جمع
وترتيب
الموضوعات
المبحث
الأول: المعاني
اللغوية
لكلمة الرؤية
المبحث
الثاني: دلالات
كلمة الرؤية
في الآيات القرآنية
عجباً
لمواقف
الكفار
والمنافقين
وصنيعهم
عجباً
لصنيع الكفار
والمنافقين
ومآلات استكبارهم
الْمُنَافِقون
الَّذِينَ
هُمْ
يُرَاءُونَ
وَإِنَّا
عَلَى أَنْ
نُرِيَكَ مَا
نَعِدُهُمْ
لَقَادِرُونَ
قُلْ
أَرَأَيْتَكُمْ
إِنْ
أَتَاكُمْ
عَذَابُ اللَّهِ
بمعنى أعَرَفْتُم أَخْبِرُونِي
من
العلم
والتعليم
بمعنى
معايشة
الحدث (رؤية
الموت ، رؤية
النصر، رؤية فئة
تضِلُّ
السبيل)
رؤية
البصر
تقديرات
بأمر
الله تسوق
إلى قدر
الفريقين يوم
بدر
بمعنى
الإعتقاد
قُلْ
لَا يَعْلَمُ
مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ
الْغَيْبَ
إِلَّا اللَّهُ
قَوَانِين الشَّرْع
؛ إِمَّا
بِوَحْيٍ
وَنَصٍّ ،
أَوْ بِنَظَرٍ
جَارٍ عَلَى
سُنَن
الْوَحْي
رؤية
المعجزات
والكرامات
رؤية
عذاب الله
(فَلَمْ يَكُ
يَنْفَعُهُمْ
إِيمَانُهُمْ
لَمَّا
رَأَوْا
بَأْسَنَا)
رؤوس
الكفر لَا
يُؤْمِنُوا
حَتَّى
يَرَوُا الْعَذَابَ
الْأَلِيمَ
أَرَأَيْتُمْ
إِنْ كَانَ
مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ كُنْتُ
عَلَى
بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّي
أَرَأَيْتُمْ
شُرَكَاءَكُمُ
أَرَأَيْتُمْ
مَا
تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ
التفكّر
والنظر في
نِعَمِ الله
الخالق القادر
سبحانه
بمعنى
النّظر
والتفكّر
وَمِنْ
آيَاتِهِ يُرِيكُمُ
الْبَرْقَ
خَوْفًا
وَطَمَعًا
رؤيةُ
القلبِ
والعقلِ
عظمةَ اللهِ
خالق السماوات
سَنُرِيهِمْ
آيَاتنَا فِي
الْآفَاق
وَفِي أَنْفُسهمْ
حَتَّى
يَتَبَيَّن
لَهُمْ أَنَّهُ
الْحَقّ
رؤية
الله سبحانه
وتعالى
أَلَمْ
يَعْلَمْ بِأَنَّ
اللَّهَ
يَرَى
رؤية
آيات الله الكبرى
الرَّسُولُ
رأى جبريلَ
عليهِ
السلامُ في صورتِهِ
مرَّتينِ
رؤية
النار أو
أهلها
رؤية
نعيم الجنّة
يَوْمَئِذٍ
يَصْدُرُ
النَّاسُ
أَشْتَاتًا " لِيُرَوْا
أَعْمَالهمْ "
أَيْ
جَزَاءَهَا
مِنْ
الْجَنَّة
أَوْ النَّار
الرؤية
البصرية في
الآخرة
تعذر
رؤية
الملائكة
والجنّ
رؤيا
الأنبياء حقّ
رسولُ
اللهِ محمدٌ
صلى الله عليه
وسلم
قصة
إبراهيم عليه
السلام
يَا بُنَيَّ
إِنِّي أَرَى
فِي
الْمَنَامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ
فَانْظُرْ
مَاذَا تَرَى
قصة
يوسف عليه
السلام
المبحث
الثالث: مناقشة
بعض الأحاديث
كتقدمة
لمناقشة
(صوموا
لرؤيته)
الشِّفاءُ
في ثلاثةٍ : في شَرطَةِ مِحجَمٍ ، أو
شَربةِ عسلٍ ،
أو كيَّةٍ
بنارٍ
أحايث
تشير إلى عامة
أصناف الدواء
الأول:
تدَاووا
فإنَّ
اللَّهَ لم
يضَع داءً
إلَّا وضعَ
لَهُ دواءً
غيرَ واحدٍ
الهرمَ
الثاني:
ما أنزلَ
اللَّهُ داءً
إلَّا أنزلَ
لهُ دواءً ،
عَلِمَه مَن
عَلِمَه،
وجَهِلَه مَن
جَهِلَه
أحايث
تشير إلى
أدوية مخصّصة
ومحدّدة
الأول:
إنَّ في
الحبَّةِ
السوداءِ
شفاءٌ من كلِّ
داءٍ إلا
السامُ
الثاني:
فعليكم
بألبانِ
البقرِ
فإنَّها تَرُمُّ
من كلِّ
الشَّجرِ
الثالث:
الإبل
ألبانها وأبوالها
الرابع:
عسل النحل: (ثُمَّ
كُلِي مِنْ كُلِّ
الثَّمَرَاتِ
يَخْرُجُ
مِنْ
بُطُونِهَا
شَرَابٌ
مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ
فِيهِ شِفَاءٌ
لِلنَّاسِ)
الخامس:
من تصبَّحَ
سَبعَ
تَمراتٍ
عجوةً ، لم يضرَّهُ
ذلِك اليومَ
سُمٌّ ولا
سِحرٌ
وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ
مِنْ قُوَّةٍ
وَمِنْ
رِبَاطِ الْخَيْلِ
قولُ
عمر بن الخطاب
: (لو وُزِنَ
إيمانُ أبي
بكرٍ بإيمانِ
الناسِ لرجح
إيمانُ أبي
بكرٍ)
المبحث
الرابع: العلم
الفرع
الأول: إن من
يعطيهم الله
من علمه وحلمه
لا يعقل أن تبقى
صفة الأميّة
لاصقة بهم
وملازمة لهم
الفرع
الثاني: القرآن
الكريم يحضّ
على العلم
المبحث
الخامس: طول
الشهر القمري
وتحديد
بدايته
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
إنَّا
أمَّةٌ
أمِّيَّةٌ لا
نَكتُبُ ولا
نحسِبُ
الشَّهرُ
هَكذا وَهكذا
وَهكذا وخنسَ
سليمانُ
أصبعَهُ في
الثَّالثةِ
يعني تسعًا وعِشرينَ
وثلاثينَ
المناقشة
في ضوء المباحث
السابقة
الطيف
الكهرومغناطيسي
طرق
وألفاظ
الحديث الشَّهرُ
هَكذا وَهكذا
وَهكذا
صومُوا
لرؤيتِه
وأفطِرُوا
لرؤيتهِ ، فإن
غُمّ عليكُم
فأكمِلُوا
العِدّةَ ولا
تستقبلوا الشهرَ استقبالا
الرؤية
العلمية
المثبتة
لبداية الشهر
الجديد
المبحث
الأول: المعاني
اللغوية
لكلمة الرؤية
الفرع
الأول :
المعاني
اللغوية
لكلمة الرؤية
معجم
المعاني
الجامع
رؤية
[مفرد]: حالة أو
درجة كون
الشّيء
مرئيًّا،
اختلاط
الرُّؤية:
غموض الأمر
وعدم ظهور الصواب
فيه- ذو رؤية:
مُظْهر أو
مُبْدٍ آراء
صائبة- رؤية
ثاقبة: رأيٌ
سديد- رؤية
عربيّة موحَّدة-
مدى
الرُّؤْية:
أبعد مسافة
يمكن رؤيتها
دون أيّة
مساعدة من
أيّة أداة تحت
ظروف جويّة
معيّنة .
الرُّؤية:
1-
إبصار هلال
رمضان لأوّل
ليلة فيه
"صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ
وَأَفْطِرُوا
لِرُؤْيَتِهِ
فَإِنْ غُمَّ
عَلَيْكُمْ
فَأَكْمِلُوا
عِدَّةَ
شَعْبَانَ
ثَلاَثِينَ
يومًا [حديث]"،
لَيْلَةُ
الرؤية:
الليلة التي
يعقبها شهر
رمضان.
2- الرؤية
بالعين؛ وهي
إدراك
الأشياء بحاسّة
البصر وعليها
المعوّل في
الشهادة. ([1]).
تعريف
و معنى رؤية
في معجم
المعاني
الجامع - معجم
عربي عربي ([2]).
رأَى
(فعل): (معجم
المعاني
الجامع)
رأى
العالِمُ
شيئًا :
اعتقده ونادى
به
رأى
فلانا عالمًا
: عَلِمَهُ
لَمْ
يَرَ مِنْهُ
إلاَّ
الخَيْرَ :
لَمْ يَلْقَ
رَأى
مِنْهُ
العَجَبَ :
أتَى بِمَا
يُحَيِّرُ
وَيُثِيرُ
الدَّهْشَةَ
رَأى
مِنْ
وَاجِبِهِ
أَنْ
يَتَدَخَّلَ
لِيَفُكَّ
النِّزَاعَ :
وَجَدَ مِنْ
وَاجِبِهِ
رَأَى
رَأْيَهُ :
كَانَ عَلَى
رَأْيِهِ
هَذَا
مَا يَرَاهُ :
هَذَا مَا
يَعْتَقِدُهُ
أَرَأَيْتَ
مَا فعَلَ :
أعَرَفْتَ
تعريف
و معنى رؤية
في قاموس
المعجم
الوسيط ،اللغة
العربية
المعاصر.
قاموس عربي
عربي
رؤية:
هي بيان لما
تنوي المؤسسة
أن تصير إليه
في المستقبل .
و يتم وضع الرؤية
بواسطة
الإدارة
العليا ، حيث
تستخدم لتساعد
في توجيه
الثقافة و
التخطيط
السياسي
المعجم:
عربي عامة
1
رُؤْيَتُهُ
لِلأُمُورِ
سَلِيمَةٌ:
نَظْرَتُهُ ،
وَالنَّظْرَةُ
هُنَا إمَّا
بِالقَلْبِ
أَوِالعَقْلِ
وَإِمَّا بِالعَيْنِ.
2
ثَبَتَتْ
رُؤْيَةُ
الهِلاَلِ: إبِصَارُهُ
. :- سُرَّ
لِرُؤْيَتِهِ
مَعَ عَائِلَتِهِ
.
3
اِخْتِلاَطُ
الرُّؤْيةِ:
عَدَمُ
وُضُوحِ الأَمْرِ
، تَعَذُّرُ
مَعْرِفَةِ
الصَّوَابِ
فِيهِ.
المعجم:
الغني:
-ذو
رؤية :
مُظْهر أو
مُبْدٍ آراء
صائبة ، -
رؤية ثاقبة :
رأيٌ سديد ، -
رؤية عربيّة
موحَّدة ، -
المعجم
الوسيط:
رؤية
هلال رمضان
: مشاهدته
المعجم:
مصطلحات
فقهية:
رأى
الهلالَ
أبصره
بالعَيْن ، -
حجب الضبابُ الرُّؤية
، - { فَلَمَّا
جَنَّ
عَلَيْهِ
اللَّيْلُ
رَأَى كَوْكَبًا
} .
ألم تر
إلى كذا : كلمة
تقال عند التعجُّب
، - داري ترى
داره : تقع
مُقابِلةً له
، -
رأى منه عجبًا
:
رأى شيئًا لم
يكن يتوقعه
المعجم:
اللغة
العربية
المعاصر
1 -
رأى: نظر
بالعين أو
بالقلب أو
بالعقل. 2 - رآه :
أبصره بعينيه
. 3 -
رأى الشيء :
اعتقده.
المعجم:
الرائد
الرُّؤيَة
بالعَيْن
تَتَعدَّى إلى
مفعول واحد،
وبمعنى
العِلْم
تتعدَّى إلى
مفعولين ؛
يقال : رأَى
زيداً عالماً
ورَأَى رَأْياً
ورُؤْيَةً
ورَاءَةً مثل
راعَة .
وقال
ابن سيده :
الرُّؤيَةُ
النَّظَرُ
بالعَيْن
والقَلْب .
المبحث
الثاني:
دلالات كلمة
الرؤية في
الآيات
القرآنية
عجباً
لمواقف
الكفار والمنافقين
وصنيعهم
هُمْ
لَا يَرَوْنَ
إلاّ الكفر
والتَّكْذِيبِ
والإعراض
والصّدّ وَالرَّدّ
وَالِاسْتِهْزَاء
لِأَنَّهُمْ
عُمْي عَنْ
الْحَقّ لَا
يَسْمَعُونَ
وَلَا
يُبْصِرُونَ
وَلَا
يَعْقِلُونَ
، أَشْبَاح
بِلَا أَرْوَاح
وَأَجْسَام
بِلَا
أَحْلَام،
بَلْ هُمْ فِي
رَيْبهمْ
يَتَرَدَّدُونَ
فِي ظُلُمَات
الْجَهْل يَعْمَهُونَ
وَهُمْ
الْأَفَّاكُونَ
الْكَاذِبُونَ
الْأَقَلُّونَ
الْأَرْذَلُونَ
وَهُمْ فِي
الْآخِرَة
هُمْ
الْأَخْسَرُونَ.
(أَلَمْ
تَرَ إِلَى
الَّذِينَ
يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ
آمَنُوا
بِمَا
أُنْزِلَ
إِلَيْكَ
وَمَا أُنْزِلَ
مِنْ
قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ
أَنْ يَتَحَاكَمُوا
إِلَى
الطَّاغُوتِ
وَقَدْ
أُمِرُوا أَنْ
يَكْفُرُوا
بِهِ
وَيُرِيدُ
الشَّيْطَانُ
أَنْ
يُضِلَّهُمْ
ضَلَالًا
بَعِيدًا * وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ
تَعَالَوْا
إِلَى مَا
أَنْزَلَ
اللَّهُ
وَإِلَى
الرَّسُولِ رَأَيْتَ
الْمُنَافِقِينَ
يَصُدُّونَ
عَنْكَ صُدُودًا
) (النساء
60-61) .
هَذَا
إِنْكَار
مِنْ اللَّه
عَزَّ
وَجَلَّ عَلَى
مَنْ
يَدَّعِي
الْإِيمَان
بِمَا أَنْزَلَ
اللَّه عَلَى
رَسُوله
وَعَلَى
الْأَنْبِيَاء
الْأَقْدَمِينَ
وَهُوَ مَعَ
ذَلِكَ
يُرِيد أَنْ
يَتَحَاكَم
فِي فَصْل
الْخُصُومَات
إِلَى غَيْر كِتَاب
اللَّه
وَسُنَّة
رَسُوله. ...
وَالْآيَة
ذَامَّة
لِمَنْ
عَدَلَ عَنْ
الْكِتَاب
وَالسُّنَّة
وَتَحَاكَمُوا
إِلَى مَا
سِوَاهُمَا
مِنْ
الْبَاطِل
وَهُوَ
الْمُرَاد
بِالطَّاغُوتِ
هُنَا (تفسير
ابن كثير). عن
ابنِ عباسٍ قال
: نزلت هذه
الآيةُ
أَلَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِينَ
يَزْعُمُونَ
في رجلٍ من
المنافقين
كان بينه وبين
يهوديٍّ
خصومةٌ فقال
اليهوديُّ : انطلِق
بنا إلى محمدٍ
، وقال
المنافقُ: بل
نأتي كعبَ بنَ
الأشرفِ [
فذكر القصةَ
وفيها أنَّ عمرَ
قتَل
المنافقَ
وأنَّ ذلك
سببُ نزولِ
هذه الآياتِ
وتسميةُ
عمرَالفاروقَ
[) ([3]).
(وَإِذَا رَأَيْتَ
الَّذِينَ
يَخُوضُونَ
فِي
آيَاتِنَا
فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ
حَتَّى
يَخُوضُوا
فِي حَدِيثٍ
غَيْرِهِ
وَإِمَّا
يُنْسِيَنَّكَ
الشَّيْطَانُ
فَلَا
تَقْعُدْ
بَعْدَ
الذِّكْرَى
مَعَ
الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ
) (الأنعام 68). قوله
تَعَالَى : "
وَإِذَا رَأَيْت
الَّذِينَ
يَخُوضُونَ
فِي آيَاتنَا
" بِالتَّكْذِيبِ
وَالرَّدّ
وَالِاسْتِهْزَاء
" فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ "
وَالْخِطَاب
لِلنَّبِيِّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
والْمُؤْمِنِون
دَاخِلُونَ
فِي الْخِطَاب
مَعَهُ (ابن
كثير) .
فَأَمَرَ
أَنْ
يُنَابِذهُمْ
بِالْقِيَامِ
عَنْهُمْ
إِذَا
اِسْتَهْزَءُوا
وَخَاضُوا
لِيَتَأَدَّبُوا
بِذَلِكَ
وَيَدَعُوا
الْخَوْض
وَالِاسْتِهْزَاء
(القرطبي) .
(وَيَقُولُ
الَّذِينَ
آمَنُوا
لَوْلَا نُزِّلَتْ
سُورَةٌ
فَإِذَا
أُنْزِلَتْ
سُورَةٌ
مُحْكَمَةٌ
وَذُكِرَ فِيهَا
الْقِتَالُ رَأَيْتَ
الَّذِينَ
فِي
قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ
يَنْظُرُونَ
إِلَيْكَ
نَظَرَ
الْمَغْشِيِّ
عَلَيْهِ
مِنَ
الْمَوْتِ
فَأَوْلَى
لَهُمْ ) (محمد 20). يَقُول
تَعَالَى
مُخْبِرًا
عَنْ
الْمُؤْمِنِينَ
أَنَّهُمْ تَمَنَّوْا
شَرْعِيَّة
الْجِهَاد
فَلَمَّا فَرَضَهُ
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ
وَأَمَرَ
بِهِ نَكَلَ
عَنْهُ كَثِير
مِنْ النَّاس
كَقَوْلِهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى
" أَلَمْ تَرَ
إِلَى
الَّذِينَ قِيلَ
لَهُمْ
كُفُّوا
أَيْدِيَكُمْ
وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ
وَآتُوا
الزَّكَاةَ فَلَمَّا
كُتِبَ
عَلَيْهِمْ
الْقِتَالُ
إِذَا
فَرِيقٌ
مِنْهُمْ
يَخْشَوْنَ
النَّاسَ
كَخَشْيَةِ
اللَّهِ أَوْ
أَشَدَّ
خَشْيَةً ..."
وَقَالَ
عَزَّ وَجَلَّ
هَهُنَا "
وَيَقُول
الَّذِينَ
آمَنُوا
لَوْلَا
نُزِّلَتْ
سُورَةٌ "
أَيْ مُشْتَمِلَة
عَلَى حُكْم
الْقِتَال
وَلِهَذَا
قَالَ "
فَإِذَا
أُنْزِلَتْ
سُورَة مُحْكَمَة
وَذُكِرَ
فِيهَا
الْقِتَال رَأَيْت
الَّذِينَ
فِي
قُلُوبهمْ
مَرَض يَنْظُرُونَ
إِلَيْك
نَظَر
الْمَغْشِيّ
عَلَيْهِ
مِنْ
الْمَوْت "
أَيْ مِنْ
فَزَعهمْ وَرُعْبهمْ
وَجُبْنهمْ
مِنْ لِقَاء
الْأَعْدَاء
(تفسير ابن
كثير). أَيْ
نَظَر
مَغْمُوصِينَ
مُغْتَاظِينَ
بِتَحْدِيدٍ
وَتَحْدِيق ،
كَمَنْ
يَشْخَص
بَصَره عِنْد
الْمَوْت ،
وَذَلِكَ
لِجُبْنِهِمْ
عَنْ الْقِتَال
جَزَعًا
وَهَلَعًا ،
وَلِمَيْلِهِمْ
فِي السِّرّ
إِلَى
الْكُفَّار (القرطبي).
(وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ
) (الصافات
14).
وَإِذَا
رَأَوْا
حُجَّة مِنْ
حُجَج اللَّه
عَلَيْهِمْ ،
وَدَلَالَة عَلَى
نُبُوَّة
نَبِيّه
مُحَمَّد
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
يَسْتَسْخِرُونَ
(تفسير
الطبري).
(فَقَالَ
الْمَلَأُ
الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ
قَوْمِهِ مَا
نَرَاكَ
إِلَّا
بَشَرًا
مِثْلَنَا
وَمَا نَرَاكَ
اتَّبَعَكَ
إِلَّا
الَّذِينَ
هُمْ
أَرَاذِلُنَا
بَادِيَ الرَّأْيِ
وَمَا نَرَى
لَكُمْ
عَلَيْنَا مِنْ
فَضْلٍ بَلْ
نَظُنُّكُمْ
كَاذِبِينَ) (هود 27). رفضوا
أن يتقبّلوا
رسالته.
بل لكفرهم لم
يكونوا ليتصوّروا
نزول الرسالة
عليه.
فَقَالَ
" الْمَلَأ
الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ
قَوْمه "
وَالْمَلَأ
هُمْ
السَّادَة
وَالْكُبَرَاء
مِنْ
الْكَافِرِينَ
مِنْهُمْ "
مَا نَرَاك
إِلَّا
بَشَرًا
مِثْلنَا "
أَيْ لَسْت بِمَلَكٍ
وَلَكِنَّك
بَشَر
فَكَيْف
أُوحِيَ إِلَيْك
مِنْ دُوننَا
ثُمَّ مَا
نَرَاك
اِتَّبَعَك
إِلَّا
الَّذِينَ
هُمْ أَرَاذِلنَا
كَالْبَاعَةِ
وَالْحَاكَة
وَأَشْبَاههمْ
وَلَمْ يَتَّبِعك
الْأَشْرَاف
وَلَا
الرُّؤَسَاء
مِنَّا ثُمَّ
هَؤُلَاءِ
الَّذِينَ
اِتَّبَعُوك
لَمْ يَكُنْ
عَنْ تَرَوٍّ
مِنْهُمْ
وَلَا فِكْر
وَلَا نَظَر
بَلْ
بِمُجَرَّدِ
مَا
دَعَوْتهمْ
أَجَابُوك
فَاتَّبَعُوك
وَلِهَذَا
قَالُوا " وَمَا
نَرَاك
اِتَّبَعَك
إِلَّا
الَّذِينَ هُمْ
أَرَاذِلنَا
بَادِيَ
الرَّأْي "
أَيْ فِي
أَوَّل
بَادِئ "
وَمَا نَرَى
لَكُمْ عَلَيْنَا
مِنْ فَضْل "
يَقُولُونَ
مَا رَأَيْنَا
لَكُمْ
عَلَيْنَا
فَضِيلَة فِي
خَلْق وَلَا
خُلُق وَلَا
رِزْق وَلَا
حَال لَمَّا
دَخَلْتُمْ فِي
دِينكُمْ
هَذَا " بَلْ
نَظُنّكُمْ
كَاذِبِينَ "
أَيْ فِيمَا تَدَّعُونَهُ
لَكُمْ مِنْ
الْبِرّ
وَالصَّلَاح
وَالْعِبَادَة
وَالسَّعَادَة
فِي الدَّار
الْآخِرَة
إِذْ
صِرْتُمْ
إِلَيْهَا
هَذَا
اِعْتِرَاض الْكَافِرِينَ
عَلَى نُوح
عَلَيْهِ
السَّلَام
وَأَتْبَاعه
وَهُوَ
دَلِيل عَلَى
جَهْلهمْ
وَقِلَّة
عِلْمهمْ
وَعَقْلهمْ
فَإِنَّهُ
لَيْسَ
بِعَارٍ عَلَى
الْحَقّ
رَذَالَة
مَنْ
اِتَّبَعَهُ فَإِنَّ
الْحَقّ فِي
نَفْسه
صَحِيح
سَوَاء اِتَّبَعَهُ
الْأَشْرَاف
أَوْ
الْأَرَاذِل
بَلْ الْحَقّ
الَّذِي لَا
شَكَّ فِيهِ أَنَّ
أَتْبَاعَ الْحَقّ
هُمْ
الْأَشْرَاف
وَلَوْ
كَانُوا فُقَرَاء
وَاَلَّذِينَ
يَأْبَوْنَهُ
هُمْ الْأَرَاذِل
وَلَوْ
كَانُوا
أَغْنِيَاء ثُمَّ
الْوَاقِع
غَالِبًا
أَنَّ مَا
يَتَّبِع
الْحَقّ
ضُعَفَاء
النَّاس .
وَالْغَالِب
عَلَى
الْأَشْرَاف
وَالْكُبَرَاء
مُخَالَفَته
كَمَا قَالَ تَعَالَى
" وَكَذَلِكَ
مَا
أَرْسَلْنَا
مِنْ قَبْلك
فِي قَرْيَة
مِنْ نَذِير
إِلَّا قَالَ
مُتْرَفُوهَا
إِنَّا
وَجَدْنَا
آبَاءَنَا
عَلَى أُمَّة
وَإِنَّا
عَلَى آثَارهمْ
مُقْتَدُونَ"
وَلَمَّا
سَأَلَ هِرَقْل
مَلِك
الرُّوم
أَبَا
سُفْيَان
صَخْر بْن حَرْب
عَنْ صِفَات
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَالَ لَهُ
فِيمَا قَالَ
: أَشْرَاف
النَّاس
اِتَّبَعُوهُ
أَوْ
ضُعَفَاؤُهُمْ
؟ قَالَ بَلْ
ضُعَفَاؤُهُمْ
. فَقَالَ
هِرَقْل هُمْ
أَتْبَاع
الرُّسُل
وَقَوْلهمْ "
بَادِيَ
الرَّأْي "
لَيْسَ
بِمَذَمَّةٍ
وَلَا عَيْب
لِأَنَّ
الْحَقّ
إِذَا وَضَحَ
لَا يَبْقَى
لِلرَّأْيِ
وَلَا
لِلْفِكْرِ
مَجَالٌ بَلْ
لَا بُدّ مِنْ
اِتِّبَاع
الْحَقّ
وَالْحَالَة
هَذِهِ
لِكُلِّ ذِي
زَكَاء
وَذَكَاء
بَلْ لَا
يُفَكِّر
هَهُنَا
إِلَّا
غَبِيّ أَوْ
عَيِيّ
وَالرُّسُل
صَلَوَات
اللَّه وَسَلَامه
عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ
إِنَّمَا
جَاءُوا
بِأَمْرٍ جَلِيّ
وَاضِح .
وَقَدْ جَاءَ
فِي
الْحَدِيث أَنَّ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَالَ " مَا
دَعَوْت
أَحَدًا إِلَى
الْإِسْلَام
إِلَّا
كَانَتْ لَهُ
كَبْوَة
غَيْر أَبِي
بَكْر
فَإِنَّهُ
لَمْ
يَتَلَعْثَم
" أَيْ مَا
تَرَدَّدَ
وَلَا
تَرَوَّى
لِأَنَّهُ
رَأَى
أَمْرًا
جَلِيًّا
عَظِيمًا
وَاضِحًا
فَبَادَرَ
إِلَيْهِ
وَسَارَعَ وَقَوْله
" وَمَا
نَرَى لَكُمْ
عَلَيْنَا
مِنْ فَضْل " هُمْ لَا
يَرَوْنَ
ذَلِكَ
لِأَنَّهُمْ
عُمْي عَنْ
الْحَقّ لَا
يَسْمَعُونَ
وَلَا
يُبْصِرُونَ
بَلْ هُمْ فِي
رَيْبهمْ
يَتَرَدَّدُونَ
فِي ظُلُمَات
الْجَهْل
يَعْمَهُونَ
وَهُمْ الْأَفَّاكُونَ
الْكَاذِبُونَ
الْأَقَلُّونَ
الْأَرْذَلُونَ
وَهُمْ فِي
الْآخِرَة هُمْ
الْأَخْسَرُونَ .
(وَإِذَا
رَآكَ
الَّذِينَ
كَفَرُوا
إِنْ
يَتَّخِذُونَكَ
إِلَّا هُزُوًا
أَهَذَا
الَّذِي
يَذْكُرُ
آلِهَتَكُمْ
وَهُمْ
بِذِكْرِ
الرَّحْمَنِ
هُمْ كَافِرُونَ
)
(الأنبياء 36). الرؤية
البصرية. وكذلك
الآية: (وَإِذَا
رَأَوْكَ
إِنْ
يَتَّخِذُونَكَ
إِلَّا هُزُوًا
أَهَذَا
الَّذِي
بَعَثَ
اللَّهُ
رَسُولًا ) (الفرقان 41).
يُخْبِر
تَعَالَى
عَنْ
اِسْتِهْزَاء
الْمُشْرِكِينَ
بِالرَّسُولِ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
إِذْ
رَأَوْهُ (تفسير
ابن كثير). (وَإِذَا
رَأَوْهُمْ
قَالُوا
إِنَّ هَؤُلَاءِ
لَضَالُّونَ ) (المطففين 32).
أَيْ إِذَا
رَأَى
هَؤُلَاءِ
الْكُفَّار
أَصْحَاب
مُحَمَّد
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ،
"قَالُوا
إِنَّ هَؤُلَاءِ
لَضَالُّونَ"
فِي
اِتِّبَاعهمْ
مُحَمَّدًا
(القرطبي).
وَصَفَهُمْ
بِالْجُبْنِ
؛ وَكَذَا
سَبِيل الْجَبَان
يَنْظُر
يَمِينًا
وَشِمَالًا
مُحَدِّدًا
بَصَره ،
وَرُبَّمَا
غُشِيَ عَلَيْهِ
. وَفِي "
الْخَوْف "
وَجْهَانِ :
أَحَدهمَا :
مِنْ قِتَال
الْعَدُوّ
إِذَا أَقْبَلَ
؛ قَالَ
السُّدِّيّ .
الثَّانِي :
الْخَوْف
مِنْ النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا
غَلَبَ ؛
قَالَهُ
اِبْن
شَجَرَة . "
رَأَيْتهمْ
يَنْظُرُونَ
إِلَيْك "
خَوْفًا مِنْ
الْقِتَال
عَلَى
الْقَوْل
الْأَوَّل .
وَمِنْ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
عَلَى
الثَّانِي . "
تَدُور أَعْيُنهمْ
" لِذَهَابِ
عُقُولهمْ
حَتَّى لَا
يَصِحّ مِنْهُمْ
النَّظَر
إِلَى جِهَة .
وَقِيلَ :
لِشِدَّةِ
خَوْفهمْ
حَذَرًا أَنْ
يَأْتِيَهُمْ
الْقَتْل
مِنْ كُلّ
جِهَة
(القرطبي)
"وَإِذَا
رَأَيْتهمْ
تُعْجِبك
أَجْسَامهمْ" لِجَمَالِهَا
"وَإِنْ
يَقُولُوا
تَسْمَع لِقَوْلِهِمْ" لِفَصَاحَتِهِ
"كَأَنَّهُمْ " مِنْ
عِظَم
أَجْسَامهمْ
فِي تَرْك
التَّفَهُّم "خُشْب " بِسُكُونِ
الشِّين
وَضَمّهَا "مُسَنَّدَة " مُمَالَة
إلَى
الْجِدَار
(الجلالين).
قَالَ :
كَانُوا
رِجَالًا أَجْمَل
شَيْء
كَأَنَّهُمْ
خُشُب
مُسَنَّدَة ،
شَبَّهَهُمْ
بِخُشُبٍ
مُسَنَّدَة
إِلَى
الْحَائِط
لَا يَسْمَعُونَ
وَلَا
يَعْقِلُونَ
، أَشْبَاح بِلَا
أَرْوَاح
وَأَجْسَام
بِلَا
أَحْلَام . وَقِيلَ
: شَبَّهَهُمْ
بِالْخُشُبِ
الَّتِي قَدْ
تَآكَلَتْ
فَهِيَ
مُسْنَدَة بِغَيْرِهَا
لَا يُعْلَم
مَا فِي
بَطْنهَا (القرطبي)
(وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ
تَعَالَوْا
يَسْتَغْفِرْ
لَكُمْ
رَسُولُ
اللَّهِ
لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ
وَرَأَيْتَهُمْ
يَصُدُّونَ
وَهُمْ
مُسْتَكْبِرُونَ
)
(المنافقون 5). يَقُول
تَعَالَى مُخْبِرًا
عَنْ الْمُنَافِقِينَ
عَلَيْهِمْ
لَعَائِنُ
اللَّه أَنَّهُمْ
" إِذَا قِيلَ
لَهُمْ
تَعَالَوْا
يَسْتَغْفِر
لَكُمْ رَسُول
اللَّه
لَوَّوْا
رُءُوسَهُمْ
" أَيْ صَدُّوا
وَأَعْرَضُوا
عَمَّا قِيلَ
لَهُمْ اِسْتِكْبَارًا
عَنْ ذَلِكَ
وَاحْتِقَارًا
لِمَا قِيلَ لَهُمْ
وَلِهَذَا
قَالَ
تَعَالَى "
وَرَأَيْتهمْ
يَصُدُّونَ
وَهُمْ
مُسْتَكْبِرُونَ
(ابن كثير). أَيْ
يُعْرِضُونَ
عَنْ الرَّسُول
مُتَكَبِّرِينَ
عَنْ
الْإِيمَان (القرطبي).
عَطَفُوا "رُءُوسهمْ
وَرَأَيْتهمْ
يَصُدُّونَ " يُعْرِضُونَ
عَنْ ذَلِكَ
(الجلالين).
(يَا قَوْمِ
لَكُمُ
الْمُلْكُ
الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ
فِي
الْأَرْضِ
فَمَنْ
يَنْصُرُنَا
مِنْ بَأْسِ
اللَّهِ إِنْ
جَاءَنَا قَالَ
فِرْعَوْنُ
مَا
أُرِيكُمْ
إِلَّا مَا أَرَى
وَمَا
أَهْدِيكُمْ
إِلَّا
سَبِيلَ الرَّشَادِ
) (غافر 29). . قَالَ
فِرْعَوْن
لِقَوْمِهِ
رَادًّا
عَلَى مَا
أَشَارَ بِهِ هَذَا
الرَّجُل
الصَّالِح
الْبَارّ
الرَّاشِد
الَّذِي
كَانَ أَحَقّ
بِالْمُلْكِ
مِنْ فِرْعَوْن
" مَا
أُرِيكُمْ
إِلَّا مَا
أَرَى" أَيْ مَا
أَقُول
لَكُمْ
وَأُشِير
عَلَيْكُمْ
إِلَّا مَا
أَرَاهُ
لِنَفْسِي
وَقَدْ
كَذَبَ فِرْعَوْن. فَقَوْل
فرعون كَذَبَ
فِيهِ
وَافْتَرَى
وَخَانَ اللَّه
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى
وَرَسُوله
وَرَعِيَّته
فَغَشَّهُمْ
وَمَا نَصَحَهُمْ
(ابن كثير).
فَعَلِمَ
فِرْعَوْنُ
ظُهُور
حُجَّةِ مُوسَى
فَقَالَ :
" مَا
أُرِيكُمْ
إِلَّا مَا
أَرَى " : مَا
أُشِيرُ
عَلَيْكُمْ
إِلَّا مَا
أَرَى
لِنَفْسِي فِي
تَكْذِيب
مُوسَى
وَالْإِيمَان
بِي (القرطبي). قَالَ
فِرْعَوْن
مَا
أُرِيكُمْ
إلَّا مَا
أَرَى" أَيْ
مَا أُشِير
عَلَيْكُمْ
إلَّا بِمَا
أُشِير بِهِ
عَلَى
نَفْسِي
وَهُوَ قَتْل
مُوسَى
(الجلالين).
هَذَا
مَا
يَعْتَقِدُهُ
فرعون الذي
تملّكه الجهلُ
واختلاط الرُّؤية
بل وانحرافها؛
وأمرهُ الغموض
ومجانبة
الصواب.
فهذه رؤية القَلْبِ
أَوِالعَقْلِ
المنحرف
لقيادة ضالّة ذات
الآراء المضلّة.
عجباً
لصنيع الكفار
والمنافقين
ومآلات استكبارهم:
أَوَلَمْ
يَرَوْا؟ ألم تر إلى
كذا: كلمة
تقال عند
التعجُّب ،
رأى منه عجبًا
، رأى شيئًا
لم يكن
يتوقعه.
Can’t they perceive
(things) mentally; discern (distinguish, discriminate, differentiate,
determine, detect); understand: to see the point of an argument.
يَقُول
تَعَالَى "
سَأَصْرِفُ
عَنْ آيَاتِيَ
الَّذِينَ
يَتَكَبَّرُونَ
فِي الْأَرْض
بِغَيْرِ
الْحَقّ "
أَيْ
سَأَمْنَعُ
فَهْم
الْحُجَج
وَالْأَدِلَّة
الدَّالَّة
عَلَى
عَظَمَتِي
وَشَرِيعَتِي
وَأَحْكَامِي
قُلُوب
الْمُتَكَبِّرِينَ
عَنْ
طَاعَتِي
وَيَتَكَبَّرُونَ
عَلَى
النَّاس
بِغَيْرِ
حَقّ أَيْ
كَمَا
اِسْتَكْبَرُوا
بِغَيْرِ
حَقّ
أَذَلَّهُمْ
اللَّه
بِالْجَهْلِ
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
وَنُقَلِّب
أَفْئِدَتهمْ
وَأَبْصَارهمْ
كَمَا لَمْ
يُؤْمِنُوا بِهِ
أَوَّل
مَرَّة "
وَقَالَ
تَعَالَى"
فَلَمَّا
زَاغُوا أَزَاغَ
اللَّه
قُلُوبهمْ " ....
وَقَالَ
سُفْيَان بْن
عُيَيْنَة
فِي قَوْله "
سَأَصْرِفُ
عَنْ
آيَاتِيَ
الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ
فِي الْأَرْض
بِغَيْرِ
الْحَقّ "
قَالَ
أَنْزِع
عَنْهُمْ
فَهْم الْقُرْآن
وَأَصْرِفهُمْ
عَنْ
آيَاتِيَ ...
وَقَوْله "
وَإِنْ
يَرَوْا كُلّ
آيَة لَا
يُؤْمِنُوا
بِهَا " كَمَا
قَالَ
تَعَالَى "
إِنَّ
الَّذِينَ حَقَّتْ
عَلَيْهِمْ
كَلِمَة
رَبّك لَا
يُؤْمِنُونَ
وَلَوْ
جَاءَتْهُمْ
كُلّ آيَة حَتَّى
يَرَوْا
الْعَذَاب
الْأَلِيم "
وَقَوْله "
وَإِنْ
يَرَوْا
سَبِيل
الرُّشْد لَا
يَتَّخِذُوهُ
سَبِيلًا " أَيْ
وَإِنْ
ظَهَرَ
لَهُمْ
سَبِيل
الرُّشْد
أَيْ طَرِيق النَّجَاة
لَا
يَسْلُكُوهَا
وَإِنْ
ظَهَرَ لَهُمْ
طَرِيق
الْهَلَاك
وَالضَّلَال
يَتَّخِذُوهُ
سَبِيلًا
ثُمَّ
عَلَّلَ
مَصِيرهمْ
إِلَى هَذِهِ
الْحَال بِقَوْلِهِ
" ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
" أَيْ
كَذَّبَتْ
بِهَا
قُلُوبهمْ "
وَكَانُوا عَنْهَا
غَافِلِينَ"
أَيْ لَا
يَعْلَمُونَ
شَيْئًا
مِمَّا
فِيهَا . (ابن
كثير).
(فَأَمَّا
عَادٌ
فَاسْتَكْبَرُوا
فِي الْأَرْضِ
بِغَيْرِ
الْحَقِّ وَقَالُوا
مَنْ أَشَدُّ
مِنَّا
قُوَّةً
أَوَلَمْ
يَرَوْا أَنَّ
اللَّهَ
الَّذِي
خَلَقَهُمْ
هُوَ أَشَدُّ
مِنْهُمْ قُوَّةً
وَكَانُوا
بِآيَاتِنَا
يَجْحَدُونَ ) (فصلت
15). قَالَ
اللَّه
تَعَالَى
رَدًّا
عَلَيْهِمْ : "
أَوَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّ
الَّذِي
خَلَقَهُمْ
هُوَ أَشَدّ
مِنْهُمْ
قُوَّة "
وَقُدْرَة ،
وَإِنَّمَا
يَقْدِر
الْعَبْد
بِإِقْدَارِ
اللَّه ؛
فَاَللَّه أَقْدَر
إِذًا (القرطبي).
(أَرَأَيْتَ
مَنِ
اتَّخَذَ
إِلَهَهُ
هَوَاهُ
أَفَأَنْتَ
تَكُونُ
عَلَيْهِ
وَكِيلًا ) (الفرقان 43). "أَرَأَيْت" أَخْبِرْنِي
(الجلالين). عَجِبَ
نَبِيّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
مِنْ
إِضْمَارهمْ
عَلَى
الشِّرْك
وَإِصْرَارهمْ
عَلَيْهِ
(القرطبي).
(أَرَأَيْتَ
الَّذِي
يَنْهَى ) (العلق 9). أعَرَفْتَ،
أَيْ
فَمَا
أَعْجَب
هَذَا
(القرطبي).
(أَرَأَيْتَ
إِنْ
كَانَ عَلَى
الْهُدَى ) (العلق 11). أَيْ
أَرَأَيْت
يَا أَبَا
جَهْل إِنْ
كَانَ مُحَمَّد
عَلَى هَذِهِ
الصِّفَة،
أَلَيْسَ
نَاهِيه عَنْ
التَّقْوَى
وَالصَّلَاة
هَالِكًا؟
(القرطبي).
(أَرَأَيْتَ
إِنْ
كَذَّبَ
وَتَوَلَّى ) (العلق 13).
أَيْ
فَمَا
أَعْجَب
هَذَا
(القرطبي).
(أَرَأَيْتَ
الَّذِي
يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ ) (الماعون 1). وَالْمَعْنَى
: أَرَأَيْت
الَّذِي
يُكَذِّب
بِالدِّينِ :
أَمُصِيب
هُوَ أَمْ
مُخْطِئ (القرطبي).
(أَفَرَأَيْتَ
الَّذِي
كَفَرَ
بِآيَاتِنَا
وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ
مَالًا
وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ
الْغَيْبَ
أَمِ
اتَّخَذَ
عِنْدَ
الرَّحْمَنِ
عَهْدًا *
كَلَّا
سَنَكْتُبُ مَا
يَقُولُ
وَنَمُدُّ
لَهُ مِنَ
الْعَذَابِ
مَدًّا) (مريم 77). أَيْ فَمَا
أَعْجَب
هَذَا ،
فمناسبة نزول
الآية يبينها
الحديث: (جئتُ
العاصَ بنَ وائلٍ
السَّهْمِيَّ
أتقاضَاهُ
حقًا لي
عنْدَهُ ،
فقالَ : لا
أُعْطِيكَ
حتى تكفُرَ
بمحمدٍ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ
، فقلتُ : لا ،
حتى تَمُوتَ
ثم تُبْعثَ ،
قال : وإني
لميِّتٌ ثم
مَبْعوثٌ ؟
قلتُ: نعم ،
قالَ : إنَّ لي
هناكَ مالًا
ووَلَدًا
فأَقْضِيكَهُ
، فنزلتْ
هذه الآيةُ : {
أَفَرَأَيْتَ
الَّذِي
كَفَرَبِآيَاتِنَا
وَقَالَ
لَأُوتَيَنَّ
مَالًا
وَوَلَدًا } .) ([4]).
