظلمة من خلال تأثيرها الجاذبي (gravitational
effect) الواضح عندما
تكون الدِّراسة على مستوى المجرّة أو مجموعة المجرّات (cluster of
galaxies). وإنّ المادة الكونيّة المظلمة اللازمة لغلق
الكون لا تتواجد داخل العنقود الضّخم، وإنّما خارج هذه العناقيد. يتحقّق ممّا سبق أنّ جزءاً كبيراً من المادّة
المظلمة يتواجد خارج العناقيد المجريّة، ولعلّ هذا بعض ما ترشد إليه الآية الكريمة
: (فَلَا
أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا
لَا تُبْصِرُونَ) ] الحاقة 38-39 [.
هذا ويحيط البناء السَّماوي الأوّل بجميع الأرضين والمجرَّات من جهة العلوّ
(الخارج). ينسجم هذا الفهم مع النّصوص
الواردة في ظلم الأرض. ويتّفق مع حديث
الرّوح الّذي جزم بأنَّ الأرضين طباق؛ وشاهده هو: (فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ
فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى) . كما وذكر المفسِّرون: (وَمِنَ الْأَرْضِ
مِثْلَهُنَّ) يعني سبعاً. السّماوات
والأرضون السّبع مبسوطة ومفتوقة في الحياة الدّنيا، بعد أن كانتا رتقاً عند بدء
خلقهنَّ. هذا وسيقبضهنَّ الجبّارُ يوم القيامة : وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر 67].
1) البلازما (Plasma): غاز شبه متعادل (Quasineutral) يتكوّن من جسيمات مشحونة وأخرى متعادلة،
ويتّسم الغاز بالسّلوك الجماعي (Collective behavior).
2) الكون كلّ ما هو مخلوق موجود أو قد يوجد على
مرّ الزّمان والمكان.
Universe: The totality of
all space and time; all that is; has been, and will be.
3) المادّة المظلمة (Dark matter): مادّة لا ترى في الحزمة البصريّة المرئيّة
ولا في غيرها من الأطوال الموجيّة (not visible in optical or other wavelengths)، وتكتشف عن طريق تأثيرها الجاذبي (gravitational effect)، وتشكّل أكثر من 95% من مادّة الكون.
4) المجرّة (Galaxy): وحدة البناء على النطاق الكوني الكبير،
وتضمّ حوالي
5) الإزاحة
الحمراء (Red
shift): الاستطالة الّتي تحصل
للأطوال الموجيّة المنبعثة من مصدر يتباعد من الرّاصد.
6) مستويات
الطّاقة (Energy
levels): تقرّرُ ميكانيكا الكم أنّ طاقة إلكترونات الذّرة لا تأخذ قيماً
عشوائيّة. وإنّما تكون في مستويات مكمّمة
(Quantized).
7) الانفجار العظيم (Big Bang): لحظة افتراضيّة لبداية الكون، والّذي كان
حارّاً وكثيفاً، وتمدّد سريعاً ليتبرّد وتنخفض درجة حرارته.
8) المادّة
النيوكليونيّة أو النّوويّة (Nucleonic Matter): المادّة الّتي يتكوّن تركيبها النّووي من
بروتونات ونيوترونات.
المصادر
القرآن الكريم
كتب الحديث الشريف
التفاسير:
(1ابن
عطية الأندلسي، أبي محمد عبدالحق بن غالب (ت 546
هـ)، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، دار الكتب العلمية (بيروت- لبنان
1413
هـ -1993 ميلادي)، خمسة أجزاء .
(2ابن
كثير القرشي الدمشقي، عمادالدين أبي الفداء (ت 774 هـ)،
تفسير القرآن العظيم، دار الفيحاء (دمشق الطبعة الأولى 1414
هـ -1994 ميلادي)، أربع مجلدات.
(3 أبو حيان الأندلسي الغرناطي، محمد بن يوسف (654-754 هـ)، البحر المحيط،
دار الفكر (بيروت-لبنان 1412 هـ -1992 ميلادي)،
تسعة أجزاء .
(4 أبو حيان الأندلسي الغرناطي، محمد بن يوسف ( 654-745 هـ)، النهر الماد من البحر الى المحيط، دار الجيل
(بيروت-لبنان 1416 هـ -1995
ميلادي)، ستّة أجزاء .
(5أبي
العباس، شهاب الدين (ت 756 هـ) ، الدر المصون في علوم الكتاب
المكنون ، دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان 1414 هـ
-1994 ميلادي)، ستة أجزاء .
(6أبو الفضل، جمال الدين المصري،
لسان العرب (دار صادر بيروت).
7) الألوسي، روح المعاني في
تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني. م 13، ج 24، ص 39-42.
8) البغوي، معالم
التنـزيل في
التفسير والتأويل. م 5، ص 407.
(9البقاعي،
برهان الدين (ت 885 هـ)، نظم الدرر في تناسب الآيات
والسور، دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان 1415 هـ
10) البنّا،أحمد
عبدالرّحمن ، الفتح الرّباني مع شرحه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرّباني ، دار الشّهاب
القاهرة، م 7، ص 78.
11) البيضاوي أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 3، ص 221.
(12الجوزي،
أبو الفرج جمال الدين (ت 597 هـ) زاد المسير في علم التفسير.
دار الفكر (بيروت-لبنان الطبعة الأولى 1407 هـ
13) جوهري، طنطاوي، الجواهر
في تفسير القرآن الكريم. دار إحياء
التراث العربي (بيروت 1412 هـ
(14حوى
، سعيد، الأساس في التفسير. دار السلام للطباعة والنشر (الطبعة الرابعة 1414
هـ
15) الخازن، علاء الدّين علي
بن محمّد البغدادي، لباب التأويل في معاني التنـزيل. م 4، ص 351-352.
(16الخطيب،
عبدالكريم ، التفسير القرآني للقرآن ، دار الفكر (بيروت-لبنان
(17الرّازي،
فخر الدين ( 544-604 هـ)، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب،
دار الفكر (بيروت-لبنان 1415 هـ
(18 الزحيلي، أ.د. وهبة، التفسير
المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دار الفكر (بيروت-لبنان الطبعة الأولى 1411
هـ
19) الزركشي، البرهان
في علوم القرآن. م4 ص 9.
(20الزمخشري، أبو القاسم جار اللّه
محمود بن عمر (467-538
هـ) ، الكشاف عن حقائق التّنـزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّأويل،
دار الفكر (بيروت-لبنان)، أربع مجلّدات.
