اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ (سورة القمر)

 

 

أ. د. حسين يوسف عمري

قسم الفيزياء/ جامعة مؤتة

مؤتة- الكرك/ الأردن

rashed@mutah.edu.jo

 

 

 

معجزة انشقاق القمر: حادثة انشقاق القمر هي معجزة (آيَةً) من الله لرسولنا محمّد عليه السلام، تدلُّ على عظمة الرّبّ الخالق سبحانه، كما وتدلُّ على صدق هذا الرسول الكريم الذي أنزل عليه القرآن وأمره الله بتبليغ الرسالة.  والقمر هو أقرب جرم سماوي إلى الأرض؛ فهو تابعٌ لها.

معجزة الوحي والرسالة:

سورة القمر أكّدت مراراً التيسير الرباني للقرآن الرسالة الخاتمة: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَان لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر الآيات رقم: 17، 22، 32، 40) .  تكرّرت هذه الآية أربع مرّات ؛ ومن السّر أنّ الْقُرْءَان لا يسمع ميسّرا مفهوما إلا بعد اكتمال التنزّلات الأربع الأُوَلْ:  تنزله عن مرتبة كلام اللّه الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وبغير لغات البشر إلى مرتبة كلام اللّه المعجز باللّغة العربيّة (والّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).  تنزّله (عربيّاً) إلى اللّوح المحفوظ وسماع جبريل الْقُرْءَان (عربيّاً) من اللّه: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف 2(إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (الزخرف 3).

ثمّ نزول جبريل بالْقُرْءَان (عربيّاً) على الرسول محمد عليهما السّلام؛ أنزله على قلب سيّد المرسلين ، بأن قرأه وهو يسمع ويعقل حتى ثبت في قلبه.  ثمّ سماع الصّحابة الْقُرْءَان من الرسول محمد (صلّى اللّه عليه وسلّم). لقد يسّر اللهُ وسهّل هذا القرآن الكريم: ألفاظه للحفظ والأداء، ومعانيه للفهم، فهو كلام الله المنزّل بلغة القوم (عربيّاً)، فهو أحسن الكلام لفظا، وأصدقه معنى، فكل من أقبل عليه يَسَّرَ اللهُ عليه مطلوبَه غاية التيسير: ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ).  تقع هذه الآية في نهاية الآيات التي تبين مصرع كلّ أمة كذبت رسولها.

محمد عليه السلام هو صاحب أعظم معجزة ؛ صاحب المعجزة الخالدة: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).  ولقد أيّده اللهُ بمعجزات أخرى كثيرة .  فمنها مثلا معجزة الإسراء والمعراج، والانتقال بسرعة هائلة مقارنة مع سرعة الضوء! .  ومنها كما تبين هذه السورة معجزة انشقاق القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).

وبالتالي أعجب لحال من يؤمن بأعظم معجزة؛ معجزة الوحي والرسالة لكلام الله يتنزّل من اللوح المحفوظ؛ كيف يستنكر معجزة انشقاق القمر؟! ومعلومٌ أنّ كلَّ المعجزات إنّما تكون بقدرة الله سبحانه وتعالى.  القمر (تابعٌ للكرة الأرضيّة) ومعجزة انشقاقه هي معجزة ماديّة، أقلُّ شأناً ورفعة وقدراً من معجزة وحي القرآن (كلام الله) إلى محمد عليه السلام.

ويحضرني أيضاً قولُ الصّديق أبي بكر رضي الله عنه في معرض تكذيب الكفار لمعجزة الإسراء والمعراج!. لقد استغل بعض كفار قريش هذا الموقف، فذهبوا إلى أبي بكر الصديق ليخبروه بما يقول رسول الله –صلى الله عليه وسلّم - ، ففي الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى ، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك ، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به ، و صدَّقوه ، و سَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ ، فقالوا : هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ ؟ قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم ، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ ، قالوا : أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ و جاء قبل أن يُصبِحَ ؟ قال : نعم إني لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه ، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ) (الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني ، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم:  306 ، خلاصة حكم المحدث: متواتر

يا لروعة كلام أبي بكر خير المتأسين برسول الله؛ يقول: (نعم إني لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه).  نعم لنا في أبي بكر القدوة، فلنقل وبصوت واحد : نعم إنا لنصَدِّقُ رسول الله فيما هو أبعدُ من ذلك، نصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه، أفلا نصدقه ونصدق صحابته في خبر معجزة انشقاق القمر؟!

انشقاق القمر

انشقاق القمر ثابت بصريح القرآن؛ يقول تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ) (القمر 2-1) .

يرفض د. أحمد نوفل تصديق حادثة (معجزة) إنشقاق القمر؛ بالرغم من ثبوتها كذلك في الأحاديث الصحيحة التي رويت من عدة طرق.  والحديث في صحيحي البخاري مسلم.

