إنَّ اللهَ هو الخالقُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ المُسعِّرُ

 

 

جمع وترتيب

أ.د. حسين يوسف العمري

Hussain yousef Omari

قسم الفيزياء / جامعة مؤتة / الأردن

rashed@mutah.edu.jo

 

 

المبحث الأول: إنَّ اللهَ هو الخالقُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ وإنِّي لَأرجو ألَّا ألقى اللهَ بمظلمةٍ ظلَمْتُها أحدًا منكم في أهلٍ ولا مالٍ

(غلا السِّعرُ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، سعِّر لنا ، قالَ إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ ، القابِضُ ، الباسطُ ، الرَّزَّاقُ ، وإنِّي لأرجو أن ألقى ربِّي وليسَ أحدٌ منْكم يطلُبني بمظلِمةٍ في دمٍ ولا مالٍ) ([1])


في هذا الحَديثِ يَحكي أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه: "غَلا السِّعرُ"، أي: ارتفعَتْ أسعارُ السِّلعِ وقيمتُها عندَ أصحابِها، "على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقالوا"، أي: الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم: "يا رسولَ الله، سَعِّرْ لنا"، أي: طلبوا مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يأمُرَ التُّجَّارَ وأهلَ السُّوقِ بسعرٍ مسمًّى لا يُزادُ عليه ولا يُنقَصُ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ اللهَ هو المُسعِّرُ"، أي: إنَّ الغلاءَ والرُّخْصَ هو أمرٌ بيدِ الله تعالى، "القابضُ"، أي: المُمسِكُ للرِّزقِ، "الباسطُ"، أي: الموسِّعُ له، "الرَّزَّاقُ"، أي: الَّذي بيدِه رِزقُ العبادِ، "وإنِّي لَأرجو أن ألقى ربِّي وليس أحدٌ منكم يَطلُبُني بمَظْلِمَةٍ"، أي: تكونُ له مَظْلِمَةٌ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يسأَلُه بها اللهَ يومَ القيامةِ، "في دَمٍ ولا مالٍ"، أي: إنَّ المانعَ لي مِن التَّسعيرِ مَخافةُ أن يَظلِمَ النَّاسَ في أموالِهم؛ قيل: وفي التَّسعيرِ مفاسِدُ؛ منها: تحريكُ الرَّغباتِ والحملُ على الامتناعِ مِن البيعِ، وكثيرًا ما يُؤدِّي إلى القَحْطِ، وذلك إذا تضمَّن ظُلمَ التُّجَّارِ والبائِعين وإكراهَهم بغيرِ حقٍّ على البيعِ بثمَنٍ لا يَرْضَونه، أو مَنْعَهم ممَّا أباح اللهُ لهم، وقد ذَهبَ بعضُ العُلماءِ إلى إباحةِ التَّسعيرِ عندَ الضَّرورةِ أو الحاجةِ، بشَرْطِ أنْ يتَضمَّن العدلَ بينَ النَّاسِ، مِثلَ إكراهِهم على ما يَجِبُ عليهم مِن المعاوَضةِ والبيعِ بثَمَنِ المِثلِ، ومَنْعِهم ممَّا يَحرُمُ عليهم مِن أخذِ الزِّيادةِ على عِوَضٍ وثمَنِ المثلِ فهو مُباحٌ، وربَّما يتحوَّلُ إلى واجبٍ على الإمامِ على أن يَكونَ التَّسعيرُ إلزامًا بالعَدلِ في البيعِ والشِّراءِ، وليس إكراهًا على البيعِ بأقلَّ مِنه.

https://dorar.net/hadith/sharh/35384

(غلا السِّعرُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: يا رسولَ اللهِ غلا السِّعرُ فسعِّرْ لنا سعرًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّ اللهَ هو الخالقُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ وإنِّي لَأرجو ألَّا ألقى اللهَ بمظلمةٍ ظلَمْتُها أحدًا منكم في أهلٍ ولا مالٍ )) ([2]).

(قال الناس: يا رسول اللهِ ! غلا السعر فسعر لنا ! فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : إن الله هو المسعر القابض البَاسط الرازق ، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال) ([3]).

وفيما يلي الألفاظ المختلفة لطرق هذا الحديث برواية أنس بن مالك:

(قالَ النَّاسُ : يا رسولَ اللَّهِ ! غَلا السِّعرُ فسعِّر لنا ، قال : إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ ، القابِضُ الباسِطُ الرَّازِقُ ، إنِّي لأرجو أن ألْقَى اللهَ وليسَ أحدٌ منكم يُطالبني ، بمظلِمةٍ في دمٍ ولا مالٍ) ([4])

(قال النَّاسُ يا رسولَ اللَّهِ ، غلا السِّعرُ فسعِّر لَنا ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ ، وإنِّي لأرجو أن ألقَى اللَّهَ وليسَ أحدٌ منكُم يطالبُني بمَظلمةٍ في دمٍ ولا مالٍ) ([5])

(غلا السِّعرُ في المدينةِ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال النَّاسُ يا رسولَ اللهِ غلا السِّعرُ فسعِّرْ لنا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ اللهَ هو المسعِّرُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ وإنِّي لأرجو أن ألقَى اللهَ تعالَى وليس أحدٌ منكم يطلبُني بمظلَمةٍ في دمٍ ولا مالٍ) ([6]).

(غلا السعرُ في المدينة على عهدِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال الناس: يا رسولَ الله، غلا السعرُ فسَعِّرْ لنا، فقال: إنَّ الله هو المسَعِّر القابضُ الباسط الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله عزَّ وجلَّ ولا يطلبُني أحدٌ بمظلمةٍ في دمٍ ولا مال) ([7]).

(غلاَ السِّعرُ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليْهِ وسلَّمَ فقالوا يا رسولَ اللَّهِ قد غلاَ السِّعرُ فسعِّر لنا فقالَ إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ إنِّي لأرجو أن ألقى ربِّي وليسَ أحدٌ يطلُبُني بمظلِمةٍ في دمٍ ولاَ مالٍ) ([8]).

(قالَ: النَّاسُ يا رسولَ اللَّهِ ، غلا السِّعرُ فسعِّر لَنا ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ ، وإنِّي لأرجو أن ألقى اللَّهَ وليسَ أحدٌ منكم يطالبُني بمظلمةٍ في دمٍ ولا مالٍ) ([9]).

(قال النَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، غَلَا السِّعْرُ؛ فسَعِّرْ لنا، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم: إنَّ اللهَ هو المُسعِّرُ القابِضُ الباسِطُ الرَّازِقُ، وإنِّي لَأرجُو أن ألقَى اللهَ وليس أحَدٌ منكم يُطالِبُني بمَظْلِمَةٍ في دمٍ ولا مالٍ.) ([10]).

