لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ

 

 

أ. د. حسين يوسف راشد العمري

Hussain Y. Rashed Omari

قسم الفيزياء/ جامعة مؤتة

rashed@mutah.edu.jo

مؤتة- الكرك/ الأردن

 

الملخص

(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ).  لقد أورد المفسرون أقولا أهمها: أَمْرًا بَعْد أَمْر وحَالًا بَعْد حَال، فَطِيمًا بَعْدَمَا كَانَ رَضِيعًا وَشَيْخًا بَعْدَمَا كَانَ شَابًّا، ورَخَاء بَعْد شِدَّة وَشِدَّة بَعْد رَخَاء وَغِنًى بَعْد فَقْر وَفَقْرًا بَعْد غِنًى وَصِحَّة بَعْد سَقَم وَسَقَمًا بَعْد صِحَّة.  وعلى مستوى الأمة ستكون خلافة ثم تكون ملكا عاضا ثم تكون خلافة.  وذكروا لَتَرْكَبَن بِفَتْحِ التَّاء وَالْبَاء سَمَاء بَعْد سَمَاء يَعْنُونَ لَيْلَة الْإِسْرَاء.  ولَتَرْكَبُنَّ سَنَن مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ (الْيَهُود وَالنَّصَارَى) حَذْو الْقُذَّة بِالْقُذَّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْر ضَبّ لَدَخَلْتُمُوهُ.  وإِنَّ اللَّه تَعَالَى إِذَا أَرَادَ خَلْق إنسان قَالَ لِلْمَلَكِ اُكْتُبْ رِزْقه وأَجَله وأَثَره. اُكْتُبْ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا. ثُمَّ يَرْتَفِع ذَلِكَ الْمَلَك وَيَبْعَث اللَّه إِلَيْهِ مَلَكًا آخَر فَيَحْفَظهُ حَتَّى يُدْرِك (البلوغ) ثُمَّ يَرْتَفِع ذَلِكَ الْمَلَك ثُمَّ يُوَكِّل اللَّه بِهِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ حَسَنَاته وَسَيِّئَاته فَإِذَا حَضَرَهُ الْمَوْت اِرْتَفَعَ ذَانِك الْمَلَكَانِ وَجَاءَهُ مَلَك الْمَوْت فَقَبَضَ رُوحه فَإِذَا دَخَلَ قَبْره رَدَّ الرُّوح فِي جَسَده ثُمَّ اِرْتَفَعَ مَلَك الْمَوْت وَجَاءَهُ مَلَكَا الْقَبْر فَامْتَحَنَاهُ ثُمَّ يَرْتَفِعَانِ:  مَلَائِكَةٌ يَصْعَدُونَ بِروح الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ حَتَّى ‏يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ. فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ.  وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ‏ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ:  (لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ‏‏ الْجَمَلُ فِي سَمِّ‏‏ الْخِيَاطِ‏).  ‏فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي ‏سِجِّينٍ‏ ‏فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى.  فَإِذَا قَامَتْ السَّاعَة اِنْحَطَّ عَلَيْهِ مَلَك الْحَسَنَات وَمَلَك السَّيِّئَات فَانْتَشَطَا كِتَابًا مَعْقُودًا فِي عُنُقه ثُمَّ حَضَرَا مَعَهُ وَاحِدًا سَائِقًا وَآخَر شَهِيدًا ثُمَّ قَالَ اللَّه تَعَالَى" لَقَدْ كُنْت فِي غَفْلَة مِنْ هَذَا ".  وَأَنَّهُمْ يَلْقَوْنَ مِنْ شَدَائِد يَوْم الْقِيَامَة وَأَحْوَاله أَهْوَالًا.  ومن أهوال يوم القيامة أنّ السَّمَاء تَتَشَقَّق ثُمَّ تَحْمَرّ ثُمَّ تَكُون لَوْنًا بَعْد لَوْن.  وقيل قَوْم كَانُوا فِي الدُّنْيَا خَسِيس أَمْرهمْ فَارْتَفَعُوا فِي الْآخِرَة وَآخَرُونَ كَانُوا أَشْرَافًا فِي الدُّنْيَا فَاتَّضَعُوا فِي الْآخِرَة.  يرد الناس النار ثم يصدرون عنها بأعمالهم فأولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه.  وإن الناس إما إلى نعيم الجنان أو إلى دركات النار.


المقدمة

(إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ  * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا * فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (سورة الانشقاق).

وفي تفسير قوله تعالى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ) (الانشقاق 19): قَالَ الْبُخَارِيّ أَخْبَرَنَا سَعِيد بْن النَّضْر أَخْبَرَنَا هُشَيْم أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْر عَنْ مُجَاهِد قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " حَالًا بَعْد حَال قَالَ هَذَا نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ([1]) وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ مُحْتَمِل أَنْ يَكُون اِبْن عَبَّاس أَسْنَدَ هَذَا التَّفْسِير عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ قَالَ سَمِعْت هَذَا مِنْ نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَكُون قَوْله نَبِيّكُمْ مَرْفُوعًا عَلَى الْفَاعِلِيَّة مِنْ قَالَ وَهُوَ الْأَظْهَر وَاَللَّه أَعْلَم كَمَا قَالَ أَنَس : لَا يَأْتِي عَام إِلَّا وَاَلَّذِي بَعْده شَرّ مِنْهُ سَمِعْته مِنْ نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.  وشرح الحديث هو ([2]):  لا شكَّ أنَّ اختلافَ القِراءات في اللَّفظةِ الواحدةِ أو في الضَّبطِ يؤثِّرُ في توجيهِ المعنى وتفسيرِه بحسَبِ تغيُّرِ اللَّفظِ أوِ الضَّبطِ، وفي هذا الحديثِ يفسِّرُ ابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما قولَه تعالى:  }لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] حالًا بعد حالٍ، أي: تغيَّرَ الحالُ مِن حالٍ إلى أخرى، وذَكَرَ أنَّ المقصودَ بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيكونُ المعنى تقَلُّبَ حالِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى النَّصْرِ والفَتْحِ بعدَ التَّكذيبِ والشِّدَّةِ، وفي رواية: (عنِ ابنِ عباسٍ في قولِهِ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قال محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) (الراوي : ]مجاهد بن جبر المكي[ ،  المحدث : الهيثمي ،  المصدر : مجمع الزوائد ، الصفحة أو الرقم: 7/138 ،  خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات).  أو يكونُ تنقُّلُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رحلةِ المعراجِ مِن سماءٍ إلى سماءٍ، وتأويلُ ابنِ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما هذا صحيحٌ، وذلك أنَّ قراءتَه - وهي قِراءةُ غيرِ واحدٍ مِنَ القرَّاءِ العشرةِ المتواترةِ قراءتُهم – بفتْحِ البَاءِ مِن {لَتَرْكَبَنَّ} على أنَّ الِخطابَ للمفرَدِ، وفي قراءاتٍ أخرى متواترةٍ أيضًا – وهي قراءةُ حفصٍ عَن عاصمٍ – بضمِّ الباءِ على أنْ يكونَ الخطابُ لِلجمعِ، وبذلك يكونُ المعنى: تَغَيُّرُ حالِ النَّاسِ فيكونُ الواحدُ منهم رضيعًا ثُمَّ فَطيمًا ثُمَّ طفلًا ثُمَّ شابًّا ثُمَّ شيخًا، أو يكونُ المقصودُ الغِنَى بعد الفقرِ والفقرَ بعْدَ الغنَى، والصِّحَّةَ بعْدَ السَّقَمِ، والسَّقمَ بعدَ الصِّحَّةِ، وقيل في تفسيرِها غيرُ ذلك.

وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا هُشَيْم أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْر عَنْ مُجَاهِد أَنَّ اِبْن عَبَّاس كَانَ يَقُول " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ يَعْنِي نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول حَالًا بَعْد حَال وَهَذَا لَفْظه وَقَالَ عَلِيّ اِبْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " طَبَقًا عَنْ طَبَق " حَالًا بَعْد حَال وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَمُرَّة وَالطَّيِّب وَمُجَاهِد وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك وَمَسْرُوق وَأَبُو صَالِح وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " حَالًا بَعْد حَال قَالَ هَذَا يَعْنِي الْمُرَاد بِهَذَا نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَكُون مَرْفُوعًا عَلَى أَنَّ هَذَا وَنَبِيّكُمْ يَكُونَانِ مُبْتَدَأ وَخَبَرًا وَاَللَّه أَعْلَم وَلَعَلَّ هَذَا قَدْ يَكُون هُوَ الْمُتَبَادِر إِلَى كَثِير مِنْ الرُّوَاة كَمَا قَالَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَغُنْدَر حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ أَبِي بِشْر عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُؤَيِّد هَذَا الْمَعْنَى قِرَاءَة عُمَر وَابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَعَامَّة أَهْل مَكَّة وَالْكُوفَة لَتَرْكَبَن بِفَتْحِ التَّاء وَالْبَاء . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْأَشَجّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَة عَنْ إِسْمَاعِيل عَنْ الشَّعْبِيّ " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ لَتَرْكَبُنَّ يَا مُحَمَّد سَمَاء بَعْد سَمَاء. وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ اِبْن مَسْعُود وَمَسْرُوق وَأَبِي الْعَالِيَة" طَبَقًا عَنْ طَبَق " سَمَاء بَعْد سَمَاء " قُلْت " يَعْنُونَ لَيْلَة الْإِسْرَاء ؟ (تفسير ابن كثير).

قَرَأَ أَبُو عُمَر وَابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَأَبُو الْعَالِيَة وَمَسْرُوق وَأَبُو وَائِل وَمُجَاهِد وَالنَّخَعِيّ وَابْن كَثِير وَحَمْزَة وَالْكِسَائِيّ " لَتَرْكَبَنَّ " بِفَتْحِ الْبَاء خِطَابًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَيْ لَتَرْكَبَن يَا مُحَمَّد حَالًا بَعْد حَال , قَالَهُ اِبْن عَبَّاس . الشَّعْبِيّ : لَتَرْكَبَنَّ يَا مُحَمَّد سَمَاء بَعْد سَمَاء , وَدَرَجَة بَعْد دَرَجَة , وَرُتْبَة بَعْد رُتْبَة , فِي الْقُرْبَة مِنْ اللَّه تَعَالَى (تفسير القرطبي).

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق وَالسُّدِّيّ عَنْ رَجُل عَنْ اِبْن عَبَّاس " طَبَقًا عَنْ طَبَق " مَنْزِلًا عَلَى مَنْزِل وَكَذَا رَوَاهُ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس مِثْله وَزَادَ وَيُقَال أَمْرًا بَعْد أَمْر وَحَالًا بَعْد حَال . وَقَالَ السُّدِّيّ نَفْسه " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " أَعْمَال مِنْ قَبْلكُمْ مَنْزِلًا بَعْد مَنْزِل" قُلْت " كَأَنَّهُ أَرَادَ مَعْنَى الْحَدِيث الصَّحِيح : " لَتَرْكَبُنَّ سَنَن مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ حَذْو الْقُذَّة بِالْقُذَّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْر ضَبّ لَدَخَلْتُمُوهُ " قَالُوا يَا رَسُول اللَّه : الْيَهُود وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ " فَمَنْ ؟ " وَهَذَا مُحْتَمِل ..... وَقَالَ الْأَعْمَش حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم قَالَ : قَالَ عَبْد اللَّه" لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ السَّمَاء تَتَشَقَّق ثُمَّ تَحْمَرّ ثُمَّ تَكُون لَوْنًا بَعْد لَوْن وَقَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ قَيْس بْن وَهْب عَنْ مُرَّة عَنْ اِبْن مَسْعُود " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : السَّمَاء مَرَّة كَالدِّهَانِ وَمَرَّة تَنْشَقّ (تفسير ابن كثير).  وذكر القرطبي في تفسيره عن اِبْن مَسْعُود : لَتَرْكَبَنَّ السَّمَاء حَالًا بَعْد حَال , يَعْنِي حَالَاتهَا الَّتِي وَصَفَهَا اللَّه تَعَالَى بِهَا مِنْ الِانْشِقَاق وَالطَّيِّ وَكَوْنهَا مَرَّة كَالْمُهْلِ وَمَرَّة كَالدِّهَانِ . وَعَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَبْد الْأَعْلَى : " طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : السَّمَاء تُقَلَّب حَالًا بَعْد حَال . قَالَ: تَكُون وَرْدَة كَالدِّهَانِ , وَتَكُون كَالْمُهْلِ (تفسير القرطبي)

وَرَوَى الْبَزَّار مِنْ طَرِيق جَابِر الْجُعْفِيّ عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ عَلْقَمَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " يَا مُحَمَّد يَعْنِي حَالًا بَعْد حَال ثُمَّ قَالَ وَرَوَاهُ جَابِر عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر" لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ قَوْم كَانُوا فِي الدُّنْيَا خَسِيس أَمْرهمْ فَارْتَفَعُوا فِي الْآخِرَة وَآخَرُونَ كَانُوا أَشْرَافًا فِي الدُّنْيَا فَاتَّضَعُوا فِي الْآخِرَة وَقَالَ عِكْرِمَة " طَبَقًا عَنْ طَبَق " حَالًا بَعْد حَال فَطِيمًا بَعْدَمَا كَانَ رَضِيعًا وَشَيْخًا بَعْدَمَا كَانَ شَابًّا وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : " طَبَقًا عَنْ طَبَق " يَقُول حَالًا بَعْد حَال رَخَاء بَعْد شِدَّة وَشِدَّة بَعْد رَخَاء وَغِنًى بَعْد فَقْر وَفَقْرًا بَعْد غِنًى وَصِحَّة بَعْد سَقَم وَسَقَمًا بَعْد صِحَّة وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم ذُكِرَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن زَاهِر حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَمْرو بْن شِمْر عَنْ جَابِر هُوَ الْجُعْفِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن عَلِيّ عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول" إِنَّ اِبْن آدَم لَفِي غَفْلَة مِمَّا خُلِقَ لَهُ إِنَّ اللَّه تَعَالَى إِذَا أَرَادَ خَلْقه قَالَ لِلْمَلَكِ اُكْتُبْ رِزْقه . اُكْتُبْ أَجَله. اُكْتُبْ أَثَره . اُكْتُبْ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا . ثُمَّ يَرْتَفِع ذَلِكَ الْمَلَك وَيَبْعَث اللَّه إِلَيْهِ مَلَكًا آخَر فَيَحْفَظهُ حَتَّى يُدْرِك ثُمَّ يَرْتَفِع ذَلِكَ الْمَلَك ثُمَّ يُوَكِّل اللَّه بِهِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ حَسَنَاته وَسَيِّئَاته فَإِذَا حَضَرَهُ الْمَوْت اِرْتَفَعَ ذَانِك الْمَلَكَانِ وَجَاءَهُ مَلَك الْمَوْت فَقَبَضَ رُوحه فَإِذَا دَخَلَ قَبْره رَدَّ الرُّوح فِي جَسَده ثُمَّ اِرْتَفَعَ مَلَك الْمَوْت وَجَاءَهُ مَلَكَا الْقَبْر فَامْتَحَنَاهُ ثُمَّ يَرْتَفِعَانِ فَإِذَا قَامَتْ السَّاعَة اِنْحَطَّ عَلَيْهِ مَلَك الْحَسَنَات وَمَلَك السَّيِّئَات فَانْتَشَطَا كِتَابًا مَعْقُودًا فِي عُنُقه ثُمَّ حَضَرَا مَعَهُ وَاحِدًا سَائِقًا وَآخَر شَهِيدًا ثُمَّ قَالَ اللَّه تَعَالَى" لَقَدْ كُنْت فِي غَفْلَة مِنْ هَذَا " قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ حَالًا بَعْد حَال ... وَاَللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى أَعْلَم . ثُمَّ قَالَ اِبْن جَرِير بَعْدَمَا حَكَى أَقْوَال النَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة مِنْ الْقُرَّاء وَالْمُفَسِّرِينَ : وَالصَّوَاب مِنْ التَّأْوِيل قَوْل مَنْ قَالَ لَتَرْكَبَنَّ أَنْتَ يَا مُحَمَّد حَالًا بَعْد حَال وَأَمْرًا بَعْد أَمْر مِنْ الشَّدَائِد وَالْمُرَاد بِذَلِكَ وَإِنْ كَانَ الْخِطَاب مُوَجَّهًا إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيع النَّاس وَأَنَّهُمْ يَلْقَوْنَ مِنْ شَدَائِد يَوْم الْقِيَامَة وَأَحْوَاله أَهْوَالًا  (تفسير ابن كثير).

