بعض معاني كلمة الأرض في القرآن الكريم

أ. د. حسين يوسف راشد عمري/ قسم الفيزياء/ جامعة مؤتة/ الأردن

rashed@mutah.edu.jo

د. محمود حسن أبو خرمة/ قسم الفيزياء/ جامعة البلقاء التطبيقيّة

د. حمزة حسين يوسف عمري

د. تسنيم حسين يوسف عمري/ قسم الهندسة الكهربائية / الجامعة الهاشمية

 

الملخصّ

حتى نفهم الآيات الكونية في القرآن الكريم، لا بدّ من معرفة معاني كلمتي الأرض والسماء في آيات القرآن الكريم.  ويأتي هذا البحث بياناً لبعض معاني كلمة الأرض في القرآن الكريم.  ومن هذه المعاني: لذات الأرض ونعيمها، كرة الأرض، المرعى، الحقول والبساتين والمزارع، قطعة من الأرض (بلد، أو منطقة)، أرض الجنّة، الأرضون السّبع، أو الجزء السفلي من الكون.  وأحياناً يتوجب إطلاق المعاني في الآية الواحدة؛ وذلك كما في الآيات التي تذكر الإِلَه الرَبّ الخالق الرّزّاق العليم.  وإنّ الترجمات إلى اللّغة الإنجليزية قد أغفلت المعاني الأربع الأخيرة، ممّا يعطي هذا الموضوع أهمية كبيرة.  وقد ترد كلمة الأرض في الآية الواحدة بأكثر من معنى.  تستعرض هذه الدراسة حوالي ثلاثين حالة توضّح معاني دقيقة للأرض كما وردت في بعض الآيات القرآنيّة.

المقدمة

بسم الله والحمد لله وأفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم على خير الخلق وأشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

حتى نفهم الآيات الكونية في القرآن الكريم، لا بدّ من معرفة معاني كلمتي الأرض والسماء في آيات القرآن الكريم.  ويأتي هذا البحث بياناً لبعض معاني كلمة الأرض في القرآن الكريم؛ وذلك كخطوة أوليّة من أجل بلوغ فهم أصوب وأشمل للآيات الكونية في كتاب اللّه.  وإنّ هذا العمل من الأهميّة بمكان حين تلاحظ الترجمة الخاطئة لكلمة الأرض، وذلك على الأقل في بعض معانيها (الأرضون السّبع أو الجزء السفلي من الكون، أرض الجنة، إطلاق المعاني).

ابتداءً:  الكلمة الإنجليزية Ground ، لها 76 معنى دقيق مختلف!، على الموقع:

 76 Synonyms & Antonyms for GROUND ، Thesaurus.com

https://www.thesaurus.com/browse/ground

الكلمة الإنجليزية Earth ، لها 49 معنى دقيق مختلف!، على الموقع:

49 Synonyms & Antonyms for EARTH ، Thesaurus.com

https://www.thesaurus.com/browse/earth

أؤكّد: بحث ودراسة الآيات الكونيّة يتلازم مع معرفة معاني كلمتي الأرض والسماء في الآيات.  وفيما يلي بعض معاني كلمة الأرض:

المعنى الأوّل: أرض الجنّة

(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (الزمر 74)

الترجمة غير صحيحة:

 (74) And they will say, "Praise to Allah, who has fulfilled for us His promise and made us inherit the earth [so] we may settle in Paradise wherever we will. And excellent is the reward of [righteous] workers."

 (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ): أَيْ إِذَا دَخَلُوا الْجَنَّة قَالُوا هَذَا.  أَيْ أَرْض الْجَنَّة قِيلَ: إِنَّهُمْ وَرِثُوا الْأَرْض الَّتِي كَانَتْ تَكُون لِأَهْلِ النَّار لَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ؛ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَأَبُو صَالِح وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَأَكْثَر الْمُفَسِّرِينَ وَقِيلَ: إِنَّهَا أَرْض الدُّنْيَا عَلَى التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير . (القرطبي).

والفصلُ في هذا الأحاديث الشريفة:-

(ما منكم من أحدٍ إلا له منزلانِ، منزلٌ في الجنةِ، ومنزلٌ في النارِ، فإذا مات، فدخل النارَ، ورث أهلُ الجنةِ منزلَه، فذلك قولُه تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ{) ([1])

(ما منكم من أَحَدٍ إلا ولهُ منزلانِ منزلٌ في الجنةِ ومنزلٌ في النارِ فإذا ماتَ فدخلَ النارَ وورثَ أهلُ الجنةِ منزلَهُ فذلكَ قولُهُ { أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {) ([2])

ومن ألفاظه أيضاً: (عن أبي هريرةَ ما منكم من أحدٍ إلا وله منزلان : منزلٌ في الجنةِ ، ومنزلٌ في النارِ . فإذا مات ودخل النارَ ورِث أهلُ الجنةِ منزلَه) ([3]).  (ما مِنكم من أحدٍ إلا وله منزلانِ منزلٌ في الجنةِ ومنزلٌ في النارِ ، فإذا ماتَ فدخلَ النارَ ورثَ أهلُ الجنةِ منزلَهُ ، فذلك قولُهُ تعالى: }أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ{ ) ([4]).

ويؤكد معنى ودلالة هذه الأحاديث الآية الكريمة: (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الزخرف 72).

قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء 105).

عَنْ اِبْن عَبَّاس : أَنْ يُورِث أُمَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَرْض وَيُدْخِلهُمْ الْجَنَّة وَهُمْ الصَّالِحُونَ وَقَالَ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس " أَنَّ الْأَرْض يَرِثهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ " قَالَ أَرْض الْجَنَّة وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالشَّعْبِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَأَبُو صَالِح وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالثَّوْرِيّ وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء نَحْنُ الصَّالِحُونَ وَقَالَ السُّدِّيّ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ (ابن كثير).

تفسير القرطبي: (أَنَّ الْأَرْضَ): أَرْض الْجَنَّة.  (يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).

أَحْسَن مَا قِيلَ فِيهِ أَنَّهُ يُرَاد بِهَا أَرْض الْجَنَّة كَمَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر ؛ لِأَنَّ الْأَرْض فِي الدُّنْيَا قَدْ وَرِثَهَا الصَّالِحُونَ وَغَيْرهمْ . وَهُوَ قَوْل اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَغَيْرهمَا . وَقَالَ مُجَاهِد وَأَبُو الْعَالِيَة: وَدَلِيل هَذَا التَّأْوِيل قَوْله تَعَالَى: " وَقَالُوا الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْده وَأَوْرَثَنَا الْأَرْض " [ الزُّمَر : 74 ] وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهَا الْأَرْض الْمُقَدَّسَة. وَعَنْهُ أَيْضًا: أَنَّهَا أَرْض الْأُمَم الْكَافِرَة تَرِثهَا أُمَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفُتُوحِ (القرطبي).

المعنى الثاني: لذّاتُ الأرض ونعيمُها:

TRANSLATION IS NOT CORRECT

* (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ) (الأعراف 176).

" وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ ": أَيْ مَالَ إِلَى زِينَة الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزَهْرَتهَا وَأَقْبَلَ عَلَى لَذَّاتهَا وَنَعِيمهَا وَغَرَّتْهُ كَمَا غَرَّتْ غَيْره (إبن كثير).  لزم لذات الأرض فعبّر عنها بالأرض (القرطبي م 4 ، ج7  ، ص 204).

* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (التوبة 38).

"اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ": تشتمل على معاني لغوية كثيرة نلمسها في حال الأمة اليوم، لا ترتقي باهتماماتها، وترتضي بالذل والضعف والهوان. وهذا قد يصل إلى حالة يصورها الحديثان:

(إذا تَبايعْتُم بالعِينَةَ، وأخذْتُم أذنابَ البقرِ، ورضِيتُمْ بالزرعِ، وتركتمُ الجهادَ سلَّطَ اللهُ عليكمْ ذلُّا ، لا ينزعُهُ حتى ترجعُوا إلى دينِكمْ) ([5])

(بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا.) ([6])

(اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)

- أَيْ تَكَاسَلْتُمْ وَمِلْتُمْ إِلَى الْمُقَام فِي الدَّعَة وَالْخَفْض وَطِيب الثِّمَار (إبن كثير).

- تفسير الطبري: ما لكم أيها المؤمنون إذا قيل لكم: اخرجُوا غزاة في سبيل الله وجهاد أعداء الله (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)، يقول: تثاقلتم إلى لزوم أرضكم ومساكنكم والجلوس فيها. ... فهو من " الثقل "، من " التثاقل ".

وقوله: (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ)، يقول جل ثناؤه، أرضيتم بحظ الدنيا والدّعة فيها، عوضًا من نعيم الآخرة، وما عند الله للمتقين في جنانه .  (فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة)، يقول: فما الذي يستمتع به المتمتعون في الدنيا من عيشها ولذَّاتها في نعيم الآخرة والكرامة التي أعدَّها الله لأوليائه وأهل طاعته (إلا قليل)، يسير.  يقول لهم: فاطلبوا، أيها المؤمنون، نعيم الآخرة، وشرف الكرامة التي عند الله لأوليائه، بطاعتِه والمسارعة إلى الإجابة إلى أمره في النفير لجهاد عدوِّه.

عن مجاهد: أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح، وبعد الطائف، وبعد حنين. أمروا بالنَّفير في الصيف، حين خُرِفت النخل، وطابت الثمار، واشتَهُوا الظلال، وشقّ عليهم المخرج.

"الثقيل": ذو الحاجة، والضَّيْعة، والشغل، والمنتشرُ به أمره في ذلك كله. فأنـزل الله: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا) (التوبة: 41).

-  نعيم الأرض (القرطبي م 4 ج 8 ص  90).

المعنى الثالث: متعلّق بالكرة الأرضيّة

3.1 – استخلاف آدم وحواء في الكرة الأرضيّة

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة 30).

(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) (البقرة 36).

(قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) (الأعراف 24).

استخلاف بني آدم في الكرة الأرضيّة

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام 165).

(هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا) (فاطر 39).

أَيْ يَخْلُف قَوْم لِآخَرِينَ قَبْلهمْ وَجِيل لِجِيلٍ قَبْلهمْ

(وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) (الزخرف 60).

قَالَ مُجَاهِد يَعْمُرُونَ الْأَرْض بَدَلكُمْ  (ابن كثير).

(قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا) (الإسراء 95).

(أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) (النمل 62) الكرة الأرضيّة فرسالة الإسلام عالمية.

 (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ): أَيْ سُكَّانهَا يُهْلِك قَوْمًا وَيُنْشِئ آخَرِينَ . وَفِي كِتَاب النَّقَّاش: أَيْ وَيَجْعَلُ أَوْلَادَكُمْ خَلَفًا مِنْكُمْ . وَقَالَ الْكَلْبِيّ: خَلَفًا مِنْ الْكُفَّار يَنْزِلُونَ أَرْضهمْ ، وَطَاعَة اللَّه بَعْد كُفْرهمْ .

تابع المعاني المتعلّقة بالكرة الأرضيّة

 (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) (آل عمران 91).

 (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) (التوبة 74).

 (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (التوبة 118).  الكرة الأرضيّة (بِمَا رَحُبَتْ) ، ودليله أيضاً موقف كعب بن مالك من الرسالة التي استقبلها مِنْ مَلِك غَسَّان: ( أَمَّا بَعْد فَقَدْ بَلَغْنَا أَنَّ صَاحِبك قَدْ جَفَاك وَأَنَّ اللَّه لَمْ يَجْعَلك فِي دَار هَوَان وَلَا مَضْيَعَة فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِك . قَالَ : فَقُلْت حِين قَرَأْتُه وَهَذَا أَيْضًا مِنْ الْبَلَاء قَالَ فَتَيَمَّمْت بِهِ التَّنُّور فَسَجَرْته).

