الموضوعات
أيام خلق السماوات السبع والأرضين السّبع
أيام اللّه (ألف سنة ممّا تعدّون)
أيام تنزّل الوحي والتشريع
يَوْم بَدْر
يوم لقاء العدوّ
أيام نَصْر اللَّه لِأَوْلِيَائِهِ وَإِيقَاعه بِأَعْدَائِهِ
يوم لِقَاء طَالُوت وجَيْشه للعَدُوّ
حالة المنافقين عندما يُدعون للجهاد
أيام شهر رمضان
أيّام الصوم قضاء وكفّارة (بطول ساعات الصيام)
أيام الحجّ
يَوْم عَرَفَة
أيام غواية الشَّيْطَان للكفار فِي الدُّنْيَا
أيام ضَلَال الظَّالِمين
أَيَّام اللَّه فِي إهلاك الْأُمَم الْمُكَذِّبَة لِرُسُلِهِمْ
يوم الطُّوفَان
أيّام إهلاك قوم عاد
أيّام انتظار قوم ثمود للعذاب
أيّام مَكَانَة يوسف وَأَمَانَته لدى العزيز
يوم التعارف بين يوسف وإخوته
أيام دعوة موسى لفرعون وقومه
يَوْمُ الزِّينَةِ
يوم نجاة موسى عليه السلام، وإغراق فرعون ونجاته ببدنه (جِسْمٍ بلَا رُوح)
يوم ولادة عيسى عليه السلام
وَقْتَ الْحَصَاد وَالصِّرَام
يوما تشير إلى زمن لبث من أماته اللهُ وأحياه في الدنيا
حالة النزاع وخروج الرّوح
أيّام النفخ في الصور
نفخة الصعق
نفخة القيام لرب العالمين
مُدَّة الدُّنْيَا الْقَصِيرَة
الفرع الأوّل: طول يوم القيامة خمسين ألف سنة من سنيّ الدنيا
الفرع الثاني : الأحاديث النبويّة
الفرع الثالث: الآيات القرآنيّة الّتي ترد فيها كلمة (يَوْمَ) متبوعة بفعل
مضارع
الفرع الرابع: الآيات القرآنيّة الّتي ترد فيها كلمة (يَوْمَاً) بمعنى يوم
القيامة
الفرع الخامس: الآيات القرآنيّة الّتي ترد فيها كلمة (اليوم) بمعنى يوم
القيامة
الفرع السادس: يوم الجمع والعرض والحساب
الفرع السابع: كلمة يومئذ بمعنى يوم القيامة
الفرع الثامن: يوم الدِّينِ
الفرع التاسع: الوجوه يوم القيامة
الفرع العاشر: كلمة يومهم
الفرع الحادي عشر: المؤمنون يَوْم الْقِيَامَة ويوم العبور على الصراط
الفرع الثاني عشر: لحظة صدور الحكم (إلى النّار) وتنفيذه
أيام العذاب في النار
أيام النعيم في الجنة
مقدمة:
يعرض الموضوع معاني كلمة يوم (ومشتقاتها) في آيات القرءان
الكريم. وهي: أيام خلق السماوات السبع
والأرضين السّبع. أيام اللّه (ألف سنة
ممّا تعدّون). أيّام فِي الدُّنْيَا ذات
معلم وأهمية في حياة البشرية. مُدَّة لبث
المرء في الدُّنْيَا. أيّام النفخ في
الصور. يوم القيامة.
(قُلْ
أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ
لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ
فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ
سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ )
(فصلت 10-9)
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى
فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) (فصلت 12)
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي
اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ
مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ
رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (الأعراف 54)
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى
عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ
إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)
(يونس 3)
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ
مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا
إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) (هود 7 )
(.. الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ...) . لعلّ الأيّام الواردة في
هذه الآيات ليست الأيّام الّتي نعرفها بطول أربع وعشرين ساعة، إنّما قد تعني فترةً
زمنيّة. هذا ويُرجّحُ أنّ طول اليوم
الواحد من أيّام الخلق هذه هو ألف سنة ممّا نعدُّ (2) مصداقاً لقوله تعالى: (وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنةٍ ممّا
تعُدُّون) [الحج 47]. ويرى بعضُ المفسّرين أنّ كون اليوم بطول أقلّ
هو أكمل وأتمُّ في إظهار القدرة الإلهيّة على الخلق (.[1]).
إذا كانت مادّةُ خلق السّماوات السّبع ([2])
والأرضين السّبع ([3]) هي
مادّة نيوكليونيّة (nucleonic)، فإنّ أيّام الخلق السّتّة يجبُ أن تكون طويلة؛ لعلّ طول اليوم الواحد
منها ألف سنة ممّا نعدُّ. أمّا إذا كانت مادّةُ
خلق السّماوات السّبع والأرضين السّبع هي مادّة غير نيوكليونيّة (nonnucleonic)
تستقلُّ عن الإشعاع بدرجة حرارة خاصّة، فقد يكون طول اليوم من أيّام الخلق بمقدار
طول أيّام الدُّنيا. والرّاجح أنّه فترة
زمنيّة (period) ([4]).
يَقُول
تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ "
وَيَسْتَعْجِلُونَك بِالْعَذَابِ " أَيْ هَؤُلَاءِ الْكُفَّار الْمُلْحِدُونَ
الْمُكَذِّبُونَ بِاَللَّهِ وَكِتَابه وَرَسُوله وَالْيَوْم الْآخِر كَمَا قَالَ
تَعَالَى" وَإِذَا قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقّ مِنْ
عِنْدك فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَة مِنْ السَّمَاء أَوْ اِئْتِنَا بِعَذَابٍ
أَلِيم " " وَقَالُوا رَبّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطّنَا قَبْل يَوْم
الْحِسَاب" وَقَوْله " وَلَنْ يُخْلِف اللَّه وَعْده " أَيْ
الَّذِي وَعَدَ مِنْ إِقَامَة السَّاعَة وَالِانْتِقَام مِنْ أَعْدَائِهِ
وَالْإِكْرَام لِأَوْلِيَائِهِ قَالَ الْأَصْمَعِيّ كُنْت عِنْد أَبِي عَمْرو بْن
الْعَلَاء فَجَاءَهُ عَمْرو بْن عُبَيْد فَقَالَ يَا أَبَا عَمْرو هَلْ يُخْلِف
اللَّه الْمِيعَاد ؟ فَقَالَ لَا فَذَكَرَ آيَة وَعِيد فَقَالَ لَهُ أَمِنَ
الْعَجَم أَنْتَ ؟ إِنَّ الْعَرَب تَعُدّ الرُّجُوع عَنْ الْوَعْد لُؤْمًا وَعَنْ
الْإِيعَاد كَرَمًا أَمَا سَمِعْت قَوْل الشَّاعِر : لِيَرْهَب اِبْن الْعَمّ
وَالْجَار سَطْوَتِي وَلَا أَنْثَنِي عَنْ سَطْوَة الْمُتَهَدِّد فَإِنِّي وَإِنْ
أَوْعَدْته أَوْ وَعَدْته لَمُخْلِف إِيعَادِي وَمُنْجِز مَوْعِدِي وَقَوْله
" وَإِنَّ يَوْمًا عِنْد رَبّك كَأَلْفِ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ " أَيْ
هُوَ تَعَالَى لَا يَعْجَل فَإِنَّ مِقْدَار أَلْف سَنَة عِنْد خَلْقه كَيَوْمٍ
وَاحِد عِنْده بِالنِّسْبَةِ إِلَى حُكْمه لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُ عَلَى
الِانْتِقَام قَادِر وَأَنَّهُ لَا يَفُوتهُ شَيْء وَإِنْ أَجَّلَ وَأَنْظَرَ
وَأَمْلَى وَلِهَذَا قَالَ بَعْد هَذَا (ابن كثير).
(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ
السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)
(السجدة 5). وَقَوْله تَعَالَى " يُدَبِّر الْأَمْر مِنْ السَّمَاء
إِلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ " أَيْ يَتَنَزَّل أَمْره مِنْ
أَعْلَى السَّمَاوَات إِلَى أَقْصَى تُخُوم الْأَرْض السَّابِعَة كَمَا قَالَ
تَعَالَى " اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ
يَتَنَزَّل الْأَمْر بَيْنهنَّ " الْآيَة وَتُرْفَع الْأَعْمَال إِلَى
دِيوَانهَا فَوْق سَمَاء الدُّنْيَا وَمَسَافَة مَا بَيْنهَا وَبَيْن الْأَرْض
مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ سَنَة .. وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك
النُّزُول مِنْ الْمَلَك فِي مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَصُعُوده فِي مَسِيرَة
خَمْسمِائَةِ عَام وَلَكِنَّهُ يَقْطَعهَا فِي طَرْفَة عَيْن . وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ " (ابن كثير)..
أيام تنزّل الوحي والتشريع:
يَوْم بَدْر:
(وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي
جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ
إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ
وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (الأنفال 48). قَالَ اِبْن عَبَّاس فِي
هَذِهِ الْآيَة لَمَّا كَانَ يَوْم بَدْر سَارَ إِبْلِيس بِرَايَتِهِ وَجُنُوده
مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَأَلْقَى فِي قُلُوب الْمُشْرِكِينَ أَنَّ أَحَدًا لَنْ
يَغْلِبَكُمْ وَإِنِّي جَار لَكُمْ فَلَمَّا اِلْتَقَوْا وَنَظَرَ الشَّيْطَان
إِلَى إِمْدَاد الْمَلَائِكَة " نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ
" قَالَ رَجَعَ مُدْبِرًا وَقَالَ " إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ
" الْآيَة .(ابن كثير)
يوم لقاء العدوّ:
(وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا
مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ
مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
(الأنفال 16). " أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى
فِئَة " الْمُتَحَيِّز : الْفَارّ إِلَى النَّبِيّ وَأَصْحَابه وَكَذَلِكَ
مَنْ فَرَّ الْيَوْم إِلَى أَمِيره أَوْ أَصْحَابه فَأَمَّا إِنْ كَانَ الْفِرَار
لَا عَنْ سَبَب مِنْ هَذِهِ الْأَسْبَاب فَإِنَّهُ حَرَام وَكَبِيرَة مِنْ
الْكَبَائِر لِمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ،
وما هن ؟ قال : الشركُ باللهِ ، والسحرُ ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلا بالحقِّ
، وأكلُ الربا ، وأكلُ مالِ اليتيمِ ، والتولي يومَ الزحفِ ، وقذفُ المحصناتِ
المؤمناتِ الغافلاتِ) ([5]).
(اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ :
وما هنَّ ؟ قال : الشِّركُ باللهِ ، والسِّحرُ ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم
اللهُ إلَّا بالحقِّ ، وأكلُ الرِّبا ، وأكلُ مالِ اليتيمِ ، والتَّولِّي يومَ
الزَّحفِ ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ) ([6]).
(اجتنبوا
السَّبعَ الموبِقاتِ قيل : يا رسولَ اللهِ ! وما هنَّ ؟ قال : الشِّركُ باللهِ .
والسِّحرُ . وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا
بالحقِّ . وأكلُ مالِ اليتيمِ . وأكلُ الرِّبا . والتولِّي
يومَ الزَّحفِ . وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمناتِ) ([7]).
أيام نَصْر اللَّه لِأَوْلِيَائِهِ وَإِيقَاعه بِأَعْدَائِهِ
(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا
يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا
بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (الجاثية 14). وَمَعْنَى : " لَا يَرْجُونَ أَيَّام
اللَّه " أَيْ لَا يَرْجُونَ ثَوَابه . وَقِيلَ : أَيْ لَا
يَخَافُونَ بَأْس اللَّه وَنِقَمه . وَقِيلَ
: الرَّجَاء بِمَعْنَى الْخَوْف ; كَقَوْلِهِ
: " مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا " [ نُوح : 13 ] أَيْ
لَا تَخَافُونَ لَهُ عَظَمَة . وَالْمَعْنَى : لَا
تَخْشَوْنَ مِثْل عَذَاب الْأُمَم الْخَالِيَة . وَالْأَيَّام يُعَبَّر
بِهَا عَنْ الْوَقَائِع . وَقِيلَ : لَا يَأْمُلُونَ نَصْر اللَّه لِأَوْلِيَائِهِ
وَإِيقَاعه بِأَعْدَائِهِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَا يَخَافُونَ
الْبَعْث .(القرطبي)
يوم لِقَاء طَالُوت وجَيْشه للعَدُوّ:
(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ
بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ
فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ
غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ
هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ
وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ
فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ
الصَّابِرِينَ ) (البقرة 249 ). أَيْ اِسْتَقَلُّوا
أَنْفُسهمْ عَنْ لِقَاء عَدُوّهُمْ لِكَثْرَتِهِمْ فَشَجَّعَهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ
الْعَالِمُونَ بِأَنَّ وَعْد اللَّه حَقّ فَإِنَّ النَّصْر مِنْ عِنْد اللَّه
لَيْسَ عَنْ كَثْرَة عَدَد وَلَا عُدَّة (ابن كثير).
حالة المنافقين عندما يُدعون للجهاد:
أيام شهر رمضان:
أيّام الصوم قضاء وكفّارة (بطول ساعات الصيام):
أيام الحجّ:
يَوْم عَرَفَة
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ
وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا
أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ
تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ
دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (المائدة 3). قَالَ عُمَر : إِنِّي لَأَعْلَم
حِين أُنْزِلَتْ وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ وَأَيْنَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيْثُ أُنْزِلَتْ يَوْم عَرَفَة وَأَنَا وَاَللَّه
بِعَرَفَة
أيام غواية الشَّيْطَان للكفار فِي الدُّنْيَا:
(تَاللَّهِ لَقَدْ
أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (النحل 63). فَالشَّيْطَان نَاصِرهمْ الْيَوْم فِي
الدُّنْيَا , وَبِئْسَ النَّاصِر . } وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم { فِي الْآخِرَة عِنْد وُرُودهمْ
عَلَى رَبّهمْ , فَلَا يَنْفَعهُمْ حِينَئِذٍ وِلَايَة الشَّيْطَان ، وَلَا هِيَ نَفَعَتْهُمْ فِي الدُّنْيَا بَلْ ضَرَّتْهُمْ
فِيهَا وَهِيَ لَهُمْ فِي الْآخِرَة أَضَرّ .
(تفسير الطبري).
أيام ضَلَال الظَّالِمين:
(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ
يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
(مريم 38). أَيْ مَا أَسْمَعهُمْ وَأَبْصَرهمْ " يَوْم
يَأْتُونَنَا " يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة " لَكِنْ الظَّالِمُونَ
الْيَوْم " أَيْ فِي الدُّنْيَا " فِي ضَلَال مُبِين " أَيْ لَا
يَسْمَعُونَ وَلَا يُبْصِرُونَ وَلَا يَعْقِلُونَ
(ابن كثير).
(فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ
إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ
فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ) (يونس 102). أَيْ فَهَلْ يَنْتَظِر هَؤُلَاءِ
الْمُكَذِّبُونَ لَك يَا مُحَمَّد مِنْ النِّقْمَة وَالْعَذَاب إِلَّا مِثْل
أَيَّام اللَّه فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلهمْ مِنْ الْأُمَم الْمَاضِيَة
الْمُكَذِّبَة لِرُسُلِهِمْ " قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي
مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلنَا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا
" أَيْ وَنُهْلِك الْمُكَذِّبِينَ بِالرُّسُلِ.
يوم الطُّوفَان :
أيّام إهلاك قوم عاد:
(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ
الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا
يُنْصَرُونَ ) (فصلت 16).
وَقَوْله تَعَالَى " فِي أَيَّام نَحِسَات " أَيْ مُتَتَابِعَات "
سَبْع لَيَالٍ وَثَمَانِيَة أَيَّام حُسُومًا " وَكَقَوْلِهِ " فِي
يَوْم نَحْس مُسْتَمِرّ " أَيْ اُبْتُدِئُوا بِهَذَا الْعَذَاب فِي يَوْم
نَحْس عَلَيْهِمْ وَاسْتَمَرَّ بِهِمْ هَذَا النَّحْس " سَبْع لَيَالٍ
وَثَمَانِيَة أَيَّام حُسُومًا " حَتَّى أَبَادَهُمْ عَنْ آخِرهمْ (ابن
كثير).
أيّام انتظار قوم ثمود للعذاب:
(فَعَقَرُوهَا فَقَالَ
تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ
مَكْذُوبٍ )
(هود 65)
أيّام مَكَانَة يوسف وَأَمَانَته لدى العزيز:
(وَقَالَ الْمَلِكُ
ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ) (يوسف 54). " إِنَّك الْيَوْم لَدَيْنَا
مَكِين أَمِين " أَيْ إِنَّك عِنْدنَا قَدْ بَقِيت ذَا مَكَانَة وَأَمَانَة . (ابن كثير)
يوم التعارف بين يوسف وإخوته:
(قَالَ لَا تَثْرِيبَ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) (يوسف 92). " لَا تَثْرِيب عَلَيْكُمْ
" أَيْ لَا تَأْنِيب عَلَيْكُمْ الْيَوْم عِنْدِي فِيمَا صَنَعْتُمْ (ابن
كثير).
أيام دعوة موسى لفرعون وقومه:
(يَا قَوْمِ لَكُمُ
الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ
اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا
أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) (غافر 29 ). ثُمَّ قَالَ الْمُؤْمِن
مُحَذِّرًا قَوْمه زَوَال نِعْمَة اللَّه عَنْهُمْ وَحُلُول نِقْمَة اللَّه بِهِمْ
" يَا قَوْم لَكُمْ الْمُلْك الْيَوْم ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْض " أَيْ
قَدْ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْمُلْك وَالظُّهُور فِي الْأَرْض
بِالْكَلِمَةِ النَّافِذَة وَالْجَاه الْعَرِيض فَرَاعُوا هَذِهِ النِّعْمَة
بِشُكْرِ اللَّه تَعَالَى وَتَصْدِيق رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَاحْذَرُوا نِقْمَة اللَّه إِنْ كَذَّبْتُمْ رَسُوله " فَمَنْ يَنْصُرنَا
مِنْ بَأْس اللَّه إِنْ جَاءَنَا " أَيْ لَا تُغْنِي عَنْكُمْ هَذِهِ
الْجُنُود وَهَذِهِ الْعَسَاكِر وَلَا تَرُدُّ عَنَّا شَيْئًا مِنْ بَأْس اللَّه
إِنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ (ابن كثير)
يَوْمُ الزِّينَةِ :
(فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ
ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى )
(طه 64)
يوم نجاة موسى عليه السلام، وإغراق فرعون
ونجاته ببدنه (جِسْمٍ بلَا رُوح):
إِنَّ بَعْض بَنِي إِسْرَائِيل شَكُّوا فِي مَوْت فِرْعَوْن
فَأَمَرَ اللَّه تَعَالَى الْبَحْر أَنْ يُلْقِيَهُ بِجَسَدِهِ سَوِيًّا بِلَا
رُوح وَعَلَيْهِ دِرْعه الْمَعْرُوفَة عَلَى نَجْوَة مِنْ الْأَرْض وَهُوَ
الْمَكَان الْمُرْتَفِع لِيَتَحَقَّقُوا مَوْته وَهَلَاكه وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى " فَالْيَوْم نُنَجِّيك " أَيْ نَرْفَعك عَلَى نَشَز مِنْ الْأَرْض
" بِبَدَنِك " قَالَ مُجَاهِد بِجَسَدِك وَقَالَ الْحَسَن بِجِسْمٍ لَا
رُوح فِيهِ ... وَقَدْ كَانَ إِهْلَاكهمْ يَوْم عَاشُورَاء (ابن كثير):
- (لما قدم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ المدينةَ، واليهودُ تصومُ عاشوراءَ، فسألهم فقالوا : هذا اليومُ الذي ظهر فيه
موسى على فرعونَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( نحن أولى بموسى
منهم، فصومُوه ) . ([8]).