يقول القرطبي: " اِقْتَرَبَتْ " أَيْ قَرُبَتْ مِثْل " أَزِفَتْ الْآزِفَة " [ النَّجْم: 57 ] . فَهِيَ بِالْإِضَافَةِ إِلَى مَا مَضَى قَرِيبَة.  عَنْ أَنَس قَالَ: خَطَبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَادَتْ الشَّمْس تَغِيب فَقَالَ: ( مَا بَقِيَ مِنْ دُنْيَاكُمْ فِيمَا مَضَى إِلَّا مِثْل مَا بَقِيَ مِنْ هَذَا الْيَوْم فِيمَا مَضَى ) وَمَا نَرَى مِنْ الشَّمْس إِلَّا يَسِيرًا . ... . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: " وَانْشَقَّ الْقَمَر " أَيْ وَقَدْ اِنْشَقَّ الْقَمَر . وَكَذَا قَرَأَ حُذَيْفَة " اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة وَقَدْ اِنْشَقَّ الْقَمَر " بِزِيَادَةِ " قَدْ " ([1]) وَعَلَى هَذَا الْجُمْهُور مِنْ الْعُلَمَاء .  وثَبَتَ ذَلِكَ فِي صَحِيحي الْبُخَارِيّ ومسلم: ([2]).

ويقول القرطبي: "قلت: وقد ثبت بنقل الآحاد العدول أن القمر انشق بمكة، وهو ظاهر التنزيل، ولا يلزم أن يستوي الناس فيها؛ لأنها كانت آية ليلية؛ وأنها كانت باستدعاء النبي صلى الله عليه وسلم من الله تعالى عند التحدي . فروي أن حمزة بن عبد المطلب حين أسلم غضبا من سب أبي جهل الرسول صلى الله عليه وسلم طلب أن يريه آية يزداد بها يقينا في إيمانه . وقد تقدم في الصحيح أن أهل مكة هم الذين سألوا وطلبوا أن يريهم آية ، فأراهم انشقاق القمر فلقتين كما في حديث ابن مسعود وغيره.  وعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال: ألا إن الساعة قد اقتربت، وأن القمر قد انشق على عهد نبيكم صلى الله عليه وسلم . وقد قيل: هو على التقديم والتأخير، وتقديره انشق القمر واقتربت الساعة؛ قاله ابن كيسان . وقد مر عن الفراء أن الفعلين إذا كانا متقاربي المعنى فلك أن تقدم وتؤخر عند قوله تعالى: " ثم دنا فتدلى".

يرُدُّ د. أحمد نوفل أحاديث إنشقاق القمر؛ رغم ثبوتها في الأحاديث الصحيحة من رواية الإمام البخاري والإمام مسلم.  وأحاديث إنشقاق القمر تصل حدّ التواتر؛ ورويت من عدة طرق صحيحة (حوالي خمسين) ومنها:

 (بيْنَما نَحْنُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بمِنًى إذَا انْفَلَقَ القَمَرُ فِلْقَتَيْنِ، فَكَانَتْ فِلْقَةٌ وَرَاءَ الجَبَلِ، وَفِلْقَةٌ دُونَهُ، فَقالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اشْهَدُوا.) ([3])

(انْشَقَّ القَمَرُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شِقَّتَيْنِ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اشْهَدُوا.) ([4])

(انْشَقَّ القَمَرُ ونَحْنُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ فَقالَ لَنَا: اشْهَدُوا اشْهَدُوا.) ([5])

(انْشَقَّ القَمَرُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً فَوْقَ الجَبَلِ، وفِرْقَةً دُونَهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اشْهَدُوا.) ([6])

(انفلقَ القمرُ علَى عَهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: اشهدوا) ([7])

(انتَهى أهلُ مكَّةَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقالوا هَلْ مِن آيةٍ نعرِفُ بها أنَّكَ رسولُ اللَّهِ فهبَط جَبْرائيلُ فقال يا محمَّدُ قُلْ لِأهلِ مكَّةَ أن يحتَفِلوا هَذِه اللَّيلَةَ فَسَيَرَوْا آيةً إِنِ انتَفَعوا بها فَأخبَرهمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمقَالَةِ جَبرائيلَ فخرَجوا لَيلَةَ الشَّقِّ ليلَةَ أربَعَ عَشرَةَ فانشَقَّ القَمرُ نِصفَينِ نِصفًا على الصَّفا ونِصفًا على المرْوَةِ فنظَروا ثمَّ قالوا بأبصارِهِمْ فمَسحوها ثمَّ أعادُوا النَّظَر فنظروا ثمَّ مَسحوا أعينَهُمْ ثمَّ نظَروا فقالوا يا مُحمَّدُ ما هذا إلا سِحرٌ واهِبٌ فأنزَل اللَّهُ { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ {) (الراوي: عبدالله بن عباس ، المحدث: ابن كثير ، المصدر: البداية والنهاية، الصفحة أو الرقم:  3/118 ، خلاصة حكم المحدث:  ]إسناده قوي وله طرق[).