 (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام 38).

 (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام 116).

يُخْبِر تَعَالَى عَنْ حَال أَكْثَر أَهْل الْأَرْض مِنْ بَنِي آدَم أَنَّهُ الضَّلَال كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلهمْ أَكْثَر الْأَوَّلِينَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ " (ابن كثير).

 (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (يونس 54) . 

ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ إِذَا قَامَتْ الْقِيَامَة يَوَدّ الْكَافِر لَوْ اِفْتَدَى مِنْ عَذَاب اللَّه بِمِلْءِ الْأَرْض ذَهَبًا "

(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الرعد 3). أمدّ الكرة الأرضيّة بمادّة تكوينها.

 (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (النحل 13).

"لَمَّا نَبَّهَ تَعَالَى عَلَى مَعَالِم السَّمَاوَات نَبَّهَ عَلَى مَا خَلَقَ فِي الْأَرْض مِنْ الْأُمُور الْعَجِيبَة وَالْأَشْيَاء الْمُخْتَلِفَة مِنْ الْحَيَوَانَات وَالْمَعَادِن وَالنَّبَاتَات وَالْجَمَادَات عَلَى اِخْتِلَاف أَلْوَانهَا وَأَشْكَالهَا وَمَا فِيهَا مِنْ الْمَنَافِع وَالْخَوَاصّ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ " أَيْ آلَاء اللَّه وَنِعَمه فَيَشْكُرُونَهَا (ابن كثير).

 (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) (الأنبياء 21).

"اتَّخَذُوا آلِهَة" كَائِنَة "مِنْ الْأَرْض" كَحَجَرٍ وَذَهَب وَفِضَّة.

(يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا) (النساء 42) الكرة الأرضيّة أو أرض المحشر

3.2 - الكرة الأرضيّة، أو ما هو على شاكلتها من كواكب معمورة بالحياة

 (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لقمان27 ) الكرة الأرضيّة، أو ما هو على شاكلتها.  كلمات الله ما لا نهاية (infinity).

 (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد 22) الكرة الأرضيّة، أو ما هو على شاكلتها.

(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ): قَالَ مُقَاتِل : الْقَحْط وَقِلَّة النَّبَات وَالثِّمَار. وَقِيلَ : الْجَوَائِح فِي الزَّرْع (القرطبي).  كُلّ مُصِيبَة بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض فَفِي كِتَاب اللَّه مِنْ قَبْل أَنْ يَبْرَأ النَّسَمَة وَقَالَ قَتَادَة : " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَة فِي الْأَرْض " قَالَ هِيَ السُّنُونَ يَعْنِي الْجَدْب " (ابن كثير).

(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود 6). الكرة الأرضية أو ما هو على شاكلتها

(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) (يس 36). الكرة الأرضية أو ما هو على شاكلتها

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت 63)

تقدير عدد الأنظمة على غرار مجموعتنا الشمسية: حوالي "1.4 إلى 2.7 في المائة" من كل النجوم التي تشبه الشمس يتوقع أن يدور حولها كواكب مثل الأرض "في المناطق القابلة للسكن حول هذه النجوم". وهذا يعني أنه يوجد "مليارا" كوكب منها في مجرة درب التبانة بمفردها . ومع افتراض أن المجرات تحتوي على رقم مشابه لمجرة درب التبانة، ففي 200 مليار مجرة (فقط) قد يصل عدد الكواكب التي تشبه الأرض حوالي أربعمائة كوينتيليون (400x1018) [40].  علماً أنّ الكون المرئي يحتوي على 200 مليار إلى تريليوني مجرة .

(إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) (الواقعة 4). الكرة الأرضية وما هو على شاكلتها من الكواكب في الكون؛ فأحداث القيامة تعمّ الكون .

3.3 - قشرة الكرة الأرضيّة وصفائحها

(وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (الأنبياء 31).

وَقَوْله " وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْض رَوَاسِي " أَيْ جِبَالًا أَرْسَى الْأَرْض بِهَا وَقَرَّرَهَا وَثَقَّلَهَا لِئَلَّا تَمِيد بِالنَّاسِ أَيْ تَضْطَرِب وَتَتَحَرَّك فَلَا يَحْصُل لَهُمْ قَرَار عَلَيْهَا

(وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (النحل 15)

ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى الْأَرْض وَمَا أَلْقَى فِيهَا مِنْ الرَّوَاسِي الشَّامِخَات وَالْجِبَال الرَّاسِيَات لِتَقَرّ الْأَرْض وَلَا تَمِيد أَيْ تَضْطَرِب بِمَا عَلَيْهَا مِنْ الْحَيَوَانَات فَلَا يَهْنَأ لَهُمْ عَيْش بِسَبَبِ ذَلِكَ وَلِهَذَا قَالَ " وَالْجِبَال أَرْسَاهَا " وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق: أَنْبَأَنَا مَعْمَر عَنْ قَتَادَة سَمِعْت الْحَسَن يَقُول : لَمَّا خُلِقَتْ الْأَرْض كَانَتْ تَمِيد فَقَالُوا مَا هَذِهِ بِمُقِرَّةٍ عَلَى ظَهْرهَا أَحَدًا فَأَصْبَحُوا وَقَدْ خُلِقَتْ الْجِبَال فَلَمْ تَدْرِ الْمَلَائِكَة مِمَّ خُلِقَتْ الْجِبَال (ابن كثير)

(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى) (طه 53).

3.4 - أيّ جزء من الكرة الأرضيّة أو محيطها:

(وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف 56).  فالإفساد محرّمٌ في كلّ زمان ومكان.

 (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (الرعد 25).

فَسَادهمْ فِيهَا بِالْكُفْرِ وَارْتِكَاب الْمَعَاصِي (القرطبي، الطبري).

 (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) (الشعراء 152)

 (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (الشعراء 183)

3.5 - بعض أجزاء الكرة الأرضيّة ونواحيها:

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج 46).

 (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ): يَعْنِي كُفَّار مَكَّة فَيُشَاهِدُوا هَذِهِ الْقُرَى فَيَتَّعِظُوا ، وَيَحْذَرُوا عِقَاب اللَّه أَنْ يَنْزِل بِهِمْ كَمَا نَزَلَ بِمَنْ قَبْلهمْ (القرطبي).

 (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (غافر 82)

3.6 - أرجاء الكرة الأرضيّة:

(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعام 11).

 (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ) (الروم 42)

3.7 - كل ما على الكرة الأرضيّة مِنْ ذَهَب وَوَرِق وَعَرَض وأموال.

(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال 63).

لَوْ أَنْفَقْت يَا مُحَمَّد مَا فِي الْأَرْض جَمِيعًا مِنْ ذَهَب وَوَرِق وَعَرَض دفعة واحدة، مَا جَمَعْت أَنْتَ بَيْن قُلُوبهمْ بِحِيَلِك ، وَلَكِنَّ اللَّه جَمَعَهَا عَلَى الْهُدَى (الطبري).

 (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة 36)

 (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) (الرعد 18).

 (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) (الزمر 47)

أَيْ وَلَوْ أَنَّ جَمِيع مَا فِي الْأَرْض وَضِعْفه مَعَهُ.

3.8 - كل من على الكرة الأرضيّة.

(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس 99). كل من على الكرة الأرضيّة.

يَقُول تَعَالَى " وَلَوْ شَاءَ رَبّك " يَا مُحَمَّد لَأَذِنَ لِأَهْلِ الْأَرْض كُلّهمْ فِي الْإِيمَان بِمَا جِئْتهمْ بِهِ فَآمَنُوا كُلّهمْ وَلَكِنْ لَهُ حِكْمَة فِيمَا يَفْعَلهُ تَعَالَى (ابن كثير).

(وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) (إِبراهيم 8).

 (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ) (المعارج 14 ) . أَيْ لَا يُقْبَل مِنْهُ فِدَاء وَلَوْ جَاءَ بِأَهْلِ الْأَرْض وَبِأَعَزّ مَا يَجِدهُ مِنْ الْمَال وَلَوْ بِمِلْءِ الْأَرْض ذَهَبًا (ابن كثير)

3.9 - اليابسة من الكرة الأرضيّة:

(فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (يونس 23).  فَلَمَّا أَنْجَى اللَّه هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ظَنُّوا فِي الْبَحْر أَنَّهُمْ أُحِيط بِهِمْ مِنْ الْجَهْد الَّذِي كَانُوا فِيهِ ، أَخْلَفُوا اللَّه مَا وَعَدُوهُ ، وَبَغَوْا فِي الْأَرْض ، فَتَجَاوَزُوا فِيهَا إِلَى غَيْر مَا أَذِنَ اللَّه لَهُمْ فِيهِ مِنْ الْكُفْر بِهِ وَالْعَمَل بِمَعَاصِيهِ عَلَى ظَهْرهَا (الطبري).

(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس 24). 

ضَرَبَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَثَلًا لِزَهْرَةِ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا وَسُرْعَة اِنْقِضَائِهَا وَزَوَالهَا بِالنَّبَاتِ الَّذِي أَخْرَجَهُ اللَّه مِنْ الْأَرْض بِمَاءٍ أُنْزِلَ مَنْ السَّمَاء (بن كثير).

(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج) (الحج 5).

 (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (الحج 63).

 (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) (الروم 19)

3.10 - الطين أو التراب أوالتربة (soil) أو الحقل

(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) (ابرهيم 26).  " اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْق الْأَرْض " اِقْتُلِعَتْ مِنْ أَصْلهَا ؛ أَيْ لَيْسَ لَهَا أَصْل رَاسِخ يَشْرَب بِعُرُوقِهِ مِنْ الْأَرْض . (القرطبي).

 (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) (النجم 32)

 (إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ): يَعْنِي أَبَاكُمْ آدَم مِنْ الطِّين وَخَرَجَ اللَّفْظ عَلَى الْجَمْع. قَالَ التِّرْمِذِيّ  بَلْ وَقَعَ الْإِنْشَاء عَلَى التُّرْبَة الَّتِي رُفِعَتْ مِنْ الْأَرْض (القرطبي).

(وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا) (نوح 17)

[17] "`And Allah has produced you from the earth, growing (gradually),

الترجمة ليست شاملة للمعاني

يَعْنِي آدَم عَلَيْهِ السَّلَام خَلَقَهُ مِنْ أَدِيم الْأَرْض كُلّهَا .. وَقَالَ اِبْن جُرَيْج : أَنْبَتَهُمْ فِي الْأَرْض بِالْكِبَرِ بَعْدَ الصِّغَر وَبِالطُّولِ بَعْد الْقِصَر (القرطبي).  هذا ما يخصّ البشريّة، أما آدم ففي الحديث:( خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ المَلائِكَةِ، جُلُوسٌ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ؛ فإنَّها تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حتَّى الآنَ.) ([7])

3.11 - استقرار الماء على سطح الأرض ودحوها

عندما كان عمر كرة الأرض أقل من 600 مليون سنة، كانت درجة حرارة سطحها مرتفعة لا تسمح باستقرار الماء السائل على سطحها.  وبالتالي استمرّت فترة تبخّر وتكثف وهطول الماء على سطح الأرض لفترة زمنيّة بطول 600 مليون سنة، إلى أن بردت واستقرّ سائل الماء على سطحها.  ولعلّ هذه الفترة بعض من إيحاءات الآية الكريمة: (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا) (عبس 25- 26).  أسهمت هذه الدورة المستمرة لتكرار هطول المياه ذات الميول الحامضيّة في تشكّل البرك الصغيرة والمسطّحات المائيّة على اليابسة (القشرة القارّيّة) (Skinner and Porter 2000, pages: 505-506, 126, 194).  ثمّ أنّ الجريان السّطحيّ لهذه المياه على القشرة القاريّة الجرانيتيّة عمل على تجوية (weathering) الصخور والمعادن وانجراف الكثير من المعادن والأملاح وحملها إلى البحار والمحيطات.

