وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ

 

جمع وترتيب

 

أ.د. حسين يوسف العمري

Hussain Yousef Omari

قسم الفيزياء / جامعة مؤتة / الأردن

rashed@mutah.edu.jo

 


 

وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ

الملخص

قرأ أهل مكة والبصرة بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، قال ابن عباس: أوقدت فصارت نارا تضطرم، وقال مجاهد ومقاتل: يعني فجر بعضها في بعض (تفسير البغوي).

قرأته عامة قرّاء المدينة والكوفة ( سُجِّرَتْ ) بتشديد الجيم. وقرأ ذلك بعض قرّاء البصرة: بتخفيف الجيم.

والصواب أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. (تفسير الطبري).

قَرَأَ اِبْن كَثِير " سُجِرَتْ " وَأَبُو عَمْرو أَيْضًا، إِخْبَارًا عَنْ حَالهَا مَرَّة وَاحِدَة . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ إِخْبَارًا عَنْ حَالهَا فِي تَكْرِير ذَلِكَ مِنْهَا مَرَّة بَعْد أُخْرَى (تفسير القرطبي)؛ وهذا يتوافق مع المعاني الكثيرة والمتباينة للكلمة سُجِّرَتْ .  يستعرض البحث المعاني اللغوية العديدة والمتباينة لكلمة سَجَرَ.  ثم يناقش في ضوئها جميع أقوال المفسرين المتباينة والمحتملة لقوله تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)؛ محاولاً الربط مع التفسير العلمي لما قد يحدث للأرض والبحار في نهاية الحياة الدنيا.

المعاني اللّغوية لكلمة سجر ([1])

سَجَرَ (فعل): سجَرَ يَسجُر، سَجْرًا وسُجورًا، فهو ساجِر، والمفعول مَسْجور - للمتعدِّي

سجَر الإناءَ ونحوَه: امتلأ، وملأه حتى فاض: { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ {

سَجَرَ الماءَ في حلقهِ: صبَّه

المسجور: كثير الماء

سجَر اللهُ الكافِرَ: أحرَقه: توقد به النار: { ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ {

سَجَرَ التَّنُورَ: مَلأَه وقودًا وأَحماهُ . أشعل الوقود فيه وأحماه . { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِرَتْ{ [ ق ]، {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ {: أي المملوء.  وكان علي بن أَبي طالب، عليه السلام، يقول: المسجورُ بالنار أَي مملوء .

و سَجَرَ النهر ملأه ومنه البحر المَسْجورُ .  و السَّجُورُ بالفتح ما يُسجر به التنور

سَجْر: مصدر سَجَرَ .  وبئرٌ سَجْرٌ: ممتَلِئةٌ . سَجْر الرعد: صوتُه الشديد

سجرت الناقة: مدت صوتها.

سجرت الناقة: استعارة لالتهابها في العدو

سجَّرَ (فعل): سجَّرَ يُسجِّر، تسجيرًا، فهو مُسجِّر، والمفعول مُسجَّر

سجَّرَ الماءَ: فجَّرَه

سجَّر الإناءَ ونحوَه سَجَره؛ ملأه حتى فاض .  { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ }: فاضت وارتفعت أمواجُها.   وفسره ثعلب فقال: مُلِئَتْ، قال ابن سيده مُلِئَت ناراً

سجّر النّار: أوقدها، أحماها: { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ {.

الأحاديث الشريفة: عنِ ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قتَلَ رجُلٌ تسعةً وتسعينَ نفْسًا، ثمَّ أراد التَّوبةَ؛ فأتى راهبًا بأرضٍ (عَرِيَّةٍ)، فقال: يا راهبُ، قتلْتُ تسعةً وتسعينَ نفْسًا، فهل لي مِن تَوبةٍ؟ قال: لا، قال: لا جَرَمَ، واللهِ لأُكْمِلَنَّهُم بكَ مِئةً، ثمَّ أتى راهبًا آخَرَ، قال: إنِّي قتلْتُ تسعةً وتسعينَ نفْسًا، وكمَّلْتُهم مِئةً براهبٍ، فهل مِن تَوبةٍ؟ فقال: لقدْ أسرَفْتَ على نفْسِكَ، وركِبْتَ عظيمًا، ومَن تابَ تابَ اللهُ عليهِ، قال: فنَبَذَ السَّيفَ، وقال: واللهِ، لَأَخْدُمَنَّكَ حتَّى يُفَرِّقَ بينَنا الموتُ، قال: وعاهَدَهُ ألَّا يَعصيَهُ، قال: فجاءَهُ قومٌ سَفْرٌ أوْ مُسْنِتونَ، وكان يتطَبَّبُ، فقال الرجُلُ: [هل] تأمُرُني بشيْءٍ؟ قال: اذهَبْ فاسجُرِ التَّنُّورَ، قال: فذهَبَ فسَجَرَهُ حتَّى حَمِيَ، فقال: قد حَمِيَ، فما تأمُرُني؟ ...) ([2]).

- (دخل رجلٌ على أهلِه، فلما رأى ما بهم من الحاجةِ؛ خرج إلى البريَّةِ، فلما رأت امرأتُه؛ قامتْ إلى الرَّحى فوضعتْها وإلى التنُّور فسجرتْه، ثم قالت: اللهم ارزقْنا فنظرتْ؛ فإذا الجَفنةُ قدِ امتلأتْ، قال: وذهبت إلى التنُّورِ فوجدتْه ممتلئًا . قال: فرجع الزوجُ قال: أصبتُم بعدي شيئًا ؟ قالت امرأتُه: نعم؛ من ربِّنا؛ ... .) ([3])
- (دخلَ رجلٌ على أَهْلِهِ، فلمَّا رأى ما بِهِم مِنَ الحاجةِ، خرجَ إلى البريَّةِ، فلمَّا رأَت امرأتُهُ قامَت إلى الرَّحى، فوضعَتها، وإلى التَّنُّورِ فسَجرَتْهُ، . . .) ([4])

(... قَالَ: فَبيْنَا أنَا أمْشِي بسُوقِ المَدِينَةِ، إذَا نَبَطِيٌّ مِن أنْبَاطِ أهْلِ الشَّأْمِ، مِمَّنْ قَدِمَ بالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بالمَدِينَةِ، يقولُ: مَن يَدُلُّ علَى كَعْبِ بنِ مَالِكٍ؟ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ له، حتَّى إذَا جَاءَنِي دَفَعَ إلَيَّ كِتَابًا مِن مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهِ: أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّه قدْ بَلَغَنِي أنَّ صَاحِبَكَ قدْ جَفَاكَ، ولَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بدَارِ هَوَانٍ ولَا مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بنَا نُوَاسِكَ، فَقُلتُ لَمَّا قَرَأْتُهَا: وهذا أيضًا مِنَ البَلَاءِ، فَتَيَمَّمْتُ بهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بهَا، ... ) ([5])

 

( ... فَبيْنَا أَنَا أَمْشِي في سُوقِ المَدِينَةِ، إذَا نَبَطِيٌّ مِن نَبَطِ أَهْلِ الشَّامِ، مِمَّنْ قَدِمَ بالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بالمَدِينَةِ يقولُ: مَن يَدُلُّ علَى كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، قالَ: فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ له إلَيَّ، حتَّى جَاءَنِي فَدَفَعَ إلَيَّ كِتَابًا مِن مَلِكِ غَسَّانَ، وَكُنْتُ كَاتِبًا، فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ، فإنَّه قدْ بَلَغَنَا أنَّ صَاحِبَكَ قدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بنَا نُوَاسِكَ، قالَ: فَقُلتُ: حِينَ قَرَأْتُهَا: وَهذِه أَيْضَا مِنَ البَلَاءِ فَتَيَامَمْتُ بهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهَا بهَا، ... ) ([6])

(هبطنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ من ثنيَّةٍ ، فالتفت إليَّ وعليَّ رَيْطةٌ مضرَّجةٌ بالعُصفرِ ، فقال : ما هذه الريطةُ عليكَ ؟ فعرفتُ ما كره ، فأتيتُ أهلي وهم يسجرون تنُّورًا لهم ، فقذفتُها فيه ، ثم أتيتُه من الغدِ ، فقال : يا عبدَ اللهِ ، ما فعلتَ الرَّيْطةُ ؟ فأخبرتُه ، فقال : ألا كسوتَها بعضَ أهلِك فإنَّهُ لا بأس به للنساءِ) ([7])

"فإنَّ جهَنَّمَ تُسْجَرُ" ([8])، أي: تَلتَهِبُ وتحترِقُ .

وَالْبَحْر الْمَسْجُور

في سورة الطور يقسم ربنا سبحانه وتعالى بأمور وهي :

(وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) (الطور: 6-1).