(نزلنا من المدائنِ على فرسَخٍ ، فلمَّا جاءت الجمعةُ حضرنا فخطَبنا حذيفةُ فقال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ، ألا وإنَّ السَّاعةَ قد اقتربت، ألا وإنَّ القمرَ قد انشقَّ، ألا وإنَّ الدُّنيا قد آذنت بفِراقٍ ، ألا وإنَّ اليومَ المضمارُ، وغدًا السِّباقُ، فقلتُ لأبي: أيستبِقُ النَّاسُ غدًا ؟ قال: يا بنيَّ إنَّك لجاهلٌ، إنَّما يعني: العملُ اليومَ والجزاءُ غدًا ، فلمَّا جاءت الجمعةُ الأخرَى حضرنا فخطَبنا حذيفةُ فقال: إنَّ اللهَ يقولُ: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، ألا وإنَّ الدُّنيا قد آذنت بفِراقٍ ، ألا وإنَّ اليومَ المِضمارُ وغدًا السِّباقُ ، ألا وإنَّ الغايةَ النَّارُ، والسَّابقَ من سبق إلى الجنَّةِ) (الراوي: أبو عبدالرحمن السلمي ، المحدث: المنذري، المصدر  الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم:  4/202، خلاصة حكم المحدث:  ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[)

(سأل أهلُ مكةَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آيةً فانشقَّ القمرُ بمكة مرتَين فقال اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (الراوي: أنس بن مالك، المحدث: ابن كثير، المصدر: البداية والنهاية، الصفحة أو الرقم:  3/116، خلاصة حكم المحدث:  ]إسناده قوي وله طرق[).  التخريج: أخرجه الترمذي (3286)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11554)، وأحمد (12711).

(انتَهى أهلُ مكَّةَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقالوا هَلْ مِن آيةٍ نعرِفُ بها أنَّكَ رسولُ اللَّهِ فهبَط جَبْرائيلُ فقال يا محمَّدُ قُلْ لِأهلِ مكَّةَ أن يحتَفِلوا هَذِه اللَّيلَةَ فَسَيَرَوْا آيةً إِنِ انتَفَعوا بها فَأخبَرهمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمقَالَةِ جَبرائيلَ فخرَجوا لَيلَةَ الشَّقِّ ليلَةَ أربَعَ عَشرَةَ فانشَقَّ القَمرُ نِصفَينِ نِصفًا على الصَّفا ونِصفًا على المرْوَةِ فنظَروا ثمَّ قالوا بأبصارِهِمْ فمَسحوها ثمَّ أعادُوا النَّظَر فنظروا ثمَّ مَسحوا أعينَهُمْ ثمَّ نظَروا فقالوا يا مُحمَّدُ ما هذا إلا سِحرٌ واهِبٌ فأنزَل اللَّهُ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ{) (الراوي: عبدالله بن عباس ، المحدث: ابن كثير ، المصدر: البداية والنهاية، الصفحة أو الرقم:  3/118 ، خلاصة حكم المحدث:  ]إسناده قوي وله طرق[).

(كنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمنًى وانشقَّ القمرُ حتى صار فرقتيْنِ فرقةٌ خلف الجبلِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اشهَدُوا اشهَدُوا) (الراوي: عبدالله بن مسعود ، المحدث: ابن كثير ، المصدر: البداية والنهاية، الصفحة أو الرقم:  3/119، خلاصة حكم المحدث:  ]إسناده قوي وله طرق[).

(بينما نحنُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمنًى فانشقَّ القمرُ فَلقتينِ فلقةٌ من وراءِ الجبلِ وفلقةٌ دونَهُ فقالَ لَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ اشهَدوا - يَعني - اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (الراوي: عبدالله بن مسعود ، المحدث: الألباني ، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم:  3285، خلاصة حكم المحدث: صحيح ، انظر شرح الحديث رقم 4931). التخريج: أخرجه البخاري (3869)، ومسلم (2800) باختلاف يسير، والترمذي (3285) واللفظ له

(سألَ أهْلُ مَكَّةَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ آيةً فانشقَّ القمرُ بمَكَّةَ مرَّتينِ فنزلت اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ إلى قولِهِ سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ يقولُ ذاهِبٌ) (الراوي: أنس بن مالك ، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم:  3286، خلاصة حكم المحدث: صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 4932).

التخريج: أخرجه الترمذي (3286)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11554)، وأحمد (12711)

(عن أَنَسٍ: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ] {القمر: 1]، قال: قدِ انشقَّ.) (الراوي: قتادة، المحدث: شعيب الأرناؤوط ، المصدر: تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم:  708، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح، على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مسدد فمن رجال البخاري).