3.12 - الأرض أو المقابر

(قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) (ق 4)

أَيْ مَا تَأْكُل مِنْ أَجْسَادهمْ فِي الْبِلَى (ابن كثير، القرطبي).  وَفِي الصَّحِيح : ( كُلّ اِبْن آدَم يَأْكُلهُ التُّرَابُ إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّب ) ([8])

(وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ) (السجدة 10).  أَيْ تَمَزَّقَتْ أَجْسَامنَا وَتَفَرَّقَتْ فِي أَجْزَاء الْأَرْض وَذَهَبَتْ أَئِنَّا لَنَعُود بَعْد تِلْكَ الْحَال ؟ (ابن كثير).

(يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ) (ق 44)

وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يُنْزِل مَطَرًا مِنْ السَّمَاء يُنْبِت أَجْسَاد الْخَلَائِق كُلّهَا فِي قُبُورهَا (ابن كثير).  وفي الحديث: (...  ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ، أَوْ قالَ يُنْزِلُ اللَّهُ، مَطَرًا كَأنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ، نُعْمَانُ الشَّاكُّ، فَتَنْبُتُ منه أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إلى رَبِّكُمْ، وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤُولونَ، قالَ: ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ، فيُقَالُ: مِن كَمْ؟ فيُقَالُ: مِن كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قالَ فَذَاكَ يَومَ يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبًا، وَذلكَ يَومَ يُكْشَفُ عن سَاقٍ.) ([9])

المعنى الرابع: المرعى

(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أليم) (الأعراف 73).

المعنى الخامس: الحقول والبساتين والمزارع

 (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) (البقرة 71).

أَيْ إِنَّهَا لَيْسَتْ مُذَلَّلَة بِالْحِرَاثَةِ وَلَا مُعَدَّة لِلسَّقْيِ.

المعنى السادس: قطعة من الأرض (بلد، أو منطقة)

(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة 273).  يَعْنِي سَفَرًا لِلتَّسَبُّبِ فِي طَلَب الْمَعَاش .

 (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) (يوسف آية 9).  إِمَّا بِأَنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تُلْقُوهُ فِي أَرْض مِنْ الْأَرَاضِي (ابن كثير).

(يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) (المائدة 21).  قَولُه تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ تَحْرِيض مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام لِبَنِي إِسْرَائِيل عَلَى الْجِهَاد وَالدُّخُول إِلَى الأرض المقدسة (ابن كثير).

يقول الطبري: وعنى بقوله: " المقدسة " المطهرة المباركة، عن مجاهد: " الأرض المقدسة "، قال: المباركة.

قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: هي الأرض المقدّسة، كما قال نبي الله موسى صلى الله عليه، لأن القول في ذلك بأنها أرض دون أرض، لا تُدرك حقيقةُ صحته إلا بالخبر، ولا خبر بذلك يجوز قطع الشهادة به. غير أنها لن تخرج من أن تكون من الأرض التي ما بين الفرات وعريش مصر، لإجماع جميع أهل التأويل والسِّير والعلماء بالأخبار على ذلك.

ويعني بقوله:  "الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ " التي أثبت في اللوح المحفوظ أنها لكم مساكن ومنازل دون الجبابرة التي فيها.

(قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف 128).

إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يعني : أرض مصر (تفسير البغوي، تفسير القرطبي)، أرضَ فرعون وقومِه (الطبري).

المعنى السابع: الأرضون السّبع أو الجزء السفلي من الكون والذي كان رتقاً في بداية خلق الكون (بحثي : خلق الكون ، الأرضون السّبع):

هنا الترجمة خطأ ولا بدّ من تصويبها إنصافا لكلام اللّه.  Earth ترجمة غير صحيحة ويجب العمل على تغييرها.

 (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة 29).

Who created for you all that is in coupled Ardhean.

وإليك النّص التالي من بحث الأرضين السّبع : (الْأَرْض هنا تعني الأرضين السّبع مجموعة ورتقاً، وهي تمثّل الجزء السفلي من الكون في بداية خلقه.  ويؤكده الزّمخشري: "فإن قلت: هل لقول من زعم أنّ المعنى خلق لكم الأرض وما فيها وجه صحّة؟ قلت: إنّ أراد بالأرض الجهات السّفليّة دون الغبراء (الكرة الأرضيّة) كما تذكر السّماء وتراد الجهات العلويّة جاز ذلك، فإنّ الغبراء وما فيها واقعة في الجهات السّفليّة (الزمخشري م 1، ص 270.)".  وهو عين ما قاله كثيرٌ من أئمّة التّفسير:(النيسابوري، نظام الدين الحسن بن محمد القمّي (ت 728 هج)، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، تحقيق زكريا عميرات، دار الكتب العلميّة (بيروت 1416 هـ- 1996 م).  ج 1، ص 210. ؛ العمادي، أبي السعود محمد بن محمد، تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم. ج 1 ، ص 78.؛ البيضاوي، ناصر الدين الشيرازي، أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 1، ص 273.) (الأرضين السّبع)

جهة السّفل في مقابل السّماء بمعنى العلوّ؛ وذلك على اعتبار أنّ (جميعاً) حال من (مَا)؛ إسم موصول بمعنى الذي.  ودلالة ذلك هي أنّ الدقائق الأولية للمادة وبعض أنوية الذرات الخفيفة والإشعاع كانت رتقاً ؛ لها نفس درجة الحرارة، وكان الكون معتما وغير منفذٍ للإشعاع.

الجزء السّفلي من أي بناء يسمى أرض

المعنى الثامن: الأرضون السّبع

هنا الترجمة خطأ ولا بدّ من تصويبها إنصافا لكلام اللّه.  Earth ترجمة غير صحيحة ويجب العمل على تغييرها.

) اللّه الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) (الطلاق 12)

(مثلهنّ) بالنّصب عطفاً على (سبع سموات) أو على تقدير فعَل: أي وخلق من الأرض مثلهنّ (إيجاز حذف: أي وخلق سبعاً من الأرض) (الشوكاني، فتح القدير الجامع ، ج 5، ص 247.).

ومن هذا القبيل جميع الآيات التي تتحدّث عن خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ.  فالمراد هنا هو السموات السّبع والأرضين السّبع.  وفيما يلي هذه الآيات الكريمات:

(الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة أيّام) [هود 7] ، [الحديد 4] ، [الأعراف 54] ، [يونس 3] .

Who created the Samawat (seven firmaments) and the Ardh (seven Ardhean) in six Days (periods) ….

 (الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام) [الفرقان 59] ، [السجدة 4]  ، 38] .

(وما بينهما): آنذاك من الإشعاع، ونوى الذرات الخفيفة، والدّقائق الأوليّة للمادّة (كواركات، إلكترونات، وبروتونات، ونيوترونات)، والثقوب السوداء.

وَقَالَ قَتَادَة قَالَتْ الْيَهُود - عَلَيْهِمْ لَعَائِن اللَّه - خَلَقَ اللَّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ثُمَّ اِسْتَرَاحَ فِي الْيَوْم السَّابِع وَهُوَ يَوْم السَّبْت وَهُمْ يُسَمُّونَهُ يَوْم الرَّاحَة فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى تَكْذِيبهمْ فِيمَا قَالُوهُ وَتَأَوَّلُوهُ " وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوب " أَيْ مِنْ إِعْيَاء وَلَا تَعَب وَلَا نَصَب كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْآيَة الْأُخْرَى " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّه الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير " وَكَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ " لَخَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَكْبَرُ مِنْ خَلْق النَّاس " وَقَالَ تَعَالَى " أَأَنْتُمْ أَشَدّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاء بَنَاهَا " .

فريةُ اليهودِ وكذبُهم على الله بقولهم : "اِسْتَرَاحَ فِي الْيَوْم السَّابِع وَهُوَ يَوْم السَّبْت" مرفوضة فيزيائياً وكونيّاً ، حيث أنّ مجموعتنا الشمسية بدأ تخلقها بعد هذه الحقبة الكونية بحوالي 8.7 مليار سنة .

 (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد س 57، 4)

[4] He it is Who created the Samawat (seven firmaments) and the Ardh (seven Ardhean) in six Days, and is moreover firmly established on the Throne (of authority), He knows what enters within the Ardh (all meanings) and what comes forth out of it, what comes down from the Sama (all meanings)

(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (فصلت 9) . الْأَرْض بمعنى الأرضون السّبع ، أو الجزء السفلي من الكون (عمري : بحثا خلق الكون و الأرضون السّبع)

بدأ خلق الكون قبل حوالي 13.8 مليار سنة.

خلقت السماوات السبع والأرضون السبع في الأيام الستة الأولى: ولربّما أنّ طول اليوم الواحد من أيّام الخلق هذه هو ألف سنة ممّا نعدُّ: (وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعُدُّون) [الحج 47]، أو أنّ اليوم فترة زمنية.

يرى علماء الكون صحّة أنموذج الكون التضخّمي (Inflationary Universe)؛ فقد خلق الله الكونَ واسعا ومتوسّعا.  وهذا يتّفق مع الآية الكريمة: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذّاريات 47].

مباشرة بعيد الانفجار العظيم وأثناء حقبة التضخّم كانت كثافة الطاقة المظلمة كبيرة في الكون؛ وبالتالي كان الكون يتوسّع بتسارع كبير (الشكل).

مباشرة بعيد الانفجار العظيم وأثناء حقبة التضخّم (inflation) كانت كثافة الطاقة المظلمة كبيرة في الكون؛ وبالتالي كان الكون يتوسّع بتسارع كبير

يقول علماء التّفسير أنّ الله عزّ وجلّ قد خلق السّماء واسعة (43-48).  كما ويقولون أنّ السّماء آخذةٌ بالتّوسّع (49-60). 

(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) (فصّلت: 12-11). الْأَرْض بمعنى الأرضون السّبع ، أو الجزء السفلي من الكون

يشيرُ قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) [فصّلت 11] إلى عتوميّة (Opaque) وارتفاع درجة حرارة الكون خلال أيّام خلقه المبكّرة.  ويدلُّ على التضخّم (inflation) والتّوسّع (expansion) قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذّاريات 47]، وقوله تعالى: (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).  وممّا يؤكّدُ كلاًّ من التّوسّع والتّبرّد المصاحبين لخلق الكون قوله تعالى: (ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) [النّازعات 27- 29].  إنّ التّفسير الفلكي لظلمة اللّيل (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) هو التّوسّع الّذي ينتج عنه تبرُّد الكون ومجانبته لحالة الاتزان الحراري الثيرموديناميكي (60).  كما ويشير قوله تعالى: (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) إلى العصور الكونية المظلمة - قبل ولادة النجوم الأولى - (cosmic dark ages; before the first stars were born) .

في مادّة مبدأ الخلق والوجود حدث الانفجار العظيم، ليبدأ خلقُ الكون واسعاً ومتوسّعاً (42، 60، 66).  علا وسما بعضُ الإشعاع والجسيمات الأوّليّة للمادّة (Radiation and elementary particles)، وسُمّي هذا العلوُّ من مزيج الإشعاع والجسيمات الأوّليّة سماء، وهو ما تسمّيّه كتبُ التّفسير دخاناً (4، 67).

