جمع وترتيب
قسم
الفيزياء/ جامعة مؤتة/ الأردن
المحتويات
محتويات الجزء الثاني
الفرع الثامن: فضل المهاجرين والأنصار
الفرع التاسع: فضل من شهد بدرا
الفرع العاشر : فضل أصحاب بيعة الرضوان
الفرع الحادي عشر : فضل القرون الأولى
الفرع الثاني عشر : فضل العلم والتيسير والسّتر
الفرع الثالث عشر : الإيمان والإسلام وفضل أهلهما
شعب الإيمان
أوثقُ عُرى الإيمانِ
الإيمان بالملائكة
الملائكة قادرون على التشكل بالأشكال
الجسمانية المرئية
الملائكة كثرٌ ولا يُرونْ
الفرع الرابع عشر: الأخلاق الحميدة وبعض نماذجها
غيرة
سعد
أقربكم مني مجلسًا
يومَ القيامَةِ
خمسٌ من عمَلهنَّ في يومٍ كتبه اللهُ من
أهلِ الجنَّةِ
من عاد مريضًا، أو زار أَخًا له في
اللهِ
السعي في
حاجة المسلم وتفريج كربته
الفرع الخامس عشر : فضل العاملين المؤمنين
يا رسولَ اللهِ أخبرني بعمل يدخلني
الجنة ويباعدني من النار
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ
وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ وَرِزْقٌ
أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ
عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ
الفريضةُ
أحبُّ والنوافلُ قربى
أحبُّ الأعمالِ إلى اللَّهِ أدومُها وإن
قلَّ
أفضلُ الذِّكرِ
شرُّ الأمورِ محدثاتُها
من سنّ سنّة حسنة
صومُ المحرَّم وصلاةُ الليلِ
يوم عاشوراء
الفرع السّادس
عشر: صلاة
الجماعة (الزمكان)
ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الجماعة إلا
منافق معلوم النفاق
فضلها
الصلاة على وقتها ولوقتها
ستكون عليكم بعدي أمراءٌ تشغلُهم أشياءٌ
عن الصلاةِ لوقتِها
لِيَلِيَنِي مِنكمْ أُولُوا الأحْلامِ
والنُّهَى
خيرُ صفوفِ الرِّجالِ أوَّلُها ، وخيرُ
صفوفِ النِّساءِ آخرُها
يتعاقبونَ فيكم ملائكةٌ بالليلِ
وملائكةٌ بالنهارِ ، ويجتمعون في صلاتي العصرِ والفجرِ
الفرع السابع عشر: وقرءان الفجر
الفرع الثامن عشر: الصلاة الوسطى
الفرع التاسع عشر: سَاعَةٌ تُفْتَحُ
فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ
الفرع العشرون: صلاة العتمة
الفرع الحادي والعشرون: الصلاة في جوف
اللّيل
الفرع الثاني والعشرون: تفاضل المساجد
لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد
المسجد الحرام
المسجد النبوي
المسجد الأقصى
(الآية) (الإسراء 1)
مسجد قباء
الفرع الثالث والعشرون : الحجّ
الحجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ
الحجُّ عرفةُ ، أيَّامُ منًى ثلاثةُ ،
من تعجَّل في يومَيْن فلا إثمَ عليه
أجر الحجّ
الفرع الرابع والعشرون: فضل المجاهدين
بعض آيات الجهاد
بعض أحاديث الجهاد
الرّباط وموضع
سوط في الجنة
الجنة تحت
ظلال السيوف
البكاء
من خشية الله والجهاد في سبيل الله
الإيمان
والجهاد والكرم
من
قتل معاهدا لم يرح رائحة
الجنة
فضل بعض شهداء الصحابة
الفرع الخامس والعشرون: فضل الإنفاق والمنفقين
من بنى مسجدا ، ومن أعتق نفسا مسلمة، ومن ضم يتيما حتى يستغني
كافل
اليتيم
اتقوا النار ولو بشق
تمرة
السخاء
والبخل
يا معشر النساء تصدقن
الفرع السادس والعشرون: الضعف الطارئ
لئن حدَّثتُك اليومَ حديثَ كذبٍ ترضَى
به عني ، ليوشِكنَّ اللهُ أن يُسخِطَك عليَّ
حاطب بن أبي بلتعة
يوم حنين
الفرع السّابع والعشرون: انتكاسة الّنّفاق
آيَةُ المُنافِقِ ثلاثٌ
في الدرك الأسفل
الفرع الثّامن والعشرون: انتكاسة الكفر
الفرع الثامن : فضل المهاجرين والأنصار
(وَالسَّابِقُونَ
الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة 100).
جاء في تفسير الجلالين:
"وَالسَّابِقُونَ
الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار" وَهُمْ مَنْ شَهِدَ
بَدْرًا أَوْ جَمِيع الصَّحَابَة "وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ" إلَى
يَوْم الْقِيَامَة"بِإِحْسَانٍ" فِي الْعَمَل "رَضِيَ اللَّه
عَنْهُمْ" بِطَاعَتِهِ "وَرَضُوا عَنْهُ" بِثَوَابِهِ
"وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي تَحْتهَا الْأَنْهَار" وَفِي
قِرَاءَة بِزِيَادَةِ مِنْ.
(وَمَا أَفَاءَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا
رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * لِلْفُقَرَاءِ
الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ
مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي
صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ
كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ) (الحشر 9-6)
فضل المهاجرين:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا
وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة 218)
(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ
رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ
وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ
سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) (آل عمران 195)
(وَالَّذِينَ
هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (النحل 41)
(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ
لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ
رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل 110)
(وَالَّذِينَ
هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ
اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (الحج 58)
(قالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ : لو استَقبلتُ من أَمري
ما استدبرتُ لأخذتُ فضولَ أموالِ الأغنياءِ فقسَّمتُها على فقراءِ المُهاجرينَ) ([1]).
وفي الحديث : (سيأتي أُناسٌ من أمَّتي ، يومَ القيامةِ ، نورُهُم كضوءِ الشَّمسِ
. قُلنا : مَن أولئِكَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ فقالَ: فقراءُ المُهاجرينَ ، الَّذينَ تتَّقى بِهِمُ المَكارِهُ ، يَموتُ أحدُهُم وحاجتُهُ
في صَدرِهِ ، يحشرونَ من أقطارِ الأرضِ) ([2]).
فقراء المهاجرين الشعث
أوّلُ الناسِ وُرودًا على الحوض
(حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أحلى من العسل وأطيب من المسك وأبيض
من اللبن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً قيل يا
رسول الله من أول الناس وروداً عليك أو عليه فقال فقراء المهاجرين الشعث رءوساً
الدنس ثياباً الذين لا ينكحون [المتنعمات] ولا تفتح لهم السدود) ([3]).
(حوضي ما بين عدنَ إلى عُمانَ البلقاءِ ماؤُه أشدُّ بياضًا من
اللَّبَنِ ، وأحلَى من العسلِ ، وأوانيه عددُ النُّجومِ ، من شرِب منه شربةً لم
يظمَأْ بعدها أبدًا ، وأوَّلُ النَّاسِ ورودًا عليه فقراءُ المهاجرين
الشُّعْثُ رءوسًا ، الدُّنُسُ ثيابًا ، الَّذين لا ينكِحون المُتنعِّمات ، ولا
تُفتحُ لهم السُّدَدُ) ([4]).
(حوضي بين عدنَ إلى عمانٍ أشدُّ بياضًا من
اللبنِ وأحلى من العسلِ وأطيبُ رائحةً منَ المسكِ أكاويبُه كنجومِ السماءِ من شرب
منه شربةً لمْ يظمأْ بعدها أبدًا وأكثرُ الناسِ عليهِ ورودًا فقراءُ المهاجرينَ قلنا
ومن همْ قال : الشعْثُ رؤوسًا الدَّنِسُ ثيابًا الذين لا يَنكحون المتمتعاتِ ولا
تُفتح لهم أبوابُ السُّددِ الذين يُعطون الحقَّ الذي عليهم ولا يُعطون الذي لهمْ) ([5]).
(حوضي من عدَنَ إلى عمَّانِ البلقاءِ ماؤهُ أشدُّ بياضًا منَ
اللَّبنِ وأحلى منَ العسلِ وأكاويبُهُ عددُ نُّجومِ السماء من شرِبَ منهُ شربةً لم
يظمأ بعدَها أبدًا أوَّلُ النَّاسِ ورودًا عليهِ فقراءُ المهاجرينَ الشُعثُ
رؤوسًا الدُّنسُ ثيابًا الَّذينَ لا ينكِحونَ المتنعَّماتِ ولا يفتحُ لهمُ
السُّدُدُ)
([6]).
(حوضي من عدَنَ إلى عمَّانَ البلقاءِ، ماؤهُ
أشدُّ بياضًا منَ اللبنِ، وأحلى منَ العسلِ، وأكوابُهُ عددُ نجومِ السماءِ، مَنْ
شربَ منهُ شربةً ؛ لم يظمَأ بعدها أبدًا، أولُ الناسِ وُرودًا : فقراءُ المهاجِرينَ ؛
الشُّعثُ رؤوسًا، الدُّنسُ ثيابًا، الذين لا ينكِحونَ المتنعَّماتِ، ولا يفتحُ لهم
السُددُ .) ([7] ، [8] ، [9]).
(حوضي ما بينَ عدنَ إلى
عمانَ ، ماؤُهُ أشدُّ بياضا من الثلجِ ، وأحلى من العسلِ ، وأكثرُ الناسِ ورُودا
عليهِ فقراءُ المهاجرينَ ، الشُّعْثُ رؤوسا ، الدّنَسُ ثيابا ، الذين لا ينكحون المتنعّماتِ
، ولا تُفتَّحُ لهم أبوابُ السُّددِ ، الذين يعطونَ الحقّ الذي عليهم ، ولا
يُعطَوْنَ الذي لهم) ([10]).
(وذكر الحَوْضَ - قال : وأَكْثَرُ الناسِ
عَلَيَّ وارِدَةً فقراءُ المهاجرينَ قلنا : ومَن هم يا رسولَ اللهِ ؟ قال : الشُّعْثُ رُؤُوسًا
الدَّنِسَةُ ثِيَابًا ، الذين لا يَنْكِحُونَ المُنَعَمَّاتِ ، ولا يُفْتَحُ لهم
أبوابُ السُّدَدِ ، الذين يُعْطُونَ الحقَّ الذي عليهم ولا يُعْطَوْنَ الذي لهم) ([11]).
(حَوضي من عدنٍ إلى عُمانَ البلقاءِ ، ماؤه
أشدُّ بياضًا من اللبَنِ ، وأحْلى من العسلِ ، وأكوابُه عددُ نجومِ السماءِ ، من
يشربُ منه شربةً لم يظمأْ بعدها أبدًا ، أولُ الناسِ ورودًا عليه فقراءُ المهاجرين ؛
الشُّعثُ رؤوسًا ، الدُّنسُ ثيابًا ، الذين لا يَنكحون الْمُتنعِّماتِ ، ولا
تُفتَحُ لهم السُّدَدُ) ([12]).
(بعثَ إليَّ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ فَحُمِلْتُ
على البَرِيدِ فلمَّا دخلْتُ إليهِ قُلْتُ يا أميرَ المؤمنينَ لقد شَقَّ على مركبي
البريدُ فقال يا أبا سلامٍ ما أردْتُ أنْ أَشُقَّ عليكَ ولكَنِّي بَلَغَنِي عَنْكَ
حَدِيثٌ تُحَدِّثُهُ عن ثَوْبانَ عن رسولِ اللهِ في الحوضِ فَأَحْبَبْتُ أنْ
تُشَافِهَنِي بهِ فقُلْتُ حَدَّثَنِي ثَوْبانُ أنَّ رسولَ اللهِ قال حَوْضِي ما
بين عَدَنَ إلى عَمَّانَ البَلْقَاءِ ماؤُهُ أَشَدُّ بَياضًا مِنَ الثلجِ وأَحْلَى
مِنَ العَسَلِ وأكوابُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّماءِ مَنْ شربَهُ لمْ يظمأْ بعدَها
أبدًا أولُ الناسِ وُرُودًا عليهِ فُقَرَاءُ المُهاجِرِينَ
الشُّعْثُ رؤوسًا الدُّنْسُ ثِيابًا الذينَ لا يَنْكِحُونَ المُنعماتِ ولا يفتحُ
لهُمْ أبوابُ السُّدَدُ فقال عمرُ قد أنَكَحْتُ المُتَمَنِّعَاتِ فاطمةَ بنتَ
عَبْدِ المَلِكِ وفتحَتْ لي أبوابُ السُّدَدُ لا جَرَمَ لاأَغْسِلُ رأسِي حتى
يَشْعَثَ ولا ثَوْبي الذي يلي جَسَدِي حتى يَتَّسِخَ) ([13]).
(بعثَ إليَّ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ فقَدِمْتُ
إليهِ فلمَّا دخَلتُ علَيهِ قالَ : ادنُهُ ادنُهُ حتَّى كادت رُكْبتي تلزقُ
برُكْبتِهِ قالَ حدِّثني حَديثَ ثوبانَ في الحوضِ . قالَ : سَمِعْتُ ثوبانَ
يحدِّثُ عَن الرسولِ اللَّهِ قالَ حَوضي ما بينَ عدَنَ إلى عُمانَ أحلى مِنَ
العَسلِ وأَشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ وأَكْوابُهُ كنُجومِ السَّماءِ مِن شَربَ
مِنهُ لَم يظمَأْ بَعدَها أبدًا وأوَّلُ النَّاسِ علَيهِ وُرودًا فقراءُ المُهاجرينَ
الشُّعثُ رُؤوسا الدُّنسُ ثيابًا الَّذينَ لا تُفتَحُ لَهُم أبوابُ السُّدَدِ ولا
يَنكحونَ المتنعِّماتِ الَّذينَ يُعطونَ كلَّ الَّذي عليهم ولا يُعطَونَ الَّذي
لَهُم)
([14]).
(إنَّ حوضي ما بين عدنٍ إلى عُمانَ أكوابُه
عددُ النُّجومِ ، ماؤُه أشدُّ بياضًا من الثَّلجِ وأحلَى من العسلِ ، وأكثرُ
النَّاسِ ورودًا عليه فقراءُ المهاجرين . قلنا : يا رسولَ اللهِ
صِفْهم لنا قال : شُعْثُ الرُّءوسِ دُنُسُ الثِّيابِ الَّذين لا ينكِحون
المُتنعِّماتِ ، ولا تُفتَحُ لهم السُّدَدُ ، الَّذين يُعطُون ما عليهم ، ولا
يُعطَوْن ما لهم) ([15]).
(إنَّ حوضِي منْ عدنٍ إلى عمانَ البلقاءَ،
ماؤُهُ أشدُّ بياضًا منَ اللبنِ، وأحلى منَ العسلِ، أكاويبُهُ عددُ النجومِ، منْ
شربَ منهُ شربةً لم يظمأْ بعدَها أبدًا، أولُ الناسِ ورودًا عليهِ فقراءُ المهاجرينَ : الشُّعثُ رؤوسًا، الدُّنْسُ ثيابًا، الذينَ لا ينكحونَ المنعماتِ، ولا
تُفتحُ لهمُ السددُ) ([16]).
(إنَّ حوضي ما بينَ عدَنَ إلى أيلةَ ، أشدُّ
بياضًا منَ اللَّبَنِ ، وأحلَى منَ العسلِ ، أَكاويبُهُ كعَددِ نجومِ السَّماءِ ،
مَن شربَ منهُ شَربةً لم يظمَأْ بعدَها أبدًا ، وأوَّلُ مَن يردُهُ عليَّ فقراءُ المُهاجرينَ ،
الدُّنسُ ثيابًا ، والشُّعثُ رءوسًا ، الَّذينَ لا ينكِحونَ المنعَّماتِ ، ولا
يُفتَحُ لَهُمُ السُّددُ قالَ : فبَكَى عمرُ حتَّى اخضلَّت لحيتُهُ ، ثمَّ قالَ :
لَكِنِّي قد نَكَحتُ المنعَّماتِ ، وفُتِحَت لي السُّددُ ، لا جرمَ أنِّي لا أغسلُ
ثوبي الَّذي على جَسدي حتَّى يتَّسخَ ، ولا أدهنُ رأسي حتَّى يَشعَثَ) ([17]).
(إنَّ حوضي ما بينَ عدنَ إلى أيلةَ ، أشدُّ
بياضًا منَ اللَّبنِ، وأحلى منَ العسلِ ، أَكاويبُهُ كعددِ نجومِ السَّماءِ ، من
شربَ منْهُ شربةً لم يظمأ بعدَها أبدًا ، وأوَّلُ من يردُهُ عليَّ فقراءُ المُهاجرينَ ،
الدُّنسُ ثيابًا والشُّعثُ رؤوسًا ، الَّذينَ لاَ ينْكحونَ المنعَّماتِ ، ولاَ يُفتَحُ
لَهمُ السُّددُ ، لاَ جرمَ أنِّي لاَ أغسلُ ثوبي الَّذي على جسدي حتَّى يتَّسخَ ،
ولاَ أدْهنُ رأسي حتَّى يشعث) ([18]).
(إنَّ حَوضي من عَدَنٍ إلى عَمَّانَ البَلْقاءِ
، ماؤه أشدُّ بياضًا من الَّلبنِ ، وأحْلى من العسلِ ، أكاويبُه عددُ النجومِ ، من
شرِب منه شربةً لم يظمأْ بعدها أبدًا ، أولُ الناسِ وُرودًا عليه فقراءُ المهاجرين : الشُّعْثُ رؤوسًا ، الدُّنْسُ ثيابًا ، الذين لا ينكِحون المنعَّماتِ ،
ولا تُفتَحُ لهم السُّدَدُ ، الذين يُعطُون الحقَّ الذي عليهم ، ولا يُعطُون الذي
لهم)
([19]).
(إن حوضي ما بينَ عدنٍ إلى عمانَ أكوابُه [
عددُ النجومِ ] ماؤُه أشدُّ بياضًا من الثلجِ وأحلَى من العسلِ أولُ مَن يرِدُه فقراءُ المهاجرينَ
قلنا يا رسولَ اللهِ صِفْهم لنا قال شعثُ الرؤوسِ دنسُ الثيابِ الذين لا ينكحونَ
المتنعماتِ ولا تُفتحُ لهم السددُ الذين يعطُونَ ما عليهم ولا يعطَونَ ما لهم وفي
روايةٍ وأكثرُ الناسِ ورودًا عليه فقراءُ المهاجرينَ بدلُ
أولُ من يردُه) ([20]).
(أنَّ حَوْضِي ما بين ( عَدْنٍ ) إلى ( عُمانَ
) أَكْوَابُهُ عَدَدُ النُّجُومِ ماؤُهُ أَشَدُّ بَياضًا مِنَ الثَّلْجِ وأَحْلَى
مِنَ العَسَلِ وأكثرُ الناسِ وُرُودًا عليهِ فُقَرَاءُ المُهاجِرِينَ قُلْنا
: يا رسولَ اللهِ ! صِفْهُمْ لَنا ؟ قال : شُعْثُ الرؤوسِ دُنْسُ الثِّيابِ ،
الذينَ لا يَنْكِحُونَ المُتَنَعِّماتِ ولا تُفْتَحُ لهُمُ السُّدَدُ ، الذينَ
يُعْطُونَ ما عليهم ، ولا يُعْطَوْنَ ما لهُمْ) ([21]).
(حوْضي كما بين عدنٍ وعُمانَ أبرَدُ من الثَّلجِ ، وأحلَى من العسلِ
، وأطيَبُ ريحًا من المِسكِ أكوابُه مثلُ نجومِ السَّماءِ ، من شرِب منه شَربةً لم
يظمَأْ بعدها أبدًا ، أوَّلُ النَّاسِ عليه وُرودًا صعاليكَ المهاجرين . قال قائلٌ : من هم يا رسولَ اللهِ ؟ قال : الشَّعِثةُ رءوسُهم ،
الشَّحِبةُ وجوهُهم ، الدَّنِسةُ ثيابُهم ، لا تُفتَحُ لهم السُّدَدُ ، ولا
ينكِحون المُنعَّماتِ الَّذين يُعطَوْن كلَّ الَّذي عليهم ، ولا يأخذون كلَّ
الَّذي لهم) ([22]).
(حوضي كما بينَ عدنَ وعُمانَ أبرَدُ من الثَّلجِ وأحلى من العسَلِ
وأطيبُ ريحًا من المسْكِ أَكوابُهُ مثلُ نجومِ السَّماءِ من شربَ منهُ شربةً لم
يظمأ بعدَها أبدًا أوَّلُ النَّاسِ عليهِ ورودًا صعاليكُ المُهاجرينَ قالَ
قائلٌ مَن هم يا رسولَ اللَّهِ قالَ الشَّعثةُ رءوسُهم - أي بعيدةُ عَهدٍ بدُهنٍ
وغسلٍ وتسريحِ شعرٍ - الشَّحِبَةُ وجوهُهم - أي من الشُّحوبِ وَهوَ تغيُّرُ الوجهِ
من جوعٍ وهزالٍ أو تعبٍ - الدَّنِسَةُ ثيابُهم - أي الوَسِخةُ - لا تُفتحُ لَهم
السُّددُ - أي الأبوابُ - ولا ينْكِحونَ المنعَّماتِ الَّذينَ يُعطونَ كلَّ الَّذي
عليهم ولا يُعطَونَ كلَّ الَّذي لَهم) ([23]).
(حوضي كما بين عدنَ وعَمَّانَ أبردُ من الثلجِ
وأحلى من العسلِ وأطيبُ ريحًا من المسكِ أكوابُه مثلُ نجومِ السماءِ مَنْ شرِب منه
شَربةً لم يظمأْ بعدها أبدًا أولُ الناسِ عليه وُرودًا صعاليكُ المُهاجِرينَ قال
قائلٌ : ومَنْ هم يا رسولَ اللهِ ؟ قال : الشَّعِثةُ رؤوسُهم الشَّحِبةُ وجوهُهم
الدَّنِسةُ ثيابُهم لا يُفتحُ لهم السُّدَدُ ولا يَنكِحونَ المُتنعِّماتِ الذين
يُعطُون كلَّ الذي عليهم ولا يأخذُونَ الذي لهم) ([24]).
(قام أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم ، فقال : ما حوْضُك الَّذي تُحدِّثُ عنه ؟ فقال : هو كما بين صنعاءَ
إلى بُصرَى ثمَّ يمُدُّني اللهُ فيه بكُراعٍ لا يدري بشَرٌ ممَّن خلَق أيَّ
طرفَيْه ، قال : فكبَّر عمرُ رِضوانُ اللهِ عليه ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
أمَّا الحوْضُ فيزدحِمُ عليه فقراءُ المهاجرين الَّذين يُقتَلون في سبيلِ اللهِ ويموتون في سبيلِ اللهِ، وأرجو أن
يورِدَني اللهُ الكُراعَ فأشربَ منه) ([25]).
(هو كما بين ( صنعاءَ ) إلى ( بُصرى ) ثم
يمدُّني اللهُ فيه بكُراعٍ ، لا يدري بشرٌ ممن خُلِقَ أيُّ طرفيْهِ . قال :
فكبَّرَ عمرُ رضوانُ اللهِ عليهِ فقال : أما الحوضُ فيزدحمُ عليه فقراءُ المهاجرين الذين
يقتلون في سبيلِ اللهِ ، ويموتون في سبيلِ اللهِ ، أرجو أن يُورِدَنِي اللهُ
الكُراعَ فأشربَ منه) ([26]).
أَوَّلُ
النَّاسِ إِجَازَةً
(كنتُ قائمًا عندَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فجاءَ حَبْرٌ مِنْ
أَحْبَارِ اليَهْودِ فقال : السلامُ عليك يا محمدُ ، فدفعْتُه دَفْعَةً كاد يُصْرَعُ
منها ، فقال : لِمَ تَدْفَعُنِي ؟ فقلتُ : ألا تقولُ يا رسولَ اللهِ ، فقال اليهوديُّ
: إنمَا ندعوه باسْمِهِ الذي سمَّاه به أهلُه . فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم
- :إن اسمي محمدٌ الذي سماني به أهلي . فقال اليهوديُّ : جِئْتُ أسألُك . فقال له رسولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم أينفعُك شيءٌ إِنْ حدَّثْتُكَ ؟ قال : أسمعُ بأُذُنِي . فنَكَتَ
رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بعُودٍ معه ، فقال: سَلْ . فقال اليهوديُّ : أين
يكونُ الناسُ يومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم : هم في الظُّلْمَةِ دون الجِسرِ . قال : فمَن أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً
؟ قال: فقراءُ المهاجرينَ . قال اليهوديُّ : فما تُحْفَتُهم
حينَ يدخلون الجنةَ ؟ قال: زيادةُ كَبِدِ النُّونِ . قال : فما غَذَاؤُهم على إِثْرِها
؟ قال : يُنْحَرُ لهم ثُوْرُ الجَنَّةِ الذي كانَ يَأْكُلُ مَنْ أَطرافِها . قال :
فما شرابهم عليه ؟ قال : من عَيْنٍ فيها تُسَمَّى سلسبيلًا . قال : صَدَقْتَ. قال :
وجئْتُ أسألُك عن شيءٍ لا يَعْلَمُه أحدٌ من أهلِ الأرضِ إلا نَبِيٌّ، أو رجلٌ، أو
رجلانِ . قال : يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ ؟ قال : أَسْمَعُ بأُذُنِي . قال جئْتُ
أَسْأَلُك عَنِ الوَلَدِ ؟ قال: ماءُ الرجلِ أبيضُ ،وماءُ المرأةِ أصفرُ،فإذا اجتمعَا
فعلا مَنِيُّ الرجلِ مَنِيَّ المرأةِ أذكرَا بإذنِ الله ، وإذا علا مَنِيُّ المرأةِ
مَنِيَّ الرجلِ آَنَثَا بإِذْنِ اللهِ . قال اليهوديُّ : لقد صدقْتَ،وإنك لنبيٌّ. ثم
انصرَفَ فذهبَ ، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : لقد سألَنِي هذا عن الذي
سألَني عنه ، وما لي علمٌ بشيءٍ منه حتى أتانيَ اللهُ به . وفي روايةٍ : كنتُ قاعدًا
عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقال : زائدةُ كَبِدِ النُّونِ . وقال : أَذْكَرَ
وآَنَثَ . ولم يَقُلْ : أَذْكَرَا وآَنَثَا .) ([27]).
(كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء حبر من أحبار اليهود
، فقال : السلام عليك يا محمد ، فدفعته دفعة كاد أن يصرع منها ، فقال : لم دفعتني ؟
فقلت : ألا تقل يا رسول الله ؟ قال اليهودي : إنا ندعوه باسمه الذي سماه به أهله ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن اسمي محمدا الذي سماني به أهلي ، فقال اليهودي
: جئت أسألك عن شيء ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينفعك إن حدثتك ؟ قال
: أسمع بأذني ، فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود كان معه ، فقال : سل ، فقال
اليهودي : أين يكون الناس حين تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ؟ ! فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : هم في الظلمة دون الجسر ، قال : فمن أول الناس إجازة ؟ قال : فقراء المهاجرين ، قال اليهودي
: فما تحفتهم ؟ قال : ينحر لهم نون الجنة ، الذي كان يأكل من أطرافها ، قال : فما شرابهم
عليه ؟ قال : من عين فيها تسمى سلسبيلا ، قال : صدقت) ([28]).
فُقراءُ المهاجِرِينَ
يَدْخُلُونَ الجنةَ قَبلَ أغنيائِهم بِخَمْسِمائةِ عامٍ
(وجاء ثلاثةُ نفرٍ إلى عبدِاللهِ بنِ عَمرو بنِ العاصِ ، وأنا عنده ،
فقالوا : يا أبا محمدٍ ! إنا ، واللهِ ! ما نقدر على شئٍ . لا نفقةٍ ، ولا دابةٍ ،
ولا متاعٍ . فقال لهم : ما شئتُم . إن شئتُم رجعتُم إلينا فأعطيناكم ما يسَّر اللهُ
لكم . وإن شئتُم ذكَرنا أمرَكم للسلطانِ . وإن شئتُم صبرتُم . فإني سمعتُ رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " إنَّ فقراءَ المهاجرين يَسبِقون
الأغنياءَ ، يومَ القيامةِ ، إلى الجنةِ ، بأربعين خريفًا " . قالوا : فإنا نصبرُ
. لا نسألُ شيئًا .) ([29]).
(فُقراءُ المهاجِرِينَ يَدْخُلُونَ
الجنةَ قَبلَ أغنيائِهم بِخَمْسِمائةِ عامٍ) ([30] ، [31]).
(إنَّ فقراءَ المهاجرين يدخلون الجنةَ قبل أغنيائِهم بمقدارِ خمسمائةِ سنةٍ) ( [32]، [33] ، [34]).
(فقراءُ المُهاجرينَ يدخلونَ
الجنَّةَ قبلَ أغنيائِهم بخمسمائةِ سنةٍ) ([35] ، [36] ، [37]).
(جلستُ في عصابةٍ من ضعفاءِ المهاجرينَ إن
بعضَهم ليستترُ ببعضٍ من العريِّ وقارئٌ يقرأُ علينا إذ جاء رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقام علينا فلما قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
سكت القارئُ فسلَّم ثم قال ما كنتم تصنعونَ؟ قلنا كنا نستمعُ إلى كتابِ اللهِ فقال
الحمدُ للهِ الذي جعلَ من أمتي من أُمِرتُ أن أصبِّرَ نفسِي معهم قال فجلس وسطَنا
ليعدِلَ بنفسِه فينا ثم قال بيدِه هكذا فتحلَّقوا وبرزت وجوهُهم له فقال أبشروا يا
معشرَ صعاليكِ المهاجرينَ بالنورِ التامِّ يومَ القيامةِ تدخلون الجنةَ قبلَ أغنياءِ الناسِ
بنصفِ يومٍ وذلك خَمسمائةُ سنةٍ) ([38]).
(جلستُ في عصابةٍ ضعفاءَ منَ المهاجرينَ قال:
إنَّ بعضَهم يستَتِرُ ببعضٍ العري وقارئٌ يَقرَأُ علينا إذ جاء رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم فقام علينا فلما قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سكَت
القارئُ فسلَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثم قال: ما كنتُم تَصنَعونَ ؟
قال: قُلنا: يا رسولَ اللهِ كان قارئٌ لنا يَقرَأُ علينا فكنا نَستَمِعُ إلى كتابِ
اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الحمدُ للهِ الذي جعَل مِن
أُمَّتي مَن أُصبِرُ نفسي معهم ثم جلَس وسطَنا ليعدلَ بنفسِه فينا ثم قال بيدِه
هكذا فتحَلَّقوا وبرَزَتْ وجوهُهم قال: فما رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم عرَف منهم أحدًا غيري فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أبشِروا
يا معشرَ صعاليكِ المهاجرينَ بالفوزِ التامِّ يومَ القيامةِ تدخُلونَ الجنةَ قبلَ أغنياءِ الناسِ
بنصفِ يومٍ وذلك خمسُمائةِ سنةٍ) ([39]).
(جلستُ في عصابةٍ من ضعفاءِ المهاجرينَ وإنَّ
بعضَهم ليستترُ ببعضٍ منَ العُريِ وقارئٌ يقرأُ علينا إذ جاءَ رسولِ اللَّهِ صلَّى
اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقامَ علينا فلمَّا قامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ
وسلَّمَ سكتَ القارئُ فسلَّمَ ثمَّ قالَ ما كنتم تصنعونَ قلنا كنَّا نستمعُ إلى
كتابِ اللهِ فقالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ من أمَّتي من أُمرتُ أن أصبرَ نفسي
معَهم قالَ فجلسَ وسطَنا ليعدلَ بنفسِهِ فينا ثمَّ قالَ بيدِهِ هكذا فتحلَّقوا
وبرزت وجوهُهم لهُ فقالَ أبشروا يا معشرَ صعاليكِ المهاجرينَ
بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ تدخلونَ الجنَّةَ قبلَ أغنياءِ النَّاسِ بنصفِ
يومٍ وذاكَ خمسمئةِ سنةٍ) ([40]).
(أبشِروا يا معشرَ صعاليكِ المهاجرينَ بالنورِ
التامِّ يومَ القيامةِ تدخلون الجنةَ قبلَ أغنياءِ الناسِ بنصفِ يومٍ وذلك
خمسمائةُ سنةٍ) ([41] ، ([42]).
(أَتعلمُ ؟ أولُ زُمرةٍ تدخل الجنَّةَ من أُمَّتي
فقراءُ المهاجرين ، يأتون يومَ القيامةِ إلى بابِ الجنَّةِ ، ويستفتِحون ، فيقول لهم الخزنَةُ
: أو قد حوسِبْتُم ؟ قالوا بأيِّ شيءٍ نحاسبُ ، وإنما كانت أسيافُنا على عواتقِنا في
سبيلِ اللهِ حتى مُتْنا على ذلك ؟ فيُفتَحُ لهم فيَقيلون فيها أربعين عامًا ، قبلَ
أن يدخلَها النَّاسُ) ([43]).
فضل الأنصار:
(لما فُتِحتْ مكةُ
قسَّمَ الغنائمَ في قريشٍ فقالتِ الأنصارُ : إنَّ هذا لهوَ العَجَبُ . إنَّ
سيوفَنا تقطُرُ من دمائِهم . وإنَّ غنائمَنا تُردُّ عليهم ! فبلغ ذلك رسولَ الله
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فجمعَهم . فقال : ما الذي بلغني عنكم ؟ قالوا : هو الذي
بلغَكَ . وكانوا لا يَكذِبونَ . قال : أما ترضَونَ أن يرجعَ الناسُ بالدُّنيا إلى
بيوتِهم ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ إلى بيوتِكم ؟ لو سلك الناسُ واديًا أو شِعبًا ،
وسلكَتِ الأنصارُ واديًا أو شِعبًا ، لسلكْتُ واديَ الأنصارِ أو شِعبَ الأنصارِ .) ([44]).
(لو سلَكَ الناسُ واديًا أو شِعبًا وسلَكَتِ الأنصارُ شِعبًا أو
واديًا سلَكْتُ شِعبَ الأنصارِ قال أبو هريرةَ: ما ظلَمَ بأبي وأُمِّي لقد
واسَوْهُ وآوَوْهُ ونَصَروهُ) ([45]).
(جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ناسًا منَ
الأنصارِ فقالَ : هل فيكم أحدٌ مِن غيرِكُم ؟ فقالوا : لا، إلَّا ابنَ أختٍ لَنا ،
فقالَ ابنُ أختِ القومِ منهُم ، ثمَّ قالَ : إنَّ قُرَيْشًا حديثٌ عَهْدُهُم
بجاهليَّةٍ ومصيبةٍ ، وإنِّي أردتُ أن أَجبُرَهُم وأتألَّفَهُم ، أما تَرضونَ أن
يرجِعَ النَّاسُ بالدُّنيا وترجِعونَ برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
إلى بيوتِكُم ؟ قالوا : بلَى ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ :
لو سلَكَ النَّاسُ واديًا أو شِعبًا وسلَكَتِ الأنصارُ واديًا أو شِعبًا لسلَكْتُ
واديَ الأنصارِ و شِعبَهُم) ([46]).
(يا مَعْشَرَ الأنصارِ !
ما حديثٌ أتاني عنكم ؟ أَلَا تَرْضَوْنَ أن يذهبَ الناسُ بالأموالِ وتذهبونَ
برسولِ اللهِ حتى تُدْخِلُوه في بيوتِكم ؟ لو أَخَذَتِ الناسُ شِعْبًا ، وأَخَذَتِ
الأنصارُ شِعْبًا أَخَذْتُ شِعْبَ الأنصارِ) ([47]).
(لمَّا أصابَ رسولُ اللهِ الغنائمَ يَومَ حُنَينٍ ، وقسمَ
للمُتألَّفينَ مِن قُرَيشٍ وسائرِ العربِ ما قسمَ ، ولَم يكُن في الأنصارِ شيءٌ
مِنها ، قليلٌ ولا كثيرٌ ، وجدَ هذا الحَيُّ مِن الأنصارِ في أنفسِهِم حتَّى قال
قائلُهُم : لَقيَ – واللهِ – رسولُ اللهِ قَومَهُ . فمشَى سعدُ بنُ عُبادةَ إلى
رسولِ اللهِ فقالَ : يا رسولَ اللهِ إنَّ هذا الحَيَّ مِن الأنصارِ وَجدوا علَيكَ
في أنفسِهِم ؟ قالَ : فيمَ ؟ قالَ : فيما كانَ مِن قَسمِكَ هذهِ الغنائمِ في
قَومِكَ وفي سائرِ العربِ ، ولَم يكُن فيهِم مِن ذلكَ شيءٌ . قالَ رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ : فأينَ أنتَ مِن ذلكَ يا سعدُ ؟ قالَ : ما أنا إلَّا
امرؤٌ مِن قَومي . فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ : اجمَعْ لي
قَومَكَ في هذهِ الحظيرةِ فإذا اجتمَعوا فأعلِمني ، فخرجَ سعدُ فصرخَ فيهِم
فجمعَهم في تلكَ الحظيرةِ . . . حتَّى إذا لَم يبقْ مِن الأنصارِ أحدٌ إلَّا
اجتمعَ لهُ أتاهُ ، فقالَ : يا رسولَ اللهِ اجتمعَ لكَ هذا الحَيُّ مِن الأنصارِ
حَيثُ أمرتَني أن أجمعَهُم . فخرجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ،
فقامَ فيهِم خطيبًا فحمِدَ اللهَ وأثنَى علَيهِ بما هوَ أهلُهُ ، ثمَّ قالَ : يا
معشرَ الأنصارِ ألَم آتِكُم ضُلَّالًا فهداكُم اللهُ ، وعالةً فأغناكُم اللهُ ،
وأعداءً فألَّفَ اللهُ بينَ قلوبِكُم ؟ ؟ ؟ قالوا : بلَى ! قالَ رسولُ اللهِ : ألا
تجيبونَ يا معشرَ الأنصارِ ؟ قالوا : وما نقولُ يا رسولَ اللهِ وبماذا نُجيبُكَ ؟
المَنُّ للهِ ورسولِهِ . قالَ : واللهِ لَو شِئتُم لقُلتُم فصدَقتُم وصُدِّقتُم :
جئتَنا طريدًا فآوَيناكَ ، وعائلًا فآسَيناكَ ، وخائفًا فأمَّنَّاكَ ، ومَخذولًا
فنصَرناكَ . . . فقالوا : المَّنُ للهِ ورسولِهِ. فقال : أوَجَدتُم في نُفوسِكُم
يا مَعشرَ الأنصارِ في لُعاعَةٍ مِن الدُّنيا تألَّفتُ بِها قَومًا أسلَموا ،
ووَكَلتُكُم إلى ما قسمَ اللهُ لكُم مِن الإسلامِ ! ! أفَلا تَرضَونَ يا مَعشرَ
الأنصارِ أن يذهبَ النَّاسُ إلى رِحالِهِم بالشَّاءِ والبَعيرِ وتذهَبونَ برسولِ
اللهِ إلى رِحالِكُم ؟ . فَوَالَّذي نَفسي بيدِهِ ، لَو أنَّ النَّاسَ سَلَكوا
شِعبًا وسَلَكتِ الأنصارُ شِعبًا ، لسَلَكتُ شِعبَ الأنصارِ ، ولَولا الهجرةُ
لكُنتُ امْرَأً مِن الأنصارِ . اللَّهمَّ ارحَمْ الأنصارَ، وأبناءَ الأنصارِ ،
وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ . فبكَى القَومُ حتَّى أخضَلوا لِحاهُم . وقالوا : رَضينا
باللهِ رَبًّا ، ورسولِهِ قسمًا ، ثمَّ انصرفَ . . وتفرَقوا . . .) ([48]).
(لولا الهجرةُ لكنتُ امرأً من الأنصارِ ، ولو سلك الناسُ واديًا
وسلكَتِ الأنصارُ واديًا ، أو شِعبًا ، لسلكتُ وادي الأنصارِ ، أو شعبَ الأنصارِ) ([49]).
(لولا الهجرةُ لكنتُ
امرءًا من الأنصارِ ، ولو سلك الناسُ واديًا أو شعبًا لسلكتُ وادي الأنصارِ
وشِعبَها) ([50]).
(قالتِ
الأنصارُ يومَ فتحِ مكةَ ، وأعطى قُريشًا : واللهِ إنَّ هذا لهو العجَبُ ، إنَّ
سُيوفَنا تَقطُرُ من دِماءِ قُرَيشٍ، وغَنائِمُنا تُرَدُّ عليهِم، فبلَغ ذلك
النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدَعا الأنصارَ ، قال : فقال : ( ما الذي بلَغني
عنكم ) . وكانوا لا يَكذِبونَ ، فقالوا : هو الذي بلَغك ، قال : ( أوَ لا تَرضَونَ
أن يَرجِعَ الناسُ بالغَنائِمِ إلى بُيوتِهِم ، وتَرْجِعُونَ برسولِ اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم إلى بُيوتِكم ؟ لو سَلَكَتِ الأنصارُ وادِيًا، أو شِعبًا
لَسَلَكتُ وادِيَ الأنصارِ أو شِعبَهُم ( . ([51]).
(لَما كان يَومُ حُنَيْنٍ الْتقى هوازنُ ومع النبيِّ صلى الله عليه
وسلم عشرةُ آلافٍ وَالطلقاءُ فأَدبرُوا, قال: يا معشرَ الانصارِ قالوا: لَبَّيْكَ
يا رسولَ اللهِ وسعديْك لَبَّيْكَ نحن بين يديْك فَنزلَ النبيُّ صلى الله عليه
وسلم فقال: أنا عبدُ الله ورسولُه فَانْهزمَ الْمشركون, فأَعطَى الطلقاءَ
وَالمهاجرين ولم يعطِ الاَنصارَ شيئًا فقالوا: فدعاهُم فاَدخلَهم في قُبَّةٍ فقال:
أَمَا ترضوْن أَن يذهبَ النَّاسُ بالشاةِ وَالبعيرِ وتذهبونَ برسولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لو سلك الناسُ واديًا وسلكتِ
الأنصارُ شعبًا لاَخترتُ شعبَ الأَنصارِ.) ([52]).
(جمع النبيُّ صلى الله
عليه وسلم ناسًا من الأنصارِ فقال: إن قريشًا حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ ومصيبةٍ ، وإني
أردت أن أجْبُرَهم وأتَألَّفَهم ، أما ترضوْن أن يرجعَ الناسُ بالدنيا وترجعون
برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى بيوتِكم قالوا:بلى ، قال:لو سلك الناسُ
واديًا، وسلكتِ الأنصارُ شِعْبًا ، لسلكتُ واديَ الأنصارِ، أو شِعْبَ الأنصارِ .) ([53]).
(لما كان يومَ فتحِ مكةَ
قَسَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غنائِمَ بين قريشٍ، فغضِبتِ الأنصارُ ، قال
النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أما ترضوْن أن يذهبَ الناسُ بالدنيا ، وتذهبون برسولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم, قالوا: بلى، قال: لو سلك الناسُ واديًا أو شِعْبًا،
لسلكتُ واديَ الأنصارِ أو شِعَبَهم.
([54]).
الفرع التاسع : فضل من شهد بدرا
(جاء جِبريلُ فقال : ما تَعدُّونَ مَنْ شهِدَ بَدْرًا فِيكمْ ؟
قُلتُ : خِيارُنا ، قال و كذلِكَ مَنْ شهِدَ بدْرًا من الملائِكةِ
همْ عِندَنا خِيارُ الملائِكةِ) ([55]).
(جاء جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ما تعُدُّون
أهلَ بدرٍ فيكم ؟ قال : ( من أفضلِ المسلمين ) . أو كلمةً نحوَها، قال: وكذلك من شَهِد بدرًا من الملائكةِ،
وعن مُعاذِ بنِ رِفاعَةَ بنِ رافِعٍ، وكان رِفاعَةُ من أهلِ بدرٍ، وكان رافِعٌ من أهلِ
العَقَبَةِ، فكان يقولُ لابنِه : ما يسُرُّني أني شهِدتُ بدرًا بالعَقَبَةِ، قال :
سَأل جبريلُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بهذا، - أن مَلَكًا - سَأل النبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم : نحوَه . قال مُعاذٌ : إن السائلَ هو جبريلُ عليه السلامُ .) ([56]).
(جاء جبريلُ أو مَلَكٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليْهِ وسلَّمَ فقال : ما تعدُّونَ من شهد بدرًا فيكم ؟ قال
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: خيارُنا قال : كذلك هم عندَنا) ([57]).
(جاءَ جبريلُ أو ملَكٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ
ما تعدُّونَ من شَهِدَ بدرًا فيكم قالوا خيارُنا قالَ كذلِكَ هم عِندَنا خيارُ الملائِكَةِ) ([58]).
(إنِّي لأرجو أنْ لا يَدخُلَ النَّارَ مَن شهِد بَدْرًا إنْ شاء
اللهُ)
([59] ، [60]).
(بشِّرْ مَن شهِد بدرًا بالجنةِ) ([61]).
اعملوا
ما شِئْتُمْ فقد غفرتُ لكم
(إن الله تعالى اطلع على أهل بدر، فقال :
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) ([62]).
(اطَّلعَ اللَّهُ تعالى على أهلِ بدرٍ فقال
اعمَلوا ما شئتُم فقد غفرتُ لَكم) ([63]).
(إنَّ اللَّهَ اطَّلعَ على أَهلِ بدرٍ فقالَ
اعملوا ما شئتُم فقد غفرتُ لَكم ) ([64]).
(أنَّ رجلًا من الأنصارِ عَمِيَ فبعث إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ اخطُطْ لي في داري مسجدًا لأُصلِّيَ فيه فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ وقد اجتمع إليه قومُه فبعثَتْ رجلًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
ما فعل فلانٌ؟ فذكره بعضُ القومِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أليس قد
شهِدَ بدرًا؟ قالوا نعم ولكنه كذا وكذا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
فلعل اللهَ اطَّلع إلى أهلِ بدرٍ فقال اعمَلوا ما شئتُم فقد غفرتُ لكم) ([65]).
(أنَّ رجلًا
منَ الأنصارِ عَمِيَ فبعَث إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اخطُطْ لي في داري
مسجدًا لأُصلِّيَ فيه فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد اجتمع إليه قومُه
فتغيَّب رجلٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما فعَل فلانٌ؟ فذكَره بعضُ
القومِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أليس قد شهِد بَدْرًا؟ قالوا نعم
ولكنَّه كذا وكذا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلعلَّ اللهَ اطَّلع إلى
أهلِ بَدْرٍ فقال اعمَلوا ما شئْتُم فقد غفَرْتُ لكم) ([66]).
لَعَلَّ
اللَّهَ اطَّلَعَ علَى مَن شَهِدَ بَدْرًا فقال : اعملوا ما شِئْتُمْ فقد غفرتُ
لكم
(بعثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود ، قال : ( انطلقوا
حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة ، ومعها كتاب فخذوه منها ) . فانطلقنا تعادى
بنا خيلنا ، حتى انتهينا إلى الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب ،
فقالت : ما معي من كتاب ، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب ، فأخرجته من
عقاصها ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة
إلى أناس من المشركين من أهل مكة ، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا حاطب ما هذا ) . قال : يا رسول الله
لا تعجل علي ، إني كنت أمرأ ملصقا في قريش ، ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من
المهاجرين لهم قرابات بمكة ، يحمون بها أهليهم وأموالهم ، فأحببت إذ فاتني ذلك من
النسب فيهم ، أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي ، وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ،
ولا رضا بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد صدقكم )
. قال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، قال : ( إنه قد شهد بدرا
، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت
لكم ) . قال سفيان : وأي إسناد هذا .) ([67]).
(أنَّ
رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أدرك حاطبَ بنَ أبي بلتعةَ وقد كتب كتابًا
إلى أهلِ مكَّةَ يخبرُهم بمسيرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم ،
فقلتُ : دعني يا رسولَ اللهِ فأضربَ عنقَه ، فقال : دعهْ يا عمرُ فما يدريك لعلَّ
اللهَ قد اطَّلع على أهلِ بدرٍ ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم) ([68]).
(أنَّ أباهُ كتب إلى كُفَّارِ قريشٍ كتابًا ، فدعا رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عليًّا والزبيرَ ، فقال : انْطَلِقَا حتى تُدْرِكَا
امرأةً مَعَها كتابُ، فائتَيانِي بهِ . فلَقَياها وطلبا الكَتابَ ، وأَخْبَرَاها
أنَّهُما غيرُ مُنْصَرِفَيْنِ حتى يَنْزِعَا كلَّ ثَوْبٍ عليْها قالتْ : ألسْتُما
مُسْلِمَيْنِ ؟ قالا : بلى ، ولَكِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
حَدَّثَنا أنَّ مَعَكِ كتابًا فحَلَّتْهُ من رأسِهِا ، قال : فدعا رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حاطِبًا حتى قُرِئَ عليهِ الكتابَ ، فاعترفَ ، فقال :
ما حملكَ ؟ قال : كان بمكةَ قَرَابَتِي ، وولدِي ، وكُنْتُ غريبًا فيكُمْ معشرَ
قريشٍ ، فقَالَ عمرُ : ائْذَنْ لي يا رسولَ اللهِ في قتلِه . قال : لا إنَّهُ
شَهِدَ بَدْرًا ، وإنَّكَ لا تَدْرِي لعلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ على أهلِ بدرٍ
فقال : اعملَوْا ما شئتم فإنِّي غافر لَكُمْ .) ([69]).
(إني لأعلمُ ما الذي جرَّأَ صاحبكَ على الدماءِ ، سمعتُهُ يقولُ :
بعثني النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والزبيرُ ، فقال : ( اتئو روضةَ كذا ،
وتجدونَ بها امرأةً ، أعطاها حاطبٌ كتابًا ) . فأتينا الروضةَ فقلنا : الكتابُ ،
قالت : لم يُعطيني ، فقلنا : لتُخْرِجِنَّ أو لأجُرِّدَنَّكِ ، فأخرجتْ من حجزتها
، فأرسل إلى حاطبٍ ، فقال : لا تَعْجَلْ ، واللهِ ما كفرتُ ولا ازددتُ للإسلامِ إلا
حُبًّا ، ولم يكن أَحَدٌ من أصحابكَ إلا ولهُ بمكةَ من يدفعُ اللهُ بهِ عن أهلِهِ
ومالِهِ ، ولم يكن لي أَحَدٌ ، فأحببتُ أن أتخذَ عندهم يدًا ، فصدَّقَهُ النبيُّ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قال عمرُ : دعني أضربْ عنقَهُ فإنَّهُ قد نافقَ ،
فقال : ( ما يُدريكَ ، لعلَّ اللهَ اطَّلعَ على أهلِ بدرٍ فقال : اعملوا ما شئتم )
. فهذا الذي جرَّأَهُ .) ([70]).
(أنَّه حدَّث أنَّ أباه كتَب إلى كُفَّارِ قُريشٍ كتابًا وهو مع
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد شهِد بَدْرًا فدعا رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم عليًّا والزُّبيرَ فقال انطلِقا حتَّى تُدرِكا امرأةً معها
كتابٌ وائْتياني به فانطلَقا حتَّى لقياها فقالا أَعْطِينا الكتابَ الَّذي معكِ
وأخبَرَاها أنَّهما غيرُ مُنصَرِفَينِ حتَّى ينزِعا كلَّ ثوبٍ عليها فقالت
ألسْتُما رجلين مُسْلِمَينِ قالا بلى ولكنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
حدَّثَنا أنَّ معكِ كتابًا فلمَّا أيقَنَتْ أنَّها غيرُ مُنْفَلِتةً منهما حلَّتْ
الكتابَ مِن رأسِها فدفَعَتْه إليهما فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
حاطِبًا حتَّى قرَأ عليه الكتابَ فقال أتعرِفُ هذا الكتابَ قال نعم قال فما حمَلَك
على ذلك قال هناك وَلَدي وقَرابتي وكنْتُ امرَأً غريبًا فيكم معشرَ قريشٍ فقال
عمرُ ائذَنْ لي في قَتْلِ حاطبٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا
إنَّه قد شهِدَ بَدْرًا وإنَّك لا تدري لعلَّ اللهَ قد اطَّلع إلى أهلِ بَدْرٍ
فقال اعمَلوا ما شِئْتُم إنِّي غافرٌ لكم) ([71]).
(أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُتِيَ بحاطبِ بنِ أبي
بَلْتعةَ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنت كتَبْتَ هذا الكتابَ ؟
قال نعم أمَا واللهِ يا رسولَ اللهِ ما تغيَّر الإيمانُ مِن قلبي ولكنْ لم يكُنْ
رجلٌ مِن قريشٍ إلَّا وله جِذْمٌ وأهلُ بيتٍ يمنَعون له أهلَه وكتَبْتُ كتابًا
رجَوْتُ أن يمنَعَ اللهُ بذلك أهلي فقال عمرُ رحِمَه اللهُ ائْذَنْ لي فيه قال
أوَكُنْتَ قاتلَه ؟ قال نَعَمْ إنْ أذِنْتَ لي قال وما يُدريك لعلَّه قد اطَّلع
اللهُ إلى أهلِ بَدْرٍ فقال اعمَلوا ما شِئْتُم) ([72]).
الصلاةُ
على من مات منهم:
(أنَّ الحسنَ بنَ عليٍّ رضيَ اللَّهُ عنهما كبَّرَ على عليِّ بنِ أبي
طالبٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ أربعًا وَهَذا خلافُ ما كانَ عمرُ وعليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهما
يريانِهِ في أَهْلِ بدرٍ ، أن يُكَبَّرَ في الصَّلاةِ عليهِم ما جاوزَ الأَربعَ) ([73]).
(كانَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ يُكَبِّرُ على أَهْلِ بدرٍ ستًّا وعلَى
أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خمسًا ، وعلى سائرِ النَّاسِ أربعًا) ([74]).
(لن
يلِجَ النارَ أحدٌ شهِدَ بدْرًا ، أو بيعةَ الرِّضْوانِ) ([75]).
الفرع العاشر : فضل أصحاب بيعة الرضوان
(خرج النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عام الحديبية في بضع
عشرة مائة من أصحابه، فلما أتى ذا الحليفة، قُلْد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة،
وبعث عينا له من خزاعة، وسار النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى كان بغدير الأشطاط
أتاه عينه، قال : إن قريشا جمعوا لك جموعا، وقد جمعوا لك الأحابيش، وهم مقاتلوك،
وصادوك عن البيت، ومانعوك . قال : ( أشيروا أيها الناس علي، أترون أن أميل إلى
عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت، فإن يأتونا كان الله عز وجل
قد قطع عينا من المشركين وإلا تركناهم محروبين ) . قال أبو بكر : يا رسولَ اللهِ،
خرجت عامدا لهذا البيت، لا تريد قتل أُحُدٍ، ولا حرب أُحُدٍ، فتوجه له، فمن صدنا
عنه قاتلناه . قال : ( امضوا على اسم الله .) ([76]).
(لما نزلت : إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ
اللهُ إلى قولِه : فَوْزًا عَظِيمًا . [ 48 / الفتح / الآيات 1 - 5 ] مرجعُه من الحديبيةِ وهم يُخالطُهم
الحزنُ والكآبةُ . وقد نحرَ الهديَ بالحديبيةِ . فقال ( لقد أُنزلت علي آيةٌ هي أحبُّ
إليَّ من الدنيا جميعًا ) .) ([77]).
(لا يدخلُ النَّارَ إن شاءَ اللَّهُ من أصحابِ الشَّجرةِ أحدُ الَّذينَ
بايعوا تحتَها» قالَت بلى يا رسولَ اللَّهِ فانتَهرَها فقالَت حفصةُ وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلَّا وَارِدُهَا [ 19 / مريم / 71 ] فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
قد قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ
فِيهَا جِثِيًّا [ 19 / مريم / 72 ]) ([78]).
(عن أنسِ بنِ مالكٍ _رضي الله عنه_ : إنا
فتحنا لك فتحا مبينا . قال :الحديبيةُ . قال أصحابهُ : هنيئًا مريئًا
فما لنا؟ فأنزل اللهُ : ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار . قال
شُعْبةُ : فَقَدِمتُ الكوفةَ ، فحدَّثتُ بهذا كُله عن قتادةَ ، ثم رجعتُ فذكرتُ له
فقال : أما : إنا فتحنا لك . فعن أنسٍ ، وأما هنيئًا مرئيًا ، فعن عِكرِمةَ .) ([79]).
(تَعُدُّون
أنتم الفتحَ فتحُ مكةَ ، وقد كان فتحُ مكةَ فَتْحًا ، ونحن نَعُدُّ الفتحَ بيعةُ
الرضوان يومَ الحديبيةِ ، كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أربعَ عَشْرَةَ
مائةٍ ، والحديبيةُ بِئْرٌ ، فنَزَحْناها فلم نَتْرُكْ فيها قَطْرَةً ، فبلغ ذلك
النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأتاها ، فجلَسَ على شَفِيرِها ، ثم دعا بإناءٍ مِن
ماءٍ فتوضأَ ، ثم مَضْمَضَ، ودعا ثم صبَّه فيها ، فترَكْناها غيرَ بعيدٍ ، ثم إنها
أَصْدَرَتْنا ما شِئْنا نحنُ ورُكَّابُنا.) ([80]).
(كان أصحابُ الشجرةِ ألفًا
وثلاثمائةً ، وكانت أَسْلمُ ثُمُنَ المهاجرين .) ([81]).
(كان أصحابُ الشجرةِ ألفًا
وثلاثمائةٍ . وكانت أسلمُ ثمنَ المهاجرين .) ([82]).
(كنا يومَ الحديبيةِ أربعَ عشرةَ مائةً ، والحُدَيْبِيَّةُ بئرٌ ، فنَزَحْنَاها حتى لم
نَتْرَكْ فيها قطرةً ، فجلَسَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على شَفِيرِ البِئْرِ
فدعا بماءٍ ، فمَضَمَضَ ومَجَّ في البِئْرِ ، فمَكَثْنَا غيرَ بعيدٍ ، ثم
استَقَيْنَا حتى رُوِينَا ، ورَوَتْ أو صَدَرَتْ ركائبُنَا .) ([83]).
(عَطِشَ الناسُ يومَ الحُدَيْبَيَةِ ،
والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَ يَدَيْه رِكوةٌ فتَوَضأَ ، فجَهَشَ الناسُ نحوه
، فقال: ما لكم ؟! قالوا : ليس عندَنَا ماءٌ نتَوَضأَ، ولا نَشْرَبُ إلا ما بينَ
يَدَيْكَ ، فوضَعَ يدَه في الرِّكْوةِ ، فجعَلَ الماءُ يَثُورُ بينَ أصابعِه
كأمثالِ العُيونِ ، فشَرِبْنَا وتوضأَنَا. قلتُ : كم كنتم ؟ قال : لو كنَّا مائةَ
ألفٍ لكَفَانَا ، كنَّا خمسَ عشرةَ مائةً .) ([84]).
(عَطِشَ الناسُ يومَ الحديبيةِ ، ورسولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم بينَ يديه رِكْوَةً فتوضَأَ منها ، ثم أَقْبَلَ الناسُ نحوه
، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما لكم ؟ قالوا : يا رسولَ اللهِ، ليس عندَنا
ماءٌ نتوضأُ به ولا نَشْربُ إلا ما في رِكْوَتِك ، قال: فوَضَعَ النبيُّ صلى الله عليه
وسلم يدَه في الركوةِ، فجَعَلَ الماءُ يَفورُ مِن بينِ أصابعِه كأمثال العيونِ، قال
: فشرَبْنا وتوضَأْنا. فقلتُ لجابرٍ : كم كنتم يومئِذٍ؟ قال : لو كنا مائةَ ألفٍ لكفانا
، كنا خمسَ عَشْرَةَ مائةً .) ([85]).
(أنهم كانوا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يومَ الحديبيةِ ألفًا وأربعمائةٍ أو أكثرَ ، فنزلوا على بئرٍ فنزَحوها ، فأتوا رسولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فأتى البِئْرَ وقَعَدَ على شَفِيرها ، ثم قال : ائْتُوني بدَلْوٍ مِن مائِها. فأتي به ، فبَصَقَ
فدعا، ثم قال : دَعُوها ساعةً . فأَرْوُوا أنفسَهم وركابَهم حتى ارتَحَلوا.) ([86]).
(كنا يومَ الحُديبيةِ ألفًا وأربعمائةٍ
. فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( أنتم اليومَ خيرُ أهلِ الأرضِ ) . وقال
جابرٌ : لو كنتُ أُبصرُ لأريتَكم موضعَ الشجرةِ .) ([87]).
(قال لنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ الحُدَيْبِيَةِ : أنتم خيرُ أهلِ الأرضِ . وكنا ألفًا وأربعمائةٍ ، ولو كنتُ أَبْصِرُ اليومَ
لأَرَيْتُكم مكانَ الشجرةِ . تابعَه الأعمشُ : سَمِعَ سالمًا : سَمِعَ جابرًا : ألفًا
وأربعمائةٍ .) ([88]).
(كنا يومَ الحُديبيةِ ألفًا وأربعمائةٍ . فبايعناه وعمرُ آخذٌ بيده تحتَ الشجرةِ . وهي سَمُرةٌ
. وقال : وبايعْناه على أن لا نَفِرَّ . ولم نبايعْه على الموتِ .) ([89]).
(قلتُ لسلمةَ : على أيِّ شيءٍ بايعتُم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
يومَ الحُديبيةِ ؟ قال : على الموتِ .) ([90]).
(قلتُ لسَلَمَةَ بنِ الأكوعِ : على أيِّ شيءٍ بايعْتُم رسولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم يومَ الحُدَيْبِيَةِ ؟ قال : على الموتِ.) ([91]).
(سمع جابرًا يسأل : كم كانوا يومَ الحُديبيةِ ؟ قال :
كنا أربعَ عشرةَ مائةً . فبايعناه . وعمرُ آخذٌ بيدِه تحت الشجرةِ. وهي سَمُرةٌ . فبايعْناه
. غيرَ جدِّ بنِ قيسٍ الأنصاريِّ . اختبأ تحتَ بطنِ بعيرِه .) ([92]).
يا
ابنَ الخطابِ ! إنَّهُ رسولُ اللهِ ولن يُضيِّعَه اللهُ أبدًا
(... أبا وائلً . . . فقال : كنَّا بصِفِّينَ ، فقالَ رجلٌ : ألمْ تَرَ
إلى الذينَ يُدْعَوْنَ إلى كتابِ اللهِ ، فقالَ عليٌّ : نعمْ ، فقالَ سهلُ بنُ حُنَيْفٍ
: اتهمِوا أنفسَكُم ، فلقدْ رأيتْنُا يومَ الحُدَيْبِيَةِ ، يعني الصلحَ
الذي كان بين النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والمشركينَ ، ولو نَرَى قتالًا لَقَاتَلْنا
، فجاء عمرُ فقال : ألسْنَا على الحقِّ وهمْ على الباطلِ ، أليسَ قتْلانَا في الجنةِ
، وقتلاهُمْ في النارِ ؟ قالَ : ( بَلَى ) . قالَ : فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في
دينِنَا ونرجعُ ، ولمَّا يحكمِ اللهُ بينَنَا ؟ فقالَ: ( يا ابنَ الخطَّابِ ، إنِّي
رسولُ اللهِ ، ولن يُضَيِّعَني اللهُ أبدًا ) . فرجعَ متَغَيِّظًا فلمْ يصبِرْ حتى
جاءَ أبا بكرٍ فقالَ: يا أبا بكرٍ ، أَلَسْنَا على الحقِّ وهمْ على البَاطِلِ ، قالَ
: يا ابنَ الخطابِ ، إنَّهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولنْ يُضَيِّعَهُ
اللهُ أبدًا ، فنزلتْ سورةُ الفتحِ .) ([93]).
(كُنَّا بصِفِّينَ ، فقام
سهلُ بنُ حنيفٍ فقال : أيها الناسُ اتَّهموا أنفسكم ، فإنَّا كُنَّا مع رسولِ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ الحديبيةِ ، ولو نرى قتالًا لقاتلنا ،
فجاء عمرُ بنُ الخطابِ فقال : يا رسولَ اللهِ ، ألسنا على الحقِّ وهم على الباطلِ ؟
فقال : ( بلى ) . فقال : أليس قتلانا في الجنةِ وقتلاهم في النارِ ؟ قال : ( بلى )
. قال : فعلامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في دِيننا ، أنرجعُ ولمَّا يحكمُ اللهُ بيننا
وبينهم ؟ فقال : ( يا ابنَ الخطابِ ، إني رسولُ اللهِ ولن يُضَيِّعَنِي اللهُ أبدًا
) . فانطلقَ عمرُ إلى أبي بكرٍ فقال لهُ مثلَ ما قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ، فقال : إنَّهُ رسولُ اللهِ ولن يُضَيِّعَهُ اللهُ أبدًا ، فنزلت سورةُ الفتحِ
، فقرأها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على عمرَ إلى آخرها ، فقال عمرُ :
يا رسولَ اللهِ ، أَوَ فتحٌ هوَ ؟ قال : ( نعم ) .) ([94]).
(قام سهلُ بنُ حنيفٍ يومَ صفِّينَ فقال : أيها الناسُ ! اتهموا أنفسكم .
لقد كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ الحديبيةِ . ولو نرى قتالًا لقاتلنا . وذلك في الصلحِ الذي كان بين رسولِ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ وبين المشركين . فجاء عمرُ بنُ الخطابِ . فأتى رسولَ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ! ألسنا على حقٍّ وهم على باطلٍ ؟ قالا
( بلى ) قال : أليس قتلانا في الجنةِ وقتلاهم في النارِ ؟ قال ( بلى ) قال : ففيمَ
نُعطي الدنيَّةَ في ديننا ، ونرجعُ ولما يحكم اللهُ بيننا وبينهم ؟ فقال ( يا ابنَ
الخطابِ ! إني رسولُ اللهِ . ولن يُضيِّعني اللهُ أبدًا ) قال : فانطلق عمرُ فلم يصبر
متغيِّظًا . فأتى أبا بكرٍ فقال : يا أبا بكرٍ ! ألسنا على حقٍّ وهم على باطلٍ ؟ قال
: بلى. قال : أليس قتلانا في الجنةِ وقتلاهم في النارِ ؟ قال : بلى . قال : فعلام نُعطي
الدنيَّةَ في ديننا ، ونرجعُ ولما يحكمُ اللهُ بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابنَ الخطابِ
! إنَّهُ رسولُ اللهِ ولن يُضيِّعَه اللهُ أبدًا . قال : فنزل القرآنُ على رسولِ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالفتحِ . فأرسل إلى عمرَ فأقرأَه إياهُ . فقال : يا رسولَ
اللهِ ! أو فتحٌ هوَ ؟ قال ( نعم ) فطابت نفسُه ورجع .) ([95]).
الفرع الحادي عشر : فضل القرون الأولى
(خيرُ
القرونِ القرنُ الَّذي بُعثتُ فيهم ، ثمَّ الَّذين يلونَهم ، ثمَّ الَّذين
يَلونَهم) ([96]).
(خيرُ القرونِ قرنيَ
الَّذينَ بُعِثتُ فيهم ثمَّ الَّذينَ يلونَهم ثمَّ الَّذينَ يلونَهم) ([97]).
(خيرُ القرونِ قرْني, ثمَّ الَّذين يلونَهم, ثمَّ الَّذين يلونَهم,
ثمَّ يأتي قومٌ يشهدونَ ولا يُستشهدونَ, وينذُرونَ ولا يوفونَ, ويظهرُ فيهم
السِّمَنُ .) ([98]).
(خيرُ
القُرونِ قرني ثُمَّ الذين يلونَهم ثُمَّ الذين يلونَهم ثُمَّ يفشو الكَذِبُ) ([99]).
(خيرُ القرونِ قرني ثم
الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) ([100]).
(خيرُكم قَرْنِي ، ثم الذين
يلُونهم ، ثم الذين يلُونَهم - قال عمرانُ : لا أدري : ذكرَ ثِنتيْنِ أو ثلاثًا
بعد قَرْنِه - ثم يجيءُ قومٌ ، ينذِرونَ ولا يَفُونَ، ويخونونَ ولا يُؤتَمَنُونَ ،
ويشهدون ولا يُستَشْهَدُونَ ، ويظهرُ فيهمُ السِّمَنُ) ([101]).
(خيرُكُم قرني ، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ، .
قال عِمرانُ : لا أدري أذَكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعد قرنِهُ
قرنَينِ أو ثلاثَةً ، قال النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّ بعدَكم
قومًا يخونونَ ولا يؤتمنونَ ، ويَشهدونَ ولا يُستَشهدَونَ ، ويَنذُرونَ ولا يفونَ
، ويظهرُ فيهمُ السِّمنُ) ([102]).
(خيرُكم قرني ، ثمَّ الَّذين يلونهم ، ثمَّ الَّذين يلونهم - قال
عمرانُ : فما أدري : قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعد قولِه مرَّتَيْن
أو ثلاثًا - ثمَّ يكونُ بعدهم قومٌ يشهدون ولا يُستَشهَدون ويُخوَّنون ولا
يُؤتَمنون ، ويَنذِرون ولا يَفون ، ويظهرُ فيهم السِّمَنُ) ([103]).
(خيرُكُم قَرني ثمَّ الَّذينَ يلونَهم) ([104]).
(سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ الناسِ خيرٌ ؟ قال : (
قَرني، ثم الذين يَلُونهم، ثم الذين يَلُونهم، ثم يَجيءُ قومٌ : تَسبِقُ شَهادةُ
أحدِهم يمينَه ويمينُه شَهادتَه .) ([105]).
(سُئِل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
أيُّ الناسِ خيرٌ ؟ قال " قَرْني . ثم الذين يلونهم . ثم الذين يلونَهم . ثم يجئُ
قومٌ تبدرُ شهادةَ أحدِهم يمينُه ، وتبدرُ يمينَه شهادتُه " . قال إبراهيم :
كانوا ينهوننا ، ونحن غِلمانٌ ، عن العهدِ والشهاداتِ .) ([106]).
(خيرُ النَّاسِ قَرني ، ثمَّ الَّذين يَلونَهم ،
ثمَّ الَّذين يَلونَهم ، ثمَّ يجيءُ أقوامٌ : تَسبقُ شهادةُ أحدِهم يمينَهُ
ويمينُه شهادتَه) ([107]).
(خيرُ النَّاسِ قرني ، ثمَّ الَّذين يلونهم ، ثمَّ الَّذين يلونهم ،
ثمَّ يَجيءُ من بعدِهم قومٌ : تسبِقُ شهادتُهم أيمانَهم ، وأيمانُهم شهادتَهم) ([108]).
(خيرُ الناسِ قَرْنِي ، ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهم ، ثم الَّذِينَ
يَلُونَهم ، ثُمَّ يَجِيءُ قومٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمينَهُ ،
ويَمينَهُ شَهَادَتَهُ) ([109]).
(خيرُ النَّاسِ قرْني ثمَّ الَّذين يلونَهم ثمَّ الَّذين يلونَهمْ) ([110]).
(خيرُ أُمَّتِي قَرْنِي ، ثُمَّ الذين يَلُونَهُمْ ، ثمَّ الذين يَلُونَهُمْ
- قال عِمْرانُ : فلَا أَدْرِي أذَكَرَ بعدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثلاثًا -
ثُمَّ إنَّ بعدَكُمْ قومًا يشْهَدُونَ ولَا يُسْتَشْهَدُونَ ، ويخونونَ ولَا
يُؤْتَمَنُونَ ، وينذُرونَ ولَا يُوَفُّونَ ، ويَظْهَرُ فيهم السِّمَنُ) ([111]).
(إن خيرَكم قرني . ثم الذين يلونَهم . ثم الذين
يلونهم . ثم الذين يلونهم . قال عمرانُ : فلا أدري أقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ بعد قرنِه ، مرتين أو ثلاثةً . ثم يكونُ بعدهم قومٌ يشهدون ولا
يُستشهدون . ويخونون ولا يُؤتمنون . وينذرون ولا يُوفون ويظهرُ فيهم السمنُ . وفي
روايةٍ : قالَ : لا أدري أذكرَ بعد قرنِه قرنين أو ثلاثة . وفي حديثِ شبابة قالَ :
سمعتُ زهدمَ بنَ مضربٍ ، وجاءني في حاجةٍ على فرسٍ ، فحدثني ؛ أنه سمعَ عمرانَ بنَ
حصينٍ . وفي حديثِ يحيى وشبابة ينذُرون ولا يَفُون . وفي حديثِ بهزٍ يُوَفُّونَ
كما قال ابنُ جعفرٍ . وفي روايةٍ : خيرُ هذه الأمةِ القرنُ الذين بعثتُ فيهم . ثم
الذين يلونهم . زاد في حديثِ أبي عوانةَ قالَ : واللهُ أعلمُ . أذكرَ الثالثَ أم
لا . بمثلِ حديثِ زَهْدَمٍ عن عمرانَ . وزادَ في حديثِ هشامٍ عن قتادةَ ويحلفون
ولا يُستحلفون .) ([112]).
(خيرُ الناسِ قرني . ثم الذين يلونهم . ثم الذين يلونهم . فلا أدري
في الثالثةِ أو في الرابعةِ قالَ : ثم يتخلفُ من بعدِهم خلْفٌ . تسبقُ شهادةُ
أحدِهم يمينَه ، ويمينُه شهادتَه) ([113]).