- (ما هذا اليومُ الَّذي تصومونَهُ ؟
فقالوا : هذا يومٌ عظيمٌ . أنجَى اللهُ فيه موسَى وقومَهُ . وغرَّقَ فرعونَ
وقومَهُ . فصامَهُ موسَى شكرًا . فنحنُ نصومُهُ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم : فنحنُ أحقُّ وأوْلَى بموسَى منكمْ ، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم . وأمرَ بصيامِهِ .) ([9]).
يوم ولادة عيسى عليه السلام:
(فَكُلِي وَاشْرَبِي
وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي
نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا )
(مريم 26). فَكَانَ مَنْ صَامَ فِي ذَلِكَ الزَّمَان لَمْ
يَتَكَلَّم حَتَّى يُمْسِي , فَقِيلَ لَهَا : لَا تَزِيدِي عَلَى هَذَا . (تفسير الطبري).
وَقْتَ الْحَصَاد وَالصِّرَام:
(أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ) (القلم 24).
يوما تشير إلى زمن لبث من أماته اللهُ وأحياه
في الدنيا:
حالة النزاع وخروج الرّوح:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ
افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ
شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ
الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ
أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا
كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ
تَسْتَكْبِرُونَ ) (الأنعام 93
). وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي
غَمَرَات الْمَوْت " أَيْ فِي سَكَرَاته وَغَمَرَاته وَكُرُبَاته"
وَالْمَلَائِكَة بَاسِطُو أَيْدِيهمْ " أَيْ بِالضَّرْبِ
كَقَوْلِهِ" لَئِنْ بَسَطْت إِلَيَّ يَدك لِتَقْتُلنِي " الْآيَة . وَقَوْله "
يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيهمْ وَأَلْسِنَتهمْ بِالسُّوءِ " الْآيَة
وَقَالَ الضَّحَّاك وَأَبُو صَالِح بَاسِطُو أَيْدِيهمْ أَيْ بِالْعَذَابِ
كَقَوْلِهِ " وَلَوْ تَرَى إِذْ يُتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا
الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوههمْ وَأَدْبَارهمْ " وَلِهَذَا قَالَ "
وَالْمَلَائِكَة بَاسِطُو أَيْدِيهمْ " أَيْ بِالضَّرْبِ لَهُمْ حَتَّى
تَخْرُج أَنْفُسهمْ مِنْ أَجْسَادهمْ وَلِهَذَا يَقُولُونَ لَهُمْ "
أَخْرِجُوا أَنْفُسكُمْ" وَذَلِكَ أَنَّ الْكَافِر إِذَا اُحْتُضِرَ
بَشَّرَتْهُ الْمَلَائِكَة بِالْعَذَابِ وَالنَّكَال وَالْأَغْلَال وَالسَّلَاسِل
وَالْجَحِيم وَالْحَمِيم وَغَضَب الرَّحْمَن الرَّحِيم فَتَفَرَّق رُوحه فِي
جَسَده وَتَعْصِي وَتَأْبَى الْخُرُوج فَتَضْرِبهُمْ الْمَلَائِكَة حَتَّى تَخْرُج
أَرْوَاحهمْ مِنْ أَجْسَادهمْ قَائِلِينَ لَهُمْ " أَخْرِجُوا أَنْفُسكُمْ
الْيَوْم تُجْزَوْنَ عَذَاب الْهُون بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه غَيْر
الْحَقّ " الْآيَة . أَيْ الْيَوْم تُهَانُونَ
غَايَة الْإِهَانَة (ابن كثير).
ويذكر القرطبي
في تفسيره (القرطبي، م 13 ، ص 159) أنّهما على الرّاجح نفختان فقط. وهذا ما تؤكّد الآيات والأحاديث الثابتة:
الآيات:
(فإذا نقر في النّاقور * فذلك يومئذ يوم عسير * على
الكافرين غير يسير) (المدّثر آية 8-10). النّفخة الثانية، وقيل
الأولى) (القرطبي، م 10
، ج 19 ، ص 46).
نفخة الصعق
(وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً
وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ) (ص آية 15)
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) (الزمر آية 68)
(مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً
تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) (يس آية 49)
نفخة القيام لرب العالمين
(ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ
قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) (الزمر آية 68)
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ
وَاحِدَةٌ) (الحاقّة آية 13)
نَفْخَة الْقِيَام لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
وَالْبَعْث وَالنُّشُور وَهِيَ هَذِهِ النَّفْخَة وَقَدْ أَكَّدَهَا هَهُنَا
بِأَنَّهَا وَاحِدَة لِأَنَّ أَمْر اللَّه لَا يُخَالَف وَلَا يُمَانَع (ابن كثير،
ج 4
، ص 532).
(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ
أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) (النمل آية 87)
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ
الْوَعِيدِ) (ق آية 20)
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي
الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ) (طه 102)
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ) (الكهف 99). " وَتَرَكْنَا بَعْضهمْ " أَيْ
النَّاس يَوْمئِذٍ أَيْ يَوْم يُدَكّ هَذَا السَّدّ وَيَخْرُج هَؤُلَاءِ
فَيَمُوجُونَ فِي النَّاس وَيُفْسِدُونَ عَلَى النَّاس أَمْوَالهمْ وَيُتْلِفُونَ
أَشْيَاءَهُمْ وَهَكَذَا قَالَ السُّدِّيّ فِي قَوْله " وَتَرَكْنَا بَعْضهمْ
يَوْمئِذٍ يَمُوج فِي بَعْض " قَالَ ذَاكَ حِين
يَخْرُجُونَ عَلَى النَّاس وَهَذَا كُلّه قَبْل يَوْم الْقِيَامَة وَبَعْد الدَّجَّال
كَمَا يبينه قَوْله "تعالى: "
حَتَّى إِذَا
فُتِحَتْ يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَب يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ
الْوَعْد الْحَقّ " الْآيَة . قَالَ
هَذَا أَوَّل يَوْم الْقِيَامَة ثُمَّ " نُفِخَ فِي الصُّور " عَلَى
أَثَر ذَلِكَ " فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا " وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ
الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " وَتَرَكْنَا بَعْضهمْ يَوْمئِذٍ يَمُوج فِي بَعْض
" قَالَ إِذَا مَاجَ الْجِنّ وَالْإِنْس يَوْم الْقِيَامَة يَخْتَلِط
الْإِنْس وَالْجِنّ
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ
أَفْوَاجاً) [النّبإ: 18]. "
فَتَأْتُونَ " مِنْ قُبُوركُمْ إِلَى الْمَوْقِف " أَفْوَاجاً "
جَمَاعَات مُخْتَلِفَة (الطبري).
(وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) (يس
آية 51)
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ
أَفْوَاجًا) (النبإ آية 18)
(فَإِذَا نُفِخَ فِي
الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ) (المؤمنون 101)
(يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ
ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (ق آية 42)
(إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً
فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) (يس آية 53)
(يَوْمَ
تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) [النّازعات: 6].
قَالَ اِبْن عَبَّاس هُمَا النَّفْخَتَانِ الأولَى وَالثَّانِيَة وَهَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَالْحَسَن
وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَغَيْر وَاحِد وَعَنْ مُجَاهِد أَمَّا الأولَى وَهِيَ قَوْله جَلَّ وَعَلا . " يَوْم تَرْجُف
الرَّاجِفَة " فَكَقَوْلِهِ جَلَّتْ عَظَمَته " يَوْم تَرْجُف الأرْض وَالْجِبَال " وَالثَّانِيَة وَهِيَ الرَّادِفَة
فَهِيَ كَقَوْلِهِ " وَحُمِلَتْ الأرْض
وَالْجِبَال فَدُكَّتَا دَكَّة وَاحِدَة (ابن كثير).
وأمّا الأحاديث فكثيرة ومنها:
(... لا تفضلوا بين أنبياء الله ، فإنه ينفخ
في الصور
، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض
إلا من
شاء الله ، ثم ينفخ فيه أخرى ، فأكون أول من بعث ، فإذا موسى آخذ بالعرش ، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور ، أم بعث قبلي
، ولا أقول : إن أحدا أفضل من يونس بن متى) ([10]).
-(... لَا
تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ. فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ. قَالَ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ.
أَوْ فِي أَوَّلِ مَنْ بُعِثَ. فَإِذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام آخِذٌ
بِالْعَرْشِ. فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ، أَوْ بُعِثَ
قَبْلِي. وَلَا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ
السَّلَام . ) ([11]).
-(.. ونفخ في الصور فصعق من في
السموات ومن
في
الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون فأكون أول
من رفع
رأسه فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أرفع رأسه قبلي أم كان
ممن
استثنى الله ومن قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب
) ([12]).
ورد في الأحايث السابقة: (ثم ينفخ فيه أخرى)؛ ممّا يدلُّ
على أنّهما فقط نفختان اثنتان: نفخة الصعق التي يبدأ معها تدمير الكون وموت
الخلائق، ثمّ نفخة القيام لرب
العالمين. ولقد مرّ بنا أنّ أمواجاً صوتية كانت تغمر
الكون الوليد. ويوم القيامة كذلك تعود
الأمواج الصوتيّة لتغمر الكون: فيكون
النفخ في الصور. وهناك أحاديث أخرى تصف
الصّور، ومنها:
- ) ينفخ في الصور والصور
كهيئة
القرن فيصعق من في السماوات ومن في الأرض وبين النفختين أربعين عاما ويمطر الله في
تلك الأربعين مطرا فينبتون من الأرض كما ينبت البقل ومن الإنسان عظم لا تأكله
الأرض عجب ذنبه وفيه يركب الجسد خلقه يوم القيامة ، قال : ثم ذكر البعث وذكر
الحساب فيوضع الصراط ويتمثل لهم ربهم فيقال : لتنطلق كل أمة إلى ما كانت تعبد حتى
إذا بقي المسلمون قيل لهم : ألا تذهبون قد ذهب الناس فيقولون : حتى يأتي ربنا فيقول : من
ربكم فيقولون : ربنا الله لا شريك له فيقال : هل تعرفون ربكم إذا رأيتموه ؟
فيقولون : إذا تعرف لنا عرفناه فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك فيكشف لهم
عن ساق فيقعون له سجدا ويجسر أصلاب المنافقين
ولا يستطيعون سجودا فذلك قوله : { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون
} [ القلم 42 ] ثم
ينطلق ويتبع أثره وهو على الصراط حتى يجوزوا على النار فإذا جازوا فكل خزنة الجنة يدعوه
يا مسلم ها هنا خير لك ، فقال أبو بكر: من ذلك المسلم يا رسول الله ؟ قال : إني
لأطمع أن تكون أحدهم) ([13]).