في اللحظات الأولى بعد الانفجار الكبير، كان الكون شديد الحرارة وكثيفاً.  لقد كانت درجة حرارة الإشعاع T مرتفعة جدّاً.  وبفعل الاندفاع الناجم عن الانفجار يتوسّع الكون، فتنخفض درجة الحرارة.  فأصبحت الظروف ملائمة لتخلّق اللبنات الأساسية للمادة - الكواركات والإلكترونات.  وهناك وبعد زمن وجيز (جزء من المليون من الثانية)، تجمّعت الكواركات لإنتاج البروتونات والنيوترونات.  وفي غضون دقائق التحمت البروتونات والنيوترونات جنبا إلى جنب مشكلة بعض أنوية الذّرات الخفيفة ( 3H، 3He ، 4He).

وتكُونُ المادّة والإشعاع مقرونين (Matter and radiation are coupled)؛ لهما نفس درجة الحرارة: يرتبط الإشعاع (الفوتونات) بالإلكترونات من خلال ما يعرف بـ  Compton scattering ، وترتبط الإلكترونات السالبة مع البروتونات والأنوية الموجبة للذرات الخفيفة من خلال القوى الكهرومغناطيسية.

وينشأ عن التّوسّع والتّبرُّد خلق البناء السّماوي الكُرويّ الطّبقيّ بسبب تجمّع المادّة وهي في حالة البلازما في مستويات مختلفة للطاقة، هذا إن كانت مادّةُ بناء السماء هي مادّة نيوكليونيّة (Nucleonic).  وعلى الأرجح واستناداً لنظام الزوجية في الخلق، فقد يكون بناء السماوات السبع الطباق من مادة مظلمة حارة ؛ وذلك في مقابل الأرضين السبع والتي هي مادة مظلمة باردة تحظن جاذبيا نجوم الكون ومجراته.  وإنّ بناء السماء متماسك ليس فيه فطور ويتوسع بقوة الله، فيولّد طاقة الفراغ (الطاقة المظلمة) التي تتغلب على قوة الجاذبية، فيتوسع الكون بتسارع.

افترض علماءُ الكون أنّ جزءاً من المادة الكونيّة المظلمة حارٌّ ، وأنّ الجزء الآخر باردٌ وهو بذرة لتشكل المجرّات.  ثمّ استبدلت هذه الفرضية بالطاقة المظلمة والمادة المظلمة ([10]).  ويقول سبحانه: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ * وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذّاريات: 49-47 ).

مجموع رقمي هاتين الآيتين هو:

47+48 = 95

وهذا الرقم (95) يساوي عدديّاً القيمة الحاليّة لمجموع نسبتي الطاقة المظلمة والمادّة المظلمة :

حاليّاً تشكل الطاقة المظلمة ما يقرب من70%  من مكونات الكون، ويبدو أنها ترتبط مع الفراغ الكوني: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) ، (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا). يتم توزيعها بالتساوي في جميع أنحاء الكون، وليس فقط في فضاء المكان ولكن أيضا في الزمان.  وبعبارة أخرى؛ لا يضعف تأثيرها مع توسع الكون: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ) (الرحمن 8-7).

التوزيع المنتظم للطاقة المظلمة يعني أنّ لها تأثير على نطاق الكون ككل. وتأثيرها يبدو كقوة طاردة، أو قوّة تنافر تعمل على تسريع توسع الكون. ويمكن قياس معدل التوسع والتسارع الكوني من خلال الأرصاد واستنادا إلى قانون هابل. هذه القياسات، جنبا إلى جنب مع بيانات علمية أخرى، أكدت وجود الطاقة المظلمة وحدّدت مقدارها.  حاليّا نِسَبُ باقي مكونات الكون هي:  25.4 بالمائة مادة مظلمة (الأرضين السبع)، 4.75 بالمائة إشعاع وذرات (مادة عاديّة) تشكلت منها النجوم والكواكب والعناصر والماء والإنسان والنبات والحيوان.

ومع استمرار الكون في التوسع والتبريد، بدأت الأمور الهامّة تحدث ببطء كبير.  لقد استغرق الأمر حوالي 380 ألف سنة - 700 ألف سنة حتى تنخفض درجة الحرارة إلى أقلّ من 3000 كلفن ويبدأ التّمايز (Decoupling) بين الإشعاع والمادّة (68، 69).  وعندها احتجزت الإلكترونات في مدارات حول النواة، ممّا شكّل الذرات الأولى: الهيدروجين والهليوم ، والتي لا تزال حتى الآن العناصر الأكثر وفرة في الكون.

وعندها أصبح الكون منفذا للإشعاع.  منذ تلك الحقبة وإلى الآن، لا يزال إشعاع الخلفيّة الكوني الميكرويّ (Cosmic Microwave Background Radiation) يغمر الكون.  ويُرصدُ حاليّاً في جميع المناحي والاتّجاهات عند درجة الحرارة 3 كلفن (2.72548±0.00057 K) ([11]) ( شكل) .

في وقت لاحق، وبعد الانفجار العظيم بحوالي (1.6  مليون سنة - 400  مليون سنة)، استطاعت قوّة الجاذبيّة أن تشكل النجوم والمجرات من سحب الغاز.  وأمّا الذّرات الأثقل مثل الكربون والأكسجين والسيليكون والحديد، فهي ومنذ ذلك الحين يتم إنتاجها في قلوب النجوم ذات الكتل الكبيرة، وهي تقذف في جميع أنحاء الكون من خلال الانفجارات النجمية السوبرنوفا.

يُقدّرُ عمر الكون بحوالي 13.8 مليار سنة ، بينما بدأ تخلّق المجموعة الشمسيّة فقط قبل حوالي 5 مليار سنة، فقد مضى من عمر الشّمس حوالي 5 مليار سنة، كقوله تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) [الشمس 1].  بينما مضى على تكوّن القشرة الصلبة للأرض حوالي 4.5 مليار سنة ، ومضى أقلّ من ذلك على تكوّن المحيطات الأوّليّة (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا).

قبل حوالي خمس مليارات سنة حدث انفجار سوبرنوفا داخل مجرّتنا، وأرسل هذا الإنفجار غيمة من المادّة داخل المجرّة.  ومن ثمّ اتّحدت معظم العناصر الخفيفة (hydrogen and helium) فكوّنت الشّمس، وأما العناصر الثّقيلة فشكّلت قرصاً مسطّحاً دار حول الشّمس.  ومع مرور فترة زمنيّة تربو على 100 مليون سنة ونتيجة لما يعرف بالتّجمّعات الاصطداميّة (collisional accumulation) يكون القرص قد بدأ عمليّة تفتّق وشكّل عدداً هائلاً من الكتل الصّغيرة (clumping).

إن مادّة القرص تتجمّع في ملايين الأجسام المسماة بالكويكبات الهاربة (Runaway planetesimals).  ومن ثم تبدأ هذه في تشكيل عدد قليل نسبيّا من أجنّة الكواكب (protoplanets) ([12])، إلى أن انتهى الحال بتشكّل كواكب المجموعة الشّمسيّة (solar system) (Dormand and Woolfson 1989 P: 89-96; Silk 2001, P 106). 

الأرضون السّبع

تُبيّن بعضُ الآيات أنّ الأرضين كانت رتقاً ثم فتقت، وستعود يومَ القيامة إلى حالة الرتق

إضافة إلى الآيات السابقة التي تذكر خلق السماوات والأرض في ستة أيّام، تُبيّن الآياتُ التالية أنّ الأرضين كانت رتقاً ثم فتقت، وستعود يومَ القيامة إلى حالة الرتق:

 (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) [البقرة 29].

 (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء 30].  حالة فتق الأرضين يوضحها الشكل التالي؛ فهو مؤشّر على أن ّالمادّة الكونيّة المظلمة تتوزّع فتقاً وعلى مساحات كونيّة شاسعة كي تحقّق الاجتماع الجاذبي للعناقيد المجرّيّة الضّخمة .


figure13

Figure. Void and wall galaxies in the SDSS. Shown is a projection of a 10 h-1 Mpc slab with wall galaxies plotted as black crosses and void galaxies plotted as red crosses. Blue circles indicate the intersection of the maximal sphere of each void with the midplane of the slab (from Pan et al. 2011).

This algorithm does not assume that voids are entirely devoid of galaxies and identifies void galaxies as those with three or less neighboring galaxies within a sphere defined by the mean and standard deviation of the distance to the third nearest neighbor for all galaxies.

 (http://ned.ipac.caltech.edu/level5/March12/Coil/Coil9.html)

 

فيما يلي عناوين لأربعة أبحاث تفيد أن الفراغات الكونية نتجت عن انفجار كوني :

1)         On the explosive origin hypothesis for present-day cosmic voids and peculiar velocities ([13])

حول فرضية الأصل المتفجر للفراغات الكونية الحالية والسرعات الغريبة

2)         La Bubbles and Cosmic Voids: Common Explosive Origin ([14])  (of the cosmic voids)

الفقاعات والفراغات الكونية: الأصل المتفجر المشترك (للفراغات الكونية)

3)         Dark Matter is Missing From Cosmic Voids

المادة المظلمة مفقودة من الفراغات الكونية

4)         A Test for the Explosional Origin of Cosmic Voids ([15])

اختبار للمنشأ الانفجاري للفراغات الكونية

يومَ القيامة تعودُ الأرضون السبع إلى حالة القبض والرتق، والسماوات السبع إلى حالة الطيّ: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر 67].

لقد خلق اللّهُ سبع سماوات طباقاً.  يُقدر قطر السماء الدنيا (أصغرهنّ) بحوالي 250 ضعف قطر الجزء المرئي من الكون ( حوالي 7 تريليون سنة ضوئية).  ومثلها الأرض (المادة المظلمة الباردة) دائمة الفرش والمهاد إلى يوم المعاد: (وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ)  48] الذاريات[.  كل هذا مقبوضٌ يوم القيامة ومجموع بيدي الجبار سبحانه: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر 67].

يُصرِّح بعضُهم بأنّ الآية: (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) تُفْهمُ على المجاز وليس على الحقيقة!  وهذا القول بلا شكّ انتقاص من كمال القدرة الإلهية! وبدون الاستعانة بعلم الكون، أو الرجوع للحديث الشريف (الذي يقصيه هؤلاء) لا تفهم الآية بالشكل السليم!  وأقول: لا سبيل للقول بفرية المجاز في قوله تعالى: (وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ).  أقول: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِأقول: سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا ينتقصون من قدرته.

الأرضون سبع:

(اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق 12].

وأورد القرطبي في تفسيره الجامع: أي وخلق من الأرض مثلهنّ (إيجاز حذف: أي وخلق سبعاً من الأرض)  ([16]).  قول الجمهور : إنّها سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض، بين كل أرض وأرض مسافة كما بين السّماء والسّماء ([17]).

وهناك عدّة أحاديث بيّنت أنّ عدد الأرضين سبع:

•البخاري: (من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقِّه خُسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين) ([18]).

• الشّيخان(‏مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنْ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) ([19]). 

(مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ) ([20]).

•مسند أحمد (‏مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا خُسِفَ بِهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ) ([21]).

• الصّحيحين (‏ ‏مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا ‏ ‏طُوِّقَهُ ‏مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) ([22]).

•وعَنْه (‏مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) ([23]).

•و‏عَنْه ( ‏مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شِبْرًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) ([24]).

•و‏عَنْه (وَمَنْ سَرَقَ مِنْ الْأَرْضِ شِبْرًا ‏طُوِّقَهُ‏ ‏يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) ([25]).

( أَعْظَمُ‏ ‏الْغُلُولِ‏ ‏عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذِرَاعٌ مِنْ أَرْضٍ يَكُونُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ‏ ‏أَوْ بَيْنَ الشَّرِيكَيْنِ‏ ‏لِلدَّارِ فَيَقْتَسِمَانِ فَيَسْرِقُ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا مِنْ أَرْضٍ فَيُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ) ([26]).