المبحث الثاني: المكوس (الضرائب)

مَهلًا يا خالدُ لا تسبَّها فوالذي نفسي بيدِهِ لقد تابت توبةً لو تابَها صاحبُ مَكْسٍ لغُفِرَ لهُ

(أنَّ ماعزَ بنَ مالكٍ الأسلميَّ أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ ! إني قد ظلمتُ نفسي وزنيتُ وإني أُريدُ أن تُطهِّرَني . فردَّه . فلما كان من الغدِ أتاهُ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني قد زنيتُ . فردَّهُ الثانيةَ. فأرسل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى قومِه فقال ( أتعلمونَ بعقلِه بأسًا تُنكرونَ منهُ شيئًا ؟ ) فقالوا : ما نعلمُه إلا وَفِيَّ العقلِ . من صالحينا . فيما نرى . فأتاهُ الثالثةَ . فأرسل إليهم أيضًا فسأل عنهُ فأخبروهُ : أنَّهُ لا بأسَ بهِ ولا بعقلِه . فلما كان الرابعةَ حفرَ لهُ حفرةً ثم أمرَ بهِ فرُجِمَ . قال : فجاءتِ الغامديةُ فقالت : يا رسولَ اللهِ ! إني قد زنيتُ فطهِّرْني . وإنَّهُ ردَّها . فلما كان الغدُ قالت : يا رسولَ اللهِ ! لم تردَّني ؟ لعلك أن تردَّني كما رددتَ ماعزًا . فواللهِ ! إني لحبلى . قال ( إما لا ، فاذهبي حتى تَلِدِي ) فلما ولدت أتتْهُ بالصبيِّ في خرقةٍ . قالت : هذا قد ولدتُه . قال ( اذهبي فأرضعِيهِ حتى تفطُمِيهِ ) . فلما فطمَتْهُ أتتْهُ بالصبيِّ في يدِه كسرةُ خبزٍ . فقالت : هذا ، يا نبيَّ اللهِ ! قد فطمتُه ، وقد أكل الطعامَ . فدفع الصبيَّ إلى رجلٍ من المسلمين . ثم أمر بها فحُفِرَ لها إلى صدرها . وأمر الناسَ فرجمُوها . فيُقْبِلُ خالدُ بنُ الوليدِ بحجرٍ . فرمى رأسها . فتنَضَّحَ الدمُ على وجهِ خالدٍ . فسبَّها . فسمع نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سبَّهُ إياها . فقال ( مهلًا ! يا خالدُ ! فوالذي نفسي بيدِه ! لقد تابت توبةً ، لو تابها صاحبُ مُكْسٍ لغُفِرَ لهُ ) . ثم أمر بها فصلى عليها ودُفِنَتْ .) ([11]).

شرح الحديث:  .... ، ثُمَّ أَمرَ بها فَحُفِرَ لها إلى صَدرِها، وأَمرَ النَّاسَ فَرجَمُوها، أي: بِالحجارةِ وهو حدُّ الزَّانيةِ الْمُحصنةِ، فَأقبلَ خالدُ بنُ الوليدِ بِحجرٍ فَرمَى رأسَها، أي: قَذفَها به في رأسِها، "فَتَنضَّحَ" الدَّمُ على وجْهِ خالدٍ، أي: تَطايَرَ على وجْهِه فَسبَّها، أي: شَتمَها، فَسَمِعَ صلَّى الله عليه وسلَّم سبَّهُ إيَّاهَا، فقال: مَهلًا يا خالدُ! فَوالَّذي نَفْسي بِيدِه، أي: يَحلفُ صلَّى الله عليه وسلَّم بِاللهِ، لَقد تابَتْ توبةً لو تَابَها صاحبُ "مَكْسٍ"- والْمكْسُ: الْجبايَةُ، وغَلَبَ استعمالُه فيما يَأخُذه أعوانُ الظَّلمةِ عِند البيعِ والشِّراءِ- لَغُفِرَ له، ثُمَّ أَمرَ بِها فَصلَّى عَليها ودُفِنَتْ.

في الحديثِ: أنَّ الحدودَ تُكفِّرُ الذُّنوبَ.  وفيه: أنَّ الْمَكْسَ مِن أَقبحِ الْمَعاصِي والذُّنوبِ الْمُوبقاتِ؛ وذلك لِكثرةِ مُطالباتِ النَّاسِ له وظُلاماتِهم عنَده، وتَكرُّرِ ذلك منه، وانتهاكِه لِلنَّاسِ، وأخْذِ أموالِهم بِغيرِ حقِّها، وصرْفِها في غيرِ وجْهِها.   وفيه: أنَّ توبةَ الزَّاني لا تُسقِطُ عنه حدُّ الزِّنا.  وفيه: بيانُ عِظمِ التَّوبةِ، وأنَّها تَجُبُّ الذَّنبَ وإنْ عَظُمَ.  وفيه: بيانُ حدِّ الزَّاني إذا كان مُحْصَنًا.  وفيه: أنَّ مِن هدْيِه صلَّى الله عليه وسلَّمُ التَّثَبُّتَ مِنَ الأمرِ قدْرَ المستطاعِ خصوصًا في الحدودِ.  وفيه: مشروعيَّةُ الإقرارِ بِفعْلِ الفاحشةِ.

https://dorar.net/hadith/sharh/17247

(ارجعي. فرجعت، فلما كان الغد أتته ، فقالت : لعلك أن تردني كما رددت ماعز بن مالك ! فوالله إني لحبلى. فقال لها: ارجعي فرجعت ، فلما كان الغد أتته ، فقال لها : ارجعي حتى تلدي . فرجعت ، فلما ولدت أتته بالصبي فقالت : هذا قد ولدته ، فقال لها : ارجعي فأرضعيه حتى تفطميه . فجاءت به وقد فطمته وفي يده شيء يأكله ، فأمر بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين ، وأمر بها فحفر لها ؛ وأمر بها فرجمت . وكان خالد فيمن يرجمها فرجمها بحجر فوقعت قطرة من دمها على وجنته ، فسبها . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده ! لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له . وأمر بها فصلى عليها ودفنت) ([12])

(جاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله ! إني قد زنيت ، وأريد أن تطهرني، فردها، فلما كان الغد أتته، فقالت: يا نبي الله! لم تردني؟ لعلك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك ، فوالله إني لحبلى . فقال : إما لا ، فاذهبي حتى تلدي ، فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة ، فقالت : هذا ولدته . قال : اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه . فلما فطمته ، أتته بالصبي وفي يده كسرة خبز ، فقالت : هذا يا نبي الله ! قد فطمته ، وقد أكل الطعام، فدفع الغلام إلى رجل من المسلمين ، ثم أمر بها ، فحفر لها إلى صدرها ، وأمر الناس أن يرموا . وأقبل خالد بن الوليد فرمى رأسها ، فتنضح الدم على وجهه ، فسبها ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه إياها ، فقال : مهلا يا خالد ، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر الله له . ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت) ([13])