شرح
الحديث
: كان
العاصي بنُ
وائلٍ مِن
جُملَةِ
مُشركي قريشٍ
ومِنَ
الَّذينَ لا
يؤمنونَ
بِالبعثِ، وكان
خبَّابُ بنُ
الأرتِّ رضِي
اللهُ عنه
يعملُ
قَيْنًا، أي:
حدَّادًا،
فعَمِلَ
لِلعاصِي بنِ
وائلٍ سيفًا،
ولَمَّا
جاءَه؛
لِيَتقاضاهُ،
أي: يأخذَ أجْرَ
السَّيْفِ،
قال له العاصي
بنُ وائلٍ: لا أُعطيكَ
ثمنَه حتَّى
تكفُرَ
بِمحمَّدٍ،
فقال له
خبَّابُ بنُ
الأَرَتِّ
رضِي اللهُ
عنه: لا أَكفُرُ
بمحمَّدٍ
صلَّى الله
عليه وسلَّم
حتَّى
يُميتَكَ
اللهُ ثُمَّ
يُحيِيَك،
ولم يُرِدْ
خبَّابٌ رضِي
اللهُ عنه
أنَّه إذا
بعثَهُ اللهُ
بعْدَ الموتِ
أنْ يَكفُرَ
بمحمَّدٍ
صلَّى الله
عليه وسلَّم؛
لأنَّه
حينئذٍ يودُّ
الَّذينَ
كفروا لو
كانوا
مُسلِمين،
ويتمنَّى
العاصي بنُ
وائلٍ وغيرُه
أنْ لو كانوا
ترابًا ولم
يكونوا
كفَّارًا،
وبعْدَ
البعثِ يستوي
يَقينُ
المكذِّبِ مع
يقينِ
المؤمنِ،
ويرتفعُ
الكفرُ
وتزولُ
الشُّكوكِ،
فكان غرَضُ خبَّابٍ
رضِي اللهُ
عنه في قولِه
قطْعَ أمَلِ العاصي
بنِ وائلٍ مِن
أنْ يكفُرَ
بِمحمَّدٍ صلَّى
الله عليه
وسلَّم، فقال
العاصي: إذا
أَماتَني اللهُ
ثُمَّ بعثَني
ولي مالٌ
وولَدٌ، أي: إنَّه
سيكونُ لي في
الجنَّةِ
مالٌ وولَدٌ،
فَأُعطِيك
حقَّ عملِكَ
حينئذٍ،
فأنزلَ الله سبحانه
وتعالى:
{أَفَرَأَيْتَ
الَّذِي كَفَرَ
بِآيَاتِنَا
وَقَالَ
لَأُوتَيَنَّ
مَالًا
وَوَلَدًا *
أَطَّلَعَ
الْغَيْبَ
أَمِ
اتَّخَذَ عِنْدَ
الرَّحْمَنِ
عَهْدًا}
[مريم: 77- 78]، أي:
هذا الَّذي
يَدَّعِي
أنَّه سيكونُ
له مالٌ وولدٌ
بعْدَ موتِه
على الكُفرِ
هل علِمَ الغيبَ
واطَّلعَ على
ما سيكونُ،
أمْ كان له
عهْدٌ عند
الله بذلك،
ثُمَّ
توعَّدَه
اللهُ بِالعذابِ
في باقي
الآياتِ.
(أَفَرَأَيْتَ
مَنِ
اتَّخَذَ
إِلَهَهُ
هَوَاهُ
وَأَضَلَّهُ
اللَّهُ
عَلَى عِلْمٍ
وَخَتَمَ
عَلَى سَمْعِهِ
وَقَلْبِهِ
وَجَعَلَ
عَلَى بَصَرِهِ
غِشَاوَةً
فَمَنْ
يَهْدِيهِ
مِنْ بَعْدِ
اللَّهِ
أَفَلَا
تَذَكَّرُونَ
) (الجاثية
23). الْمَعْنَى
أَفَرَأَيْت
مَنْ يَنْقَاد
لِهَوَاهُ
وَمَعْبُوده تَعْجِيبًا
لِذَوِي
الْعُقُول
مِنْ هَذَا الْجَهْل ..
وَقَالَ
الشَّعْبِيّ :
إِنَّمَا سُمِّيَ
الْهَوَى
هَوًى
لِأَنَّهُ
يَهْوِي بِصَاحِبِهِ
فِي النَّار .
(القرطبي)
(أَفَرَأَيْتَ
الَّذِي
تَوَلَّى ) (النجم 33). أَيْ مَا
أَعْجَب
هَذَا وأحمقه:
"أَفَرَأَيْت
الَّذِي
تَوَلَّى" عَنْ
الْإِيمَان
ارْتَدَّ
لَمَّا
عُيِّرَ بِهِ
وَقَالَ
إنِّي خَشِيت
عِقَاب
اللَّه فَضَمِنَ
لَهُ
الْمُعِير
لَهُ أَنْ
يَحْمِل عَنْهُ
عَذَاب
اللَّه إنْ رَجَعَ
إلَى شِرْكه
وَأَعْطَاهُ
مِنْ مَاله
كَذَا
فَرَجَعَ
(الجلالين).
(أَلَمْ
تَرَ إِلَى
الَّذِينَ
بَدَّلُوا نِعْمَةَ
اللَّهِ
كُفْرًا
وَأَحَلُّوا
قَوْمَهُمْ
دَارَ
الْبَوَارِ ) (إبراهيم 28). قَالَ
الْبُخَارِيّ
قَوْله "
أَلَمْ تَرَ
إِلَى
الَّذِينَ
بَدَّلُوا
نِعْمَة
اللَّه
كُفْرًا "
أَلَمْ تَعْلَم
كَقَوْلِهِ "
أَلَمْ تَرَ
كَيْف " " أَلَمْ
تَرَ إِلَى
الَّذِينَ
خَرَجُوا"
الْبَوَار
الْهَلَاك
بَارَ يَبُور
بَوْرًا " وَقَوْمًا
بُورًا "
هَالِكِينَ
حَدَّثَنَا
عَلِيّ بْن
عَبْد اللَّه
حَدَّثَنَا
سُفْيَان
عَنْ عَمْرو
عَنْ عَطَاء
سَمِعَ اِبْن
عَبَّاس "
أَلَمْ تَرَ
إِلَى
الَّذِينَ
بَدَّلُوا
نِعْمَةَ
اللَّه
كُفْرًا "
قَالَ هُمْ
كُفَّار
أَهْل مَكَّة
(تفسير ابن
كثير).
(أَوَلَمْ
يَرَ
الْإِنْسَانُ
أَنَّا خَلَقْنَاهُ
مِنْ
نُطْفَةٍ
فَإِذَا هُوَ
خَصِيمٌ
مُبِينٌ )
(يس 77). "أَوَ
لَمْ يَرَ
الْإِنْسَان" يَعْلَم
وَهُوَ
الْعَاصِي
بْن وَائِل "أَنَّا
خَلَقْنَاهُ
مِنْ نُطْفَة" مَنِيّ
إلَى أَنْ
صَيَّرْنَاهُ
شَدِيدًا قَوِيًّا
"فَإِذَا
هُوَ خَصِيم" شَدِيد
الْخُصُومَة
لَنَا
(الجلالين).
(وَإِنْ
يَرَوْا
كِسْفًا مِنَ
السَّمَاءِ
سَاقِطًا
يَقُولُوا
سَحَابٌ
مَرْكُومٌ ) (الطور 44). الرؤية
البصرية.
(وَإِنْ
يَرَوْا
آيَةً
يُعْرِضُوا
وَيَقُولُوا
سِحْرٌ
مُسْتَمِرٌّ ) (القمر 2). الرؤية
البصرية: فلقد
شاهدوا
انشقاق القمر
كما تؤكد الأحاديث
الصحيحة.
(أَلَمْ
تَرَ
أَنَّهُمْ
فِي كُلِّ
وَادٍ يَهِيمُونَ
)
(الشعراء 225). "أَلَمْ
تَرَ" تَعْلَم
(الجلالين).
(أَلَمْ
تَرَ إِلَى
الَّذِينَ
يُجَادِلُونَ
فِي آيَاتِ
اللَّهِ
أَنَّى
يُصْرَفُونَ ) (غافر 69). يَقُول
تَعَالَى
أَلَا
تَعْجَب يَا
مُحَمَّد
مِنْ
هَؤُلَاءِ
الْمُكَذِّبِينَ
بِآيَاتِ
اللَّه
وَيُجَادِلُونَ
فِي الْحَقّ
بِالْبَاطِلِ
كَيْفَ
تُصْرَف
عُقُولهمْ
عَنْ الْهُدَى
إِلَى
الضَّلَال
(ابن كثير).
(أَلَمْ
تَرَ إِلَى
الَّذِينَ
نُهُوا عَنِ النَّجْوَى
ثُمَّ
يَعُودُونَ
لِمَا نُهُوا عَنْهُ
وَيَتَنَاجَوْنَ
بِالْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَةِ
الرَّسُولِ
وَإِذَا
جَاءُوكَ حَيَّوْكَ
بِمَا لَمْ
يُحَيِّكَ
بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ
فِي
أَنْفُسِهِمْ
لَوْلَا يُعَذِّبُنَا
اللَّهُ
بِمَا
نَقُولُ
حَسْبُهُمْ
جَهَنَّمُ
يَصْلَوْنَهَا
فَبِئْسَ الْمَصِيرُ
)
(المجادلة 8). "أَلَمْ
تَرَ" تَنْظُر
"إلَى
الَّذِينَ
نُهُوا عَنْ
النَّجْوَى
ثُمَّ
يَعُودُونَ
لِمَا نُهُوا
عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ
بِالْإِثْمِ
وَالْعُدْوَان
وَمَعْصِيَة
الرَّسُول" هُمْ
الْيَهُود
نَهَاهُمْ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
عَمَّا كَانُوا
يَفْعَلُونَ
مِنْ
تَنَاجِيهمْ
أَيْ تَحَدُّثهمْ
سِرًّا
نَاظِرِينَ
إلَى
الْمُؤْمِنِينَ
لِيُوقِعُوا
فِي
قُلُوبهمْ
الرِّيبَة "وَإِذَا
جَاءُوك" أَيّهَا
النَّبِيّ "حَيَّوْك
بِمَا لَمْ
يُحَيِّك
بِهِ اللَّه" وَهُوَ
قَوْلهمْ :
السَّام
عَلَيْك أَيْ
الْمَوْت "وَيَقُولُونَ
فِي أَنْفُسهمْ
لَوْلَا" هَلَّا
"يُعَذِّبنَا
اللَّه بِمَا
نَقُول" أَيْ
بِمَا نَقُول
مِنْ
التَّحِيَّة
وَأَنَّهُ
لَيْسَ
بِنَبِيٍّ
إنْ كَانَ
نَبِيًّا "حَسْبهمْ
جَهَنَّم
يَصْلَوْنَهَا
فَبِئْسَ
الْمَصِير" هِيَ
(الجلالين).
(أَلَمْ
تَرَ إِلَى
الَّذِينَ
تَوَلَّوْا
قَوْمًا غَضِبَ
اللَّهُ
عَلَيْهِمْ
مَا هُمْ
مِنْكُمْ
وَلَا
مِنْهُمْ
وَيَحْلِفُونَ
عَلَى
الْكَذِبِ
وَهُمْ
يَعْلَمُونَ ) (المجادلة 14). "أَلَمْ
تَرَ" تَنْظُر
"إلَى
الَّذِينَ
تَوَلَّوْا" هُمْ
الْمُنَافِقُونَ
"قَوْمًا" هُمْ
الْيَهُود "غَضِبَ
اللَّه
عَلَيْهِمْ
مَا هُمْ" أَيْ
الْمُنَافِقُونَ
"مِنْكُمْ" مِنْ
الْمُؤْمِنِينَ
"وَلَا
مِنْهُمْ" مِنْ
الْيَهُود
بَلْ هُمْ
مُذَبْذَبُونَ
"وَيَحْلِفُونَ
عَلَى
الْكَذِب" أَيْ
قَوْلهمْ
إنَّهُمْ
مُؤْمِنُونَ "وَهُمْ
يَعْلَمُونَ" أَنَّهُمْ
كَاذِبُونَ
فِيهِ (الجلالين).
(وَإِذَا
مَا
أُنْزِلَتْ
سُورَةٌ
نَظَرَ بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ
هَلْ
يَرَاكُمْ
مِنْ أَحَدٍ
ثُمَّ
انْصَرَفُوا
صَرَفَ
اللَّهُ
قُلُوبَهُمْ
بِأَنَّهُمْ
قَوْمٌ لَا
يَفْقَهُونَ) (التوبة 127). هَذَا
أَيْضًا
إِخْبَار
عَنْ الْمُنَافِقِينَ
أَنَّهُمْ
إِذَا
أُنْزِلَتْ
سُورَة عَلَى
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
نَظَرَ
بَعْضهمْ
إِلَى بَعْض "
أَيْ
تَلَفَّتُوا "
هَلْ
يَرَاكُمْ
مِنْ أَحَد
ثُمَّ
اِنْصَرَفُوا
" أَيْ
تَوَلَّوْا
عَنْ الْحَقّ
وَانْصَرَفُوا
عَنْهُ
وَهَذَا
حَالهمْ فِي الدُّنْيَا
لَا
يَثْبُتُونَ عِنْد
الْحَقّ
وَلَا
يَقْبَلُونَهُ
وَلَا
يَفْهَمُونَهُ
(ابن كثير).
(أَلَمْ
تَرَ إِلَى
الَّذِينَ
نَافَقُوا يَقُولُونَ
لِإِخْوَانِهِمُ
الَّذِينَ
كَفَرُوا
مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ
لَنَخْرُجَنَّ
مَعَكُمْ
وَلَا نُطِيعُ
فِيكُمْ
أَحَدًا
أَبَدًا
وَإِنْ
قُوتِلْتُمْ
لَنَنْصُرَنَّكُمْ
وَاللَّهُ
يَشْهَدُ
إِنَّهُمْ
لَكَاذِبُونَ
) (الحشر 11).
تَعَجُّب
مِنْ
اِغْتِرَار
الْيَهُود
بِمَا
وَعَدَهُمْ
الْمُنَافِقُونَ
مِنْ
النَّصْر
مَعَ
عِلْمهمْ
بِأَنَّهُمْ
لَا يَعْتَقِدُونَ
دِينًا وَلَا
كِتَابًا
(القرطبي).
(فَتَرَى
الَّذِينَ
فِي
قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ
يُسَارِعُونَ
فِيهِمْ
يَقُولُونَ
نَخْشَى أَنْ
تُصِيبَنَا
دَائِرَةٌ
فَعَسَى اللَّهُ
أَنْ
يَأْتِيَ
بِالْفَتْحِ
أَوْ أَمْرٍ
مِنْ
عِنْدِهِ
فَيُصْبِحُوا
عَلَى مَا أَسَرُّوا
فِي أَنْفُسِهِمْ
نَادِمِينَ ) (المائدة 52). يَنْهَى
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى
عِبَاده
الْمُؤْمِنِينَ
عَنْ
مُوَالَاة
الْيَهُود
وَالنَّصَارَى
الَّذِينَ
هُمْ
أَعْدَاء
الْإِسْلَام
وَأَهْله... "فَتَرَى
الَّذِينَ
فِي
قُلُوبهمْ
مَرَض" أَيْ
شَكّ وَرَيْب
وَنِفَاق
يُسَارِعُونَ
فِيهِمْ أَيْ
يُبَادِرُونَ
إِلَى مُوَالَاتهمْ
وَمَوَدَّتهمْ
فِي
الْبَاطِن
وَالظَّاهِر
(ابن كثير).
(قَالَ
إِنَّمَا
الْعِلْمُ
عِنْدَ
اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ
مَا
أُرْسِلْتُ
بِهِ وَلَكِنِّي
أَرَاكُمْ
قَوْمًا
تَجْهَلُونَ ) (الأحقاف 23).
(أَلَمْ
تَرَ كَيْفَ
فَعَلَ
رَبُّكَ
بِعَادٍ )
(الفجر 6). أَلَمْ
تَعْلَم يَا
مُحَمَّد" كَيْف
فَعَلَ رَبّك
بِعَادٍ " (الجلالين).
وَهُمْ
الَّذِينَ
بَعَثَ
اللَّه فِيهِمْ
رَسُوله
هُودًا
فَكَذَّبُوهُ
وَخَالَفُوهُ
فَأَنْجَاهُ
اللَّه مِنْ
بَيْن أَظْهُرهمْ
وَمَنْ آمَنَ
مَعَهُ
مِنْهُمْ وَأَهْلَكَهُمْ
" بِرِيحٍ
صَرْصَر
عَاتِيَة سَخَّرَهَا
عَلَيْهِمْ
سَبْع
لَيَالٍ
وَثَمَانِيَة
أَيَّام
حُسُومًا
فَتَرَى
الْقَوْم فِيهَا
صَرْعَى
كَأَنَّهُمْ
أَعْجَاز
نَخْل خَاوِيَة
فَهَلْ تَرَى
لَهُمْ مِنْ
بَاقِيَة "
(ابن كثير).
(أَلَمْ
تَرَ كَيْفَ
فَعَلَ رَبُّكَ
بِأَصْحَابِ
الْفِيلِ ) (الفيل 1). " أَلَمْ
تَرَ " اِسْتِفْهَام
تَعَجُّب ،
أَيْ
اِعْجَبْ " كَيْف
فَعَلَ رَبّك
بِأَصْحَابِ
الْفِيل " (الجلالين).
(سَخَّرَهَا
عَلَيْهِمْ
سَبْعَ
لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ
أَيَّامٍ
حُسُومًا
فَتَرَى الْقَوْمَ
فِيهَا
صَرْعَى
كَأَنَّهُمْ
أَعْجَازُ
نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
* فَهَلْ
تَرَى لَهُمْ
مِنْ
بَاقِيَةٍ ) (الحاقة 8-7). "فَتَرَى
الْقَوْم
فِيهَا
صَرْعَى" مَطْرُوحِينَ
هَالِكِينَ "كَأَنَّهُمْ
أَعْجَاز" أُصُول
"نَخْل
خَاوِيَة" سَاقِطَة
فَارِغَة
(الجلالين). "فَهَلْ
تَرَى لَهُمْ
مِنْ
بَاقِيَةٍ" أَيْ هَلْ
تُحِسّ
مِنْهُمْ
(عَاد) مِنْ
أَحَد مِنْ
بَقَايَاهُمْ
أَوْ مِمَّنْ
يَنْتَسِب
إِلَيْهِمْ
بَلْ بَادُوا
عَنْ آخِرهمْ
وَلَمْ يَجْعَل
اللَّه
لَهُمْ
خَلَفًا (ابن
كثير). أَيْ
هَلْ تَجِد
لَهُمْ
أَحَدًا
بَاقِيًا (القرطبي).
(أَلَمْ
تَرَوْا
أَنَّ
اللَّهَ
سَخَّرَ
لَكُمْ مَا
فِي
السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي
الْأَرْضِ
وَأَسْبَغَ
عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ
ظَاهِرَةً
وَبَاطِنَةً
وَمِنَ النَّاسِ
مَنْ
يُجَادِلُ
فِي اللَّهِ
بِغَيْرِ
عِلْمٍ وَلَا
هُدًى وَلَا
كِتَابٍ
مُنِيرٍ )
(لقمان 20). "أَلَمْ
تَرَوْا" تَعْلَمُوا
يَا مُخَاطَبِينَ
"أَنَّ
اللَّه
سَخَّرَ
لَكُمْ مَا
فِي السَّمَاوَات" مِنْ
الشَّمْس
وَالْقَمَر
وَالنُّجُوم
لِتَنْتَفِعُوا
بِهَا
(الجلالين).
(فَقَالَ
الْمَلَأُ
الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ
قَوْمِهِ مَا
نَرَاكَ
إِلَّا
بَشَرًا مِثْلَنَا
وَمَا
نَرَاكَ
اتَّبَعَكَ
إِلَّا
الَّذِينَ
هُمْ
أَرَاذِلُنَا
بَادِيَ
الرَّأْيِ
وَمَا نَرَى
لَكُمْ
عَلَيْنَا
مِنْ فَضْلٍ
بَلْ
نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
) (هود 27). هَذَا
اِعْتِرَاض
الْكَافِرِينَ
عَلَى نُوح
عَلَيْهِ
السَّلَام
وَأَتْبَاعه
وَهُوَ
دَلِيل عَلَى
جَهْلهمْ
وَقِلَّة
عِلْمهمْ وَعَقْلهمْ
فَإِنَّهُ
لَيْسَ بِعَارٍ
عَلَى
الْحَقّ
رَذَالَة
مَنْ اِتَّبَعَهُ
فَإِنَّ
الْحَقّ فِي
نَفْسه
صَحِيح سَوَاء
اِتَّبَعَهُ
الْأَشْرَاف
أَوْ الْأَرَاذِل
بَلْ الْحَقّ
الَّذِي لَا
شَكَّ فِيهِ
أَنَّ
أَتْبَاعَ
الْحَقّ هُمْ
الْأَشْرَاف
وَلَوْ
كَانُوا
فُقَرَاء
وَاَلَّذِينَ
يَأْبَوْنَهُ
هُمْ
الْأَرَاذِل
وَلَوْ
كَانُوا
أَغْنِيَاء
ثُمَّ
الْوَاقِع
غَالِبًا
أَنَّ مَا يَتَّبِع
الْحَقّ
ضُعَفَاء
النَّاس .
وَالْغَالِب
عَلَى
الْأَشْرَاف
وَالْكُبَرَاء
مُخَالَفَته
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
وَكَذَلِكَ
مَا
أَرْسَلْنَا
مِنْ قَبْلك
فِي قَرْيَة
مِنْ نَذِير إِلَّا
قَالَ
مُتْرَفُوهَا
إِنَّا
وَجَدْنَا
آبَاءَنَا
عَلَى أُمَّة
وَإِنَّا
عَلَى
آثَارهمْ
مُقْتَدُونَ"
(تفسير ابن
كثير).
الْمُنَافِقون
الَّذِينَ
هُمْ
يُرَاءُونَ
الْمُنَافِقون
صفتهم
"الرِّياءُ":
تَرْكُ
الإخلاصِ في
الأقوالِ
والأعمالِ؛
بأنْ يقولَ
قولًا أو يعمَل
عملًا لا
يُريدُ به
وجهَ اللهِ
عزَّ وجلَّ. وقيل:
إنَّ
السُّمْعَةَ
والرِّياءَ متشابِهانِ،
والفَرْقُ
بينهما أنَّ
السُّمْعَة
تَتعلَّقُ
بحاسَّةِ
السَّمْعِ،
والرِّياءُ
يتعلَّقُ
بحاسَّةِ
البَصَرِ.
(يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ
آمَنُوا لَا
تُبْطِلُوا
صَدَقَاتِكُمْ
بِالْمَنِّ
وَالْأَذَى
كَالَّذِي
يُنْفِقُ
مَالَهُ
رِئَاءَ
النَّاسِ
وَلَا
يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ
فَمَثَلُهُ
كَمَثَلِ
صَفْوَانٍ
عَلَيْهِ
تُرَابٌ
فَأَصَابَهُ
وَابِلٌ
فَتَرَكَهُ
صَلْدًا لَا
يَقْدِرُونَ
عَلَى شَيْءٍ
مِمَّا
كَسَبُوا
وَاللَّهُ
لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ)
(البقرة 264).
أَيْ لَا
تُبْطِلُوا
صَدَقَاتكُمْ
بِالْمَنِّ
وَالْأَذَى
كَمَا
تَبْطُل صَدَقَة
مَنْ رَاءَى
بِهَا
النَّاس
فَأَظْهَرَ
لَهُمْ
أَنَّهُ
يُرِيد وَجْه
اللَّه وَإِنَّمَا
قَصْد مَدْح
النَّاس لَهُ
أَوْ شُهْرَته
بِالصِّفَاتِ
الْجَمِيلَة
لِيُشْكَر بَيْن
النَّاس أَوْ
يُقَال
إِنَّهُ
كَرِيم وَنَحْو
ذَلِكَ مِنْ
الْمَقَاصِد
الدُّنْيَوِيَّة
مَعَ قَطْع
نَظَره عَنْ
مُعَامَلَة
اللَّه
تَعَالَى
اِبْتِغَاء
مَرْضَاته وَجَزِيل
ثَوَابه
وَلِهَذَا
قَالَ " وَلَا
يُؤْمِن
بِاَللَّهِ
وَالْيَوْم
الْآخِر " .
(إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ
يُخَادِعُونَ
اللَّهَ
وَهُوَ
خَادِعُهُمْ
وَإِذَا
قَامُوا إِلَى
الصَّلَاةِ
قَامُوا
كُسَالَى
يُرَاءُونَ
النَّاسَ
وَلَا
يَذْكُرُونَ
اللَّهَ
إِلَّا
قَلِيلًا)
(النساء 142).
قَدْ
تَقَدَّمَ
فِي أَوَّل
سُورَة
الْبَقَرَة
قَوْله تَعَالَى
"
يُخَادِعُونَ
اللَّه
وَاَلَّذِينَ
آمَنُوا "
وَقَالَ
هَهُنَا
إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ
يُخَادِعُونَ
اللَّه
وَهُوَ
خَادِعهمْ وَلَا
شَكَّ أَنَّ
اللَّه لَا
يُخَادِع فَإِنَّهُ
الْعَالِم
بِالسَّرَائِرِ
وَالضَّمَائِر
وَلَكِنَّ
الْمُنَافِقِينَ
لِجَهْلِهِمْ
وَقِلَّة
عِلْمهمْ
وَعَقْلهمْ
يَعْتَقِدُونَ
أَنَّ
أَمْرهمْ
كَمَا رَاجَ
عِنْد النَّاس
وَجَرَتْ
عَلَيْهِمْ
أَحْكَام
الشَّرِيعَة
ظَاهِرًا
فَكَذَلِكَ
يَكُون
حُكْمهمْ
عِنْد اللَّه
يَوْم
الْقِيَامَة
وَأَنَّ أَمْرهمْ
يَرُوج
عِنْده كَمَا
أَخْبَرَ
تَعَالَى
عَنْهُمْ أَنَّهُمْ
يَوْم
الْقِيَامَة
يَحْلِفُونَ
لَهُ
أَنَّهُمْ
كَانُوا
عَلَى
الِاسْتِقَامَة
وَالسَّدَاد
وَيَعْتَقِدُونَ
أَنَّ ذَلِكَ
نَافِع
لَهُمْ
عِنْده كَمَا
قَالَ تَعَالَى
" يَوْم
يَبْعَثهُمْ
اللَّه
جَمِيعًا
فَيَحْلِفُونَ
لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ
لَكُمْ "
الْآيَة وَقَوْله
" وَهُوَ
خَادِعهمْ "
أَيْ هُوَ الَّذِي
يَسْتَدْرِجهُمْ
فِي
طُغْيَانهمْ
وَضَلَالهمْ
وَيَخْذُلهُمْ
عَنْ الْحَقّ
وَالْوُصُول
إِلَيْهِ فِي
الدُّنْيَا
وَكَذَلِكَ
يَوْم
الْقِيَامَة
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
يَوْم يَقُول
الْمُنَافِقُونَ
وَالْمُنَافِقَات
لِلَّذِينَ
آمَنُوا
اُنْظُرُونَا
نَقْتَبِس مِنْ
نُوركُمْ -
إِلَى قَوْله
- وَبِئْسَ
الْمَصِير "
وَقَدْ
وَرَدَ فِي
الْحَدِيث
(من
سمَّع سمَّعَ
اللهُ بهِ،
ومن يُرائي
يُرائي اللهُ
بهِ) ([5]).
(مَن
يُسَمِّعْ
يسمعِ اللهُ
به . ومَن
يرائِي يرائِي
اللهُ به) ([6]).
شرح
الحديث:
الجَزَاءُ
مِن جِنْس
العَمَلِ،
وقد أُمِرْنَا
بإخلاصِ
الأعمالِ
للهِ
والبُعْدِ
بها عَن
الرِّياءِ
والسُّمْعَةِ،
وفي هذا الحَديثِ
يقولُ
النَّبِيُّ
صلَّى الله
عليه وسلَّم:
"مَن
يُسَمِّع"،
أي: مَن أعلَن
عيوبَ
النَّاسِ
وفضَحَهم ولم
يَستُر عليهم
بما أمرَه
الله عَزَّ
وجلَّ،
"يُسَمِّع
الله به"، أي:
يفضَحُه اللهُ
عزَّ وجلَّ،
ويكشفُ
سِتْرَه في
الدُّنيا
ويومَ
القيامَةِ
أمامَ
الخَلائِق،
ويُظهِر ما
كان يُخفِيه
عنهم،
و"السُّمْعَةُ":
طلَبُ شهرةِ
أمرٍ ما بين
النَّاسِ، سواءٌ
إظهارُ عمَلٍ
صالحٍ لنفسه،
فيطلُب مدْحَ
النَّاسِ، أو
بكشْفِ
سِتْرِ غيرِه
فيَطْلُب
ذمَّ النَّاسِ
لمن كشَف عنه
سِتْرَه.
"ومَن
يُرَائِي"، أي:
ومَن طلَب
بعمَلِه غيرَ
الإخلاصِ،
وليتَحدَّثَ
النَّاسُ به
طلبًا
للثَّنَاءِ
والمدحِ،
"يُرَائي
اللهُ به"، و"الرِّياءُ":
تَرْكُ
الإخلاصِ في
الأقوالِ
والأعمالِ؛
بأنْ يقولَ قولًا
أو يعمَل
عملًا لا
يُريدُ به
وجهَ اللهِ عزَّ
وجلَّ،
والمعنى: أنَّ
اللهَ عزَّ
وجلَّ يَجعَل
ثَوابَ
المرائِي
وعَملَه
للنَّاسِ ولا
يُجازيه عليه.
وقيل:
إنَّ
السُّمْعَةَ
والرِّياءَ
متشابِهانِ،
والفَرْقُ
بينهما أنَّ السُّمْعَة
تَتعلَّقُ
بحاسَّةِ السَّمْعِ،
والرِّياءُ
يتعلَّقُ
بحاسَّةِ
البَصَرِ.
وهذا
الجزاءُ
المذكورُ هنا
لِمَن سَمَّع
أو رَاءَى مِن
جِنْس
عَملِه، حيثُ
يُظهِرُ اللهُ
سَرِيرَته
وفَسادَ
نيِّتَه
أمامَ النَّاسِ
في الدُّنيا
أو في
الآخِرَة،
وربما يكونُ
المرادُ أنَّ
اللهَ يُشَهِّر
عملَه في
الدُّنيا
ويُعرِّفه
للنَّاس ثُم
يُؤاخِذُه
عليه في
الآخِرة، كما
قال تعالى:
{مَنْ كَانَ
يُرِيدُ
حَرْثَ الْآخِرَةِ
نَزِدْ لَهُ
فِي حَرْثِهِ
وَمَنْ كَانَ
يُرِيدُ
حَرْثَ
الدُّنْيَا
نُؤْتِهِ
مِنْهَا
وَمَا لَهُ
فِي الْآخِرَةِ
مِنْ نَصِيبٍ}
[الشورى: 20]. وفي
الحَديث:
التَّحذِيرُ
مِن طلَبِ
الرِّياءِ
والسُّمْعَةِ
في الأعمالِ،
مع التوجِيهِ
إلى إخْلاصِ
النِّيَّةِ
لله وحْدَه.
وَقَوْله
" وَإِذَا
قَامُوا
إِلَى
الصَّلَاة
قَامُوا
كُسَالَى "
الْآيَة
هَذِهِ صِفَة
الْمُنَافِقِينَ
فِي أَشْرَف
الْأَعْمَال
وَأَفْضَلهَا
وَخَيْرهَا
وَهِيَ
الصَّلَاة
إِذَا
قَامُوا
إِلَيْهَا
قَامُوا
وَهُمْ
كُسَالَى
عَنْهَا
لِأَنَّهُمْ
لَا نِيَّة
لَهُمْ
فِيهَا وَلَا
إِيمَان
لَهُمْ بِهَا
وَلَا
خَشْيَة
وَلَا
يَعْقِلُونَ
مَعْنَاهَا ...
قَامُوا
كُسَالَى
هَذِهِ صِفَة ظَوَاهِرهمْ
كَمَا قَالَ
وَلَا
يَأْتُونَ
الصَّلَاة
إِلَّا
وَهُمْ
كُسَالَى
ثُمَّ ذَكَرَ
تَعَالَى صِفَة
بَوَاطِنهمْ
الْفَاسِدَة
فَقَالَ يُرَاءُونَ
النَّاس أَيْ
لَا إِخْلَاص
لَهُمْ وَلَا
مُعَامَلَة
مَعَ اللَّه
بَلْ إِنَّمَا
يَشْهَدُونَ
النَّاس
تَقِيَّة
لَهُمْ وَمُصَانَعَة.
وَلِهَذَا
يَتَخَلَّفُونَ
كَثِيرًا
عَنْ الصَّلَاة
الَّتِي لَا
يُرَوْنَ
فِيهَا غَالِبًا
كَصَلَاةِ
الْعِشَاء
وَقْت
الْعَتَمَة
وَصَلَاة
الصُّبْح فِي
وَقْت
الْغَلَس كَمَا
ثَبَتَ فِي
الصَّحِيحَيْنِ
أَنَّ رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَالَ "
أَثْقَل
الصَّلَاة
عَلَى
الْمُنَافِقِينَ
صَلَاة
الْعِشَاء
وَصَلَاة
الْفَجْر
وَلَوْ يَعْلَمُونَ
مَا فِيهِمَا
لَأَتَوْهُمَا
وَلَوْ
حَبْوًا
وَلَقَدْ
هَمَمْت أَنْ
آمُر بِالصَّلَاةِ
فَتُقَام
ثُمَّ آمُر
رَجُلًا فَيُصَلِّي
بِالنَّاسِ
ثُمَّ
أَنْطَلِق مَعِي
بِرِجَالٍ
وَمَعَهُمْ
حُزَم مِنْ
حَطَب إِلَى
قَوْم لَا
يَشْهَدُونَ
الصَّلَاة
فَأُحَرِّق
عَلَيْهِمْ
بُيُوتهمْ
بِالنَّارِ "
وَفِي رِوَايَة
" وَاَلَّذِي
نَفْسِي
بِيَدِهِ
لَوْ عَلِمَ
أَحَدهمْ
أَنَّهُ
يَجِد
عَرْقًا سَمِينًا
أَوْ
مِرْمَاتَيْنِ
حَسَنَتَيْنِ
لَشَهِدَ
الصَّلَاة
وَلَوْلَا مَا
فِي
الْبُيُوت
مِنْ النِّسَاء
وَالذُّرِّيَّة
لَحَرَّقْت
عَلَيْهِمْ
بُيُوتهمْ
بِالنَّارِ " .
(وَلَوْ
نَشَاءُ
لَأَرَيْنَاكَهُمْ
فَلَعَرَفْتَهُمْ
بِسِيمَاهُمْ
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ
فِي لَحْنِ
الْقَوْلِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ
أَعْمَالَكُمْ)
(محمد 30). يَقُول
عَزَّ وَجَلَّ
وَلَوْ
نَشَاء يَا مُحَمَّد
لَأَرَيْنَاك
أَشْخَاصهمْ
فَعَرَفْتهمْ
عِيَانًا
وَلَكِنْ
لَمْ يَفْعَل تَعَالَى
ذَلِكَ فِي
جَمِيع
الْمُنَافِقِينَ
سَتْرًا
مِنْهُ عَلَى
خَلْقه
وَحَمْلًا
لِلْأُمُورِ
عَلَى ظَاهِر
السَّلَامَة
وَرَدًّا
لِلسَّرَائِرِ
إِلَى عَالِمهَا
"
وَلَتَعْرِفَنَّهُم
فِي لَحْن
الْقَوْل " أَيْ
فِيمَا
يَبْدُو مِنْ
كَلَامهمْ
الدَّالّ
عَلَى
مَقَاصِدهمْ
يُفْهَم
الْمُتَكَلِّمُ
مِنْ أَيّ
الْحِزْبَيْنِ
هُوَ بِمَعَانِي
كَلَامه
وَفَحْوَاهُ
وَهُوَ
الْمُرَاد
مِنْ لَحْن
الْقَوْل
(الَّذِينَ
هُمْ
يُرَاءُونَ)
(الماعون 6). وَقَالَ
الْإِمَام
أَحْمَد
حَدَّثَنَا
أَبُو
نُعَيْم
حَدَّثَنَا
الْأَعْمَش
عَنْ عَمْرو
بْن مُرَّة
قَالَ كُنَّا
جُلُوسًا عِنْد
أَبِي
عُبَيْدَة
فَذَكَرُوا
الرِّيَاء
فَقَالَ
رَجُل
يُكَنَّى
بِأَبِي
يَزِيد سَمِعْت
عَبْد اللَّه
بْن عَمْرو
يَقُول قَالَ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
مَنْ سَمَّعَ
النَّاس
بِعَمَلِهِ
سَمَّعَ
اللَّه بِهِ
سَامِع
خَلْقه
وَصَغَّرَهُ وَحَقَّرَهُ
" ([7]).
(كنتُ
جالسًا مع
عبدِ اللهِ
بنِ عمرٍو
وعبدِ اللهِ
بنِ عمرَ فقال
عبدُ اللهِ
بنُ عمرَ إنَّ
الشَّيطان
يجري مِنِ
ابنِ آدَمَ
مَجرى
الدَّمِ والرُّوحِ
فبكى عبدُ
اللهِ بنُ
عمرٍو وقال سمِعْتُ
رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم يقولُ
مَن سمَّعَ
النَّاسَ
بعَمَلِه
سمَّع اللهُ
به سامِعَ
خَلْقِه
وصَغَّره
وحَقَّره) ([8]).
وَمِمَّا
يَتَعَلَّق به
، أَنَّ مَنْ
عَمِلَ
عَمَلًا لِلَّهِ
فَاطَّلَعَ
عَلَيْهِ
النَّاس
فَأَعْجَبَهُ
ذَلِكَ أَنَّ
هَذَا لَا يُعَدّ
رِيَاء ؛
وَالدَّلِيل
( أنَّ رجلًا
قال يا رسولَ اللهِ
الرجلُ يعملُ العملَ
يسرُّه فإذا اطُّلِع
عليه أعجبَه فقال
النبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ
لكَ أجرانِ أجرُ
السرِّ وأجرُ العلانيةِ)
([9]).
( قال رجلٌ
يا رسولَ اللهِ
الرجلُ يعمل العملَ
فيسرُّه فإذا اطَّلع
عليه أعجبه قال
: قال رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ له أجران
أجرُ السرِّ وأجرُ
العلانيةِ) ([10]).
(وَالَّذِينَ
يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ
رِئَاءَ النَّاسِ
وَلَا
يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ
وَلَا
بِالْيَوْمِ
الْآخِرِ
وَمَنْ
يَكُنِ
الشَّيْطَانُ
لَهُ قَرِينًا
فَسَاءَ
قَرِينًا)
(النساء 38).
ذَكَرَ
الْبَاذِلِينَ
الْمُرَائِينَ
الَّذِي
يَقْصِدُونَ
بِإِعْطَائِهِمْ
السُّمْعَة
وَأَنْ
يُمْدَحُوا
بِالْكَرَمِ
وَلَا يُرِيدُونَ
بِذَلِكَ
وَجْه اللَّه وَفِي
الحَدِيث :
(إنَّ اللهَ
تبارك وتعالى
إذا كان يومُ
القيامةِ ،
ينزلُ إلى
العبادِ،
ليقضيَ
بينهم، وكلُّ
أمةٍ جاثيةٌ،
فأولُ من
يُدعى به رجلٌ
جمع القرآنَ،
ورجلٌ قُتِلَ
في سبيلِ
اللهِ، ورجلٌ
كثيرُ المالِ
. . . ويؤتى بالذي
قُتِل في
سبيلِ اللهِ ،
فيقولُ اللهُ له:
في ماذا
قُتلتَ ؟
فيقولُ : أيْ
ربِّ ! أُمرتُ
بالجهادِ في
سبيلِك ،
فقاتلتُ حتى
قُتلتُ ،
فيقولُ اللهُ
له: كذبتَ،
وتقولُ له
الملائكةُ :
كذبتَ ،
ويقولُ اللهُ
له : بل أردتَ
أن يُقالَ :
فلان جريءٌ ،
فقد قيل ذلك .
ثم ضرب رسولُ
اللهِ على
رُكبتي فقال :
يا أبا هريرةَ
أولئك
الثلاثةُ
أولُ خلقِ
اللهِ
تُسَعَّرُ
بهم النارُ
يومَ القيامةِ
.) ([11]). وَلِهَذَا
قَالَ
تَعَالَى "
وَلَا
يُؤْمِنُونَ
بِاَللَّهِ
وَلَا
بِالْيَوْمِ
الْآخِر "
الْآيَة أَيْ
إِنَّمَا
حَمَلَهُمْ
صَنِيعهمْ
هَذَا
الْقَبِيح
وَعَدُوّ
لَهُمْ عَنْ
فِعْل الطَّاعَة
عَلَى
وَجْههَا
الشَّيْطَان
فَإِنَّهُ
سَوَّلَ
لَهُمْ
وَأَمْلَى لَهُمْ
وَقَارَنَهُمْ
فَحَسَّنَ
لَهُمْ الْقَبَائِح
وَلِهَذَا
قَالَ
تَعَالَى "
وَمَنْ
يَكُنْ
الشَّيْطَان
لَهُ
قَرِينًا
فَسَاءَ
قَرِينًا.