مُدَّة الدُّنْيَا الْقَصِيرَة
(قَالَ كَمْ
لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ) (المؤمنون 113-112). أَيْ كَمْ كَانَتْ
إِقَامَتكُمْ فِي الدُّنْيَا (تفسير ابن كثير).
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي
الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ
إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا
يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا
)
(طه 104-102). " إِذْ يَقُول
أَمْثَلهمْ طَرِيقَة " أَيْ الْعَاقِل الْكَامِل فِيهِمْ إِنْ لَبِثْتُمْ
إِلَّا يَوْمًا أَيْ لِقِصَرِ مُدَّة الدُّنْيَا فِي أَنْفُسهمْ يَوْم الْمَعَاد
لِأَنَّ الدُّنْيَا كُلّهَا وَإِنْ تَكَرَّرَتْ أَوْقَاتهَا وَتَعَاقَبَتْ
لَيَالِيهَا وَأَيَّامهَا وَسَاعَاتهَا كَأَنَّهَا يَوْم وَاحِد وَلِهَذَا
يَسْتَقْصِر الْكَافِرُونَ مُدَّة الْحَيَاة الدُّنْيَا يَوْم الْقِيَامَة ...
قَالَ تَعَالَى " يَوْم تَقُوم السَّاعَة يُقْسِم الْمُجْرِمُونَ مَا
لَبِثُوا غَيْر سَاعَة " - إِلَى قَوْله - وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر
فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِير " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى " كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْض عَدَد سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا
يَوْمًا أَوْ بَعْض يَوْم فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا
قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " أَيْ إِنَّمَا كَانَ
لُبْثكُمْ فِيهَا قَلِيلًا لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ لَآثَرْتُمْ الْبَاقِي عَلَى
الْفَانِي وَلَكِنْ تَصَرَّفْتُمْ فَأَسَأْتُمْ التَّصَرُّف قَدَّمْتُمْ الْحَاضِر
الْفَانِي عَلَى الدَّائِم الْبَاقِي .( تفسير ابن كثير).
الفرع الأوّل: طول يوم القيامة خمسين ألف سنة
من سنيّ الدنيا
(سَأَلَ
سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ
ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ
وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خمسين ألف سنة * فَاصْبِرْ
صَبْرًا جَمِيلا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا * يَوْمَ
تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلا
يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي
مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ
الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا
ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلا إِنَّهَا لَظَى ) (المعارج آية 1- 15).
يتّضح من سياق الآيات أنّها حديث عن يوم القيامة. (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خمسين ألف سنة):
" فِي
يَوْم" مُتَعَلِّق بِمَحْذُوفٍ أَيْ يَقَع الْعَذَاب بِهِمْ فِي يَوْم
الْقِيَامَة. عَنْ اِبْن عَبَّاس "
فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة " قَالَ يَوْم الْقِيَامَة
وَإِسْنَاده صَحِيح وَرَوَاهُ الثَّوْرِيّ عَنْ سِمَاك بْن حَرْب عَنْ عِكْرِمَة
فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة يَوْم الْقِيَامَة وَكَذَا قَالَ
الضَّحَّاك وَابْن زَيْد وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي
قَوْله تَعَالَى " تَعْرُج الْمَلآئِكَة وَالرُّوح إِلَيْهِ فِي يَوْم
كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة " قَالَ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة جَعَلَهُ
اللَّه تَعَالَى عَلَى الْكَافِرِينَ مِقْدَار خمسين ألف سنة (ابن كثير،
م 4 ، ص 539). وهناك العديد من الأحاديث الصحيحة
الّتي تبيّن
أنّ طول يوم القيامة هو خمسين ألف سنة، ومنها (خمسين ألف سنة) .
الفرع الثاني : الأحاديث النبويّة
- عن أبي هريرة :
(ما من صاحب ذهب ولا فضة ، لا يؤدي منها حقها ، إلا
إذا كان يوم القيامة ، صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم . فيكوى
بها جنبه وجبينه وظهره . كلما بردت أعيدت له . في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. حتى يقضى بين العباد . فيرى سبيله . إمّا إلى الجنّة وإما إلى النّار . قيل : يا
رسول الله !
فالإبل ؟ قال : ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها . ومن حقها حلبها يوم وردها . إلا
إذا كان يوم القيامة . بطح لها بقاع قرقر . أوفر ما كانت . لا يفقد منها فصيلا واحداً . تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها . كلما مر
عليه أولاها رد عليه أخراها . في
يوم
كان مقداره خمسين ألف سنة . حتى يقضى بين العباد . فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار . قيل يا
رسول الله! فالبقر والغنم ؟ قال : ولا صاحب بقر ولا غنم
لا
يؤدي منها حقها . إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر . لا يفقد منها شيئا
. ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها . كلما مر
عليه أولاها رد عليه أخراها . في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . حتى يقضى بين العباد
. فيرى
سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار...(.
- عن زيد بن أسلم
أن أبا صالح ذكوان أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول : ( قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم : ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت
له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت
أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله ، إما
إلى جنة وإما إلى نار . رواه مسلم في الصحيح عن سويد بن سعيد . وكذلك رواه هشام بن
سعد عن زيد بن أسلم) (سنن البيهقي
الكبرى، كتاب الزكاة، باب زكاة الذهب، رقم : 7625). وروايات
أبي هريرة للحديث الصحيح الذي يؤكد أنّ طول يوم القيامة خمسين ألف سنة وردت في العديد من كتب السّنّة ( [i]).
وفي رواية عكرمة: (عن ابن عباس في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة،
قال: يوم القيامة)
(صحيح: المحدث:
ابن كثير، المصدر: تفسير القرآن، الصفحة أو
الرقم 8/249 ؛ ابن كثير، نهاية البداية والنهاية، الصفحة أو الرقم 1/323 ).
- عن أبي سعيد
الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يوم كان مقداره خمسين ألف
سنة [ المعارج :4 ] فقيل : ما أطول هذا اليوم ؟ فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من
صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ) ([14]).
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما قال: ( تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم الآية يوم يقوم الناس لرب
العالمين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع
النبل في الكنانة خمسين ألف سنة ثم لا ينظر الله إليكم) (مستدرك الحاكم، كتاب الأهوال ، حديث رقم: 8707 ، صحيح الإسناد).
- عن ابن عمر قال : (قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : (يوم يقوم الناس لرب العالمين) [ المطففين:6 ] في يوم كان مقداره خمسين ألف
سنة ، حتى إن الرجل يتغيب في رشحه إلى أنصاف أذنيه) (صحيح ابن حبان، كتاب مناقب
الصحابة، باب البعث
وأحوال الناس في ذلك، رقم: 7331 ؛ مسند أحمد ، مسند عبد الله بن عمر بن
الخطاب رضي الله تعالى عنهما، رقم : 5876؛ صحيح، المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 8/158).
للمزيد أنظر (خمسين ألف سنة).
توضّح الأبحاث الفلكيّة
أنّ معظم الكواكب التي ترتبط بنجوم مثل شمسنا ويكون بعدها عن شمسها أقل من 0.15AU (حيث AU بعد الأرض عن الشّمس) تكون قيم التغاير المركزي لمداراتها (eccentricities) أقل من 0.05. وبالتالي،
يفترض تزامن دورة هذه الكواكب حول نفسها مع زمن دورانها حول نجمها (rotate synchronously with their orbital period). وبالتالي فإنَّ نفس
الوجه من الكوكب هو الّذي يقابل نجمه دائماً (Bodenheimer
et al 2001). وهذه هي
الحال الآن بالنِّسبة للقمر مع الأرض؛ ممّا يجعلنا دائماً نرى أحد وجهيّ القمر (Parker 1984, p. 157).
وبيّنت الأحاديث أن هذا
الأمر سيحصل للكرة الأرضيّة يوم القيامة، إذْ ستقترب الأرض كثيراً من الشّمس ،
بحيث تتزامن دورة الأرض حول نفسها مع زمن دورانها حول الشّمس، وبالتالي فإنَّ نفس الوجه
من الأرض هو الّذي يقابل الشّمس دائماً (بحث مدّ الأرض: عمري). وهذا يصدّقه
القرآن والأحاديث التي أكّدت أنّ طول يوم القيامة خمسين ألف سنة (خمسين ألف سنة).
الفرع الثالث: الآيات القرآنيّة الّتي ترد
فيها كلمة (يَوْمَ) متبوعة بفعل مضارع
عند تتبّع الآيات
القرآنيّة الّتي ترد فيها كلمة (يَوْمَ) متبوعة بفعل مضارع، نجد أنّ الحديث
دائما هو عن يوم القيامة. وشواهده من
القرآن الكريم هي:
(يَوْمَ تَكُونُ
السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ) إلى قوله (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ
عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ) [المعارج: 8-11].
(يَوْمَ
يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ
سِرَاعاً) [المعارج: 43]. { يَوْم
يَخْرُجُونَ } بَيَان وَتَوْجِيه عَنْ الْيَوْم الأوَّل الَّذِي
فِي قَوْله: { يَوْمهمُ الَّذِي يُوعَدُونَ } وَتَأْوِيل الْكَلام: حَتَّى يُلاقُوا يَوْمهمْ
الَّذِي يُوعَدُونَهُ يَوْم يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاث وَهِيَ
الْقُبُور (الطبري).
(يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ
الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً) [المزّمّل: 14]: وَذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَة
(الطبري).
(هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) [المرسلات: 35]. "هَذَا" أَيْ
يَوْم الْقِيَامَة (الجلالين).
(يَوْمَ يَقُومُ
الرُّوحُ وَالْمَلآئِكَةُ صَفّاً
لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) [النّبإ: 38]. وَقَالَ
الْحَسَن: إِنَّ الرُّوح يَقُول يَوْم الْقِيَامَة: لا يَدْخُل أَحَد الْجَنَّة
إِلا بِالرَّحْمَةِ ، وَلا النَّار إِلا بِالْعَمَلِ . وَهُوَ مَعْنَى قَوْله
تَعَالَى: " وَقَالَ صَوَاباً " (القرطبي).
(يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ
يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي
اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ)
[التحريم: 8]. وَيُدْخِلكُمْ
جَنَّات" بَسَاتِين "تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الأنْهَار يَوْم لا يُخْزِي اللَّه" بِإِدْخَالِ النَّار
"النَّبِيّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ (الجلالين).
(يَوْمَ
يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) [القلم: 42]. "يَوْم
يُكْشَف عَنْ سَاق" يَوْم
الْقِيَامَة لِلْحِسَابِ وَالْجَزَاء (الجلالين).
يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة وَمَا يَكُون فِيهِ مِنْ الأهْوَال وَالزَّلازِل وَالْبَلاء وَالإمْتِحَان وَالأمُور الْعِظَام وَقَدْ أوردَ الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد
الْخُدْرِيّ قَالَ سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول
" يَكْشِف رَبّنَا عَنْ سَاقه فَيَسْجُد لَهُ كُلّ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَة
وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُد فِي الدُّنْيَا رِيَاء وَسُمْعَة فَيَذْهَب
لِيَسْجُد فَيَعُود ظَهْره طَبَقاً وَاحِداً" وَهَذَا الْحَدِيث مُخَرَّج فِي
الصَّحِيحَيْنِ (ابن كثير).
(إِنَّا
أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ
يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ) [النّبإ: 40]. " إِنَّا
أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً " يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة لِتَأَكُّدِ
وُقُوعه صَارَ قَرِيباً لأنَّ كُلّ مَا
هُوَ آتٍ آتٍ " يَوْم يَنْظُر الْمَرْء مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ " يَعْرِض
عَلَيْهِ جَمِيع أَعْمَاله خَيْرهَا وَشَرّهَا قَدِيمهَا وَحَدِيثهَا كَقَوْلِهِ
تَعَالَى" وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً " .. (ابن كثير).
(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ مَا سَعَى)
[النّازعات: 35]. أَيْ حِينَئِذٍ يَتَذَكَّر
اِبْن آدَم جَمِيع عَمَله خَيْره وَشَرّه كَمَا قَالَ تَعَالَى " يَوْمئِذٍ
يَتَذَكَّر الإنْسَان وَأَنَّى لَهُ
الذِّكْرَى " (ابن كثير).
(كَأَنَّهُمْ
يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) [النّازعات: 46]. أَيْ إِذَا قَامُوا مِنْ
قُبُورهمْ إِلَى الْمَحْشَر يَسْتَقْصِرونَ مُدَّة الْحَيَاة الدُّنْيَا حَتَّى
كَأَنَّهَا عِنْدهمْ كَانَتْ عَشِيَّة مِنْ يَوْم ... وَقَالَ قَتَادَة: وَقْت
الدُّنْيَا فِي أَعْيُن الْقَوْم حِين عَايَنُوا الآخِرَة (ابن
كثير).
(يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) [عبس: 34]. قَالَ الْحَسَن: أَوَّل مَنْ يَفِرّ يَوْم
الْقِيَامَة مِنْ أَبِيهِ: إِبْرَاهِيم ، وَأَوَّل مَنْ يَفِرّ مِنْ اِبْنه نُوح ؛
وَأَوَّل مَنْ يَفِرّ مِنْ اِمْرَأَته لُوط . قَالَ: فَيَرَوْنَ أَنَّ هَذِهِ الآيَة نَزَلَتْ فِيهِمْ وَهَذَا فِرَار التَّبَرُّؤ (القرطبي).
(يَوْمَ لا
تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأمْرُ
يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) [الانفطار: 19]. لا يُنَازِعهُ فِيهِ أَحَد، كَمَا قَالَ:
" لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار. الْيَوْم تُجْزَى
كُلّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْم " [ غَافِر: 16
- 17
] (القرطبي). ويقول ابن كثير: أَيْ لا
يَقْدِر أَحَد عَلَى نَفْع أَحَد وَلا خَلاصه مِمَّا هُوَ
فِيهِ إِلا أَنْ يَأْذَن اللَّه لِمَنْ يَشَاء وَيَرْضَى وَنَذْكُر هَاهُنَا
حَدِيث " يَا بَنِي هَاشِم أَنْقِذُوا أَنْفُسكُمْ مِنْ النَّار لا أَمْلِك
لَكُمْ مِنْ اللَّه شَيْئاً، وَلِهَذَا قَالَ " وَالأمْر يَوْمئِذٍ لِلَّهِ " كَقَوْلِهِ " لِمَنْ
الْمُلْك الْيَوْم لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار " وَكَقَوْلِهِ "
الْمُلْك يَوْمئِذٍ الْحَقّ لِلرَّحْمَنِ" وَكَقَوْلِهِ " مَالِك يَوْم
الدِّين قَالَ قَتَادَة " يَوْم لا تَمْلِك نَفْس لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأمْر يَوْمئِذٍ لِلَّهِ " وَالأمْر وَاَللَّه الْيَوْم لِلَّهِ وَلَكِنَّهُ لا يُنَازِعهُ
فِيهِ يَوْمئِذٍ أَحَد (ابن كثير).
العبارة القرآنيّة (يَوْمَ تَأْتِي) أو (يَوْمَ يَأْتِي) هي حديث عن اليوم الآخر أو
أماراته الكبرى. يشهد لذلك الآيات القرآنيّة
التالية:
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ
الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ
رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ
رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ
كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)
[الأنعام 158].
وَذَلِكَ كَائِن يَوْم الْقِيَامَة " أَوْ يَأْتِي بَعْض آيَات رَبّك
يَوْم يَأْتِي بَعْض آيَات رَبّك لا يَنْفَع نَفْساً إِيمَانهَا" وَذَلِكَ
قَبْل يَوْم الْقِيَامَة كَائِن مِنْ أَمَارَات السَّاعَة وَأَشْرَاطهَا كَمَا
قَالَ الْبُخَارِيّ فِي تَفْسِير هَذِهِ الآيَة حَدَّثَنَا
مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا عَبْد الْوَاحِد حَدَّثَنَا عُمَارَة
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى
تَطْلُع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا فَإِذَا رَآهَا النَّاس آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا
فَذَلِكَ حِين لا يَنْفَع نَفْساً إِيمَانهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْل (ابن كثير.م 2 ص 259).
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ
يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ
رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ
فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ
عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) [الأعراف 53]. قَالَ " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا
تَأْوِيله" أَيْ مَا وُعِدُوا بِهِ مِنْ الْعَذَاب وَالنَّكَال وَالْجَنَّة
وَالنَّار قَالَهُ مُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد وَقَالَ مَالِك: ثَوَابه وَقَالَ
الرَّبِيع لا يَزَال يَجِيء مِنْ تَأْوِيله أَمْر حَتَّى يَتِمّ يَوْم الْحِسَاب
حَتَّى يَدْخُل أَهْل الْجَنَّة الْجَنَّة وَأَهْل النَّار النَّار فَيَتِمّ
تَأْوِيله يَوْمئِذٍ وَقَوْله " يَوْم يَأْتِي تَأْوِيله " أَيْ يَوْم
الْقِيَامَة قَالَهُ اِبْن عَبَّاس " يَقُول الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْل
" أَيْ تَرَكُوا الْعَمَل بِهِ وَتَنَاسَوْهُ فِي الدَّار الدُّنْيَا"
قَدْ جَاءَتْ رُسُل رَبّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاء فَيَشْفَعُوا
لَنَا " أَيْ فِي خَلاصنَا مِمَّا
صِرْنَا إِلَيْهِ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ " أَوْ نُرَدّ " إِلَى الدَّار
الدُّنْيَا " فَنَعْمَل غَيْر الَّذِي كُنَّا نَعْمَل (ابن كثير.م 2 ص 294).
(يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا
بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) ) [هود 105]. أي:
يَوْم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة أَيّهَا النَّاس ، وَتَقُوم السَّاعَة لا يتكلّم
أحدٌ إِلا بِإِذْنِ اللّه (ابن كثير.م 2 ص 603) .
(وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ
الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ
قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ) [إبراهيم 44]. وَأَنْذِرْ يَا مُحَمَّد النَّاس الَّذِينَ
أَرْسَلْتُك إِلَيْهِمْ دَاعِياً إِلَى الإسْلام مَا هُوَ نَازِل بِهِمْ، يَوْم يَأْتِيهِمْ عَذَاب اللَّه فِي
الْقِيَامَة (الطبري).
(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ
عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
[النحل 111].
اذْكُر
"يَوْم تَأْتِي كُلّ نَفْس تُجَادِل" تُحَاجّ "عَنْ نَفْسهَا"
لا يُهِمّهَا غَيْرهَا وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة "وَتُوَفَّى كُلّ
نَفْس" جَزَاء "مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ" شَيْئاً
(الجلالين).
(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ
يَوْمَ يَأْتُونَنَا ) (مريم 38). مَا أَسْمَعهمْ وَمَا أَبْصَرهمْ
"يَوْم يَأْتُونَنَا" فِي الآخِرَة
(الجلالين).