المطلب الثاني: حالة الأرضين بين القبض والبسط (أو الرتق والفتق)

بدأت الأرضون السّبع رتقاً و جميعاً، ثمّ فتقها الخالق سبحانه وتعالى سبعاً. هذا وستعود يوم القيامة إلى حالة الجمع والقبض: (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).  وهناك أحاديث يردُ فيها ذكر الأرضين بصيغة الجمع.  وهذه تبيّنُ تغيّر حالة الأرضين إلى القبض يوم القيامة وعندما يَكونُ النَّاسُ علَى الصِّرَاطِ :

(سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} [إبراهيم: 48]، فأيْنَ يَكونُ النَّاسُ يَومَئذٍ يا رَسُولَ اللهِ؟ فَقالَ: علَى الصِّرَاطِ.) (الراوي : عائشة أم المؤمنين ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم : 2791 ، أحاديث مشابهة ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[ )

(قالَ ابنُ عبَّاسٍ أتَدري ما سَعةُ جهنَّمَ ؟ قلتُ : لا ، قالَ : أجَل واللَّهِ ما تدري أنَّ بينَ شَحمةِ أُذنِ أحدِهِم وبينَ عاتقِهِ مَسيرةَ سبعينَ خَريفًا تَجري فيها أوْديةُ القَيحِ والدَّمِ قلتُ أنهارًا قالَ لا بلْ أوْديةً ثمَّ قالَ أتدرونَ ما سَعةُ جهنَّمَ قلتُ لا قالَ أجَل واللَّهِ ما تَدري حدَّثتني عائشةُ أنَّها سألَت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ عن قولِهِ وَالْأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ فأينَ النَّاسُ يومئذٍ يا رسولَ اللَّهِ قالَ هم علَى جِسرِ جهنَّمَ) ([27])

عن عبيدالله بن مقْسم أنّه نظر إلى عبدالله بن عمر كيف يحْكِي رسولَ الله – صلّى الله عليه وسلم – قال: (يأخذُ الله عزّ وجلّ سمواته وأرضيه بيديْه فيقولُ: أنا الله - ويقبضُ أصابعَهُ ويبسُطها - أنا الملكُ) حتى نظرتُ إلى المنبر يتحرّكُ من أسفل شيءٍ منه حتى إنّي لأقولُ: أساقطٌ هو برسول الله – صلّى الله عليه وسلم –؟ ([28]).

ورد في شرح صحيح مسلم للإمام النّووي مختصراً لكلام المازري ([29]): "المراد بقوله يقبضُ أصابعَه ويبسطها النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -، ولهذا قال أنَّ ابن مقْسم نظر إلى عبدالله بن عمر كيف يحْكِي رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم- ...  قال القاضي: وفي هذا الحديث ألفاظ يقبض ويأخذ، كلّه بمعنى الجمع لأنَّ السّموات (في الحياة الدنيا) مبسوطة والأرضين مدحوّة وممدودة ..  قال: وقبضُ النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم- أصابعَه وبسطُها تمثيل لقبض هذه المخلوقات وجمعها (في الآخرة) بعد بسطها، وحكاية للمبسوط (في الدّنيا) المقبوض (في الآخرة) وهو السّموات والأرضون، لا إشارة إلى القبض والبسط الّذي هو صفة القابض والباسط سبحانه وتعالى".

جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – فقال يا محمّد إنّا نجدُ أنّ الله يجعلُ السّموات على إصبعٍ والأرضين على إصبعٍ والشّجر على إصبع والماءَ والثّرى على إصبعٍ وسائر الخلق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النّبيُّ – صلّى الله عليه وسلم – حتى بدت نواجذهُ تصديقاً لقول الحبر ثمّ قرأ رسولُ الله – صلّى الله عليه وسلم – (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر 67].  وقد خُرّجَ الحديث في عددٍ من مصادر السُّنّة ([30]).

إنّ العبارة (تصديقاً لقول الحبر) هي من كلام الرّاوي؛ ولم أجدها في الأحاديث المرفوعة. وإنّ الآية التي قرأها الرسول: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) كانت ردّا على قول الحبر، وتبيّن صورة مختلفة ، وأكّدت أنّ اليهود لم يقدروا اللّه حقّ قدره، وهي تنزّه اللّه عن شرك اليهود (ملحق).

روايات أو طرق هذا الحديث المرفوعة لم ترد فيها العبارة: (تصديقاً لقول الحبرومنها: (أتى النَّبيَّ رجُلٌ من أهلِ الكتابِ فقال يا أبا القاسِمِ أبلغَكَ إنَّ اللَّهَ يحمِلُ الخلائقَ علَى إصبَعٍ والسَّمواتِ علَى إصبَعٍ والأرضَ علَى إصبَعٍ والشَّجرَ علَى إصبَعٍ والثَّرى كذا علَى إصبَعٍ قالَ فضحِكَ رسولُ اللَّهِ حتَّى بدَتْ نواجذُهُ فأنزلَ اللهُ تعالى وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَواتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمينِهِ) ([31]).  وهذه الرّواية لنفس الصحابي (عبدالله بن مسعود) ، وهنالك أيضاً رواية للصحابي عبدالله بن عمر لم ترد فيها العبارة: (تصديقاً لقول الحبر).

العبارة (والجبالَ والشَّجرَ على أصبعٍ) لا تتفق مع آيات دكّ الجبال وتسييرها :-

العبارة (وسائرَ الخلائقِ على إصبَعٍ) لا تتفق مع الحديث الصحيح الذي بيّن أنّ الناس يومئذ على جسر جهنم :-

العبارة (وسائرَ الخلائقِ على إصبَعٍ) لا تتفق مع الحديث الصحيح الذي بيّن أنّ الناس يومئذ على جسر جهنم :-

(قالَ ابنُ عبَّاسٍ أتَدري ما سَعةُ جهنَّمَ ؟ قلتُ : لا ، قالَ : أجَل واللَّهِ ما تدري أنَّ بينَ شَحمةِ أُذنِ أحدِهِم وبينَ عاتقِهِ مَسيرةَ سبعينَ خَريفًا تَجري فيها أوْديةُ القَيحِ والدَّمِ قلتُ أنهارًا قالَ لا بلْ أوْديةً ثمَّ قالَ أتدرونَ ما سَعةُ جهنَّمَ قلتُ لا قالَ أجَل واللَّهِ ما تَدري حدَّثتني عائشةُ أنَّها سألَت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ عن قولِهِ وَالْأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ فأينَ النَّاسُ يومئذٍ يا رسولَ اللَّهِ قالَ هم علَى جِسرِ جهنَّمَ) ([32]) . 

وعليه يُجْزَمُ أنّ ضحكَ الرسول صلى الله عليه وسلّم لم يكن تصديقاً لقول الحبر كما توهّم الراوي .

تبيّن الآية الكريمة (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [الزمر 67] أنّ حال الأرضين يوم القيامة هو القبض والجمع والرّتق، والمراد بالأرض الأرضون السّبع ([33]) ، حيث ستعود يوم القيامة مجموعة ورتقاً.  أمّا حالهنّ في الدّنيا ففتق وبسط ([34])؛ بعد أن كانتا رتقاً عند بداية الخلق: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء 30].

وتؤكّد الآيات والأحاديث أنَّ حالة الأرضين قبضٌ في بداية الخلق، وأمّا الآن فهنَّ بسط وفتق:

- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) [البقرة 29].  في اللّحظة الّتي تلت الانفجار بدأ أيضاً خلقُ الأرض (الأرض بمعنى جهة السُّفل؛ أي الأرضين السّبع) ([35]). ويراد بجهة السّفل الاتّجاه نحو مركز الكون، ويُقصدُ بجهة العلوّ الاتّجاه نحو السّماء ([36]).  فإنّ كلمة (جَمِيعًا) في الآية قد تُعتبر حالاً من الأرض.  ويدلُّ على ذلك قوله جلّ وعلا: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء 30].  (رتقاً) أي كان الجميع متّصلاً بعضه ببعض متلاصقاً متراكماً بعضُه فوق بعضٍ في ابتداء الأمر ([37]).

إنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً في بداية خلقهما، ثمّ فتقت السّماء الدّخانيّة في مستويات مختلفة للطاقة، لتُشكّلَ أصلاً لخلق طبقات البناء السّماوي ([38])، كما أنّ الأرض فتقت سبعاً ([39]).  إذن ليس هنالك ما يمنع أن تكون كلمة (جَمِيعًا) حالاً من الأرض، أو حالاً من (مَا : إسم موصول بمعنى الذي).  وعندها يكون الخلق الّذي تتحدّث عنه الآيةُ: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) هو خلقُ الله - سبحانه وتعالى- وإيجاده للأرض أو للمادّة الأوّليّة في الأرض (بمعنى جهة السُّفل؛ أي الأرضين السّبع وما كان فيها) عندما كانت الأرضُ رتقاً، وهذه المادّةُ ضروريّة لمراحل الخلق الّتي جاءت متأخّرة.  ويؤكّده الزّمخشري في تفسيره الكشّاف: "فإن قلت: هل لقول من زعم أنّ المعنى خلق لكم الأرض وما فيها وجه صحّة؟ قلت: إن أراد بالأرض الجهات السّفليّة دون الغبراء (الكرة الأرضيّة) كما تذكر السّماء وتراد الجهات العلويّة جاز ذلك، فإنّ الغبراء وما فيها واقعة في الجهات السّفليّة ([40])".  وهو عين ما قاله كثيرٌ من أئمّة التّفسير: النيسابوري، والعمادي والبيضاوي ([41]).

-  (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) [البقرة 29].  تشير الآية إلى أنّ حال الأرضين عند بداية خلقهنّ هو القبض والرّتق في جهة السّفل.  وهو ما تشير إليه الآية: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء 30].  أي كان الجميع متّصلاً بعضه ببعض في ابتداء الأمر، ثمَّ فتقت السّماوات سبعاً، كما فتقت الأرضُ سبعاً.  هذا وسيعود الكون يوم القيامة إلى حالة الرّتق والقبض: (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر 67].

يتّضح من الأحاديث أنَّ الأرضين سبعٌ.  ويتّضحُ أنّ عاقبة ظلم الأرض - أخذها بغير وجه حقّ - الخسف بمرتكبه يوم القيامة إلى أسفل الأرضين الّتي هي سبع ؛ ودليله (من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خُسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين) ([42]).  إنّ حال الأرضين يوم القيامة هو القبض: (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)؛ يحصل هذا القبض والطيّ عندما يكون الناس على الصِّرَاط (الجسر المنصوب فوق جهنّم) .

المعنى التاسع: أكثر من معنى

آية الكرسي (البقرة 255):

 (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ): مطلق معاني السماء والأرض (كافة المعاني المحتملة)؛ فالله سبحانه هو المالك لكلّ المخلوقات.

ARDH (all meanings, not only earth).

 (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ): السماوات السبع والأرضين السّبع.

the seven samas and seven Ardh ( not heavens and the earth),

- (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (الزمر 69). ربما كرة الأرض ، أو أرض المحشر، أو الأرض بمطلق معانيها؛ بدليل : (ألله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة ...) (الآية). وَقَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " وَأَشْرَقَتْ الْأَرْض بِنُورِ رَبّهَا " أَيْ أَضَاءَتْ يَوْم الْقِيَامَة إِذَا تَجَلَّى الْحَقّ جَلَّ وَعَلَا لِلْخَلَائِقِ لِفَصْلِ الْقَضَاء " وَوُضِعَ الْكِتَاب "

(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (ابراهيم 48)

Ardh (Earth; and seven Ardhean) will be changed

تبدّل حال الكرة الأرضيّة

حال الكرة الأرضية يوم القيامة هو المدّ: وفي التنـزيل العزيز (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ) [الانشقاق 3]   مدّ اللهُ الأرضَ يمُدُّها مدّاً بسطها وسوّاها.