(انطلَقْتُ مع أبي إلى الجمُعةِ بالمدائنِ، وبيْنَنا وبيْنَها فَرْسَخٌ، وحُذَيْفةُ على المدائنِ، فحمِد اللهَ، وأثْنى عليه، ثمَّ قال: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ } [القمر: 1]، ألَا وإنَّ السَّاعةَ قدِ اقترَبتْ، ألَا وإنَّ القَمرَ قدِ انشقَّ.) (الراوي: أبو عبد الرحمن السلمي ، المحدث: شعيب الأرناؤوط ، المصدر: تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 706، خلاصة حكم المحدث: صحيح).

يقول تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ) (القمر 2-1) .

يقول ابن كثير: "وقوله: (وَإِن يَرَوْا آيَةً) أي: دليلا وحجة وبرهانا (يُعْرِضُوا) أي: لا ينقادون له ، بل يعرضون عنه ويتركونه وراء ظهورهم ، (وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) أي: ويقولون: هذا الذي شاهدناه من الحجج سحر سحرنا به .  ومعنى (مُّسْتَمِرٌّ) أي: ذاهب . قاله مجاهد، وقتادة، وغيرهما ، أي: باطل مضمحل ، لا دوام له ."

يقول تعالى: (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ) (الإسراء 59)

تفسير الطبري: "القول في تأويل قوله تعالى: وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ".  يقول تعالى ذكره: وما منعنا يا محمد أن نرسل بالآيات التي سألها قومك، إلا أن كان من قبلهم من الأمم المكذّبة، سألوا ذلك مثل سؤالهم؛ فلما آتاهم ما سألوا منه كذّبوا رسلهم، فلم يصدّقوا مع مجيء الآيات، فعوجلوا فلم نرسل إلى قومك بالآيات، لأنَّا لو أرسلنا بها إليها، فكذّبوا بها، سلكنا في تعجيل العذاب لهم مسلك الأمم قبلها.  وبالتالي ألا يخشى المكذّبون معجزة انشقاق القمر تعجيل العذاب؟!

ويقول تعالى:  (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ) (يونس 101)

يقول البغوي: (قُلِ انظُرُوا) أي: قل للمشركين الذين يسألونك الآيات انظروا ، (مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) من الآيات والدلائل والعبر ، ففي السماوات الشمس والقمر والنجوم وغيرها ، وفي الأرض الجبال والبحار والأنهار والأشجار وغيرها ، (وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ) الرسل ، (عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ) وهذا في قوم علم الله أنهم لا يؤمنون .

 ويقول سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (النحل 13-10).  في هذه الآيات من سورة النحل، إنّ الكلمات " لَآيَةً " ، " لَآيَات"  معناهما: لدلالة و لدلالات على قدرة الله الباهرة وسلطانه العظيم ، لقوم يعقلون عن الله ويفهمون حججه . ومن سورة النحل أيضاً قوله تعالى: ( وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ * وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل: 69-65).  ومن نفس السوة أيضاً قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل: 79-78)

ويقول تعالى: (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ) (الإسراء 59).

ويقول سبحانه: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا ) (الإسراء 101).  وكذلك الآيات 20-25 من سورة الروم.

وبالتالي، فإنّ هذه الآيات القرآنية وغيرها العديد من الآيات تؤكد أنّ قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ) (القمر 1-2) يؤكد يقيناً حادثة انشقاق القمر: (وانْشَقَّ القَمَرُ) بصيغة الماضي.  (وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا): فحادثة انشقاق القمر معجزة (آيَةً) من الله لرسولنا عليه السلام، تدل على عظمة الرّبّ الخالق سبحانه، كما وتدلُّ على صدق هذا الرسول الكريم الذي أنزل عليه القرآن وأمره الله بتبليغ الرسالة.

وبالتالي هل يليق في مقام دكتور في التفسير أن ينكر هذه المعجزة التي تأكدت مراراً: (وانْشَقَّ القَمَرُ) ، (وَإِن يَرَوْا آيَةً) ، وأكدتها الأحاديث المستفيضة؟!

وممن قرأوا لي هذا الكتاب ؛ كان تعليق أحدهم على الروايات السابقة في انشقاق القمر: "هو (د. نوفل) ينكر رواية البخاري فهل سيأخذ بهذه الروايات؟!"

سورة القمر أكّدت التيسير الرباني للقرآن (الرسالة الخاتمة): ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) . أي: ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم، ألفاظه للحفظ والأداء، ومعانيه للفهم والعلم، لأنه أحسن الكلام لفظا، وأصدقه معنى، وأبينه تفسيرا، فكل من أقبل عليه يَسَّرَ اللهُ عليه مطلوبَه غاية التيسير، وسهله عليه (تفسير السعدي).