فَالطُّور هُوَ الْجَبَل الَّذِي يَكُون فِيهِ أَشْجَار مِثْل الَّذِي كَلَّمَ اللَّه عَلَيْهِ مُوسَى وَأَرْسَلَ مِنْهُ عِيسَى وَمَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَجَر لَا يُسَمَّى طُورًا إِنَّمَا يُقَال لَهُ جَبَل (تفسير ابن كثير).

(وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ)

"وَكِتَاب مَسْطُور " قِيلَ هُوَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَقِيلَ الْكُتُب الْمُنَزَّلَة الْمَكْتُوبَة الَّتِي تُقْرَأ عَلَى النَّاس جِهَارًا وَلِهَذَا قَالَ " فِي رَقٍّ مَنْشُور (ابن كثير).  ولا يزال القرآن محفوظاً بحفظ الله سبحانه وتعالى، إلى أن يرفع من الصحف قبيل يوم القيامة؛ وفي الحديث: (لا تقومُ الساعةُ حتى تُبعَثَ ريحٌ حمراءُ من قِبَلِ اليمنِ، فيكفِتُ بها اللهُ كلَّ نفسٍ تؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ، وما ينكرُها الناسُ من قِلَّةِ مَن يموتُ فيها، مات شيخٌ في بني فلانٍ، وماتت عجوزٌ في بني فلانٍ . ويَسرى على كتابِ اللهِ، فيُرفَعُ إلى السماءِ فلا يَبقى في الأرض منه آيةٌ . ... )  ([9]).

(وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)

البيتُ المعمُورُ في السماءِ السابعةِ، يدخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ ألْفَ ملَكٍ، ثمَّ لا يَعودُونَ إليه حتى تقومَ الساعةُ.  " ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَدِيث الْإِسْرَاء:

- (فأتيتُ على إبراهيمَ فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من ابنٍ ونبيٍّ، فرُفِعَ لي البيتُ المعمورُ، فسألت جبريلَ فقال: هذا البيتُ المعمورُ، يصلي فيه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخِرَ ما عليهم) ([10]).

- (ثم رفع لي البيتُ المعمورُ .  فقلتُ: يا جبريلُ ! ما هذا ؟ قال: هذا البيتُ المعمورُ . يدخلُهُ كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملكٍ . إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخرَ ما عليهم . ) ([11]).

- (ثمَّ رُفِعَ لِيَ البيْتُ المعْمُورُ، فقُلتُ: يا جبريلُ ! ما هذا ؟ قال: هذا البيتُ المعمُورُ، يَدخُلُهُ كُلَّ يومٍ سبعُونَ ألْفَ ملَكٍ، إذا خَرجُوا مِنهُ لمْ يُعودُوا إليه آخِرَ ما عليْهِمْ) ([12]).

- (ثم رُفع لي البيتُ المعمورُ، فسألتُ جبريلَ، فقال: هذا البيتُ المعمورُ، يصلي فيه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ، فإذا خرجوا منه، لم يعودوا فيه آخر ما عليهم ) ([13]).

- (ثم رفع لي البيت المعمور، يدخله كل يومَ سبعون ألف ملك ) ([14]).

- (فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم، مسندا ظهره إلى البيت المعمور . وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه .) ([15]).

- (البيتُ المعمُورُ في السماءِ السابعةِ، يدخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ ألْفَ ملَكٍ، ثمَّ لا يَعودُونَ إليه حتى تقومَ الساعةُ) ([16]).

(وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ)

قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَشُعْبَة وَأَبُو الْأَحْوَص عَنْ سِمَاك عَنْ خَالِد بْن عُرْعُرَة عَنْ عَلِيّ " وَالسَّقْف الْمَرْفُوع " يَعْنِي السَّمَاء قَالَ سُفْيَان ثُمَّ تَلَا " وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتهَا مُعْرِضُونَ " وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَابْن جَرِير وَابْن زَيْد وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير (تفسير ابن كثير).  السماء سقف مرفوع ومحفوظ طيلة فترة الحياة الدنيا؛ فلا يزال بناء السّماء مرفوعا بقوة الله وإلى أن يتشقق، ويطوى يوم القيامة بيمين الجبار سبحانه وتعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) .  وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس هُوَ الْعَرْش يَعْنِي أَنَّهُ سَقْف لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَات وَلَهُ اِتِّجَاه وَهُوَ مُرَاد مَعَ غَيْره كَمَا قَالَهُ الْجُمْهُور (تفسير ابن كثير) .

 (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) (الطور: 6-1).  في هذه الآيات من سورة الطور يقسم ربنا سبحانه وتعالى بأمور: هذه الأمور التي أقسم اللهُ بها قائمة ويستمرُّ وجودها إلى أن تحدث الانقلابات الكونية عند قيام السّاعة. 

وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ: لقد سُجِرَ ويستمرُّ سجرُه إلى أن تحدث الانقلابات الكونية عند قيام السّاعة؛ نعم فهذا ما يقتضيه سياق الآيات.

الْمُقْسَمُ عَلَيْهِ (جواب القسم): (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) (الطور: 8-7).  أَيْ لَوَاقِع بِالْكَافِرِينَ كَمَا قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " مَا لَهُ مِنْ دَافِع " أَيْ لَيْسَ لَهُ دَافِع يَدْفَعهُ عَنْهُمْ إِذَا أَرَادَ اللَّه بِهِمْ ذَلِكَ (تفسير بن كثير).

سؤال: متى يقعُ العذابُ بالكافرين (الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ) (الطور: 12) ؟ الجواب:..يقع العذابُ بالكافرين يومَ القيامة: ( فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (الطور: 11)؛ حيث الانقلابات الكونية المروّعة: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا * فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ * يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا * هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ) (الطور: 14-9).

- (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا): يحصلُ يوم القيامة؛ في حين جعلها اللهُ في الدنيا سقفاً محفوظاً مرفوعاً موسّعاً بقوّة الله: (والسّماء بنيناها بأييد وإنّا لموسعون) [الذّاريات 47].

- (وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) يحصلُ يوم القيامة؛ في حين جعلها اللهُ في الدنيا راسيات: " وَالْجِبَال أَرْسَاهَا "، (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (لقمان 10) يَعْنِي الْجِبَال أَرْسَتْ الْأَرْض وَثَقَّلَتْهَا لِئَلَّا تَضْطَرِب بِأَهْلِهَا (ابن كثير).  (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الرعد 3).

الدلالة الزمنية لاسم الفاعل والمفعول ([17]): يدلّ اسم المفعول على الحدث والحدوث وذات المفعول، فهو يدلُّ على الثبوت إذا ما قيس بالفعل، ويدلّ على التجدّد إذا ما قيس بالصفة المشبهة، فتقول: (أتظنّهُ سيُغلَب؟). فيقال: (هو مغلوب)، أي كأنّ هذا الوصف قد تمّ وثبت له.

هذا الثوب مضيّق: دلّ اسم المفعول مضيّق على التجدّد وعلى الزمن الماضي.

يدلّ اسم المفعول على الماضي أو الحاضر أو المستقبل إذا كان معرّفاً بـ (أل):

وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (هو مَسْجُورٌ في الدنيا): أي هو قد اعتراه السّجْرُ من قبل؛ وما يزال مسجوراً.  أقول: وكما أنّ الرفع (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) يقع على البناء السماوي وإلى يوم القيامة، فلعلّ السّجْرَ (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) يقع على البحر وإلى يوم القيامة.

وَقَالَ الْجُمْهُور هُوَ هَذَا الْبَحْر وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَى قَوْله الْمَسْجُور فَقَالَ بَعْضهمْ الْمُرَاد أَنَّهُ يُوقد يَوْم الْقِيَامَة نَارًا كَقَوْلِهِ: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ).  وأشار ابن كثير إلى حديث ضعيف لا يعتدُّ به؛ فجميع المحدثين أجمعوا على ضعفه: " لَا يَرْكَب الْبَحْر إِلَّا حَاجّ أَوْ مُعْتَمِر أَوْ غَازٍ فَإِنَّ تَحْت الْبَحْر نَارًا وَتَحْت النَّار بَحْرًا " (سُنَن أَبِي دَاوُد)  ([18]).

وَعَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر " وَالْبَحْر الْمَسْجُور " يَعْنِي الْمُرْسَل وَقَالَ قَتَادَة الْمَسْجُور الْمَمْلُوء وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير وَوَجَّهَهُ بِأَنَّهُ لَيْسَ مُوقَدًا الْيَوْم فَهُوَ مَمْلُوء.  هو مَمْلُوء بما يغذيه من ماء المحيطات الجوفية؛ كما تشير الآيات:

أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * والجِبَالَ أَرْساها) [النازعات 27-32].  ودحو الأرض بمعنى كرتنا الأرضيّة، أو بمعنى الأرض العليا كون مجرّتنا جزءاً من الأرض العليا ([19]) مفسّرٌ بقوله تعالى: (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا).  ويقول الألوسي مؤكّداً هذا الفهم: "وأمّا تقدير أقوات الأرض وإعطاء البركة وتوليد المتولّدات، فلها أيّامٌ معدودات وحدود محدودات لا تدخل في أيّام خلق السّماوات والأرض" ([20]).  بعد اكتمال خلق الشّمس اكتمل خلق الكرة الأرضيّة؛ قبل حوالي 4.6 مليار سنة.  ومن ثمّ بدأ دحو الكرة الأرضيّة (عمري 2004، خلق الكون).  تدلُّ هذه الآيات على تأخر الدّحو: بعد إخراج ضحى السّماء بنور الشّمس أخذت كرةُ الأرض شكلها البيضويّ وحركتها، ومن بعد أخرج الخالقُ منها الماءَ والمرعى (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * والجِبَالَ أَرْساها) .  يؤكّد هذا كلَّه المعانيُ العديدة للكلمة (دَحَاهَا) (ابن منظور م 4 ص 303-304).  ومن ثمّ كان إرساء الجبال (والجِبَالَ أَرْساها)، والّذي يحتاج بدوره إلى وجود الماء كما وضّحت الآية: (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * والجِبَالَ أَرْساها) (عمري 2004، خلق الكون).  ويتناغم اكتشافٌ جديد مع قوله سبحانه: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا).

اكتشاف خزان مياه ضخم غائر في الأرض

Massive water reservoir discovered towards Earth's core ([21]).

A reservoir of water three times the volume of all the oceans has been discovered deep beneath the Earth's surface in north America. The finding could help explain where Earth's seas came from.

وقد تم اكتشاف خزان من الماء حجمه ثلاث مرات ضعف حجم كل المحيطات. ويقع هذا الماء غائراً تحت سطح الأرض في أمريكا الشماليّة.  وهذا الاكتشاف يمكن أن يساعد على تفسير مصدر ومنشأ بحار الأرض.

The water is hidden inside a blue rock called ringwoodite that lies 700 kilometers underground in the mantle، the layer of hot rock between Earth's surface and its core.

تقبع هذه المياه داخل صخرة زرقاء تدعى ringwoodite تتواجد على عمق سبعمائة كيلومتر من سطح الأرض؛ أي في لحاء الأرض؛ وهو طبقة الصخور الساخنة بين سطح الأرض و قلبها.

The huge size of the reservoir throws new light on the origin of Earth's water. Some geologists think water arrived in comets as they struck the planet, but the new discovery supports an alternative idea that the oceans gradually oozed out of the interior of the early Earth.

ضخامة حجم هذا الخزان يلقي ضوءا جديدا على أصل مياه الأرض . بعض علماء الجيولوجيا يعتقدون أنّ المياه وصلت الأرض من المذنبات الّتي ضربت كوكب الأرض، ولكنّ هذا الاكتشاف الجديد يدعم فكرة بديلة وهي أنّ المحيطات رشحت تدريجيا من المناطق الداخلية للأرض في وقت مبكر: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) (النّازعات 31-30).

"It's good evidence the Earth's water came from within," says Steven Jacobsen of Northwestern University in Evanston, Illinois. The hidden water could also act as a buffer for the oceans on the surface, explaining why they have stayed the same size for millions of years.

إنّ هذا الاكتشاف دليل جيد على أنّ مياه الأرض جاءت من داخلها؛ كما يقول ستيفن جاكوبسن من جامعة نورث وسترن في إيفانستون، إلينوي. إنّ المياه الغائرة هذه يمكن أن تعمل أيضا كعازل لمحيطات الأرض؛ ممّا يوضّح سرّ بقاء نفس كميّة مياه المحيطات لملايين السنين: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)؛ أي المملوء ماءً.

The water on earth dint had to evaporate when the planet was a molten rock because the rock itself acts as a sponge, so the water was always here and dint came from comets.  Obviously it’s not an ocean it’s like oil, trapped in a sponge of rock. (([22]

لم يكن ليتبخّر الماء من على الأرض عندما كان الكوكب صخوراً منصهرة؛ وذلك بفضل أن الصخور نفسها تتصرف كما الإسفنجة .  لذلك كان الماء دائما هنا؛ ولم يأت إلى الأرض من المذنبات.

 

 

ما فعله فريقُ العلماء هو دراسة سرعة الانتشار لحوالي 400 زلزال في المناطق المبيّنة بالمثلثات في الشكل.  عندما تضرب الموجة الزلزاليّة الماء تقلّ سرعتها.  وهذه هي الطريقة التي تمّ بواسطتها رسم خريطة توضّح تواجد المياه على عمق 700 كيلومتر تحت سطح الأرض (في الشكل يوضّح اللّون الأزرق أماكن تواجد المياه) .

What they did is study the propagation velocity of around 400 earthquakes in each of the triangles in the image above, when the wave hits the water the velocity decrease, this is how they map the water around 700km below the surface with the data, applying different existent models they came to this

 

وَقِيلَ الْمُرَاد بِالْمَسْجُورِ الْمَمْنُوع الْمَكْفُوف عَنْ الْأَرْض لِئَلَّا يَغْمُرَهَا فَيُغْرِق أَهْلهَا . قَالَهُ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس وَبِهِ يَقُول السُّدِّيّ وَغَيْره مستندين إلى الرواية الضعيفة: (ليس من ليلةٍ إلا والبحرُ يُشْرِفُ فيها ثلاثَ مَرَّاتٍ، يستأذنُ اللهَ تعالى أن يَنْتَضِحَ عليكم، فَيَكُفُّهُ اللهُ ) ([23]) .  أو (ما من ليلةٍ إلَّا والبحرُ يُشرِفُ ثلاثَ مرَّاتٍ يستأذِنُ أن ينفضِحَ عليهم فيكُفَّه اللهُ عزَّ وجلَّ) ([24]) .

وقد سبقت الإشارة إلى أنّه تم اكتشاف خزان من الماء حجمه ثلاث مرات ضعف حجم كل المحيطات. ويقع هذا الماء غائراً تحت سطح الأرض في أمريكا الشماليّة.  هذا الماء لو خرج إلى السطح لغمر الكرة الأرضية وزالت اليابسة على كوكب الأرض؛ وقد يحصل هذا يوم القيامة: (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) (الانشقاق: 4-3).  أَيْ خَلا جَوْفهَا.  وفي قصة الطوفان يقول سبحانه: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (هود 44).  (وَغِيضَ الْمَاءُ): أَمَرَ اللهُ الْأَرْض أَنْ تَبْلَع مَاءَهَا الَّذِي نَبَعَ مِنْهَا وَاجْتَمَعَ عَلَيْهَا (ابن كثير).  جزء من هذا الماء الغائر سبق له أن قد فار (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ (هود 40)) وأسهم في غمر سطح الكرة الأرضية عندما حدث الطوفان زمن نوح عليه السلام: (قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) (هود 43).

قَالَ مُجَاهِد الْمَسْجُورِ: الْمُوقَد .  أقول: ويحصل هذا عندما تقذف الأرضُ الحمم البركانية داخل المحيطات: وهو كائنٌ يوم القيامة: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ).  يقول سبحانه: (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) (الانشقاق: 4-3).  أَيْ خَلا جَوْفهَا.  وفي الحديث: (لا تقومُ الساعةُ حتى تُبعَثَ ريحٌ حمراءُ من قِبَلِ اليمنِ، فيكفِتُ بها اللهُ كلَّ نفسٍ تؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ، وما ينكرُها الناسُ من قِلَّةِ مَن يموتُ فيها، مات شيخٌ في بني فلانٍ، وماتت عجوزٌ في بني فلانٍ . ويَسرى على كتابِ اللهِ، فيُرفَعُ إلى السماءِ فلا يَبقى في الأرض منه آيةٌ . وتَقِيءُ الأرضُ أفلاذَ كَبِدِها من الذَّهبِ والفِضَّةِ، ولا يُنتَفَعُ بها بعد ذلك اليومِ، فيَمُرُّ بها الرجلُ فيضربُها برجلِه ويقول: في هذه كان يَقتَتِلُ [ مَن كان ] قبلَنا، وأصبحَتِ اليومَ لا يُنتَفَعُ بها) ([25]).
وقد يكون تسجيرُ البحار مع زيادة ضيائية الشمس عند اقترابها من طور العملاق الأحمر ([26].):
إن الشمس ستكون أكثر إشراقا بنسبة 40٪ مما هي عليه الآن، الأمر الذي سيؤدي إلى غلي ماء المحيطات، وذوبان الجليد بشكل دائم، وفقدان بخار الماء في الغلاف الجوي إلى الفضاء.
عندما تدخل الشمس مرحلة العملاق الأحمر، فإنّ الشمس الحارّة تبخر ماء محيطات الأرض وتقذفه بعيدا، وبعد ذلك فإنّ الإشعاع الشمسي سوف يحلّل الماء إلى الأوكسجين والهيدروجين. ولن يكون للبحار عودة مرة أخرى، وستصبح الأرضُ في نهاية المطاف مصهورة.  وتبدأ الجبال تنصهر.