والْمَعْنَى بِالنَّاسِ أَشْبَه مِنْهُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لِمَا ذُكِرَ قَبْل هَذِهِ الْآيَة فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ وَمَنْ أُوتِيَ كِتَابه بِشِمَالِهِ . أَيْ لَتَرْكَبُنَّ حَالًا بَعْد حَال مِنْ شَدَائِد الْقِيَامَة , أَوْ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّة مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِي التَّكْذِيب وَاخْتِلَاق عَلَى الْأَنْبِيَاء (تفسير القرطبي). .......  اِبْن زَيْد : وَلَتَصِيرُنَّ مِنْ طَبَق الدُّنْيَا إِلَى طَبَق الْآخِرَة : وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : الشَّدَائِد وَالْأَهْوَال : الْمَوْت , ثُمَّ الْبَعْث , ثُمَّ الْعَرْض, وَالْعَرَب تَقُول لِمَنْ وَقَعَ فِي أَمْر شَدِيد : وَقَعَ فِي بَنَات طَبَق , وَإِحْدَى بَنَات طَبَق , وَمِنْهُ قِيلَ لِلدَّاهِيَةِ الشَّدِيدَة : أُمّ طَبَق, وَإِحْدَى بَنَات طَبَق : وَأَصْلهَا مِنْ الْحَيَّات , إِذْ يُقَال : لِلْحَيَّةِ أُمّ طَبَق لِتَحْوِيهَا : وَالطَّبَق فِي اللُّغَة : الْحَال كَمَا وَصَفْنَا , قَالَ الْأَقْرَع بْن حَابِس التَّمِيمِيّ : إِنِّي اِمْرُؤُ قَدْ حَلَبْت الدَّهْر أَشْطُرَهُ وَسَاقَنِي طَبَق مِنْهُ إِلَى طَبَق وَغَدًا أَدَلّ دَلِيل عَلَى حُدُوث الْعَالَم , وَإِثْبَات الصَّانِع , قَالَتْ الْحُكَمَاء : مَنْ كَانَ الْيَوْم عَلَى حَالَة , وَغَدًا عَلَى حَالَة أُخْرَى فَلْيَعْلَمْ أَنَّ تَدْبِيره إِلَى سِوَاهُ : وَقِيلَ لِأَبِي بَكْر الْوَرَّاق : مَا الدَّلِيل عَلَى أَنَّ لِهَذَا الْعَالَم صَانِعًا ؟ فَقَالَ : تَحْوِيل الْحَالَات , وَعَجْز الْقُوَّة , وَضَعْف الْأَرْكَان , وَقَهْر النِّيَّة : وَنَسْخ الْعَزِيمَة: وَيُقَال : أَتَانَا طَبَق مِنْ النَّاس وَطَبَق مِنْ الْجَرَاد : أَيْ جَمَاعَة: وَقَوْل الْعَبَّاس فِي مَدْح النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَنْقُل مِنْ صَالِبٍ إِلَى رَحِم إِذَا مَضَى عَالَم بَدَا طَبَق أَيْ قَرْن مِنْ النَّاس . يَكُون طِبَاق الْأَرْض أَيْ مِلْأَهَا . وَالطَّبَق أَيْضًا : عَظْم رَقِيق يَفْصِل بَيْن الْفَقَارَيْنِ وَيُقَال : مَضَى طَبَق مِنْ اللَّيْل , وَطَبَق مِنْ النَّهَار: أَيْ مُعْظَم مِنْهُ . وَالطَّبَق: وَاحِد الْأَطْبَاق, فَهُوَ مُشْتَرَك. وَقُرِئَ " لَتَرْكَبِنَّ " بِكَسْرِ الْبَاء, عَلَى خِطَاب النَّفْس وَ " لَيَرْكَبَنَّ " بِالْيَاءِ عَلَى لَيَرْكَبَنَّ الْإِنْسَان . وَ " عَنْ طَبَق " فِي مَحَلّ نَصْب عَلَى أَنَّهُ صِفَة لِـ " طَبَقًا " أَيْ طَبَقًا مُجَاوِزًا لِطَبَقٍ . أَوْ حَال مِنْ الضَّمِير فِي " لَتَرْكَبُنَّ " أَيْ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا مُجَاوِزِينَ لِطَبَقٍ , أَوْ مُجَاوِزًا أَوْ مُجَاوَزَة عَلَى حَسَب الْقِرَاءَة (تفسير القرطبي).

ألا إنَّ بَني آدمَ خُلِقوا على طَبقاتٍ شتَّى (هنالك من حسنها وهنالك من قال بضعفها):

(صلَّى بنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا صلاةَ العصرِ بنَهارٍ ثمَّ قامَ خَطيبًا فلَم يدَع شيئًا يَكونُ إلى قيامِ السَّاعةِ إلَّا أَخبرَنا بِهِ ، حفِظَهُ من حفظَهُ ، ونَسيَهُ من نسيَهُ ، وَكانَ فيما قالَ : إنَّ الدُّنيا خضرةٌ حُلوةٌ ، وإنَّ اللَّهَ مُستَخلفُكُم فيها فَناظرٌ كيفَ تعمَلونَ ، ألا فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساء وَكانَ فيما قالَ : ألا لا تَمنعنَّ رجلًا هيبةُ النَّاسِ أن يقولَ بحقٍّ إذا علمَهُ قالَ : فبَكَى أبو سعيدٍ فقالَ : قد واللَّهِ رأينا أشياءَ فَهِبنا ، كانَ فيما قالَ : ألا إنَّهُ يُنصَبُ لِكُلِّ غادرٍ لواءٌ يومَ القيامةِ بقدرِ غدرتِهِ ، ولا غَدرةَ أعظمُ من غدرةِ إمامِ عامَّةٍ يركزُ لواؤُهُ عندَ استِهِ وكانَ فيما حفِظنا يومئذٍ : ألا إنَّ بَني آدمَ خُلِقوا على طَبقاتٍ شتَّى ، فَمِنْهُم مَن يولَدُ مُؤمنًا ويَحيا مؤمنًا ويموتُ مؤمنًا ، وَمِنْهُم من يولَدُ كافرًا ويَحيا كافرًا ويموتُ كافرًا ، وَمِنْهُم من يولَدُ مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموتُ كافرًا ، وَمِنْهُم من يولَدُ كافرًا ويَحيا كافرًا ويموتُ مؤمنًا ، ألا وإنَّ منهمُ البطيءَ الغضبِ سريعَ الفَيءِ ، وَمِنْهُم سريعُ الغَضَبِ سريعُ الفيءِ ، فتِلكَ بتلكَ ، ألا وإنَّ منهُم سريعَ الغَضَبِ بطيءَ الفيءِ ، ألا وخيرُهُم بطيءُ الغضَبِ سريعُ الفيءِ ، وشرُّهم سريعُ الغضَبِ بطيءُ الفيءِ ، ألا وإنَّ منهُم حَسنَ القضاءِ حَسنَ الطَّلبِ ، وَمِنْهُم سيِّئُ القضاءِ حسنُ الطَّلبِ ، وَمِنْهُم حسنُ القضاءِ سيِّئُ الطَّلبِ ، فتلكَ بتِلكَ ، ألا وإنَّ منهمُ السَّيِّئَ القَضاءِ السَّيِّئَ الطَّلبِ ، ألا وخيرُهُمُ الحسَنُ القضاءِ الحسَنُ الطَّلبِ ، ألا وشرُّهم سيِّئُ القضاءِ سيِّئُ الطَّلبِ ، ألا وإنَّ الغضبَ جمرةٌ في قلبِ ابنِ آدمَ ، أما رأيتُمْ إلى حُمرةِ عَينيهِ وانتِفاخِ أوداجِهِ ، فمَن أحسَّ بشَيءٍ من ذلِكَ فليُلصِق بالأرضِ قالَ : وجعَلنا نَلتَفتُ إلى الشَّمسِ هل بقيَ منها شيءٌ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ألا إنَّهُ لم يبقَ منَ الدُّنيا فيما مضى منها إلَّا كما بقيَ من يومِكُم هذا فيما مضى منهُ).([3]).

(خطَبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُطبةً بعدَ العَصرِ إلى مُغَيْرِبانِ الشَّمسِ، حفِظها منَّا مَن حفِظها، ونَسيَها مَن نَسِي فحمِد اللهَ -قال عَفَّانُ، وقال حمَّادٌ: وأكثرُ حِفْظي أنَّه قال: بما هو كائنٌ إلى يومِ القِيامةِ- فحمِد اللهَ وأَثْنى عليه، ثُم قال: "أمَّا بعدُ، فإنَّ الدُّنيا خَضِرةٌ حُلوةٌ، وإنَّ اللهَ مُستَخلِفُكم فيها فناظِرٌ كيف تَعمَلونَ، ألَا فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النِّساءَ، ألَا إنَّ بَني آدَمَ خُلِقوا على طَبَقاتٍ شَتَّى، منهم مَن يولَدُ مُؤمِنًا، ويَحْيا مُؤمِنًا، ويموتُ مُؤمِنًا، ومنهم مَن يولَدُ كافِرًا، ويَحْيا كافِرًا، ويموتُ كافِرًا، ومنهم مَن يولَدُ مُؤمِنًا، ويَحْيا مُؤمِنًا، ويموتُ كافِرًا، ومنهم مَن يولَدُ كافِرًا، ويَحْيا كافِرًا، ويموتُ مُؤمِنًا، ألَا إنَّ الغَضَبَ جَمْرةٌ توقَدُ في جَوفِ ابنِ آدَمَ، ألَا تَرَوْنَ إلى حُمْرةِ عَينَيْه، وانْتِفاخِ أَوْداجِه، فإذا وجَد أحَدُكم شيئًا من ذلك، فالأرضَ الأرضَ، ألَا إنَّ خَيرَ الرِّجالِ مَن كان بَطيءَ الغَضَبِ سَريعَ الرِّضا، وشَرَّ الرِّجالِ مَن كان سَريعَ الغَضَبِ بَطيءَ الرِّضا، فإذا كان الرَّجُلُ بَطيءَ الغَضَبِ بَطيءَ الفَيْءِ، وسَريعَ الغَضَبِ سَريعَ الفَيْءِ فإنَّها بها، ألَا إنَّ خَيرَ التُّجَّارِ مَن كان حَسَنَ القَضاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ، وشَرَّ التُّجَّارِ مَن كان سَيِّئَ القَضاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فإذا كان الرَّجُلُ حَسَنَ القَضاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، أو كان سَيِّئَ القَضاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ، فإنَّها بها، ألَا إنَّ لكلِّ غادِرٍ لِواءً يومَ القِيامةِ بقَدْرِ غَدْرَتِه، ألَا وأكبرُ الغَدْرِ غَدْرُ أميرِ عامَّةٍ، ألَا لا يَمْنَعَنَّ رجُلًا  مَهابةُ النَّاسِ أنْ يَتكلَّمَ بالحقِّ إذا عَلِمه، ألَا إنَّ أفضَلَ الجِهادِ كلمةُ حقٍّ عندَ سُلطانٍ جائرٍ"، فلمَّا كان عندَ مُغَيْرِبانِ الشَّمسِ، قال: "ألَا إنَّ مِثلَ ما بقِي منَ الدُّنيا فيما مَضى منها مِثلُ ما بقِي من يَومِكم هذا، فيما مَضى منه".) ([4]) .

(خطبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعدَ صلاةِ العصرِ إلى مغيربانِ الشمسِ حفِظها مَن حفظَها ونسيَها من نسيها فكان فيما قال : ألا إن الدنيا خضرةٌ حلوةٌ وإن اللهَ مستخلفُكم فيها فناظرٌ كيفَ تعملون ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ ألا وإن بنِي آدمَ خُلِقوا على طبقاتٍ شتَّى فمنهم من يُولدُ مؤمنًا ويحيَى مؤمنًا ويموتُ مؤمنًا ومنهم من يُولدُ كافرًا ويحيى كافرًا ويموتُ كافرًا ومنهم من يُولدُ مؤمنًا ويحيَى مؤمنًا ويموتُ كافرًا ومنهم من يُولدُ كافرًا ويحيى كافرًا ويموتُ مؤمنًا ألا وإن الغضبَ جمرةٌ توقدُ في قلبِ ابنِ آدمَ ألا ترونَ إلى جمرةِ عينَيه وانتفاخِ أوداجِه فإذا وجد أحدُكم ذلك فالأرضَ الأرضَ ألا وإن خيرَ الرجالِ مَن كان بطيءَ الغضبِ سريعَ الفيءِ فإن كان سريعَ الغضبِ سريعَ الفيءِ أو بطيءَ الغضبِ بطيءَ الفيءِ فإنها بها ألا وإن خيرَ التجارِ مَن كان حَسَنَ الطلبِ حسنَ القضاءِ ألا وإن شرَّ التجارِ مَن كان سيءَ الطلبِ سيءَ القضاءِ فإذا كان حسنَ الطلبِ سيءَ القضاءِ أو سيءَ الطلبِ حسنَ القضاءِ فإنها بها ألا وإن لكلِّ غادرٍ لواءٌ يُعرَفُ به يومَ القيامةِ ألا ولا غدرَ أكبرُ من غدرِ إمامِ عامةٍ ألا وإن أفضلَ الجهادِ كلمةُ عدلٍ عندَ إمامٍ جائرٍ ألا لا يمنَعَنَّ أحدًا هيبةُ الناسِ أن يقولَ بالحقِّ إذا شهِده أو علِمَه حتى إذا كان عندَ مغيربانِ الشمسِ قال ألا إنه لم يبقَ من الدنيا فيما مضَى إلا كما بقِيَ من يومِكم هذا حتى تغيبَ الشمسُ) (الراوي : أبو سعيد الخدري ،  المحدث : ابن حجر العسقلاني ،  المصدر : الأمالي المطلقة ، الصفحة أو الرقم: 169 ،  خلاصة حكم المحدث : حسن )

لَتَرْكَبَنَّ يَا مُحَمَّد سَمَاء بَعْد سَمَاء (لَيْلَة الْإِسْرَاء و المعراج)

وفي القرآن قولُهُ تعالى { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} (سورة النجم/14-15-16).  لقد صَعِدَ به جبريلُ مرورا بالسماوات السبع.  ثم سارَ سيدُنا محمد حتى وصَلَ لمستوى يسمَعُ فيهِ صريفَ الأقلامِ التي تنسَخُ في اللوحِ المحفوظِ.  ثم هُناكَ أزالَ اللهُ عنْهُ الحِجَابَ الذي يَمنعُ من سَماعِ كلامِ اللهِ.  ثم هناك أيضاً أزَالَ عن قلبِهِ الحجابِ فرأى اللهَ تعالى بقلبِهِ أي جَعَلَ اللهُ له قوَّةَ الرُؤيةِ والنظَرِ بقلبه، فرأى اللهَ بقلبهِ .