(إنَّ خيرَ النَّاسِ قَرني ، ثمَّ الَّذينَ
يلونَهم ، ثمَّ الَّذينَ يلونَهم ، ثمَّ يَجيءُ أقوامٌ تسبِقُ أحدِهم يمينَه ،
ويمينُه شَهادتَه . قال إبراهيمُ: كانوا يضرِبونَ على العَهدِ والشَّهادةِ ونحنُ
صِغارٌ) ([114]).
(خيرُ القرونِ قرْني, ثمَّ الَّذين يلونَهم, ثمَّ الَّذين يلونَهم,
ثمَّ يأتي قومٌ يشهدونَ ولا يُستشهدونَ, وينذُرونَ ولا يوفونَ, ويظهرُ فيهم السِّمَنُ
.) ([115]).
الفرع الثاني عشر : فضل العلم والتيسير والسّتر
) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى
تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ
اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَالْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ
اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) (البقرة
120)
)أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ
الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)
(الزمر 9)
)وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا
أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ
وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ
وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ
يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة 247)
(هُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران 7)
(لَكِنِ
الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا
أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ
وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء
162)
(شَهِدَ
اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ
قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
(آل عمران 18)
(شَهِدَ اللَّه" بَيَّنَ
لِخَلْقِهِ بِالدَّلَائِلِ وَالْآيَات "أَنَّهُ لَا إلَه" أَيْ لَا
مَعْبُود فِي الْوُجُود بِحَقٍّ "إلَّا هُوَ" شَهِدَ بِذَلِكَ
"وَالْمَلَائِكَة" بِالْإِقْرَارِ"وَأُولُو
الْعِلْم" مِنْ
الْأَنْبِيَاء وَالْمُؤْمِنِينَ بِالِاعْتِقَادِ وَاللَّفْظ "قَائِمًا" بِتَدْبِيرِ
مَصْنُوعَاته وَنَصْبه عَلَى الْحَال وَالْعَامِل فِيهَا مَعْنَى الْجُمْلَة أَيْ
تَفَرَّدَ "بِالْقِسْطِ" بِالْعَدْلِ "لَا
إلَه إلَّا هُوَ" كَرَّرَهُ
تَأْكِيدًا "الْعَزِيز" فِي مُلْكه "الْحَكِيم" فِي صُنْعه ). (الجلالين)
(قُلْ
آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ
قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا)
(الإسراء 107)
(يَا
أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي
أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا) (مريم 43)
(فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ
قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا
مُسْلِمِينَ) (النمل 42)
(وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ) (القصص
80 )
(بَلْ هُوَ آيَاتٌ
بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا
إِلَّا الظَّالِمُونَ) (العنكبوت 49 )
(وَيَرَى الَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ
وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (سبأ
6 )
(يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ
فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (المجادلة 11).
(من سلك طريقا يلتمس
علما سهل الله له طريقا إلى الجنة) ([116]).
(من سلَكَ طريقًا
يلتمسُ فيهِ علمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ) ([117]).
(مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ عِلمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ
طريقًا إلى الجنَّةِ ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحَتَها رضًا لطالبِ العلمِ ،
وإنَّ طالِبَ العِلمِ يستَغفرُ لَهُ مَن في السَّماءِ والأرضِ ، حتَّى الحيتانِ في
الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالِمِ على العابِدِ كفَضلِ القَمرِ علَى سائرِ الكواكِبِ ،
إنَّ العُلَماءَ هُمْ ورَثةُ الأنبياءِ ، إنَّ الأنبياءَ لم يُوَرِّثوا دينارًا
ولا دِرهمًا ، إنَّما ورَّثوا العِلمَ ، فمَن أخذَهُ أخذَ بِحَظٍّ وافرٍ) ([118]).
(من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا ، نفَّسَ اللهُ عنه
كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ . ومن يسّرَ على معسرٍ ، يسّرَ اللهُ عليه في
الدنيا والآخرةِ . ومن سترَ مسلمًا ، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ . واللهُ في
عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه . ومن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا ،
سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنةِ . وما اجتمعَ قومٌ في بيتِ من بيوتِ اللهِ ،
يتلون كتابَ اللهِ ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلتْ عليهم السكينةُ ، وغشيتْهم
الرحمةُ وحفّتهم الملائكةُ ، وذكرَهم اللهُ فيمن عنده . ومن بطّأ به عملُه ، لم
يسرعْ به نسبُه . غيرَ أن حديثَ أبي أسامة ليس فيه ذكرُ التيسيرِ على المعسرِ .) ([119]).
(مَن نفَّسَ عن
مُسلمٍ كُربةً من كرَبِ الدُّنيا ، نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كُربةً من كُرَبِ يومِ
القيامةِ ، ومَن سترَ مسلِمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ ، ومَن يسَّرَ
على مُعسرٍ يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، واللَّهُ في عونِ العبدِ
ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ ، ومَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ
اللَّهُ لَهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ، وما اجتمعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ
، يَتلونَ كتابَ اللَّهِ ، ويَتدارسونَهُ بينَهُم، إلَّا حفَّتهمُ الملائِكَةُ،
ونزَلت عليهمُ السَّكينةُ ، وغشيتهمُ الرَّحمةُ ، وذَكَرَهُمُ اللَّهُ فيمن عندَهُ
، ومن أبطأَ بِهِ عملُهُ لم يُسرِعْ بِهِ نسبُهُ) ([120]).
(مَن نفَّسَ عن أخيهِ
كُربةً من كُرَبِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ،
ومن سترَ مسلِمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ
يسَّرَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العبدِ ما كانَ
العبدُ في عونِ أخيهِ، ومَن سلَكَ طريقًا يلتَمسُ فيهِ عِلمًا سَهَّلَ اللَّهُ
لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وما قعدَ قومٌ في مسجِدٍ يتلونَ كتابَ اللَّهِ
ويتدارسونَهُ بينَهُم، إلاَّ نزلت علَيهِمُ السَّكينةُ، وغشيتهمُ الرَّحمةُ،
وحفَّتهمُ الملائِكَةُ، ومن أبطأَ بِهِ عملُهُ لم يُسرِعْ بِهِ نسبُهُ) ([121]).
(من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَبِ الدنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً
من كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن يسَّر على مُعسِرٍ ، يسَّر اللهُ عليه في الدنيا
والآخرةِ ، ومن ستر مسلمًا ، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ ، واللهُ في عَونِ
العبدِ ، ما كان العبدُ في عَوْنِ أخيه ، ومن سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا ، سهَّل
اللهُ له طريقًا إلى الجنَّةِ ، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ ، يتلون
كتابَ اللهِ ، ويتدارَسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السَّكينةُ ، وغشِيتهمُ الرحمةُ
، وحفَّتهمُ الملائكةُ ، وذكَرهم اللهُ فيمن عندَه ، ومن أبطأ به عملُه لم يُسرِعْ
به نسَبُه) ([122]).
الفرع الثالث عشر : الإيمان والإسلام وفضل أهلهما
(بينما نحن عند رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ
شديدُ سوادِ الشعرِ ، لا نرَى عليه أثرَ السفرِ ولا نعرفُه ، حتَّى جلس إلى رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فأسند ركبتَه إلى ركبتِه ووضع كفَّيهِ على فخذِه ثمَّ
قال : يا محمدُ أخبرْني عن الإسلامِ ، ما الإسلامُ ؟ قال : أنْ تشهدَ أنْ لا إلهَ
إلَّا اللهَ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ الزكاةَ وتصومَ
رمضانَ وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا . قال : صدقتَ : قال عمرُ : فعجِبنا
له يسألهُ ويصدقُه . فقال : يا محمدُ أخبرني عن الإيمانِ ما الإيمانُ ؟ قال : الإيمانُ
أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ والقدرِ كلِّه خيرِه
وشرِّه . قال : صدقتَ . قال : فأخبرني عن الإحسانِ ما الإحسانُ ؟ قال : أنْ تعبدَ
اللهَ كأنك تراهُ فإن لم تكنْ تراهُ فإنه يراكَ . فقال : أخبرني عن الساعةِ متى
الساعةُ ؟ قال : ما المسئولُ عنها بأعلمَ من السائلِ . فقال : أخبرني عن أماراتِها
. قال : أنْ تلدَ الأمةُ ربَّتها وأنْ ترَى الحفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ
الشَّاءِ يتطاولونَ في البناءِ ، قال : ثمَّ انطلقَ الرجلُ ، قال عمرُ : فلبثتُ
ثلاثًا ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : يا عمرُ أتدري من السائلُ ؟
قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : فإنه جبريلُ عليه السلامُ أتاكم يعلِّمَكم
دينَكم) ([123]).
(أنَّ رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يومًا بارزًا للناسِ ، إذْ أتاهُ رجلٌ يمشِي ،
فقالَ : يا رسولَ اللهِ ما الإيمانُ ؟ قالَ : ( الإيمانُ: أنْ تؤمِنَ باللهِ وملائكتهِ ورسُلِهِ ولقائِهِ ، وتؤمنَ بالبعثِ
الآخرِ ) . قالَ : يا رسولَ اللهِ ما الإسلامُ ؟ قالَ : ( الإسلامُ: أنْ تعبدَ
اللهَ ولا تشركَ به شيئًا ، وتقيمَ الصلاةَ ، وتؤتِيَ الزكاةَ المفروضَةَ ، وتصومَ
رمضانَ ) . قال : يا رسولَ اللهِ ما الإحسانُ ؟ قالَ : ( الإحسانُ : أنْ تعبدَ
اللهَ كأنكَ تراهُ ، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ ) . قالَ : يا رسولَ اللهِ
متى الساعةُ ؟ قالَ : ( ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائلِ ، ولكن سأُحدِّثُكَ عن
أشراطِهَا : إذَا ولَدتْ المرأةُ ربَّتَهَا ، فذاكَ من أشراطِهَا ، وإذا كان
الحفاةُ العرَاةُ رؤوسَ الناسِ ، فذاكَ من أشراطِهَا ، في خمسٍ لا يعْلَمُهُن إلا
اللهُ : { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنْزِلُ الْغَيْثَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} ) . ثم انصَرَفَ الرجلُ ، فقالَ : ( ردُّوا
عليَّ ) . فأخَذُوا ليَردُّوا فلمْ يرَوْا شيئًا ، فقالَ : ( هذا جبريلُ ، جاءَ
ليُعَلِّمَ الناس دينَهُم ) ([124]) .
(قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ ما الإسلامُ قال أن يسلَمَ للهِ قلبُك
وأن يسلَمَ المسلمون من لسانِك ويدِك قال فأيُّ الإسلامِ أفضلُ قال الإيمانُ قال
وما الإيمانُ قال أن تُؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه والبعثِ بعد الموتِ
قال فأيُّ الإيمانِ أفضلُ قال الهجرةُ قال وما الهجرةُ قال أن تهجُرَ السُّوءَ قال
فأيُّ الهجرةِ أفضلُ قال الجهادُ قال وما الجهادُ قال أن تُقاتلَ الكفَّارَ إذا
لقِيتَهم قال فأيُّ الجهادِ أفضلُ قال من عقَر جوادَه وأُهرِيق دمُه قال رسولُ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ عملان هما أفضلُ الأعمالِ إلَّا من عمِل عملًا
بمثلِها حجَّةٌ مبرورةٌ أو عمرةٌ مبرورةٌ) ([125]).
(قال أبو هريرةَ : الإيمانُ
نَزِهٌ فمن زنا فارقه الإيمانُ ، فمن لام نفسَه وراجع راجعَه الإيمانُ) ([126]).
(لا يقتلُ القاتلُ حين يقتلُ وهو مؤمنٌ ولا يشربُ الخمرَ حين
يشربُها وهو مؤمنٌ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ ، ولا يسرقُ السارقُ حين
يسرقُ وهو مؤمنٌ ، ولا يختلسُ خلسةً وهو مؤمنٌ يخلعُ منه الإيمانَ كما يخلعُ منه
سربالَه فإذا رجع إلى الإيمانِ رجع إليه وإذا رجع رجع إليه الإيمانُ) ([127]).
شعب الإيمان
(الإيمانُ بِضعٌ
وستونَ شُعبةً ، والحَياءُ شُعبةٌ منَ الإيمانِ .) ([128])
)الإيمانُ
بِضْعٌ وسبعونَ شُعبةً . والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ
([129]).
(الإيمانُ بِضْعٌ وسبعونَ أو بِضْعٌ وستُّونَ شُعبةً . فأفضلُها
قولث لا إلهَ إلَّا اللهُ . وأدناها إماطةُ الأذى عن الطَّريقِ . والحياءُ شُعبةٌ
من الإيمانِ) ([130]).
(الإيمانُ بِضْعٌ
وسبعونَ شُعبةً . والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ) ([131]).
)الإيمانُ بِضعٌ وسَبعونَ بابًا،
فأدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ، وأرْفَعُها قولُ : لا إلَهَ إلَّا اللهُ) ([132]).
)الإيمانُ بضعٌ وسبعون شعبةً ،
أعلاها قولُ لا إله إلا اللهُ ، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ) ([133]).
)الإيمانُ بِضعٌ وسَبعونَ بابًا ،
أدناها إماطةُ الأذَى عنِ الطَّريقِ ، وأرفعُها قَولُ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ) ([134]).
)الإيمانُ بضعٌ وسبعون بابًا ،
فأدناها إماطةُ العظمِ عن الطريقِ وأفضلُها قولُ لا إله إلا اللهُ والحياءُ شُعبةٌ
من الإيمانِ) ([135]).
)الإيمانُ بضعٌ وسبعونَ شُعبةً،
أفضلُها لا إلهَ إلا اللهَ، وأوضَعُها إماطةُ الأذى عن الطريقِ، والحياءُ شعبةٌ
منَ الإيمانِ)
([136]).
)الإيمانُ
بِضعٌ وستون أو سبعون بابًا أدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ وأرفعُها قولُ لا إله
إلا اللهُ والحياء شعبةٌ من الإيمان) ([137]).
)الإيمانُ
بضعٌ وسبعون شعبةً، والحياءُ شعبةٌ من الإيمانِ) ([138]).
)الإِيمانُ
بِضعٌ وسِتُّونَ شُعبةً ، والحياءُ شُعبةٌ، من الإِيمانِ) ([139]).
)الإيْمانُ
بِضعٌ وسَبعونَ بابًا ، فأدْناها إِماطَةُ الأَذَى عنِ الطَّرِيقِ ، وأرْفَعُها
قَولُ : لا إِلهَ إلا اللهُ) ([140]).
)الإِيمانُ
بِضعٌ وسَبعونَ شُعبةً ، فأَفْضَلُها قَولُ : لا إِلهَ إلا اللهُ ، وأدْناها
إِماطَةُ الأَذَى عنِ الطَّرِيقِ ، والحياءُ شُعبةٌ من الإِيمانِ) ([141]).
)الإيمانُ
بضعٌ وسبعون : أفضلُها قولُ : لا إلهَ إلا اللهُ . وأدناها إماطةُ الأذى عن
الطريقِ ، والحياءُ شعبةٌ مِن الإيمانِ.) ([142]).
(إنَّ من الإيمانِ أن يحِبَّ الرَّجلُ رجلًا لا يُحبُّه إلَّا للهِ
من غيرِ مالٍ أعطاه فذلك الإيمانُ) ([143]) .
(قال عبدُ اللهِ :
الصَّبرُ نِصفُ الإيمانِ ، واليقينُ الإيمانُ كلُّه) ([144])
.
أوثقُ عُرى الإيمانِ
(أوثقُ
عُرى الإيمانِ الحبُّ في اللَّهِ والبغضُ في اللَّهِ) ([145]).
(أيُّ عُرَى الإسلامِ أوْثَقُ قالوا : الصَّلاةُ . قال : حسنةُ ؛
وما هيَ بِها قالوا : صِيامُ رَمَضَانَ . قال : حَسَنٌ ؛ وما هو بهِ . قالوا :
الجهادُ . قال : حَسَنٌ وما هو بهِ . قال : إِنَّ أوْثَق عُرَى الإيمانِ أنْ
تُحِبَّ في اللهِ ، وتُبْغِضَ في اللهِ .) ([146]).
(أوْثَقُ عُرَى الإيمانِ المُوَالاةُ في اللهِ ، و المُعادَاةُ في
اللهِ ، و الحُبُّ في اللهِ ، و البغضُ في اللهِ) ([147]).
(أوثقُ عُرَى الإيمانِ : الموالاةُ في اللهِ ، و المُعاداةُ في اللهِ ، و الحبُّ في اللهِ
، و البُغضُ في اللهِ عزَّ وجلَّ) ([148]).
الإيمان بالملائكة
أصناف الملائكة
ومن أصناف الخلق الملائكة، ولهم مهام ووظائف
مختلفة : جبريل -عليه السّلام- هو الملك الموكلُ بالوحي، وهناك ملائكةُ العذاب، والرّحمة،
وملك النّار والجنّة، والملائكة الموكلة بتصريف الرّياح والسّحاب، والجبال، وملك
الموت، والملائكة الّتي تنفخ الرّوح في الجنين، والحفظة، والكتبة، وهناك حملة
العرش.
يقول النابلسي: الملائكة لا يتناكحون، ولا يتناسلون، ولا يأكلون،
ولا يشربون, و إنما عباد مكرمون طائعون لله لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
يحملون رسالات ربهم في العالمين ويؤدون
وظائفهم في الأكوان بحسب مجرى الأقدار, وينفذون أوامر الله بحذافيرها على مراد
الله العزيز الجبار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا
يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم 6).
ويقول سبحانه : (فَسَجَدَ
الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) (ص 73). اللَّهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى أَعْلَمَ
الْمَلَائِكَة قَبْل خَلْق آدَم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِأَنَّهُ
سَيَخْلُقُ بَشَرًا مِنْ صَلْصَال مِنْ حَمَإٍ مَسْنُون وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ
بِالْأَمْرِ : مَتَى فَرَغَ مِنْ خَلْقه وَتَسْوِيَته فَلْيَسْجُدُوا لَهُ إِكْرَامًا
وَاحْتِرَامًا وَامْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَامْتَثَلَ
الْمَلَائِكَة كُلّهمْ ذَلِكَ سِوَى إِبْلِيس وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ جِنْسًا ، كَانَ
مِنْ الْجِنّ فَخَانَهُ طَبْعُهُ وَجِبِلَّته فَاسْتَنْكَفَ عَنْ السُّجُود
لِآدَمَ وَخَاصَمَ رَبّه عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ وَادَّعَى أَنَّهُ خَيْر مِنْ آدَم
(ابن كثير).
الملائكة
مخلوقات مغيبة عنا لا نراهم, أجسامهم نورانية وهم كثر لا حصر لهم. وهم قادرون
على التشكل بالأشكال الجسمانية المرئية :
الملائكة قادرون على التشكل بالأشكال الجسمانية المرئية
- (بينما نحن
عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ شديدُ سوادِ الشعرِ، لا نرَى
عليه أثرَ السفرِ ولا نعرفُه ، حتَّى
جلس إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فأسند ركبتَه إلى ركبتِه ووضع كفَّيهِ
على فخذِه ثمَّ قال : يا محمدُ أخبرْني عن الإسلامِ ، ما الإسلامُ ؟ قال : أنْ
تشهدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهَ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ
الزكاةَ وتصومَ رمضانَ وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا . قال : صدقتَ : قال
عمرُ : فعجِبنا له يسألهُ ويصدقُه . فقال : يا محمدُ أخبرني عن الإيمانِ ما
الإيمانُ ؟ قال : الإيمانُ أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ
الآخرِ والقدرِ كلِّه خيرِه وشرِّه . قال : صدقتَ . قال : فأخبرني عن الإحسانِ ما
الإحسانُ ؟ قال : أنْ تعبدَ اللهَ كأنك تراهُ فإن لم تكنْ تراهُ فإنه يراكَ . فقال
: أخبرني عن الساعةِ متى الساعةُ ؟ قال: ما المسئولُ عنها بأعلمَ من السائلِ .
فقال : أخبرني عن أماراتِها . قال : أنْ تلدَ الأمةُ ربَّتها وأنْ ترَى
الحفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البناءِ ، قال : ثمَّ انطلقَ الرجلُ ، قال عمرُ : فلبثتُ ثلاثًا ثمَّ قال رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلم : يا عمرُ أتدري من السائلُ ؟ قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ .
قال : فإنه جبريلُ عليه السلامُ أتاكم يعلِّمَكم دينَكم) ([149]).
- (أنَّ الحارثَ بنَ هشامٍ
سأل النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : كيف يأتيك الوحيُ ؟ فقال " أحيانًا
يأتيني في مثل صلصلةِ الجرسِ وهو أشدُّهُ عليَّ . ثم يُفصمُ عني وقد وعيتُه . وأحيانًا ملكٌ في مثلِ صورةِ الرجلِ . فأعِي ما يقولُ " .) ([150]).
- (إنَّ رجلًا قتلَ تِسعةً
وتِسعينَ نفسًا ، ثمَّ عُرِضَتْ لهُ التَّوبةُ ، فسألَ عن أعلَمِ أهلِ الأرضِ ؟
فَدُلَّ علَى راهِبٍ ، فأتاهُ ، فقالَ : إنَّه قتلَ تِسعةً وتِسعينَ نفسًا ، فهلْ
لهُ مِن توبةٍ ؟ فقال : لا ، فَقَتلَه ، فكَمَّلَ بهِ مائةً ، ثمَّ سألَ عن أعلَمِ
أهلِ الأرضِ ؟ فَدُلَّ على رجلٍ عالمٍ ، فقال : إنَّه قتلَ مِائةَ نفسٍ ، فهلْ لهُ
من توبةٍ ؟ قال : نعَمْ ، ومَن يحولُ بينَه وبينَ التَّوبةِ ؟ انطلقْ إلى أرضِ
كَذا وكَذا ، فإنَّ بِها أُناسًا يعبُدونَ اللهَ ، فاعبُدِ اللهَ معهُمْ ، ولا
ترجعْ إلى أرضِكَ ، فإنَّها أرضُ سَوءٍ ، فانطلقَ حتَّى إذا نِصفُ الطَّريقَ أتاه
الموتُ ، فاختصَمَتْ فيهِ ملائكةُ الرَّحمةِ ، وملائكةُ العَذابِ ، فقالتْ ملائكةُ
الرَّحمةِ : جاء تائبًا مُقبلًا بقلبِه إلى اللهِ تعالى ، وقالتْ ملائكةُ العذابِ
: إنَّه لَم يعمَلْ خيرًا قطُّ ، فأتاهُم ملَكٌ في
صورةِ آدَميٍّ ، فجعَلوه بينَهم ، فقالَ : قيسوا بينَ الأرضَيْنِ ،
فإلى أيَّتِهِما كان أدنى فهوَ لها ، فقاسوا ، فوجَدوه أدنى إلى الأرضِ الَّتي
أرادَ ، فَقَبضَتُهُ ملائكةُ الرَّحمَةِ) ([151]).
الملائكة
كثرٌ ولا يُرونْ
- (إنِّي أرى ما لا ترونَ وأسمعُ ما لا تسمعونَ أطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ
لَها أن تئطَّ والَّذي نفسي بيدِه ما فيها
موضعُ أربعةِ أصابعَ إلَّا ملَكٌ واضعٌ جبهتَهُ ساجدًا للَّهِ واللَّهِ لو تعلمونَ ما أعلمُ لضحِكتُم قليلًا ولبَكيتُم كثيرًا وما
تلذَّذتُم بالنِّساءِ على الفرشاتِ ولخرجتُم إلى الصُّعُداتِ تجأرونَ إلى اللَّهِ
قالَ أبو ذرٍّ يا ليتَني كنتُ شجرةً تُعضَدُ) ([152])
.
-
(إني أرى ما لا تَرَوْنَ وأسمعُ ما لا تسمعون أَطَتِ السماءُ وحقٌّ لها أن تَئِطُّ ما فيها موضعُ أربعِ أصابعَ إلا
وملكٌ واضعٌ جبهتَه للهِ ساجدًا واللهِ لو تعلمون ما
أعلمُ لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا وما تلذَّذتم بالنساءِ على الفُرُشِ ولخرجتم
إلى الصُّعداتِ تجأرونَ إلى اللهِ لوددتُ أني كنتُ شجرةً تُعْضَدُ) ([153])
.
-
(إنِّي أرى ما لا تَرونَ ، وأسمَعُ مالاتسمَعونَ ، أطَّتِ السماءُ ، وحُقَّ لها أن تَئِطَّ ، ما فيها موضِعُ قدمٍ إلَّا
ملَكٌ واضعٌ جبهتَه ساجدًا للهِ ، واللهِ لَو
تعلَمونَ ما أعلمُ لضحِكتُمْ قليلًا ، ولبكَيتُمْ كثيرًا ، وما تلذَّذْتُم
بالنِّساءِ على الفرُشِ ولخرَجتُم إلى الصُعُداتِ تجأَرونَ إلى اللهِ ، واللهِ
لودِدتُ أنِّي شجَرةٌ تُعضدُ ) ([154]).
- (إِنَّي أرى ما
لا ترونَ ، وأسمعُ ما لا تسمعونَ ، أطَّتِ
السماءُ ، وحُقَّ لها أنْ تَئِطَّ ، ما فيها موضعُ أربعِ أصابِعَ ، إلَّا وملَكٌ
واضعٌ جبهَتَهُ للهِ تعالى ساجدًا ، واللهِ لو تعلمونَ
ما أعلَمُ ، لضَحِكتُم قليلًا ، ولبكيتُم كثيرًا ، وما تلذذتُم بالنساءِ على
الفُرُشِ ، ولخرجْتُمْ إلى الصُعُداتِ تَجْأرونَ إلى اللهِ) ([155]).
- (أطت السماء أطَّتِ السماءُ و يحقُّ لها أن تَئِطَّ ، و الذي نفسُ محمدٍ
بيدِه ، ما فيها موضعُ شبرٍ إلا و فيه جبهةُ ملَكٍ ساجدٍ يُسبِّحُ اللهَ بحمدِه)
([156]).
- (أتَسمعون
ما أسمعُ ؟ إني لأَسمعُ أطيطَ السماءِ و ما تُلامُ أن تَئِطَّ ، و ما فيها موضعُ
شبرٍ إلا و عليه ملَكٌ ساجدٌ أو قائمٌ) ([157]).
- (أتَسْمَعُونَ
ما أَسْمَعُ ؟ قالوا : ما نَسْمَعُ من شيءٍ ، قال : إنِّي لأَسْمَعُ أَطِيطَ
السَّماءِ ، و ما تُلامُ أنْ تَئِطَّ، و ما فيها مَوْضِعُ شبرٍ إلَّا و عليهِ
مَلَكٌ ساجِدٌ ، أوْ قائِمٌ) ([158]).
- (هل تسمعونَ ما أسمعُ
؟ قالوا : ما نَسمعُ من شَيء ، قال : إنّي لأسمع أطيطَ السماءِ ، وما تُلامُ أن
تئِطّ ، وما فيها موضعُ شبرٍ إلا وعليهِ ملكٌ ساجدٌ ، أو قائمٌ) ([159]).
الفرع الرابع عشر : الأخلاق الحميدة وبعض نماذجها
(سأل
رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن حُسنِ الخُلقِ فتلا قولَه تعالَى (خُذِ الْعَفْوَ
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) ]
الأعراف [199. ثمَّ قال صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم : هو أن تصِلَ من قطعك وتُعطيَ من حرمك وتعفوَ عمَّن ظلمك .) ([160]).
غيرة سعد
- (لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير
مصفح ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( تعجبون من غيرة سعد ،
والله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر
منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين،
ولا أحد أحب إليه المدحة من الله، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة) ([161]).
(ومن أجل
غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما
بطن). ومن أجل كفر الكافرين وعنادهم فقد
انتهكوا الحرمات وقارفوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وجندوا أنفسهم لمحاربة
الإسلام ورسوله وأتباعه. لقد أشربوا في
قلوبهم الكفر والشرك والفواحش، لذا فإن محبتهم للكفر وللفواحش جعلتهم ينالون من
الرسول الكريم الذي عمل على إزالة كل مظهر للكفر وللفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وبسبب
الزيغ والنفاق فقد استحلّ الرّافضة الفروج! وبدّلوا شرع اللّه، وجنّدوا أنفسهم مع
من يسمونه الشيطان الأكبر لمحاربة الإسلام ورسوله وأتباعه. لقد أشربوا في قلوبهم النفاق والفواحش، لذا فإن
محبتهم للزّيغ وموالاتهم للكفرة جعلتهم ينالون من أزواج الرسول الكريم الذي عمل
على إزالة كل مظهر للكفر وللفواحش ما ظهر منها وما بطن.
أقربكم مني مجلسًا يومَ القيامَةِ
(إنِّي
لأقرَبُكُمْ مجلسًا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ القيامَةِ وذلك
أني سمعتُه يقولُ: إنَّ أقرَبَكُمْ منِّي مجلسًا يومَ القيامَةِ من خرَج من الدنيا
كهيئة ما تركتُه عليها وإنَّه واللهِ ما منْكُمْ مِن أحدٍ إلَّا وقدْ تَشَبَّثَ
منها بشيءٍ غيري) ([162]).
(إنِّي لأقربُكُم يومَ القيامَةِ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ
عليهِ وسلَّمَ إنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ إنَّ
أقربَكم منِّي يومَ القيامةِ من خرجَ منَ الدُّنيا كهيئتِهِ يومَ تركتُهُ وإنَّهُ
واللَّهِ ما منكم من أحدٍ إلَّا وقد تشبَّثَ منها بشيءٍ غيري) ([163]).
(إنَّ أحبَّكم إليَّ و أقربَكم مني في الآخرةِ مجالسَ أحاسنُكم
أخلاقًا ، و إنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرةِ أسوؤكم أخلاقًا ،
الثَّرْثَارُونَ المُتَشَدِّقُونَ المُتَفَيْهِقونَ) ([164]).
(إِنَّ أحبَّكُمْ إِلَيَّ
أَقْرَبَكُمْ مِنِّي في الآخرةِ مَحاسِنُكُمْ أَخْلاقًا ، وإِنَّ أبغضَكُمْ
إِلَيَّ وأَبْعَدَكُمْ مِنِّي في الآخرةِ الثَّرْثَارُونَ المُتَفَيْهِقُونَ
المُتَشَدِّقُونَ قالوا يا رسولَ اللهِ قد عَلِمْنا الثَّرْثَارُونَ
والمُتَشَدِّقُونَ فما المُتَفَيْهِقُونَ قال : المتكبرونَ) ([165]).
(إن أحبكم إلي أقربكم مني
في الآخرة محاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا ،
الثرثارون المتفيهقون المتشدقون . ) ([166]).
(أقربُكم مني مجلسًا يومَ
القيامةِ أحسنُكم خُلُقًا) ([167]).
(إنَّ أقربَكم مني منزلًا
يومَ القيامةِ أحاسنُكم أخلاقًا في الدُّنيا) ([168]).
خمسٌ من
عمَلهنَّ في يومٍ كتبه اللهُ من أهلِ الجنَّةِ
(خمسٌ من عمَلهنَّ في
يومٍ كتبه اللهُ من أهلِ الجنَّةِ : من عاد مريضًا ، وشهِد جِنازةً ، وصام يومًا ،
وراح إلى الجمعةِ ، وأعتق رَقبةً) ([169]).
(خمسٌ من فعَل واحدةً منهنَّ كان ضامِنًا على اللهِ عزَّ وجلَّ :
من عاد مريضًا ، أو خرج مع جِنازةٍ ، أو خرج غازيًا ، أو دخل على إمامٍ يُريدُ
تعزيرَه ، وتوقيرَه ، أو قعد في بيتِه فسلِم النَّاسُ منه ، وسلِم من النَّاسِ) ([170]).
(خمسٌ من عملهنَّ في
يومٍ كتبه اللهُ من أهلِ الجنَّةِ : من عاد مريضًا ، وشهِد جِنازةً ، وصام يومًا ،
وراح إلى الجمعةِ ، وأعتق رقبةً) ([171]).
(خمسٌ من عمِلهنَّ في يومٍ كتبه اللهُ من أهلِ الجنَّةِ من عاد
مريضًا وشهِد جِنازةً وصام يومًا وراح إلى الجمعةِ وأعتق رقبةً) ([172]).
(عهِد إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في خمسٍ من فعل
واحدةً منهنَّ كان ضامنًا على عزَّ وجلَّ من عاد مريضًا أو خرج مع جِنازةٍ أو خرج
غازيًا في سبيلِ اللهِ أو دخل على إمامٍ يريدُ بذلك تعزيرَه وتوقيرَه أو قعَد في
بيتِه فسلِم وسلِم النَّاسُ منه) ([173]).
(خَمسٌ من عملِهنَّ في يومٍ كتبَهُ اللَّهُ من أهلِ الجنَّةِ مَن
عادَ مريضًا وشهِدَ جنازةً وصامَ يومًا وراحَ إلى الجمعةِ وأعتقَ رقبةً) ([174]).
(من جاهد في سبيلِ اللهِ كان ضامنًا على اللهِ ومن عاد مريضًا كان
ضامنًا على اللهِ ومن دخل على إمامِه يعزُرُه كان ضامنًا على اللهِ ومن جلس في
بيتِه لم يغتَبْ إنسانًا كان ضامنًا على اللهِ) ([175]).
(من جاهد في سبيلِ
اللهِ كان ضامنًا على اللهِ ومن عاد مريضًا كان ضامنًا على اللهِ ومن غدا إلى المسجدِ
أو راح كان ضامنًا على اللهِ ومن دخل على إمامٍ يعزرُه كان ضامنًا على اللهِ ومن
جلس في بيتِه لم يغتبْ إنسانًا كان ضامنًا على اللهِ) ([176]).
(عن عبدِ اللَّهِ بنِ
عمرٍو أنَّهُ مرَّ بمعاذِ بنِ جبلٍ وَهوَ قاعدٌ على بابِهِ يُشيرُ بيدِهِ كأنَّهُ
يحدِّثُ نفسَهُ فقالَ لَهُ عبدُ اللَّهِ ما شأنُكَ يا أبا عبدِ الرَّحمنِ تحدِّثُ
نفسَكَ قالَ وما لي يريدُ عدوُّ اللَّهِ أن يلهيَني عن كلامٍ سَمِعْتُه من رسولِ
اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ تُكابدُ دَهْرَكَ الآنَ في بيتِكَ ألا
تخرجُ إلى المجلِسِ فتحدِّثُ وأنا سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ
وسلَّمَ يقولُ من جاهدَ في سبيلِ اللَّهِ كانَ ضامنًا على اللَّهِ ومن جلسَ في
بيتِهِ لا يغتابُ أحدًا بسوءٍ كانَ ضامنًا على اللَّهِ ومن عادَ مريضًا كانَ
ضامنًا على اللَّهِ ومن غدا إلى المسجدِ أو راحَ كانَ ضامنًا على اللَّهِ ومن دخلَ
على إمامٍ يعزِّرُهُ كانَ ضامنًا على اللَّهِ فيريدُ عدوُّ اللَّهِ أن يُخْرِجَني
من بيتي إلى المجلِسِ) ([177]).
من عاد مريضًا، أو
زار أَخًا له في اللهِ
(مَن عادَ مريضًا ، لَم يزلْ في خُرْفَةِ الجنَّةِ حتَّى يرجعَ) ([178]).
(من عاد مريضًا ، لم
يزلْ في خُرفَةِ الجنَّةِ . قيل : يا رسولَ اللهِ ! وما خُرفَةُ الجنَّةِ ؟ قال :
جناها) ([179]).
(من عادَ مريضا خاضَ
الرحمةَ فإذا جلسَ عندهُ استَقْنَع فيها ، فإذا خرج من عندهِ خاضَ الرحمةَ حتى
يرْجِعَ بيته) ([180]).
(من عادَ مريضًا فلا يزالُ في الرَّحمةِ حتَّى إذا قعدَ عندهُ
استشفعَ فيها وإذا قامَ من عندِهِ فلا يزالُ يخوضُ فيها حتَّى يرجعَ من حيثُ خرج)
([181]).
(من عادَ مريضًا لم يزل يخوضُ الرَّحمةَ حتَّى يجلسَ فإذا جلسَ
اغتمسَ فيها) ([182]).
(من عادَ مريضًا خاضَ
في الرَّحمةِ فإذا جلسَ عندهُ استشفعَ فيها وقدِ استشفعتم إن شاءَ اللَّهُ في
الرَّحمةِ) ([183]).
(من عاد مريضًا خاض في الرَّحمةِ ، فإذا جلس عنده استُنقِع فيها) ([184]).
(من عاد مريضًا لم يزَلْ يخوضُ في الرَّحمةِ حتَّى يجلِسَ ، فإذا
جلس اغتمَس فيها) ([185]).
(كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا عادَ مريضًا
يضعُ يدَهُ على المكانِ الَّذي يألمُ ثمَّ يقولُ بسمِ اللَّهِ لا بأس) ([186]).
(من عاد مريضًا لم
يحضُرْ أجلُه فقال عنده سبعَ مرَّاتٍ : أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ
أن يشفيَك إلَّا عافاه اللهُ من ذلك المرضِ) ([187]).
(أنَّ رجلًا زارَ
أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى ، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ ، على مَدرجَتِهِ ، ملَكًا فلمَّا
أتى عليهِ ، قالَ : أينَ تريدُ ؟ قالَ : أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ ، قالَ :
هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها ؟ قالَ : لا ، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ
عزَّ وجلَّ ، قالَ : فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ ، بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما
أحببتَهُ فيهِ) ([188]).
(إن رجلا زار أخًا له
في قريةٍ ، فأرصدَ الله تعالى على مَدرجتِهِ ملكًا ، فلما أتى عليهِ الملكُ قال :
أين تريدُ ؟ قال : أزور أخًا لي في هذهِ القريةِ ، قال : هل عليكَ من نعمةٍ [
تَربُها ] ؟ قال : لا ، إلا أني (أحببتهُ في اللهِ ، قال : فإني رسولُ اللهَ إليكَ
أن الله عز وجلَ قد أحبّكَ كما أحببتهُ لهُ) ([189]).
(مَن عادَ مريضًا ،
أو زارَ أخًا لَهُ في اللَّهِ ناداهُ مُنادٍ : أن طِبتَ وطابَ مَمشاكَ وتبوَّأتَ
مِنَ الجنَّةِ منزلًا) ([190]).
(مَن
عاد مَريضًا أو زار أخًا له في اللهِ ناداه مُنادٍ بأن طِبتَ وطابَ مَمشاكَ
وتبوَّأتَ من الجنَّة منزلًا .) ([191]).
السعي في
حاجة المسلم وتفريج كربته
(المسلمُ أخو المسلمِ
، لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه . من كان في حاجةِ أخيه ، كان اللهُ
في حاجتِه . ومن فرَّج عن مسلمٍ كُرْبةً ، فرَّج اللهُ عنه بها كُرْبةً من كُرَبِ
يومِ القيامةِ . ومن ستر مسلمًا ، ستره اللهُ يومَ القيامةِ) ([192]).
(المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلمُه ولا يُسلمُه من كان في حاجةِ أخيه
كان اللهُ في حاجتِه ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه بها كُربةً من
كُرَبِ يومِ القيامةِ ومن ستر مسلمًا ستره اللهُ يومَ القيامةِ) ([193]).
(المسلمُ أخو
المسلمِ، لا يظلمُه، ولا يسلمُه ؛ من كان في حاجةِ أخيه فإنَّ اللهَ في حاجته، ومن
فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه بها كُربةً من كُربِ يومِ القيامةِ، ومن
ستر مسلمًا سترهُ اللهُ يومَ القيامةِ) ([194]).
(المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يظلمُهُ ولا يُسلِمُهُ ، مَن كان في
حاجةِ أخيهِ ؛ كان اللهُ في حاجتِهِ ومن فرَّجَ عن مسلمٍ كُربةً ؛ فرَّجَ اللهُ
عنهُ بها كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومَن سترَ مسلمًا ؛ سترَهُ اللهُ يومَ
القيامةِ) ([195]).
(المسلمُ أخو المسلمِ لا يَظْلمْه ، ولا يُسلِمْه ، من كان في
حاجةِ أخيه ؛ كان اللهُ في حاجتِه ، ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً ؛ فرَّج اللهُ عنه
بها كربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن ستر مسلمًا ؛ ستره اللهُ يومَ القيامةِ
ومن مشى مع مظلومٍ حتى يُثْبِتَ له حقَّه ؛ ثبَّت اللهُ قدمَيه على الصِّراطِ يومَ
تزولُ الأقدامُ) ([196]).
الفرع الخامس عشر : فضل العاملين المؤمنين
الآيات في هذا الباب كثيرة جدّا، وأكتفي بذكر الآتي:
يا رسولَ اللهِ أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار
(كنتُ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سفر
فأصبحت يومَا قريبا منه ونحن نسير فقُلْت يا رسولَ اللهِ أخبرني بعمل يدخلني الجنة
ويباعدني من النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد
الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال
: ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة، كما يطفئ الماء النار،
وصلاة الرجلُ من جوف الليل، قال : ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم
– حتى بلغ – يعملون } ثم قال : ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه : قُلْت
: بلى يا رسولَ اللهِ قال : رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد
. ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قُلْت : بلى يا رسولَ اللهِ، قال : فأخذ بلسانه،
قال : كف عليك هذا . فقُلْت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك
أمك يا مُعاذٍ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم)
([197]).
(أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة
تبوك قال فلما رأيته خالياً قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال بخ لقد
سألت عن عظيم وهو يسير على من يسر الله عليه تقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة
وتلقى الله لا تشرك به شيئاً أولا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه فأما رأس
الأمر من أسلم يسلم وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله أولا
أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة برهان وقيام العبد في جوف الليل يكفر كل خطيئة
وتلا هذه الآية }تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم
خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون} أولا أدلك على أملك ذلك كله لله قال وأشار رسول
الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى لسانه قال قلت يا رسول الله وإنا لنؤاخذ بما نتكلم
به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) ([198]).
(يا رسولَ اللَّهِ أخبِرني
بعمَلٍ يُدخلُني الجنَّةَ ، ويباعدُني منَ النَّارِ ، قالَ: لقد سَألتَ عظيمًا ،
وإنَّهُ ليسيرٌ على مَن يسَّرَهُ اللَّهُ عليهِ ، تعبدُ اللَّهَ لا تشرِكُ بِهِ
شيئًا ، وتقيمُ الصَّلاةَ ، وتؤتي الزَّكاةَ ، وتصومُ رمضانَ ، وتحجَّ البيتَ ثمَّ
قالَ: ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ ؟ الصَّومُ جنَّةٌ ، والصَّدقةُ تطفئُ
الخطيئةَ كما يطفئُ النَّارَ الماءُ ، وصلاةُ الرَّجلِ مِن جوفِ اللَّيلِ ، ثمَّ
قرأَ ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) حتَّى بلغَ ( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ثمَّ قالَ: ألا
أخبرُكَ برأسِ الأمرِ ، وعمودِهِ ، وذروةِ سَنامِهِ ؟ الجِهادُ ثمَّ قالَ: ألا
أخبرُكَ بملاكِ ذلِكَ كلِّهِ؟ قلتُ: بلَى ، فأخذَ بلسانِهِ ، فقالَ: تَكُفُّ عليكَ
هذا قلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ وإنَّا لَمؤاخذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ ؟ قالَ:
ثَكِلتكَ أمُّكَ يا معاذُ وَهَل يُكِبُّ النَّاسَ على وجوهِهِم في النَّارِ ،
إلَّا حصائدُ ألسنتِهِم) ([199]).
(كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في
سفرٍ فأصبحتُ يومًا قريبًا منهُ ونحنُ نسيرُ فقلتُ يا رسولَ اللهِ أخبرْني بعملٍ
يُدخلُني الجنةَ ويُباعدُني من النارِ قال لقد سألتني عن عظيمٍ وإنهُ ليسيرٌ على
من يَسَّرَهُ اللهُ عليهِ تعبدُ اللهَ ولا تُشركُ بهِ شيئًا وتُقيمُ الصلاةَ
وتُؤتي الزكاةَ وتَصومُ رمضانَ وتحجُّ البيتَ ثم قال ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ
الصومُ جُنَّةٌ والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ وصلاةُ الرجلِ
في جوفِ الليلِ قال ثم تَلَا } تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ { حتى بلغَ { يَعْمَلُونَ } ثم قال ألا أُخبرُكَ برأسِ الأمرِ وعمودِهِ
وذُرْوَةِ سِنَامِهِ قلتُ بلى يا رسولَ اللهِ قال رأسُ الأمرِ الإسلامُ وعمودُهُ
الصلاةُ وذُرْوَةُ سِنَامِهِ الجهادُ ثم قال ألا أُخبِرُكَ بملاكِ ذلكَ كلِّهِ
قلتُ بلى يا نبيَّ اللهِ فأخذَ بلسانِهِ قال كُفَّ عليكَ هذا فقلتُ يا نبيَّ اللهِ
وإنَّا لمُآخذونَ بما نتكلَّمُ بهِ فقال ثَكِلَتْكَ أمُّكَ يا معاذُ وهل يَكُبُّ
الناسَ في النارِ على وجوهِهم أو على مناخرِهم إلا حصائدُ ألسنتِهم) ([200]).
(كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ
وسلَّمَ في سفَرٍ ، فأصبَحتُ يومًا قريبًا منهُ ونحنُ نَسيرُ ، فقلتُ : يا رسولَ
اللَّهِ أخبرني بعمَلٍ يُدخِلُني الجنَّةَ ويباعِدُني من النَّارِ ، قالَ : لقد
سألتَني عَن عظيمٍ ، وإنَّهُ ليسيرٌ على من يسَّرَهُ اللَّهُ علَيهِ ، تعبدُ
اللَّهَ ولا تشرِكْ بِهِ شيئًا ، وتُقيمُ الصَّلاةَ ، وتُؤتي الزَّكاةَ ، وتصومُ
رمضانَ ، وتحجُّ البيتَ ، ثمَّ قالَ : ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ : الصَّومُ
جُنَّةٌ ، والصَّدَقةُ تُطفي الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ ، وصلاةُ
الرَّجلِ من جوفِ اللَّيلِ قالَ : ثمَّ تلا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ، حتَّى بلغَ يَعْمَلُونَ ، ثمَّ قالَ : ألا أخبرُكَم بِرَأسِ
الأَمرِ كلِّهِ وعمودِهِ ، وذِروةِ سَنامِهِ ؟ قلتُ : بلى يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ
: رأسُ الأمرِ الإسلامُ ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ ، ثمَّ
قالَ : ألا أخبرُكَ بملاكِ ذلِكَ كلِّهِ ؟ قُلتُ : بلَى يا رسولَ اللَّهِ ، قال :
فأخذَ بلِسانِهِ قالَ : كُفَّ عليكَ هذا ، فقُلتُ : يا نبيَّ اللَّهِ ، وإنَّا
لمؤاخَذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فقالَ : ثَكِلَتكَ أمُّكَ يا معاذُ ، وَهَل
يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلَّا حَصائدُ
ألسنتِهِم .) ([201]).
(كنتُ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في
سفر فأصبحت يومَا قريبا منه ونحن نسير فقُلْت يا رسولَ اللهِ أخبرني بعمل يدخلني
الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه
: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج
البيت، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة،
كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجلُ من جوف الليل، قال :
ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم – حتى بلغ – يعملون } ثم قال :
ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه : قُلْت : بلى يا رسولَ اللهِ قال :
رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد . ثم قال : ألا أخبرك بملاك
ذلك كله، قُلْت : بلى يا رسولَ اللهِ، قال : فأخذ بلسانه، قال : كف عليك هذا .
فقُلْت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا مُعاذٍ،
وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم) ([202]).
(قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني بعملٍ
يُدخِلُني الجنَّةَ، ويباعدني منَ النَّارِ، قال: لقد سألتَ عن عظيمٍ، وإنَّهُ
ليسيرٌ علَى من يسَّرَه اللهُ عليه، تعبدُ اللهَ ولا تشرِكُ بِه شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ،
وتؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجُّ البيتَ، ثمَّ قالَ: ألا أدلُّكَ علَى
أبوابِ الخيرِ؟ الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ، كَما يطفئُ الماءُ
النَّارَ،وصلاةُ الرَّجلِ في جوفِ اللَّيلِ، ثمَّ تلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ الْمَضَاجِعِ ) حتَّى
بَلغَ: (يَعمَلونَ) ثمَّ قال: ألا أُخبِرُك بِرأسِ الأمرِ ، وعمودِه، وذِروَةِ
سَنامِه؟ قلت: بلَى، يا رسولَ اللهِ، قال: رأسُ الأمرِ الإسلام، وعمودُه
الصَّلاةُ، وذِروةُ سَنامِهِ الجِهادُ، ثمَّ قال: ألا أخبرُك بمِلاكِ ذلِك كلِّه؟
قلتُ: بلَى، يا نبيَّ اللهِ، فأخذَ بلسانِهِ، وقال: كُفَّ عليكَ هذا، فقُلتُ: يا
نبيَّ اللهِ، إِنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكلَّمُ بِه؟ قال: ثَكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ،
وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِ علَى وجوهِهِم، أو علَى مناخرِهم، إلَّا حصائدُ
ألسنتِهم.) ([203]).
(يا رسولَ اللهِ أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني
الجنةَ ويُباعدُني من النارِ ، قال لقد سألتَ عن عظيمٍ ، وإنه ليسيرٌ على مَن
يسَّره اللهُ عليه ، تعبدُ اللهَ ولا تشركُ به شيئًا ، وتقيمُ الصلاةَ ، وتؤتِي
الزكاةَ ، وتصومُ رمضانَ ، وتحجُّ البيتَ ثم قال ألا أدلُّك على أبوابِ الخيرِ قلت
بلى يا رسولَ اللهِ ، قال الصومُ جُنَّةٌ ، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفِئُ
الماءُ النارَ ، وصلاةُ الرجلِ في جوفِ الليلِ ثم قال
ألا أُخبرُك برأسِ الأمرِ وعمودُه وذروةُ سَنامِه ، رأسُ الأمرِ الإسلامُ ،
وعمودُه الصلاةُ ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ ثم قال ألا أُخبرُك
بمِلاكِ ذلك كلِّه قلت بلى يا رسولَ اللهِ ، قال كُفَّ عليك هذا وأشار إلى لسانِه
، قلت يا نبيَّ اللهِ وإنا لمؤاخذونَ بما نتكلمُ به ؟ فقال ثكِلَتك أمُّك يا معاذُ
، وهل يكبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم إلا حصائدُ ألسنتِهم) ([204]).
(لقد
سألتَ عن عظيمٍ ، وإنه لَيسيرٌ على ما يسَّره اللهُ عليه . تعبدُ اللهَ ولا تشركُ
به شيئًا ، وتقيمُ الصلاةَ ، وتؤتي الزكاةَ ، وتصومُ رمضانَ ، وتحجُّ البيتَ . .
ثم قال : ألا أدُلُّك على أبوابِ الخيرِ ؟ . قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال :
الصومُ جُنَّةٌ ، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يطفئُ الماءُ النارَ ، وصلاةُ
الرجلِ من جوفِ الليلِ . ثم تلا قولَه : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ( حتى بلغ (يَعْمِلُونَ)، ثم قال : ألا أُخبرُك برأسِ الأمرِ وعمودِه
وذروةُ سنامِه ؟ . قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : رأسُ الأمرِ الإسلامُ ،
وعمودُه الصلاةُ ، وذروةُ سنامِه الجهادُ . . ثم قال : ألا أُخبرُك بمِلاكِ ذلك
كلِّه ؟ قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ قال : كُفَّ عليك هذا . . وأشار إلى لسانِه .
قلتُ : يا نبيَّ اللهِ وإنا لمَؤاخَذون بما نتكلَّم به ؟ قال : ثَكِلَتْك أُمُّك ،
وهل يَكبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم – أو قال : على مناخرِهم إلا حصائدُ
أَلسنِتِهم ؟ .) ([205]).
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا
فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا
(وَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ
لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (آل عمران 57).
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا
الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا
يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) (النساء 173).
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا
ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء 227).
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (الروم 45).
(وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا
يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ) (القصص 80).
(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ
الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (ص 28).
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى
وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ
قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ) (غافر 58).
(تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ
مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ
ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (الشورى 22).
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا
السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (لجاثية 21).
(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ
وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) (محمد 12).
(وَالْعَصْرِ * إِنَّ
الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر 3-1)
(وَقُلِ اعْمَلُوا
فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى
عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة 105)
(وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا
عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (الأنعام 132).
(وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا
وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (الأحقاف 19).
(يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ
مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ
اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ 13)
(مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ
وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) (الروم 44)
(مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا
يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) (غافر 40)
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا
فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (فصلت 46)
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا
فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (الجاثية 15)
(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ
الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) (النجم 31)
(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ
خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا
السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (القصص 84)
وفي
الحديث الشريف:
(خرجَ
علَينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ونحنُ في صُفَّةٍ بالمدينةِ ،
فقامَ علَينا فقال : إنِّي رأيتُ البَارحةَ عجبًا ، رأيتُ رجلًا مِن أُمَّتي أتاهُ
ملَكُ المَوتِ ليقبضَ روحَهُ ، فجاءَهُ بِرُّهُ بوالدَيْهِ فردَّ ملَكَ المَوتِ
عنهُ ، ورأيتُ رجلًا مِن أُمَّتي قد احتَوشتْهُ الشَّياطينُ ، فجاءَ ذِكْرُ اللهِ
فطيَّرَ الشَّياطينَ عنهُ ، ورأيتُ رجلًا مِن أُمَّتي قد احتَوشتْهُ ملائكةُ
العذابِ ، فجاءَتْهُ صلاتُهُ فاستَنقذَتْهُ مِن أيديهِم ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي
يلهثُ عطشًا ، كلَّما دنا من حَوضٍ مُنِعَ وطُرِدَ ، فجاءَهُ صيامُ شهرِ رمضانَ
فأسقاهُ وأرواهُ ، ورأيتُ رجلًا مِن أُمَّتي ورأيتُ النَّبيِّينَ جلوسًا حِلَقًا
حِلَقًا ، كلَّما دنا إلى حلقةٍ طُرِدَ ومُنِعَ ، فجاءَهُ غُسلُهُ مِن الجنابةِ
فأخذَ بيدِهِ فأقعدَهُ إلى جَنبي ، ورأيتُ رجلًا مِن أُمَّتي مِن بينَ يدَيْهِ
ظُلمةٌ ، ومِن خلفِهِ ظُلمةٌ ، وعن يمينِهِ ظُلمةٌ ، وعن يسارِهِ ظُلمةٌ ، ومِن
فَوقِهِ ظُلمةٌ ، وهوَ مُتَحيِّرٌ فيهِ ، فجاءَهُ حَجُّهُ وعُمرتُهُ فاستخرجاهُ
مِن الظُّلمةِ وأدخلاهُ في النُّورِ ، ورأيتُ رجلًا مِن أُمَّتي يتَّقي وَهَجَ
النَّارِ وشررَها ، فجاءتْهُ صدقتُهُ فصارتْ سِترًا بينَهُ وبينَ النَّارِ وظلًّا
على رأسِهِ ، ورأيتُ رجلًا مِن أُمَّتي يُكلِّمُ المؤمنينَ ولا يُكلِّمونَهُ ،
فجاءتْهُ صِلَتُهُ لرَحِمِهِ فقالت : يا معشرَ المؤمنينَ إنَّهُ كان وصولًا
لرَحِمِهِ فكلِّموهُ ، فكلَّمَهُ المؤمنونَ وصافَحُوهُ وصافَحَهُمْ ، ورأيتُ رجلًا
من أُمَّتي قد احتَوشتْهُ الزَّبانيةُ ، فجاءَهُ أمْرُهُ بالمعروفِ ونهيُهُ عن
المُنكرِ فاستَنقذَهُ من أيديهِم وأدخلَهُ في ملائكةِ الرَّحمةِ ، ورأيتُ رجلًا
مِن أُمَّتي جاثيًا على رُكبتَيهِ وبينَه وبينَ اللهِ حجابٌ ، فجاءَهُ حُسْنُ
خُلُقِهِ فأخذَ بيدِهِ فأدخلَهُ على اللهِ عزَّ وجلَّ ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي
قد ذهبَتْ صحيفتُهُ من قِبَلِ شمالِهِ ، فجاءَهُ خَوفُهُ من اللهِ عزَّ وجلَّ
فأخذَ صحيفتَهُ فوضعَها في يمينِهِ ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي خفَّ ميزانُهُ ،
فجاءَهُ رجاؤُهُ من اللهِ عزَّ وجلَّ فاستَنقذَهُ من ذلكَ ومضَى ، ورأيتُ رجلًا من
أُمَّتي قد هوَى في النَّارِ ، فجاءتْهُ دمعتُهُ الَّتي قد بكَى من خشيةِ اللهِ
عزَّ وجلَّ فاستَنقذتْهُ من ذلكَ ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي قائمًا على الصِّراطِ يرعدُ كما ترعدُ
السَّعفَةُ في ريحٍ عاصفٍ ، فجاءَهُ حُسْنُ ظنِّهِ باللهِ عزَّ وجلَّ فسكَّنَ
رَوعَهُ ومضَى ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي يزحفُ على الصِّراطِ ، يحبو أحيانًا ويتعلَّقُ
أحيانًا ، فجاءتْهُ صلاتُهُ عليَّ فأقامَتْهُ على قدمَيْهِ وأنقذَتْهُ ، ورأيتُ
رجلًا من أُمَّتي انتهَى إلى أبوابِ الجنَّةِ فغُلِّقَتِ الأبوابُ دونَهُ،
فجاءتْهُ شهادةُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ ففُتِّحَتْ لهُ الأبوابُ وأدخلَتْهُ
الجنَّةَ) ([206]).
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة 82).
(وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (الأعراف 42).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ) (هود 23).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (فصلت 8).
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (الانشقاق 25).
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (التين 6).
"
غير ممنون" : غير مقطوع
سَنُدْخِلُهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا
الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا
أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة 25).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ
ظِلًّا ظَلِيلًا) (النساء 57).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ
قِيلًا) (النساء
122).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ
الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (يونس 9).
(وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ) (إبراهيم 23).
(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (الحج 14).
(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا
حَرِيرٌ) (الحج 23).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (العنكبوت 58).
(رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ
اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا) (الطلاق 11).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) (الكهف 107).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) (لقمان 8).
(أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة 19).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) (البروج 11).
مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ
وَرِزْقٌ
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (المائدة 9).
(فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (الحج 50).
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (سبأ 4).
(الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ
شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ
كَبِيرٌ) (فاطر 7).
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ
الْفَوْزُ الْمُبِينُ) (الجاثية 30).
أُولَئِكَ الَّذِينَ
نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ
(أُولَئِكَ الَّذِينَ
نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي
أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) (الأحقاف
46)
(لِيَجْزِيَهُمُ
اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ
مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (النور38)
(لِيُكَفِّرَ اللَّهُ
عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي
كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الزمر 35)
(وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد
2)
(وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) (العنكبوت 7)
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ
أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل 97)
الفريضةُ أحبُّ والنوافلُ قربى
(إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ ، وما
تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ
حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي
يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني
لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه
ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه) ([207]).
(إنَّ اللهَ تعالى قال : من عادى لي وليًّا ,
فقدْ آذنتُه بالحربِ , وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما
افترضتُه عليه , وما يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبُّه , فإذا
أحببتُه كنتُ سمْعَه الذي يسمعُ به , وبصرَه الذي يُبصرُ به , ويدَه التي يبطشُ
بها ورجلَه التي يمشي بها , وإن سألني لأُعطينَّه , وإن استعاذَني لأعيذنَّه , وما
تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه تردُّدي عن قبضِ نفس المؤمن , يكره الموتَ وأنا
أكْرهُ مساءتَه . ) ([208]).
(إنَّ
اللهَ تعالى قال : مَنْ عادَى لي ولِيًّا فقد آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ ، و ما
تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ ، و ما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ
بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ
، و بَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ ، و يَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها ، و رِجْلَهُ التي
يَمْشِي بِها ، و إنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، و لَئِنِ اسْتَعَاذَنِي
لأُعِيذَنَّهُ ، و ما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن قَبْضِ
نَفْسِ المُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ المَوْتَ و أنا أَكْرَهُ مَساءَتَهُ) ([209]).
أحبُّ الأعمالِ إلى
اللَّهِ أدومُها وإن قلَّ
(أحبُّ الأعمالِ إلى اللَّهِ تعالى أدومُها ،
وإن قلَّ) ([210]).
(سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ الأعمالِ أحبُّ
إلى اللهِ ؟ قال : ( أدوَمُها وإن قلَّ ) . وقال : (
اكلُفوا من الأعمالِ ما تُطيقون ) ([211]) .
(أَحَبُّ الأعمالِ إلى الله تعالَى أدومُها وإن قلَّ . قال : وكانت
عائشةُ إذا عملَتِ العملَ لَزِمَتْه) ([212]).
(سَدِّدوا وقارِبوا واعلموا أنه لن يُدخِلَ أحدَكم عملُه الجنَّةَ
وأنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى الله أدومُها وإن قَلَّ) ([213]).
أفضلُ
الذِّكرِ
(أفضلُ الذِّكرِ لا إلَه إلَّا اللَّهُ ، وأفضلُ الدُّعاءِ الحمدُ
للَّهِ) ([214]).
شرُّ الأمورِ
محدثاتُها
(إيَّاكُم
ومحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ شرَّ الأمورِ محدثاتُها وإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ وإنَّ
كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ) ([215]
، [216]).
)إنما هما اثنتان
الكلام والهدي، فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد، ألا وإياكم ومحدثات
الأمور، فإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ألا لا يطولن
عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، ألا إن كل ما هو آت قريب، وإنما البعيد ما ليس ب ) ([217]).
)أنَّ
المغيرةَ بن شعبةَ أخبره ؛ أنه غزا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
تبوكَ . قال المغيرةُ فتبرَّز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قِبلَ
الغائطِ . فحملتُ معه إداوةً قبلَ صلاةِ الفجرِ . فلما رجع رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ إليَّ أخذتُ أهريقُ على يدَيه من الإداوةِ . وغسل يديه ثلاثَ
مرات . ثم غسل وجهه . ثم ذهب يخرج جُبتَه عن ذراعَيه فضاق كُمَّا جُبَّته . فأدخل
يديه في الجُبَّة . حتى أخرج ذراعَيه من أسفلِ الجُبَّةِ . وغسل ذراعَيه إلى
المرفقَين . ثم توضأ على خُفيه . ثم أقبل . قال المغيرةُ : فأقبلتُ معه حتى نجد
الناس قد قدَّموا عبدَالرحمنِ بنَ عوفٍ فصلى لهم. فأدرك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ إحدى الركعتَين . فصلى مع الناسِ الركعةَ الآخرةَ . فلما سلَّم
عبدُالرحمنِ بنُ عوفٍ قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتم صلاتَه .
فأفزع ذلك المسلمِين . فأكثروا التسبيحَ . فلما قضى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ صلاتَه أقبل عليهم ثم قال أحسنتُم أو قال قد أصبتُم يغِبطهم أن صلَّوا
الصلاةَ لوقتِها . ) ([218]).
من سنّ سنّة حسنة
(مَن سنَّ سنَّةً حَسنةً فلَهُ أجرُها ما عُمِلَ بِها في حياتِهِ
وبعدَ مماتِهِ حتَّى تُترَكَ ومَن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعليهِ إثمُها حتَّى
تُترَكَ ومَن ماتَ مُرابطًا جَرى عليهِ عَملُ المرابطِ حتَّى يُبعَثَ يومَ
القيامةِ) ([219]).
(من
سنَّ سُنَّةً حسنةً فله أجرُها ما عمِل بها في حياتِه وبعدَ مماتِه حتَّى تُتْركَ
ومن سنَّ سُنَّةً سيِّئةً فعليه إثمُها حتَّى تُتْركَ ومن مات مُرابطًا في سبيلِ
اللهِ جرَى عليه عملُ المرابطِ في سبيلِ اللهِ حتَّى يُبعثَ يومَ القيامةِ) ([220]).
(من سنَّ سنةً حسنةً فله أجرُها ما عمل به في حياتِه وبعدَ مماتِه
حتى تتركَ ومَن سنَّ سنةً سيئةً فعليه إثمُها حتى تتركَ ومن مات مرابطًا في سبيلِ
اللهِ جرَى عليه عملُ المرابطِ حتى يُبعثَ يومَ القيامةِ) ([221]).
(من سنَّ سنَّةً حسنةً فلهُ أجرَها ما عُمِلَ بهِ في حياتِهِ وبعدَ
مماتِهِ حتَّى تُترَكَ ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعليهِ إثمُها حتَّى تُترَكَ ومن
ماتَ مرابطًا في سبيلِ اللَّهِ جرى عليهِ عملُ المرابطِ حتَّى يُبعثَ يومَ
القيامةِ) ([222]).
(من سنَّ سُنةً حسنةً فله أجرُها ما عمِلَ بها في حياتِهِ وبعد
مماتِهِ حتى تتركَ ، ومن سنَّ سنةً سيئةً فعليْهِ إثمُها حتى يتركَ ، ومن ماتَ
مُرابطًا جَرى عليْهِ عملُ المرابطِ حتى يُبعثَ يومَ القيامةِ) ([223]).
(مَن
سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها ، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها
، لا يَنقُصُ مِن أجورِهِم شيئًا ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعملَ بِها ، كانَ عليهِ
وزرُها وَوِزْرُ مَن عملَ بِها من بعده لا ينقصُ من أوزارِهِم شيئًا) ([224]).
(مَن سنَّ سنَّةً حسنةً فعُمِلَ بِها بعدَهُ ، كانَ لَهُ أجرُهُ
وَمِثْلُ أجورِهِم ، من غيرِ أن ينقصَ من أجورِهِم شيئًا ، ومن سنَّ سنَّةً
سيِّئةً فعملَ بِها بعدَهُ ، كانَ عليهِ وزرُهُ وَمِثْلُ أوزارِهِم ، من غيرِ أن
ينقصَ من أوزارِهِم شيئًا) ([225]).
(مَن سَنَّ سُنَّةً حسنةً عُمِل بها بعدَه ، كان له أجرُه ،
ومِثْلُ أجورِهم من غيرِ أن يَنْقُصَ من أجورِهم شيءٌ ، ومَن سَنَّ سُنَّةً سيئةً
، فعُمِل بها بعدَه ، كان عليه وِزْرُها ، ومِثْلُ أوزارِهم ، من غيرِ أن يَنْقُصَ
من أوزارِهم شيءٌ) ([226]).
(خطبَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فحثَّ علَى
الصَّدقةِ ، فأبطأَ أناسٌ حتَّى رؤيَ في وجْهِهِ الغضبُ ، ثمَّ أنَّ رجلًا منَ
الأنصارِ جاءَ بصرَّةٍ فأَعطاها فتتابعَ النَّاسُ حتَّى رؤي في وجْهِ رسولِ
اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ السُّرورُ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ
عليْهِ وسلَّمَ :
مَن سنَّ سنَّةً حسنةً ؛ فإنَّ لهُ أجرَها وأجرَ من عملَ بِها من
غيرِ أن ينقُصَ من أجورِهم شيءٌ ، ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً كانَ عليْهِ وزرُها ،
ومثلُ وزرِ من عملَ بِها من غيرِ أن ينقصَ من أوزارِهم شيءٌ . ) ([227]).
(من سنَّ سنةً حسنةً ؛ فله أجرُها ما عملِ بها في حياتِه ، وبعد
مماتِه حتى تُترَكَ ، ومن سنَّ سنةً سيئةً ؛ فعليه إثمُها حتى تُترَكَ ، ومن مات
مرابطًا في سبيلِ اللهِ ؛ جرى عليه عملُ المرابطِ في سبيلِ اللهِ حتى يُبعَثَ يومَ
القيامةِ .
) ([228]).
(من سنَّ سنةً حسنةً فله أجرُها ما عملِ بها في حياتِه ، وبعد
مماتِه حتى تُترَكَ ، ومن سنَّ سنةً سيئةً فعليه إثمُها حتى تُترَكَ ، و من مات
مُرابطًا جرى عليه عملُ المرابطِ حتى يُبعثَ يومَ القيامةِ) ([229]).
- (أخبرني ما
يقربني من الجنة ويباعدني من النار
قال تعبد
الله و لا تشرك به شيئا ، و تقيم الصلاة ، و تؤتي الزكاة ، و تصل الرحم
) ([230]).
(تعبد
الله ، ولا تشرك به شيئا). أما الذين كفروا بالله واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله،
وتعلقت قلوبهم بالدنيا وزخرفها، وعبدوا المال والسلطان والفروج من دون الله، فليس
غريبا أن ينال هؤلاء الكفرة من الله ومن الرسل الكرام.
(ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بلسانه
، قال : كف عليك هذا)! لذا ليس غريبا أن ينال هؤلاء الكفرة من الرّسل الكرام، وليس غريبا أن
يتعرضوا لأفضل الخلق محمد بالسخرية والاستهزاء!.
وأما الذين يتلذّذون بشتم صحابة رسول الله، أما الذين ينكرون صريح القرآن
ويتهمون أم المؤمنين عائشة زوج الحيب محمد، فقد حبطت أعمالهم وجانبوا الصواب،
وتركوا كلّ ما من شانه أن يكون سببا يدخل صاحبه الجنة ! بل إنّهم يكرهون عمر الفاروق الذي اختاره الله
ليكون سببا في وصول الإسلام العظيم بلاد فارس.
- (قلت : يا
رسول الله ! أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني من النار
، قال : لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله
عليه : تعبد الله ، ولا تشرك به شيئا ،
وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب
الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة
كما يطفئ الماء النار
، وصلاة الرجل في
جوف الليل ، ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } ، حتى بلغ : { يعملون } ، ثم
قال : ألا أخبرك برأس الأمر ، وعموده ،
وذروة سنامه ؟ ! ! ، قلت : بلى يا رسول الله ! قال
: رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا
أخبرك بملاك ذلك كله ؟ ! ! ، قلت : بلى
، يا نبي الله ! فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا
، فقلت : يا نبي الله ! إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ ! قال : ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار
على وجوههم – أو على
مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم ؟ ! ) ([231]).
- (يا رسول الله
أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار
قال لقد سألت عظيما وإنه ليسير على من
يسره الله عليه تعبد الله
لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا
أدلك على أبواب الخير الصوم جنة
والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار
الماء وصلاة الرجل من جوف الليل ثم قرأ
( تتجافى جنوبهم عن المضاجع
) حتى بلغ ( جزاء بما كانوا يعملون ) ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده
وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك
بملاك ذلك كله قلت بلى فأخذ بلسانه فقال تكف عليك
هذا قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل
يكب الناس على وجوههم في
النار إلا
حصائد ألسنتهم
) ([232]).
(يا رسول الله
أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار
، قال لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه
، تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ،
وتصوم رمضان ، وتحج البيت
ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير قلت بلى يا رسول الله ، قال الصوم جنة ،
والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء
النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قال ألا أخبرك
برأس الأمر وعموده وذروة سنامه، رأس الأمر
الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ثم قال ألا أخبرك
بملاك ذلك كله قلت بلىيا رسول الله ، قال
كف عليك هذا وأشار إلى لسانه، قلت يا نبي الله
وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في
النار على
وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ) ([233]).
(كنت مع النبي صلى
الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله
أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من
النار قال
لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله ولا تشرك به
شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ،
وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك
على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة ، كما يطفئ الماء
النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل ، قال : ثم تلا : {
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم –
حتى بلغ – يعملون } ثم قال : ألا أخبركم برأس
الأمر كله وعموده وذروة سنامه : قلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الأمر
الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه
الجهاد . ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بلسانه
، قال : كف عليك هذا . فقلت : يا نبي الله
وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في
النار على
وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد
ألسنتهم ) ([234]).
- (قال صخر بن
القعقاع : لقيت النبي صلى الله عليه وسلم بين عرفة ومزدلفة ، فأخذت بخطام ناقته
فقلت : يا رسول الله ما يقربني من
الجنة ويباعدني من النار – فذكر الحديث – [ وفيه : اعبد الله ولا تشرك به شيئا وأقم
الصلاة المكتوبة وأد الزكاة المفروضة [ ) ([235]).
صومُ المحرَّم وصلاةُ الليلِ
(أفضلُ الصيامِ ، بعدَ
رمضانَ ، شهرُ اللهِ المحرَّمُ. وأفضلُ الصلاةِ ، بعدَ الفريضَةِ ، صلاةُ الليلِ)
([236]).
(أفضلُ
الصِّيامِ بعدَ شَهْرِ رمضانَ شَهْرُ اللَّهِ المحرَّمُ وأفضلُ الصَّلاةِ بعدَ
الفريضةِ صلاةُ اللَّيلِ) ([237]).
(أفضلُ
الصلاةِ بعدَ المكتوبةِ الصلاةُ في جوْفِ الليلِ ، و أفضَلُ الصيامِ بعدَ شهْرِ
رمضانَ شهرُ اللهِ المحَرَّمُ) ([238]).