وَقَالَ قَتَادَة المسجور: الْمَمْلُوء . ولِلنَّمِرِ بْن تَوْلَب: عَيْنًا مَسْجُورَة مَمْلُوءَة (القرطبي).  وذكرنا أنّه تم اكتشاف خزان من الماء حجمه ثلاث مرات ضعف حجم كل المحيطات؛ ويقع هذا الماء على عمق 700 كم تحت سطح الأرض في أمريكا الشماليّة.  وإنّ المياه الغائرة هذه يمكن أن تعمل أيضا كعازل لمحيطات الأرض؛ ممّا يوضّح سرّ بقاء نفس كميّة مياه المحيطات لملايين السنين (المسجور: الْمَمْلُوء).  ويقول القرطبي: فَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمَمْلُوء نَارًا ([27]) وَكَذَا قَالَ الضَّحَّاك وَشِمْر بْن عَطِيَّة وَمُحَمَّد بْن كَعْب وَالْأَخْفَش بِأَنَّهُ الْمَوْقِدُ الْمَحْمِيّ (الحارّ الذي يحمى عليه) بِمَنْزِلَةِ التَّنُّور الْمَسْجُور . وَمِنْهُ قِيلَ: لِلْمِسْعَرِ مِسْجَر ؛ وَدَلِيل هَذَا التَّأْوِيل حالُها يومَ القيامة؛ والتي يبيّنها قَوْله تَعَالَى: " وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ " [ التَّكْوِير: 6 [ أَيْ أُوقِدَتْ ؛ سَجَرْت التَّنُّور أَسْجُرهُ سَجْرًا أَيْ أَحْمَيْته . . . . وفي الحديث: (البحرُ طَبقٌ جهنَّمَ) ([28]) . أقول لعلّ المقصود بهذا الحديث طبقٌ بعيدة القعر؛ ففي المعجم بئْرٌ جَهنّمٌ: جِهنّام، الجِهِنَّام : القعْر البعيد.  الجِهِنَّام: البئر البعيدة القعر.  وَقَالَ اِبْن عَبَّاس: الْمَسْجُور الَّذِي ذَهَبَ مَاؤُهُ ([29]). وَقَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة. وَرَوَى عَطِيَّة وَذُو الرُّمَّة الشَّاعِر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: خَرَجَتْ أَمَة لِتَسْتَقِيَ فَقَالَتْ: إِنَّ الْحَوْض مَسْجُور أَيْ فَارِغ ، قَالَ اِبْن أَبِي دَاوُدَ: لَيْسَ لِذِي الرُّمَّة حَدِيث إِلَّا هَذَا . وَقِيلَ: الْمَسْجُور أَيْ الْمَفْجُور ؛ دَلِيله: " وَإِذَا الْبِحَار فُجِّرَتْ " [ الِانْفِطَار: 3 ] أَيْ تُنُشِّفت الْأَرْض فَلَا يَبْقَى فِيهَا مَاء ([30]).  وسبقت الإشارة إلى أنه عندما تتصاعد حرارة الأرض مع دنو الشمس يعود سطح الكوكب صخوراً منصهرة؛ والصخور نفسها تتصرف كما الإسفنجة، مما يساعد أن تحتفظ الكرة الأرضية بالمياه الغائرة، بينما تتبخر جميع مياه البحار والمحيطات.

وَقَوْل ثَالِث قَالَهُ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَعِكْرِمَة . قَالَ أَبُو مَكِين: سَأَلْت عِكْرِمَة عَنْ الْبَحْر الْمَسْجُور فَقَالَ: هُوَ بَحْر دُون الْعَرْش . وَقَالَ عَلِيّ: تَحْت الْعَرْش فِيهِ مَاء غَلِيظ . وَيُقَال لَهُ بَحْر الْحَيَوَان يُمْطِر الْعِبَاد مِنْهُ بَعْد النَّفْخَة الْأُولَى أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَيَنْبُتُونَ فِي قُبُورهمْ (القرطبي).

وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ

يومَ القيامةِ تحدثُ فيه سلسلة من الانقلابات والأهوال التي تبيّنها الآيات: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ) (التكوير: 14-1) .

في هذه الآيات؛ إِذَا عبارة عن أداة شرط لما يستقبل من الزمن.  أي عندما يأتي يومُ القيامة بأحداثه هذه وأهواله (جملة الشرط مبينة في الآيات 13-1 عندها (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ) (جملة جواب الشرط).

عندما يأتي يومُ القيامة بأحداثه المروعة والتي منها وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ، حينها (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ)؛ هَذَا هُوَ الْجَوَاب.  أَيْ إِذَا وَقَعَتْ هَذِهِ الْأُمُور حِينَئِذٍ تَعْلَم كُلّ نَفْس مَا عَمِلَتْ وَأُحْضِر ذَلِكَ لَهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: (يَوْم تَجِد كُلّ نَفْس مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوء تَوَدّ لَوْ أَنَّ بَيْنهَا وَبَيْنه أَمَدًا بَعِيدًا) (تفسير ابن كثير).  .  ومرّ بنا معان كثيرة ومتباينة للكلمة (سجر).  وعليه فإنّ السّجْر الحاصل للبحر في الدنيا: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ) (الطور: 6) قد يغاير السجر الذي سيحصل للبحار يوم القيامة ([31]) (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) (التكوير: 6).

يقول سبحانه: (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) (الانشقاق: 4-3): أَيْ أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنهَا مِنْ الأمْوَات وَتَخَلَّتْ مِنْهُمْ قَالَهُ مُجَاهِد وَسَعِيد وَقَتَادَة.  وعَنْ قَتَادَة: أَخْرَجَتْ أَثْقَالهَا وَمَا فِيهَا (الطبري، م 15، ص 314).  وَقِيلَ: أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنهَا كُنُوزهَا وَمَعَادِنهَا، وَتَخَلَّتْ مِنْهَا. أَيْ خَلا جَوْفهَا، فَلَيْسَ فِي بَطْنهَا شَيْء، وَذَلِكَ يُؤْذِن بِعِظَمِ الأمْر، كَمَا تُلْقِي الْحَامِل مَا فِي بَطْنهَا عِنْد الشِّدَّة. وَقِيلَ: تَخَلَّتْ مِمَّا عَلَى ظَهْرهَا مِنْ جِبَالهَا وَبِحَارهَا. وَقِيلَ: أَلْقَتْ مَا اسْتُوْدِعَتْ، وَتَخَلَّتْ مِمَّا اسْتُحْفِظَتْ ([32]).  ويقول سبحانه: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) (الزلزلة  2-1).  يَعْنِي أَلْقَتْ مَا فِيهَا مِنْ الْمَوْتَى قَالَهُ غَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَهَذِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " يَا أَيّهَا النَّاس اِتَّقُوا رَبّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم وَكَقَوْلِهِ " وَكَقَوْلِهِ " وَإِذَا الْأَرْض مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ " وَقَالَ مُسْلِم فِي صَحِيحه حَدَّثَنَا وَاصِل بْن عَبْد الْأَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فُضَيْل عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا) ([33]) (تفسير ابن كثير).  ويقول سبحانه: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) (الفجر 21).  يُخْبِر تَعَالَى عَمَّا يَقَع يَوْم الْقِيَامَة مِنْ الْأَهْوَال الْعَظِيمَة فَقَالَ تَعَالَى" كَلَّا " أَيْ حَقًّا " إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا " أَيْ وُطِئَتْ وَمُهِّدَتْ وَسُوِّيَتْ الْجِبَال وَقَامَ الْخَلَائِق مِنْ قُبُورهمْ لِرَبِّهِمْ (ابن كثير).  ويقول سبحانه: (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا) (الواقعة 6-4).  (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا): أَيْ فُتِّتَتْ فَتًّا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ وَقَالَ اِبْن زَيْد صَارَتْ الْجِبَال كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " كَثِيبًا مَهِيلًا" .  (فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا): عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: هَبَاء مُنْبَثًّا كَرَهْجِ الْغُبَار يَسْطَع ثُمَّ يَذْهَب فَلَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْء وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " فَكَانَتْ هَبَاء مُنْبَثًّا " الْهَبَاء الَّذِي يَطِير مِنْ النَّار إِذَا اِضْطَرَمَتْ يَطِير مِنْهُ الشَّرَر فَإِذَا وَقَعَ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا وَقَالَ عِكْرِمَة: الْمُنْبَثّ الَّذِي قَدْ ذَرَتْهُ الرِّيح وَبَثَّتْهُ وَقَالَ قَتَادَة " هَبَاء مُنْبَثًّا " كَيَبِيسِ الشَّجَر الَّذِي تَذْرُوهُ الرِّيَاح . وَهَذِهِ الْآيَة كَأَخَوَاتِهَا الدَّالَّة عَلَى زَوَال الْجِبَال عَنْ أَمَاكِنهَا يَوْم الْقِيَامَة وَذَهَابهَا وَتَسْيِيرهَا وَنَسْفهَا أَيْ قَلْعهَا وَصَيْرُورَتهَا كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوش (ابن كثير).