- (يُحْشَر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عَلَى أَرْض بَيْضَاء عَفْرَاء كَقُرْصَةِ النَّقِيّ).  قال سهل أو غيره: (ليس فيها معلم لأحد) (صحيح البخاري، الجامع الصحيح 5216؛ صحيح مسلم، المسند الصحيح 2790؛ الألباني، صحيح الترغيب 3580؛ الألباني، صحيح الجامع 4480).  العفراء: الأرض البيضاء لم توطأ، والعفراء من ليالي الشهر: الثالثة عشرة.

قد تأخذ الأرض يوم القيامة شكل القرص، وقد تصبح كرةً تماماً بعد دكّ جبالها ومدّها وانتفاخها.

عندما تدخل الشمس طور العملاق الأحمر وتنتفخ، فإن سطحها يكاد يلامس الأرض، فتنتفخ الأرض

The Seven Ages of the Sun ([43]).

يبيّن الجدول رقم 1 المراحل السبعة (Seven Phases) لتطور الشمس.

Phase

Period

Radius [Rsun = 700,000 km]

Luminosity [Lsun = 3.83x1026 W]

Temp. [K]

Hydrogen Burning (Today) [Fig.2]

11 Gyr

1

1

5779

First Red Giant [Fig.3]

1.3 Gyr

166=0.775AU

2350

3107

Helium Burning [Fig.4]

100 Myr

9.5

41

4724

Second Red Giant [Fig.5]

20 Myr

180 = 0.84 AU

3000

3160

Unstable Pulsation [Fig.6]

0.4 Myr

213 ~1 AU

5200

 

Planetary Nebula

10 Kyr

 

 

 

White Dwarf

lasting

Size of Earth

 

 

 

Description: pulse

Figure 6: Unstable Pulsations

وهذه المرحلة تجسدها الأحاديث الشريفة التي تصف يوم القيامة:

(تدنو الشمسُ يومَ القيامةِ على قيدِ ميلٍ ويُزادُ في حرِّها كذا وكذا تَغلي منها الهامُ كما تَغلي القدورُ يعرَقونَ فيها على قدرِ خطاياهم فمنهم مَن يبلغُ إلى كعبَيه ومنهم مَن يبلغُ إلى ساقَيه ومنهم مَن يبلغُ إلى وسطِه ومنهم مَن يُلجِمُه قال: وسمِعتُ أبا الحكمِ يقولُ: يُزادُ في حرِّها سبعةَ عشرَ ضِعفًا) ([44]).

الشمس في هذه المرحلة تصبح ضيائيتها كبيرة جدّاً مقارنة مع ضيائيتها الحالية: (تدنو الشمسُ يومَ القيامةِ على قيدِ ميلٍ ويُزادُ في حرِّها كذا وكذا تَغلي منها الهامُ) .  ويصبح نصف قطرها مساوياً بعدها عن الأرض.  أي أنّ سطحها يلمس الأرض: (تدنو الشمسُ يومَ القيامةِ على قيدِ ميلٍ).

وعندما تكور الشمس وبعد أن تدنو من الأرض، فإنّ جاذبيتها الكبيرة تحطّم الجبال وتفتّتها، وتحطّم الطبقة الخارجية للقشرة القارية أو المحيطية.

(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) (الكهف 47). الكرة الأرضيّة يوم القيامة.

وفي الحديث: (تَكُونُ الأرْضُ يَومَ القِيامَةِ خُبْزَةً واحِدَةً، يَتَكَفَّؤُها الجَبَّارُ بيَدِهِ كما يَكْفَأُ أحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ في السَّفَرِ، نُزُلًا لأهْلِ الجَنَّةِ. فأتَى رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ فقالَ: بارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ يا أبا القاسِمِ، ألَا أُخْبِرُكَ بنُزُلِ أهْلِ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ؟ قالَ: بَلَى. قالَ: تَكُونُ الأرْضُ خُبْزَةً واحِدَةً. كما قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَنَظَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَيْنا ثُمَّ ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَواجِذُهُ، ثُمَّ قالَ: ألَا أُخْبِرُكَ بإدامِهِمْ؟ قالَ: إدامُهُمْ بَالَامٌ ونُونٌ، قالوا: وما هذا؟ قالَ: ثَوْرٌ ونُونٌ، يَأْكُلُ مِن زائِدَةِ كَبِدِهِما سَبْعُونَ ألْفًا.) ([45])

إنَّ الأرض الواردة في هذا الحديث والّتي تكون خبزةً، هي أرض المحشر، والّتي هي مستقبل كرة الأرض الّتي نعيش عليها. فمستقبلها ذكره الحديث: (يُحْشَر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عَلَى أَرْض بَيْضَاء عَفْرَاء كَقُرْصَةِ النَّقِيّ).  القرص هو الخبزة الصغيرة المبسوطة المدوّرة (المعجم الوسيط ص 267) .  والشّيء نقي نقاوةً، ونقاءً: نظف فهو نقيٌّ (المعجم الوسيط ص 509). 

تبدّل حال الأرضين السّبع:

أمّا الأرض (الأرضين السّبع) فحالُهنّ  يوم القيامة هو القبض، وحالُ السّماوات هو الطّي بيد الجبار سبحانه وتعالى: (وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) (عمري 2004، بحث الأرضين السّبع).  وعَنْ عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ أَنَا أَوَّل النَّاس سَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَة " يَوْم تُبَدَّل الأرْض غَيْر الأرْض وَالسَّمَاوَات" قَالَتْ : قُلْت أَيْنَ النَّاس يَوْمئِذٍ يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ" عَلَى الصِّرَاط " . رَوَاهُ مُسْلِم.

المعنى العاشر: إطلاق المعاني (كلّ معاني السّماء وكلّ معاني الأرض)

مثال للتوضيح: قوله سبحانه : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ {1}) :

وَالْفَلَق فِي كَلَام الْعَرَب: فَلَق الصُّبْح، تَقُول : هُوَ أَبْيَن مِنْ فَلَق الصُّبْح، وَمِنْ فَرَق الصُّبْح. وَجَائِز أَنْ يَكُون فِي جَهَنَّم سِجْن اِسْمه فَلَق. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَلَمْ يَكُنْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَضَعَ دَلَالَة عَلَى أَنَّهُ عُنِيَ بِقَوْلِهِ { بِرَبِّ الْفَلَق } بَعْض مَا يُدْعَى الْفَلَق دُون بَعْض، وَكَانَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره رَبُّ كُلّ مَا خَلَقَ مِنْ شَيْء، وَجَبَ أَنْ يَكُون مَعْنِيًّا بِهِ كُلّ مَا اِسْمه الْفَلَق، إِذْ كَانَ رَبُّ جَمِيع ذَلِكَ (الطبري).

ومن هذا القبيل (إطلاق المعاني : كلّ معاني السّماء وكلّ معاني الأرض) في الآيات التي تتحدث عن الرَبّ الخالق الإله المالك العليم الرّزاق الحيّ القيوم المحيي العليم: عِلْمُه سبحانهُ مُحِيطٌ فِي سَائِر الْأَحْوَال وَالْأَزْمَان وَالْأَيَّام وَاللَّحَظَات وَجَمِيع الْأَوْقَات وَجَمِيع مَا فِي الْأَرْضين وَالسَّمَوَات لَا يَغِيب عَنْهُ مِثْقَال ذَرَّة وَلَا أَصْغَر مِنْ ذَلِكَ (ابن كثير).

- 10.1 الله الرَبّ الخالق لا شريك له

(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) (سبإ آية 22)

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا) (فاطر 40)

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الأحقاف 4)

أَيْ وَلَا شِرْك لَهُمْ فِي السَّمَاوَات وَلَا فِي الْأَرْض وَمَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير.

(وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) (الزخرف 84).  أَيْ هُوَ إِلَه مَنْ فِي السَّمَاء وَإِلَه مَنْ فِي الْأَرْض يَعْبُدهُ أَهْلهمَا وَكُلّهمْ خَاضِعُونَ لَهُ أَذِلَّاء بَيْن يَدَيْهِ

(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الجاثية 36)

 (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبّ الْأَرْض): أَيْ الْمَالِك لَهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَلِهَذَا قَالَ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

(تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا) (طه 4)

أَيْ هَذَا الْقُرْآن هُوَ تَنْزِيل مِنْ رَبّك رَبّ كُلّ شَيْء وَمَلِيكه الْقَادِر عَلَى مَا يَشَاء الَّذِي خَلَقَ الْأَرْض وَخَلَقَ السَّمَاوَات الْعُلَا (ابن كثير)

 (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) (النجم 31)

يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ مَالِك السَّمَوَات وَالْأَرْض (ابن كثير)

 (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ) (الذّاريات 20).  آيات الله بادية وظاهرة في الكون .

- 10.2 لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ:

(لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة 284).  السماء والأرض بكل المعاني: يُخْبِر تَعَالَى أَنَّ لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنهنَّ وَأَنَّهُ الْمُطَّلِع عَلَى مَا فِيهِنَّ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ الظَّوَاهِر وَلَا السَّرَائِر وَالضَّمَائِر وَإِنْ دَقَّتْ وَخَفِيَتْ (ابن كثير).

 (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (آل عمران 109).  كل معاني السماء والأرض: أَيْ الْجَمِيع مِلْك لَهُ وَعَبِيد لَهُ وَإِلَى اللَّه تُرْجَع الْأُمُور أَيْ هُوَ الْحَاكِم الْمُتَصَرِّف فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (ابن كثير).

 (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران 129). كل معاني السماء والأرض: أَيْ الْجَمِيع مِلْكٌ لَهُ، وَأَهْلُ (السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ) عَبِيد بَيْن يَدَيْهِ.

- 10.3 وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ خَلْقًا وَمِلْكًا وَعَبْدًا

(أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) (هود 20).  هَؤُلَاءِ (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيل اللَّه) لَمْ يَكُونُوا بِاَلَّذِينَ يُعْجِزُونَ رَبّهمْ بِهَرَبِهِمْ مِنْهُ فِي الْأَرْض إِذَا أَرَادَ عِقَابهمْ وَالِانْتِقَام مِنْهُمْ (الطبري).

(أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ): قَالَ اِبْن عَبَّاس : لَمْ يُعْجِزُونِي أَنْ آمُر الْأَرْض فَتَنْخَسِف بِهِمْ (القرطبي).

(وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) (الشورى 31). أَيْ لَنْ تَعْجِزُوا اللَّه وَلَنْ تَفُوتُوهُ (القرطبي)

(وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) (العنكبوت 22). أَيْ لَا يُعْجِزهُ أَحَد مِنْ أَهْل سَمَاوَاته وَأَرْضه بَلْ هُوَ الْقَاهِر فَوْق عِبَاده

والله سبحانه وتعالى تحدى الثقلين أن يستطيعوا الهروب من حساب يوم القيامة؛ وذلك لاستحالة نفاذهم من أقطار السماوات والأرض: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن 33).  أَيْ لا تَسْتَطِيعُونَ هَرَبًا مِنْ أَمْر اللَّه وَقَدَرِهِ بَلْ هُوَ مُحِيط بِكُمْ لا تَقْدِرُونَ عَلَى التَّخَلُّص مِنْ حُكْمه وَلا النُّفُوذ عَنْ حُكْمه فِيكُمْ ... " إِلَّا بِسُلْطَانٍ " أَيْ إِلَّا بِأَمْرِ اللَّه " . (تفسير ابن كثير).  "لَا تَنْفُذُونَ إلَّا بِسُلْطَانٍ" بِقُوَّةٍ وَلَا قُوَّة لَكُمْ عَلَى ذَلِكَ (الجلالين).  وفي ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله، يقول: ولا يملك السلطان إلا صاحب السلطان.