صريف الأقلام

 (عُرِجَ بِي حتَى ظَهرْتُ بِمُستوًى أسمعُ فيه صرِيفَ الأقْلامِ) ([5]).

( قالَ ابنُ شِهابٍ: وأَخْبَرَنِي ابنُ حَزْمٍ، أنَّ ابْنَ عبَّاسٍ وأَبا حَبَّةَ الأنْصارِيَّ يَقُولانِ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ثُمَّ عَرَجَ بي حتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أسْمَعُ فيه صَرِيفَ الأقْلامِ) ([6])

(أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: فُرِجَ عن سَقْفِ بَيْتي وأَنَا بمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وإيمَانًا، فأفْرَغَهُ في صَدْرِي، ثُمَّ أطْبَقَهُ، ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَعَرَجَ بي إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا جِئْتُ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قالَ جِبْرِيلُ: لِخَازِنِ السَّمَاءِ افْتَحْ، قالَ: مَن هذا؟ قالَ هذا جِبْرِيلُ، قالَ: هلْ معكَ أحَدٌ؟ قالَ: نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ علَى يَمِينِهِ أسْوِدَةٌ، وعلَى يَسَارِهِ أسْوِدَةٌ، إذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، فَقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والِابْنِ الصَّالِحِ، قُلتُ لِجِبْرِيلَ: مَن هذا؟ قالَ: هذا آدَمُ، وهذِه الأسْوِدَةُ عن يَمِينِهِ وشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فأهْلُ اليَمِينِ منهمْ أهْلُ الجَنَّةِ، والأسْوِدَةُ الَّتي عن شِمَالِهِ أهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ عن يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى حتَّى عَرَجَ بي إلى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقالَ له خَازِنِهَا مِثْلَ ما قالَ الأوَّلُ: فَفَتَحَ، - قالَ أنَسٌ: فَذَكَرَ أنَّه وجَدَ في السَّمَوَاتِ آدَمَ، وإدْرِيسَ، ومُوسَى، وعِيسَى، وإبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عليهم، ولَمْ يُثْبِتْ كيفَ مَنَازِلُهُمْ غيرَ أنَّه ذَكَرَ أنَّه وجَدَ آدَمَ في السَّمَاءِ الدُّنْيَا وإبْرَاهِيمَ في السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قالَ أنَسٌ - فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإدْرِيسَ قالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والأخِ الصَّالِحِ، فَقُلتُ مَن هذا؟ قالَ: هذا إدْرِيسُ، ثُمَّ مَرَرْتُ بمُوسَى فَقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والأخِ الصَّالِحِ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بعِيسَى فَقالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنبيِّ الصَّالِحِ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا عِيسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بإبْرَاهِيمَ، فَقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والِابْنِ الصَّالِحِ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا إبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ ابنُ شِهَابٍ: فأخْبَرَنِي ابنُ حَزْمٍ، أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وأَبَا حَبَّةَ الأنْصَارِيَّ، كَانَا يَقُولَانِ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ثُمَّ عُرِجَ بي حتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أسْمَعُ فيه صَرِيفَ الأقْلَامِ، قالَ ابنُ حَزْمٍ، وأَنَسُ بنُ مَالِكٍ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَفَرَضَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ علَى أُمَّتي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بذلكَ، حتَّى مَرَرْتُ علَى مُوسَى، فَقالَ: ما فَرَضَ اللَّهُ لكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً، قالَ: فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذلكَ، فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، قُلتُ: وضَعَ شَطْرَهَا، فَقالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ، فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلَيْهِ، فَقالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذلكَ، فَرَاجَعْتُهُ، فَقالَ: هي خَمْسٌ، وهي خَمْسُونَ، لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلتُ: اسْتَحْيَيْتُ مِن رَبِّي، ثُمَّ انْطَلَقَ بي، حتَّى انْتَهَى بي إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وغَشِيَهَا ألْوَانٌ لا أدْرِي ما هي؟ ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ وإذَا تُرَابُهَا المِسْكُ.) ([7])

(أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فقِيلَ: مَنَ أنْتَ؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بآدَمَ، فَرَحَّبَ بي، ودَعا لي بخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ الثَّانِيَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ، فقِيلَ: مَنَ أنْتَ؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بابْنَيِ الخالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ويَحْيَى بنِ زَكَرِيّا، صَلَواتُ اللهِ عليهما، فَرَحَّبا ودَعَوا لي بخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بي إلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فقِيلَ: مَنَ أنْتَ؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بيُوسُفَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذا هو قدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ الرَّابِعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قالَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإدْرِيسَ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا} [مريم: 57]، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ الخامِسَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن هذا؟ فقالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بهارُونَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَرَحَّبَ، ودَعا لي بخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ السَّادِسَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بمُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فقِيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ، وإذا هو يَدْخُلُهُ كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بي إلى السِّدْرَةِ المُنْتَهَى، وإذا ورَقُها كَآذانِ الفِيَلَةِ، وإذا ثَمَرُها كالْقِلالِ، قالَ: فَلَمَّا غَشِيَها مِن أمْرِ اللهِ ما غَشِيَ تَغَيَّرَتْ، فَما أحَدٌ مِن خَلْقِ اللهِ يَسْتَطِيعُ أنْ يَنْعَتَها مِن حُسْنِها، فأوْحَى اللَّهُ إلَيَّ ما أوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما فَرَضَ رَبُّكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: خَمْسِينَ صَلاةً، قالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فإنِّي قدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرائِيلَ وخَبَرْتُهُمْ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَبِّي، فَقُلتُ: يا رَبِّ، خَفِّفْ علَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقُلتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قالَ: فَلَمْ أزَلْ أرْجِعُ بيْنَ رَبِّي تَبارَكَ وتَعالَى، وبيْنَ مُوسَى عليه السَّلامُ حتَّى قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلاةٍ عَشْرٌ، فَذلكَ خَمْسُونَ صَلاةً، ومَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كُتِبَتْ له حَسَنَةً، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ له عَشْرًا، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها لَمْ تُكْتَبْ شيئًا، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ سَيِّئَةً واحِدَةً، قالَ: فَنَزَلْتُ حتَّى انْتَهَيْتُ إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرْتُهُ، فقالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: قدْ رَجَعْتُ إلى رَبِّي حتَّى اسْتَحْيَيْتُ منه.) ([8])

(لَمَّا عُرِجَ بي رأيتُ إِدْرِيسَ في السماءِ الرابعةِ) ([9])

مراجعةُ رسولنا لربّه طلباً للتخفيف متواترة: (عُرِجَ به إلى السماواتِ، وفُتِحَت له أبوابُها حتى جاوز السماءَ السابعةَ، فكلَّمه ربُّه سبحانَه بما أراد، وفرض عليه الصلواتِ الخمسَ ، وكان اللهُ سبحانَه فرضها أولًا خمسينَ صلاةً، فلم يزلْ نبيُّنا محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يراجعُه ويسألُه التخفيفَ، حتى جعلها خمسًا، فهي خمسٌ في الفرضِ، وخمسونَ في الأجرِ) ([10]) .

(أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أُتِيَ بالبراقِ ليلةَ أُسرِيَ به ملجمًا مسرجًا فاستصعب عليه فقال له جبريلُ أبمحمدٍ تفعلُ هذا؟ فما ركبك أحدٌ أكرمُ على اللهِ منه فارفضَّ عرقًا) ([11])

الشرح: " (فما رَكِبك أحدٌ أكرَمَ على اللهِ مِنه)، أي: إنَّه أعلى البشَرِ قدرًا عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فارْفَضَّ عرَقًا"، أي: انصَبَّ عرَقُ البراقِ منه إجلالًا وإكبارًا لِمَقامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وقيل: إنَّ العَرقَ كان مِن البُراقِ؛ لأنَّ استِصْعابَه كان اهْتِزازًا صدَرَ عنه فَرَحًا، وظنَّ جبريلُ أنَّه وقَعَ منه اسْتِعْصَاءً؛ ولذلك ارفَضَّ البُراقُ عَرقًا.

ثم تكون خلافة ثم تكون ملكا عاضا ثم تكون خلافة

(كنا قعودًا في المسجدِ وكان بشيرُ رجلًا يكفُّ حديثَه فجاء أبو ثعلبةَ الخشنيُّ فقال يا بشيرَ بنَ سعدٍ أتحفظُ حديثَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الأمراءِ فقال حذيفةُ أنا أحفظُ خطبتَه فجلس أبو ثعلبةَ فقال حذيفةُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تكونُ النبوةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ ثم يرفعُها إذا شاء أن يرفعَها ثم تكونُ خلافةٌ على منهاجِ النبوةِ فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ ثم يرفعُها إذا شاء أن يرفعَها ثم تكونُ مُلكًا عاضًّا فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ ثم يرفعُها إذا شاء أن يرفعَها ثم تكونُ خلافةٌ على منهاجِ نبوةِ ثم سكت) ([12])

(كنَّا قُعودًا في المسجدِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان بَشيرٌ رَجُلًا يَكُفُّ حديثَه، فجاء أبو ثَعلَبةَ الخُشَنيُّ، فقال: يا بَشيرُ بنَ سعدٍ، أتَحفَظُ حديثَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الأُمَراءِ؟ فقال حُذَيفةُ: أنا أحفَظُ خُطبَتَه، فجَلَسَ أبو ثَعلَبةَ، فقال حُذَيفةُ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تكونُ النُّبوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ النُّبوَّةِ، فتكونُ ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء اللهُ أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكًا عاضًّا، فيَكونُ ما شاء اللهُ أنْ يكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكًا جَبريَّةً، فتكونُ ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ نُبوَّةٍ، ثُمَّ سَكَتَ، قال حَبيبٌ: فلمَّا قام عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ، وكان يَزيدُ بنُ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ في صَحابتِه، فكَتَبتُ إليه بهذا الحديثِ أُذكِّرُه إيَّاه، فقُلتُ له: إنِّي أرجو أنْ يكونَ أميرُ المؤمنينَ، يَعني عُمَرَ، بعدَ المُلكِ العاضِّ والجَبريَّةِ، فأُدخِلَ كِتابي على عُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ، فسُرَّ به وأعجَبَه). ([13])

- (تكونُ النُّبُوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبُوَّةِ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا عاضًّا، فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ. ثم سكت.) ([14]).

أطوار الْإِنْسَانُ

- (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ) (عبس 17-23)

- (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) (العَلَق  1-2)

- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج 5)

- (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) (المؤمنون 12-17).

- (يُجمع خلقُ أحدِكم في بطن أمهِ أربعين يومًا نطفةً، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث اللهُ إليهِ الملَكَ فيؤمرُ بأربعِ كلماتٍ فيكتبُ رزقُه وعملُه وأجلُه وشقيٌّ أو سعيدٌ) ([15]).

(إنَّ أحَدَكم يُجمَعُ خَلْقُه في بطنِ أُمِّه أربعِينَ يومًا نُطْفةً، ثم يكونُ علَقةً مِثْلَ ذلك، ثم يكونُ مُضْغةً مِثْلَ ذلك، ثم يَبعَثُ اللهُ إليه مَلَكًا، ويُؤمَرُ بأربَعِ كَلِماتٍ، ويقالُ له: اكتُبْ عمَلَهُ، ورِزْقَه، وأجَلَه، وشَقِيٌّ أو سعيدٌ، ثم يُنفَخُ فيه الرُّوحُ؛ فإنَّ الرَّجُلَ منكم لَيَعمَلُ بعمَلِ أهلِ الجَنَّةِ حتَّى ما يكونُ بينه وبينها إلَّا ذراعٌ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ، فيَعمَلُ بعمَلِ أهلِ النَّارِ، فيدخُلُ النَّارَ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَعمَلُ بعمَلِ أهلِ النَّارِ حتَّى ما يكونُ بينه وبينها إلَّا ذراعٌ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ، فيَعمَلُ بعمَلِ أهلِ الجَنَّةِ، فيدخُلُ الجَنَّةَ.) ([16])

(إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا نطفةً ، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك ، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك ، ثم يبعثُ اللهُ إليه ملَكا ، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ ، ويُقالُ له : اكتبْ عملَه ، ورزقَه ، وأجلَه ، وشقيٌّ أو سعيدٌ ؛ ثم يُنفخُ فيه الروحَ ، فإنَّ الرجلَ منكم ليعملُ بعملِ أهلِ الجنةِ ، حتى لا يكونَ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيسبقُ عليه الكتابُ ، فيعملُ بعملِ أهلِ النارِ ، فيدخلُ النارَ . وإنَّ الرجلَ ليعملُ بعملِ أهلِ النارِ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيسبقُ عليه الكتابُ ، فيعملُ بعملِ أهلِ الجنةِ ، فيدخلُ الجنةَ) ([17])

النار أَدْرَاك (دركات)

أوقد على النار لفترة طويلة من الزّمن، وبما أنّ النار أَدْرَاك (دركات)، لذا فهي في حالة اتزان حراري موضعيّ (Local thermodynamic equilibrium).  والدّليل القرآني على أنّ النار أَدْرَاك: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) (النساء  145)

[145] The Hypocrites will be in the lowest depths of the Fire; no helper wilt thou find for them.

ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة جَزَاء عَلَى كُفْرهمْ الْغَلِيظ. قَالَ الْوَالِبِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار أَيْ فِي أَسْفَل النَّار وَقَالَ غَيْره : النَّار دَرَجَات (دركات) كَمَا أَنَّ الْجَنَّة دَرَجَات " وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ عَاصِم عَنْ ذَكْوَان أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار " قَالَ فِي تَوَابِيت تُرْتَج عَلَيْهِمْ . كَذَا رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ اِبْن وَكِيع عَنْ يَحْيَى بْن يَمَان عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ بِهِ وَرَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ الْمُنْذِر بْن شَاذَان عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيل عَنْ عَاصِم عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار " قَالَ الدَّرْك الْأَسْفَل بُيُوت لَهَا أَبْوَاب تُطْبَق عَلَيْهِمْ فَتُوقَد مِنْ تَحْتهمْ وَمِنْ فَوْقهمْ وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل عَنْ خَيْثَمَة عَنْ عَبْد اللَّه يَعْنِي اِبْن مَسْعُود إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار قَالَ فِي تَوَابِيت مِنْ نَار تُطْبَق عَلَيْهِمْ أَيْ مُغْلَقَة مُقْفَلَة وَرَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ أَبِي سَعِيد الْأَشَجّ عَنْ وَكِيع عَنْ سُفْيَان عَنْ سَلَمَة عَنْ خَيْثَمَة عَنْ اِبْن مَسْعُود إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار قَالَ فِي تَوَابِيت مِنْ حَدِيد مُبْهَمَة عَلَيْهِمْ وَمَعْنَى قَوْله " مُبْهَمَة " أَيْ مُغْلَقَة مُقْفَلَة لَا يُهْتَدَى لِمَكَانِ فَتْحهَا وَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَة حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن يَزِيد عَنْ الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن أَنَّ اِبْن مَسْعُود سُئِلَ عَنْ الْمُنَافِقِينَ فَقَالَ : يُجْعَلُونَ فِي تَوَابِيت مِنْ نَار تُطْبَق عَلَيْهِمْ فِي أَسْفَل دَرْك مِنْ النَّار وَلَنْ تَجِد لَهُمْ نَصِيرًا أَيْ يُنْقِذهُمْ مِمَّا هُمْ فِيهِ وَيُخْرِجهُمْ مِنْ أَلِيم الْعَذَاب ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ مَنْ تَابَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا تَابَ عَلَيْهِ وَقَبِلَ نَدَمه إِذَا أَخْلَصَ فِي تَوْبَته وَأَصْلَحَ عَمَله وَاعْتَصَمَ بِرَبِّهِ فِي جَمِيع أَمْره .  النَّار أَطْبَاق بَعْضهَا فَوْق بَعْض.

الفرع # : لجهنم سبعة أبواب وللجنّة ثمانية

ويقول سبحانه: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) (الحجر 44).

ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ لِجَهَنَّم سَبْعَة أَبْوَاب " لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم " أَيْ قَدْ كُتِبَ لِكُلِّ بَاب مِنْهَا جُزْء مِنْ أَتْبَاع إِبْلِيس يَدْخُلُونَهُ لَا مَحِيد لَهُمْ عَنْهُ أَجَارَنَا اللَّه مِنْهُ وَكُلّ يَدْخُل مِنْ بَاب بِحَسَبِ عَمَله وَيَسْتَقِرّ فِي دَرَك بِقَدْرِ عَمَله قَالَ إِسْمَاعِيل بْن عُلَيَّة وَشُعْبَة كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي هَارُون الْغَنَوِيّ عَنْ حِطَّان بْن عَبْد اللَّه أَنَّهُ قَالَ سَمِعْت عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَهُوَ يَخْطُب قَالَ : إِنَّ أَبْوَاب جَهَنَّم هَكَذَا - قَالَ أَبُو هَارُون - أَطْبَاقًا بَعْضهَا فَوْق بَعْض وَقَالَ إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ هُبَيْرَة بْن أَبِي مَرْيَم عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ أَبْوَاب جَهَنَّم سَبْعَة بَعْضهَا فَوْق بَعْض فَيَمْتَلِئ الْأَوَّل ثُمَّ الثَّانِي ثُمَّ الثَّالِث حَتَّى تَمْتَلِئ كُلّهَا وَقَالَ عِكْرِمَة سَبْعَة أَبْوَاب سَبْعَة أَطْبَاق وَقَالَ اِبْن جُرَيْج سَبْعَة أَبْوَاب أَوَّلهَا جَهَنَّم ثُمَّ لَظَى ثُمَّ الْحُطَمَة ثُمَّ السَّعِير ثُمَّ سَقَر ثُمَّ الْجَحِيم ثُمَّ الْهَاوِيَة . وَرَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس نَحْوه وَكَذَا رُوِيَ عَنْ الْأَعْمَش بِنَحْوِهِ أَيْضًا وَقَالَ قَتَادَة " لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم " هِيَ وَاَللَّه مَنَازِل بِأَعْمَالِهِمْ رَوَاهُنَّ اِبْن جَرِير. وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن الْوَلِيد الْخَلَّال حَدَّثَنَا زَيْد - يَعْنِي اِبْن يَحْيَى - حَدَّثَنَا سَعِيد بْن بَشِير عَنْ قَتَادَة عَنْ أَبِي نَضْرَة عَنْ سَمُرَة بْن جُنْدُب عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْله " لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم " قَالَ " إِنَّ مِنْ أَهْل النَّار مَنْ تَأْخُذهُ النَّار إِلَى كَعْبه وَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذهُ النَّار إِلَى حُجْزَته وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذهُ النَّار إِلَى تَرَاقِيه مَنَازِلهمْ بِأَعْمَالِهِمْ فَذَلِكَ قَوْله لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم " (ابن كثير).

{ لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب } يَقُول : لِجَهَنَّم سَبْعَة أَطْبَاق ، لِكُلِّ طَبَق مِنْهُمْ : يَعْنِي مِنْ أَتْبَاع إِبْلِيس جُزْء ، يَعْنِي: قِسْمًا وَنَصِيبًا مَقْسُومًا . وَذُكِرَ أَنَّ أَبْوَاب جَهَنَّم طَبَقَات (أَطْبَاقً) بَعْضهَا فَوْق بَعْض (الطبري).  وجاء في الحديث: (. . . قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فمَا الجنَّةُ ومَا النَّارُ؟ قال: لعَمْرُ إلهِك إنَّ للجَنَّةِ لثَمانيةَ أبوابٍ ما منها بابانِ إلَّا وبينهما مسيرةُ الرَّاكِبِ سبعينَ عامًا، وإنَّ للنَّارِ سَبعةَ أبوابٍ ما منها بابانِ إلَّا بينهما مسيرةُ الرَّاكِبِ سبعينَ عامًا . . .) ([18]).  (ولجهنَّمَ سبعةُ أبوابٍ وبعضُها أفضلُ من بعضٍ) ([19]). وعَنْ قَتَادَة ، قَوْله : { لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم } وَهِيَ وَاَللَّه مَنَازِل بِأَعْمَالِهِمْ  (الطبري).

وأمّا الأدلة من السّنّة على أنّ النار أَدْرَاك فكثيرة؛ ومنها لجهنم سبعة أبواب وللجنّة ثمانية:

(القتلَى ثلاثةٌ رجلٌ مؤمنٌ جاهد بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ حتَّى لقي العدوَّ وقاتَلهم حتَّى يُقتلَ فذلك الشَّهيدُ الممتحنُ في جنَّةِ اللهِ تحت عرشِه لا يفضلُه النَّبيُّون إلَّا بفضلِ درجةِ النُّبوَّةِ ورجلٌ فرَق على نفسِه من الذُّنوبِ والخطايا جاهد بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ حتَّى إذا لقي العدوَّ قاتل حتَّى يُقتلَ فتلك مُمصمِصَةٌ محَت ذنوبَه وخطاياه إنَّ السَّيفَ محَّاءٌ للخطايا وأُدخِل من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاء فإنَّ لها ثمانيةَ أبوابٍ ولجهنَّمَ سبعةُ أبوابٍ وبعضُها أفضلُ من بعضٍ ورجلٌ منافقٌ جاهد بنفسِه ومالِه حتَّى إذا لقِي العدوَّ قاتل في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ حتَّى يُقتَلَ فذلك في النَّارِ إنَّ السَّيفَ لا يمحو النِّفاقَ) ([20]) .

(القتلُ ثلاثةٌ رجلٌ مؤمنٌ جاهدَ بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ حتى إذا لقِيَ العدوَّ قاتلَهم حتى يُقتلَ فذلك الشهيدُ المفتخرُ في خيمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ تحتَ عرشِه لا يفضُلُه النبيونَ إلا بدرجةِ النبوةِ ورجلٌ مؤمنٌ فرَق على نفسِه من الذنوبِ والخطايا جاهد بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ إذا لقِيَ العدوَّ قاتل حتى قُتِل فمصمصةٌ تحتَ ذنوبِه وخطاياه إن السيفَ محَّاءٌ للخطايا وأُدخِل من أيِّ أبوابِ الجنةِ شاء فإنَّ لها ثمانيةَ أبوابٍ ولجهنمَ سبعةُ أبوابٍ وبعضُها أفضلُ من بعضٍ ورجلٌ منافقٌ جاهد بنفسِه ومالِه حتى إذا لقِيَ العدوَّ قاتل في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ حتى يُقتلَ فذلك في النارِ إن السيفَ لا يمحو النفاقَ) ([21]) .

(القتلُ ثلاثةٌ : رجلٌ جاهدَ بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ حتَّى إذا لقيَ العدوَّ قاتلَهم حتَّى يُقتَلَ ، فذلِك الشَّهيدُ المفتخِرُ في خَيمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ تحتَ عَرشِه ، لا يفْضلُه النَّبيُّونَ إلَّا بدرجةِ النُّبوَّةِ ، ورجلٌ مؤمنٌ قرفَ علَى نفسِه مِن الذُّنوبِ والخطايا ، جاهدَ بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ حتَّى إذا لقيَ العدوَّ قاتلَ حتَّى يُقتَلَ ، فانمحَت خطاياهُ إنَّ السَّيفَ محَّاءٌ للخطايا ، وأُدخِلَ من أيِّ أبْوابِ الجنَّةِ شاءَ ، فإنَّ لَها ثمانيةَ أبوابٍ ، وبعضُها أفضلُ من بعضٍ ، ورجلٌ منافقٌ جاهدَ بنفسِه ومالِه حتَّى إذا لقيَ العدوَّ قاتلَ حتَّى يُقتَلَ فهو في النَّارِ ، إنَّ السَّيفَ لا يمحو النِّفاقَ) ([22]) .

(القَتْلُ ثلاثَةٌ : رجلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنفسِهِ ومالِهِ في سبيلِ اللهِ ، حتى إذا لَقِيَ العَدُوَّ ؛ قاتَلهُمْ حتى يُقتلَ ، فَذلكَ الشَّهِيدُ المفتخرُ في جنةِ اللهِ تحتَ عرشِهِ ، لا يَفْضُلُهُ النبيُّونَ إِلَّا بفضلِ درجةِ النبوةِ . ورجلٌ [ مؤمنٌ ] قَرَفَ على نفسِهِ مِنَ الذُّنوبِ والخَطَايا ، ثُمَّ جَاهَدَ بِنفسِهِ ومالِهِ في سبيلِ اللهِ ، حتى [ إذا ] لَقِيَ العَدُوَّ ، وقَاتَلَ حتى يُقتلَ ؛ فتِلْكَ مَصْمَصَةُ مَحَتْ ذنوبُهُ وخَطَاياهُ ، إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءُ الخَطَايا ، وأُدْخِلَ من أَيِّ أبوابِ الجنةِ شاءَ ؛ فإنَّ لها ثَمانِيَةَ أبوابٍ ، ولِجهنمَ سبعَةَ [ أبوابٍ ] ، وبعضُها أفضلُ من بعضٍ . ورجلٌ مُنافِقٌ جَاهَدَ بِنفسِهِ ومالِهِ في سبيلِ اللهِ ؛ حتى [ إذا ] لَقِيَ العَدُوَّ ، وقاتلَ حتى قتلَ ؛ فذلكَ في النارِ ، إنَّ السيفَ لا يَمْحُو النِّفَاقَ) ([23]) .

(القتلُ ثلاثةٌ رجلٌ مؤمنٌ جاهدَ بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ حتى إذا لقِيَ العدوَّ قاتلَهم حتى يُقتلَ فذلك الشهيدُ المفتخرُ في خيمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ تحتَ عرشِه لا يفضُلُه النبيونَ إلا بدرجةِ النبوةِ ورجلٌ مؤمنٌ فرَق على نفسِه من الذنوبِ والخطايا جاهد بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ إذا لقِيَ العدوَّ قاتل حتى قُتِل فمصمصةٌ تحتَ ذنوبِه وخطاياه إن السيفَ محَّاءٌ للخطايا وأُدخِل من أيِّ أبوابِ الجنةِ شاء فإنَّ لها ثمانيةَ أبوابٍ ولجهنمَ سبعةُ أبوابٍ وبعضُها أفضلُ من بعضٍ ورجلٌ منافقٌ جاهد بنفسِه ومالِه حتى إذا لقِيَ العدوَّ قاتل في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ حتى يُقتلَ فذلك في النارِ إن السيفَ لا يمحو النفاقَ) ([24]) .

(الجنَّةُ لها ثمانيةُ أبوابٍ ، و النَّارُ لها سبعةُ أبوابٍ) ([25]) .

الفرع الأول : النَار مُؤْصَدَةٌ

- (عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ) (البلد 20) :أَيْ مُطْبَقَة عَلَيْهِمْ فَلَا مَحِيد لَهُمْ عَنْهَا وَلَا خُرُوج لَهُمْ مِنْهَا . قَالَ أَبُو هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُجَاهِد وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَعَطِيَّة الْعَوْفِيّ وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ " مُؤْصَدَة " أَيْ مُطْبَقَة . قَالَ اِبْن عَبَّاس مُغْلَقَة الْأَبْوَاب وَقَالَ مُجَاهِد أَصَدَ الْبَاب بِلُغَةِ قُرَيْش أَيْ أَغْلَقَهُ وَسَيَأْتِي فِي ذَلِكَ حَدِيث فِي سُورَة " وَيْل لِكُلِّ هُمَزَة لُمَزَة " . وَقَالَ الضَّحَّاك " مُؤْصَدَة " حِيط لَا بَاب لَهُ . وَقَالَ قَتَادَة " مُؤْصَدَة " مُطْبَقَة لَا ضَوْء فِيهَا وَلَا فُرَج وَلَا خُرُوج مِنْهَا آخِر الْأَبَد . وَقَالَ أَبُو عِمْرَان الْجَوْنِيّ إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أَمَرَ اللَّه بِكُلِّ جَبَّار وَكُلّ شَيْطَان وَكُلّ مَنْ كَانَ يَخَاف النَّاس فِي الدُّنْيَا شَرّه فَأُوثِقُوا بِالْحَدِيدِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ إِلَى جَهَنَّم ثُمَّ أَوْصَدُوهَا عَلَيْهِمْ أَيْ أَطْبَقُوهَا قَالَ فَلَا وَاَللَّه لَا تَسْتَقِرّ أَقْدَامهمْ عَلَى قَرَار أَبَدًا وَلَا وَاَللَّه لَا يَنْظُرُونَ فِيهَا إِلَى أَدِيم سَمَاء أَبَدًا وَلَا وَاَللَّه لَا تَلْتَقِي جُفُون أَعْيُنهمْ عَلَى غَمْض نَوْم أَبَدًا . وَلَا وَاَللَّه لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَارِد شَرَاب أَبَدًا رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم . آخِر تَفْسِير سُورَة الْبَلَد وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة (ابن كثير).