(وَلَا
تَكُونُوا
كَالَّذِينَ
خَرَجُوا
مِنْ
دِيَارِهِمْ بَطَرًا
وَرِئَاءَ
النَّاسِ وَيَصُدُّونَ
عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ
وَاللَّهُ
بِمَا
يَعْمَلُونَ
مُحِيطٌ)
(الأنفال 47). يَقُول
تَعَالَى
بَعْد أَمْره
الْمُؤْمِنِينَ
بِالْإِخْلَاصِ
فِي الْقِتَال
فِي سَبِيله
وَكَثْرَة
ذِكْرِهِ
نَاهِيًا لَهُمْ
عَنْ
التَّشَبُّه
بِالْمُشْرِكِينَ
فِي
خُرُوجهمْ
مِنْ
دِيَارهمْ
بَطَرًا أَيْ
دَفْعًا
لِلْحَقِّ "
وَرِئَاء
النَّاس "
وَهُوَ
الْمُفَاخَرَة
وَالتَّكَبُّر
عَلَيْهِمْ
كَمَا قَالَ
أَبُو جَهْل
لَمَّا قِيلَ
لَهُ إِنَّ
الْعِير قَدْ
نَجَا
فَارْجِعُوا
فَقَالَ لَا
وَاَللَّه
لَا نَرْجِع
حَتَّى
نَرُدَّ مَاء
بَدْر
وَنَنْحَر
الْجُزُر
وَنَشْرَب
الْخَمْر
وَتَعْزِف
عَلَيْنَا
الْقِيَان
وَتَتَحَدَّث
الْعَرَب
بِمَكَانِنَا
فِيهَا
يَوْمَنَا
أَبَدًا
فَانْعَكَسَ
ذَلِكَ
عَلَيْهِ
أَجْمَعَ
لِأَنَّهُمْ
لَمَّا
وَرَدُوا
مَاء بَدْر وَرَدُوا
بِهِ
الْحِمَام
وَرُكِمُوا
فِي أَطْوَاء
بَدْر مُهَانِينَ
أَذِلَّاء
صَغَرَة
أَشْقِيَاء
فِي عَذَاب
سَرْمَدِيّ
أَبَدِيّ
وَلِهَذَا
قَالَ "
وَاَللَّه
بِمَا
يَعْمَلُونَ
مُحِيط " أَيْ
عَالِم بِمَا
جَاءُوا بِهِ
وَلَهُ وَلِهَذَا
جَازَاهُمْ
عَلَيْهِ
شَرّ الْجَزَاء
لَهُمْ .
قَالَ اِبْن
عَبَّاس
وَمُجَاهِد
وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك
وَالسُّدِّيّ
فِي قَوْله
تَعَالَى "
وَلَا
تَكُونُوا
كَاَلَّذِينَ
خَرَجُوا
مِنْ
دِيَارهمْ
بَطَرًا
وَرِئَاء النَّاس
" قَالُوا
هُمْ
الْمُشْرِكُونَ
الَّذِينَ
قَاتَلُوا
رَسُول
اللَّه
صَلِّي اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
يَوْم بَدْر .
وَقَالَ
مُحَمَّد بْن
كَعْب لَمَّا
خَرَجَتْ
قُرَيْش مِنْ
مَكَّة إِلَى
بَدْر
خَرَجُوا
بِالْقِيَانِ
وَالدُّفُوف
فَأَنْزَلَ
اللَّه "
وَلَا تَكُونُوا
كَاَلَّذِينَ
خَرَجُوا
مِنْ
دِيَارهمْ
بَطَرًا
وَرِئَاء
النَّاس
وَيَصُدُّونَ
عَنْ سَبِيل
اللَّه
وَاَللَّه
بِمَا
يَعْمَلُونَ
مُحِيط " .
وَإِنَّا
عَلَى أَنْ
نُرِيَكَ مَا
نَعِدُهُمْ
لَقَادِرُونَ
وَإِنَّا
عَلَى أَنْ
نُرِيَكَ (يا
محمد) مَا نَعِدُهُمْ
(أي ما نعد
الكفار من
العذاب في الدنيا)
لَقَادِرُونَ. أَيْ
لَوْ شِئْنَا
لَأَرَيْنَاك
مَا نَزَلَ
بِهِمْ مِنْ
النِّقَم
وَالْبَلَاء
وَالْمِحَن. سَتَرَوْنَ
عَاقِبَة
مَنْ خَالَفَ
أَمْرِي
وَخَرَجَ
عَنْ
طَاعَتِي
كَيْف يَصِير
إِلَى
الْهَلَاك
وَالدَّمَار
وَالتَّبَاب. "سَأُرِيكُمْ
آيَاتِي" أَيْ
نِقَمِي
وَحُكْمِي
وَاقْتِدَارِي
عَلَى مَنْ
عَصَانِي .
(وَكَتَبْنَا
لَهُ فِي
الْأَلْوَاحِ
مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ مَوْعِظَةً
وَتَفْصِيلًا
لِكُلِّ
شَيْءٍ فَخُذْهَا
بِقُوَّةٍ
وَأْمُرْ
قَوْمَكَ يَأْخُذُوا
بِأَحْسَنِهَا
سَأُرِيكُمْ
دَارَ
الْفَاسِقِينَ)
(الأعراف 145).
وَقَوْله " سَأُورِيكُمْ
دَار
الْفَاسِقِينَ
" أَيْ سَتَرَوْنَ
عَاقِبَة
مَنْ خَالَفَ
أَمْرِي
وَخَرَجَ
عَنْ طَاعَتِي
كَيْف يَصِير
إِلَى
الْهَلَاك
وَالدَّمَار
وَالتَّبَاب
قَالَ اِبْن
جَرِير :
وَإِنَّمَا
قَالَ "
سَأُورِيكُمْ
دَار
الْفَاسِقِينَ"
كَمَا يَقُول
الْقَائِل
لِمَنْ
يُخَاطِبهُ
سَأُرِيك
غَدًا إِلَى
مَا يَصِير
إِلَيْهِ
حَال مَنْ
خَالَفَ
أَمْرِي
عَلَى وَجْه
التَّهْدِيد
وَالْوَعِيد
لِمَنْ
عَصَاهُ وَخَالَفَ
أَمْره
نُقِلَ
مَعْنَى
ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِد
وَالْحَسَن
الْبَصْرِيّ
وَقِيلَ مَعْنَاهُ
"
سَأُرِيكُمْ
دَار
الْفَاسِقِينَ
" أَيْ مِنْ
أَهْل
الشَّام
وَأُعْطِيكُمْ
إِيَّاهَا
وَقِيلَ
مَنَازِل
قَوْم
فِرْعَوْن
وَالْأَوَّل
أَوْلَى
وَاَللَّه
أَعْلَم
لِأَنَّ
هَذَا كَانَ
بَعْد
اِنْفِصَال
مُوسَى
وَقَوْمه عَنْ
بِلَاد مِصْر
وَهُوَ
خِطَاب
لِبَنِي إِسْرَائِيل
قَبْل
دُخُولهمْ
التِّيه
وَاَللَّه
أَعْلَم
(خُلِقَ
الْإِنْسَانُ
مِنْ عَجَلٍ
سَأُرِيكُمْ
آيَاتِي فَلَا
تَسْتَعْجِلُونِ)
(الأنبياء 37).
لَمَّا
ذَكَرَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ
بِالرَّسُولِ
صَلَوَات
اللَّه
وَسَلَامه
عَلَيْهِ
وَقَعَ فِي
النُّفُوس
سُرْعَة
الِانْتِقَام
مِنْهُمْ
وَاسْتَعْجَلَتْ
ذَلِكَ فَقَالَ
اللَّه
تَعَالَى
خُلِقَ الْإِنْسَان
مِنْ عَجَل
لِأَنَّهُ تَعَالَى
يُمْلِي
لِلظَّالِمِ
حَتَّى إِذَا
أَخَذَهُ
لَمْ
يُفْلِتهُ
يُؤَجِّل
ثُمَّ
يُعَجِّل
وَيَنْظُر
ثُمَّ لَا يُؤَخِّر
وَلِهَذَا
قَالَ " سَأُرِيكُمْ
آيَاتِي" أَيْ
نِقَمِي
وَحُكْمِي
وَاقْتِدَارِي
عَلَى مَنْ
عَصَانِي
"فَلَا
تَسْتَعْجِلُونِ".
(وَنُمَكِّنَ
لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ
وَنُرِيَ
فِرْعَوْنَ
وَهَامَانَ
وَجُنُودَهُمَا
مِنْهُمْ مَا
كَانُوا
يَحْذَرُونَ)
(القصص 6). قَالَ
تَعَالَى : "
وَنُرِيد
أَنْ نَمُنّ
عَلَى
الَّذِينَ
اُسْتُضْعِفُوا
فِي الْأَرْض
- إِلَى
قَوْله -
يَحْذَرُونَ
" وَقَدْ
فَعَلَ
تَعَالَى
ذَلِكَ بِهِمْ
كَمَا قَالَ
تَعَالَى : "
وَأَوْرَثْنَا
الْقَوْم
الَّذِينَ
كَانُوا
يُسْتَضْعَفُونَ
- إِلَى
قَوْله -
يَعْرِشُونَ
" وَقَالَ
تَعَالَى : " كَذَلِكَ
وَأَوْرَثْنَاهَا
بَنِي إِسْرَائِيل
" أَرَادَ
فِرْعَوْن
بِحَوْلِهِ
وَقُوَّته
أَنْ يَنْجُو
مِنْ مُوسَى
فَمَا نَفَعَهُ
مِنْ ذَلِكَ
مَعَ قُدْرَة
الْمَلِك
الْعَظِيم
الَّذِي لَا
يُخَالَف
أَمْره
الْقَدَرِيّ
وَلَا
يُغْلَب بَلْ
نَفَذَ
حُكْمه
وَجَرَى
قَلَمه فِي
الْقِدَم
بِأَنْ
يَكُون
هَلَاك
فِرْعَوْن
عَلَى
يَدَيْهِ
بَلْ يَكُون
هَذَا
الْغُلَام الَّذِي
اِحْتَرَزْت
مِنْ وُجُوده
وَقَتَلْت
بِسَبَبِهِ
أُلُوفًا
مِنْ
الْوِلْدَان
إِنَّمَا
مَنْشَؤُهُ
وَمُرَبَّاهُ
عَلَى
فِرَاشك
وَفِي دَارك
وَغِذَاؤُهُ
مِنْ طَعَامك
وَأَنْتَ تُرَبِّيه
وَتُدَلِّلهُ
وَتَتَفَدَّاهُ
وَحَتْفك
وَهَلَاكك
وَهَلَاك
جُنُودك
عَلَى يَدَيْهِ
لِتَعْلَم
أَنَّ رَبّ السَّمَوَات
الْعُلَا
هُوَ الْقَاهِر
الْغَالِب
الْعَظِيم
الْقَوِيّ الْعَزِيز
الشَّدِيد
الْمِحَال
الَّذِي مَا شَاءَ
كَانَ وَمَا
لَمْ يَشَأْ
لَمْ يَكُنْ .
(وَإِنَّا
عَلَى أَنْ
نُرِيَكَ مَا
نَعِدُهُمْ
لَقَادِرُونَ)
(المؤمنون 95). أَيْ
لَوْ شِئْنَا
لَأَرَيْنَاك
مَا نَزَلَ
بِهِمْ مِنْ
النِّقَم
وَالْبَلَاء
وَالْمِحَن
.
(وَإِمَّا
نُرِيَنَّكَ
بَعْضَ
الَّذِي نَعِدُهُمْ
أَوْ
نَتَوَفَّيَنَّكَ
فَإِلَيْنَا
مَرْجِعُهُمْ
ثُمَّ
اللَّهُ
شَهِيدٌ عَلَى
مَا
يَفْعَلُونَ)
(يونس 46). يَقُول
تَعَالَى مُخَاطِبًا
لِرَسُولِهِ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
وَإِمَّا
نُرِيَنَّكَ
بَعْض
الَّذِي نَعِدهُمْ
" أَيْ
نَنْتَقِم
مِنْهُمْ فِي
حَيَاتك
لِتَقَرّ
عَيْنك
مِنْهُمْ "
أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ
فَإِلَيْنَا
مَرْجِعهمْ "
أَيْ
مَصِيرهمْ
وَمُنْقَلَبهمْ
وَاَللَّه شَهِيد
عَلَى
أَفْعَالهمْ
بَعْدك .
(وَإِنْ
مَا
نُرِيَنَّكَ
بَعْضَ
الَّذِي نَعِدُهُمْ
أَوْ
نَتَوَفَّيَنَّكَ
فَإِنَّمَا
عَلَيْكَ
الْبَلَاغُ
وَعَلَيْنَا
الْحِسَابُ)
(الرعد 40). يَقُول
تَعَالَى
لِرَسُولِهِ
" وَإِمَّا
نُرِيَنَّك "
يَا مُحَمَّد
بَعْض الَّذِي
نَعِد
أَعْدَاءَك
مِنْ
الْخِزْي وَالنَّكَال
فِي
الدُّنْيَا " أَوْ
نَتَوَفَّيَنَّكَ"
أَيْ قَبْل
ذَلِكَ "
فَإِنَّمَا
عَلَيْك
الْبَلَاغ "
أَيْ
إِنَّمَا
أَرْسَلْنَاك
لِتُبَلِّغهُمْ
رِسَالَة
اللَّه
وَقَدْ
فَعَلْت مَا
أُمِرْت بِهِ
"
وَعَلَيْنَا
الْحِسَاب "
أَيْ حِسَابهمْ
وَجَزَاؤُهُمْ
كَقَوْلِهِ
تَعَالَى "
فَذَكِّرْ
إِنَّمَا
أَنْتَ
مُذَكِّر
لَسْت
عَلَيْهِمْ
بِمُصَيْطِرٍ
إِلَّا مَنْ
تَوَلَّى
وَكَفَرَ فَيُعَذِّبهُ
اللَّه
الْعَذَاب
الْأَكْبَر
إِنَّ
إِلَيْنَا
إِيَابهمْ
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا
حِسَابهمْ " .
(فَاصْبِرْ
إِنَّ وَعْدَ
اللَّهِ
حَقٌّ
فَإِمَّا
نُرِيَنَّكَ
بَعْضَ
الَّذِي
نَعِدُهُمْ
أَوْ
نَتَوَفَّيَنَّكَ
فَإِلَيْنَا
يُرْجَعُونَ)
(غافر 77).
يَقُول
تَعَالَى
آمِرًا رَسُوله
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
بِالصَّبْرِ
عَلَى
تَكْذِيب
مَنْ
كَذَّبَهُ مِنْ
قَوْمه
فَإِنَّ اللَّه
تَعَالَى
سَيُنْجِزُ
لَك مَا
وَعَدَكَ
مِنْ
النَّصْر وَالظَّفَر
عَلَى قَوْمك
وَجَعْل
الْعَاقِبَة
لَك وَلِمَنْ
اِتَّبَعَك
فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَة
" فَإِمَّا
نُرِيَنَّكَ
بَعْض
الَّذِي
نَعِدُهُمْ "
أَيْ فِي
الدُّنْيَا
وَكَذَلِكَ
وَقَعَ
فَإِنَّ
اللَّه تَعَالَى
أَقَرَّ
أَعْيُنهمْ
مِنْ
كُبَرَائِهِمْ
وَعُظَمَائِهِمْ
أُبِيدُوا
فِي يَوْم
بَدْر ثُمَّ
فَتَحَ
اللَّه
عَلَيْهِ
مَكَّة
وَسَائِر
جَزِيرَة
الْعَرَب فِي
حَيَاته
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَقَوْله
عَزَّ
وَجَلَّ " أَوْ
نَتَوَفَّيَنَّكَ
فَإِلَيْنَا
يُرْجَعُونَ
" أَيْ
فَنُذِيقهُمْ
الْعَذَاب
الشَّدِيد
فِي الْآخِرَة
.
(أَوْ
نُرِيَنَّكَ
الَّذِي
وَعَدْنَاهُمْ
فَإِنَّا
عَلَيْهِمْ
مُقْتَدِرُونَ)
(الزخرف 42). أَيْ
نَحْنُ
قَادِرُونَ
عَلَى هَذَا
وَعَلَى
هَذَا وَلَمْ
يَقْبِض
اللَّه تَعَالَى
رَسُوله
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
حَتَّى أَقَرَّ
عَيْنه مِنْ
أَعْدَائِهِ
وَحَكَّمَهُ
فِي
نَوَاصِيهمْ
وَمَلَّكَهُ
مَا
تَضَمَّنَتْهُ
صَيَاصِيهمْ
هَذَا مَعْنَى
قَوْل
السُّدِّيّ
وَاخْتَارَهُ
اِبْن جَرِير
وَقَالَ
اِبْن جَرِير
حَدَّثَنَا
اِبْن عَبْد
الْأَعْلَى
حَدَّثَنَا
أَبُو ثَوْر
عَنْ مَعْمَر
قَالَ تَلَا
قَتَادَة "
فَإِمَّا
نَذْهَبَنَّ
بِك فَإِنَّا
مِنْهُمْ
مُنْتَقِمُونَ
" فَقَالَ
ذَهَبَ
النَّبِيّ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَبَقِيَتْ
النِّقْمَة
وَلَمْ يُرِ
اللَّه
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى
نَبِيّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي أُمَّته
شَيْئًا يَكْرَههُ
حَتَّى مَضَى
وَلَمْ
يَكُنْ
نَبِيّ قَطُّ
إِلَّا
وَقَدْ رَأَى
الْعُقُوبَة
فِي أُمَّته
إِلَّا
نَبِيّكُمْ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَالَ وَذُكِرَ
لَنَا أَنَّ
رَسُول
اللَّه صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
أُرِيَ مَا
يُصِيب
أُمَّته مِنْ
بَعْده فَمَا
رُئِيَ
ضَاحِكًا
مُنْبَسِطًا
حَتَّى
قَبَضَهُ
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ
وَذَكَرَ
مِنْ
رِوَايَة
سَعِيد بْن
أَبِي
عَرُوبَة
عَنْ
قَتَادَة
نَحْوه ثُمَّ
رَوَى اِبْن
جَرِير عَنْ
الْحَسَن
نَحْو ذَلِكَ
أَيْضًا
وَفِي
الْحَدِيث
النُّجُوم أَمَنَة
لِلسَّمَاءِ
فَإِذَا ذَهَبَتْ
النُّجُوم
أَتَى السَّمَاء
مَا تُوعَدُ
وَأَنَا
أَمَنَة
لِأَصْحَابِي
فَإِذَا
ذَهَبْتُ
أَتَى
أَصْحَابِي
مَا
يُوعَدُونَ ([12]).
(قُلْ
رَبِّ إِمَّا
تُرِيَنِّي
مَا يُوعَدُونَ)
(المؤمنون 93). يَقُول
تَعَالَى
آمِرًا
نَبِيّه مُحَمَّدًا
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ يَدْعُو
هَذَا
الدُّعَاء
عِنْد حُلُول
النِّقَم "
رَبّ إِمَّا
تُرِيَنِّي
مَا
يُوعَدُونَ"
أَيْ إِنْ
عَاقَبْتهمْ
وَأَنَا
أُشَاهِد
ذَلِكَ فَلَا
تَجْعَلنِي
فِيهِمْ (ابن
كثير) ، وفِي
الْحَدِيث "
وَإِذَا
أَرَدْت
بِقَوْمٍ فِتْنَة
فنجِّنِي
غيرَ مفتونٍ" ([13]).
قُلْ
أَرَأَيْتَكُمْ
إِنْ
أَتَاكُمْ
عَذَابُ
اللَّهِ
(وَقِيلَ
ادْعُوا
شُرَكَاءَكُمْ
فَدَعَوْهُمْ
فَلَمْ
يَسْتَجِيبُوا
لَهُمْ وَرَأَوُا
الْعَذَابَ
لَوْ
أَنَّهُمْ
كَانُوا
يَهْتَدُونَ ) (القصص 64). الرؤية في
الآخرة : وَدُّوا
حِين رَأَوْا
الْعَذَاب
لَوْ
أَنَّهُمْ
كَانُوا
يَهْتَدُونَ فِي
الدُّنْيَا إِذَا
رَأَوْا
الْعَذَاب
يَوْم
الْقِيَامَة (القرطبي).
(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ
إِنْ
أَتَاكُمْ
عَذَابُ
اللَّهِ أَوْ
أَتَتْكُمُ
السَّاعَةُ
أَغَيْرَ
اللَّهِ
تَدْعُونَ
إِنْ
كُنْتُمْ
صَادِقِينَ ) (الأنعام 40).
"أَرَأَيْتُكُمْ" أَخْبِرُونِي (الجلالين). (قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ
أَخَذَ
اللَّهُ
سَمْعَكُمْ
وَأَبْصَارَكُمْ
وَخَتَمَ
عَلَى
قُلُوبِكُمْ
مَنْ إِلَهٌ
غَيْرُ اللَّهِ
يَأْتِيكُمْ
بِهِ انْظُرْ
كَيْفَ
نُصَرِّفُ
الْآيَاتِ
ثُمَّ هُمْ
يَصْدِفُونَ ) (الأنعام 46). "أَرَأَيْتُمْ" أَخْبِرُونِي (الجلالين).
وَمَعْنَى " أَرَأَيْتُمْ " عَلِمْتُمْ (القرطبي). (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ
إِنْ
أَتَاكُمْ
عَذَابُ
اللَّهِ
بَغْتَةً أَوْ
جَهْرَةً
هَلْ
يُهْلَكُ إِلَّا
الْقَوْمُ
الظَّالِمُونَ
) (الأنعام 47).
أَرَأَيْتَكُمْ:
أخبرتكم
وأعلمتكم. (قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ
أَتَاكُمْ
عَذَابُهُ
بَيَاتًا
أَوْ نَهَارًا
مَاذَا
يَسْتَعْجِلُ
مِنْهُ
الْمُجْرِمُونَ
) (يونس 50). اِسْتِفْهَام
مَعْنَاهُ
التَّهْوِيل
وَالتَّعْظِيم
؛ أَيْ مَا
أَعْظَم مَا
يَسْتَعْجِلُونَ
بِهِ
(القرطبي). "قُلْ
أَرَأَيْتُمْ" أَخْبِرُونِي
(الجلالين).
الفراء
في قوله تعالى
: (قُلْ أَرَأَيْتَكُم)
، قال : العرب
لها في
أَرأَيْتَ
لغتان
ومعنيان :
أَحدهما أَنْ
يسأَلَ
الرجلُ
الرجلَ : أَرأَيتَ زيداً
بعَيْنِك؟
فهذه مهموزة،
فإذا
أَوْقَعْتَها
على الرجلِ
منه قلت أَرَأَيْتَكَ
على غيرِ هذه
الحال، يريد
هل رأَيتَ
نَفْسَك على
غير هذه
الحالة. والمعنى
الآخر أَنْ
تقول أَرأَيْتَكَ
وأَنت تقول
أَخْبِرْني.
(أَوَلَمْ
يَرَوْا أَنَّا
جَعَلْنَا حَرَمًا
آمِنًا
وَيُتَخَطَّفُ
النَّاسُ مِنْ
حَوْلِهِمْ
أَفَبِالْبَاطِلِ
يُؤْمِنُونَ
وَبِنِعْمَةِ
اللَّهِ
يَكْفُرُونَ *
وَمَنْ
أَظْلَمُ
مِمَّنِ
افْتَرَى
عَلَى
اللَّهِ كَذِبًا
أَوْ كَذَّبَ
بِالْحَقِّ
لَمَّا جَاءَهُ
أَلَيْسَ فِي
جَهَنَّمَ
مَثْوًى
لِلْكَافِرِينَ
* وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا
فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا
وَإِنَّ
اللَّهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
(العنكبوت 67-69).
يَقُول
تَعَالَى
مُمْتَنًّا
عَلَى قُرَيْش
فِيمَا
أَحَلَّهُمْ
مِنْ حَرَمه
الَّذِي جَعَلَهُ
لِلنَّاسِ
سَوَاء
الْعَاكِف
فِيهِ
وَالْبَادِ
وَمَنْ
دَخَلَهُ
كَانَ آمِنًا
فَهُمْ فِي
أَمْن عَظِيم
وَالْأَعْرَاب
حَوْله
يَنْهَب
بَعْضهمْ
بَعْضًا
وَيَقْتُل
بَعْضهمْ
بَعْضًا
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
لِإِيلَافِ
قُرَيْش "
إِلَى آخِر
السُّورَة .
وَقَوْله
تَعَالَى" أَفَبِالْبَاطِلِ
يُؤْمِنُونَ
وَبِنِعْمَةِ
اللَّه
يَكْفُرُونَ
" أَيْ
أَفَكَانَ
شُكْرهمْ
عَلَى هَذِهِ النِّعْمَة
الْعَظِيمَة
أَنْ
أَشْرَكُوا بِهِ
وَعَبَدُوا
مَعَهُ
غَيْره مِنْ
الْأَصْنَام
وَالْأَنْدَاد
وَ "
بَدَّلُوا
نِعْمَة
اللَّه
كُفْرًا
وَأَحَلُّوا
قَوْمهمْ
دَار
الْبَوَار"
فَكَفَرُوا بِنَبِيِّ
اللَّه
وَعَبْده وَرَسُوله
فَكَانَ
اللَّائِق
بِهِمْ
إِخْلَاص
الْعِبَادَة
لِلَّهِ
وَأَنْ لَا
يُشْرِكُوا
بِهِ
وَتَصْدِيق
الرَّسُول
وَتَعْظِيمه
وَتَوْقِيره
فَكَذَّبُوهُ
فَقَاتَلُوهُ
فَأَخْرَجُوهُ
مِنْ بَيْن
ظَهْرهمْ وَلِهَذَا
سَلَبَهُمْ
اللَّه
تَعَالَى مَا
كَانَ
أَنْعَمَ
بِهِ عَلَيْهِمْ
وَقُتِلَ
مَنْ قُتِلَ
مِنْهُمْ بِبَدْرٍ
ثُمَّ
صَارَتْ
الدَّوْلَة
لِلَّهِ
وَلِرَسُولِهِ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ
فَفَتَحَ
اللَّه عَلَى
رَسُوله
مَكَّة
وَأَرْغَمَ
آنَافهمْ
وَأَذَلَّ
رِقَابهمْ
(ابن كثير). ثُمَّ
قَالَ
تَعَالَى " وَاَلَّذِينَ
جَاهَدُوا
فِينَا "
يَعْنِي
الرَّسُول
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابه
وَأَتْبَاعه
إِلَى يَوْم
الدِّين "
لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلنَا"
أَيْ
لَنُبَصِّرَنَّهُمْ
سُبُلنَا
أَيْ
طُرُقنَا فِي
الدُّنْيَا
وَالْآخِرَة
(ابن كثير).
بمعنى أعَرَفْتم أَخْبِرُونِي:
أَرَأَيْتَ
مَا فعَلَ :
أعَرَفْتَ. والمعنى
الآخر أَنْ
تقول أَرأَيْتَكَ
وأَنت تقول
أَخْبِرْني
(أَفَرَأَيْتَ
إِنْ
مَتَّعْنَاهُمْ
سِنِينَ ) (الشعراء 205). "أَفَرَأَيْت" أَخْبِرْنِي (الجلالين).
(قَالَ أَرَأَيْتَكَ
هَذَا
الَّذِي
كَرَّمْتَ
عَلَيَّ
لَئِنْ أَخَّرْتَنِي
إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ
لَأَحْتَنِكَنَّ
ذُرِّيَّتَهُ
إِلَّا قَلِيلًا
) (الإسراء
62). "قَالَ
أَرَأَيْتُك" أَيْ أَخْبِرْنِي (الجلالين). هل
رأَيتَ هَذَا
الَّذِي شَرَّفْته
وَعَظَّمْته عَلَيَّ
لَئِنْ
أَنْظَرْتنِي
لَأُضِلَّنَّ
ذُرِّيَّته
إِلَّا قَلِيلًا
مِنْهُمْ .
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ
مَا
أَنْزَلَ
اللَّهُ
لَكُمْ مِنْ
رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ
مِنْهُ
حَرَامًا
وَحَلَالًا قُلْ
آللَّهُ أَذِنَ
لَكُمْ أَمْ
عَلَى
اللَّهِ تَفْتَرُونَ
) (يونس 59). "قُلْ
أَرَأَيْتُمْ" أَخْبِرُونِي "مَا
أَنَزَلَ
اللَّه" خَلَقَ
"لَكُمْ
مِنْ رِزْق
فَجَعَلْتُمْ
مِنْهُ حَرَامًا
وَحَلَالًا" كَالْبَحِيرَةِ
وَالسَّائِبَة
وَالْمَيْتَة
"قُلْ
آللَّه
أَذِنَ
لَكُمْ" فِي
ذَلِكَ
بِالتَّحْلِيلِ
وَالتَّحْرِيم
لَا "أَمْ" بَلْ "عَلَى
اللَّه
تَفْتَرُونَ" تُكَذِّبُونَ
بِنِسْبَةِ
ذَلِكَ
إلَيْهِ (الجلالين).
من
العلم
والتعليم (guide, instruct, inform, enlighten,
clarify)
(فَبَعَثَ
اللَّهُ
غُرَابًا
يَبْحَثُ فِي
الْأَرْضِ
لِيُرِيَهُ كَيْفَ
يُوَارِي
سَوْأَةَ
أَخِيهِ قَالَ
يَا
وَيْلَتَا
أَعَجَزْتُ
أَنْ أَكُونَ
مِثْلَ هَذَا
الْغُرَابِ
فَأُوَارِيَ
سَوْأَةَ
أَخِي
فَأَصْبَحَ
مِنَ
النَّادِمِينَ)
(المائدة 31).
عَنْ اِبْن
عَبَّاس
قَالَ : جَاءَ
غُرَاب إِلَى
غُرَاب
مَيِّت
فَحَثَى
عَلَيْهِ
مِنْ التُّرَاب
حَتَّى
وَارَاهُ
فَقَالَ الَّذِي
قَتَلَ
أَخَاهُ " يَا
وَيْلَتَى أَعَجَزْت
أَنْ أَكُون
مِثْل هَذَا
الْغُرَاب
فَأُوَارِيَ
سَوْأَة
أَخِي ". لِيُرِيَهُ: لِيُعَلّمَهُ.
(رَبَّنَا
وَاجْعَلْنَا
مُسْلِمَيْنِ
لَكَ وَمِنْ
ذُرِّيَّتِنَا
أُمَّةً
مُسْلِمَةً
لَكَ وَأَرِنَا
مَنَاسِكَنَا وَتُبْ
عَلَيْنَا
إِنَّكَ أَنْتَ
التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ)
(البقرة 128). " وَأَرِنَا
مَنَاسِكَنَا
" قَالَ اِبْن
جُرَيْج عَنْ
عَطَاء " وَأَرِنَا
مَنَاسِكنَا
" أَخْرِجْهَا
لَنَا
وَعَلِّمْنَاهَا
وَقَالَ
مُجَاهِد " أَرِنَا
مَنَاسِكنَا
" مَذَابِحنَا
وَرَوَى عَنْ
عَطَاء أَيْضًا
وَقَتَادَة
نَحْو ذَلِكَ
وَقَالَ سَعِيد
بْن مَنْصُور
: أَخْبَرَنَا
عَتَّاب بْن
بَشِير عَنْ
خُصَيْف عَنْ
مُجَاهِد
قَالَ : قَالَ
إِبْرَاهِيم
" أَرِنَا
مَنَاسِكنَا "
فَأَتَاهُ
جِبْرَائِيل
فَأَتَى بِهِ
الْبَيْت
فَقَالَ اِرْفَعْ
الْقَوَاعِد
فَرَفَعَ
الْقَوَاعِد
وَأَتَمَّ
الْبُنْيَان
ثُمَّ أَخَذَ
بِيَدِهِ
فَأَخْرَجَهُ
فَانْطَلَقَ
بِهِ إِلَى
الصَّفَا
قَالَ هَذَا
مِنْ
شَعَائِر اللَّه
ثُمَّ
اِنْطَلَقَ
بِهِ إِلَى
الْمَرْوَة
فَقَالَ :
وَهَذَا مِنْ
شَعَائِر
اللَّه ثُمَّ
اِنْطَلَقَ
بِهِ نَحْو
مِنًى
فَلَمَّا
كَانَ مِنْ
الْعَقَبَة
إِذَا
إِبْلِيس
قَائِم عِنْد
الشَّجَرَة
فَقَالَ :
كَبِّرْ
وَارْمِهِ
فَكَبَّرَ
وَرَمَاهُ ثُمَّ
اِنْطَلَقَ
إِبْلِيس
فَقَامَ
عِنْد الْجَمْرَة
الْوُسْطَى
فَلَمَّا
جَازَ بِهِ
جِبْرِيل
وَإِبْرَاهِيم
قَالَ لَهُ :
كَبِّرْ
وَارْمِهِ
فَكَبَّرَ
وَرَمَاهُ فَذَهَبَ
الْخَبِيث
إِبْلِيس
وَكَانَ الْخَبِيث
أَرَادَ أَنْ
يُدْخِل فِي
الْحَجّ شَيْئًا
فَلَمْ
يَسْتَطِعْ
فَأَخَذَ
بِيَدِ
إِبْرَاهِيم
حَتَّى أَتَى
بِهِ الْمَشْعَر
الْحَرَام
فَقَالَ
هَذَا
الْمَشْعَر الْحَرَام
فَأَخَذَ
بِيَدِ
إِبْرَاهِيم
حَتَّى أَتَى
بِهِ عَرَفَات
قَالَ: قَدْ
عَرَفْت مَا
أَرَيْتُك ؟
قَالَهَا ثَلَاث
مَرَّات
قَالَ نَعَمْ
وَرُوِيَ
عَنْ أَبِي
مِجْلَز
وَقَتَادَة
نَحْو ذَلِكَ
وَقَالَ
أَبُو دَاوُد
الطَّيَالِسِيّ
أَخْبَرَنَا
حَمَّاد بْن
سَلَمَة عَنْ
أَبِي الْعَاصِم
الْغَنَوِيّ
عَنْ أَبِي
الطُّفَيْل
عَنْ اِبْن
عَبَّاس
قَالَ : إِنَّ
إِبْرَاهِيم
لَمَّا
أُرِيَ
أَوَامِر
الْمَنَاسِك عَرَضَ
لَهُ
الشَّيْطَان
عِنْد
الْمَسْعَى
فَسَابَقَهُ
إِبْرَاهِيم
ثُمَّ
اِنْطَلَقَ
بِهِ
جِبْرِيل حَتَّى
أَتَى بِهِ
مِنًى
فَقَالَ:
هَذَا مُنَاخ النَّاس
فَلَمَّا
اِنْتَهَى
إِلَى جَمْرَة
الْعَقَبَة
تَعَرَّضَ
لَهُ الشَّيْطَان
فَرَمَاهُ
بِسَبْعِ
حَصَيَات
حَتَّى ذَهَبَ
ثُمَّ أَتَى
بِهِ إِلَى
الْجَمْرَة الْوُسْطَى
تَعَرَّضَ
لَهُ
الشَّيْطَان
فَرَمَاهُ
بِسَبْعِ
حَصَيَات
حَتَّى ذَهَبَ
ثُمَّ أَتَى
بِهِ إِلَى
الْجَمْرَة
الْقُصْوَى
فَعَرَضَ
الشَّيْطَان
فَرَمَاهُ
بِسَبْعِ
حَصَيَات حَتَّى
ذَهَبَ
فَأَتَى بِهِ
جَمْعًا
فَقَالَ :
هَذَا
الْمَشْعَر
ثُمَّ أَتَى
بِهِ عَرَفَة
فَقَالَ
هَذِهِ
عَرَفَة
فَقَالَ لَهُ
جِبْرِيل
أَعَرَفْت ؟ .
بمعنى
معايشة
الحدث (رؤية
الموت ، رؤية
النصر، رؤية
فئة تضِلُّ
السبيل):
(وَلَقَدْ
كُنْتُمْ
تَمَنَّوْنَ
الْمَوْتَ
مِنْ قَبْلِ
أَنْ
تَلْقَوْهُ
فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ
وَأَنْتُمْ
تَنْظُرُونَ )
(آل عمران 143).
حَيْثُ
قُلْتُمْ
لَيْتَ لَنَا
يَوْمًا
كَيَوْمِ
بَدْر لِنَنَالَ
مَا نَالَ
شُهَدَاؤُهُ "فَقَدْ
رَأَيْتُمُوهُ" أَيْ
سَبَبه الْحَرْب
"وَأَنْتُمْ
تَنْظُرُونَ" أَيْ
بُصَرَاء
تَتَأَمَّلُونَ
الْحَال كَيْفَ
هِيَ فَلِمَ
انْهَزَمْتُمْ
؟ (الجلالين). " فَقَدْ
رَأَيْتُمُوهُ
" يَعْنِي
الْمَوْت
شَاهَدْتُمُوهُ
وَقْت حَدّ
الْأَسِنَّة
وَاشْتِبَاك
الرِّمَاح
وَصُفُوف الرِّجَال
لِلْقِتَالِ
(ابن كثير).
(وَلَقَدْ
صَدَقَكُمُ
اللَّهُ
وَعْدَهُ إِذْ
تَحُسُّونَهُمْ
بِإِذْنِهِ
حَتَّى إِذَا
فَشِلْتُمْ
وَتَنَازَعْتُمْ
فِي الْأَمْرِ
وَعَصَيْتُمْ
مِنْ بَعْدِ
مَا أَرَاكُمْ
مَا
تُحِبُّونَ
مِنْكُمْ
مَنْ يُرِيدُ
الدُّنْيَا
وَمِنْكُمْ
مَنْ يُرِيدُ
الْآخِرَةَ
ثُمَّ
صَرَفَكُمْ
عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ
وَلَقَدْ عَفَا
عَنْكُمْ
وَاللَّهُ
ذُو فَضْلٍ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
) (آل
عمران 152). " مِنْ
بَعْد مَا
أَرَاكُمْ
مَا
تُحِبُّونَ
" وَهُوَ
الظَّفَر
بِهِمْ (كفار
قريش يوم أحد)
(ابن كثير).
(قَالَ يَا
هَارُونُ مَا
مَنَعَكَ
إِذْ
رَأَيْتَهُمْ
ضَلُّوا * أَلَّا
تَتَّبِعَنِي
أَفَعَصَيْتَ
أَمْرِي)
(طه 92-93). وَشَرَعَ
(مُوسَى
عَلَيْهِ
السَّلَامُ)
يَلُوم
أَخَاهُ
هَارُون
فَقَالَ مَا
مَنَعَك إِذْ رَأَيْتهمْ
ضَلُّوا
أَلَّا
تَتَّبِعنِي
أَيْ
فَتُخْبِرنِي
بِهَذَا الْأَمْر
أَوَّل مَا
وَقَعَ
أَفَعَصَيْت
أَمْرِي أَيْ
فِيمَا كُنْت
قَدَّمْت
إِلَيْك
وَهُوَ
قَوْله
اُخْلُفْنِي
فِي قَوْمِي
وَأَصْلِحْ
وَلَا
تَتَّبِع
سَبِيل الْمُفْسِدِينَ.
See: to view; attend as a spectator (مراقب).
رؤية
البصر (to perceive (observe, recognize, identify,
notice) with the eyes; look at)
الرؤية
بالعين، وهي
إدراك
الأشياء
بحاسّة البصر،
كما في الآيات
الكريمة:
(وَإِذَا
رَآكَ
الَّذِينَ
كَفَرُوا
إِنْ يَتَّخِذُونَكَ
إِلَّا
هُزُوًا
أَهَذَا
الَّذِي
يَذْكُرُ
آلِهَتَكُمْ
وَهُمْ
بِذِكْرِ
الرَّحْمَنِ
هُمْ
كَافِرُونَ )
(الأنبياء 36). (وَإِذَا
رَأَوْكَ
إِنْ
يَتَّخِذُونَكَ
إِلَّا
هُزُوًا
أَهَذَا
الَّذِي
بَعَثَ اللَّهُ
رَسُولًا )
(الفرقان 41). (وَإِذَا
رَأَوْهُمْ
قَالُوا
إِنَّ
هَؤُلَاءِ
لَضَالُّونَ )
(المطففين 32).
(وَتَفَقَّدَ
الطَّيْرَ
فَقَالَ مَا
لِيَ لَا
أَرَى
الْهُدْهُدَ
أَمْ كَانَ
مِنَ الْغَائِبِينَ )
(النمل 20).
فَنَزَلَ
سُلَيْمَان
عَلَيْهِ السَّلَام
يَوْمًا
بِفَلَاةٍ
مِنْ
الْأَرْض فَتَفَقَّدَ
الطَّيْر
لِيَرَى
الْهُدْهُد
فَلَمْ
يَرَهُ "
فَقَالَ مَا
لِيَ لَا أَرَى
الْهُدْهُد
أَمْ كَانَ
مِنْ
الْغَائِبِينَ"
(ابن كثير). "وَتَفَقَّدَ
الطَّيْر" لِيَرَى
الْهُدْهُد
فَلَمْ
يَرَهُ "فَقَالَ
مَا لِيَ لَا
أَرَى
الْهُدْهُد" أَيْ
أَعْرِضْ لِي
مَا
مَنَعَنِي
مِنْ
رُؤْيَته؟ "أَمْ
كَانَ مِنْ
الْغَائِبِينَ" فَلَمْ
أَرَهُ
لِغَيْبَتِهِ
(الجلالين).
(مُحَمَّدٌ
رَسُولُ
اللَّهِ
وَالَّذِينَ
مَعَهُ
أَشِدَّاءُ
عَلَى
الْكُفَّارِ
رُحَمَاءُ
بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ
رُكَّعًا سُجَّدًا
يَبْتَغُونَ
فَضْلًا مِنَ
اللَّهِ
وَرِضْوَانًا
سِيمَاهُمْ
فِي
وُجُوهِهِمْ
مِنْ أَثَرِ
السُّجُودِ
ذَلِكَ
مَثَلُهُمْ
فِي
التَّوْرَاةِ
وَمَثَلُهُمْ
فِي
الْإِنْجِيلِ
كَزَرْعٍ
أَخْرَجَ
شَطْأَهُ
فَآزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ
فَاسْتَوَى
عَلَى
سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ
لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ
وَعَدَ
اللَّهُ
الَّذِينَ
آمَنُوا
وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ
مِنْهُمْ
مَغْفِرَةً
وَأَجْرًا
عَظِيمًا )
(الفتح 29). "تَرَاهُمْ" تُبْصِرهُمْ
"رُكَّعًا
سُجَّدًا" حَالَانِ
(الجلالين).
وَصَفَهُمْ
بِكَثْرَةِ
الْعَمَل
وَكَثْرَة
الصَّلَاة وَهِيَ
خَيْر
الْأَعْمَال
وَوَصَفَهُمْ
بِالْإِخْلَاصِ
فِيهَا
لِلَّهِ
عَزَّ
وَجَلَّ وَالِاحْتِسَاب
عِنْد اللَّه
تَعَالَى
جَزِيل
الثَّوَاب
وَهُوَ
الْجَنَّة
(ابن كثير).
تَرَاهُمْ
رُكَّعًا
أَحْيَانًا
لِلَّهِ فِي
صَلَاتهمْ
سُجَّدًا
أَحْيَانًا (الطبري).