ومن هذا القبيل الآية مدار البحث: (
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) [الدخان 10]. يقول ابن كثير: (هُوَ مِنْ أَمَارَات السَّاعَة
كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ حَدِيث أَبِي سَرِيحَة حُذَيْفَة بْن أُسَيْد الْغِفَارِيّ
رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غُرْفَة وَنَحْنُ نَتَذَاكَر السَّاعَة فَقَالَ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَرَوْا عَشْر
آيَات: طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا وَالدُّخَان وَالدَّابَّة وَخُرُوج
يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَخُرُوج عِيسَى اِبْن مَرْيَم وَالدَّجَّال وَثَلاثَة خُسُوف: خَسْف بِالْمَشْرِقِ وَخَسْف بِالْمَغْرِبِ وَخَسْف
بِجَزِيرَةِ الْعَرَب وَنَار تَخْرُج مِنْ قَعْر عَدَن تَسُوق النَّاس - أَوْ
تَحْشِر النَّاس - تَبِيت مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا وَتَقِيل مَعَهُمْ حَيْثُ
قَالُوا " تَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِم فِي صَحِيحه وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لإبْنِ صَيَّاد " إِنَى خَبَّأْت لَك خَبِيئاً " قَالَ
هُوَ الدُّخّ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ " اِخْسَأْ
فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرك " قَالَ وَخَبَّأَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَارْتَقِبْ يَوْم تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُبِين
" وَهَذَا فِيهِ إِشْعَار بِأَنَّهُ مِنْ الْمُنْتَظَر الْمُرْتَقَب.) (ابن
كثير). هكذا (فَارْتَقِبْ) أي انتظر يا محمّد عذابهم (تحفة الأحوذي بشرح جامع التّرمذي 3177).
(وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ
إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ
لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
[هود 8]. قد يقال بأنّ العذاب هنا قد لا يكون خاصّا بيوم
القيامة، وهنا شاهده (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ
مَعْدُودَةٍ)
الفرع الرابع: الآيات القرآنيّة الّتي ترد
فيها كلمة (يَوْمَاً) بمعنى يوم القيامة
الآيات التالية كلّها حديث عن يوم القيامة؛ وفيها كلمة يَوْمَاً
بمعنى يوم القيامة.
(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ
نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ
وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ) (البقرة 48). " وَاتَّقُوا يَوْمًا "
يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة لَا تَجْزِي نَفْس عَنْ نَفْس شَيْئًا أَيْ لَا يُغْنِي
أَحَد عَنْ أَحَد كَمَا قَالَ " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
" وَقَالَ : " لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه
"(ابن كثير). وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ
وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ
الْغَرُورُ ) (لقمان 33). يَقُول تَعَالَى
مُنْذِرًا لِلنَّاسِ يَوْم الْمَعَاد وَآمِرًا لَهُمْ بِتَقْوَاهُ وَالْخَوْف
مِنْهُ وَالْخَشْيَة مِنْ يَوْم الْقِيَامَة حَيْثُ " لَا يَجْزِي وَالِد عَنْ
وَلَده " ...
(ابن كثير).
(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ
نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا
هُمْ يُنْصَرُونَ ) (البقرة 123)
(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى
اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) (البقرة 281). قَالَ تَعَالَى يَعِظُ
عِبَاده وَيُذَكِّرهُمْ زَوَال الدُّنْيَا وَفَنَاء مَا فِيهَا مِنْ الْأَمْوَال
وَغَيْرهَا وَإِتْيَان الْآخِرَة وَالرُّجُوع إِلَيْهِ تَعَالَى وَمُحَاسَبَته
تَعَالَى خَلْقه عَلَى مَا عَمِلُوا وَمُجَازَاته إِيَّاهُمْ بِمَا كَسَبُوا مِنْ
خَيْر وَشَرّ وَيُحَذِّرهُمْ عُقُوبَته : " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ
فِيهِ إِلَى اللَّه ثُمَّ تُوَفَّى كُلّ نَفْس مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا
يُظْلَمُونَ " (ابن
كثير).
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ
الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ) (الفرقان 26)
(فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ
كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ) (المزمل 17)
(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ) (الإنسان 7)
(إِنَّا نَخَافُ مِنْ
رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) (الإنسان 10 )
(إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ
الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ) (الإنسان 27)
الفرع الخامس: الآيات القرآنيّة الّتي ترد
فيها كلمة (اليوم) بمعنى يوم القيامة
الآيات التالية كلّها حديث عن يوم القيامة؛ وفيها كلمة اليوم
بمعنى يوم القيامة.
يُظْهِر
فَضَائِحهمْ وَمَا كَانَتْ تَجْنِيه ضَمَائِرهمْ فَجَعَلَهُ عَلَانِيَة كَقَوْلِهِ
تَعَالَى " يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر " أَيْ تَظْهَر وَتَشْتَهِر كَمَا
فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُنْصَب لِكُلِّ غَادِر لِوَاء يَوْم
الْقِيَامَة عِنْد اِسْته بِقَدْرِ غَدْرَته فَيُقَال هَذِهِ غَدْرَة فُلَان بْن
فُلَان " وَهَكَذَا هَؤُلَاءِ يَظْهَر لِلنَّاسِ مَا كَانُوا يُسِرُّونَهُ
مِنْ الْمَكْر وَيُخْزِيهِمْ اللَّه عَلَى رُءُوس الْخَلَائِق وَيَقُول لَهُمْ
الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُقْرِعًا لَهُمْ وَمُوَبِّخًا " أَيْنَ
شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ " (ابن كثير) .
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ
أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى
بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) (الإسراء 14-13).
(لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ
)
(القيامة 1)
(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ
شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا
فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) (العنكبوت 36). يُخْبِر تَعَالَى عَنْ
عَبْده وَرَسُوله شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ أَنْذَرَ قَوْمه أَهْل
مَدْيَن فَأَمَرَهُمْ بِعِبَادَةِ اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَأَنْ يَخَافُوا
بَأْس اللَّه وَنِقْمَته وَسَطْوَته يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ : " يَا قَوْم
اُعْبُدُوا اللَّه وَارْجُوا الْيَوْم الْآخِر " (ابن كثير).
(وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ )
(يس 59). يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا يَئُول إِلَيْهِ حَال الْكُفَّار يَوْم
الْقِيَامَة مِنْ أَمْره لَهُمْ أَنْ يَمْتَازُوا بِمَعْنَى يُمَيَّزُونَ عَنْ
الْمُؤْمِنِينَ فِي مَوْقِفهمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَيَوْم نَحْشُرهُمْ
جَمِيعًا ثُمَّ نَقُول لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ
فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ " وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ " وَيَوْم تَقُوم السَّاعَة
يَوْمئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ " يَوْمئِذٍ يَصَّدَّعُونَ " أَيْ يَصِيرُونَ
صَدْعَيْنِ فِرْقَتَيْنِ " اُحْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجهمْ
وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاط الْجَحِيم " (ابن كثير).
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى
أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ ) (يس 65). هَذَا حَال الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ يَوْم الْقِيَامَة
(ابن كثير).
(بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ)
(الصافات 27-26). يَذْكُر تَعَالَى أَنَّ
الْكُفَّار يَتَلَاوَمُونَ فِي عَرَصَات الْقِيَامَة كَمَا يَتَخَاصَمُونَ فِي
دَرَكَات النَّار (ابن كثير).
(يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا
يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ
الْقَهَّارِ ) (غافر 16). قَوْله جَلَّ جَلَاله " يَوْم هُمْ بَارِزُونَ لَا
يَخْفَى عَلَى اللَّه مِنْهُمْ شَيْء " أَيْ ظَاهِرُونَ بَادُونَ كُلّهمْ لَا
شَيْء يُكِنّهُمْ وَلَا يُظِلُّهُمْ وَلَا يَسْتُرهُمْ وَلِهَذَا قَالَ "
يَوْم هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّه مِنْهُمْ شَيْء " أَيْ
الْجَمِيع فِي عِلْمه عَلَى السَّوَاء. وَقَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى "
لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار" قَدْ تَقَدَّمَ فِي
حَدِيث اِبْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّهُ تَعَالَى يَطْوِي
السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِيَدِهِ ثُمَّ يَقُول أَنَا الْمَلِك أَنَا الْجَبَّارُ
أَنَا الْمُتَكَبِّرُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ ؟ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ ؟ أَيْنَ
الْمُتَكَبِّرُونَ ؟ (ابن كثير). وَأَصَحّ
مَا قِيلَ فِيهِ مَا رَوَاهُ أَبُو وَائِل عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ : ( يُحْشَر
النَّاس عَلَى أَرْض بَيْضَاء مِثْل الْفِضَّة لَمْ يُعْصَ اللَّه جَلَّ وَعَزَّ
عَلَيْهَا , فَيُؤْمَر مُنَادٍ يُنَادِي " لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم
" فَيَقُول الْعِبَاد مُؤْمِنهمْ وَكَافِرهمْ " لِلَّهِ الْوَاحِد
الْقَهَّار " فَيَقُول الْمُؤْمِنُونَ هَذَا الْجَوَاب " سُرُورًا وَتَلَذُّذًا ,
وَيَقُولهُ الْكَافِرُونَ غَمًّا وَانْقِيَادًا وَخُضُوعًا . (القرطبي).
(الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ
نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى
الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ)
(غافر 18-17). يَوْمَ الْآزِفَةِ اِسْمٌ
مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاقْتِرَابِهَا كَمَا
قَالَ تَعَالَى " أَزِفَتْ الْآزِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ
كَاشِفَةٌ " وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ " اِقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ
وَانْشَقَّ الْقَمَرُ " وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا " اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ
حِسَابُهُمْ " وَقَالَ " أَتَى أَمْرُ اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ
" وَقَالَ جَلَّ جَلَالُهُ " فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوه
الَّذِينَ كَفَرُوا " الْآيَة . (ابن كثير).
(يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ
آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ) (الزخرف 69-68 ). إِذَا كَانَ يَوْم
الْقِيَامَة فَإِنَّ النَّاس حِين يُبْعَثُونَ لَا يَبْقَى أَحَد مِنْهُمْ إِلَّا
فَزِعَ فَنَادَى مُنَادٍ " يَا عِبَاد لَا خَوْف عَلَيْكُمْ الْيَوْم وَلَا
أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ " فَيَرْجُوهَا النَّاس كُلّهمْ قَالَ فَيَتَّبِعهَا
" الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ " قَالَ فَيَيْأَس
النَّاس مِنْهَا غَيْر الْمُؤْمِنِينَ. (ابن كثير).
(وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ
جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ ) (الجاثية 28)
(وَجَاءَتْ كُلُّ
نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ
مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )
(ق 22). أَيْ مَلَك يَسُوقهُ إِلَى الْمَحْشَر وَمَلَك يَشْهَد
عَلَيْهِ بِأَعْمَالِهِ هَذَا هُوَ الظَّاهِر مِنْ الْآيَة الْكَرِيمَة .... فَبَصَرُك الْيَوْم حَدِيد
" أَيْ قَوِيّ لِأَنَّ كُلّ أَحَد يَوْم الْقِيَامَة يَكُون مُسْتَبْصِرًا
حَتَّى الْكُفَّار (ابن كثير).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ ) (التحريم 7). أَيْ يُقَال لِلْكَفَرَةِ يَوْم الْقِيَامَة لَا
تَعْتَذِرُوا فَإِنَّهُ لَا يُقْبَل مِنْكُمْ وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَإِنَّمَا تُجْزَوْنَ الْيَوْم بِأَعْمَالِكُمْ (ابن كثير).
(خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ
تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ )
(المعارج 44). يَقُول عَزَّ وَجَلَّ :
هَذَا الْيَوْم الَّذِي وُصِفَتْ صِفَته , وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة الَّذِي كَانَ
مُشْرِكُو قُرَيْش يُوعَدُونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمْ لَاقُوهُ فِي الْآخِرَة ,
كَانُوا يُكَذِّبُونَ بِهِ . 27123 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ :
ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { ذَلِكَ الْيَوْم } يَوْم الْقِيَامَة { الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } . آخِر تَفْسِير سُورَة
سَأَلَ سَائِل .(الطبري).
(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ
ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ) (الإنسان 11). فَدَفَعَ اللَّه عَنْهُمْ مَا كَانُوا فِي الدُّنْيَا يَحْذَرُونَ مِنْ شَرّ
الْيَوْم الْعَبُوس الْقَمْطَرِير بِمَا كَانُوا فِي الدُّنْيَا يَعْمَلُونَ
مِمَّا يَرْضَى عَنْهُمْ رَبّهمْ (الطبري).
(ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ
اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ) (النبأ 39). الثَّابِت وُقُوعه وَهُوَ
يَوْم الْقِيَامَة (الجلالين).
(فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ
شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (يس 54). } فَالْيَوْم { يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة (الطبري)
(فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ
فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (الحديد 15)
(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ
الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) (المطففين 34)
الفرع السادس: يوم الجمع والعرض والحساب:
(رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ
النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) (آل عمران 9)
(فَكَيْفَ إِذَا
جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ
لَا يُظْلَمُونَ ) (آل عمران 25)
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ
غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ
الْأَبْصَارُ ) (إبراهيم 42)
(هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ) (ص 53)
(وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ
* لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ ) (المرسلات 13). أُجِّلَتْ الرُّسُل وَأُرْجِئَ
أَمْرهَا حَتَّى تَقُوم السَّاعَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَلَا تَحْسَبَن
اللَّه مُخْلِف وَعْده رُسُله إِنَّ اللَّه عَزِيز ذُو اِنْتِقَام يَوْم تُبَدَّل
الْأَرْض غَيْر الْأَرْض وَالسَّمَوَات وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار
" وَهُوَ يَوْم الْفَصْل كَمَا قَالَ تَعَالَى" لِيَوْمِ الْفَصْل "
(وَقَالَ مُوسَى إِنِّي
عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ) (غافر 27)
الفرع السابع: كلمة يومئذ بمعنى يوم القيامة:
(فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) (الروم 57)
(فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ
إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ) (الرحمن 39)
(فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ )
(الحاقة 15)
(وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ
لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا ) (الكهف 100). يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا يَفْعَلهُ بِالْكُفَّارِ
يَوْم الْقِيَامَة أَنَّهُ يَعْرِض عَلَيْهِمْ جَهَنَّم أَيْ يُبْرِزهَا لَهُمْ
وَيُظْهِرهَا لِيَرَوْا مَا فِيهَا مِنْ الْعَذَاب وَالنَّكَال قَبْل دُخُولهَا
لِيَكُونَ ذَلِكَ أَبْلَغ فِي تَعْجِيل الْهَمّ وَالْحَزَن لَهُمْ . (ابن كثير).
وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يؤتى بجهنم
يؤمئذ ، لها
سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) ([15]).
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ
الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ) (الفرقان 26)
(وَيْلٌ
يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (المطففين 10). أَيْ شِدَّة
وَعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة لِلْمُكَذِّبِينَ .
(يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ
حَدِيثًا )
(النساء 42)
(مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ
فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ) (الأنعام 16)
(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (الأعراف 8)
(وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ
مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ) (إبراهيم 49). يَقُول تَعَالَى " يَوْم تُبَدَّل الْأَرْض غَيْر الْأَرْض
وَالسَّمَاوَات" وَتَبْرُز الْخَلَائِق لِدَيَّانِهَا
تَرَى يَا مُحَمَّد يَوْمئِذٍ الْمُجْرِمِينَ وَهُمْ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
بِكُفْرِهِمْ وَفَسَادهمْ" مُقَرَّنِينَ " أَيْ بَعْضهمْ
إِلَى بَعْض قَدْ جُمِعَ بَيْن النُّظَرَاء أَوْ الْأَشْكَال مِنْهُمْ كُلّ صِنْف
إِلَى صِنْف كَمَا قَالَ تَعَالَى" اُحْشُرُوا الَّذِينَ
ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ " وَقَالَ " وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
" وَقَالَ " وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ
دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا " وَقَالَ " وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ
بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ"
وَالْأَصْفَاد هِيَ الْقُيُود (ابن كثير)
(وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ
السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) (النحل 87). قَالَ قَتَادَة وَعِكْرِمَة
ذَلُّوا وَاسْتَسْلَمُوا يَوْمئِذٍ أَيْ اِسْتَسْلَمُوا لِلَّهِ جَمِيعهمْ فَلَا
أَحَد إِلَّا سَامِع مُطِيع وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى " أَسْمِعْ بِهِمْ
وَأَبْصِرْ يَوْم يَأْتُونَنَا " أَيْ مَا أَسْمَعهُمْ وَمَا
أَبْصَرهمْ يَوْمئِذٍ وَقَالَ " وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو
رُءُوسهمْ عِنْد رَبّهمْ رَبّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا " الْآيَة .
وَقَالَ " وَعَنَتْ الْوُجُوه لِلْحَيِّ الْقَيُّوم " أَيْ خَضَعَتْ وَذَلَّتْ
وَاسْتَكَانَتْ وَأَنَابَتْ وَاسْتَسْلَمَتْ وَقَوْله" وَأَلْقَوْا إِلَى
اللَّه يَوْمئِذٍ السَّلَم وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " أَيْ
ذَهَبَ وَاضْمَحَلَّ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَهُ اِفْتِرَاء عَلَى اللَّه فَلَا
نَاصِر لَهُمْ وَلَا مُعِين وَلَا مُجِيز. (ابن كثير)
(يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ
إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ) (طه 109)
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ
النَّعِيمِ ) (الحج 56)
(يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ
دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) (النور 25)
(يَوْمَ يَرَوْنَ
الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ
حِجْرًا مَحْجُورًا ) (الفرقان 22)
(أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ
خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) (الفرقان 24)
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ
لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ) (الفرقان 26)
(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ
فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ )
(النمل 89)
(فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ
الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ ) (القصص 66)
(وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ) (الروم 14)
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ
لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ
اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ) (الروم 43)
(فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي
الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) (الصافات 33)
(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) (الزخرف 67)
(وَلِلَّهِ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ
الْمُبْطِلُونَ ) (الجاثية 27)
(فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
) (الطور 11)
(وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ
فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ) (الحاقة 16)
(وَالْمَلَكُ عَلَى
أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
) (الحاقة
17)
(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى
مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ) (الحاقة 18)
(يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ
الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ )
(المعارج 11)
(فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ
عَسِيرٌ )
(المدثر 9)
(يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ
أَيْنَ الْمَفَرُّ ) (القيامة 10)
(إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ
الْمُسْتَقَرُّ ) (القيامة 12)
(يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ
بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ) (القيامة 13
(إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ
الْمَسَاقُ ) (القيامة 30)
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
)
(المرسلات، الآيات : 15، 19، 24، 28، 34، 37، 40، 45، 47، 49). وَرُوِيَ عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ :
وَيْل : وَادٍ فِي جَهَنَّم فِيهِ أَلْوَان الْعَذَاب (القرطبي). ويلٌ: هذا وعيدٌ وتهديدٌ بعَذابِ
النَّارِ. ويلٌ: في هذا وعيدٌ وتهديدٌ
عظيمٌ ، وويلٌ: كلمةُ عذابٍ وهلاكٍ.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
)
(المطففين 10)
(قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ
) (النازعات 8)
(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ
شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) (عبس 37)
(يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ
لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) (الانفطار 19)
(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ
رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ) (المطففين 15)
(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ
بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى
) (الفجر 23)
(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ) (الزلزلة 4)
(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ
أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ) (الزلزلة 6)
(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ
لَخَبِيرٌ ) (العاديات 11)
(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ
عَنِ النَّعِيمِ ) (التكاثر 8)
الفرع الثامن: يوم الدِّينِ
(وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ
الدِّينِ ) (المعارج 26)
(وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ
الدِّينِ ) (المدثر 46)
(وَيْلٌ
يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (المطففين 10). أَيْ شِدَّة
وَعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة لِلْمُكَذِّبِينَ . ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى أَمْرهمْ
فَقَالَ : (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ
الدِّينِ ) (المطففين 11). أَيْ
بِيَوْمِ الْحِسَاب وَالْجَزَاء وَالْفَصْل بَيْن الْعِبَاد.