 (وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (الأحقاف 32)

(وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) (الروم 26)

(وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) خَلْقًا وَمِلْكًا وَعَبْدًا .

 (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ) (لقمان 16)

أَيْ أَنَّ قُدْرَته تَعَالَى تَنَال مَا يَكُون فِي تَضَاعِيف صَخْرَة وَمَا يَكُون فِي السَّمَاء وَالْأَرْض . ... (القرطبي)

- 10.4 علم الله وسع كلّ شيء:

ترجمة الآيات التالية غير صحيحة

 (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ) (آل عمران 5) السماء والأرض بكل المعاني.  يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ يَعْلَم غَيْب السَّمَاء وَالْأَرْض لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء مِنْ ذَلِكَ .

 (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران 29) السماء والأرض بكل المعاني : يُخْبِر تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِبَاده أَنَّهُ يَعْلَم السَّرَائِر وَالضَّمَائِر وَالظَّوَاهِر وَأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُمْ خَافِيَة بَلْ عِلْمه مُحِيط بِهِمْ فِي سَائِر الْأَحْوَال وَالْأَزْمَان وَالْأَيَّام وَاللَّحَظَات وَجَمِيع الْأَوْقَات وَجَمِيع مَا فِي الْأَرْض وَالسَّمَوَات لَا يَغِيب عَنْهُ مِثْقَال ذَرَّة وَلَا أَصْغَر مِنْ ذَلِكَ (ابن كثير).

 (رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ) (إبراهيم 38)

فَإِنَّك تَعْلَم الْأَشْيَاء كُلّهَا ظَاهِرهَا وَبَاطِنهَا لَا يَخْفَى عَلَيْك مِنْهَا شَيْء فِي الْأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء (ابن كثير).

(قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحجرات 16).  أَيْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِثْقَال ذَرَّة فِي الْأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء وَلَا أَصْغَر مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ " وَاَللَّه بِكُلِّ شَيْء عَلِيم" (ابن كثير) .

ألله الواحد العليم لا شريك له:

(أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الرعد 33).

" أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَم فِي الْأَرْض " أَيْ لَا وُجُود للشُرَكَاء لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ لَهَا وُجُود فِي الْأَرْض لَعَلِمَهَا لِأَنَّهُ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة (ابن كثير).  "يقول: أتخبرونه بأن في الأرض إلهًا، ولا إله غيرُه في الأرض ولا في السماء؟" ... " يقول: لا يعلم اللهُ في الأرضِ إلهاً غيره . " (الطبري)

- 10.5 سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) (لقمان 20)

ذَكَرَ نِعَمه عَلَى بَنِي آدَم ، وَأَنَّهُ سَخَّرَ لَهُمْ " مَا فِي السَّمَوَات " مِنْ شَمْس وَقَمَر وَنُجُوم وَمَلَائِكَة تَحُوطهُمْ وَتَجُرّ إِلَيْهِمْ مَنَافِعهمْ . " وَمَا فِي الْأَرْض " عَامّ فِي الْجِبَال وَالْأَشْجَار وَالثِّمَار وَمَا لَا يُحْصَى (القرطبي).

(وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الجاثية 13) .  والكون جميعه مسخر لأجل الإنسان.

- 10.6 وَلِلَّهِ يَسْجُدُ خلائقُ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ:

(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) (النحل 49)

 (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج 18)

فَإِنَّهُ يَسْجُد لِعَظَمَتِهِ كُلّ شَيْء طَوْعًا وَكَرْهًا (ابن كثير).

- 10.7 سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحشر 1)

يقول ابن كثير : يُخْبِر تَعَالَى أَنَّ جَمِيع مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض مِنْ شَيْء يُسَبِّح لَهُ وَيُمَجِّدهُ وَيُقَدِّسهُ وَيُصَلِّي لَهُ وَيُوَحِّدهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :

(تُسَبِّح لَهُ السَّمَوَات السَّبْع وَالْأَرْض وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْء إِلَّا يُسَبِّح بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحهمْ ... ) (الإسراء 44).

(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الصّف 1)

 (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (الجمعة 1)

 (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التغابن 1)

وجدير بالذكر أنّ الأمواج الصوتية موجودة في جميع الأجسام في هذا الكون، وفي جميع حالات المادة: الصلبة، السائلة، الغازية، والبلازما. 

- 10.8 وَنُفِخَ فِي الصُّورِ

(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) (النمل 87)

 (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) (الزمر 68).  

وفي الحديث الصحيح: ( ... لا تُفَضِّلُوا بيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ، فإنَّه يُنْفَخُ في الصُّورِ، فَيَصْعَقُ مَن في السَّمَوَاتِ ومَن في الأرْضِ، إلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فأكُونُ أَوَّلَ مَن بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بالعَرْشِ، فلا أَدْرِي أَحُوسِبَ بصَعْقَتِهِ يَومَ الطُّورِ، أَمْ بُعِثَ قَبْلِي، ولَا أَقُولُ: إنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى.) ([46])

(... قالَ: لا تُفَضِّلُوا بيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ، فإنَّه يُنْفَخُ في الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَن في السَّمَوَاتِ وَمَن في الأرْضِ إلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ، قالَ: ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فأكُونُ أَوَّلَ مَن بُعِثَ، أَوْ في أَوَّلِ مَن بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى عليه السَّلَامُ آخِذٌ بالعَرْشِ، فلا أَدْرِي أَحُوسِبَ بصَعْقَتِهِ يَومَ الطُّورِ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي، وَلَا أَقُولُ: إنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى عليه السَّلَامُ.) ([47])

- 10.9 وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ

 (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ) (مريم 40).

Ardh (in all meanings of Ardh)

أي : نميتُ سكانَ الأرضِ ونهلكُهم جميعا، ويبقى الربُّ وحده فيرثهم ، (وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ) فنجزيهم بأعمالهم .(تفسير البغوي).

(وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ )

- 11 إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ

(أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) (سبأ 9)

الأرض هنا قد ترتبط بالكرة الأرضية، وقد ترتبط بالأرضين المادة المظلمة الباردة التي تحضن جاذبيّاً نجوم المجرة.  يقول ابن كثير: (وإِنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى خَلْق هَذِهِ السَّمَاوَات فِي اِرْتِفَاعهَا وَاتِّسَاعهَا وَهَذِهِ الْأَرَضِينَ فِي اِنْخِفَاضهَا وَأَطْوَالهَا وأبعادِها إِنَّهُ لَقَادِر عَلَى إِعَادَة الْأَجْسَام وَنَشْر الرَّمِيم مِنْ الْعِظَام كَمَا قَالَ تَعَالَى : " أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُق مِثْلهمْ بَلَى " وَقَالَ تَعَالَى : " لَخَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَكْبَر مِنْ خَلْق النَّاس وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يَعْلَمُونَ" ).

(أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنْ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) (سبأ 9 ).  السماء هنا بمعنى العلو أو الفَلك أو الأجرام السماويّة.  هنالك حزامان : حزام الكويكبات ، Kuiper belt (حزام كَيْبر).

حزام الكويكبات (The asteroid belt) هو منطقة على شكل طارة (أو حلوى الدونت) في النظام الشمسي، تقع تقريبًا بين مداري كوكبي المشتري (Jupiter) والمريخ (Mars)، والتي يتواجد فيها عدد كبير جدًا من الأجسام الصلبة غير المنتظمة، بأحجام عديدة ولكنها أصغر بكثير من الكواكب؛ تسمى الكويكبات أو الكواكب الصغيرة.  وبما أنّ الكرة الأرضية أقرب إلى الشمس من المريخ ، فإنّ مدار المريخ يعلو مدار الأرض.  وبالتالي فإن مدارات الأجرام في حزام الكويكبات تعلو مدار الأرض حول الشمس.  وبالتالي فإن حزام الكويكبات هو سقف (سماء) بالنسبة للكرة الأرضية ومدارها حول الشمس: (أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنْ السَّمَاءِ).

There are 26,115 asteroids that pass near Earth according to NASA's Center for Near Earth Object Studies.  There are over 2,000 potentially dangerous Near Earth Asteroids (NEAs). ([48])

Description: https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f3/InnerSolarSystem-en.png/300px-InnerSolarSystem-en.png

 

- 12 أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) (الرعد 41)، (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) (الأنبياء 44)

كتبت بحثاً يجلّي التفسير العلمي لآيتي نقص الأرض من أطرافها؛ وذلك في مقابل المعاني التالية لكلمة الأرض: الكرة الأرضية أو ما يشبهها من الكواكب.  الأرضين السبع (المادة الكونية المظلمة؛ الحاضن الجاذبي لنجوم الكون ومجراته).  الجزء السفلي من الكون.  المجرّات والنجوم التي تقلها الأرضون السبع.  وفيما يلي بيان فقط لعناوين البحث:  نقص الأرض بمعنى الكرة الأرضية أو الكواكب، والذي يشير إلى: الانضغاط الجاذبي (gravitational contraction) لكرة الأرض أو الكواكب والّذي رافق تبرّدها في أثناء مراحل التخلّق.  كما ويشير إلى تناقص كثافة مادة الأرض مع البعد عن مركزها.  ويشير إلى نقص الصفائح القارية للكرة الأرضية.  وإلى تغير تركيب الكوكب الناتج عن التسخين المتولّد في حقبة تخلّق الكوكب.

ونقص الأرضين السبع (المادة المظلمة الحاضن الجاذبي للمجرّات والنجوم) الناجم عن التوسع الكوني بفعل ما يسميه علماء الكون الضغط السّالب (الطاقة المظلمة)؛ وهي قوّة الله سبحانه: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) ] 48-47 الذّاريات [.  التوسّع المتسارع للكون، ينقل المزيد من المجرات (ومعها حاضنها الجاذبي من المادة المظلمة) ليجعلها خارج نطاق الرؤية.  كثافة المادة المظلمة تتناقص مع التوسع.  تناقص كثافة المادة المظلمة داخل المجرة كلما ابتعدنا عن مركزها.  توزيع كثافة النجوم داخل التجمع النجمي تتناقص كلما ابتعدنا عن مركز التجمع.  نقص المجرة بواسطة النفث من قرص النماء على الثقب الأسود العملاق في مركزها.

الكفار ينتقصون من أرض الجنة فهي محرّمة عليهم، ويرثُ أهلُ الجنةِ منازلَ الكفار: (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ)" .   وفي نقص أرض الجنة من أطرافها، المعنى: قليلٌ هم أصحاب الدرجات العلا من الجنة؛ بالمقارنة مع باقي أهل الجنة.

الخلاصة

لا بدّ من مراجعة الترجمات لمعاني كلمة الأرض في الآيات القرآنيّة، وخاصة في المعاني التي أغفلتها الترجمة، والتي من أهمها: لذات الأرض ونعيمها، الأرضون السّبع (المادة المظلمة)، الجزء السفلي من الكون.  حالة إطلاق المعاني في الآية الواحدة؛ وذلك كما في الآيات التي تذكر الرَبّ الخالق الإله المالك العليم الرّزاق الحيّ القيوم المحيي العليم.  وكذلك عندما ترد كلمة الأرض في الآية الواحدة بأكثر من معنى.

المراجع والمصادر

المصادر

القرآن الكريم

كتب السنة المطهرة

كتب التفسير

1) البيضاوي، ناصر الدين الشيرازي (ت 791 هـ)، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، دار الفكر (بيروت 1416 هـ- 1996 م)، خمسة أجزاء.