(فَكُلِي
وَاشْرَبِي
وَقَرِّي
عَيْنًا فَإِمَّا
تَرَيِنَّ
مِنَ
الْبَشَرِ
أَحَدًا
فَقُولِي
إِنِّي
نَذَرْتُ
لِلرَّحْمَنِ
صَوْمًا
فَلَنْ
أُكَلِّمَ
الْيَوْمَ
إِنْسِيًّا )
(مريم 26). " فَإِمَّا
تَرَيِنَّ
مِنْ
الْبَشَر
أَحَدًا "
أَيْ مَهْمَا
رَأَيْت مِنْ
أَحَد " فَقُولِي
إِنِّي
نَذَرْت
لِلرَّحْمَنِ
صَوْمًا
فَلَنْ
أُكَلِّم
الْيَوْم
إِنْسِيًّا "
الْمُرَاد
بِهَذَا
الْقَوْل
الْإِشَارَة
إِلَيْهِ
بِذَلِكَ لَا
أَنَّ الْمُرَاد
بِهِ
الْقَوْل
اللَّفْظِيّ
لِئَلَّا
يُنَافِي "
فَلَنْ
أُكَلِّم
الْيَوْم إِنْسِيًّا
" قَالَ أَنَس بْن
مَالِك فِي
قَوْله "
إِنِّي
نَذَرْت لِلرَّحْمَنِ
صَوْمًا "
قَالَ
صَمْتًا وَكَذَا
قَالَ اِبْن
عَبَّاس
وَالضَّحَّاك
وَفِي
رِوَايَة
عَنْ أَنَس :
صَوْمًا وَصَمْتًا
وَكَذَا
قَالَ
قَتَادَة
وَغَيْرهمَا
وَالْمُرَاد
أَنَّهُمْ
كَانُوا إِذَا
صَامُوا فِي
شَرِيعَتهمْ
يَحْرُم
عَلَيْهِمْ
الطَّعَام
وَالْكَلَام
(ابن كثير).
(تُدَمِّرُ
كُلَّ شَيْءٍ
بِأَمْرِ
رَبِّهَا
فَأَصْبَحُوا
لَا يُرَى
إِلَّا
مَسَاكِنُهُمْ
كَذَلِكَ
نَجْزِي
الْقَوْمَ
الْمُجْرِمِينَ )
(الأحقاف 25). لَا
يُرَى
النَّاسُ
لِأَنَّهُمْ
كَانُوا تَحْت
الرَّمْل،
وَإِنَّمَا
تُرَى
مَسَاكِنهمْ لِأَنَّهَا
قَائِمَة
(القرطبي).
(وَإِذَا
رَأَوْا تِجَارَةً
أَوْ لَهْوًا
انْفَضُّوا
إِلَيْهَا
وَتَرَكُوكَ
قَائِمًا
قُلْ مَا
عِنْدَ
اللَّهِ
خَيْرٌ مِنَ
اللَّهْوِ
وَمِنَ التِّجَارَةِ
وَاللَّهُ
خَيْرُ
الرَّازِقِينَ ) (الجمعة 11). يُعَاتِب
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى
عَلَى مَا كَانَ
وَقَعَ مِنْ
الِانْصِرَاف
عَنْ
الْخُطْبَة
يَوْم الْجُمُعَة
إِلَى
التِّجَارَة
الَّتِي
قَدِمَتْ
الْمَدِينَة
يَوْمئِذٍ
فَقَالَ
تَعَالَى"
وَإِذَا
رَأَوْا تِجَارَة
أَوْ لَهْوًا
اِنْفَضُّوا
إِلَيْهَا
وَتَرَكُوك
قَائِمًا "
أَيْ عَلَى
الْمِنْبَر
تَخْطُب . وفي
الحديث:
(أقبلَتْ
عِيرٌ يومَ الجمُعةِ،
ونحن معَ النبيِّ
صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم، فثار الناسُ
إلا اثنَي عشَرَ
رجلًا، فأنزَل
اللهُ : {
وَإِذَا
رَأَوْاتِجَارَةً
أَوْ لَهْوًا
انْفَضُّوا
إِلَيْهَا
وَتَرَكُوكَ
قَائِمًا } .) ([14]).
(أنَّ
النبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ
كان يخطب قائمًا
يومَ الجمعةِ .
فجاءت عِيرٌ من
الشامِ فانفتَل
الناسُ إليها .
حتى لم يَبقَ إلا
اثنا عشرَ رجلًا
. فأُنزِلَتْ هذه
الآيةُ التي في
الجمعةِ : وَإِذَا
رَأَوْا تِجَارَةً
أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا
إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ
قَائِمًا . [ 62 / الجمعة
/ الآية 11 ] وفي روايةٍ
: ورسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ يخطبُ
. ولم يقُلْ : قائمًا
.) ([15]).
تقديرات
بأمر
الله تسوق إلى
قدر الفريقين
يوم بدر
(predict, expect, anticipate)
(قَدْ كَانَ
لَكُمْ آيَةٌ
فِي
فِئَتَيْنِ
الْتَقَتَا
فِئَةٌ
تُقَاتِلُ
فِي سَبِيلِ
اللَّهِ
وَأُخْرَى
كَافِرَةٌ
يَرَوْنَهُمْ
مِثْلَيْهِمْ
رَأْيَ
الْعَيْنِ وَاللَّهُ
يُؤَيِّدُ
بِنَصْرِهِ
مَنْ يَشَاءُ
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَعِبْرَةً لِأُولِي
الْأَبْصَارِ )
(آل عمران 13). أَيْ
قَدْ كَانَ
لَكُمْ
أَيّهَا
الْيَهُود الْقَائِلُونَ
مَا قُلْتُمْ
آيَة أَيْ
دَلَالَة
عَلَى أَنَّ
اللَّه مُعِزّ
دِينه
وَنَاصِر
رَسُوله
وَمُظْهِر
كَلِمَته
وَمُعْلٍ
أَمْره " فِي
فِئَتَيْنِ "
أَيْ
طَائِفَتَيْنِ
" اِلْتَقَتَا
" أَيْ
لِلْقِتَالِ
" فِئَة
تُقَاتِل فِي
سَبِيل
اللَّه
وَأُخْرَى
كَافِرَة "
وَهُمْ
مُشْرِكُو
قُرَيْش
يَوْم بَدْر
وَقَوْله "
يَرَوْنَهُمْ
مِثْلَيْهِمْ
رَأَى
الْعَيْن "
قَالَ بَعْض
الْعُلَمَاء
فِيمَا
حَكَاهُ
اِبْن جَرِير يَرَى
الْمُشْرِكُونَ
يَوْم بَدْر
الْمُسْلِمِينَ
مِثْلَيْهِمْ
فِي الْعَدَد
رَأْيَ
أَعْيُنهمْ
أَيْ جَعَلَ اللَّه
ذَلِكَ
فِيمَا
رَأَوْهُ سَبَبًا
لِنُصْرَةِ
الْإِسْلَام
عَلَيْهِمْ (ابن كثير). ... لَكِنْ
بَقِيَ
سُؤَال
وَهُوَ أَنْ
يُقَال مَا
الْجَمْع
بَيْن هَذِهِ
الْآيَة
وَبَيْن قَوْله
تَعَالَى فِي
قِصَّة بَدْر
" وَإِذْ
يُرِيكُمُوهُمْ
إِذْ
اِلْتَقَيْتُمْ
فِي أَعْيُنكُمْ
قَلِيلًا
وَيُقَلِّلكُمْ
فِي
أَعْيُنهمْ
لِيَقْضِيَ
اللَّه
أَمْرًا كَانَ
مَفْعُولًا
"
فَالْجَوَاب
أَنَّ هَذَا
كَانَ فِي
حَالَة وَالْآخَر
كَانَ فِي
حَالَة
أُخْرَى
كَمَا قَالَ
السُّدِّيّ
عَنْ
الطَّيِّب
عَنْ اِبْن مَسْعُود
فِي قَوْله
تَعَالَى "
قَدْ كَانَ لَكُمْ
آيَة فِي
فِئَتَيْنِ
اِلْتَقَتَا "
الْآيَة
قَالَ : هَذَا
يَوْم بَدْر .
قَالَ عَبْد
اللَّه بْن
مَسْعُود :
وَقَدْ
نَظَرْنَا
إِلَى
الْمُشْرِكِينَ
فَرَأَيْنَاهُمْ
يُضْعَفُونَ
عَلَيْنَا ثُمَّ
نَظَرْنَا
إِلَيْهِمْ فَمَا
رَأَيْنَاهُمْ
يَزِيدُونَ
عَلَيْنَا
رَجُلًا
وَاحِدًا
وَذَلِكَ
قَوْله
تَعَالَى "
وَإِذْ
يُرِيكُمُوهُمْ
إِذْ اِلْتَقَيْتُمْ
فِي
أَعْيُنكُمْ
قَلِيلًا
وَيُقَلِّلكُمْ
فِي
أَعْيُنهمْ "
الْآيَة
وَقَالَ
أَبُو
إِسْحَق عَنْ
أَبِي عَبْدَة
عَنْ عَبْد
اللَّه بْن مَسْعُود
قَالَ :
لَقَدْ
قُلِّلُوا
فِي أَعْيُننَا
حَتَّى قُلْت
لِرَجُلٍ إِلَى
جَانِبِي :
تَرَاهُمْ
سَبْعِينَ
قَالَ : أَرَاهُمْ
مِائَة. قَالَ
: فَأَسَرْنَا
رَجُلًا
مِنْهُمْ
فَقُلْنَا
كَمْ كُنْتُمْ
؟ قَالَ :
أَلْفًا
فَعِنْدَمَا
عَايَنَ كُلّ
مِنْ
الْفَرِيقَيْنِ
الْآخَر
رَأَى
الْمُسْلِمُونَ
الْمُشْرِكِينَ
مِثْلَيْهِمْ
أَيْ أَكْثَر
مِنْهُمْ
بِالضِّعْفِ
لِيَتَوَكَّلُوا
وَيَتَوَجَّهُوا
وَيَطْلُبُوا
الْإِعَانَة
مِنْ رَبّهمْ
عَزَّ
وَجَلَّ
وَرَأَى الْمُشْرِكُونَ
الْمُؤْمِنِينَ
كَذَلِكَ لِيَحْصُل
لَهُمْ
الرُّعْب
وَالْخَوْف
وَالْجَزَع
وَالْهَلَع
ثُمَّ لَمَّا
حَصَلَ
التَّصَافّ
وَالْتَقَى
الْفَرِيقَانِ
قَلَّلَ
اللَّه
هَؤُلَاءِ
فِي أَعْيُن
هَؤُلَاءِ
وَهَؤُلَاءِ
فِي أَعْيُن
هَؤُلَاءِ
لَيُقْدِمَ
كُلّ مِنْهُمَا
عَلَى
الْآخَر "
لِيَقْضِيَ
اللَّه أَمْرًا
كَانَ
مَفْعُولًا "
أَيْ لِيُفَرَّقَ
بَيْن
الْحَقّ
وَالْبَاطِل
فَيُظْهِر
كَلِمَة
الْإِيمَان
عَلَى الْكُفْر
وَالطُّغْيَان
وَيُعِزّ
الْمُؤْمِنِينَ
وَيُذِلّ
الْكَافِرِينَ
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
وَلَقَدْ
نَصَرَكُمْ
اللَّه
بِبَدْرٍ
وَأَنْتُمْ
أَذِلَّة " وَقَالَ
هَهُنَا "
وَاَللَّه
يُؤَيِّد
بِنَصْرِهِ
مَنْ يَشَاء
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَعِبْرَةً
لِأُولِي
الْأَبْصَار
" أَيْ إِنَّ
فِي ذَلِكَ
لَعِبْرَة
لِمَنْ لَهُ
بَصِيرَة
وَفَهْم
لِيَهْتَدِيَ
بِهِ إِلَى
حُكْم اللَّه
وَأَفْعَاله
وَقَدَرِهِ
الْجَارِي
بِنَصْرِ
عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ
فِي هَذِهِ
الْحَيَاة
الدُّنْيَا
وَيَوْم
يَقُوم
الْأَشْهَاد (ابن كثير).
(وَإِذْ
يُرِيكُمُوهُمْ
إِذِ الْتَقَيْتُمْ
فِي
أَعْيُنِكُمْ
قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ
فِي
أَعْيُنِهِمْ
لِيَقْضِيَ
اللَّهُ
أَمْرًا
كَانَ
مَفْعُولًا
وَإِلَى
اللَّهِ
تُرْجَعُ
الْأُمُورُ)
(الأنفال 44). وَقَوْله
" وَإِذْ
يُرِيكُمُوهُمْ
إِذْ اِلْتَقَيْتُمْ
فِي
أَعْيُنكُمْ
قَلِيلًا "
وَهَذَا
أَيْضًا مِنْ
لُطْفه
تَعَالَى بِهِمْ
إِذْ
أَرَاهُمْ
إِيَّاهُمْ
قَلِيلًا فِي
رَأْي
الْعَيْن
فَيُجَرِّئُهُمْ
عَلَيْهِمْ
وَيُطَمِّعُهُمْ
فِيهِمْ
قَالَ أَبُو
إِسْحَاق
السَّبِيعِيّ
عَنْ أَبِي
عُبَيْدَة
عَنْ عَبْد
اللَّه بْن
مَسْعُود
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ
قَالَ لَقَدْ
قُلِّلُوا
فِي أَعْيُنِنَا
يَوْم بَدْر
حَتَّى قُلْت
لِرَجُلٍ
إِلَى
جَنْبِي
تَرَاهُمْ
سَبْعِينَ ؟ قَالَ
لَا بَلْ هُمْ
مِائَة
حَتَّى
أَخَذْنَا
رَجُلًا
مِنْهُمْ
فَسَأَلْنَاهُ
فَقَالَ
كُنَّا
أَلْفًا ([16]).
رَوَاهُ
اِبْن أَبِي
حَاتِم
وَابْن جَرِير.
. . .
وَقَالَ
مُحَمَّد بْن
إِسْحَاق حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْن
عَبَّاد بْن
عَبْد اللَّه
بْن
الزُّبَيْر
عَنْ أَبِيهِ
فِي قَوْله
تَعَالَى "
لِيَقْضِيَ
اللَّه
أَمْرًا كَانَ
مَفْعُولًا " أَيْ
لِيُلْقِيَ
بَيْنهمْ
الْحَرْب
لِلنِّقْمَةِ
مِمَّنْ
أَرَادَ
الِانْتِقَام
مِنْهُ
وَالْإِنْعَام
عَلَى مَنْ
أَرَادَ
تَمَام
النِّعْمَة
عَلَيْهِ مِنْ
أَهْل
وِلَايَته
وَمَعْنَى
هَذَا أَنَّهُ
تَعَالَى
أَغْرَى
كُلًّا مِنْ
الْفَرِيقَيْنِ
بِالْآخَرِ
وَقَلَّلَهُ
فِي عَيْنه
لِيَطْمَعَ
فِيهِ
وَذَلِكَ
عِنْد
الْمُوَاجَهَة
فَلَمَّا
اِلْتَحَمَ
الْقِتَال
وَأَيَّدَ
اللَّه
الْمُؤْمِنِينَ
بِأَلْفٍ
مِنْ
الْمَلَائِكَة
مُرْدِفِينَ
بَقِيَ حِزْب
الْكُفَّار
يَرَى حِزْب
الْإِيمَان
ضِعْفَيْهِ
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
قَدْ كَانَ
لَكُمْ آيَة
فِي
فِئَتَيْنِ
اِلْتَقَتَا
فِئَة تُقَاتِل
فِي سَبِيل
اللَّه
وَأُخْرَى
كَافِرَة
يَرَوْنَهُمْ
مِثْلَيْهِمْ
رَأَى
الْعَيْن
وَاَللَّه
يُؤَيِّد بِنَصْرِهِ
مَنْ يَشَاء
إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَعِبْرَةً
لِأُولِي
الْأَبْصَار "
وَهَذَا هُوَ
الْجَمْع
بَيْن
هَاتَيْنِ
الْآيَتَيْنِ
فَإِنَّ
كُلًّا
مِنْهُمَا حَقٌّ
وَصِدْقٌ (ابن
كثير) .
(إِذْ
يُرِيكَهُمُ
اللَّهُ فِي
مَنَامِكَ
قَلِيلًا وَلَوْ
أَرَاكَهُمْ
كَثِيرًا
لَفَشِلْتُمْ
وَلَتَنَازَعْتُمْ
فِي
الْأَمْرِ
وَلَكِنَّ
اللَّهَ
سَلَّمَ
إِنَّهُ
عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ)
(الأنفال 43). قَالَ
مُجَاهِد :
رَآهُمْ
النَّبِيّ صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي
مَنَامه
قَلِيلًا،
فَقَصَّ
ذَلِكَ عَلَى
أَصْحَابه ,
فَثَبَّتَهُمْ
اللَّه
بِذَلِكَ
(القرطبي).
بمعنى
الإعتقاد
(أَفَمَنْ
زُيِّنَ لَهُ
سُوءُ
عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا
فَإِنَّ
اللَّهَ
يُضِلُّ مَنْ
يَشَاءُ وَيَهْدِي
مَنْ يَشَاءُ
فَلَا تَذْهَبْ
نَفْسُكَ
عَلَيْهِمْ
حَسَرَاتٍ
إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ
بِمَا
يَصْنَعُونَ ) (فاطر8
). بمعنى
الاعتقاد: (يَعْنِي
كَالْكُفَّارِ
وَالْفُجَّار
يَعْمَلُونَ
أَعْمَالًا
سَيِّئَة
وَهُمْ فِي ذَلِكَ
يَعْتَقِدُونَ
وَيَحْسِبُونَ
أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ
صُنْعًا) (تفسير ابن
كثير).
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ
بَعِيدًا
* وَنَرَاهُ
قَرِيبًا) (المعارج
7-6). بمعنى
الاعتقاد: أَيْ
وُقُوع
الْعَذَاب
وَقِيَام
السَّاعَة
يَرَاهُ
الْكَفَرَة
(يعتقدون
أنّه) بَعِيد
الْوُقُوع
بِمَعْنَى
مُسْتَحِيل
الْوُقُوع. "
وَنَرَاهُ
قَرِيبًا ":
أَيْ
الْمُؤْمِنُونَ
يَعْتَقِدُونَ
كَوْنه
قَرِيبًا
وَإِنْ كَانَ
لَهُ أَمَد
لَا يَعْلَمهُ
إِلَّا
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ لَكِنْ
كُلّ مَا هُوَ
آتٍ فَهُوَ
قَرِيب
وَوَاقِع لَا
مَحَالَة .
(وَإِذْ
قَالَ
إِبْرَاهِيمُ
لِأَبِيهِ
آزَرَ
أَتَتَّخِذُ
أَصْنَامًا
آلِهَةً
إِنِّي
أَرَاكَ وَقَوْمَكَ
فِي ضَلَالٍ
مُبِينٍ )
(الأنعام 74). "إِنِّي
أَرَاك
وَقَوْمك "
أَيْ
السَّالِكِينَ
مَسْلَكك "
فِي ضَلَال
مُبِين " أَيْ
تَائِهِينَ
لَا
يَهْتَدُونَ
أَيْنَ
يَسْلُكُونَ
بَلْ فِي حِيرَة
وَجَهْل
وَأَمْركُمْ
فِي الْجَهَالَة
وَالضَّلَال
بَيِّن
وَاضِح لِكُلِّ
ذِي عَقْل
سَلِيم (ابن
كثير).
وَاُذْكُرْ "إذْ
قَالَ
إبْرَاهِيم
لِأَبِيهِ
آزَرَ" : "أَتَتَّخِذُ
أَصْنَامًا
آلِهَة" تَعْبُدهَا
اسْتِفْهَام تَوْبِيخ
"إنِّي
أَرَاك
وَقَوْمك" بِاِتِّخَاذِهَا
"فِي
ضَلَال" عَنْ
الْحَقّ "مُبِين" بَيِّن
(الجلالين).
(وَيَا
قَوْمِ لَا
أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مَالًا
إِنْ
أَجْرِيَ إِلَّا
عَلَى
اللَّهِ
وَمَا أَنَا
بِطَارِدِ
الَّذِينَ
آمَنُوا
إِنَّهُمْ مُلَاقُو
رَبِّهِمْ
وَلَكِنِّي
أَرَاكُمْ
قَوْمًا
تَجْهَلُونَ )
(هود 29).
"وَلَكِنِّي
أَرَاكُمْ
قَوْمًا تَجْهَلُونَ"
فِي
اِسْتِرْذَالكُمْ
لَهُمْ ، وَسُؤَالكُمْ
طَرْدهمْ (تفسير
القرطبي). وَقَوْله
: { وَلَكِنِّي
أَرَاكُمْ
قَوْمًا تَجْهَلُونَ
} يَقُول : وَلَكِنِّي
أَيّهَا
الْقَوْم
أَرَاكُمْ
قَوْمًا
تَجْهَلُونَ
الْوَاجِب
عَلَيْكُمْ
مِنْ حَقّ
اللَّه
وَاللَّازِم
لَكُمْ مِنْ
فَرَائِض
(الطبري).
(قَالَ
إِنَّمَا
الْعِلْمُ
عِنْدَ
اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ
مَا
أُرْسِلْتُ
بِهِ وَلَكِنِّي
أَرَاكُمْ قَوْمًا
تَجْهَلُونَ )
(الأحقاف 23).
"أَرَاكُمْ
قَوْمًا
تَجْهَلُونَ"
عَنْ
رَبّكُمْ فِي
سُؤَالكُمْ
اِسْتِعْجَال
الْعَذَاب
(القرطبي). {
وَلَكِنِّي
أَرَاكُمْ
قَوْمًا تَجْهَلُونَ
} مَوَاضِع
حُظُوظ
أَنْفُسكُمْ ،
فَلَا
تَعْرِفُونَ
مَا
عَلَيْهَا
مِنْ الْمَضَرَّة
بِعِبَادَتِكُمْ
غَيْر اللَّه ،
وَفِي
اِسْتِعْجَال
عَذَابه
(الطبري).
قُلْ
لَا يَعْلَمُ
مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ
الْغَيْبَ
إِلَّا
اللَّهُ
(أَعِنْدَهُ
عِلْمُ
الْغَيْبِ
فَهُوَ يَرَى )
(النجم 35). أَيْ
أَعِنْدَ
هَذَا
الَّذِي قَدْ
أَمْسَكَ
يَده خَشْيَة
الْإِنْفَاق
وَقَطَعَ مَعْرُوفه
أَعِنْدَهُ
عِلْم
الْغَيْب أَنَّهُ
سَيَنْفَدُ
مَا فِي يَده
حَتَّى قَدْ
أَمْسَكَ
عَنْ مَعْرُوفه
فَهُوَ يَرَى
ذَلِكَ
عِيَانًا؟
أَيْ لَيْسَ
الْأَمْر
كَذَلِكَ
وَإِنَّمَا
أَمْسَكَ
عَنْ
الصَّدَقَة
وَالْمَعْرُوف
وَالْبِرّ
وَالصِّلَة
بُخْلًا
وَشُحًّا
وَهَلَعًا .
وَلِهَذَا
جَاءَ فِي
الْحَدِيث"
أَنْفِقْ
بِلَالًا
وَلَا تَخْشَ
مِنْ ذِي
الْعَرْش
إِقْلَالًا " ([17])
وَقَدْ قَالَ
اللَّه
تَعَالَى "
وَمَا أَنْفَقْتُمْ
مِنْ شَيْء
فَهُوَ
يُخْلِفُهُ
وَهُوَ خَيْر
الرَّازِقِينَ "
(ابن كثير).
قَوَانِين الشَّرْع
؛ إِمَّا
بِوَحْيٍ
وَنَصٍّ ،
أَوْ بِنَظَرٍ
جَارٍ عَلَى
سُنَن
الْوَحْي
(إِنَّا
أَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِتَحْكُمَ
بَيْنَ
النَّاسِ بِمَا
أَرَاكَ
اللَّهُ
وَلَا تَكُنْ
لِلْخَائِنِينَ
خَصِيمًا )
(النساء 105).
مَعْنَاهُ
عَلَى
قَوَانِين
الشَّرْع ؛
إِمَّا
بِوَحْيٍ
وَنَصٍّ ، أَوْ
بِنَظَرٍ
جَارٍ عَلَى
سُنَن
الْوَحْي . وَهَذَا
أَصْل فِي
الْقِيَاس ،
وَهُوَ
يَدُلّ عَلَى
أَنَّ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
إِذَا رَأَى
شَيْئًا
أَصَابَ ؛
لِأَنَّ
اللَّه
تَعَالَى
أَرَاهُ
ذَلِكَ ،
وَقَدْ
ضَمِنَ اللَّه
تَعَالَى
لِأَنْبِيَائِهِ
الْعِصْمَة ؛
فَأَمَّا
أَحَدنَا
إِذَا رَأَى
شَيْئًا
يَظُنّهُ
فَلَا قَطْع فِيمَا
رَآهُ ،
وَلَمْ
يُرِدْ
رُؤْيَة
الْعَيْن
هُنَا ؛ لِأَنَّ
الْحُكْم لَا
يُرَى
بِالْعَيْنِ
. وَفِي
الْكَلَام
إِضْمَار ،
أَيْ بِمَا
أَرَاكَهُ
اللَّه ، وَفِيهِ
إِضْمَار
آخَر ، وَامْضِ
الْأَحْكَام
عَلَى مَا
عَرَّفْنَاك
مِنْ غَيْر
اِغْتِرَار
بِاسْتِدْلَالِهِمْ
(القرطبي).
رؤية
المعجزات
والكرامات
(وَأَلْقِ
عَصَاكَ
فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ
كَأَنَّهَا
جَانٌّ
وَلَّى
مُدْبِرًا
وَلَمْ
يُعَقِّبْ يَا
مُوسَى لَا
تَخَفْ
إِنِّي لَا يَخَافُ
لَدَيَّ
الْمُرْسَلُونَ ) (النمل 10).
وقوله تعالى:
(وَأَنْ
أَلْقِ
عَصَاكَ
فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ
كَأَنَّهَا
جَانٌّ
وَلَّى مُدْبِرًا
وَلَمْ
يُعَقِّبْ
يَا مُوسَى
أَقْبِلْ
وَلَا تَخَفْ
إِنَّكَ مِنَ
الْآمِنِينَ ) (القصص 31). لعلّ الرُّؤيَةَ
هنا تشتمل على
النَّظَر
بالعَيْن
والقَلْب
والعقل لتغمر
موسى بالأمن
من بعد خوف.
يقول ابن
كثير: (فَلَمَّا
أَلْقَى
مُوسَى
تِلْكَ
الْعَصَا مِنْ
يَده
اِنْقَلَبَتْ
فِي الْحَال
حَيَّة
عَظِيمَة
هَائِلَة فِي
غَايَة
الْكِبَر
وَسُرْعَة
الْحَرَكَة) (تفسير ابن
كثير).
(وَاضْمُمْ
يَدَكَ إِلَى
جَنَاحِكَ
تَخْرُجْ
بَيْضَاءَ
مِنْ غَيْرِ
سُوءٍ آيَةً
أُخْرَى *
لِنُرِيَكَ
مِنْ
آيَاتِنَا
الْكُبْرَى)
(طه 22-23).
مَعْنَاهُ
لِنُرِيَك
مِنْ آيَاتنَا
الْآيَة
الْكُبْرَى
دَلِيله
قَوْل اِبْن
عَبَّاس يَد
مُوسَى
أَكْبَر
آيَاته (القرطبي).
(فَأَرَاهُ
الْآيَةَ
الْكُبْرَى)
(النازعات 20). أَيْ
الْعَلَامَة
الْعُظْمَى
وَهِيَ الْمُعْجِزَة
وَقِيلَ :
الْعَصَا .
وَقِيلَ:
الْيَد
الْبَيْضَاء
تَبْرُق
كَالشَّمْسِ .
وَرَوَى
الضَّحَّاك
عَنْ اِبْن
عَبَّاس :
الْآيَة
الْكُبْرَى
قَالَ
الْعَصَا .
الْحَسَن :
يَده
وَعَصَاهُ .
وَقِيلَ :
فَلْق
الْبَحْر .
وَقِيلَ :
الْآيَة :
إِشَارَة
إِلَى جَمِيع
آيَاته
وَمُعْجِزَاته
(القرطبي).
(وَلَقَدْ
أَرَيْنَاهُ
آيَاتِنَا كُلَّهَا
فَكَذَّبَ
وَأَبَى) (طه 56).
يَعْنِي
فِرْعَوْن
أَنَّهُ
قَامَتْ عَلَيْهِ
الْحُجَج
وَالْآيَات
وَالدَّلَالَات
وَعَايَنَ
ذَلِكَ
وَأَبْصَرَهُ
فَكَذَّبَ
بِهَا
وَأَبَاهَا
كُفْرًا
وَعِنَادًا
وَبَغْيًا
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
وَجَحَدُوا
بِهَا
وَاسْتَيْقَنَتْهَا
أَنْفُسهمْ
ظُلْمًا
وَعُلُوًّا "
الْآيَة .
(قَالَ أَرَأَيْتَ
إِذْ
أَوَيْنَا
إِلَى
الصَّخْرَةِ
فَإِنِّي
نَسِيتُ
الْحُوتَ
وَمَا
أَنْسَانِيهُ
إِلَّا
الشَّيْطَانُ
أَنْ
أَذْكُرَهُ
وَاتَّخَذَ
سَبِيلَهُ
فِي
الْبَحْرِ
عَجَبًا ) (الكهف 63). "قَالَ
أَرَأَيْت" أَيْ
تَنَبَّهْ "إذْ
أَوَيْنَا
إلَى
الصَّخْرَة" بِذَلِكَ
الْمَكَان "فَإِنِّي
نَسِيت
الْحُوت
وَمَا
أَنْسَانِيهِ
إلَّا
الشَّيْطَان"
(الجلالين).
(قَالَ
الَّذِي
عِنْدَهُ
عِلْمٌ مِنَ
الْكِتَابِ
أَنَا آتِيكَ
بِهِ قَبْلَ
أَنْ يَرْتَدَّ
إِلَيْكَ
طَرْفُكَ
فَلَمَّا
رَآهُ مُسْتَقِرًّا
عِنْدَهُ
قَالَ هَذَا
مِنْ فَضْلِ
رَبِّي
لِيَبْلُوَنِي
أَأَشْكُرُ أَمْ
أَكْفُرُ
وَمَنْ
شَكَرَ
فَإِنَّمَا
يَشْكُرُ
لِنَفْسِهِ
وَمَنْ
كَفَرَ فَإِنَّ
رَبِّي
غَنِيٌّ
كَرِيمٌ )
(النمل 40). الرُّؤيَةَ
هنا تشتمل على
النَّظَر
بالعَيْن
والقَلْب
والعقل لتنعكس
إيماناً
وشكراً: (هَذَا
مِنْ فَضْلِ
رَبِّي لِيَبْلُوَنِي
أَأَشْكُرُ
أَمْ
أَكْفُرُ).
(قِيلَ
لَهَا
ادْخُلِي الصَّرْحَ
فَلَمَّا رَأَتْهُ
حَسِبَتْهُ
لُجَّةً
وَكَشَفَتْ
عَنْ سَاقَيْهَا
قَالَ
إِنَّهُ
صَرْحٌ
مُمَرَّدٌ
مِنْ قَوَارِيرَ
قَالَتْ
رَبِّ إِنِّي
ظَلَمْتُ
نَفْسِي
وَأَسْلَمْتُ
مَعَ
سُلَيْمَانَ
لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (النمل 44). الرؤية
الظاهرية: لَا تَشُكّ
أَنَّهُ مَاء
تَخُوضهُ
قِيلَ لَهَا "
إِنَّهُ
صَرْح
مُمَرَّد
مِنْ قَوَارِير
" (تفسير
ابن كثير).
(ثُمَّ
بَدَا لَهُمْ
مِنْ بَعْدِ
مَا رَأَوُا
الْآيَاتِ
لَيَسْجُنُنَّهُ
حَتَّى حِينٍ ) (يوسف 35). تبين
حقيقة الأمر:
ثُمَّ
ظَهَرَ
لَهُمْ مِنْ
الْمَصْلَحَة
فِيمَا
رَأَوْهُ
أَنَّهُمْ
يَسْجُنُونَهُ
إِلَى " حِين "
أَيْ إِلَى
مُدَّة
وَذَلِكَ
بَعْدَمَا
عَرَفُوا بَرَاءَته
وَظَهَرَتْ
الْآيَات
وَهِيَ
الْأَدِلَّة
عَلَى صِدْقه
فِي عِفَّته
وَنَزَاهَته (تفسير ابن
كثير).
رؤية
عذاب الله
(فَلَمْ يَكُ
يَنْفَعُهُمْ
إِيمَانُهُمْ
لَمَّا
رَأَوْا
بَأْسَنَا)
(قُلْ مَنْ
كَانَ فِي
الضَّلَالَةِ
فَلْيَمْدُدْ
لَهُ الرَّحْمَنُ
مَدًّا
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا
يُوعَدُونَ
إِمَّا
الْعَذَابَ
وَإِمَّا
السَّاعَةَ
فَسَيَعْلَمُونَ
مَنْ هُوَ شَرٌّ
مَكَانًا
وَأَضْعَفُ
جُنْدًا ) (مريم 75). أيْ
فَأَمْهَلَهُ
الرَّحْمَن
فِيمَا هُوَ فِيهِ
حَتَّى يَلْقَى
رَبّه
وَيَنْقَضِي
أَجَله "
إِمَّا
الْعَذَاب "
يُصِيبهُ "
وَإِمَّا
السَّاعَة "
بَغْتَة تَأْتِيه
(تفسير
ابن كثير).
(فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا
قَالُوا
آمَنَّا بِاللَّهِ
وَحْدَهُ
وَكَفَرْنَا
بِمَا كُنَّا
بِهِ
مُشْرِكِينَ ) (غافر 84). "
فَلَمَّا
رَأَوْا
بَأْسَنَا "
أَيْ عَايَنُوا
وُقُوع
الْعَذَاب
بِهِمْ "
قَالُوا آمَنَّا
بِاَللَّهِ
وَحْده
وَكَفَرْنَا
بِمَا كُنَّا
بِهِ
مُشْرِكِينَ
" أَيْ
وَحَّدُوا
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ
وَكَفَرُوا
بِالطَّاغُوتِ
وَلَكِنْ حَيْثُ
لَا تَنْفَع
الْمَعْذِرَة
وَهَذَا
كَمَا قَالَ
فِرْعَوْن
حِين
أَدْرَكَهُ
الْغَرَق "
آمَنْت
أَنَّهُ لَا إِلَه
إِلَّا
الَّذِي
آمَنَتْ بِهِ
بَنُو إِسْرَائِيل
وَأَنَا مِنْ
الْمُسْلِمِينَ
" قَالَ
اللَّه
تَبَارَكَ
تَعَالَى "
الْآن وَقَدْ
عَصَيْت
قَبْل
وَكُنْت مِنْ
الْمُفْسِدِينَ
" أَيْ فَلَمْ
يَقْبَل
اللَّه
مِنْهُ (تفسير
ابن كثير).
(فَلَمْ
يَكُ
يَنْفَعُهُمْ
إِيمَانُهُمْ
لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا
سُنَّةَ
اللَّهِ
الَّتِي قَدْ
خَلَتْ فِي
عِبَادِهِ
وَخَسِرَ هُنَالِكَ
الْكَافِرُونَ ) (غافر 85). هَذَا
حُكْم اللَّه
فِي جَمِيع
مَنْ تَابَ
عِنْد
مُعَايَنَة
الْعَذَاب
أَنَّهُ لَا
يُقْبَل
وَلِهَذَا
جَاءَ فِي
الْحَدِيث "
إِنَّ اللَّه
تَعَالَى
يَقْبَل
تَوْبَة
الْعَبْد مَا
لَمْ
يُغَرْغِر "([18]).
أَيْ فَإِذَا
غَرْغَرَ
وَبَلَغَتْ
الرُّوح
الْحَنْجَرَة
وَعَايَنَ
الْمَلَك
فَلَا
تَوْبَة
حِينَئِذٍ (تفسير ابن
كثير).
(وَلَمَّا
سُقِطَ فِي
أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا
أَنَّهُمْ
قَدْ ضَلُّوا
قَالُوا
لَئِنْ لَمْ
يَرْحَمْنَا
رَبُّنَا
وَيَغْفِرْ
لَنَا
لَنَكُونَنَّ
مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (الأعراف 149). "وَرَأَوْا" عَلِمُوا "أَنَّهُمْ
قَدْ ضَلُّوا" (الجلالين)
(فَلَمَّا رَأَوْهُ
عَارِضًا
مُسْتَقْبِلَ
أَوْدِيَتِهِمْ
قَالُوا
هَذَا
عَارِضٌ
مُمْطِرُنَا
بَلْ هُوَ مَا
اسْتَعْجَلْتُمْ
بِهِ رِيحٌ
فِيهَا عَذَابٌ
أَلِيمٌ ) (الأحقاف 24).
الرؤية
الظاهرية: أَيْ
فَلَمَّا
رَأَوْا
السَّحَاب
يَبْدُو فِي
عَرْض
السَّمَاء
(القرطبي).
(فَانْطَلَقُوا
وَهُمْ
يَتَخَافَتُونَ * أَنْ
لَا
يَدْخُلَنَّهَا
الْيَوْمَ
عَلَيْكُمْ
مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا
عَلَى حَرْدٍ
قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا
قَالُوا
إِنَّا
لَضَالُّونَ * بَلْ
نَحْنُ
مَحْرُومُونَ) (القلم 27-23). أَيْ
فَلَمَّا
وَصَلُوا
إِلَيْهَا
وَأَشْرَفُوا
عَلَيْهَا
وَهِيَ عَلَى
الْحَالَة الَّتِي
قَالَ اللَّه
عَزَّ
وَجَلَّ قَدْ
اِسْتَحَالَتْ
عَنْ تِلْكَ
النَّضَارَة
وَالزَّهْرَة
وَكَثْرَة
الثِّمَار
إِلَى أَنْ
صَارَتْ
سَوْدَاء
مُدْلَهِمَّة
لَا
يُنْتَفَع
بِشَيْءٍ
مِنْهَا
فَاعْتَقَدُوا
أَنَّهُمْ
قَدْ
أَخْطَئُوا
الطَّرِيق
وَلِهَذَا
قَالُوا "
إِنَّا لَضَالُّونَ
" أَيْ قَدْ
سَلَكْنَا
إِلَيْهَا غَيْر
الطَّرِيق
فَتُهْنَا
عَنْهَا قَالَهُ
اِبْن
عَبَّاس
وَغَيْره
ثُمَّ رَجَعُوا
عَمَّا
كَانُوا
فِيهِ وَتَيَقَّنُوا
أَنَّهَا
هِيَ
فَقَالُوا"
بَلْ نَحْنُ
مَحْرُومُونَ
"(تفسير
ابن كثير).
رؤوس
الكفر لَا
يُؤْمِنُوا
حَتَّى
يَرَوُا الْعَذَابَ
الْأَلِيمَ
(وَقَالَ
مُوسَى
رَبَّنَا
إِنَّكَ
آتَيْتَ
فِرْعَوْنَ
وَمَلَأَهُ
زِينَةً وَأَمْوَالًا
فِي
الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا
رَبَّنَا
لِيُضِلُّوا
عَنْ سَبِيلِكَ
رَبَّنَا
اطْمِسْ
عَلَى أَمْوَالِهِمْ
وَاشْدُدْ
عَلَى
قُلُوبِهِمْ
فَلَا
يُؤْمِنُوا
حَتَّى
يَرَوُا
الْعَذَابَ
الْأَلِيمَ )
(يونس 88). وَأَمَّا
قَوْله : {
حَتَّى
يَرَوْا
الْعَذَابَ
الْأَلِيمَ }
فَإِنَّ
اِبْنَ عَبَّاس
كَانَ يَقُول :
مَعْنَاهُ :
حَتَّى
يَرَوْا
الْغَرَق .
(الطبري).
(إِنْ كَادَ
لَيُضِلُّنَا
عَنْ
آلِهَتِنَا لَوْلَا
أَنْ
صَبَرْنَا
عَلَيْهَا
وَسَوْفَ
يَعْلَمُونَ
حِينَ يَرَوْنَ
الْعَذَابَ
مَنْ أَضَلُّ
سَبِيلًا )
(الفرقان 42). ثُمَّ
قَالَ
تَعَالَى
لِنَبِيِّهِ
مُنَبِّهًا
أَنَّ مَنْ
كَتَبَ
اللَّه
عَلَيْهِ
الشَّقَاوَة
وَالضَّلَال
فَإِنَّهُ
لَا يَهْدِيه
أَحَد إِلَّا
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ (ابن
كثير).
(إِنَّ
الَّذِينَ
حَقَّتْ عَلَيْهِمْ
كَلِمَةُ
رَبِّكَ لَا
يُؤْمِنُونَ
* وَلَوْ جَاءَتْهُمْ
كُلُّ آيَةٍ
حَتَّى
يَرَوُا الْعَذَابَ
الْأَلِيمَ )
(يونس 96-97). أَيْ لَا
يُؤْمِنُونَ
إِيمَانًا
يَنْفَعهُمْ
بَلْ حِين لَا
يَنْفَع
نَفْسًا
إِيمَانهَا
وَلِهَذَا
لَمَّا دَعَا
مُوسَى
عَلَيْهِ
السَّلَام
عَلَى
فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ
قَالَ "
رَبّنَا اِطْمِسْ
عَلَى
أَمْوَالهمْ
وَاشْدُدْ
عَلَى قُلُوبهمْ
فَلَا
يُؤْمِنُوا
حَتَّى
يَرَوْا
الْعَذَاب
الْأَلِيم "
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
وَلَوْ
أَنَّنَا
نَزَّلْنَا
إِلَيْهِمْ
الْمَلَائِكَة
وَكَلَّمَهُمْ
الْمَوْتَى
وَحَشَرْنَا
عَلَيْهِمْ
كُلّ شَيْء
قُبُلًا مَا
كَانُوا
لِيُؤْمِنُوا
إِلَّا أَنْ
يَشَاء
اللَّه وَلَكِنَّ
أَكْثَرهمْ
يَجْهَلُونَ " .
(كَذَلِكَ
سَلَكْنَاهُ
فِي قُلُوبِ
الْمُجْرِمِينَ
* لَا
يُؤْمِنُونَ
بِهِ حَتَّى
يَرَوُا الْعَذَابَ
الْأَلِيمَ * فَيَأْتِيَهُمْ
بَغْتَةً
وَهُمْ لَا
يَشْعُرُونَ)
(الشعراء 200-201 ).