- (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ) (الهمزة 8) : أَيْ مُطْبَقَة كَمَا تَقَدَّمَ تَفْسِيره فِي سُورَة الْبَلَد. وَقَالَ اِبْن مَرْدَوَيْهِ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سِرَاج حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن حرزاد حَدَّثَنَا شُجَاع بْن أَشْرَس حَدَّثَنَا شَرِيك عَنْ عَاصِم عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَة " قَالَ مُطْبَقَة. وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَسَد عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَنْ أَبِي صَالِح قَوْله وَلَمْ يَرْفَعهُ (ابن كثير).

الفرع # : أبو طالب في ضحضاح من نار

وفيما يلي طرق الحديث الصحيح الذي يرويه العباس بن عبدالمطلب (رضي اللّه عنه):

(يَا رَسولَ اللَّهِ، هلْ نَفَعْتَ أبَا طَالِبٍ بشَيءٍ؟ فإنَّه كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لَكَ، قالَ: نَعَمْ، هو في ضَحْضَاحٍ مِن نَارٍ، لَوْلَا أنَا لَكانَ في الدَّرَكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ.) ([26]) .

(قَالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما أغْنَيْتَ عن عَمِّكَ، فإنَّه كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: هو في ضَحْضَاحٍ مِن نَارٍ، ولَوْلَا أنَا لَكانَ في الدَّرَكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ.) ([27]) .

(أنَّهُ قالَ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ نَفَعْتَ أبا طالِبٍ بشيءٍ، فإنَّه كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، هو في ضَحْضاحٍ مِن نارٍ، ولَوْلا أنا لَكانَ في الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ.) ([28]) .

(يا رسولَ اللهِ هل نفعتَ أبا طالبٍ بشيءٍ فإنه قد كان يَحوطُك ويغضبُ لك قال : نعمْ هو في ضَحْضَاحٍ مِنَ النارِ لولا ذلك لكان هو في الدَّرْكِ الأسفلِ مِنَ النارِ) ([29]) .  (يا رَسولَ اللهِ، هل نفَعتَ أبا طالبٍ بِشيءٍ؛ فإنَّهُ قد كان يَحوطُكَ، ويَغضَبُ لكَ؟ قال: نَعَمْ، هو في ضَحضاحٍ مِنَ النَّارِ، لولا ذلك لكانَ هو في الدَّركِ الأسفَلِ مِنَ النَّارِ.) ([30]) .

(قلتُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما أغنَيتَ عن عَمِّكَ فقد كان يَحوطُكَ ويَغضَبُ لكَ قال: هو في ضَحضاحٍ ولولا أنا لكان في الدَّرْكِ الأسفَلِ منَ النارِ) ([31])

(أَهْوَنُ أهْلِ النَّارِ عَذابًا أبو طالِبٍ، وهو مُنْتَعِلٌ بنَعْلَيْنِ يَغْلِي منهما دِماغُهُ.) ([32]) .  (أهونُ أهلِ النارِ عذابًا أبو طالبٍ وهو متنعِّلٌ نعليْنِ من نارٍ يغلي منهما دماغُهُ) ([33]) .  (أهونُ أهلِ النارِ عذابًا أبو طالبٍ؛ في رجلَيْه نَعْلانِ من نارٍ، يَغْلي منهما دِماغُه.) ([34]) .

(عن أبي سعيد الخدري: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذُكِرَ عندَه عمُّه أبو طالبٍ، فقال: "لعلَّه تَنفَعُه شَفاعَتي يومَ القِيامةِ، فيُجعَلُ في ضَحْضاحٍ من نارٍ يَبلُغُ كَعبَيْه يَغْلي منه دِماغُه".) ([35])

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذُكر عندَهُ عمُّهُ أبو طالبٍ . فقال (لعلهُ تنفعهُ شفاعتي يومَ القيامةِ. فيُجعلُ في ضَحْضْاحٍ منْ نارٍ، يبلغُ كعبيهِ، يغْلي منهُ دماغُهُ .) ([36])

أنه سمِع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وذُكِر عِندَه عمُّه أبو طالبٍ، فقال : ( لعلَّه تنفَعُه شَفاعَتي يومَ القيامةِ، فيُجعَلَ في ضَحضاحٍ من النارِ يَبلُغُ كعبَيه، يَغلي منه أمُّ دِماغِه ) .([37])

(ولولا أنا لكان في الدَّرْكِ الأسفَلِ منَ النارِ): تؤكد هذه العبارة أن درجة الحرارة في السفل من النار هي أكبر منها في الجزء العلوي.  ومفهوم تزايد درجة الحرارة نحو السفل يشار إليه بالاتزان الحراري الموضعي (Local thermodynamic equilibrium) ؛ إذا كان الجسم قد أوقد عليه (سُخِّن) لفترة زمنيّة طويلة.  حيث أنّ فترة التسخين الطويلة شرطٌ لبلوغ حالة الاتّزان الحراري. ولتوضيح ذللك، فإنّ درجة الحرارة داخل الشمس (أو النجوم) تتزايد باتجاه مركزها ([38]).

على جسر جهنم

 

(يَجيءُ الظَّالمُ يومَ القيامةِ حتَّى إذا كان على جسرِ جهنَّمَ بين الظُّلمَةِ والوَعِرةِ لقيه المظلومُ فعرَفه وعرَف ما ظلمه به ، فما يبرَحُ الَّذين ظُلِموا يقُصُّون من الَّذين ظلَموا حتَّى ينزِعوا ما فيه أيديهم من الحسناتِ ، فإن لم يكُنْ لهم حسناتٌ رُدَّ عليهم من سيِّئاتِهم حتَّى يُورَدوا الدَّركَ الأسفلَ من النَّارِ) ([39])

- (عن أبي هُرَيْرةَ : إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي اَلدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ قالَ : الدَّركُ الأسفلُ بيوتٌ لَها أَبوابٌ تُطبَقُ عليهِم ، فتوقَّدُ مِن تحتِهِم ومِن فَوقِهِم) ([40]).

- (الدَّركُ الأسفلُ بيوتٌ لَها أَبوابٌ تُطبَقُ عليهِم ، فتوقَّدُ مِن تحتِهِم ومِن فَوقِهِم) .  تؤكّدُ هذه العبارة أنّ أدراك (دركات) النّار في حالة اتزان حراري موضعي.

النَّارِ يركبُ بَعضُها بعضًا

(لَمَّا خلَق اللهُ الجنةَ والنارَ أرْسَلَ جبرئيل إلى الجنةِ، فقال : انظُرْ إليها وإلى ما أعْدَدْتُ لأهلِها فيها، قال : فجاءَها ونظَر إليها وإلى ما أعَدَّ اللَّهُ لأهلِها فيها، قال : فرجع إليهِ قال : فوَعِزَّتِكَ لا يَسمَعُ بها أحَدٌ إلَّا دَخَلَها، فأمَرَ بها فحُفَّت بالمَكارِهِ، فقال : ارجِع إليها فانظُرإليها وإلى ما أعْدَدْتُ لأهلِها فيها، قال : فرجع إليها فإذا هي حُفَّت بالمَكارِهِ، فرجع إليه . فقال : وعِزَّتِكَ لقد خِفْتُ أنْ لا يَدْخُلَها أحَدٌ . قال : اذهب إلى النارِ ! فانظر إليها وإلى ما أعْدَدْتُ لأهْلِها فيها، فإذا هي يَرْكَبُ بَعضُها بَعضًا، فرجَع إليه، فقال : وعِزَّتِكَ لا يَسمَعُ بها أحَدٌ فَيَدْخُلَها، فأمَرَ بها فَحُفَّت بالشَّهَواتِ، فقال : ارجع إليها فرجع إليها، فقال : وعِزَّتِكَ لقد خَشيتُ أنْ لا يَنجوَ منها أحَدٌ إلَّا دَخَلَها) (الراوي : أبو هريرة ، المحدث : الترمذي ، المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم : 2560 ، خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح.  التخريج : أخرجه أبو داود (4744)، والترمذي (2560) واللفظ له، والنسائي (3763)، وأحمد (8648) ، انظر شرح الحديث رقم 29465 )

(لمَّا خلقَ اللَّهُ الجنَّةَ والنَّارَ أرسلَ جبريلَ إلى الجنَّةِ فقال انظر إليها وإلى ما أعددتُ لأَهلِها فيها قال فجاءَها ونظرَ إليها وإلى ما أعدَّ اللَّهُ لأَهلِها فيها قال فرجعَ إليهِ قال فوعزَّتِك لا يسمعُ بِها أحدٌ إلَّا دخلَها فأمرَ بِها فحُفَّت بالمَكارِه فقال ارجِع إليها فانظُر إلى ما أعددتُ لأَهلِها فيها فقال فرجعَ إليها فإذا هيَ قد حُفَّت بالمَكارِه فرجعَ إليهِ فقال وعزَّتِك لقد خفتُ ألا يدخلَها أحدٌ قال اذهب إلى النَّارِ فانظر إليها وإلى ما أعددتُ لأَهلِها فيها فإذا هيَ يركَبُ بعضُها بعضًا فرجعَ إليهِ فقال وعزَّتِك لا يسمعُ بِها أحدٌ فيدخلَها فأمرَ بِها فحُفَّت بالشَّهواتِ فقال ارجع إليها فرجعَ إليها فقال وعزَّتِك لقد خشيتُ أن لا ينجوَ منها أحدٌ إلَّا دخلَها) (الراوي : أبو هريرة ، المحدث : عبد الحق الإشبيلي ، المصدر : الأحكام الصغرى، الصفحة أو الرقم : 879 ، خلاصة حكم المحدث : ]أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد[.  التخريج : أخرجه أبو داود (4744)، والترمذي (2560)، والنسائي (3763)، وأحمد (8648) ، انظر شرح الحديث رقم 73144 )

(لمَّا خلقَ اللَّهُ الجنَّةَ والنَّارَ أرسلَ جبريلَ إلى الجنَّةِ ، فقالَ : انظُر إلَيها وإلى ما أعدَدتُ لأَهْلِها فيها ، قالَ : فجاءَها ونظرَ إليها وإلى ما أعدَّ اللَّهُ لأَهْلِها فيها ، قالَ : فرجعَ إليهِ ، قالَ : فَوعزَّتِكَ لا يَسمعُ بِها أحدٌ إلَّا دخلَها ، فأمرَ بِها فحُفَّت بالمَكارِهِ ، فقالَ : ارجِع إليها فانظُر إليها وإلى ما أعددتُ لأَهْلِها فيها ، قالَ : فَرجعَ إليها فإذا هيَ حُفَّت بالمَكارِهِ ، فَرجعَ إليهِ فقالَ : وعزَّتِكَ لقد خِفتُ أن لا يَدخلَها أحدٌ ، قالَ : اذهَب إلى النَّارِ فانظُر إليها وإلى ما أعدَدتُ لأَهْلِها فيها ، فإذا هيَ يركبُ بَعضُها بعضًا ، فرجعَ إليهِ فقالَ : وعزَّتِكَ لا يسمَعُ بِها أحدٌ فيدخُلَها ، فأمرَ بِها فحُفَّت بالشَّهواتِ ، فقالَ : ارجِع إليها ، فرجَعَ إليها فقالَ : وعزَّتِكَ لقد خَشيتُ أن لا ينجوَ منها أحدٌ إلَّا دخلَها) (الراوي : أبو هريرة ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم : 2560 ، خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح.  التخريج : أخرجه أبو داود (4744)، والترمذي (2560) واللفظ له، والنسائي (3763)، وأحمد (8648) ، انظر شرح الحديث رقم 29467 )

) -إذا جمعَ اللَّهُ النَّاسَ في صعيدٍ واحدٍ يومَ القيامةِ، أقبلَتِ النَّارُ يركَبُ بعضُها بعضًا وخزنَتُها يَكفُّونَها وَهيَ تقولُ وعزَّةِ ربِّي ليُخلَّيَنَّ بيني وبينَ أزواجي أو لأغشَينَّ النَّاسَ عُنُقًا واحدَةً فيقولونَ ومَن أزواجُك فتقولُ كلُّ مُختالٍ فَخورٍ فتلتقطُهُم بلسانِها وتقذِفُهم في جوفِها، ويَقضي اللَّهُ بينَ العبادِ) ([41]).

إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله

(يا أبا سَعِيدٍ، مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وجَبَتْ له الجَنَّةُ، فَعَجِبَ لها أبو سَعِيدٍ، فقالَ: أعِدْها عَلَيَّ يا رَسولَ اللهِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ قالَ: وأُخْرَى يُرْفَعُ بها العَبْدُ مِئَةَ دَرَجَةٍ في الجَنَّةِ، ما بيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، قالَ: وما هي يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ، الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ.) ([42])

(يا أبا سعيدٍ ! مَن رَضِيَ باللهِ رَبًّا ، وبالإسلامِ دِينًا ، وبمُحَمَّدٍ نبيًّا ، وَجَبَتْ له الجنةُ ، وأُخْرَى يُرْفَعُ بها العبدُ مائةَ درجةٍ في الجنةِ ، ما بينَ كُلِّ درجتينِ كما بين السماءِ والأرضِ ، الجهادُ في سبيلِ اللهِ) ([43])

(إنَّ في الجنةِ مائةُ درجةٍ أعدَّها اللهُ للمجاهدِين في سبيلِه، ما بين كل درجَتينِ كما بين السماءِ والأرضِ) ([44])

(من رضيَ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ نبيًّا وجبتْ لهُ الجنةُ، فعجب لها أبو سعيدٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : وأخرى يرفع اللهُ بها العبدَ مائةَ درجةٍ في الجنةِ ما بين كلِّ درجَتين كما بين السماءِ والأرضِ، فقال : وما هي يا رسولَ اللهِ ؟ قال : الجهادُ في سبيلِ اللهِ) ([45])

(إنَّ في الجنةِ مِائةَ درجةٍ أعدَّهَا اللهُ للمجاهدِينَ في سبيلِ اللهِ ، ما بين الدَّرجتيْنِ كمَا بين السماءِ و الأرضِ ، فإذا سألتُمُ اللهَ فسَلُوهُ الفِردوْسَ ، فإنَّهُ أوسَطُ الجنةِ وأعلى الجنةِ ، و فوْقَهُ عرشُ الرحمنِ ، و مِنهُ تفَجَّرُ أنْهارُ الجنةِ) ([46])

(مَن أقامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ وماتَ لا يُشرِكُ باللَّهِ شيئًا كانَ حقًّا علَى اللَّهِ ، عزَّ وجلَّ ، أن يغفرَ لَه هاجرَ أو ماتَ في مَولدِهِ . فقُلنا يا رسولَ اللَّهِ : ألا تخبِرُ بِها النَّاسَ فيستَبشِروا بِها ؟ فقالَ : إنَّ للجنَّةِ مائةَ درجةٍ بينَ كلِّ درجتَينِ كما بينَ السَّماءِ والأرضِ أعدَّها اللَّهُ للمُجاهدينَ في سبيلِهِ ولَولا أن أشقَّ علَى المؤمنينَ ولا أجدُ ما أحمِلُهُم علَيهِ ولا تَطيبُ أنفسُهُم أن يَتخلَّفوا بَعدي ما قعَدتُ خلفَ سريَّةٍ ولوَدِدتُ أنِّي أُقتَلُ ثمَّ أُحيا ثمَّ أُقتَلُ) ([47])