(أفضلُ الصِّيامِ بعدَ شَهْرِ رمَضانَ شَهْرُ اللَّهِ المحرَّمُ،
وإنَّ أفضلَ الصَّلاةِ بعدَ المفروضَةِ صلاةٌ منَ اللَّيلِ)
([239]).
(أفضلُ
الصيامِ بعد شهرِ رمضانَ ، الشهرُ الذي تدعونَه المحرمُ)
([240]).
(أفضلُ
الصِّيامِ بعدَ شَهرِ رمضانَ ، شَهرُ اللَّهِ المحرَّمُ)
([241]).
(سُئلَ : أيُّ الصلاةِ أفضلُ بعد المكتوبةِ ؟ وأيُّ الصيامِ أفضلُ بعد
شهرِ رمضانَ ؟ فقال " أفضلُ الصلاةِ ، بعد الصلاةِ المكتوبةِ ، الصلاةُ في جوفِ اللَّيلِ. وأفضلُ
الصيامِ ، بعد شهرِ رمضانَ ، صيامُ شهرِ اللهِ المُحرَّمِ "
.) ([242]).
(إنَّ أفضلَ الصَّلاةِ بعد المفروضةِ الصَّلاةُ في جوْفِ اللَّيلِ وأفضلُ الصِّيامِ
بعد رمضانَ شهرُ اللهِ الَّذي تَدعونه المُحرَّمَ) ([243]).
(كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ إنَّ أفضلَ الصَّلاةِ
بعدَ المفروضةِ الصَّلاةُ في جوفِ اللَّيلِ وأفضلَ الصِّيامِ بعدَ رمضانَ شهرُ اللَّهِ الَّذي تدعونهُ المحرَّمُ)
([244]).
(أتَى النَّبىَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ فسأله عن أفضلِ
الصَّلاةِ بعد المكتوبةِ ، وأفضلِ الصِّيامِ بعدَ شهرِ رمضانَ ، فقال : أفضلُ
الصَّلاةِ بعدَ المكتوبةِ الصَّلاةُ في جوفِ اللَّيلِ وأفضلُ
الصِّيامِ بعدَ شهرِ رمضانَ الشَّهرُ الَّذي يدعونه المُحرَّمَ) ([245]).
(جاء رجلٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ
علَيهِ وسلَّمَ ، فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ، أيُّ الصَّلاةِ أفضلُ بعدَ
المَكْتوبةِ ؟ قالَ : الصَّلاةُ مِن جوفِ اللَّيلِ قالَ :
أيُّ الصِّيامِ أفضلُ بعدَ ؟ قالَ : شَهْرُ اللَّهِ الَّذي يدعونَهُ المُحرَّمَ) ([246]).
(أقربُ ما يَكونُ الرَّبُّ منَ العبدِ في جوفِ اللَّيلِ الآخرِ فإنِ
استَطعتَ أن تَكونَ مِمَّن يذكرُ اللَّهَ في تِلكَ السَّاعةِ فَكُن) ([247]).
(أقربُ ما يكونُ العبدُ من الرَّبِّ في جوفِ اللَّيلِ فإن استطعتَ
أن تكونَ ممَّن يذكرُ اللهَ في تلك السَّاعةِ فكُنْ) ([248]).
(عينان لا تمسَّهُما النارُ: عينٌ بكت في جوفِ الليلِ من خشيتِه
وعينٌ باتت تحرسُ في سبيلِ اللهِ.) ([249]).
(أقربُ ما يَكونُ العبدُ من ربِّهِ في جوفِ اللَّيلِ الآخرِ)
([250]).
(أقربُ ما يَكونُ الرَّبُّ من عبدِهِ في جوفِ اللَّيلِ الآخرِ)
([251]).
(سأَلتُ
أبا ذَرٍّ رضي اللهُ عنه أيُّ قِيامِ اللَّيلِ أفضَلُ قال سأَلتُ رسولَ اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم كما سأَلتَني فقال نِصفُ اللَّيلِ أو جَوفُ اللَّيلِ وقليلٌ فاعِلُه)
([252]).
(أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبدِ
في جوفِ الليلِ الآخرِ فإِنِ استطعْتَ أن تكونَ ممن يذكرُ اللهَ في تلْكَ الساعَةِ فكُنْ)
([253]).
(قِيلَ يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
أيُّ الدعاءِ أسمَعُ قال جَوفَ الليلِ الآخِرِ ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ) ([254]).
(قيل يا رسولَ اللهِ أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ قال جوفُ اللَّيلِ الأخيرِ
ودُبُرِ الصَّلواتِ المكتوباتِ) ([255]).
(قيل يا رسولَ اللهِ أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ قال
جَوفَ اللَّيلِ الآخِر ودُبُرَ الصَّلواتِ المكتوباتِ) ([256]).
(سألت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيُّ الليلِ أسمعُ قال جوفُ الليلِ الآخرِ
فذكر الحديثَ إلى أن قال فإذا توضأ العبدُ فغسل يدَيه خرَّت خطاياه من يدَيه فإذا
غسل وجهَه خرت خطاياه من وجهِه فإذا غسل ذراعَيه خرت خطاياه من ذراعيه وإذا غسل
رجلَيه خرت خطاياه من رجليه) ([257]).
(قلْتُ يا رسولَ اللهِ ، أيُّ
الليلِ أسمعُ ؟ قال : جوفُ الليلِ الآخرُ ،
فصلِّ ما شئْتَ ، فإن الصلاةَ مشهودةٌ مكتوبةٌ ، حتى تصليَ الصبحَ، ثم أقصِرْ حتى تطلعَ
الشمسُ فيرتفعَ قيسَ رُمحٍ أو رُمحينِ ، فإنَّها تطلعُ بين قرنَيْ شيطانٍ ويصلِّي لها
الكفارُ ، ثم صلِّ ما شئْتَ فإن الصلاةَ مشهودةٌ مكتوبةٌ ، حتى يعدلَ الرمحُ ظلَّهُ
، وأقصرْ فإن جهنمَ تُسجرُ وتفتحُ أبوابُها فإذا زاغتِ فصلِّ ما شئْتَ ، فإن الصلاةَ
مشهودةٌ مكتوبةٌ ، حتى تصليَ العصرَ ثم أقصِرْ حتى تغربَ الشمسُ، فإنَّها تغربُ بين
قرنيْ شيطانٍ ويُصلِّي لها الكفارُ) ([258]).
(قال : قلت : يا رسول الله ، أي الليل أسمع ؟ قال : جوف الليل الآخر ،
فصل ما شئت ، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ، ثم اقصر عن الصلاة حتى
تطلع الشمس فترتفع قيد رمح أو رمحين ، فإنها تطلع بين قرني شيطان ، ثم صل حتى يعدل
الرمح ظله ثم اقصر ، فإن جهنم تسجر أو تفتح أبوابها فإذا زاغت الشمس فصل العصر ثم
اقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان ويصلي لها الكفار) ([259]).
(سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الليل
أسمع قال جوف الليل الآخر ثم قال الصلاة مقبولة حتى يصلي الصبح ثم لا صلاة حتى تطلع
الشمس وتكون قدر رمح أو رمحين ثم الصلاة مقبولة حتى يقوم الظل مقام الرمح ثم لا
صلاة حتى تزول الشمس ثم الصلاة مقبولة حتى يصلى العصر ثم لا صلاة حتى تغيب الشمس)
([260]).
يوم عاشوراء
1 - دخل الأشعث بن قيس على عبد الله يوم عاشوراء وهو يتغدى فقال : يا
أبًا محمد ادن للغداء قال : أوليس اليوم عاشوراء قال : وتدري ما يوم عاشوراء؟ إنما
كان رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل رمضان فلما أنزل رمضان ترك)
([261]).
2 - أنه سَمِعَ معاويةَ بنَ أبي سفيانَ رضي الله عنهما يومَ عاشوراءَ
عامَ الحجِّ، على المِنبَرِ يقولُ : يا أهلَ المدينةِ، أين علماؤكم، سَمِعْتُ
رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( هذا يومُ عاشوراءَ، ولم يُكتَبْ
عليكم صيامُه، وأنا صائمٌ، فمَن شاء فليصُمْ ومَن شاء فليُفطِرْ ) ([262]).
3 - كان يومُ
عاشوراءَ تصومُه قريشٌ في الجاهليةِ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
يصومُه، فلما قَدِمَ المدينةَ صامه وأمَر بصيامِه، فلما فُرِضَ رمضانُ ترك يومَ
عاشوراءَ، فمَن شاء صامه ومَن شاء ترَكَه .
) ([263]).
4 - كان يومُ
عاشوراءَ تَصومهُ قُرَيشٌ في الجاهِليَّةِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم
يَصومُهُ، فلمَّا قَدِمَ المدينَةَ صامَهُ وأمَرَ بصيامِهِ، فلمَّا نَزَل رَمضانُ
كان رَمضانُ الفَريضَةَ، وتُرِكَ عاشوراءُ، فكان من شاءَ صامَهُ ومن شاءَ لم
يَصُمهُ . ) ([264]).
5 - أنه سمع معاويةَ
بنَ أبي سفيانٍ ، خطيبًا بالمدينةِ ( يعني في قَدمةٍ قدِمَها ) خطبهم يومَ
عاشوراءَ فقال : أين علماؤُكُم ؟ يا أهلَ المدينةِ ! سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ ( لِهذا اليومِ ) هذا يومُ عاشوراءَ . ولم يَكتبِ
اللهُ عليكم صيامَه . وأنا صائمٌ . فمن أحبَّ منكم أن يصومَ فلْيَصُمْ . ومن أحبَّ
أن يُفطرَ فلْيُفطِرْ . وفي روايةٍ : بهذا الإسناد . سمع النبيَّ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ يقولُ في مثلِ هذا اليومِ إني صائمٌ . فمن شاء أن يصومَ فلْيصُمْ
ولم يذكر باقي حديثَ مالكٍ ويونسَ .
) ([265]).
6 - دخل الأشعثُ بنُ
قَيسٍ على ابنِ مسعودٍ . وهو يأكلُ ، يومَ عاشوراءَ . فقال : يا أبا عبدِالرحمنِ ! إنَّ اليومَ يومُ عاشوراءَ . فقال : قد كان
يُصامُ قبل أن ينزلَ رمضانُ . فلما نزل رمضانُ ، تُرِكَ . فإن كنتَ مُفطِرًا
فاطْعَمْ . ) ([266]).
7 - دخل الأشعثُ بنُ
قَيسٍ على عبدِاللهِ . وهو يتغدَّى . فقال : يا أبا محمدٍ ! ادْنُ إلى الغداء .
فقال : أوليس اليومُ يومَ عاشوراءَ ؟ قال وهل تدري ما يومُ عاشوراءَ . قال : وما هو ؟
قال : إنما هو يومٌ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُه قبل أن
ينزلَ شهرُ رمضانَ . فلما نزل شهرُ رمضانَ ترك . وقال أبو كُريبٍ : تركه . وفي
روايةٍ : فلما نزل رمضانُ تركَه .
) ([267]).
8 - أنَّ أهلَ الجاهليةِ كانوا يصومون يومَ عاشوراءَ . وأنَّ رسولَ
اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صامه ، والمسلمونَ . قبل أن يُفترَضَ رمضانُ,
فلما افتُرِضَ رمضانُ ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّ
عاشوراءَ يومٌ من أيامِ اللهِ . فمن شاء صامه ومن شاء تركَه .
) ([268]).
9 - عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها ؛ قالت : كانت قريشٌ تصومُ عاشوراءَ في
الجاهليةِ . وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يصومُه . فلما هاجر إلى
المدينةِ ، صامه وأمر بصيامِه . فلما فُرض شهرُ رمضانَ قال : " من شاء صامَه
، ومن شاء تركَه " . وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ . ولم يذكر في أول الحديثِ
وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يصومُه وقال في أخرِ الحديثِ : وترك
عاشوراءَ . فمن شاء صامَه
ومن شاء تركَه ولم يجعلْه من قولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كروايةِ جريرٍ
. ) ([269]).
10 - أنه سمع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول ، في يومِ
عاشوراءَ " إنَّ هذا يومٌ
كان يصومُه أهلُ الجاهليةِ . فمن أحبَّ أن يصومَه فليصمْهُ . ومن أحبَّ أن يتركَه
فليتركْهُ " . وكان عبدُاللهِ رضيَ اللهُ عنهُ لا يصومُه ، إلا أن يوافقَ
صيامَه . وفي روايةٍ : ذكر عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صومَ يومِ عاشوراءَ
. فذكر مثلَ حديثِ
الليثِ بنِ سعدٍ ، سواءً .
) ([270]).
11 - دخلتُ على ابنِ مسعودٍ يومَ عاشوراءَ وعندَه رطبٌ فقال أُدنُه
فقلتُ إنَّ هذا يومُ عاشوراءَ وأنا صائمٌ فقال إنَّ هذا اليومَ أُمِرْنا بصيامِه
قبل رمضانَ) ([271]).
12 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمر بصيامِ يومِ
عاشوراءَ قبلَ أن يُفرَضَ رمضانُ فلما فُرِض رمضانُ فقال مَنْ شاء صام عاشوراءَ
ومَنْ شاء أفطرَ) ([272]).
13 - أن يومَ عاشوراءَ كانت تصومُه قريشٌ في الجاهليةِ وأن النبيَّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدم المدينةَ فوجد اليهودَ تصومُ يومَ عاشوراءَ وقالوا
هذا يومٌ نَجَّى اللهُ فيه موسَى من فرعونَ وأغرق فرعونَ وكانوا يلبسون فيه
حليَّهم وشارتَهم فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحن أحقُّ بموسَى منكم
وصامه وأمرَ بصيامِه) ([273]).
14 - قيسُ بنُ سعدِ بنِ عبادةَ : أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم بصيامِ عاشوراءَ قبلَ أن ينزلَ رمضانُ ، الحديث . وفي لفظٍ كنا نصومُ
عاشوراءَ) ([274]).
15 - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمرَ بصيامِ
عاشوراءَ ، قبلَ أن يُفرَضَ رمضانُ ، فلمَّا فُرِضَ رَمضانُ ، فقالَ مَن شاءَ صامَ
عاشوراءَ ، ومَن شاءَ أفطرَ) ([275]).
الفرع السّادس عشر: صلاة الجماعة (الزمكان)
ولقد
رأيتنا وما يتخلف عن الجماعة إلا منافق معلوم النفاق
وفيا
يلي ألفاظ الحديث الصّحيح عن عبدالله بن مسعود (رضي اللّه عنه) : (عن عبدِاللهِ ؛
قال : من سرَّه أن يلقَى اللهَ غدًا مسلمًا فلْيحافظْ على هؤلاءِ الصلواتِ حيثُ
يُنادَى بهنَّ . فإنَّ اللهَ شرع لنبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سَننَ الهُدى
وإنهن من سَننِ الهُدى . ولو أنكم صليتُم في بيوتِكم كما يُصلِّي هذا المُتخلِّفُ
في بيتِهِ لتركتُم سنةَ نبيِّكم . ولو تركتُم سنَّةَ نبيِّكم لضلَلْتُم . وما من
رجلٍ يتطهَّرُ فيحسنُ الطُّهورَ ثم يعمدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجدِ إلا كتب اللهُ
له بكلِّ خُطوةٍ يخطوها حسنةً . ويرفعُهُ بها درجةً . ويحطُّ عنه بها سيِّئةً .
ولقد رأيتُنا وما يتخلَّفُ عنها إلا منافقٌ ، معلومُ النفاقِ . ولقد كان الرجلُ
يُؤتى به يُهادَى بينَ الرَّجُلَينِ حتى يُقامَ في الصَّفِّ) (المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح
مسلم
-
الصفحة أو الرقم 654، خلاصة حكم المحدث: صحيح)
(عن
ابن مسعود أنه قال ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الجماعة إلا منافق معلوم النفاق ،
وهذا فوق الكبيرة) (المحدث: ابن
القيم - المصدر: أعلام
الموقعين
-
الصفحة أو الرقم 4/334، خلاصة حكم
المحدث: صحيح)
(عَن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ، قالَ: مَن سرَّهُ أن يلقَى اللَّهَ
غدًا مُسلِمًا، فليحافِظ على هؤلاءِ الصَّلواتِ حَيثُ يُنادى بِهِنَّ، فإنَّ
اللَّهَ شرعَ لنبيِّكُم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سُننَ الهدَى، وإنَّهنَّ مِن
سُننَ الهُدَى، ولو أنَّكم صلَّيتُمْ في بيوتِكُم كَما يصلِّي هذا المتخلِّفُ في
بَيتِهِ، لترَكْتُمْ سنَّةَ نبيِّكُم، ولو ترَكْتُمْ سنَّةَ نبيِّكم لضَللتُمْ،
وفي الرِّوايَةِ الأُخرى لكَفَرتُم ولقَد رأيتُنا وما يتَخلَّفُ عَنها إلَّا
مُنافقٌ مَعلومُ النِّفاقِ) (المحدث: ابن
باز - المصدر: حديث
المساء
-
الصفحة أو الرقم 91، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
(مَن سرَّهُ أن يَلقى اللَّهَ عزَّ وجَلَّ غدًا مُسلِمًا، فليُحافظ
علَى هؤلاءِ الصَّلَواتِ الخَمسِ حيثُ يُنادى بِهِنَّ، فإنَّهنَّ مِن سُنَنِ
الهدى، وإنَّ اللَّهَ شرَعَ لنبيِّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سُنَنَ الهدى،
ولعَمري، لو أنَّ كُلَّكُم صلَّى في بيتِهِ، لترَكْتُمْ سنَّةَ نبيِّكم، ولَو ترَكْتُمْ
سُنَّةَ نبيِّكُم لضلَلتُمْ، ولقَد رأيتُنا وما يتخَلَّفُ عنها إلَّا مُنافقٌ
مَعلومُ النِّفاقِ، ولقَد رَأيتُ الرَّجلَ يُهادى بَينَ الرَّجُلَيْنِ حتَّى
يَدخُلَ في الصَّفِّ، وما من رجُلٍ يتطَهَّرُ، فيحسِنُ الطُّهورَ، فيعمَدُ إلى
المسجدِ، فيصلِّي فيهِ، فما يخطو خطوةً، إلَّا رفعَ اللَّهُ لَهُ بِها دَرجةً،
وحطَّ عنهُ بِها خطيئةً) (المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح
ابن ماجه
-
الصفحة أو الرقم 638، خلاصة حكم المحدث: صحيح
(من سرَّه أنْ يلقَى اللهَ عزَّ وجلَّ غدًا مسلمًا ، فليحافظْ على
هؤلاءِ الصلواتِ الخمسِ حيث ينادَى بهنَّ ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ شرَعَ لنبيِّهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلم سنَنَ الهدَى ، وإنهُ من سننِ الهدَى ، وإني لا أحسبُ منكم
أحدًا ، إلَّا له مسجدٌ يصلِّي فيه في بيتهِ ، فلو صليتُمْ في بيوتِكم وتركتُمْ
مساجدَكُم ، لتركتُمْ سنَّةَ نبيِّكُم ، ولو تركتُمْ سنَّةَ نبيِّكُم لضللتُمْ ،
وما من عبدٍ مسلمٍ يتوضأُ فيحسنُ الوضوءَ ، ثمَّ يمشي إلى صلاةٍ ، إلَّا كتب اللهُ
عزَّ وجلَّ له بكلِّ خطوةٍ يخطوها حسنةً ، أو يرفعَ له بها درجةً ، أو يكفرَّ عنه
بها خطيئةً ، ولقد رأيتُنا نقارِبُ بين الخُطا ، ولقد رأيتُنا وما يتخلفُ عنها
إلَّا منافقٌ معلومٌ نفاقُه ، ولقد رأيتُ الرجلَ يهادَى بين الرجلينِ حتَّى يُقامَ
في الصفِّ .) (المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح
النسائي
-
الصفحة أو الرقم 848، خلاصة حكم المحدث: صحيح
فضلها:
الأحاديث كثيرة ، وأكتفي بذكر جزء منها:
1 - (تفضلُ صلاةُ الجميعِ صلاةَ أحدِكم
وحدَه، بخمسةٍ وعشرين جزءًا، وتجتمع ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ
الفجرِ . ثم يقول أبو هريرةَ : فاقرؤوا إن شئتم : { إِنَّ قُرْآَنَ الفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا } . قال شعيب : وحدثني نافع، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قال : تفضلُها
بسبعٍ وعشرين درجةً .) ([276])
2 - (صلاةُ الجماعةِ تفضلُ صلاةَ الفذِّ بخمسٍ وعشرين درجةً .) ([277])
3 - (صلاةُ الجميعِ تزيدُ على صلاتِه في بيتِه ، وصلاتِه في سُوقِه ،
خمسًا وعشرين درجةً ، فإن أحدَكم إذا توضَّأ فأحسنَ, وأتى المسجدَ ، لا يُريدُ إلا
الصلاةَ ، لم يخطُ خُطْوةً إلا رفعَه اللهُ بها درجةً ، وحطَّ عنه خَطيئةً ، حتى
يَدخُلَ المسجدَ ، وإذا دخل المسجدَ ، كان في صلاةٍ ما كانت تَحْبِسُه ، وتُصلِّي
- يعني - عليه الملائكةُ، ما دام في مجلِسِه الذي يُصلي فيه : اللهم اغفرْ له ،
اللهم ارحمْه، ما لم يُحْدِثْ فيه.) ([278])
4
-
(صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين دَرَجَةً .) ([279])
5
-
(صلاةُ أحدِكم في جماعةٍ ، تزيدُ على صلاتِه في سوقِه وبيتِه بضعًا وعشرين درجةً ،
وذلك بأنه توضَّأ فأحسنَ الوُضوءَ ، ثم أتى المسجدَ لا يريدُ إلا الصلاةَ ، لا
ينهزُه إلا الصلاةُ ، لم يخطُ خطوةً إلا رُفِعَ بها درجةً ، أو حُطَّت عنه بها
خطيئةٌ ، والملائكةُ تصلي على أحدِكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه : اللهمَّ
صلِّ عليه ، اللهمَّ ارحمْه ، ما لم يُحدثْ فيه ، ما لم يُؤذِ فيه ، وقال : أحدُكم
في صلاةٍ ما كانت الصلاةُ تحبِسُه) ([280])
6
-
(صلاةُ الجماعةِ أفضلُ من صلاةِ الفذِّ بسبعٍ وعشرينَ درجةً) ([281])
7
-
(تفضلُ صلاةٌ في الجميعِ على صلاةِ الرجلِ وحدَه خمسًا وعشرين درجةً قال وتجتمعُ
ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الفجرِ قال أبو هريرةَ : اقرؤوا إن شئتم
: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) ([282])
8
-
(قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صلاةُ الرجلِ في جماعةٍ تزيدُ على
صلاتِه في بيتِه ، وصلاتُه في سوقِه ، بضعًا وعشرين درجةً . وذلك أنَّ
أحدَهم إذا توضأَ فأحسنَ الوضوءَ ثم أتى المسجدَ . لا يَنْهَزُهُ إلا الصلاةَ . لا
يريدُ إلا الصلاةَ . فلم يَخْطُ خطوةً إلا رُفِعَ لهُ بها درجةً . وحُطَّ عنهُ بها
خطيئةٌ . حتى يدخلَ المسجدَ . فإذا دخل المسجدَ كان في الصلاةِ ما كانت الصلاةُ هي
تحبسُه . والملائكةُ يصلون على أحدكم ما دام في مجلسِه الذي صلى فيهِ . يقولون :
اللهم ! ارحمْهُ . اللهم ! اغفِرْ لهُ . اللهم ! تُبْ عليهِ . ما لم يُؤْذِ فيهِ .
ما لم يُحْدِثْ فيهِ) ([283])
أمّا
النّافلة فأجرها في البيت أكبر : (صلاةُ المرءِ في بيتِهِ أفضلُ من صلاتِهِ في
مسجِدِي هذا إلَّا المكتوبةَ) ([284]).
الصلاة على وقتها ولوقتها
(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ
فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا
اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) (النساء 103).
)عن ابنِ عمرَ لا صلاةَ لمن لم يُصلِّ الصَّلاةَ لوقتِها) ([285]).
(سألتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :
أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله ؟ قال : الصلاةُ على وقتها . قال : ثم أيٌّ ؟ قال : ثم برُّ الوالدَين . قال : ثم أيٌّ ؟ قال :
الجهادُ في سبيل اللهِ . قال : حدثني بهن، ولو استزدتُه لزادني .) ([286]).
(سألتُ
رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ ؟ قالَ
الصَّلاةُ على وقتِها قلتُ : ثمَّ أيٌّ ؟ قالَ ثمَّ برُّ الوالدينِ قلتُ : ثمَّ
أيٌّ ؟ قالَ ثمَّ الجهادُ في سبيلِ اللهِ قالَ : حدَّثَني بهنَّ ، ولوِ استزدتُهُ
لزادَني .) ([287]).
(حدثنا صاحبُ هذهِ الدارِ وأشار بيدِه إلى دارِ عبدِ اللهِ وما
سمَّاه لنا قال : سألت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ : أيُّ العملِ أحبُّ
إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فقال : الصلاةُ على وقتِها قال الحجاجُ : لوقتِها قال : ثم أيُّ قال : ثم
برُّ الوالدينِ قال : ثم أيُّ قال : ثم الجهادُ في سبيلِ اللهِ ولو استزدْته
لزادني) ([288]).
(أيُّ العمَلِ أحبُّ إلى اللَّهِ تَعالى ؟ الصَّلاةُ علَى وقتِها ،
وبرُّ الوالدينِ ، والجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ) ([289]).
(أيُّ العمَلِ أحبُّ إلى اللهِ عزَّ و جلَ ؟ قال : الصَّلاةُ علَى
وقتِها ، قُلتُ : ثمَّ أيُّ ؟ قال : ( ثمَّ بِرُّ الوالديْنِ ) قلتُ : ثمَّ أيُّ ؟
قال : ثمَّ الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، قال حدَّثَني بِهِنَّ ، و لَو استزدتُه
لزادَني) ([290]).
(أنَّ
رجلًا سأَل النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ الأعمالِ أفضلُ ؟ قال : ( الصلاةُ لوقتِها ، وبِرُّ الوالدَينِ ، ثم الجهادُ في سبيلِ
اللهِ ) ) .([291]).
(أفضلُ الأعمالِ ( أو العملِ ) الصَّلاةُ لوقتِها ، وبرُّ
الوالدَيْن) ([292])
(سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّ العملِ أفضلُ ؟
قالَ الصَّلاةُ لوقتِها قالَ قلتُ : ثمَّ أيٌّ ؟ قالَ برُّ الوالدين قالَ قلتُ :
ثمَّ أيٌّ ؟ قالَ الجهادُ في سبيلِ اللهِ فما تركتُ أستزيدُهُ إلَّا إرعاءً عليهِ .) ([293]).
(سُئِلَ
رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أيُّ العمَلِ أفضلُ ؟ قالَ شُعبةُ
: قالَ : أفضلُ العملِ الصَّلاةُ لوقتِها ، وبرُّ الوالدينِ ، والجِهادُ) ([294]) .
ستكون
عليكم بعدي أمراءٌ تشغلُهم أشياءٌ عن الصلاةِ لوقتِها
(ستكون عليكم بعدي أمراءٌ تشغلُهم أشياءٌ عن
الصلاةِ لوقتِها حتى يذهب وقتُها فصلُّوا الصلاةَ لوقتِها فقال رجلٌ يا رسولَ
اللهِ أُصلِّي معهم فقال نعم إن شئتَ) ([295]).
(سيكون عليكم بعدي أمَراءُ تشغلُهم أشياءُ عن
الصلاة لوقتِها حتى يذهب وقتُها ، فصلُّوا الصلاة لوقتها، فقال رجل: يا رسول الله!
أصلي معهم؟ فقال: نعم. إن شئت, وفي لفظ: واجعلوا صلاتكم معهم تطوعًا) ([296]).
(إنها ستكونُ عليكم بعدي
أمراءُ تشغلُهم أشياءُ عن الصلاةِ لوقتِها حتى يذهب وقتُها، فصلُّوا الصلاة
لوقتِها، فقال رجلٌ :يا رسولَ اللهِ أصلي معهم ؟ قال نعَم إن شئتَ، وقال سفيانُ :
إن أدركتُها معهُم أصلِّي معهمْ قال نعمْ إن شئتَ) ([297]).
(إنَّها ستَكونُ عليكم
بعدي أمراءُ ، يشغلُهُم أشياءُ عنِ الصَّلاةِ لوقتِها حتَّى يذهبَ وقتُها ،
فصلُّوا الصَّلاةَ لوقتِها فقالَ رجلٌ : يا رسولَ اللهِ أصلِّي معَهُم ؟ ! قالَ :
نعَم) ([298]).
(إنها ستكون عليكم بعدي
أمراءٌ ، يَشغلُهم أشياءُ عن الصلاةِ لوقتِها ، حتى يذهبَ وقتُها ، فصلُّوا
الصلاةَ لوقتِها . قال رجلٌ : إن أدركتُها معهم أصلِّي معهم ؟ قال : نعم إن شئتَ) ([299]).
)عن
أبي ذرٍّ ؛ قال : قال كيف أنتم أو قال كيف أنتَ إذا بقيتْ في قومٍ يُؤخِّرون
الصلاَةَ عن وقتِها . فصلِّ الصلاةَ لوقتِها . ثم إن أُقيمتِ الصلاةُ فصلِّ معهم . فإنها زيادةُ خيرٍ) ([300]).
)عن
أبي ذرٍّ ؛ قال :قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كيف أنت إذا كانت
عليك أمراءُ يُؤخِّرونَ الصلاةَ عن وقتِها ، أو يُميتونَ الصلاةَ عن وقتِها ؟ قال
قلتُ : فما تأمرني ؟ قال صَلِّ الصلاةَ لوقتِها . فإن أدركتَها معهم فصلِّ . فإنها لكَ نافلةً ولم يذكر خلف : عن
وقتِها . ) ([301]).
)عن
أبي ذرٍّ ؛ قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وضرب فخِذِي كيف
أنتَ إذا بَقِيَتْ في قومٍ يُؤخِّرونَ الصلاةَ عن وقتِها ؟ قال : قال : ما تأمرُ ؟
قال صَلِّ الصلاةَ لوقتِها . ثم اذهب لحاجتِك . فإن أُقيمتِ الصلاةُ وأنت في المسجدِ ، فصَلِّ) ([302]).
)عن
أبي العاليةِ البراءَ ؛ قال : أخَّر ابنُ زيادٍ الصلاةَ . فجاءني عبدُ اللهِ بنُ
الصامتِ . فألقيتُ لهُ كرسيًّا . فجلس عليهِ . فذكرتُ لهُ صنيعَ ابنِ زيادٍ .
فعضَّ على شفتِه وضرب فخذي . وقال : إني سألتُ أبا ذرٍّ كما سألتني . فضرب فخذي
كما ضربتُ فخذك . وقال : إني سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كما
سألتني . فضرب فخذي كما ضربتُ فخذك وقال صلِّ الصلاةَ لوقتها . فإن أدركتْكَ
الصلاةَ معهم فصلِّ . ولا تقل : إني قد صليتُ فلا أصلي) ([303]).
)عن
أبي ذرٍّ ؛ قال : قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يا أبا ذرٍّ !
إنَّهُ سيكونُ بعدي أمراءَ يميتونَ الصلاةَ . فصلِّ الصلاةَ لوقتها . فإن صليتَ
لوقتها كانت لك نافلةً . وإلا كنتَ قد أحرزتَ صلاتك) ([304]).
)عن أبي
ذرٍّ ؛ قال : إنَّ خليلي أوصاني أن أسمعَ وأُطيعَ . وإن كان عبدًا مُجَدَّعَ
الأطرافِ . وأن أصلي الصلاةَ لوقتها . فإن أدركتَ القومَ وقد صلوا كنتَ قد أحرزتَ
صلاتك . وإلا كانت لك نافلةً) ([305]).
)قلتُ
لعبدِ اللهِ بنِ الصامتِ : نصلي يومَ الجمعةَ خلف أمراءٍ ، فيؤخِّرون الصلاةَ .
قال فضرب فخذي ضربةً أوجعتني . وقال : سألتُ أبا ذرٍّ عن ذلك . فضرب فخذي . وقال :
سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلك . فقال صلوا الصلاةَ لوقتها واجعلوا
صلاتكم معهم نافلةً قال وقال عبدُ اللهِ : ذكر لي أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ ضرب فخذَ أبي ذرٍّ) ([306]).
)عن أبي
العاليةَ قال : أخَّر عُبَيدُ اللهِ بنُ زيادٍ الصَّلاةَ ، فسألتُ عبدَ اللهِ بنَ
الصَّامتِ فضرب فخِذي ثمَّ قال : سألتُ خليلي أبا ذرٍّ فضرب فخِذي ثمَّ قال :
سألتُ خليلي يعني النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فضرب فخِذي ثمَّ قال : صَلِّ الصَّلاةَ لوقتِها فإن
أدركتَك فصلِّ معهم ولا تقولَنَّ أنِّي قد صلَّيْتُ فلا أُصلِّي) ([307]).
)عن أبي
ذرٍّ قال : قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا أبا ذرٍّ كيف أنت إذا
كانت عليك أُمراءُ يُمَسُّون الصَّلاةَ أو قال يُؤخِّرون الصَّلاةَ ؟ قال قلتُ يا
رسولَ اللهِ فما تأمرُني ؟ قال : صَلِّ الصَّلاةَ لوقتِها فإذا
أدركتَها معهم فصَلِّها فإنَّها لك نافلةٌ) ([308]).
)إنَّها
ستكونُ بعدي أمراءُ يصلونَ الصلاةَ لوقتِها ويؤخرونَها عنْ وقتِها فصلوا معهمْ فإنْ صلوها لوقتِها وصليتموها
معهمْ فلكمْ ولهمْ فإنْ أخروها عنْ وقتِها فصلوها معهمْ فلكمْ وعليهمْ منْ فارق
الجماعةَ مات ميتةً جاهليةً ومَنْ نكث العهدَ ومات ناكثًا للعهدِ جاء يومَ
القيامةِ لا حُجَّةَ لهُ) ([309]).
)ذكروا
للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ نومَهم عن الصلاةِ فقال إنه ليس في النومِ تفريطٌ
إنما التفريطُ في اليقظةِ فصلِّ الصلاةَ لوقتِها فإذا نسِيَ أحدُكم صلاةً أو نام عنها فليُصلِّها إذا ذكرها) ([310]).
)أنه
سيكونُ أمراءُ يؤخِّرون الصلاةَ عن وقتِها ، فصلّوا الصلاةَ لوقتِها ثم
اجعلوا صلاتَكم معهم نافلةً) ([311]).
لِيَلِيَنِي مِنكمْ
أُولُوا الأحْلامِ والنُّهَى
(لِيَلِيَنِي مِنكمْ أُولُوا الأحْلامِ
والنُّهَى ، ثُمَّ الذين يُلُونَهُمْ ، ثُمَّ الذين يَلُونَهُمْ ، ولا تَختَلِفُوا
فتَخْتَلِفَ قلوبُكُمْ ، وإيَّاكُمْ وهَيْشاتِ الأسْواقِ) ([312]).
(كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يمسَحُ مَناكبَنا
في الصَّلاةِ ويقولُ لا تختَلِفوا فتختلفَ قلوبُكُم ليليَني منكُم أولوا الأحلامِ
والنُّهى ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم) ([313]).
خيرُ صفوفِ الرِّجالِ
أوَّلُها ، وخيرُ صفوفِ النِّساءِ آخرُها
(خيرُ صفوفِ الرِّجالِ
أوَّلُها ، وشرُّها آخرُها . وخيرُ صفوفِ النِّساءِ آخرُها ، وشرُّها أوَّلُها)
([314]).
(خيرُ صفوفِ الرِّجالِ
أوَّلُها وشرُّها آخرُها وشرُّ صفوفِ النِّساءِ أوَّلُها وخيرُها آخِرُها) ([315]).
(خيرُ صفوفِ الرجالِ
مقدمُها . وشرُّها مؤخَّرُها . وخيرُ صفوفِ النساءِ مؤخرُها . وشرُّها مقدمُها) ([316]).
(خير صفوف الرجال
المتقدم وشرها المؤخر، وشر صفوف النساء المتقدم وخيرها المؤخر، يا معشر النساء إذا
سجد الرجال فاغضضن أبصاركن لا ترين عورات الرجال من ضيق الإزار(. ([317]).
(خيرُ صفوفِ الرجالِ المُقدَّمُ ، وشرُّها المؤخرُ ، وشرُّ صفوفِ
النساءِ المقدمُ ، وخيرُها المؤخرُ ، ثم قال : يا معشرَ النساءِ ، إذا سجدَ
الرجالُ فاغضُضْنَ أبصارَكنَّ ، لا تَريْنَ عوراتِ الرجالِ من ضيقِ الأزُرِ) ([318]).
(خيرُ صفوفِ الرجالِ
المقَدَّمُ ، وشرُّ صفوفِ الرجالِ المؤخَّرُ ، وشرُّ صفوفِ النساءِ المقدَّمُ . يا
معشرَ النساءِ ! إذا سجد الرجالُ ؛ فاخفِضْنَ أبصارَكنَّ عن عوراتِ الرجالِ .
فقلتُ لعبدِ اللهِ بن أبي بكرٍ : ما يعني بذلك ؟ قال : ضِيقَ الأُزُرِ) ([319]).
يتعاقبونَ فيكم
ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنهارِ ، ويجتمعون في صلاتي العصرِ والفجرِ
(يتعاقبونَ
فيكم : ملائكةٌ بالليلِ
وملائكةٌ بالنهارِ ، ويجتمعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثم يعرجُ الذين
باتوا فيكم ، فيسألُهم ، وهو أعلمُ بكم ، فيقول : كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون :
تركناهُمْ وهم يُصلُّونَ ، وأتيناهم وهم يُصلُّونَ) ([320]).
(يتعاقبون فيكم : ملائكةٌ بالليلِ
وملائكةٌ بالنَّهارِ ، ويجتمِعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثم يعرجُ الذين
باتوا فيكم ، فيسألُهم ، وهو أعلمُ بهم ، كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم
وهم يُصلُّونَ ، وأتيناهم وهم يُصلُّونَ) ([321]).
(يَتَعاقَبونَ فيكُم: ملائِكَةٌ بالليلِ وملائِكةٌ بالنهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ
وصلاةِ العصرِ، ثم يَعْرُجُ الذينَ باتوا فيكُم، فيَسألُهُم وهو أعلَمُ بِهِم:
كيفَ تَرَكتُم عِبادي ؟ فيقولون : تَرَكْناهُم وهُم يُصلونَ، وأتَيناهُم وهُم
يُصلونَ . ) ([322]).
(يتعاقبونَ فيكم ملائكةٌ بالليلِ . وملائكةٌ بالنهارِ . ويجتمعون
في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ . ثم يعرجُ الذين باتوا فيكم . فيسألُهم ربُّهم ،
وهو أعلمُ بهم : كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يُصلُّون وأتيناهم وهم
يُصلُّونَ) ([323]).
(الملائكةُ يتعاقبون فيكم ، ملائكةٌ باللَّيلِ ، وملائكةٌ
بالنَّهارِ ، ويجتمعون في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ ، ثمَّ يعرُجُ إليه الَّذين
باتوا فيكم فيسألُهم وهو أعلمُ بهم : كيف تركتُم عبادي ؟ قالوا : تركناهم وهم
يُصلُّون , وأتيناهم وهم يُصلُّون) ([324]).
(يتعاقبونَ فيكُم ملائِكَةٌ باللَّيلِ وملائِكَةٌ بالنَّهارِ ،
ويجتمعونَ في صلاةِ العصرِ ، وصلاةِ الفجرِ ، ثمَّ يعرجُ الَّذينَ باتوا فيكُم
فيسألُهُم وَهوَ أعلمُ بِهِم : كيفَ ترَكْتُمْ عبادي ؟فيقولونَ : ترَكْناهُم وَهُم
يصلُّونَ وأتَيناهُم وَهُم يصلُّونَ) ([325]).
(يتعاقبون فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ ويجتمعون في
صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثمَّ يعرُجُ الَّذين باتوا فيكم فيسألُهم وهو أعلمُ
بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يُصلُّون وأتيناهم وهم يُصلُّون) ([326]).
(يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليلِ، وملائكةٌ بالنهارِ، ويجتمعون في
صلاة الفجرِ، وصلاةِ العصرِ . ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم،
كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلونَ) ([327]).
(يتعاقبونَ فيكم ، ملائكةٌ بالليلِ ، وملائكَةُ النهارِ ، و
يجتمعونَ في صلاةِ الفجْرِ والعْصرِ ، ثُمَّ يعْرُجُ الذين باتوا فيكم ، فيسألُهم
وهُوَ أعلَمُ بِهم : كيفَ تَرَكْتُمْ عبادي ؟ فيقولونَ : تركناهم وهم يصلُّونَ ،
وأتيْناهم وهم يصلُّونَ) ([328]).
الكفّارات
(احتبسَ عنَّا رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ غداةٍ من صلاةِ الصبحِ حتى كِدْنا نتراءَى عينَ الشمسِ
فخرجَ سريعًا فثوَّبَ بالصلاةِ فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
وتجوَّزَ في صلاتِه فلمَّا سلَّمَ دعا بصوتِه فقال لنا على مصافِّكم كما أنتم ثم
انفتلَ إلينا فقال أما إني سأُحدِّثُكم ما حبسني عنكم الغداةَ أني قمتُ من الليلِ
فتوضأتُ فصلَّيتُ ما قُدِّرَ لي فنعستُ في صلاتي فاستثقلتُ فإذا أنا بربِّي تبارَك
وتعالَى في أحسنِ صورةٍ فقال يا محمدُ قلتُ ربِّ لبَّيكَ قال فيمَ يختصمُ الملأُ
الأعلَى قلتُ لا أدري ربِّ قالها ثلاثًا قال فرأيتُه وضعَ كفَّهُ بينَ كتِفَيَّ
حتى وجدتُ بَرْدَ أناملِه بينَ ثدييَّ فتجلَّى لي كلُّ شيٍء وعرفتُ فقال يا محمدُ
قلتُ لبَّيكَ ربِّ قال فيمَ يختصمُ الملأُ الأعلى قلتُ في الكفَّاراتِ قال ما هنَّ
قلتُ مشيُ الأقدامِ إلى الجماعاتِ والجلوسِ في المساجدِ بعدَ الصلاةِ وإسباغِ
الوُضوءِ في المكروهاتِ قال ثمَّ فيمَ قلتُ إطعامُ الطعامِ ولينُ الكلامِ والصلاةُ
بالليلِ والناسُ نيامٌ قال سَلْ قلِ اللهمَّ إني أسألُكَ فِعْلَ الخيراتِ وتَرْكَ المنكراتِ
وحُبَّ المساكينِ وأن تَغفرَ لي وتَرحمَني وإذا أردتَ فتنةً في قومٍ فتوفَّني غيرَ
مفتونٍ وأسألُك حُبَّكَ وحُبَّ من يُحبُّكَ وحُبَّ عملٍ يُقرِبُ إلى حُبِّكَ قال
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنها حقٌّ فادرسوها ثم تعلَّموها: ) ([329]).
الفرع السابع عشر: وقرءان الفجر
(أَقِمِ
الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ
قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (الإسراء 78)
(تفضلُ صلاةُ الجميعِ صلاةَ
أحدِكم وحدَه، بخمسةٍ وعشرين جزءًا، وتجتمع ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في
صلاةِ الفجرِ . ثم يقول أبو هريرةَ : فاقرؤوا إن شئتم : { إِنَّ قُرْآَنَ الفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا } . قال شعيب : وحدثني نافع، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قال : تفضلُها
بسبعٍ وعشرين درجةً .) ([330]).
(فضلُ صلاةِ الجميعِ على صلاةِ الواحدِ خمسٌ وعشرون درجةً ، وتجتمعُ
ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الصبحِ . يقولُ أبو هريرةَ : اقرؤوا إن
شئتم : { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا { .) ([331]).
(تفضلُ صلاةٌ في الجميعِ على صلاةِ الرجلِ
وحدَه خمسًا وعشرين درجةً قال وتجتمعُ ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ
الفجرِ قال أبو هريرةَ : اقرؤوا إن شئتم : وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا) ([332]).
(عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِهِ
تعالى : وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا تَشْهَدُهُ ملائكةُ الليلِ ، وملائكةُ النهارِ) ([333]).
(ثمَّ ينزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدُّنيا فتنتفضُ
فيقولُ : قومي بعزَّتي . ولفظُ متنِ خبرِ أبي صالحٍ : قال : إذا كان في آخرِ ثلاثِ
ساعاتٍ بقَيْن من اللَّيلِ ، ينظرُ اللهُ في السَّاعةِ الأولَى ، في الكتابِ
الَّذي لا ينظرُ فيه غيرُه فيمحو ما شاء ويُثبِتُ . ثمَّ ينظرُ في السَّاعةِ
الثَّانيةِ في عدنٍ ، وهي مسكنُه ، لا يكونُ معه فيها إلَّا النَّبيُّون
والصِّدِّيقون والشُّهداءُ وفيها ما لم ترَه عينٌ ، ولم يخطُرْ على قلبِ بشرٍ .
ثمَّ هبط في السَّاعةِ الثَّالثةِ إلى سماءِ الدُّنيا فيقولُ : - من يسألُني
فأُعطيَه ؟ ، من يستغفرُني فأغفرَ له ؟ ، من يدعوني فأُجيبَه حتَّى يطلعَ الفجرُ ؟
ثمَّ قرأ : وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا ، يشهدُه اللهُ وملائكتُه) ([334]).
(إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ينزلُ في ثلاثِ ساعاتٍ
بقيْنٍ من اللَّيلِ ، يفتحُ الذِّكرَ في السَّاعةِ الأولَى لم يرَه أحدٌ غيرَه ،
فيمحو ما شاء ويُثبِتُ ما شاء ، ثمَّ ينزلُ في السَّاعةِ الثَّانيةِ إلى جنَّةِ
عدنٍ ، الَّتي لم ترَها عينٌ ، ولم تخطُرْ على قلبِ بشرٍ ، ولا يسكنُها من بني
آدمَ غيرَ ثلاثةٍ : النَّبيِّين والصِّدِّيقين ، والشُّهداءِ ، ثمَّ يقولُ : طوبَى
لمن دخلك . ثمَّ ينزلُ في السَّاعةِ الثَّالثةِ إلى سماءِ الدُّنيا بروحِه
وملائكتِه ، فتنتفضُ فيقولُ : قومي بعزَّتي ، ثمَّ يطلُعُ إلى عبادِه فيقولُ : هل
من مستغفرٍ أغفرَ له ؟ هل من داعٍ أُجيبَه ؟ حتَّى تكونَ صلاةُ الفجرِ . ولذلك
يقولُ : وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا فيشهدُه اللهُ ، وملائكةُ اللَّيلِ والنَّهارِ) ([335]).
(عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في قولِه تعالى {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا} قالَ تشهدُه ملائِكةُ اللَّيلِ وملائِكةُ النَّهارِ) ([336]).
(عن أبي هريرةَ في قولِه تعالى إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا قال : تشهدُه ملائكةُ الليلِ والنهارِ) ([337]).
(قرأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا قال يَشهدُه اللهُ وملائكةُ الليلِ والنهارِ) ([338]).
(عن أبِي هريرةَ في قولِه تعالَى إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا قالَ تشهدُه ملائكةُ اللَّيلِ وملائكةُ النَّهارِ) ([339]).
(في قوله – تعالى – { إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا }، قال : تَشْهَدُه ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ) ([340]).
(تفضل صلاةُ الجمْعِ، على صلاةِ أحدِكم وحده
بخمسةٍ وعشرين جزءًا، ويجتمع ملائكةُ الليلِ والنهار في صلاة الفجرِ، واقرؤوا إن
شئتُم { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا{) ([341]).
(في قولِهِ تعالى وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا قالَ تشْهدُهُ ملائِكةُ اللَّيلِ وملائِكةُ النَّهارِ.) ([342]).
(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا قالَ تشهدُهُ ملائِكةُ اللَّيلِ والنَّهارِ) ([343]).
(عنِ النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى
آلِه وسلَّمَ - في قولِهِ تعالى : وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا : تشهدُهُ ملائِكَةُ اللَّيلِ وملائِكَةُ النَّهارِ .) ([344]).
الفرع الثامن عشر: الصلاة الوسطى
(حَافِظُوا عَلَى
الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة 238)
(عن زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ قالَ : قُلتُ لعُبَيْدةَ : سَل عليًّا عن الصَّلاةِ الوُسطى فسألَهُ
، فقالَ : كنَّا نَراها صلاةَ الفجرِ ، حتَّى سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى
اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقولُ يومَ الأحزابِ : شَغلونا عَن الصَّلاةِ الوُسطى صلاةِ
العصرِ ، ملأَ اللَّهُ قلوبَهُم وأجوافَهُم أو بيوتَهُم نارًا) ([345]).
(قلتُ لعَبيدةَ سلْ عليًّا عنِ الصَّلاةِ الوُسطى ،
فسألَهُ ، قالَ : كنَّا نَراها الفجرَ حتَّى سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ
عليهِ وسلَّمَ يقولُ يومَ الخَندقِ : شغَلونا عنِ الصَّلاةِ الوُسطى حتَّى
غرَبتِ الشَّمسُ ، ملأَ اللَّهُ بيوتَهُم وقبورَهُم نارًا) ([346]).
(قال كنَّا نراها الفجرَ [ يعني الصلاةَ الوسطى [ حتى سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ يومَ الأحزابِ
شغلونا عنِ الصلاةِ الوسطى ملأَ اللهُ قبورَهمْ وأجوافَهمْ وبيوتَهمْ نارًا) ([347]).
(شَغَلونَا عنِ الصَّلاةِ الوُسْطَى - صلاةِ العصرِ - حتَّى
غَرَبَتِ الشمسُ ، مَلأَ اللهُ بُطُونَهُم وقُلُوبَهُم أو بُيُوتَهُم نارًا) ([348]).
(أنَّ
عَبيدةَ سألَ عليًّا عنِ الصَّلاةِ الوسطى ، فقالَ : كنَّا نعدُّها الفَجرَ حتَّى سمِعنا النَّبيَّ صلَّى
اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ يومَ الأحزابِ : شغَلونا عنِ الصَّلاةِ الوُسطى صلاةِ
العصرِ ، ملأَ اللَّهُ قبورَهم وأجوافَهُم نارًا) ([349]).
(سأَل
عليًّا عنِ الصلاةِ الوُسطى فقال كنا نَعُدُّها الفجرَ حتى سمِعْنا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم يقولُ يومَ الأحزابِ شغَلونا عنِ الصلاةِ الوُسطى صلاةِ
العصرِ ملَأ اللهُ قبورَهم وأجوافَهم نارًا) ([350]).
(أن
النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ الخَندَقِ : ( حبَسونا عن الصلاةِ الوُسطَى حتى
غابَتِ الشمسُ، ملَأ اللهُ قُبورَهم وبُيوتَهم، أو : أجوافَهم - شَكَّ يَحيَى -
نارًا .) ([351]).
(كنا معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ
الخَندَقِ، فقال : ( ملَأ اللهُ قبورَهم وبيوتَهم نارًا، كما شغلونا عن الصلاةِ الوُسطى حتى
غابَتِ الشمسُ ) . وهي صلاةُ العصرِ .) ([352]).
(لما كان يومُ الأحزابِ ، قال رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ملَأ اللهُ بُيوتَهم وقُبورَهم نارًا ، شغَلونا عنِ الصلاةِ الوُسطى حتى
غابَتِ الشمسُ )) ([353]).
(قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ،
يومَ الأحزابِ ، وهو قاعدٌ على فرَضةٍ من فرَضِ الخندقِ شغلُونا عن الصلاةِ الوُسطَى . حتى غربتِ الشمسُ . ملأ اللهُ قبورَهم وبيوتَهم ( أو قال قُبورَهم
وبطونَهم ) نارًا) ([354]).
(قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ،
يومَ الأحزابِ شغلونا عنِ الصلاةِ الوُسطَى صلاةِ العصرِ . ملأ اللهُ بيوتَهم وقبورَهم نارًا ثم صلاَّها بين
العِشاءَينِ ، بينَ المغربِ والعشاءِ .) ([355]).
(عن عليٍّ ؛ قال : لما كان يومُ الأحزابِ قال
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ملأَ اللهُ قبورَهم وبيوتَهم نارًا . كما
حبَسونا وشغَلونا عن الصلاةِ الوُسطى . حتى غابتِ الشمسُ) ([356]).
(عن عليٍّ رضيَ اللهُ عنه قال قاتَلْنا
الأحزابَ فشغلُونا عن صلاةِ العصرِ حتى قرُبتِ الشمسُ أن تغيبَ فقال رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اللهم املأْ قلوبَ الذين شغَلونا عن الصلاةِ الوُسطَى نارًا
واملأْ بيوتَهم نارًا واملأْ قبورَهم نارًا قال عليٌّ رضيَ اللهُ عنه كنا نرى أنها
صلاةَ الفجرِ) ([357]).
(عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنهُ
قال في الصلاةِ الوسطى صلاةُ العصرِ) ([358]).
(عن
عبدِاللهِ ؛ قال : حَبسَ المشركونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن
صلاةِ العصرِ . حتى احمرَّتِ الشمسُ أوِ اصفرَّتْ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ شغلونا عن الصلاةِ الوُسطى صلاةِ العصرِ . ملأ اللهُ أجوافَهم وقبورَهم نارًا أو قال حشا اللهُ
أجوافَهم وقبورَهم نارًا) ([359]).
(عن
عائشةَ رضيَ اللهُ عنها عن قولِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ { الصَّلاةِ الْوُسْطَى } قالت كنا نقرؤُها على الحرفِ الأولِ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَصَلاَةِ
الْعَصْرِ وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ {) ([360]).
(عن
ابن عباس أنه كان يقول : الصلاة الوسطى صلاة
الصبح ، تصلي في سواد من الليل وبياض من النهار ، وهي أكثر الصلاة تفوت الناس) ([361]).
(عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن الصلاةَ الوسطى هي
العصرُ) ([362]).
(أنَّه أقبَل حتَّى نزَل دِمَشْقَ فنزَل على
أبي كلثومٍ الدَّوْسيِّ فتذاكَروا الصَّلاةَ الوسطى
فقال اختَلَفْنا كما اختَلَفْتُم ونحن بفناءِ بيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم وفينا الرَّجلُ الصَّالحُ أبو هاشمِ بنُ عُتبةَ بنِ ربيعةَ بنِ عبدِ شمسٍ
فقال أنا أعلَمُ لكم ذلك فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان جريئًا عليه
فاستَأْذَن فدخَل عليه ثُمَّ خرَج إلينا فأخبَرنا أنَّها صلاةُ العصرِ) ([363]).
(أنَّ نفرًا من الصَّحابةِ أرسَلوني إلى ابنِ
عمرَ يسأَلونَه عن الصَّلاةِ الوسطى فقال كُنَّا نتحدَّثُ أنَّها الصَّلاةُ التي وُجِّه فيها رسولُ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى القِبْلةِ الظُّهرُ) ([364]).
(قاتَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
عدوًّا فلم يفرُغْ منهم حتَّى أخَّر العصرَ عن وقتِها فلمَّا رأى ذلك قال
اللَّهمَّ مَن حبَسنا عن الصَّلاةِ الوسطى فاملَأْ بيوتَهم نارًا واملَأْ قبورَهم نارًا أو نحوَ ذلك) ([365]).
(قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ
الأحزابِ شغَلونا عن الصَّلاةِ الوسطى ملَأ اللهُ بيوتَهم وقبورَهم نارًا) ([366]).
(النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ
الخندقِ ملَأ اللهُ بيوتَهم وقبورَهم نارًا كما شغَلونا عن الصَّلاةِ الوسطى حتَّى
غابَتِ الشَّمسُ) ([367]).
(عن عليٍّ رضي الله عنه أنه قال في الصلاةِ الوسطى صلاةُ
العصرِ) ([368]).
(كانَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ
عليهِ وسلَّمَ مختلفينَ في الصَّلاةِ الوُسطى هَكذا وشبَّكَ بينَ أصابعِهِ) ([369]).
(أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ
قالَ يومَ الخندَقِ: ملأَ اللَّهُ بيوتَهُم وقُبورَهُم نارًا، كَما شَغلونا عَنِ الصَّلاةِ الوُسطَى حتَّى
غابَتِ الشَّمسُ) ([370]).
(قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ
وسلَّمَ يومَ الأَحزابِ: شَغَلونا عَنِ الصَّلاةِ الوُسطَى ملأَ
اللَّهُ بيوتَهُم وقبورَهُم نارًا) ([371]).
(قاتَلنا الأَحزابَ فشَغلونا عَن العَصرِ حتَّى
قَرُبَت الشَّمسُ أن تَغيبَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ:
اللَّهمَّ املَأ قُلوبَ الَّذينَ شَغلونا عنِ الصَّلاةِ الوُسطى نارًا،
واملَأ بيوتَهُم نارًا، واملَأ قلوبَهم نارًا قالَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ: كنَّا
نَرى أنَّها صَلاةُ الفَجرِ) ([372]).
(سَمِعْتُ ابنَ عبَّاسٍ يَقولُ: الصَّلاةُ الوُسطَى صلاةِ
العَصرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) ([373]).
(الصَّلاةُ الوُسطَى هيَ
الصُّبحُ، تُصلَّى بينَ سوادِ اللَّيلِ وبياضِ النَّهارِ) ([374]).
(صلَّيتُ خَلفَ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللَّهُ
عنهُما الغَداةَ فقَنتَ قبلَ الرُّكوعِ، وقالَ: هذِهِ الصَّلاةُ الوُسطَى) ([375]).
(الصَّلاةُ الوُسطَى صلاةُ
العَصرِ) ([376]).
(صلَّيتُ خلفَ عبدِ اللَّهِ بنِ قَيسٍ
بالبصرَةِ زَمنَ عُمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ صلاةَ الغَداةِ فقُلتُ
لرَجلٍ منَ الصَّحابةِ إلى جَنبي: ما الصَّلاةُ الوُسطَى؟ قال:
هذِهِ الصَّلاةُ) ([377]).
الفرع التاسع عشر:
سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ
-
(حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ هُوَ
أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ
قَبْلَ الظُّهْرِ وَقَالَ إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ
السَّمَاءِ وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ قَالَ وَفِي
الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي أَيُّوبَ قَالَ أَبو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ السَّائِبِ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ
الزَّوَالِ لَا يُسَلِّمُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ .) (الترمذي \ الصلاة – مرفوع
للنبي (ص) \ حديث رقم 440).
-
(أنَّ رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كان يُصلِّي أربعًا بعد أن تزولَ الشمسُ قبلَ الظهرِ
وقال: إنها ساعةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ السماءِ وأُحِبُّ أن يصعَدَ لي فيها عملٌ صالحٌ)
([378]).
- (و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ سَاعَتَانِ يُفْتَحُ
لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَقَلَّ دَاعٍ تُرَدُّ عَلَيْهِ دَعْوَتُهُ
حَضْرَةُ النِّدَاءِ لِلصَّلَاةِ وَالصَّفُّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .) ( مالك \
النداء للصلاة \ حديث رقم 140).
الفرع العشرون
: صلاة العتمة
(أَقِمِ
الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ
قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (الإسراء 78)
(شهدتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مجلسًا وَصَف فيه
الجنةَ . حتى انتهى . ثم قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في آخرِ حديثِه " فيها
ما لا عينٌ رأت ، ولا أذُنٌ سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشرٍ " ثم اقترأ هذه
الآيةَ : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [ 32 / السجدة / 16 و - 17 [ .) ([379]).
(عن أنسِ بنِ مالِكٍ أنَّ
هذِهِ الآيةَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ نزلَت في انتظارِ الصَّلاةِ الَّتي تُدعَى العتَمةَ) ([380] ، [381]).
(عَن أنسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ
إنَّ هذِهِ الآيةَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ نزَلت في انتظارِ الصَّلاةِ الَّتي تُدعَى العتَمةَ) ([382]).
(عن أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ هذه الآيةَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ نزلَتْ
في انْتِظَارِ الصَّلاةِ التي تُدْعَى العَتَمَةُ) ([383]).
(عن أنسٍ إنَّ هذهِ الآيةَ } تَتَجَافَى جُنُوبِهِمْ عَنِ المَضَاجِعِ { نزلتْ في انتظارِ هذهِ الصلاةِ التي تُدْعَى العَتَمَةُ) ([384]).
(عن أنسٍ رضي الله عنه في قولِه تعالى : }تتجافى جنوبُهم عن المضاجعِ { نزلت في انتظارِ الصلاةِ التي تدعى العتمةَ) ([385]).
(عن أنسٍ [ في قولِه تعالى[ } تتجافى جنوبُهم عن المضاجعِ { هو انتظارُ صلاةِ العتمةِ) ([386]).
(عن أنسٍ في هذهِ الآيةِ } تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } قالَ
يصلُّونَ ما بينَ المغربِ والعشاءِ) ([387]).
(عن أنس بن مالك في هذه الآية } تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } قال
: كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون .) ([388]).
(عن
أنسِ بنِ مالِكٍ في هذهِ الآيةِ ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) قالَ
كانوا يتَيقَّظونَ ما بينَ المغربِ والعِشاءِ يُصلُّونَ وَكانَ الحسنُ يقولُ قيامُ
اللَّيلِ) ([389]).
(عن أنسٍ رضي اللَّهُ عنهُ
في قولِهِ تعالى (تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ الْمَضَاجِعِ) «كانوا يتيقَّظونَ ما بينَ المغربِ والعشاءِ يصلُّونَ» وَكانَ الحسنُ
يقولُ قيامُ اللَّيلِ) ([390]).
(عن أنسٍ في قولِه تعالَى { كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا
يَهْجَعُونَ } قال : كانوا يُصلُّون فيما بينَ المغربِ والعشاءِ ، وكذلك تتجافَى جُنوبُهم عن المضاجعِ) ([391]).
الفرع الحادي والعشرون:
الصلاة في جوف اللّيل
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ
نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) (الإسراء 79)
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ
إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ
أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ
الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا
ثَقِيلًا * إِنَّ
نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) (المزّمل 6-1)
(كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا
يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ
هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذاريات 18-17)
(أن رسول الله ، كان يصلي بالليل صلاة العشاء ، ثم يأوي إلى فراشه
فينام ، فإذا كان جوف الليل ، قام إلى حاجته ، وإلى طهوره ، فتوضأ ثم دخل المسجد فيصلي ثماني
ركعات ، يخيل إلي : أنه يسوي بينهن في القراءة ، والركوع ، والسجود . ويوتر بركعة،
ثم يصلي ركعتين ، وهو جالس . ثم يضع جنبه ، فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة ، قبل أن
يغفى ، وربما يغفى ، وربما شككت : أغفي ، أو لم يغف . حتى يؤذنه بالصلاة . فكانت
تلك صلاة رسول الله حتى أسن ولحم ، فذكرت من لحمه ما شاء الله . قالت : وكان
النبي، يصلي بالناس العشاء ، ثم يأوي إلى فراشه ، فإذا كان جوف الليل ، قام
إلى طهوره وإلى حاجته فتوضأ ، ثم يدخل المسجد ، فيصلي ست ركعات ، يخيل إلي أنه
يسوي بينهن في القراءة ، والركوع ، والسجود ، ثم يوتر بركعة ، ثم يصلي ركعتين ،
وهو جالس ، ثم يضع جنبه ، وربما جاء بلال فآذنه بالصلاة ، قبل أن يغفى ، وربما
أغفى ، وربما شككت أغفي أم لا ، حتى يؤذنه بالصلاة . قالت: فما زالت تلك صلاة رسول
الله) ([392]).
(رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، إذا أعجَله السيرُ في
السفَرِ يؤخِّرُ صلاةَ المغرِبِ ، حتى يَجمَعَ بينها وبين العِشاءِ . قال سالمٌ :
وكان عبدُ اللهِ يَفعَلُه إذا أعجَله السيرُ ، ويُقيمُ المَغرِبَ فيُصلِّيها
ثلاثًا ، ثم يُسلِّمُ ، ثم قَلَّما يَلبَثُ حتى يُقيمَ العِشاءَ ، فيُصلِّيها
ركعتَينِ ، ثم يُسلِّمُ، ولا يُسَبِّحُ بينهما بركعةٍ ، ولا بعدَ العِشاءِ بسَجدةٍ
، حتى يقومَ من جَوفِ الليلِ .) ([393]).
(كان ابنُ عُمَرَ رضي اللهُ عنهما يَجمَعُ بينَ
المغربِ والعِشاءِ بالمُزدَلِفَةِ . قال : سالمٌ : وأخَّرَ ابنُ عُمَرَ المغربَ ،
وكان استُصرِخَ على إمرأتهِ صَفيَّةَ بنت أبي عُبَيدٍ ، فقُلت له : الصلاةَ ، فقال
: سِر ، فقُلت : الصلاةَ ، فقال : سِرْ ، حتى سار ميلينِ أو ثلاثةً ، ثم نزلَ فصلى
، ثم قال : هكذا رأيتُ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم يصلي إذا أعْجَلَهُ السَّيرُ .
وقال عبد الله : رأيتُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أعجَلَهُ السَّيرُ
يُؤَخِّرُ المغربَ فيُصليها ثلاثًا ، ثم يُسلمُ ، ثم قَلَّما يَلبَثُ حتى يُقيمَ
العِشاءَ ، فيُصليها ركعتينِ ، ثم يُسلمُ ، ولا يُسَبِّحُ بعد العشاء ، حتى يقومَ
مِن جوفِ الليلِ .) ([394]).
(أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرج
ليلة من جوف الليل، فصلَّى في المسجد، وصلَّى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع
أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة،
فخرج رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة
الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس،
فتشهد، ثم قال : ( أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم
فتعجزوا عنها ) . فتوفي رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والأمر على ذلك .) ([395]).
(أنَّ رسولَ اللِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
خرج ذاتَ ليلةٍ مِن جوفِ الليلِ ، فصلى في المسجد ، فصلى رجالٌ بِصلاته ، فأصبح الناسُ فتحدَّثوا ،
فاجتمع أكثرٌ منهم فصلَّوْا معه ، فأصبح الناسُ فتحدَّثوا ، فكَثُرَ أهلُ المسجد
من الليلة الثالثة ، فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فصلَّوْا بصلاته ،
فلما كانتِ الليلةُ الرابعةُ ، عجَز المسجدُ عن أهله ، حتى خرج لصلاةِ الصبحِ ،
فلما قَضى الفجرَ أقبل على الناسِ فتشهَّدَ ، ثم قال : أما بعدُ ، فإنه لم يَخْفَ
عليَّ مكانُكُم ، لكِني خشِيتُ أن تُفْرضَ عليكم ، فتَعجِزُوا عنها .) ([396]).
(أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
خرج من جوفِ اللَّيلِ فصلى في المسجدِ . فصلَّى رجالٌ بصلاتِه . فأصبح الناسُ يتحدَّثون
بذلك. فاجتمع أكثرُ منهم . فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الليلةِ
الثانيةِ . فصلُّوا بصلاتِه . فأصبح الناسُ يذكرون ذلك . فكثُر أهلُ المسجدِ من
الليلةِ الثالثةِ . فخرج فصلُّوا بصلاتِه . فلما كانت الليلةُ الرابعةُ عجز
المسجدُ عن أهلِه . فلم يخرج إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فطفِقَ
رجالٌ منهم يقولون : الصلاةَ ! فلم يخرج إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ حتى خرج لصلاةِ الفجرِ . فلما قضى الفجرَ أقبل على الناسِ . ثم تشهَّدَ ،
فقال " أما بعدُ . فإنه لم يخْفَ عليَّ شأنُكم الليلةَ . ولكني خشيتُ أن
تُفرضَ عليكم صلاةُ اللَّيلِ . فتعجِزوا عنها " .) ([397]).
(أنَّ أسيدَ بنَ حضيرٍ ،
بينما هو ، ليلةً ، يقرأُ في مربدِه . إذ جالتْ فرسُه . فقرأ . ثم جالتْ أخرى .
فقرأ . ثم جالتْ أيضًا . قال أسيدٌ: فخشيتُ أن تطأَ يحيى . فقمتُ إليها . فإذا
مثلُ الظُلَّةِ فوقَ رأسي . فيها أمثالُ السُّرُجِ . عرجت في الجوِّ حتى ما أراها
. قال فغدوتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلتُ : يا رسولَ اللهِ !
بينما أنا البارحةُ من جوفِ الليلِ أقرأُ في مِربدي . إذ جالت فرسي. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ " اقرأ . ابنَ حضيرٍ ! " قال : فقرأتُ . ثم جالت أيضًا .
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ " اقرأ . ابنَ حضيرٍ ! "
قال : فقرأتُ . ثم جالت أيضًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
" اقرأ . ابنَ حضيرٍ ! " قال فانصرفتُ . وكان يحيى قريبًا منها . خشيتُ
أن تطأَه . فرأيتُ مثلَ الظُلَّةِ . فيها أمثالُ السُّرُجِ . عرجتْ في الجوِّ حتى
ما أراها . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ " تلك الملائكةُ كانت
تستمعُ لك . ولو قرأتَ لأصبحتْ يراها الناسُ . ما تستتِرُ منهم "
.) ([398]).
(أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
كان يقول ، إذا قام إلى الصلاةِ من جوفِ اللَّيلِ :
" اللهمَّ لك الحمدُ . أنت نورُ السماواتِ والأرضِ
. ولك الحمدُ . أنت قَيَّامُ السماواتِ والأرضِ . ولك الحمدُ . أنت ربُّ السماواتِ
والأرضِ . ومن فيهنَّ . أنت الحقُّ . ووعدُك الحقُّ . وقولُك الحقُّ . ولقاؤُك حقٌ
. والجنةُ حقٌّ . والنارُ حقٌّ . والساعةُ حقٌّ . اللهمَّ لك أسلمتُ . وبك آمنتُ .
وعليك توكلتُ . وإليك أنبتُ . وبك خاصمتُ . وإليك حاكمتُ . فاغفرْ لي . ما قدمتُ
وأخرتُ . وأسررتُ وأعلنتُ . أنت إلهي لا إله إلا أنتَ " . وفي روايةٍ : مكان
قيَّامِ ، قَيِّمُ . وقال : وما أسررتُ) ([399]).
(عن ابنِ عباسٍ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم كان إذا قام إلى الصلاةِ من جوفِ الليلِ يقول :
اللهمَّ لك الحمدُ أنت نورُ السمواتِ والأرضِ ولك الحمدُ أنت قيَّامُ السمواتِ
والأرضِ ولك الحمدُ أنت ربُّ السمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ، أنت الحقُّ وقولُك
الحقُّ ووعدُك الحقُّ ولقاؤُك حقٌّ والنارُ حقٌّ والساعةُ حقٌّ ، اللهمَّ لك
أسلمتُ وبك آمنتُ وعليك توكلتُ وإليك أُنيبُ وبك خاصمتُ وإليك حاكمتُ فاغفِرْ لي
ما قدَّمتُ وأخَّرتُ وأسررتُ وأعلنتُ أنت إلهي لا إلهَ إلا أنتَ) ([400]).
(نادى رجلٌ رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيُّ الليلِ أجوبُ دعوةً قال جوفُ الليلِ الآخرِ)
([401]).
الفرع الثاني والعشرون: تفاضل
المساجد
لا تشد الرحال إلا
إلى ثلاثة مساجد
(سمِعتُ أربعًا من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعجبْنَني،
قال : ( لا تُسافرُ المرأةُ مسيرةَ يومَين إلا ومعَها زوجُها أو ذو مَحرَمٍ، ولا
صومَ في يومِين : الفطرِ والأضحَى، ولا صلاةَ بعدَ الصبحِ حتى تطلعَ الشمسُ، ولا
بعدَ العصرِ حتى تغرُبَ، ولا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدِ الحرامِ،
ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا) ([402])
(سمِعتُ أبا سعيدٍ
الخُدْرِيَّ رضي اللهُ عنه : يُحَدِّثُ بأربعٍ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم ، فأعجَبْنَني وآنَفْنَني ، قال : لا تُسافِرُ المرأةُ يومَينِ إلا معَها
زوجُها ، أو ذو مَحرَمٍ ، ولا صَومَ في يومَينِ : الفِطرِ والأضحى ، ولا صلاةَ
بعدَ صلاتَينِ : بعدَ الصبحِ حتى تَطلُعَ الشمسُ ، وبعدَ العصرِ حتى تَغرُبَ . ولا
تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدِ الحرامِ ، ومسجدِ الأقصى ، ومسجدي . ) ([403]).
) لاتشدُّ الرحالُ
إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدي هذا ، ومسجدِ الحرامِ ومسجدِ الأقصى) ([404]).
(لا تُشدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدَ
مسجدي هذا والمسجدُ الحرامُ والمسجدُ الأقصَى) ([405]).