يَقُول
تَعَالَى
كَذَلِكَ
سَلَكْنَا
التَّكْذِيب
وَالْكُفْر
وَالْجُحُود
وَالْعِنَاد
أَيْ
أَدْخَلْنَاهُ
فِي قُلُوب
الْمُجْرِمِينَ . " لَا
يُؤْمِنُونَ
بِهِ " أَيْ
بِالْحَقِّ " حَتَّى
يَرَوْا
الْعَذَاب
الْأَلِيم" أَيْ
حَيْثُ لَا
يَنْفَع
الظَّالِمِينَ
مَعْذِرَتهمْ
وَلَهُمْ
اللَّعْنَة
وَلَهُمْ
سُوء الدَّار . " فَيَأْتِيهِمْ
بَغْتَة"
أَيْ عَذَاب
اللَّه
بَغْتَة . (ابن
كثير)
أَرَأَيْتُمْ
إِنْ كَانَ
مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ
أَرَأَيْتُمْ
إِنْ كُنْتُ
عَلَى
بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّي
(قَالَ يَا
قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ
كُنْتُ عَلَى
بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّي وَآتَانِي
رَحْمَةً
مِنْ
عِنْدِهِ
فَعُمِّيَتْ
عَلَيْكُمْ
أَنُلْزِمُكُمُوهَا
وَأَنْتُمْ
لَهَا
كَارِهُونَ ) (هود 28). "قَالَ
يَا قَوْم
أَرَأَيْتُمْ
"
أَخْبِرُونِي (الجلالين). (قَالَ يَا
قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ
كُنْتُ عَلَى
بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّي وَآتَانِي
مِنْهُ
رَحْمَةً
فَمَنْ
يَنْصُرُنِي
مِنَ اللَّهِ
إِنْ
عَصَيْتُهُ
فَمَا تَزِيدُونَنِي
غَيْرَ
تَخْسِيرٍ ) (هود 63). (قَالَ يَا
قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ كُنْتُ
عَلَى
بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّي
وَرَزَقَنِي
مِنْهُ
رِزْقًا
حَسَنًا
وَمَا أُرِيدُ
أَنْ
أُخَالِفَكُمْ
إِلَى مَا
أَنْهَاكُمْ
عَنْهُ إِنْ
أُرِيدُ
إِلَّا
الْإِصْلَاحَ
مَا
اسْتَطَعْتُ
وَمَا
تَوْفِيقِي
إِلَّا بِاللَّهِ
عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ
وَإِلَيْهِ
أُنِيبُ ) (هود 88).
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ
كَانَ مِنْ
عِنْدِ
اللَّهِ
ثُمَّ كَفَرْتُمْ
بِهِ مَنْ
أَضَلُّ
مِمَّنْ هُوَ
فِي شِقَاقٍ
بَعِيدٍ ) (فصلت 52). أَيْ كَيْف
تَرَوْنَ
حَالكُمْ
عِنْد الَّذِي
أَنْزَلَهُ
عَلَى
رَسُوله ؟
وَلِهَذَا قَالَ
عَزَّ
وَجَلَّ "
مَنْ أَضَلّ
مِمَّنْ هُوَ
فِي شِقَاق
بَعِيد " أَيْ
فِي كُفْر وَعِنَاد
وَمُشَاقَّة
لِلْحَقِّ
وَمَسْلَك
بَعِيد مِنْ
الْهُدَى . (ابن
كثير)
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ
كَانَ مِنْ
عِنْدِ
اللَّهِ
وَكَفَرْتُمْ
بِهِ وَشَهِدَ
شَاهِدٌ مِنْ
بَنِي
إِسْرَائِيلَ
عَلَى
مِثْلِهِ فَآمَنَ
وَاسْتَكْبَرْتُمْ
إِنَّ
اللَّهَ لَا
يَهْدِي
الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ ) (الأحقاف 10). "قُلْ أَرَأَيْتُمْ
" أَخْبِرُونِي (الجلالين). يَقُول
تَعَالَى"
قُلْ " يَا مُحَمَّد
لِهَؤُلَاءِ
الْمُشْرِكِينَ
الْكَافِرِينَ
بِالْقُرْآنِ"
أَرَأَيْتُمْ
إِنْ كَانَ "
هَذَا
الْقُرْآن "
مِنْ عِنْد
اللَّه
وَكَفَرْتُمْ
بِهِ " أَيْ
مَا
ظَنُّكُمْ
أَنَّ اللَّه
صَانِع بِكُمْ
إِنْ كَانَ
هَذَا
الْكِتَاب الَّذِي
جِئْتُكُمْ
بِهِ قَدْ
أَنْزَلَهُ عَلَيَّ
لِأُبَلِّغَكُمُوهُ
، وَقَدْ كَفَرْتُمْ
بِهِ
وَكَذَّبْتُمُوهُ (ابن
كثير).
(وَمِنَ
النَّاسِ
مَنْ
يَتَّخِذُ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ
أَنْدَادًا
يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ
اللَّهِ
وَالَّذِينَ
آمَنُوا
أَشَدُّ حُبًّا
لِلَّهِ
وَلَوْ يَرَى
الَّذِينَ
ظَلَمُوا
إِذْ
يَرَوْنَ
الْعَذَابَ
أَنَّ
الْقُوَّةَ
لِلَّهِ
جَمِيعًا
وَأَنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ
الْعَذَابِ )
(البقرة
165).
تَقْدِير
الْكَلَام
لَوْ
عَايَنُوا
الْعَذَاب
لَعَلِمُوا
حِينَئِذٍ
أَنَّ الْقُوَّة
لِلَّهِ
جَمِيعًا أَيْ
أَنَّ
الْحُكْم
لَهُ
وَحْدَهُ لَا
شَرِيك لَهُ
وَأَنَّ
جَمِيع
الْأَشْيَاء
تَحْت قَهْره
وَغَلَبَته
وَسُلْطَانه
(ابن كثير). وَلَوْ
تَرَى يَا مُحَمَّد
الَّذِينَ
ظَلَمُوا فِي
حَال رُؤْيَتهمْ
الْعَذَاب
وَفَزَعهمْ
مِنْهُ
وَاسْتِعْظَامهمْ
لَهُ
لَأَقَرُّوا
أَنَّ
الْقُوَّة
لِلَّهِ .
وَتَقْدِير
آخَر: وَلَوْ
تَرَى يَا
مُحَمَّد
الَّذِينَ
ظَلَمُوا فِي
حَال
رُؤْيَتهمْ
الْعَذَاب
وَفَزَعهمْ
مِنْهُ
لَعَلِمْت أَنَّ
الْقُوَّة
لِلَّهِ
جَمِيعًا (القرطبي).
أَرَأَيْتُمْ
شُرَكَاءَكُمُ
أَرَأَيْتُمْ
مَا
تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ
أَيْ
إِنَّمَا
اِتَّبَعُوا
فِي ذَلِكَ
أَهْوَاءَهُمْ
وَآرَاءَهُمْ
وَأَمَانِيّهمْ
الَّتِي
تَمَنَّوْهَا
لِأَنْفُسِهِمْ
وَهِيَ
غُرُور
وَبَاطِل
وَزُور.
وَهُوَ اِحْتِجَاج
بِدَلِيلِ
الْعَقْل
فِي أَنَّه
لَا يَصِحّ
أَنْ يُدْعَى
مِنْ دُون
اللَّه أحد.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ
شُرَكَاءَكُمُ
الَّذِينَ
تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ
أَرُونِي
مَاذَا خَلَقُوا
مِنَ
الْأَرْضِ
أَمْ لَهُمْ
شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ
أَمْ
آتَيْنَاهُمْ
كِتَابًا
فَهُمْ عَلَى
بَيِّنَةٍ
مِنْهُ بَلْ
إِنْ يَعِدُ
الظَّالِمُونَ
بَعْضُهُمْ
بَعْضًا إِلَّا
غُرُورًا ) (فاطر 40). يَقُول
تَعَالَى
لِرَسُولِهِ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
أَنْ يَقُول
لِلْمُشْرِكِينَ"
أَرَأَيْتُمْ
شُرَكَاءَكُمْ
الَّذِينَ تَدْعُونَ
مِنْ دُون
اللَّه" أَيْ
مِنْ الْأَصْنَام
وَالْأَنْدَاد
" أَرُونِي
مَاذَا خَلَقُوا
مِنْ الْأَرْض
أَمْ لَهُمْ
شِرْك فِي
السَّمَاوَات
" أَيْ لَيْسَ لَهُمْ
شَيْء مِنْ
ذَلِكَ مَا
يَمْلِكُونَ مِنْ
قِطْمِير وَقَوْله
" أَمْ
آتَيْنَاهُمْ
كِتَابًا فَهُمْ
عَلَى
بَيِّنَة
مِنْهُ " أَيْ
أَمْ أَنْزَلْنَا
عَلَيْهِمْ
كِتَابًا
بِمَا يَقُولُونَهُ
مِنْ
الشِّرْك وَالْكُفْر؟
لَيْسَ
الْأَمْر
كَذَلِكَ "
بَلْ إِنْ يَعِد
الظَّالِمُونَ
بَعْضهمْ
بَعْضًا
إِلَّا غُرُورًا"
أَيْ بَلْ
إِنَّمَا
اِتَّبَعُوا
فِي ذَلِكَ أَهْوَاءَهُمْ
وَآرَاءَهُمْ
وَأَمَانِيّهمْ
الَّتِي
تَمَنَّوْهَا
لِأَنْفُسِهِمْ
وَهِيَ
غُرُور
وَبَاطِل
وَزُور .
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ
مَا
تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ
أَرُونِي
مَاذَا
خَلَقُوا
مِنَ الْأَرْضِ
أَمْ لَهُمْ
شِرْكٌ فِي
السَّمَاوَاتِ
ائْتُونِي
بِكِتَابٍ
مِنْ قَبْلِ
هَذَا أَوْ
أَثَارَةٍ
مِنْ عِلْمٍ
إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ ) (الأحقاف 4). وَهُوَ اِحْتِجَاج
بِدَلِيلِ
الْعَقْل فِي أَنَّ
الْجَمَاد
لَا يَصِحّ
أَنْ يُدْعَى
مِنْ دُون
اللَّه
فَإِنَّهُ
لَا يَضُرّ
وَلَا
يَنْفَع (القرطبي). "قُلْ
أَرَأَيْتُمْ
" أَخْبِرُونِي (الجلالين).
(قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ
مَا
كُنْتُمْ
تَعْبُدُونَ ) (الشعراء 75).
(وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ
مَنْ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ
اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ
مَا
تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ إِنْ
أَرَادَنِيَ
اللَّهُ
بِضُرٍّ هَلْ
هُنَّ كَاشِفَاتُ
ضُرِّهِ أَوْ
أَرَادَنِي
بِرَحْمَةٍ
هَلْ هُنَّ
مُمْسِكَاتُ
رَحْمَتِهِ
قُلْ
حَسْبِيَ
اللَّهُ
عَلَيْهِ
يَتَوَكَّلُ
الْمُتَوَكِّلُونَ ) (الزمر 38). " قُلْ
أَفَرَأَيْتُمْ
مَا
تَدْعُونَ
مِنْ دُون
اللَّه إِنْ
أَرَادَنِي
اللَّه
بِضُرٍّ هَلْ
هُنَّ
كَاشِفَات
ضُرِّهِ أَوْ
أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ
هَلْ هُنَّ
مُمْسِكَات
رَحْمَته "
أَيْ لَا
تَسْتَطِيع
شَيْئًا مِنْ
الْأَمْر (ابن
كثير).
(أَفَرَأَيْتُمُ
اللَّاتَ
وَالْعُزَّى ) (النجم 19). يَقُولهُ
تَعَالَى
مُقَرِّعًا
لِلْمُشْرِكِينَ
فِي
عِبَادَتهمْ
الْأَصْنَامَ
وَالْأَنْدَادَ
وَالْأَوْثَانَ
وَاِتِّخَاذِهِمْ
لَهَا
الْبُيُوتَ
مُضَاهَاةً
لِلْكَعْبَةِ
(ابن كتير).
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ
جَعَلَ
اللَّهُ
عَلَيْكُمُ
اللَّيْلَ
سَرْمَدًا
إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ
مَنْ إِلَهٌ
غَيْرُ
اللَّهِ يَأْتِيكُمْ
بِضِيَاءٍ
أَفَلَا
تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ جَعَلَ
اللَّهُ
عَلَيْكُمُ
النَّهَارَ
سَرْمَدًا
إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ
مَنْ إِلَهٌ
غَيْرُ
اللَّهِ يَأْتِيكُمْ
بِلَيْلٍ
تَسْكُنُونَ
فِيهِ أَفَلَا
تُبْصِرُونَ) (القصص 72-71). "أَرَأَيْتُمْ
" أَيْ
أَخْبِرُونِي (الجلالين).
التفكّر
والنظر في نِعَمِ
الله الخالق
القادر
سبحانه
رؤية
العين والعلم
و رؤية
القَلْب
والتفكّر في نِعَمِ
الله الخالق
القادر
سبحانه وشكره
عليها.
To
find out; make inquiry
(investigation, analysis, survey, probe); to consider; think;
look about; observe.
(أَفَرَأَيْتُمْ
مَا
تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ
تَخْلُقُونَهُ
أَمْ نَحْنُ
الْخَالِقُونَ) (الواقعة 59-58). "
أَيْ
أَنْتُمْ
تُقِرُّونَهُ
فِي الْأَرْحَام
وَتَخْلُقُونَهُ
فِيهَا أَمْ
اللَّه الْخَالِق
لِذَلِكَ ؟
(أَفَرَأَيْتُمْ
مَا
تَحْرُثُونَ ) (الواقعة 63).
هَذِهِ
حُجَّة
أُخْرَى ،
أَيْ
أَخْبِرُونِي عَمَّا
تَحْرُثُونَ
مِنْ
أَرْضكُمْ
فَتَطْرَحُونَ
فِيهَا
الْبَذْر ،
أَنْتُمْ
تُنْبِتُونَهُ
وَتُحَصِّلُونَهُ
زَرْعًا فَيَكُون
فِيهِ
السُّنْبُل
وَالْحَبّ
أَمْ نَحْنُ
نَفْعَل
ذَلِكَ؟ (القرطبي).
(أَفَرَأَيْتُمُ
الْمَاءَ
الَّذِي
تَشْرَبُونَ ) (الواقعة 68). أَيْ
فَهَلَّا
تَشْكُرُونَ
نِعْمَة
اللَّه
عَلَيْكُمْ
فِي
إِنْزَاله
الْمَطَر
عَلَيْكُمْ
عَذْبًا
زُلَالًا "لَكُمْ
مِنْهُ
شَرَاب
وَمِنْهُ
شَجَر فِيهِ
تُسِيمُونَ
يُنْبِت
لَكُمْ بِهِ
الزَّرْع
وَالزَّيْتُون
وَالنَّخِيل
وَالْأَعْنَاب
وَمِنْ كُلّ
الثَّمَرَات
إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَة
لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ ".
(أَفَرَأَيْتُمُ
النَّارَ
الَّتِي
تُورُونَ ) (الواقعة 71). أَيْ أَخْبِرُونِي عَنْ
النَّار
الَّتِي
تُظْهِرُونَهَا
بِالْقَدْحِ
مِنْ
الشَّجَر
الرُّطَب
(القرطبي).
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
أَنْزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً
فَتُصْبِحُ
الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً
إِنَّ
اللَّهَ
لَطِيفٌ
خَبِيرٌ )
(الحج 63). "أَلَمْ
تَرَ" تَعْلَم
(الجلالين).
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
سَخَّرَ
لَكُمْ مَا
فِي
الْأَرْضِ
وَالْفُلْكَ
تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ
بِأَمْرِهِ
وَيُمْسِكُ
السَّمَاءَ
أَنْ تَقَعَ
عَلَى
الْأَرْضِ
إِلَّا بِإِذْنِهِ
إِنَّ
اللَّهَ
بِالنَّاسِ
لَرَءُوفٌ
رَحِيمٌ )
(الحج 65). "أَلَمْ
تَرَ" تَعْلَم (الجلالين).
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
يُزْجِي
سَحَابًا
ثُمَّ
يُؤَلِّفُ
بَيْنَهُ
ثُمَّ يَجْعَلُهُ
رُكَامًا
فَتَرَى
الْوَدْقَ
يَخْرُجُ
مِنْ
خِلَالِهِ
وَيُنَزِّلُ
مِنَ السَّمَاءِ
مِنْ جِبَالٍ
فِيهَا مِنْ
بَرَدٍ فَيُصِيبُ
بِهِ مَنْ
يَشَاءُ
وَيَصْرِفُهُ
عَنْ مَنْ
يَشَاءُ
يَكَادُ
سَنَا بَرْقِهِ
يَذْهَبُ
بِالْأَبْصَارِ )
(النور 43). أَيْ
أَلَمْ تَرَ
بِعَيْنَيْ
قَلْبك (القرطبي).
(أَلَمْ
تَرَ إِلَى
رَبِّكَ
كَيْفَ مَدَّ
الظِّلَّ
وَلَوْ شَاءَ
لَجَعَلَهُ
سَاكِنًا ثُمَّ
جَعَلْنَا
الشَّمْسَ
عَلَيْهِ
دَلِيلًا )
(الفرقان 45). يَجُوز
أَنْ تَكُون
هَذِهِ
الرُّؤْيَة
مِنْ رُؤْيَة
الْعَيْن ،
وَيَجُوز
أَنْ تَكُون مِنْ
الْعِلْم
(القرطبي).
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
يُولِجُ
اللَّيْلَ
فِي
النَّهَارِ
وَيُولِجُ
النَّهَارَ فِي
اللَّيْلِ
وَسَخَّرَ
الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ
كُلٌّ
يَجْرِي
إِلَى أَجَلٍ
مُسَمًّى وَأَنَّ
اللَّهَ
بِمَا
تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ )
(لقمان 29). يَقُول
تَعَالَى
ذِكْره : {
أَلَمْ تَرَ }
يَا مُحَمَّد
بِعَيْنِك {
أَنَّ
اللَّهَ يُولِج
اللَّيْل فِي
النَّهَار }
(الطبري).
فَعَلَ
اللَّه
تَعَالَى
ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا
وَتُقِرُّوا " بِأَنَّ
اللَّه هُوَ
الْحَقّ
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ
مِنْ دُونه
الْبَاطِل " أَيْ
الشَّيْطَان
(القرطبي).
(أَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّا
جَعَلْنَا
اللَّيْلَ
لِيَسْكُنُوا
فِيهِ
وَالنَّهَارَ
مُبْصِرًا
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَآيَاتٍ
لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ )
(النمل 86).
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
الْفُلْكَ
تَجْرِي فِي الْبَحْرِ
بِنِعْمَةِ
اللَّهِ
لِيُرِيَكُمْ
مِنْ
آيَاتِهِ
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَآيَاتٍ
لِكُلِّ
صَبَّارٍ
شَكُورٍ )
(لقمان 31). رؤية
العين والعلم
والإيمان
بقُدْرَة
اللَّه. "لِيُرِيَكُمْ
مِنْ آيَاته "
أَيْ مِنْ
قُدْرَته (ابن
كثير).
أَيْ
لِيُرِيَكُمْ
جَرْي
السُّفُن ؛
قَالَهُ
يَحْيَى بْن
سَلَّام .
وَقَالَ اِبْن
شَجَرَة : "
مِنْ آيَاته "
مَا
تُشَاهِدُونَ
مِنْ قُدْرَة
اللَّه
تَعَالَى
فِيهِ . النَّقَّاش
: مَا
يَرْزُقهُمْ
اللَّه
مِنْهُ (القرطبي).
(وَلَوْلَا
إِذْ
دَخَلْتَ
جَنَّتَكَ
قُلْتَ مَا
شَاءَ
اللَّهُ لَا
قُوَّةَ
إِلَّا بِاللَّهِ
إِنْ تَرَنِ
أَنَا
أَقَلَّ
مِنْكَ مَالًا
وَوَلَدًا )
(الكهف 39). أَيْ
هَلَّا إِذَا
أَعْجَبَتْك
حِين
دَخَلْتهَا
وَنَظَرْت
إِلَيْهَا
حَمِدْت
اللَّه عَلَى مَا
أَنْعَمَ
بِهِ عَلَيْك
وَأَعْطَاك
مِنْ الْمَال
أَوْ
الْوَلَد مَا
لَمْ
يُعْطَهُ غَيْرك
وَقُلْت مَا
شَاءَ اللَّه
لَا قُوَّة
إِلَّا
بِاَللَّهِ
(ابن كثير). لعل
(تَرَنِ) هنا
بمعنى تجدني.
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
أَنْزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً
فَأَخْرَجْنَا
بِهِ
ثَمَرَاتٍ
مُخْتَلِفًا
أَلْوَانُهَا
وَمِنَ
الْجِبَالِ
جُدَدٌ بِيضٌ
وَحُمْرٌ
مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهَا
وَغَرَابِيبُ
سُودٌ )
(فاطر 27). هَذِهِ
الرُّؤْيَة
رُؤْيَة
الْقَلْب
وَالْعِلْم (القرطبي).
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
أَنْزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً
فَسَلَكَهُ
يَنَابِيعَ
فِي الْأَرْضِ
ثُمَّ
يُخْرِجُ
بِهِ زَرْعًا
مُخْتَلِفًا
أَلْوَانُهُ
ثُمَّ
يَهِيجُ
فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا
ثُمَّ
يَجْعَلُهُ
حُطَامًا
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَذِكْرَى
لِأُولِي
الْأَلْبَابِ )
(الزمر 21). "أَلَمْ
تَرَ" تَعْلَم
(الجلالين). يُخْبِر
تَعَالَى
أَنَّ أَصْل
الْمَاء فِي
الْأَرْض
مِنْ
السَّمَاء
كَمَا قَالَ
عَزَّ وَجَلَّ
"
وَأَنْزَلْنَا
مِنْ
السَّمَاء مَاء
طَهُورًا " ...
وَكَثِيرًا
مَا يَضْرِب
اللَّه
تَعَالَى مَثَل
الْحَيَاة
الدُّنْيَا
بِمَا
يُنْزِل اللَّه
مِنْ
السَّمَاء
مِنْ مَاء
وَيُنْبِت
بِهِ
زُرُوعًا
وَثِمَارًا
ثُمَّ يَكُون
بَعْد ذَلِكَ
حُطَامًا (ابن
كثير). هَذِهِ
الرُّؤْيَة
رُؤْيَة
الْقَلْب
وَالْعِلْم
والتفكّر الذي يقود
إلى الإيمان
بالبعث
والجزاء.
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
يُزْجِي
سَحَابًا
ثُمَّ
يُؤَلِّفُ
بَيْنَهُ ثُمَّ
يَجْعَلُهُ
رُكَامًا
فَتَرَى
الْوَدْقَ
يَخْرُجُ
مِنْ
خِلَالِهِ
وَيُنَزِّلُ
مِنَ
السَّمَاءِ
مِنْ جِبَالٍ
فِيهَا مِنْ
بَرَدٍ
فَيُصِيبُ
بِهِ مَنْ
يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ
عَنْ مَنْ
يَشَاءُ
يَكَادُ
سَنَا بَرْقِهِ
يَذْهَبُ
بِالْأَبْصَارِ )
(النور 43). "أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّه
يُزْجِي
سَحَابًا" يَسُوقهُ
بِرِفْقٍ "ثُمَّ
يُؤَلِّف
بَيْنه" يَضُمّ
بَعْضه إلَى
بَعْض
فَيَجْعَل
الْقِطَع
الْمُتَفَرِّقَة
قِطْعَة
وَاحِدَة "ثُمَّ
يَجْعَلهُ
رُكَامًا" بَعْضه
فَوْق بَعْض "فَتَرَى
الْوَدْق" الْمَطَر
"يَخْرُج
مِنْ خِلَاله" مَخَارِجه" (الجلالين). هَذِهِ
الرُّؤْيَة
رُؤْيَة
الْعِلْم
والتفكّر.
(اللَّهُ
الَّذِي
يُرْسِلُ
الرِّيَاحَ
فَتُثِيرُ
سَحَابًا
فَيَبْسُطُهُ
فِي السَّمَاءِ
كَيْفَ
يَشَاءُ
وَيَجْعَلُهُ
كِسَفًا
فَتَرَى
الْوَدْقَ
يَخْرُجُ
مِنْ خِلَالِهِ
فَإِذَا أَصَابَ
بِهِ مَنْ
يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ
إِذَا هُمْ
يَسْتَبْشِرُونَ )
(الروم 48). أَيْ
فَتَرَى
الْوَدْق
أَيْ الْمَطَر
يَخْرُج مِنْ
خِلَال
الْكِسَف
(القرطبي). أَيْ
فَتَرَى
الْمَطَر
وَهُوَ الْقَطْر
يَخْرُج مِنْ
بَيْن ذَلِكَ
السَّحَاب (ابن
كثير).
(أَوَلَمْ
يَرَوْا
إِلَى
الْأَرْضِ
كَمْ
أَنْبَتْنَا
فِيهَا مِنْ
كُلِّ زَوْجٍ
كَرِيمٍ )
(الشعراء 7).
(وَإِذْ
قَالَ
إِبْرَاهِيمُ
رَبِّ
أَرِنِي كَيْفَ
تُحْيِ
الْمَوْتَى
قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِنْ
قَالَ بَلَى
وَلَكِنْ
لِيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي
قَالَ فَخُذْ
أَرْبَعَةً
مِنَ
الطَّيْرِ
فَصُرْهُنَّ
إِلَيْكَ ثُمَّ
اجْعَلْ
عَلَى كُلِّ
جَبَلٍ
مِنْهُنَّ
جُزْءًا
ثُمَّ
ادْعُهُنَّ
يَأْتِينَكَ سَعْيًا
وَاعْلَمْ
أَنَّ
اللَّهَ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
(البقرة 260). سأل
إبراهيمُ
ربَّه أن
يُرِيَه كيف
يُحْيي الموتى
عِيانًا
ومُشاهدةً؛
ليَطمئنَّ
قَلْبُه؛
لأنَّ رؤية عَيْن
الْيَقِين أَبْلَغُ
في اليَقِين. وسبحان
الله العظيم
الذي من حكمته
سبحانه أن يمتحن
إبراهيم
مقابل طلبه (رَبِّ
أَرِنِي
كَيْفَ
تُحْيِ
الْمَوْتَى) بولده؛
وأن يريه كيفَ
يفديه بذبح
عظيم.
ذَكَرُوا
لِسُؤَالِ
إِبْرَاهِيم
عَلَيْهِ
السَّلَام
أَسْبَابًا
مِنْهَا
أَنَّهُ لَمَّا
قَالَ
لِنُمْرُودَ
" رَبِّي
الَّذِي
يُحْيِي وَيُمِيت
"
أَحَبَّ أَنْ
يَتَرَقَّى
مِنْ عِلْم
الْيَقِين
بِذَلِكَ
إِلَى عَيْن
الْيَقِين
وَأَنْ يَرَى
ذَلِكَ مُشَاهَدَة
فَقَالَ "
رَبِّ
أَرِنِي
كَيْف تُحْيِ
الْمَوْتَى
قَالَ
أَوَلَمْ
تُؤْمِن
قَالَ بَلَى
وَلَكِنْ
لِيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي "
فَأَمَّا
الْحَدِيث الَّذِي
رَوَاهُ
الْبُخَارِيّ
عِنْد هَذِهِ الْآيَة
حَدَّثَنَا
أَحْمَد بْن
صَالِح حَدَّثَنَا
اِبْن وَهْب
أَخْبَرَنِي
يُونُس عَنْ
اِبْن شِهَاب
عَنْ أَبِي
سَلَمَة وَسَعِيد
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَة -
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ
- قَالَ : قَالَ
رَسُول
اللَّه -
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ -
نَحْنُ
أَحَقّ
بِالشَّكِّ مِنْ
إِبْرَاهِيم
إِذْ قَالَ
رَبِّ أَرِنِي
كَيْف تُحْيِ
الْمَوْتَى
قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِن
قَالَ بَلَى
وَلَكِنْ
لِيَطْمَئِنّ
قَلْبِي
وَكَذَا
رَوَاهُ
مُسْلِم عَنْ
حَرْمَلَة بْن
يَحْيَى عَنْ
وَهْب بِهِ ([19]) . لمَّا
نزَل قولُه
تعالى: {رَبِّ
أَرِنِي
كَيْفَ
تُحْيِ
الْمَوْتَى}
[البقرة: 260]، قال بعضُ
النَّاسِ:
شكَّ
إِبراهيمُ
ولم يَشُكَّ نبيُّنَا،
فقال صلَّى
الله عليه
وسلَّم: (نحن أَحَقُّ
بالشَّكِّ
مِن
إبراهيمَ)؛
أراد بِذلك
صلَّى الله
عليه وسلَّم
الْمُبالَغةَ
في نَفْي الشَّكِّ
عن إبراهيم،
أي: إذا كنَّا
نحن لا نَشكُّ
في قُدْرةِ
الله على
إِحْياءِ
الموتى، فإبراهيمُ
أَوْلَى
بعدمِ
الشَّكِّ،
وإنَّما سأل
إبراهيمُ
ربَّه أن
يُرِيَه كيف
يُحْيي الموتى
عِيانًا
ومُشاهدةً؛
ليَطمئنَّ
قَلْبُه،
كما قال:
{وَلَكِنْ
لِيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي}
[البقرة: 260]؛ لأنَّه
أَبْلَغُ في
اليَقِين.
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
أَنْزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً
فَسَلَكَهُ
يَنَابِيعَ فِي
الْأَرْضِ
ثُمَّ
يُخْرِجُ
بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا
أَلْوَانُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ
فَتَرَاهُ
مُصْفَرًّا
ثُمَّ يَجْعَلُهُ
حُطَامًا
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَذِكْرَى
لِأُولِي
الْأَلْبَابِ )
(الزمر 21). "أَلَمْ
تَرَ" تَعْلَم
"أَنَّ
اللَّه
أَنْزَلَ
مِنَ
السَّمَاء
مَاء
فَسَلَكَهُ
يَنَابِيع" أَدْخَلَهُ
أَمْكِنَة
نَبْع "فِي
الْأَرْض
ثُمَّ يُخْرِج
بِهِ زَرْعًا
مُخْتَلِفًا
أَلْوَانه
ثُمَّ يَهِيج" يَيْبَس
"فَتَرَاهُ" بَعْد
الْخُضْرَة
مَثَلًا "مُصْفَرًّا
ثُمَّ
يَجْعَلهُ
حُطَامًا" فُتَاتًا
"إنَّ
فِي ذَلِكَ
لَذِكْرَى" تَذْكِيرًا
"لِأُولِي
الْأَلْبَاب" يَتَذَكَّرُونَ
بِهِ
لِدَلَالَتِهِ
عَلَى وَحْدَانِيَّة
اللَّه
تَعَالَى
وَقُدْرَته
(الجلالين).
(أَوَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّ
اللَّهَ
يَبْسُطُ
الرِّزْقَ
لِمَنْ
يَشَاءُ
وَيَقْدِرُ
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَآيَاتٍ
لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ )
(الروم 37).
(أَوَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّا
خَلَقْنَا
لَهُمْ
مِمَّا
عَمِلَتْ
أَيْدِينَا
أَنْعَامًا فَهُمْ
لَهَا
مَالِكُونَ )
(يس 71).
(وَإِلَى
مَدْيَنَ
أَخَاهُمْ
شُعَيْبًا قَالَ
يَا قَوْمِ
اعْبُدُوا
اللَّهَ مَا
لَكُمْ مِنْ
إِلَهٍ
غَيْرُهُ
وَلَا
تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ
وَالْمِيزَانَ
إِنِّي أَرَاكُمْ
بِخَيْرٍ
وَإِنِّي
أَخَافُ
عَلَيْكُمْ
عَذَابَ
يَوْمٍ
مُحِيطٍ )
(هود 84).
"إِنِّي
أَرَاكُمْ
بِخَيْرٍ"
أَيْ فِي
سَعَة مِنْ
الرِّزْق
وَكَثْرَة
مِنْ النِّعَم
. وَقَالَ
الْحَسَن :
كَانَ
سِعْرهمْ رَخِيصًا
(القرطبي).
(قُلْ
أَرُونِيَ
الَّذِينَ
أَلْحَقْتُمْ
بِهِ
شُرَكَاءَ
كَلَّا بَلْ
هُوَ اللَّهُ
الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ)
(سبإ 27).
وَقَوْله
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى: "
قُلْ
أَرُونِيَ
الَّذِينَ
أَلْحَقْتُمْ
بِهِ
شُرَكَاء "
أَيْ
أَرُونِي
هَذِهِ
الْآلِهَة
الَّتِي
جَعَلْتُمُوهَا
لِلَّهِ أَنْدَادًا
وَصَيَّرْتُمُوهَا
لَهُ عَدْلًا
" كَلَّا "
أَيْ لَيْسَ
لَهُ نَظِير
وَلَا نَدِيد
وَلَا شَرِيك
وَلَا عَدِيل
وَلِهَذَا
قَالَ تَعَالَى
: " بَلْ هُوَ
اللَّه" . أَيْ
الْوَاحِد
الْأَحَد
الَّذِي لَا
شَرِيك لَهُ "
الْعَزِيز الْحَكِيم"
أَيْ ذُو
الْعِزَّة
الَّذِي قَدْ
قَهَرَ بِهَا
كُلّ شَيْء
وَغَلَبَتْ
كُلّ شَيْء ،
الْحَكِيم
فِي
أَفْعَاله
وَأَقْوَاله
وَشَرْعه
وَقَدَره
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى وَتَقَدَّسَ
عَمَّا
يَقُولُونَ
عُلُوًّا كَبِيرًا
وَاَللَّه
أَعْلَم .
(كَلَّا
إِنَّ
الْإِنْسَانَ
لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ
اسْتَغْنَى ) (العلق 7-6). يُخْبِر
تَعَالَى
عَنْ
الْإِنْسَان
أَنَّهُ ذُو
فَرَح
وَأَشَر
وَبَطَر
وَطُغْيَان
إِذَا رَأَى
نَفْسه قَدْ
اِسْتَغْنَى
وَكَثُرَ
مَاله ثُمَّ
تَهَدَّدَهُ
وَتَوَعَّدَهُ
وَوَعَظَهُ (ابن
كثير).
بمعنى
النّظر
والتفكّر
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ
أَهْلَكَنِيَ
اللَّهُ
وَمَنْ
مَعِيَ أَوْ
رَحِمَنَا
فَمَنْ يُجِيرُ
الْكَافِرِينَ
مِنْ عَذَابٍ
أَلِيمٍ ) (الملك 28). فَلَا
مَنَاص
لَكُمْ مِنْ
نَكَاله
وَعَذَابه
الْأَلِيم
الْوَاقِع
بِكُمْ (تفسير
ابن كثير).
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ
أَصْبَحَ
مَاؤُكُمْ
غَوْرًا
فَمَنْ يَأْتِيكُمْ
بِمَاءٍ
مَعِينٍ ) (الملك 30). أَيْ لَا
يَأْتِي بِهِ
إلَّا اللَّه
تَعَالَى
فَكَيْفَ
تُنْكِرُونَ
أَنْ
يَبْعَثكُمْ
(الجلالين).
(أَوَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّا
نَأْتِي
الْأَرْضَ
نَنْقُصُهَا
مِنْ
أَطْرَافِهَا
وَاللَّهُ
يَحْكُمُ لَا
مُعَقِّبَ
لِحُكْمِهِ
وَهُوَ
سَرِيعُ
الْحِسَابِ )
(الرعد 41).
وَقَوْله "
أَوَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّا
نَأْتِي
الْأَرْض
نَنْقُصهَا
مِنْ
أَطْرَافهَا
" قَالَ اِبْن
عَبَّاس :
أَوَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّا
نَفْتَح
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
الْأَرْض
بَعْد
الْأَرْض
وَقَالَ فِي
رِوَايَة : أَوَلَمْ
يَرَوْا
إِلَى
الْقَرْيَة
تُخَرَّب
حَتَّى يَكُون
الْعُمْرَان
فِي نَاحِيَة
وَقَالَ مُجَاهِد
وَعِكْرِمَة
نَنْقُصهَا
مِنْ أَطْرَافهَا
قَالَ
خَرَابهَا
وَقَالَ
الْحَسَن وَالضَّحَّاك
: هُوَ ظُهُور
الْمُسْلِمِينَ
عَلَى
الْمُشْرِكِينَ
وَقَالَ
الْعَوْفِيّ
عَنْ اِبْن
عَبَّاس
نُقْصَان
أَهْلهَا وَبَرَكَتهَا
وَقَالَ
مُجَاهِد :
نُقْصَان
الْأَنْفُس
وَالثَّمَرَات
وَخَرَاب
الْأَرْض. ... وَقَالَ
اِبْن
عَبَّاس فِي
رِوَايَة
خَرَابهَا
بِمَوْتِ
عُلَمَائِهَا
وَفُقَهَائِهَا
وَأَهْل
الْخَيْر
مِنْهَا
وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِد
أَيْضًا هُوَ
مَوْت
الْعُلَمَاء.
... وَالْقَوْل
الْأَوَّل
أَوْلَى
وَهُوَ
ظُهُور
الْإِسْلَام
عَلَى
الشِّرْك
قَرْيَة
بَعْد
قَرْيَة
كَقَوْلِهِ "
وَلَقَدْ
أَهْلَكْنَا
مَا حَوْلكُمْ
مِنْ
الْقُرَى "
الْآيَة
وَهَذَا
اِخْتِيَار
اِبْن جَرِير .
وإنّ
الانضغاط
الجاذبي لكرة
الأرض (gravitational
contraction)، والّذي
رافق تبرّدها
أثناء مدّها
وتخلقها هو
ممّا تشير إليه
الآيتان
الكريمتان: (أَوَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّا
نَأْتِي الأرْضَ
نَنْقُصُهَا
مِنْ
أَطْرَافِهَا) (الرعد 41)، (أَفَلا يَرَوْنَ
أَنَّا
نَأْتِي الأرْضَ
نَنْقُصُهَا
مِنْ
أَطْرَافِهَا)
(الأنبياء 44)،
هذا بالإضافة
لما ذكره المفسّرون
من غلبة
الإسلام
وانحسار
الكفر (عمري : بحث
مدّ الأرض).
(أَلَمْ
تَرَ كَيْفَ
ضَرَبَ
اللَّهُ
مَثَلًا
كَلِمَةً
طَيِّبَةً
كَشَجَرَةٍ
طَيِّبَةٍ
أَصْلُهَا
ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاءِ )
(إبراهيم 24).
بمعنى
النّظر
والتفكّر
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّا
أَرْسَلْنَا
الشَّيَاطِينَ
عَلَى
الْكَافِرِينَ
تَؤُزُّهُمْ
أَزًّا )
(مريم 83). أَيْ
سَلَّطْنَاهُمْ
عَلَيْهِمْ بِالْإِغْوَاءِ
(القرطبي)
(اعْلَمُوا
أَنَّمَا
الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا
لَعِبٌ
وَلَهْوٌ
وَزِينَةٌ
وَتَفَاخُرٌ
بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ
فِي
الْأَمْوَالِ
وَالْأَوْلَادِ
كَمَثَلِ
غَيْثٍ
أَعْجَبَ
الْكُفَّارَ
نَبَاتُهُ ثُمَّ
يَهِيجُ فَتَرَاهُ
مُصْفَرًّا
ثُمَّ
يَكُونُ
حُطَامًا
وَفِي الْآخِرَةِ
عَذَابٌ
شَدِيدٌ
وَمَغْفِرَةٌ
مِنَ اللَّهِ
وَرِضْوَانٌ
وَمَا الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا
إِلَّا
مَتَاعُ
الْغُرُورِ )
(الحديد
20).
أَيْ يَجِفّ
بَعْد
خُضْرَته. أَيْ مُتَغَيِّرًا
عَمَّا كَانَ
عَلَيْهِ
مِنْ النُّضْرَة
(القرطبي).
(أَلَمْ
يَرَوْا كَمْ
أَهْلَكْنَا
مِنْ قَبْلِهِمْ
مِنْ قَرْنٍ
مَكَّنَّاهُمْ
فِي الْأَرْضِ
مَا لَمْ
نُمَكِّنْ
لَكُمْ
وَأَرْسَلْنَا
السَّمَاءَ
عَلَيْهِمْ
مِدْرَارًا
وَجَعَلْنَا
الْأَنْهَارَ
تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهِمْ
فَأَهْلَكْنَاهُمْ
بِذُنُوبِهِمْ
وَأَنْشَأْنَا
مِنْ
بَعْدِهِمْ
قَرْنًا آخَرِينَ )
(الأنعام 6). " أَلَمْ
يَرَوْا ":
وَالْمَعْنَى
أَلَا
يَعْتَبِرُونَ
بِمَنْ
أَهْلَكْنَا
مِنْ
الْأُمَم
قَبْلهمْ
لِتَكْذِيبِهِمْ
أَنْبِيَاءَهُمْ
أَيْ أَلَمْ
يَعْرِفُوا
ذَلِكَ
(القرطبي).
(وَاتَّخَذَ
قَوْمُ
مُوسَى مِنْ
بَعْدِهِ مِنْ
حُلِيِّهِمْ
عِجْلًا
جَسَدًا لَهُ
خُوَارٌ
أَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّهُ لَا
يُكَلِّمُهُمْ
وَلَا
يَهْدِيهِمْ
سَبِيلًا
اتَّخَذُوهُ
وَكَانُوا
ظَالِمِينَ )
(الأعراف 148). " أَلَمْ
يَرَوْا
أَنَّهُ لَا
يُكَلِّمهُمْ
وَلَا
يَهْدِيهِمْ
سَبِيلًا"
يُنْكِر تَعَالَى
عَلَيْهِمْ
فِي
ضَلَالهمْ
بِالْعِجْلِ
وَذُهُولهمْ
عَنْ خَالِق
السَّمَاوَات
وَالْأَرْض
وَرَبّ كُلّ
شَيْء
وَمَلِيكه
أَنْ
عَبَدُوا
مَعَهُ
عِجْلًا
جَسَدًا لَهُ
خُوَار لَا
يُكَلِّمهُمْ
وَلَا
يُرْشِدهُمْ
إِلَى خَيْر
وَلَكِنْ
غَطَّى عَلَى
أَعْيُن
بَصَائِرهمْ
عَمَى
الْجَهْل
وَالضَّلَال
(ابن كثير).
(أَوَلَمْ
يَرَوْا إِلَى
مَا خَلَقَ
اللَّهُ مِنْ
شَيْءٍ
يَتَفَيَّأُ
ظِلَالُهُ
عَنِ
الْيَمِينِ
وَالشَّمَائِلِ
سُجَّدًا
لِلَّهِ
وَهُمْ
دَاخِرُونَ )
(النحل 48). يُخْبِر
تَعَالَى
عَنْ
عَظَمَته
وَجَلَاله
وَكِبْرِيَائِهِ
الَّذِي
خَضَعَ لَهُ
كُلّ شَيْء
وَدَانَتْ
لَهُ
الْأَشْيَاء
وَالْمَخْلُوقَات
بِأَسْرِهَا
جَمَادَاتهَا
وَحَيَوَانَاتهَا
وَمُكَلَّفُوهَا
مِنْ الْإِنْس
وَالْجِنّ
وَالْمَلَائِكَة
فَأَخْبَرَ
أَنَّ كُلّ
مَا لَهُ ظِلّ
يَتَفَيَّأ
ذَات
الْيَمِين
وَذَات
الشِّمَال
أَيْ بُكْرَة
وَعَشِيًّا
فَإِنَّهُ
سَاجِد بِظِلِّهِ
لِلَّهِ
تَعَالَى .