ويقول سبحانه: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) (الحاقّة  16-11).  تحطّم الجبال والقارات! وتغمر البحارُ وجهَ الأرض (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)؛ كما قد يشير إليه التقديم للحديث عن أهوال القيامة في هذه الآيات بذكره سبحانه الطوفان زمن نوح: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (الحاقّة 11- 12).  ومن ثمّ فإنّ هذا الماء يغلي ويتبخر من سطح الأرض لدنو الشمس .  يتزايد الاقتراب في الجمع والحشر: (وجمع الشّمس والقمر) [القيامة 9].  إنَّ الشّمس تدنو يوم القيامة حيث يبعث الله محمداً مقاماً يحمده أهل الجمع كلهم.  إنّ الأحاديث الشّريفة الّتي تؤكّد هذا الأمر عديدة، ومنها ([34]):

- (تُدْنَى -أو تُدْني - الشَّمْسُ يَومَ القِيامَةِ مِنَ الخَلْقِ، حتَّى تَكُونَ منهمْ كَمِقْدارِ مِيلٍ. قالَ سُلَيْمُ بنُ عامِرٍ: فَواللَّهِ ما أدْرِي ما يَعْنِي بالمِيلِ؟ أمَسافَةَ الأرْضِ، أمِ المِيلَ الذي تُكْتَحَلُ به العَيْنُ. قالَ: فَيَكونُ النَّاسُ علَى قَدْرِ أعْمالِهِمْ في العَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى كَعْبَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى رُكْبَتَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى حَقْوَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يُلْجِمُهُ العَرَقُ إلْجامًا. قالَ: وأَشارَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ إلى فِيهِ.) ([35]).

(تدنو الشمسُ يومَ القيامةِ على قيدِ ميلٍ ويُزادُ في حرِّها كذا وكذا تَغلي منها الهامُ كما تَغلي القدورُ يعرَقونَ فيها على قدرِ خطاياهم فمنهم مَن يبلغُ إلى كعبَيه ومنهم مَن يبلغُ إلى ساقَيه ومنهم مَن يبلغُ إلى وسطِه ومنهم مَن يُلجِمُه قال: وسمِعتُ أبا الحكمِ يقولُ: يُزادُ في حرِّها سبعةَ عشرَ ضِعفًا) ([36]).

(تدنو الشمسُ يومَ القيامةِ من الخلقِ ، حتى تكونَ منهم كمقدارِ مَيلٍ ، فيكون الناسُ على قدرِ أعمالهم في العَرقِ، فمنهم من يكونُ إلى كعبَيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتَيه ، ومنهم من يكون إلى حِقْوَيه ، ومنهم من يلجُمه العرقُ إلجامًا) ([37]).

قوله صلى الله عليه وسلّم: (تَغلي منها الهامُ كما تَغلي القدورُ) يشير كذلك إلى أن مياه البحار والمحيطات ستتبخّر بسبب حرّ الشمس وملامسة سطحها للأرض.  ويؤكده أيضا أحاديث الحوض التي تشير ضمنا إلى أنّ حوض النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هو المكان الوحيد للماء على الأرض يوم الحشر: (كنتُ أسمع الناسَ يذكرون الحوضَ . ولم أسمع ذلك من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فلما كان يومًا من ذلك . والجاريةُ تُمشِّطُني . فسمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " أيها الناسُ " فقلتُ للجاريةِ استأخِري عنِّي . قالت: إنما دعا الرجالَ ولم يدعُ النساءَ . فقلتُ: إني من الناسِ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " إني لكم فَرَطٌ على الحوضِ، فإياي لا يأتينَّ أحدُكم فيُذَبُّ عني كما يُذَبُّ البعيرُ الضالُّ . فأقول فيمَ هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَك. فأقول سُحقًا" . وفي روايةٍ: كانت أمُّ سلمةَ تحدثُ؛ أنها سمعت النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول، على المنبرِ، وهي تمتشطُ " أيها الناسُ ! " فقالت لماشطتِها: كُفِّي رأسي . بنحوه) ([38]).

الآيات: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ).

من أحداث يوم القيامة:

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ: تتوقف التفاعلات النووية داخل الشَّمْس فتصبح الشمسُ نجم قزم أبيض (white dwarf star).

وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ: تتوقف التفاعلات النووية داخل النُّجُوم فتصبح النُّجُومُ مضغوطة (Compact Stars).

الجمع والحشر ودنوّ الشّمس

لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ

(لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ فتكونُ السنةُ كالشهرِ والشهرُ كالجمعةِ وتكونُ الجمعةُ كاليومِ ويكونُ اليومُ كالساعةِ وتكونُ الساعةُ كالضرمةِ بالنارِ) ([39]).

 (لا تقومُ الساعةُ حتى يقترِبَ الزمانُ وتكونَ السنةُ كالشهرِ والشهرُ كالجمعةِ والجمعةُ كاليومِ واليومُ كاحتراقِ الخِرْقَةِ) ([40]).

(لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ، فتكونُ السنةُ كالشهرِ، و الشهرُ كالجمعةِ، و تكونُ الجمعةُ كاليومِ، و يكونُ اليومُ كالساعةِ، و تكونُ الساعةُ كالضَّرَمَةِ بالنارِ) ([41]).

(لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يتقارَبَ الزَّمانُ، فتَكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ، والشَّهرُ كالجُمُعةِ، وتَكونُ الجمعةُ كاليَومِ، ويَكونُ اليومُ كالسَّاعةِ، وتَكونُ السَّاعةُ كالضَّرمةِ بالنَّارِ) ([42]).

(لا تقومُ الساعةُ حتى يُقبضَ العلمُ، و تكثرَ الزلازلُ، و يتقاربَ الزمانُ، و تظهرَ الفتنُ، و يكثرَ الهرجُ: و هو القتلُ) ([43]).

(لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يتقاربَ الزَّمانُ، فتَكونَ السَّنةُ كالشَّهرِ، ويَكونَ الشَّهرُ كالجمُعةِ، وتَكونَ الجمعةُ كاليومِ، ويَكونَ اليومُ كالسَّاعةِ، وتَكونَ السَّاعةُ كاحتراقِ السَّعفةِ، الخُوصَةِ .) ([44]).

لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يتقاربَ الزَّمانُ: إذن لا تقوم الساعة حتى تقترب كرتنا الأرضيّة من الشّمس، ولكن عند حصول المزيد من الاقتراب يوم القيامة يصبح النَّهار سرمديّاً (synchronous rotation) (عمري: بحث مدّ الأرض).

وإنّ اقتراب سطح الشمس من الأرض يكون في مرحلة تصبح الشمس فيها عملاقا أحمر (Red giant).  وهنالك فريق عالمي حدّد كوكبا في نظام شمسي بعيد.  ولاحظوا أنّ هذا الكوكب متعايش مع شمسه التي أصبحت عملاقا أحمر (Silvotti et al. 2007).  ويذكر فريق العلماء هذا أنّ المدار الأصلي لهذا الكوكب يشبه مدار الكرة الأرضيّة حول الشمس.  ولعلّ هذا بعض ممّا تشير إليه الآية الكريمة: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ *يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الدّخان 10-11] (عمري: بحث دخان السّماء المرتقب).

ويتزايد الاقتراب في الجمع والحشر وتصبح الشمس نجم قزم أبيض: (وجمع الشّمس والقمر) [القيامة 9].  إنَّ الشّمس تدنو يوم القيامة حيث يبعث الله محمداً مقاماً يحمده أهل الجمع كلهم.  إنّ الأحاديث الشّريفة الّتي تؤكّد هذا الأمر عديدة (عمري: بحث مدّ الأرض)، ومنها:

- ( تُدْني الشمسُ، يومَ القيامةِ، مِنَ الخلقِ، حتى تكونَ منهمْ كمقدارِ ميلٍ . قال سليمُ بنُ عامرٍ: فواللهِ! ما أدري ما يعني بالميلِ؟ أمسافةُ الأرضِ، أمْ الميلُ الذي تَكتحلُ بهِ العينُ . قال: فيكونُ الناسُ على قدرِ أعمالِهمْ في العرقِ . فمنهمْ مَنْ يكونُ إلى كعبيهِ . ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى ركبتيهِ . ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى حقويهِ . ومنهمْ مَنْ يُلجمُهُ العرقُ إلجامًا . قال وأشارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِهِ إلى فيهِ .) ([45]).

)وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ(: بعد أن خلق الله الأرض وأخرج منها الماء والمرعى بردت الأرض فتشكّلت الجبال: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * والجِبَالَ أَرْساها) [النازعات 30-32].  يوم القيامة يمرّ كوكب الأرض بمراحل هي معكوس مراحل تخلّقه؛  تنعكس الأحداث يوم القيامة.  تدنو الشمس فترتفع حرارة الأرض، ويقذف بقلبها الداخلي المصهور: (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) [الانشقاق 3-4] .  فيكون دكُّ الجبال وتسييرها: (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً)، (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ( .  وهذا يزيد من تركيز المعادن في قشرة الأرض، وبالتالي يزيد من انتفاخ الأرض كما بيّنت نتائج الأبحاث ([46]).  وإنّ خروج الطّاقة الحرارية لقلب الأرض الحديدي المصهور إلى قشرة الأرض يزيد هو أيضاً في انتفاخ الأرض يوم القيامة.  وإنّ اقتراب الأرض من الشّمس يوم القيامة يزيد في طاقة التّشعيع الشّمسيّ للأرض، ويزيد بدوره من انتفاخ الأرض (عمري: بحث مدّ الأرض).  وإنّ خروج الطّاقة الحرارية لقلب الأرض الحديدي المصهور إلى القشرة المحيطية يجعل البحار تتأجج ناراّ.  كلُّ هذا يسهم في تبخّر ماء البحار فتجفّ.  وهذا كائنٌ يوم القيامة: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ).

وَقِيلَ الْمَسْجُورِ الْمُرَاد بِهِ الْفَارِغ قَالَ الْأَصْمَعِيّ عَنْ أَبِي عَمْرو بْن الْعَلَاء عَنْ ذِي الرُّمَّة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى" وَالْبَحْر الْمَسْجُور " قَالَ الْفَارِغ خَرَجَتْ أَمَة تَسْتَسْقِي فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ إِنَّ الْحَوْض مَسْجُور يَعْنِي فَارِغًا . رَوَاهُ اِبْن مَرْدَوَيْهِ فِي مَسَانِيد الشُّعَرَاء.  وهذا كائنٌ يوم القيامة: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ).

وَإِذَا الْبِحَار سُجِّرَتْ: وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْر وَاحِد يُرْسِل اللَّه عَلَيْهَا الرِّيَاح الدَّبُور فَتُسَعِّرهَا وَتَصِير نَارًا تَأَجَّج (تفسير ابن كثير).  وذكرنا آنفاً أنّ هذا حاصل لأسباب منها: دنو سطح الشمس وارتفاع ضيائيتها عندما تصبح في طور العملاق الأحمر أو قربها من الأرض في مرحلة القزم الأبيض.  أو قذف الأرض لقلبها الحديدي المصهور والذي يمتلك سعة حرارية هائلة.  وَقَالَ مُجَاهِد وَالْحَسَن بْن مُسْلِم: سُجِّرَتْ أُوقِدَتْ وَقَالَ الْحَسَن: يَبِسَتْ وَقَالَ الضَّحَّاك وَقَتَادَة: غَاضَ مَاؤُهَا فَذَهَبَ فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا قَطْرَة وَقَالَ الضَّحَّاك أَيْضًا سُجِّرَتْ فُجِّرَتْ وَقَالَ السُّدِّيّ فُتِحَتْ وَصُيِّرَتْ وَقَالَ الرَّبِيع بْن خُثَيْم سُجِّرَتْ فَاضَتْ (تفسير ابن كثير).

فَاضَتْ: المحيطات الداخلية تلقي بعض مائها: (إذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت).  أَيْ مُلِئَتْ مِنْ الْمَاء ؛ وَالْعَرَب تَقُول: سَجَرْت الْحَوْض أَسْجُرهُ سَجْرًا: إِذَا مَلَأْته ، وَهُوَ مَسْجُور وَالْمَسْجُور وَالسَّاجِر فِي اللُّغَة: الْمَلْآن . وَرَوَى الرَّبِيع بْن خَيْثَم: سُجِّرَتْ: فَاضَتْ وَمُلِئَتْ . وَقَالَهُ الْكَلْبِيّ وَمُقَاتِل وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك . قَالَ اِبْن أَبِي زَمَنِينَ: سُجِّرَتْ: حَقِيقَته مُلِئَتْ ، فَيُفِيض بَعْضهَا إِلَى بَعْض فَتَصِير شَيْئًا وَاحِدًا (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ). وَهُوَ مَعْنَى قَوْل الْحَسَن . وَقِيلَ: أَرْسَلَ عَذْبهَا عَلَى مَالِحهَا وَمَالِحهَا عَلَى عَذْبهَا ، حَتَّى اِمْتَلَأَتْ . عَنْ الضَّحَّاك وَمُجَاهِد: أَيْ فُجِّرَتْ فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا . الْقُشَيْرِيّ: وَذَلِكَ بِأَنْ يَرْفَع اللَّه الْحَاجِز الَّذِي ذَكَرَهُ فِي قَوْله تَعَالَى: " بَيْنَهُمَا بَرْزَخ لَا يَبْغِيَانِ " ] الرَّحْمَن: 20 ] ، فَإِذَا رُفِعَ ذَلِكَ الْبَرْزَخ تَفَجَّرَتْ مِيَاه الْبِحَار ، فَعَمَّتْ الْأَرْض كُلّهَا: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) ، وَصَارَتْ الْبِحَار بَحْرًا وَاحِدًا ... وَعَنْ الْحَسَن أَيْضًا وَقَتَادَة وَابْن حَيَّان: تَيْبَس فَلَا يَبْقَى مِنْ مَائِهَا قَطْرَة . الْقُشَيْرِيّ: وَهُوَ مِنْ سَجَرْت التَّنُّور أَسْجُرهُ سَجْرًا: إِذَا أَحْمَيْته وَإِذَا سُلِّطَ عَلَيْهِ الْإِيقَاد نَشِفَ مَا فِيهِ مِنْ الرُّطُوبَة وَتُسَيَّر الْجِبَال حِينَئِذٍ وَتَصِير الْبِحَار وَالْأَرْض كُلّهَا بِسَاطًا وَاحِدًا ، بِأَنْ يُمْلَأ مَكَان الْبِحَار بِتُرَابِ الْجِبَال . ويورد القرطبي رأي النَّحَّاس الجامع والشامل: (وَقَدْ تَكُون الْأَقْوَال مُتَّفِقَة ؛ تَيْبَس مِنْ الْمَاء بَعْد أَنْ يُفِيض بَعْضهَا إِلَى بَعْض ، فَتُقْلَب نَارًا . ويقول القرطبي: ثُمَّ تُسَيَّر الْجِبَال حِينَئِذٍ ، كَمَا ذَكَرَ الْقُشَيْرِيّ . وَقَالَ اِبْن زَيْد وَشِمْر وَعَطِيَّة وَسُفْيَان وَوَهْب وَأُبَيّ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَابْن عَبَّاس فِي رِوَايَة الضَّحَّاك عَنْهُ: أُوقِدَتْ فَصَارَتْ نَارًا . قَالَ اِبْن عَبَّاس: يُكَوِّر اللَّه الشَّمْس وَالْقَمَر وَالنُّجُوم ).

جَمِيع مَا فِي هَذِهِ الْآيَات يَجُوز أَنْ يَكُون فِي الدُّنْيَا قَبْل يَوْم الْقِيَامَة وَيَكُون مِنْ أَشْرَاط يَوْم الْقِيَامَة ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون يَوْم الْقِيَامَة .

مِنْ أَشْرَاط يَوْم الْقِيَامَة

وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ

من بدايات ومظاهر تسجير البحار أن نارًا تخرجُ من بحرِ حضرَموتَ قبلَ يومِ القيامةِ تحشرُ الناسَ:

(ستخرجُ نارٌ من حضْرَمَوْتٍ – أو من نحو بَحْر حضْرَمَوْتٍقبلَ يومِ القيامة، تُحْشرُ الناسَ . قالوا: يا رسولَ اللهِ فما تأمُرُنا ؟ فقال: عليكُم بالشّامِ) ([47]).

(أن نارًا تخرجُ من بحرِ حضرَموتَ قبلَ يومِ القيامةِ تحشرُ الناسَ قالوا يا رسولَ اللهِ فما تأمرُنا قال عليكم بالشامِ) ([48]).

 (ستخرجُ نارٌ من حَضْرَموتَ أو من بحرِ حضرَموتَ قبلَ يومِ القيامةِ تَحشرُ الناسَ قال قُلنا يا رسولَ اللهِ فماذا تَأمرُنا قال عليكم بالشامِ) ([49]).

 (ستَخرُجُ نارٌ من حَضرموتَ أو من نحوِ بحرِ حضرموتَ قبلَ يومِ القيامةِ تَحشُرُ النَّاسَ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، فما تأمُرُنا ؟ فقالَ: عليكُم بالشَّامِ) ([50]).

 (ستخرجُ نارٌ قبل يومِ القيامةِ من بحرِ حضْرَموتَ، تحشُرُ النَّاسَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ! فما تأمرُنا ؟ قال: عليكم بالشَّامِ) ([51]).

لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تروا عشرَ آياتٍ

(لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تروا عشرَ آياتٍ: طلوعُ الشَّمسِ من مغربِها، ويأجوجُ ومأجوجُ، والدَّابَّةُ وثلاثةُ خسوفٍ خسفٍ بالمشرقِ وخسفٍ بالمغربِ وخسفٍ بجزيرةِ العربِ ونارٌ تخرجُ من قعرِ عدنَ تسوقُ النَّاسَ أو تحشرُ النَّاسَ فتبيتُ معَهم حيثُ باتوا وتقيلُ معَهم حيثُ قالوا) ([52]).

(طَّلع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر . فقال " ما تذاكرون ؟ " قالوا: نذكر الساعةَ . قال " إنها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ " . فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويأجوجَ ومأجوجَ . وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ . وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم " .) ([53]).

 (اطَّلعَ علينا النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مِن غرفةٍ ونحنُ نتذاكَرُ السَّاعةَ فقالَ لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَكونَ عَشرُ آياتٍ الدَّجَّالُ والدُّخَانُ وطلوعُ الشَّمسِ من مغربِها) ([54]).

 (أنه دخانٌ يأتي قبل يومِ القيامةِ يكونُ من أشراطِ الساعةِ مع الدابةِ والدجالِ وطلوعِ الشمسِ من مغربِها) ([55]).

 (لا تقومُ الساعةُ حتى تخرجَ نارٌ من أرضِ الحجازِ، تضيءُ أعناقَ الإبلِ ببُصْرَى) ([56]).

شرح الحديث: وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن علامةٍ مِنْ علاماتِ السَّاعةِ، ويُؤكِّدُ أنَّها لا تَقُومُ حتَّى "تَخْرُجَ"، أي: تتفجَّرَ نارٌ مِنْ أرضِ الحِجازِ، ومِنَ المدينةِ المُنوَّرةِ بالذَّاتِ، "تُضيءُ أعناقَ الإبلِ بِبُصْرَى"، أي: تَعلو النَّارُ وتُضيءُ الجوَّ، بحيث يَبلُغُ ضوءُها مِنْ أرضِ الحجازِ إلى الإِبلِ الَّتي تَكُونُ بِبُصْرَى، فتَجْعَلُ على أعناقِهَا ضوءًا، تَظْهَرُ به في سَوادِ اللَّيلِ، وبُصْرَى مدينةٌ معروفةٌ بالشَّامِ، وهي مَدينةُ حَوْرَانَ، بينها وبين دِمَشْقَ نَحْوُ ثلاثِ مراحِلَ حوالي (120 كيلومترا)، وقِيلَ: هي مدينةُ البَصرةِ.

ولعلَّ ذلك قد وَقَعَ فِعلًا، ولا عَجَبَ؛ فإنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "بُعِثْتُ أنا والسَّاعةُ كَهَاتَيْنِ، وأشار بإِصبَعَيهِ السَّبَّابةِ والوُسْطَى"، كما أنَّ مِنْ أماراتِ السَّاعةِ مَوْتَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ تتلوها العلاماتُ الأُخرى.

وقد شاعَ في البِلادِ وَتَوَاتَرَ مِمَّنْ شاهَد الحالَ، أنَّه وَقَعَ في رمضانَ، مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وخمسين وسِتِّ مئةٍ من الهجرة أنَّ نارًا خرجتْ مِنَ الحِجازِ، بِقُرْبِ المدينةِ، من جانبِ المدينةِ الشَّرقيِّ، وَتَوَاتَرَ العِلْمُ بها عند جميعِ أهلِ الشَّامِ، وسائرِ البُلدانِ، فَسَطَعَتْ، واشتعلتْ، حتَّى أحرقتْ أَكْثَرَ بُنيانِ المدينةِ، وَرَآهَا كُلُّ مَنْ حَوْلَ المدينةِ، وَلَبِثَتْ نَحْوًا من خَمسين يومًا، تَتَّقِدُ، وتَرمي بالأحجارِ الْمُحْمَاةِ الْمُجْمَرَةِ، مِن بَطْنِ الأرضِ، وقد بَقِيَتْ آثارُها في تلك الصَّحارَى.

لا تقومُ الساعةُ حتى يحسرَ الفراتُ عَنْ جبلٍ مِنْ ذهبٍ

)لا تقومُ الساعةُ حتى يحسرَ الفراتُ عَنْ جبلٍ مِنْ ذهبٍ . يقتتلُ الناسُ عليهِ . فيُقتَلُ، مِنْ كلِّ مائةٍ، تِسعةٌ وتسعونَ . ويقولُ كلُّ رجلٍ مِنهُمْ: لعلِّي أكونُ أنَا الذي أَنْجُو . وفي روايةٍ: بهذا الإسنادِ، نحوَهُ . وزادَ: فقال أَبي: إنْ رأيتَهُ فلا تقربَنَّهُ .) ([57]).

شرح الحديث: أيْ: لا يَنْتهي أَجَلُ الدُّنيا، "حتَّى يَحسِرَ الفُراتُ"، أيْ: يَكشِفَ بعدَ أنْ يَجِفَّ ماؤُه، والفُراتُ: نَهْرٌ مَشهورٌ شَمالَ بلادِ الشَّامِ، "عَنْ جَبلٍ مِن ذَهَبٍ"، أيْ: وذلك إمَّا أنْ يكون الجَبلُ في أَصْلِه من مَعدِنِ الذَّهبِ، وإمَّا ما يَخرُجُ منه مِن الذَّهبِ مِقدارُ الجَبَلِ.

(لا تقومُ الساعةُ حتى يحسرَ الفراتُ عن جبلٍ من ذهبٍ، يقتتلُ الناسُ عليه، فيُقتلُ من كلِّ مائةٍ تسعةٌ وتسعونَ، و يقولَ كلُّ رجلٍ منهم: لعلي أكونُ أنا الذي أنجو) ([58]).

 (لا تقومُ الساعةُ حتى يحسرَ الفراتُ عن جبلٍ من ذهبٍ، يقتتلُ عليه الناسُ، فيُقتلُ تسعةُ أعشارِهم) ([59]).

المصادر

1) القرآن الكريم

2) كتب السّنّة المطهّرة

3) كتب التفسير

1) ابن كثير القرشي الدمشقي، عمادالدين أبي الفداء (ت 774 هجري)، تفسير القرآن العظيم، دار الفيحاء (دمشق الطبعة الأولى 1414 هـ -1994 م)، أربع مجلدات.

2) الألوسي، أبي الفضل شهاب الدين (ت 721 هـروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني، دار الفكر (بيروت 1414 هج- 1994 م).

3) البغوي، أبو محمد الحسين الفراء (ت 510 هـ)، معالم التنـزيل في التفسير والتأويل، دار الفكر (بيروت 1405 هجري 1985 ميلادي).

4) الطبري، ابن جرير، (ت 310 هـ)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار الفكر للطباعة والنشر (بيروت 1415 هـ - 1995 م).

5) القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد (ت 671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان الطبعة الخامسة 1417 هـ - 1996 م)، واحد وعشرون مجلّدا .

المراجع العربية

1) عمري، حسين، خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، 2004 . م 19، عدد 4، ص 11.

http://eijaz.mutah.edu.jo/univcreation.htm

2) عمري، حسين، بحث مدّ الأرض:

http://eijaz.mutah.edu.jo/eartharabic.htm

3) عمري، حسين، بحث دخان السّماء المرتقب:

http://eijaz.mutah.edu.jo/samadokhan.htm

4) العمري، حسين يوسف راشد، الأرضون السّبع لغز المادّة المظلمة ، مجلّة كليّة المعارف الجامعة، الأنبار، (2004)، العدد السادس، ص 10.

http://eijaz.mutah.edu.jo/sevenardhoan.htm



[1] ) تعريف ومعنى الكلمة سجر في:

- مفردات ألفاظ القرآن للعلامة الراغب الأصفهاني (المتوفى في حدود 425 هـ) ، ص 397-398

- قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم للفقيه المفسر الجامع الحسين  الدامغي، دار العلم، الطبعة الرابعة (1983)، ص  16.

- معجم المعاني الجامع وكذلك في قاموس المعجم الوسيط، وقاموس اللغة العربية المعاصر:

http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%B3%D8%AC%D8%B1/

[2] ) الراوي: شقيق بن سلمة،  المحدث: ابن حجر العسقلاني،  المصدر: المطالب العالية، الصفحة أو الرقم: 4/61،  خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[3] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: الألباني،  المصدر: تخريج مشكاة المصابيح، الصفحة أو الرقم: 5241،  خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[4] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: الوادعي،  المصدر: الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم: 1297،  خلاصة حكم المحدث: صحيح، رجاله رجال الصحيح

[5] ) الراوي: كعب بن مالك،  المحدث: البخاري،  المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4418،  خلاصة حكم المحدث: [صحيح]،  شرح الحديث

[6] ) الراوي: كعب بن مالك،  المحدث: مسلم،  المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2769،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 7067

[7] الراوي : عبدالله بن عمرو ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4066 ، خلاصة حكم المحدث : حسن.  التخريج : أخرجه أبو داود (4066) واللفظ له، وأحمد (6852)

[8]  ) الراوي: عمرو بن عبسة،  المحدثون:

الألباني،  المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1277،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

البيهقي،  المصدر: السنن الصغير للبيهقي، الصفحة أو الرقم: 1/326،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[9] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الموارد، الصفحة أو الرقم: 1603،  خلاصة حكم المحدث: صحيح.