-  (مَن أقامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ وماتَ لا يُشرِكُ باللَّهِ شيئًا كانَ حقًّا علَى اللَّهِ ، عزَّ وجلَّ ، أن يغفرَ لَه هاجرَ أو ماتَ في مَولدِهِ . فقُلنا يا رسولَ اللَّهِ : ألا تخبِرُ بِها النَّاسَ فيستَبشِروا بِها ؟ فقالَ : إنَّ للجنَّةِ مائةَ درجةٍ بينَ كلِّ درجتَينِ كما بينَ السَّماءِ والأرضِ أعدَّها اللَّهُ للمُجاهدينَ في سبيلِهِ ولَولا أن أشقَّ علَى المؤمنينَ ولا أجدُ ما أحمِلُهُم علَيهِ ولا تَطيبُ أنفسُهُم أن يَتخلَّفوا بَعدي ما قعَدتُ خلفَ سريَّةٍ ولوَدِدتُ أنِّي أُقتَلُ ثمَّ أُحيا ثمَّ أُقتَلُ) ([48])

(أنَّ أُمَّ حارثةَ أتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -وقد هَلَكَ حارثةُ يَومَ بَدرٍ، أصابَه سَهمٌ غَرْبٌ- فقالت: يا رسولَ اللهِ، قد عَلِمتَ مَوقِعَ حارثةَ مِن قَلْبي، فإنْ كان في الجَنَّةِ لم أَبْكِ عليه، وإلَّا فسوف تَرى ما أَصنَعُ، فقال لها: هَبِلْتِ؟! أَوَجَنَّةٌ واحدةٌ هي؟ إنَّها جِنانٌ كثيرةٌ، وإنَّه في الفِردَوسِ الأعلى.) ([49])

(أنَّ أُمَّ حَارِثَةَ أتَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَومَ بَدْرٍ؛ أصَابَهُ غَرْبُ سَهْمٍ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، قدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِن قَلْبِي، فإنْ كانَ في الجَنَّةِ لَمْ أبْكِ عليه، وإلَّا سَوْفَ تَرَى ما أصْنَعُ؟ فَقالَ لَهَا: هَبِلْتِ! أجَنَّةٌ واحِدَةٌ هي؟ إنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وإنَّه في الفِرْدَوْسِ الأعْلَى. وقالَ: غَدْوَةٌ في سَبيلِ اللَّهِ أوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فِيهَا، ولَقَابُ قَوْسِ أحَدِكُمْ -أوْ مَوْضِعُ قَدَمٍ- مِنَ الجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فِيهَا، ولو أنَّ امْرَأَةً مِن نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلى الأرْضِ لَأَضَاءَتْ ما بيْنَهُمَا، ولَمَلَأَتْ ما بيْنَهُما رِيحًا، ولَنَصِيفُهَا -يَعْنِي الخِمَارَ- خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فِيهَا.) ([50])

(مَن آمَنَ باللَّهِ ورَسولِهِ، وأَقامَ الصَّلاةَ، وصامَ رَمَضانَ، كانَ حَقًّا علَى اللَّهِ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، هاجَرَ في سَبيلِ اللَّهِ، أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتي وُلِدَ فيها، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَلا نُنَبِّئُ النَّاسَ بذلكَ؟ قالَ: إنَّ في الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجاهِدِينَ في سَبيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ ما بيْنَهُما كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ، وأَعْلَى الجَنَّةِ، وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ.) ([51])

شرح الحديث:

في هذا الحديثِ يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَن آمَن باللهِ تعالى وآمن برسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأقام الصَّلاةَ، وصام رَمَضانَ، استحَقَّ دُخولَ الجنَّةِ بفَضْلِ اللهِ ورحمتِه، ولم يَذكُرِ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ الزَّكاةَ والحَجَّ؛ قيل: لم يَذكُرهما على التسامح؛ لأنَّ الحديثَ لم يُذكَر لبيانِ الأركانِ؛ فكأنَّ الاقتصارَ على ما ذُكِر لأنَّه هو المُتكرِّرُ غالبًا؛ فالزَّكاةُ لا تجِبُ إلَّا على الغنيِّ بشَرْطِه، والحجُّ لا يجِبُ إلَّا على المستطيعِ في العُمرِ مَرَّةً واحدةً. فلمَّا قال ذلك قال بعضُ الحاضِرين: أفلا نُبَشِّرُ الناسَ؟ يعني: نُخبِرُهم بهذه البِشارة، فأَخبَر صلَّى الله عليه وسلَّم بدَرجاتِ المجاهِدين فى سبيلِه ومَنْزِلَتِهم فى الجنَّة؛ لِيُرغِّبَ أُمَّتَه فى مجاهدةِ المشركين وإعلاءِ كلمة الإسلام، فقال: «إنَّ في الجنَّةِ مئةَ درجةٍ، أعدَّها الله للمجاهِدين في سبيلِ الله، ما بينَ الدَّرجتَيْن كما بين السماءِ والأرضِ»، فهذا تَباعُدُ ما بينَ درجاتِ هذه المائةِ الَّتِي أُعِدَّتْ للمجاهِدين، ودرجاتُ الجنَّةِ كثيرةٌ لم يَرِدْ حَصْرُها في عَدَدٍ ، فهذه مائةٌ أُعِدَّتْ للمجاهِدين، «فإذا سألتُم الله فاسأَلوه الفِرْدَوْسَ؛ فإنَّه أَوسَطُ الجنَّةِ، وأعلَى الجنَّةِ، فَوْقَه عَرْشُ الرَّحْمَنِ»، والمرادُ بالأوسَطِ هنا: الأَعْدَلُ، والأفضَلُ, كقولِه تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، فاللَّهُمَّ ارزُقْنا الفِرْدَوْسَ الأعلَى.

وفي الحديثِ: الحَثُّ على أداءِ فَرائِضِ الله سبحانه وتعالى، والجهادِ في سبيلِه وإعلاءِ كلمتِه.  وفيه: أنَّ الفِرْدَوْسَ فوقَ جميعِ الجِنَانِ.

أما المشركون الذين كفروا بالله وتعاونوا من أجل النيل من الإسلام وأتباعه، فإنهم يسؤوهم رباط المسلمين في سبيل الله، كما أنه يقتلهم الغيظ أن ينعتق المسلمون من حبّ الدنيا وما عليها، وأن تتوق نفوس المسلمين إلى الجنة.  وأشد ما يغيظ أعداء الله هو عقيدة الإسلام في الجهاد الذي هدفه حماية رسالة الإسلام وتبليغها ناصعة إلى البشرية.  لذا ليس غريبا أن ينال هؤلاء الكفرة من الرسول الكريم الذي دعا البشرية إلى أفضل رسالة وشريعة وأنصع عقيدة، وأرشد أتباعه إلى دور ومكانة الجهاد في حماية الإسلام، كما أرشدهم إلى مكانة ورفعة المجاهدين في سبيل الله.

المسلم جهاده لله وفي سبيل الله، أما الكفرة فيقاتلون الشعوب الضعيفة من أجل سلب ثرواتها ومقدراتها واستعباد شعوبها، وانتهاك الأعراض، وهدم كل ما أشيد على مر العصور! إنهم يتشدقون بالحديث عن فوضى خلاقة! فقد انحرفت بهم المعتقدات والتصورات فانعدمت لديهم القيم والأخلاق.  بل إن غاية الحرب والقتال عندهم هي القضاء على الإسلام والقيم والأخلاق!، وفرض معتقدات كفرية على الأمم والشعوب (New World Order).

وأما أعداء الله الباطنيّون، أصحاب العقيدة الزائفة المحرّفة الذين يتآمرون اليوم مع الصهاينة والصليبييّن من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين، فليس غريبا أن ينالوا من سنة الرسول الكريم ومن آل بيته أمهات المؤمنين ومن صحابته الأطهار.

حديث الرّوح وطبقيّةُ الأرضين

- ‏(عَنِ ‏الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ‏ ‏قَالَ ‏خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ ‏ ‏الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا ‏ ‏يُلْحَدْ ‏ ‏فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ ‏ ‏يَنْكُتُ ‏ ‏فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ ‏‏أَوْ ثَلَاثًا ‏ ‏ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ‏ ‏وَحَنُوطٌ ‏ ‏مِنْ ‏حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلَام ‏ ‏حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ ‏ ‏فِي السِّقَاءِ ‏ ‏فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ ‏الْحَنُوطِ ‏ ‏وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ ‏ ‏يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى ‏يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏ ‏اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ ‏ ‏رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ ‏ ‏دِينِيَ الْإِسْلَامُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَيَقُولَانِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ قَالَ ‏وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ ‏ ‏نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ ‏ ‏الْمُسُوحُ ‏ ‏فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ ‏السَّفُّودُ ‏ ‏مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ ‏‏الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ ‏ ‏جِيفَةٍ ‏ ‏وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى ‏ ‏يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى ‏‏ يَلِجَ ‏‏ الْجَمَلُ فِي سَمِّ ‏‏ الْخِيَاطِ‏).  ‏فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي ‏ ‏سِجِّينٍ ‏ ‏فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ ‏ (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ‏) [الحج 31].  ‏فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ‏ ‏وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ ‏هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ ‏هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ ‏هَاهْ لَا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا ‏ ‏وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ‏ ‏وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ). ‏‏حَدَّثَنَا ‏‏ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ‏الْأَعْمَشُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ‏ ‏الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ ‏ ‏خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ ‏ ‏الْأَنْصَارِ‏ ‏فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا ‏ ‏يُلْحَدْ‏ ‏قَالَ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَجَلَسْنَا مَعَهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ فَيَنْتَزِعُهَا تَتَقَطَّعُ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ ‏ ‏قَالَ ‏أَبِي وَكَذَا قَالَ ‏ ‏زَائِدَةُ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ‏‏حَدَّثَنَا ‏ ‏زَائِدَةُ ‏حَدَّثَنَا ‏سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا ‏الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ‏حَدَّثَنَا ‏زَاذَانُ قَالَ قَالَ ‏الْبَرَاءُ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ ‏الْأَنْصَارِ ‏فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ وَتَمَثَّلَ لَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الثِّيَابِ حَسَنُ الْوَجْهِ وَقَالَ فِي الْكَافِرِ وَتَمَثَّلَ لَهُ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ (69).

ويؤكّد حديثُ الرّوح أنّ الأرض (بمعنى الأرضين السّبع) هي أيضاً تتكوّن من طرائق أو طبقات، ويؤكّد أنّ سجّيناً في الأرض السّفلى، وشاهده من حديث الرّوح هو: (فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي ‏ ‏سِجِّينٍ ‏ ‏فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى). يؤكّد الحديث أنّ الأرضين طباق وهنَّ غيرُ متجاورات، بدليل (اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي ‏ ‏سِجِّينٍ ‏ ‏فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى).  إذن هناك أرضٌ سفلى وأخرى عليا تتوسّطهما بقيّة الأرضين.  ولعلَّ الأرض السّفلى هي الأقرب إلى النّار بدليل (فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا ‏ ‏وَسَمُومِهَا) (العمري: الارضون السبع).

وجاء في الفتح الرّباني (70) أنَّ: "السجّين فعّيل من السجن وهو الضيق كما يقال فِسِّيق وشِرّيب وخِمِّير وسِكِّير، ونحو ذلك، ولهذا أعظم اللّهُ أمره فقال عزَّ من قائل: (وما أدراك ما سجِّين) أي هو أمرٌ عظيمٌ وسجّين مقيم وعذابٌ أليم، وقد فُسِّر في الحديث بأنّه في الأرض السُّفلى".  ويؤكّد صاحبُ الفتح الرّباني (70) صحّة قول ابن كثير: "والصّحيح أنّ سجّيناً مأخوذ من السّجن وهو الضّيق، فإنَّ المخلوقات كلّ ما تسافل منها ضاق، وكلّ ما تعالى منها اتّسع، فإنَّ الأفلاك السّبعة (أي السّماوات) كلُّ واحدٍ منها أوسع وأعلى من الّذي دونه، وكذلك الأرضون كلّ واحدةٍ أوسع من الّتي دونها حتّى ينتهي السّفول المطلق والمحلّ الأضيق أي المركز في وسط الأرض السّابعة (السّفلى)".  وفي معرض شرح الآية (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج 31]، يقول صاحبُ الفتح الرّباني (70): "أي بعيد مهلك لمن هوى وهو ينطبق على ما يفعل بروح الكافر لأنّها ترمى من السّماء إلى ما أعدّه اللّه لها من العذاب والشّقاء، ولذلك استشهد النّبيُّ - صلّى اللّه عليه وسلّم- بالآية" (العمري: الارضون السبع).

ولعلَّ غاية الضّيق في النّار؛ تحت الأرض السّفلى، حيث هنالك مصير الفجّار في النّار الّتي هي أسفل سافلين (71)، كما قال تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) [التين 5]، وكما قال تعالى: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا) [الفرقان 13].  ويؤكّد صاحب الفتح الرّباني أنَّ البناء السّماوي يزداد رحابة وسعة كلّما انتقلنا من سماء إلى الّتي تعلوها (العمري: الارضون السبع).

وعند إمعان النّظر في روايات حديث ظلم الأرض، وفي الآيات الكريمات، يتّضح أنَّ الأرضين قد كُنّ رتقاً في بداية الخلق: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة 29]، وأنَّهنَّ الآن فتقٌ (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء 30].  هذا وسيرجعن يوم القيامة إلى حالة القبض (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر 67].  ...  إذن يتأكّد من النّصوص أنَّ الأرضين سبعٌ طباق، وأنّهنَّ الآن فتقٌ تفصل مسافات بين كلّ أرضٍ والأخرى الّتي تليها.  فحالُ الأرضين هو كحال السّماوات من حيث أنّهنَّ سبعٌ وطباق: فدليل الطّباق هو (فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي ‏ ‏سِجِّينٍ ‏ ‏فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى), ودليله أيضاً: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق 12].  إنَّ المثليّة في الآية (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) هي كما أكّد الجمهور (15): أي وخلق سبعاً من الأرض، ويرى الجمهور أنّها سبع أرضين طباقاً بعضها فوق بعض، بين كلّ أرض وأرض مسافة كما بين السّماء والسّماء (العمري: الارضون السبع).

إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ تصعد روحه: (حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى ‏يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏ ‏اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ).  ويؤكّدُ هذا أنّ السّماء بناء مكوّن من سبع طرائق أو طبقات.  وهذا ثابت بنص القران، فبناء السماء واسع مصقول، مكوّن من سبع طبقات، ومرفوع بلا عمد (بناء السماء والمادة المظلمة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن: حسين العمري):

السماء سقف وبناء

ومن هذا القبيل قوله سبحانه:

- (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) ]الأنبياء آية رقم 32 [  (عمري، بناء السماء).

- (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ...) 22] البقرة[.  السَّمَاء بناء وسقف متماسك متين محكم (36-23).

- (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) 5] الطور[.

- (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا) 27] النازعات[.

جعل اللّه  السماء سقفاً للأرض مرفوعاً عالياً محروساً أن ينال ومحفوظاً من السّقوط.

السقف مرفوع بلا عمد

وهذا المطلب واضحٌ في قوله تعالى:

- (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) 18] الغاشية [(37).