(أربعٌ
سمِعتهنَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، أو قال : يُحَدِّثُهُنَّ عن
النبي صلى اللهِ عليهِ وسلمَ، فأعْجَبْنَني وآنَقْنَني : أن لاتسافرُ امرأةٌ
مسيرةَ يومينِ ليسَ معها زوجُها أو ذو محْرَمٍ ، ولا صومَ يومينِ: الفطرِ والأضْحى
، ولا صلاةَ بعدَ صلاتينِ : بعد العصرِ حتى تغربَ الشمسُ ، وبعدَ الصُّبْح حتى
تطلُعَ الشمسُ ، ولا تُشَدُّ الرحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدِ الحرامِ،
ومسجِدي ، ومسجدِ الأقصى ) ([406])
(لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا
إلى ثلاثةِ مساجدَ : المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
ومسجدِ الأقصى . ) ([407])
.
(إنما يسافرُ إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدِ الكعبةِ ، ومسجدي ، ومسجدِ إيلياءَ) ([408])
(لاتشدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدي هذا ، ومسجدِ الحرامِ ومسجدِ الأقصى) ([409])
.
(لا تشدُّ الرحالُ إلا إلى
ثلاثةِ مساجدَ : المسجدِ الحرامِ
ومسجدي هذا والمسجدِ الأقصى) ([410])
(إنَّما الرحلةُ إلى
ثلاثةِ مساجدَ المسجدِ الحرامِ ومسجدِ المدينةِ ومسجدِ إيلياءَ) ([411])
المسجد الحرام
(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ
قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا
كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
يَعْمَلُونَ) (البقرة 144)
(وَمِنْ حَيْثُ
خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ
مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة
149)
(وَمِنْ حَيْثُ
خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ
فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ
إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ
نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (البقرة
150)
(وَاقْتُلُوهُمْ
حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ
أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ
الْكَافِرِينَ) (البقرة 191)
(وَمَا لَهُمْ أَلَّا
يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا
كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (الأنفال 34)
(سُبْحَانَ الَّذِي
أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء 1)
(يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة
28)
(كَيْفَ يَكُونُ
لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ
عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا
لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة
7)
(فِيهِ
آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ
عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ
فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران 97)
(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ
مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ
لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ
الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ
كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ * وَإِذْ
يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا
تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة 125 - 127)
(وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ
أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) (إبراهيم 35)
المسجد النبوي (مسجدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)
أسّس على التقوى
(تمارى رجلان في المسجدِ الذي أُسِّس على التقوى مِنْ أولِ يومٍ ،
فقال رجلٌ : هو مسجدُ قُباءٍ ، وقال آخرُ : هو مسجدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ ، فقال رسولُ اللهِ : هو مسجدي هذا) ([412]).
(المسجدُ الذي أُسِّس على
التقوى ، مسجدي هذا ، وفي كلٍّ خيرٌ) ([413]).
(أنَّ
رجلًا مِنْ بَني خُدْرَةَ ، ورجلًا مِنْ بَني عمرِو بنِ عوفٍ ، امترَيا في المسجدِ
الذي أُسِّس على التقوى ، فقال الخُدْريُّ : هو مسجدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ ، وقال العَوفيُّ : هو مسجدُ قُباءٍ ، فأتيا النبيَّ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ ، وسألاه ، فقال : هو مسجدي هذا ، وفي
كلٍّ خيرٌ) ([414]).
(اختلَف رجلان على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ في المسجدِ الذي أُسِّس على التقوى ، فقال أحدُهما : هو مسجدُ
النبيِّ ؛ وقال الآخرُ : هو مسجدُ قُباءٍ ، فأتيا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
، فسألاه ؟ فقال : هو مسجدي هذا) ([415]).
(تمارَى رجلانِ في المسجدِ
الذي أُسّسَ على التقوى فقال رجلٌ هو مسجِدُ قباءٍ وقال الآخرُ هو مسجِدُ رسولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هو مسْجِدي هذا) ([416]).
(تمارَى رجلانِ في عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم في المسجْدِ الذي أُسِّسَ على التقوى أحدهما من أهلِ العاليةِ والآخر من
أهلِ المدينةِ فقال أحدهما هو مسجدُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقال الآخر هو
مسجدُ قباءَ فذكِرَ ذلكَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال هو مسجِدي هذا) ([417]).
(اختلف
رجلان في المسجدِ الَّذي أُسِّس على التَّقوَى فقال أحدُهما هو مسجدُ المدينةِ
وقال الآخرُ هو مسجدُ قُباءَ فأتوْا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال هو مسجدي هذا) ([418]).
(سُئل
عنِ المسجدِ الذي أُسِّس على التقوى ؟ فقال : مسجدي هذا) ([419]).
(سُئِلَ عنِ المسجدِ الذي
أُسِّسَ على التَّقْوَى ؟ فقالَ: هُوَ مسجِدِي هَذَا) ([420]).
(امْتَرَى رجلٌ من بَني خُدْرَةَ ، ورجلٌ من بني عَمرو بن عوفٍ في
المسجدِ الذي أُسّسَ على التقوى ؟ فقال الخُدريّ : هو مسجدُ رسولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم وقالَ الآخر : هو مسجِدُ قباءٍ ، فأتيا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
في ذلكَ ، فقال : ( هو هذا ) - يعنِي مسجدهُ - وفي ذلكَ خيرٌ كثيرٌ) ([421]).
(اختلَف رجلان على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ في المسجدِ الذي أُسِّس على التقوى ، فقال أحدُهما : هو مسجدُ
النبيِّ ؛ وقال الآخرُ : هو مسجدُ قُباءٍ ، فأتيا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ ، فسألاه ؟ فقال : هو مسجدي هذا) ([422])
الصَّلاةُ
في مسجدِ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما
سواه إلَّا المسجدَ الحرامَ
(الصَّلاةُ في مسجدي هذا
أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلَّا المسجدَ الحرامَ والجمعةُ في مسجدي هذا أفضلُ
من ألفِ جمعةٍ فيما سواه إلَّا المسجدَ الحرامَ وشهرُ رمضانَ في مسجدي هذا أفضلُ
من ألفِ شهرِ رمضانَ فيما سواه إلَّا المسجدَ الحرامَ) ([423]).
(صلاةٌ في مسجِدي هذا
أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلا المسجدَ الحرامَ وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ
أفضلُ من مائةِ صلاةٍ في مسجدي) ([424]).
(صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما
سواهُ من المساجدِ إلا المسجدَ الحرامَ ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من
مائةِ صلاةٍ في مسجدي) ([425]).
) صلاةٌ في
مسجِدِي هذا أفْضَلُ من ألْفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ من المساجِدِ إلَّا المسْجِدَ
الحرامَ ، و صلاةٌ في المسْجِدِ الحرامِ أفضلُ من صلاةٍ في مَسْجِدِي هذا بِمِائةِ
مَرَّةً) ([426]).
(صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجدِ ،
إلَّا المسجدَ الحرامَ ؛ و صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من صلاةٍ في مسجدي هذا
بمائةِ صلاةٍ) ([427]).
(صلاةٌ
في مسجِدي هذا أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ إلَّا المسجِدَ الحرامَ ، وصلاةٌ في
المسجِدِ الحرامِ ، أفضلُ من صلاةٍ في مسجِدي هذا بمائةِ صَلاةٍ) ([428]).
(صلاةٌ
في مسجِدي هذا ، أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ ، إلَّا المسجدَ الحرامَ ،
وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ ، أفضلُ من صلاةٍ في مسجدي هذا بمائةِ صلاةٍ) ([429]).
(صلاةٌ في مسجِدي هذا أفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما
سِواه منَ المساجدِ إلا المسجدَ الحرامَ ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ مِن
صلاةٍ في مسجِدي هذا بمئةِ صلاةٍ) ([430]).
(صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ ( أو
كألفِ صلاةٍ ) فيما سواه من المساجدِ ، إلا أن يكون المسجدُ الحرامِ ) ([431]).
) صلاةٌ في مسجدي هذا ، خيرٌ من ألفِ صلاةٍ في
غيرِه من المساجدِ ، إلا المسجدَ الحرامَ) ([432]).
(صلاةٌ في مَسجِدي هذا
خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سِواه منَ المساجِدِ, إلا المَسجِدَ الحرامَ) ([433]).
(صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ
من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ، إلا المسجدَ الحرامَ ) ([434]).
(صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ
من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلا المسجدَ الحرامَ، فإنَّ صلاةً فيه خيرٌ من مائةِ
صلاةٍ في مسجدي) ([435]).
(صلاةٌ في مسجدِي هذا خيرٌ
من ألفِ صلاةٍ في ما سواه إلا المسجدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ
من مائةِ صلاةٍ في مسجدِي هذا) ([436]).
) صلاةٌ في مسجدي هذا ، أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلا المسجدَ
الحرامَ) ([437]).
(صَلاةٌ في مَسجِدي أَفْضَلُ منْ ألفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ منَ
المساجِدِ إلَّا المسْجِدَ الحرَامَ وصَلاةٌ في المسجِدِ الحرامِ أَفضلُ من صَلاةٍ
في مَسجِدِي هذا بِمِائَةِ صَلاةٍ) ([438]).
(لا يسمَعُ النِّداءَ في
مَسجدي هذا ثمَّ يخرجُ منهُ ، إلَّا لحاجةٍ ، ثمَّ لا يَرجعُ إليهِ إلَّا مُنافقٌ)
([439]).
(صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ
من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجدِ إلَّا المسجدَ الحرامَ فإنَّه يَزيدُ عليه
مائةَ صلاةٍ) ([440]).
(صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ
من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ من المساجدِ إلا المسجدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ
الحرامِ أفضلُ من صلاةٍ في مسجدي بمائةِ صلاةٍ) ([441]).
(صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ
من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجدِ إلَّا المسجدَ الحرامَ وصلاةٌ في المسجدِ
الحرامِ أفضلُ من مائةِ صلاةٍ في هذا) ([442]).
ما بين بيتي ومِنبَري
رَوضَةٌ من رياضِ الجنةِ
(ما بين بيْتِي ومِنبري روضةٌ من رياضِ الجنةِ ، ومِنبري على
حوضِي) ([443]).
(عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ : ما بينَ بيتِي
ومِنْبَرِي روضةٌ من ريَاضِرالجنةِ ، ومِنْبَرِي على حَوْضِي . ) ([444]).
(بين بيتي ومنبري
رَوضَةٌ من رياضِ الجنَّةِ ومنبري على حوضي) ([445]).
(ما بين بيتي ومنبري
روضةٌ من رياضِ الجنةِ) ([446]).
(تذاكرْنا ونحنُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَيُّما
أفضلُ مسجدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوْ بيتُ المقدسِ فقال رسولُ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من أربعِ صلواتٍ فيه
ولَنِعْمَ الْمُصَلَّى هو ولَيُوشِكَنَّ أن يكونَ قوسُهُ من الأرضِ حيثُ يَرَى منه
بيتَ المقدسِ خيرًا له منَ الدنيا جميعًا) ([447]).
المسجد الأقصى
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا
مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا
حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء
1)
الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ " يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
لَيْلًا " أَيْ فِي جُنْح اللَّيْل " مِنْ الْمَسْجِد الْحَرَام "
وَهُوَ مَسْجِد مَكَّة " إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى " وَهُوَ بَيْت الْمَقْدِس
الَّذِي بِإِيلِيَاء مَعْدِن الْأَنْبِيَاء مِنْ لَدُنْ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل
عَلَيْهِ السَّلَام وَلِهَذَا جُمِعُوا لَهُ هُنَاكَ كُلّهمْ فَأَمَّهُمْ فِي
مَحَلَّتهمْ وَدَارهمْ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ هُوَ الْإِمَام الْأَعْظَم
وَالرَّئِيس الْمُقَدَّم صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ
أَجْمَعِينَ . وَقَوْله تَعَالَى " الَّذِي بَارَكْنَا حَوْله " أَيْ
فِي الزُّرُوع وَالثِّمَار " لِنُرِيَهُ " أَيْ مُحَمَّدًا " مِنْ
آيَاتنَا " أَيْ الْعِظَام كَمَا قَالَ تَعَالَى " لَقَدْ رَأَى مِنْ
آيَات رَبّه الْكُبْرَى " (تفسير أبن كثير).
(قلت: يا رسول الله أفتنا في مسجد بيت المقدس
قال: ائتوه فصلوا فيه قالت: قلت: كيف! والروم إذ ذاك فيه؟ قال: فابعثوا بزيت يسرج
في قناديله.) ([448]).
وفي الحديث عن
خصوصيّة بيت المقدس ، سبقت الإشارة إلى أجر الصلاة في بيت المقدس . وأعيد هنا سرد بعض هذه الأحاديث:
(قالتْ يا رسولَ
اللهِ أَفْتِنَا في بيتِ المقدسِ قال أرضُ المحشرِ وأرضُ المنشرِ ائْتُوهُ فصلُّوا
فيه فإنَّ صلاةً فيه كأَلْفِ صلاةٍ قلْنَا يا رسولَ اللهِ فمَنْ لم يستطَعْ أن
يَتَحَمَّلَ إليه قال مَنْ لم يستطِعْ أنْ يأتِيَهُ فلْيُهْدِ إليه زَيْتًا
يُسْرِجُ فيه فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى إليه زيتًا كان كَمَنْ أَتَاهُ) ([449]).
(ايتوهُ ، فصلُّوا فيهِ ،
فإن لم تأتوهُ وتصلُّوا فيهِ فابعثوا بزيتٍ يُسرَجُ في قناديلِهِ) ([450]).
(المنشرُ والمحشرُ إِيتوهُ ، فصلّوا فيهِ ، فإن الصلاةَ فيه كألْفِ
صلاة . قالت : أرأيتَ من لم يطقْ أن يتحمّلَ إليهِ فلم يأتيهِ ؟ قال : فليُهدِ
إليهِ زيتا يُسرَجَ فيهِ ، فإن من أهدى له كانَ كمن صلى فيه) ([451]).
ورواه أبو داود مختصرا: قالت: (قلت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، فقال:
إيتوه فصلوا فيه. وكانت البلاد إذ ذاك حربا، فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت
يسرج في قناديله.
(قلتُ : يا رسولَ
اللهِ أَفْتِنَا في بيتِ المقدسِ . فقال : إِيتوهُ فصلُّوا فيهِ ، وكانت البلادُ
إذ ذاكَ حربًا ، فإن لم تأتوهُ وتُصلُّوا فيهِ فابعثوا بزيتٍ يُسْرَجُ في
قناديلِه) ([452]).
(يا رسولَ اللهِ أفتنا في بيتِ المقدسِ
فقال: ائتوه فصلوا فيه وكانتِ البلادُ إذ ذاك حربًا فإن لم تأتوه وتصلُّوا فيه
فابعثوا بزيتٍ يُسرجُفي قناديلِه.) ([453]).
(قلتُ يا رسولَ
اللَّهِ أفتِنا في بيتِ القُدُسِ قال ائتوهُ فصلُّوا فيهِ قالَتْ كيفَ والرُّومُ
إِذ ذاكَ فيهِ قال صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فإِن لَم تَستَطيعُوا فابعَثوا
بِزيتٍ يُسرَجُ في قناديلِهِ) ([454]).
(قلت: يا رسول الله أفتنا في مسجد بيت المقدس
قال: ائتوه فصلوا فيه قالت: قلت: كيف! والروم إذ ذاك فيه؟ قال: فابعثوا بزيت يسرج
في قناديله.) ([455]).
(منْ لمْ يأتِ بيتَ المقدسِ يُصلِّي فيهِ،
فليبعثْ بزيتٍ يسرجُ فيهِ) ([456]).
(يا رسولَ اللَّهِ أفتِنا في بيتِ المقدسِ ؟ قالَ : أرضُ المحشَرِ
والمنشَرِ ائتوهُ فصلُّوا فيهِ فإنَّ صلاةً فيهِ كألفِ صلاةٍ في غيرِهِ قلتُ
أرأيتَ إن لم أستطع أن أتحمَّلَ إليهِ قالَ فتُهْدي لَه زيتًا يُسرَجُ فيهِ فمن
فعلَ ذلِكَ فَهوَ كَمن أتاهُ .) ([457]).
(تذاكرْنا ونحنُ عندَ
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَيُّما أفضلُ مسجدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم أوْ بيتُ المقدسِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةٌ في
مسجدي هذا أفضلُ من أربعِ صلواتٍ فيه ولَنِعْمَ الْمُصَلَّى هو ولَيُوشِكَنَّ أن
يكونَ قوسُهُ من الأرضِ حيثُ يَرَى منه بيتَ المقدسِ خيرًا له منَ الدنيا جميعًا)
([458]).
(تذاكرنا ونحنُ عندَ
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيَّهما أفضلُ مسجدَ رسولِ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ أو مسجدَ بيتِ المقدسِ فقال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من أربعِ صلواتٍ فيهِ ولَنِعْمَ المُصلَّى . . . .) ([459]).
(صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من أربعِ صلواتٍ فيه، ولنعم المصلَّى . .) ([460]).
مسجد
قباء
(صلاةٌ في مسجدِ
قُباءَ كعمرةٍ) ([461])
(صلاةُ في مسجدِ قُباءٍ كعمرةٍ) ([462]).
(الصَّلاةُ في
مسجدِ قُباءٍ كعمرةٍ) ([463]).
(الصَّلاةُ في مسجدِ
قُباءَ كعُمرةٍ) ([464]).
(الصلاةُ في مسْجدِ
قِباءٍ كعُمرةٍ) ([465]).
(كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يأتي مسجدَ قباءٍ كلَّ
سبتٍ، ماشيًا وراكبًا . وكان عبدُ اللهِ رضيَ الله عنه يفعلُه .) ([466]).
(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأتي مسجدَ قُباءٍ ،
راكبًا وماشيًا . فيصلي فيه ركعتَين .) ([467]).
(أنَّ ابنَ عمرَ رضي اللهُ عنهما كان لا يصلي منَ الضُّحى إلا في
يومَينِ : يومَ يقدم بمكةَ، فإنه كان يقدُمها ضُحًى، فيطوف بالبيتِ، ثم يصلي
ركعَتينِ خلفَ المقامِ، ويومَ يأتي مسجدَ قباءٍ، فإنه كان يأتيه كلَّ سبتٍ، فإذا
دخل المسجدَ كره أن يخرج منه حتى يُصلِّيَ فيه . قال : وكان يحدث : أنَّ رسولَ
اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يزورهُ راكبًا وماشيًا . قال : وكان يقول :
إنما أصنع كما رأيتُ أصحابي يصنعونَ، ولا أمنع أحدًا أن يصليَ في أي ساعةٍ شاء من
ليلٍ أو نهارٍ، غيرَ أن لا تتحرَّوا طلوعَ الشمسِ ولا غروبَها .) ([468]).
(بينا الناسُ يصلُّونَ الصبحَ في مسجدِ قُباءٍ، إذ جاءَ جاءٍ فقال
: أنزَل اللهُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قرآنًا : أن يستقبِلَ الكعبةَ
فاستقبِلوها، فتوجَّهوا إلى الكعبةِ .) ([469]).
(كان سالمٌ مَولى أبي
حُذَيفَةَ يَؤمُّ المُهاجِرينَ الأوَّلينَ وأصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم في مسجدِ قُباءَ ، فيهم أبو بكرٍ وعُمَرُ وأبو سَلَمَةَ وزيدٌ وعامرُ بنُ
رَبيعَةَ .) ([470]).
(اختلَف رجلان على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المسجدِ الذي أُسِّس على التقوى ، فقال أحدُهما : هو مسجدُ
النبيِّ ؛ وقال الآخرُ : هو مسجدُ قُباءٍ ، فأتيا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ ، فسألاه ؟ فقال : هو مسجدي هذا) ([471]).
(تمارَى رجلانِ في المسجدِ
الذي أُسّسَ على التقوى فقال رجلٌ هو مسجِدُ قباءٍ وقال الآخرُ هو مسجِدُ رسولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هو مسْجِدي هذا) ([472]).
(تمارَى رجلانِ في عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم في المسجْدِ الذي أُسِّسَ على التقوى أحدهما من أهلِ العاليةِ والآخر من
أهلِ المدينةِ فقال أحدهما هو مسجدُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقال الآخر هو
مسجدُ قباءَ فذكِرَ ذلكَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال هو مسجِدي هذا) ([473]).
(اختلف
رجلان في المسجدِ الَّذي أُسِّس على التَّقوَى فقال أحدُهما هو مسجدُ المدينةِ
وقال الآخرُ هو مسجدُ قُباءَ فأتوْا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال هو مسجدي هذا) ([474]).
الفرع الثالث والعشرون : الحجّ
الحجُّ أَشْهُرٌ
مَّعْلُومَاتٌ
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ
فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا
تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (البقرة 197).
(قال
عبدُ اللهِ الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلوماتٌ ليس فيها عُمرةٌ) ([475]).
(عَنِ ابنِ عمرَ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ قال : شوالُ وذُو
القِعْدَةِ وعَشْرٌ من ذِي الحجةِ) ([476]).
(أرادتِ امرأَةٌ مِنَّا أنْ تَحُجَّ فأرادَتْ أن تَضُمَّ مع حجتِها
عمرةً فسألَتْ عبدَ اللهِ فقال ما أجدُ هذِهِ إلَّا أشهرَ الحجِّ قال اللهُ عزَّ
وجلَّ الحجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ) ([477]).
(عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ قالَ : الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ
، شوَّالٌ وذو القعدةِ وعشرٌ من ذي الحجَّةِ) ([478]).
(عنِ ابنِ شِهابٍ ، قالَ: قلتُ لسالِمٍ ، لمَ نَهَى عمرُ عنِ
المتعةِ ، وقد فعلَ ذلِكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وفعلَها
النَّاسُ معَهُ ؟ فقالَ: أَخبرَني عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ أنَّ عمرَ رضيَ اللَّهُ
عنهُ قالَ: إنَّ أَتَمَّ العُمرةِ أن تُفرِدوها مِن أشهُرِ الحجِّ ، والحجُّ أشهرٌ
معلوماتٌ ، فأخلِصوا فيهنَّ الحجَّ ، واعتَمِروا فيما سواهنَّ منَ الشُّهور قال
فأرادَ عمرُ بذلِكَ تَمامَ العمرةِ ، لقولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ وَأَتِمُّوا
الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ([479]).
(عن ابنِ عمرَ أشهرُ الحجِّ معلوماتٌ قالَ شوالُ و ذو القَعْدَةِ و
عشرُ ذِي الحجَّةِ) ([480]).
الحجُّ عرفةُ ،
أيَّامُ منًى ثلاثةُ ، من تعجَّل في يومَيْن فلا إثمَ عليه
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ
أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ
حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ
أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا
أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ
الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ
وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ
أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة 196)
(الحجُّ عرفةُ) ([481]).
(شهدتُ رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ بعرفةَ – وسُئِلَ عنِ الحجِّ – ؟ فقال : الحجُّ عرفةُ
فمن أدرك ليلةَ عرفةَ قبلَ طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جَمْعٍ فقد أدركَ) ([482]).
(عن النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم أنَّه سُئل عن الحجِّ ، فقال : الحجُّ عرفةُ ، أيَّامُ منًى ثلاثةُ أيَّامٍ ، من تعجَّل في
يومَيْن فلا إثمَ عليه ومن تأخَّر فلا إثمَ عليه) ([483]).
(شهِدتُ النَّبيَّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعرَفةَ وأتاه ناسٌ من نجْدٍ فأمَّروا رجلًا فسأله عن
الحجِّ ، فقال : الحجُّ عرفَةُ
من جاء ليلةَ جمعٍ قبل صلاةِ الصُّبحِ فقد أدرك حجَّه ، أيَّامُ منًى ثلاثةُ
أيَّامٍ ، من تعجَّل في يومَيْن فلا إثمَ عليه ، ومن تأخَّر فلا إثمَ عليه . ثمَّ
أردف رجلًا فجعل يُنادي بها في النَّاسِ) ([484]).
(شَهِدْتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعرفةَ وأتاهُ
ناسٌ من نَجدٍ فأمَروا رجلًا فسألَهُ عنِ الحجِّ فقالَ الحجُّ عرفةُ مَن جاءَ
ليلةَ جمعٍ قبلَ صلاةِ الصُّبحِ فقد أدرَكَ حجَّهُ أيَّامُ منًى ثلاثَ أيَّامٍ فمن
تعجَّلَ في يومينِ فلا إثمَ عليهِ ومَن تأخَّرَ فلا إثمَ عليهِ ثمَّ أردَفَ رجلًا
فجَعلَ يُنادي بِها في النَّاسِ) ([485]).
(شَهِدْتُ النَّبيَّ
صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعَرفةَ وأتاهُ ناسٌ من نَجدٍ، فأمَروا رجلًا، فسألَهُ
عنِ الحجِّ، فقالَ: الحجُّ عرفةُ، مَن جاءَ ليلةَ جمعٍ قبلَ صلاةِ الصُّبحِ فقد
أدرَكَ حجة ، أيَّامُ منًى ثلاثةُ أيَّامٍ، مَن تعجَّلَ في يومينِ فلا إثمَ عليهِ،
ومَن تأخَّرَ فلا عليهِ ، ثمَّ أردَفَ رجلًا ، فجعلَ يُنادي بِها في النَّاسِ) ([486]).
(شَهِدْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ واقفٌ
بعرفةَ وأتاهُ ناسٌ من أَهْلِ نجدٍ فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ كيفَ الحجُّ؟ قالَ: الحجُّ عرفةُ،
فمن جاءَ قبلَ صلاةِ الفجرِ، ليلةَ جَمعٍ، فقد تمَّ حجُّهُ، أيَّامُ منًى ثلاثةٌ،
فمن تعجَّلَ في يومينِ، فلا إثمَ علَيهِ، ومن تأخَّرَ، فلا إثمَ علَيهِ، ثمَّ
أردفَ رجلًا خلفَهُ، فجعلَ يُنادي بِهِنَّ) ([487]).
(شهِدتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعرفةَ ، وأتاه ناسٌ
من أهلِ نجدٍ ، فسألوه عن الحجِّ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
الحجُّ عرفةُ ، فمن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جُمَعٍ فقد تمَّ
حجُّه) ([488]).
(الحجُّ عرفةُ ، مَن أدركَ عرفةَ ليلةَ جمعٍ قبلَ طلوعِ الفجرِ ؛
فقد أدرك الحجَّ, أيامُ منًى ثلاثةٌ؛ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلَا
إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ) ([489]).
(الحَجُّ عرفةُ، منْ جاءَ قبلَ طلوعِ الفجرِ منْ ليلةِ جَمْعٍ فقدْ
أدركَ الحجَّ، أيامُ مِنَى ثلاثةٌ، فمنْ تعجَّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ، و
منْ تأخَّرَ فلا إثمَ عليهِ) ([490]).
(أن ناسا من أهلِ نَجْد أتوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو
بعرفةَ ، فسألوهُ فأمرَ مناديا ينادي : الحجُّ عرفةُ ، من جاءَ ليلةَ جمعِ قبلَ طلوعِ الفجرِ فقد أدركَ
الحجَّ) ([491]).
(الحجُّ عرفةُ ، فمن
أدرك عرفةَ فقد أدرك الحجَّ) ([492]).
(وعنِ ابنِ عباسٍ , رضي اللهُ عنهما , قال : الحجُّ عرَفَةُ ، والعمرةُ الطَّوافُ) ([493]).
(الحجُّ عرَفَةُ، من جاءَ ليلةَ جمعٍ قبلَ طلوعِ الفجرِ فقد
أدرَكَ) ([494]).
(الحجُّ عرفةَ فمَن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ
جمعٍ فقد تمَّ حجُّهُ) ([495]).
(شهدت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو واقف بعرفات، وأتاه ناس من
أهل نجد فقالوا: يا رسول الله كيف الحج؟ فقال:الحج عرفة، من جاء عرفة قبل صلاة
الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه) ([496]).
(أن ناسا من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة
فسألوه فأمر مناديا فنادى الحج عرفة . من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج ، أيام منى ثلاثة
فمن تعجل في يومين فلا إثم عيه ومن تأخر فلا إثم عليه قال وزاد يحيى وأردف رجلا
فنادى) ([497]).
أجر الحجّ
(من أتى هذا
البيتَ فلم يرفث ولم يفسقْ ، رجع كما ولدتْه أمُّه وفي روايةٍ : من حجَّ فلم يرفث
ولم يفسق) ([498]).
(سَمعتُ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم يقولُ :
مَن حجَّ للهِ، فلم يَرفُث ولم يَفسُقْ، رجَع كيوم ولدَته أمُّه . ) ([499]).
(مَن حجَّ هذا البيتَ، فلم يَرفُثْ، ولم
يَفسُقْ، رجَع كيومَ ولدَتْه أمُّه . ) ([500]
، [501]).
)مَن حجَّ هذا البيتَ
فَلم يرفُثْ ولم يفسُقْ رجَعَ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ) ([502]).
)من حجَّ فلم يرفث ولم
يفسق رجعَ كيومِ ولدتهُ أمُّه) ([503]).
)مَن
حجَّ البيتَ فلَم يَرفُثْ ولَم يَفسُقْ رجعَ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ) ([504]).
الحج المبرور
(الحجُّ
المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنةُ والعمرةُ إلى العمرةِ تكفيرٌ لما بينَهُما) ([505]).
(الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلَّا الجنَّةُ قيل وما ب بِرُّهُ؟
قال : إطعامُ الطَّعامِ وطِيبُ الكلامِ) ([506]).
(الحَجُّ المبرورُ ليسَ لَه جزاءٌ إلَّا الجنَّةَ ، وقيلَ وما
بِرُّهُ ؟ قالَ إطعامُ الطَّعامِ وطيبُ الكلامِ) ([507]).
(العمرةُ إلى العمرةِ كفارةٌ لما بينهما منَ الذنوبِ و الخطايا، و
الحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنةُ) ([508]).
(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، و الحج المبرور ليس له جزاء
إلا الجنة) ([509]).
(الحَجُّ المبْرُورُ ليس لهُ جزَاءٌ إلَّا الجنةُ) ([510]).
(سألَ رجلٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ : يا رسولَ
اللَّهِ أيُّ الأعمالِ أفضلُ قالَ الإيمانُ باللَّهِ قالَ ثمَّ ماذا قالَ الجِهادُ
في سبيلِ اللَّهِ قالَ ثمَّ ماذا قالَ : ثمَّ الحجُّ المبرورُ) ([511]).
الفرع الرابع والعشرون : فضل المجاهدين
بعض آيات الجهاد
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا
لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى
الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (التوبة 38)
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف 4)
(انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا
وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (التوبة 41)
(تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ
خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الصف 11)
(لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى
وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء 95)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ
شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ
النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الأنفال 72)
(الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا
وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ
دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) (التوبة 20)
(لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) (التوبة 44)
(فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ
بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي
الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) (التوبة 81)
(لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ
آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ
الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (التوبة 88)
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحجرات 15)
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ
الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ
يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ) (الأنفال 65)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ *
وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ
مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ
جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (الأنفال 16-15)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ) (الأنفال
45)
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا
تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ
إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) (البقرة 193)
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا
تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ
بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الأنفال 39)
(وَجَاهِدُوا فِي
اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ
مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ
قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا
شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ
النَّصِيرُ) (الحج 78)
(أَلَمْ تَرَ
إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا
لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ
عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا
لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا
وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا
مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (البقرة 246)
(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا
بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف 128)
بعض أحاديث الجهاد
- (لقد
سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على ما يسره
الله عليه . تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم
الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت . . ثم قال : ألا أدلك على
أبواب الخير ؟ . قلت : بلى يا رسول
الله ! قال : الصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة كما
يطفيء الماء النار
، وصلاة الرجل من جوف الليل
. ثم تلا قوله : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ( حتى بلغ ( يعملون ( ، ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ . قلت : بلى يا رسول الله
! قال : رأس الأمر
الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد . . ثم قال : ألا أخبرك بملاك
ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله قال
: كف عليك هذا . . وأشار إلى لسانه . قلت : يا
نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال : ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس في
النار على
وجوههم – أو قال : على مناخرهم إلا حصائد
ألسنتهم ؟ . ) ([512]).
) - تكفل الله
لمن جاهد في سبيله ، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته ، بأن يدخله الجنة ، أو يرجعه إلى
مسكنه الذي خرج منه ، مع ما نال من أجر أو غنيمة ) ([513]).
- (تكفل الله
لمن جاهد في سبيله ، لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته ، أن يدخله
الجنة ، أو يرده إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمة ) ([514]).
- (تكفل الله
لمن جاهد في سبيله ، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته ، بأن يدخله الجنة ، أو يرجعه إلى
مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة . ) ([515]).
- (تكفل الله
لمن جاهد في سبيله . لا يخرجه من بيته إلا جهاد في سبيله وتصديق كلمته . بأن يدخله
الجنة
. أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه . مع ما نال من أجر أو غنيمة ) ([516]).
- (انتدب الله
عز وجل لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي ، أن أرجعه بما نال
من أجر أو غنيمة ، أو أدخله الجنة ، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية
، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ، ثم أقتل ثم أحيا ، ثم أقتل . ) ([517]).
- (تضمن الله
لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي ، وإيمانا بي ، وتصديقا برسلي . فهو
علي ضامن أن أدخله الجنة . أو أرجعه إلى مسكنه
الذي خرج منه . نائلا ما نال من أجر أو غنيمة . والذي نفس محمد بيده ! ما من كلم
يكلم في سبيل الله ، إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم ، لونه لون دم وريحه مسك
. والذي نفس محمد بيده ! لولا أن يشق على المسلمين ، ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل
الله أبدا . ولكن لا أجد سعة فأحلهم . ولا يجدون سعة . ويشق عليهم أن يتخلفوا عني
. والذي نفس محمد بيده ! لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل . ثم أغزو فأقتل . ثم
أغزو فأقتل ) ([518]).
- (سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مثل المجاهد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يجاهد
في سبيله ، كمثل الصائم القائم ، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه : أن
يدخله الجنة ، أو يرجعه سالما مع أجر أوغنيمة ) . ) ([519]).
(من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد
وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا
ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله
أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح
المسك ومن خرج به خراج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء ) ([520]).
- (من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو
شهيد أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه أو بأي حتف شاء الله فإنه
شهيد وإن له الجنة ) ([521]).
- (ثلاثة كلهم
ضامن على الله عز وجل رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه
فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة
ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو
يرده بما نال من أجر وغنيمة ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل ) ([522]).
- (مر رجل من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته لطيبها فقال
لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل
الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، ويدخلكم
الجنة ؟ اغزوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له
الجنة ) ([523]).
- (لغدوة في
سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع يده في الجنة خير
من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت
إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا
ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) ([524]).
- (يقول الله
عز وجل : المجاهد في سبيلي ، هو علي ضمان إن قبضته أورثته الجنة ، وإن رجعته
رجعته بأجر أو غنيمة ) ([525]).
- (لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله
أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل
من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم
ومقيلهم قالوا من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا
ينكلوا عند الحرب فقال الله سبحانه أنا
أبلغهم عنكم قال فأنزل الله ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله ) إلى آخر
الآية ) ([526]).
- (من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد
وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا
ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله
أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح
المسك ومن خرج به خراج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء ) ([527]).
- (من فصل في
سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه
أو بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وإن له الجنة ) ([528]).
- (ثلاثة كلهم
ضامن على الله عز وجل رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه
فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة
ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو
يرده بما نال من أجر وغنيمة ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل ) ([529]).
- (مر رجل من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته لطيبها فقال
لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل
الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، ويدخلكم
الجنة ؟ اغزوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له
الجنة ) ([530]).
- (يقول الله
عز وجل : المجاهد في سبيلي ، هو علي ضمان إن قبضته أورثته الجنة ، وإن رجعته
رجعته بأجر أو غنيمة ) ([531]).
- (سمعت عثمان يقول
على المنبر : أيها الناس إني كتمتكم حديثا سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم كراهية تفرقكم عني ثم بدا لي الآن أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه
ما بدا له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : رباط يوم في سبيل الله خير من ألف
يوم فيما سواه من المنازل ) ([532]).
- (سمعت عثمان بمنى يقول : يا أيها الناس إني أحدثكم
حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : رباط يوم في سبيل الله أفضل
من ألف يوم فيما سواه فليرابط امرؤ كيف شاء هل بلغت قالوا : نعم قال : اللهم اشهد ([533]).
الرّباط وموضع
سوط في الجنة
- (موضع سوط في الجنة خير
من الدنيا وما فيها ، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من
الدنيا وما فيها ) ([534]).
- (موضع سوط
في الجنة خير من الدنيا وما فيها . ) ([535]).
- (أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : ( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ، وموضع
سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها
، والروحة يروحها العبد في سبيل الله ، أو الغدوة ، خير من الدنيا وما عليها ) . ) ([536]).
- (غدوة في
سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ، وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) ([537]).
- (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا
وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة
يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما
عليها ) ([538]).
- (لقاب قوس
في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب . وقال
: لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب ) ([539]).
- (أن أم حارثة
أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد هلك حارثة يوم بدر ، أصابه غرب سهم ، فقالت
: يا رسول الله ، قد علمت موقع حارثة من قلبي ، فإن كان في الجنة لم
أبك عليه ، وإلا سوف ترى ما أصنع ؟ فقال لها : ( هبلت ، أجنة واحدة هي ؟ إنها جنان كثيرة ، وإنه
لفي الفردوس الأعلى ) . وقال : ( غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها
، ولقاب قوس أحدكم ، أو موضع قدم من الجنة ، خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت
إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ، ولملأت ما بينهما ريحا ، ولنصيفها - يعني الخمار
- خير من الدنيا وما فيها ) . ) ([540]).
- (سألنا عبدالله
( هو ابن مسعود ) عن هذه الآية : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا
بل أحياء عند ربهم يرزقون } قال : أما إنا سألنا عن ذلك . فقال ( أرواحهم في جوف
طير خضر . لها قناديل معلقة بالعرش . تسرح من الجنة حيث شاءت . ثم تأوي إلى تلك
القناديل . فاطلع إليهم ربهم اطلاعة . فقال : هل تشتهون شيئا ؟
قالوا : أي شيء نشتهي ؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا . ففعل ذلك بهم ثلاث
مرات . فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا ،
قالوا : يا رب ! نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى . فلما
رأى أن ليس لهم حاجة تركوا ( . ) ([541]).
- (من آمن بالله
ورسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ، كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، هاجر في سبيل
الله ، أو جلس في أرضه التي ولد فيها ) . قالوا : يا رسول الله ،
أفلا ننبئ الناس بذلك ؟ قال : إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين
في سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء
والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة ) ([542]).
- (يا أبا سعيد
! من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وجبت له الجنة فعجب
لها أبو سعيد . فقال : أعدها علي . يا رسول الله ! ففعل . ثم قال : وأخرى
يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة . ما بين كل درجتين كما بين السماء
والأرض ، قال : وما هي ؟ يا رسول الله ! قال : الجهاد في
سبيل الله . الجهاد في سبيل الله ) ([543]).
أما
المشركون الذين كفروا بالله وتعاونوا من أجل النيل من الإسلام وأتباعه، فإنهم
يسؤوهم رباط المسلمين في سبيل الله، كما أنه يقتلهم الغيظ أن ينعتق المسلمون من
حبّ الدنيا وما عليها، وأن تتوق نفوس المسلمين إلى الجنة. وأشد ما يغيظ أعداء الله هو عقيدة الإسلام في
الجهاد الذي هدفه حماية رسالة الإسلام وتبليغها ناصعة إلى البشرية. لذا ليس غريبا أن ينال هؤلاء الكفرة من الرسول
الكريم الذي دعا البشرية إلى أفضل رسالة وشريعة وأنصع عقيدة، وأرشد أتباعه إلى دور
ومكانة الجهاد في حماية الإسلام، كما أرشدهم إلى مكانة ورفعة المجاهدين في سبيل
الله.
المسلم
جهاده لله وفي سبيل الله، أما الكفرة فيقاتلون الشعوب الضعيفة من أجل سلب ثرواتها
ومقدراتها واستعباد شعوبها، وانتهاك الأعراض، وهدم كل ما أشيد على مر العصور! إنهم
يتشدقون بالحديث عن فوضى خلاقة! فقد انحرفت بهم المعتقدات والتصورات فانعدمت لديهم
القيم والأخلاق. بل إن غاية الحرب والقتال
عندهم هي القضاء على الإسلام والقيم والأخلاق!، وفرض معتقدات كفرية على الأمم
والشعوب (New World Order).
وأما
أعداء الله الباطنيّون، أصحاب العقيدة الزائفة المحرّفة الذين يتآمرون اليوم مع
الصهاينة والصليبييّن من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين، فليس غريبا أن ينالوا
من سنة الرسول الكريم ومن آل بيته أمهات المؤمنين ومن صحابته الأطهار.
أما
الباطنيون، فقتالهم منٌّ على الله. يقول
صاحب كتاب الوشيعة: (ولو صدق قول إمام الشيعة (لولا سيف علي لما اخضر للإسلام عود
وما قام له عمود) لكان النبي في قوله: (أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)
كاذبا كذب كفران! ولكان قول الله جل جلاله (ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت)
باطلا بطلان عدوان. والإسلام في شرفه غني
عن العالمين غنى الله. وإن الله ينصر
دينه، (وما النصر إلا من عند الله). وهذا
الأدب قديم في كل الكتب السماوية. وأما
المنُّ على الله فجفاء جاهلي: (يمنّون عليك أن أسلموا قل لا تمنّوا علي إسلامكم بل
الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين)) (الوشيعة في نقد عقائد الشيعة،
موسى جار الله، صفحة ص).
وأما
الباطنيون الّذين يقاتلون أهل السّنة تحت إمرة ما يسمونه بالشيطان الأكبر، ويهدمون
المساجد على رؤوس المصلّين، فليس غريبا أن يؤذوا رسول الله في أهله وفي أصحابه.
الجنة تحت ظلال السيوف
- (واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف) ([544]).
- (كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي
الله عنهما فقرأته : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها
، انتظر حتى مالت الشمس ، ثم قام في الناس خطيبا قال : ( أيها الناس ، لا تتمنوا
لقاء العدو ، وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت
ظلال السيوف
. ثم قال : اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم
الأهزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم. ) ([545]).
- (كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى ، حين
خرج إلى الحرورية ، فقرأته فإذا فيه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض
أيامه التي لقي فيها العدو ، انتظر حتى مالت الشمس ، ثم قام في الناس فقال : ( أيها الناس ، لا تمنوا لقاء العدو ،
وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتوهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف . ثم قال : اللهم
منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم.) ([546]).
- (عن أبي النضر
، عن كتاب رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، يقال له عبدالله بن
أبي أوفى . فكتب إلى عمر بن عبيدالله ، حين سار إلى الحرورية . يخبره أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان ، في بعض أيامه التي لقي فيها العدو ، ينتظر حتى إذا مالت
الشمس قام فيهم فقال ( يا أيها الناس ! لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية
. فإذا لقيتموهم فاصبروا . واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ) . ثم قام النبي
صلى الله عليه وسلم وقال ( اللهم ! منزل الكتاب . ومجري
السحاب . وهازم الأحزاب . اهزمهم وانصرنا عليهم.) ([547]).
- (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف . فقام رجل رث الهيئة
. فقال : يا أبا موسى ! آنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا ؟ قال
: نعم . قال : فرجع إلى أصحابه فقال : أقرأ عليكم السلام . ثم كسر جفن سيفه فألقاه
. ثم مشى بسيفه إلى العدو . فضرب به حتى قتل.) ([548]).
أما
المشركون الذين كفروا بالله وتعاهدوا على اجتثاث الإسلام وأتباعه، فإنهم ليسؤوهم
حب المسلمين للجهاد والاستشهاد، إنهم يريدون المسلمين لقمة سائغة. كما أنه يقلقهم مقاومة وجهاد المسلمين وشوقهم
إلى الجنة. لذا فإن عقيدة الإسلام في
الجهاد تسوء الكفرة والمنافقين الذين ينالون من الرسول الكريم الذي غرس حب الإسلام
في نفوس أتباعه.
البكاء من خشية الله
والجهاد في سبيل الله
(لروحة في سبيل
الله ، أو غدوة ، خير من الدنيا وما
فيها ، ولقاب قوس أحدكم من الجنة ، أو موضع قيد - يعني
سوطه - خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل
النار لأضاءت
ما بينهما ، ولملأته ريحا ، ولنصيفها
على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) ([549]).
أدركني أبو عبس ، وأنا أذهب إلى الجمعة ، فقال : سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول : من اغبرت قدماه
في سبيل الله حرمه الله على النار . ) ([550]).
أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : ( ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه
النار . ) ([551]).
(من اغبرت قدماه في
سبيل الله فهما حرام على النار)
([552]).
- (من
اغبرت قدماه في سبيل الله ؛ حرم الله
سائر جسده على النار . ) ([553]).
- (من اغبرت
قدماه في سبيل الله ؛ حرمه الله على النار . فسار حتى إذا كان حيث لم يسمعه الصوت نادى بأعلى صوته : يا أبا عبد الله ! اركب فقد حملك الله . فعرف جابر الذي يريد ، فقال
: أصلح دابتي ، واستغني
عن قومي ، وسمعت رسول الله يقول : من أغبرت قدماه في سبيل الله ؛ حرمه الله
على النار . فتواثب الناس عن دوابهم ، فما رأيت
يوما أكثر ماشيا منه . ) ([554]).
- (من
اغبرت قدماه في سبيل الله ، فهو حرام
على النار
) ([555]).
(من اغبرت قدماه في سبيل الله ، حرمه الله على النار) ([556]).
(من
اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام
على النار
) ([557]).
(من اغبرت قدماه في
سبيل الله حرمهما الله على النار
) ([558]).
(عينان
لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس
في سبيل الله ) ([559]).
- (عينان
لا تريان النار : عين بكت و جلا من خشية الله ، و عين باتت تكلأ في سبيل الله
) ([560]).
- (عينان لا
تريان النار
) ([561]).
(عينان لا تمسهما النار
أبدا عين بكت من خشية الله وعين سهرت
في سبيل الله
) ([562]).
(لا يلج النار رجل بكى من خشية الله
حتى يعود اللبن في الضرع ولا
يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم
) ([563]).
(لا يلج النار رجل
بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان
جهنم . ) ([564]).
(لا يلج النار رجل بكى من خشية الله ، حتى يعود
اللبن في الضرع ، ولا يجتمع
غبار في سبيل الله ودخان جهنم
في منخري مسلم أبدا
) ([565]).
لا يلج
النار رجل بكى من خشية الله تعالى ، حتى يعود اللبن في
الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ، ودخان نار جهنم
) ([566]).
(عينان لا تمسهما النار
عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس
في سبيل الله عز وجل
) ([567]).
- (حرم
على عينين أن تنالهما
النار : عين
بكت من خشية الله
، و عين باتت تحرس الإسلام و أهله من أهل الكفر ) ([568]).
إنّها إلى
النار العين التي تبيت اليوم متآمرة على الإسلام و أهله، وتحرس أهل الكفر
وأهل البغي الّذين يستحلون أرض الإسلام.
- (حرم
على عينين أن تنالهما
النار : عين
بكت من خشية الله
، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من الكفر . ) ([569]).
- (حرمت
عين على النار
، سهرت في سبيل الله ) ([570]).
- (عينان
لا تمسهما النار
، عين بكت من خشية الله ، وعين
باتت تحرس في سبيل الله) ([571]).
- (حرم
على عينين أن تنالهما
النار : عين
بكت من خشية الله
، وعين باتت تحرس الإسلام أهله من الكفر . ) ([572]).
- (عينان
لا تمسهما النار : عين باتت تكلأ في سبيل الله ، وعين بكت من خشية الله ) ([573]).
- (عينان
لا تمسهما النار
أبدا : عين باتت تكلأ في سبيل
الله ، وعين بكت من خشية الله . ) ([574]).
- (عينان
لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله , وعين
باتت تحرس في سبيل الله) ([575]).
- (عينان
لا تصيبهما النار : عين بكت من خشية الله ، و عين
باتت تحرس في سبيل الله ) ([576]).
- (عينان لا
تمسهما النار
أبدا : عين بكت من خشية الله
، و عين باتت تحرس في سبيل الله ) ([577]).
- (ما
اغبرت قدما عبد في سبيل الله ، إلا حرم
الله عليه النار
) ([578]).
- (لا يلج النار
من بكى من خشية الله , حتى يعود اللبن
في الضرع , ولا يجتمع غبار في سبيل
الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا . ويروى : في
جوف عبد أبدا , ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا . ) ([579]).
- (ما خالط قلب
امريء مسلم رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار
) ([580]).
- (ما خالط
قلب امرئ رهج في سبيل الله ؛ إلا حرم
الله عليه النار . ) ([581]).
-
(من حرس
وراء المسلمين متطوعا لم ير
النار بعينه
إلا تحلة القسم
) ([582]).
البكاء من
خشية الله والجهاد في سبيل الله يحرمان المسلم على النار. أما المشركون الذين كفروا بالله وتوحدوا من أجل
القضاء على الإسلام وأتباعه، فإنهم لم يقدروا الله حق قدره ولم يخشوه حق الخشية،
إنهم يخشون الناس ولا يخشون الله. إنهم
يسؤهم دعوة الإسلام للجهاد في سبيل الله.
لذا ليس غريبا أن ينال هؤلاء الكفرة من الرسول الكريم الذي دعا أتباعه
لتحقيق خشية الله في واقعهم، وإلى تبليغ وحماية أفضل رسالة وشريعة. وأما المنافقون الذين لم يعرفوا سبيل الله في
يوم من الأيام، فليس غريبا أن يكونوا في صف الشيطان الأكبر جنوداً مع إبليس يقتلون
المسلمين على الهوية. إن مبتدعي مصطلح
الشيطان الأكبر يعبدونه اليوم من دون الله، ويتخذونه وليّاً يقاتلون في حزبه ضد
المؤمنين الموحدين أتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. ويتزامن موقفهم هذا مع حملة الإستهزاء برسول
الله، فهم مفضوحون أبى الله إلا أن تنكشف سريرتهم وولاءاتهم الكفرية.
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله ودخان جهنم
في منخري مسلم أبدا
) ([583]).
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله ودخان جهنم
في جوف عبد مسلم
) ([584]).
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله عز وجل ، ودخان جهنم
في منخري مسلم
أبدا ) ([585]).
الإيمان والجهاد والكرم
(لا يجتمع في جوف عبد مؤمن : غبار في سبيل الله
وفيح جهنم
، ولا يجتمع في جوف عبد : الإيمان والحسد
) ([586]).
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله ودخان جهنم
في جوف عبد أبدا ، و
لا يجتمع الشح و الإيمان في قلب عبد
أبدا ) ([587]).
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله و دخان جهنم
في جوف عبد أبدا ، و
لا يجتمع الشح و الإيمان في قلب عبد
أبدا ) ([588]).
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله ودخان جهنم
في جوف عبد أبدا ،
ولا يجتمع شح وإيمان في قلب عبد أبدا
) ([589]).
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله ، ودخان جهنم
في جوف عبد أبدا ،
ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد
أبدا ) ([590]).
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله ، ودخان جهنم
في وجه رجل أبدا ،
ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد
أبدا ) ([591]).
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله ، ودخان جهنم
في منخري مسلم ، ولا
يجتمع شح وإيمان في قلب رجل مسلم ) ([592]).
(لا يجتمع غبار في
سبيل الله ، ودخان جهنم
في جوف عبد ، ولا يجتمع
الشح والإيمان في جوف عبد ) ([593]).
(لا يجمع الله عز وجل
، غبارا في سبيل الله ، ودخان جهنم
في جوف امرئ
مسلم ، ولا يجمع الله في قلب امرئ مسلم ، الإيمان بالله ، والشح
جميعا ) ([594]).
(لا يجتمع في جوف
عبد غبار في سبيل الله وفيح
جهنم ، ولا يجتمع في
جوف عبد الإيمان والحسد . ) ([595]).
(لا يجتمعان في النار
! مسلم قتل كافرا ، ثم سدد وقارب ، ولا يجتمعان في جوف مؤمن ! غبار في سبيل
الله ، وفيح جهنم
، ولا يجتمعان في قلب عبد ! الإيمان
والحسد ) ([596]).
(لا يلج النار من بكى من خشية الله , حتى يعود
اللبن في الضرع , ولا يجتمع غبار في
سبيل الله ودخان جهنم
في منخري
مسلم أبدا . ويروى : في جوف عبد أبدا , ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد
أبدا . ) ([597]).
(من رمى بسهم في
سبيل الله ، فبلغ العدو أخطأ أو أصاب ،
كان له كعدل رقبة ، ومن أعتق رقبة مسلمة ، كان
فداء كل عضو منه عضوا منه ، من نار جهنم
، ومن
شاب شيبة في سبيل الله ، كانت له نورا يوم القيامة ) ([598]).
لا يجتمع
في جوف عبد غبار في سبيل الله
وفيح جهنم
، ولا يجتمع في
جوف عبد الإيمان والحسد. أما المشركون
الذين كفروا بالله وجعلوا قتالهم في سبيل الشيطان والطاغوت، وتحالفوا للقضاء على
الإسلام وأتباعه، فيكاد الغيظ يقتلهم أن أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم- بلغ بهم
حبُّ الإسلام مبلغا. يكادون يموتون حنقا
وحقدا أنّ من المسلمين من يقدّم روحه فداءا للإسلام. لذا ليس غريبا أن ينال هؤلاء الكفرة من الرسول
الكريم الذي خلّف أتباعا غمرَ الإيمانُ قلوبهم، حتى قدّموا المهج والأرواح رخيصة
في سبيل نشر الإسلام وحمايته والدفاع عن رسوله.
من قتل معاهدا لم يرح رائحة
الجنة
- (من قتل معاهدا
لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما) ([599]).
- (من قتل نفسا
معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) ([600]).
- (من قتل معاهدا
في غير كنهه لم يرح رائحة الجنة ) ([601]).
- (إن ريح الجنة ليوجد
من مسيرة مائة عام ، وما من عبد يقتل نفسا معاهدا إلا حرم الله
عليه الجنة أن يجد ريحها ! قال أبو بكرة : أصم
الله أذني إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا ) ([602]).
إنه
الإسلام العظيم. أما الكفرة المشركون فقد
نقضوا عهودهم مع الله ومع رسله، فأنّى لهم أن يحفظوا مواثيقهم مع المسلمين : (لا
يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمّة). وأما
الباطنييون الذين يقتلون اليوم على الاسم والهوية!، فإنهم رهينوا أحقاد طائفية،
فما خالج الإيمان ولا الإسلام قلوبهم.، بل إنهم قد تنكّروا لمصادر الإسلام
واتّبعوا أهواء قادة أسلموا أمرهم للشيطان الأكبر بعد أن أسلموه لإبليس.
فضل بعض شهداء
الصحابة
جعفر وحمزة رضي الله عنهما
-
(دخلت البارحة الجنة فنظرت
فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير
وذكر ناسا من أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يكن لكذا وكذا منه
في سبيل الله ثم قال لعلك أن تنهض بهذه ) ([603]).
سعد يجد ريح الجنة دون أحد
- (عن أنس رضي الله عنه : أن عمه غاب عن بدر
، فقال : غبت عن أول قتال النبي صلى الله عليه وسلم ، لئن أشهدني الله مع النبي
صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أجد ، فلقي يوم أحد ، فهزم الناس ، فقال : اللهم
إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المسلمين ، وأبرأ إليك مما جاء به المشركون ،
فتقدم بسيفه فلقي سعد ابن معاذ ، فقال : أين يا سعد ، أني أجد ريح الجنة دون
أحد ، فمضى فقتل ، فما عرف حتى عرفته أخته بشامة ، أو ببنانه ، وبه بضع وثمإنون :
طعنة وضربة سيف ورمية بسهم) ([604]).
- (عمي الذي
سميت به لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا . قال : فشق عليه . قال : أول مشهد شهده رسول الله صلى الله
عليه وسلم غيبت عنه . وإن أراني الله مشهدا ، فيما
بعد ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليراني الله ما أصنع . قال : فهاب أن يقول غيرها . قال : فشهد مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد . قال : فاستقبل سعد
بن معاذ . فقال له أنس : يا أبا عمرو ! أين ؟ فقال : واها لريح الجنة . أجده دون أحد . قال : فقاتلهم حتى
قتل . قال : فوجد في جسده بضع
وثمانون . من بين ضربة وطعنة ورمية . قال فقالت أخته ، عمتي الربيع
بنت النضر : فما عرفت أخي إلا ببنانه . ونزلت هذه الآية : { رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى
نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } [ 33 / الأحزاب
/ 23 ] قال : فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه) ([605]).
مناديل سعد
بن معاذ في الجنة خير
- (أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب
حرير ، فجعلنا نلمسه ونتعجب منه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتعجبون من
هذا ) . قلنا : نعم ، قال : ( مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا ) . ) ([606]).
- (أهدي إلى
النبي صلى الله عليه وسلم سرقة من حرير ، فجعل الناس يتداولونها بينهم ويعجبون من
حسنها ولينها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتعجبون منها ) . قالوا : نعم
يا رسول الله ، قال : ( والذي نفسي بيده ، لمناديل سعد في الجنة خير
منها).) ([607]).
- (أهدي للنبي
صلى الله عليه وسلم جبة سندس ، وكان ينهى عن الحرير ، فعجب الناس منها ، فقال : ( والذي
نفس محمد بيده ، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ) . وقال سعيد ، عن
قتادة ، عن أنس : إن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله
عليه وسلم
. )
([608]).
- (أهدي للنبي
صلى الله عليه وسلم جبة سندس ، وكان ينهى عن الحرير ، فعجب الناس منها ، فقال : والذي
نفس محمد بيده ، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا . ) ([609]).
- (أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بثوب من حرير ، فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه ، فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم :
لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا . ) ([610]).
- (أهديت لرسول
الله صلى الله عليه وسلم حلة من حرير . فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها
. فقال " أتعجبون من لين هذه ؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ، خير منها وألين " . ) ([611]).
- (أنه أهدي لرسول الله صلى الله عليه
وسلم جبة من سندس . وكان ينهى عن الحرير . فعجب الناس منها . فقال " والذي
نفس محمد بيده ! إن مناديل سعد بن معاذ ، في الجنة ، أحسن من هذا " . وفي رواية : أن أكيدر دومة الجندل
أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة . فذكر نحوه . ولم يذكر فيه : وكان ينهى
عن الحرير
. )
([612]).
- (دخلت على
أنس فقال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى أكيدر دومة فبعث إليه بجبة
من ديباج منسوج بالذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يمسحونها
وينظرون إليها فقال : أتعجبون من هذه الجبة ؟ قالوا : يا رسول الله , ما رأينا
ثوبا قط أحسن منه . قال : فوالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن
مما ترون
. )
([613]).
- (عن أنس بن
مالك أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله جبة وذلك قبل أن ينهى عن الحرير فلبسها فعجب
الناس منها فقال والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة أحسن من هذه) ([614]).
- (عن أنس بن
مالك أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبة ، قال سعيد : أحسبه قال
: سندس ، قال : وذلك قبل أن ينهى عن الحرير ، قال : فلبسها فعجب الناس منها ، فقال
: والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة أحسن من هذا ) ([615]).
- (أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى
الله عليه وسلم جبة ، قال سعيد : أحسبه قال : سندس ، قال : وذلك قبل أن ينهى عن الحرير
، قال : فلبسها فعجب الناس منها ، فقال : والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة أحسن
من هذا ) ([616]).
- (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حلة رآها تشتري : لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها . ) ([617]).
- (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
حلة تعجبوا من حسنها : لمناديل سعد بن معاذ في الجنة، خير من هذه.) ([618]).
أما
المشركون الذين كفروا بالله وتعاهدوا على اجتثاث الإسلام وأتباعه، فإنهم ليسؤوهم
حب بعض المسلمين للجهاد في سبيل الله، كما أنه يقتلهم الحسد أن يتحرر المسلمون من
حبّ الدنيا وأن تهفوا نفوس المسلمين إلى الجنة.
لذا فإن عقيدة الإسلام في الجهاد لترعب الكفرة الذين ينالون من الرسول
الكريم الذي استطاع غرس هذه العقيدة في نفوس المؤمنين من أتباع الإسلام.
الفرع الخامس والعشرون: فضل الإنفاق والمنفقين
(لَنْ
تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران 92)
رَوَى وَكِيع فِي تَفْسِيره عَنْ شَرِيك
عَنْ أَبِي إِسْحَق عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون " لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ
" قَالَ الْجَنَّة وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا رَوْح حَدَّثَنَا
مَالِك عَنْ أَبِي إِسْحَق بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي طَلْحَة سَمِعَ أَنَس بْن
مَالِك يَقُول : كَانَ أَبُو طَلْحَة أَكْثَر الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ مَالًا وَكَانَ
أَحَبَّ أَمْوَاله إِلَيْهِ بَيْرُحَاء وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَة الْمَسْجِد
وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلهَا وَيَشْرَب مِنْ
مَاء فِيهَا طَيِّب قَالَ أَنَس : فَلَمَّا نَزَلَتْ " لَنْ تَنَالُوا
الْبِرّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ " قَالَ أَبُو طَلْحَة : يَا
رَسُول اللَّه إِنَّ اللَّه يَقُول " لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ حَتَّى
تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ " وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ
بَيْرُحَاء وَإِنَّهَا صَدَقَة لِلَّهِ أَرْجُو بِهَا بِرّهَا وَذُخْرهَا عِنْد
اللَّه تَعَالَى يَا رَسُول اللَّه حَيْثُ أَرَاك اللَّه فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَخٍ بَخٍ ذَاكَ مَال رَابِح ذَاكَ مَال رَابِح وَقَدْ
سَمِعْت وَأَنَا أَرَى أَنْ تَجْعَلهَا فِي الْأَقْرَبِينَ فَقَالَ أَبُو طَلْحَة
: أَفْعَل يَا رَسُول اللَّه فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَة فِي أَقَارِبه وَبَنِي
عَمّه أَخْرَجَاهُ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ عُمَر قَالَ : يَا رَسُول اللَّه
لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ هُوَ أَنْفَس عِنْدِي مِنْ سَهْمِي الَّذِي هُوَ
بِخَيْبَرَ فَمَا تَأْمُرنِي بِهِ ؟ قَالَ " فَاحْبِسْ الْأَصْل وَسَبِّلْ
الثَّمَرَة " وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَزَّار : حَدَّثَنَا أَبُو
الْخَطَّاب زِيَاد بْن يَحْيَى الْحَسَّانِيّ حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي عَمْرو بْن حَمَاس عَنْ حَمْزَة بْن
عَبْد اللَّه بْن عُمَر قَالَ : قَالَ عَبْد اللَّه حَضَرَتْنِي هَذِهِ الْآيَة
" لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ "
فَذَكَرْت مَا أَعْطَانِي اللَّه فَلَمْ أَجِد شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ
جَارِيَة لِي رُومِيَّة فَقُلْت : هِيَ حُرَّة لِوَجْهِ اللَّه فَلَوْ أَنِّي
أَعُود فِي شَيْء جَعَلْته لِلَّهِ لَنَكَحْتهَا يَعْنِي تَزَوَّجْتهَا. (تفسير
ابن كثير).
(فهل يدعى
أحد من الأبواب كلها ؟ قال : نعم ، وأرجو
أن تكون منهم). نعم أبو بكر منهم بشهادة
الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم-.
وبالتالي فإنّ الذي يسب أبا بكر هو ينكر شهادة الحبيب محمد، وهو ليس بأهل
لنيل شفاعة محمد. إنّه إلى الكفر أقرب منه
إلى الإيمان: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ
مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الفتح 48: 29)
" وَمِنْ هَذِهِ الْآيَة اِنْتَزَعَ الْإِمَام مَالِكٌ
رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ فِي رِوَايَة عَنْهُ بِتَكْفِيرِ الرَّوَافِض الَّذِينَ
يُبْغِضُونَ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَ لِأَنَّهُمْ يَغِيظُونَهُمْ
وَمَنْ غَاظَ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ فَهُوَ كَافِرٌ لِهَذِهِ الْآيَة
وَوَافَقَهُ طَائِفَة مِنْ الْعُلَمَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ عَلَى ذَلِكَ
وَالْأَحَادِيث فِي فَضْل الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَالنَّهْي عَنْ
التَّعَرُّض بِمَسَاوِيهِمْ كَثِيرَة وَيَكْفِيهِمْ ثَنَاء اللَّه عَلَيْهِمْ
وَرِضَاهُ عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " وَعَدَ اللَّه
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات مِنْهُمْ " مِنْ هَذِهِ لِبَيَانِ
الْجِنْس" مَغْفِرَة " أَيْ لِذُنُوبِهِمْ " وَأَجْرًا عَظِيمًا
" أَيْ ثَوَابًا جَزِيلًا وَرِزْقًا كَرِيمًا , وَوَعْدُ اللَّهِ حَقٌّ
وَصِدْق لَا يُخْلَف وَلَا يُبَدَّل وَكُلّ مَنْ اِقْتَفَى أَثَر الصَّحَابَة
رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ فَهُوَ فِي حُكْمهمْ وَلَهُمْ الْفَضْل وَالسَّبْق
وَالْكَمَال الَّذِي لَا يَلْحَقهُمْ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة رَضِيَ
اللَّه عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ وَجَعَلَ جَنَّات الْفِرْدَوْس مَأْوَاهُمْ ,
وَقَدْ فَعَلَ قَالَ مُسْلِم فِي صَحِيحه حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَة عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ
أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا
نَصِيفَهُ " آخِر تَفْسِير سُورَة الْفَتْح وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ
(ابن كثير).
بعض الآيات في إنفاق المؤمنين
السورة |
رقم الآية |
الآية |
البقرة
|
262 |
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا
أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ |
النساء |
34 |
الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ
لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ
أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا
كَبِيرًا |
الفرقان
|
67 |
وَالَّذِينَ
إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ
قَوَامًا |
الحديد
|
10 |
وَمَا
لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ
وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ
وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ |
ينفقون
السورة |
رقم الآية |
الآية |
البقرة
|
3 |
الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ |
البقرة
|
261 |
مَثَلُ
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ
يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ |
البقرة
|
262 |
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا
أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ |
البقرة
|
265 |
وَمَثَلُ
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا
مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ
أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ |
البقرة
|
274 |
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ |
آل
عمران |
134 |
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ |
السورة |
رقم الآية |
الآية |
الأنفال |
3 |
الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ |
التوبة |
121 |
وَلَا
يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا
إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ |
الحج
|
35 |
الَّذِينَ
إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا
أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ |
القصص
|
54 |
أُولَئِكَ
يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ
السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ |
السجدة
|
16 |
تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ |
الشورى
|
38 |
وَالَّذِينَ
اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى
بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ |
بعض الآيات في إنفاق غير المؤمنين
السورة |
رقم
الآية |
الآية |
آل
عمران |
117 |
مَثَلُ
مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ
أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ
اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ |
النساء |
38 |
وَالَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا
بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ
قَرِينًا |
الأنفال |
36 |
إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ |
التوبة |
54 |
وَمَا
مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا
بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا
يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ |
من بنى
مسجدا ، ومن أعتق نفسا مسلمة،
ومن ضم يتيما حتى يستغني
(من بنى مسجدا
ليذكر الله فيه ؛ بني له بيت في الجنة
، ومن أعتق نفسا مسلمة ؛ كانت فديته من جهنم
، ومن شاب شيبة في سبيل الله ؛ كانت له نورا يوم
القيامة ) ([619]).
- (من ضم
يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه
وشرابه حتى يستغني عنه ؛ وجبت له الجنة ، ومن
أعتق امرىء مسلما ؛ كان فكاكه من النار
، يجزئ
بكل عضو منه عضوا منه . ) ([620]).
-
(من أعتق
رقبه ؛ فك الله بكل عضو من أعضائه عضوا
من أعضائه من النار
) ([621]).
كنت أضرب غلاما لي
. فسمعت من خلفي صوتا ( اعلم ، أبا مسعود ! لله أقدر عليك منك عليه ) فالتفت
فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
. فقلت : يا رسول الله ! هو حر لوجه الله . فقال
( أما لو لم تفعل ، للفحتك النار
، أو لمستك
النار. ) ([622]).
-
(وأيما
امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت
فكاكها من النار
يجزي بكل عضو من أعضائها عضوا من
أعضائها ) ([623]).
كافل اليتيم
- (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا
. وقال بإصبعيه السبابة والوسطى . ) ([624]).
- (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا
. وأشار بالسبابة والوسطى ، وفرج بينهما شيئا . ) ([625]).
- (كافل اليتيم
له أو لغيره ، أنا وهو كهاتين في الجنة . وأشار مالك بالسبابة والوسطى . ) ([626]).
اتقوا النار
ولو بشق تمرة
(اتقوا النار ولو بشق
تمرة .) ([627]).
(ما منكم من أحد
إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ، ليس
بين الله وبينه ترجمان ، ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه
، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار
، فمن
استطاع منكم أن يتقي النار
ولو بشق تمرة . قال
الأعمش : حدثني عمرو ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم قال : قال النبي صلى الله
عليه وسلم : اتقوا
النار . ثم
أعرض وأشاح ، ثم قال
: اتقوا النار . ثم أعرض وأشاح ثلاثا ، حتى
ظننا أنه ينظر إليها ، ثم قال : اتقوا النار
ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة
) ([628]).
السخاء والبخل
(السخي قريب من الله
قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار
والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس
بعيد من الجنة قريب من النار
ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل
وأكبر الداء البخل
) ([629]).
يا
معشر النساء تصدقن
- (يا معشر النساء تصدقن فإنكن أكثر أهل النار فقالت امرأة
: وما لنا أكثر أهل النار قال : لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ) ([630]).
- (يا معشر
النساء تصدقن وأكثرن فإني رأيتكن أكثر أهل النار
لكثرة اللعن وكفر العشير ما رأيت من
ناقصات عقل ودين أغلب لذي
لب منكن قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين قال أما نقصان العقل والدين
فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا
نقصان العقل وتمكث الليالي لا تصلي وتفطر في رمضان
فهذا نقصان الدين ) ([631]).
(خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى ،
أو فطر ، إلى المصلى
، فمر على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل
النار . فقلن
: وبم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن
، وتكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من
إحداكن . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا
يا رسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف
شهادة الرجل . قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان عقلها ، أليس إذا حاضت لم تصل
ولم تصم . قلن : بلى ، قال : فذلك من
نقصان دينها . ) ([632]).
الفرع السادس والعشرون: الضعف الطارئ
(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا
وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ) (التوبة 102).
جاء في تفسير الجلالين:
"و" قَوْم
"آخَرُونَ" مُبْتَدَأ "اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ" مِنْ التَّخَلُّف
نَعْته وَالْخَبَر "خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا" وَهُوَ جِهَادهمْ قَبْل
ذَلِكَ أَوْ اعْتِرَافهمْ بِذُنُوبِهِمْ أَوْ غَيْر ذَلِكَ "وَآخَر
سَيِّئًا" وَهُوَ تَخَلُّفهمْ "عَسَى اللَّه أَنْ يَتُوب عَلَيْهِمْ
إنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم" نَزَلَتْ فِي أَبِي لُبَابَة وَجَمَاعَة
أَوْثَقُوا أَنْفُسهمْ فِي سَوَارِي الْمَسْجِد لَمَّا بَلَغَهُمْ مَا نَزَلَ فِي
الْمُتَخَلِّفِينَ وَحَلَفُوا لَا يُحِلّهُمْ إلَّا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَّهُمْ لَمَّا نَزَلَتْ الآية.
لئن حدَّثتُك اليومَ
حديثَ كذبٍ ترضَى به عني ، ليوشِكنَّ اللهُ أن يُسخِطَك عليَّ
(ثم غزا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غزوةَ تبوكَ . وهو
يريد الرُّومَ ونصارى العربِ بالشامِ . قال ابنُ شهابٍ : فأخبرني عبدُالرحمنِ بنُ
عبدِالله بنِ كعبِ بنِ مالكٍ ؛ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ كعبٍ كان قائدَ كعبٍ ، من بنيه
، حين عَمِيَ . قال : سمعتُ كعبَ بنَ مالكٍ يحدِّثُ حديثَه حين تخلَّفَ عن رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غزوةِ تبوكَ . قال كعبُ بنُ مالكٍ : لم
أتخلَّفْ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غزوةٍ غزاها قطُّ . إلا في
غزوةِ تبوكَ . غيرَ أني قد تخلَّفتُ في غزوةِ بدرٍ . ولم يعاتِبْ أحدًا تخلَّفَ
عنه. إنما خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمسلمون يريدون عِيرَ قريشٍ
. حتى جمع اللهُ بينهم وبين عدوِّهم ، على غيرِ مِيعادٍ . ولقد شهدتُ مع رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليلةَ العقبةِ . حين تواثقْنا على الإسلامِ . وما
أحبُّ أنَّ لي بها مَشهدَ بدرٍ . وإن كانت بدرٌ أذكرُ في الناس منها . وكان من
خبري، حين تخلَّفتُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، في غزوةِ تبوكَ ،
أني لم أكن قط أقْوى ولا أيسرَ مني حين تخلَّفتُ عنه في تلك الغزوةِ . واللهِ ! ما
جمعتُ قبلَها راحلتَين قطُّ . حتى جمعتُهما في تلك الغزوةِ . فغزاها رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حرٍّ شديد . واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا . واستقبل
عدوًّا كثيرًا . فجلَّا للمسلمين أمرَهم ليتأهَّبوا أُهبَةَ غَزوِهم . فأخبرهم
بوجهِهم الذي يريدُ . والمسلمون مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كثيرٌ .