(21السمرقندي ، أبي الليث نصر بن
محمد (ت 375 هـ) ، بحر العلوم ، دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان 1413
هـ
(22السيوطي،
عبدالرحمن جلال الدين، الدّر المنثور في التفسير المأثور (ت 911 هـ)، دار الفكر (بيروت-لبنان الطبعة الثانية 1414
هـ
(23
الشعراوي، محمد متولي (ت 1991 ميلادي)، تفسير الشعراوي، أخبار اليوم
قطاع الثقافة (مصر 1411 هـ
24) الشوكاني، فتح القدير الجامع بين
فنّي الرّواية والدّراية من علم التّفسير. ج 5، ص 247.
(25الصابوني،
محمد علي، صفوة التفاسير. دار القرآن الكريم (بيروت-لبنان الطبعة الرابعة 1402
هـ
(26الصابوني، محمد علي، مختصر
تفسير بن كثير، دار القرآن الكريم (بيروت- الطبعة الثامنة). ثلاثة أجزاء.
27) العسقلاني،
فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب 2، ج 6 ، ص 360-361.
(28العمادي،
أبي السعود محمد بن محمد (951 هـ)، إرشاد العقل السليم إلى مزايا
القرآن الكريم تفسير أبي السعود،
دار احياء التراث العربي (بيروت-لبنان الطبعة الرابعة 1414
هـ
(29القاسمي،
محمد جمال (ت 1332 هـ
(30القرطبي، أبي عبدالله محمد بن
أحمد (ت 671 هـ)، الجامع لأحكام القرآن،
دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان الطبعة الخامسة 1417 هـ
31) الكاندهلوي، محمد زكريا، أوجز المسالك إلى
موطّأ مالك، دار الفكر (بيروت 1409 هـ
(32الماوردي،
تصنيف أبي الحسن البصري ( 364-450 هـ)، مراجعة وتعليق السَيد بن
عبدالرحيم، النّكت والعيون تفسير الماوردي، دار الكتب العلمية
(بيروت-لبنان)، ستّ مجلدات.
(33المراغي،
أحمد مصطفى، تفسير المراغي. دار إحياء التراث العربي (بيروت-لبنان 1365 هجري)، ثلاثون جزءاً.
(34الناصري،
محمد المكي ، التيسير في أحاديث التفسير، دار الغرب الاسلامي (بيروت-لبنان
الطبعة الأولى 1405 هـ
35)
الإمام النّووي، شرح صحيح مسلم، دار الرَّيان للتراث، الطبعة الأولى 1407 هج 1987 م، القاهرة المجلد السّادس، ج 17 ، ص 132.
(36 النيسابوري، نظام الدين الحسن بن محمد (ت 738 هـ)
، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، دار الكتب العلمية (بيروت- لبنان 1416
هـ
(37المنتخب في
تفسير القرآن الكريم تأليف لجنة القرآن والسّنّة ( القاهرة
).
38) مجمع اللّغة العربيّة الإدارة العامّة
للمعجمات وإحياء التراث، مصر، المعجم الوسيط. دار الدعوة استنبول تركية، ج 1 ، ص 643.
المراجع
المراجع العربيّة
1) العمري،
حسين، بناء السماء والمادّة
المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن.
مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
2) العمري، حسين، خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
3) العمري،
حسين يوسف راشد، الأرضون
السّبع لغز المادّة المظلمة ، مجلّة كليّة المعارف الجامعة، الأنبار، (2004)، العدد السادس، ص 10.
4) العمري، حسين يوسف راشد، حبك السماء
بالأمواج الصّوتيّة (عمري).
5) العمري، حسين يوسف راشد، إنزال الحديد
6)
العمري، حسين يوسف راشد، مدّ
الكرة الأرضيّة
7) العمري، حسين يوسف راشد، الأزواج الفيزيائية.
(8عوض،
فوزي غالب، الشيباني، خضر محمد، حسيب، عادل مجذوب، مباديء فيزياء الجوامد ،
مطابع جامعة الملك سعود (1412 هـ
المراجع الإنجليزية
1) Abell, George O., Realm of the Universe,
Holt, Rinehart and wnston, inc.
2) Bahcall, N. A.
3) Bowers, R. and Deeming, T.
Astrophysics Volume II The interstellar medium, Jones and Bartlett Publisher,
Inc.
4) Dormand, J. R., and
Woolfson, M. M., The origin of the solar system, Halsted, John Wiley,
1989 page 22.
5) Fairall, Anthony (1998).
"Large-scale structure in the universe", Wiley-Praxis
publishing,
6) http://oposite.stsci.edu.pubinfo/background-text/galaxpdx.txt
7) http://www.cas.muohio.edu/~mbiws/changethrutime/earthformationpage.html
8) http://www.llnl.gov/str/Minarik.html
10)
http://zebu.uoregon.edu/cosmo.html
11) Huchra, J. P.
12)
Kittel, Charles, Introduction to solid sate physics, 5th ed (1976). John
Wiley and Sons,
13)
Omari,
Hussain Y. Rashed. 1999, Finite closed universe contained in a spherical
shell SAMA', Al-Manarah, vol. 4, No. 2,
85.
14) Ostriker, J. E., Peebles, P. J. E., &
Yahil, A. 1974, ApJ, 193, L1.
15) Peacock, J. A. (1999).
"Cosmological physics", Cambridge University Press,
16) Postman, M., Geller, M. J., & Huchra, J.
P. 1988, AJ, 95, 267.
17) Roos, M.
(1994). "Introduction to Cosmology
", Wiley and Sons, Inc.,
18) Rowan-Robinson,
Michale, Cosmology, Clarendon Press.
19) Sanders & McGaugh 2002,
"Modified Newtonian Dynamics as an Alternative to Dark Matter," ARAA,
40, 263.
19) Shore, Steven N.,
Astrophysics, Encyclopedia of Astronomy and Astrophysics, Academic Press, Inc.,
San Diego California, P. 187 (1989).
20) Swihart, Thomas L., Quantitative
Astronomy, Prentice-Hall , Inc.,
21)
Weinberg,
the first three minutes pp 48-49.
22) Weinberg, Steven, 1972. Gravitation and cosmology: principles and
applications of the general theory of relativity, page 407. John Wiley and Sons,
23) York, Donald G., Space Interstellar Matter, Encyclopedia of Astronomy
and Astrophysics, Academic Press Inc.,
24) Zeilik, Michale Conceptual
Astronomy, John Wiley and Sons , Inc (1993).