2) الرّازي، محمد فخر الدين (ت 604 هـ - 1208 مالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب المشهور بتفسير الفخر الرّازي، دار الفكر (بيروت 1414 هـ -1993 م)، سبعة عشر مجلداً.

3) الزمخشري، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر (467- 538 هـ) ، الكشاف عن حقائق التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّأويل، دار الفكر (بيروت-لبنان 1397هـ- 1977 م)، أربع مجلّدات. م3 ص 409.

4) الصابوني، محمد علي، مختصر تفسير بن كثير، دار القرآن الكريم (بيروت- 1402هـ- 1981 م). ثلاثة أجزاء. 

5) الطبري، ابن جرير، (ت 310 هـ)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار الفكر للطباعة والنشر (بيروت 1415 هـ- 1995 م).

6) العمادي، أبي السعود محمد بن محمد (951 هـ)، تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، دار إحياء التراث العربي (بيروت الطبعة الرابعة 1414 هـ -1994 م)، تسعة أجزاء.

7) القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد (ت671  هـ)، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان الطبعة الخامسة 1417  هـ -1996 م)، واحد وعشرون مجلّدا . 

8) ابن كثير القرشي الدمشقي، عماد الدين أبي الفداء (ت 774 هـ)، تفسير القرآن العظيم، دار الفيحاء (دمشق الطبعة الأولى 1414 هـ-1994 م)، أربع مجلدات. 

9) النيسابوري، نظام الدين الحسن بن محمد القمّي (ت 728 هـ)، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، تحقيق زكريا عميرات، دار الكتب العلميّة (بيروت 1416 هـ- 1996 م).  م 6، ص 15.

المراجع العربية

1) عمري، حسين، بناء السماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، 2002. م 17، عدد 6، ص 187-211.

1) http://eijaz.mutah.edu.jo/samaacdm.htm

2) عمري، حسين، خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، 2004 . م 19، عدد 4، ص 11.

2) http://eijaz.mutah.edu.jo/univcreation.htm

3) عمري، حسين، الأرضون السبع لغز المادّة المظلمة وبوّابة تكميم الكون، مجلّة كليّة المعارف الجامعة، الأنبار، (2004)، العدد السادس، ص 10.

المراجع الإنجليزية

1) Weinberg, S., The First Three Minutes, Basic Books,.Toronto, 1984.



[1] ) الراوي : أبو هريرة ،  المحدثون

القرطبي المفسر ،  المصدر : تفسير القرطبي ، الصفحة أو الرقم: 15/16 ،  خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

القرطبي المفسر ،  المصدر : التذكرة للقرطبي ، الصفحة أو الرقم: 435 ،  خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

الوادعي ،  المصدر : الصحيح المسند ، الصفحة أو الرقم: 1338 ،  خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

البوصيري ،  المصدر : مصباح الزجاجة ، الصفحة أو الرقم: 4/266 ،  خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين

[2] ) الراوي : أبو هريرة ،  المحدثون:

الشوكاني ،  المصدر : فتح القدير ، الصفحة أو الرقم: 3/673 ،  خلاصة حكم المحدث : [له شاهد] في مسلم

الألباني ،  المصدر : صحيح ابن ماجه ، الصفحة أو الرقم: 3519 ،  خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  شرح الحديث

[3] ) الراوي : - ،  المحدث : ابن حجر العسقلاني ،  المصدر : فتح الباري لابن حجر ، الصفحة أو الرقم: 11/451 ،  خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

[4] ) الراوي : أبو هريرة ،  المحدث : السيوطي ،  المصدر : البدور السافرة ، الصفحة أو الرقم: 469 ،  خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

[5] الراوي : عبدالله بن عمر ، المحدثون : السيوطي ، المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 512 ، خلاصة حكم المحدث : حسن ؛ الألباني ، المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1389 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره

[6] الراوي: أبو هريرة ، المحدث: مسلم ، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 118 ، خلاصة حكم المحدث :  ]صحيح[

[7] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6227 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[

[8] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2955 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[

[9] الراوي : عبدالله بن عمرو ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2940 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[  

[10])  This model was made obsolete by the discovery in 1998 of the acceleration of universal expansion, which eventually led to the dark energy + dark matter (https://en.wikipedia.org/wiki/Mixed_dark_matter).  Dark matter slows down the expansion of the universe, while dark energy speeds it up. ... Meanwhile, dark energy is a repulsive force — a sort of anti-gravity — that drives the universe's ever-accelerating expansion.

[11] Mather et al. 1999, ApJ, 512, 511

[12] Protoplanets are thought to form out of kilometer-sized planetesimals that gravitationally perturb each other's orbits and collide, gradually coalescing into the dominant planets.

[13] ) Nath, Biman B.; Eichler, David: ApJ, Part 1 (ISSN 0004-637X), vol. 337, Feb. 1, 1989, p. 1-6.

[15] ) Ozernoy, L. M.; Chernomordik, V. V. ASTRONOMICHESKII TSIRKULYAR NO. 1407/OCT, 1985: (http://adsabs.harvard.edu/abs/1985ATsir1407....1O)

[16] الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فنّي الرّواية والدّراية من علم التّفسير. ج 5، ص 247.

[17]) الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فنّي الرّواية والدّراية من علم التّفسير. ج 5، ص 247؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن.  م 4 ج 18 ص 115؛ الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني، دار الفكر (بيروت 1414 هج- 1994 م). م 15، ج 28، ص 212-213؛ النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان.  م 6، ص 317؛ الرّازي، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب المشهور بتفسير الفخر الرّازي. م 15 ، ج 30 ، ص 41؛ السيوطي، عبد الرحمن، الدرّ المنثور في التفسير المأثور. ج 8، ص 209- 210؛ البغوي، معالم التنـزيل في التفسير والتأويل. م 5، ص 407؛ الزركشي، البرهان في علوم القرآن. م4 ص 9؛ الزمخشري، الكشاف عن حقائق التّنـزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّأويل. م4 ص 124.

[18] صحيح البخاري، كتاب المظالم، حديث رقم 1120.

 [19]) صحيح البخاري: كتاب المظالم، أحاديث رقم: 2272- 2274، كتاب بدء الخلق، أحاديث رقم:2956، 2957، 2959؛ صحيح مسلم، كتاب المساقاة، أحاديث رقم:3020-3023، 3025؛ أحمد، المسند: كتاب مسند العشرة المبشّرين بالجنّة، الأحاديث رقم: 1542، 1547، 1522 ، 1553، 1554 ، 1556، 1559، 1562 ، 5481؛ باقي مسند المكثرين، الأحاديث رقم: 8658، 8683، 9212؛ مسند الشّامييّن، الأحاديث رقم: 16618، 16913، 17131؛ باقي مسند الأنصار، الأحاديث رقم: 21822، 21839، 23217 ، 23364، 24947؛ سنن الدارمي، كتاب البيوع، حديث رقم 2492؛ الترمذي، كتاب الدّيّات، حديث رقم 1338.

 [20]) صحيح البخاري: كتاب المظالم، أحاديث رقم: 2272- 2274، بدء الخلق، حديث2957 .

[21] مسند أحمد- مسند المكثرين من الصحابة-، حديث5481 .

[22] صحيح البخاري، كتاب المظالم، أحاديث رقم: 2272- 2274.

[23] صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، أحاديث رقم:2956، 2957، 2959.

[24] سنن الدارمي، كتاب البيوع، حديث رقم 2492.

[25] الترمذي، كتاب الدّيّات، حديث رقم 1338.

[26]) أحمد، المسند: مسند الشّامييّن، الأحاديث رقم: 16618، 16913، 17131؛ باقي مسند الأنصار، الأحاديث رقم: 21822، 21839، 23217 ، 23364، 24947.

[27] الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث : الوادعي ، المصدر : الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم : 652 ، أحاديث مشابهة ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.  التخريج : أخرجه الترمذي (3241)، وأحمد (24856) واللفظ له

الراوي : عائشة أم المؤمنين ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم : 24856 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.  التخريج : أخرجه الترمذي (3241)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11453)، وأحمد (24856) واللفظ له

[28] رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار، حديث رقم 2149.

[29] الإمام النّووي، شرح صحيح مسلم، دار الرَّيان للتراث، الطبعة الأولى 1407 هج 1987 م، القاهرة المجلد السّادس، ج 17 ، ص 132.

[30]) صحيح البخاري، كتاب التوحيد، الأحاديث رقم: 6864، 6865، 6959؛ صحيح البخاري، كتاب التفسير، حديث رقم: 4437؛ صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار، الأحاديث رقم: 4992، 4993؛ التّرمذي، كتاب تفسير القرآن، حديث رقم 3162؛ أحمد، مسند المكثرين من الصّحابة، الأحاديث رقم: 3409، 3878، 4138.

[31] الراوي : عبدالله بن مسعود ، المحدث : الألباني ، المصدر : تخريج كتاب السنة، الصفحة أو الرقم : 543 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.  التخريج : أخرجه البخاري (7415)، ومسلم (2786) باختلاف يسير، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (543) واللفظ له. ، انظر شرح الحديث رقم 69710

[32] الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث : الوادعي ، المصدر : الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم: 652 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  شرح الحديث.  التخريج : أخرجه الترمذي (3241)، وأحمد (24856) واللفظ له

[33]) الرّازي، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب. م 14 ، ص 17-18؛ الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني. م 13، ج 24، ص 39-42؛ البيضاوي، أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 5، ص 77؛ أبو حيان، البحر المحيط في التفسير.  جزء 9 ص 220؛ أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، جزء 7 ، ص 262- 263؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 15 ص 181؛ النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان.  م 6، ص 15؛ الزمخشري، الكشاف. م3 ص 409.

[34] العمري، حسين، خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة، 2004. م 19، عدد 4، ص 11.

[35] البيضاوي أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 3، ص 221.

[36] العمري، حسين، خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة.

[37]) العمري، حسين، بناء السّماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة، 2002. م 17، عدد 6، ص 187-211؛ الصابوني، مختصر تفسير بن كثير.  م 2، ص 506؛ الزمخشري، الكشّاف. م 2، ص 570. 

45- Weinberg, the first three minutes pp 48-49.

 

[38] العمري، حسين، بناء السّماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة، 2002. م 17، عدد 6، ص 187-211.

 [39]السيوطي، عبد الرحمن، الدرّ المنثور في التفسير المأثور. ج 1، ص 106-107.

[40] الزمخشري، أبو القاسم جار الله، الكشّاف. م 1، ص 270؛ مجمع اللّغة العربيّة الإدارة العامّة للمعجمات وإحياء التراث، مصر، المعجم الوسيط. دار الدعوة استنبول تركية، ج 1، ص 643.          

[41] ) النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان.  ج 1، ص 210؛ أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم. ج 1 ، ص 78؛ البيضاوي، أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 1، ص 273.

[42] صحيح البخاري، كتاب المظالم، حديث رقم 1120.

[44] الراوي : أبو أمامة الباهلي، المحدث: البوصيري ، المصدر : إتحاف الخيرة المهرة ، الصفحة أو الرقم: 8/165 ، خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات.  التخريج: أخرجه أحمد (22240)، والطبراني (8/222) (7779) باختلاف يسير.

[45] الراوي : أبو سعيد الخدري ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم : 6520 ، خلاصة حكم المحدث :  ]صحيح[.  التخريج : أخرجه البخاري (6520)، ومسلم (2792).

[46] الراوي: أبو هريرة ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3414 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[ ،  انظر شرح الحديث رقم 26292

[47] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2373 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[