ولا يجمعهم كتابٌ حافظٌ ( يريد ، بذلك ، الدِّيوانَ ) . قال كعبٌ : فقلَّ رجلٌ
يريد أن يتغيَّبَ ، يظن أنَّ ذلك سيخفى له ، ما لم ينزل فيه وحيٌ من اللهِ عزَّ
وجلَّ . وغزا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تلك الغزوةِ حين طابت الثمارُ
والظِّلالُ . فأنا إليها أصعرُ . فتجهَّز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
والمسلمون معه . وطفِقتُ أغدو لكي أتجهزَ معهم. فأرجعْ ولم أقضِ شيئًا . وأقول في
نفسي : أنا قادرٌ على ذلك ، إذا أردتُ . فلم يزلْ ذلك يتمادى بي حتى استمرَّ
بالناس الجِدُّ . فأصبح رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غاديًا والمسلمون
معه . ولم أقضِ من جهازي شيئًا . ثم غدوتُ فرجعتُ ولم أقضِ شيئًا . فلم يزلْ ذلك
يتمادَى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزوُ . فهممتُ أن أرتحلَ فأدركَهم . فيا ليتني
فعلتُ . ثم لم يُقَدَّرْ ذلك لي . فطفقتُ ، إذا خرجتُ في الناس ، بعد خروج رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، يُحزِنُني أني لا أرى لي أُسوةً . إلا رجلًا
مغموصًا عليه في النِّفاقِ . أو رجلًا ممن عذَر اللهُ من الضُّعفاءِ . ولم
يَذكرْني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى بلغ تبوكًا فقال ، وهو جالسٌ
في القومِ بتبوكَ " ما فعل كعبُ بنُ مالكٍ ؟ " قال رجلٌ من بني سلمةَ :
يا رسولَ اللهِ ! حبَسه بُرداه والنظرُ في عَطِفَيه . فقال له معاذُ بنُ جبلٍ :
بئسَ ما قلتَ . واللهِ ! يا رسولَ اللهِ ! ما علِمْنا عليه إلا خيرًا . فسكت رسولُ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فبينما هو على ذلك رأى رجلًا مبيضًا يزول به
السَّرابُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " كُن أبا خَيثمةَ " ، فإذا هو أبو خيثمةَ الأنصاريُّ . وهو
الذي تصدَّق بصاعِ التمرِ حين لمَزه المنافقون . فقال كعبُ بنُ مالكٍ : فلما بلغني
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد توجَّه قافلًا من تبوكَ ، حضرني
بثِّي . فطفقتُ أتذكَّر الكذبَ وأقول : بم أَخرجُ من سخَطِه غدًا ؟ وأستعينُ على
ذلك كلَّ ذي رأيٍ من أهلي . فلما قيل لي : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ قد أظلَّ قادمًا ، زاح عني الباطلُ . حتى عرفتُ أني لن أنجوَ منه بشيءٍ
أبدًا . فأجمعتُ صدقةً . وصبَّح رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قادمًا .
وكان ، إذا قدِم من سفرٍ ، بدأ بالمسجدِ فركع فيه ركعتَين . ثم جلس للناس . فلما
فعل ذلك جاءه المُخلَّفون . فطفِقوا يعتذرون إليه . ويحلِفون له . وكانوا بِضعةً
وثمانين رجلًا . فقبِل منهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علانيتَهم .
وبايعَهم واستغفرَ لهم . ووكَل سرائرَهم إلى الله . حتى جئتُ . فلما سلمتُ ،
تبسَّم تبسُّمَ المُغضَبِ ثم قال " تعالِ " فجئتُ أمشي حتى جلستُ بين
يدَيه . فقال لي " ما خلَّفك ؟ ألم تكن قد ابتعتَ ظهرَك ؟ " قال قلتُ :
يا رسولَ اللهِ ! إني ، واللهِ ! لو جلستُ عند غيرِك من أهلِ الدنيا ، لرأيتُ أني
سأخرج من سَخَطِه بعُذرٍ . ولقد أعطيتُ جَدلًا . ولكني ، واللهِ ! لقد علمتَ ، لئن
حدَّثتُك اليومَ حديثَ كذبٍ ترضَى به عني ، ليوشِكنَّ اللهُ أن يُسخِطَك عليَّ .
ولئن حدَّثتُك حديثَ صدقٍ تجِد عليَّ فيه ، إني لأرجو فيه عُقبى اللهِ . واللهِ ! ما
كان لي عذرٌ . واللهِ ! ما كنتُ قطُّ أقوى ولا أيسرَ مني حين تخلَّفتُ عنك . قال
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " أما هذا ، فقد صدق . فقُمْ حتى يقضيَ
اللهُ فيك " فقمتُ . وثار رجالٌ من بني سلمةَ فاتَّبعوني . فقالوا لي :
واللهِ ! ما علِمناك أذنبتَ ذنبًا قبلَ هذا . لقد عجزتَ في أن لا تكون اعتذرتَ إلى
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، بما اعتذر به إليه المُخلَّفون . فقد كان
كافيك ذنبَك ، استغفارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لك . قال : فواللهِ
! ما زالوا يُؤنِّبونني حتى أردتُ أن أرجعَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ . فأُكذِّبُ نفسي قال ثم قلتُ لهم : هل لقِيَ هذا معي من أحدٍ ؟ قالوا :
نعم . لقِيه معك رجلان . قالا مثلَ ما قلتَ . فقيل لهما مثلُ ما قيل لك . قال قلتُ
: من هما ؟ قالوا : مرارةُ بنُ ربيعةَ العامريِّ ، وهلالُ بنُ أميةَ الواقفيُّ .
قال فذكروا لي رجلَين صالحَين قد شهدا بدرًا فيهما أُسوةٌ . قال فمضيتُ حين
ذكروهما لي . قال ونهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المسلمين عن كلامِنا
، أيها الثلاثةَ ، من بين من تخلَّف عنه . قال ، فاجتنبَنا الناسُ . وقال ،
تغيَّروا لنا حتى تنكَّرتْ لي في نفسي الأرضُ . فما هي بالأرضِ التي أعرفُ .
فلبثْنا على ذلك خمسين ليلةً . فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتِهما يبكيان .
وأما أنا فكنتُ أشَبَّ القومِ وأجلدَهم . فكنت أخرج فأَشهد الصلاةَ وأطوفُ في
الأسواقِ ولا يكلِّمني أحدٌ . وآتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأسلِّم
عليه ، وهو في مجلسِه بعد الصلاةِ . فأقول في نفسي : هل حرَّك شفتَيه بردِّ
السلامِ ، أم لا ؟ ثم أصلِّي قريبًا منه وأسارقُه النظرُ . فإذا أقبلتُ على صلاتي
نظر إليَّ . وإذا التفتُّ نحوه أعرض عني . حتى إذا طال ذلك علي من جفوةِ المسلمين ،
مشيتُ حتى تسوَّرتُ جدارَ حائطِ أبي قتادةَ ، وهو ابنُ عمي ، وأحبُّ الناسِ إليَّ
. فسلَّمتُ عليه . فواللهِ ! ما ردَّ عليَّ السلامَ . فقلتُ له : يا أبا قتادةَ !
أنشُدك بالله ! هل تعلمنَّ أني أحبُّ اللهَ رسولَه ؟ قال فسكتَ . فعدتُ فناشدتُه .
فسكت فعدتُ فنا شدتُه . فقال : اللهُ ورسولُه أعلمُ . ففاضت عينايَ ، وتولَّيتُ ،
حتى تسوّرتُ الجدارَ . فبينا أنا أمشي في سوقِ المدينةِ ، إذا نِبطيٌّ من نَبطِ
أهلِ الشامِ ، ممن قدم بالطعامِ يبيعُه بالمدينة . يقول : من يدلُّ على كعبِ بنِ
مالكٍ . قال فطفِق الناسُ يشيرون له إليَّ . حتى جاءني فدفع إلي كتابًا من ملِك
غسَّانَ . وكنتُ كاتبًا . فقرأتُه فإذا فيه : أما بعد . فإنه قد بلغنا أنَّ صاحبَك
قد جفاك . ولم يجعلك اللهُ بدارِ هوانٍ ولا مَضِيعةٍ . فالحَقْ بنا نُواسِك . قال
فقلتُ ، حين قرأتُها : وهذه أيضًا من البلاءِ . فتيامَمتُ بها التَّنُّورَ
فسجَرتُها بها . حتى إذا مضت أربعون من الخمسين ، واستلبثَ الوحيُ ، إذا رسولُ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأتيني فقال : إن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ يأمرك أن تعتزلَ امرأتَك . قال فقلتُ : أُطلِّقُها أم ماذا أفعل ؟ قال :
لا . بل اعتزِلْها . فلا تقرَبنَّها . قال فأرسل إلى صاحبي بمثلِ ذلك . قال فقلتُ
لامرأتي : الْحَقي بأهلِك فكوني عندهم حتى يقضي اللهُ في هذا الأمرِ . قال فجاءت
امرأةُ هلال بنِ أميَّةَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فقالت له : يا
رسولَ الله ! إنَّ هلالَ بنَ أميَّةَ شيخٌ ضائعٌ ليس له خادمٌ . فهل تكره أن
أخدمَه ؟ قال " لا . ولكن لا يَقربنَّكِ " فقالت : إنه ، واللهِ ! ما به
حركةٌ إلى شيءٍ . وواللهِ ! ما زال يبكي منذ كان من أمرِه ما كان . إلى يومه هذا .
قال فقال لي بعضُ أهلي : لو استأذنتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في
امرأتِك ؟ فقد أذِن لامرأةِ هلالِ بنِ أميَّةَ أن تخدمَه . قال فقلتُ : لا أستأذنُ
فيها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وما يُدريني ماذا يقول رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، إذا استأذنتُه فيها ، وأنا رجلٌ شابٌّ . قال فلبثتُ
بذلك عشرَ ليالٍ . فكمل لنا خمسون ليلةً من حين نُهِيَ عن كلامِنا . قال ثم صليتُ
صلاة الفجرِ صباح خمسينَ ليلةٍ ، على ظهرِ بيتٍ من بيوتِنا . فبينا أنا جالسٌ على
الحالِ التي ذكر اللهُ عزَّ وجلَّ منا . قد ضاقَت علي نفسي وضاقت عليَّ الأرضُ بما
رَحُبَتْ ، سمعتُ صوتَ صارخٍ أَوفَى على سَلعٍ يقول ، بأعلى صوتِه : يا كعبُ بنَ
مالكٍ ! أبشِرْ . قال فخررتُ ساجدًا . وعرفتُ أن قد جاء فرجٌ . قال فآذَنَ رسولُ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الناسَ بتوبةِ اللهِ علينا ، حين صلَّى صلاةَ
الفجرِ . فذهب الناسُ يبَشِّروننا . فذهب قبل صاحبي مُبشِّرون . وركض رجلٌ إليَّ
فرسًا . وسعى ساعٍ من أسلمَ قبلي . وأوفى الجبلَ . فكان الصوتُ أسرعَ من الفرسِ .
فلما جاءني الذي سمعتُ صوتَه يُبشِّرُني . فنزعتُ له ثوبي فكسوتُهما إياه ببشارتِه
. واللهِ ! ما أملِك غيرهما يومئذٍ . واستعرتُ ثوبَين فلبستُهما . فانطلقتُ أتأمَّمُ
رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . يتلقَّاني الناسُ فوجًا فوجًا ،
يُهنِّئونني بالتوبةِ ويقولون : لِتُهنِئَك توبةَ اللهِ عليك . حتى دخلتُ المسجدَ
، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ في المسجدِ ، وحولَه الناسُ .
فقام طلحةُ بنُ عُبيدِالله يهرولُ حتى صافحَني وهنَّأني . واللهِ ! ما قام رجلٌ من
المهاجرين غيرُه . قال فكان كعبٌ لا ينساها لطلحةَ . قال كعبٌ : فلما سلّمتُ على
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال ، وهو يبرق وجهُه من السُّرورِ ويقول
" أبشِرْ بخيرِ يومٍ مرَّ عليك منذُ ولدتْك أمُّك " قال فقلتُ : أمِن
عندك ؟ يا رسولَ اللهِ ! أم من عندِ اللهِ ؟ فقال " لا . بل من عندِ اللهِ
" وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا سُرَّ استنار وجهُه . كأنَّ
وجهَه قطعةُ قمَرٍ . قال وكنا نعرف ذلك . قال فلما جلستُ بين يدَيه قلتُ : يا
رسولَ اللهِ ! إنَّ من توبتي أن أنخلعَ من مالي صدقةً إلى اللهِ وإلى رسولِه صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ . " فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "
أمسِكْ بعضَ مالِك . فهو خيرٌ لك " قال فقلتُ : فإني أُمسِكُ سَهمي الذي
بخَيبرَ . قال وقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ اللهَ إنما أنجاني بالصِّدقِ . وإنَّ
من توبتي أن لا أُحدِّثَ إلا صدقًا ما بقِيتُ . قال فواللهِ ! ما علمتُ أن أحدًا
من المسلمين أبلاه اللهُ في صدقِ الحديثِ ، منذ ذكرتُ ذلك لرسولِ اللهِ صلّى اللهُ
عليه وسلَّمَ إلى يومي هذا ، أحسنَ مما أبلاني اللهُ به . واللهِ ! ما تعمَّدتُ
كذبةً منذُ قلتُ ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، إلى يومي هذا . وإني
لأرجو أن يحفظَني اللهُ فيما بقِيَ . قال : فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : لَقَدْ تَابَ
اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى
الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ
بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ
مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ
هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [ 9 / التوبة / 117 و - 118 ] حتى بلغ : يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [ 9 / التوبة /
119 ] . قال كعبٌ : واللهِ ! ما أنعم اللهُ عليَّ من نعمةٍ قطُّ ، بعد إذ هداني
اللهُ للإسلام ، أعظمُ في نفسي ، من صِدقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .
أن لا أكون كذَبتُه فأهلِك كما هلك الذين كذبوا . إنَّ اللهَ قال للذين كذبوا ، حين
أنزل الوحيُ ، شرَّ ما قال لأحدٍ . وقال اللهُ : سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ
إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ
إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95)
يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ
اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ[ 9 / التوبة / 95 و - 96 ] .
قال كعب : كنا خُلِّفْنا ، أيها الثلاثة ، عن أمرِ أولئك الذين قبِلَ منهم رسولُ
اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين حلفوا له . فبايعَهم واستغفَر لهم . وأرجأ
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمرَنا حتى قضى اللهُ فيه . فبذلك قال اللهُ
عزَّ وجلَّ : وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا . وليس الذي ذكر اللهُ مما
خلَّفنا ، تخلَّفنا عن الغزوِ . وإنما هو تخليفُه إيانا ، وإرجاؤه أمرَنا ، عمن
حلف له واعتذرَ إليه فقبل منه . وفي رواية : أنَّ عُبيدَاللهِ بنَ كعبِ بنِ مالكٍ
، وكان قائدَ كعبٍ حين عَمِ] ، قال : سمعتُ كعبَ بنَ مالك يحدثُ حديثَه ، حين
تخلَّفَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غزوةِ تبوك . وساق الحديثَ .
وزاد فيه ، على يونس : فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قلَّما يريد
غزوة إلا ورَّى بغيرِها . حتى كانت تلك الغزوةُ . ولم يذكر ، في حديثِ ابن أخي
الزهريِّ ، أبا خَيثمةَ ولحوقَه بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .) ([633]).
حاطب بن أبي بلتعة
(ما يُدريكَ لعلَّ اللَّهَ اطَّلعَ على أَهلِ بدرٍ فقالَ: اعمَلوا
ما شئتُم فقد غفرتُ لَكم) ([634]).
(بعثني
رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنا والزُّبَيْرَ والمِقْدَادَ، فقال : ( انطلقوا
حتى تأتوا رَوْضَةَ خاخٍ، فإن بها ظَعِينَةً معها كتابٌ، فخذوهُ مِنها ) . قال : فانطلقنا
تَعادَى بنا خَيْلُنَا حتى أتينا الرَّوْضَة، فإذا نحن بالظَّعِينَةِ، قُلْنا لها :
أخرجي الكتابَ، قالتْ : ما معي كتابٌ، فقُلْنا، لَتُخْرِجِنَّ الكتابَ، أولَنُلْقِيَنَّ
الثيابَ، قال : فأخرجتهُ من عِقاصِها، فأتينا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا
فيه : من حَاطِبِ بْنِ أبي بَلْتَعَةَ، إلى ناسٍ بمكةَ مِن المشركينَ، يُخْبِرُهم ببعض
أمر رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . فقال : رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
: ( يا حاطِبُ، ما هذا ؟ ) . قال : يا رسولَ اللهِ، لا تَعْجَلْ علَيَّ، إني كنتُ امْرأً
مُلْصَقًا في قريشٍ، يقول : كنتُ حَليفًا، ولم أكن من أنْفُسِها، وكان من معك من المهاجرينَ،
من لهم قَراباتٌ يَحْمونَ أهْلِيهِمْ وأمْوَالهمْ، فأحببتُ إذ فاتني ذلك من النسَبِ
فيهم، أن أتَّخِذَ عِندَهمْ يَدًا يَحْمونَ قَرابَتِي، ولم أفعله ارْتِدَادًا عن ديني،
ولا رضًا بالكفرِ بعدَ الإسلام . فقال : رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أما
إنه قد صدَقَكم ) . فقال عُمر : يا رسولَ اللهِ، دَعْنِي أضْرِبْ عُنُقَ هذا المُنافِقِ.
فقال : ( إنه قد شَهِدَ بَدْرًا، وما يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ علَى مَن شَهِدَ بَدْرًا فقال : اعملوا
ما شِئْتُمْ فقد غفرتُ لكم ) . فأنزل الله السورةَ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ
وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الحَقِّ- إلى قوله -فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ
{ .) ([635]).
(بعثَنِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنا والزبيرَ
والمقدادَ ، فقالَ : ( انطلِقُوا حتَّى تأتُوا روضةَ خاَخٍ ، فإنَّ بها ظَعِينةً
معها كتابٌ ، فخُذُوهُ منْها ) . فذهبْنَا تَعَادَى بنَا خيلُنَا حتى أتيْنَا
الروضةَ ، فإذا نحنُ بالظَّعِينةِ ، فقُلنَا : أخْرِجِي الكتابَ ، فقالتْ : مَا
معِي منْ كتابٍ، فقُلنَا : لتُخْرِجِنَّ الكتابَ أو لَنُلْقِيَنَّ الثيابَ ،
فأَخْرجَتْهُ من عِقَاصِهَا ، فأَتيْنَا بهِ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم فإذا
فيهِ : من حاطبِ ابنِ أبي بلْتَعَةَ إلى أُنَاسٍ من المشركينَ ممَنْ بمكةَ ،
يخْبِرُهُم ببعضِ أمرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ النبيُّ صلى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( ما هذا يا حاطِبُ ) . قال : لا تعجَلْ عليَّ يا رسولَ
اللهِ ، إنِّي كنْتُ امرأً من قريشٍ ، ولم أكنْ من أَنْفُسِهِم ، وكانَ مَنْ معكَ
منْ المهاجرينَ لهمْ قراباتٌ يحْمُونَ بها أهْلِيهِمْ وأموالَهُمْ بمكةَ ،
فأَحْبَبْتُ إذْ فاتَنِي من النسبِ فيهمْ ، أنْ أصطنَعَ إليهمْ يَدًا يحْمُونَ
قرابتِي ، وما فعلتُ ذلكَ كفْرًا ، ولا ارْتِدادًا عن ديني . فقالَ النبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( إنَّهُ قدْ صَدَقَكُم ) . فقالَ عمرُ : دعْنِي يا رسولَ
اللهِ فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ ، فقالَ : ( إنَّهُ شَهِدَ بدرًا ، وما يُدْرِيكَ ؟
لعَلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَعَ على أهلِ بدرٍ فقالَ :
اعمَلوا ما شئْتُمْ فقدْ غفَرْتُ لكُمْ ). قالَ عمرُو : ونزلَتْ فيهِ : { يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ }
. قالَ : لا أدْرِي الآيةُ في الحديثِ ، أو قولِ عمرٍو .) ([636]).
(بعثنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
أنا والزبيرَ والمقدادَ . فقال " ائتوا رَوضةِ خاخٍ . فإنَّ بها ظعينةً معها
كتابٌ . فخُذوه منها " فانطلقنا تعادى بنا خيلُنا . فإذا نحن بالمرأةِ .
فقُلنا : أَخرِجي الكتابَ . فقالت : ما معي كتابٌ . فقلنا : لَتُخرجِنَّ الكتابَ
أو لتُلقِينَّ الثياب . فأخرجتْه من عقاصِها . فأتينا به رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ . فإذا فيه : من حاطبِ بنِ أبي بلتعةَ إلى ناسٍ من المشركينَ، من
أهلِ مكةَ ، يخبرُهم ببعضِ أمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " يا حاطبُ ! ما هذا ؟ " قال : لا
تعجلْ عليَّ يا رسولَ اللهِ ! إني كنتُ امرأً مُلصَقًا في قريش ( قال سفيانُ : كان
حليفًا لهم . ولم يكن من أنفُسِها ) وكان ممن كان معك من المهاجرين لهم قراباتٌ
يحمون بها أهلِيهم . فأحببتُ ، إذ فاتني ذلك من النسبِ فيهم ، أن أتَّخذَ فيهم
يدًا يحمون بها قرابتي . ولم أفعله كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني . ولا رضًا بالكفرِ
بعد الإسلامِ . فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " صدق " فقال
عمرُ " دَعْني . يا رسول اللهِ ! أضربْ عُنُقَ هذا المنافقِ . فقال "
إنه قد شهد بدرًا . وما يدريك لعل اللهَ اطَّلع على أهلِ بدرٍ فقال :
اعملوا ما شئتُم . فقد غفرتُ لكم " . فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ [ 60 /
الممتحنة / 1 ] . وليس في حديثِ أبي بكرٍ وزُهيرٍ ذكرُ الآيةِ . وجعلها إسحاقُ ،
في روايتِه ، من تلاوةِ سفيانَ .) ([637]).
(أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
أدرك حاطبَ بنَ أبي بلتعةَ وقد كتب كتابًا إلى أهلِ مكَّةَ يخبرُهم بمسيرِ رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم ، فقلتُ : دعني يا رسولَ اللهِ فأضربَ عنقَه
، فقال : دعهْ يا عمرُ فما يدريك لعلَّ اللهَ قد اطَّلع على أهلِ بدرٍ ، فقال
اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم) ([638]).
(بعثني رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والزبير بن العوام وأبا
مرثد الغنوي، وكلنا فارس، فقال : ( انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من
المشركين، معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين ) . قال : فأدركناها تسير
على جمل لها حيث قال لنا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال : قُلْنا : أين
الكتاب الذي معك ؟ قالتْ : ما معي كتاب، فأنخنا بها، فابتغينا في رحلها فما وجدنا
شيئا، قال صاحباي : ما نرى كتابا، قال : قُلْت : لقد علمت ما كذب رسول الله صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم، والذي يحلف به، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك . قال : فلما رأت الجد مني
أهوت بيدها إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الكتاب، قال : فانطلقنا به إلى
رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : ( ما حملك يا حاطب على ما صنعت ) . قال
: ما بي إلا أن أكون مؤمنا بالله ورسوله، وما غيرت ولا بدلت، أردت أن تكون لي
عِندَ القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك هناك إلا وله من يدفع
الله به عن أهله وماله، قال : ( صدق، فلا تقولوا له إلا خيرا ) . قال : فقال عُمَر
بن الخطابِ : إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فأضرب عنقه، قال : فقال : (
يا عمر، وما يدريك، لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال :
اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة ) . قال : فدمعت عينا عمر وقال : الله ورسوله
أعلم .) ([639]).
يوم حنين:
(لَقَدْ
نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ
أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ
الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة 25)
(رأى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في
أصحابِهِ تأخُّرًا ، فقالَ : يا أصحابَ سورةِ البقرةِ . وأظنُّ هذا كانَ يومَ حُنَيْنٍ
، حينَ ولَّوا مدبرينَ أمرَ العبَّاسَ فَناداهم : يا أصحابَ الشَّجرةِ ، يعني أَهْلَ
بيعةِ الرِّضوانِ . وفي روايةٍ : يا أصحابَ سورة
البقرةِ وينشِّطَهُم بذلِكَ ، فجعلوا يُقبِلونَ من كلِّ وجهٍ) ([640]).
الفرع السّابع والعشرون: انتكاسة الّنّفاق
)وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ
سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)
(التوبة 101)
جاء في تفسير الجلالين:
"وَمِمَّنْ
حَوْلكُمْ" يَا أَهْل الْمَدِينَة "مِنْ الْأَعْرَاب مُنَافِقُونَ"
كَأَسْلَم وَأَشْجَع وَغِفَار "وَمِنْ أَهْل الْمَدِينَة" مُنَافِقُونَ
أَيْضًا "مَرَدُوا عَلَى النِّفَاق" لَجُّوا فِيهِ وَاسْتَمَرُّوا
"لَا تَعْلَمهُمْ" بِالْفَضِيحَةِ أَوْ الْقَتْل فِي الدُّنْيَا
وَعَذَاب الْقَبْر " ثُمَّ يُرَدُّونَ" فِي الْآخِرَة "إلَى عَذَاب
عَظِيم" هُوَ النَّار
آيَةُ
المُنافِقِ ثلاثٌ
-
(أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( آيَةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا
حَدَّثَ كذَبَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ ) ([641]).
-
(أربعٌ من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خَصْلةٌ منهن كانت فيه
خَصْلَةٌ من النفاقِ حتى يدعَها: إذا اؤتُمِنَ خانَ ، وإذا حدَّثَ كذبَ ، وإذا
عاهدَ غَدرَ ، وإذا خاصمَ فجرَ.)
([642]).
- (من علامةِ النِّفاقِ ثلاثةٌ - وإن صلَّى وصامَ وزعمَ أنَّهُ
مسلمٌ - إذا حدَّثَ كذبَ وإذا وعدَ أخلفَ وإذا اؤتُمِنَ خانَ) ([643]).
- (ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن كان فيه خصلة ففيه خصلة من النفاق
: إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف) ([644]).
في الدرك الأسفل
(إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى
الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ
إِلَّا قَلِيلًا) (النساء 142).
جاء في تفسير الجلالين:
"إنَّ الْمُنَافِقِينَ
يُخَادِعُونَ اللَّه" بِإِظْهَارِ خِلَاف مَا أَبْطَنُوهُ مِنْ الْكُفْر لِيَدْفَعُوا
عَنْهُمْ أَحْكَامه الدُّنْيَوِيَّة "وَهُوَ خَادِعهمْ" مُجَازِيهمْ
عَلَى خِدَاعهمْ فَيُفْتَضَحُونَ فِي الدُّنْيَا بِإِطْلَاعِ اللَّه نَبِيّه عَلَى
مَا أَبْطَنُوهُ وَيُعَاقَبُونَ فِي الْآخِرَة "وَإِذَا قَامُوا إلَى
الصَّلَاة" مَعَ
الْمُؤْمِنِينَ "قَامُوا
كُسَالَى" مُتَثَاقِلِينَ "يُرَاءُونَ
النَّاس" بِصَلَاتِهِمْ "وَلَا
يَذْكُرُونَ اللَّه" يُصَلُّونَ "إلَّا قَلِيلًا" رِيَاء
} إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ
تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) (النساء
145).
جاء في تفسير الجلالين: "إنَّ الْمُنَافِقِينَ
فِي الدَّرْك" الْمَكَان "الْأَسْفَل
مِنْ النَّار" وَهُوَ قَعْرهَا
"وَلَنْ
تَجِد لَهُمْ نَصِيرًا" مَانِعًا مِنْ الْعَذَاب
(إِلَّا
الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ
لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ
أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء 146).
جاء في تفسير الجلالين: "إلَّا
الَّذِينَ تَابُوا" مِنْ النِّفَاق "وَأَصْلَحُوا" عَمَلهمْ "وَاعْتَصَمُوا" وَثِقُوا "بِاَللَّهِ
وَأَخْلَصُوا دِينهمْ لِلَّهِ" مِنْ الرِّيَاء "فَأُولَئِكَ مَعَ
الْمُؤْمِنِينَ" فِيمَا
يُؤْتَوْنَهُ "وَسَوْف
يُؤْتِ اللَّه الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" فِي الْآخِرَة وَهُوَ الْجَنَّة
الفرع الثّامن والعشرون: انتكاسة الكفر
-
تكذيب الكفار برسل اللّه من قبل
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
(الأنبياء 21 : 41)
يَقُول
تَعَالَى مُسَلِّيًا لِرَسُولِهِ عَمَّا آذَاهُ بِهِ الْمُشْرِكُونَ مِنْ
الِاسْتِهْزَاء وَالتَّكْذِيب " وَلَقَدْ اُسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلك
فَحَاقَ بِاَلَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "
يَعْنِي مِنْ الْعَذَاب الَّذِي كَانُوا يَسْتَبْعِدُونَ وُقُوعه كَمَا قَالَ تَعَالَى
" وَلَقَدْ كَذَّبَتْ رُسُل مِنْ قَبْلك فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا
وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرنَا وَلَا مُبَدِّل لِكَلِمَاتِ اللَّه وَلَقَدْ
جَاءَك مِنْ نَبَأ الْمُرْسَلِينَ " .
النصارى واليهود يجدون نعت
محمد صلى الله عليه وسلم عندهم
)- عن هشام
بن العاص الأموي قال : بعثت أنا ورجل
آخر إلى هرقل صاحب الروم ندعوه إلى الإسلام ، فخرجنا
حتى قدمنا الغوطة يعني غوطة دمشق فنزلنا على جبلة بن الأيهم الغساني ،
فدخلنا عليه ، فإذا هو على سرير له ،
فأرسل إلينا برسول نكلمه ، فقلنا : والله لا نكلم
رسولا ، إنما بعثنا إلى الملك ، فإن أذن لنا كلمناه ، وإلا لم نكلم الرسول ،
فرجع إليه الرسول فأخبره بذلك ، قال :
فأذن لنا فقال : تكلموا : فكلمه هشام بن العاص
، ودعاه إلى الإسلام ، فإذا عليه ثياب سواد ، فقال له هشام ، وما هذه التي
عليك ؟ فقال : لبستها وحلفت أن لا
أنزعها حتى أخرجكم من الشام . قلنا : ومجلسك هذا, والله
لنأخذنه منك ، ولنأخذن ملك الملك الأعظم ، إن شاء الله ، أخبرنا بذلك نبينا
صلى الله عليه وسلم . قال : لستم بهم .
بل هم قوم يصومون بالنهار ويقومون بالليل ، فكيف
صومكم ؟ فأخبرناه ، فملئ وجهه سوادا فقال : قوموا . وبعث معنا رسولا إلى الملك
، فخرجنا, حتى إذا كنا قريبا من المدينة, قال لنا الذي معنا : إن
دوابكم هذه لا تدخل
مدينة الملك, فإن شئتم حملناكم على براذين و بغال ؟ قلنا, والله لا ندخل إلا
عليها . فأرسلوا إلى الملك أنهم يأبون
ذلك فدخلنا على رواحلنا متقلدين سيوفنا, حتى انتهينا
إلى غرفة, فأنخنا في أصلها وهو ينظر إلينا, فقلنا : لا إله إلا الله, والله
أكبر, فالله يعلم قد تنفضت الغرفة حتى
صارت كأنها عذق تصفقه الرياح . فأرسل إلينا : ليس
لكم أن تجهروا علينا بدينكم, و أرسل إلينا : أن ادخلوا ,فدخلنا عليه وهو على
فراش له, وعنده بطارقته من الروم,وكل
شيء في مجلسه أحمر, و ما حوله حمرة, وعليه ثياب
من الحمرة, فدنونا منه فضحك, فقال : ما كان عليكم لو حييتموني بتحيتكم فيما
بينكم ؟ . وإذا عنده رجل فصيح بالعربية
كثير الكلام, فقلنا : إن تحيتنا فيما بيننا لا
تحل لك, و تحيتك التي تحيي بها لا تحل لنا أن نحييك بها . قال : [ كيف ] تحيتكم
فيما بينكم ؟ قلنا : السلام عليك . قال
: وكيف تحيون ملككم ؟ قلنا : بها . قال : وكيف
يرد عليكم ؟ قلنا : بها . قال : فما أعظم كلامكم ؟ قلنا : لا إله إلا الله, والله أكبر . فلما تكلمنا بها و الله يعلم - لقد تنفضت الغرفة حتى
رفع رأسه إليها, قال : فهذه الكلمة
التي قلتموها حيث تنفضت الغرفة, كلما قلتموها في بيوتكم تنفضت
عليكم غرفكم ؟ قلنا : لا, ما رأيناها
فعلت هذا قط إلا عندك . قال : لوددت أنكم كلما قلتم
تنفض كل شيء عليكم . وأني خرجت من نصف ملكي . قلنا : لم ؟ قال : لأنه كان
أيسر لشأنها, وأجدر ألا تكون من أمر
النبوة, وأنها تكون من حيل الناس . ثم سألنا عما
أراد,فأخبرناه . ثم قال : كيف صلاتكم وصومكم ؟ فأخبرناه . فقال : قوموا . [
فقمنا ] فأمر لنا بمنزل حسن ونزل [
كثير ] , فأقمنا ثلاثا,فأرسل إلينا ليلا فدخلنا عليه,
فاستعاد قولنا, فأعدناه . ثم دعا بشيء كهيئة الربعة العظيمة مذهبة, فيها بيوت
صغار عليها أبواب, ففتح بيتا وقفلا,
فاستخرج حريرة سوداء, فنشرها, فإذا فيها صورة حمراء,
وإذا فيها رجل ضخم العينين عظيم الأليتين, لم أر مثل طول عنقه, وإذا لبست له
لحية, وإذا له ضفيرتان أحسن ما خلق الله
. قال : أتعرفون هذا ؟ قلنا : لا . قال : هذا
آدم عليه السلام : و إذ هو أكثر الناس شعرا . ثم فتح بابا آخر, فاستخرج منه
حريرة سوداء, وإذا فيها صورة بيضاء,
وإذا له شعر [ كشعر ] القطط, أحمر العينين , ضخم
الهامة,حسن اللحية , فقال : أتعرفون هذا ؟ قلنا : لا . قال : هذا نوح عليه
السلام . ثم فتح بابا آخر, فاستخرج
حريرة سوداء , وإذا فيها رجل شديد البياض, حسن العينين
صلت الجبين, طويل الخد , أبيض اللحية كأنه يبتسم , فقال : أتعرفون هذا ؟
قلنا : لا . قال : هذا إبراهيم عليه
السلام . ثم فتح بابا آخر فإذا فيه صورة بيضاء , وإذا
و الله رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : أتعرفون هذا ؟ قلنا : نعم , محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وبكينا . قال : و الله يعلم
أنه قام قائما ثم
جلس, وقال : و الله إنه لهو ؟ قلنا : نعم إنه لهو ,كأنك تنظر إليه . فأمسك ساعة
ينظر إليها , ثم قال : أما إنه كان آخر
البيوت , ولكني عجلته لكم لأنظر ما عندكم . ثم
فتح بابا آخر , فاستخرج منه حريرة سوداء , فإذا فيها صورة أدماء سحماء , وإذا
رجل جعد قطط, غائر العينين,حديد النظر
, عابس متراكب [ الأسنان ] مقلص الشفة كأنه غضبان
, فقال : هل تعرفون هذا ؟ قلنا : لا : قال : هذا موسى عليه السلام . وإلى
جانبه صورة تشبهه,إلا أنه مدهان الرأس
, عريض الجبين, في عينيه قبل , فقال : هل تعرفون
هذا : قلنا : لا . قال : هذا هارون بن عمران عليه السلام . ثم فتح بابا آخر, فاستخرج منه حريرة بيضاء , فإذا فيها صورة رجل آدم سبط ربعة . كأنه
غضبان ,فقال : هل تعرفون هذا ؟ قلنا
: لا . قال : هذا لوط عليه السلام . ثم فتح بابا آخر ,فاستخرج
منه حريرة بيضاء, فإذا فيها صورة رجل
أبيض مشرب حمرة, أقنى, خفيف العارضين حسن الوجه
, فقال : هل تعرفون هذا ؟ قلنا : لا . قال : هذا إسحاق عليه السلام . ثم فتح
بابا آخر , فاستخرج حريرة بيضاء , فإذا
فيها صورة تشبه إسحاق, إلا أنه على شفته خال,
فقال : هل تعرفون هذا ؟ قلنا : لا . قال : هذا يعقوب عليه السلام . ثم فتح
بابا آخر , فاستخرج منه حريرة سوداء
فيها صورة رجل أبيض حسن الوجه , أقنى الأنف , حسن
القامة , يعلو في وجهه نور, يعرف في وجهه الخشوع ,يضرب إلى الحمرة , قال : هل
تعرفون هذا ؟ قلنا : لا, قال : هذا
إسماعيل جد نبيكم عليهما السلام . ثم فتح بابا آخر
, فاستخرج منه حريرة بيضاء فيها صورة كأنها آدم عليه السلام , كأن وجهه الشمس, فقال : هل تعرفون هذا ؟ قلنا : لا . قال : هذا يوسف عليه السلام . ثم
فتح بابا آخر , فاستخرج منه حريرة
بيضاء , فإذا فيها صورة رجل أحمر حمش الساقين ,أخفش العينين, ضخم
البطن ربعة متقلد سيفا, فقال : هل تعرفون هذا ؟ قلنا : لا . قال : هذا داود
عليه السلام . ثم فتح بابا آخر ,
فاستخرج حريرة بيضاء , فيها صورة رجل ضخم الأليتين , طويل
الرجلين , راكب فرسا ,فقال : هل تعرفون هذا ؟ قلنا : لا قال : هذا سليمان بن
داود عليهما السلام . ثم فتح بابا آخر
, فاستخرج منه حريرة سوداء, فيها صورة بيضاء, وإذا
شاب شديد سواد اللحية , كثير الشعر,حسن العينين, حسن الوجه, فقال : هل تعرفون
هذا ؟ قلنا : لا . قال : هذا عيسى بن
مريم عليه السلام, قلنا : من أين لك هذه الصور ؟ لأنا نعلم أنها على ما صورت عليه الأنبياء
عليه السلام , لأنا رأينا صورة نبينا عليه
السلام مثله ,فقال : إن آدم عليه السلام سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده ,فأنزل عليه صورهم,فكان في خزانة آدم عليه السلام عند مغرب الشمس ,
فاستخرجها ذو القرنين
من مغرب الشمس فدفعها إلى دانيال . ثم قال : أما و الله إن نفسي طابت
بالخروج من ملكي وإني كنت عبدا لأشركم
ملكة , حتى أموت . ثم أجازنا فأحسن جائزتنا, وسرحنا,فلما
أتينا أبا بكر الصديق رضي الله عنه [ فحدثناه بما أرانا , وبما قال
لنا, و ما أجازنا , قال : فبكى
أبو بكر ] و
قال : مسكين ! لو
أراد الله به خيرا لفعل . ثم قال : أخبرنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنهم واليهود يجدون نعت محمد
صلى الله عليه وسلم عندهم . ) ([645]).
-
هلاك الأمم المكذبة
)وَعَادًا
وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا)
(الفرقان 25 : 38)
"
وَقُرُونًا بَيْن ذَلِكَ كَثِيرًا " أَيْ وَأُمَمًا كَثِيرَة أَضْعَاف مَنْ
ذُكِرَ أَهْلَكْنَاهُمْ.
وَكُلًّا
ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا)
(الفرقان 25 : 39)
وَلِهَذَا قَالَ
" وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَال " أَيْ بَيَّنَّا لَهُمْ
الْحُجَج وَوَضَّحْنَا لَهُمْ الْأَدِلَّة كَمَا قَالَ قَتَادَة وَأَزَحْنَا
الْأَعْذَار عَنْهُمْ " وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا" أَيْ
أَهْلَكْنَا إِهْلَاكًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ
الْقُرُون مِنْ بَعْد نُوح " وَالْقَرْن هُوَ الْأُمَّة مِنْ النَّاس
كَقَوْلِهِ : " ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدهمْ قُرُونًا آخَرِينَ
". وَالْأَظْهَر أَنَّ الْقَرْن هُوَ
الْأُمَّة الْمُتَعَاصِرُونَ فِي الزَّمَن الْوَاحِد وَإِذَا ذَهَبُوا
وَخَلِفَهُمْ جِيل فَهُوَ قَرْن آخَر كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ "
خَيْر الْقُرُون قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ
" الْحَدِيث .
)وَلَقَدْ
أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ
يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا)
(الفرقان 25 : 40)
" وَلَقَدْ
أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَة الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَر السَّوْء" يَعْنِي
قَرْيَة قَوْم لُوط وَهِيَ سَدُوم الَّتِي أَهْلَكَهَا اللَّه بِالْقَلْبِ وَبِالْمَطَرِ
مِنْ الْحِجَارَة الَّتِي مِنْ سِجِّيل كَمَا قَالَ تَعَالَى : "
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَر الْمُنْذَرِينَ " وَقَالَ :
" وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا
تَعْقِلُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيم "
وَقَالَ : " وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِين " وَلِهَذَا قَالَ "
أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا " أَيْ فَيَعْتَبِرُوا بِمَا حَلَّ
بِأَهْلِهَا مِنْ الْعَذَاب وَالنَّكَال بِسَبَبِ تَكْذِيبهمْ بِالرَّسُولِ
وَبِمُخَالَفَتِهِمْ أَوَامِر اللَّه " بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا
" يَعْنِي الْمَارِّينَ بِهَا مِنْ الْكُفَّار لَا يَعْتَبِرُونَ لِأَنَّهُمْ
لَا يَرْجُونَ نُشُورًا أَيْ مَعَادًا يَوْم الْقِيَامَة .
-
الكافرون لا يعتبرون من مصارع أسلافهم
(وَسَكَنْتُمْ فِي
مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا
بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ) (إبراهيم 14 : 45)
لقَدْ رَأَيْتُمْ
وَبَلَغَكُمْ مَا أَحْلَلْنَا بِالْأُمَمِ الْمُكَذِّبَة قَبْلَكُمْ وَمَعَ هَذَا
لَمْ يَكُنْ لَكُمْ فِيهِمْ مُعْتَبَر وَلَمْ يَكُنْ فِيمَا أَوْقَعْنَا بِهِمْ
لَكُمْ مُزْدَجَر.
(فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ
وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (إبراهيم 14 :
47)
يَقُول تَعَالَى
مُقَرِّرًا لِوَعْدِهِ وَمُؤَكِّدًا" فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّه مُخْلِف
وَعْده رُسُله " أَيْ مِنْ نُصْرَتِهِمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيَوْم
يَقُوم الْأَشْهَاد ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ ذُو عِزَّة لَا يَمْتَنِع
عَلَيْهِ شَيْء أَرَادَهُ وَلَا يُغَالَب وَذُو اِنْتِقَام مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ
وَجَحَدَهُ .
-
هلاك المكذبين المستهزئين بالرّسل
( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء 26 : 122).
{ الْعَزِيز } فِي
اِنْتِقَامه مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ , وَخَالَفَ أَمْره { الرَّحِيم } بِالتَّائِبِ
مِنْهُمْ , أَنْ يُعَاقِبهُ بَعْد تَوْبَته . ومَنْ كَتَبَ اللَّه عَلَيْهِ
الشَّقَاوَة وَالضَّلَال فَإِنَّهُ لَا يَهْدِيه أَحَد إِلَّا اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ .
-
نوح عليه السلام
(وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)
(الأنبياء 21 : 76)
يُخْبِر تَعَالَى
عَنْ اِسْتِجَابَته لِعَبْدِهِ وَرَسُوله نُوح عَلَيْهِ السَّلَام حِين دَعَا
عَلَى قَوْمه لَمَّا كَذَّبُوهُ " فَدَعَا رَبّه أَنِّي مَغْلُوب فَانْتَصِرْ
" وَقَالَ نُوح " رَبّ لَا تَذَر عَلَى الْأَرْض مِنْ الْكَافِرِينَ
دَيَّارًا إِنَّك إِنْ تَذَرهُمْ يُضِلُّوا عِبَادك وَلَا يَلِدُوا إِلَّا
فَاجِرًا كَفَّارًا " وَلِهَذَا قَالَ هَهُنَا " إِذْ نَادَى مِنْ قَبْل
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْله " أَيْ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ
كَمَا قَالَ" وَأَهْلك إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل وَمَنْ آمَنَ
وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيل " وَقَوْله " مِنْ الْكَرْب الْعَظِيم
" أَيْ مِنْ الشِّدَّة وَالتَّكْذِيب وَالْأَذَى فَإِنَّهُ لَبِثَ فِيهِمْ
أَلْف سَنَة إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ
فَلَمْ يُؤْمِن بِهِ مِنْهُمْ إِلَّا الْقَلِيل وَكَانُوا يَتَصَدَّوْنَ لِأَذَاهُ
وَيَتَوَاصَوْنَ قَرْنًا بَعْد قَرْن وَجِيلًا بَعْد جِيل عَلَى خِلَافه.
(وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ
أَجْمَعِينَ) (الأنبياء 21 : 77)
وَقَوْله "
وَنَصَرْنَاهُ مِنْ الْقَوْم " أَيْ وَنَجَّيْنَاهُ وَخَلَّصْنَاهُ
مُنْتَصِرًا مِنْ الْقَوْم " الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْم سَوْء فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ " أَيْ أَهْلَكَهُمْ
اللَّه بِعَامَّةٍ وَلَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْه الْأَرْض مِنْهُمْ أَحَد كَمَا دَعَا
عَلَيْهِمْ نَبِيّهمْ .
وَقَوْمَ
نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ
آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا)
(الفرقان 25 : 37)
وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى : " وَقَوْم نُوح لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُل " وَلَمْ يُبْعَث
إِلَيْهِمْ إِلَّا نُوح فَقَطْ وَقَدْ لَبِثَ فِيهِمْ أَلْف سَنَة إِلَّا
خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَيُحَذِّرهُمْ نِقَمه
" فَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيل " وَلِهَذَا أَغْرَقَهُمْ اللَّه
جَمِيعًا وَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا وَلَمْ يَتْرُك سِوَى أَصْحَاب
السَّفِينَة " وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَة " أَيْ عِبْرَة
يَعْتَبِرُونَ بِهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى : " إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء
حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة لِنَجْعَلهَا لَكُمْ تَذْكِرَة وَتَعِيهَا أُذُن
وَاعِيَة" أَيْ وَأَبْقَيْنَا لَكُمْ مِنْ السُّفُن مَا تَرْكَبُونَ فِي
لُجَج الْبِحَار لِتَذْكُرُوا نِعْمَة اللَّه عَلَيْكُمْ مِنْ إِنْجَائِكُمْ مِنْ
الْغَرَق وَجَعَلَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّة مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَ أَمْره .
نحذّر اليوم المكذبين
المستهزئين بالرّسل من رجال السياسة وأبواق الإعلام المأزومة المأجورة، كما ونحذّر
اليوم المكذبين المستهزئين ممّن يتسمّون زورا برجال الدّين؛ وهم الّذين حرّفوا
وبدّلوا، نحذّرهم جميعا أن تواجههم نفس السّنّة وأن يهلكوا بنفس العقوبة. كما وندعوا سكان الأرض أن يركبوا قارب النجاة؛
قارب الإيمان بمحمد - صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ
– مخافة أن يغرقوا في لجج الكفر.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ
نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ
إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * قَالُوا
أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا
أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) (الشعراء
26 : 105 - 115).
ولقد طَالَ مُقَام
نَبِيّ اللَّه بَيْن أَظْهُرهمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى لَيْلًا
وَنَهَارًا وَسِرًّا وَجِهَارًا وَكُلَّمَا كَرَّرَ عَلَيْهِمْ الدَّعْوَة
صَمَّمُوا عَلَى الْكُفْر الْغَلِيظ وَالِامْتِنَاع الشَّدِيد:
إِنَّا
أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِين
* أَنِ
اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ
* يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا
وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي
إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا
دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ
وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا *
ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ
كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ
عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ
وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ
أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ
خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا
* وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا *
وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا
وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا * وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا) (نوح
71 : 1- 20).
-
غطرسة الكفر
قَالُوا
لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ
الْمَرْجُومِينَ) (الشعراء 26 : 116).
وَقَالُوا فِي
الْآخِر " لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوح لَتَكُونَنَّ مِنْ الْمَرْجُومِينَ
" أَيْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ عَنْ دَعْوَتك إِيَّانَا إِلَى دِينك "
لَتَكُونَنَّ مِنْ الْمَرْجُومِينَ " أَيْ لَأَرْجُمَنك فَعِنْد ذَلِكَ دَعَا
عَلَيْهِمْ دَعْوَة اِسْتَجَابَ اللَّه مِنْهُ.
وفي نهاية المطاف يتوجّه نوح إلى اللّه؛ ويقدّم
شكواه إلى العليم الخبير:
(قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي
وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا * وَمَكَرُوا
مَكْرًا كُبَّارًا * وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا
وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا
وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا) (نوح 71 : 21- 23 ).
يَقُول تَعَالَى
مُخْبِرًا عَنْ نُوح عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ أَنْهَى إِلَيْهِ وَهُوَ
الْعَلِيم الَّذِي لَا يَعْزُب عَنْهُ شَيْء أَنَّهُ مَعَ الْبَيَان الْمُتَقَدِّم
ذِكْره وَالدَّعْوَة الْمُتَنَوِّعَة الْمُشْتَمِلَة عَلَى التَّرْغِيب تَارَة
وَالتَّرْهِيب أُخْرَى أَنَّهُمْ عَصَوْهُ وَخَالَفُوهُ وَكَذَّبُوهُ وَاتَّبَعُوا
أَبْنَاء الدُّنْيَا مِمَّنْ غَفَلَ عَنْ أَمْر اللَّه وَمُتِّعَ بِمَالٍ
وَأَوْلَاد وَهِيَ فِي نَفْس الْأَمْر اِسْتِدْرَاج وَإِنْظَار لَا إِكْرَام
وَلِهَذَا قَالَ " وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَاله وَوَلَده إِلَّا
خَسَارًا ".
( وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ
إِلَّا ضَلَالًا) (نوح 71 : 24 )
وقبل أن يكمل نوح
دعوته عليهم يتقرّر عذابهم وهلاكهم
مِمَّا
خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ
اللَّهِ أَنْصَارًا) (نوح 71 : 25 )
أَيْ مِنْ كَثْرَة
ذُنُوبهمْ وَعُتُوّهُمْ وَإِصْرَارهمْ عَلَى كُفْرهمْ وَمُخَالَفَتهمْ رَسُولهمْ
" أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا " أَيْ نُقِلُوا مِنْ تَيَّار
الْبِحَار إِلَى حَرَارَة النَّار " فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُون اللَّه
أَنْصَارًا " أَيْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مُعِين وَلَا مُغِيث وَلَا مُجِير
يُنْقِذهُمْ مِنْ عَذَاب اللَّه كَقَوْلِهِ تَعَالَى " لَا عَاصِم الْيَوْم
مِنْ أَمْر اللَّه إِلَّا مَنْ رَحِمَ " .
هذا ورغم انشغال
المسلمين وتشاغلهم عن دينهم، ورغم ضعفهم، وقلّة حيلتهم، فإنّهم يتوجهون إلى خالقهم
بهذه الآية الكريمة: ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا
فَأُدْخِلُوا نَارًا) . يتوجه
المسلمون المستضعفون إلى بارئهم أن قد تمادى الكفر والكافرون في نيلهم من ذات
اللّه ومن رسله.
-
دعاء نوح على المكذبين
وَقَالَ
نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا
* إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا
يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا * رَبِّ
اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ) (نوح 71 : 26- 28)
وفي سورة الشعراء:
قَالَ
رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ
مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً
وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (الشعراء 26 : 117- 121).
وَأَغْرَقْنَا مَنْ
كَفَرَ بِهِ وَخَالَفَ أَمْره كُلّهمْ أَجْمَعِينَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة
وَمَا كَانَ أَكْثَرهمْ مُؤْمِنِينَ .
وَإِنَّ
رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء 26 : 122).
{ الْعَزِيز } فِي
اِنْتِقَامه مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ , وَخَالَفَ أَمْره { الرَّحِيم } بِالتَّائِبِ
مِنْهُمْ , أَنْ يُعَاقِبهُ بَعْد تَوْبَته .
بعد أن تذكر سورة
الأنبياء صوراً من نصر اللّه لرسله وتأييدهم على أعدائه ؛ تأتي الآية الكريمة:
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً
وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ * وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا
رَاجِعُونَ) (الأنبياء 21 : 92-93)
قَالَ اِبْن عَبَّاس
وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن
أَسْلَمَ فِي قَوْله " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة "
يَقُول دِينكُمْ دِين وَاحِد وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فِي هَذِهِ الْآيَة
يُبَيِّن لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ وَمَا يَأْتُونَ ثُمَّ قَالَ " إِنَّ هَذِهِ
أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة " أَيْ سُنَّتكُمْ سُنَّة وَاحِدَة. أَيْ هَذِهِ
شَرِيعَتكُمْ الَّتِي بَيَّنْت لَكُمْ وَوَضَّحْت لَكُمْ وَقَوْله أُمَّة وَاحِدَة
نُصِبَ عَلَى الْحَال وَلِهَذَا قَالَ" وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ "
وَكَمَا قَالَ " يَا أَيّهَا الرُّسُل كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا
صَالِحًا إِلَى قَوْله وَأَنَا رَبّكُمْ فَاتَّقُونِ " وَقَالَ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَحْنُ مَعَاشِر الْأَنْبِيَاء أَوْلَاد
عِلَّات دِيننَا وَاحِد " يَعْنِي أَنَّ الْمَقْصُود هُوَ عِبَادَة اللَّه
وَحْده لَا شَرِيك لَهُ بِشَرَائِع مُتَنَوِّعَة لِرُسُلِهِ كَمَا قَالَ
تَعَالَى" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَة وَمِنْهَاجًا " .
وَقَوْله"
وَتَقَطَّعُوا أَمْرهمْ بَيْنهمْ " أَيْ اِخْتَلَفَ الْأُمَم عَلَى رُسُلهَا
فَمِنْ بَيْن مُصَدِّق لَهُمْ وَمُكَذِّب وَلِهَذَا قَالَ " وَكُلّ إِلَيْنَا
رَاجِعُونَ " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة فَيُجَازَى كُلّ بِحَسَبِ عَمَله إِنْ
خَيْرًا فَخَيْر وَإِنْ شَرًّا فَشَرّ .
الدّعوة اليوم نوجهها
إلى سكان الكرة الأرضيّة أن آمنوا بربكم وبرسله (إِنَّ
هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) . اتّقوا عقوبة الله واركبوا قارب النّجاة ولا
تكونوا من الهالكين المغرقين (مِمَّا
خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ
اللَّهِ أَنْصَارًا).
نحذّر اليوم المكذبين
المستهزئين بالرّسل من عذاب عظيم. كما
ونحذّر من الصمت ومن السلبيّة. فليس من
خيار سوى عبادة الله الواحد الغني عن الشريك، ليس من خيار سوى التصديق والإيمان
بالرسل جميعا (والمؤمنون كلّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من
رسله). وَمَنْ كَذَّبَ بِرَسُولٍ فَقَدْ
كَذَّبَ بِجَمِيعِ الرُّسُل . ليس من سبيل
سوى الوقوف إلى جانب الحق في مواجهة الزّيغ والكفر والضلال.
-
لوط عليه السلام
(وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا
وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) (الأنبياء 21 : 74)
وإن أصحاب الفاحشة
والرذيله اليوم لهم جمعياتهم القانونية ويمارسون الفاحشة علنا في بلاد الكفر التي
تعتبر شتم الرّسل حرية رأي، وتتهم الإله في اختياره لرسله. إنّهم كأسلافهم: كَانُوا قَوْم سُوء فَاسِقِينَ
كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَآمَنَ لَهُ لُوط وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِر إِلَى
رَبِّي " فَآتَاهُ اللَّه حُكْمًا وَعِلْمًا وَأَوْحَى إِلَيْهِ وَجَعَلَهُ
نَبِيًّا وَبَعَثَهُ إِلَى سَدُوم وَأَعْمَالهَا فَخَالَفُوهُ وَكَذَّبُوهُ
فَأَهْلَكَهُمْ اللَّه وَدَمَّرَ عَلَيْهِمْ كَمَا قَصَّ خَبَرهمْ فِي غَيْر
مَوْضِع مِنْ كِتَابه الْعَزِيز وَلِهَذَا قَالَ " وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ
الْقَرْيَة الَّتِي كَانَتْ تَعْمَل الْخَبَائِث إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْم سُوء
فَاسِقِينَ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتنَا إِنَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ "
. إنّنا اليوم نحذّر المكذبين المستهزئين
بالرّسل أن تواجههم نفس السّنّة وأن يهلكوا بنفس العقوبة.
كَذَّبَتْ
قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء 26 : 160).
يَقُول تَعَالَى
مُخْبِرًا عَنْ عَبْده وَرَسُوله لُوط عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ اللَّه تَعَالَى
قَدْ بَعَثَهُ إِلَى أُمَّة عَظِيمَة فِي حَيَاة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا
السَّلَام وَكَانُوا يَسْكُنُونَ سَدُوم وَأَعْمَالهَا الَّتِي أَهْلَكَهَا اللَّه
بِهَا وَجَعَلَ مَكَانهَا بُحَيْرَة (البحر الميّت). فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه
عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَأَنْ يُطِيعُوا
رَسُولهمْ الَّذِي بَعَثَهُ اللَّه إِلَيْهِمْ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَة اللَّه
وَارْتِكَاب مَا كَانُوا قَدْ اِبْتَدَعُوهُ فِي الْعَالَم مِمَّا لَمْ
يَسْبِقهُمْ أَحَد مِنْ الْخَلَائِق إِلَى فِعْله مِنْ إِتْيَان الذُّكُور دُون
الْإِنَاث .
إِذْ قَالَ
لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ
* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا
خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ *
قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ
* قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ * رَبِّ
نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ *
إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ *
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) (الشعراء 26 : 161 - 173).
وَأَنْزَلَ اللَّه
عَلَى أُولَئِكَ الْعَذَاب الَّذِي عَمَّ جَمِيعهمْ وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ
حِجَارَة مِنْ سِجِّيل مَنْضُود . وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " ثُمَّ
دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا" - إِلَى قَوْله
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء 26 : 175). { الْعَزِيز } فِي
اِنْتِقَامه مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ وَكَذَّبَ رُسُله مِنْ أَعْدَائِهِ، (الرَّحِيمُ) بِمَنْ آمَنَ بِهِ.
-
إهلاك قوم لوط
(قَالَ فَمَا
خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا
إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * إِلَّا
آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا
إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ * فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ * قَالَ
إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ
يَمْتَرُونَ * وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * فَأَسْرِ
بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ
مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ * وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ
الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ * وَجَاءَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ * قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ
* وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ) (الحجر 15 : 58-69)
وَهَذَا إِنَّمَا
قَالَهُ لَهُمْ قَبْل أَنْ يَعْلَم بِأَنَّهُمْ رُسُل اللَّه .
(قَالُوا
أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ * قَالَ
هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) (الحجر 15 : 70-71)
فَأَرْشَدَهُمْ إِلَى
نِسَائِهِمْ وَمَا خَلَقَ لَهُمْ رَبّهمْ مِنْهُمْ مِنْ الْفُرُوج الْمُبَاحَة.
(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ
يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا
سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا
لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً
لِلْمُؤْمِنِينَ) (الحجر 15 : 72-77)
فَجَعَلْنَا
عَالِيَهَا سَافِلَهَا ) فيه
إشارة إلى حقيقةأنّ منطقتهم في البحر الميت هي أخفض منطقة على كرة الأرض. لِلْمُتَوَسِّمِينَ
: لِلْمُعْتَبِرِينَ ، لِلْمُتَأَمِّلِينَ.
وَقَوْله " وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيم " أَيْ وَإِنَّ
قَرْيَة سَدُوم الَّتِي أَصَابَهَا مَا أَصَابَهَا مِنْ الْقَلْب الصُّورِيّ
وَالْمَعْنَوِيّ وَالْقَذْف بِالْحِجَارَةِ حَتَّى صَارَتْ بُحَيْرَة بِطَرِيقِ
مَهِيع مَسَالِكه مُسْتَمِرَّة إِلَى الْيَوْم كَقَوْلِهِ " وَإِنَّكُمْ
لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ وَإِنَّ
يُونُس لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ " وَقَالَ مُجَاهِد وَالضَّحَّاك "
وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيم " قَالَ مُعَلِّم وَقَالَ قَتَادَة بِطَرِيقٍ
وَاضِح . (إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) : أَيْ إِنَّ الَّذِي صَنَعْنَا
بِقَوْمِ لُوط مِنْ الْهَلَاك وَالدَّمَار وَإِنْجَاءَنَا لُوطًا وَأَهْله
لَدَلَالَة وَاضِحَة جَلِيَّة لِلْمُؤْمِنِينَ بِاَللَّهِ وَرُسُله . أمّا الكافرون فقلوبهم غلف قد طبع عليها، فلا
يزالون يمارسون اليوم في الغرب نفس الفاحشة (إن هم إلاّ
كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً).
(وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ
لَظَالِمِينَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ * * * *)
(الحجر 15 : 77-84)
أَصْحَاب الْأَيْكَة
هُمْ قَوْم شُعَيْب قَالَ الضَّحَّاك وَقَتَادَة وَغَيْرهمَا الْأَيْكَة الشَّجَر
الْمُلْتَفّ وَكَانَ ظُلْمهمْ بِشِرْكِهِمْ بِاَللَّهِ وَقَطْعهمْ الطَّرِيق
وَنَقْصهمْ الْمِكْيَال وَالْمِيزَان .
فَانْتَقَمَ اللَّه مِنْهُمْ بِالصَّيْحَةِ وَالرَّجْفَة وَعَذَاب يَوْم
الظُّلَّة وَقَدْ كَانُوا قَرِيبًا مِنْ قَوْم لُوط بَعْدهمْ فِي الزَّمَان
وَمُسَامِتِينَ لَهُمْ فِي الْمَكَان وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى "
وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِين " أَيْ طَرِيق مُبِين قَالَ اِبْن عَبَّاس
وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَغَيْره طَرِيق ظَاهِر وَلِهَذَا لَمَّا أَنْذَرَ
شُعَيْب قَوْمه قَالَ فِي نِذَارَته إِيَّاهُمْ " وَمَا قَوْم لُوط مِنْكُمْ
بِبَعِيدٍ " .
-
إبراهيم عليه السّلام
(وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ
الْأَخْسَرِينَ)
(وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ
قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ
الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) (الأنبياء 21 : 51- 52)
يُخْبِر تَعَالَى
عَنْ خَلِيله إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ آتَاهُ رُشْده مِنْ قَبْل
(ذَلِكَ) أَيْ مِنْ صِغَره أَلْهَمَهُ الْحَقّ وَالْحُجَّة عَلَى قَوْمه كَمَا
قَالَ تَعَالَى " وَتِلْكَ حُجَّتنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيم عَلَى قَوْمه
". وَقَوْله " وَكُنَّا بِهِ
عَالِمِينَ " أَيْ وَكَانَ أَهْلًا لِذَلِكَ .
لذا فإنّ الاستهزاء
بأيّ من رسل الله هو استهزاءٌ بالله الّذي يجتبي رسله، هو طعنٌ في اختيار الله وفي
ذاته العليّة.
(قَالُوا
وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ) (الأنبياء
21 : 53)
لَمْ يَكُنْ لَهُمْ
حُجَّة سِوَى صَنِيع آبَائِهِمْ الضَّلَال .
(قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي
ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ
* قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ
وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ
أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ
* فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ
يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَنْ
فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ
إِبْرَاهِيمُ *قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَشْهَدُونَ *قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيم
* قَالَ بَلْ
فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ
الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ
يَنْطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ
وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * قَالُوا حَرِّقُوهُ
وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي
بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ
الْأَخْسَرِينَ ) (الأنبياء 21 : 54- 70)
وَقَوْله"
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الْأَخْسَرِينَ " أَيْ
الْمَغْلُوبِينَ الْأَسْفَلِينَ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا بِنَبِيِّ اللَّه كَيْدًا
فَكَادَهُمْ اللَّه وَنَجَّاهُ مِنْ النَّار فَغُلِبُوا هُنَالِكَ. لذا على البشرية جميعا أن تسلك طريق النجاة،
وأن تقف صفّا منيعا في وجه الشرذمة الّتي تنال من علم الله وحكمته؛ حين تلمز رسوله
محمد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)
(الأنبياء 21 : 71)
يَقُول تَعَالَى
مُخْبِرًا عَنْ إِبْرَاهِيم إِنَّهُ سَلَّمَهُ اللَّه مِنْ نَار قَوْمه
وَأَخْرَجَهُ مِنْ بَيْن أَظْهُرهمْ مُهَاجِرًا إِلَى بِلَاد الشَّام إِلَى
الْأَرْض الْمُقَدَّسَة مِنْهَا .
- قوم عاد
)كَذَّبَتْ
عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ
قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ *
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ
أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء 26 : 123- 127 ).
وَهَذَا إِخْبَار
مِنْ اللَّه تَعَالَى عَنْ عَبْده وَرَسُوله هُود عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ
دَعَا قَوْمه عَادًا وَكَانَ قَوْمه يَسْكُنُونَ الْأَحْقَاف وَهِيَ جِبَال
الرَّمَل قَرِيبًا مِنْ حَضْرَمَوْت مُتَاخِمَة بِلَاد الْيَمَن وَكَانَ زَمَانهمْ
بَعْد قَوْم نُوح كَمَا قَالَ فِي سُورَة الْأَعْرَاف " وَاذْكُرُوا إِذْ
جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِنْ بَعْد قَوْم نُوح وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْق بَسْطَة
" وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي غَايَة مِنْ قُوَّة التَّرْكِيب
وَالْقُوَّة وَالْبَطْش الشَّدِيد وَالطُّول الْمَدِيد وَالْأَرْزَاق الدَّارَّة
وَالْأَمْوَال وَالْجَنَّات وَالْأَنْهَار وَالْأَبْنَاء وَالزُّرُوع وَالثِّمَار
وَكَانُوا مَعَ ذَلِكَ يَعْبُدُونَ غَيْر اللَّه مَعَهُ .
وفي النهاية كان
جوابهم:
)قَالُوا
سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ
* إِنْ هَذَا
إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ * وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * فَكَذَّبُوهُ
فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ
مُؤْمِنِينَ) (الشعراء 26 : 136- 139 ).
يَقُول تَعَالَى
مُخْبِرًا عَنْ جَوَاب قَوْم هُود لَهُ بَعْدَمَا حَذَّرَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ
وَرَغَّبَهُمْ وَرَهَّبَهُمْ وَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقّ وَوَضَّحَهُ " قَالُوا
سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظَتْ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ " أَيْ لَا
نَرْجِع عَمَّا نَحْنُ عَلَيْهِ" وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتنَا عَنْ
قَوْلك وَمَا نَحْنُ لَك بِمُؤْمِنِينَ" وَهَكَذَا الْأَمْر فَإِنَّ اللَّه
تَعَالَى قَالَ : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاء عَلَيْهِمْ
أَأَنْذَرْتهمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ " وَقَالَ تَعَالَى :
" إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَة رَبّك لَا يُؤْمِنُونَ "
الْآيَة .
وَقَوْله تَعَالَى :
" فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ" أَيْ اِسْتَمَرُّوا عَلَى تَكْذِيب
نَبِيّ اللَّه هُود وَمُخَالَفَته وَعِنَاده فَأَهْلَكَهُمْ اللَّه وَقَدْ بَيَّنَ
سَبَب إِهْلَاكه إِيَّاهُمْ فِي غَيْر مَوْضِع مِنْ الْقُرْآن بِأَنَّهُ أَرْسَلَ
عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا عَاتِيَة أَيْ رِيحًا شَدِيدَة الْهُبُوب ذَات بَرْد
شَدِيد جِدًّا فَكَانَ سَبَب إِهْلَاكهمْ مِنْ جِنْسهمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا
أَعْتَى شَيْء وَأَجْبَرَهُ فَسَلَّطَ اللَّه عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَعْتَى
مِنْهُمْ وَأَشَدّ قُوَّة كَمَا قَالَ تَعَالَى : " أَلَمْ تَرَ كَيْف فَعَلَ
رَبّك بِعَادٍ إِرَم ذَات الْعِمَاد " وَهُمْ عَاد الْأُولَى كَمَا قَالَ
تَعَالَى : " وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى " وَهُمْ مِنْ نَسْل
إِرَم بْن سَام بْن نُوح " ذَات الْعِمَاد " الَّذِينَ كَانُوا
يَسْكُنُونَ الْعُمُد. وَلِهَذَا قَالَ "
الَّتِي لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا فِي الْبِلَاد " أَيْ لَمْ يُخْلَق مِثْل
هَذِهِ الْقَبِيلَة فِي قُوَّتهمْ وَشِدَّتهمْ وَجَبَرُوتهمْ. وَقَالَ تَعَالَى : " فَأَمَّا عَادَ
فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْض بِغَيْرِ الْحَقّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدّ مِنَّا
قُوَّة ؟ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّه الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدّ مِنْهُمْ
قُوَّة وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ " وأرسل اللَّه تَعَالَى
عَلَيْهِمْ الرِّيح فَحَصَبَتْ كُلّ شَيْء لَهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى : "
تُدَمِّر كُلّ شَيْء بِأَمْرِ رَبّهَا " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى : "
وَأَمَّا عَادَ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَر عَاتِيَة " - إِلَى قَوْله
" حُسُومًا" - أَيْ كَامِلَة - " فَتَرَى الْقَوْم فِيهَا صَرْعَى
كَأَنَّهُمْ أَعْجَاز نَخْل خَاوِيَة " وَذَلِكَ أَنَّ الرِّيح كَانَتْ
تَأْتِي الرَّجُل مِنْهُمْ فَتَقْتَلِعهُ وَتَرْفَعهُ فِي الْهَوَاء ثُمَّ تُنَكِّسهُ
عَلَى أُمّ رَأْسه فَتَشْدَخ دِمَاغه وَتَكْسِر رَأْسه وَتُلْقِيه كَأَنَّهُمْ
أَعْجَاز نَخْل مُنْقَعِر وَقَدْ كَانُوا تَحَصَّنُوا فِي الْجِبَال وَالْكُهُوف
وَالْمَغَارَات وَحَفَرُوا لَهُمْ فِي الْأَرْض إِلَى أَنْصَافهمْ فَلَمْ يُغْنِ
عَنْهُمْ ذَلِكَ مِنْ أَمْر اللَّه شَيْئًا " إِنَّ أَجَل اللَّه إِذَا جَاءَ
لَا يُؤَخَّر" وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : " فَكَذَّبُوهُ
فَأَهْلَكْنَاهُمْ " الْآيَة.
)وَإِنَّ
رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء 26 : 140).
{ الْعَزِيز } فِي
اِنْتِقَامه مِنْ أَعْدَائِهِ , { الرَّحِيم } بِالْمُؤْمِنِينَ بِهِ .
-
ثمود
)كَذَّبَتْ
ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء 26 : 141).
هَذَا إِخْبَار مِنْ
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْ عَبْده وَرَسُوله صَالِح عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ
بَعَثَهُ إِلَى قَوْمه ثَمُود وَكَانُوا عَرَبًا يَسْكُنُونَ مَدِينَة الْحِجْر الَّتِي
بَيْن وَادِي الْقُرَى وَبِلَاد الشَّام وَمَسَاكِنهمْ مَعْرُوفَة
مَشْهُورَة. وَكَانُوا بَعْد قوم عَاد
وَقَبْل الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَدَعَاهُمْ نَبِيّهمْ صَالِح إِلَى اللَّه
عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَأَنْ يُطِيعُوهُ فِيمَا
بَلَّغَهُمْ مِنْ الرِّسَالَة فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَكَذَّبُوهُ وَخَالَفُوهُ
وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ لَا يَبْتَغِي بِدَعْوَتِهِمْ أَجْرًا مِنْهُمْ وَإِنَّمَا
يَطْلُب ثَوَاب ذَلِكَ مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ ذَكَّرَهُمْ آلَاء اللَّه
عَلَيْهِمْ فَقَالَ .
)إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا
عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَا هُنَا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ
* وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ
فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) (الشعراء 26 :
142 - 152).
" وَلَا
تُطِيعُوا أَمْر الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَلَا
يُصْلِحُونَ" يَعْنِي رُؤَسَاءَهُمْ وَكُبَرَاءَهُمْ الدُّعَاة لَهُمْ إِلَى
الشِّرْك وَالْكُفْر وَمُخَالَفَة الْحَقّ .