25) Zeilik, Michal,
Astronomy the evolving universe, John Wiley and sons,
[2] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 3، ص 725 ؛ أبو السعود ، تفسير أبي السعود. ج 9، ص 3
[3] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 19، ص112 ؛ أبو حيّان، البحر المحيط. ج 10، ص 384
[4] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 12، ص 75؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. م 3 ، ص 325؛ الأندلسي الغرناطي، النهر
الماد من البحر الى المحيط. م 4 ص 216-217؛ العمادي، أبي السعود، تفسير أبي السعود، ج 6، ص 127
[5] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير، م 3، ص553 ؛ أبو حيّان حيان ، البحر المحيط ، ج 10 ص 221
[6] الصابوني ، مختصر
تفسير بن كثير. م 3، ص 63 ؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 14، ص 40
[7] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 2، ص 268-269 ؛
القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 9، ص 184
[8] البخاري، محمد بن إسماعيل (256 هـ)، صحيح
البخاري مطبوع مع فتح الباري شرح صحيح البخاري، دار الكتب العلمية (بيروت- لبنان 1418 هج –
[9] صحيح مسلم، كتاب القدر، حديث رقم 4797. وكذلك في سنن الترمذي، كتاب القدر، حديث رقم 2082. وكذلك في مسند أحمد، مسند المكثرين من الصحابة،
حديث رقم 6291
[10]
ابن كثير ، م 2، ص 575
[11] البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل،
ج 3، ص 221
[12] أبو حيان ، البحر
المحيط في التفسير، م 3 ص 213؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح
البخاري، ج 6، ص 355
[13] ابن كثير ، م 2، ص 575
[14] ج 6، ص 355
[15] البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل،
ج 3، ص 221
[16] أبو حيان ، البحر
المحيط في التفسير، م 3 ص 213؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح
البخاري، ج 6، ص 355
[17] الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل.
دار الفكر (بيروت). م 4، ص 184؛
ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب
العزيز، 1993 م، م 5، ص 181؛
الزمخشري، الكشّاف، م 4، ص 20؛
البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، 1995 م، ج 7، ص 285؛
النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان. م 6، ص 189-190 ؛ ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم. م 4، ص 303
[18] البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل. ج 5، ص 241؛
أبو حيان، النهر الماد من البحر الى المحيط، . م 5، ص 244؛ السمرقندي
، بحر العلوم، ج 3، ص 280؛ القاسمي،
محاسن التأويل، م 9
، ج 2،
ص 202-203 ؛ أبو الفرج، زاد المسير في علم التفسير. م 7، ص 212 ؛ الماوردي، النّكت والعيون تفسير الماوردي، م 5، ص 373-374؛ الناصري،
التيسير في أحاديث التفسير، ج 6، ص 93؛ حوى، الأساس في التفسير.
م 10،
ص 5522؛ العمادي،
أبي السعود ، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم . م 7-9 ، ص 142-143؛
السمين الحلبي، الدّر المصون في علم الكتاب المكنون،
ج 6، ص 192؛ أبو
حيان الأندلسي الغرناطي، البحر المحيط في التفسير، م 9 ص 560؛ العمري، بناء السّماء
والمادّة المظلمة الباردة ، 2002
[19] Zeilik,
1994, p483
[20] Zeilik,
1994, p 487.
[21]
العمري، بناء السّماء
والمادّة المظلمة الباردة، 2002.
[22] البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل،
ج 3، ص 221؛ أبو حيان ، البحر المحيط في التفسير، م
3 ص 213؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 6، ج 11 ص، 188؛
الصابوني، مختصر تفسير بن كثير، م 2، ص 506
[23] Zeilik, 1994, p 496;
Weinberg,
the first three minutes pp 49-113;
العمري،
بناء
السّماء والمادّة المظلمة الباردة، 2002.
[24] ابن كثير ، تفسير
القرآن العظيم، م 1، ص 102؛
السيوطي، الدّر المنثور في التفسير
المأثور ،ج 1، ص 106-107
[25] Zeilik,
1994, p483.
[26] Weinberg,
the first three minutes pp 48-49, pp 104-105
[27]
العمري، بناء السّماء
والمادّة المظلمة الباردة ، 2002
[28] Bowers and Deeming. Volume II The
interstellar medium, Page 501-502 (1984).
[29] Bowers and Deeming. Volume I, Page 76
(1984).
[30] Swihart, Quantitative Astronomy, 1992
[31] Swihart, Quantitative Astronomy, 1992
[32] Ostriker,
Peebles, & Yahil, 1974
[33] Bahcall,
1997, p 61
[34]) Huchra, 1988, p 257
[35] Postman, Geller, & Huchra. 1988
[36] (Zeilik,
Astronomy The evolving universe, Page 482; Weinberg, 1972. Gravitation and
cosmology, page 407.
[37]) Omari, 1999
[38]) Omari, 1999
[39] ) البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل،
ج 3، ص 221
[40] الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن،
1995 ، م1، ص 272-281
[41] أبو حيان ، البحر
المحيط في التفسير. ج 1 ، ص 216-220
[42] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير، م 2، ص 506؛
الزمخشري، الكشّاف. م 2، ص 570
[43]Weinberg, the first three
minutes pp 48-49.
العمري، الأرضون السّبع ، 2004؛ العمري،
بناء
السّماء والمادّة المظلمة الباردة ، 2002؛
السيوطي، الدرّ المنثور في التفسير المأثور. ج 1، ص 107؛ ج 1، ص 106
[44] الزمخشري، الكشّاف. م 1، ص 270
[45] النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب
الفرقان، ج 1، ص 210؛ العمادي، تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم. ج 1 ، ص 78؛ البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل. ج 1، ص 273
[46] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير، م 2، ص 506
[47] البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل.
ج 5، ص 448؛
الزمخشري، الكشّاف. م 4، ص 214؛ القرطبي،
الجامع لأحكام القرآن. م 19 ص 133؛ أبو
الفرج، زاد المسير في علم التفسير. م 8، ص 176؛ العمادي، تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم . ج 9 ، ص
101-102؛
الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل. م 4، ص 351-352؛ الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، م 16،
ص 1441-
1442؛ الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، م 30، ص 45؛
جوهري طنطاوي، الجواهر في تفسير القرآن الكريم. م 25، ص 35
[48] الزمخشري، الكشّاف. م 1، ص 270؛
النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ج 1، ص 210؛ العمادي،
تفسير أبي السعود إرشاد العقل
السليم إلى مزايا القرآن الكريم. ج 1 ، ص 78؛
البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل. ج 1، ص 273
[49] البحر المحيط
في التفسير ج 1 ، ص 216.