 وبالتالي تشير السورةُ إلى وجوب الإيمان برسالة محمد (صلى الله عليه وسلّم)، وتحذّرُ من الكفر؛ وذلك من خلال عرض السورة لمصارع المكذبين بالرسل والآيات؛ ومع تكرار الآية الكريمة: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)؛ يتّضح أنّه لا يمكن للبشر أن يعقل ويفهم معجزة الوحي ما لم ييسرها الرّبُّ اللطيفُ سبحانه له الحمدُ أن يَسَّرَ الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ.  وبالتالي فإنّ الحكمة والعقل والفهم السليم تُوجِبُ على المؤمن التصديق بالمعجزات والإيمان بها والتسليم لمجرد سماعه الخبر الصحيح؛ ولا يليق بأحدٍ أن يحاكم المعجزات للعقل البشري المحدود؛ فالمعجزة تكون خارقة لنواميس الكون وقوانينه؛ يجعلها الله لرسله تأييداً لهم وتصديقاً لرسالاتهم.  وبالتالي فإنّ العقل السليم يزداد إيماناً مع زيادة عظم المعجزة واستحالتها من منظور البشر والقوانين التي تحكم في هذا الكون.

 الآية الكريمة: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) تقع في نهاية الآيات التي تبين مصرع كلّ أمة كذبت رسولها:

قوم نوح: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10)  فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)  وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17)

 قوم عاد: كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (22)

 ثمود: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (32).

 قوم لوط: كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ (34) نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (40)

 آل فرعون وكفار قريش: وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)

(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) تقع في نهاية الآيات التي تبين مصرع كلّ أمة كذبت رسولها.  وبالتالي ما بال الذين يكذبون الحديث في صحيح مسلم يشرح الآية الكريمة (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) ؟! ما بالهم والحديث يذكر لنا جليّاً معجزة انشقاق القمر؟!

محمد عليه السلام هو صاحب أعظم معجزة ؛ صاحب المعجزة الخالدة: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).  ولقد أيده اللهُ بمعجزات أخرى كثيرة .  فمنها مثلا معجزة الإسراء والمعراج.  ومنها كما تبين هذه السورة معجزة انشقاق القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).

لقد انفلق البحرُ معجزةً لموسى عليه السلام: (فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) (الشعراء 63). (وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ) (الشعراء 65)، وأغرق فرعون وجنوده: (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ) (الشعراء 66).  ولقد انشقّ القمر معجزة لنينا محمد عليه السلام: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر 1).  وكلا المعجزتين ثبتتا بنص الآيات القرآنية؛ فلا يعقل التكذيب بأيّ منهما: (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ) (القمر (46.

انشقاق القمر يوم القيامة:

 يومَ القيامة يُظلمُ القمرُ ؛ وذلك لأنّهُ يعكس ضياء الشمس والتي ستصبح نجم قزم أبيض: (إِذَا الشَّمْس كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُوم اِنْكَدَرَتْ) (التكوير 2-1)، (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (القيامة 9): قَالَ مُجَاهِد كُوِّرَا.  يوم القيامة يخسف القمر ويذهب ضوءه؛ كما توضح الآيات:

(يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ * فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (القيامة 9-6 ).  (وَخَسَفَ الْقَمَرُ): أَيْ ذَهَبَ ضَوْءُهُ . (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ).  قَالَ مُجَاهِد كُوِّرَا وَقَرَأَ اِبْن زَيْد عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة " إِذَا الشَّمْس كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُوم اِنْكَدَرَتْ " .  فالجمع هو التكوير؛ فتضغط مادة الشمس مع توقف تفاعلات الإندماج النووي داخلها لتصبح نجم قزم أبيض.  كما تضغط مادة النجوم مع توقف تفاعلات الإندماج النووي داخلها لتصبح ذات كثافة عالية (Compact stars) .

 (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (القيامة 9): صارا أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران. وقيل: يجمع بينهما في ذهاب الضياء.  وقال عطاء بن يسار: يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في النار . وقيل: يجمعان فيطلعان من المغرب . وهذا المعنى الأخير يفيد أنّ الشمس ستخطف القمر من الأرض فتصبح تبعيّتُه للشمس أكثر من كونه تابعاً للكرة الأرضية.  وهذا ما تؤكده المعاني اللغوية لكلمة الانشقاق.

تعريف و معنى انشق ([8]):

في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي

اِنشَقَّ: (فعل)

 انشقَّ ينشقّ ، انْشَقِقْ / انْشَقَّ ، انشقاقًا ، فهو مُنشقّ

انشقَّ الشَّيءُ: انفلق، انصدع أو انقسم.  وهذا النوع من الإنشقاق حصل للقمر معجزةً تؤيّدُ صدق نبيّنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.

اِنْشَقَّ الإِناءُ: أُصيبَ بِكَسْرٍ

اِنْشَقَّ الفَجْرُ: طَلَعَ، ظَهَرَ

اِنْشَقَّ البَرْقُ: لَمَعَ

اِنْشَقَّ الرَّأْيُ: تَفَرَّقَ اخْتِلافاً

اِنْشَقَّتْ عَصا الجماعَةِ: تَفَرَّقُوا

كانا لاَ يَفْتَرِقانِ فانْشَقَّ أَحَدُهُما عَنِ الآخَرِ: اِنْفَصَلَ عَنْهُ، وَابْتَعَدَ اِنْشَقَّ عَنْ جَماعَةٍ وَانْضَمَّ إلى جَماعَةٍ أُخْرَى

انشقّ الشّيء: انفلق، انصدع أو انقسم "انشقّ الحائطُ- {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} - {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ{ ".