ماذا كان
جوابهم؟
)قَالُوا
إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ
مِنَ الصَّادِقِينَ) (الشعراء 26 : 153 - 154).
يَقُول تَعَالَى
مُخْبِرًا عَنْ ثَمُود فِي جَوَابهمْ لِنَبِيِّهِمْ صَالِح عَلَيْهِ السَّلَام
حِين دَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَة رَبّهمْ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمْ " قَالُوا
إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ " قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة يَعْنُونَ
مِنْ الْمَسْحُورِينَ؛ أي لَا عَقْل لَك.
)قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ *
وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا
فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (الشعراء 26 : 155 -
158).
" فَعَقَرُوهَا
فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ فَأَخَذَهُمْ الْعَذَاب " وَهُوَ أَنَّ أَرْضهمْ
زُلْزِلَتْ زِلْزَالًا شَدِيدًا وَجَاءَتْهُمْ صَيْحَة عَظِيمَة اِقْتَلَعَتْ
الْقُلُوب مِنْ مَحَالّهَا وَأَتَاهُمْ مِنْ الْأَمْر مَا لَمْ يَكُونُوا
يَحْتَسِبُونَ وَأَصْبَحُوا فِي دِيَارهمْ جَاثِمِينَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَة وَمَا كَانَ أَكْثَرهمْ مُؤْمِنِينَ.
)وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
(الشعراء 26 : 159).
{ وَإِنَّ رَبّك }
يَا مُحَمَّد { لَهُوَ الْعَزِيز } فِي اِنْتِقَامه مِنْ أَعْدَائِهِ { الرَّحِيم
} بِمَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ خَلْقه . ونخن
اليوم نحذّر العالم من إطاعة المسرفين المفسدين المكذبين المستهزئين بالرّسل. فليس من سبيل للنجاة سوى عبادة الله الواحد
الغني عن الشريك. ليس من خيار سوى التصديق
والإيمان بالرسل جميعا.
-
أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ
)كَذَّبَ
أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ) (الشعراء 26 : 176).
أَصْحَاب الْأَيْكَة
هُمْ أَهْل مَدْيَن عَلَى الصَّحِيح وَكَانَ نَبِيّ اللَّه شُعَيْب مِنْ
أَنْفُسهمْ وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ هَهُنَا أَخُوهُمْ شُعَيْب لِأَنَّهُمْ
نُسِبُوا إِلَى عِبَادَة الْأَيْكَة وَهِيَ شَجَرَة وَقِيلَ شَجَر مُلْتَفّ
كَالْغَيْضَةِ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا
)كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ
شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا
عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا
تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلَا
تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ *
وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ * قَالُوا إِنَّمَا
أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ
نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ
إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ *
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ
يَوْمٍ عَظِيمٍ ) (الشعراء 26 : 176 - 189).
وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى " فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَاب يَوْم الظُّلَّة إِنَّهُ كَانَ
عَذَاب يَوْم عَظِيم " وَهَذَا مِنْ جِنْس مَا سَأَلُوهُ مِنْ إِسْقَاط
الْكِسَف عَلَيْهِمْ فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى جَعَلَ عُقُوبَتهمْ أَنْ
أَصَابَهُمْ حَرّ عَظِيم مُدَّة سَبْعَة أَيَّام لَا يُكِنُّهُمْ مِنْهُ شَيْء
ثُمَّ أَقْبَلَتْ إِلَيْهِمْ سَحَابَة أَظَلَّتْهُمْ فَجَعَلُوا يَنْطَلِقُونَ
إِلَيْهَا يَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّهَا مِنْ الْحَرّ فَلَمَّا اِجْتَمَعُوا كُلّهمْ
تَحْتهَا أَرْسَلَ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِمْ مِنْهَا شَرَرًا مِنْ نَار
وَلَهَبًا وَوَهَجًا عَظِيمًا وَرَجَفَتْ بِهِمْ الْأَرْض وَجَاءَتْهُمْ صَيْحَة
عَظِيمَة أَزْهَقَتْ أَرْوَاحهمْ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " إِنَّهُ كَانَ
عَذَاب يَوْم عَظِيم " وَقَدْ ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى صِفَة إِهْلَاكهمْ فِي
ثَلَاثَة مَوَاطِن كُلّ مَوْطِن بِصِفَةِ تُنَاسِب ذَلِكَ السِّيَاق فَفِي
الْأَعْرَاف ذَكَرَ أَنَّهُمْ أَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَة فَأَصْبَحُوا فِي دَارهمْ
جَاثِمِينَ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ قَالُوا " لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْب
وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَك مِنْ قَرْيَتنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتنَا
" فَأَرْجَفُوا نَبِيّ اللَّه وَمَنْ اِتَّبَعَهُ فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَة. وينتهج اليوم اليهود أسلوب الإبعاد نفسه! إنّها
أمّة الكفر واحدة وتتشابه أساليبها في معادات الرّسل وأتباعهم. وَفِي سُورَة هُود قَالَ " فَأَخَذَتْهُمْ
الصَّيْحَة " وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ اِسْتَهْزَءُوا بِنَبِيِّ اللَّه فِي
قَوْلهمْ " أَصَلَاتك تَأْمُرك أَنْ نَتْرُك مَا يَعْبُد آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ
نَفْعَل فِي أَمْوَالنَا مَا نَشَاء إِنَّك لَأَنْتَ الْحَلِيم الرَّشِيد "
قَالُوا ذَلِكَ عَلَى سَبِيل التَّهَكُّم وَالِازْدِرَاء فَنَاسَبَ أَنْ
تَأْتِيهِمْ صَيْحَة تُسْكِتهُمْ فَقَالَ " فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَة "
الْآيَة. نعم إنّها ملّة الكفر واحدة
ديدنها ودينها الإستهزاء بالرّسل وأتباعهم المؤمنين الموحّدين. وَهَهُنَا قَالُوا " فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا
كِسَفًا مِنْ السَّمَاء " الْآيَة عَلَى وَجْه التَّعَنُّت وَالْعِنَاد
فَنَاسَبَ أَنْ يُحَقَّق عَلَيْهِمْ مَا اِسْتَبْعَدُوا وُقُوعه "
فَأَخَذَهُمْ عَذَاب يَوْم الظُّلَّة إِنَّهُ كَانَ عَذَاب يَوْم عَظِيم "
قَالَ قَتَادَة : قَالَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : إِنَّ
اللَّه سَلَّطَ عَلَيْهِمْ الْحَرّ سَبْعَة أَيَّام حَتَّى مَا يُظِلّهُمْ مِنْهُ
شَيْء ثُمَّ إِنَّ اللَّه أَنْشَأَ لَهُمْ سَحَابَة فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا
أَحَدهمْ فَاسْتَظَلَّ بِهَا فَأَصَابَ تَحْتهَا بَرْدًا وَرَاحَة فَأَعْلَمَ
بِذَلِكَ قَوْمه فَأَتَوْهَا جَمِيعًا فَاسْتَظَلُّوا تَحْتهَا فَأُجِّجَتْ
عَلَيْهِمْ نَارًا وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر
وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن
أَسْلَمَ بَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمْ الظُّلَّة حَتَّى إِذَا اِجْتَمَعُوا كُلّهمْ
كَشَفَ اللَّه عَنْهُمْ الظُّلَّة وَأَحْمَى عَلَيْهِمْ الشَّمْس
فَاحْتَرَقُوا أَرْسَلَ اللَّه
عَلَيْهِمْ نَارًا قَالَ اِبْن عَبَّاس فَذَلِكَ عَذَاب يَوْم الظُّلَّة إِنَّهُ
كَانَ عَذَاب يَوْم عَظِيم .
وأما
نتيجة التكذيب والإعراض فهي: (وَإِنَّ
رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء 26
: 191).
أَيْ الْعَزِيز فِي
اِنْتِقَامه مِنْ الْكَافِرِينَ الرَّحِيم بِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ .
- قوم فرعون
(وَلَقَدْ آتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا) (الفرقان
25 : 35)
يَقُول تَعَالَى
مُتَوَعِّدًا مَنْ كَذَّبَ رَسُوله مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ مُشْرِكِي قَوْمه وَمَنْ خَالَفَهُ وَمُحَذِّرهمْ مِنْ عِقَابه وَأَلِيم
عَذَابه مِمَّا أَحَلَّهُ بِالْأُمَمِ الْمَاضِيَة الْمُكَذِّبِينَ لِرُسُلِهِ
فَبَدَأَ بِذِكْرِ مُوسَى وَأَنَّهُ بَعَثَهُ وَجَعَلَ مَعَهُ أَخَاهُ هَارُون
وَزِيرًا أَيْ نَبِيًّا مُوَازِرًا وَمُؤَيِّدًا وَنَاصِرًا فَكَذَّبَهُمَا
فِرْعَوْن وَجُنُوده
. فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا) (الفرقان 25 : 36)
" فَدَمَّرَ اللَّه عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالهَا
" وَكَذَلِكَ فَعَلَ بِقَوْمِ نُوح حِين كَذَّبُوا رَسُوله نُوحًا عَلَيْهِ
السَّلَام وَمَنْ كَذَّبَ بِرَسُولٍ فَقَدْ كَذَّبَ بِجَمِيعِ الرُّسُل إِذْ لَا
فَرْق بَيْن رَسُول وَرَسُول.
وَإِذْ
نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
(الشعراء 26 : 10)
يُخْبِر تَعَالَى
عَمَّا أَمَرَ بِهِ عَبْده وَرَسُوله وَكَلِيمه مُوسَى بْن عِمْرَان عَلَيْهِ
السَّلَام " حِين نَادَاهُ مِنْ جَانِب الطُّور الْأَيْمَن وَكَلَّمَهُ
وَنَاجَاهُ وَأَرْسَلَهُ وَاصْطَفَاهُ وَأَمَرَهُ بِالذَّهَابِ إِلَى فِرْعَوْن
وَمَلَئِهِ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " أَنْ اِئْتِ الْقَوْم الظَّالِمِينَ
" .
قَوْمَ
فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ) (الشعراء 26 : 11)
قَوْم فِرْعَوْن
أَلَا يَتَّقُونَ قَالَ رَبّ إِنِّي أَخَاف أَنْ يُكَذِّبُونِ وَيَضِيق صَدْرِي
وَلَا يَنْطَلِق لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُون وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْب
فَأَخَاف أَنْ يَقْتُلُونَ " هَذِهِ أَعْذَار سَأَلَ مِنْ اللَّه إِزَاحَتهَا
عَنْهُ كَمَا قَالَ فِي سُورَة طه " قَالَ رَبّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي
وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي - إِلَى قَوْله - قَدْ أُوتِيت سُؤْلك يَا مُوسَى" .
وَتِلْكَ
نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ*
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ
* قَالَ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ
لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ
الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ
إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ
مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ
لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ
مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ
وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ *
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ
أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ * لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ
الْغَالِبِينَ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا
لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا
لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ *
فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا
لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا
يَأْفِكُونَ(الشعراء 26 : 22- 45)
)فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ)
(الشعراء 26 : 46)
قَالَ اللَّه
تَعَالَى " فَوَقَعَ الْحَقّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " -
إِلَى قَوْله - " رَبّ مُوسَى وَهَارُون " فَكَانَ هَذَا أَمْرًا
عَظِيمًا جِدًّا وَبُرْهَانًا قَاطِعًا لِلْعُذْرِ وَحُجَّة دَامِغَة وَذَلِكَ
أَنَّ الَّذِينَ اِسْتَنْصَرَ بِهِمْ وَطَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَغْلِبُوا غُلِبُوا
وَخَضَعُوا وَآمَنُوا بِمُوسَى فِي السَّاعَة الرَّاهِنَة وَسَجَدُوا لِلَّهِ رَبّ
الْعَالَمِينَ الَّذِي أَرْسَلَ مُوسَى وَهَارُون بِالْحَقِّ وَبِالْمُعْجِزَةِ
الْبَاهِرَة فَغُلِبَ فِرْعَوْن غَلَبًا لَمْ يُشَاهِد الْعَالَم مِثْله وَكَانَ
وَقِحًا جَرِيئًا عَلَيْهِ لَعْنَة اللَّه وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ
فَعَدَلَ إِلَى الْمُكَابَرَة وَالْعِنَاد وَدَعْوَى الْبَاطِل فَشَرَعَ
يَتَهَدَّدهُمْ وَيَتَوَعَّدهُمْ وَيَقُول " إِنَّهُ لَكَبِيركُمْ الَّذِي
عَلَّمَكُمْ السِّحْر " وَقَالَ " إِنَّ هَذَا لَمَكْر مَكَرْتُمُوهُ
فِي الْمَدِينَة " الْآيَة.
)قَالُوا
آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) (الشعراء 26 : 47-48)
قَالَ اللَّه
تَعَالَى " فَوَقَعَ الْحَقّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " -
إِلَى قَوْله - " رَبّ مُوسَى وَهَارُون " فَكَانَ هَذَا أَمْرًا
عَظِيمًا جِدًّا وَبُرْهَانًا قَاطِعًا لِلْعُذْرِ وَحُجَّة دَامِغَة وَذَلِكَ
أَنَّ الَّذِينَ اِسْتَنْصَرَ بِهِمْ وَطَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَغْلِبُوا غُلِبُوا
وَخَضَعُوا وَآمَنُوا بِمُوسَى فِي السَّاعَة الرَّاهِنَة وَسَجَدُوا لِلَّهِ رَبّ
الْعَالَمِينَ الَّذِي أَرْسَلَ مُوسَى وَهَارُون بِالْحَقِّ وَبِالْمُعْجِزَةِ
الْبَاهِرَة فَغُلِبَ فِرْعَوْن غَلَبًا لَمْ يُشَاهِد الْعَالَم مِثْله .
-
جهالة وغطرسة الكفر متمثلا في شخص فرعون
وَكَانَ. فرعون
وَقِحًا جَرِيئًا عَلَيْهِ لَعْنَة اللَّه وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ
فَعَدَلَ إِلَى الْمُكَابَرَة وَالْعِنَاد وَدَعْوَى الْبَاطِل فَشَرَعَ
يَتَهَدَّدهُمْ وَيَتَوَعَّدهُمْ وَيَقُول " إِنَّهُ لَكَبِيركُمْ الَّذِي
عَلَّمَكُمْ السِّحْر " وَقَالَ" إِنَّ هَذَا لَمَكْر مَكَرْتُمُوهُ فِي
الْمَدِينَة " الْآيَة
)قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ
الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ)
(الشعراء 26 : 49)
تَهَدَّدَهُمْ فَلَمْ
يَنْفَع ذَلِكَ فِيهِمْ وَتَوَعَّدَهُمْ فَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا
وَتَسْلِيمًا وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ كُشِفَ عَنْ قُلُوبهمْ حِجَاب الْكُفْر
وَظَهَرَ لَهُمْ الْحَقّ بِعِلْمِهِمْ مَا جَهِلَ قَوْمهمْ مِنْ أَنَّ هَذَا
الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَا يَصْدُر عَنْ بَشَر إِلَّا أَنْ يَكُون اللَّه قَدْ
أَيَّدَهُ بِهِ وَجَعَلَهُ لَهُ حُجَّة وَدَلَالَة عَلَى صِدْق مَا جَاءَ بِهِ
مِنْ رَبّه وَلِهَذَا لَمَّا قَالَ لَهُمْ فِرْعَوْن " آمَنْتُمْ لَهُ قَبْل
أَنْ آذَن لَكُمْ" أَيْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَسْتَأْذِنُونِي فِيمَا
فَعَلْتُمْ وَلَا تَفْتَئِتُوا عَلَيَّ فِي ذَلِكَ فَإِنْ أَذِنْت لَكُمْ
فَعَلْتُمْ وَإِنْ مَنَعْتُكُمْ اِمْتَنَعْتُمْ فَإِنِّي أَنَا الْحَاكِم
الْمُطَاع " إِنَّهُ لَكَبِيركُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْر "
وَهَذِهِ مُكَابَرَة يَعْلَم كُلّ أَحَد بُطْلَانهَا فَإِنَّهُمْ لَمْ
يَجْتَمِعُوا بِمُوسَى قَبْل ذَلِكَ الْيَوْم فَكَيْف يَكُون كَبِيرهمْ الَّذِي
أَفَادَهُمْ صِنَاعَة السِّحْر ؟ هَذَا لَا يَقُولهُ عَاقِل ثُمَّ تَوَعَّدَهُمْ
فِرْعَوْن بِقَطْعِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُل وَالصَّلْب .
-
إيمان السحرة وثباتهم في وجه الكفر
)قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ
* إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا
خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) (الشعراء 26 : 50-51)
فَقَالُوا" لَا
ضَيْر " أَيْ لَا حَرَج وَلَا يَضُرّنَا ذَلِكَ وَلَا نُبَالِي بِهِ "
إِنَّا إِلَى رَبّنَا مُنْقَلِبُونَ " أَيْ الْمَرْجِع إِلَى اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ وَهُوَ لَا يُضِيع أَجْر مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ
مَا فَعَلْت بِنَا وَسَيَجْزِينَا عَلَى ذَلِكَ أَتَمَّ الْجَزَاء .
-
قدرُ اللّه وعنايته بالمؤمنين وإهلاك فرعون والمكذبين
)فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
* وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ
وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ * فَلَمَّا
تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ
كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ
اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ
الْعَظِيمِ ) (الشعراء 26 : 57-63)
فَانْفَلَقَ
فَكَانَ كُلّ فِرْق كَالطَّوْدِ الْعَظِيم " أَيْ كَالْجَبَلِ الْكَبِير
قَالَهُ اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَمُحَمَّد اِبْن كَعْب وَالضَّحَّاك
وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ هُوَ الْفَجّ بَيْن
الْجَبَلَيْنِ وَبَعَثَ اللَّه الرِّيح إِلَى قَعْر الْبَحْر فَلَفَحَتْهُ فَصَارَ
يَبَسًا كَوَجْهِ الْأَرْض قَالَ اللَّه تَعَالَى " فَاضْرِبْ لَهُمْ
طَرِيقًا فِي الْبَحْر يَبَسًا لَا تَخَاف دَرَكًا وَلَا تَخْشَى" .
)وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ)
(الشعراء 26 : 64).
أَيْ قَرَّبْنَا مِنْ
الْبَحْر فِرْعَوْن وَجُنُوده وَأَدْنَيْنَاهُمْ إِلَيْهِ.
)وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ)
(الشعراء 26 : 65).
أَيْ أَنْجَيْنَا
مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيل وَمَنْ اِتَّبَعَهُمْ عَلَى دِينهمْ فَلَمْ يَهْلِك
مِنْهُمْ أَحَد.
)ثُمَّ
أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (الشعراء 26 : 66).
وَأُغْرِقَ فِرْعَوْن
وَجُنُوده فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ رَجُل إِلَّا هَلَكَ .
)إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ)
(الشعراء 26 : 67).
أَيْ فِي هَذِهِ
الْقِصَّة وَمَا فِيهَا مِنْ الْعَجَائِب وَالنَّصْر وَالتَّأْيِيد لِعِبَادِ اللَّه
الْمُؤْمِنِينَ لَدَلَالَة وَحُجَّة قَاطِعَة وَحِكْمَة بَالِغَة.
)وَإِنَّ
رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء 26
: 68).
{ الْعَزِيز } فِي اِنْتِقَامه مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ وَكَذَّبَ
رُسُله مِنْ أَعْدَائِهِ , { الرَّحِيم } بِمَنْ أَنْجَى مِنْ رُسُله
وَأَتْبَاعهمْ مِنْ الْغَرَق وَالْعَذَاب الَّذِي عُذِّبَ بِهِ الْكَفَرَة .
كلُّ نعم الله على
بني إسرائيل تقابل بالكفر والجحود ؛ فقد عبدوا العجل مباشرة بعد أن أنجاهم اللّهُ
من فرعون وجنوده (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ).
-
إنقاذ أصحاب موسى وإغراق فرعون وقومه
)أَنْ
أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (الشعراء
26: 17)
" أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيل " أَيْ
أَطْلِقْهُمْ مِنْ أَسْرك وَقَبْضَتك وَقَهْرك وَتَعْذِيبك فَإِنَّهُمْ عِبَاد
اللَّه. فَلَمَّا قَالَ لَهُ مُوسَى
ذَلِكَ أَعْرَضَ فِرْعَوْن هُنَالِكَ بِالْكُلِّيَّةِ وَنَظَرَ إِلَيْهِ بِعَيْنِ
الِازْدِرَاء وَالْغَمْص .
)قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ
عُمُرِكَ سِنِينَ) (18)
فَقَالَ "
أَلَمْ نُرَبِّك فِينَا وَلِيدًا " الْآيَة أَيْ أَمَا أَنْتَ الَّذِي
رَبَّيْنَاهُ فِينَا وَفِي بَيْتنَا وَعَلَى فِرَاشنَا وَأَنْعَمْنَا عَلَيْهِ
مُدَّة مِنْ السِّنِينَ ثُمَّ بَعْد هَذَا قَابَلْت ذَلِكَ الْإِحْسَان بِتِلْكَ
الْفَعْلَة أَنْ قَتَلْت مِنَّا رَجُلًا وَجَحَدْت نِعْمَتنَا عَلَيْك .
)وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
(19)
وَلِهَذَا قَالَ
" وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ " أَيْ الْجَاحِدِينَ قَالَهُ اِبْن
عَبَّاس وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَم وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير .
)قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ)
(20)
" قَالَ
فَعَلْتهَا إِذًا " أَيْ فِي تِلْكَ الْحَال " وَأَنَا مِنْ
الضَّالِّينَ " أَيْ قَبْل أَنْ يُوحَى إِلَيَّ وَيُنْعِم اللَّه عَلَيَّ
بِالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّة قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا
وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَغَيْرهمْ " وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ
" أَيْ الْجَاهِلِينَ قَالَ اِبْن جُرَيْج وَهُوَ كَذَلِكَ فِي قِرَاءَة
عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ .
)فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا
وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (21)
" فَفَرَرْت
مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ" . الْآيَة أَيْ اِنْفَصَلَ الْحَال الْأَوَّل
وَجَاءَ أَمْر آخَر فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللَّه إِلَيْك فَإِنْ أَطَعْته سَلِمْت
وَإِنْ خَالَفْته عَطِبْت .
)وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ)
(22)
ثُمَّ قَالَ مُوسَى
" وَتِلْكَ نِعْمَة تَمُنّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْت بَنِي إِسْرَائِيل
" أَيْ وَمَا أَحْسَنْت إِلَيَّ وَرَبَّيْتنِي مُقَابِل مَا أَسَأْت إِلَى
بَنِي إِسْرَائِيل فَجَعَلْتهمْ عَبِيدًا وَخَدَمًا تَصْرِفهُمْ فِي أَعْمَالك
وَمَشَاقّ رَعِيَّتك أَفَيَفِي إِحْسَانك إِلَى رَجُل وَاحِد مِنْهُمْ بِمَا
أَسَأْت إِلَى مَجْمُوعهمْ أَيْ لَيْسَ مَا ذَكَرْتهُ شَيْئًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى
مَا فَعَلْت بِهِمْ .
قَالَ
فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ)
(الشعراء 26: 23)
يَقُول تَعَالَى
مُخْبِرًا عَنْ كُفْر فِرْعَوْن وَتَمَرُّده وَطُغْيَانه وَجُحُوده فِي
قَوْله" وَمَا رَبّ الْعَالَمِينَ " وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول
لِقَوْمِهِ" مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي "
) قَالَ
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) (الشعراء 26: 24)
(قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ(الشعراء 26: 25)
) قَالَ
رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (الشعراء 26: 26)
(قَالَ
إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ(الشعراء 26: 27)
(قَالَ
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (الشعراء 26: 28)
) قَالَ
لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) (الشعراء 26: 29)
) قَالَ
أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ)
(الشعراء 26: 30)
) قَالَ
فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (الشعراء 26: 31)
)
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ) (الشعراء 26: 32)
(وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ) (الشعراء 26: 33)
(قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) (الشعراء 26: 34)
(يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا
تَأْمُرُونَ) (الشعراء 26: 35)
(قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) (الشعراء 26: 36)
(يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) (الشعراء 26: 37)
(فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) (الشعراء 26: 38)
(وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ) (الشعراء 26: 39)
(لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ) (الشعراء 26: 40)
(فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا
لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ) (الشعراء 26: 41)
(قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (الشعراء 26: 42)
(قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ) (الشعراء 26: 43)
(فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ
إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ)
(الشعراء 26: 44)
(فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) (الشعراء 26: 45)
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) (الشعراء 26: 46)
(قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء 26: 47)
(رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ)
(الشعراء 26: 48)
(قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ
الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) (الشعراء 26: 49)
(قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ) (الشعراء 26: 50)
(إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا
أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ)
(الشعراء 26: 51)
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ
مُتَّبَعُونَ) (الشعراء 26: 52)
(فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) (الشعراء 26: 53)
(إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) (الشعراء 26: 54)
(وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ) (الشعراء 26: 55)
(وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) (الشعراء 26: 56)
(فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (الشعراء 26: 57)
(وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ)
(الشعراء 26: 58)
)كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ)(الشعراء
26: 59)
" كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيل " كَمَا
قَالَ تَعَالَى " وَأَوْرَثْنَا الْقَوْم الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ
مَشَارِق الْأَرْض وَمَغَارِبهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا " الْآيَة
وَقَالَ تَعَالَى " وَنُرِيد أَنْ نَمُنّ عَلَى الَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي
الْأَرْض وَنَجْعَلهُمْ أَئِمَّة وَنَجْعَلهُمْ الْوَارِثِينَ " الْآيَتَيْنِ
)فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) (60)
ذَكَرَ غَيْر وَاحِد
مِنْ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ فِرْعَوْن خَرَجَ فِي مَحْفِل عَظِيم وَجَمْع كَبِير
هُوَ عِبَارَة عَنْ مَمْلَكَة الدِّيَار الْمِصْرِيَّة فِي زَمَانه أُولِي الْحَلّ
وَالْعَقْد وَالدُّوَل مِنْ الْأُمَرَاء وَالْوُزَرَاء وَالْكُبَرَاء
وَالرُّؤَسَاء وَالْجُنُود. خَرَجُوا
بِأَجْمَعِهِمْ " فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ" أَيْ وَصَلُوا
إِلَيْهِمْ عِنْد شُرُوق الشَّمْس وَهُوَ طُلُوعهَا.
)فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا
لَمُدْرَكُونَ)(61)
" فَلَمَّا
تَرَاءَى الْجَمْعَانِ " أَيْ رَأَى كُلّ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ صَاحِبه
فَعِنْد ذَلِكَ " قَالَ أَصْحَاب مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ" وَذَلِكَ
أَنَّهُمْ اِنْتَهَى بِهِمْ السَّيْر إِلَى سَيْف الْبَحْر وَهُوَ بَحْر
الْقُلْزُم فَصَارَ أَمَامهمْ الْبَحْر وَقَدْ أَدْرَكَهُمْ فِرْعَوْن بِجُنُودِهِ
.
)قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)(62)
لِهَذَا قَالُوا
" إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ "
أَيْ لَا يَصِل إِلَيْكُمْ شَيْء مِمَّا تَحْذَرُونَ فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانه
هُوَ الَّذِي أَمَرَنِي أَنْ أَسِير هَهُنَا بِكُمْ وَهُوَ سُبْحَانه وَتَعَالَى
لَا يُخْلِف الْمِيعَاد وَكَانَ هَارُون عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمُقَدِّمَة
وَمَعَهُ يُوشَع بْن نُون وَمُؤْمِن آلِ فِرْعَوْن وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام
فِي السَّاقَة وَقَدْ ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّهُمْ
وَقَفُوا لَا يَدْرُونَ مَا يَصْنَعُونَ وَجَعَلَ يُوشَع بْن نُون أَوْ مُؤْمِن
آلِ فِرْعَوْن يَقُول لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام يَا نَبِيّ اللَّه هَهُنَا
أَمَرَك رَبّك أَنْ تَسِير؟ فَيَقُول نَعَمْ فَاقْتَرَبَ فِرْعَوْن وَجُنُوده
وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْقَلِيل فَعِنْد ذَلِكَ أَمَرَ اللَّه نَبِيِّيهِ مُوسَى
عَلَيْهِ السَّلَام أَنْ يَضْرِب بِعَصَاهُ الْبَحْر فَضَرَبَهُ وَقَالَ
اِنْفَلِقْ بِإِذْنِ اللَّه.
فَأَوْحَيْنَا
إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ
كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)(63)
فَأَوْحَى اللَّه
إِلَيْهِ" أَنْ اِضْرِبْ بِعَصَاك الْبَحْر " وَقَالَ قَتَادَة أَوْحَى
اللَّه تِلْكَ اللَّيْلَة إِلَى الْبَحْر أَنْ إِذَا ضَرَبَك مُوسَى بِعَصَاهُ
فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ فَبَاتَ الْبَحْر تِلْكَ اللَّيْلَة وَلَهُ اِضْطِرَاب
وَلَا يَدْرِي مِنْ أَيّ جَانِب يَضْرِبهُ مُوسَى فَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَيْهِ
مُوسَى قَالَ لَهُ فَتَاهُ يُوشَع بْن نُون يَا نَبِيّ اللَّه أَيْنَ أَمَرَك
رَبّك عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ أَمَرَنِي أَنْ أَضْرِب الْبَحْر قَالَ فَاضْرِبْهُ
وَقَالَ مُحَمَّد اِبْن إِسْحَاق أَوْحَى اللَّه - فِيمَا ذُكِرَ لِي - إِلَى الْبَحْر
أَنْ إِذَا ضَرَبَك مُوسَى بِعَصَاهُ فَانْفَلِقْ لَهُ قَالَ فَبَاتَ الْبَحْر
يَضْطَرِب وَيَضْرِب بَعْضه بَعْضًا فَرَقًا مِنْ اللَّه تَعَالَى وَانْتِظَارًا
لِمَا أَمَرَهُ اللَّه وَأَوْحَى اللَّه إِلَى مُوسَى " أَنْ اِضْرِبْ
بِعَصَاك الْبَحْر" فَضَرَبَهُ بِهَا فَفِيهَا سُلْطَان اللَّه الَّذِي
أَعْطَاهُ فَانْفَلَقَ " فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلّ فِرْق كَالطَّوْدِ
الْعَظِيم " أَيْ كَالْجَبَلِ الْكَبِير قَالَهُ اِبْن مَسْعُود وَابْن
عَبَّاس وَمُحَمَّد اِبْن كَعْب وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ وَقَالَ
عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ هُوَ الْفَجّ بَيْن الْجَبَلَيْنِ ... وَبَعَثَ اللَّه
الرِّيح إِلَى قَعْر الْبَحْر فَلَفَحَتْهُ فَصَارَ يَبَسًا كَوَجْهِ الْأَرْض
قَالَ اللَّه تَعَالَى " فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْر يَبَسًا لَا
تَخَاف دَرَكًا وَلَا تَخْشَى" .
)وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ)
(64)
وَقَالَ فِي هَذِهِ
الْقِصَّة " وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ " أَيْ هُنَالِكَ قَالَ
اِبْن عَبَّاس وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ "
وَأَزْلَفْنَا " أَيْ قَرَّبْنَا مِنْ الْبَحْر فِرْعَوْن وَجُنُوده وَأَدْنَيْنَاهُمْ
إِلَيْهِ .
)وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ)(65)
" وَأَنْجَيْنَا
مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ " أَيْ أَنْجَيْنَا مُوسَى وَبَنِي
إِسْرَائِيل وَمَنْ اِتَّبَعَهُمْ عَلَى دِينهمْ فَلَمْ يَهْلِك مِنْهُمْ أَحَد .
)ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ)(66)
" ثُمَّ
أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ" وَأُغْرِقَ فِرْعَوْن وَجُنُوده فَلَمْ يَبْقَ
مِنْهُمْ رَجُل إِلَّا هَلَكَ . فَقد
أَوْحَى اللَّه إِلَى مُوسَى أَنْ اِضْرِبْ بِعَصَاك الْبَحْر فَضَرَبَهُ مُوسَى
بِعَصَاهُ فَانْفَلَقَ، فَلَمَّا خَرَجَ أَصْحَاب مُوسَى وَتَتَامَّ أَصْحَاب
فِرْعَوْن اِلْتَقَى الْبَحْر عَلَيْهِمْ فَأَغْرَقَهُمْ وغَرِقَ فِرْعَوْن
لَعَنَهُ اللَّه .
)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ)(67)
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة " أَيْ فِي هَذِهِ الْقِصَّة وَمَا فِيهَا
مِنْ الْعَجَائِب وَالنَّصْر وَالتَّأْيِيد لِعِبَادِ اللَّه الْمُؤْمِنِينَ
لَدَلَالَة وَحُجَّة قَاطِعَة وَحِكْمَة بَالِغَة.
صور من كفر أهل الكتاب
-
الكفر والشرك اليهودي وعبادة العجل في مقابل النعم
)يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ
السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا
اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا
الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ
وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا) (النساء
4-153)
سَأَلَ الْيَهُود
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنَزِّل عَلَيْهِمْ
كِتَابًا مِنْ السَّمَاء كَمَا نُزِّلَتْ التَّوْرَاة عَلَى مُوسَى
مَكْتُوبَة. سَأَلُوهُ أَنْ يُنَزِّل
عَلَيْهِمْ صُحُفًا مِنْ اللَّه مَكْتُوبَة إِلَى فُلَان وَفُلَان وَفُلَان من أجل
تَصْدِيقِهِ فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ.
وَهَذَا إِنَّمَا قَالُوهُ عَلَى سَبِيل التَّعَنُّت وَالْعِنَاد
وَالْكُفْر وَالْإِلْحَاد كَمَا سَأَلَ كُفَّار قُرَيْش قَبْلهمْ نَظِير ذَلِكَ
كَمَا هُوَ مَذْكُور فِي سُورَة سُبْحَان وَقَالُوا " لَنْ نُؤْمِن لَك
حَتَّى تَفْجُر لَنَا مِنْ الْأَرْض يَنْبُوعًا " الْآيَات وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى " فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَر مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا
اللَّه جَهْرَة فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَة بِظُلْمِهِمْ " أَيْ
بِطُغْيَانِهِمْ وَبَغْيهمْ وَعُتُوّهُمْ وَعِنَادهمْ. وفِي سُورَة الْبَقَرَة حَيْثُ يَقُول تَعَالَى
" وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِن لَك حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَة
فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَة وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ
بَعْد مَوْتكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" وَقَوْله تَعَالَى " ثُمَّ
اِتَّخَذُوا الْعِجْل مِنْ بَعْد مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَات " أَيْ مِنْ
بَعْد مَا رَأَوْا مِنْ الْآيَات الْبَاهِرَة وَالْأَدِلَّة الْقَاهِرَة عَلَى يَد
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي بِلَاد مِصْر وَمَا كَانَ مِنْ إِهْلَاك عَدُوّ
اللَّه فِرْعَوْن وَجَمِيع جُنُوده فِي الْيَمّ فَمَا جَاوَزُوهُ إِلَّا يَسِيرًا
حَتَّى أَتَوْا عَلَى قَوْم يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَام لَهُمْ فَقَالُوا لِمُوسَى
" اِجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَة " الْآيَتَيْنِ ثُمَّ
ذَكَرَ تَعَالَى قِصَّة اِتِّخَاذهمْ الْعِجْل مَبْسُوطَة فِي سُورَة الْأَعْرَاف
وَفِي سُورَة طَه بَعْد ذَهَاب مُوسَى إِلَى مُنَاجَاة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ
" ثُمَّ لَمَّا رَجَعَ وَكَانَ مَا كَانَ جَعَلَ اللَّه تَوْبَتهمْ مِنْ
الَّذِي صَنَعُوهُ وَابْتَدَعُوهُ أَنْ يَقْتُل مَنْ لَمْ يَعْبُد الْعِجْل
مِنْهُمْ مَنْ عَبَدَهُ فَجَعَلَ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ اللَّه تَعَالَى " فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ
وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا " .
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ
الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا
مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ)
(الأعراف 7: 138)
يُخْبِر تَعَالَى
عَمَّا قَالَهُ جَهَلَة بَنِي إِسْرَائِيل لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حِين
جَاوَزُوا الْبَحْر وَقَدْ رَأَوْا مِنْ آيَات اللَّه وَعَظِيم سُلْطَانه مَا
رَأَوْا فَأَتَوْا أَيْ فَمَرُّوا عَلَى قَوْم يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَام لَهُمْ
. فَقَالُوا " يَا مُوسَى اِجْعَلْ
لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَة قَالَ إِنَّكُمْ قَوْم تَجْهَلُونَ " أَيْ
تَجْهَلُونَ عَظَمَة اللَّه وَجَلَاله وَمَا يَجِب أَنْ يُنَزَّه عَنْهُ مِنْ
الشَّرِيك وَالْمَثِيل.
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ
أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى * كُلُوا
مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ
غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى * وَإِنِّي لَغَفَّارٌ
لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)(طه 20: 80-82)
يَذْكُر تَعَالَى
نِعَمه عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل الْعِظَام وَمِنَنه الْجِسَام حَيْثُ أَنْجَاهُمْ
مِنْ عَدُوّهُمْ فِرْعَوْن وَأَقَرَّ أَعْيُنهمْ مِنْهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ
إِلَيْهِ وَإِلَى جُنْده قَدْ غَرِقُوا فِي صَبِيحَة وَاحِدَة لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ
أَحَد كَمَا قَالَ " وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْن وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ
" وَقَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا
رَوْح بْن عُبَادَة حَدَّثَنَا شُعْبَة حَدَّثَنَا أَبُو بِشْر عَنْ سَعِيد بْن
جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة وَجَدَ الْيَهُود تَصُوم عَاشُورَاء فَسَأَلَهُمْ
فَقَالُوا هَذَا الْيَوْم الَّذِي أَظْفَرَ اللَّه فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْن
فَقَالَ " نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى فَصُومُوهُ " رَوَاهُ مُسْلِم
أَيْضًا فِي صَحِيحه.
نعم
يجسّدُ هذا الحديث الشريف أدب المؤمنين الموحدين مع الرّسل جميعاً: " نَحْنُ
أَوْلَى بِمُوسَى فَصُومُوهُ ". أمّا
الكافرون حقّاً فهم الّذين يقابلون نعم اللّه بالكفر والشّرك. هم أحفاد الّذين عبدوا العجل بعد أن أنجاهم
الله من فرعون وقومه. أمّا الكافرون حقّاً
فهم أعداء الرّسل الّذين يتعرّضون لهم بالاستهزاء والسخرية والتكذيب. هم الّذين يعيثون في الأرض فساداً: يسلبون
ثروات الشعوب، وينتهكون الأعراض، وينشرون الرّذيلة، ويحاربون الفضيلة.
ثُمَّ إِنَّهُ
تَعَالَى وَاعَدَ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيل بَعْد هَلَاك فِرْعَوْن إِلَى جَانِب
الطُّور الْأَيْمَن وَهُوَ الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَأَلَ
فِيهِ الرُّؤْيَة وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاة هُنَالِكَ وَفِي غُضُون ذَلِكَ عَبَدَ
بَنُو إِسْرَائِيل الْعِجْل كَمَا يَقُصّهُ اللَّه تَعَالَى قَرِيبًا وَأَمَّا
الْمَنّ وَالسَّلْوَى فَالْمَنّ حَلْوَى كَانَتْ تَنْزِل عَلَيْهِ مِنْ السَّمَاء
وَالسَّلْوَى طَائِر يَسْقُط عَلَيْهِمْ فَيَأْخُذُونَ مِنْ كُلّ قَدْر الْحَاجَة
إِلَى الْغَد لُطْفًا مِنْ اللَّه وَرَحْمَة بِهِمْ وَإِحْسَانًا إِلَيْهِمْ .
وفي الحديث: (عن أبي هريرةَ أنهُ قال أتيتُ
الطورَ فصلَّيتُ فيهِ فلقيتُ جُمَيْلَ بنَ بصرةَ الغِفاريَّ فقال من أينَ جئتَ
فأخبرتهُ فقال لو لقيتُكَ قبلَ أن تأتيَه ما جئتهُ سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ يقولُ لا تُضربُ المَطَايا إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ الحديثُ) ([646])
(عن أبي هريرةَ قال أتيتُ الطورَ فوجدتُ ثَمَّ كعبًا فمكثتُ أنا
وهو يومًا أُحدِّثُه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ويُحدِّثُني عن
التوراةِ .... فخرجتُ فلقيتُ بصرةَ ابنَ أبي بصرةَ الغِفاريَّ فقال من أينَ جئتَ
قلتُ من الطورِ قال لو لقيتكَ من قبلِ أن تأتيَهُ لم تأتِه قلتُ لهُ ولم قال إني
سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ لا تُعمَلُ المَطِيُّ إلا إلى
ثلاثةِ مساجدَ الحديثُ) ([647])
)فَأَخْرَجَ
لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى
فَنَسِيَ)(طه 20: 88)
قَالَ "
فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَار
" فَكَانَ إِذَا خَارَ سَجَدُوا
لَهُ وَإِذَا خَارَ رَفَعُوا رُءُوسهمْ .
فَقَالُوا أَيْ الضُّلَّال مِنْهُمْ الَّذِينَ اُفْتُتِنُوا بِالْعِجْلِ
وَعَبَدُوهُ هَذَا إِلَهكُمْ وَإِلَه مُوسَى فَنَسِيَ " أَيْ نَسِيَهُ
هَاهُنَا وَذَهَبَ يَتَطَلَّبهُ، وعَنْ اِبْن عَبَّاس فَنَسِيَ أَيْ نَسِيَ أَنْ
يُذَكِّركُمْ أَنَّ هَذَا إِلَهكُمْ وَقَالَ فَعَكَفُوا عَلَيْهِ وَأَحَبُّوهُ
حُبًّا لَمْ يُحِبُّوا شَيْئًا قَطُّ مِثْله.
ويَقُول اللَّه فَنَسِيَ أَيْ تَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِسْلَام
يَعْنِي السَّامِرِيّ. قَالَ اللَّه
تَعَالَى رَدًّا عَلَيْهِمْ وَتَقْرِيعًا لَهُمْ وَبَيَانًا لِفَضِيحَتِهِمْ
وَسَخَافَة عُقُولهمْ فِيمَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ .
)أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ
لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا)(طه 20: 89)
أَيْ الْعِجْل
أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا يُجِيبهُمْ إِذَا سَأَلُوهُ وَلَا إِذَا خَاطَبُوهُ
وَلَا يَمْلِك لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا أَيْ فِي دُنْيَاهُمْ وَلَا فِي
أُخْرَاهُمْ قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا لَا وَاَللَّه مَا كَانَ
خُوَاره إِلَّا أَنْ يَدْخُل الرِّيح فِي دُبُره فَيَخْرُج مِنْ فَمه فَيُسْمَع
لَهُ صَوْت. وَحَاصِل مَا اِعْتَذَرَ بِهِ
هَؤُلَاءِ الْجَهَلَة أَنَّهُمْ تَوَرَّعُوا عَنْ زِينَة الْقِبْط فَأَلْقَوْهَا
عَنْهُمْ وَعَبَدُوا الْعِجْل فَتَوَرَّعُوا عَنْ الْحَقِير وَفَعَلُوا الْأَمْر
الْكَبِير كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر أَنَّهُ
سَأَلَهُ رَجُل مِنْ أَهْل الْعِرَاق عَنْ دَم الْبَعُوض إِذَا أَصَابَ الثَّوْب
يَعْنِي هَلْ يُصَلِّي فِيهِ أَمْ لَا فَقَالَ اِبْن عُمَر رَضِيَ اللَّه
عَنْهُمَا اُنْظُرُوا إِلَى أَهْل الْعِرَاق قَتَلُوا اِبْن بِنْت رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي الْحُسَيْن وَهُمْ يَسْأَلُونَ عَنْ دَم
الْبَعُوضَة .
)وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا
فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أمْري)(طه
20: 90)
يُخْبِر تَعَالَى
عَمَّا كَانَ مِنْ نَهْي هَارُون لَهُمْ عَنْ عِبَادَتهمْ الْعِجْل وَإِخْبَاره
إِيَّاهُمْ إِنَّمَا هَذَا فِتْنَة لَكُمْ وَإِنَّ رَبّكُمْ الرَّحْمَن الَّذِي
خَلَقَ كُلّ شَيْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ذُو الْعَرْش الْمَجِيد الْفَعَّال
لِمَا يُرِيد " فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي " أَيْ فِيمَا
آمُركُمْ بِهِ وَاتْرُكُوا مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ .
)قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا
مُوسَى)(طه 20: 91)
" قَالُوا لَنْ
نَبْرَج عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِع إِلَيْنَا مُوسَى " أَيْ لَا
نَتْرُك عِبَادَته حَتَّى نَسْمَع كَلَام مُوسَى فِيهِ وَخَالَفُوا هَارُون فِي
ذَلِكَ وَحَارَبُوهُ وَكَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ .
)قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ
ضَلُّوا)(طه 20: 92)
)أَلَّا تَتَّبِعَنِي
أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي)(طه 20: 93)
يُخْبِر تَعَالَى
عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حِين رَجَعَ إِلَى قَوْمه فَرَأَى مَا قَدْ حَدَثَ
فِيهِمْ مِنْ الْأَمْر الْعَظِيم فَامْتَلَأَ عِنْد ذَلِكَ غَضَبًا وَأَلْقَى مَا
كَانَ فِي يَده مِنْ الْأَلْوَاح الْإِلَهِيَّة وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ
يَجُرّهُ إِلَيْهِ، وَشَرَعَ يَلُوم أَخَاهُ هَارُون فَقَالَ مَا مَنَعَك إِذْ
رَأَيْتهمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعنِي أَيْ فَتُخْبِرنِي بِهَذَا الْأَمْر أَوَّل
مَا وَقَعَ أَفَعَصَيْت أَمْرِي أَيْ فِيمَا كُنْت قَدَّمْت إِلَيْك وَهُوَ قَوْله
اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِع سَبِيل الْمُفْسِدِينَ قَالَ
يَا اِبْن أُمّ تَرَفَّقَ لَهُ بِذِكْرِ الْأُمّ مَعَ أَنَّهُ شَقِيقه
لِأَبَوَيْهِ لِأَنَّ ذِكْر الْأُمّ هَاهُنَا أَرَقّ وَأَبْلَغ فِي الْحُنُوّ
وَالْعَطْف وَلِهَذَا قَالَ يَا اِبْن أُمّ لَا تَأْخُذ بِلِحْيَتِي وَلَا
بِرَأْسِي الْآيَة. هَذَا اِعْتِذَار مِنْ هَارُون عِنْد مُوسَى فِي سَبَب
تَأَخُّره عَنْهُ حَيْثُ لَمْ يَلْحَقهُ فَيُخْبِرهُ بِمَا كَانَ مِنْ هَذَا
الْخَطْب الْجَسِيم قَالَ إِنِّي خَشِيت أَنْ أَتْبَعك فَأُخْبِرك بِهَذَا
فَتَقُول لِي لِمَ تَرَكْتهمْ وَحْدهمْ وَفَرَّقْت بَيْنهمْ وَلَمْ تَرْقُب
قَوْلِي أَيْ وَمَا رَاعَيْت مَا أَمَرْتُك بِهِ حَيْثُ اِسْتَخْلَفْتُك فِيهِمْ
قَالَ اِبْن عَبَّاس وَكَانَ هَارُون هَائِبًا مُطِيعًا لَهُ.
)قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي
إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ
تَرْقُب قَوْلِي)(طه 20: 94)
نعم إنَّ عبادة العجل
في مقابل نعم المولى عزَّ وجل لتجسّدُ الكفر بأفضع صوره وأقذعها. إنّهم الكافرون حقّاً؛ الّذين يقابلون نعم
اللّه بالكفر والشّرك. إنّهم لا يقلّون
عناداً وتكذيباً عن أئمّة الكفر الّذين يتعرّضون اليوم للرسول محمد بالإستهزاء
والسخرية والتكذيب: (وإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا
هُزُوًا).
-
كفر اليهود باللّه المنعم
(أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ
الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ * وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا
لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)
(إبراهيم 14 : 28-30)
أَيْ جَعَلُوا
لِلَّهِ شُرَكَاء عَبَدُوهُمْ مَعَهُ وَدَعَوْا النَّاس إِلَى ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ
تَعَالَى مُهَدِّدًا لَهُمْ وَمُتَوَعِّدًا لَهُمْ عَلَى لِسَان نَبِيّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى
النَّارِ " أَيْ مَهْمَا قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا فَافْعَلُوا
فَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْء " فَإِنَّ مَصِيركُمْ إِلَى النَّار " أَيْ
مَرْجِعكُمْ وَمَوْئِلكُمْ إِلَيْهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى : " نُمَتِّعهُمْ
قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرّهُمْ إِلَى عَذَاب غَلِيظ " وَقَالَ تَعَالَى"
مَتَاع فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقهُمْ الْعَذَاب
الشَّدِيد بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ " .
يَعُمُّ جَمِيع
الْكُفَّار فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ وَنِعْمَة لِلنَّاسِ فَمِنْ قَبِلَهَا وَقَامَ
بِشُكْرِهَا دَخَلَ الْجَنَّة وَمَنْ رَدَّهَا وَكَفَرَهَا دَخَلَ النَّار. بَيَّنَ أَنَّ دَار الْبَوَار جَهَنَّم كَمَا
قَالَ اِبْن زَيْد. وهي بئس
الْمُسْتَقَرّ.
(وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا
وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ
كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ * فَإِنْ
تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ
اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) (النحل 16 :
81-83)
لقد تفضّل المولى وقدّر النجاة لموسى وأصحابه من استعباد فرعون. بل إنّ الله تعالى قد أغرق الكفر مجسّدا بفرعون
وقومه. فكان ينبغي أن تقابل اليهودُ
النعمة بالشكر. إن مقابلة النعم الرّبانية
بالكفر والشرك وعبادة العجل لا يقلّ عن صنيع المستهزئين بمحمد - صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ – المعرضين عن اتّباعه وهم يجدونه عندهم. إنّ الْعُلَمَاء مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل
يَجِدُونَ ذِكْر هَذَا الْقُرْآن فِي كُتُبهمْ
)وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ
بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ) (الصّف 61:
6)
وَقَوْله تَعَالَى
وَإِذْ قَالَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم يَا بَنِي إِسْرَائِيل إِنِّي رَسُول اللَّه
إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْن يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاة وَمُبَشِّرًا
بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اِسْمه أَحْمَد يَعْنِي التَّوْرَاة قَدْ
بَشَّرَتْ بِي وَأَنَا مُصَدِّق مَا أَخْبَرَتْ عَنْهُ وَأَنَا مُبَشِّر بِمَنْ
بَعْدِي وَهُوَ الرَّسُول النَّبِيّ الْأُمِّيّ الْعَرَبِيّ الْمَكِّيّ أَحْمَد
فَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ خَاتَم أَنْبِيَاء بَنِي إِسْرَائِيل وَقَدْ
قَامَ فِي مَلَإِ بَنِي إِسْرَائِيل مُبَشِّرًا بِمُحَمَّدٍ وَهُوَ أَحْمَد خَاتَم
الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسَلِينَ الَّذِي لَا رِسَالَة بَعْده وَلَا نُبُوَّة وَمَا
أَحْسَن مَا أَوْرَدَ الْبُخَارِيّ الَّذِي قَالَ فِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو
الْيَمَان حَدَّثَنَا شُعَيْب عَنْ الزُّهْرِيّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن
جُبَيْر بْن مُطْعِم عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " إِنَّ لِي أَسْمَاء أَنَا مُحَمَّد وَأَنَا
أَحْمَد وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّه بِهِ الْكُفْر وَأَنَا
الْحَاشِر الَّذِي يُحْشَر النَّاس عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِب"
وَرَوَاهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيّ بِهِ نَحْوه . وَقَالَ أَبُو دَاوُد
الطَّيَالِسِيّ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيّ عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ أَبِي
عُبَيْدَة عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ سَمَّى لَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسه أَسْمَاء مِنْهَا مَا حَفِظْنَا فَقَالَ " أَنَا
مُحَمَّد وَأَنَا أَحْمَد وَالْحَاشِر وَالْمُقَفِّي وَنَبِيّ الرَّحْمَة
وَالتَّوْبَة وَالْمَلْحَمَة " وَرَوَاهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث الْأَعْمَش
عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة بِهِ وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ
الرَّسُول النَّبِيّ الْأُمِّيّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدهمْ فِي
التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى " وَإِذْ أَخَذَ اللَّه
مِيثَاق النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ
رَسُول مُصَدِّق لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلْتَنْصُرُنَّهُ قَالَ
أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ
فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ " قَالَ اِبْن عَبَّاس :
مَا بَعَثَ اللَّه نَبِيًّا إِلَّا أَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْد لَئِنْ بُعِثَ
مُحَمَّد وَهُوَ حَيّ لَيَتَّبِعَنهُ وَأَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذ عَلَى
أُمَّته لَئِنْ بُعِثَ مُحَمَّد وَهُمْ أَحْيَاء لَيَتَّبِعُنَّهُ وَيَنْصُرُنَّهُ
وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنِي ثَوْر بْن يَزِيد عَنْ خَالِد بْن
مَعْدَان عَنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ
قَالُوا يَا رَسُول اللَّه أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسك قَالَ" دَعْوَة أَبِي
إِبْرَاهِيم وَبُشْرَى عِيسَى وَرَأَتْ أُمِّي حِين حَمَلَتْ بِي كَأَنَّهُ خَرَجَ
مِنْهَا نُور أَضَاءَتْ لَهُ قُصُور بُصْرَى مِنْ أَرْض الشَّام " وَهَذَا
إِسْنَاد جَيِّد وَرُوِيَ لَهُ شَوَاهِد مِنْ وُجُوه أُخَر فَقَالَ الْإِمَام
أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَة بْن
صَالِح عَنْ سَعِيد بْن سُوَيْد الْكَلْبِيّ عَنْ عَبْد الْأَعْلَى بْن هِلَال
السُّلَمِيّ عَنْ الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إِنِّي عِنْد اللَّه لَخَاتَم النَّبِيِّينَ
وَإِنَّ آدَم لَمُنْجَدِل فِي طِينَته وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ دَعْوَة
أَبِي إِبْرَاهِيم وَبِشَارَة عِيسَى بِي وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ
وَكَذَلِكَ أُمَّهَات النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ " وَقَالَ أَحْمَد أَيْضًا
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر حَدَّثَنَا الْفَرَج بْن فَضَالَة حَدَّثَنَا لُقْمَان
بْن عَامِر قَالَ سَمِعْت أَبَا أُمَامَة قَالَ : قُلْت يَا رَسُول اللَّه مَا
كَانَ بَدْء أَمْرِك ؟ قَالَ " دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيم وَبُشْرَى عِيسَى
وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ يَخْرُج مِنْهَا نُور أَضَاءَتْ لَهُ قُصُور الشَّام
" . وَقَالَ أَحْمَد أَيْضًا حَدَّثَنَا حَسَن بْن مُوسَى سَمِعْت خَدِيجًا
أَخَا زُهَيْر بْن مُعَاوِيَة عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُتْبَة
عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ بَعَثَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّجَاشِيّ وَنَحْنُ نَحْو مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا
مِنْهُمْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود وَجَعْفَر وَعَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة
وَعُثْمَان بْن مَظْعُون وَأَبُو مُوسَى فَأَتَوْا النَّجَاشِيّ وَبَعَثَتْ
قُرَيْش عَمْرو بْن الْعَاص وَعِمَارَة بْن الْوَلِيد بِهَدِيَّةٍ فَلَمَّا
دَخَلَا عَلَى النَّجَاشِيّ سَجَدَا لَهُ ثُمَّ اِبْتَدَرَاهُ عَنْ يَمِينه وَعَنْ
شِمَاله ثُمَّ قَالَا لَهُ إِنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عَمّنَا نَزَلُوا أَرْضك
وَرَغِبُوا عَنَّا وَعَنْ مِلَّتِنَا قَالَ فَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَا هُمْ فِي
أَرْضك فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ جَعْفَر أَنَا
خَطِيبُكُمْ الْيَوْم فَاتَّبَعُوهُ فَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْجُد فَقَالُوا لَهُ مَا
لَك لَا تَسْجُد لِلْمَلِكِ ؟ قَالَ إِنَّا لَا نَسْجُد إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ قَالَ وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ إِنَّ اللَّه بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُوله
فَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْجُد لِأَحَدٍ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَرَنَا
بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة قَالَ عَمْرو بْن الْعَاص : فَإِنَّهُمْ يُخَالِفُونَك
فِي عِيسَى اِبْن مَرْيَم قَالَ مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى اِبْن مَرْيَم وَأُمّه
؟ قَالَ : نَقُول كَمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هُوَ كَلِمَة اللَّه وَرُوحه
أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاء الْبَتُول الَّتِي لَمْ يَمَسّهَا بَشَر وَلَمْ
يَعْتَرِضهَا وَلَد قَالَ فَرَفَعَ عُودًا مِنْ الْأَرْض ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَر
الْحَبَشَة وَالْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَان وَاَللَّه مَا يَزِيدُونَ عَلَى
الَّذِي نَقُول فِيهِ مَا يُسَاوِي هَذَا مَرْحَبًا بِكُمْ وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ
عِنْده أَشْهَد أَنَّهُ رَسُول اللَّه وَأَنَّهُ الَّذِي نَجِد فِي الْإِنْجِيل
وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى اِبْن مَرْيَم اِنْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ
وَاَللَّه لَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنْ الْمُلْك لَأَتَيْته حَتَّى أَكُون أَنَا
أَحْمِل نَعْلَيْهِ وَأُوَضِّئهُ وَأَمَرَ بِهَدِيَّةِ الْآخَرَيْنِ فَرُدَّتْ
إِلَيْهِمَا ثُمَّ تَعَجَّلَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود حَتَّى أَدْرَكَ بَدْرًا
وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتَغْفَرَ لَهُ
حِين بَلَغَهُ مَوْته وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْقِصَّة عَنْ جَعْفَر وَأُمّ
سَلَمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَمَوْضِع ذَلِكَ كِتَاب السِّيرَة وَالْمَقْصِد
أَنَّ الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ السَّلَام لَمْ تَزَلْ تَنْعَتهُ وَتَحْكِيه فِي
كُتُبِهَا عَلَى أُمَمهَا وَتَأْمُرهُمْ بِاتِّبَاعِهِ وَنَصْره وَمُوَازَرَته
إِذَا بُعِثَ وَكَانَ مَا اِشْتَهَرَ الْأَمْر فِي أَهْل الْأَرْض عَلَى لِسَان
إِبْرَاهِيم الْخَلِيل وَالِد الْأَنْبِيَاء بَعْده حِين دَعَا لِأَهْلِ مَكَّة
أَنْ يَبْعَث اللَّه فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ وَكَذَا عَلَى لِسَان عِيسَى اِبْن
مَرْيَم وَلِهَذَا قَالُوا أَخْبِرْنَا عَنْ بَدْء أَمْرك يَعْنِي فِي الْأَرْض
قَالَ " دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيم وَبِشَارَة عِيسَى اِبْن مَرْيَم
وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ " أَيْ ظَهَرَ فِي أَهْل مَكَّة أَثَر
ذَلِكَ وَالْإِرْهَاص فَذَكَرَهُ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ . وَقَوْله
تَعَالَى فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْر مُبِين قَالَ
اِبْن جُرَيْج وَابْن جَرِير فَلَمَّا جَاءَهُمْ أَحْمَد أَيْ الْمُبَشَّر بِهِ
فِي الْأَعْصَار الْمُتَقَادِمَة الْمُنَوَّه بِذِكْرِهِ فِي الْقُرُون
السَّالِفَة لَمَّا ظَهَرَ أَمْره وَجَاءَ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ الْكَفَرَة
وَالْمُخَالِفُونَ هَذَا سِحْر مُبِين .
(وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى
الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الصّف 61: 7)
)أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ
آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ)(الشعراء
26: 197)
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى
" أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَة أَنْ يَعْلَمهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيل
" أَيْ أَوَلَيْسَ يَكْفِيهِمْ مِنْ الشَّاهِد الصَّادِق عَلَى ذَلِكَ أَنَّ
الْعُلَمَاء مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل يَجِدُونَ ذِكْر هَذَا الْقُرْآن فِي كُتُبهمْ
الَّتِي يَدْرُسُونَهَا وَالْمُرَاد الْعُدُول مِنْهُمْ الَّذِينَ يَعْتَرِفُونَ
بِمَا فِي أَيْدِيهمْ مِنْ صِفَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَبْعَثه وَأُمَّته كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ كَعَبْدِ
اللَّه بْن سَلَام وَسَلْمَان الْفَارِسِيّ عَمَّنْ أَدْرَكَهُ مِنْهُمْ وَمَنْ
شَاكَلَهُمْ قَالَ اللَّه تَعَالَى " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُول
النَّبِيّ الْأُمِّيّ " الْآيَة ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ شِدَّة
كُفْر قُرَيْش وَعِنَادهمْ لِهَذَا الْقُرْآن أَنَّهُ لَوْ نَزَلَ عَلَى رَجُل
مِنْ الْأَعَاجِم مِمَّنْ لَا يَدْرِي مِنْ الْعَرَبِيَّة كَلِمَة وَأُنْزِلَ
عَلَيْهِ هَذَا الْكِتَاب بِبَيَانِهِ وَفَصَاحَته لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ.
)قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ
وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(الأحقاف
46: 10)
يَقُول
تَعَالَى" قُلْ " يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ
الْكَافِرِينَ بِالْقُرْآنِ" أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ " هَذَا الْقُرْآن
" مِنْ عِنْد اللَّه وَكَفَرْتُمْ بِهِ " أَيْ مَا ظَنُّكُمْ أَنَّ
اللَّه صَانِع بِكُمْ إِنْ كَانَ هَذَا الْكِتَاب الَّذِي جِئْتُكُمْ بِهِ قَدْ
أَنْزَلَهُ عَلَيَّ لِأُبَلِّغَكُمُوهُ , وَقَدْ كَفَرْتُمْ بِهِ وَكَذَّبْتُمُوهُ
" وَشَهِدَ شَاهِد مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل عَلَى مِثْله " أَيْ وَقَدْ
شَهِدَتْ بِصِدْقِهِ وَصِحَّته الْكُتُبُ الْمُتَقَدِّمَة الْمُنَزَّلَة عَلَى
الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَبْلِي بَشَّرَتْ بِهِ وَأَخْبَرَتْ
بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَ هَذَا الْقُرْآن بِهِ . وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ "
فَآمَنَ" أَيْ هَذَا الَّذِي شَهِدَ بِصِدْقِهِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل
لِمَعْرِفَتِهِ بِحَقِيقَتِهِ " وَاسْتَكْبَرْتُمْ " أَنْتُمْ عَنْ
اِتِّبَاعه وَقَالَ مَسْرُوق فَآمَنَ هَذَا الشَّاهِد بِنَبِيِّهِ وَكِتَابه
وَكَفَرْتُمْ أَنْتُمْ بِنَبِيِّكُمْ وَكِتَابكُمْ " إِنَّ اللَّه لَا
يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ " وَهَذَا الشَّاهِد اِسْم جِنْس يَعُمّ
عَبْد اللَّه بْن سَلَام وَغَيْره فَإِنَّ هَذِهِ الْآيَة مَكِّيَّة نَزَلَتْ قَبْل
إِسْلَام عَبْد اللَّه بْن سَلَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَهَذِهِ كَقَوْلِهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى " وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ
إِنَّهُ الْحَقّ مِنْ رَبّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْله مُسْلِمِينَ"
وَقَالَ " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم مِنْ قَبْله إِذَا يُتْلَى
عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَان رَبّنَا إِنْ
كَانَ وَعْد رَبّنَا لَمَفْعُولًا " قَالَ مَسْرُوق وَالشَّعْبِيّ لَيْسَ
بِعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام هَذِهِ الْآيَة مَكِّيَّة وَإِسْلَام عَبْد اللَّه بْن
سَلَام كَانَ بِالْمَدِينَةِ . رَوَاهُ عَنْهُمَا اِبْن جَرِير وَابْن أَبِي
حَاتِم وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير . وَقَالَ مَالِك عَنْ أَبِي النَّضْر عَنْ
عَامِر بْن سَعْد عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَا سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْه الْأَرْض إِنَّهُ مِنْ
أَهْل الْجَنَّة إِلَّا لِعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ
وَفِيهِ نَزَلَتْ " وَشَهِدَ شَاهِد مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل عَلَى مِثْله
" رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث مَالِك بِهِ .
وَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك
وَقَتَادَة وَعِكْرِمَة وَيُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلَام وَهِلَال بْن يَسَاف
وَالسُّدِّيّ وَالثَّوْرِيّ وَمَالِك بْن أَنَس وَابْن زَيْد أَنَّهُمْ كُلّهمْ
قَالُوا : إِنَّهُ عَبْد اللَّه بْن سَلَام .
(وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا
إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ)(الأحقاف 46: 11)
(وَمِنْ
قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا
عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ)(الأحقاف 46: 12)
(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا
تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ
بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ) (البقرة 2: 145)
-
أهل الكتاب يشتْمون اللّه
يجسّدُ
قول الرسول محمد - صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ - في يوم عاشوراء: "
نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى فَصُومُوهُ " حال أتباع الموحدين المؤمنين بالرّسل
جميعاً. كما تجسّده الآية الكريمة: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
(البقرة 2 : 285).
وفِي فَضْل هَذه
الْآيَة والّتي تليها قَالَ الْبُخَارِيّ: عَنْ اِبْن مَسْعُود عَنْ النَّبِيّ -
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ - مِنْ
آخِر سُورَة الْبَقَرَة - فِي لَيْلَة كَفَتَاهُ ".
فَالْمُؤْمِنُونَ
يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّه وَاحِد أَحَد فَرْد صَمَد لَا إِلَه غَيْره وَلَا رَبّ
سِوَاهُ وَيُصَدِّقُونَ بِجَمِيعِ الْأَنْبِيَاء وَالرُّسُل وَالْكُتُب
الْمُنَزَّلَة مِنْ السَّمَاء عَلَى عِبَاد اللَّه الْمُرْسَلِينَ وَالْأَنْبِيَاء
لَا يُفَرِّقُونَ بَيْن أَحَد مِنْهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ وَيَكْفُرُونَ
بِبَعْضٍ. بَلْ الْجَمِيع عِنْدهمْ
صَادِقُونَ بَارُّونَ رَاشِدُونَ مَهْدِيُّونَ هَادُونَ إِلَى سَبِيل الْخَيْر،
وَإِنْ كَانَ بَعْضهمْ يَنْسَخ شَرِيعَة بَعْض بِإِذْنِ اللَّه حَتَّى نُسِخَ
الْجَمِيع بِشَرْعِ مُحَمَّد - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاتَم
الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسَلِينَ الَّذِي تَقُوم السَّاعَة عَلَى شَرِيعَته وَلَا
تَزَال طَائِفَة مِنْ أُمَّته عَلَى الْحَقّ ظَاهِرِينَ .
أمّا
الكافرون حقّاً فهم الّذين يقابلون نعم اللّه بالكفر والشّرك. هم أحفاد الّذين عبدوا العجل بعد أن أنجاهم
الله. هم أعداء الرّسل الّذين يتعرّضون
لهم بالاستهزاء والسخرية والتكذيب. يا
محمد إنّهم بآيات الله يجحدون (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ
لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ
الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ
كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى
أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ
نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ) (الأنعام 6 : 33-34).
هَذِهِ تَسْلِيَة
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعْزِيَة لَهُ فِيمَنْ كَذَّبَهُ
، وَأَمْر لَهُ بِالصَّبْرِ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْم مِنْ الرُّسُل وَوَعْد
لَهُ بِالنَّصْرِ كَمَا نُصِرُوا وَبِالظَّفَرِ حَتَّى كَانَتْ لَهُمْ الْعَاقِبَة
بَعْدَمَا نَالَهُمْ مِنْ التَّكْذِيب مِنْ قَوْمهمْ وَالْأَذَى الْبَلِيغ ثُمَّ
جَاءَهُمْ النَّصْر فِي الدُّنْيَا كَمَا لَهُمْ النَّصْر فِي الْآخِرَة وَلِهَذَا
قَالَ " وَلَا مُبَدِّل لِكَلِمَاتِ اللَّه " أَيْ الَّتِي كَتَبَهَا
بِالنَّصْرِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا قَالَ
" وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ
لَهُمْ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدنَا لَهُمْ الْغَالِبُونَ " وَقَالَ
تَعَالَى " كَتَبَ اللَّه لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّه قَوِيّ
عَزِيز.
يا محمد (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ
بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)، إن يشتموك فقد شتموا اللّه من قبل،
ويَجْعَلُونَ له وَلَدًا وَهُوَ خالقهم! هم الملعونين
الّذين يعيثون في الأرض فساداً:
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ
مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ
مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا
أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا
نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة 5-64)
يُخْبِر تَعَالَى
عَنْ الْيَهُود عَلَيْهِمْ لَعَائِن اللَّه الْمُتَتَابِعَة إِلَى يَوْم
الْقِيَامَة بِأَنَّهُمْ وَصَفُوهُ تَعَالَى عَنْ قَوْلهمْ عُلُوًّا كَبِيرًا
بِأَنَّهُ بَخِيل. كَمَا وَصَفُوهُ بِأَنَّهُ فَقِير وَهُمْ أَغْنِيَاء،
وَعَبَّرُوا عَنْ الْبُخْل بِأَنْ قَالُوا " يَد اللَّه مَغْلُولَة
". قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الطِّهْرَانِيّ حَدَّثَنَا حَفْص بْن عُمَر
الْعَدَنِيّ حَدَّثَنَا الْحَكَم بْن أَبَان عَنْ عِكْرِمَة قَالَ : قَالَ اِبْن
عَبَّاس : مَغْلُولَة أَيْ بَخِيلَة وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة : عَنْ
اِبْن عَبَّاس قَوْله وَقَالَتْ الْيَهُود يَد اللَّه مَغْلُولَة قَالَ لَا
يَعْنُونَ بِذَلِكَ أَنَّ يَد اللَّه مُوثَقَة، وَلَكِنْ يَقُولُونَ بَخِيل
يَعْنِي أَمْسَكَ مَا عِنْده بُخْلًا، تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ عُلُوًّا
كَبِيرًا. وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مُجَاهِد
وَعِكْرِمَة وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَالضَّحَّاك. وَقَرَأَ " وَلَا تَجْعَل يَدك مَغْلُولَة
إِلَى عُنُقك وَلَا تَبْسُطهَا كُلَّ الْبَسْط فَتَقْعُد مَلُومًا مَحْسُورًا
" يَعْنِي أَنَّهُ يَنْهَى عَنْ الْبُخْل وَعَنْ التَّبْذِير وَهُوَ زِيَادَة
الْإِنْفَاق فِي غَيْر مَحَلّه. وَعَبَّرَ عَنْ الْبُخْل بِقَوْلِهِ " وَلَا
تَجْعَل يَدك مَغْلُولَة إِلَى عُنُقك ".
وَهَذَا هُوَ الَّذِي أَرَادَ هَؤُلَاءِ الْيَهُود عَلَيْهِمْ لَعَائِن
اللَّه. وَقَدْ قَالَ عِكْرِمَة إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي فِنْحَاص الْيَهُودِيّ
عَلَيْهِ لَعْنَة اللَّه، وهو الَّذِي قَالَ إِنَّ اللَّه فَقِير وَنَحْنُ
أَغْنِيَاء، فَضَرَبَهُ أَبُو بَكْر الصِّدِّيق - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -. وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد عَنْ سَعِيد أَوْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ
: قَالَ رَجُل مِنْ الْيَهُود يُقَال : لَهُ شَاس بْن قَيْس إِنَّ رَبّك بَخِيل
لَا يُنْفِق فَأَنْزَلَ اللَّه وَقَالَتْ الْيَهُود : " يَد اللَّه
مَغْلُولَة غُلَّتْ أَيْدِيهمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ
مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِق كَيْف يَشَاء ".
وَقَدْ رَدَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ مَا قَالُوهُ وَقَابَلَهُمْ
فِيمَا اِخْتَلَقُوهُ وَافْتَرَوْهُ وَائْتَفَكُوهُ فَقَالَ" غُلَّتْ
أَيْدِيهمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ".