- (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) ( لقمان 10 ) (38-39).

- (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ... ) ] الرعد2   [.

السماوات سبع طباق مسوّاة ومزينة

ومن الآيات التي تؤكد أن السّماء بناء، مكون من سبع طرائق قوله تعالى:

- (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) 17] المؤمنون[ . والطّرائق هي الطّبقات بعضُها فوق بعض أو وراء بعض (45-42). ولمّا كان البناءُ خالياً من الفطور والشُّقوق فإنّهُ لا بُدَّ بناءٌ قويٌّ متماسك.

- (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا) 15] نوح[. أي واحدة فوق واحدة  (47-46) .

وهذه الطّبقات السّبعُ مسوّاة، ذكره تعالى في مواضع متعدِّدة :

- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) 29] سورة البقرة[.  إذْ كانت السماء دخاناً، ثمّ سَوَّاهُنَّ سبع سماوات محكمات البناء مستويات السطوح تامات الخلق والتكوين، رفع بعضهنّ فوق بعض بقدرته  (59-48).

- (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) 3]  الملك[. أي طبقة بعد طبقة .... (61-60)  .

وفيه أيضاً قوله تعالى:

- (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) 12] فصلت [  (73-62).

- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) 12] الطّلاق [(75-74).

وممّا يؤكّد أنّهنّ سبع ذوات بناء متماسك الآية الكريمة :

- (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) 12] النبأ [. يريد سبع سماوات قويّة الخلق مُحكمة البناء، ولهذا وصفها بالشِّدَّة (77-76).

ولعلّه واضحٌ التّأكيد في أكثر من موضعٍ على كون السَمَاوَاتِ سبعاً مستويات متماسكات.  وممّا يؤكّد أنّهنّ بناء مزيّن ومتماسك الآيات الكريمات:

- (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) 6] ق[ .  وعليه فالسّماء بناء متماسك من غيرما عمد أو صدوع أو شقوق أو فتوق أو تفاوت (88-78). وقال مجاهد: يعني من شقوق وقالَ غيرُهُ فتوق.

- (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) 3] الملك[. السّماء ملساء مستوية (91-89).

تشقّق السماء وانفطارها بسبب حرّ جهنّم وأهوال يوم القيامة

هناك عدّة آيات تبيّن ما يطرأ بين يدي السّاعة على هذا البناء من فروج وتشقُق وانفطار، بعد أن كان في الدُنيا بناءً متماسكاً خالياً من الفطور (بحث : بناء السماء والمادة المظلمة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن: حسين العمري):

- (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) ]الأنبياء آية [104.  يوم القيامة تطوى السماوات السبع كطي السجل (الصحيفة) على ما كتب فيها (146-141). وستجتمع مادّة الكون بعد أن كانت فتقاً (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ]الزمر آية [67 . وفي يوم القيامة تكوّر الشّمس وتنكدر النُجوم (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ) ]التكوير الآيتان 2-1  [.

فهذا البناء السّماوي يتعرّض يوم القيامة للفرج والتّشقُق والانفطار والذوبان، كما يدلُّ قوله سبحانه:

- (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ) ]التكوير آية 11 [.

- (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلاً) ]الفرقان آية 25 [. يوم القيامة تنشق وتنفتح السموات السبع سماءً سماءً . تنشق بالغمام المظلم لنـزول الملائكة، ويختل نظام الأفلاك ويتبدل نظام العالم وتنتهي الدنيا  (أنظر المراجع في الحاشية ([52])( :

- (فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) ]سورة الرحمن آية 37 [. تنشق السماء وتنصدع وتذوب من حرّ يوم القيامة وهوله وعظمته (أنظر المراجع في الحاشية ([53])( :

- (وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) ]الحاقة آية [16 . انفطرت وانصدعت وتميّز بعضها من بعض بعد أن كانت شديدة متماسكة قوية محكمة البناء (أنظر المراجع في الحاشية ([54])( :

 ومنه قوله سبحانه :

- (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ) ]الانشقاق آية 1 [.

- (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ) ]الانفطار آية [1 .

- (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً) ]المزمل رقم [18 .

- (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ) ]المرسلات آية 9 [.

- (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ) ]المعارج آية [8 .

- (وَفُتِحَتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا) ]النبأ آية [19 .

ومن الأحاديث التي تؤكِد زوال النجوم وزوال هذا البناء:

- (عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ ) (مسلم \ فضائل الصّحابة\ حديث رقم 4596. ).

- (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ الدَّانَاجُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.  البخاري كتاب بدء الخلق رقم 2961.).

الفرع الرابع : على جسر جهنم

يُنَجَّى اللهُ تعالى المؤمنينَ الْمتَّقِينَ من جَهَنَّمَ بِحَسَبِ أَعمالِهم؛ فَجَوازُهم على الصِّراطِ وسُرعَتُهم بِقَدْرِ أعمالِهمُ الَّتي كانتْ في الدُّنيا

(قالَ ابنُ عبَّاسٍ : أتَدري ما سَعةُ جَهَنَّمَ ؟ قُلتُ : لا . قالَ : أجَل واللَّهِ ما تَدري. حدَّثَتني عائشةُ أنَّها سألَت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن قولِهِ وَالْأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ قالت قلتُ فأينَ النَّاسُ يومئذٍ يا رسولَ اللَّهِ قالَ علَى جِسرِ جَهَنَّمَ) ([55])

- (قالَ ابنُ عبَّاسٍ : أتَدري ما سَعةُ جهنَّمَ ؟ قلتُ : لا : قال : أجَلْ واللَّهِ ما تدري ، حدَّثتني عائشةُ ، أنَّها سألتْ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ عن قولِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ قالَت : قلتُ فأينَ النَّاسُ يومَئذٍ ؟ ، قالَ : على جسرِ جَهَنَّمَ) (الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث : الوادعي ، المصدر : الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم: 599 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 85057)

(قالَ ابنُ عبَّاسٍ أتَدري ما سَعةُ جهنَّمَ ؟ قلتُ : لا ، قالَ : أجَل واللَّهِ ما تدري أنَّ بينَ شَحمةِ أُذنِ أحدِهِم وبينَ عاتقِهِ مَسيرةَ سبعينَ خَريفًا تَجري فيها أوْديةُ القَيحِ والدَّمِ قلتُ أنهارًا قالَ لا بلْ أوْديةً ثمَّ قالَ أتدرونَ ما سَعةُ جهنَّمَ قلتُ لا قالَ أجَل واللَّهِ ما تَدري حدَّثتني عائشةُ أنَّها سألَت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ عن قولِهِ وَالْأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ فأينَ النَّاسُ يومئذٍ يا رسولَ اللَّهِ قالَ هم علَى جِسرِ جهنَّمَ) ([56])

(قال ابنُ عباسٍ : أتدري ما سعةُ جهنمَ ؟ قلتُ : لا قال أجل واللهِ ما تدري إنَّ بين شحمةِ أُذُنِ أحدِهم وبين عاتقِه مسيرةُ سبعين خريفًا تجري فيها أوديةُ القَيحِ والدَّم قلتُ : أنهارًا ؟ قال: لا بل أوديةٌ ثم قال: أتدرون ماسعةُ جهنَّمَ ؟ قلتُ : لا قال : أجل واللهِ ما تدري حدَّثتْني عائشةُ أنها سألت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن قوله { وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } فأين الناسُ يومئذٍ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : هم على جسرِ جهنَّمَ) (الراوي : عائشة أم المؤمنين ، المحدث: الألباني ، المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2/103 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 66544

(قال ابنُ عبَّاسٍ: أتدري ما سِعَةُ جَهَنَّمَ؟ قُلْتُ: لا، قال: أَجَلْ واللهِ ما تدري، إنَّ بيْن شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِم وبيْن عاتِقِهِ مَسِيرةَ سبعين خَرِيفًا، تَجري فيهِ أَوْدِيَةُ القَيْحِ والدَّمِ. قُلْتُ: أنهارٌ؟ قال: بل أَوْدِيَةٌ.) (الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني ، المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 3684 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح موقوف ،  انظر شرح الحديث رقم 113292

وَإنْ مِنكُم إلَّا وارِدُها ... ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا

(لا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلَاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ، فَيَلِجَ النَّارَ، إلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ. قالَ أَبُو عبدِ اللَّهِ: }وَإنْ مِنكُم إلَّا وارِدُهَا{ ]مريم: 71[.) (الراوي : أبو هريرة ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1251 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[ ،  شرح الحديث)

(لا يَدْخُلُ النَّارَ، إنْ شاءَ اللَّهُ، مِن أصْحابِ الشَّجَرَةِ أحَدٌ، الَّذِينَ بايَعُوا تَحْتَها قالَتْ: بَلَى، يا رَسولَ اللهِ، فانْتَهَرَها، فقالَتْ حَفْصَةُ: }وَإنْ مِنكُم إلَّا وارِدُها{ فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قدْ قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ونَذَرُ الظّالِمِينَ فيها جِثِيًّا{. ) (الراوي : أم مبشر الأنصارية ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2496 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[ ،  شرح الحديث)

فَردَّتْ حَفْصَةُ: بلى يا رسولَ الله؛ "فَانْتَهَرَهَا"، أي: زَجَرَهَا؛ فقالتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]، أي: وما منكم إلَّا مارٌّ بها أو حاضِرُها، وكانَتْ حَفْصَةُ ظَنَّتْ أنَّ مَعْنَى "وَارِدُهَا": دَاخِلُها؛ فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قَدْ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرَ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72]، أي: إذا مَرَّ الخلائقُ كلُّهم على النَّارِ، وَسقطَ فيها مَنْ سَقطَ مِنَ الكفَّارِ وَالعُصاةِ ذَوي الْمَعاصي، بِحَسَبِهم، نَجَّى اللهُ تعالى المؤمنينَ الْمتَّقِينَ منها بِحَسَبِ أَعمالِهم؛ فَجَوازُهم على الصِّراطِ وسُرعَتُهم بِقَدْرِ أعمالِهمُ الَّتي كانتْ في الدُّنيا.

( [ في ] قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يَرِدُ الناسُ النارَ ثم يَصْدُرُونَ عنها بأعمالِهم فأَوَّلُهُم كَلَمْحِ البَرْقِ ثم كالرِّيحِ ثم كحُضْرِ الفَرَسِ ثم كالراكِبِ في رَحْلِهِ ثم كَشَدِّ الرَّجُلِ ثم كمَشْيِهِ) (الراوي : عبدالله بن مسعود، المحدث: الترمذي، المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3159 ، خلاصة حكم المحدث : حسن ،  انظر شرح الحديث رقم 36235)

(يردُ النَّاسُ النَّارَ ثمَّ يصدُرونَ منها بأعمالِهِم، فأوَّلُهُم كلَمحِ البرقِ، ثمَّ كالرِّيحِ، ثمَّ كحُضرِ الفرسِ، ثمَّ كالرَّاكبِ في رحلِهِ، ثمَّ كشدِّ الرَّجلِ، ثمَّ كمَشيِهِ) (الراوي : عبدالله بن مسعود ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3159 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح)

شرح الحديث

في يَومِ القِيامةِ سيَضرِبُ الحقُّ سبحانه وتعالى جَسْرَ الصِّراطِ على ظَهرِ جهَنَّمَ، ويَعبُرُ عليه النَّاسُ، وكلٌّ يَمُرُّ عليه بحسَبِ عمَلِه وتوفيقِ اللهِ له، وفي هذا الحَديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أحوالَ النَّاسِ في هذا المرورِ على الصِّراطِ؛ فيَقولُ: "يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ"، أي: يأتي ويَقِفُ النَّاسُ على النَّارِ ويَحضُرونها، وليس مَعْناه الدُّخولَ فيها، والمقصودُ أنَّهم يَعبُرون الصِّراطَ، والصِّراطُ هو جَسْرٌ يَكونُ مَنصوبًا على ظَهرِ جهَنَّمَ، يَعبُرُ مِن عليه النَّاسُ، فيُنجِّي اللهُ أهلَ الصَّلاحِ والفَلاحِ مِن السُّقوطِ في النَّارِ، "ثمَّ يَصدُرون مِنها"، أي: يَنصَرِفون منها، وتكونُ لهم النَّجاةُ مِن النَّارِ "بأعمالِهم"، أي: بقَدْرِ أعمالِهم؛ ذلك أنَّ النَّاسَ يومَ القيامةِ يتَفاوَتون في الجَوازِ على الصِّراطِ، ويكونُ ذلك بما عَمِلوه مِن الأعمالِ الصَّالحةِ في الدُّنيا، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فأوَّلُهم"، أي: مَن يكونُ سابِقًا لهم يكونُ مُرورُه "كلَمْحِ البَرْقِ"، أي: تكون سرعتُه مثلَ البرقِ في سُرعتِه، "ثمَّ كالرِّيحِ"، أي: ومِنْهم مَن تكونُ سُرعتُه مثلَ سرعةِ الرِّيحِ، "ثمَّ كحُضْرِ الفرَسِ"، أي: ومِنهم مَن يَكونُ مُرورُه مِثلَ عَدْوِ الفرَسِ وجَرْيِه، "ثمَّ كالرَّاكبِ في رَحْلِه"، أي: ومِنهم مَن يَكونُ سَيرُه ومرورُه مثلَ سيرِ رَكُوبتِه الَّتي تَقطَعُ به المسافاتِ في السَّفرِ، "ثمَّ كشَدِّ الرَّجُلِ"، أي: مِثلَ سُرعةِ الرَّجُلِ في جَرْيِه وعَدْوِه، "ثمَّ كمَشْيِه"، أي: مِثلَ هَيئةِ الرَّجُلِ في مِشْيتِه.

وفي الحَديثِ: بيانُ بَعضِ صُورِ القيامةِ والمرورِ على الصِّراطِ.  وفيه: الحَثُّ على كَثرَةِ الأعمالِ الصَّالحةِ الَّتي تنفَعُ صاحِبَها في الآخرةِ.

- ({ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا } قال يرِدونَها ثمَّ يصدُرونَ عنها بأعمالِهِم) (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:ابن خزيمة - المصدر:التوحيد- الصفحة أو الرقم:899/2، خلاصة حكم المحدث:[أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح] ).

- (إنِّي لأرجوَ أن لا يدخلَ النَّارَ إن شاءَ اللَّهُ أحدٌ شَهِدَ بدرًا والحُدَيْبيةَ قالَ : قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أليسَ قد قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا قال فلم تسمعيهِ يقولُ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) (الراوي: حفصة بنت عمر المحدث:ابن عساكر - المصدر:معجم الشيوخ- الصفحة أو الرقم:1/521، خلاصة حكم المحدث:كذا في هذه الرواية وإنما هو من رواية أم مبشر عن النبي صلى الله عليه وسلم ).

- (كان عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ واضعًا رأسَه في حِجرِ امرأتِه فبكَى فبكَتْ امرأتُه ، فقال: ما يُبكيك ؟ قالت: رأيتُك تبكي فبكيْتُ قال: إنِّي ذكرتُ قولَ اللهِ تعالَى :وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ولا أدري أنجو منها أم لا) (الراوي: قيس بن أبي حازم المحدث:المنذري - المصدر:الترغيب والترهيب- الصفحة أو الرقم:4/317، خلاصة حكم المحدث:[إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ).