كانا لاَ يَفْتَرِقانِ فانْشَقَّ أَحَدُهُما عَنِ الآخَرِ: اِنْفَصَلَ عَنْهُ، وَابْتَعَدَ

اِنْشَقَّ عَنْ جَماعَةٍ وَانْضَمَّ إلى جَماعَةٍ أُخْرَى.

 اِنْشَقَّ الحائِطُ: ظَهَرَتْ فيهِ شُقوقٌ، اِنْصَدَعَ.

 انشقّ فلان: خرج عن قانون دولة أو جماعة وانضمّ إلى جماعةٍ مناهضة.

مصير القمر يوم القيامة ([9] ، [10]):

إنّ انشقاق القمر يوم القيامة يختلف عن صورة وشكل الانشقاق الذي حصل له معجزة لنبينا محمّد صلى الله عليه وسلّم.  هنالك احتمالان لمصير القمر بين يدي السّاعة:

الأول: طفرة الشمس وتحولها إلى عملاق أحمر توفر حجر عثرة كبير أمام ملاذ القمر، ومن المرجح أن تضمن أن تكون أيام القمر الأخيرة أشبه بالطريقة التي بدأ بها؛ كحلقة من حطام الأرض.  إن الكثافة ودرجة الحرارة كلاهما يزدادان بسرعة بالقرب من السطح الظاهري (الغلاف المرئي) للعملاق المستقبلي للشمس" كما أوضحت ويلسون. وبما أن الأرض والقمر قريبان من هذه المنطقة الساخنة الحارقة ، فإن السَّحْبَ الناتج عن الغلاف الممتد من الشمس سوف يتسبب في انحدار مدار القمر. سيقترب القمر من الأرض إلى أن يصل إلى مسافة 11470 ميلاً (18470 كيلومتراً) فوق كوكبنا، وهذا البعد من الأرض يقارب ما يسمى حدود روش.  إن اقتراب القمر من الأرض ليصل إلى حدود روش (Roche limit) يعني أن الجاذبية الذاتية التي تجمع مادة القمر معاً أضعف من قوى المد والجزر التي تؤثر بها الأرض على القمر؛ والتي تعمل على فصل مادة القمر عن بعضها البعض" ، كما قالت ويلسون (Willson).

 سوف يتمزق القمر إلى قطع ، وسوف يتم تشتيت كل فوهة ، وجبل ، و وادي ، وبصمة أو معلم ([11])، ليشكل حلقة من الحطام بقطر 23000 ميل (37000 كلم) فوق خط استواء الأرض؛ أشبه بحلقات زحل. سوف تكون حلقات قصيرة الأجل. تفرض النظرية أنها سوف تمطر في نهاية المطاف على سطح الأرض: (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ).

 الثاني: يوم القيامة تدنو الشمس من الأرض؛ فتخطف بقوة جاذبيتها الهائلة القمر من الأرض: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة 9].  وذلك أن قوة الجاذبية بين جرمين سماويين تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكسيّاً مع مربع المسافة الفاصلة بينهما.

بيّن القرآنُ والأحاديثُ أنّ طول يوم القيامة خمسين ألف سنة.  والسبب أنّ الأرض ستقترب كثيراً من الشّمس: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة 9]، فالقمر تابع للأرض.  وأكدته الأحاديث الشريفة: (إن الشّمس تدنو، حتى يبلغ العرق نصف الأذن)، مما يتسبب بمدّ الأرض (الزيادة فيها والتوسعة والتسخين والتضخم): (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ وَيُزَاد في سعتها.  تنتفخ الأرض بسبب تفاعل المدّ المتبادل مع الشّمس، والانتفاخ أكثر من نصف قطر Roche يزيد بدوره من تفاعل المدّ (Trilling, et al. 1998).  وهذا يسهم في تعجيل الوصول إلى تزامن دورة الأرض حول نفسها مع زمن دورانها حول الشّمس، وبالتالي يتوقف تعاقب الليل والنهار انسجاماً مع تقرير القرآن الكريم والأحاديث أنّ طول يوم القيامة خمسين ألف سنة (خمسين ألف سنة).  في بداية تخلّق الأرض تزايد بعدها عن الشّمس (Bodenheimer et al., 2001)، وهو بعض ممّا تشير إليه الكلمتان القرآنيّتان: دحاها، مَدّ.  أمّا يوم القيامة فيحصل العكس (الاقتراب).  وكذلك يحصل اضطراب بسبب انتقال المادّة من كواكب المجموعة الشّمسية إلى الأرض (Bodenheimer et al., 2001)؛ بدليل الاقتراب: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)، وبدليل المدّ: (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ).  (Bodenheimer et al., 2001).