[10] ) الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري،  المحدث: البخاري،  المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3207،  خلاصة حكم المحدث: [صحيح]،  انظر شرح الحديث رقم 5832

[11] ) الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري،  المحدث: مسلم،  المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 164،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 26649

[12] ) الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري، المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2866،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[13] ) الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 447،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 5832

[14] ) الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري،  المحدث: البخاري،  المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3887،  خلاصة حكم المحدث: [صحيح]،  شرح الحديث

[15] ) الراوي: أنس بن مالك،  المحدث: مسلم،  المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 162،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 5832

[16] ) الراوي: أنس بن مالك،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2891،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[18] ) لراوي: عبدالله بن عمرو،  المحدث: البخاري،  المصدر: التاريخ الكبير، الصفحة أو الرقم: 2/104،  خلاصة حكم المحدث: لم يصح

الراوي: عبدالله بن عمر،  المحدث: ابن حبان،  المصدر: المجروحين، الصفحة أو الرقم: 2/240، خلاصة حكم المحدث: [فيه [ ليث بن أبي سليم اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم تركه يحيى القطان وابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين

الراوي: -،  المحدث: ابن القيسراني،  المصدر: معرفة التذكرة، الصفحة أو الرقم: 253،  خلاصة حكم المحدث: فيه ليث ابن أبي سليم تركه يحيى القطان وعبد الرحمن وأحمد ويحيى

الراوي: عبدالله بن عمر،  المحدث: ابن القيسراني،  المصدر: تذكرة الحفاظ، الصفحة أو الرقم: 396،  خلاصة حكم المحدث: [فيه] ليث بن أبي سليم ضعيف الحديث جدا

الراوي: عبدالله بن عمر،  المحدث: الذهبي،  المصدر: ميزان الاعتدال، الصفحة أو الرقم: 3/422،  خلاصة حكم المحدث: [فيه الليث بن أبي سليم ذكر من جرحه[

الراوي: عبدالله بن عمر،  المحدث: الذهبي،  المصدر: سير أعلام النبلاء، الصفحة أو الرقم: 6/183،  خلاصة حكم المحدث: من مناكيره (يعني ليث بن أبي سليم)

الراوي: عبدالله بن عمرو،  المحدث: الألباني،  المصدر: ضعيف أبي داود، الصفحة أو الرقم: 2489،  خلاصة حكم المحدث: ضعيف

الراوي: عبدالله بن عمرو،  المحدث: الألباني،  المصدر: ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 6343،  خلاصة حكم المحدث: ضعيف

[19] ) العمري، حسين يوسف راشد، الأرضون السّبع لغز المادّة المظلمة ، مجلّة كليّة المعارف الجامعة، الأنبار، (2004)، العدد السادس، ص 10.

[20]) الألوسي، أبي الفضل شهاب الدين (ت 721 هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني، دار الفكر (بيروت 1414 هـ- 1994 م). م 13، ص 167.

[21] ) References: Science 13 June 2014: Vol. 344 no. 6189 pp. 1265-1268 . DOI: 10.1126/science.1253358 .  Authors: Brandon Schmandt, Dept of Earth and Planetary Science, University of New Mexico, Albuquerque, NM, USA. Steven D. Jacobsen, Dept of Earth and Planetary Sciences, Northwestern University, Evanston, IL, USA. Thorsten W. Becker, Dept of Earth Sciences, University of Southern California, Los Angeles, CA, USA . Zhenxian Liu, Geophysical Laboratory, Carnegie Institution of Washington, Washington DC, USA. Kenneth G. Dueker, Dept. of Geology and Geophysics, University of Wyoming, Laramie, WY, USA.

[23] ) الراوي: عمر بن الخطاب،  المحدث: الألباني،  المصدر: ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 4932،  خلاصة حكم المحدث: ضعيف

[24] ) الراوي: عمر بن الخطاب،  المحدث: ابن كثير،  المصدر: مسند الفاروق، الصفحة أو الرقم: 2/608،  خلاصة حكم المحدث: فيه رجل مبهم لم يسم والله أعلم بحاله

[25] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الموارد، الصفحة أو الرقم: 1603،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[26] ) The Sun will be 40% brighter than it is right now, which will cause the oceans to boil, the ice caps to permanently melt, and all water vapor in the atmosphere to be lost to space.

In the red giant phase of the sun, the heating Sun will evaporate the Earth’s oceans away, and then solar radiation will blast away the hydrogen from the water. The Earth will never have oceans again, and it will eventually become molten.  Mountains will begin to melt

)https://www.universetoday.com/12648/will-earth-survive-when-the-sun-becomes-a-red-giant/(

[27] ) وهذا يكون يوم القيامة

[28] ) الراوي: -،  المحدث: الزرقاني،  المصدر: مختصر المقاصد، الصفحة أو الرقم: 263،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[29] ) وهذا يكون يوم القيامة

[30] ) وهذا يكون يوم القيامة

[31] ) إِذَا أداة شرط لما يستقبل من الزمن

[32] ) القرطبي، أبي عبدالله محمد بن أحمد (ت 671 هـالجامع لأحكام القرآن، دار الكتب العلمية (بيروت-لبنان الطبعة الخامسة 1417  هـ-1996 م)، واحد وعشرون جزءاً . م 10، جـ 19، ص 177-178.

[33] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: مسلم،  المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1013،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[34] ) العمري: بحث: الإعجاز الفيزيائي في آيات مدّ الأرض

 (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ)، وقوله تعالى (وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا)

[35] ) الراوي: المقداد بن الأسود المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2864، خلاصة حكم المحدث:صحيح

[36] ) الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث:البوصيري - المصدر:إتحاف الخيرة المهرة- الصفحة أو الرقم:8/165، خلاصة حكم المحدث:رواته ثقات

[37] ) الراوي : المقداد بن عمرو بن الأسود ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2933 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

[38] ) الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2295، خلاصة حكم المحدث: صحيح، شرح الحديث

[39] ) الراوي: أنس بن مالك،  المحدث: محمد المناوي،  المصدر: تخريج أحاديث المصابيح، الصفحة أو الرقم: 4/493،  خلاصة حكم المحدث: سنده لا بأس به

[40] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: الهيثمي،  المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/334،  خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[41] ) الراوي: أنس بن مالك و أبو هريرة،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 7422،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[42] ) الراوي: أنس بن مالك،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2332،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  شرح الحديث

[43] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 7428،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 26806

[44] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: الوادعي،  المصدر: الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم: 1460،  خلاصة حكم المحدث: حسن

[45] ) الراوي: المقداد بن الأسود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2864، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[46] ) BODENHEIMER, P., Lin, D. N. C. and MARDLING, R. A. SHORT-PERIOD EXTRASOLAR PLANETS1, ApJ, 2001, 548: 466-472.

 

[47] ) الراوي: عبدالله بن عمر،  المحدث: الترمذي،  المصدر: سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2217،  خلاصة حكم المحدث: حسن غريب صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 36141

[48] ) الراوي: -،  المحدث: ابن العربي،  المصدر: عارضة الأحوذي، الصفحة أو الرقم: 5/52، خلاصة حكم المحدث: صحيح السند صحيح المعنى

[49] ) الراوي: عبدالله بن عمر،  المحدث: أحمد شاكر،  المصدر: مسند أحمد، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح: الصفحة أو الرقم: (  7/200 ،7/133 ،  8/195 )

[50] ) الراوي: عبدالله بن عمر،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2217،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  شرح الحديث

[51] ) الراوي: عبدالله بن عمر،  المحدث: الألباني،  المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2768،  خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين

[52] ) الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2183،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 16798

[53] ) الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري،  المحدث: مسلم،  المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2901،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 16798

[54] ) الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 3282،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 16798

[55] ) الراوي: -،  المحدث: ابن القيم،  المصدر: أعلام الموقعين، الصفحة أو الرقم: 4/132،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[56] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: البخاري،  المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7118،  خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[

[57] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: مسلم،  المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2894،  خلاصة حكم المحدث: صحيح

[58] ) الراوي: أبو هريرة،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 7423،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 26686

[59] ) الراوي: أبي بن كعب و أبو هريرة،  المحدث: الألباني،  المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 7424،  خلاصة حكم المحدث: صحيح،  انظر شرح الحديث رقم 20462