- (والذي نفسي بيده لا يلجُ النارَ أحدٌ بايعَ تحت الشجرةِ، قالتْ حفصةُ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ أليس اللهُ يقولُ : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} فقال : ألم تسمعيه قالَ : { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}) (الراوي: +--المحدث:ابن تيمية - المصدر:درء التعارض- الصفحة أو الرقم:7/49، خلاصة حكم المحدث:صحيح ).

المصادر

1) القرآن الكريم

2) كتب السّنّة المطهّرة

3) التفاسير:

1) ابن كثير القرشي الدمشقي، عمادالدين أبي الفداء (ت 774 هـ)، تفسير القرآن العظيم، دار الفيحاء (دمشق الطبعة الأولى 1414 هـ -1994 م)، أربع مجلدات.

2) الطبري، ابن جرير، (ت 310 هـ)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار الفكر للطباعة والنشر (بيروت 1415 هـ - 1995 م).

3) القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد (ت671 هـ)، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان الطبعة الخامسة 1417 هـ -1996  م)، واحد وعشرون مجلّدا.

4) أحمد عبدالرّحمن البنّا، الفتح الرّباني مع شرحه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرّباني ، دار الشّهاب القاهرة، م 7، ص 78.

المراجع العربيّة:

 1) عمري، حسين، بناء السماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن، مؤتة للبحوث والدّراسات (سلسلة العلوم الإنسانية والإجتماعيّة)، المجلد السابع عشر، العدد السادس، 2002 ، ص 187211 .  على الرابط:

 1) https://eijaz.mutah.edu.jo/samaacdm.htm

+ العديد من مراجع بحث بناء السماء

 

2) عمري، حسين، الأرضون السبع لغز المادّة المظلمة، مجلّة كليّة المعارف الجامعة، الأنبار، (2004)، العدد السادس، ص 10.  على الرابط:

2) https://eijaz.mutah.edu.jo/sevenardhoan.htm

3) عمري، حسين، مؤتمر كليّة الشّريعة السّابع: إعجاز القرآن الكريم. 18-20 رجب 1426 هـ (23-25 آب (2005. جامعة الزرقاء الأهليّة/ الأردن.  عنوان المحاضرة: الأرضون السّبع وتوزيع الصفائح المجرّيّة على نطاق الكون الواسع.



[1] ) (}لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عن طَبَقٍ] {الانشقاق: 19] حَالًا بَعْدَ حَالٍ، قالَ: هذا نَبِيُّكُمْ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.) (الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم : 4940 ، خلاصة حكم المحدث :  ]صحيح[. التخريج : من أفراد البخاري على مسلم)

[3] ) الراوي : أبو سعيد الخدري ،  المحدث : الترمذي ،  المصدر : سنن الترمذي ، الصفحة أو الرقم: 2191 ،  خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح

[4] الراوي : أبو سعيد الخدري ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم : 11143 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف.  التخريج : أخرجه مسلم (1738)، وأبو داود (4344) مختصراً، والترمذي (2174، 2191) مفرقا، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8735، 9269) مفرقاً، وابن ماجه (2873، 4000، 4007، 4011) مفرقاً مختصراً، وأحمد (11143) واللفظ له

[5] الراوي: عبدالله بن عباس و أبو حبة البدري المحدثون: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3997، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 198، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[6] الراوي: عبدالله بن عباس و أبو حبة الأنصاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 163، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[7] الراوي : أبو ذر الغفاري ، المحدث: البخاري ، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 349 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[، انظر شرح الحديث رقم 25749

[8] الراوي: أنس بن مالك ، المحدث: مسلم ، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم : 162 ، خلاصة حكم المحدث :  ]صحيح[ ، انظر شرح الحديث رقم 5825

[9] الراوي : أنس بن مالك ، المحدث : الترمذي ، المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم : 3157 ، خلاصة حكم المحدث : حسن.  التخريج : أخرجه الترمذي (3157) واللفظ له، وأحمد (13739) ، انظر شرح الحديث رقم 39841

[10] الراوي : - ، المحدث : ابن باز ، المصدر : مجموع فتاوى ابن باز، الصفحة أو الرقم : 188/1 ، خلاصة حكم المحدث : متواتر

[11] الراوي : أنس بن مالك ، المحدث : محمد المناوي ، المصدر : تخريج أحاديث المصابيح، الصفحة أو الرقم : 5/223 ، خلاصة حكم المحدث : سنده سند الصحيح

[12] الراوي : حذيفة بن اليمان ، المحدث : الهيثمي ، المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم : 5/191 ، خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات.  التخريج : أخرج أحمد (18406)، والبزار (2796) باختلاف يسير، والطيالسي (438) بنحوه مختصرا

[13] الراوي : النعمان بن بشير ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم : 18406 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن.  التخريج : أخرجه أحمد (18406) واللفظ له، والطيالسي (439)، والبزار (2796)

[14] الراوي: النعمان بن بشير، المحدث:الألباني - المصدر:تخريج مشكاة المصابيح- الصفحة أو الرقم: 5306، خلاصة حكم المحدث:إسناده حسن

[15] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:ابن تيمية - المصدر:مجموع الفتاوى- الصفحة أو الرقم:8/542، خلاصة حكم المحدث:صحيح .  التخريج : أخرجه البخاري (3208)، ومسلم (2643) مطولاً باختلاف يسير ، انظر شرح الحديث رقم 67132

[16] الراوي : عبدالله بن مسعود ، المحدث : الصنعاني ، المصدر : التنوير شرح الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم : 3/562 ، خلاصة حكم المحدث : زعم الخطيب البغدادي أن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوله: أو سعيد والباقي من كلام ابن مسعود وتعقب بأنه في مسلم من حديث سهل

[17] الراوي : عبدالله بن مسعود ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم : 1543 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.  التخريج : أخرجه البخاري (3208)، ومسلم (2643) باختلاف يسير ، انظر شرح الحديث رقم 4724

[18] الراوي: أبو رزين لقيط بن عامر المحدث:ابن خزيمة - المصدر:التوحيد- الصفحة أو الرقم: 461/2، خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]

[19] الراوي: عتبة بن عبدالله السلمي المحدثون: المنذري - المصدر:الترغيب والترهيب- الصفحة أو الرقم:2/279، خلاصة حكم المحدث:إسناده جيد؛ الدمياطي - المصدر:المتجر الرابح - الصفحة أو الرقم:187، خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح

[20] الراوي : عتبة بن عبد السلمي ، المحدث : المنذري ، المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم :  2/279 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد.  التخريج : أخرجه أحمد (17693)، والدارمي (2411)، وابن حبان (4663) باختلاف يسير.

الراوي : عتبة بن عبد السلمي ، المحدث : الدمياطي ، المصدر : المتجر الرابح، الصفحة أو الرقم : 187 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.  التخريج : أخرجه أحمد (17693)، والدارمي (2411)، والبيهقي (18993) باختلاف يسير.

الراوي : عتبة بن عبد السلمي ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم :  1370 ، خلاصة حكم المحدث : حسن.  التخريج : أخرجه أحمد (17693)، والدارمي (2411)، وابن حبان (4663) باختلاف يسير.

[21] الراوي : عتبة بن عبد السلمي ، المحدث : الهيثمي ، المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم : 5/294 ، خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح خلا المثنى الأملوكي وهو ثقة.  التخريج : أخرجه أحمد (17693)، والدارمي (2411)، وابن حبان (4663) باختلاف يسير

[22] الراوي : عتبة بن عبد السلمي ، المحدث : ابن حجر العسقلاني ، المصدر : بذل الماعون، الصفحة أو الرقم : 113 ، خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات.  التخريج : أخرجه أحمد (17693)، والدارمي (2411)، وابن حبان (4663) باختلاف يسير.

[23] الراوي : عتبة بن عبد السلمي ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الموارد، الصفحة أو الرقم : 1337 ، خلاصة حكم المحدث : حسن.  التخريج : أخرجه أحمد (17693)، والدارمي (2411)، وابن حبان (4663) باختلاف يسير

[24] الراوي : عتبة بن عبد السلمي ، المحدث : الهيثمي ، المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم : 5/294 ، خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح خلا المثنى الأملوكي وهو ثقة.  التخريج : أخرجه أحمد (17693)، والدارمي (2411)، وابن حبان (4663) باختلاف يسير.

[25] الراوي : عتبة بن عبد السلمي ، المحدث : الألباني ، المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم : 1812 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح بمجموع طرقه.  التخريج : أخرجه أحمد (17657 )، وابن حبان(4663 )،والطبراني في ((المعجم الكبير)) (17/ 125) (310 )مطولا .

الراوي : عتبة بن عبد السلمي ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم : 3119 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.  التخريج : أخرجه أحمد (17657 )، وابن حبان(4663 )،والطبراني في ((المعجم الكبير)) (17/ 125) (310 )مطولا

[26] الراوي : العباس بن عبدالمطلب ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم : 6208 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[.  التخريج : أخرجه البخاري (6208)، ومسلم (209)

[27] الراوي : العباس بن عبدالمطلب ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم : 3883 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[.  التخريج : أخرجه البخاري (3883)، ومسلم (209) ، انظر شرح الحديث رقم 1647

[28] الراوي : العباس بن عبدالمطلب ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم : 209 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[ ، انظر شرح الحديث رقم 1645

[29] الراوي : العباس بن عبدالمطلب ، المحدث : أحمد شاكر ، المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم : 3/224 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.  التخريج : أخرجه البخاري (3883)، ومسلم (209)، وأحمد (1789) واللفظ له ، انظر شرح الحديث رقم 66690

[30] الراوي : العباس بن عبدالمطلب ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم : 1789 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين.  التخريج : أخرجه البخاري (6208)، ومسلم (209)، وأحمد (1789) واللفظ له

[31] الراوي : العباس بن عبدالمطلب ، المحدث : أحمد شاكر ، المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم : 3/208 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.  التخريج : أخرجه البخاري (3883)، ومسلم (209) باختلاف يسير، وأحمد (1774) واللفظ له ، انظر شرح الحديث رقم 67891

[32] الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم : 212 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[ ، انظر شرح الحديث رقم 5104

[33] الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث : أحمد شاكر ، المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم : 4/222 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ، انظر شرح الحديث رقم 62975

[34] الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم : 2690 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم.  التخريج : أخرجه أحمد (2690) واللفظ له، وابن أبي شيبة (35272)، وابن أبي الدنيا في ((صفة النار)) (180)

[35] الراوي : أبو سعيد الخدري ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم : 11058 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين.  التخريج : أخرجه البخاري (3885)، ومسلم (210)

[36] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:210 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[37] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 6564 ، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[39] الراوي : أبو أمامة الباهلي ، المحدث : المنذري ، المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم : 4/303 ، خلاصة حكم المحدث : رواته مختلف في توثيقهم.  التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (5976)

[40] الراوي:، خلاصة الدرجة: إسناده صحيح ، المحدّث: احمد شاكر، المصدر: عمدة التفسير ، الصفحة أو الرقم:  1/592

[41] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: السيوطي - المصدر: البدور السافرة - الصفحة أو الرقم: 151، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات.  التخريج: أخرجه أبو يعلى (1145) بنحوه

[42] الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 1884

[43] الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 7829

[44] الراوي : أبو سعيد الخدري وأبو هريرة ، المحدث : ابن تيمية ، المصدر : مجموع الفتاوى، الصفحة أو الرقم : 14/125 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، انظر شرح الحديث رقم 68657

[45] الراوي : أبو سعيد الخدري ، المحدث : ابن تيمية ، المصدر : مجموع الفتاوى، الصفحة أو الرقم : 14/126 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، انظر شرح الحديث رقم 60764

[46] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 2126

[47] الراوي : أبو الدرداء ، المحدث : الوادعي ، المصدر : الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم : 1053 ، خلاصة حكم المحدث : حسن ، انظر شرح الحديث رقم 67091

[48] الراوي: أبو الدرداء - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم 1053

[49] الراوي : أنس بن مالك ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم : 13787 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.  التخريج : أخرجه البخاري (6567)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8231)، وأحمد (13787) واللفظ له

[50] الراوي : أنس بن مالك ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم : 6567 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[

[51] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم : 7423 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[.  التخريج : أخرجه البخاري (7423) ، انظر شرح الحديث رقم 20932

[52] ) - البقاعي، برهان الدين، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، ج 5، ص 312.

- النيسابوري، نظام الدين، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان.  م 5، ص 233-234.

 - المراغي، أحمد مصطفى، تفسير المراغي.  ج 19، ص 6-7.

- القاسمي، محمد جمال، محاسن التأويل.  م 7، ص 257.

- الصابوني، محمد علي، صفوة التفاسير.  م 2، ص 360.

- الزحيلي، وهبة، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج.  ج 19، ص 51.

- النيسابوري، أبو الحسن علي الواحدي، الوسيط في تفسير القرآن المجيد.  ج 3، ص 338.

- الأندلسي الغرناطي، محمد بن يوسف، النهر الماد من البحر الى المحيط.  م 4، ص 299.

- الأندلسي الغرناطي، محمد بن يوسف، البحر المحيط.  ج 8، ص 100.

- ابن عطية الأندلسي، أبي محمد، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. ج 4، ص 207.

[53] ) - البقاعي، برهان الدين، نظم الدّرر في تناسب الآيات والسور.  ج 5، ص 390 .

- النيسابوري، نظام الدين، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان.  م 6، ص 231.

- المراغي، أحمد مصطفى، تفسير المراغي.  ج 27، ص 120-121.

- القاسمي، محمد جمال، محاسن التأويل.  م 9، ج 15، ص 295.

- الصابوني، محمد علي، صفوة التفاسير.  م 3، ص 298.

- الزحيلي، وهبة، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج.  ج 27، ص 218.

- النيسابوري، أبو الحسن علي الواحدي، الوسيط في تفسير القرآن المجيد.  ج 4، ص 222-223.

- الأندلسي الغرناطي، محمد بن يوسف، النهر الماد من البحر الى المحيط. م 5، ص 289.

-  الأندلسي الغرناطي، محمد بن يوسف، البحر المحيط. ج 10، ص 65.

[54] ) - البقاعي، برهان الدين، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، ج 8، ص 127.

- النيسابوري، نظام الدين، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، م 6، ص 347.

- المراغي، أحمد مصطفى، تفسير المراغي. ج 29، ص 54.

- القاسمي، محمد جمال، محاسن التأويل. م 9، ج 16، ص 274.

- الصابوني، محمد علي، صفوة التفاسير. م 3، ص 436.

- الزحيلي الزحيلي، وهبة، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، ج 29، ص 89.

- النيسابوري، أبو الحسن علي الواحدي، الوسيط في تفسير القرآن المجيد. ج 4، ص 345.

- الأندلسي الغرناطي، محمد بن يوسف، النهر الماد من البحر الى المحيط. م 5، ص 414.

[55] الراوي : مجاهد بن جبر المكي ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3241 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ،  شرح الحديث

[56] الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الوادعي، المصدر : الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم: 652 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،   التخريج : أخرجه الترمذي (3241)، وأحمد (24856) واللفظ له