وَهَكَذَا وَقَعَ لَهُمْ فَإِنَّ عِنْدهمْ مِنْ الْبُخْل وَالْحَسَد
وَالْجُبْن وَالذِّلَّة أَمْرًا عَظِيمًا كَمَا قَالَ تَعَالَى " أَمْ لَهُمْ
نَصِيب مِنْ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا أَمْ يَحْسُدُونَ
النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّه مِنْ فَضْله " الْآيَة، وَقَالَ تَعَالَى
" ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّة " الْآيَة، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى
" بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِق كَيْف يَشَاء "، أَيْ بَلْ هُوَ
الْوَاهِب الْفَضْل الْجَزِيل الْعَطَاء الَّذِي مَا مِنْ شَيْء إِلَّا عِنْده
خَزَائِنه، وَهُوَ الَّذِي مَا بِخَلْقِهِ مِنْ نِعْمَة فَمِنْهُ وَهُوَ لَا
شَرِيك لَهُ الَّذِي خَلَقَ لَنَا كُلّ شَيْء مِمَّا نَحْتَاج إِلَيْهِ فِي
لَيْلنَا وَنَهَارنَا وَحَضَرِنَا وَسَفَرنَا وَفِي جَمِيع أَحْوَالنَا كَمَا
قَالَ " وَآتَاكُمْ مِنْ كُلّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه
لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَان لَظَلُومٌ كَفَّار" وَالْآيَات فِي هَذَا
كَثِيرَة وَقَدْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق
حَدَّثَنَا عُمَر عَنْ هَمَّام بْن مُنَبِّه قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو
هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
" إِنَّ يَمِين اللَّه مَلْأَى لَا يَغِيضهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض
فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينه قَالَ وَعَرْشه عَلَى الْمَاء وَفِي يَده
الْأُخْرَى الْفَيْض يَرْفَع وَيَخْفِض وَقَالَ يَقُول اللَّه تَعَالَى أَنْفِقْ
أُنْفِق عَلَيْك " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ الْبُخَارِيّ فِي
التَّوْحِيد عَنْ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ وَمُسْلِم فِيهِ عَنْ مُحَمَّد بْن
رَافِع كِلَاهُمَا عَنْ عَبْد الرَّزَّاق بِهِ وَقَوْله تَعَالَى "
وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْك مِنْ رَبّك طُغْيَانًا
وَكُفْرًا " أَيْ يَكُون مَا أَتَاك اللَّه يَا مُحَمَّد مِنْ النِّعْمَة
نِقْمَةً فِي حَقّ أَعْدَائِك مِنْ الْيَهُود وَأَشْبَاههمْ فَكَمَا يَزْدَاد بِهِ
الْمُؤْمِنُونَ تَصْدِيقًا وَعَمَلًا صَالِحًا وَعِلْمًا نَافِعًا يَزْدَاد بِهِ
الْكَافِرُونَ الْحَاسِدُونَ لَك وَلِأُمَّتِك طُغْيَانًا وَهُوَ الْمُبَالَغَة
وَالْمُجَاوَزَة لِلْحَدِّ فِي الْأَشْيَاء وَكُفْرًا أَيْ تَكْذِيبًا كَمَا قَالَ
تَعَالَى " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَاَلَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ فِي آذَانهمْ وَقْر وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ
مِنْ مَكَان بَعِيد " وَقَالَ تَعَالَى " وَنُنَزِّل مِنْ الْقُرْآن مَا
هُوَ شِفَاء وَرَحْمَة لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيد الظَّالِمِينَ إِلَّا
خَسَارًا " وَقَوْله تَعَالَى " وَأَلْقَيْنَا بَيْنهمْ الْعَدَاوَة
وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْم الْقِيَامَة " يَعْنِي أَنَّهُ لَا تَجْتَمِع
قُلُوبهمْ بَلْ الْعَدَاوَة وَاقِعَة بَيْن فِرَقهمْ بَعْضهمْ فِي بَعْض دَائِمًا
لِأَنَّهُمْ لَا يَجْتَمِعُونَ عَلَى حَقّ وَقَدْ خَالَفُوك وَكَذَّبُوك وَقَالَ
إِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ " وَأَلْقَيْنَا بَيْنهمْ الْعَدَاوَة وَالْبَغْضَاء
" قَالَ الْخُصُومَات وَالْجِدَال فِي الدِّين رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم
وَقَوْله كُلَّمَا " أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّه "
أَيْ كُلَّمَا عَقَدُوا أَسْبَابًا يَكِيدُونَك بِهَا وَكُلَّمَا أَبْرَمُوا
أُمُورًا يُحَارِبُونَك بِهَا أَبْطَلَهَا اللَّه وَرَدَّ كَيْدهمْ عَلَيْهِمْ
وَحَاقَ مَكْرُهُمْ السَّيِّئ بِهِمْ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْض فَسَادًا"
وَاَللَّه لَا يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ " أَيْ مِنْ سَجِيَّتهمْ أَنَّهُمْ
أَئِمَّة يَسْعَوْنَ فِي الْإِفْسَاد فِي الْأَرْض وَاَللَّه لَا يُحِبّ مَنْ
هَذِهِ صِفَته .
المشركون
الضّالوّن هم الّذين يشتْمون اللّه، ويَجْعَلُونَ له
وَلَدًا وَهُوَ يَرْزُقهُمْ وَيُعَافِيهِمْ !
(وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) (البقرة 2: 116)
اِشْتَمَلَتْ هَذِهِ
الْآيَة الْكَرِيمَة وَاَلَّتِي تَلِيهَا عَلَى الرَّدّ عَلَى النَّصَارَى
عَلَيْهِمْ لَعَائِن اللَّه وَكَذَا مَنْ أَشْبَهَهُمْ مِنْ الْيَهُود وَمِنْ
مُشْرِكِي الْعَرَب مِمَّنْ جَعَلَ الْمَلَائِكَة بَنَات اللَّه . فَقَالَ تَعَالَى " سُبْحَانه " أَيْ
تَعَالَى وَتَقَدَّسَ وَتَنَزَّهَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا " بَلْ لَهُ
مَا فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض" أَيْ لَيْسَ الْأَمْر كَمَا اِفْتَرَوْا
وَإِنَّمَا لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَنْ فِيهِنَّ وَهُوَ
الْمُتَصَرِّفُ فِيهِمْ وَهُوَ خَالِقُهُمْ وَرَازِقُهُمْ وَمُقَدِّرُهُمْ
وَمُسَخِّرُهُمْ وَمُسَيِّرُهُمْ وَمُصَرِّفُهُمْ كَمَا يَشَاء . وَالْجَمِيعُ
عَبِيدٌ لَهُ وَمِلْكٌ لَهُ فَكَيْف يَكُون لَهُ وَلَد مِنْهُمْ وَالْوَلَد
إِنَّمَا يَكُون مُتَوَلِّدًا مِنْ شَيْئَيْنِ مُتَنَاسِبَيْنِ وَهُوَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ وَلَا مُشَارِك فِي عَظَمَته وَكِبْرِيَائِهِ
وَلَا صَاحِبَة لَهُ فَكَيْف يَكُون لَهُ وَلَد ؟ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
(بَدِيعُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ
صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
* ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)
(الأنعام 6 : 101-102).
بَدِيع السَّمَوَات
وَالْأَرْض " أَيْ مُبْدِعهمَا وَخَالِقهمَا وَمُنْشِئُهُمَا وَمُحَدِّثهمَا
عَلَى غَيْر مِثَال سَبَقَ كَمَا قَالَ مُجَاهِد وَالسُّدِّيّ. كَيْفَ يَكُون لَهُ وَلَد؛ وَالْوَلَد إِنَّمَا
يَكُون مُتَوَلِّدًا بَيْن شَيْئَيْنِ مُتَنَاسِبَيْنِ وَاَللَّه تَعَالَى لَا
يُنَاسِبهُ وَلَا يُشَابِههُ شَيْء مِنْ خَلْقه لِأَنَّهُ خَالِق كُلّ شَيْء فَلَا
صَاحِبَة لَهُ وَلَا وَلَد. فَبَيَّنَ
تَعَالَى أَنَّهُ الَّذِي خَلَقَ كُلّ شَيْء وَأَنَّهُ بِكُلِّ شَيْء عَلِيم
فَكَيْفَ يَكُون لَهُ صَاحِبَة مِنْ خَلْقه تُنَاسِبهُ وَهُوَ الَّذِي لَا نَظِير
لَهُ فَأَنَّى يَكُون لَهُ وَلَد " تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا
كَبِيرًا ".
ولَمَّا قَرَّرَ
تَعَالَى فِي سورَة مريم عُبُودِيَّة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَذَكَرَ خَلْقه
مِنْ مَرْيَم بِلَا أَب شَرَعَ فِي مَقَام الْإِنْكَار عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ
لَهُ وَلَدًا تَعَالَى وَتَقَدَّسَ وَتَنَزَّهَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا
فَقَالَ تعالى:
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا
* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ
الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ
دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي
لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا *
لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيه يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَرْدًا) (مريم 19 : 88-95).
" شَيْئًا
إِدًّا " قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَمَالِك أَيْ
عَظِيمًا. فلا يَصْلُح لَهُ الولد وَلَا يَلِيق
بِهِ لِجَلَالِهِ وَعَظَمَته لِأَنَّهُ لَا كُفْء لَهُ مِنْ خَلْقه وجَمِيع
الْخَلَائِق عَبِيد لَهُ . كما
قَالَ تَعَالَى" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ". فَقَرَّرَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَات
الْكَرِيمَة أَنَّهُ السَّيِّد الْعَظِيم الَّذِي لَا نَظِير لَهُ وَلَا شَبِيه
لَهُ وَأَنَّ جَمِيع الْأَشْيَاء مَخْلُوقَة لَهُ مَرْبُوبَة فَكَيْف يَكُون لَهُ
مِنْهَا وَلَد؟
وفِي تَفْسِير
الْآيَة (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ
بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ)
(البقرة 2: 116)، قَالَ الْبُخَارِيّ: عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " قَالَ اللَّه تَعَالَى كَذَّبَنِي اِبْنُ
آدَم وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ فَأَمَّا
تَكْذِيبه إِيَّايَ فَيَزْعُم أَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ
وَأَمَّا شَتْمه إِيَّايَ فَقَوْله إِنَّ لِي وَلَدًا فَسُبْحَانِي أَنْ اِتَّخَذَ
صَاحِبَة أَوْ وَلَدًا ". وَفِي
الصَّحِيحَيْنِ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قَالَ " لَا أَحَد أَصْبَر عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ اللَّه إِنَّهُمْ
يَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا وَهُوَ يَرْزُقهُمْ وَيُعَافِيهِمْ" .
وَقَالَتِ
الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ
اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
(التوبة 9-30)
وَهَذَا إِغْرَاء
مِنْ اللَّه تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى قِتَال الْكُفَّار مِنْ الْيَهُود
وَالنَّصَارَى لِمَقَالَتِهِمْ هَذِهِ الْمَقَالَة الشَّنِيعَة وَالْفِرْيَة عَلَى
اللَّه تَعَالَى فَأَمَّا الْيَهُود فَقَالُوا فِي الْعُزَيْر إنَّهُ اِبْن اللَّه
تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا .
وَلِهَذَا كَذَّبَ اللَّه سُبْحَانه الطَّائِفَتَيْنِ فَقَالَ "
ذَلِكَ قَوْلهمْ بِأَفْوَاهِهِمْ " أَيْ لَا مُسْتَنَد لَهُمْ فِيمَا
اِدَّعَوْهُ سِوَى اِفْتِرَائِهِمْ وَاخْتِلَافهمْ " يُضَاهِئُونَ "
أَيْ يُشَابِهُونَ " قَوْل الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْل " أَيْ مِنْ
قَبْلهمْ مِنْ الْأُمَم ضَلُّوا كَمَا ضَلَّ هَؤُلَاءِ " قَاتَلَهُمْ اللَّه
" وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : لَعَنَهُمْ اللَّه " أَنَّى يُؤْفَكُونَ
" أَيْ كَيْف يَضِلُّونَ عَنْ الْحَقّ وَهُوَ ظَاهِر وَيَعْدِلُونَ إِلَى
الْبَاطِل ؟ .
اتَّخَذُوا
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(التوبة 9-31)
رَوَى الْإِمَام
أَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن جَرِير مِنْ طُرُق عَنْ عَدِيّ بْن حَاتِم رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَتْهُ دَعْوَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّ إِلَى الشَّام وَكَانَ قَدْ تَنَصَّرَ فِي
الْجَاهِلِيَّة فَأُسِرَتْ أُخْته وَجَمَاعَة مِنْ قَوْمه ثُمَّ مَنَّ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُخْته وَأَعْتَقَهَا فَرَجَعَتْ
إِلَى أَخِيهَا فَرَغَّبَتْهُ فِي الْإِسْلَام وَفِي الْقُدُوم عَلَى رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَقَدَّمَ عَدِيّ إِلَى الْمَدِينَة
وَكَانَ رَئِيسًا فِي قَوْمه طَيْئ وَأَبُوهُ حَاتِم الطَّائِيّ الْمَشْهُور
بِالْكَرْمِ فَتَحَدَّثَ النَّاس بِقُدُومِهِ فَدَخَلَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ وَفِي عُنُق عَدِيّ صَلِيب مِنْ فِضَّة وَهُوَ
يَقْرَأ هَذِهِ الْآيَة " اِتَّخَذُوا أَحْبَارهمْ وَرُهْبَانهمْ أَرْبَابًا
مِنْ دُون اللَّه " قَالَ : فَقُلْت إِنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوهُمْ فَقَالَ
" بَلَى إِنَّهُمْ حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ الْحَلَال وَأَحَلُّوا لَهُمْ
الْحَرَام فَاتَّبَعُوهُمْ فَذَلِكَ عِبَادَتهمْ إِيَّاهُمْ " وَقَالَ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا عَدِيّ مَا تَقُول ؟
أَيَضُرُّك أَنْ يُقَال اللَّه أَكْبَر ؟ فَهَلْ تَعْلَم شَيْئًا أَكْبَر مِنْ
اللَّه ؟ مَا يَضُرّك أَيَضُرُّك أَنْ يُقَال لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فَهَلْ
تَعْلَم إِلَهًا غَيْر اللَّه ؟ ثُمَّ دَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَام فَأَسْلَمَ
وَشَهِدَ شَهَادَة الْحَقّ قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْت وَجْهه اِسْتَبْشَرَ ثُمَّ
قَالَ " إِنَّ الْيَهُود مَغْضُوب عَلَيْهِمْ وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ "
وَهَكَذَا قَالَ حُذَيْفَة بْن الْيَمَان وَعَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَغَيْرهمَا
فِي تَفْسِير " اِتَّخَذُوا أَحْبَارهمْ وَرُهْبَانهمْ أَرْبَابًا مِنْ دُون
اللَّه " إنَّهُمْ اِتَّبَعُوهُمْ فِيمَا حَلَّلُوا وَحَرَّمُوا وَقَالَ
السُّدِّيّ اِسْتَنْصَحُوا الرِّجَال وَنَبَذُوا كِتَاب اللَّه وَرَاء ظُهُورهمْ
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا
وَاحِدًا " أَيْ الَّذِي إِذَا حَرَّمَ الشَّيْء فَهُوَ الْحَرَام وَمَا
حَلَّلَهُ فَهُوَ الْحَلَال وَمَا شَرَعَهُ اُتُّبِعَ وَمَا حَكَمَ بِهِ نَفَذَ
" لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَلَا رَبّ سِوَاهُ .
يَا أيّها
النّاس مَا تَقُولون؟ أَيَضُرُّكم أَنْ يُقَال اللَّه أَكْبَر؟ فَهَلْ تَعْلَموا
شَيْئًا أَكْبَر مِنْ اللَّه؟ مَا يَضُرّكم أَيَضُرُّكم أَنْ يُقَال لَا إِلَه
إِلَّا اللَّه فَهَلْ تَعْلَموا إِلَهًا غَيْر اللَّه؟
الخير
كلُّ الخير لأتباعك يا محمّد، لأتباعك الّذين لا يفرّقون بين رسل الله، ويؤمنون
بهم وبصدقهم جميعا. والويل كلُّ الويل
للمشركين المكذبين برسالتك:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ
وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّمًا
لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ
يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنْذِرَ
الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَا
لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا * فَلَعَلَّكَ
بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ
أَسَفًا * إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ
زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا)
(الكهف : 1-8)
(وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ
مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا) أَيْ وَإِنَّا لَمُصَيِّرُوهَا بَعْد
الزِّينَة إِلَى الْخَرَاب وَالدَّمَار فَنَجْعَل كُلّ شَيْء عَلَيْهَا هَالِكًا
صَعِيدًا جُرُزًا لَا يُنْبِت وَلَا يُنْتَفَع بِهِ، كقوله تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ
مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ
وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا
أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ
نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَاللَّهُ
يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
(يونس 10 : 24-25).
لَمَّا ذَكَرَ
تَعَالَى الدُّنْيَا وَسُرْعَة زَوَالهَا رَغَّبَ فِي الْجَنَّة وَدَعَا إِلَيْهَا
وَسَمَّاهَا دَار السَّلَام أَيْ مِنْ الْآفَات وَالنَّقَائِص وَالنَّكَبَات
فَقَالَ " وَاَللَّه يَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء
إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم " . عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلِّي اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ " إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنَّ جِبْرِيل
عِنْد رَأْسِي وَمِيكَائِيل عِنْد رِجْلِي يَقُول أَحَدهمَا لِصَاحِبِهِ اِضْرِبْ
لَهُ مَثَلًا فَقَالَ : اِسْمَعْ سَمِعَتْ أُذُنك وَاعْقِلْ عَقَلَ قَلْبك
إِنَّمَا مَثَلك وَمَثَل أُمَّتك كَمَثَلِ مَلِك اِتَّخَذَ دَارًا ثُمَّ بَنَى
فِيهَا بَيْتًا ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَة ثُمَّ بَعَثَ رَسُولًا يَدْعُو
النَّاس إِلَى طَعَامه فَمِنْهُمْ مَنْ أَجَابَ الرَّسُول وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَهُ
فَاَللَّه الْمَلِك وَالدَّار الْإِسْلَام وَالْبَيْت الْجَنَّة وَأَنْتَ يَا
مُحَمَّد الرَّسُول فَمَنْ أَجَابَك دَخَلَ الْإِسْلَام وَمَنْ دَخَلَ الْإِسْلَام
دَخَلَ الْجَنَّة وَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّة أَكَلَ مِنْهَا " رَوَاهُ اِبْن
جَرِير.
-
دعاة الضّلال والزّور والكذب على الله
)فَوَيْلٌ
لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا
كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)
(البقرة 2: 79)
وَقَوْله تَعَالَى
" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ
يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْد اللَّه لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا "
الْآيَة . هَؤُلَاءِ صِنْف آخَر مِنْ الْيَهُود وَهُمْ الدُّعَاة إِلَى الضَّلَال
بِالزُّورِ وَالْكَذِب عَلَى اللَّه وَأَكْل أَمْوَال النَّاس بِالْبَاطِلِ
وَالْوَيْل وَالْهَلَاك وَالدَّمَار وَهِيَ كَلِمَة مَشْهُورَة فِي اللُّغَة :
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ زِيَاد بْن فَيَّاض سَمِعَ أَبَا عِيَاض يَقُول
: وَيْل صَدِيد فِي أَصْل جَهَنَّم. وَقَالَ عَطَاء بْن يَسَار : الْوَيْل وَادٍ
فِي جَهَنَّم لَوْ سُيِّرَتْ فِيهِ الْجِبَال لَمَاعَتْ . وَقَالَ اِبْن أَبِي
حَاتِم حَدَّثَنَا يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب
أَخْبَرَنِي عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ دَرَّاج عَنْ أَبِي الْهَيْثَم عَنْ أَبِي
سَعِيد الْخُدْرِيّ عَنْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ : " وَيْل وَادٍ فِي جَهَنَّم يَهْوِي فِيهِ الْكَافِر أَرْبَعِينَ
خَرِيفًا قَبْل أَنْ يَبْلُغ قَعْره ". قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا
الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد السَّلَام حَدَّثَنَا صَالِح
الْقُشَيْرِيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن جَرِير عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ عَبْد
الْحَمِيد بْن جَعْفَر عَنْ كِنَانَة الْعَدَوِيّ عَنْ عُثْمَان بْن عَفَّان -
رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - عَنْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
" فَوَيْل لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهمْ وَوَيْل لَهُمْ مِمَّا
يَكْسِبُونَ " قَالَ" الْوَيْل جَبَل فِي النَّار " وَهُوَ الَّذِي
أُنْزِلَ فِي الْيَهُود لِأَنَّهُمْ حَرَّفُوا التَّوْرَاة زَادُوا فِيهَا مَا
أَحَبُّوا وَمَحَوْا مِنْهَا مَا يَكْرَهُونَ وَمَحَوْا اِسْم مُحَمَّد - صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ التَّوْرَاة وَلِذَلِكَ غَضِبَ اللَّه
عَلَيْهِمْ فَرَفَعَ بَعْض التَّوْرَاة فَقَالَ تَعَالَى " فَوَيْل لَهُمْ
مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهمْ وَوَيْل لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ " وَهَذَا
غَرِيب أَيْضًا جِدًّا وَعَنْ اِبْن عَبَّاس الْوَيْل الْمَشَقَّة مِنْ الْعَذَاب
وَقَالَ : الْخَلِيل بْن أَحْمَد الْوَيْل شِدَّة الشَّرّ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ
وَيْل لِمَنْ وَقَعَ فِي الْهَلَكَة وَوَيْح لِمَنْ أَشْرَفَ عَلَيْهَا وَقَالَ
الْأَصْمَعِيّ الْوَيْل تَفَجُّع وَالْوَيْل تَرَحُّم وَقَالَ غَيْره : الْوَيْل
الْحُزْن وَقَالَ الْخَلِيل وَفِي مَعْنَى وَيْل وَيْح وَوَيْش وَوَيْه وَوَيْك
وَوَيْب وَمِنْهُمْ مَنْ فَرَّقَ بَيْنهَا وَقَالَ بَعْض النُّحَاة إِنَّمَا جَازَ
الِابْتِدَاء بِهَا وَهِيَ نَكِرَةٌ لِأَنَّ فِيهَا مَعْنَى الدُّعَاء وَمِنْهُمْ
مَنْ جَوَّزَ نَصْبهَا بِمَعْنَى أَلْزَمَهُمْ وَيْلًا " قُلْت " لَكِنْ
لَمْ يَقْرَأ بِذَلِكَ أَحَد وَعَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه
عَنْهُمَا" فَوَيْل لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَاب بِأَيْدِيهِمْ "
قَالَ هُمْ أَحْبَار الْيَهُود وَكَذَا قَالَ سَعِيد عَنْ قَتَادَة هُمْ الْيَهُود
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلْقَمَة سَأَلْت اِبْن
عَبَّاس - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - عَنْ قَوْله تَعَالَى فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
يَكْتُبُونَ الْكِتَاب بِأَيْدِيهِمْ قَالَ : نَزَلَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ وَأَهْل
الْكِتَاب وَقَالَ : السُّدِّيّ كَانَ نَاس مِنْ الْيَهُود كَتَبُوا كِتَابًا مِنْ
عِنْدهمْ يَبِيعُونَهُ مِنْ الْعَرَب وَيُحَدِّثُونَهُمْ أَنَّهُ مِنْ عِنْد
اللَّه فَيَأْخُذُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا وَقَالَ الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي
عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ : يَا مَعْشَر
الْمُسْلِمِينَ كَيْف تَسْأَلُونَ أَهْل الْكِتَاب عَنْ شَيْء وَكِتَاب اللَّه
الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيّه أَحْدَث أَخْبَار اللَّه تَقْرَءُونَهُ غَضًّا
لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ أَهْل الْكِتَاب قَدْ
بَدَّلُوا كِتَاب اللَّه وَغَيَّرُوهُ وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَاب
وَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْد اللَّه لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أَفَلَا
يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْم عَنْ مُسَاءَلَتهمْ وَلَا وَاَللَّه مَا
رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدًا قَطُّ سَأَلَكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ
رَوَاهُ الْبُخَارِيّ مِنْ طُرُق عَنْ الزُّهْرِيّ وَقَالَ الْحَسَن بْن أَبِي
الْحَسَن الْبَصْرِيّ : الثَّمَن الْقَلِيل الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا . وَقَوْله
تَعَالَى " فَوَيْل لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهمْ وَوَيْل لَهُمْ مِمَّا
يَكْسِبُونَ " أَيْ فَوَيْل لَهُمْ مِمَّا كَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنْ
الْكَذِب وَالْبُهْتَان وَالِافْتِرَاء وَوَيْل لَهُمْ مِمَّا أَكَلُوا بِهِ مِنْ
السُّحْت كَمَا قَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا
فَوَيْل لَهُمْ يَقُول فَالْعَذَاب عَلَيْهِمْ مِنْ الَّذِي كَتَبُوا
بِأَيْدِيهِمْ مِنْ ذَلِكَ الْكَذِب وَوَيْل لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ يَقُول
مِمَّا يَأْكُلُونَ بِهِ النَّاس السَّفَلَة وَغَيْرهمْ .
)وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ
أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ
تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
(البقرة 2: 80)
يَقُول تَعَالَى
إِخْبَارًا عَنْ الْيَهُود فِيمَا نَقَلُوهُ وَادَّعَوْهُ لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ
أَنَّهُمْ لَنْ تَمَسّهُمْ النَّار إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة ثُمَّ يَنْجُونَ
مِنْهَا فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى " قُلْ
أَتَّخَذْتُمْ عِنْد اللَّه عَهْدًا " أَيْ بِذَلِكَ فَإِنْ كَانَ قَدْ
وَقَعَ عَهْد فَهُوَ لَا يُخْلِف عَهْده وَلَكِنْ هَذَا مَا جَرَى وَلَا كَانَ
وَلِهَذَا أَتَى بِأَمْ الَّتِي بِمَعْنَى بَلْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه مَا لَا
تَعْلَمُونَ مِنْ الْكَذِب وَالِافْتِرَاء عَلَيْهِ . قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق
بْن سَيْف عَنْ سُلَيْمَان عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ الْيَهُود
كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا سَبْعَة آلَاف سَنَة وَإِنَّمَا
نُعَذَّب بِكُلِّ أَلْف سَنَة يَوْمًا فِي النَّار وَإِنَّمَا هِيَ سَبْعَة
أَيَّام مَعْدُودَة فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا
النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة " إِلَى قَوْله " خَالِدُونَ
" ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّد عَنْ سَعِيد أَوْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن
عَبَّاس بِنَحْوِهِ وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَقَالُوا لَنْ
تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة " الْيَهُود قَالُوا لَنْ
تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَرْبَعِينَ لَيْلَة زَادَ غَيْره وَهِيَ مُدَّة
عِبَادَتهمْ الْعِجْل وَحَكَاهُ الْقُرْطُبِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة
وَقَالَ الضَّحَّاك قَالَ اِبْن عَبَّاس زَعَمَتْ الْيَهُود أَنَّهُمْ وَجَدُوا
فِي التَّوْرَاة مَكْتُوبًا إِنَّ مَا بَيْن طَرَفَيْ جَهَنَّم مَسِيرَة
أَرْبَعِينَ سَنَة إِلَى أَنْ يَنْتَهُوا إِلَى شَجَرَة الزَّقُّوم الَّتِي هِيَ
ثَابِتَة فِي أَصْل الْجَحِيم وَقَالَ أَعْدَاء اللَّه إِنَّمَا نُعَذَّب حَتَّى
نَنْتَهِي إِلَى شَجَرَة الزَّقُّوم فَتَذْهَب جَهَنَّم وَتَهْلَك . فَذَلِكَ
قَوْلُهُ تَعَالَى " وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا
مَعْدُودَة " وَقَالَ : عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة "
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة " يَعْنِي
الْأَيَّام الَّتِي عَبَدْنَا فِيهَا الْعِجْل وَقَالَ عِكْرِمَة خَاصَمَتْ
الْيَهُود رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا لَنْ
نَدْخُل النَّار إِلَّا أَرْبَعِينَ لَيْلَة وَسَيَخْلُفُنَا فِيهَا قَوْم
آخَرُونَ يَعْنُونَ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابه
رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- بِيَدِهِ عَلَى رُءُوسهمْ " بَلْ أَنْتُمْ خَالِدُونَ مُخَلَّدُونَ لَا
يَخْلُفكُمْ فِيهَا أَحَد " فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ "
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة " الْآيَة .
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر بْن مَرْدَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّه حَدَّثَنَا عَبْد
الرَّحْمَن بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن صَخْر حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ حَدَّثَنَا لَيْث بْن سَعْد حَدَّثَنِي سَعِيد
بْن أَبِي سَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَر أُهْدِيَتْ
لِرَسُولِ اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ
فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " اِجْمَعُوا
إِلَيَّ مَنْ كَانَ مِنْ الْيَهُود هَاهُنَا " فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اللَّه
- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " مَنْ أَبُوكُمْ ؟ " قَالُوا
فُلَان قَالَ " كَذَبْتُمْ بَلْ أَبُوكُمْ فُلَان " فَقَالُوا صَدَقْت
وَبَرَرْت ثُمَّ قَالَ لَهُمْ" هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْء إِنْ
سَأَلَتْكُمْ عَنْهُ ؟ " قَالُوا نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِم وَإِنْ
كَذَّبْنَاك عَرَفْت كَذِبنَا كَمَا عَرَفْته فِي أَبِينَا فَقَالَ : لَهُمْ
رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " مَنْ أَهْل النَّار ؟
" فَقَالُوا نَكُون فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا فَقَالَ :
لَهُمْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " اِخْسَئُوا
وَاَللَّه لَا نَخْلُفكُمْ فِيهَا أَبَدًا " ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُول
اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ
عَنْ شَيْء إِنْ سَأَلَتْكُمْ عَنْهُ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا أَبَا
الْقَاسِم قَالَ : " هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاة سُمًّا ؟ "
فَقَالُوا نَعَمْ قَالَ " فَمَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ " فَقَالُوا :
أَرَدْنَا إِنْ كُنْت كَاذِبًا أَنْ نَسْتَرِيح مِنْك وَإِنْ كُنْت نَبِيًّا لَمْ
يَضُرّك وَرَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد وَالْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث
اللَّيْث بْن سَعْد بِنَحْوِهِ .
)بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ
أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
(البقرة 2: 81)
يَقُول تَعَالَى
لَيْسَ الْأَمْر كَمَا تَمَنَّيْتُمْ وَلَا كَمَا تَشْتَهُونَ بَلْ الْأَمْر
أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَة وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَته وَهُوَ مَنْ وَافَى
يَوْم الْقِيَامَة وَلَيْسَتْ لَهُ حَسَنَة بَلْ جَمِيع أَعْمَاله سَيِّئَات
فَهَذَا مِنْ أَهْل النَّار " وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات
" أَيْ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَرَسُوله وَعَمِلُوا الصَّالِحَات مِنْ الْعَمَل
الْمُوَافِق لِلشَّرِيعَةِ فَهُمْ مِنْ أَهْل الْجَنَّة وَهَذَا الْمَقَام شَبِيهٌ
بِقَوْلِهِ تَعَالَى لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيّ أَهْل الْكِتَاب
مَنْ يَعْمَل سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِد لَهُ مِنْ دُون اللَّه وَلِيًّا
وَلَا نَصِيرًا وَمَنْ يَعْمَل مِنْ الصَّالِحَات مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ
مُؤْمِن فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّة وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا "
قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد عَنْ سَعِيد
أَوْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَة " أَيْ
عَمِلَ مِثْل أَعْمَالكُمْ وَكَفَرَ بِمِثْلِ مَا كَفَرْتُمْ بِهِ حَتَّى يُحِيطَ
بِهِ كُفْرُهُ فَمَا لَهُ مِنْ حَسَنَة وَفِي رِوَايَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ
الشِّرْك قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم . وَرُوِيَ عَنْ وَائِل وَأَبِي الْعَالِيَة
وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس نَحْوه
وَقَالَ : الْحَسَن أَيْضًا وَالسُّدِّيّ السَّيِّئَة الْكَبِيرَة مِنْ
الْكَبَائِر . وَقَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ مُجَاهِد" وَأَحَاطَتْ بِهِ
خَطِيئَته " قَالَ بِقَلْبِهِ وَقَالَ : أَبُو هُرَيْرَة وَأَبُو وَائِل
وَعَطَاء وَالْحَسَن " وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَته " قَالُوا أَحَاطَ
بِهِ شِرْكه . وَقَالَ : الْأَعْمَش عَنْ أَبِي رَزِين عَنْ الرَّبِيع بْن خُثَيْم
" وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَته " قَالَ الَّذِي يَمُوت عَلَى خَطَايَاهُ
مِنْ قَبْل أَنْ يَتُوب وَعَنْ السُّدِّيّ وَأَبِي رَزِين نَحْوه وَقَالَ أَبُو
الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَالْحَسَن فِي رِوَايَة عَنْهُمَا وَقَتَادَة وَالرَّبِيع
بْن أَنَس " وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَته " الْمُوجِبَة الْكَبِيرَة
وَكُلّ هَذِهِ الْأَقْوَال مُتَقَارِبَة فِي الْمَعْنَى وَاَللَّه أَعْلَم .
وَيُذْكَر هَاهُنَا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَيْثُ قَالَ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن دَاوُد حَدَّثَنَا عَمْرو بْن قَتَادَة عَنْ عَبْد
رَبّه عَنْ أَبِي عِيَاض عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -
أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :" إِيَّاكُمْ
وَمُحَقَّرَات الذُّنُوب فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُل حَتَّى
يُهْلِكْنَهُ " وَإِنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا كَمَثَلِ قَوْم نَزَلُوا بِأَرْضِ فَلَاة فَحَضَرَ صَنِيعُ
الْقَوْم فَجَعَلَ الرَّجُل يَنْطَلِق فَيَجِيء بِالْعُودِ وَالرَّجُل يَجِيء
بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا وَأَجَّجُوا نَارًا فَأَنْضَجُوا مَا
قَذَفُوا فِيهَا وَقَالَ اِبْن إِسْحَاق حَدَّثَنِي مُحَمَّد عَنْ سَعِيد أَوْ
عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَالَّذِين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات
أُولَئِكَ أَصْحَاب الْجَنَّة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " أَيْ مَنْ آمَنَ
بِمَا كَفَرْتُمْ وَعَمِلَ بِمَا تَرَكْتُمْ مِنْ دِينه فَلَهُمْ الْجَنَّة
خَالِدِينَ فِيهَا يُخْبِرهُمْ أَنَّ الثَّوَاب بِالْخَيْرِ وَالشَّرّ مُقِيمٌ
عَلَى أَهْله أَبَدًا لَا اِنْقِطَاع لَهُ .
)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة 2: 82)
وَقَالَ مُحَمَّد بْن
إِسْحَاق حَدَّثَنِي مُحَمَّد عَنْ سَعِيد أَوْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس
" وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات أُولَئِكَ أَصْحَاب
الْجَنَّة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " أَيْ مَنْ آمَنَ بِمَا كَفَرْتُمْ
وَعَمِلَ بِمَا تَرَكْتُمْ مِنْ دِينه فَلَهُمْ الْجَنَّة خَالِدِينَ فِيهَا
يُخْبِرهُمْ أَنَّ الثَّوَاب بِالْخَيْرِ وَالشَّرّ مُقِيم عَلَى أَهْله أَبَدًا
لَا اِنْقِطَاع لَهُ .
-
بئس خيار الكفر وشتم الرّسل
(قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ
إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * مَنْ
يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ * إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ
اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ
عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) (الزمر 39 : 39-41)
وَقَوْله تَعَالَى
" قُلْ يَا قَوْم اِعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتكُمْ " أَيْ عَلَى
طَرِيقَتكُمْ وَهَذَا تَهْدِيد وَوَعِيد " إِنِّي عَامِل " أَيْ عَلَى
طَرِيقَتِي وَمَنْهَجِي " فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " أَيْ سَتَعْلَمُونَ
غِبّ ذَلِكَ وَوَبَاله . " مَنْ يَأْتِيه عَذَاب يُخْزِيه " أَيْ فِي الدُّنْيَا
" وَيَحِلّ عَلَيْهِ عَذَاب مُقِيم " أَيْ دَائِم وَمُسْتَمِرّ لَا
مَحِيد عَنْهُ وَذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَة أَعَاذَنَا اللَّه مِنْهَا . يَقُول
تَعَالَى مُخَاطِبًا رَسُوله مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْك الْكِتَاب " يَعْنِي الْقُرْآن " لِلنَّاسِ
بِالْحَقِّ " أَيْ لِجَمِيعِ الْخَلْق مِنْ الْإِنْس وَالْجِنّ
لِتُنْذِرَهُمْ بِهِ " فَمَنْ اِهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ " أَيْ فَإِنَّمَا
يَعُود نَفْعُ ذَلِكَ إِلَى نَفْسه " وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ
عَلَيْهَا " أَيْ إِنَّمَا يَرْجِع وَبَالُ ذَلِكَ عَلَى نَفْسه " وَمَا
أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ " أَيْ بِمُوَكَّلٍ أَنْ يَهْتَدُوا "
إِنَّمَا أَنْتَ نَذِير وَاَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء وَكِيل " " إِنَّمَا
عَلَيْك الْبَلَاغ وَعَلَيْنَا الْحِسَاب " .
فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ
أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ)
(الزمر 39: 32-)
يَقُول عَزَّ وَجَلَّ
مُخَاطِبًا لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اِفْتَرَوْا عَلَى اللَّه وَجَعَلُوا مَعَهُ
آلِهَة أُخْرَى وَادَّعَوْا أَنَّ الْمَلَائِكَة بَنَات اللَّه وَجَعَلُوا لِلَّهِ
وَلَدًا تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ عُلُوًّا كَبِيرًا وَمَعَ هَذَا كَذَّبُوا
بِالْحَقِّ إِذْ جَاءَهُمْ عَلَى أَلْسِنَة رُسُل اللَّه صَلَوَات اللَّه
وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَلِهَذَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ " فَمَنْ
أُظْلَم مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّه وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ " أَيْ
لَا أَحَد أَظْلَم مِنْ هَذَا لِأَنَّهُ جَمَعَ بَيْن طَرَفَيْ الْبَاطِل كَذَبَ
عَلَى اللَّه وَكَذَّبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا
الْبَاطِل وَرَدُّوا الْحَقّ وَلِهَذَا قَالَ جَلَّتْ عَظَمَته مُتَوَعِّدًا
لَهُمْ " أَلَيْسَ فِي جَهَنَّم مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ " وَهُمْ
الْجَاحِدُونَ الْمُكَذِّبُونَ .
كُفْرُ الْمُستهزئين بِسيّد المرسلين
التكذيب
بالرسل - صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِم -
(وَإِنْ
يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ)(الحج
22: 42)
(وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ)(الحج
22: 43)
(وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى
فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ)(الحج
22: 44)
يَقُول تَعَالَى
مُسَلِّيًا لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد فِي تَكْذِيب مَنْ خَالَفَهُ مِنْ قَوْمه "
وَإِنْ يُكَذِّبُوك فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلهمْ قَوْم نُوح - إِلَى أَنْ قَالَ -
وَكُذِّبَ مُوسَى "؛ أَيْ مَعَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْآيَات الْبَيِّنَات
وَالدَّلَائِل الْوَاضِحَات. " فَأَمْلَيْت
لِلْكَافِرِينَ " أَيْ أَنْظَرْتهمْ وَأَخَّرْتهمْ " ثُمَّ أَخَذْتهمْ
فَكَيْف كَانَ نَكِير" أَيْ فَكَيْف كَانَ إِنْكَارِي عَلَيْهِمْ
وَمُعَاقَبَتِي لَهُمْ ؟ ! وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّه
عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " إِنَّ
اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتهُ" ثُمَّ
قَرَأَ " وَكَذَلِكَ أَخْذ رَبّك إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَة
إِنَّ أَخْذه أَلِيم شَدِيد " .
(فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا
وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ
وَقَصْرٍ مَشِيدٍ)(الحج 22: 45)
أَيْ كَمْ مِنْ
قَرْيَة أَهْلَكْتهَا وَهِيَ ظَالِمَة " أَيْ مُكَذِّبَة لِرُسُلِهِ "
فَهِيَ خَاوِيَة عَلَى عُرُوشهَا " قَالَ الضَّحَّاك سُقُوفهَا أَيْ قَدْ
خَرِبَتْ مَنَازِلهَا وَتَعَطَّلَتْ حَوَاضِرهَا " وَبِئْر مُعَطَّلَة "
أَيْ لَا يُسْتَقَى مِنْهَا وَيَرِدُهَا أَحَد بَعْد كَثْرَة وَارِدِيهَا
وَالِازْدِحَام عَلَيْهَا " وَقَصْر مَشِيد " قَالَ عِكْرِمَة يَعْنِي
الْمُبَيَّض بِالْجِصِّ وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَمُجَاهِد
وَعَطَاء وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي الْمَلِيح وَالضَّحَّاك نَحْو ذَلِكَ
وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ الْمَنِيف الْمُرْتَفِع وَقَالَ آخَرُونَ الْمَشِيد
الْمَنِيع الْحَصِين وَكُلّ هَذِهِ الْأَقْوَال مُتَقَارِبَة. وَلَا مُنَافَاة
بَيْنهَا فَإِنَّهُ لَمْ يَحْمِ أَهْله شِدَّة بِنَائِهِ وَلَا اِرْتِفَاعه وَلَا
إِحْكَامه وَلَا حَصَانَته عَنْ حُلُول بَأْس اللَّه بِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى
" أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُمْ الْمَوْت وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوج
مُشَيَّدَة " .
(ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ
بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ) (المؤمنون 23 : 45)
يُخْبِر تَعَالَى
أَنَّهُ بَعَثَ رَسُوله مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُون إِلَى فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ
بِالْآيَاتِ وَالْحُجَج الدَّامِغَات وَالْبَرَاهِين الْقَاطِعَات .
(إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا
وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ) (المؤمنون 23 : 46)
وَأَنَّ فِرْعَوْن
وَقَوْمه اِسْتَكْبَرُوا عَنْ اِتِّبَاعهمَا وَالِانْقِيَاد لِأَمْرِهِمَا .
(فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ
مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ) (المؤمنون 23 : 47)
لِكَوْنِهِمَا
بَشَرَيْنِ كَمَا أَنْكَرَتْ الْأُمَم الْمَاضِيَة بَعْثَة الرّسُل مِنْ الْبَشَر
تَشَابَهَتْ قُلُوبهمْ !
(فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ)
(المؤمنون 23 : 48).
فَأَهْلَكَ اللَّه
فِرْعَوْن وَمَلَأَهُ وَأَغْرَقَهُمْ فِي يَوْم وَاحِد أَجْمَعِينَ .
(وَلَقَدْ آتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (المؤمنون 23 : 49)
وَأَنْزَلَ عَلَى
مُوسَى الْكِتَاب وَهُوَ التَّوْرَاة فِيهَا أَحْكَامه وَأَوَامِره وَنَوَاهِيه
وَذَلِكَ بَعْد أَنْ قَصَمَ اللَّه فِرْعَوْن وَالْقِبْط وَأَخَذَهُمْ أَخْذ
عَزِيز.
وَجَعَلْنَا
ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ
وَمَعِينٍ) (المؤمنون 23 : 50)
يَقُول تَعَالَى
مُخْبِرًا عَنْ عَبْده وَرَسُوله عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ الصَّلَاة
وَالسَّلَام أَنَّهُ جَعَلَهُمَا آيَة لِلنَّاسِ أَيْ حُجَّة قَاطِعَة عَلَى
قُدْرَته عَلَى مَا يَشَاء فَإِنَّهُ خَلَقَ آدَم مِنْ غَيْر أَب وَلَا أُمّ
وَخَلَقَ حَوَّاء مِنْ ذَكَر بِلَا أُنْثَى وَخَلَقَ عِيسَى مِنْ أُنْثَى بِلَا
ذَكَر وَخَلَقَ بَقِيَّة النَّاس مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى. " وَآوَيْنَاهُمَا
إِلَى رَبْوَة ذَات قَرَار وَمَعِين " قَالَ الْمَعِين الْمَاء الْجَارِي
وَهُوَ النَّهَر الَّذِي قَالَ اللَّه تَعَالَى " قَدْ جَعَلَ رَبّك تَحْتك
سَرِيًّا ".
صبر
الرّسل على الاستهزاء والإيذاء
(وَمَا لَنَا أَلَّا
نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ
مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ
لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ
الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)
(إبراهيم 14 : 12-14)
ثُمَّ قَالَتْ
الرُّسُل " وَمَا لَنَا أَنْ لَا نَتَوَكَّل عَلَى اللَّه " أَيْ وَمَا
يَمْنَعُنَا مِنْ التَّوَكُّل عَلَيْهِ وَقَدْ هَدَانَا لِأَقْوَمِ الطُّرُق
وَأَوْضَحِهَا وَأَبْيَنِهَا" وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا
" أَيْ مِنْ الْكَلَام السَّيِّئِ وَالْأَفْعَال السَّخِيفَة " وَعَلَى
اللَّه فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ" .
يُخْبِر تَعَالَى
عَمَّا تَوَعَّدَتْ بِهِ الْأُمَم الْكَافِرَة رُسُلَهُمْ مِنْ الْإِخْرَاج مِنْ
أَرْضِهِمْ وَالنَّفْي مِنْ بَيْن أَظْهُرهمْ كَمَا قَالَ قَوْم شُعَيْب لَهُ
وَلِمَنْ آمَنَ بِهِ " لَنُخْرِجَنَّك يَا شُعَيْب وَاَلَّذِينَ آمَنُوا
مَعَك مِنْ قَرْيَتِنَا " الْآيَة وَكَمَا قَالَ قَوْم لُوط "
أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ " الْآيَة ; وَقَالَ تَعَالَى
إِخْبَارًا عَنْ مُشْرِكِي قُرَيْش " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَك مِنْ
الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوك مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَك إِلَّا قَلِيلًا
" وَقَالَ تَعَالَى " وَإِذْ يَمْكُر بِك الَّذِينَ كَفَرُوا
لِيُثْبِتُوك أَوْ يَقْتُلُوك أَوْ يُخْرِجُوك وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُر اللَّه
وَاَللَّه خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " وَكَانَ مِنْ صُنْعه تَعَالَى أَنَّهُ
أَظْهَرَ رَسُوله وَنَصَرَهُ وَجَعَلَ لَهُ بِسَبَبِ خُرُوجه مِنْ مَكَّة
أَنْصَارًا وَأَعْوَانًا وَجُنْدًا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل اللَّه تَعَالَى
وَلَمْ يَزَلْ يُرَقِّيه تَعَالَى مِنْ شَيْء إِلَى شَيْء حَتَّى فَتَحَ لَهُ
مَكَّة الَّتِي أَخْرَجَتْهُ وَمَكَّنَ لَهُ فِيهَا وَأَرْغَمَ أُنُوف أَعْدَائِهِ
مِنْهُمْ وَمِنْ سَائِر أَهْل الْأَرْض حَتَّى دَخَلَ النَّاس فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا
وَظَهَرَتْ كَلِمَة اللَّه وَدِينه عَلَى سَائِر الْأَدْيَان فِي مَشَارِق
الْأَرْض وَمَغَارِبهَا فِي أَيْسَر زَمَان وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى "
فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبّهمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُم
الْأَرْض مِنْ بَعْدِهِمْ " وَكَمَا قَالَ " وَلَقَدْ سَبَقَتْ
كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنْصُورُونَ
وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمْ الْغَالِبُونَ" وَقَالَ تَعَالَى " كَتَبَ
اللَّه لَأَغْلِبَن أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّه قَوِيّ عَزِيز " وَقَالَ
تَعَالَى " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُور مِنْ بَعْد الذِّكْر "
الْآيَة " وَقَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اِسْتَعِينُوا بِاَللَّهِ وَاصْبِرُوا
إِنَّ الْأَرْض لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَاده وَالْعَاقِبَة
لِلْمُتَّقِينَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَأَوْرَثْنَا الْقَوْم الَّذِينَ
كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِق الْأَرْض وَمَغَارِبهَا الَّتِي بَارَكْنَا
فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَة رَبّك الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل بِمَا
صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَع فِرْعَوْن وَقَوْمه وَمَا كَانُوا
يَعْرِشُونَ ." وَقَوْله: " ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ
وَعِيدِ " أَيْ وَعِيدِي. هَذَا لِمَنْ خَافَ مَقَامِي: الوقوف بَيْن يَدَيْ
يَوْم الْقِيَامَة.
التّكذيب
والاستهزاء بمحمد - صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ -
(وَلَقَدِ
اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ
أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ)(الرعد 13 : 32)
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى
بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)(الرعد
13 : 43)
(وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ
عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُون * لَوْ مَا
تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا
إِذًا مُنْظَرِينَ * إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِئُونَ * كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ * وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا
فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ
قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ) (الحجر 15 : 6-15)
يُخْبِر تَعَالَى
عَنْ كُفْرهمْ وَعِنَادهمْ فِي قَوْلهمْ " يَا أَيّهَا الَّذِي نُزِّلَ
عَلَيْهِ الذِّكْر " أَيْ فِي دُعَائِك إِيَّانَا يا محمد إِلَى اِتِّبَاعك
وَتَرْك مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا . يقول الكفرة هَلَّا " تَأْتِينَا
بِالْمَلَائِكَةِ " يَشْهَدُونَ لَك بِصِحَّةِ مَا جِئْت بِهِ كَمَا قَالَ
فِرْعَوْن " فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَة مِنْ ذَهَب أَوْ جَاءَ
مَعَهُ الْمَلَائِكَة مُقْتَرِنِينَ".
الْحَقّ هُوَ الْقُرْآن ، والله سبحانه هو الْحَافِظ لَهُ مِنْ التَّغْيِير
وَالتَّبْدِيل. ويَقُول تَعَالَى
مُسَلِّيًا لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَكْذِيب مَنْ
كَذَّبَهُ مِنْ كُفَّار قُرَيْش إِنَّهُ أَرْسَلَ مَنْ قَبْله مِنْ الْأُمَم
الْمَاضِيَة وَإِنَّهُ مَا أَتَى أُمَّة مِنْ رَسُول
إِلَّا كَذَّبُوهُ وَاسْتَهْزَءُوا بِهِ . ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ
سَلَكَ الشِّرْك والتَّكْذِيب فِي قُلُوب الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ عَانَدُوا
وَاسْتَكْبَرُوا عَنْ اِتِّبَاع الْهُدَى.
لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَقَوْله" قَدْ
خَلَتْ سُنَّة الْأَوَّلِينَ " أَيْ قَدْ عُلِمَ مَا فَعَلَ تَعَالَى بِمَنْ
كَذَّبَ رُسُله مِنْ الْهَلَاك وَالدَّمَار وَكَيْف أَنْجَى اللَّه الْأَنْبِيَاء
وَأَتْبَاعهمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة .
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ قُوَّة كُفْرهمْ وَعِنَادهمْ وَمُكَابَرَتهمْ
لِلْحَقِّ أَنَّهُ لَوْ فَتَحَ لَهُمْ بَابًا مِنْ السَّمَاء فَجَعَلُوا
يَصْعَدُونَ فِيهِ لَمَّا صَدَّقُوا بِذَلِكَ .
بَلْ قَالُوا " إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارنَا " قَالَ مُجَاهِد
وَابْن كَثِير وَالضَّحَّاك سُدَّتْ أَبْصَارنَا وَقَالَ قَتَادَة عَنْ اِبْن
عَبَّاس أُخِذَتْ أَبْصَارنَا وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس شُبِّهَ
عَلَيْنَا وَإِنَّمَا سُحِرْنَا وَقَالَ الْكَلْبِيّ عَمِيَتْ أَبْصَارنَا وَقَالَ
اِبْن زَيْد " سَكِرَتْ أَبْصَارنَا " السَّكْرَان الَّذِي لَا يَعْقِل
. وفي هذه الآية لفتة إلى ظلمة الكون التي
يبدأ الإنسان يعيشها مجرّد خروجه من الغلاف الغازي للأرض.
أيها
الناس، أيها المستهزئون، كما أنّ للرسل أتباعا، فإِنَّهُ مَا أَتَى أُمَّة مِنْ
رَسُول إِلَّا كَذَّبُوهُ وَاسْتَهْزَءُوا بِهِ . ننصحكم اليوم أن تكونوا مع المؤمنين بالرّسل،
لا مع الهالكين المستهزئين. ننصحكم أن
تطهروا قلوبكم من الشِّرْك باللّه ومن التكذيب برسل اللّه. نذكركم اليوم عاقبة الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ
عَانَدُوا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْ اِتِّبَاع الْهُدَى. فقدْ حاق الْهَلَاك وَالدَّمَار بِمَنْ كَذَّبَ
رُسُل اللّه، وأَنْجَى اللَّه الْأَنْبِيَاء وَأَتْبَاعهمْ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَة .
هلك المستهزؤن بمحمد - صَلَوَات
اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ -
(قُلْ
إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا
يُنْذَرُونَ) (الأنبياء 21 : 45)
(وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ
يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ
بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ ) (الأنبياء
21 : 36)
" إِنْ
يَتَّخِذُونَك إِلَّا هُزُوًا " أَيْ يَسْتَهْزِئُونَ بِك وَيَنْتَقِصُونَك
يَقُولُونَ" أَهَذَا الَّذِي يَذْكُر آلِهَتكُمْ " يَعْنُونَ أَهَذَا
الَّذِي يَسُبّ آلِهَتكُمْ وَيُسَفِّه أَحْلَامكُمْ قَالَ تَعَالَى " وَهُمْ
بِذِكْرِ الرَّحْمَن هُمْ كَافِرُونَ " أَيْ وَهُمْ كَافِرُونَ بِاَللَّهِ
وَمَعَ هَذَا يَسْتَهْزِئُونَ بِرَسُولِ اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - كَمَا قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " وَإِذَا
رَأَوْك إِنْ يَتَّخِذُونَك إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّه
رَسُولًا إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتنَا لَوْلَا أَنْ صَبْرنَا عَلَيْهَا
وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِين يَرَوْنَ الْعَذَاب مَنْ أَضَلّ سَبِيلًا "
.
(خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ
آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) (الأنبياء 21 : 37)
وَالْحِكْمَة فِي
ذِكْر عَجَلَة الْإِنْسَان هَهُنَا أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
بِالرَّسُولِ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَقَعَ فِي النُّفُوس سُرْعَة
الِانْتِقَام مِنْهُمْ وَاسْتَعْجَلَتْ ذَلِكَ فَقَالَ اللَّه تَعَالَى خُلِقَ
الْإِنْسَان مِنْ عَجَل لِأَنَّهُ تَعَالَى يُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا
أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتهُ يُؤَجِّل ثُمَّ يُعَجِّل وَيَنْظُر ثُمَّ لَا يُؤَخِّر
وَلِهَذَا قَالَ " سَأُرِيكُمْ آيَاتِي" أَيْ نِقَمِي وَحُكْمِي
وَاقْتِدَارِي عَلَى مَنْ عَصَانِي " فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ " .
(وَيَقُولُونَ
مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
(الأنبياء 21 : 38)
يُخْبِر تَعَالَى
عَنْ الْمُشْرِكِينَ أَنَّهُمْ يَسْتَعْجِلُونَ أَيْضًا بِوُقُوعِ الْعَذَاب
بِهِمْ تَكْذِيبًا وَجُحُودًا وَكُفْرًا وَعِنَادًا وَاسْتِبْعَادًا.
(لَوْ
يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ
وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)
(الأنبياء 21 : 39)
قَالَ اللَّه
تَعَالَى " لَوْ يَعْلَم الَّذِينَ كَفَرُوا حِين لَا يَكُفُّونَ عَنْ
وُجُوههمْ النَّار وَلَا عَنْ ظُهُورهمْ " أَيْ لَوْ تَيَقَّنُوا أَنَّهَا
وَاقِعَة بِهِمْ لَا مَحَالَة لَمَا اِسْتَعْجَلُوا بِهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ حِين
يَغْشَاهُمْ الْعَذَاب مِنْ فَوْقهمْ وَمِنْ تَحْت أَرْجُلهمْ " لَهُمْ مِنْ
فَوْقهمْ ظُلَل مِنْ النَّار وَمِنْ تَحْتهمْ ظُلَل " " لَهُمْ مِنْ
جَهَنَّم مِهَاد وَمِنْ فَوْقهمْ غَوَاش " وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة "
حِين لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوههمْ النَّار وَلَا عَنْ ظُهُورهمْ " وَقَالَ
: " سَرَابِيلهمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوههمْ النَّار "
فَالْعَذَاب مُحِيط بِهِمْ مِنْ جَمِيع جِهَاتهمْ" وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ
أَيْ لَا نَاصِر لَهُمْ كَمَا قَالَ " وَمَا لَهُمْ مِنْ اللَّه مِنْ وَاقٍ
" .
(بَلْ
تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ
يُنْظَرُونَ) (الأنبياء 21 : 40)
أَيْ تَأْتِيهِمْ
النَّار بَغْتَة ، أَيْ فَجْأَة.
فَتَبْهَتهُمْ " أَيْ تَذْعَرهُمْ فَيَسْتَسْلِمُونَ لَهَا حَائِرِينَ
لَا يَدْرُونَ مَا يَصْنَعُونَ" فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا " أَيْ
لَيْسَ لَهُمْ حِيلَة فِي ذَلِكَ. وَلَا
هُمْ يُنْظَرُونَ " أَيْ وَلَا يُؤَخَّر عَنْهُمْ ذَلِكَ سَاعَة وَاحِدَة .
إِنَّا كَفَيْنَاكَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ
إنّ هؤلاء
المستهزئين بك هم الكفر بعينه: (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات اللّه
يجحدون). لقد عميت أبصارهم عن إدراك عظمة
الله.
(وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ
* كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) (الحجر 15 :
89-91)
يَأْمُر تَعَالَى
نَبِيّه أَنْ يَقُول لِلنَّاسِ " إِنِّي أَنَا النَّذِير الْمُبِين "
الْبَيِّن النِّذَارَة نَذِير لِلنَّاسِ مِنْ عَذَاب أَلِيم أَنْ يَحِلّ بِهِمْ
عَلَى تَكْذِيبه كَمَا حَلَّ بِمَنْ تَقَدَّمَهُمْ مِنْ الْأُمَم الْمُكَذِّبَة
لِرُسُلِهَا وَمَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ الْعَذَاب وَالِانْتِقَام
. وَقَوْله " الْمُقْتَسِمِينَ"
أَيْ الْمُتَحَالِفِينَ أَيْ تَحَالَفُوا عَلَى مُخَالَفَة الْأَنْبِيَاء
وَتَكْذِيبهمْ وَأَذَاهُمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْ قَوْم صَالِح
أَنَّهُمْ " قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاَللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْله
" الْآيَة أَيْ نَقْتُلهُمْ لَيْلًا .
قَالَ مُجَاهِد : تَقَاسَمُوا وَتَحَالَفُوا " وَأَقْسَمُوا
بِاَللَّهِ جَهْد أَيْمَانهمْ لَا يَبْعَث اللَّه مَنْ يَمُوت " "
أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْل" الْآيَة " أَهَؤُلَاءِ
الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالهُمْ اللَّه بِرَحْمَةٍ " فَكَأَنَّهُمْ
كَانُوا لَا يُكَذَّبُونَ بِشَيْءٍ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا أَقْسَمُوا عَلَيْهِ
فَسُمُّوا مُقْتَسِمِينَ .
قَالَ الْبُخَارِيّ :
عَنْ اِبْن عَبَّاس " جَعَلُوا الْقُرْآن عِضِينَ" قَالَ هُمْ أَهْل
الْكِتَاب جَزَّءُوهُ أَجْزَاء فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ . وعَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ " كَمَا أَنْزَلْنَا
عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ " قَالَ : آمَنُوا بِبَعْضٍ وَكَفَرُوا بِبَعْضٍ
الْيَهُود وَالنَّصَارَى . وَرُوِيَ عَنْ
مُجَاهِد وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَغَيْرهمْ
نَحْو ذَلِكَ . وعَنْ اِبْن عَبَّاس " جَعَلُوا الْقُرْآن عِضِينَ "
قَالَ السِّحْر . وَقَالَ عِكْرِمَة : الْعِضَه السِّحْر بِلِسَانِ قُرَيْش يَقُول
لِلسَّاحِرَةِ إِنَّهَا الْعَاضِهَة . وَقَالَ مُجَاهِد : عَضَّوْهُ أَعْضَاء
قَالُوا سِحْر وَقَالُوا كِهَانَة وَقَالُوا أَسَاطِير الْأَوَّلِينَ وَقَالَ
عَطَاء قَالَ بَعْضهمْ سَاحِر وَقَالُوا مَجْنُون وَقَالُوا كَاهِن فَذَلِكَ
الْعِضِينُ.
(فَوَرَبِّك لَنَسْأَلَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الحجر 15 : 92-93) لَنَسْأَلَنَّهُمْ عَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه.
(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ
* إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ
يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) ) (الحجر 15
: 94-96) تَهْدِيد شَدِيد وَوَعِيد أَكِيد لِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّه مَعْبُودًا
آخَر.
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ
بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (97-98)
وَإِنَّا لَنَعْلَم
يَا مُحَمَّد أَنَّك يَحْصُل لَك مِنْ أَذَاهُمْ لَك ضِيق صَدْر وَانْقِبَاض فَلَا
يَحيدَنَّك ذَلِكَ وَلَا يُثْنِيَنك عَنْ إِبْلَاغك رِسَالَة اللَّه وَتَوَكَّلْ
عَلَيْهِ فَإِنَّهُ كَافِيك وَنَاصِرك عَلَيْهِمْ فَاشْتَغِلْ بِذِكْرِ اللَّه
وَتَحْمِيده وَتَسْبِيحه. يا محمد إنّهم بآيات الله يجحدون (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ
فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ
يَجْحَدُونَ). يا محمد إن يشتموك
فقد شتموا اللّه من قبل: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ
اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ
مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا
أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا) (المائدة
5-64). يا محمد إن يشتموك ، فإنهم
يَجْعَلُونَ لله وَلَدًا وَهُوَ خالقهم: (وَقَالُوا
اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)
(الأنبياء 21 : 26-27)
المكذبون بمحمد - صَلَوَات اللَّه
وَسَلَامه عَلَيْهِ -
(إِنَّمَا
يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْكَاذِبُونَ) (النحل 16 : 105)
ثُمَّ أَخْبَرَ
تَعَالَى أَنَّ رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِمُفْتَرٍ وَلَا
كَذَّاب لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِب عَلَى اللَّه وَعَلَى رَسُوله
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِرَار الْخَلْق " الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّه " مِنْ الْكَفَرَة وَالْمُلْحِدِينَ
الْمَعْرُوفِينَ بِالْكَذِبِ عِنْد النَّاس وَالرَّسُول مُحَمَّد صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَصْدَق النَّاس وَأَبَرّهمْ وَأَكْمَلهمْ عِلْمًا
وَعَمَلًا وَإِيمَانًا وَإِيقَانًا مَعْرُوفًا بِالصِّدْقِ فِي قَوْمه لَا يَشُكّ
فِي ذَلِكَ أَحَد مِنْهُمْ بِحَيْثُ لَا يُدْعَى بَيْنهمْ إِلَّا بِالْأَمِينِ
مُحَمَّد وَلِهَذَا لَمَّا سَأَلَ هِرَقْل مَلِك الرُّوم أَبَا سُفْيَان عَنْ
تِلْكَ الْمَسَائِل الَّتِي سَأَلَهَا مِنْ صِفَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِيمَا قَالَ لَهُ : هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ
بِالْكَذِبِ قَبْل أَنْ يَقُول مَا قَالَ ؟ قَالَ لَا فَقَالَ هِرَقْل : فَهَلْ
كَانَ لَيَدَع الْكَذِب عَلَى النَّاس وَيَذْهَب فَيَكْذِب عَلَى اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ .
(وَلَقَدْ جَاءَهُمْ
رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)
(النحل 16 : 113)
وَجَعَلَ كُلّ مَا
لَهُمْ فِي دَمَار وَسَفَال حَتَّى فَتَحَهَا اللَّه عَلَى رَسُوله صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ بِسَبَبِ صَنِيعهمْ وَبَغْيهمْ وَتَكْذِيبهمْ
الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَعَثَهُ اللَّه فِيهِمْ
مِنْهُمْ وَامْتَنَّ بِهِ عَلَيْهِمْ فِي قَوْله " لَقَدْ مَنَّ اللَّه عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسهمْ " الْآيَة .
وَقَوْله تَعَالَى " فَاتَّقُوا اللَّه يَا أُولِي الْأَلْبَاب الَّذِينَ
آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّه إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَسُولًا " الْآيَة
وَقَوْله " كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آيَاتنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمكُمْ الْكِتَاب وَالْحِكْمَة - إِلَى قَوْله -
وَلَا تَكْفُرُونَ " وَكَمَا أَنَّهُ اِنْعَكَسَ عَلَى الْكَافِرِينَ حَالهمْ
فَخَافُوا بَعْد الْأَمْن وَجَاعُوا بَعْد الرَّغَد فَبَدَّلَ اللَّه
الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَعْد خَوْفهمْ أَمْنًا وَرَزَقَهُمْ بَعْد الْعَيْلَة
وَجَعَلَهُمْ أُمَرَاء النَّاس وَحُكَّامهمْ وَسَادَتهمْ وَقَادَتهمْ
وَأَئِمَّتهمْ .
هلك المعرضون المستكبرون عن اتّباع
محمد
(خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ
آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) (الأنبياء 21 : 37)
وَالْحِكْمَة فِي
ذِكْر عَجَلَة الْإِنْسَان هَهُنَا أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
بِالرَّسُولِ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَقَعَ فِي النُّفُوس سُرْعَة
الِانْتِقَام مِنْهُمْ وَاسْتَعْجَلَتْ ذَلِكَ فَقَالَ اللَّه تَعَالَى خُلِقَ
الْإِنْسَان مِنْ عَجَل لِأَنَّهُ تَعَالَى يُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا
أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتهُ يُؤَجِّل ثُمَّ يُعَجِّل وَيَنْظُر ثُمَّ لَا يُؤَخِّر
وَلِهَذَا قَالَ " سَأُرِيكُمْ آيَاتِي" أَيْ نِقَمِي وَحُكْمِي
وَاقْتِدَارِي عَلَى مَنْ عَصَانِي " فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ " . ويقول سبحانه:
(اقْتَرَبَ
لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)
(الأنبياء 21 : 1)
ثُمَّ أَخْبَرَ
تَعَالَى أَنَّهُمْ لَا يُصْغُونَ إِلَى الْوَحْي الَّذِي أَنْزَلَ اللَّه عَلَى
رَسُوله وَالْخِطَاب مَعَ قُرَيْش وَمَنْ شَابَهَهُمْ مِنْ الْكُفَّار
(لَاهِيَةً
قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ
مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)
(الأنبياء 21 :3)
أَيْ قَائِلِينَ
فِيمَا بَيْنهمْ خُفْيَة " هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَر مِثْلكُمْ "
يَعْنُونَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَبْعِدُونَ كَوْنه
نَبِيًّا لِأَنَّهُ بَشَر مِثْلهمْ!
(قَالَ
رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ) (الأنبياء 21 : 4)
" قَالَ رَبِّي
يَعْلَم الْقَوْل فِي السَّمَاء وَالْأَرْض" أَيْ الَّذِي يَعْلَم ذَلِكَ لَا
يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآن الْمُشْتَمِل
عَلَى خَبَر الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ الَّذِي لَا يَسْتَطِيع أَحَد أَنْ
يَأْتِيَ بِمِثْلِهِ إِلَّا الَّذِي يَعْلَم السِّرّ فِي السَّمَوَات
وَالْأَرْض. وَقَوْله" وَهُوَ
السَّمِيع الْعَلِيم " أَيْ السَّمِيع لِأَقْوَالِكُمْ الْعَلِيم
بِأَحْوَالِكُمْ وَفِي هَذَا تَهْدِيد لَهُمْ وَوَعِيد .
(ثُمَّ
صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا
الْمُسْرِفِينَ) (الأنبياء 21 : 9)
أَيْ الَّذِي
وَعَدَهُمْ رَبّهمْ لَيُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ.
صَدَقَهُمْ اللَّه وَعْده وَفَعَلَ ذَلِكَ. وَلِهَذَا قَالَ " فَأَنْجَيْنَاهُمْ
وَمَنْ نَشَاء" أَيْ أَتْبَاعهمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ". وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ" أَيْ
الْمُكَذِّبِينَ بِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُل .
" إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ
كَلِمَة رَبّك لَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلّ آيَة حَتَّى يَرَوْا
الْعَذَاب الْأَلِيم "
وهذا التكذيب
والإعراض يجب أن يزيد المؤمنين إيمانا وتصديقا وعزما وتمسكا بالقرآن:
(لَقَدْ
أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(الأنبياء 21 : 10)
يَقُول تَعَالَى
مُنَبِّهًا عَلَى شَرَف الْقُرْآن وَمُحَرِّضًا لَهُمْ عَلَى مَعْرِفَة قَدْره
" لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْركُمْ " قَالَ
اِبْن عَبَّاس شَرَفكُمْ وَقَالَ مُجَاهِد حَدِيثكُمْ وَقَالَ الْحَسَن دِينكُمْ
". أَفَلَا تَعْقِلُونَ " أَيْ
هَذِهِ النِّعْمَة وَتَتَلَقَّوْنَهَا بِالْقَبُولِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى "
وَإِنَّهُ لَذِكْر لَك وَلِقَوْمِك وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " .
وأمّا المستكبرون
المعرضون فليس لهم إلاّ جهنّم والهلاك:
(وَكَمْ
قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا
آخَرِينَ) (الأنبياء 21 : 11)
كَمَا قَالَ "
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُون مِنْ بَعْد نُوح " وَقَالَ تَعَالَى
" وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَة أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَة فَهِيَ خَاوِيَة
عَلَى عُرُوشهَا" الْآيَة . وَقَوْله " وَأَنْشَأْنَا بَعْدهَا قَوْمًا
آخَرِينَ " أَيْ أُمَّة أُخْرَى بَعْدهمْ .
إذا لابدّ من عبادة
الله والتصديق برسله، فليس هذا الخلق عبثاً:
(وَمَا
خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ)
(الأنبياء 21 : 16)
يُخْبِر تَعَالَى
أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض بِالْحَقِّ أَيْ بِالْعَدْلِ وَالْقِسْط
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا
بِالْحُسْنَى) وَاَللَّه لَمْ يَخْلُق ذَلِكَ عَبَثًا وَلَا لَعِبًا كَمَا قَالَ
" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا بَاطِلًا ذَلِكَ
ظَنّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْل لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ النَّار " .
المكذبون بمحمد - صَلَوَات اللَّه
وَسَلَامه عَلَيْهِ - هم أهل النّار
)وَإِنَّهُ
لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء 26 : 192).
يَقُول تَعَالَى
مُخْبِرًا عَنْ الْكِتَاب الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى عَبْده وَرَسُوله مُحَمَّد
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَإِنَّهُ " أَيْ الْقُرْآن الَّذِي
تَقَدَّمَ ذِكْره فِي أَوَّل السُّورَة فِي قَوْله " وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ
ذِكْر مِنْ رَبّهمْ مُحْدَث " الْآيَة " لَتَنْزِيل رَبّ الْعَالَمِينَ"
أَيْ أَنْزَلَهُ اللَّه عَلَيْك وَأَوْحَاهُ إِلَيْك.
)وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ
* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ
لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي
زُبُرِ الْأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (الشعراء 26 : 192 - 197).
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى
" أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَة أَنْ يَعْلَمهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيل
" أَيْ أَوَلَيْسَ يَكْفِيهِمْ مِنْ الشَّاهِد الصَّادِق عَلَى ذَلِكَ أَنَّ
الْعُلَمَاء مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل يَجِدُونَ ذِكْر هَذَا الْقُرْآن فِي كُتُبهمْ
الَّتِي يَدْرُسُونَهَا وَالْمُرَاد الْعُدُول مِنْهُمْ الَّذِينَ يَعْتَرِفُونَ
بِمَا فِي أَيْدِيهمْ مِنْ صِفَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَبْعَثه وَأُمَّته كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ كَعَبْدِ
اللَّه بْن سَلَام وَسَلْمَان الْفَارِسِيّ عَمَّنْ أَدْرَكَهُ مِنْهُمْ وَمَنْ
شَاكَلَهُمْ قَالَ اللَّه تَعَالَى " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُول
النَّبِيّ الْأُمِّيّ " الْآيَة ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ شِدَّة
كُفْر قُرَيْش وَعِنَادهمْ لِهَذَا الْقُرْآن أَنَّهُ لَوْ نَزَلَ عَلَى رَجُل
مِنْ الْأَعَاجِم مِمَّنْ لَا يَدْرِي مِنْ الْعَرَبِيَّة كَلِمَة وَأُنْزِلَ
عَلَيْهِ هَذَا الْكِتَاب بِبَيَانِهِ وَفَصَاحَته لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ.
)وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى
بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ * كَذَلِكَ
سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) (الشعراء
26 : 198 - 200).