(جاءتِ الغامديَّةُ فقالت: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي قد زَنَيْتُ، وأَنا أريدُ أن تطَهِّرَني، وأنَّهُ ردَّها، فلمَّا كانَ الغدُ قالت: يا نبيَّ اللَّهِ لِمَ تردُّني فلعلَّكَ تريدُ أن تردَّني كما رددتَ ماعزًا، فواللَّهِ إنِّي لحبلى قالَ: أمَّا الآنُ فاذهبي حتَّى تلدي، فلمَّا ولَدت أتتهُ بالصَّبيِّ في خِرقةٍ، قالت: هذا قد ولدتُهُ، قالَ: اذهبي فأرضعيهِ حتَّى تفطميهِ، فأرضعَتهُ فلمَّا فطمَتهُ أتتهُ بالصَّبيِّ وفي يدِهِ كسرةُ خبزٍ، فقالت: يا نبيَّ اللَّه قد فطمتُهُ وقد أَكَلَ الطَّعامَ، فدفعَ الغلامَ إلى رجلٍ منَ المسلمينَ، ثمَّ أمرَ بِها فحفرَ لَها إلى صدرِها، وأمرَ النَّاسَ أن يرموا، وأقبلَ خالدُ بنُ الوليدِ فرمى رأسَها وانتضحَ الدَّمُ وجهَ خالدٍ فسبَّها خالدٌ، فسمعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سبَّهُ إيَّاها، فقالَ: مَهْلًا يا خالدُ فوالَّذي نفسي بيدِهِ لقد تابَت توبةً لو تابَها صاحبُ مَكْسٍ لغُفِرَ لَهُ، ثمَّ أمرَ بِها فصُلِّيَ عليها ودُفِنَت) ([14])

(أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لمَّا أمرَ النَّاسَ أن يرجُموا الغامديَّةَ أقبلَ خالدُ بنُ الوليدِ فرمى رأسَها فتنضَّحَ الدَّمُ على خالِدٍ فسبَّها فسمِعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سبَّهُ إيَّاها فقال مَهلًا يا خالدُ لا تسبَّها فوالذي نفسي بيدِهِ لقد تابت توبةً لو تابَها صاحبُ مَكْسٍ لغُفِرَ لهُ فأمرَ بِها فصلِّيَ عليها) ([15]).

(أنَّ امرأةً يعني من غامدٍ أتت النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت إنِّي قد فجرتُ فقال ارجِعي . فرجعت ، فلمَّا كان الغدُ أتته ، فقالت : لعلَّك أن ترُدَّني كما رددتَ ماعزَ بنَ مالكٍ ! فواللهِ إنِّي لحُبلَى . فقال لها : ارجِعي فرجعت ، فلمَّا كان الغدُ أتته ، فقال لها : ارجِعي حتَّى تلِدي . فرجعت ، فلمَّا ولدت أتته بالصَّبيِّ فقالت : هذا قد ولدتُه ، فقال لها : ارجِعي فأرضعيه حتَّى تَفطميه . فجاءت به وقد فطمته وفي يدِه شيءٌ يأكلُه ، فأمر بالصَّبيِّ فدُفِع إلى رجلٍ من المسلمين ، وأمر بها فحُفِر لها ؛ وأمر بها فرُجِمت . وكان خالدٌ فيمن يرجمُها فرجمها بحجرٍ فوقعت قطرةٌ من دمِها على وجنتِه ، فسبَّها . فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : مهلًا يا خالدُ فوالَّذي نفسي بيدِه ! لقد تابت توبةً لو تابها صاحبُ مُكسٍ لغُفِر له . وأمر بها فصلَّى عليها ودُفِنت) ([16])

(مَهْلًا يا خَالِدَ ! لا تَسُبَّها ، فوَالَّذِي نَفسِي بِيدِهِ لَقدْ تابَتْ تَوبةً لو تابَها صاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ) ([17]).

لقَد تابَ تَوبةً لَو تابَها صاحبُ مَكْسٍ ، لقُبِلَت منهُ - يَعني ماعزًا - .

(لقد تاب توبةً ، لو تابها صاحبُ مُكسٍ ؛ لقُبِلت منه) (الراوي: عبدالله بن عباس ، المحدث: الألباني ، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 3238 ، خلاصة حكم المحدث: رواه مسلم بنحوه)

(لقَد تابَ تَوبةً لَو تابَها صاحبُ مَكْسٍ ، لقُبِلَت منهُ - يَعني ماعزًا - .) (الراوي: عبدالله بن عباس ، المحدث: الألباني ، المصدر: ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 4703 ، خلاصة حكم المحدث: ضعيف جداً [ ثم تراجع الشيخ وصححه في “ السلسلة الصحيحة “ رقم : 3238 ])

لا يدخلُ الجنةَ صاحبُ مكسٍ يعني العشَّارَ

وفيما يلي طرق وألفاظ الحديث الشريف الذي يرويه عقبة بن عامر - رضي الله تعالى عنه – في الباب:

)لا يدخلُ الجنَّةَ صاحبُ مَكْسٍ) ( ([18]) ، ([19]) ، ([20])، ([21]) ).

)حديثُ: لا يدخلُ الجنَّةَ صاحبُ مُكسٍ) ([22]).

)لا يدخُلُ الجَنَّةَ صاحِبُ مَكسٍ يعني الَّذي يَعشُرُ النَّاسَ) ([23]).

)لا يدخلُ الجنةَ صاحبُ مُكسٍ يعني الذي يعشرُ الناسَ أي يأخذُ العُشرَ) ([24]).

(لا يدخلُ الجنَّةَ صاحبُ مَكْسٍ. يعني: عاشِرًا) ([25]).

(لا يدخلُ الجنةَ صاحبُ مكسٍ يعني العشَّارَ) ([26]).

(لا يدخُلُ الجنَّةَ صاحبُ مَكْسٍ) ([27]).

(لا يَدْخُلُ الجنةَ صاحِبُ مَكْسٍ) ([28]).

إنَّ صاحبَ المَكْسِ في النارِ

 (إنَّ صاحبَ الْمَكسِ في النَّارِ.) ([29]).

وهنالك روايات ضعيفة؛ (منِ اعتذرَ إليهِ أخوهُ المسلِمُ فلم يقبل عُذرَهُ فوِزرُهُ كوِزرِ صاحبِ مَكسٍ) ([30]).