[50] صحيح مسلم، كتاب القدر، حديث رقم 4797؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح
البخاري، ج 6، ص 355.
[51] Weinberg, the first three minutes pp 94-113
[52] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 7 ص 140.
[53] أبو حيان ، البحر
المحيط في التفسير. ج 1 ، ص
216-217.
[54] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 1 ص 176.
[55]
العمري، بناء السّماء
والمادّة المظلمة الباردة ، 2002 ؛
Weinberg, the first
three minutes pp 94-113.
[56] أبو حيان ، البحر
المحيط في التفسير. ج 1 ، ص 218-219
[57] الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسّبع المثاني. م 1، ص 346؛ الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن،
[58] الدرويش، إعراب القرآن الكريم. م 1، ص 74 ؛ القاسمي، محاسن التأويل. ج 2، ص 91
[59] إبن منظور، لسان العرب. م 11، ص 209؛ أبو الفرج، زاد المسير في علم التفسير. م 7، ص 56 ؛ أبو حيان، النهر الماد من البحر المحيط . م 5، ص 90؛ أبو
حيان ، البحر المحيط في التفسير. م
9 ، ص 292 ؛ ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير
الكتاب العزيز. م 5، ص 7؛ النيسابوري، الوسيط في تفسير القرآن
المجيد. ج 4، ص 27؛ الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة
والمنهج. ج 24، ص 193؛
البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل. ج 5، ص 109؛ الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسّبع المثاني. م 13، ص 159
[60] أبو حيان ، البحر
المحيط في التفسير. ج 1 ، ص 216-217؛ الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسّبع المثاني. م 1، ص 346؛ الرّازي،
التفسير الكبير ومفاتيح الغيب. م 1 ، ص
171
[61] التفسير
الكبير ومفاتيح الغيب. م 16 ، ص 47- 48
[62] العمري، الأرضون السّبع لغز المادّة المظلمة ، 2004؛ العمري،
بناء
السّماء والمادّة المظلمة الباردة ، 2002؛ Omari, 1999
[63] Fairal,
Large scale structure in the universe, 1998 ,p 158-159.
[64] Fairal,
Large scale structure in the universe, 1998, p 160; Roos, 1994, p 102-103; Rowan-Robinson, 1996, p 93.
[65] الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسّبع المثاني. م 3، ص 153
[66] الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسّبع المثاني. م 3، ص 153
Mushaf
Al-Madinah An-Nabawiyah, The Holy QUR-AN, English translation of the meaning
and commentary, p 1456
[67] أبو السعود
العمادي، إرشاد العقل السليم : ج 8 ، ص 4
[68] أبو حيان ، البحر
المحيط في التفسير. ج 9 ، ص 290
[69] إبن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح
البخاري، 1997 م، رقم 3191.
أطرافه في: 3190، 4365، 4386، 7418؛
كتاب بدء الخلق، باب 1، ص 356؛ ج 6، ص 355؛ صحيح
مسلم، كتاب القدر، حديث رقم 4797؛
سنن الترمذي، كتاب القدر، حديث رقم 2082؛
مسند أحمد، مسند المكثرين من الصحابة، حديث رقم 6291
[70] العمري، الأرضون السّبع، 2004؛ العمري،
بناء السماء والمادّة المظلمة الباردة ، 2002؛ أبو حيان ، البحر المحيط في التفسير ج 9 ، ص
290
[71] العمري، الأرضون السّبع، 2004
[72] أبو حيان ، البحر
المحيط في التفسير ج 9 ، ص
291؛ الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسّبع المثاني. م 13، ص 164
[73] الزمخشري، الكشّاف. م 3، ص 445
[74] العمري، الأرضون السّبع ، 2004
[75] الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسّبع المثاني. م 13، ص 167
[76] البقاعي، نظم
الدرر في تناسب الآيات والسور، ج 5، ص 81 ؛ المراغي، تفسير المراغي. ج 17، ص 27؛ النيسابوري، تفسير
غرائب القرآن ورغائب الفرقان، م 5، ج 17، ص 18؛ القاسمي، محاسن التأويل، م 7، ج 11، ص 253-252 ؛ الصابوني، صفوة التفاسير. ، م 2، ص261
؛
الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. م 5، ص 242؛ أبو حيان، النهر الماد من البحر الى المحيط.
م 4، ص 134؛ الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير، م 2، ص 507 ؛ الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة
والمنهج. ج 17،
ص 49؛ أبو حيان، البحر المحيط،
ج 7، ص 426
[77] البقاعي، نظم
الدّرر في تناسب الآيات والسور. ج 1، ص 56؛ النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان.
ج 1، ص 182؛ المراغي، تفسير
المراغي. ج 1،
ص 64
؛
القاسمي، التأويل. م 1، ج 2، ص68
؛
الشعراوي، تفسير الشعراوي، م 1، ص 187؛ الصَّابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 1، ص 38؛ ابن كثير ، تفسير
القرآن العظيم، ج 1، ص 88 ؛ السيوطي، الدّر المنثور في التفسير المأثور.
م 1، ص 85؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 1، ج 1، ص 159؛ أبو حيّان، النهر
الماد من البحر الى المحيط. م 1، ص 72
؛ ابن
عطية الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. ج 1، ص 105؛ البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.
ج 1، ص 56 ؛ الشعراوي، تفسير الشعراوي. م 1، ص 187؛ الصابوني، مختصر تفسير بن كثير. م 1، ص 38
[78] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 3، ص 725 ؛ أبو السعود ، تفسير أبي السعود. ج 9، ص 3
[79] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 19، ص 112 ؛ أبو حيّان، البحر المحيط. ج 10، ص 384
[80] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 12، ص 75؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. م 3 ، ص 325؛ الأندلسي الغرناطي، النهر
الماد من البحر الى المحيط. م 4 ص 216-217؛ العمادي، أبي السعود، تفسير أبي السعود، ج 6، ص 127
[81] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 20، ص 25
[82] الصابوني ، مختصر
تفسير بن كثير. م 3، ص 63 ؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 14، ص 40
[83]
أبو الفضل، لسان العرب (دار صادر بيروت)،
م 4،
ص 301.
[84]
أبو الفضل، لسان العرب. م 4،
ص 229 .
[85]
الصابوني، مختصر تفسير بن كثير.
م 2، ص 268-269؛
القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 9، ص 184
[86] Zeilik, Michale Astronomy The evolving universe, P. 428,
445, 455.
[87] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 12، ص 75؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. م 3 ، ص 325؛ الأندلسي الغرناطي، النهر
الماد من البحر الى المحيط. م 4 ص 216-217؛ العمادي، أبي السعود، تفسير أبي السعود، ج 6، ص 127
[88] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير، م 3، ص 553 ؛ أبو حيّان حيان ، البحر المحيط ، ج 10 ص 221
[89] البقاعي، نظم
الدرر في تناسب الآيات والسور، ج 1، ص83 ؛
النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان. ج 1، ص 211؛ المراغي، تفسير المراغي. ج 1، ص 77؛ الزحيلي، التفسير
المنير في العقيدة والشريعة والمنهج. ج 1، ص 118؛ النيسابوري، الوسيط في تفسير القرآن المجيد،
ج 1 ، ص 112؛ أبو حيّان، النهر
الماد من البحر الى المحيط. ج 1، ص 94؛ أبو حيّان، البحر المحيط. ج 1، ص 115؛ الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 1، ص 48 ؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. ج 1، ص 102؛ القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 1، ص 177؛ ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير
الكتاب العزيز، ج 1، ص 115؛ الزمخشري، الكشاف، م 1، ص 270-271
[90] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 3، ص 725 ؛ أبو السعود ، تفسير أبي السعود. ج 9، ص 3
[91] البقاعي، نظم
الدرر في تناسب الآيات والسور، ج 1، ص 83 ؛ النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان،
ج 1، ص 211؛ المراغي، تفسير
المراغي. ج 1،
ص 77؛ الزحيلي، التفسير
المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، ج 1، ص 118؛ النيسابوري، الوسيط في تفسير القرآن المجيد،
ج 1، ص 112؛ أبو حيّان، النهر
الماد من البحر الى المحيط. ج 1، ص 94 ؛ أبو حيّان، البحر المحيط. ج 1، ص 115؛ الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 1، ص 48؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. ج 1، ص 102 ؛ القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 1، ص 177؛ ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير
الكتاب العزيز، ج1، ص 115؛ الزمخشري، الكشاف. م 1، ص 270-271
[92] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. م 9، ج 18، ص 115؛ الصابوني، مختصر تفسير بن كثير. م 3، ص 518
[93] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 19، ص 112 ؛ أبو حيّان، البحر المحيط. ج 10، ص 384
[94] ابن كثير، تفسير
القرآن العظيم. م 4، ص 284؛ الزمخشري، الكشاف. م 4، ص 4؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 9، ج 17، ص 6؛ البقاعي، نظم الدرر
في تناسب الآيات والسور، ج 7، ص 249؛ المراغي، تفسير المراغي. ج 26، ص 153
؛
القاسمي، محاسن التأويل. م 9، ج 15، ص153 ؛ الصابوني، صفوة التفاسير. م 3، ص 242؛ الزحيلي، التفسير
المنير في العقيدة والشريعة والمنهج. ج 26، ص 280؛ النيسابوري، الوسيط في تفسير القرآن المجيد.
ج 4، ص 163؛ أبو حيّان ، النهر
الماد من البحر الى المحيط. م 5، ص 221
؛ أبو
حيّان ، محمد بن يوسف، البحر المحيط. ج 9، ص 531
[95] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 3، ص 372 ؛ أبو السعود، تفسير أبي السعود. ج 8، ص 126؛ القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. م 9، ج 18، ص 136
[96] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. م 9، ج 18، ص 136؛ الصابوني، مختصر تفسير بن كثير. م 3، ص 382؛ أبو السعود، تفسير أبي السعود. ج 8، ص 137؛ أبو حيّان ، البحر
المحيط. ج 9،
ص 549
[97] الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 3، ص 382؛ أبو السعود، تفسير أبي
السعود. ج 8،
ص 137؛ أبو حيّان ، البحر
المحيط. ج 9،
ص 549
[98]
الزمخشري، الكشاف. م2، ص 78؛ الشعراوي، تفسير الشعراوي. م 7 ص 4136 ؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. م 2، ص 287 ؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. م
2، ص 285-287؛
القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 4، ج 7، ص 132.
وحديث البراء بن عازب في مسند أحمد – أول مسند الكوفيين – حديث :17803 رواه أحمد وابن أبي شيبة
والطيالسي والنسائي وابن جرير وابن ماجة وابن أبي حاتم وصحّحه ابن مردويه والحاكم
ورواه البيهقي وابن حبّان وأبو عوانة الأسفرائيني.
[99] ابن كثير تفسير،
القرآن العظيم. م 2، ص 722؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م5، ج 10، ص 7 ؛ الزمخشري، الكشاف. م 2، ص 389
[100] ابن كثير، تفسير
القرآن العظيم. م 4، ص337 ؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 9، ج 17، ص
86
[101] الرّازي، التفسير
الكبير ومفاتيح الغيب، ج 31 ، ص 46-47
[102] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 19، ص 132
[103] القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. ج 19، ص 132
؛ الزمخشري، الكشاف. م 4،
ص 214
[104] الرّازي، التفسير
الكبير ومفاتيح الغيب. م 14، ص 228
[105] أبو حيّان، النهر
الماد من البحر الى المحيط. م 5، ص 244؛ ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب
العزيز. ج5، ص 181؛ أبو العباس، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ، ج6، ص 192؛ أبو حيّان، البحر
المحيط. ج9،
ص 560
[106] السمرقندي ، بحر
العلوم. ج3، ص 280؛ أبو الفرج ، زاد المسير في علم التفسير ، ج 7، ص 212؛ الخطيب، التفسير
القرآني للقرآن، م 14، ص 529-530
[107] الزمخشري، الكشاف.
م 4،
ص 20
؛
الرّازي، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب. م
14، ص 227
[108] القاسمي، محاسن
التأويل. م 9، ج 2، ص 202-203؛ الماوردي، النّكت والعيون تفسير الماوردي، م 5، ص 373-374؛ الناصري، التيسير في أحاديث التفسير، ج 6، ص 93
[109] Bowers, R. and Deeming, T.
Astrophysics Volume II The interstellar medium, Jones and Bartlett Publisher,
Inc. Boston, Page 468.
[110] Bowers, R. and Deeming, T. Astrophysics Volume II The
interstellar medium, Jones and Bartlett Publisher, Inc. Boston, Page 468.
[111] Zeilik, Michale Astronomy The
evolving universe, Page 428, 445, 455.
[112]
الصابوني، مختصر تفسير بن كثير.
م 3، ص 372؛ أبو السعود، تفسير أبي السعود. ج 8، ص 126؛
القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 9، ج 18، ص 136؛ الصابوني، مختصر تفسير بن كثير. م 3،
ص 382 ؛ أبو السعود، تفسير أبي السعود. ج 8، ص 137؛ أبو حيّان ، البحر المحيط. ج 9، ص 549
[113] Zeilik, (1993), Page 397-398.
[114]
القرطبي، الجامع لأحكام القرآن.
ج 17 ، ص 43؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. م 4، ص 307
[115]
أبو حيّان، النهر الماد من البحر
الى المحيط. م 5،
ص 244؛ ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز
في تفسير الكتاب العزيز. ج5، ص 181؛ أبو العباس، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ، ج6، ص 192؛ أبو حيّان، البحر المحيط. ج9، ص 560.
[116] ) قَالَ أَبو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَسَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ هُوَ
مِصْرِيٌّ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ
الأئِمَّةِ (الترمذي كتاب صفة جهنّم رقم 2513).
حَدَّثَنَاه الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شُجَاعٍ عَنْ أَبِي
السَّمْحِ عَنْ عِيسَى بْنِ هِلالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ ( أحمد مسند المكثرين من
الصحابة 6561).
[117]
حوى ، الأساس في التفسير.
م 10،
ص 5522 .
[118]
القاسمي، محاسن التأويل. م 9، ج 2، ص 202-203؛ الماوردي، النّكت والعيون تفسير الماوردي، م 5، ص 373-374؛
الناصري، التيسير في أحاديث التفسير، ج 6، ص 93.
[119]
) الصابوني، مختصر تفسير
بن كثير. م 3،
ص 389
[120]
أبو حيّان، النهر الماد من البحر
الى المحيط. م 5،
ص 244؛ ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز
في تفسير الكتاب العزيز. ج5، ص 181؛ أبو العباس، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ، ج6، ص 192؛ أبو حيّان، البحر المحيط. ج9، ص 560.
[121]
) قَالَ أَبو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ (الترمذي كتاب صفة جهنّم رقم 2513). ( أحمد مسند المكثرين من الصحابة 6561).
[122]
أبو حيّان، النهر الماد من
البحر الى المحيط. م 5، ص 89.
[123]
عوض، فوزي غالب، الشيباني، خضر
محمد، حسيب، عادل مجذوب، مباديء فيزياء الجوامد (مطابع جامعة الملك سعود (1412 هجري - 1992 ميلادي)، ص 25 .
[124]
مسلم \ فضائل الصّحابة\ حديث رقم 4596.
[125] http://zebu. uoregon.edu/cosmo.html
[126] Kittel, (1976). page 359.
[127] York, Donald G., p. 635 (1989).
[128] Kittel, Charles, page 360, 362.
[129] Kittel, Charles, page 365, 368.
[130] ) Zeilik,
Michale Astronomy The evolving Universe. Page 428, 445, 455.
[131]
) قَالَ أَبو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ (الترمذي كتاب صفة جهنّم رقم 2513). ( أحمد مسند المكثرين من الصحابة 6561).
[132] Omari, 1999.
[133] http://oposite.stsci.edu.pubinfo/background-text/galaxpdx.txt.
[134]
القرطبي، الجامع لأحكام القرآن.
ج 17 ، ص 43 ؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. م 4، ص 307
.
[135] Omari,
1999.
[136] Rowan-Robinson, 1996, p 82.
[137]
العمري، بناء السماء والمادّة المظلمة الباردة ، 2002.
[138]
القرطبي م 8 ج 15 ص 186
[139]
سنن النسائي- الأيمان والنذور- 3865، سنن أبي داود- البيوع- 2952
[140]
الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فنّي
الرّواية والدّراية من علم التّفسير. ج 5، ص 247.
[141]) الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فنّي الرّواية والدّراية من
علم التّفسير. ج 5، ص 247؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 4 ج 18 ص 115؛ الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني، دار الفكر
(بيروت 1414 هـ-
[142]
صحيح البخاري، كتاب المظالم، حديث رقم 1120.
[143]) صحيح البخاري: كتاب المظالم، أحاديث رقم:
2272-2274، كتاب بدء
الخلق، أحاديث رقم:2956، 2957، 2959؛ صحيح مسلم، كتاب المساقاة، أحاديث رقم:3020-3023، 3025؛ أحمد، المسند: كتاب مسند العشرة المبشّرين بالجنّة،
الأحاديث رقم: 1542، 1547، 1522 ، 1553، 1554 ، 1556، 1559، 1562 ، 5481؛ باقي مسند المكثرين، الأحاديث رقم: 8658، 8683، 9212؛ مسند الشّامييّن، الأحاديث
رقم: 16618،
16913،
17131؛ باقي مسند الأنصار، الأحاديث رقم: 21822، 21839، 23217 ، 23364، 24947 ؛ سنن الدارمي، كتاب البيوع، حديث رقم 2492؛ الترمذي، كتاب الدّيّات، حديث رقم 1338.
[145]
مسند أحمد- مسند المكثرين من الصحابة-، حديث5481 .
[146]
صحيح البخاري، كتاب المظالم، أحاديث رقم: 2272- 2274.
[147]
صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، أحاديث رقم:2956، 2957، 2959.
[148]
سنن الدارمي، كتاب البيوع، حديث رقم 2492.
[149]
الترمذي، كتاب الدّيّات، حديث رقم 1338.
[150]) أحمد، المسند: مسند الشّامييّن، الأحاديث
رقم: : 16618، 16913، 17131؛ باقي مسند الأنصار، الأحاديث رقم: 21822، 21839، 23217 ، 23364، 24947 .
[151] الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث : الوادعي ، المصدر : الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم : 652 ، أحاديث مشابهة ، خلاصة حكم المحدث : صحيح. التخريج : أخرجه الترمذي (3241)، وأحمد (24856) واللفظ له
الراوي : عائشة أم المؤمنين ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم : 24856 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح. التخريج : أخرجه الترمذي (3241)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11453)، وأحمد (24856) واللفظ له
[152]
رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنّة
والنّار، حديث رقم 2149.
[153]
الإمام النّووي، شرح صحيح مسلم، دار
الرَّيان للتراث، الطبعة الأولى 1407 هج 1987 م، القاهرة المجلد السّادس، ج 17
، ص 132.
[154]) صحيح البخاري، كتاب التوحيد، الأحاديث رقم: 6864،
6865،
6959 ؛ صحيح البخاري، كتاب
التفسير، حديث رقم: 4437؛ صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار، الأحاديث رقم: 4992، 4993؛ التّرمذي، كتاب تفسير القرآن، حديث رقم 3162؛ أحمد، مسند المكثرين من الصّحابة،
الأحاديث رقم: 3409، 3878، 4138.
[155]) الرّازي، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب. م 14 ، ص 17-18؛ الألوسي، روح المعاني في
تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني. م 13، ج 24، ص 39-42؛ البيضاوي، أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 5، ص 77؛ أبو حيان، البحر
المحيط في التفسير. جزء 9 ص 220؛ أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن
الكريم، جزء 7 ، ص 262- 263؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 15 ص 181؛ النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان. م 6، ص 15؛ الزمخشري، الكشاف. م3 ص 404.
[156]
العمري، حسين، خلق الكون بين الآيات
القرآنيّة والحقائق العلميّة. مؤتة للبحوث والدّراسات،
سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
[157]
البيضاوي أنوار التنـزيل وأسرار التأويل.
ج 3، ص 221.
[158]
العمري، حسين، خلق الكون بين
الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة.
مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
[159]) العمري، حسين، بناء السماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة
بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات،
سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
45- Weinberg, the first three minutes pp 48-49.
[160]
العمري، حسين، بناء السماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة
بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات،
سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
[162] الزمخشري، أبو القاسم جار الله، الكشّاف. م 1، ص 270؛ مجمع اللّغة العربيّة الإدارة العامّة
للمعجمات وإحياء التراث، مصر، المعجم الوسيط. دار الدعوة استنبول تركية، ج 1، ص 643.
[163] ) النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان. ج 1، ص 210؛ أبو
السعود، إرشاد
العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم.
ج 1 ، ص 78؛ البيضاوي، أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 1، ص 273.
[164]
صحيح البخاري، كتاب المظالم، حديث رقم 1120.
[165] ) صحيح البخاري،
كتاب التوحيد، الأحاديث رقم: 6864، 6865، 6959؛ صحيح البخاري،
كتاب التفسير، حديث رقم: 4437؛ صحيح مسلم،
كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار، الأحاديث رقم: 4992، 4993. التّرمذي، كتاب تفسير
القرآن، حديث رقم 3162؛ أحمد، مسند المكثرين من الصّحابة، الأحاديث رقم: 3409، 3878، 4138.
[166]
صحيح البخاري – الجهاد والسِّير – حديث 2644.
[167]
الكاندهلوي، محمد زكريا، أوجز المسالك إلى موطّأ مالك، دار الفكر (بيروت 1409 هج -
[168] أحمد، المسند، مسند الشّامييّن، الأحاديث رقم: 16618، 16913، 17131. باقي مسند الأنصار، الأحاديث رقم: 21822 ، 21839، 23217 ، 23364، 24947.
[169]
مسند أحمد – أول مسند الكوفيين – حديث 17803. رواه أحمد وابن أبي شيبة والطيالسي والنسائي
وابن جرير وابن ماجة وابن أبي حاتم وصحّحه ابن مردويه والحاكم ورواه البيهقي وابن
حبّان وأبو عوانة الأسفرائيني.
[170]
أحمد عبدالرّحمن البنّا، الفتح الرّباني
مع شرحه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرّباني ، دار الشّهاب القاهرة، م 7،
ص 78.
[171]
الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فنّي
الرّواية والدّراية من علم التّفسير. ج 5، ص 247.
[172]
) قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ (الترمذي كتاب صفة جهنّم رقم 2513). ( أحمد مسند المكثرين من الصحابة 6561).
[173]
العمري، حسين، بناء السماء
والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة
العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
[174] http://zebu uoregon.edu/cosmo .html
[175]
العمري، حسين، بناء السماء والمادّة
المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم
الإنسانيّة والإجتماعيّة،
[176]
الزمخشري، أبو القاسم جار الله، الكشّاف.
م 1، ص 270.
[177]) النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان. ج 1، ص 210؛ أبو السعود، تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم إلى
مزايا القرآن الكريم. ج 1 ، ص 78؛
البيضاوي، ناصر الدين الشيرازي، أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 1، ص 273.
[178] الألوسي، روح المعاني
في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني. م 15، ج 28، ص 212-213.
[179] الشوكاني،
فتح القدير الجامع بين فنّي الرّواية والدّراية من علم التّفسير. ج 5، ص 247.
[180]
القرطبي، الجامع
لأحكام القرآن. م 4 ج 18 ص 115.
[181]) الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فنّي الرّواية والدّراية من
علم التّفسير. ج 5، ص 247؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 4 ج 18 ص 115؛ النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان: م 6، ص 317؛ ج 1، ص 210؛ الرّازي،
التفسير الكبير ومفاتيح الغيب المشهور بتفسير الفخر الرّازي. م 15، ج 30 ، ص 41؛ السيوطي، عبد الرحمن، الدرّ
المنثور في التفسير المأثور. ج 8، ص 209- 210؛ البغوي، معالم التنـزيل في التفسير والتأويل. م 5، ص 407؛ الزركشي، البرهان في علوم القرآن. م4 ص 9؛ الزمخشري، الكشاف. م4 ص 124؛ م 1، ص 270؛ الألوسي ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع
المثاني: م 13، ص 167؛ م 1، ص 345؛ م 13، ص 162؛
النّووي، صحيح مسلم بشرح النّووي، م 6، كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار. قال إبراهيم حدّثنا البِسطامي "وهو الحسين
بن عيسى" وسهل بن عمّارٍ وإبراهيم بن بنت حفص وغيرهم عن حجّاجٍ بهذا الحديث؛ أبو السعود، تفسير أبي
السعود إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم. ج 1 ، ص 78؛ البيضاوي، ناصر الدين الشيرازي، أنوار
التنـزيل وأسرار التأويل. ج 1،
ص 273.
[182] Zeilik, 1994, p 140-443.
[183] Zeilik, Michal, 1994, p 289.
[184]) البيضاوي ، أنوار التنـزيل وأسرار التأويل.
ج 5، ص 448؛
الزمخشري، الكشّاف. م 4، ص 214؛ القرطبي،
الجامع لأحكام القرآن. م 19 ص 133؛ أبو
الفرج، زاد المسير في علم التفسير. م 8، ص 176؛ أبو السعود، تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم . ج 9 ، ص
101-102؛
الخازن، لباب التأويل في معاني التنـزيل. م 4، ص 351-352؛ الخطيب، التفسير القرآني للقرآن. م 16، ص 1441- 1442؛
الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة
والشريعة والمنهج. م 30، ص 45 ؛ جوهري، طنطاوي، الجواهر في تفسير القرآن الكريم. م 25، ص 35؛ العمري، حسين، بناء السماء والمادّة المظلمة الباردة. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
[185] Zeilik, 1994, p 156.
[186] )
http://www.llnl.gov/str/Minarik.html.
Abell,
George O., Realm of the Universe, Holt, Rinehart and wnston, inc. New
York (1976), page 155.
[187] Previous two refs., Dormand, J. R., and
Woolfson, M. M., The origin of the solar system, Halsted, John Wiley,
1989 page 22.
[188]) الألوسي، روح المعاني في تفسير
القرآن العظيم والسّبع المثاني: م 1، ص 345؛ م 13، ص 162؛ العمري،
حسين، بناء السماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة
مقارنة بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات،
سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
http://zebu
uoregon.edu/cosmo .html
[189]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 9، ج 18، ص 115؛ الصابوني، مختصر
تفسير بن كثير. م 3، ص 518.
[190]
العمري، حسين: بحثي: مدّ الكرة الأرضيّة ، وإنزال الحديد قيد النشر
[191]
) القرطبي م 10،
ج 19،
ص 177.
[192]) صحيح: مسلم، المسند الصحيح 2790؛
الألباني، صحيح الترغيب 3580؛
الألباني، صحيح الجامع 8044؛
صحيح البخاري، الجامع الصحيح 6521. أنظر كذلك بحث مدّ الكرة الأرضيّة، العمري، حسين، قيد
النشر.
[193] Bowers and Deeming. Volume II The
interstellar medium, Page 501-502 (1984).
[194] Swihart, Quantitative Astronomy, 1992
[195] Swihart, Quantitative Astronomy, 1992
[196] Ostriker,
Peebles, & Yahil, 1974
[197] Bahcall,
1997, p 61
[198] Huchra,
1988, p 257
[199] Postman, Geller, & Huchra. 1988
[200] الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني.
م 3، ص 153.
[201]
العمري، حسين، بناء السماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة
بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات،
سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
[202] العمري، حسين، الأرضون السّبع لغز المادّة المظلمة
وبوابة تكميم الكون، مجلّة كلّيّة المعارف الجامعة، محافظة الأنبار- العراق، 2004،
العدد 6، ص 10.
[203] النّووي، صحيح مسلم بشرح النّووي، م 6، كتاب صفة القيامة والجنّة
والنّار. قال إبراهيم حدّثنا البِسطامي
"وهو الحسين بن عيسى" وسهل بن عمّارٍ وإبراهيم بن بنت حفص وغيرهم عن
حجّاجٍ بهذا الحديث.
[204] الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني:
م 13، ص: 162؛
[205] إبن قيّم الجوزيّة، كتاب الرّوح، المكتبة العصريّة، صيدا- بيروت
الطبعة الأولى (1421هـ-
[206] Zeilik, 1994, p 140-443.
[207] , p 289.
[208]) البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل. ج 5، ص 448؛
الزمخشري، الكشّاف. م 4، ص 214؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. م 19 ص 133؛ أبو الفرج، زاد المسير في علم التفسير. م 8، ص 176
؛ العمادي، تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم . ج 9 ، ص 101-102؛ الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل. م 4، ص 351-352؛ الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، م
16، ص 1441- 1442؛ الزحيلي، التفسير المنير
في العقيدة والشريعة والمنهج، م 30، ص 45 ؛ جوهري طنطاوي، الجواهر في تفسير القرآن الكريم. م 25، ص 35.
[209] Zeilik, 1994, p 156.
[210] النّووي، صحيح مسلم بشرح النّووي، م 6، كتاب صفة القيامة والجنّة
والنّار. قال إبراهيم حدّثنا البِسطامي
"وهو الحسين بن عيسى" وسهل بن عمّارٍ وإبراهيم بن بنت حفص وغيرهم عن
حجّاجٍ بهذا الحديث.
[211] Phillips,
A. C. The physics of stars, John Wiley and Sons, Baffins Lane, Chichester,
1994, p 32, 128-129.
[212] صحيح مسلم، حديث رقم 1410.
[213] الشّعراوي، تفسير الشّعراوي. م 7،
4166- 4167.
[214]
الخطيب، التفسير القرآني للقرآن. ج 8، ص 411- 412.
[215] الطائي، محمد باسل، خلق الكون بين العلم والإيمان. ص 162- 163.
[216] Weinberg,
the first three minutes pp 104-105.
[217] - Weinberg, the first three minutes pp: 48-49; 104-105.
[218]
الراوي : أنس بن مالك ، المحدثون : الألباني ، المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم : 3504 ، خلاصة حكم المحدث
: صحيح ، شرح حديث مشابه
السيوطي ، المصدر : الجامع الصغير،
الصفحة أو الرقم : 2491 ، خلاصة
حكم المحدث : صحيح
الألباني ، المصدر : ضعيف ابن
ماجه، الصفحة أو الرقم : 4993 ، خلاصة
حكم المحدث : ضعيف جداً بهذا التمام وصحيح دون قوله وإنها لتدعو .
في الزوائد، أخرجه الحاكم كما رواه المصنف، وقال: صحيح الإسناد
على شرط الشيخين. وبعضه في الصحيحين من
حديث أبي هريرة. باب صفة النار، رقم 4318.
[219] Fairal,
Anthony, Large scale structure in the universe, Wiley-Praxisseries In, Britain,1998: p 105-106; p 158-159.