الفرع التاسع: الوجوه يوم القيامة
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
مُسْفِرَةٌ ) (عبس 38)
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ
)
(الغاشية 8)
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ
)
(القيامة 22)
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ
)
(القيامة 24)
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا
غَبَرَةٌ )
(عبس 40)
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ
)
(الغاشية 2)
الفرع العاشر: كلمة يومهم
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا
وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) (الزخرف 83).
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) (الذاريات 60). ثُمَّ لَهُمْ فِي
الْآخِرَة الْعَذَاب الدَّائِم , وَالْخِزْي الْقَائِم
،
الَّذِي لَا
اِنْقِطَاع لَهُ وَلَا نَفَاد , وَلَا غَايَة وَلَا آبَاد (القرطبي).
(فَذَرْهُمْ حَتَّى
يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ) (الطور 45). وَذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَة . (ابن كثير)
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا
وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ
إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) (المعارج 43-42). أَيْ فَسَيَعْلَمُونَ
غِبّ ذَلِكَ وَيَذُوقُونَ وَبَاله (ابن كثير)
(لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ) (المطففين 5)
الفرع الحادي عشر: المؤمنون يَوْم
الْقِيَامَة ويوم العبور على الصراط
(لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ
الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ ) (الأنبياء 103)
(يَوْمَ تَرَى
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
(الحديد 12). يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا
عَنْ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَصَدِّقِينَ أَنَّهُمْ يَوْم الْقِيَامَة يَسْعَى
نُورهمْ بَيْن أَيْدِيهمْ فِي عَرَصَات الْقِيَامَة بِحَسَبِ أَعْمَالهمْ كَمَا
قَالَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى " يَسْعَى نُورهمْ
بَيْن أَيْدِيهمْ " قَالَ عَلَى قَدْر أَعْمَالهمْ يَمُرُّونَ عَلَى
الصِّرَاط مِنْهُمْ مَنْ نُوره مِثْل الْجَبَل وَمِنْهُمْ مَنْ نُوره مِثْل
النَّخْلَة وَمِنْهُمْ مَنْ نُوره مِثْل الرَّجُل الْقَائِم وَأَدْنَاهُمْ نُورًا
مَنْ نُوره فِي إِبْهَامه يَتَّقِد مَرَّة وَيُطْفَأ مَرَّة (ابن كثير).
الفرع الثاني عشر: لحظة صدور الحكم (إلى
النّار) وتنفيذه
(فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ
لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (السجدة 14)
(وَقِيلَ الْيَوْمَ
نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ
النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) (الجاثية 34)
(يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى
نَارِ
جَهَنَّمَ دَعًّا ) (الطور 13)
(اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ
) (يس 64). كَقَوله تَعَالَى: "
يَوْم
يُدَعُّونَ إِلَى نَار جَهَنَّم دَعًّا .. "
. (ابن كثير).
(قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ
آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ
نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ
أَشَدُّ وَأَبْقَى) (طه 127-126)
(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا
نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ
نَاصِرِينَ ) (الجاثية 34). وَقِيلَ الْيَوْم نَنْسَاكُمْ أَيْ نُعَامِلكُمْ
مُعَامَلَة النَّاسِي لَكُمْ فِي نَار جَهَنَّم كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمكُمْ
هَذَا أَيْ فَلَمْ تَعْمَلُوا لَهُ لِأَنَّكُمْ لَمْ تُصَدِّقُوا بِهِ
وَمَأْوَاكُمْ النَّار وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح
أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُول لِبَعْضِ الْعَبِيد يَوْم الْقِيَامَة " أَلَمْ
أُزَوِّجك ؟ أَلَمْ أُكْرِمك ؟ أَلَمْ أُسَخِّر لَك الْخَيْل وَالْإِبِل وَأَذَرك
تَرْأَس وَتَرْبَع ؟ فَيَقُول بَلَى يَا رَبّ فَيَقُول أَفَظَنَنْت أَنَّك
مُلَاقِيّ ؟ فَيَقُول لَا فَيَقُول اللَّه تَعَالَى فَالْيَوْم أَنْسَاك كَمَا
نَسِيتنِي " (ابن
كثير)
(فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ
فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (الحديد 15)
(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ
الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) (المطففين 34). فَالْيَوْم"
يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة (الطبري ، ابن كثير).
أي وهم في النّار (القرطبي).
(فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ
أَحَدٌ ) (الفجر 25)
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا
لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي
دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) (آل عمران 24)
(وَقَالَ الَّذِينَ فِي
النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ ) (غافر 49)
وَقَالَ مُجَاهِد نَتْرُكهُمْ فِي النَّار وَقَالَ السُّدِّيّ
نَتْرُكهُمْ مِنْ الرَّحْمَة كَمَا تَرَكُوا أَنْ يَعْمَلُوا لِلِقَاءِ يَوْمهمْ
هَذَا (ابن كثير)
(لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا
وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ) (الفرقان 14 ). من أيام العذاب في النار
(وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ
فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) (الزخرف 39). أَيْ لَا يُغْنِي عَنْكُمْ
اِجْتِمَاعكُمْ فِي النَّار وَاشْتِرَاككُمْ فِي الْعَذَاب الْأَلِيم (ابن كثير) .
(لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا
تُنْصَرُونَ ) (المؤمنون 65 ). أَيْ لَا يُجِيركُمْ أَحَد مِمَّا حَلَّ بِكُمْ سَوَاء
جَأَرْتُمْ أَوْ سَكَتُّمْ لَا مَحِيد وَلَا مَنَاص وَلَا وِزْر لَزِمَ الْأَمْر
وَوَجَبَ الْعَذَاب (ابن كثير).
(فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ)
(الحاقة 63-35). أَيْ لَيْسَ لَهُ الْيَوْم
مَنْ يُنْقِذهُ مِنْ عَذَاب اللَّه تَعَالَى ... وَلَا طَعَام لَهُ هَهُنَا إِلَّا
مِنْ غِسْلِين ...(ابن كثير).
(إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ
الْيَوْمَ
فِي
شُغُلٍ فَاكِهُونَ ) (يس 55)
(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ
هُمُ الْفَائِزُونَ ) (المؤمنون 111 ). أَنَّهُمْ هُمْ
الْفَائِزُونَ " بِالسَّعَادَةِ وَالسَّلَامَة وَالْجَنَّة وَالنَّجَاة مِنْ
النَّار (ابن كثير) .
[1] ) الألوسي،
أبي الفضل شهاب الدين، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني.
م 3، ص 153
[2] ) العمري، حسين، بناء السّماء
والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن.
مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، 2002. م 17، عدد 6، ص 187-211.
[3] ) العمري، حسين يوسف راشد، الأرضون السّبع لغز المادّة المظلمة ، مجلّة كليّة المعارف
الجامعة، الأنبار، (2004)،
العدد السادس، ص 10.
[4]
العمري، حسين، خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة،
[5] ) الراوي: أبو هريرة ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري ، الصفحة أو الرقم: 6857 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح[ ،
انظر شرح
الحديث رقم 23562
[6] ) الراوي: أبو هريرة ،
المحدث : البخاري ،
المصدر : صحيح البخاري ، الصفحة أو الرقم: 2766 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح[
[7] ) الراوي: أبو هريرة ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم ، الصفحة أو الرقم: 89 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، انظر شرح الحديث رقم 23562
[8] ) الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح
البخاري
، الصفحة أو الرقم: 4737
،
خلاصة حكم
المحدث : [صحيح[ ،
انظر شرح
الحديث رقم 22904.
[9] ) الراوي: عبدالله بن عباس ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح
مسلم ،
الصفحة أو الرقم: 1130 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، انظر شرح الحديث رقم 13526
[10] ) الراوي: أبو هريرة-خلاصة الدرجة: صحيح-المحدثون: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 3414 ؛ الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 7377 .
[11] ) الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 2373 .
[12] ) الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن
صحيح ،
المحدثون : الألباني، المصدر: صحيح الترمذي
، الصفحة أو الرقم 3245 ؛ الترمذي ، المصدر: سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3245 .
[13] ) الراوي: أبو هريرة -خلاصة الدرجة: مقبول رواته مشاهير – المحدث: ابن منده – المصدر: الإيمان
لابن منده - الصفحة أو الرقم: 301
[14] - صحيح ابن حبان ، كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم
عن مناقب الصحابة
، باب إخباره صلى الله عليه وسلم
عن البعث وأحوال الناس في ذلك ، حديث رقم : 7334 ؛
مسند أبي يعلى الموصلي ، من مسند أبي سعيد الخدري ، من مسند أبي سعيد الخدري ، رقم : 1391؛ حسن - المحدث: العجلوني - المصدر: كشف الخفاء - الصفحة
أو الرقم 2/522؛ إسناده
حسن - المحدث: السيوطي - المصدر: البدور السافرة - الصفحة
أو الرقم 87.
[15] ) الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: صحيح – المحدثون: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2842 ؛ الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو
الرقم: 8001 ؛ الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2573
4 ) المحدث: مسلم
- المصدر : المسند الصحيح
- الصفحة
أو الرقم 987 ؛ المحدث: أبو داود - المصدر:
سنن
أبي داود - الصفحة أو الرقم1658 ؛ المحدث :البيهقي - المصدر:
السنن
الصغير - الصفحة أو
الرقم 2/53 ؛
المحدث: المنذري –
المصدر : الترغيب والترهيب -
الصفحة
أو الرقم4/295 ؛ المحدث: أحمد شاكر – المصدر : مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 14/148؛ المحدث: الألباني
- المصدر: السلسلة الصحيحة
- الصفحة
أو الرقم 6/769 ؛ صحيح الترغيب
- الصفحة
أو الرقم: 3589 ؛ صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم
754 ؛ صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم
5729 ؛ صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم
2441