لقد حرّم اللهُ المكوس والضرائب.  وإنها ولا شك عاملٌ هام يتسبب بالغلاء ورفع الأسعار؛ فيما بيّنت الأحاديث في الباب السابق (إنَّ اللهَ هو الخالقُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ المُسعِّرُ؛ وإنِّي لَأرجو ألَّا ألقى اللهَ بمظلمةٍ ظلَمْتُها أحدًا منكم في أهلٍ ولا مالٍ)

المبحث الثالث: الإحتكار

 (أنَّ عمرَ - وَهوَ يومئذٍ أميرُ المؤمنينَ - خرجَ من المسجدِ ، فأُرِيَ طعامًا منثورًا.  فقالَ: ما هذا الطَّعامُ ؟ فقالوا: طعامٌ جُلِبَ إلينا . قالَ: بارَكَ اللَّهُ فيهِ وفيمن جلبَهُ . قيلَ: يا أميرَ المؤمنينَ ، إنَّهُ قدِ احتَكَرَ . قالَ : ومنِ احتَكَرَهُ ؟ قالوا: فرُّوخٌ مولى عثمانَ، وفلانٌ مولى عمرَ. فأرسلَ إليهما فقالَ: ما حملَكُما على احتِكارِ طعامِ المسلِمينَ؟ قالا يا أميرَ المؤمنينَ ، نشتَري بأموالِنا ونبيعُ !! فقالَ عمرُ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: منِ احتَكَرَ على المسلِمينَ طعامَهُم ضربَهُ اللَّهُ بالإفلاسِ أو بجذامٍ . فقالَ فرُّوخٌ عندَ ذلِكَ : أعاهِدُ اللَّهَ وأعاهدُكَ ألَّا أعودَ في طعامٍ أبدًا . وأمَّا مولى عمرَ فقالَ: إنَّما نشتَري بأموالِنا ونبيعُ. قالَ أبو يحيى: فلقَد رأيتُ مولى عمرَ مَجذومًا ورواهُ ابنُ ماجَهْ. ولفظُهُ: منِ احتَكَرَ على المسلمينَ طعامَهُم ضربَهُ اللَّهُ بالإفلاسِ والجُذامِ) (الراوي: عمر بن الخطاب ، المحدث:  أحمد شاكر، المصدر: عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/334 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح)

(أنَّ عمرَ رضيَ اللَّهُ عنهُ وَهوَ يومئذٍ أميرُ المؤمنينَ خرجَ إلى المسجِدِ فرَأى طعامًا مَنثورًا فقالَ: ما هذا الطَّعامُ؟ فَقالوا : طَعامٌ جلبَ إلَينا ، قالَ : بارَكَ اللَّهُ فيهِ ، وفيمَن جلبَهُ ، قيلَ : يا أميرَ المؤمنينَ فإنَّهُ قدِ احتُكِرَ، قالَ : ومنِ احتَكَرَهُ ؟ قالوا : فرُّوخُ مولى عثمانَ ، وفلانٌ مولَى عمرَ ، فأرسلَ إليهِما فدَعاهما ، فقالَ : ما حملَكُما علَى احتِكارِ طعامِ المسلِمينَ ؟ قالا : يا أميرَ المؤمِنينَ ، نشتَري بأموالِنا ، ونبيعُ ، فقالَ عمرُ : سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يَقولُ : منِ احتَكَرَ على المسلِمينَ طعامَهُم ، ضربَهُ اللَّهُ بالإفلاسِ ، أو بِجُذامٍ ، فقالَ فرُّوخُ : عندَ ذلِكَ يا أميرَ المؤمنينَ ، أعاهدُ اللَّهَ ، وأعاهِدُكَ ، أن لا أعودَ في طَعامٍ أبدًا ، وأمَّا مَولى عُمرَ فقالَ : إنَّما نَشتَري بأموالِنا ونبيعُ . قالَ أبو يَحيى : فلَقد رأيتُ مَولى عمرَ مَجذومًا) (الراوي: فروخ مولى عثمان ، المحدث: أحمد شاكر ، المصدر: مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 1/82 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

أميرُ المؤمنينَ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ينهى بنهي الله ورسوله عن احتكار طعام المسلمين.  أما قادة اليوم ورجال السياسة اليوم في عالمنا الثالث فإنّهم يحتكرون الطعام استيرادا وتصديرا وخزناً وبيعاً .  ويحتكرون تنفيذ المشاريع والمقاولات !.  ينافسون المواطنين في تجارتهم، ويتقاسمون معهم لقمة العيش من خلال فرضهم شتى أشكال المكوس والضرائب!

(من احتكرَ فهوَ خاطئٌ. فقيل لسعيدٍ : فإنَّكَ تحتكرُ ؟ قال سعيدٌ : إنَّ معْمَرًا الذي كان يُحَدِّثُ هذا الحديثَ كان يحتكرُ .) ( الراوي : معمر بن عبدالله بن نضلة ، المحدث: مسلم ، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1605 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح )

شرح الحديث: يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَنِ احتَكَرَ فهو "خَاطئٌ"، أي: عاصٍ آثمٌ، والمحتكِرُ هو الَّذي يَشتري السِّلَعَ مِنَ الطَّعامِ ونحوِه مِمَّا يَحتاجُه النَّاسُ في وقتِ الشِّدَّةِ، ويُخزِّنُه إذا اشتدَّ الغَلاءُ حتَّى يَبيعَه بِأكثرَ، فَقيلَ لِسعيدِ بنِ الْمسيِّبِ: فإنَّكَ تَحتكرُ؟ قال سعيدٌ: إنَّ مَعْمَرًا الَّذي كان يُحدِّثُ هذا الحَديثَ كان يَحتَكِرُ، والمقصودُ الاحتكارُ المباحُ، وهو إذا كان لا يَضرُّ بِأهلِ البلدِ أو أنَّهما كانَا يَحتكرانِ الزَّيتَ وحَمَلَا الحديثَ على احتِكارِ الأقواتِ عند الحاجةِ إليها والغلاءِ.

في الحديثِ: النَّهْيُ عَنِ احتِكارِ الطَّعامِ ونحوِه مِمَّا يَحتاجُه النَّاسُ في وقتِ الشِّدَّةِ.

https://dorar.net/hadith/sharh/17454

وفيما يلي طرق هذا الحديث الذي يرويه أميرُ المؤمنينَ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه:

(منِ احتَكَر على المسلمينَ طعامًا ضرَبه اللهُ بالجُذامِ والإفلاسِ) ([31]).

(من احتكرَ على المسلمين طعامَهم ضربَه اللهُ بالجُذامِ والإفلاسِ) ([32]).

وفيما يلي طرق هذا الحديث برواية عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما:

(من احتكرَ طعامًا أربعينَ ليلةً فقد بَرِئَ من اللهِ تعالى) ([33]).

(من احتكرَ طعامًا أربعينَ ليلةً فقد بَرِئَ من اللهِ عزَّ وجلَّ وبَرِئَ اللهُ منهُ) ([34]).

(من احتكر طعامًا أربعينَ ليلةٍ ، فقد برِئَ من اللهِ، وبرِئَ اللهُ منه، وأيُّما أهلُ عَرْصةٍ أصبح فيهم [امرؤٌ جائعٌ]، فقد برِئتْ منهم ذمةُ اللهِ) ([35]).

(مَنْ احتكرَ طعامًا أربعينَ ليلةً فقدْ برئَ مِنَ اللهِ وبرئَ اللهُ مِنهُ) ([36]).

(من احتكر طعامًا أربعين ليلةً فقد بَرِئ من اللهِ تعالَى وبرِئ اللهُ تعالَى منه وأيُّما أهلُ عَرصةٍ أصبح فيهم امرؤٌ جائعٌ فقد برئت منهم ذمةُ اللهِ تعالى) ([37]).

وفيما يلي طرق هذا الحديث برواية أبي هريرة رضي الله تعالى عنه:

(مَنِ احتَكَرَ حُكْرةً ، ويريدُ أن يُغْليَ بِها علَى المسلِمينَ ، فهو خاطئٌ ، وقد برِئَت منهُ ذمَّةُ اللَّهِ ورسولِهِ) ([38]).

(مَنْ احْتَكَرَ حُكْرَةً يُرِيدُ أنْ يُغْلِيَ بِها على المسلمينَ ؛ فهوَ خَاطِئٌ) ([39]).

وفي الحديث الذي يرويه معمر بن عبدالله:

(لا يَحْتَكِرُ إلَّا خاطئٌ) ( [40]، [41] ، [42] ، [43] ).

وفي الحديث الذي يرويه يعلى بن أمية:

(احتكارُ الطَّعامِ في الحرَمِ إلحادٌ فيه) ([44]).  ويقول سبحانه: ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )

لقد حرّم اللهُ الإحتكار.  وإنه ولا شك عاملٌ هام يتسبب بالغلاء ورفع الأسعار؛ فيما بيّنت الأحاديث في الباب الأول (إنَّ اللهَ هو الخالقُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ المُسعِّرُ؛ وإنِّي لَأرجو ألَّا ألقى اللهَ بمظلمةٍ ظلَمْتُها أحدًا منكم في أهلٍ ولا مالٍ)

المبحث الرابع: التجارة محرمةً على الحاكم - المجلس العلمي ([45])

يقول الكاتب: " حتى نرى حجم الفساد الذى إنتشر بسبب إتجاه الحاكم و وزرائه إلى التجارة و ترى الفساد الذى إنتشر نتيجة إتجاههم إلى التجارة و تركهم حال الأمة .

لا شك أن الفساد في أي أمة يترتب عليه تدمير البنية الإجتماعية و الإقتصادية؛ لأي شعب يُبتلى ، و من أبرز مظاهر هذا الفساد تحول الحكام و الوزراء والولاة إلى تُجار، أو جمعهم بين الحكم والتجارة، و هذه الظاهرة لا تخص بلدًا إسلاميًّا بعينه، بل تكاد تعم بلاد المسلمين جميعًا.

والحاكم وظيفته محددة ومهمته واضحة؛ وهي القيام على أمر الدين والدنيا في حياة الناس، وإقامة العدل بينهم، وحفظ الأمن، والضرب على أيدي المفسدين والمجرمين حتى يأمن الناس على أموالهم وأعراضهم ودمائهم، ويتفرغوا للعمل والإنتاج وعمارة الأرض والبلاد، فإذا اشتغل الحاكم أو من يعاونه من الوزراء أو من هم دونهم في السلطة بالتجارة، فأول ضرر يحصل من ذلك أنهم لم يعودوا متفرغين لمهمتهم الأصلية التي اختيروا من أجل القيام بها؛ لأن تلك المهمة تستغرق الوقت كله، وكل إنفاق لوقت الحاكم ومَن يعاونه في غير مهمتهم الأصلية سيعود بالنقص على أدائها والقيام بـها حق القيام.

وقد تنبَّه إلى هذا الخطر و عالجه تراثنا الإسلامي، بوضع قواعد ترسم الإطار العام وتحدد دور الحاكم ومَن يعاونه من الولاة والوزراء والقضاة وغيرهم وتبين ماهية السلطة والعلاقة بينهم وبين والمحكومين، وقد مارست هذه السياسة الدولة الإسلامية منذ إنشائها على عهد رسول الله- صلى الله وعليه وسلم-، وخلال العصور التاريخية اللاحقة والمتعاقبة

مفسدة الولاة وهلاك الرعية

فطن الخلفاء المسلمون والفقهاء والمهتمون بالنظم السياسية أمثال أبو الحسن الماوردي صاحب كتاب الأحكام السلطانية، وابن خلدون في تاريخه، إلى خطورة استغلال الولاة والوزراء لمناصبهم السياسية في عقد صفقات تجارية، وأن الحاكم ومَن يعاونه ليس لهم الحق في أن يدخلوا الصفقات العامة بائعين أو مشترين، فقد رُوي أن عاملاً للخليفة عمر بن الخطاب اسمه الحارث بن كعب بن وهب ظهر عليه الثراء فسأله عمر عن مصدر ثرائه فأجاب: خرجتُ بنفقةٍ معي فتجرت فيها فقال عمر: "أما والله ما بعثناكم لتتجروا"، وأخذ منه ما حصل عليه من ربح.

وفي أعقاب تولى الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، أصدر بيانًا شاملاً فيما يتعلق بهذا الموضوع ذكر فيه ما يلي: “لا يحل لعامل تجارة في سلطانه الذي هو عليه، فإن الأمير متى يتجر يستأثر ويصيب أمورًا فيها عنت وإن حرص على ألا يفعل”، ومما نقلته كتب التاريخ عن عمر بن عبد العزيز أيضًا قولته المشهورة:  "تجارة الولاة مفسدة، وللرعية مهلكة".

ويذكر الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله تعالى عنهما- أن من أشراط الساعة تجارة السلطان، أما العلامة شيخ المالكية جلال الدين أبو محمد عبد الله بن نجم بن شاس المصري المالكي مصنف كتاب "الجواهر الثمينة في فقه أهل المدينة" فيرى أن الحاكم لا يشتري بنفسه ولا بوكيلٍ معروفٍ حتى لا يُسامح في البيع، ويذكر محمد بن عبد الحكم أنه لا فرق بين شرائه لنفسه وبين توكيله لذلك, ولا يوكل إلا مَن يؤمن على دينه لئلا يسترخص له بسبب الحكم وما أشبه ذلك.

ورُوي عن البخاري أنه قال: "ما اشتريت منذ وليت من أحد بدِرهم ولا بعت أحدًا شيئًا، فسُئل عن الورق والحبر فقال: كنت آمر إنسانًا فيشتري لي، ويذكر ابن تيمية في كتابه السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية أنه كما حرمت التجارة حرم ما في معناها؛ مما يجلب ربحًا للوالي بسبب ولايته كالمؤجرة والمساقاة والمزارعة.

وقد عقد ابن خلدون فصلاً عن أن "تجارة السلطان مضرة بالرعايا" ذكر فيه أن دخول السلطان ميدان التجارة يضر بالرعايا وينافي الإسلام، فحينما يزاحم الحاكم شعبه في حيازة مصادر الرزق من تجارة وصناعة وزراعة وغيرها، فإن الغلبة ستكون له في النهاية؛ لأنه الأقوى جاهًا وسلطةً، وسوف يخلي الناس له الطريق إلى ما يريد حتى ولو لم يستخدم أجهزة أمنه وجيشه وسيرجع ذلك بالضرر الكبير على حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية، كما أن أعوان السلطان قد يشترون لحسابه الواردات الخارجية ثم يضعون لها ما يشاءون من أسعار لضمان ربح كبير للسلطان، ثم أن تجارة السلطان لا تخضع للمكوس والضرائب التي تخضع لها تجارات الآخرين، وفي هذا ظلم على التجار وعلى الرعية.

واستنتج ابن خلدون بفكره الثاقب ما يمكن أن يترتب على ذلك من الركود الاقتصادي والكساد والخسارة على مستوى المجتمع، وأشار إلى أن التجارة من السلطان مضرة بالرعايا مفسدة للجباية، وهي غلط عظيم وتُدخل الضرر على الرعايا من وجوهٍ متعددة، كمضايقة الفلاحين والتجار في أرزاقهم، واحتكار مصادر رزقهم، وتحول ذلك إلى الحاكم بأبخس الأثمان، فتتعطل مصالحهم، ويذهب رأس مالهم، وتخرب أسواقهم، ويقعدون عن التفكير في أي مشروع، ويصيبهم اليأس والغم والنكد، لاعتقادهم أن تعبهم وثمرة تفكيرهم ستؤول في النهاية إلى يد الحاكم، ولا يبقى عندهم الحافز للعمل والكسب لما يجدونه من العنت والمضايقة عند جباية الضرائب المرتفعة منهم "مما يقبض آمالهم عن السعي في ذلك جملةً، ويؤدي إلى فساد الجباية، فإن معظم الجباية من الفلاحين والتجار، وإذا قعد الرعايا عن تثمير أموالهم بالفلاحة والتجارة نقصت وتلاشت النفقات وكان فيها إتلاف أحوالهم".

ومن أوضح المحرمات التي حاربها الإسلام على الحاكم وأعوانه الهدايا، رُوي عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "هدايا الأمراء غلول" أخرجه البيهقي والطبراني، وروي عن ابن سعيد الخدري أنه قال "هدايا العمال غلول"، ويدل الحديث على تحريم القبول المطلق للهدية على الحاكم وغيره من الأمراء، وقد أوضح الرسول أن الهدايا للعمال أو الولاة يقصد بها شيء من ورائها، فقد استعمل عليه السلام رجلاً من الأزد على الصدقة فلما عاد وأخذ يُقدِّم ما جمعه من مالٍ للرسول-صلى الله عليه وسلم-، احتجز بعضه وقال: "هذا أُهدي لي".. فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما بال الرجل نستعمله على العمل مما ولانا الله فيقول: هذا لكم وهذا أُهدي إليَّ، فهلا جلس في بين أبيه أو بيت أمه فينظر أُيهدى إليه أم لا". ورُوي أن رجلاً أتى الخليفة عمر بن عبد العزيز بتفاحاتٍ فأبى أن يقبلها فقيل له: قد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقبل الهدية.. فقال عمر: "هي لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- هدية وهي لنا رشوة"، وردًّا على هذا أبطل عمر أخذ الهدايا التي كان الولاة الأمويون يأخذونها وبخاصة هدايا أعياد النيروز، وهي هدايا تُعطى في مناسبات وأعياد الفرس، فكتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله كتابًا، يُقرأ على الناس، يبطل فيه أخذ التوابع والهدايا، كما أنذر ولاته وعماله من أن يتخذ أحد منهم تلبية طلبات الخليفة أو أحد أهله شيء مُسَلم به.

ويرى الفكر الإسلامي أن قلة مرتب العامل قد تدفعه إلى الشطط، ولذلك اتجه المفكرون المسلمون إلى إعطاء العامل مرتبًا فيه نوع من السخاء حتى يترفع بذلك عن الشبهات، وفي ذلك يقول الإمام علي رضي الله عنه: "إن على مَن ولي الأمر أن يُفسح لواليه في البذل لتزول بذلك علته وتقل معه حاجته إلى الناس"، ويخاطب الإمام علي ولي الأمر بقوله: "أسبغ على ولاتك الأرزاق فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم، وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم، وحجة عليهم إن خالفوا أمرك أو نقضوا الأمانة".

وأخيرًا نحب أن ننوه أنه ليس معنى ذلك أن الإسلام ضد حق الملكية الفردية للمال، فالإسلام يقر حق الملكية الفردية للمال طالما حصل عليه الفرد بالطرق المشروعة، كما يقر الإسلام التفاوت في الملكية الفردية تبعًا للجهد الذي يبذله الفرد وبقدر ما يصادفه من توفيق، فقد حثَّ الفكر الإسلامي على العمل وجعله عبادة وحثَّ على المثابرة عليه، يقول تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص: من الآية 77)، ولكن ليس معنى ذلك أن يوجد أغنياء مستغلون لمناصبهم السياسية، ولكن نحن مع الغنَى الذي يأتي بعد قضاء حاجات الناس".

إذاً دخول الحاكم ميدان التجارة فيه هلاك للرعية

وللمزيد من القراءات أنظر:

مختارات..من مقدمة ابن خلدون:التجارة من السلطان مضرة بالرعايا ([46]).

"ابن خلدون" يحذر من "تزاوج السلطة والثروة"بقلم: أ.د. ناصر أحمد سنه ([47]).

الدكتور غالب الشاويش يكتب: تجارة الولاة مفسدة وللرعية مهلكة ([48])

التجارة والامارة لا يجتمعان - شبكة البصرة، المقال للدكتور غالب الفريجات ([49])

 



[1]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم:  1314 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح. التخريج : أخرجه أبو داود (3451)، والترمذي (1314) واللفظ له، وابن ماجه (2200)، وأحمد (14057)

[2]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدثون : ابن حبان ، المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم:  4935 ، خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم:  4935 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم

[3]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدث : أبو داود ، المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم:  3451 ، خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] .

التخريج : أخرجه أبو داود (3451)، والترمذي (1314)، وابن ماجه (2200)، وأحمد (14057) باختلاف يسير

[4]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدث : عبد الحق الإشبيلي ، المصدر : الأحكام الصغرى، الصفحة أو الرقم:  668 ، خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]

[5]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدث : ابن دقيق العيد ، المصدر : الاقتراح، الصفحة أو الرقم:  113 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

[6]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدث : الصنعاني ، المصدر : سبل السلام، الصفحة أو الرقم:  3/40 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده على شرط مسلم

[7]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدث : الرباعي ، المصدر : فتح الغفار، الصفحة أو الرقم:  1213/3 ، خلاصة حكم المحدث : [روي] من حديث أبي سعيد نحوه بإسناد حسن .

[8]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدث: الألباني ، المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم:  1801 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح .

[9]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم:  3451 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح .

[10]  الراوي: أنس بن مالك ، المحدث : الوادعي ، المصدر : الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم:  110 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم .

[11]  الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم:  1695 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

[12]  الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي ، المحدث : أبو داود ، المصدر: سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4442 ، خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

التخريج : أخرجه مسلم (1695)، وأبو داود (4442) واللفظ له، وأحمد (22999)

[13]  الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي ، المحدث : ابن عبدالبر ، المصدر : الاستذكار، الصفحة أو الرقم: 6/479 ، خلاصة حكم المحدث : أحسن الأحاديث إسناداً في ذلك

[14]  الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي ، المحدث : ابن عبدالبر ، المصدر : التمهيد، الصفحة أو الرقم: 24/132 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

[15]  الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي ، المحدث : الشوكاني ، المصدر : در السحابة، الصفحة أو الرقم: 482 ، خلاصة حكم المحدث : ثابت

[16]  الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4442 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح، انظر شرح الحديث رقم 33107

[17]  الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 6628 ، خلاصة حكم المحدث : حسن .  التخريج : أخرجه مسلم (1695) مطولاً باختلاف يسير

[18]  المحدث: أبو داود ، المصدر: سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 2937 ، خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

[19]  المحدث: ابن حجر العسقلاني ، المصدر: تخريج مشكاة المصابيح، الصفحة أو الرقم: 3/468 ، خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

[20]  المحدث: السيوطي ، المصدر: الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 9947 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[21]  المحدث: الزرقاني ، المصدر: مختصر المقاصد، الصفحة أو الرقم: 1209 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح.  التخريج : أخرجه أبو داود (2937)، وأحمد (17333)

[22]  المحدث: ابن القطان ، المصدر: الوهم والإيهام، الصفحة أو الرقم: 4/248 ، خلاصة حكم المحدث: [فيه] ابن إسحاق مختلف فيه

[23]  المحدث: عبد الحق الإشبيلي ، المصدر: الأحكام الصغرى، الصفحة أو الرقم: 601 ، خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد].  التخريج : أخرجه أبو داود (2937)، وأحمد (17333) باختلاف يسير

[24]  المحدث: محمد المناوي ، المصدر: تخريج أحاديث المصابيح، الصفحة أو الرقم: 3/286 ، خلاصة حكم المحدث: التفسير الذي ذكره المصنف من كلام محمد بن إسحاق وهو أحد رواته وفيه كلام مشهور.  التخريج : أخرجه أبو داود (2937)، وأحمد (17333)

[25]  المحدث: العيني ، المصدر: نخب الافكار، الصفحة أو الرقم: 8/112 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[26]  المحدث: محمد جار الله الصعدي ، المصدر: النوافح العطرة، الصفحة أو الرقم: 467 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[27]  المحدث: الألباني ، المصدر: ضعيف أبي داود، الصفحة أو الرقم: 2937 ، خلاصة حكم المحدث: ضعيف

[28]  المحدث: الألباني ، المصدر: ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 6341 ، خلاصة حكم المحدث: ضعيف

[29]  الراوي: رويفع بن ثابت الأنصاري ، المحدثون :

السيوطي ، المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 2284 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

الألباني ، المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 787 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

الألباني ، المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 3405 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد رجاله ثقات

الألباني ، المصدر : ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 1871 ، خلاصة حكم المحدث : ضعيف [ ثم تراجع الشيخ وصححه ، انظر : “ الصحيحة “ رقم : 3405 ]

[30]   (من اعتذر إلى أخيه المسلمِ ، فلم يقبَلْ منه كان عليه مثلُ خطيئةِ صاحبِ مُكْسٍ) (الراوي: جودان ، المحدث: المنذري ، المصدر: الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 4/3 ، خلاصة حكم المحدث: ]روي] بإسنادين جيدين وجودان مختلف في صحبته

(منِ اعتذرَ إليهِ أخوهُ المسلِمُ فلم يقبل عُذرَهُ فوِزرُهُ كوِزرِ صاحبِ مَكسٍ يعني عشَّارًا ) (الراوي: - ، المحدث: محمد ابن عبدالهادي ، المصدر: رسالة لطيفة، الصفحة أو الرقم: 48 ، خلاصة حكم المحدث: ليس له إسناد أو له إسناد ولا يحتج بمثله النقاد من أهل العلم

(مَن اعتَذَر إلى أخيه فلم يعذِرْ أو لم يقبَلْ عذرَه كان عليه مثلُ خطيئةِ صاحبِ مَكْسٍ) (الراوي: جابر بن عبدالله ، المحدث: الهيثمي ، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 8/84 ، خلاصة حكم المحدث: فيه إبراهيم بن أعين وهو ضعيف.  التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8644)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8338) باختلاف يسير، والديلمي في ((الفردوس)) (2088) بنحوه

(من اعتذرَ إلى أخيهِ فلم يَعْذُرْ أو يَقْبَلْ عذرَهُ كان عليهِ مثلُ خطيئةِ صاحبِ مُكْسٍ) (الراوي: جابر بن عبدالله ، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الضعيفة، الصفحة أو الرقم: 6665 ، خلاصة حكم المحدث: ضعيف

التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8644)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8338) واللفظ له، والديلمي في ((الفردوس)) (2088) بنحوه

(من اعتذر إلى أخيه المسلمِ فلم يَقبَلْ منه ، كان عليه ما على صاحبِ مَكسٍ.) (الراوي: جودان ، المحدث: الألباني ، المصدر: ضعيف الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1669 ، خلاصة حكم المحدث: مرسل، ضعيف

(من اعتذر إلى أخيه فلم يَقبَلْ عُذرَه ، كان عليه مثلُ خطيئةِ صاحبِ مَكسٍ قال أبو الزبير : والمكَّاسُ : العشّارُ) (الراوي: جابر بن عبدالله ، المحدث: الألباني ، المصدر: ضعيف الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1670 ، خلاصة حكم المحدث: ضعيف.  التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8644)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8338) باختلاف يسير، والديلمي في ((الفردوس)) (2088) بنحوه

[31]  الراوي : عمر بن الخطاب ، المحدث : البوصيري ، المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 3/281 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.  التخريج : أخرجه ابن ماجه (2155) واللفظ له، وأحمد (135)

[32]  الراوي : عمر بن الخطاب ، المحدثون : المنذري ، المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 3/36 ، خلاصة حكم المحدث : [روي] بإسناد جيد متصل ورواته ثقات

ابن حجر العسقلاني ، المصدر : القول المسدد، الصفحة أو الرقم: 1/24 ، خلاصة حكم المحدث : مرفوع ورواته ثقات

ابن حجر العسقلاني ، المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 4/408 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن

الهيتمي المكي ، المصدر : الزواجر، الصفحة أو الرقم: 1/233 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد متصل

محمد جار الله الصعدي ، المصدر : النوافح العطرة، الصفحة أو الرقم: 349 ، خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

التخريج : أخرجه ابن ماجه (2155)، وأحمد (135) باختلاف يسير.

[33]  الراوي : عبدالله بن عمر ، المحدث : ابن حجر العسقلاني ، المصدر : النكت، الصفحة أو الرقم: 1/452 ، خلاصة حكم المحدث : للمتن شواهد تدل على صحته.  التخريج : أخرجه مطولاً أحمد (4880) واللفظ له، وأبو يعلى (5746)، والحاكم (2165)

[34]  المحدث : ابن حجر العسقلاني ، المصدر : القول المسدد، الصفحة أو الرقم: 1/6، خلاصة حكم المحدث : للمتن شواهد تدل على صحته

التخريج : أخرجه أحمد (4880)، وأبو يعلى (5746)، والحاكم (2165) مطولاً

التخريج : أخرجه ابن ماجه (2155)، وأحمد (135) باختلاف يسير.

[35] المحدث : السيوطي ، المصدر : النكت على الموضوعات، الصفحة أو الرقم: 139 ، خلاصة حكم المحدث : له شواهد تدل على صحته

التخريج : أخرجه أحمد (4880)، وأبو يعلى (5746)، والحاكم (2165) باختلاف يسير

[36]  المحدث : ابن همات الدمشقي ، المصدر : التنكيت والإفادة، الصفحة أو الرقم: 176 ، خلاصة حكم المحدث : جيد

التخريج : أخرجه أحمد (4880)، وأبو يعلى (5746)، والحاكم (2165) مطولاً

[37]  المحدث : أحمد شاكر ، المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 7/49 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

التخريج : أخرجه أحمد (4880) واللفظ له، وأبو يعلى (5746)، والحاكم (2165)

[38]  المحدث : السيوطي ، المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 8312 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

[39]  المحدث : الألباني ، المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 3362 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن في الشواهد

التخريج : أخرجه أحمد (8617) واللفظ له، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (7/54)، والحاكم (2166)

[40]  الراوي : معمر بن عبدالله بن نضلة ، المحدثون : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1605 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 17453

ابن عبدالبر ، المصدر : الاستذكار، الصفحة أو الرقم: 5/420 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 17442

التخريج : أخرجه مسلم (1605)

الألباني ، المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 1762 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 17448

[41]  الراوي : معمر بن عبدالله العدوي ، المحدثون : ابن حزم ، المصدر : المحلى، الصفحة أو الرقم: 9/64 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 17450

التخريج : أخرجه مسلم (1605)

الطبراني ، المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 3/57 ، خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن مرجى إلا أبو عمر الحوضي

الطبراني ، المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 8/119 ، خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن نبيط بن عمر وعبد الرحمن إلا عاصم بن عبد العزيز تفرد به أبو موسى الأنصاري

[42]  الراوي : معمر بن أبي معمر ، المحدثون :

الألباني ، المصادر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1781 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 17451، التخريج : أخرجه مسلم (1605)

صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 3447 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 17449، التخريج : أخرجه مسلم (1605)

المحدث : أبو داود ، المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم:  3447 ، خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 3447 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

[43]  الراوي : معمر ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 4936 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

[44]  الراوي : يعلى بن أمية ، المحدثون :

السيوطي ، المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 231 ، خلاصة حكم المحدث : حسن

عبد الحق الإشبيلي ، المصدر : الأحكام الصغرى، الصفحة أو الرقم: 467 ، خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]

ابن حجر العسقلاني ، المصدر : تخريج مشكاة المصابيح، الصفحة أو الرقم: 3/117 ، خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

التخريج : أخرجه أبو داود (2020)، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (14659)

الراوي : يعلى بن أمية ، المحدث : أبو داود ، المصدر : سنن أبي داود

الصفحة أو الرقم: 2020 ، خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

التخريج : أخرجه أبو داود (2020)، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (14659)

الراوي : أمية بن أبي عبيدة بن همام ، المحدث : ابن القطان ، المصدر : الوهم والإيهام

الصفحة أو الرقم: 5/68 ، خلاصة حكم المحدث : لا يصح

التخريج : أخرجه أبو داود (2020) واللفظ له، والفاكهي في ((أخبار مكة)) (1771)، من حديث يعلى بن أمية

الراوي : [يعلى بن أمية بن أبي عبيدة] ، المحدث : ابن القطان ، المصدر : الوهم والإيهام

الصفحة أو الرقم: 5/740 ، خلاصة حكم المحدث : لا يصح

الراوي : يعلى بن أمية ، المحدث : ابن حجر العسقلاني ، المصدر : تخريج مشكاة المصابيح

الصفحة أو الرقم: 3/117 ، خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة]

التخريج : أخرجه أبو داود (2020)، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (14659)

الراوي : يعلى بن أمية ، المحدث : السيوطي ، المصدر : الجامع الصغير

الصفحة أو الرقم: 231 ، خلاصة حكم المحدث : حسن

الراوي : يعلى بن أمية ، المحدث : الألباني ، المصدر : تخريج مشكاة المصابيح

الصفحة أو الرقم: 2655 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف

الراوي : يعلى بن أمية ، المحدث : الألباني ، المصدر : ضعيف أبي داود

الصفحة أو الرقم: 2020 ، خلاصة حكم المحدث : ضعيف

الراوي : يعلى بن أمية ، المحدث : الألباني ، المصدر : ضعيف الجامع

الصفحة أو الرقم: 184 ، خلاصة حكم المحدث : ضعيف

[45]  http://majles.alukah.net/t136883/

[46] http://www.qatarshares.com/vb/archive/index.php/t-492356.html

[47] https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/198016.html

[48] https://www.sarayanews.com/article/421559

[49]  http://www.albasrah.net/ar_articles_2011/1211/qaleb_141211.htm