Tidal forces:

The tidal force is a force that stretches a body towards and away from the center of mass of another body due to a gradient (difference in strength) in gravitational field from the other body; it is responsible for diverse phenomena, including tidestidal locking, breaking apart of celestial bodies and formation of ring systems within the Roche limit, and in extreme cases, spaghettification of objects near a black hole (fig. 1).

 

 

 

Fig. 1: Picture of a star spaghettification near a supermassive black hole (artist's impression).[7] ([12])

 

Tidal force arises because the gravitational field exerted on one body by another is not constant across its parts: the nearest side is attracted more strongly than the farthest side. It is this difference that causes a body to get stretched (Fig. 1, Fig. 2). Thus, the tidal force is also known as the differential force, as well as a secondary effect of the gravitational field.

In the gravity field due to uniform spherical mass M, for a uniform rod of mass m and length l oriented radially in the direction of gravity, the tensile force at the center is found by integration of the tidal force from the center to one of the ends. This gives F = GMm l /4r3, where r is the distance to the massive body.

“For example, for a rod with a mass of 1 kg and a length of 1 m, and a massive body with the average density of the Earth, this maximum tensile force due to the tidal force is very small; 0.4 μN.  Due to the high density, the tidal force near the surface of a white dwarf is much stronger, causing in the example a maximum tensile force of up to 0.24 N.  Near a neutron star, the tidal forces are again much stronger: If the rod has a tensile strength of 10,000 N and falls vertically to a neutron star of 2.1 solar masses, setting aside that it would melt, it would break at a distance of 190 km from the center, well above the surface (a neutron star typically has a radius of only about 12 km).” ([13]).

“For small black holes whose Schwarzschild radius is much closer to the singularity, the tidal forces would kill even before reaching the event horizon.[9][10] For example, for a black hole of 10 solar masses, the uniform rod oriented in the radial direction of gravity, will break at a distance of 320 km from the black hole, well outside the Schwarzschild radius of 30 km. For a supermassive black hole of 10,000 solar masses, the rod breaks at a distance of 3200 km, well inside the Schwarzschild radius of 30,000 km.” ([14])

Sun, Earth, and Moon

The Earth is 81 times more massive than the Moon but has roughly 4 times its radius. As a result, the tidal force of the Earth at the surface of the Moon is about 20 times stronger than that of the Moon at the Earth's surface.

ضمن حدود روش، لم تعد الجاذبية الذاتية التي تجْمع مادّة الكوكب قادرة على تحمل قوى المدّ أو التقطيع الناتجة عن التدرج الكبير في قوة جذب الشمس، فيتفكك الكوكب إلى حطام مشكلاً حلقة تدور حول الشمس (الشكل 2)

 

 

Description: Description: Description: https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/66/Roche_limit_%28tidal_sphere%29.svg/450px-Roche_limit_%28tidal_sphere%29.svg.png

 

Closer to the Roche limit, the body is deformed by tidal forces.

https://en.wikipedia.org/wiki/File:Roche_limit_(tidal_sphere).svg

وفي موقع خارجي قريب من حدّ روش، يتشوه الجسم بفعل تأثير قوى المدّ أو التقطيع الناتجة عن التدرج الكبير في قوة جذب الشمس.

 

Description: Description: Description: https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/9a/Roche_limit_%28ripped_sphere%29.svg/450px-Roche_limit_%28ripped_sphere%29.svg.png

 

Within the Roche limit, the mass's own gravity can no longer withstand the tidal forces, and the body disintegrates.

https://en.wikipedia.org/wiki/File:Roche_limit_(ripped_sphere).svg

ضمن حدود روش، لم تعد الجاذبية الذاتية للكتلة نفسها قادرة على تحمل قوى المد، فيتفكك الجسم.

 

Description: Description: Description: https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f2/Roche_limit_%28top_view%29.svg/450px-Roche_limit_%28top_view%29.svg.png

 

Particles closer to the primary move more quickly than particles farther away, as represented by the arrows.

https://en.wikipedia.org/wiki/File:Roche_limit_(top_view).svg

الجسيمات الأقرب إلى النجم الأولي تتحرك بسرعة أكبر من سرعة الجسيمات البعيدة، كما توضح الأسهم.

 

Description: Description: Description: https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/3b/Roche_limit_%28ring%29.svg/450px-Roche_limit_%28ring%29.svg.png

The varying orbital speed of the material eventually causes it to form a ring.

https://en.wikipedia.org/wiki/File:Roche_limit_(ring).svg

السرعة المدارية المختلفة للمادة في نهاية المطاف تتسبب في تشكيل حلقة.

Fig. 2: gravitational effect around the Roche limit, when objects get close to Sun.

الشكل 1 : التأثير الجاذبي قرب حدّ روش؛ عندما تقترب الأجرام من الشمس

 

وللمزيد من الرّد على تفسير د. نوفل؛ انظر: رد بتفصيل علمي على د. احمد نوفل بانكاره انشقاق القمر / د.عبدالسلام أبوسمحة.  على الرابط ([15]).  وشدد د. أبو سمحة في ردوده المكتوبة والمسجلة صوتيا، على أهمية التفريق بين ما يقال عن معارضة الأحاديث النبوية لصريح القرآن، وبين معارضتها لفهم فلان أو علان لآيات قرآنية، فيتوهم أن الأحاديث تتعارض مع القرآن، ما يوجب ردها وعدم الأخذ بها، وهي في الحقيقة تتعارض مع فهمه هو، وهذا ما يرى أبو سمحة أنه ينطبق تماما على انتقادات نوفل للأحاديث الصحيحة التي اعترض عليها  وهذا ما أتفق مع د. أبو سمحة فيه.



[1] وأقول: لعلّ القرطبي يقصد القراءة بالتفسير؛ كما ورد في الأحاديث من كلام حذيفة؛ والله تعالى أعلم.

[2] - (أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية.  فأراهم انشقاق القمر ، مرتين) (الراوي: أنس بن مالك المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2802، خلاصة حكم المحدث:صحيح).

- (عن أنس . قال: انشق القمر فرقتين . وفي حديث أبي داود: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ) (الراوي: قتادة المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2802، خلاصة حكم المحدث:صحيح).

- (انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقتين . فستر الجبل فلقة . وكانت فلقة فوق الجبل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اشهد " . وفي رواية: " اشهدوا . اشهدوا " . ) (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2800، خلاصة حكم المحدث:صحيح).

سَأَلَ أَهْل مَكَّة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَة ، فَانْشَقَّ الْقَمَر بِمَكَّة مَرَّتَيْنِ فَنَزَلَتْ: " اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر " إِلَى قَوْله: " سِحْر مُسْتَمِرّ " .... وَقَدْ ثَبَتَ بِنَقْلِ الْآحَاد الْعُدُول أَنَّ الْقَمَر اِنْشَقَّ بِمَكَّة، وَهُوَ ظَاهِر التَّنْزِيل ، وَلَا يَلْزَم أَنْ يَسْتَوِي النَّاس فِيهَا; لِأَنَّهَا كَانَتْ آيَة لَيْلِيَّة; وَأَنَّهَا كَانَتْ بِاسْتِدْعَاءِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّه تَعَالَى عِنْد التَّحَدِّي ...... وَقَدْ قِيلَ: هُوَ عَلَى التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير ، وَتَقْدِيره اِنْشَقَّ الْقَمَر وَاقْتَرَبَتْ السَّاعَة; قَالَهُ اِبْن كَيْسَان . وَقَدْ مَرَّ عَنْ الْفَرَّاء أَنَّ الْفِعْلَيْنِ إِذَا كَانَا مُتَقَارِبَيْ الْمَعْنَى فَلَك أَنْ تُقَدِّم وَتُؤَخِّر عِنْد قَوْله تَعَالَى: " ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى " [ النَّجْم: 8 ] . (القرطبي)

[3] الراوي: عبدالله بن مسعود ، المحدث: مسلم ، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2800 ، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[ ،  انظر شرح الحديث رقم 7744.  التخريج: أخرجه البخاري (3869)، ومسلم (2800) واللفظ له

[4] الراوي : عبدالله بن مسعود ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3636 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح،  شرح الحديث.  التخريج : أخرجه البخاري (3636)، ومسلم (2800)

[5] الراوي : عبدالله بن مسعود ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4865 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 4926.  التخريج : أخرجه البخاري (4865)، ومسلم (2800)

[6] الراوي : عبدالله بن مسعود ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4864 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 4925.  التخريج : أخرجه البخاري (4864)، ومسلم (2800)

[7] الراوي: عبدالله بن عمر ، المحدث: الألباني ، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم:  3288، خلاصة حكم المحدث: صحيح ،  انظر شرح الحديث رقم 39412

[8] https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/انشق/?page=1

[9] https://www.space.com/3373-earth-moon-destined-disintegrate.html

[10] الوصف القرآني لحالة الأرض والجبال والكواكب مع نهاية العالم وبداية يوم القيامة.  أ.د. حسين يوسف العمري.  على الرابط:  https://eijaz.mutah.edu.jo/QDSEMPDJ.htm  

[11] وكذلك تذكر الأحاديثُ أنّ الأرضَ يوم الحشر تمدّ كالأديم ليس فيها معلم لأحد؛ حيث تكون الجبال كثيباً مهيلا؛ كالعهن المنفوش؛ وسيرت الجبال فكانت سراباً؛ تماماً كما تبين آيات القرآن الكريم.

[12] https://en.wikipedia.org/wiki/Spaghettification#/media/File:Close-up_of_star_near_a_supermassive_black_hole_(artist%E2%80%99s_impression).jpg

[13] https://en.wikipedia.org/wiki/Spaghettification

[14] https://en.wikipedia.org/wiki/Spaghettification

[15]  https://www.youtube.com/watch?v=tprUiv_mOxY