يَقُول تَعَالَى كَذَلِكَ سَلَكْنَا التَّكْذِيب
وَالْكُفْر وَالْجُحُود وَالْعِنَاد أَيْ أَدْخَلْنَاهُ فِي قُلُوب الْمُجْرِمِينَ
.
)لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ *
فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
(الشعراء 26 : 201-202).
" لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ " أَيْ بِالْحَقِّ " حَتَّى
يَرَوْا الْعَذَاب الْأَلِيم" أَيْ حَيْثُ لَا يَنْفَع الظَّالِمِينَ
مَعْذِرَتهمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَة وَلَهُمْ سُوء الدَّار.
)وَمَا
أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ
* ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ * وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ
السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ * فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ
مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ) (الشعراء 26 : 208-213).
يَقُول تَعَالَى: (فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ
الْمُعَذَّبِينَ ) آمِرًا بِعِبَادَتِهِ
وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَمُخْبِرًا أَنَّ مَنْ أَشْرَكَ بِهِ عَذَّبَهُ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى آمِرًا لِرَسُولِهِ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْذِر عَشِيرَته الْأَقْرَبِينَ أَيْ
الْأَدْنَيْنَ إِلَيْهِ ; وَأَنَّهُ لَا يُخَلِّص أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا إِيمَانه
بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ; وَأَمَرَهُ أَنْ يُلِين جَانِبه لِمَنْ اِتَّبَعَهُ
مِنْ عِبَاد اللَّه الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ عَصَاهُ مِنْ خَلْق اللَّه كَائِنًا
مَنْ كَانَ فَلْيَتَبَرَّأْ مِنْهُ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " فَإِنْ
عَصَوْك فَقُلْ إِنِّي بَرِيء مِمَّا تَعْمَلُونَ" وَهَذِهِ النِّذَارَة
الْخَاصَّة لَا تُنَافِي الْعَامَّة بَلْ هِيَ فَرْد مِنْ أَجْزَائِهَا كَمَا
قَالَ تَعَالَى " لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ
غَافِلُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " لَتُنْذِر أُمّ الْقُرَى وَمَنْ
حَوْلهَا " وَقَالَ تَعَالَى " وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ
أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبّهمْ " وَقَالَ تَعَالَى" لِتُبَشِّر بِهِ
الْمُتَّقِينَ وَتُنْذَر بِهِ قَوْمًا لُدًّا " وَقَالَ تَعَالَى "
لِأُنْذِركُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَمَنْ
يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده " وَفِي صَحِيح مُسْلِم
" وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْمَع بِي أَحَد مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة
يَهُودِيّ وَلَا نَصْرَانِيّ ثُمَّ لَا يُؤْمِن بِي إِلَّا دَخَلَ النَّار ".
)فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ *
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ) (الشعراء 26 : 216- 217 )
وَقَوْله تَعَالَى
" وَتَوَكَّلَ عَلَى الْعَزِيز الرَّحِيم " أَيْ فِي جَمِيع أُمُورك
فَإِنَّهُ مُؤَيِّدك وَحَافِظك وَنَاصِرك وَمُظَفِّرك وَمُعْلِي كَلِمَتك . إذن يتوجّب على الأمّة الإسلاميّة دوما أن تكون
مع اللّه العزيز (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ
الرَّحِيمِ ) . ولتؤمن أنّه لا بدّ
من هلاك المكذبين المستهزئين برسالة محمد:
)وَإِذَا
رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ
رَسُولًا) (الفرقان 25 : 41)
يُخْبِر تَعَالَى
عَنْ اِسْتِهْزَاء الْمُشْرِكِينَ بِالرَّسُولِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذْ رَأَوْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : " وَإِذَا رَآك الَّذِينَ كَفَرُوا
إِنْ يَتَّخِذُونَك إِلَّا هُزُوًا " الْآيَة يَعْنُونَ بِالْعَيْبِ
وَالنَّقْص وَقَالَ هَهُنَا : " وَإِذَا رَأَوْك إِنْ يَتَّخِذُونَك إِلَّا
هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّه رَسُولًا " أَيْ عَلَى سَبِيل
التَّنَقُّص وَالِازْدِرَاء فَقَبَّحَهُمْ اللَّه كَمَا قَالَ " وَلَقَدْ
اُسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلك " الْآيَة .
)إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا
عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا)
(الفرقان 25 : 42)
وَقَوْله تَعَالَى :
" إِنْ كَادَ لَيُضِلّنَا عَنْ آلِهَتنَا " يَعْنُونَ أَنَّهُ كَادَ
يُثْنِيهِمْ عَنْ عِبَادَة الْأَصْنَام لَوْلَا أَنْ صَبَرُوا وَتَجَلَّدُوا
وَاسْتَمَرُّوا عَلَيْهَا قَالَ اللَّه تَعَالَى مُتَوَعِّدًا لَهُمْ
وَمُتَهَدِّدًا " وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِين يَرَوْنَ الْعَذَاب"
الْآيَة ثُمَّ قَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُنَبِّهًا أَنَّ مَنْ كَتَبَ اللَّه
عَلَيْهِ الشَّقَاوَة وَالضَّلَال فَإِنَّهُ لَا يَهْدِيه أَحَد إِلَّا اللَّه
عَزَّ وَجَلَّ.
)أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ
عَلَيْهِ وَكِيلًا) (الفرقان 25 : 43)
" أَرَأَيْت
مَنْ اِتَّخَذَ إِلَهه هَوَاهُ " أَيْ مَهْمَا اِسْتَحْسَنَ مِنْ شَيْء
وَرَآهُ حَسَنًا فِي هَوَى نَفْسه كَانَ دِينه وَمَذْهَبه؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
" أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوء عَمَله فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّه يُضِلّ
مَنْ يَشَاء " الْآيَة وَلِهَذَا قَالَ هَهُنَا " أَفَأَنْت تَكُون عَلَيْهِ
وَكِيلًا " قَالَ اِبْن عَبَّاس كَانَ الرَّجُل فِي الْجَاهِلِيَّة يَعْبُد
الْحَجَر الْأَبْيَض زَمَانًا فَإِذَا رَأَى غَيْره أَحْسَن مِنْهُ عَبَدَ
الثَّانِي وَتَرَكَ الْأَوَّل. وأقول هذا
هو اليوم حال الكافرين وواقع المستهزئين بمحمد - صَلَوَات
اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ – ؛ فهم أضلّ من الأنعام:
)أَمْ
تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا
كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)
(الفرقان 25 : 44)
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى
: " أَمْ تَحْسَب أَنَّ أَكْثَرهمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ"
الْآيَة أَيْ هُمْ أَسْوَأ حَالًا مِنْ الْأَنْعَام السَّارِحَة فَإِنَّ تِلْكَ
تَفْعَل مَا خُلِقَتْ لَهُ وَهَؤُلَاءِ خُلِقُوا لِعِبَادَةِ اللَّه وَحْده لَا
شَرِيك لَهُ فَلَمْ يَفْعَلُوا وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْره وَيُشْرِكُونَ بِهِ مَعَ
قِيَام الْحُجَّة عَلَيْهِمْ وَإِرْسَال الرُّسُل إِلَيْهِمْ
النّار
مثوى المكذبين المستهزئين بمحمّد - صَلَوَات
اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ –:
)وَقِيلَ
لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ
* فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ
إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا
يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ
بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) (الشعراء
26 : 92 - 99 )
[1] الراوي: شقيق بن
سلمة المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة
أو الرقم 6/158، خلاصة حكم المحدث: إسناده
في غاية الصحة والجلالة
[2] الراوي: عبدالله
بن عمرو المحدث: أحمد
شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة
أو الرقم 10/136، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[3] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: البزار - المصدر: الأحكام الشرعية الكبرى - الصفحة
أو الرقم 3/315، خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن
[4] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 4/136، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح
أو حسن أو ما قاربهما[
[5] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - الصفحة
أو الرقم 1/345، خلاصة حكم المحدث: طريق
جيدة
[6] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة
أو الرقم 2444، خلاصة حكم المحدث: صحيح
المرفوع منه
[7] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة
أو الرقم 5522، خلاصة حكم المحدث: رجاله
ثقات وله طريق أخرى صحيحة
[8] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة
أو الرقم 3766، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[9] الراوي: - المحدث: محمد المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة
أو الرقم 5/46، خلاصة حكم المحدث: رجاله
نقل الذهبي توثيقهم
[10] الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة
أو الرقم 1082، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح رجاله ثقات
[11] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة
أو الرقم 749، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[12] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة
أو الرقم 3162، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[13] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم 3615، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[14] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة
أو الرقم 747، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[15] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 4/136، خلاصة حكم المحدث: رواته
رواة الصحيح
[16] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة
أو الرقم 2267، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[17] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة
أو الرقم 3491، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[18] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف ابن ماجه - الصفحة
أو الرقم 4990، خلاصة حكم المحدث: ضعيف لكن
المرفوع منه صحيح
[19] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة
أو الرقم 2060، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[20] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 10/263، خلاصة حكم المحدث: رجال
الرواية الثانية رجال الصحيح
[21] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم 3184، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[22] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 4/313، خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن
[23] الراوي: ]عبدالله بن
عمر[ المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة
أو الرقم 2/246، خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن
[24] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: أحمد
شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة
أو الرقم 9/21، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[25] الراوي: عتبة بن
عبد السلمي المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 4/314، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح
أو حسن أو ما قاربهما[
[26] الراوي: عتبة بن
عبد السلمي المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم 3620، خلاصة حكم المحدث: صحيح
لغيره
[27] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 315، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[28] الراوي: ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - الصفحة
أو الرقم 10/105، خلاصة حكم المحدث: طريقه
حسن
[29] الراوي: أبو
عبدالرحمن الحبلي عبدالله بن يزيد المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 2979، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[30] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: الترمذي
- المصدر: سنن الترمذي - الصفحة
أو الرقم 2351، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب
من هذا الوجه
[31] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: السيوطي
- المصدر: الجامع الصغير - الصفحة
أو الرقم 5895، خلاصة حكم المحدث: حسن
[32] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: الألباني
- المصدر: رفع الأستار - الصفحة
أو الرقم 106، خلاصة حكم المحدث: روي من
طريقين مرفوعاً يقوي أحدهما الآخر وله شواهد أحدها بسند حسن ورواه مسلم نحوه
بلفظ"بأربعين عاما"
[33] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة
أو الرقم 3344، خلاصة حكم المحدث: حسن
[34] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: السيوطي
- المصدر: الجامع الصغير - الصفحة
أو الرقم 2306، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[35] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: ابن
القيم - المصدر: عدة الصابرين - الصفحة
أو الرقم 1/311، خلاصة حكم المحدث: حسن
[36] الراوي: أبو سعيد
الخدري و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة
أو الرقم 4228، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[37] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة
أو الرقم 2351، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[38] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: محمد
المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة
أو الرقم 2/241، خلاصة حكم المحدث: إسناده
جيد وله شواهد في صحيح مسلم وغيره
[39] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: البوصيري
- المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة
أو الرقم 7/324، خلاصة حكم المحدث: رواته
ثقات
[40] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: ابن
حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة
أو الرقم 2/395، خلاصة حكم المحدث: ]حسن كما قال
في المقدمة[
[41] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: محمد
المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة
أو الرقم 4/394، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[42] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: ابن
حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة
أو الرقم 5/32، خلاصة حكم المحدث: ]حسن كما قال
في المقدمة[
[43] الراوي: عبدالله
بن عمرو المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة
أو الرقم 96، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[44] الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1059، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[45] الراوي: أبو هريرة المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم
7/318، خلاصة حكم المحدث: سنده صحيح
[46] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم
3901، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[47] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم
7972، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[48] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم 395، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[49] الراوي:
أبو هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 7244، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[50] الراوي:
عبدالله بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 7245، خلاصة حكم المحدث: ]أورده في صحيحه] وقال : تابعه أبو التياح عن أنس عن النبي صلى الله عليه
وسلم في الشعب.
[51] الراوي:
أنس بن مالك المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 3778، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[52] الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 4333، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[53] الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 4334، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[54] الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 4332، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[55] الراوي: رفاعة بن
رافع المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة
أو الرقم 3086، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[56] الراوي: رفاعة بن
رافع المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 3992، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[57] الراوي: رافع بن
خديج المحدث: ابن
حزم - المصدر: المحلى - الصفحة
أو الرقم 8/190، خلاصة حكم المحدث: احتج به
، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
[58] الراوي: رافع بن
خديج المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة
أو الرقم 131، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[59] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 9/164، خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح
[60] الراوي: أبو
هريرة المحدث: ابن
كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة
أو الرقم 3/330، خلاصة حكم المحدث: على شرط
الصحيح
[61] الراوي: أبو بكر
الصديق المحدث: السيوطي
- المصدر: الجامع الصغير - الصفحة
أو الرقم 3142، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[62] الراوي: أبو
هريرة المحدث: السيوطي
- المصدر: الجامع الصغير - الصفحة
أو الرقم 1686، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[63] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الشوكاني
- المصدر: در السحابة - الصفحة
أو الرقم 50، خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن
[64] الراوي: ]أبو هريرة[ المحدث: المباركفوري - المصدر: تحفة الأحوذي - الصفحة أو الرقم 8/60، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[65] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 6/109، خلاصة حكم المحدث: إسناده
جيد
[66] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 9/163، خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن
[67] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 3007، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[68] الراوي: عمر بن
الخطاب المحدث: ابن
كثير - المصدر: مسند الفاروق - الصفحة
أو الرقم 2/613، خلاصة حكم المحدث: طريقه
جديدة وهي على شرط مسلم
[69] الراوي:
عبدالرحمن بن حاطب المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة
أو الرقم 2/44، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صالح. وأصله في الصحيحين
[70] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 3081، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[71] الراوي:
عبدالرحمن بن حاطب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 9/307، خلاصة حكم المحدث: رجاله
ثقات
[72] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 9/306، خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح
[73] الراوي: أبو
إسحاق المحدث: العيني
- المصدر: نخب الافكار - الصفحة
أو الرقم 7/366، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[74] الراوي: عبد خير
المحدث: العيني
- المصدر: نخب الافكار - الصفحة
أو الرقم 7/356، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[75] الراوي: سعد مولى
حاطب بن أبي بلتعة و جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة
أو الرقم 5227، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[76] الراوي: المسور
بن مخرمة و مروان بن الحكم المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 4178، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[77] الراوي: أنس بن
مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1786، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[78] الراوي: أم مبشر
الأنصارية المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 2496، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[79] الراوي: أنس بن
مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 4172، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[80] الراوي: البراء
بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 4150، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[81] الراوي: عبدالله
بن أبي أوفى المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 4155، خلاصة حكم المحدث: ]معلق[
[82] الراوي: عبدالله
بن أبي أوفى المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1857، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[83] الراوي: البراء
بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 3577، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[84] الراوي: جابر بن
عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 3576، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[85] الراوي: جابر بن
عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 4152، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[86] الراوي: البراء
بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 4151، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[87] الراوي: جابر بن
عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1856، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[88] الراوي: جابر بن
عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 4154، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[89] الراوي: جابر بن
عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1856، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[90] الراوي: يزيد بن
أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1860، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[91] الراوي: سلمة بن
الأكوع المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 4169، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[92] الراوي: محمد بن
مسلم المكي أبو الزبير المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1856، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[93] الراوي: سهل بن
حنيف المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 4844، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[94] الراوي:
سهل
بن حنيف المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو
الرقم 3182، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[95] الراوي: شقيق بن
سلمة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1785، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[96] الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصادر: العقيدة الأصفهانية - الصفحة أو الرقم
184، خلاصة حكم المحدث: ثابت؛ منهاج السنة - الصفحة أو الرقم
2/35، خلاصة حكم المحدث: متواتر؛ مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم
3/126، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[97] الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم
: } 2/223،
خلاصة حكم المحدث: صحيح؛
20/295، خلاصة حكم المحدث: صحيح من وجوه؛ 35/59،
خلاصة حكم المحدث: ثابت؛
13/24، خلاصة حكم المحدث: ثبت في الصحاح من غير وجه{
[98] الراوي: - المحدث: ابن رجب - المصدر: جامع العلوم والحكم - الصفحة أو الرقم
2/477، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[99] الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفتح الرباني - الصفحة أو الرقم
4/1728، خلاصة حكم المحدث: ثابت
[100] الراوي: - المحدث: المعلمي - المصدر: التنكيل - الصفحة أو الرقم
2/223، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[101] الراوي: عمران بن الحصين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 6695، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[102] الراوي: عمران بن الحصين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 2651، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[103] الراوي: عمران بن الحصين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 6428، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[104] الراوي: - المحدث: النووي - المصدر: المنثورات - الصفحة
أو الرقم 288، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[105] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 6658، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[106] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 2533، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[107] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 2652، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[108] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 6429، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[109] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 3651، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[110] الراوي: - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة
أو الرقم 20/250، خلاصة حكم المحدث: حسن المخرج جيد الإسناد
[111] الراوي: عمران بن
الحصين المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 3650، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[112] الراوي: عمران بن
الحصين المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 2535، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[113] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 2533، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[114] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: أبو
نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة
أو الرقم 7/141، خلاصة حكم المحدث: متفق
عليه [أي:بين العلماء[
[115] الراوي: - المحدث: ابن رجب - المصدر: جامع العلوم والحكم - الصفحة
أو الرقم 2/477، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[116] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم 5/320، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[117] الراوي:
أبو هريرة المحدثون: محمد
جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم 386، خلاصة حكم المحدث:
حسن؛ السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم 8756، خلاصة حكم المحدث:
حسن؛ الألباني - المصادر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 2646، خلاصة حكم المحدث:
صحيح؛ صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 6298، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[118] الراوي:
أبو الدرداء المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 183، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[119] الراوي:
أبو هريرة المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 2699،خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[120] الراوي:
أبو هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 185، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[121] الراوي:
أبو هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 2945، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[122] الراوي:
أبو هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 6577، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[123] الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن منده - المصدر: الإيمان لابن منده - الصفحة أو الرقم 9، خلاصة حكم المحدث: إسناده مجمع على صحته
[124] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 4777، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[125] الراوي: عمرو
بن عبسة المحدثون: المنذري - المصدر:
الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/166، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
الدمياطي - المصدر: المتجر الرابح - الصفحة أو الرقم 144،
خلاصة حكم المحدث:
إسناده رجاله رجال الصحيح
الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم ( 1/64،
خلاصة حكم المحدث: رجاله
ثقات؛ 3/210،
خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح)
[126] الراوي: أبو زرعة بن عمرو بن جرير المحدث: الألباني - المصدر: الإيمان لابن أبي شيبة - الصفحة أو الرقم 16، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح موقوفا
[127] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم
11/119،
خلاصة حكم المحدث: احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند
[128] الراوي:
أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 9، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[129] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 35، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[130] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 35، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[131] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 35، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[132] الراوي: أبو هريرة المحدثون: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم 2614، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح؛ عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم 81، خلاصة حكم المحدث: ]أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد[
[133] الراوي: ]أبو هريرة[ المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم 7/9، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[134] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 2614، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[135] الراوي:
أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر:
السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم 4/370، خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح على شرط مسلم
[136] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 5020، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[137] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 48، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[138] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 5019، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[139] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 2801، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[140] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 2799، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[141] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 2800، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[142] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم 4676، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[143] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 4/80، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[144] الراوي: علقمة بن قيس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 4/220، خلاصة حكم المحدث: رواته رواة الصحيح
[145] الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: النصيحة - الصفحة أو الرقم 240، خلاصة حكم المحدث: قوي بمجموع طرقه، وله إسناد آخر حسن في الشواهد والمتابعات، ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام، ولا يضر فيها
[146] الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 3030، خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
[147] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم
( 998، خلاصة حكم المحدث: قوي بالطرق؛1728 ، خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده)
[148] الراوي: عبدالله بن عباس و ابن مسعود و البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم
2539، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[149]
الراوي: عمر بن الخطاب المحدثون: ابن منده - المصدر: الإيمان لابن منده - الصفحة أو الرقم 9، خلاصة حكم المحدث:
إسناده مجمع على صحته؛ الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 5005، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم 4695، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 1/179، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
[150]
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 2333، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[151]
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 2076، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[152]
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم 5/71، خلاصة حكم المحدث: ]حسن كما قال في المقدمة[
[153]
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم:
5/152، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[154]
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 3380، خلاصة حكم المحدث:
حسن
[155]
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 2449، خلاصة حكم المحدث:
حسن
[156]
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 1020، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[157]
الراوي: حكيم بن حزام المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 95، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[158]
الراوي: حكيم بن حزام المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم 852، خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح على شرط مسلم
[159]
الراوي: حكيم بن حزام المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم 1060، خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح رجاله ثقات
[160] الراوي: جابر بن عبدالله و أنس بن مالك و قيس بن سعد بن
عبادة المحدث: العراقي -المصدر: تخريج
الإحياء - الصفحة أو الرقم 3/61،
خلاصة حكم المحدث: أسانيده حسان
[161] الراوي: سعد بن عبادة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 7416
[162] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم 7/310، خلاصة
حكم المحدث: رواته ثقات
[163] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الشوكاني - المصدر: در السحابة - الصفحة أو الرقم 359، خلاصة حكم
المحدث: إسناده رجاله ثقات
[164] الراوي: أبو ثعلبة الخشني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 1535، خلاصة
حكم المحدث: صحيح
[165] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 2663، خلاصة
حكم المحدث: حسن صحيح
[166] الراوي: أبو ثعلبة الخشني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 2662، خلاصة
حكم المحدث: صحيح لغيره
[167] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 1176، خلاصة
حكم المحدث: حسن
[168] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 1573، خلاصة
حكم المحدث: حسن
[169] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 4/246، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[170] الراوي:
معاذ بن جبل المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 4/246، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[171] الراوي:
أبو سعيد الخدري المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 4/259، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[172] الراوي:
أبو سعيد الخدري المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 3/85، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[173] الراوي:
معاذ بن جبل المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 2/242، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[174] الراوي:
أبو سعيد الخدري المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 1/331،
خلاصة حكم المحدث:]إسناده
صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[175] الراوي:
معاذ بن جبل المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم:
3/380، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[176] الراوي:
معاذ بن جبل المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 2/259، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[177] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم 7/3720، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
الراوي:
معاذ بن جبل المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 10/307، خلاصة حكم المحدث:
رجال أحمد رجال الصحيح غير ابن لهيعة وحديثه حسن على ضعفه
[178] الراوي:
ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم 2568، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[179] الراوي:
ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم 2568، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[180] الراوي:
جابر بن عبدالله المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم 24/273، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[181] الراوي:
عمرو بن حزم المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 2/300، خلاصة حكم المحدث:
رجاله موثقون
[182] الراوي:
جابر بن عبدالله المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 2/300، خلاصة حكم المحدث:
رجال أحمد رجال الصحيح
[183] الراوي:
كعب بن مالك المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 2/300، خلاصة حكم المحدث:
إسناده حسن
[184] الراوي:
كعب بن مالك المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 4/249، خلاصة حكم المحدث:
إسناده حسن
[185] الراوي:
جابر بن عبدالله المحدثون: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 4/249،
خلاصة حكم المحدث: رواته رواة الصحيح؛
الدمياطي - المصدر: المتجر الرابح - الصفحة أو الرقم 265، خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح
[186] الراوي:
عائشة أم المؤمنين المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 2/302، خلاصة حكم المحدث:
رجاله موثقون
[187] الراوي:
عبدالله بن عباس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم:
4/250، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[188] الراوي:
أبو هريرة المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 2567، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[189] الراوي:
أبو هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم 1044، خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح على شرط مسلم
[190] الألباني - المصادر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 2008، خلاصة حكم المحدث:
حسن ؛ صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 2578، خلاصة حكم المحدث:
صحيح لغيره
[191] الراوي:
أبو هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: تحقيق رياض الصالحين - الصفحة أو الرقم 366، خلاصة حكم المحدث:
حسن لغيره
[192] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 2580، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[193] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/239،
خلاصة حكم المحدث: ]لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط
الصحيحين أو أحدهما[
[194] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم 4893، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[195] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 2333، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[196] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 2614، خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
[197] الراوي: معاذ بن
جبل المحدث: الترمذي
- المصدر: سنن الترمذي - الصفحة
أو الرقم 2616،خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[198] الراوي: معاذ بن
جبل المحدث: عبد
الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الشرعية الكبرى - الصفحة
أو الرقم 3/156،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[199] الراوي: معاذ بن
جبل المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة
أو الرقم 3224،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[200] الراوي: معاذ بن
جبل المحدث: الألباني
- المصدر: إرواء الغليل - الصفحة
أو الرقم 2/138،خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن
[201] الراوي: معاذ بن
جبل المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة
أو الرقم 2616،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[202] الراوي: معاذ بن
جبل المحدث: الترمذي
- المصدر: سنن الترمذي - الصفحة
أو الرقم 2616،خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[203] الراوي: معاذ بن
جبل المحدث: الألباني
- المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة
أو الرقم 28،خلاصة حكم المحدث: حسن
[204] الراوي: معاذ بن
جبل المحدث: ابن
القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة
أو الرقم 4/259،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[205] الراوي: معاذ بن
جبل المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم 2866،خلاصة حكم المحدث: صحيح
لغيره
[206] الراوي: عبدالرحمن بن سمرة المحدث: ابن تيمية - المصدر: المستدرك على
المجموع - الصفحة أو الرقم: 1/99، خلاصة
حكم المحدث:
أصول السنة تشهد له وهو من أحسن الأحاديث
[207] الراوي: أبو
هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 6502، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[208] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 1782، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[209] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم 1640، خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه
[210] الراوي: - المحدث: الإمام الشافعي - المصدر: الأم - الصفحة أو الرقم 2/653، خلاصة حكم المحدث: ثابت
[211] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 6465، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[212] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 783، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[213] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم 3174، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[214] الراوي: جابر بن عبدالله المحدثون:
ابن حجر العسقلاني - المصادر: نتائج
الأفكار - الصفحة أو الرقم 1/63،
خلاصة حكم المحدث:
حسن ؛ تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم 2/435،
خلاصة حكم المحدث: ]حسن كما قال في
المقدمة[
السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم 1253،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
أحمد شاكر - المصدر:
عمدة
التفسير - الصفحة أو الرقم 1/62،
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]
الألباني - المصادر: صحيح ابن ماجه
- الصفحة أو الرقم 3080،
خلاصة حكم المحدث:
حسن
تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم 2246،
خلاصة حكم المحدث:
حسن
صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 1104،
خلاصة حكم المحدث:
حسن
صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 3383،
خلاصة حكم المحدث:
حسن
صحيح
الترغيب - الصفحة أو الرقم 1526، خلاصة حكم المحدث: حسن
[215] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن تيمية - المصدر: بيان الدليل - الصفحة أو الرقم 173، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد لكن المشهور أنه موقوف على ابن مسعود
[216] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم 25، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[217] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم 2606، خلاصة حكم المحدث: حسن
[218] الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: مسلم
- المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 274،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[219] الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 1/70، خلاصة
حكم المحدث: إسناده لا بأس به
[220] الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 2/221، خلاصة
حكم المحدث: إسناده لا بأس به
[221] الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 1/173، خلاصة
حكم المحدث: رجاله موثقون
[222] الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم 1/120، خلاصة
حكم المحدث: إسناده لا بأس به
[223] الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم 1/98، خلاصة
حكم المحدث: إسناده لا بأس به
[224] الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 169، خلاصة
حكم المحدث: صحيح
[225] الراوي: وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 173، خلاصة
حكم المحدث: حسن صحيح
[226] الراوي: وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 6306، خلاصة
حكم المحدث: صحيح
[227] الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن خزيمة - الصفحة أو الرقم 2477، خلاصة
حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم
[228] الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 1222، خلاصة
حكم المحدث: حسن صحيح
[229] الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 65، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[230] الراوي: أبو
أيوب الأنصاري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم 35
[231] الراوي: معاذ
بن جبل - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني
- المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم28
[232] الراوي: معاذ
بن جبل - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 3224
[233] الراوي: معاذ
بن جبل - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن القيم
- المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم 4/259
[234] الراوي: معاذ
بن جبل - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي
- المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم 2616
[235] الراوي: خال
قزعة بن سويد الباهلي - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن
حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري - الصفحة أو الرقم 3/311
[236] الراوي: أبو
هريرة المحدثون: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 1163، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ الوادعي - المصدر: الإلزامات
والتتبع - الصفحة أو الرقم 151، خلاصة حكم المحدث: لا يضره إرسال شعبة لأن أبا عوانة ثقة فزيادته مقبولة
[237] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الألباني
- المصادر: صحيح الترمذي - الصفحة
أو الرقم 438، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ صحيح
النسائي - الصفحة أو الرقم 1612، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[238] الراوي: جندب بن عبدالله و أبو هريرة المحدث:
الألباني
- المصدر:
صحيح
الجامع - الصفحة أو الرقم 1116،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[239] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح
أبي داود - الصفحة أو الرقم 2429،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[240] الراوي: جندب بن عبدالله المحدث:
الألباني
- المصدر:
صحيح
الجامع - الصفحة أو الرقم 1121،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[241] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح
الترمذي - الصفحة أو الرقم 740،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[242] الراوي: أبو
هريرة المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 1163،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[243] الراوي: جندب بن
عبدالله المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 2/129،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[244] الراوي: جندب بن
عبدالله المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 3/193،خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح
[245] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الترمذي
- المصدر: مختصر الأحكام - الصفحة
أو الرقم 2/393،خلاصة حكم المحدث: حسن
[246] الراوي: أبو
هريرة المحدث: ابن
حزم - المصدر: المحلى - الصفحة
أو الرقم 2/229،خلاصة حكم المحدث: احتج به
، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
[247] الراوي: عمرو بن
عبسة المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 1/297،خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح
أو حسن أو ما قاربهما[
[248] الراوي: عمرو بن
عبسة المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 2/396،خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح
أو حسن أو ما قاربهما[
[249] الراوي: العباس
بن عبدالمطلب المحدث: الدمياطي
- المصدر: المتجر الرابح - الصفحة
أو الرقم 341،خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن [لغيره[
[250] الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: الاستقامة - الصفحة
أو الرقم 1/138،خلاصة حكم المحدث: ثابت
[251] الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: مدارج السالكين - الصفحة
أو الرقم 2/61،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[252] الراوي: أبو مسلم
الجذمي المحدث: ابن
الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة
أو الرقم 1/424،خلاصة حكم المحدث: صحيح أو
حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة[
[253] الراوي: عمرو بن
عبسة المحدث: الترمذي
- المصدر: سنن الترمذي - الصفحة
أو الرقم 3579،خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
غريب من هذا الوجه
[254] الراوي: أبو
أمامة الباهلي المحدث: الترمذي
- المصدر: سنن الترمذي - الصفحة
أو الرقم 3499،خلاصة حكم المحدث: حسن
[255] الراوي: أبو
أمامة الباهلي المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 2/396،خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح
أو حسن أو ما قاربهما[
[256] الراوي: أبو
أمامة الباهلي المحدث: ابن
حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة
أو الرقم 2/47،خلاصة حكم المحدث: ]حسن كما قال
في المقدمة[
[257] الراوي: كعب بن
مرة أو مرة بن كعب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 1/229،خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح
[258] الراوي: عمرو بن
عبسة المحدث: ابن
حزم - المصدر: المحلى - الصفحة
أو الرقم 3/12،خلاصة حكم المحدث: احتج به
، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
[259] الراوي: عمر بن
الخطاب المحدث: ابن
كثير - المصدر: مسند الفاروق - الصفحة
أو الرقم 1/196،خلاصة حكم المحدث: إسناده
جيد وهو غريب من هذا الوجه
[260] الراوي: كعب بن
مرة أو مرة بن كعب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 2/228،خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح
[261] الراوي:
عبدالرحمن بن يزيد المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة
أو الرقم 6/49، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[262] الراوي: معاوية
بن أبي سفيان المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 2003، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[263] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 2002، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[264] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 4504، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[265] الراوي: معاوية
بن أبي سفيان المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 1129، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[266] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 1127، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[267] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 1127، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[268] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 1126، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[269] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 1125، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[270] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 1126، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[271] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: الطحاوي
- المصدر: شرح معاني الآثار - الصفحة
أو الرقم 2/74، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[272] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: الطحاوي
- المصدر: شرح معاني الآثار - الصفحة
أو الرقم 2/74، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[273] الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر: القبس - الصفحة
أو الرقم 2/507، خلاصة حكم المحدث: ثابت
[274] الراوي: قيس بن
سعد بن عبادة المحدث: ابن
حجر العسقلاني - المصدر: العجاب - الصفحة
أو الرقم 1/430، خلاصة حكم المحدث: إسناده
قوي
[275] الراوي: عائشة
المحدث: العيني
- المصدر: نخب الافكار - الصفحة
أو الرقم 8/398، خلاصة حكم المحدث: ]له] طريقان صحيحان
[276] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 648، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[277] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 646، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[278] الراوي: أبو
هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 477، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[279] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 645، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[280] الراوي: أبو
هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 2119، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[281] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 650، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[282] الراوي: أبو
هريرة المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 649، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[283] الراوي: أبو
هريرة المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 649، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[284] الراوي: زيد بن ثابت المحدثون: عبد الحق الإشبيلي -
المصدر: الأحكام
الصغرى - الصفحة أو الرقم 287، خلاصة حكم المحدث: ]أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد[
؛ ابن عبدالبر - المصدر: الاستذكار
- الصفحة أو
الرقم 2/133، خلاصة حكم المحدث: ثابت
[285] الراوي: - المحدث: ابن
حزم - المصدر:
الإعراب
عن الحيرة والالتباس -
الصفحة أو الرقم 2/786،
خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[286] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 527، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[287] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 85، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[288] الراوي: أبو عمرو الشيباني المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 6/107، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
[289] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 609، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[290] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم 1، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[291] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 7534، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[292] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 85، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[293] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 85، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[294] الراوي: رجل من الصحابة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 1/197، خلاصة حكم المحدث: رواته محتج بهم في الصحيح
[295] الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الشوكاني
- المصدر:
نيل
الأوطار - الصفحة أو الرقم 1/428، خلاصة
حكم المحدث: رجال إسناده ثقات وهو صالح
للاحتجاج
[296] الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الرباعي
- المصدر:
فتح
الغفار - الصفحة أو الرقم 209/1، خلاصة حكم المحدث: ]روي بسند ] رجاله
ثقات
[297] الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني
- المصدر:
صحيح
أبي داود - الصفحة أو الرقم 433، خلاصة
حكم المحدث: صحيح
[298] الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني
- المصدر:
تخريج
مشكاة المصابيح -
الصفحة أو الرقم 592،
خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح
[299] الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني
- المصدر:
صحيح
الجامع - الصفحة أو الرقم 2429،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[300] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم
- المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 648،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[301] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم
- المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 648،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[302] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم
- المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 648،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[303] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم
- المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 648،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[304] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم
- المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 648،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[305] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم
- المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 648،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[306] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم
- المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 648،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[307] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن
عبدالبر - المصدر:
التمهيد - الصفحة أو الرقم 8/63،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[308] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن
عبدالبر - المصدر:
التمهيد - الصفحة أو الرقم 8/64،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[309] الراوي: عامر بن ربيعة المحدث: ابن
عبدالبر - المصدر:
التمهيد - الصفحة أو الرقم 8/65،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[310] الراوي: أبو قتادة الأنصاري المحدث: ابن
العربي - المصدر:
عارضة
الأحوذي - الصفحة أو الرقم 1/244، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[311] الراوي: - المحدث: ابن
تيمية - المصدر:
مجموع
الفتاوى - الصفحة أو الرقم 23/261، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[312] الراوي: عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 5476، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[313] الراوي:
عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 803، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[314] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم 440، خلاصة حكم المحدث: صحيح
الراوي: أنس بن مالك المحدثون: ابن حجر العسقلاني - المصدر: مختصر البزار - الصفحة أو الرقم: 1/251، خلاصة حكم المحدث: إسناده ظاهر الصحة؛ الهيثمي - المصدر:
مجمع الزوائد -
الصفحة أو الرقم:
2/96، خلاصة
حكم المحدث: رجاله ثقات
الراوي: أبو أمامة و ابن عباس المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم 4072، خلاصة حكم المحدث: صحيح
الراوي: ]أبو هريرة[ المحدثون: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم 432، خلاصة حكم المحدث:
صحيح؛ الألباني - المصادر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 224، خلاصة حكم المحدث:
صحيح؛ صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم 678، خلاصة حكم المحدث:
صحيح؛ صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 819، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[315] الراوي:
عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 2/96، خلاصة حكم المحدث:
رجاله موثقون.
[316] الراوي:
جابر بن عبدالله المحدثون: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم 2/145، خلاصة حكم المحدث:
إسناده حسن؛ الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 827، خلاصة حكم المحدث:
حسن صحيح.
[317] الراوي:
جابر بن عبدالله المحدث: أحمد شاكر - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم 3/131، خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح.
[318] الراوي:
جابر بن عبدالله المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم
4/199، خلاصة حكم المحدث: في غاية الصحة.
[319] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم 333، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
[320] الراوي:
أبو هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 7429، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[321] الراوي:
أبو هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 7486، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[322] الراوي:
أبو هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 555، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[323] الراوي:
أبو هريرة المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 632، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[324] الراوي:
أبو هريرة المحدث: ابن
خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم 269/1،
خلاصة حكم المحدث: ]أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت
الصحيح[
[325] الراوي:
أبو هريرة المحدث: ابن
عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة أو الرقم 2/338، خلاصة حكم المحدث: ]من أثبت الأحاديث[
[326] الراوي:
أبو هريرة المحدث: ابن
عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم 19/50، خلاصة حكم المحدث:
متصل صحيح
[327] الراوي:
أبو هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 484، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[328] الراوي:
أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 8019، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[329] الراوي: معاذ بن جبل المحدث: البخاري - المصدر: سنن الترمذي -
الصفحة أو الرقم: 3235 ، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[330] الراوي: أبو
هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 648،خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[331] الراوي: أبو
هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 4717،خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[332] الراوي: أبو
هريرة المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 649،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[333] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الترمذي
- المصدر: سنن الترمذي - الصفحة
أو الرقم 3135،خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[334] الراوي: أبو
الدرداء المحدث: ابن
خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة
أو الرقم 325/1،خلاصة حكم المحدث: ]أشار في
المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح[
[335] الراوي: أبو
الدرداء المحدث: ابن
خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة
أو الرقم 323/1،خلاصة حكم المحدث: ]أشار في
المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح[
[336] الراوي: أبو
هريرة المحدث: ابن
حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة
أو الرقم 1/306،خلاصة حكم المحدث: ]حسن كما قال
في المقدمة[
[337] الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة
أو الرقم 2/44،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح وروي نحوه مرفوعا
[338] الراوي: أبو
الدرداء المحدث: العيني
- المصدر: عمدة القاري - الصفحة
أو الرقم 19/43،خلاصة حكم المحدث: إسناده
لا بأس به
[339] الراوي: - المحدث: العيني - المصدر: عمدة القاري - الصفحة
أو الرقم 5/67،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[340] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة
أو الرقم 606،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[341] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح النسائي - الصفحة
أو الرقم 485،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[342] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة
أو الرقم 3135،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[343] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة
أو الرقم 550،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[344] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الوادعي
- المصدر: الصحيح المسند - الصفحة
أو الرقم 1436،خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[345] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدثون: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة
أو الرقم 4/253، خلاصة حكم المحدث: احتج به
، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند) ؛ أحمد شاكر - المصدر: المحلى - الصفحة
أو الرقم 4/253، خلاصة حكم المحدث: أسانيده
صحيحة جدا
[346] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: ابن
عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة
أو الرقم 2/184، خلاصة حكم المحدث: ثابت
بأسانيد حسان
[347] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: ابن
عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة
أو الرقم 4/288، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[348] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: ابن
عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة
أو الرقم 2/398، خلاصة حكم المحدث: ثابت من
طرق
[349] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: الذهبي
- المصدر: تنقيح التحقيق - الصفحة
أو الرقم 1/105، خلاصة حكم المحدث: إسناده
قوي
[350] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: محمد
ابن عبدالهادي - المصدر: تنقيح تحقيق التعليق - الصفحة
أو الرقم 1/266، خلاصة حكم المحدث: إسناده
قوي
[351] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 4533، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[352] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 6396، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[353] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 2931، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[354] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 627، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[355] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 627، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[356] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 627، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[357] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: الطحاوي
- المصدر: شرح معاني الآثار - الصفحة
أو الرقم 1/173، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[358] الراوي: سمرة بن
جندب المحدث: علي
بن المديني - المصدر: تنقيح تحقيق التعليق - الصفحة
أو الرقم 1/267، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[359] الراوي: عبدالله
بن مسعود المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 628، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[360] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: الطحاوي
- المصدر: شرح معاني الآثار - الصفحة
أو الرقم 1/172، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[361] الراوي: عكرمة
مولى ابن عباس المحدث: ابن
عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة
أو الرقم 2/182، خلاصة حكم المحدث: ثابت
ومعلوم من طرق كثيرة
[362] الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة
أو الرقم 23/106، خلاصة حكم المحدث: ثبت
بالنصوص الصحيحة
[363] الراوي: هاشم بن
عتبة المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 1/314، خلاصة حكم المحدث: رجاله
موثقون
[364] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 1/314، خلاصة حكم المحدث: رجاله
موثقون
[365] الراوي: عبدالله
بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 1/314، خلاصة حكم المحدث: رجاله
موثقون
[366] الراوي: حذيفة بن
اليمان المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 1/314، خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح
[367] الراوي: جابر بن
عبدالله المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 1/314، خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح
[368] الراوي: - المحدث: ابن العراقي - المصدر: طرح التثريب - الصفحة
أو الرقم 2/173،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[369] الراوي: سعيد بن
المسيب المحدث: ابن
حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة
أو الرقم 8/45،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[370] الراوي: جابر
المحدث: العيني
- المصدر: نخب الافكار - الصفحة
أو الرقم 3/340،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[371] الراوي: حذيفة
المحدث: العيني
- المصدر: نخب الافكار - الصفحة
أو الرقم 3/340،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[372] الراوي: علي
المحدث: العيني
- المصدر: نخب الافكار - الصفحة
أو الرقم 3/330،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح [وله] طريقان آخران صحيحان
[373] الراوي: رزين بن
عبيد العبدي المحدث: العيني
- المصدر: نخب الأفكار - الصفحة
أو الرقم 3/320،خلاصة حكم المحدث: رواته
ثقات
[374] الراوي: ابن عباس
المحدث: العيني
- المصدر: نخب الأفكار - الصفحة
أو الرقم 3/317،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[375] الراوي: أبو رجاء
المحدث: العيني
- المصدر: نخب الأفكار - الصفحة
أو الرقم 3/306،خلاصة حكم المحدث: [ورد] من أربع طرق صحاح
[376] الراوي: ابن عمر
المحدث: العيني
- المصدر: نخب الأفكار - الصفحة
أو الرقم 3/306،خلاصة حكم المحدث: [ورد] من طريقين صحيحين
[377] الراوي: أبو
العالية المحدث: العيني
- المصدر: نخب الأفكار - الصفحة
أو الرقم 3/309،خلاصة حكم المحدث: طريقه
صحيح
[378] الراوي: عبدالله بن السائب المحدثون:
الألباني - المصادر: الأجوبة النافعة - الصفحة أو الرقم: 30، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم
صحيح الترمذي - الصفحة أو
الرقم: 478
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 568 خلاصة حكم المحدث: حسن على شرط مسلم
أحمد شاكر - المصدر: شرح سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2/343 خلاصة حكم المحدث: صحيح
ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 1/393 خلاصة حكم المحدث: كل رجاله احتج بهم في الصحيح
عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم: 293 خلاصة حكم المحدث: ]أشار في
المقدمة أنه صحيح الإسناد[
ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 1/436 خلاصة حكم المحدث: صحيح
الترمذي -
المصدر:
سنن الترمذي -
الصفحة
أو الرقم: 478 خلاصة حكم المحدث: حسن غريب
[379] الراوي: سهل بن
سعد الساعدي المحدثون: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 2825،خلاصة حكم المحدث: صحيح؛
الوادعي - المصدر: الإلزامات والتتبع - الصفحة
أو الرقم 202،خلاصة حكم المحدث: حسن
[380] الراوي: أنس بن
مالك المحدث: الترمذي
- المصدر: سنن الترمذي - الصفحة
أو الرقم 3196،خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
[381] الراوي: يحيى بن
سعيد المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة
أو الرقم 3196،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[382] الراوي: أنس بن
مالك المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 1/214،خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح
أو حسن أو ما قاربهما[
[383] الراوي: أنس بن
مالك المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم 444،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[384] الراوي: أنس بن
مالك المحدث: الألباني
- المصدر: إرواء الغليل - الصفحة
أو الرقم 2/222،خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[385] الراوي: ]يحيى بن سعيد[ المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم 589،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[386] الراوي: - المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة
أو الرقم 6/364،خلاصة حكم المحدث: إسناده
جيد
[387] الراوي: قتادة بن
دعامة المحدث: العراقي
- المصدر: تحفة الأحوذي - الصفحة
أو الرقم 8/179،خلاصة حكم المحدث: إسناده
جيد
[388] الراوي: أنس بن
مالك المحدث: الوادعي
- المصدر: الصحيح المسند - الصفحة
أو الرقم 63،خلاصة حكم المحدث: صحيح على
شرط الشيخين
[389] الراوي: أنس بن
مالك المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة
أو الرقم 1321،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[390] الراوي: ]قتادة بن
دعامة[ المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم 589،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[391] الراوي: قتادة بن
دعامة المحدث: الألباني
- المصدر: إرواء الغليل - الصفحة
أو الرقم 469،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[392] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
النسائي - الصفحة أو الرقم 1650،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[393] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 1109،خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[394] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 1092،خلاصة حكم المحدث: ]معلق[
[395] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 2012،خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[396] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 924،خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[397] الراوي: عائشة أم
المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 761،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[398] الراوي: أبو سعيد
الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 796،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[399] الراوي: عبدالله
بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 769،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[400] الراوي: عبدالله
بن عباس المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة
أو الرقم 12/189،خلاصة حكم المحدث: صحيح
[401] الراوي: عبدالله
بن عمر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع
الزوائد - الصفحة أو الرقم 10/158،خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح
[402] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 1995، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[403] الراوي:
أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 1197،
خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[404] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1397،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[405] الراوي: - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم 2/215، خلاصة حكم المحدث: صح من غير ما طريق
[406] الراوي:
أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:
1864، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[407] الراوي:
أبو هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 1189، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[408] الراوي:
أبو هريرة المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1397، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[409] الراوي:
أبو هريرة المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1397، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[410] الراوي:
أبو هريرة المحدث: ابن
حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم 4/45، خلاصة حكم المحدث:
احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
[411] الراوي:
أبو هريرة المحدث: ابن
حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم 4/45، خلاصة حكم المحدث:
احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
[412] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:
ابن
جرير الطبري - المصدر:
تفسير
الطبري - الصفحة أو الرقم 7/1/38، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[413] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:
ابن
جرير الطبري - المصدر:
تفسير
الطبري - الصفحة أو الرقم 7/1/39، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[414] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:
ابن
جرير الطبري - المصدر:
تفسير
الطبري - الصفحة أو الرقم 7/1/39، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[415] الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:
ابن
جرير الطبري - المصدر:
تفسير
الطبري - الصفحة أو الرقم 7/1/38، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[416] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:
الطحاوي
- المصدر:
شرح
مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم 12/169، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
[417] الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:
الطحاوي
- المصدر:
شرح
مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم 12/170، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
[418] الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:
المنذري
- المصدر:
الترغيب
والترهيب - الصفحة أو الرقم 2/205، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن
أو ما قاربهما[
[419] الراوي: أبي بن كعب المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر:
تفسير
الطبري - الصفحة أو الرقم 7/1/38، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[420] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:
ابن
عبدالبر - المصدر:
الاستذكار - الصفحة أو الرقم 2/319، خلاصة حكم المحدث: ثابت
[421] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم
323، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[422] الراوي:
سهل بن سعد الساعدي المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم 7/1/38، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[423] الراوي: جابر بن عبدالله المحدثون:
المنذري
- المصدر:
الترغيب
والترهيب - الصفحة أو الرقم 2/207، خلاصة حكم
المحدث: ]إسناده
صحيح أو حسن أو ما قاربهما[؛ السيوطي
- المصدر:
الجامع
الصغير - الصفحة أو الرقم 5178، خلاصة
حكم المحدث: حسن
[424] الراوي: عبدالله بن الزبير المحدث:
ابن
حزم - المصدر:
المحلى - الصفحة أو الرقم 7/290، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[425] الراوي: عبدالله
بن الزبير المحدث: النووي
- المصادر: شرح مسلم - الصفحة
أو الرقم 9/164، خلاصة حكم المحدث: حسن؛
المجموع - الصفحة أو الرقم ( 8/267، 7/471 )، خلاصة حكم المحدث: حسن
[426] الراوي: عبدالله بن الزبير المحدث:
الألباني
- المصدر:
صحيح
الجامع - الصفحة أو الرقم 3841،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[427] الراوي: عبدالله بن الزبير المحدث:
ابن
عبدالبر - المصدر:
التمهيد - الصفحة أو الرقم 6/25،
خلاصة حكم المحدث:
ثابت لا مطعن فيه
[428] الراوي: عبدالله بن الزبير المحدثون:
محمد
ابن عبدالهادي -
المصدر: المحرر - الصفحة أو الرقم 270،
خلاصة حكم المحدث:
إسناده على شرط الصحيحين؛ ابن
القيم - المصدر:
زاد
المعاد - الصفحة أو الرقم 1/49،
خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح
[429] الراوي: عبدالله بن الزبير المحدثون:
ابن
حبان - المصدر:
بلوغ
المرام - الصفحة أو الرقم 221،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح؛ ابن
باز - المصدر:
حاشية
بلوغ المرام لابن باز -
الصفحة أو الرقم 471،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[430] الراوي: عبدالله بن الزبير المحدث:
البوصيري
- المصدر:
إتحاف
الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم 2/19،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[431] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1394،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[432] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1394،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[433] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن عبدالبر - المصدر:
التمهيد - الصفحة أو الرقم 6/16،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح ثابت متواتر
[434] الراوي: أبو هريرة المحدثون:
البخاري
- المصدر:
صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم 1190،
خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[؛ ابن عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة أو الرقم 2/446، خلاصة حكم المحدث: روي من وجوه كثيرة وهو مجمع على صحته؛ ابن العربي - المصدر:
أحكام
القرآن - الصفحة أو الرقم 4/321، خلاصة حكم المحدث: ثابت؛ ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم 4/520، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[435] الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر:
أحكام
القرآن - الصفحة أو الرقم 4/321، خلاصة حكم المحدث: من طريق لا بأس بها
[436] الراوي: ]أبو هريرة[ المحدث: ابن باز - المصدر:
مجموع
فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم ( 197/17، 388/3)،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[437] الراوي: عبدالله بن عمر المحدثون:
مسلم - المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1395،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح
مسلم - الصفحة أو الرقم 1394،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
الراوي:
- المحدث:
ابن
حزم - المصدر:
المحلى - الصفحة أو الرقم 7/284، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[438] الراوي: عبد الله بن الزبير المحدث:
ابن
حزم - المصدر:
المحلى - الصفحة أو الرقم 7/290، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[439] الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري - المصدر:
الترغيب
والترهيب - الصفحة أو الرقم 1/153، خلاصة حكم المحدث: رواته محتج بهم في الصحيح
[440] الراوي: عبدالله بن الزبير المحدث:
المنذري
- المصدر:
الترغيب
والترهيب - الصفحة أو الرقم 2/204، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
[441] الراوي: عبدالله بن الزبير المحدث:
الضياء
المقدسي - المصدر:
السنن
والأحكام - الصفحة أو الرقم 4/295، خلاصة حكم المحدث: إسناده على رسم الصحيح
[442] الراوي: عبدالله بن الزبير المحدث:
المنذري
- المصدر:
الترغيب
والترهيب - الصفحة أو الرقم 2/204، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[
[443] الراوي:
أبو هريرة المحدثون: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم (1196
، 7335، 6588)، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[؛مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1391، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
الراوي: أبو سعيد الخدري أو أبو هريرة المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم 2/285، خلاصة حكم المحدث: صحيح
الراوي:
أبو سعيد الخدري المحدث: ابن عساكر - المصدر: معجم الشيوخ - الصفحة أو الرقم 2/1122، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[444] الراوي:
أبو هريرة المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم
1888، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[445] الراوي: -
المحدث: ابن حزم -
المصدر: المحلى -
الصفحة أو الرقم 7/283،
خلاصة حكم المحدث: صحيح
[446] الراوي: عبدالله بن زيد المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم 1390، خلاصة حكم المحدث: صحيح
الراوي: علي بن أبي طالب و أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم 3915، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب من هذا الوجه
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر:
سنن الترمذي -
الصفحة أو الرقم 3916، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
الراوي:
أبو هريرة وعبدالله بن زيد المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الصغير للبيهقي - الصفحة أو الرقم
2/211، خلاصة حكم المحدث: ثابت
[447] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم
10-4، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
[448] الراوي: ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: صلاح الدين العلائي - المصدر: فتاوى العلائي - الصفحة أو الرقم
110، خلاصة حكم المحدث: سنده حسن
[449] الراوي: ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 9-4، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
[450] الراوي:
ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: النووي - المصدر: الخلاصة - الصفحة أو الرقم 1/306، خلاصة حكم المحدث:
إسناده حسن
[451] الراوي:
ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: النووي - المصدر: المجموع - الصفحة أو الرقم 8/278، خلاصة حكم المحدث:
إسناده لا بأس به
[452] الراوي:
ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: النووي - المصدر: المجموع - الصفحة أو الرقم 8/278، خلاصة حكم المحدث:
إسناده حسن
[453] الراوي:
ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: علاء الدين مغلطاي - المصدر: شرح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 3/198، خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح
[454] الراوي:
ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: السخاوي - المصدر: البلدانيات - الصفحة أو الرقم 64، خلاصة حكم المحدث:
حسن
[455] الراوي:
ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: صلاح الدين العلائي - المصدر: فتاوى العلائي - الصفحة أو الرقم 110، خلاصة حكم المحدث:
سنده حسن
[456] الراوي:
ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم 9015، خلاصة حكم المحدث:
حسن
[457] الراوي:
ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم 1662، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[458] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم
10-4، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
[459] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم
6/954، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
[460] الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: تمام المنة - الصفحة أو الرقم
294، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[461] الراوي: أسيد بن ظهير المحدثون:
المنذري - المصدر:
الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/207، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
الزرقاني - المصدر:
مختصر المقاصد -
الصفحة أو الرقم 588، خلاصة حكم المحدث: حسن
الألباني - المصدر:
صحيح الترغيب -
الصفحة أو الرقم 1180، خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
[462] الراوي: أسيد بن ظهير المحدثون:
محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم 181، خلاصة حكم المحدث: حسن
الألباني - المصدر:
صحيح ابن ماجه -
الصفحة أو الرقم 1167، خلاصة حكم المحدث: صحيح
ابن كثير - المصدر:
تفسير القرآن -
الصفحة أو الرقم 4/150، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[463] الراوي: أسيد بن ظهير المحدثون:
الترمذي - المصدر:
سنن الترمذي -
الصفحة أو الرقم 324، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب
البغوي - المصدر:
شرح السنة -
الصفحة أو الرقم 2/109، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب
عبد الحق الإشبيلي - المصدر:
الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم 472، خلاصة حكم المحدث: ]أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد[
الراوي: أسيد بن حضير المحدث: السيوطي - المصدر:
الجامع الصغير -
الصفحة أو الرقم 5173، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[464] الراوي:
أسيد بن ظهير المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 324، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[465] الراوي:
أسيد بن حضير المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 3872، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[466] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم 1193، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[467] الراوي:
عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1399، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[468] الراوي:
عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 1191، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[469] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم 4488، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[470] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم 7175، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[471] الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:
ابن
جرير الطبري - المصدر:
تفسير
الطبري - الصفحة أو الرقم 7/1/38، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[472] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:
الطحاوي
- المصدر:
شرح
مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم 12/169، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
[473] الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:
الطحاوي
- المصدر:
شرح
مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم 12/170، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
[474] الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:
المنذري
- المصدر:
الترغيب
والترهيب - الصفحة أو الرقم 2/205، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن
أو ما قاربهما[
[475] الراوي: طارق بن
شهاب المحدث: ابن
كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة
أو الرقم 1/343، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[476] الراوي: عبدالله
بن دينار المحدث: ابن
كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة
أو الرقم 1/342، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[477] الراوي: طارق بن
شهاب المحدث: الهيثمي
- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 3/237، خلاصة حكم المحدث: رجاله
رجال الصحيح
[478] الراوي: نافع
مولى ابن عمر المحدث: ابن
حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة
أو الرقم 3/491، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[479] الراوي: ابن عمر
المحدث: العيني
- المصدر: نخب الافكار - الصفحة
أو الرقم 9/202، خلاصة حكم المحدث: طريقه
صحيح
[480] الراوي: عبدالله
بن دينار المحدث: العيني
- المصدر: عمدة القاري - الصفحة
أو الرقم 9/274، خلاصة حكم المحدث: إسناده
صحيح
[481] الراوي: عبدالرحمن بن يعمر الديلي: المحدثون:
ابن حزم -
المصدر:
الإعراب عن الحيرة والالتباس -
الصفحة أو الرقم 2/605، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
النووي -
المصدر:
الإيضاح في مناسك الحج - الصفحة أو الرقم 319، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
الزرقاني - المصدر:
مختصر المقاصد -
الصفحة أو الرقم 369، خلاصة حكم المحدث: صحيح
محمد جار الله الصعدي - المصدر:
النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم 122، خلاصة حكم المحدث: صحيح
الألباني - المصدر:
إرواء الغليل -
الصفحة أو الرقم:
1064، خلاصة
حكم المحدث: صحيح
ابن عثيمين - المصدر:
مجموع فتاوى ابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 152/22، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[482] الراوي:
عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم 7/121، خلاصة حكم المحدث:
احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
[483] الراوي:
عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: ابن حزم - المصدر: حجة الوداع - الصفحة أو الرقم 212، خلاصة حكم المحدث:
إسناده متصل صحيح [كما ذكر في المقدمة[
[484] الراوي: عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم
436، خلاصة حكم المحدث: ]أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد[
[485] الراوي: عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم
2/178، خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة[
[486] الراوي: عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم
3044، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[487] الراوي: عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم
2459، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[488] الراوي:
عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: ابن حزم - المصدر: حجة الوداع - الصفحة أو الرقم 176، خلاصة حكم المحدث:
إسناده متصل صحيح [كما ذكر في المقدمة[
[489] الراوي: عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدثون: الألباني
- المصدر: تخريج
مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم 2646،
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم
3/114، خلاصة حكم المحدث: ]حسن كما قال في المقدمة[
[490] الراوي: عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدثون: السيوطي
- المصدر: الجامع
الصغير
- الصفحة أو الرقم 3794 ، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم
3172، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[491] الراوي:
عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: النووي - المصدر: المجموع - الصفحة أو الرقم 8/95، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[492] الراوي:
عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم 6/230، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[493] الراوي:
]زرارة بن أوفى[ المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم 3/210، خلاصة حكم المحدث:
موقوف بسند رجاله ثقات
[494] الراوي: ]عبدالرحمن بن يعمر
الديلي[ المحدثون: الشوكاني
- المصدر: السيل
الجرار - الصفحة أو الرقم 2/212، خلاصة حكم المحدث: صحيح
الألباني -
المصدر: إرواء الغليل -
الصفحة أو الرقم 1067،
خلاصة حكم المحدث: صحيح
[495] الراوي:
عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 3016، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[496] الراوي:
عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: محمد الأمين الشنقيطي - المصدر: أضواء البيان - الصفحة أو الرقم 5/274، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[497] الراوي:
عبدالرحمن بن يعمر الديلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 889، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[498] الراوي:
أبو هريرة المحدث:
مسلم -
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1350، خلاصة حكم المحدث:
صحيح
[499] الراوي:
أبو هريرة المحدث:
البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 1521، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[500] الراوي:
أبو هريرة المحدث:
البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 1819، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[501] الراوي:
أبو هريرة المحدث:
البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 1820، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[502] الراوي:
أبو هريرة المحدث:
أبو نعيم -
المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم 8/131،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء[
[503] الراوي:
أبو هريرة المحدث:
أبو نعيم -
المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم 8/353،
خلاصة حكم المحدث:
صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء] من حديث منصور
[504] الراوي:
أبو هريرة المحدث:
أبو نعيم -
المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم 7/312،
خلاصة حكم المحدث:
ثابت مشهور من حديث مسعر عن منصور
[505] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم 7/68، خلاصة حكم المحدث: احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر
صحيح من رواية الثقات مسند)
[506] الراوي: جابر بن
عبدالله المحدثون: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة
أو الرقم 2/167، خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن؛ : الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة
أو الرقم 3/210، خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن؛ المباركفوري - المصدر: تحفة الأحوذي - الصفحة
أو الرقم 3/242، خلاصة حكم المحدث: إسناده
حسن؛ الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم 1104، خلاصة حكم المحدث: صحيح
لغيره
[507] الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة
أو الرقم 1/205، خلاصة حكم المحدث: صحيح أو
حسن
[508] الراوي: عامر بن
ربيعة المحدث: السيوطي
- المصدر: الجامع الصغير - الصفحة
أو الرقم 5734، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[509] الراوي: أبو
هريرة المحدث: السيوطي
- المصدر: الجامع الصغير - الصفحة
أو الرقم 5733، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[510] الراوي: عبدالله
بن عباس و جابر بن عبدالله المحدثون: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة
أو الرقم 3793، خلاصة حكم المحدث: صحيح ؛ الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة
أو الرقم 3170، خلاصة حكم المحدث: حسن؛ محمد الأمين الشنقيطي - المصدر: أضواء البيان - الصفحة
أو الرقم 5/536، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[511] الراوي: أبو
هريرة المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح النسائي - الصفحة
أو الرقم 2623، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[512] الراوي: معاذ
بن جبل - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 2866
[513] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
7457
[514] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
7463
[515] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 3123
[516] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم
1876
[517] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم36
[518] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 1876
[519] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
2787
[520] الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما
سكتت عنه فهو صالح[
- المحدث: أبو داود -
المصدر: سنن أبي داود
- الصفحة أو الرقم 2541
[521] الراوي: أبو مالك الأشعري - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكتت عنه فهو صالح[ - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم
2499
[522] الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكتت عنه فهو صالح[
- المحدث: أبو
داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم
2494
[523] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم
1650
[524] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم 1651
[525] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح غريب من هذا الوجه - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم 1620
[526] الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكتت عنه فهو صالح[
- المحدث: أبو
داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم 2520
[527] الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما
سكتت عنه فهو صالح[
- المحدث: أبو داود -
المصدر: سنن أبي داود
- الصفحة أو الرقم 2541
[528] الراوي: أبو مالك الأشعري - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكتت عنه فهو صالح[
- المحدث: أبو
داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم
2499
[529] الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكتت عنه فهو صالح[
- المحدث: أبو
داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم
2494
[530] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم
1650
[531] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح غريب من هذا الوجه - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم
1620
[532] الراوي: أبو صالح مولى عثمان - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 2/15
[533] الراوي: أبو صالح مولى عثمان - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 1/218
[534] الراوي: سهل بن سعد الساعدي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 6415
[535] الراوي: سهل بن سعد الساعدي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
3250
[536] الراوي: سهل بن سعد الساعدي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
2892
[537] الراوي: سهل بن سعد الساعدي - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم
1648
[538] الراوي: سهل بن سعد الساعدي - خلاصة الدرجة: رباط في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها لم يقل هذا غير عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وغيره أثبت منه وباقي الحديث صحيح - المحدث: الدارقطني - المصدر: الإلزامات والتتبع - الصفحة أو الرقم 202
[539] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
2793
[540] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
6567
[541] الراوي: مسروق - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم1887
[542] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
7423) ، 2790)
[543] الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم
1884
[544] الراوي: عبدالله بن أبي أوفى - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
2818
[545] الراوي: عبدالله بن أبي أوفى - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
2965
[546] الراوي: عبدالله بن أبي أوفى - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
3024
[547] الراوي: موسى بن عقبة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم
1742
[548] الراوي: أبو موسى الأشعري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم
1902
[549] الراوي: أنس
بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري
- المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 2796
[550] الراوي: أبو
عبس عبدالرحمن بن جبر - خلاصة الدرجة: صحيح
- المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 907
[551] الراوي: أبو
عبس عبدالرحمن بن جبر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري
- المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 2811
[552] الراوي: أبو
عبس عبد الرحمن بن جبر - خلاصة الدرجة: صحيح
- المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم 4/117
[553] الراوي: أبو الدرداء
- خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم 1272
[554] الراوي: جابر
بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 1273
[555] الراوي: أبو عابس
- خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي
- الصفحة أو الرقم 3116
[556] الراوي: أبو عبس
- خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
- الصفحة أو الرقم 6061
[557] الراوي: أبو
عبس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الترمذي - الصفحة أو الرقم 1632 ، صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 687 ، صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم 1270
[558] الراوي: أبو
بكر الصديق - خلاصة الدرجة: روي من وجوه - المحدث: البزار
- المصدر: البحر الزخار - الصفحة أو الرقم) 1/76، (1/191
[559] الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الترمذي
- المصدر: سنن الترمذي -
الصفحة أو الرقم 1639 ، صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 1639 ، صحيح لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم 3322
[560] الراوي: أنس
بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 4111
[561] الراوي: أنس
بن مالك - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 3325
[562] الراوي: عبد
الله بن عباس - خلاصة الدرجة: حسن وله شاهد - المحدث: ابن
العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم 4/117
[563] الراوي: أبو هريرة
- خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن
العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 4/117، صحيح لغيره
- المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 1269
[564] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3324 ، صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الترمذي - الصفحة أو الرقم 2311) ، 1633)
[565] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الجامع - الصفحة أو الرقم 7778
[566] الراوي: أبو هريرة
- خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي
- الصفحة أو الرقم 3108
[567] الراوي: أنس
بن مالك - خلاصة الدرجة: ]فيه] محمد بن عبد الواحد اللبان
كان صدوقا - المحدث: الخطيب البغدادي - المصدر: تاريخ
بغداد - الصفحة أو الرقم 3/163
[568] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الجامع - الصفحة أو الرقم 3136
[569] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 3323
[570] الراوي: ريحانة
- خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
النسائي - الصفحة أو الرقم 3117
[571] الراوي: عبدالله
بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 1229
[572] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 1233
[573] الراوي: أنس
بن مالك - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 3325
[574] الراوي: أنس
بن مالك - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم1230
[575] الراوي: عبدالله
بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني
- المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم 3752
[576] الراوي: عبدالله
بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 4112
[577] الراوي: أنس
بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 4113
[578] الراوي: مالك
بن عبدالله الختعمي و عثمان بن عفان و عبدالرحمن بن جبر و جابر
بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 5543
[579] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة
المصابيح - الصفحة أو الرقم 3751
[580] الراوي: عائشة
- خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
- الصفحة أو الرقم 5616
[581] الراوي: عائشة
- خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم 1274
[582] الراوي: معاذ
بن أنس الجهني - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن
حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري - الصفحة أو الرقم 98/6
[583] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصادر: صحيح
الجامع - الصفحة أو الرقم 7617 ؛ صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 1269
[584] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
ابن ماجه - الصفحة أو الرقم 2256
[585] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
النسائي - الصفحة أو الرقم 3113
[586] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الموارد - الصفحة أو الرقم 1321
[587] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الجامع - الصفحة أو الرقم 7616
[588] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم 215
[589] الراوي: أبو هريرة
- خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم 2606
[590] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
النسائي - الصفحة أو الرقم 3110
[591] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
النسائي - الصفحة أو الرقم 3111
[592] الراوي: أبو هريرة
- خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي
- الصفحة أو الرقم 3314
[593] الراوي: أبو هريرة
- خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي
- الصفحة أو الرقم 3112
[594] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
النسائي - الصفحة أو الرقم 3115
[595] الراوي: أبو هريرة
- خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم 2886
[596] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
النسائي - الصفحة أو الرقم 3109
[597] الراوي: أبو
هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة
المصابيح - الصفحة أو الرقم 3751
[598] الراوي: عمرو
بن عبسة السلمي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 3145
[599] الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 3166
[600] الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 6914
[601] الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث - خلاصة الدرجة: روي من طرق - المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - الصفحة أو الرقم 9/129
[602] الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث - خلاصة الدرجة: روي من غير وجه، وهذا الحديث أغربها، [وفيه] يوسف بن حماد ثقة -
المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - الصفحة أو الرقم 9/102
[603] الراوي: عبد الله بن عباس - خلاصة الدرجة: ]فيه] زمعة بن صالح ربما يهم في بعض ما يرويه وأرجو أن حديثه صالح لا بأس به - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم 1/198
[604] الراوي: حميد - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 4048
[605] الراوي: أنس
بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث:
مسلم - المصدر: المسند
الصحيح - الصفحة أو الرقم 1903
[606] الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 5836
[607] الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 6640
[608] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 2615
[609] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 3248
[610] الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 3249
[611] الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 2468
[612] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 2469
[613] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم 3/1209
[614] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده على شرط الشيخين - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم 4/131
[615] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: أشبه بالصحة - المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم 3/274
[616] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: روي من وجه آخر دون لفظة [ذلك قبل أن ينهى عن
الحرير[ - المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم 3/274
[617] الراوي: -
- خلاصة الدرجة: ثابت - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستيعاب - الصفحة أو الرقم 2/169
[618] الراوي: -
- خلاصة الدرجة: ثابت - المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم 1/292
[619] الراوي: عمرو
بن عبسة السلمي - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني
- المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم 3319
[620] الراوي: مالك
بن الحارث - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 1895
[621] الراوي: عقبة
بن عامر - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم 1893
[622] الراوي: أبو
مسعود عقبة بن عمرو - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم
- المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 1659
[623] الراوي: كعب
بن مرة أو مرة بن كعب - خلاصة الدرجة: إسناده
صحيح - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم 6/199
[624] الراوي: سهل بن سعد الساعدي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 6005
[625] الراوي: سهل بن سعد الساعدي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 5304
[626] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 2983
[627] الراوي: عدي بن حاتم الطائي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم
1417 ، الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: له طرق بأسانيد جياد - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: لسان الميزان - الصفحة أو الرقم
4/334 ، الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: مختصر البزار - الصفحة أو الرقم
1/388 ، الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح
- المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن خزيمة - الصفحة أو
الرقم 2429 ، الراوي: عدي
بن حاتم و عائشة و أنس بن مالك و النعمان بن بشير و أبو هريرة و ابن عباس و أبو
أمامة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الجامع - الصفحة أو الرقم 114 ، صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 2551
[628] الراوي: عدي
بن حاتم الطائي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري
- المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 6539
[629] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم 1/100
[630] الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 6/83
[631] الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 7/186
[632] الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 304
[633] الراوي: كعب بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم
2769، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[634] الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: زاد المعاد - الصفحة
أو الرقم 5/59، خلاصة حكم المحدث: ثابت
[635] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 4274، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[636] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 4890، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[637] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم 2494، خلاصة حكم المحدث: صحيح
[638] الراوي: عمر بن
الخطاب المحدث: علي
بن المديني - المصدر: مسند الفاروق - الصفحة
أو الرقم 2/613، خلاصة حكم المحدث: لم نجده
عن عمر إلا من هذه الطريق وقد روي عن علي من وجوه صحاح
[639] الراوي: علي بن
أبي طالب المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم 6259، خلاصة حكم المحدث المحدث: ]صحيح[
[640] الراوي: عتبة بن
فرقد السلمي المحدث: أحمد
شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة
أو الرقم: 1/74، خلاصة حكم المحدث: ]أشار في
المقدمة إلى صحته[
[641]
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 2682، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[642]
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 34، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[
[643]
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم 8/29، خلاصة حكم المحدث:
في غاية الصحة
[644]
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 1/113، خلاصة حكم المحدث:
رجاله رجال الصحيح
[645] الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: إسناده لا بأس به - المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم 3/481
[646] الراوي: أبو بصرة الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم 3/228، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
[647] الراوي: أبو هريرة و أبو بصرة الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم 3/227، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح