يناقش البحث مفهوم ومدلول قوله
تعالى: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ) (الحديد سورة 57 آية 25). وذلك من أجل التعرف إلى الإعجاز العلمي في
الآية. ويربط البحث الآية بحقائق ومفاهيم
مثبتة في كتب الفيزياء الفلكية. إنّ
المعاني الكثيرة للكلمة العربية أنـزلنا، وللكلمة الإنكليزية (Send) هي المدخل إلى تسليط الضوء على الأسرار
الفيزيائية التي تتضمنها آية إنــزال الحديد.
ويبيّن البحث جُلّ أوجه الإنـزال والبأس
المرتبطة بالحديد، وذلك منذ أن خلقه الله إلى أن أنـزل في قلب الأرض أو دخل في
أجسادنا، وإلى أن يعذب الله به الكافرين في جهنّم.
بعض معاني كلمة أنـزل من
خلال جمل فيزيائيّة
يُنْـزِل: يَبْعث (التيار،
أمواج الراديو، الأمواج الكهرومغناطيسية) بواسطة النبض (pulsation): إنفجار السوبرنوفا يولّد نجماً نيوترونيّا
سريع الدّوران، وينبضّ بإشعاع راديوي.
يُنـزِل: يَبْعث، يُرسل، يُوصل. معظم مادّة قلب الأرض هي الحديد الموصل كهربيّا
والباعث لتيارات الحملّ المتسبّبة بحصول المجال المغناطيسي الأرضي.
أنـزل الله القرآن على
محمد الذي أرسله للنّاس كافّة.
الإنزال: بمعنى الانحدار،
السقوط، الشفط إلى تجويف أو بركة. يُخلق
الحديد بفل تفاعلات اندماج نوويّة في قلب نجم ذي كتلة كبيرة. كما وينحدر معظم الحديد الموجود في الكواكب
(الكرة الأرضيّة مثلا) إلى قلب (مركز) الكوكب.
ينـزل الحديد إلى قلب
النّجم لمدة 24 ساعة (الشكل 1)
، وهناك ينتظر الإنزال؛ بمعنى الخلاص والخروج من القلب حيث يعاني من ضغط هائل
يتسبّب في إنزال وسحق الكترونات ذرّات القلب الحديديّ للنجم داخل أنوية الذّرّات
ليصبح القلب بمنزلة نيوترونات متراصّة بمستويات طاقيّة متشعّبة (degenerate)؛ أو لنقل يصبح القلب نجماً نيوترونيّا (neutron star degenerate).
وبالتالي تحصل عملية
إنـزال وطرد للحديد ولبقيّة مادّة النّجم المنهار بفعل تأثير قوّة إنزال موجة
الصّدمة (Shock Wave)
المرافقة لتشكّل النّجم النيوتروني الّذي يمتاز بمنزلة الكثافة الهائلة والحجم
الصغير. ومع انفجار السوبرنوفا (supernova
explosion) يتمُّ إنـزال الحديد
من باطن النّجم ليبعث في كلّ اتّجاه (send).
وذلك لأنّ موجة الصّدمة تمتلك قوّة إنزال دفعيّة هائلة تتسبّب في تفجير
النّجم حين ينـزل النّجم (يسقط) في قاع الموجة (as the star is send into
the trench of the shock wave). وبالتالي فإنّ كلاّ من الحديد ومادّة النّجم
المنهار تُنـزلُ (تُطرد) من النّجم بفعل إنزال قوّة الدّفع للموجة الصّدميّة.
ومن معاني الإنـزال الوضع
ضمن ترتيب: وهذا التّرتيب نجده في
التّركيب الطّبقي للنجم الذي يتخلّق الحديد في مركزه ثمّ يتحوّل إلى نيوترونات
متشعّبة. كما ونجد هذا التّرتيب في قلب
الحديد الدّاخلي للكرة الأرضيّة، فهو عبارة عن تركيب بلوري رتيب (crystal)؛ وبالتالي يمتلك طاقة ربط كبيرة، وطاقة وضع
قليلة.
يتمّ إنتاج العناصر الأثقل من الهيليوم
داخل النّجوم بفعل تفاعلات الاندماج النّووي (fusion reactions). ومع تقدّم عمر النّجم
فإنّه يتم إنتاج العناصر الأثقل ثمّ الأثقل، إلى أن يبلغ النّجم مرحلة إنتاج نظير
الحديد ذي العدد الكتلي (A = 56) (الشكل 1) .
الشكل 1
يشتعل وقود كلّ
مرحلة من مراحل تفاعل الاندماج بفعل الحرارة والضغط النّاجمين عن التقلّص الجاذبي (gravitational contraction) التّدريجي للنجم. في حالة النّجوم ذات الكتل الكبيرة، M
> 11 Ms ،
حيث Ms كتلة الشّمس، يمكن أن تصل درجة حرارة باطن النّجم حوالي ثلاثة
مليار كلفن. وهذا المستوى لدرجة الحرارة
ضروريّ من أجل حدوث المرحلة الأخيرة للتفاعل، والّذي يستهلك السيليكون من أجل
إنتاج نظير الحديد (A = 56) والعناصر القريبة منه.
تتطوّر
دخيلة (core) هذا النّجم إلى تركيب طبقي متمركز ورتيب (يشبه رأس البصل)، تتألف
طبقاته من الخارج إلى الداخل وبشكل رئيسي من: الهيدروجين، الهيليوم، الكربون،
النيون، الأوكسجين، ثمّ السيليكون الذي يحيط بقلب النّجم المكوّن بشكل رئيسيّ من
الحديد والعناصر القريبة منه في العدد الكتليّ (الشكل 1). عندما تكون كتلة النّجم كبيرة، M
> 25Ms ، يستغرق السيليكون 24 ساعة حتى يُستهلك لإنتاج الحديد
في قلب النّجم.
لقد هالني دقة وروعة الفقرة التالية؛ إنها وصف دقيق للمعنى
اللغوي لقوله سبحانه وتعالى واصفا الْحَدِيدَ أنه: (فِيهِ
بَأْسٌ شَدِيدٌ). |
|
"قد تفكر في الوضع على هذا النحو: جميع نوى العناصر الصغيرة
تريد" أن تنمو "لتكون مثل الحديد، وأنها على استعداد لدفع الثمن
(إنتاج الطاقة) من أجل الوصول إلى هذا الهدف.
لكن الحديد هو نواة ناضجة ذات تقدير جيد لذاتها (فخراً وثقة وإعجاباً
وثباتاً). إنها في أتم الرضى والسعادة
والراحة وكمال الإستقرار؛ لأنها حديد. وبالتالي فإنها تتطلب ثمناً باهضاً (وجوب
امتصاص الطاقة) لتغيير تركيبها النووي المستقر. |
“You might think of the situation like this: all
smaller nuclei want to “grow up” to be like iron, and they are willing to pay
(produce energy) to move toward that goal. But iron is a mature nucleus with
good self-esteem (فخر، ثقة ،إعجاب), perfectly content (كمال الرضا والسعادة)
being iron; it requires payment (must absorb energy) to change its stable
nuclear structure ([1]).” |
(وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ): تشير إلى إنتاج الحديد في قلب النّجم. (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ): تشير إلى حقيقة كون قيمة طاقة
الرّبط النووي لكلّ نيوكليون (nucleon) في نواة الحديد56 أكبر منها لنواة أيّ عنصر آخر يمكن أن يتخلّق
داخل النجم (الشكل 2). وبالتالي تكون طاقة الوضع النووي لكلّ نيوكليون
في نواة الحديد قليلة جدّاً: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ).
وبالرّغم من أنّ نواتي
الحديد 58
والنيكل 62
يمتلكان طاقة ربط أكبر، إلا أنه لا يمكن إنتاجهما داخل النجم بفعل تفاعلات
الاندماج النووي، والسبب هو أنّ إنتاجهما يتطلب أوّلا إنتاج الزنك 60،
وهذا التفاعل الذي ينتج الزنك هو ماصّ للطاقة، وهذه الطاقة لم تعدّ متوفرة، وذلك أن
تخلق الحديد يستنزف طاقة النجم؛ مما يتسبب بتوقّف تفاعلات الاندماج النووي في
دخيلة النجم. هذا وإنّ نظير الحديد (A = 56) هو الأكثر وفرة في الطبيعة؛ إذ يشكل
ما نسبته 91.72% من نظائر الحديد البالغ عددها 28. ويشكل نظير الحديد (A = 58) فقط0.28%.
وأما النيكل 62 فإنه يشكل فقط ما نسبته 3.63%
من نظائر النيكل.
|
الشكل 2 |
يتعرّض الحديد في قلب النّجم لضغط هائل. عندما تصبح كثافته 1012
kg/m3 تمتاز إلكترونات ذرّة
الحديد بمنزلة متراصّة ذات مستويات طاقيّة متشعّبة (degenerate electrons) كما هو الحال في نجوم الأقزام البيض (White dwarf stars).
تمتلك الإلكترونات المتشعِّبة طاقة كبيرة
تمكنها من الدّخول إلى أنوية الحديد، مما يحوّل أحد بروتونات النّواة إلى نيوترون. عندها يصبح عدد البروتونات في معظم أنوية ذرّات
قلب الحديد مساويا لرقم الآية. وبالتالي
فإن هذا الفرق (1) بين رقم الآية (25) والعدد الذّري لنواة الحديد (26)
هو إشارة قرآنيّة معجزة لهذا التّفاعل المعروف بمعكوس
انحلال بيتا (inverse beta decay):
بروتون
زائدا إلكترون يعطي نيوتروناً زائداً بوزيترون
ونيوترينو. ينبعث النيوترينو حاملاً معه الطّاقة التي تدعم أنوية ذرّات القلب الحديديّ
للنجم. وبالتالي يحصل إنزال وسحق لإلكترونات
ذرّات القلب الحديديّ للنجم داخل أنوية الذرّات ليصبح القلب بمنزلة نيوترونات
متراصّة بمستويات طاقيّة متشعّبة؛ أو لنقل يصبح القلب
نجماً نيوترونيّا (neutron star degenerate) ذا كثافة هائلة 1014
g/cm3. تتضاعف كثافة دخيلة القلب ملايين المرّات، وبالتالي
يُضغط ليصبح حجمه أقل من جزء من المليون من حجمه الأصلي؛ فينهار النجم على نفسه. وبالتالي يتمكّن ضغط النيوترونات المتشعِّبة من
إيقاف انهيار قلب النّجم: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). يقفز القلب قليلا إلى نصف قطره الجديد، مما يتسبّب
بحصول موجة الصّدمة (Shock Wave)
ذات البأس الشديد والإنزال الّذي يدفع وبقوّة هائلة حطام النّجم المنهار وينثره في
الفضاء. وبالتالي تحصل عملية إنـزال وطرد
للحديد ولبقية مادّة النّجم المنهار بفعل تأثير إنزال موجة الصّدمة المرافقة
لتشكّل النّجم النيوتروني ذي الكثافة الهائلة.
مع انفجار السوبرنوفا (supernova explosion)
هذا، يتمّ إنـزال (إرسال) الحديد من باطن النّجم ليبعث في كلّ اتّجاه. وذلك أنّ موجة الصّدمة تمتلك قوّة دفعيّة هائلة
تتسبّب في تفجير النّجم حين ينـزل النّجم (يسقط) في قاع الموجة. وبالتالي يتمّ إنـزال (إرسال وطرد) الحديد
ومادّة النّجم المنهار بفعل إنزال قوّة الدّفع للموجة الصّدميّة.
يمتلك نظير الحديد 56
والعناصر المجاورة له أعظم قيمة لطاقة الرّبط النّوويّ لكلّ نيوكليون: (فِيهِ بَأْسٌ
شَدِيدٌ). لذا فإنّ طاقة الوضع
النّوويّ لكلّ نيوكليون تكون أقلّ ما يمكن لنظير الحديد A = 56 وللعناصر المجاورة له: (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ). لذا فإنّ التّفاعل
الذي يستهلك نظير الحديد (A = 56)
لينتج أي عنصر كتلته أعلى من نظير الحديد A = 56 يكون ماصّا للطاقة. وهذه الطّاقة تتوفّر عند حصول السوبرنوفا. وعليه فإنّه يلزم بذل طاقة لحدوث التفاعلات
التي تستهلك الحديد (A = 56)
من أجل إنتاج أيّ عنصر عدده الكتلي يساوي أو أكبر (عدديّا) من رقم سورة الحديد. إنّ التّفاعل ماصّ للطاقة (endothermic) لإنتاج أول عنصر عدده الكتلي يساوي أو أكبر
من رقم سورة الحديد (57)!.
وبالتالي فإن رقم السورة هو إشارة قرآنية معجزة لهذه الحقيقة. تتأتّى هذه الطّاقة من انفجار السوبرنوفا
المتجسّد في إنزال الحديد الضّروريّ لإنزال (إنتاج وإرسال) العناصر الثّقيلة التي
توجد في أجسادنا. إذن جميع العناصر الأثقل
من الهيليوم، والتي تتوافر في أجسادنا كان سبب توافرها هو انفجار السوبرنوفا
المتجسِّد في إنزال الحديد: (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ). لقد جعل الله انفجار السوبرنوفا (إنزال الحديد)
سبباً في إرسال وبعث الحديد والعناصر الأخرى من أجل تكوين مجموعتنا الشّمسيّة؛
وبالتالي خلْقِ البشريّة.
لقد تشكّلت العناصر
الثقيلة في باطن النّجوم، حيث يتطلب تشكّلها درجات حرارة مرتفعة تسهم في حدوث
تفاعلات الإندماج النّوويّ. وبالتالي يكون
نظير الحديد (56) كغيره من العناصر الثّقيلة قد تخلّق في مركز النّجوم الثقيلة، ثمّ أنـزلها
الخالق سبحانه وتعالى من باطن النّجوم نتيجة لانفجار السوبرنوفا؛ ومن ثمّ أُنـزل
بعضها وأرسله ليدخل في تكوين كواكب المجموعة الشمسيّة: (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ) ([2]). إنّ طاقة الرّبط النووي لكلّ نيوكليون تكون
قيمتها أعظم ما يمكن لنظير الحديد (A = 56)،
والعناصر القريبة منه. وبالتالي فإنّ تفاعل
الاندماج النّوويّ الذي يستهلك نظير الحديد 56 ليعطي عنصراً أثقل يحتاج إلى طاقة يوفّرها
انفجار السوبرنوفا الّذي يحصل في نهاية مراحل تطوّر النّجم القديم ذي الكتلة
الكبيرة: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ). كما أنّ الله سبحانه
قد جعل إرسال الرّسل ضرورة لتكوين مجتمعات حيّة بالإيمان، فإنّ إرسال الحديد الذي
يصحب انفجار السوبرنوفا (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) قد جعله الله
سببا وضرورة من أجل خلق نظام مجموعتنا الشّمسيّة، وخلق العناصر المكوّنة لجسم
الإنسان: (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ).
بالنسبة للعناصر المتشكلة
داخل النجوم، إنّ طاقة الرّبط النووي لكلّ نيوكليون أعظم ما يمكن لنظير الحديد (56)،
وهذا يجعل نواته متماسكة
ومستقرة غاية الاستقرار، وهو بعض مما قد تتضمنه العبارة القرآنية: (فِيهِ بَأْسٌ
شَدِيدٌ). وبالتّالي فإنّ التّفاعل
الذي يستهلك نظير الحديد (56) من أجل إنتاج أول عنصر عدده الكتلي يساوي أو
أكبر من رقم سورة الحديد (57) هو تفاعل ماصّ للطاقة، وهذه الطّاقة يوفّرها إنزال الحديد المتضمّن لانفجار السوبرنوفا،
وإنّ رقم سورة الحديد (57) هو إشارة قرآنية معجزة لهذه الحقيقة.
الكرة الأرضية لها أربع
طبقات متمايزة (distinct)،
عدا الغلاف الجوي (شكل). وطبقاتها من الداخل إلى الخارج هي على النحو
التالي (Zeilik 1993, page 62-64; Zeilik 1994, page
155.; Skinner and Porter 2000, p14):
1) القلب الداخلي
(inner core) وهو صلب بلوري (crystalline)يتكون من الحديد
والنيكل. ويمتاز التّركيب البلّوري بطاقة وضع
قليلة؛ أَنزلْنَا: (أقل طاقة وضع). وبالتالي تكون طاقة ربطه عالية. معظم حديد الكرة الأرضية قد أنـزل (أهبط) من
سطح الكرة الأرضية إلى مركزها. لذا فإنَّ طاقة ربطه الجاذبيّ كبيرة: (بَأْسٌ شَدِيدٌ). إنّ طاقة ربط بلورة القلب الداخلي الحديديّ
كبيرة (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ).
2) القلب الخارجيّ (outer
core) وهو طبقة سائلة تتكون من
مصهور الحديد (molten iron)
الذي يمتلك سعة حراريّة كبيرة، ومن الأوكسجين، ومركبات الكبريت (sulfur). تشير الآية (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) إلى السعة الحراريّة الكبيرة التي يمتلكها صهير الحديد في القلب الخارجي.
3) السّتار (mantle) وهي طبقة مصهورة شبه سائلة تتكون من
السيليكون، الألمنيوم، وأكاسيد المغنيسيوم.
4) القشرة (crust): وتتكون من القشرة القاريّة (continental crust)، والقشرة المحيطيّة (oceanic crust).
عُرِّضت عيّنات ممزوجة من مادّة
مانتل الأرض (olivine) ومن الحديد
والنيكل والكبريت والأوكسجين لضغط كبير ودرجة حرارة مماثلة لما هو عليه الحال في
باطن الأرض. فلوحظ أنّ الصهير المعدني لم
ينفصل وينـزل إلى القاع (Minarik et al. 1996). دلّت التجارب على أنّ فصل
السّتار عن القلب الحديديّ في كرة الأرض (Core and Mantle Separation) يتطّلب درجات حرارة عالية تكفي لصهر غالبيّة الكرة الأرضيّة؛ حتى
ينـزل صهير الحديد إلى قلب الأرض، وهو بعض من إيحاءات الآية (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). إنّ فصل السّتار عن القلب يتطلب
صهر غالبية الكرة الأرضية، وهذا يدعم نظريّة أنّ الأرض في بداياتها قد
قذفت مراراً بكويكبات كبيرة (large planetoids)،
أكبرها كان بحجم المريخ (Mars) وقبل حوالي 4.5 مليار سنة،
مما أسهم في صهر معظم الكرة الأرضيّة وتسبّب في الفصل بين القلب والسّتار. هذا وإنَّ قذف الأرض وإمدادها بالكويكبات هو
بعضٌ من إيحاءات الآيات الكريمة: (والأرض مددناها)
(الحجر سورة 15 آية 19، ق سورة 50 آية 7)، (وهو الّذي مدّ الأرض) (الرعد سورة 13 آية 3).
وفي الحقبة الزّمنيّة
الّتي كانت فيها الأرض منصهرة أُنـزل (أُهبط) معظم حديد الكرة الأرضيّة إلى باطنها،
حاملاً معه جزءاً كبيراً من طاقة الوضع الجاذبيّ، وجزءاً من الطّاقة الحرارية التي رافقت تشكّل
الأرض. وبما أنّ طاقة الرّبط النووي لكلّ
نيوكليون تكون قيمتها كبيرة لنظيري الحديد ( 56و 58)
، فإنّ إنـزال الحديد المستقرّ نوويّاً حتى يكوّن أكثر من90% من مادّة نواة الأرض هو في
صالح الحياة البشرية (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ
وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ).
يتكّون
قلب الأرض بشكل رئيسي من الحديد، الذي هو أكثر العناصر وفرة في المجموعة الشّمسية
كما تبيّنَ من دراسة مكونات مادّة النيازك. الحديد هو العنصر الموصل كهربيّاً عند الضغط ودرجة الحرارة
المرتفعين في قلب الأرض، وبالتالي فإنّ وجود الحديد في قلب الأرض يضمن توليد
المجال المغناطيسي الأرضي : (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ).
القلب الدّاخلي سبيكة (alloy) تتكون من نوعين من الحديد ومن
السيليكون. فهو حديد باستثناء حوالي 4% منه عبارة عن نيكل. أمّا القلب الخارجي فعبارة عن طبقة سائلة تتكون
بشكل رئيسي من مصهور الحديد. فقط حوالي 10% من كتلة القلب الخارجي عبارة عن عناصر خفيفة )الأوكسجين، والكبريت
والسيليكون( تسهم في إنزال (خفض)
كثافة القلب الحديديّ تحت الضغط الكبير: (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ). إنّ إنزال الكثافة يقوّي تيارات الحمل ، حيث
يتكوّن المجال المغناطيسيّ الأرضيّ نتيجة لتيّارات الحمل في قلب الحديد الخارجيّ
والمصهور.
إنّ
عمليّة ترسّب العناصر الخفيفة وتكاثفها على السطح الداخلي للستار تكون غير منتظمة
(أشبه ما يكون بالكثبان الرّمليّة)، وبالتالي تكون عرضة للانزلاق ممّا يحدث
تيّاراً تعكيريّاً (turbidity flow)، وبالتالي يجعل الحديد البارد الكثيف ينـزل باتجاه
القلب الدّاخلي (Muller 2002): (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ).
وإنّ الشكل الهندسي للمجال المغناطيسي
الأرضي يعمل عمل المرآة المغناطيسيّة (Magnetic mirror)
. وبالتالي يحجز الأشعّة
الكونيّة (cosmic rays) الضّارة، ويمنعها من أن تصل إلى سطح الأرض.
لولا أن قيّض الله إنزال الحديد من خلال انفجار السوبرنوفا، لما خلقت أصلاً مجموعتنا
الشّمسيّة، ولما تمّ أصلاً إرسال العناصر الدّاخلة في تركيب جسم الإنسان. وبالتالي يمكننا القول بأنّ الخالق سبحانه قد
جعل إنزال الحديد سبباً لخلق المجموعة الشّمسيّة؛ التي هي مسكننا؛ كما أنّه
ضروريٌّ لبعث العناصر الثّقيلة والمكوّنة
لجسم الإنسان. وإنّ إنزال الشهب والنيازك
على الأرض فيه إثراءٌ لقشرتها بالحديد النافع للنبات.
(وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ
حَدِيدٍ) (الحج 22 آية 21). وفي الأحاديث
أنّ خاتم
الحديد لبسة أهل النار:
(أن
رجلا جلس إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعليه خاتم من ذهب فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس خاتم حديد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه لبسة أهل النار فرجع فلبس خاتم ورق فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
) (الراوي: جد عمرو بن شعيب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح معاني الآثار - الصفحة أو الرقم 4/261).
ترشد الآيات والأحاديث إلى أنّ الحديد
هو الأكثر وفرةً في جهنّم، ولعلّ ذلك بسبب بأسه الشّديد،
وأنّ طاقة ربطه النّووي لكل نيوكليون هي الأعلى
بالمقارنة مع جميع العناصر. وبالتالي فهو
أقدر العناصر على تحمّل حرّ جهنّم. المقصود هنا بالقدرة على التحمّل هو التركيب النّووي
للحديد وليس التركيب البلوريّ أو الذرّي. فإن درجة
الحرارة عالية في جهنم وهي أكبر من درجات حرارة انصهار كلّ
المعادن، بل قد تحدث تأيّناً كاملاً (full ionization) لجميع ذرّات العناصر. لذا فالحديث
هنا هو عن التّركيب النّوويّ لذرّات الحديد وقدرتها
العاتية على تحمل حرّ جهنم، بسبب أنّ طاقة الرّبط النووي
لكلّ نيوكليون كبيرة للحديد مقارنة مع أنوية العناصر الأخرى. وإنّ جهنّم أسفل سافلين؛
وبالتالي يكون هذا بعداً آخر لإنزال الحديد الذي هو أكثر العناصر وفرةً في جهنّم.
خلاصة البحث
يتمّ
إنتاج العناصر الأثقل من الهيليوم داخل النّجوم بفعل تفاعلات الاندماج النّووي (nuclear fusion reactions). ومع تقدّم عمر النّجم
كبير الكتلة فإنّه يتم إنتاج العناصر الأثقل ثمّ الأثقل، إلى أن يبلغ النّجم مرحلة
إنتاج نظير الحديد ذي العدد الكتلي (56).
يشتعل وقود كلّ مرحلة من مراحل تفاعل
الاندماج بفعل الحرارة والضغط النّاجمين عن التقلّص الجاذبي (gravitational contraction) التّدريجي للنجم. في حالة النّجوم التي تزيد كتلها على 11 ضعف
كتلة الشمس، يمكن أن تصل درجة حرارة باطن النّجم حوالي ثلاثة
مليار كلفن. وهذا المستوى لدرجة الحرارة
ضروريّ من أجل حدوث المرحلة الأخيرة للتفاعل، والّذي يستهلك السيليكون من أجل
إنتاج نظير الحديد (56) والعناصر القريبة منه.
هذا النّجم يتطوّر إلى تركيب طبقي متمركز ورتيب (يشبه رأس البصل)،
تتألف طبقاته من الخارج إلى الداخل وبشكل رئيسي من: الهيدروجين، الهيليوم،
الكربون، النيون، الأوكسجين، ثمّ السيليكون الذي يحيط بقلب النّجم المكوّن بشكل
رئيسيّ من الحديد والعناصر القريبة منه في العدد الكتليّ. عندما تزيد كتلة النّجم على 25 ضعف كتلة الشمس، يستغرق السيليكون 24 ساعة حتى يُستهلك لإنتاج الحديد في قلب
النّجم.
(وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ): تشير إلى إنتاج الحديد في قلب النّجم. (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ
شَدِيدٌ): تشير إلى حقيقة كون قيمة طاقة الرّبط النووي لكلّ نيوكليون (nucleon) في نواة الحديد56
أكبر منها لنواة أيّ عنصر آخر يمكن أن يتخلّق
داخل النجم.
وبالتالي تكون طاقة الوضع النووي لكلّ نيوكليون في نواة الحديد أقلّ
منها لنواة أيّ عنصر آخر يتخلّق داخل النجم: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ). وبالرّغم من أنّ نواتي الحديد 58 والنيكل 62 يمتلكان طاقة ربط أكبر، إلا أنه لا يمكن
إنتاجهما داخل النجم بفعل تفاعلات الاندماج النووي، والسبب هو أنّ إنتاجهما يتطلب
أوّلا إنتاج الزنك 60، وهذا التفاعل الذي ينتج الزنك هو ماصّ
للطاقة، وهذه الطاقة لم تعدّ متوفرة مع توقّف تفاعلات الاندماج النووي.
نظير
الحديد (56) هو الأكثر وفرة في الطبيعة؛ إذ يشكل
ما نسبته91.72% من نظائر الحديد البالغ عددها 28. وأما النيكل 62
فإنه يشكل فقط ما نسبته 3.63% من نظائر النيكل.
يتعرّض
الحديد في قلب النّجم لضغط هائل. عندما
تصبح كثافته مليون مليون كيلوغرام للمتر المكعب، تمتاز إلكترونات ذرّة الحديد
بمنزلة متراصّة ذات مستويات طاقيّة متشعّبة (degenerate electrons).
تمتلك الإلكترونات المتشعِّبة طاقة كبيرة
تمكنها من الدّخول إلى أنوية الحديد، مما يحوّل أحد بروتونات النّواة إلى نيوترون. عندها يصبح عدد البروتونات في معظم أنوية ذرّات
دخيلة قلب الحديد مساويا لرقم الآية: 25=26-1
. وبالتالي فإن هذا الفرق (1)
بين رقم الآية (25) والعدد الذّري لنواة الحديد (26)
هو إشارة قرآنيّة معجزة لهذا التّفاعل المعروف بمعكوس
انحلال بيتا (inverse beta decay): بروتون زائدا
إلكترون يعطي نيوتروناً زائداً نيوترينو.
ينبعث النيوترينو حاملاً معه الطّاقة
التي تدعم أنوية ذرّات دخيلة القلب الحديديّ للنجم. وبالتالي يحصل إنزال وسحق لإلكترونات ذرّات دخيلة
القلب الحديديّ للنجم داخل أنوية الذرّات لتصبح دخيلة القلب بمنزلة نيوترونات
متراصّة بمستويات طاقيّة متشعّبة؛ أو لنقل تصبح نجماً
نيوترونيّا (neutron star degenerate) ذا كثافة هائلة مائة مليون مليون غرام
للسنتيمتر المكعب.
تتضاعف كثافة القلب حوالي مائة ألف مرّة، وبالتالي يُضغط قلب النّجم ليصبح
حجمه جزءاً من مائة ألف من حجمه الأصلي.
وبالتالي يتمكّن ضغط النيوترونات المتشعِّبة من إيقاف انهيار قلب النّجم (وَأَنزلْنَا
الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ).
يقفز القلب قليلا إلى نصف قطره الجديد، مما يتسبّب بحصول موجة الصّدمة (Shock Wave) ذات البأس الشديد والإنزال الّذي يدفع وبقوّة
هائلة حطام النّجم المنهار وينثره في الفضاء.
وبالتالي تحصل عملية إنـزال وطرد للحديد ولبقية مادّة النّجم المنهار بفعل
تأثير إنزال موجة الصّدمة المرافقة لتشكّل النّجم النيوتروني ذي الكثافة الهائلة. مع انفجار السوبرنوفا (supernova
explosion) هذا، يتمّ إنـزال
(إرسال) الحديد من باطن النّجم ليبعث في كلّ اتّجاه. وذلك أنّ موجة الصّدمة تمتلك قوّة دفعيّة هائلة
تتسبّب في تفجير النّجم حين ينـزل النّجم (يسقط) في قاع الموجة. وبالتالي يتمّ إنـزال (إرسال وطرد) الحديد
ومادّة النّجم المنهار بفعل إنزال قوّة الدّفع للموجة الصّدميّة.
يمتلك نظير الحديد 56 والعناصر المجاورة له طاقة ربط نوويّ (لكلّ
نيوكليون) كبيرة: (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ).
لذا فإنّ طاقة الوضع النّوويّ لكلّ نيوكليون تكون قليلة لنظير الحديد 56:
(وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ). لذا فإنّ
التّفاعل الذي يستهلك نظير الحديد (56) لينتج أي عنصر كتلته أعلى من نظير الحديد 56
يكون ماصّا للطاقة. بالرغم من أن نواتي
الحديد 58 والنيكل 62 يمتلكان طاقة ربط أكبر ، إلا أنه لا يمكن
إنتاجهما داخل النجم بفعل تفاعلات الاندماج النووي. وهذه الطّاقة تتوفّر عند حصول السوبرنوفا. وعليه فإنّه يلزم بذل طاقة لحدوث التفاعلات
التي تستهلك الحديد (56) من أجل إنتاج أيّ عنصر عدده الكتلي يساوي أو
أكبر (عدديّا) من رقم سورة الحديد. إنّ
التّفاعل ماصّ للطاقة (endothermic)
لإنتاج أول عنصر عدده الكتلي يساوي أو أكبر من رقم سورة الحديد (57)!. وبالتالي فإن رقم السورة هو إشارة قرآنية معجزة
لهذه الحقيقة. تتأتّى هذه الطّاقة من
انفجار السوبرنوفا المتجسّد في إنزال الحديد الضّروريّ لإنزال (إنتاج وإرسال)
العناصر الثّقيلة التي توجد في أجسادنا.
جميع العناصر الأثقل من الهيليوم، والتي تتوافر في أجسادنا كان سبب توافرها
هو انفجار السوبرنوفا المتجسِّد في إنزال الحديد!: (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ). لقد جعل الله انفجار السوبرنوفا (إنزال الحديد)
سبباً في إرسال وبعث الحديد والعناصر الأخرى من أجل تكوين مجموعتنا الشّمسيّة؛ وبالتالي
خلْقِ البشريّة.
كما أنّ الله سبحانه قد جعل إرسال الرّسل - صلوات الله وسلامه عليهم
- ضرورة لتكوين مجتمعات حيّة بالإيمان، فإنّ إرسال الحديد الذي يصحب انفجار
السوبرنوفا (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) قد جعله الله سببا وضرورة من أجل خلق نظام
مجموعتنا الشّمسيّة، وخلق العناصر المكوّنة لجسم الإنسان: (وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ).
القلب الداخلي
(inner core) للكرة الأرضية هو صلب بلوري (crystalline)يتكون من الحديد
والنيكل. ويمتاز التّركيب البلّوري بطاقة وضع
قليلة؛ أَنزلْنَا: (أقل طاقة وضع). وبالتالي تكون طاقة ربطه عالية. معظم حديد الكرة الأرضية أنـزل (أهبط) من سطح
الكرة الأرضية إلى مركزها. لذا فإنَّ طاقة ربطه الجاذبيّ كبيرة: (بَأْسٌ شَدِيدٌ). إنّ طاقة ربط بلورة القلب الداخلي الحديديّ
كبيرة (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ).
القلب الخارجيّ (outer
core) للكرة الأرضية هو طبقة سائلة
تتكون بشكل رئيسي من مصهور الحديد الذي
يمتلك سعة حراريّة كبيرة: (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). فقط
حوالي 10% من كتلة القلب الخارجي
عبارة عن عناصر خفيفة )الأوكسجين، والكبريت
والسيليكون( تسهم في إنزال (خفض)
كثافة القلب الحديديّ تحت الضغط الكبير: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ). إنّ إنزال الكثافة يقوّي تيارات
الحمل (convection currents)؛ حيث يتكوّن المجال المغناطيسيّ الأرضيّ نتيجة
لتيّارات الحمل في قلب الحديد الخارجيّ والمصهور.
المجال المغناطيسي الأرضي يساعد في تحديد الجهات. وإنّ الشكل الهندسي
للمجال المغناطيسي الأرضي يجعله يعمل عمل
المرآة المغناطيسيّة (Magnetic mirror)؛ وبالتالي يحجز الأشعّة
الكونيّة (cosmic rays) الضّارة، ويمنعها من أن تصل إلى سطح الأرض
جهنّم
والحديد: (وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ). وفي
الأحاديث أنّ خاتم الحديد لبسة أهل النار:
(أن رجلا جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب
فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس خاتم حديد فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم هذه لبسة أهل النار فرجع فلبس خاتم ورق فسكت
عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم )
ترشد
الآية والحديث إلى أنّ الحديد هو الأكثر وفرةً في جهنّم، ولعلّ ذلك بسبب بأسه الشّديد، وأنّ طاقة ربطه النّووي
لكل نيوكليون هي الأعلى بالمقارنة مع جميع العناصر. وبالتالي فهو أقدر العناصر على تحمّل حرّ جهنّم.
المقصود هنا بالقدرة على التحمّل هو
التركيب النّووي للحديد وليس التركيب البلوريّ أو الذرّي.
يمكن
قراءة البحث كاملا (بمراجعه) على الموقع:
http://eijaz.mutah.edu.jo/ironarabic.htm (بالعربية)
http://eijaz.mutah.edu.jo/ironenglish.htm (English)
[1] https://courses.lumenlearning.com/astronomy/chapter/evolution-of-massive-stars-an-explosive-finish/
[2] The gas cloud, from which our Solar System formed contained heavy metals, therefore must have had some remnant of (probably) several supernova explosions in it.