قَالَ
مُجَاهِد
إِذَا
زَالَتْ
الشَّمْس سَجَدَ
كُلّ شَيْء
لِلَّهِ
عَزَّ
وَجَلَّ وَكَذَا
قَالَ
قَتَادَة
وَالضَّحَّاك
وَغَيْرهمْ
وَقَوْله "
وَهُمْ
دَاخِرُونَ "
أَيْ صَاغِرُونَ
(ابن كثير)
(أَلَمْ
يَرَوْا
إِلَى
الطَّيْرِ
مُسَخَّرَاتٍ
فِي جَوِّ
السَّمَاءِ
مَا
يُمْسِكُهُنَّ
إِلَّا اللَّهُ
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَآيَاتٍ
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
(النحل 79). ثُمَّ
نَبَّهَ
تَعَالَى
عِبَاده
إِلَى النَّظَر
إِلَى
الطَّيْر
الْمُسَخَّر
بَيْن السَّمَاء
وَالْأَرْض
كَيْف
جَعَلَهُ
يَطِير
بِجَنَاحَيْنِ
بَيْن السَّمَاء
وَالْأَرْض
فِي جَوّ
السَّمَاء
مَا يُمْسِكهُ
هُنَاكَ
إِلَّا
اللَّه
بِقُدْرَتِهِ
تَعَالَى
الَّتِي
جَعَلَ
فِيهَا قُوًى
تَفْعَل
ذَلِكَ
وَسَخَّرَ
الْهَوَاء
يَحْمِلهَا
وَيُسَيِّر
الطَّيْر
ذَلِكَ كَمَا
قَالَ
تَعَالَى فِي
سُورَة
الْمُلْك (أَوَلَمْ
يَرَوْا
إِلَى
الطَّيْرِ
فَوْقَهُمْ
صَافَّاتٍ
وَيَقْبِضْنَ
مَا
يُمْسِكُهُنَّ
إِلَّا
الرَّحْمَنُ
إِنَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ
بَصِيرٌ
) (الملك 19) وَقَالَ
هَاهُنَا "
إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَات
لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ ". بمعنى
التفكّر.
(أَوَلَا
يَرَوْنَ
أَنَّهُمْ
يُفْتَنُونَ
فِي كُلِّ عَامٍ
مَرَّةً أَوْ
مَرَّتَيْنِ
ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ
وَلَا هُمْ
يَذَّكَّرُونَ )
(التوبة 126). خَبَرًا
عَنْ
الْمُنَافِقِينَ
. وَقَرَأَ حَمْزَة
وَيَعْقُوب
بِالتَّاءِ
خَبَرًا عَنْهُمْ
وَخِطَابًا
لِلْمُؤْمِنِينَ
. وَقَرَأَ
الْأَعْمَش "
أَوَلَمْ
يَرَوْا " .
وَقَرَأَ طَلْحَة
بْن مُصَرِّف
" أَوَلَا
تَرَى " وَهِيَ
قِرَاءَة
اِبْن
مَسْعُود ,
خِطَابًا لِلرَّسُولِ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.(القرطبي).
(أَلَمْ
يَرَوْا كَمْ
أَهْلَكْنَا
قَبْلَهُمْ
مِنَ
الْقُرُونِ أَنَّهُمْ
إِلَيْهِمْ
لَا
يَرْجِعُونَ )
(يس 31).
بمعنى
العلم والعظة
والإعتبار
والتفكّر
بدليل
(قَبْلَهُمْ).
(أَفَلَا
يَرَوْنَ
أَلَّا
يَرْجِعُ
إِلَيْهِمْ
قَوْلًا
وَلَا
يَمْلِكُ
لَهُمْ ضَرًّا
وَلَا
نَفْعًا )
(طه 89). "أَفَلَا
يَرَوْنَ"
أَيْ
يَعْتَبِرُونَ
وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي أَنَّه "
لَّا يَرْجِع
إِلَيْهِمْ
قَوْلًا " أَيْ
لَا
يُكَلِّمهُمْ .
(القرطبي).
(وَلَقَدْ
أَتَوْا
عَلَى
الْقَرْيَةِ
الَّتِي
أُمْطِرَتْ
مَطَرَ
السَّوْءِ
أَفَلَمْ
يَكُونُوا
يَرَوْنَهَا
بَلْ كَانُوا
لَا
يَرْجُونَ
نُشُورًا )
(الفرقان 40). أَفَلَمْ
يَكُونُوا
يَرَوْنَهَا
" أَيْ فَيَعْتَبِرُوا
بِمَا حَلَّ
بِأَهْلِهَا
مِنْ
الْعَذَاب
وَالنَّكَال
بِسَبَبِ
تَكْذِيبهمْ
بِالرَّسُولِ
وَبِمُخَالَفَتِهِمْ
أَوَامِر
اللَّه " بَلْ
كَانُوا لَا
يَرْجُونَ
نُشُورًا "
يَعْنِي
الْمَارِّينَ
بِهَا مِنْ
الْكُفَّار
لَا
يَعْتَبِرُونَ
لِأَنَّهُمْ
لَا يَرْجُونَ
نُشُورًا
أَيْ
مَعَادًا
يَوْم الْقِيَامَة
(ابن كثير).
هذا
المعنى
يقابله
المرادف في
اللغة الإنجليزية
:
To see: to understand intellectually or spiritually; have insight (يعقل
، يتفكر).
To see: to accept or imagine or suppose as acceptable (يتقبّل،
يتصوّر).
وَمِنْ
آيَاتِهِ
يُرِيكُمُ
الْبَرْقَ
خَوْفًا
وَطَمَعًا
(هُوَ
الَّذِي
يُرِيكُمُ
الْبَرْقَ
خَوْفًا
وَطَمَعًا
وَيُنْشِئُ
السَّحَابَ
الثِّقَالَ)
(الرعد 12).
يُخْبِر
تَعَالَى
أَنَّهُ هُوَ
الَّذِي
يُسَخِّر
الْبَرْق
وَهُوَ مَا
يُرَى مِنْ
النُّور
اللَّامِع
سَاطِعًا
مِنْ خَلَل
السَّحَاب...
وَقَوْله "
خَوْفًا
وَطَمَعًا "
قَالَ قَتَادَة
خَوْفًا
لِلْمُسَافِرِ
يَخَاف أَذَاهُ
وَمَشَقَّته
وَطَمَعًا
لِلْمُقِيمِ
يَرْجُو
بَرَكَته
وَمَنْفَعَته
وَيَطْمَع
فِي رِزْق
اللَّه " وَيُنْشِئ
السَّحَاب
الثِّقَال "
أَيْ يَخْلُقهَا
مُنْشَأَة
جَدِيدَة وَالسَّحَاب
الثِّقَال
الَّذِي
فِيهِ الْمَاء
(ابن كثير).
(وَمِنْ
آيَاتِهِ
يُرِيكُمُ
الْبَرْقَ
خَوْفًا
وَطَمَعًا
وَيُنَزِّلُ
مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً
فَيُحْيِي
بِهِ
الْأَرْضَ
بَعْدَ
مَوْتِهَا
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَآيَاتٍ
لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ)
(الروم 24). يَقُول
تَعَالَى "
وَمِنْ
آيَاته " الدَّالَّة
عَلَى
عَظَمَته
أَنَّهُ " يُرِيكُمْ
الْبَرْق
خَوْفًا
وَطَمَعًا " أَيْ
تَارَة
تَخَافُونَ
مِمَّا
يَحْدُث بَعْده
مِنْ أَمْطَار
مُزْعِجَة
وَصَوَاعِق
مُتْلِفَة وَتَارَة
تَرْجُونَ
وَمِيضه
وَمَا
يَأْتِي بَعْده
مِنْ
الْمَطَر
الْمُحْتَاج
إِلَيْهِ
وَلِهَذَا
قَالَ
تَعَالَى "
وَيُنَزِّل مِنْ
السَّمَاء
مَاء
فَيُحْيِي
بِهِ الْأَرْض
بَعْد
مَوْتهَا "
أَيْ
بَعْدَمَا
كَانَتْ
هَامِدَة لَا نَبَات
فِيهَا وَلَا
شَيْء
فَلَمَّا
جَاءَهَا
الْمَاء "
اِهْتَزَّتْ
وَرَبَتْ
وَأَنْبَتَتْ
مِنْ كُلّ
زَوْج بَهِيج
" وَفِي ذَلِكَ
عِبْرَة
وَدَلَالَة
وَاضِحَة
عَلَى الْمَعَاد
وَقِيَام
السَّاعَة
وَلِهَذَا قَالَ
"
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَآيَات
لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ " .
رؤيةُ
القلبِ
والعقلِ عظمةَ
اللهِ خالق
السماوات
هَذِهِ
الرُّؤْيَة
رُؤْيَة
الْقَلْب
وَالْعِلْم
والإعتقاد
الذي يجب أن
يُتوّج بالإيمان
بالله الرّب
الخالق
المعبود. وذكرت
في الآيات :
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ
بِالْحَقِّ
إِنْ يَشَأْ
يُذْهِبْكُمْ
وَيَأْتِ
بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) (إبراهيم
19). الرُّؤْيَة
هُنَا
رُؤْيَة
الْقَلْب ؛
لِأَنَّ
الْمَعْنَى :
أَلَمْ
يَنْتَهِ
عِلْمك إِلَيْهِ
(القرطبي).
(الَّذِي
خَلَقَ
سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ
طِبَاقًا مَا
تَرَى فِي
خَلْقِ
الرَّحْمَنِ
مِنْ تَفَاوُتٍ
فَارْجِعِ
الْبَصَرَ
هَلْ تَرَى
مِنْ
فُطُورٍ ) (الملك
3). وَالْمَعْنَى
: مَا تَرَى
فِي خَلْق
الرَّحْمَن
مِنْ
اِعْوِجَاج
وَلَا
تَنَاقُض
وَلَا تَبَايُن
- بَلْ هِيَ
مُسْتَوِيَة
دَالَّة
عَلَى خَالِقهَا
. ... اُنْظُرْ
ثُمَّ
اِرْجِعْ
الْبَصَر
هَلْ تَرَى
مِنْ فُطُور
(القرطبي).
(أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ
خَلَقَ اللَّهُ
سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ
طِبَاقًا ) (نوح 15). "أَلَمْ
تَرَوْا" تَنْظُرُوا (الجلالين). أَيْ
أَلَمْ
تَعْلَمُوا أَنَّ
الَّذِي
قَدَرَ عَلَى
هَذَا ،
فَهُوَ
الَّذِي
يَجِب أَنْ
يُعْبَدَ
(القرطبي).
في حقبة
التمايز،
الرؤية العلمية
أنّ نسبة
الطاقة
المظلمة
قليلة: (بِغَيْرِ
عَمَدٍ
تَرَوْنَهَا)،
بينما المادة
المظلمة كانت 63%
(الشكل figure 1: ).
وهذا يعطي
فرصة لتخلّق
ذرات الهيدروجين
ثمّ الهيليوم. (رَفَعَ
السَّمَاوَاتِ
بِغَيْرِ
عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) : قدرةُ
الله وقوتهُ
رفعت البناء
السّماوي من غير
عمد ([20]). وهذا ما
يشير إليه
علماء الكون
بمسمّى
الطاقة
المظلمة (عمري:
بناء
السَّمَاء
والطاقة
المظلمة والمادة
المظلمة، بناء
السماء
والمادة
المظلمة
دراسة مقارنة بين
الفلك
والقرآن).
(أَفَلَمْ
يَرَوْا
إِلَى مَا
بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ
وَمَا
خَلْفَهُمْ
مِنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
إِنْ نَشَأْ
نَخْسِفْ
بِهِمُ الْأَرْضَ
أَوْ نُسْقِطْ
عَلَيْهِمْ
كِسَفًا مِنَ
السَّمَاءِ
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَآيَةً
لِكُلِّ عَبْدٍ
مُنِيبٍ )
(سبأ 9).
رؤية البصر
وكذلك العلم ؛
لتعدد معاني
السماء
والأرض.
فمثلا من بعض
معاني الأرض المادة
المظلمة
والتي لا يصدر
عنها أي
إشعاع؛ لكننا
علمنا
بوجودها بفعل
تأثيرها
الجاذبي.
(هَذَا
خَلْقُ
اللَّهِ
فَأَرُونِي
مَاذَا خَلَقَ
الَّذِينَ
مِنْ دُونِهِ
بَلِ الظَّالِمُونَ
فِي ضَلَالٍ
مُبِينٍ) (لقمان 11). وَقَوْله
تَعَالَى "
هَذَا خَلْق
اللَّه " أَيْ
هَذَا
الَّذِي
ذَكَرَهُ
تَعَالَى
مِنْ خَلْق
السَّمَاوَات
وَالْأَرْض
وَمَا بَيْنهمَا
صَادِر عَنْ
فِعْل اللَّه
وَخَلْقه
وَتَقْدِيره
وَحْده لَا
شَرِيك لَهُ
فِي ذَلِكَ
وَلِهَذَا
قَالَ
تَعَالَى " فَأَرُونِي
مَاذَا
خَلَقَ
الَّذِينَ
مِنْ دُونه "
أَيْ مِمَّا
تَعْبُدُونَ
وَتَدْعُونَ
مِنْ
الْأَصْنَام
وَالْأَنْدَاد
"
بَلْ
الظَّالِمُونَ
" يَعْنِي
الْمُشْرِكِينَ
بِاَللَّهِ
الْعَابِدِينَ
مَعَهُ
غَيْره " فِي
ضَلَال " أَيْ
فِي جَهْل
وَعَمًى "
مُبِين " أَيْ
ظَاهِر وَاضِح
لَا خَفَاء
بِهِ .
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
يَسْجُدُ
لَهُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ
وَمَنْ فِي
الْأَرْضِ
وَالشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ
وَالْجِبَالُ
وَالشَّجَرُ
وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ
مِنَ
النَّاسِ وَكَثِيرٌ
حَقَّ
عَلَيْهِ
الْعَذَابُ
وَمَنْ
يُهِنِ
اللَّهُ
فَمَا لَهُ
مِنْ مُكْرِمٍ
إِنَّ
اللَّهَ
يَفْعَلُ مَا
يَشَاءُ ) (الحج
18). هَذِهِ
رُؤْيَة
الْقَلْب ؛
أَيْ أَلَمْ
تَرَ بِقَلْبِك
وَعَقْلك
(القرطبي).
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
يُسَبِّحُ
لَهُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ
وَالطَّيْرُ
صَافَّاتٍ
كُلٌّ قَدْ
عَلِمَ
صَلَاتَهُ
وَتَسْبِيحَهُ
وَاللَّهُ
عَلِيمٌ
بِمَا يَفْعَلُونَ ) (النور
41). وَالْخِطَاب
فِي " أَلَمْ
تَرَ "
لِلنَّبِيِّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
, وَمَعْنَاهُ
: أَلَمْ
تَعْلَم ؛
وَالْمُرَاد
الْكُلّ
(القرطبي)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
يَعْلَمُ مَا
فِي
السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي
الْأَرْضِ
مَا يَكُونُ
مِنْ نَجْوَى
ثَلَاثَةٍ
إِلَّا هُوَ
رَابِعُهُمْ
وَلَا خَمْسَةٍ
إِلَّا هُوَ
سَادِسُهُمْ
وَلَا أَدْنَى
مِنْ ذَلِكَ
وَلَا
أَكْثَرَ
إِلَّا هُوَ
مَعَهُمْ
أَيْنَ مَا
كَانُوا
ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ
بِمَا
عَمِلُوا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّ
اللَّهَ
بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (المجادلة 7). هَذِهِ
الرُّؤْيَة
رُؤْيَة
الْقَلْب
وَالْعِلْم
والإعتقاد. أَلَمْ
تَنْظُر يَا
مُحَمَّد
بِعَيْنِ قَبْلك
فَتَرَى {
أَنَّ اللَّه
يَعْلَم مَا
فِي السَّمَاوَات
وَمَا فِي
الْأَرْض }
مِنْ شَيْء ،
لَا يَخْفَى
عَلَيْهِ
صَغِير
كَذَلِكَ وَكَبِيره
(الطبري).
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ
اللَّهَ
الَّذِي
خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ
وَلَمْ
يَعْيَ
بِخَلْقِهِنَّ
بِقَادِرٍ
عَلَى أَنْ
يُحْيِيَ
الْمَوْتَى
بَلَى
إِنَّهُ
عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (الأحقاف
33). بمعنى
العلم
والإعتقاد.
(وَكَذَلِكَ
نُرِي
إِبْرَاهِيمَ
مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ
وَلِيَكُونَ
مِنَ
الْمُوقِنِينَ) (الأنعام 75). وَقَوْله
" وَكَذَلِكَ
نُرِي
إِبْرَاهِيم مَلَكُوت
السَّمَوَات
وَالْأَرْض "
أَيْ
نُبَيِّن
لَهُ وَجْه
الدَّلَالَة
فِي نَظَره
إِلَى
خَلْقهمَا
عَلَى
وَحْدَانِيَّة
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ فِي
مُلْكه وَخَلْقه
وَأَنَّهُ
لَا إِلَه
غَيْره وَلَا
رَبّ سِوَاهُ
كَقَوْلِهِ"
قُلْ
اُنْظُرُوا
مَاذَا فِي
السَّمَوَات
وَالْأَرْض "
وَقَوْله "
أَوَلَمْ
يَنْظُرُوا
فِي مَلَكُوت
السَّمَوَات
وَالْأَرْض "
وَقَالَ "
أَفَلَمْ يَرَوْا
مَا بَيْن
أَيْدِيهمْ
وَمَا خَلْفهمْ
مِنْ
السَّمَاء
وَالْأَرْض
إِنْ نَشَأْ
نَخْسِف بِهِمْ
الْأَرْض
أَوْ نُسْقِط
عَلَيْهِمْ
كِسَفًا مِنْ
السَّمَاء
إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَة
لِكُلِّ
عَبْد مُنِيب
" . وَيَحْتَمِل
أَنْ يَكُون كَشَفَ
لَهُ عَنْ
بَصِيرَته
حَتَّى
شَاهَدَهُ
بِفُؤَادِهِ
وَتَحَقَّقَهُ
وَعَرَفَهُ
وَعَلِمَ مَا
فِي ذَلِكَ
مِنْ
الْحِكَم
الْبَاهِرَة
وَالدَّلَالَات
الْقَاطِعَة
كَمَا
رَوَاهُ
الْإِمَام
أَحْمَد
وَالتِّرْمِذِيّ
وَصَحَّحَهُ
عَنْ مُعَاذ
بْن جَبَل فِي
حَدِيث
الْمَنَام "
أَتَانِي
رَبِّي فِي
أَحْسَن
صُورَة فَقَالَ
يَا مُحَمَّد
فِيمَ
يَخْتَصِم
الْمَلَأ الْأَعْلَى
؟ فَقُلْت لَا
أَدْرِي يَا
رَبّ
فَوَضَعَ
يَده بَيْن
كَتِفِي
حَتَّى وَجَدْت
بَرْد
أَنَامِله
بَيْن
ثَدْيَيَّ فَتَجَلَّى
لِي كُلّ
شَيْء
وَعَرَفْت
ذَلِكَ .
وَذَكَرَ
الْحَدِيث ([21]).
وَقَوْله "
وَلِيَكُونَ
مِنْ
الْمُوقِنِينَ"
قِيلَ الْوَاو
زَائِدَة
تَقْدِيره
وَكَذَلِكَ
نُرِي
إِبْرَاهِيم مَلَكُوت
السَّمَوَات
وَالْأَرْض
لِيَكُونَ
مِنْ
الْمُوقِنِينَ
كَقَوْلِهِ "
وَكَذَلِكَ
نُفَصِّل
الْآيَات
وَلِتَسْتَبِينَ
سَبِيل
الْمُجْرِمِينَ
" وَقِيلَ :
بَلْ هِيَ
عَلَى
بَابهَا أَيْ
نُرِيه
ذَلِكَ لِيَكُونَ
عَالِمًا
وَمُوقِنًا.
(تفسير ابن
كثير).
سَنُرِيهِمْ
آيَاتنَا فِي
الْآفَاق
وَفِي
أَنْفُسهمْ حَتَّى
يَتَبَيَّن
لَهُمْ
أَنَّهُ
الْحَقّ
هَذِهِ
الرُّؤْيَة
رُؤْيَة
الْقَلْب
وَالْعِلْم
والبحث في
النفس
البشرية وفي
علم الكون
والأجرام من
مجرات ونجوم
والشَّمْس
وَالْقَمَر
وَالنُّجُوم
وَاللَّيْل
وَالنَّهَار
وَالرِّيَاح
وَالْأَمْطَار
وَالرَّعْد
وَالْبَرْق
وَالصَّوَاعِق
وَالنَّبَات
وَالْأَشْجَار
وَالْجِبَال
وَالْبِحَار
وَغَيْرهَا
من الظواهر الكونية
والفيزيائية
ممّا يجلي
عظمة الخالق ودقة
آيات القرآن
الكونية، وبالتالي
يقوّي
الإيمان
بالله الرّب
الخالق
المعبود.
هذا
المعنى يقابله
المرادف في
اللغة
الإنجليزية :
See: to consider; think; deliberate: Let me see, how does that song go?
See: to look about (ينظر
بخصوص); observe (يستكشف ،
يلاحظ ، يراقب ): They heard the noise and came out to see.
(أَوَلَمْ
يَرَوْا
كَيْفَ
يُبْدِئُ
اللَّهُ
الْخَلْقَ
ثُمَّ يُعِيدُهُ
إِنَّ ذَلِكَ
عَلَى
اللَّهِ
يَسِيرٌ * قُلْ
سِيرُوا فِي
الْأَرْضِ
فَانْظُرُوا
كَيْفَ
بَدَأَ
الْخَلْقَ
ثُمَّ
اللَّهُ يُنْشِئُ
النَّشْأَةَ
الْآخِرَةَ
إِنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ
قَدِيرٌ)
(العنكبوت 19). كَقَوْلِهِ
تَعَالَى : "
وَهُوَ
الَّذِي
يَبْدَأ الْخَلْق
ثُمَّ
يُعِيدهُ
وَهُوَ
أَهْوَن عَلَيْهِ " . .
وَهَذَا
الْمَقَام
شَبِيه
بِقَوْلِهِ
تَعَالَى : "
سَنُرِيهِمْ
آيَاتنَا فِي
الْآفَاق
وَفِي
أَنْفُسهمْ
حَتَّى
يَتَبَيَّن
لَهُمْ
أَنَّهُ
الْحَقّ" :
وَكَقَوْلِهِ
تَعَالَى : "
أَمْ
خُلِقُوا
مِنْ غَيْر
شَيْء أَمْ
هُمْ
الْخَالِقُونَ
أَمْ
خَلَقُوا
السَّمَوَات
وَالْأَرْض
بَلْ لَا
يُوقِنُونَ" .
(ابن كثير).
(سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا
فِي
الْآفَاقِ
وَفِي
أَنْفُسِهِمْ
حَتَّى
يَتَبَيَّنَ
لَهُمْ
أَنَّهُ
الْحَقُّ
أَوَلَمْ
يَكْفِ بِرَبِّكَ
أَنَّهُ
عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ شَهِيدٌ)
(فصلت 53). "
سَنُرِيهِمْ
آيَاتنَا فِي
الْآفَاق
وَفِي أَنْفُسهمْ"
أَيْ
سَنُظْهِرُ
لَهُمْ دَلَالَاتنَا
وَحُجَجنَا
عَلَى كَوْن
الْقُرْآن
حَقًّا
مُنَزَّلًا
مِنْ عِنْد
اللَّه عَلَى
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
بِدَلَائِل
خَارِجِيَّة
" فِي الْآفَاق
" مِنْ
الْفُتُوحَات
وَظُهُور الْإِسْلَام
عَلَى
الْأَقَالِيم
وَسَائِر الْأَدْيَان
قَالَ
مُجَاهِد
وَالْحَسَن
وَالسُّدِّيّ
وَدَلَائِل
فِي
أَنْفُسهمْ ؛
مَا
الْإِنْسَان
مُرَكَّب
مِنْهُ
وَفِيهِ وَعَلَيْهِ
مِنْ الْمَوَادّ
وَالْأَخْلَاط
وَالْهَيْئَات
الْعَجِيبَة
كَمَا هُوَ
مَبْسُوط فِي
عِلْم التَّشْرِيح
الدَّالّ
عَلَى
حِكْمَة الصَّانِع
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى
وَكَذَلِكَ مَا
هُوَ
مَجْبُول
عَلَيْهِ
مِنْ
الْأَخْلَاق
الْمُتَبَايِنَة
مِنْ حُسْن
وَقُبْح وَغَيْر
ذَلِكَ (ابن كثير).
أَيْ
عَلَامَات
وَحْدَانِيّتنَا
وَقُدْرَتنَا
" فِي
الْآفَاق "
يَعْنِي
خَرَاب مَنَازِل
الْأُمَم
الْخَالِيَة
" وَفِي
أَنْفُسهمْ "
بِالْبَلَايَا
وَالْأَمْرَاض
. وَقَالَ
اِبْن زَيْد :
" فِي
الْآفَاق" آيَات
السَّمَاء
" وَفِي
أَنْفُسهمْ "
حَوَادِث
الْأَرْض..
وَقَالَ
عَطَاء
وَابْن زَيْد
أَيْضًا " فِي
الْآفَاق " يَعْنِي
أَقْطَار
السَّمَوَات
وَالْأَرْض
مِنْ
الشَّمْس
وَالْقَمَر
وَالنُّجُوم
وَاللَّيْل
وَالنَّهَار
وَالرِّيَاح
وَالْأَمْطَار
وَالرَّعْد
وَالْبَرْق
وَالصَّوَاعِق
وَالنَّبَات
وَالْأَشْجَار
وَالْجِبَال
وَالْبِحَار
وَغَيْرهَا
. . .
(القرطبي).
(وَيُرِيكُمْ
آيَاتِهِ
فَأَيَّ
آيَاتِ اللَّهِ
تُنْكِرُونَ)
(غافر 81). قَوْله
جَلَّ
وَعَلَا "
وَيُرِيكُمْ
آيَاته " أَيْ
حُجَجه
وَبَرَاهِينه
فِي الْآفَاق
وَفِي
أَنْفُسكُمْ
" فَأَيّ
آيَات اللَّه
تُنْكِرُونَ
" أَيْ لَا تَقْدِرُونَ
عَلَى
إِنْكَار
شَيْء مِنْ
آيَاته
إِلَّا أَنْ
تُعَانِدُوا
وَتُكَابِرُوا.
(وَمَا
نُرِيهِمْ
مِنْ آيَةٍ
إِلَّا هِيَ
أَكْبَرُ
مِنْ
أُخْتِهَا
وَأَخَذْنَاهُمْ
بِالْعَذَابِ
لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ)
(الزخرف 48).
(فَقُلْنَا
اضْرِبُوهُ
بِبَعْضِهَا
كَذَلِكَ يُحْيِي
اللَّهُ
الْمَوْتَى
وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ
لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ)
(البقرة 73).
(وَقُلِ
الْحَمْدُ
لِلَّهِ
سَيُرِيكُمْ
آيَاتِهِ
فَتَعْرِفُونَهَا
وَمَا
رَبُّكَ بِغَافِلٍ
عَمَّا
تَعْمَلُونَ)
(النمل 93). أَيْ
لِلَّهِ
الْحَمْد
الَّذِي لَا يُعَذِّب
أَحَدًا
إِلَّا بَعْد
قِيَام
الْحُجَّة
عَلَيْهِ وَالْإِنْذَار
إِلَيْهِ
وَلِهَذَا
قَالَ تَعَالَى
"
سَيُرِيكُمْ
آيَاته
فَتَعْرِفُونَهَا"
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
سَنُرِيهِمْ
آيَاتنَا فِي
الْآفَاق
وَفِي
أَنْفُسهمْ
حَتَّى يَتَبَيَّن
لَهُمْ
أَنَّهُ
الْحَقّ "
وَقَوْله تَعَالَى
" وَمَا رَبّك
بِغَافِلٍ
عَمَّا تَعْمَلُونَ
"
أَيْ بَلْ
هُوَ شَهِيد
عَلَى كُلّ
شَيْء قَالَ
اِبْن أَبِي
حَاتِم
ذُكِرَ عَنْ
أَبِي عُمَر
الْحَوْضِيّ
حَفْص بْن
عُمَر
حَدَّثَنَا
أَبُو
أُمَيَّة بْن
يَعْلَى
الثَّقَفِيّ
حَدَّثَنَا
سَعْد بْن
أَبِي سَعِيد
سَمِعْت
أَبَا
هُرَيْرَة
يَقُول قَالَ
رَسُول اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
يَا أَيّهَا
النَّاس لَا
يَغْتَرَّنَّ
أَحَدكُمْ
بِاَللَّهِ
فَإِنَّ
اللَّه لَوْ
كَانَ
غَافِلًا
شَيْئًا
لَأَغْفَلَ
الْبَعُوضَة
وَالْخَرْدَلَة
وَالذَّرَّة
" وَقَالَ
أَيْضًا
حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن
يَحْيَى
حَدَّثَنَا
نَصْر بْن
عَلِيّ قَالَ
أَبِي
أَخْبَرَنِي
عَنْ خَالِد
بْن قَيْس
عَنْ مَطَر
عَنْ عُمَر بْن
عَبْد
الْعَزِيز
قَالَ :
فَلَوْ كَانَ
اللَّه
مُغْفِلًا
شَيْئًا
لَأَغْفَلَ
مَا تَعْفِي
الرِّيَاح
مِنْ أَثَر
قَدَمَيْ
اِبْن آدَم
وَقَدْ
ذُكِرَ عَنْ
الْإِمَام
أَحْمَد
رَحِمَهُ
اللَّه
تَعَالَى
أَنَّهُ
كَانَ
يُنْشِد هَذَيْنِ
الْبَيْتَيْنِ
إِمَّا لَهُ
وَإِمَّا
لِغَيْرِهِ :
إِذَا مَا
خَلَوْت
الدَّهْر
يَوْمًا
فَلَا تَقُلْ
خَلَوْت
وَلَكِنْ
قُلْ عَلَيَّ
رَقِيب وَلَا
تَحْسَبَنَّ
اللَّه
يَغْفُل سَاعَة
وَلَا أَنَّ
مَا يَخْفَى
عَلَيْهِ يَغِيب
(هُوَ
الَّذِي
يُرِيكُمْ
آيَاتِهِ
وَيُنَزِّلُ
لَكُمْ مِنَ
السَّمَاءِ
رِزْقًا وَمَا
يَتَذَكَّرُ
إِلَّا مَنْ
يُنِيبُ)
(غافر 13). قَوْله
جَلَّ
جَلَاله "
هُوَ الَّذِي
يُرِيكُمْ
آيَاته " أَيْ
يُظْهِرُ
قُدْرَتَهُ لِخَلْقِهِ
بِمَا
يُشَاهِدُونَهُ
فِي خَلْقِهِ
الْعُلْوِيِّ
وَالسُّفْلِيِّ
مِنْ الْآيَاتِ
الْعَظِيمَة
الدَّالَّة
عَلَى كَمَالِ
خَالِقهَا
وَمُبْدِعهَا
وَمُنْشِئِهَا
"
وَيُنَزِّلُ
لَكُمْ مِنْ
السَّمَاء
رِزْقًا "
وَهُوَ
الْمَطَر
الَّذِي يُخْرِج
بِهِ مِنْ
الزُّرُوع
وَالثِّمَار ...
" وَمَا
يَتَذَكَّر"
أَيْ
يَعْتَبِر
وَيَتَفَكَّر
فِي هَذِهِ
الْأَشْيَاء
وَيَسْتَدِلُّ
بِهَا عَلَى
عَظَمَة
خَالِقهَا "
إِلَّا مَنْ
يُنِيب " أَيْ
مَنْ هُوَ
بَصِير مُنِيب
إِلَى اللَّه
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى.
(أَلَمْ
تَرَ أَنَّ
الْفُلْكَ
تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ
بِنِعْمَةِ
اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ
مِنْ
آيَاتِهِ
إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَاتٍ
لِكُلِّ
صَبَّارٍ
شَكُورٍ)
(لقمان 31).
يُخْبِر
تَعَالَى
أَنَّهُ هُوَ
الَّذِي
سَخَّرَ
الْبَحْر
لِتَجْرِيَ
فِيهِ الْفُلْك
بِأَمْرِهِ
أَيْ
بِلُطْفِهِ
وَتَسْخِيره
فَإِنَّهُ
لَوْلَا مَا
جَعَلَ فِي
الْمَاء مِنْ
قُوَّة
يَحْمِل
بِهَا
السُّفُن
لَمَا جَرَتْ
وَلِهَذَا
قَالَ "
لِيُرِيَكُمْ
مِنْ آيَاته "
أَيْ مِنْ
قُدْرَته "
إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَاتٍ
لِكُلِّ
صَبَّار
شَكُور " أَيْ
صَبَّار فِي
الضَّرَّاء
شَكُور فِي
الرَّخَاء .
رؤية
الله سبحانه
وتعالى:
(وَإِذْ
قُلْتُمْ يَا
مُوسَى لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ
حَتَّى نَرَى اللَّهَ
جَهْرَةً
فَأَخَذَتْكُمُ
الصَّاعِقَةُ
وَأَنْتُمْ
تَنْظُرُونَ ) (البقرة
55).
(يَسْأَلُكَ
أَهْلُ
الْكِتَابِ
أَنْ تُنَزِّلَ
عَلَيْهِمْ
كِتَابًا
مِنَ
السَّمَاءِ
فَقَدْ
سَأَلُوا
مُوسَى
أَكْبَرَ
مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا
أَرِنَا
اللَّهَ
جَهْرَةً
فَأَخَذَتْهُمُ
الصَّاعِقَةُ
بِظُلْمِهِمْ
ثُمَّ
اتَّخَذُوا
الْعِجْلَ
مِنْ بَعْدِ
مَا جَاءَتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ
فَعَفَوْنَا عَنْ
ذَلِكَ
وَآتَيْنَا
مُوسَى
سُلْطَانًا
مُبِينًا) (النساء 153). قالَ
مُحَمَّد بْن
كَعْب
الْقُرَظِيّ
وَالسُّدِّيّ
وَابْن
قَتَادَة:
سَأَلَ
الْيَهُودُ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ
يُنَزِّل
عَلَيْهِمْ
كِتَابًا
مِنْ
السَّمَاء
كَمَا
نُزِّلَتْ
التَّوْرَاة
عَلَى مُوسَى
مَكْتُوبَة
قَالَ اِبْن جُرَيْج
: سَأَلُوهُ
أَنْ
يُنَزِّل
عَلَيْهِمْ
صُحُفًا مِنْ
اللَّه
مَكْتُوبَة
إِلَى فُلَان
وَفُلَان
وَفُلَان
بِتَصْدِيقِهِ
فِيمَا
جَاءَهُمْ
بِهِ وَهَذَا
إِنَّمَا
قَالُوهُ
عَلَى سَبِيل
التَّعَنُّت
وَالْعِنَاد وَالْكُفْر
وَالْإِلْحَاد
كَمَا سَأَلَ
كُفَّار
قُرَيْش قَبْلهمْ
نَظِير
ذَلِكَ كَمَا
هُوَ مَذْكُور
فِي سُورَة
سُبْحَان
وَقَالُوا "
لَنْ نُؤْمِن
لَك حَتَّى
تَفْجُر
لَنَا مِنْ
الْأَرْض
يَنْبُوعًا "
الْآيَات
وَلِهَذَا
قَالَ تَعَالَى
" فَقَدْ
سَأَلُوا
مُوسَى
أَكْبَر مِنْ
ذَلِكَ
فَقَالُوا
أَرِنَا
اللَّه جَهْرَة
فَأَخَذَتْهُمْ
الصَّاعِقَة
بِظُلْمِهِمْ
" أَيْ
بِطُغْيَانِهِمْ
وَبَغْيهمْ
وَعُتُوّهُمْ
وَعِنَادهمْ
وَهَذَا
مُفَسَّر فِي
سُورَة
الْبَقَرَة
حَيْثُ
يَقُول
تَعَالَى " وَإِذْ
قُلْتُمْ يَا
مُوسَى لَنْ
نُؤْمِن لَك
حَتَّى نَرَى
اللَّه
جَهْرَة
فَأَخَذَتْكُمْ
الصَّاعِقَة
وَأَنْتُمْ
تَنْظُرُونَ
ثُمَّ
بَعَثْنَاكُمْ
مِنْ بَعْد
مَوْتكُمْ
لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ
" وَقَوْله
تَعَالَى "
ثُمَّ اِتَّخَذُوا
الْعِجْل
مِنْ بَعْد
مَا جَاءَتْهُمْ
الْبَيِّنَات
" أَيْ مِنْ
بَعْد مَا رَأَوْا
مِنْ
الْآيَات
الْبَاهِرَة
وَالْأَدِلَّة
الْقَاهِرَة
عَلَى يَد
مُوسَى
عَلَيْهِ
السَّلَام فِي
بِلَاد مِصْر
وَمَا كَانَ
مِنْ
إِهْلَاك عَدُوّ
اللَّه
فِرْعَوْن
وَجَمِيع
جُنُوده فِي
الْيَمّ
فَمَا
جَاوَزُوهُ
إِلَّا يَسِيرًا
حَتَّى
أَتَوْا
عَلَى قَوْم
يَعْكُفُونَ
عَلَى
أَصْنَام
لَهُمْ
فَقَالُوا
لِمُوسَى " اِجْعَلْ
لَنَا
إِلَهًا
كَمَا لَهُمْ
آلِهَة " الْآيَتَيْنِ
ثُمَّ ذَكَرَ
تَعَالَى
قِصَّة اِتِّخَاذهمْ
الْعِجْل
مَبْسُوطَة
فِي سُورَة
الْأَعْرَاف
وَفِي سُورَة
طَه بَعْد ذَهَاب
مُوسَى إِلَى
مُنَاجَاة
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ "
ثُمَّ لَمَّا
رَجَعَ
وَكَانَ مَا
كَانَ جَعَلَ
اللَّه
تَوْبَتهمْ
مِنْ الَّذِي
صَنَعُوهُ
وَابْتَدَعُوهُ
أَنْ يَقْتُل
مَنْ لَمْ
يَعْبُد
الْعِجْل
مِنْهُمْ
مَنْ عَبَدَهُ
فَجَعَلَ
يَقْتُل
بَعْضهمْ
بَعْضًا ثُمَّ
أَحْيَاهُمْ
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ
وَقَالَ
اللَّه
تَعَالَى "
فَعَفَوْنَا
عَنْ ذَلِكَ
وَآتَيْنَا مُوسَى
سُلْطَانًا
مُبِينًا " .
(وَلَمَّا
جَاءَ مُوسَى
لِمِيقَاتِنَا
وَكَلَّمَهُ
رَبُّهُ
قَالَ رَبِّ
أَرِنِي أَنْظُرْ
إِلَيْكَ
قَالَ لَنْ
تَرَانِي
وَلَكِنِ
انْظُرْ
إِلَى
الْجَبَلِ
فَإِنِ اسْتَقَرَّ
مَكَانَهُ
فَسَوْفَ تَرَانِي
فَلَمَّا
تَجَلَّى
رَبُّهُ
لِلْجَبَلِ
جَعَلَهُ دَكًّا
وَخَرَّ
مُوسَى
صَعِقًا
فَلَمَّا
أَفَاقَ
قَالَ
سُبْحَانَكَ
تُبْتُ
إِلَيْكَ وَأَنَا
أَوَّلُ
الْمُؤْمِنِينَ
) (الأعراف 143). ضَرَبَ
لَهُ
مِثَالًا
مِمَّا هُوَ
أَقْوَى مِنْ
بِنْيَتِهِ
وَأَثْبَتُ .
أَيْ فَإِنْ ثَبَتَ
الْجَبَل
وَسَكَنَ
فَسَوْفَ
تَرَانِي ، وَإِنْ
لَمْ يَسْكُن
فَإِنَّك لَا
تُطِيق رُؤْيَتِي
، كَمَا أَنَّ
الْجَبَل لَا
يُطِيق
رُؤْيَتِي (القرطبي).
(لَوْ
أَنْزَلْنَا
هَذَا
الْقُرْآنَ
عَلَى جَبَلٍ
لَرَأَيْتَهُ
خَاشِعًا
مُتَصَدِّعًا
مِنْ
خَشْيَةِ
اللَّهِ
وَتِلْكَ
الْأَمْثَالُ
نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ
) (الحشر 21). أَيْ
فَإِذَا
كَانَ
الْجَبَل فِي
غِلْظَته
وَقَسَاوَته
لَوْ فَهِمَ
هَذَا الْقُرْآن
فَتَدَبَّرَ
مَا فِيهِ
لَخَشَعَ وَتَصَدَّعَ
مِنْ خَوْف
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ
فَكَيْفَ
يَلِيق
بِكُمْ يَا
أَيّهَا
الْبَشَر
أَنْ لَا
تَلِينَ
قُلُوبكُمْ
وَتَخْشَع
وَتَتَصَدَّع
مِنْ خَشْيَة
اللَّه
وَقَدْ
فَهِمْتُمْ
عَنْ اللَّه
أَمْره وَتَدَبَّرْتُمْ
كِتَابه (ابن
كثير).
حَثَّ
عَلَى
تَأَمُّل
مَوَاعِظ
الْقُرْآن وَبَيَّنَ
أَنَّهُ لَا
عُذْر فِي
تَرْك
التَّدَبُّر ؛
فَإِنَّهُ
لَوْ خُوطِبَ
بِهَذَا
الْقُرْآن
الْجِبَال
مَعَ
تَرْكِيب
الْعَقْل
فِيهَا
لَانْقَادَتْ
لِمَوَاعِظِهِ
،
وَلَرَأَيْتهَا
عَلَى
صَلَابَتهَا
وَرَزَانَتهَا
خَاشِعَة
مُتَصَدِّعَة
(القرطبي).
(وَقَالَ
الَّذِينَ
لَا يَرْجُونَ
لِقَاءَنَا
لَوْلَا
أُنْزِلَ عَلَيْنَا
الْمَلَائِكَةُ
أَوْ نَرَى
رَبَّنَا
لَقَدِ
اسْتَكْبَرُوا
فِي أَنْفُسِهِمْ
وَعَتَوْا
عُتُوًّا
كَبِيرًا ) (الفرقان
21). حَيْثُ
سَأَلُوا
اللَّه
الشَّطَط ؛
لِأَنَّ
الْمَلَائِكَة
لَا تُرَى
إِلَّا عِنْد
الْمَوْت أَوْ
عِنْد نُزُول
الْعَذَاب ،
وَاَللَّه
تَعَالَى لَا
تُدْرِكهُ
الْأَبْصَار
وَهُوَ يُدْرِك
الْأَبْصَار
، فَلَا عَيْن
تَرَاهُ. وَقَالَ
مُقَاتِل : "
عَتَوْا "
عَلَوْا فِي الْأَرْض
. وَالْعُتُوّ
: أَشَدّ
الْكُفْر وَأَفْحَش
الظُّلْم .
وَإِذَا لَمْ
يَكْتَفُوا بِالْمُعْجِزَاتِ
وَهَذَا
الْقُرْآن
فَكَيْفَ
يَكْتَفُونَ
بِالْمَلَائِكَةِ؟
وَهُمْ لَا
يُمَيِّزُونَ
بَيْنهمْ
وَبَيْن
الشَّيَاطِين،
وَلَا بُدّ
لَهُمْ مِنْ
مُعْجِزَة
يُقِيمهَا
مَنْ
يَدَّعِي
أَنَّهُ
مَلَك ،
وَلَيْسَ
لِلْقَوْمِ
طَلَب
مُعْجِزَة
بَعْد أَنْ شَاهَدُوا
مُعْجِزَة (القرطبي).
أَلَمْ
يَعْلَمْ
بِأَنَّ
اللَّهَ
يَرَى:
(قَالَ لَا
تَخَافَا
إِنَّنِي
مَعَكُمَا أَسْمَعُ
وَأَرَى
) (طه 46).
قَالَ
تَعَالَى
لمُوسَى
وَهَارُون عَلَيْهِمَا
السَّلَام
لَا تَخَافَا
من فِرْعَوْن إِنَّنِي
مَعَكُمَا
أَسْمَع وَأَرَى
؛ أَيْ لَا
تَخَافَا
مِنْهُ
فَإِنَّنِي
مَعَكُمَا
أَسْمَع
كَلَامكُمَا
وَكَلَامه
وَأَرَى
مَكَانكُمَا
وَمَكَانه لَا
يَخْفَى
عَلَيَّ مِنْ
أَمْركُمْ
شَيْء وَاعْلَمَا
أَنَّ
نَاصِيَته
بِيَدِي فَلَا
يَتَكَلَّم
وَلَا
يَتَنَفَّس
وَلَا يَبْطِش
إِلَّا
بِإِذْنِي وَبَعْد
أَمْرِي وَأَنَا
مَعَكُمَا
بِحِفْظِي
وَنَصْرِي وَتَأْيِيدِي (تفسير ابن
كثير). ويفسره
الآيات: (أَنِ
اقْذِفِيهِ
فِي
التَّابُوتِ
فَاقْذِفِيهِ
فِي الْيَمِّ
فَلْيُلْقِهِ
الْيَمُّ
بِالسَّاحِلِ
يَأْخُذْهُ
عَدُوٌّ لِي
وَعَدُوٌّ
لَهُ
وَأَلْقَيْتُ
عَلَيْكَ مَحَبَّةً
مِنِّي
وَلِتُصْنَعَ
عَلَى عَيْنِي) (طه 39) ، (وَاصْبِرْ
لِحُكْمِ
رَبِّكَ
فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
وَسَبِّحْ
بِحَمْدِ
رَبِّكَ حِينَ
تَقُومُ) (الطور 48).
معنى
الحفظ
والرعاية على
المستوى
البشري يقابله
المرادف في
اللغة
الإنجليزية :
See after, to attend to; take care of:
Will you please see after
my plants while I'm away?
See:
to provide aid or assistance to; take care of (يساعد،
يرعى):
He's seeing his brother through college.
(أَلَمْ
يَعْلَمْ
بِأَنَّ
اللَّهَ يَرَى ) (العلق
14).
(الَّذِي يَرَاكَ حِينَ
تَقُومُ ) (الشعراء
218).
(أَيَحْسَبُ
أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ) (البلد
7).
(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ
وَجْهِكَ فِي
السَّمَاءِ
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ
قِبْلَةً
تَرْضَاهَا
فَوَلِّ
وَجْهَكَ
شَطْرَ
الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ
وَحَيْثُمَا
كُنْتُمْ
فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ
شَطْرَهُ
وَإِنَّ
الَّذِينَ
أُوتُوا
الْكِتَابَ
لَيَعْلَمُونَ
أَنَّهُ
الْحَقُّ مِنْ
رَبِّهِمْ
وَمَا
اللَّهُ
بِغَافِلٍ
عَمَّا
يَعْمَلُونَ ) (البقرة
144). وَمَعْنَى
" تَقَلُّب
وَجْهك " :
تَحَوُّل وَجْهك
إِلَى
السَّمَاء ,
قَالَهُ
الطَّبَرِيّ .
الزَّجَّاج : تَقَلُّب
عَيْنَيْك
فِي النَّظَر
إِلَى السَّمَاء
،
وَالْمَعْنَى
مُتَقَارِب . وَخَصَّ
السَّمَاء
بِالذِّكْرِ
إِذْ هِيَ مُخْتَصَّة
بِتَعْظِيمِ
مَا أُضِيفَ
إِلَيْهَا
وَيَعُود
مِنْهَا
كَالْمَطَرِ
وَالرَّحْمَة
وَالْوَحْي .
قَالَ
السُّدِّيّ :
كَانَ إِذَا
صَلَّى نَحْو
بَيْت
الْمَقْدِس
رَفَعَ
رَأْسه إِلَى
السَّمَاء
يَنْظُر مَا
يُؤْمَر بِهِ ،
وَكَانَ
يُحِبّ أَنْ
يُصَلِّي
إِلَى قِبَل الْكَعْبَة
فَأَنْزَلَ
اللَّه
تَعَالَى : " قَدْ
نَرَى
تَقَلُّب
وَجْهك فِي
السَّمَاء " .(القرطبي).
كَانَ
أَوَّل مَا
نُسِخَ مِنْ
الْقُرْآن
الْقِبْلَة
وَذَلِكَ
أَنَّ رَسُول
اللَّه
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
لَمَّا
هَاجَرَ
إِلَى
الْمَدِينَة
وَكَانَ
أَكْثَر أَهْلهَا
الْيَهُود
فَأَمَرَهُ
اللَّه أَنْ
يَسْتَقْبِل
بَيْت
الْمَقْدِس
فَفَرِحَتْ الْيَهُود
فَاسْتَقْبَلَهَا
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
بِضْعَة
عَشَر
شَهْرًا وَكَانَ
يُحِبّ
قِبْلَة
إِبْرَاهِيم فَكَانَ
يَدْعُو
إِلَى اللَّه
وَيَنْظُر إِلَى
السَّمَاء
فَأَنْزَلَ
اللَّه " قَدْ
نَرَى
تَقَلُّبَ
وَجْهك فِي
السَّمَاء "
إِلَى قَوْله
" فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ
شَطْرَهُ (ابن
كثير).
(وَلَقَدْ
جِئْتُمُونَا
فُرَادَى
كَمَا خَلَقْنَاكُمْ
أَوَّلَ
مَرَّةٍ
وَتَرَكْتُمْ
مَا
خَوَّلْنَاكُمْ
وَرَاءَ
ظُهُورِكُمْ
وَمَا نَرَى مَعَكُمْ
شُفَعَاءَكُمُ
الَّذِينَ
زَعَمْتُمْ
أَنَّهُمْ
فِيكُمْ
شُرَكَاءُ
لَقَدْ تَقَطَّعَ
بَيْنَكُمْ
وَضَلَّ
عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ
تَزْعُمُونَ ) (الأنعام 94). " وَمَا
نَرَى
مَعَكُمْ
شُفَعَاءَكُمُ " أَيْ
الَّذِينَ
عَبَدْتُمُوهُمْ
وَجَعَلْتُمُوهُمْ
شُرَكَاء
يُرِيد
الْأَصْنَام. وَكَانَ
الْمُشْرِكُونَ
يَقُولُونَ :
الْأَصْنَام
شُرَكَاء اللَّه
وَشُفَعَاؤُنَا
عِنْده
(القرطبي).
رؤية
آيات الله
الكبرى
(مَا كَذَبَ
الْفُؤَادُ
مَا رَأَى
* أَفَتُمَارُونَهُ
عَلَى مَا يَرَى ) (النجم
11-12). أَيْ
أَتُجَادِلُونَهُ
وَتُدَافِعُونَهُ
فِي أَنَّهُ
رَأَى اللَّه
(القرطبي).
وَفِي
صَحِيح
مُسْلِم عَنْ
أَبِي ذَرّ
قَالَ
سَأَلْت
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
هَلْ رَأَيْت
رَبّك ؟ فَقَالَ
" نُور أَنَّى
أَرَاهُ "
وَفِي
رِوَايَة "
رَأَيْت
نُورًا:
(سألتُ
رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم
هل رأيتَ
ربَّك ؟ قال
نورٌ أنَّى
أَراهُ .)
( [22]).
(لو
رَأيتُ
رَسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم
لَسألْتُه،
فَقال: عَن
أيِّ شَيءٍ
كُنتَ
تَسأَلُه؟
قال: كُنتُ
أَسألُه:
هلْ رأيتَ
ربَّك؟ قال
أبو ذرٍّ: قدْ
سألتُ فقال:
رأيتُ نورًا.) ( [23]).
شرح
الحديث: في هذا الحديثِ
يُخبِر أبو
ذرٍّ عن رؤيةِ
النبيِّ صلَّى
الله عليه
وسلَّم
لربِّه، وفيه
يقول عبدُ
الله بنُ
شَقيقٍ لأبي
ذرٍّ رضِي
اللهُ عنه: لو
رأيتُ رسولَ
الله صلَّى
الله عليه
وسلَّم لسَأَلْتُهُ،
فقالَ أبو
ذرٍّ: عن أيِّ
شيءٍ كنتَ
تسألُهُ؟ قال
عبدُ الله:
كنتُ أسألُه: هلْ
رأيتَ
ربَّكَ؟ قال
أبو ذَرٍّ: قد
سألتُه، أي:
سألتُ
النبيَّ
صلَّى الله
عليه وسلَّم
بمِثْل ما
كنتَ تَريدُ
أنْ تسألَه
عنه، فقال النبيُّ
صلَّى الله
عليه وسلَّم:
رأيتُ نورًا، أي:
ما رأيتُ مِن
اللهِ عزَّ
وجلَّ إلا
النُّورَ،
ونورُ اللهِ
تعالى نُورٌ
يَليقُ به، وبذاتِه
ليس له وَصْفٌ
أو تأويلٌ.
وقيل:
إنَّ
النُّورَ
الذي رآه
النبيُّ
صلَّى الله
عليه وسلَّم
ما هو إلَّا
الحِجابُ
الذي يكون
بينَ اللهِ
وبين
عِبادِه، كما
في قولِه صلَّى
الله عليه
وسلَّم:
قام
فينا رسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ
وسلَّم بخمسِ
كَلِماتٍ .
فقال : إنَّ
اللهَ عز وجل
لا ينامُ ولا
ينبغي له أن ينامَ
. يَخفِضُ
القِسْطَ
ويرفعُه .
يُرفعَ إليه
عملُ الليلِ
قبلَ عملِ
النهارِ .
وعملُ النهارِ
قبلَ عملِ
الليلِ .
حِجابُه
النورُ . (
وفي روايةِ
أبي بكرٍ :
النارُ ) لو
كشفه لأحرَقَتْ
سُبُحاتُ
وجهِه ما
انتهى إليه
بصرُه من
خلقِه . ( وفي
روايةِ أبي
بكرٍ عن
الأعمشِ ولم
يَقُلْ حدثنا ) .) ( [24]).
شرح
الحديث:
لِلهِ عزَّ
وجلَّ صِفاتٌ
لا يُضاهِيهِ
فيها أحدٌ من
خَلقهِ .... إنَّ
الله لا
ينامُ، أي: لا
يَأتِيهِ
النَّومُ فهو
دائِمُ
اليَقَظَةِ،
ولا
يَنْبَغِي له
أنْ ينامَ،
أي: ولا يَليقُ
به سُبحانَهُ
جَلَّ
شَأنُهُ أنْ
ينامَ لأنَّ
النَّومَ
صِفَةُ
نَقْصٍ
ويَسْتَحيلُ
على الله عزَّ
وجلَّ أنْ
يكونَ به
نَقْصٌ..... و"الحِجابُ":
هو ما
يُسْتَرُ به
بَين الشَّيْئَينِ،
لو كَشَفَهُ،
أي: رفعَ ذلك
الحِجابَ وأَزالَه،
لأَحْرَقَتْ
سُبُحاتُ
وَجهِهِ ما انتهى
إليه بَصرُهُ
من خَلْقِهِ،
أي: إذا ما كَشَفَ
عن ذاتِهِ
العَظيمةِ
لأَحْرَقَ ما
وصلَ إلى
بَصرِ
المَوْلى
عزَّ وجلَّ ما
وقعَ عليه مِن
خَلْقِهِ،
وليس
لِبَصرِهِ
جَلَّ شأنُه
نِهايةٌ ولا
مدًى؛ فَإنَّ
ذلك
يَسْتَحيلُ
عليه جَلَّ في
عُلاهُ،
ويَعْني
بِسُبُحات وجْهِه:
بَهاءَه
وعظَمَتَه
وجلالَه
ونُورَه.
وفي
الحديثِ: أنَّ
رُؤيةَ الله
مُمْتَنِعَةٌ
على جميعِ
الخَلقِ في
دارِ
الدُّنيا
ويُكرِمُ
الله بها مَنْ
يَشاءُ من
عِبادِه في
الآخِرةِ..
وَقَالَ
التِّرْمِذِيّ
حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن
عَمْرو بْن
الْمِنْهَال
بْن صَفْوَان
حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْن
كَثِير
الْعَنْبَرِيّ
عَنْ سَلَمَة
بْن جَعْفَر
عَنْ
الْحَكَم بْن
أَبَانَ عَنْ
عِكْرِمَة
عَنْ اِبْن
عَبَّاس
قَالَ رَأَى
مُحَمَّد
رَبّه . قُلْت
أَلَيْسَ
اللَّه
يَقُول " لَا
تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ
وَهُوَ
يُدْرِكُ
الْأَبْصَارَ
" قَالَ وَيْحَك
ذَاكَ إِذَا
تَجَلَّى
بِنُورِهِ
الَّذِي هُوَ
نُوره وَقَدْ
رَأَى (محمدٌ)
رَبّه
مَرَّتَيْنِ
ثُمَّ قَالَ
حَسَنٌ غَرِيبٌ
. ) ([25] ).
(اجتمع
ابن عباس وكعب
، فقال ابن
عباس : إنا بنو هاشم
، نزعم أو
نقول : إن
محمدا رأى ربه
مرتين ، قال :
فكبر كعب حتى
جاوبته
الجبال ، فقال
: إن الله قسم
رؤيته وكلامه
بين محمد وموسى
، – صلى الله
عليهما وسلم -
، فرآه محمد –
صلى الله عليه
وسلم بقلبه ،
وكلمه موسى .
قال مجالد : قال
الشعبي :
فأخبرني
مسروق ، أنه
قال لعائشة : أي
أمتاه هل رأى
محمد ربه قط ؟
قالت : إنك
تقول قولا ،
إنه ليقف منه
شعري ، قال :
قلت رويدا قال
: فقرأت عليها : {
والنجم إذا
هوى . . . إلى قوله
. . . قاب قوسين أو
أدنى } فقالت : أين
يذهب ربك ؟
إنما رأى
جبريل – صلى
الله عليه وسلم
– في صورته ، من
حدثك أن محمدا
رأى ربه فقد كذب
، ومن حدثك
أنه يعلم
الخمس من
الغيب فقد كذب
، { إن الله
عنده علم
الساعة } . . . . إلى
آخر السورة) ([26]).
وَلَكِنَّهُ
رَأَى
جِبْرِيل
لَمْ يَرَهُ فِي
صُورَته
إِلَّا
مَرَّتَيْنِ
مَرَّة عِنْد
سِدْرَة
الْمُنْتَهَى
وَمَرَّة فِي
أَجْيَاد
وَلَهُ
سِتّمِائَةِ
جَنَاح قَدْ
سَدَّ
الْأُفُق :
(عن قولِ اللهِ تعالى : {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى . فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} . قال حدَّثَنا ابنُ مسعودٍ أنه [ يعني رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ رأَى جبريلَ، له سِتُمِائَةِ جَناحٍ .)
([27])
(سألتُ زرًا عن
قولِهِ تعَالى :
{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى
فَأَوْحَى إِلَى
عَبْدِهِ مَا
أَوْحَى}. قالَ :
أخبرَنَا عبدُ اللهِ :
أنَّ
محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ رأَى
جبريلَ لَهُ
ستُّمائةِ جناحٍ .)
( [28]).
(سمعتُ
زِرًّا عن عبدِ اللهِ : {فَكَانَ قَابَ
قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى
فَأَوْحَى إِلَى
عَبْدِهِ مَا
أَوْحَى}. قالَ:
حدَّثنَا ابنُ
مسعودٍ :
أنَّهُ رأى
جبريلَ لهُ
ستُّمائةِ جناحٍ .)
( [29]).
شرح الحديث
سُئِل زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ عن قول الله تعالى:
{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى *
فَأَوْحَى إِلَى
عَبْدِهِ مَا
أَوْحَى} [النجم: 9-
10]،
فأَجاب:
حدَّثنا ابنُ
مسعودٍ أنَّه صلَّى الله عليه
وسلَّم رأى جبريلَ في
صورَتِه الَّتي خُلِق عليها له سِتُّ مئةِ
جَناحٍ بينَ كلِّ
جَناحَين كما بينَ
الْمَشْرِق والمَغْرب. وقابُ
الشَّيءِ: قَدْرُه،
والقَوسانِ، أي:
الذِّراعان. وهذا مذهبُ ابنِ
مسعودٍ رضي الله عنه،
وذهبتْ إلى ذلِك
عائشةُ رضي الله عنها؛ أنَّ الذي رآه
النبيُّ صلَّى الله عليه
وسلَّم هو جبريلُ،
والتقديرُ- على هذا الرأي-: {فأَوْحى}، أي:
جبريلُ إلى
{عَبْدِه}، أي: عَبدِ اللهِ
محمَّد، وكلامُ أكثرِ
المفسِّرين من
السَّلَفِ يدلُّ على أنَّ الذي
أَوْحَى هو اللهُ
تعالى؛ أَوْحَى إلى
عَبْدِه محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي
الحديثِ: عِظمُ
خَلْقِ جِبريل عليه
السَّلامُ.
وَقَالَ
النَّسَائِيّ
حَدَّثَنَا
إِسْحَاق بْن
إِبْرَاهِيم
حَدَّثَنَا
مُعَاذ بْن هِشَام
حَدَّثَنِي
أَبِي عَنْ
قَتَادَة عَنْ
عِكْرِمَة
عَنْ اِبْن
عَبَّاس
قَالَ أَتَعْجَبُونَ
أَنْ تَكُون
الْخُلَّة
لِإِبْرَاهِيم
وَالْكَلَام
لِمُوسَى
وَالرُّؤْيَة
لِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ
السَّلَام
" مَا
كَذَبَ
الْفُؤَاد
مَا رَأَى "
(عنِ
ابنِ عبَّاسٍ
، قالَ : مَا
كَذَبَ
الْفُؤَادُ
مَا رَأَى [ 53 /
النجم / الآية - 11
] ، وَلَقَدْ رَآهُ
نَزْلَةً أُخْرَى
[ 53 / النجم / الآية
- 13 ] قالَ : رآهُ بفؤادِهِ
مرَّتَينِ .) ( [30]).
(عن
عَبدِ اللَّهِ
؛ قالَ : مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ
مَا رَأَى [ 53 /
النجم / الآية - 11
] قالَ : رَأَى
جبريلَ علَيهِ
السَّلامُ لَهُ
ستُّمائةِ جَناحٍ
.) ( [31]).
(ما
كَذَبَ الْفُؤَادُ
ما رَأَى قال
رآهُ بقلبِه [
أيِ
النَّبيِّ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ
]) ( [32]).
({ مَا
كَذَبَ
الفُؤَادُ
مَا رَأَى }
قال رَأَى رسولُ
اللهِ صلى
الله عليه
وسلم جبرائيلَ
في حُلّةٍ من رفرفٍ
قد ملأ ما بين السماءِ
والأرضِ) ( [33]).
(عن
عبدِ اللَّهِ
في قولِه
تعَالى : { مَا
كَذَبَ
الْفُؤَادُ
مَا رَأَى }
قال : رأى رسولُ
اللَّهِ -
صلَّى
اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
- جبريلَ في حُلَّةِ
رفرَفٍ ، ملأَ
ما بينَ السَّماءِ
والأرضِ) ( [34]).
(عن
ابنِ مسعودٍ
في قولِه
تعالى: {مَا
كَذَبَ الْفُؤَادُ
مَا رَأَى}
[النجم: 11] قال:
رأى رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم وسلم جبريلَ
في حُلَّةٍ مِن
ياقوتٍ قد ملأ
[ ما ] بيْنَ السَّماءِ
والأرضِ) ( [35]).
(عن
ابن عبًاس قال
{ ما كذب
الفؤاد ما رأى
} قال رآه
بقلبه) ( [36]).
(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً
أُخْرَى ) (النجم 13).
(عنِ
ابنِ عبَّاسٍ
، قالَ : مَا
كَذَبَ
الْفُؤَادُ
مَا رَأَى [ 53 /
النجم / الآية - 11
] ، وَلَقَدْ
رَآهُ
نَزْلَةً
أُخْرَى [ 53 / النجم
/ الآية - 13 ] قالَ :
رآهُ
بفؤادِهِ
مرَّتَينِ .) ( [37]).
وَلَقَدْ
رَآهُ
نَازِلًا
نَزْلَة
أُخْرَى . قَالَ
اِبْن
عَبَّاس :
رَأَى
مُحَمَّد
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
رَبّه مَرَّة أُخْرَى
بِقَلْبِهِ .
رَوَى
مُسْلِم عَنْ
أَبِي
الْعَالِيَة
عَنْهُ قَالَ
: " مَا كَذَبَ
الْفُؤَاد
مَا رَأَى " "
وَلَقَدْ
رَآهُ
نَزْلَة
أُخْرَى "
قَالَ : رَآهُ
بِفُؤَادِهِ
مَرَّتَيْنِ ؛
فَقَوْله : “
نَزْلَة
أُخْرَى “
يَعُود إِلَى
مُحَمَّد
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ؛
فَإِنَّهُ
كَانَ لَهُ
صُعُود
وَنُزُول
مِرَارًا
بِحَسَبِ
أَعْدَاد
الصَّلَوَات
الْمَفْرُوضَة
، فَلِكُلِّ
عَرْجَة
نَزْلَة )
وَعَلَى
هَذَا قَوْله
تَعَالَى : "
عِنْد
سِدْرَة
الْمُنْتَهَى
" أَيْ
وَمُحَمَّد
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
عِنْد
سِدْرَة
الْمُنْتَهَى
وَفِي بَعْض
تِلْكَ
النَّزَلَات .
وَقَالَ اِبْن
مَسْعُود
وَأَبُو
هُرَيْرَة
فِي تَفْسِير
قَوْله
تَعَالَى : "
وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَة
أُخْرَى "
إِنَّهُ
جِبْرِيل .(القرطبي). وهذا
أيضاً يؤكده
الحديث:
كنتُ
متَّكئًا
عندَ عائشةَ .
فقالَت : يا
أبا عائشةَ !
ثلاثٌ مَن
تَكَلَّمَ
بواحدةٍ
منهنَّ فقد
أعظمَ علَى اللهِ
الفريةَ،
قلتُ : ما هنَّ
؟ قالت : مَن
زعمَ أنَّ
محمَّدًا
صلَّى اللهُ
علَيهِ
وسلَّمَ رأى
ربَّهُ فقد
أعظمَ علَى
اللهِ
الفريةَ، قالَ:
وَكُنتُ
متَّكئًا
فجلَستُ،
فقلتُ: يا أمَّ
المؤمنينَ !
أنظِريني ولا
تُعجِليني،
ألم يقلِ
اللهُ عزَّ
وجلَّ:
وَلَقَدْ
رَآهُ بِالْأُفُقِ
الْمُبِينِ [ 81 /
التكوير /
الآية - 23 ] وَلَقَدْ
رَآهُ
نَزْلَةً
أُخْرَى [ 53 /
النجم / الآية - 13
] ؟ فقالت: أَنا
أوَّلُ هذِهِ
الأمَّةِ
سألَ عن ذلِكَ
رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
علَيهِ وسلَّمَ،
فقالَ : إنَّما
هوَ جبريلُ ،
لم أرَهُ علَى
صورتِهِ
الَّتي خُلِقَ
عليها غيرَ
هاتينِ
المرَّتينِ،
رأيتُهُ
منهبطًا منَ
السَّماءِ
سادًّا
عِظَمُ خلقِهِ
ما بينَ
السَّماءِ
إلى الأرضِ،
فقالت: أوَ لم
تَسمعْ أنَّ
اللهَ يقولُ:
وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ
أَنْ
يُكَلِّمَهُ
اللَّهُ إِلَّا
وَحْيًا أَوْ
مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ أَوْ
يُرْسِلَ
رَسُولًا
فَيُوحِيَ
بِإِذْنِهِ
مَا يَشَاءُ
إِنَّهُ
عَلِيٌّ
حَكِيمٌ [ 42 /
الشورى / الآية
51 ] ؟ قالَت : ومن
زعمَ أنَّ
رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
علَيهِ
وسلَّمَ كتمَ
شيئًا من كتابِ
اللهِ، فقد
أعظمَ علَى
اللهِ الفريةَ،
واللهُ يقولُ
: يَا
أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ
مَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ
مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ
تَفْعَلْ
فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
[ 5 / المائدة /
الآية 67 ]، قالت :
ومن زعمَ أنَّهُ
يخبرُ بما
يَكونُ في غدٍ
، فقد أعظمَ علَى
اللهِ
الفريةَ،
واللهُ يقولُ:
قُلْ لَا
يَعْلَمُ
مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ
الْغَيْبَ
إِلَّا
اللَّهُ [ 27 / النمل
/ الآية - 65 [) ([38]).
(لَقَدْ رَأَى مِنْ
آيَاتِ
رَبِّهِ
الْكُبْرَى ) (النجم 18).
أَيْ
الدَّالَّة
عَلَى
قُدْرَتِنَا
وَعَظَمَتِنَا
وَبِهَاتَيْنِ
الْآيَتَيْنِ
اِسْتَدَلَّ
مَنْ ذَهَبَ
مِنْ أَهْل السُّنَّة
أَنَّ
الرُّؤْيَة
تِلْكَ اللَّيْلَة
لَمْ تَقَع
لِأَنَّهُ
قَالَ "
لَقَدْ رَأَى
مِنْ آيَات
رَبّه
الْكُبْرَى "
وَلَوْ كَانَ
رَأَى رَبّه
لَأَخْبَرَ
بِذَلِكَ وَلَقَالَ
ذَلِكَ
لِلنَّاسِ وَفِي
سُورَة
سُبْحَان (الإسراء) يقول
تعالى: (وَإِذْ
قُلْنَا لَكَ
إِنَّ
رَبَّكَ
أَحَاطَ
بِالنَّاسِ
وَمَا
جَعَلْنَا
الرُّؤْيَا الَّتِي
أَرَيْنَاكَ
إِلَّا
فِتْنَةً لِلنَّاسِ
وَالشَّجَرَةَ
الْمَلْعُونَةَ
فِي
الْقُرْآنِ
وَنُخَوِّفُهُمْ
فَمَا يَزِيدُهُمْ
إِلَّا
طُغْيَانًا
كَبِيرًا) (الإسراء 60). "
وَمَا
جَعَلْنَا
الرُّؤْيَا
الَّتِي أَرَيْنَاك
إِلَّا
فِتْنَة
لِلنَّاسِ "
الْآيَة
قَالَ
الْبُخَارِيّ
حَدَّثَنَا
عَلِيّ بْن
عَبْد اللَّه
حَدَّثَنَا
سُفْيَان عَنْ
عَمْرو عَنْ
عِكْرِمَة
عَنْ اِبْن
عَبَّاس " وَمَا
جَعَلْنَا
الرُّؤْيَا
الَّتِي
أَرَيْنَاك
إِلَّا
فِتْنَة
لِلنَّاسِ "
قَالَ هِيَ رُؤْيَا
عَيْن
أُرِيَهَا
رَسُول
اللَّه صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
لَيْلَة أُسْرِيَ
بِهِ "
وَالشَّجَرَة
الْمَلْعُونَة
فِي
الْقُرْآن "
شَجَرَة
الزَّقُّوم ([39])
وَكَذَا
رَوَاهُ
أَحْمَد
وَعَبْد
الرَّزَّاق
وَغَيْرهمَا
عَنْ
سُفْيَان بْن
عُيَيْنَة
بِهِ وَكَذَا
رَوَاهُ
الْعَوْفِيّ
عَنْ اِبْن
عَبَّاس ،
وَهَكَذَا
فَسَّرَ
ذَلِكَ
بِلَيْلَةِ
الْإِسْرَاء
مُجَاهِد
وَسَعِيد بْن
جُبَيْر وَالْحَسَن
وَمَسْرُوق
وَإِبْرَاهِيم
وَقَتَادَة
وَعَبْد الرَّحْمَن
بْن زَيْد
وَغَيْر
وَاحِد . وَقَدْ
تَقَدَّمَتْ
أَحَادِيث
الْإِسْرَاء
فِي أَوَّل
السُّورَة
مُسْتَقْصَاة
وَلِلَّهِ
الْحَمْد
وَالْمِنَّة .
وَتَقَدَّمَ
أَنَّ نَاسًا
رَجَعُوا
عَنْ دِينهمْ
بَعْدَمَا
كَانُوا
عَلَى
الْحَقّ
لِأَنَّهُ
لَمْ تَحْمِل
قُلُوبهمْ
وَعُقُولهمْ
ذَلِكَ
فَكَذَّبُوا
بِمَا لَمْ
يُحِيطُوا
بِعِلْمِهِ
وَجَعَلَ
اللَّه
ذَلِكَ
ثَبَاتًا
وَيَقِينًا
لِآخَرِينَ وَلِهَذَا
قَالَ "
إِلَّا
فِتْنَة "
أَيْ اِخْتِبَارًا
وَامْتِحَانًا
وَأَمَّا
الشَّجَرَة
الْمَلْعُونَة
فَهِيَ
شَجَرَة الزَّقُّوم
لِمَا أَخْبَرَهُمْ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
أَنَّهُ
رَأَى
الْجَنَّة وَالنَّار
وَرَأَى
شَجَرَة
الزَّقُّوم
فَكَذَّبُوا
بِذَلِكَ
حَتَّى قَالَ
أَبُو جَهْل
عَلَيْهِ
لَعَائِن
اللَّه
هَاتُوا لَنَا
تَمْرًا
وَزُبْدًا
وَجَعَلَ
يَأْكُل مِنْ
هَذَا
بِهَذَا وَيَقُول
تَزَقَّمُوا
فَلَا
نَعْلَم الزَّقُّوم
غَيْر هَذَا
حَكَى ذَلِكَ
اِبْن عَبَّاس
وَمَسْرُوق
وَأَبُو
مَالِك
وَالْحَسَن
الْبَصْرِيّ
وَغَيْر
وَاحِد
وَكُلّ مَنْ
قَالَ
إِنَّهَا
لَيْلَة
الْإِسْرَاء
فَسَّرَهُ
كَذَلِكَ
بِشَجَرَةِ
الزَّقُّوم ...
اِخْتَارَ
اِبْن جَرِير
أَنَّ
الْمُرَاد
بِذَلِكَ
لَيْلَة الْإِسْرَاء
وَأَنَّ
الشَّجَرَة
الْمَلْعُونَة
هِيَ شَجَرَة
الزَّقُّوم
قَالَ لِإِجْمَاعِ
الْحُجَّة
مِنْ أَهْل
التَّأْوِيل
عَلَى ذَلِكَ
أَيْ فِي
الرُّؤْيَا
وَالشَّجَرَة
وَقَوْله "
وَنُخَوِّفهُمْ
" أَيْ الْكُفَّار
بِالْوَعِيدِ
وَالْعَذَاب
وَالنَّكَال
" فَمَا يَزِيدهُمْ
إِلَّا
طُغْيَانًا
كَبِيرًا " أَيْ
تَمَادِيًا
فِيمَا هُمْ
فِيهِ مِنْ الْكُفْر
وَالضَّلَال
وَذَلِكَ
مِنْ خِذْلَان
اللَّه
لَهُمْ .
يقول
الشعراوي ( تفسير
الشعراوي، ص 8317): "فالإسراء
لا يكون فتنة
واختبارا إلا إذا
كان حقيقة لا مناماً،
فالمنام لا
يكذبه أحد. ..
لكن لماذا قال
عن الإسراء
رؤيا ولم يقل
رؤية؟
قالوا لآنها
كانت عجيبة من
العجائب (بل
معجزة) صارت
كأنها رؤيا،
فالرؤيا محلّ
الأحداث
العجيبة "
الرَّسُولُ
رأى جبريلَ
عليهِ
السلامُ في صورتِهِ
مرَّتينِ
(وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً
أُخْرَى ) (النجم 13). (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ
الْمُبِينِ ) (التكوير 23).
وفي
الحديث :
*
(كنتُ
متَّكئًا
عندَ عائشةَ .
فقالَت: يا
أبا عائشةَ !
ثلاثٌ مَن
تَكَلَّمَ
بواحدةٍ
منهنَّ فقد أعظمَ
علَى اللهِ
الفريةَ،
قلتُ: ما هنَّ
؟ قالت: مَن
زعمَ أنَّ
محمَّدًا
صلَّى اللهُ
علَيهِ
وسلَّمَ رأى
ربَّهُ فقد
أعظمَ علَى
اللهِ
الفريةَ، قالَ:
وَكُنتُ
متَّكئًا
فجلَستُ،
فقلتُ: يا أمَّ
المؤمنينَ !
أنظِريني ولا
تُعجِليني،
ألم يقلِ
اللهُ عزَّ
وجلَّ:
وَلَقَدْ
رَآهُ بِالْأُفُقِ
الْمُبِينِ [ 81 / التكوير
/ الآية - 23 ] وَلَقَدْ
رَآهُ
نَزْلَةً
أُخْرَى [ 53 / النجم /
الآية - 13 ] ؟
فقالت: أَنا
أوَّلُ هذِهِ
الأمَّةِ
سألَ عن ذلِكَ
رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
علَيهِ
وسلَّمَ،
فقالَ: إنَّما
هوَ جبريلُ ،
لم أرَهُ علَى
صورتِهِ
الَّتي
خُلِقَ عليها
غيرَ هاتينِ
المرَّتينِ،
رأيتُهُ منهبطًا
منَ
السَّماءِ
سادًّا
عِظَمُ خلقِهِ
ما بينَ
السَّماءِ
إلى الأرضِ،
فقالت: أوَ لم
تَسمعْ أنَّ
اللهَ يقولُ:
وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ
أَنْ
يُكَلِّمَهُ
اللَّهُ
إِلَّا وَحْيًا
أَوْ مِنْ
وَرَاءِ
حِجَابٍ أَوْ
يُرْسِلَ
رَسُولًا
فَيُوحِيَ
بِإِذْنِهِ
مَا يَشَاءُ إِنَّهُ
عَلِيٌّ
حَكِيمٌ [ 42 / الشورى /
الآية 51 ] ؟ قالَت:
ومن زعمَ أنَّ
رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
علَيهِ
وسلَّمَ كتمَ
شيئًا من
كتابِ اللهِ،
فقد أعظمَ
علَى اللهِ
الفريةَ،
واللهُ يقولُ:
يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ
بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ
تَفْعَلْ
فَمَا
بَلَّغْتَ
رِسَالَتَهُ [ 5 /
المائدة /
الآية 67 ]، قالت: ومن
زعمَ أنَّهُ
يخبرُ بما
يَكونُ في غدٍ
، فقد أعظمَ
علَى اللهِ
الفريةَ،
واللهُ يقولُ:
قُلْ لَا
يَعْلَمُ
مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ
الْغَيْبَ
إِلَّا اللَّهُ
[ 27 / النمل / الآية
- 65 ].) ( [40]).
*
(قلتُ لعائشةَ
رضي اللهُ
عنهَا: يا
أمَّتَاهُ ،
هلْ رأى محمدٌ
صلى اللهُ
عليهِ
وسلَّمَ ربَّهُ
؟ فقالتْ:
لقَدْ قَفَّ
شَعَرِي
ممَّا قلتَ،
أينَ أنتَ من
ثلاثٍ ، من
حَدَّثَكَهُنَّ
فقدْ كذَبَ:
منْ حدَّثَكَ
أنَّ محمدًا
صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ
رأى ربَّهُ
فقدْ كذَبَ ،
ثم قرَأتْ:
لَا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ
وَهُوَ
يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ
وَهُوَ
اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ .
وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ
أَنْ
يُكَلِّمَهُ
اللَّهُ
إِلَّا
وَحْيًا أَوْ
مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ . ومنْ
حدثَكَ
أنَّهُ يعلمُ
ما في غدٍ
فقدْ كَذَبَ ،
ثم قَرَأَتْ:
وَمَا
تَدْرِي
نَفْسٌ مَاذَا
تَكْسِبُ
غَدًا ومنْ
حدَّثَك
أنَّهُ كَتَمَ
فقدْ كذب ثمَّ
قرأتْ يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ
بَلِّغْ مَا
أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ . الآيةُ ،
ولكنهُ رأى
جبريلَ عليهِ
السلامُ في
صورتِهِ
مرَّتينِ .) ( [41]).
(سُبْحَانَ
الَّذِي
أَسْرَى
بِعَبْدِهِ
لَيْلًا مِنَ
الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ
إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى
الَّذِي
بَارَكْنَا
حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ
مِنْ
آيَاتِنَا
إِنَّه هُوَ
السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ) (الإسراء 1). "
لِنُرِيَهُ "
أَيْ
مُحَمَّدًا "
مِنْ آيَاتنَا
" أَيْ الْعِظَام
كَمَا قَالَ
تَعَالَى "
لَقَدْ رَأَى
مِنْ آيَات
رَبّه
الْكُبْرَى "
وَسَنَذْكُرُ
مِنْ ذَلِكَ
مَا وَرَدَتْ
بِهِ السُّنَّة
مِنْ
الْأَحَادِيث
عَنْهُ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَقَوْله
تَعَالَى "
إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيع
الْبَصِير "
أَيْ
السَّمِيع لِأَقْوَالِ
عِبَاده
مُؤْمِنهمْ
وَكَافِرهمْ
مُصَدِّقهمْ
وَمُكَذِّبهمْ
الْبَصِير
بِهِمْ
فَيُعْطِي
كُلًّا
مِنْهُمْ مَا
يَسْتَحِقّهُ
فِي
الدُّنْيَا
وَالْآخِرَة .
" ذِكْر
الْأَحَادِيث
الْوَارِدَة
فِي الْإِسْرَاء
: رِوَايَة
أَنَس بْن
مَالِك رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ "
قَالَ
الْإِمَام
أَبُو عَبْد
اللَّه الْبُخَارِيّ
: حَدَّثَنِي
عَبْد
الْعَزِيز
بْن عَبْد
اللَّه
حَدَّثَنَا
سُلَيْمَان -
هُوَ اِبْن
بِلَال - عَنْ
شَرِيك بْن
عَبْد اللَّه
قَالَ :
سَمِعْت
أَنَس بْن
مَالِك
يَقُول لَيْلَة
أُسْرِيَ
بِرَسُولِ
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
مِنْ مَسْجِد
الْكَعْبَة
أَنَّهُ
جَاءَهُ
ثَلَاثَة
نَفَر قَبْل أَنْ
يُوحَى
إِلَيْهِ
وَهُوَ
نَائِم فِي الْمَسْجِد
الْحَرَام
فَقَالَ
أَوَّلهمْ أَيّهمْ
هُوَ ؟
فَقَالَ
أَوْسَطهمْ
هُوَ خَيْرهمْ
فَقَالَ
آخِرهمْ
خُذُوا
خَيْرهمْ فَكَانَتْ
تِلْكَ اللَّيْلَة
فَلَمْ
يَرَهُمْ
حَتَّى
أَتَوْهُ
لَيْلَة
أُخْرَى
فِيمَا يَرَى
قَلْبه وَتَنَام
عَيْنه وَلَا
يَنَام
قَلْبه -
وَكَذَلِكَ
الْأَنْبِيَاء
تَنَام
أَعْيُنهمْ
وَلَا تَنَام
قُلُوبهمْ -
فَلَمْ
يُكَلِّمُوهُ
حَتَّى
اِحْتَمَلُوهُ
فَوَضَعُوهُ
عِنْد بِئْر
زَمْزَم
فَتَوَلَّاهُ
مِنْهُمْ
جِبْرِيل
فَشَقَّ جِبْرِيل
مَا بَيْن
نَحْره إِلَى
لَبَّته حَتَّى
فَرَغَ مِنْ
صَدْره
وَجَوْفه
فَغَسَلَهُ
مِنْ مَاء
زَمْزَم
بِيَدِهِ
حَتَّى أَنْقَى
جَوْفه ثُمَّ
أَتَى
بِطَسْتٍ
مِنْ ذَهَب
فِيهِ تَوْر
مِنْ ذَهَب
مَحْشُوّ
إِيمَانًا
وَحِكْمَة
فَحَشَا بِهِ
صَدْره
وَلَغَادِيده
- يَعْنِي
عُرُوق
حَلْقه -
ثُمَّ
أَطْبَقَهُ
ثُمَّ عَرَجَ
بِهِ إِلَى
السَّمَاء
الدُّنْيَا فَضَرَبَ
بَابًا مِنْ
أَبْوَابهَا
فَنَادَاهُ
أَهْل
السَّمَاء
مَنْ هَذَا ؟
فَقَالَ
جِبْرِيل
قَالُوا
وَمَنْ مَعَك؟
قَالَ مَعِي
مُحَمَّد
قَالُوا
وَقَدْ
بُعِثَ
إِلَيْهِ ؟
قَالَ نَعَمْ
قَالُوا
فَمَرْحَبًا
بِهِ
وَأَهْلًا يَسْتَبْشِر
بِهِ أَهْل
السَّمَاء
لَا يَعْلَم
أَهْل
السَّمَاء
بِمَا يُرِيد
اللَّه بِهِ
فِي الْأَرْض
حَتَّى
يُعْلِمهُمْ
فَوَجَدَ فِي
السَّمَاء
الدُّنْيَا
آدَم فَقَالَ
لَهُ جِبْرِيل
هَذَا أَبُوك
آدَم
فَسَلِّمْ
عَلَيْهِ
فَسَلَّمَ
عَلَيْهِ
وَرَدَّ
عَلَيْهِ آدَم
فَقَالَ
مَرْحَبًا
وَأَهْلًا
بِابْنِي نِعْمَ
الِابْن
أَنْتَ
فَإِذَا هُوَ
فِي السَّمَاء
الدُّنْيَا
بِنَهَرَيْنِ
يَطَّرِدَانِ
فَقَالَ " مَا
هَذَانِ
النَّهَرَانِ
يَا جِبْرِيل؟
" قَالَ
هَذَانِ
النِّيل
وَالْفُرَات
عُنْصُرهمَا
ثُمَّ مَضَى
بِهِ فِي
السَّمَاء
فَإِذَا هُوَ
بِنَهَرٍ
آخَر
عَلَيْهِ
قَصْر مِنْ
لُؤْلُؤ
وَزَبَرْجَد
فَضَرَبَ
بِيَدِهِ
فَإِذَا هُوَ
مِسْك
أَذْفَر
فَقَالَ " مَا هَذَا
يَا جِبْرِيل
" قَالَ هَذَا
الْكَوْثَر
الَّذِي خَبَّأَ
لَك رَبّك
ثُمَّ عَرَجَ
بِهِ إِلَى السَّمَاء
الثَّانِيَة
فَقَالَتْ
الْمَلَائِكَة
لَهُ مِثْل
مَا قَالَتْ
لَهُ الْمَلَائِكَة
الْأُولَى
مَنْ هَذَا ؟
قَالَ جِبْرِيل
قَالُوا
وَمَنْ مَعَك
؟ قَالَ
مُحَمَّد
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَالُوا
وَقَدْ بُعِثَ
إِلَيْهِ؟
قَالَ نَعَمْ
قَالُوا
مَرْحَبًا
بِهِ وَأَهْلًا
ثُمَّ عَرَجَ
بِهِ إِلَى
السَّمَاء الثَّالِثَة
فَقَالُوا
لَهُ مِثْل
مَا قَالَتْ
الْأُولَى
وَالثَّانِيَة
ثُمَّ عَرَجَ
بِهِ إِلَى
السَّمَاء
الرَّابِعَة
فَقَالُوا
لَهُ مِثْل
ذَلِكَ ثُمَّ
عَرَجَ بِهِ إِلَى
السَّمَاء
الْخَامِسَة
فَقَالُوا لَهُ
مِثْل ذَلِكَ
ثُمَّ عَرَجَ
بِهِ إِلَى السَّمَاء
السَّادِسَة
فَقَالُوا
لَهُ مِثْل
ذَلِكَ ثُمَّ
عَرَجَ بِهِ
إِلَى
السَّمَاء
السَّابِعَة
فَقَالُوا
لَهُ مِثْل
ذَلِكَ كُلّ
سَمَاء
فِيهَا
أَنْبِيَاء
قَدْ
سَمَّاهُمْ
فَوَعَيْت
مِنْهُمْ
إِدْرِيس فِي
الثَّانِيَة
وَهَارُون
فِي
الرَّابِعَة
وَآخَر فِي
الْخَامِسَة
لَمْ أَحْفَظ
اِسْمه
وَإِبْرَاهِيم
فِي
السَّادِسَة
وَمُوسَى فِي
السَّابِعَة
بِتَفْضِيلِ
كَلَام
اللَّه
تَعَالَى فَقَالَ
مُوسَى رَبّ
لَمْ أَظُنّ
أَنْ تَرْفَع
عَلَيَّ
أَحَدًا
ثُمَّ عَلَا
بِهِ فَوْق
ذَلِكَ بِمَا
لَا يَعْلَمهُ
إِلَّا
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ حَتَّى
جَاءَ
سِدْرَة
الْمُنْتَهَى
وَدَنَا الْجَبَّار
رَبّ
الْعِزَّة
فَتَدَلَّى
حَتَّى كَانَ
مِنْهُ قَاب
قَوْسَيْنِ
أَوْ أَدْنَى
فَأَوْحَى
اللَّه
إِلَيْهِ
فِيمَا
يُوحِي
خَمْسِينَ
صَلَاة عَلَى
أُمَّتك كُلّ
يَوْم
وَلَيْلَة
ثُمَّ هَبَطَ
بِهِ حَتَّى
بَلَغَ
مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ
مُوسَى
فَقَالَ يَا
مُحَمَّد
مَاذَا
عَهِدَ
إِلَيْك
رَبّك ؟ قَالَ
" عَهِدَ
إِلَيَّ
خَمْسِينَ
صَلَاة كُلّ
يَوْم وَلَيْلَة
" قَالَ إِنَّ
أُمَّتك لَا
تَسْتَطِيع
ذَلِكَ
فَارْجِعْ
فَلْيُخَفِّفْ
عَنْك رَبّك وَعَنْهُمْ
فَالْتَفَتَ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
إِلَى جِبْرِيل
كَأَنَّهُ
يَسْتَشِيرهُ
فِي ذَلِكَ
فَأَشَارَ
إِلَيْهِ
جِبْرِيل
أَنْ نَعَمْ
إِنْ شِئْت
فَعَلَا بِهِ
إِلَى
الْجَبَّار
تَعَالَى
وَتَقَدَّسَ
فَقَالَ
وَهُوَ فِي
مَكَانه " يَا
رَبّ خَفِّفْ
عَنَّا
فَإِنَّ
أُمَّتِي لَا
تَسْتَطِيع
هَذَا "
فَوَضَعَ
عَنْهُ عَشْر
صَلَوَات ثُمَّ
رَجَعَ إِلَى
مُوسَى
فَاحْتَبَسَهُ
فَلَمْ
يَزَلْ
يُرَدِّدهُ
مُوسَى إِلَى
رَبّه حَتَّى
صَارَتْ
إِلَى خَمْس
صَلَوَات
ثُمَّ اِحْتَبَسَهُ
مُوسَى عِنْد
الْخَمْس
فَقَالَ يَا
مُحَمَّد
وَاَللَّه
لَقَدْ
رَاوَدْت بَنِي
إِسْرَائِيل
قَوْمِي
عَلَى
أَدْنَى مِنْ
هَذَا
فَضَعُفُوا
فَتَرَكُوهُ
فَأُمَّتك
أَضْعَف
أَجْسَادًا
وَقُلُوبًا
وَأَبْدَانًا
وَأَبْصَارًا
وَأَسْمَاعًا
فَارْجِعْ
فَلْيُخَفِّفْ
عَنْك رَبّك كُلّ
ذَلِكَ
يَلْتَفِت
النَّبِيّ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
إِلَى
جِبْرِيل لِيُشِيرَ
عَلَيْهِ
وَلَا
يَكْرَه
ذَلِكَ جِبْرِيل
فَرَفَعَهُ
عِنْد
الْخَامِسَة
فَقَالَ " يَا
رَبّ إِنَّ
أُمَّتِي
ضُعَفَاء أَجْسَادهمْ
وَقُلُوبهمْ
وَأَسْمَاعهمْ
وَأَبْصَارهمْ
وَأَبْدَانهمْ
فَخَفِّفْ
عَنَّا "
فَقَالَ الْجَبَّار
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى : "
يَا مُحَمَّد
قَالَ
لَبَّيْكَ
وَسَعْدَيْك
" قَالَ
إِنَّهُ لَا
يُبَدَّل
الْقَوْل لَدَيَّ
كَمَا
فَرَضْت
عَلَيْك فِي
أُمّ الْكِتَاب
فَكُلّ
حَسَنَة
بِعَشْرِ أَمْثَالهَا
فَهِيَ
خَمْسُونَ فِي
أُمّ
الْكِتَاب
وَهِيَ خَمْس
عَلَيْك فَرَجَعَ
إِلَى مُوسَى
فَقَالَ كَيْف
فَعَلْت؟
فَقَالَ "
خَفَّفَ
عَنَّا
أَعْطَانَا
بِكُلِّ
حَسَنَة
عَشْر
أَمْثَالهَا "
قَالَ مُوسَى
قَدْ
وَاَللَّه
رَاوَدْت بَنِي
إِسْرَائِيل
عَلَى
أَدْنَى مِنْ
ذَلِكَ
فَتَرَكُوهُ
فَارْجِعْ
إِلَى رَبّك
فَلْيُخَفِّفْ
عَنْك أَيْضًا
قَالَ رَسُول
اللَّه
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
يَا مُوسَى
قَدْ وَاَللَّه
اِسْتَحْيَيْت
مِنْ رَبِّي
عَزَّ
وَجَلَّ
مِمَّا
أَخْتَلِف
إِلَيْهِ "
قَالَ
فَاهْبِطْ
بِاسْمِ
اللَّه قَالَ
وَاسْتَيْقَظَ
وَهُوَ فِي الْمَسْجِد
الْحَرَام
هَكَذَا
سَاقَهُ الْبُخَارِيّ
فِي كِتَاب
التَّوْحِيد
وَرَوَاهُ
فِي صِفَة
النَّبِيّ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَعَلَى
آلِهِ وَسَلَّمَ
عَنْ
إِسْمَاعِيل
بْن أَبِي
أُوَيْس عَنْ
أَخِيهِ
أَبِي بَكْر
عَبْد الْحَمِيد
عَنْ
سُلَيْمَان
بْن بِلَال
وَرَوَاهُ
مُسْلِم عَنْ
هَارُون بْن سَعِيد
عَنْ اِبْن
وَهْب عَنْ
سُلَيْمَان
قَالَ
فَزَادَ
وَنَقَصَ
وَقَدَّمَ وَأَخَّرَ
وَهُوَ
كَمَا قَالَ
مُسْلِم
فَإِنَّ
شَرِيك بْن
عَبْد اللَّه
بْن أَبِي
نَمِر اِضْطَرَبَ
فِي هَذَا
الْحَدِيث
وَسَاءَ
حِفْظه
وَلَمْ يَضْبِطهُ
كَمَا
سَيَأْتِي
بَيَانه إِنْ
شَاءَ اللَّه
فِي
الْأَحَادِيث
الْأُخَر وَمِنْهُمْ
مَنْ يَجْعَل
هَذَا
مَنَامًا تَوْطِئَة
لِمَا وَقَعَ
بَعْد ذَلِكَ
وَاَللَّه
أَعْلَم .
وَقَدْ قَالَ
الْحَافِظ
أَبُو بَكْر
الْبَيْهَقِيّ
فِي حَدِيث شَرِيك
زِيَادَة
تَفَرَّدَ بِهَا
عَلَى
مَذْهَب مَنْ
زَعَمَ
أَنَّهُ صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَأَى
عَزَّ
وَجَلَّ
يَعْنِي
قَوْله "
ثُمَّ دَنَا "
الْجَبَّار
رَبّ
الْعِزَّة "
فَتَدَلَّى
فَكَانَ قَاب
قَوْسَيْنِ
أَوْ أَدْنَى
" قَالَ
وَقَوْل
عَائِشَة
وَابْن
مَسْعُود
وَأَبِي
هُرَيْرَة
فِي حَمْلهمْ
هَذِهِ
الْآيَات
عَلَى رُؤْيَته
جِبْرِيل
أَصَحّ
وَهَذَا الَّذِي
قَالَهُ
الْبَيْهَقِيّ
رَحِمَهُ
اللَّه فِي
هَذِهِ
الْمَسْأَلَة
هُوَ الْحَقّ
فَإِنَّ
أَبَا ذَرّ
قَالَ يَا
رَسُول
اللَّه هَلْ
رَأَيْت
رَبّك ؟ قَالَ
" نُور أَنَّى
أَرَاهُ "
وَفِي رِوَايَة
" رَأَيْت
نُورًا "
أَخْرَجَهُ
مُسْلِم
وَقَوْله "
ثُمَّ دَنَا
فَتَدَلَّى "
إِنَّمَا
هُوَ
جِبْرِيل
عَلَيْهِ السَّلَام
كَمَا ثَبَتَ
ذَلِكَ فِي
الصَّحِيحَيْنِ
عَنْ
عَائِشَة
أُمّ
الْمُؤْمِنِينَ
وَعَنْ اِبْن
مَسْعُود
وَكَذَلِكَ هُوَ
فِي صَحِيح
مُسْلِم عَنْ أَبِي
هُرَيْرَة
وَلَا
يُعْرَف
لَهُمْ مُخَالِف
مِنْ
الصَّحَابَة
فِي تَفْسِير
هَذِهِ
الْآيَة
بِهَذَا
وَقَالَ
الْإِمَام
أَحْمَد
حَدَّثَنَا
حَسَن بْن
مُوسَى حَدَّثَنَا
حَمَّاد بْن
سَلَمَة
أَخْبَرَنَا
ثَابِت
الْبُنَانِيّ
عَنْ أَنَس بْن
مَالِك أَنَّ
رَسُول اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَالَ "
أُتِيت
بِالْبُرَاقِ
وَهُوَ دَابَّة
أَبْيَض
فَوْق
الْحِمَار
وَدُون الْبَغْل
يَضَع
حَافِره
عِنْد
مُنْتَهَى
طَرَفه فَرَكِبْته
فَسَارَ بِي
حَتَّى
أَتَيْت بَيْت
الْمَقْدِس
فَرَبَطْت
الدَّابَّة
بِالْحَلْقَةِ
الَّتِي يَرْبِط
فِيهَا
الْأَنْبِيَاء
ثُمَّ
دَخَلْت فَصَلَّيْت
فِيهِ
رَكْعَتَيْنِ
ثُمَّ
خَرَجْت
فَأَتَانِي
جِبْرِيل
بِإِنَاءٍ
مِنْ خَمْر
وَإِنَاء
مِنْ لَبَن
فَاخْتَرْت
اللَّبَن
فَقَالَ
جِبْرِيل :
أَصَبْت
الْفِطْرَة
قَالَ ثُمَّ
عَرَجَ بِي إِلَى
السَّمَاء
الدُّنْيَا
فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيل
فَقِيلَ لَهُ
مَنْ أَنْتَ ؟
قَالَ
جِبْرِيل
قِيلَ وَمَنْ
مَعَك ؟ قَالَ
مُحَمَّد
قِيلَ وَقَدْ
أُرْسِلَ
إِلَيْهِ ؟
قَالَ قَدْ
أُرْسِلَ
إِلَيْهِ
فَفُتِحَ
لَنَا
فَإِذَا
أَنَا بِآدَم فَرَحَّبَ
بِي وَدَعَا
لِي بِخَيْرٍ
ثُمَّ عَرَجَ
بِنَا إِلَى السَّمَاء
الثَّانِيَة
فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيل
فَقِيلَ لَهُ
مَنْ أَنْتَ ؟
قَالَ
جِبْرِيل
قِيلَ وَمَنْ
مَعَك ؟ قَالَ
مُحَمَّد
قِيلَ وَقَدْ
أُرْسِلَ
إِلَيْهِ ؟
قَالَ قَدْ
أُرْسِلَ
إِلَيْهِ
فَفُتِحَ لَنَا
فَإِذَا
أَنَا
بِابْنَيْ
الْخَالَة
يَحْيَى
وَعِيسَى
فَرَحَّبَا
بِي
وَدَعَوْا
لِي بِخَيْرٍ
ثُمَّ عَرَجَ
بِنَا إِلَى
السَّمَاء
الثَّالِثَة
فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيل
فَقِيلَ لَهُ
مَنْ أَنْتَ ؟
قَالَ
جِبْرِيل
قِيلَ وَمَنْ
مَعَك ؟ قَالَ
مُحَمَّد
قِيلَ وَقَدْ
أُرْسِلَ
إِلَيْهِ ؟
قَالَ قَدْ
أُرْسِلَ
إِلَيْهِ
فَفُتِحَ
لَنَا
فَإِذَا
أَنَا
بِيُوسُف
عَلَيْهِ
السَّلَام
وَإِذَا هُوَ
قَدْ
أُعْطِيَ شَطْر
الْحُسْن
فَرَحَّبَ
بِي وَدَعَا
لِي بِخَيْرٍ
ثُمَّ عَرَجَ
بِنَا إِلَى
السَّمَاء
الرَّابِعَة
فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيل فَقِيلَ
مَنْ أَنْتَ ؟
قَالَ
جِبْرِيل فَقِيلَ
وَمَنْ
مَعَك؟ قَالَ مُحَمَّد
فَقِيلَ
وَقَدْ
أُرْسِلَ
إِلَيْهِ؟
قَالَ قَدْ
بُعِثَ
إِلَيْهِ فَفُتِحَ
لَنَا
فَإِذَا
أَنَا
بِإِدْرِيس
فَرَحَّبَ
بِي وَدَعَا
لِي بِخَيْرٍ
ثُمَّ يَقُول
اللَّه
تَعَالَى "
وَرَفَعْنَاهُ
مَكَانًا
عَلِيًّا "
ثُمَّ عَرَجَ
بِنَا إِلَى
السَّمَاء
الْخَامِسَة
فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيل
فَقِيلَ مَنْ
أَنْتَ ؟
قَالَ
جِبْرِيل
فَقِيلَ وَمَنْ
مَعَك ؟ قَالَ
مُحَمَّد
فَقِيلَ قَدْ
أُرْسِلَ
إِلَيْهِ ؟
قَالَ قَدْ
بُعِثَ إِلَيْهِ
فَفُتِحَ
لَنَا
فَإِذَا
أَنَا
بِهَارُون
فَرَحَّبَ
بِي وَدَعَا
لِي بِخَيْرٍ
ثُمَّ عَرَجَ
بِنَا إِلَى
السَّمَاء
السَّادِسَة
فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيل
فَقِيلَ مَنْ
أَنْتَ؟
قَالَ
جِبْرِيل
قِيلَ وَمَنْ
مَعَك ؟ قَالَ
مُحَمَّد
فَقِيلَ
وَقَدْ
بُعِثَ
إِلَيْهِ ؟
قَالَ قَدْ
بُعِثَ
إِلَيْهِ
فَفُتِحَ
لَنَا فَإِذَا
أَنَا
بِمُوسَى
عَلَيْهِ السَّلَام
فَرَحَّبَ
بِي وَدَعَا
لِي بِخَيْرٍ
ثُمَّ عَرَجَ
بِنَا إِلَى
السَّمَاء
السَّابِعَة
فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيل
فَقِيلَ مَنْ
أَنْتَ ؟
قَالَ جِبْرِيل
قِيلَ وَمَنْ
مَعَك ؟ قَالَ
مُحَمَّد
فَقِيلَ
وَقَدْ
بُعِثَ
إِلَيْهِ
قَالَ قَدْ
بُعِثَ
إِلَيْهِ
فَفُتِحَ لَنَا
فَإِذَا
أَنَا
بِإِبْرَاهِيم
عَلَيْهِ
السَّلَام
وَإِذَا هُوَ
مُسْتَنِد
إِلَى
الْبَيْت
الْمَعْمُور
وَإِذَا هُوَ
يَدْخُلهُ
كُلّ يَوْم
سَبْعُونَ
أَلْف مَلَك
ثُمَّ لَا
يَعُودُونَ
إِلَيْهِ
ثُمَّ ذَهَبَ
بِي إِلَى
سِدْرَة
الْمُنْتَهَى
فَإِذَا
وَرَقهَا
كَآذَانِ الْفِيلَة
وَإِذَا
ثَمَرهَا كَالْقِلَالِ
فَلَمَّا
غَشِيَهَا
مِنْ أَمْر
اللَّه مَا
غَشِيَهَا
تَغَيَّرَتْ
فَمَا أَحَد
مِنْ خَلْق
اللَّه
تَعَالَى يَسْتَطِيع
أَنْ
يَصِفهَا
مِنْ
حُسْنهَا قَالَ
فَأَوْحَى
اللَّه
إِلَيَّ مَا
أَوْحَى وَقَدْ
فَرَضَ
عَلَيَّ فِي
كُلّ يَوْم
وَلَيْلَة
خَمْسِينَ
صَلَاة
فَنَزَلْت
حَتَّى
اِنْتَهَيْت
إِلَى مُوسَى
قَالَ مَا
فَرَضَ رَبّك
عَلَى
أُمَّتك؟
قُلْت
خَمْسِينَ
صَلَاة فِي
كُلّ يَوْم وَلَيْلَة
قَالَ
اِرْجِعْ
إِلَى رَبّك
فَاسْأَلْهُ
التَّخْفِيف
لِأُمَّتِك فَإِنَّ
أُمَّتك لَا
تُطِيق
ذَلِكَ وَإِنِّي
قَدْ بَلَوْت
بَنِي إِسْرَائِيل
وَخَبَرْتهمْ
قَالَ
فَرَجَعْت
إِلَى رَبِّي
فَقُلْت أَيْ
رَبّ خَفِّفْ
عَنْ
أُمَّتِي
فَحَطَّ
عَنِّي خَمْسًا
فَنَزَلْت
حَتَّى
اِنْتَهَيْت
إِلَى مُوسَى
فَقَالَ مَا
فَعَلْت
فَقُلْت قَدْ
حَطَّ عَنِّي
خَمْسًا
فَقَالَ
إِنَّ أُمَّتك
لَا تُطِيق
ذَلِكَ فَارْجِعْ
إِلَى رَبّك
فَاسْأَلْهُ
التَّخْفِيف
لِأُمَّتِك
قَالَ فَلَمْ
أَزَلْ
أَرْجِع
بَيْن رَبِّي
وَبَيْن
مُوسَى وَيَحُطّ
عَنِّي
خَمْسًا
خَمْسًا
حَتَّى قَالَ :
يَا مُحَمَّد
هُنَّ خَمْس
صَلَوَات فِي
كُلّ يَوْم
وَلَيْلَة
بِكُلِّ صَلَاة
عَشْر
فَتِلْكَ
خَمْسُونَ صَلَاة
وَمَنْ هَمَّ
بِحَسَنَةٍ
فَلَمْ يَعْمَلهَا
كُتِبَتْ
لَهُ حَسَنَة
فَإِنْ
عَمِلَهَا
كُتِبَتْ
عَشْرًا
وَمَنْ هَمَّ
بِسَيِّئَةٍ
فَلَمْ
يَعْمَلهَا
لَمْ تُكْتَب
فَإِنْ
عَمِلَهَا
كُتِبَتْ
سَيِّئَة
وَاحِدَة .
فَنَزَلْت
حَتَّى اِنْتَهَيْت
إِلَى مُوسَى
فَأَخْبَرْته
فَقَالَ
اِرْجِعْ
إِلَى رَبّك
فَاسْأَلْهُ
التَّخْفِيف
لِأُمَّتِك
فَإِنَّ
أُمَّتك لَا
تُطِيق
ذَلِكَ
فَقَالَ رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
لَقَدْ
رَجَعْت
إِلَى رَبِّي
حَتَّى اِسْتَحْيَيْت
" وَرَوَاهُ
مُسْلِم عَنْ
شَيْبَان بْن
فَرُّوخ عَنْ
حَمَّاد بْن
سَلَمَة
بِهَذَا
السِّيَاق
وَهُوَ
أَصَحّ مِنْ
سِيَاق شَرِيك
.
رؤية
النار أو
أهلها
(وَبُرِّزَتِ
الْجَحِيمُ
لِمَنْ يَرَى ) (النازعات 36). أَيْ
أُظْهِرَتْ
لِلنَّاظِرِينَ
فَرَآهَا
النَّاس
عِيَانًا .(ابن
كثير). "وَبُرِّزَتْ
الْجَحِيم "
أَيْ
ظَهَرَتْ . "
لِمَنْ يَرَى
" قَالَ اِبْن
عَبَّاس :
يُكْشَف
عَنْهَا
فَيَرَاهَا
تَتَلَظَّى
كُلُّ ذِي
بَصَر . وَقِيلَ
: الْمُرَاد
الْكَافِر
لِأَنَّهُ الَّذِي
يَرَى
النَّار
بِمَا فِيهَا
مِنْ أَصْنَاف
الْعَذَاب .
وَقِيلَ : يَرَاهَا
الْمُؤْمِن
لِيَعْرِف قَدْر
النِّعْمَة ،
وَيُصْلَى
الْكَافِر بِالنَّارِ .
(القرطبي).
(لَتَرَوُنَّ
الْجَحِيمَ) (التكاثر 6).
تَوَعَّدَهُمْ
بِهَذَا
الْحَال وَهُوَ
رُؤْيَة
أَهْل
النَّار الَّتِي
إِذَا
زَفَرَتْ
زَفْرَة
وَاحِدَة خَرَّ
كُلّ مَلَك
مُقَرَّب
وَنَبِيّ مُرْسَل
عَلَى
رُكْبَتَيْهِ
مِنْ
الْمَهَابَة
وَالْعَظَمَة
وَمُعَايَنَة
الْأَهْوَال
(ابن كثير). هَذَا وَعِيد
آخَر . وَهُوَ
عَلَى
إِضْمَار
الْقَسَم ;
أَيْ
لَتَرَوُنَّ
الْجَحِيم
فِي الْآخِرَة
. وَالْخِطَاب
لِلْكُفَّارِ
الَّذِينَ
وَجَبَتْ
لَهُمْ
النَّار .
وَقِيلَ :
هُوَ عَامّ ;
كَمَا قَالَ :
" وَإِنْ
مِنْكُمْ
إِلَّا
وَارِدهَا " [
مَرْيَم : 71 ]
فَهُيِّئَ
لِلْكُفَّارِ
دَار ,
وَلِلْمُؤْمِنِينَ
مَمَرّ . وَفِي
الْحَدِيث : (]في ]
قولِ اللهِ
عَزَّ وجَلَّ
وَإِنْمِنْكُمْ
إِلَّا
وَارِدُهَا
قال رسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه
وسلَّم :
يَرِدُ
الناسُ النارَ
ثم
يَصْدُرُونَ
عنها
بأعمالِهم
فأَوَّلُهُم
كَلَمْحِ
البَرْقِ ثم
كالرِّيحِ ثم
كحُضْرِ
الفَرَسِ ثم
كالراكِبِ في
رَحْلِهِ ثم
كَشَدِّ
الرَّجُلِ ثم
كمَشْيِهِ) ([42] ).
وَقَرَأَ
الْكِسَائِيّ
وَابْن عَامِر
"
لَتُرَوُنَّ
" بِضَمِّ التَّاء
, مِنْ
أَرَيْته
الشَّيْء ;
أَيْ
تُحْشَرُونَ
إِلَيْهَا
فَتَرَوْنَهَا
. وَعَلَى
فَتْح
التَّاء , هِيَ
قِرَاءَة
الْجَمَاعَة ;
أَيْ
لَتَرَوُنَّ
الْجَحِيم
بِأَبْصَارِكُمْ
عَلَى الْبُعْد
(القرطبي). (ثُمَّ
لَتَرَوُنَّهَا
عَيْنَ
الْيَقِينِ ) (التكاثر 7). أَيْ
مُشَاهَدَة .
وَقِيلَ :
هُوَ إِخْبَار
عَنْ دَوَام
مَقَامهمْ
فِي النَّار ;
أَيْ هِيَ
رُؤْيَة
دَائِمَة
مُتَّصِلَة .
وَالْخِطَاب
عَلَى هَذَا
لِلْكُفَّارِ
(القرطبي).
)وَرَأَى
الْمُجْرِمُونَ
النَّارَ
فَظَنُّوا
أَنَّهُمْ
مُوَاقِعُوهَا
وَلَمْ
يَجِدُوا عَنْهَا
مَصْرِفًا)
(الكهف 53). "فَظَنُّوا"
هُنَا
بِمَعْنَى
الْيَقِين. قَالَ
اِبْن
عَبَّاس :
أَيْقَنُوا
أَنَّهُمْ
مُوَاقِعُوهَا
. وَقِيلَ :
رَأَوْهَا
مِنْ مَكَان
بَعِيد
فَتَوَهَّمُوا
أَنَّهُمْ
مُوَاقِعُوهَا
, وَظَنُّوا
أَنَّهَا تَأْخُذهُمْ
فِي الْحَال .
وَفِي
الْخَبَر: (وإنَّ
الكافِرَ
لَيرى
جَهنَّمَ
ويظُنُّ أنَّها
مُواقِعَتُه
مِن
مسيرةِ
أربعينَ سَنَة)
([43])
. وَالْمُوَاقَعَة
مُلَابَسَة
الشَّيْء بِشِدَّةٍ
. وَعَنْ
عَلْقَمَة
أَنَّهُ
قَرَأَ "
فَظَنُّوا أَنَّهُمْ
مُلَافُّوهَا
" أَيْ مُجْتَمِعُونَ
فِيهَا ، وَاللَّفَف
الْجَمْع .(القرطبي).
رؤية
نعيم الجنّة
(وَيَطُوفُ
عَلَيْهِمْ
وِلْدَانٌ
مُخَلَّدُونَ
إِذَا
رَأَيْتَهُمْ
حَسِبْتَهُمْ
لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا
)
(الإنسان 19).
أَيْ
إِذَا
رَأَيْتهمْ
فِي
اِنْتِشَارهمْ
فِي قَضَاء
حَوَائِج
السَّادَة
وَكَثْرَتهمْ
وَصَبَاحَة
وُجُوههمْ
وَحُسْن أَلْوَانهمْ
وَثِيَابهمْ
وَحُلِيّهمْ
حَسِبْتهمْ
لُؤْلُؤًا
مَنْثُورًا
وَلَا يَكُون
فِي
التَّشْبِيه
أَحْسَن مِنْ
هَذَا وَلَا
فِي
الْمَنْظَر
أَحْسَن مِنْ
اللُّؤْلُؤ
الْمَنْثُور
(ابن كثير)
(وَإِذَا
رَأَيْتَ ثَمَّ
رَأَيْتَ
نَعِيمًا
وَمُلْكًا
كَبِيرًا ) (الإنسان 20). رؤية
النعيم في
الجنة. يقول
ابن كثير: وَإِذَا
رَأَيْت يَا
مُحَمَّد "
ثَمَّ " أَيْ
هُنَاكَ
يَعْنِي فِي
الْجَنَّة
وَنَعِيمهَا
وَسَعَتهَا وَارْتِفَاعهَا
وَمَا فِيهَا
مِنْ الْحِبْرَة
وَالسُّرُور
" رَأَيْت
نَعِيمًا
وَمُلْكًا
كَبِيرًا "
أَيْ مَمْلَكَة
لِلَّهِ
هُنَاكَ
عَظَمَة وَسُلْطَانًا
بَاهِرًا
وَثَبَتَ فِي
الصَّحِيح
أَنَّ اللَّه
تَعَالَى
يَقُول لِآخِرِ
أَهْل
النَّار
خُرُوجًا
مِنْهَا
وَآخِر أَهْل
الْجَنَّة
دُخُولًا
إِلَيْهَا:
إِنَّ لَك
مِثْل
الدُّنْيَا وَعَشَرَة
أَمْثَالهَا :
(إنِّي
لأعلمُ آخرَ
أهلِ
النَّارِ
خروجًا منها ،
وآخرَ أهلِ
الجنَّةِ
دخولًا ، رجلٌ
يخرُجُ من النَّارِ
حبْوًا ،
فيقولُ اللهُ
: اذهَبْ فادخُلِ
الجنَّةَ ،
فيأتيها ،
فيُخيَّلُ إليه
أنَّها ملأَى
، فيرجعُ
فيقولُ : يا
ربِّ وجدتُها
ملأَى ، فيقولُ
: اذهَبْ
فادخُلِ
الجنَّةَ ،
فيأتيها فيُخيَّلُ
إليه أنَّها
ملأَى ، فيرجِعُ
فيقولُ : يا
ربِّي
وجدتُها
ملأَى ، فيقولُ
: اذهَبْ
فادخُلِ
الجنَّةَ ،
فإنَّ لك مثلَ
الدُّنيا
وعشرةِ
أمثالِها ، أو
: إنَّ لك مثلَ
عشرةِ أمثالِ
الدُّنيا ،
فيقولُ :
أتسخُرُ
منِّي، أو :
تضحَكُ منِّي
وأنت الملِكُ
. فلقد رأيتُ
رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم
ضحِك حتَّى
بدت نواجذُه ،
وكان يُقالُ :
ذلك أدنَى أهلِ الجنَّةِ منزلةً .) ([44]).
فَإِذَا
كَانَ هَذَا
عَطَاؤُهُ
تَعَالَى لِأَدْنَى
مَنْ يَكُون
فِي الْجَنَّة
فَمَا ظَنّك
بِمَا هُوَ أَعْلَى
مَنْزِلَة
وَأَحْظَى
عِنْده تَعَالَى
(مُتَّكِئِينَ
فِيهَا عَلَى
الْأَرَائِكِ
لَا يَرَوْنَ
فِيهَا
شَمْسًا
وَلَا
زَمْهَرِيرًا
)
(الإنسان 13). لَا
يَرَوْنَ :
لَا يَجدونَ. نعيم
الجنة لا يمكن
إدراك حقيقته
وكنهه في
الحياة
الدنيا:
(فَلَا
تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا
أُخْفِيَ
لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ
جَزَاءً
بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ)
(السجدة 17).
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَة
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ عَنْ رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ قَالَ
اللَّه
تَعَالَى "
أَعْدَدْت
لِعِبَادِي
الصَّالِحِينَ
مَا لَا عَيْن
رَأَتْ وَلَا
أُذُن
سَمِعْت
وَلَا خَطَر
عَلَى قَلْب
بَشَر " قَالَ
أَبُو
هُرَيْرَة
اِقْرَءُوا
إِنْ
شِئْتُمْ "
فَلَا
تَعْلَم
نَفْس مَا
أُخْفِيَ
لَهُمْ مِنْ
قُرَّة
أَعْيُن" ...
وعَنْ أَبِي
هُرَيْرَة
رَضِيَ اللَّه
عَنْهُ عَنْ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
يَقُول
اللَّه
تَعَالَى
أَعْدَدْت
لِعِبَادِي
الصَّالِحِينَ
مَا لَا عَيْن
رَأَتْ وَلَا
أُذُن
سَمِعْت
وَلَا خَطَر
عَلَى قَلْب
بَشَر
ذُخْرًا
بَلْهَ مَا
أُطْلِعْتُمْ
عَلَيْهِ "
ثُمَّ قَرَأَ
" فَلَا
تَعْلَم
نَفْس مَا
أُخْفِيَ لَهُمْ
مِنْ قُرَّة
أَعْيُن
جَزَاء بِمَا
كَانُوا
يَعْمَلُونَ
" قَالَ أَبُو
مُعَاوِيَة
عَنْ
الْأَعْمَش
عَنْ أَبِي صَالِح
قَرَأَ أَبُو
هُرَيْرَة "
قُرَّات أَعْيُن
" اِنْفَرَدَ
بِهِ
الْبُخَارِيّ
مِنْ هَذَا
الْوَجْه ... (ابن
كثير).
يَوْمَئِذٍ
يَصْدُرُ
النَّاسُ
أَشْتَاتًا " لِيُرَوْا
أَعْمَالهمْ "
أَيْ
جَزَاءَهَا
مِنْ
الْجَنَّة
أَوْ النَّار
(يَوْمَئِذٍ
يَصْدُرُ
النَّاسُ
أَشْتَاتًا
لِيُرَوْا
أَعْمَالَهُمْ) (الزلزلة 6). أَيْ
يَرْجِعُونَ
عَنْ مَوْقِف
الْحِسَاب أَشْتَاتًا
أَيْ
أَنْوَاعًا
وَأَصْنَافًا
مَا بَيْن
شَقِيّ
وَسَعِيد
مَأْمُور
بِهِ إِلَى
الْجَنَّة
وَمَأْمُور
بِهِ إِلَى
النَّار وَقَالَ
اِبْن
جُرَيْج :
يَتَصَدَّعُونَ
أَشْتَاتًا
فَلَا
يَجْتَمِعُونَ
آخِر مَا عَلَيْهِمْ
وَقَالَ
السُّدِّيّ
أَشْتَاتًا
فِرَقًا (ابن
كثير).
وَقَوْله
تَعَالَى "
لِيُرَوْا
أَعْمَالهمْ
" أَيْ لِيُرِيَهُمْ
اللَّه
أَعْمَالهمْ
فِي كُتُبهمْ
, أَوْ
لِيُرَوْا
جَزَاء
أَعْمَالهمْ
(القرطبي).
(وَقَالَ
الَّذِينَ
اتَّبَعُوا
لَوْ أَنَّ لَنَا
كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ
مِنْهُمْ
كَمَا
تَبَرَّءُوا مِنَّا
كَذَلِكَ
يُرِيهِمُ
اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ
حَسَرَاتٍ
عَلَيْهِمْ
وَمَا هُمْ
بِخَارِجِينَ
مِنَ النَّارِ) (البقرة 167). وَقَوْله
" وَقَالَ
الَّذِينَ
اِتَّبَعُوا
لَوْ أَنَّ لَنَا
كَرَّة
فَنَتَبَرَّأ
مِنْهُمْ
كَمَا تَبَرَّءُوا
مِنَّا " أَيْ
لَوْ أَنَّ
لَنَا عَوْدَة
إِلَى
الدَّار
الدُّنْيَا
حَتَّى
نَتَبَرَّأ
مِنْ هَؤُلَاءِ
وَمِنْ
عِبَادَتهمْ
فَلَا
نَلْتَفِت
إِلَيْهِمْ
بَلْ
نُوَحِّد
اللَّه
وَحْده
بِالْعِبَادَةِ
: وَهُمْ
كَاذِبُونَ
فِي هَذَا
بَلْ لَوْ
رُدُّوا
لَعَادُوا لِمَا
نُهُوا
عَنْهُ
وَإِنَّهُمْ
لَكَاذِبُونَ
كَمَا
أَخْبَرَ
اللَّه
تَعَالَى
عَنْهُمْ
بِذَلِكَ
وَلِهَذَا
قَالَ "
كَذَلِكَ
يُرِيهِمْ
اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ
حَسَرَات
عَلَيْهِمْ " أَيْ
تَذْهَب
وَتَضْمَحِلّ
كَمَا قَالَ
تَعَالَى"
وَقَدِمْنَا
إِلَى مَا
عَمِلُوا مِنْ
عَمَلٍ
فَجَعَلْنَاهُ
هَبَاء
مَنْثُورًا "
وَقَالَ
تَعَالَى "
مَثَل الَّذِينَ
كَفَرُوا
بِرَبِّهِمْ
أَعْمَالُهُمْ
كَرَمَادٍ
اِشْتَدَّتْ
بِهِ الرِّيحُ
فِي يَوْم
عَاصِف"
الْآيَة .
وَقَالَ
تَعَالَى "
وَاَلَّذِينَ
كَفَرُوا
أَعْمَالُهُمْ
كَسَرَابٍ
بِقِيعَةٍ
يَحْسَبُهُ
الظَّمْآنُ
مَاءً "
الْآيَة
وَلِهَذَا
قَالَ
تَعَالَى "
وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ
مِنْ النَّار " .
(وَتَرَى كُلَّ
أُمَّةٍ
جَاثِيَةً
كُلُّ
أُمَّةٍ تُدْعَى
إِلَى
كِتَابِهَا
الْيَوْمَ
تُجْزَوْنَ
مَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ ) (الجاثية
28). يَخِرّ
النَّاس
فِيهَا
جُثَاة عَلَى
رُكَبهمْ ...
وَقِيلَ :
إِنَّهُ
عَامّ لِلْمُؤْمِنِ
وَالْكَافِر
اِنْتِظَارًا
لِلْحِسَابِ (القرطبي)؛
وهذا مؤكد في
آيات سورة
الزمر:
(وَسِيقَ
الَّذِينَ
كَفَرُوا
إِلَى
جَهَنَّمَ
زُمَرًا حَتَّى
إِذَا
جَاءُوهَا
فُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا
وَقَالَ
لَهُمْ
خَزَنَتُهَا
أَلَمْ يَأْتِكُمْ
رُسُلٌ
مِنْكُمْ
يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ
آيَاتِ
رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ
لِقَاءَ
يَوْمِكُمْ هَذَا
قَالُوا
بَلَى
وَلَكِنْ
حَقَّتْ
كَلِمَةُ
الْعَذَابِ
عَلَى
الْكَافِرِينَ
) (الزمر
71).
(وَسِيقَ
الَّذِينَ
اتَّقَوْا
رَبَّهُمْ
إِلَى
الْجَنَّةِ
زُمَرًا حَتَّى
إِذَا
جَاءُوهَا
وَفُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا
وَقَالَ
لَهُمْ خَزَنَتُهَا
سَلَامٌ
عَلَيْكُمْ
طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا
خَالِدِينَ) (الزمر 73).
هَذَا
بَيَان
تَوْفِيَة
كُلّ نَفْس
عَمَلَهَا ،
فَيُسَاق
الْكَافِر
إِلَى
النَّار وَالْمُؤْمِن
إِلَى
الْجَنَّة .
وَالزُّمَر :
الْجَمَاعَات
وَاحِدَتهَا
زُمْرَة ... .
وَقَالَ
الْأَخْفَش
وَأَبُو
عُبَيْدَة : "
زُمَرًا "
جَمَاعَات مُتَفَرِّقَة
بَعْضهَا
إِثْر بَعْض .
قَالَ
الشَّاعِر :
وَتَرَى
النَّاسَ إِلَى
مَنْزِلِهْ
زُمَرًا
تَنْتَابُهُ
بَعْدَ
زُمَرْ (القرطبي).
وهذه
الزمر ثابتة
في الأحاديث
الصحيحة التي بينت
أنّ كل أمة من
أمم الكفر
والضلال تتبع
ما كانت تعبد
في الدنيا؛
وأكتفي بذكر
الحديث
التالي:
وفي
الحديث : ( أن أناسا
في زمن النبي
صلى الله عليه
وسلم قالوا :
يا رسول الله
، هل نرى ربنا
يوم القيامة؟
قال النبي صلى
الله عليه
وسلم : ( نعم ، هل
تضارون في
رؤية الشمس
بالظهيرة ،
ضوء ليس فيها
سحاب ). قالوا :
لا ، قال : ( وهل
تضارون في
رؤية القمر
ليلة البدر ،
ضوء ليس فيها
سحاب ) . قالوا:
لا ، قال
النبي صلى
الله عليه
وسلم : ( ما
تضارون في
رؤية الله عز
وجل يوم
القيامة إلا
كما تضارون في
رؤية أحدهما ،
إذا
كان يوم
القيامة أذن
مؤذن : تتبع كل
أمة ما كانت
تعبد ، فلا
يبقى من كان
يعبد غير الله
من الأصنام
والأنصاب إلا
يتساقطون في
النار . حتى
إذا لم يبقى
إلا من كان
يعبد الله ،
بر أو فاجر ،
وغبرات أهل
الكتاب ،
فيدعى اليهود
، فيقال لهم :
ما كنتم
تعبدون ؟
قالوا : كنا نعبد
عزيرا ابن
الله ، فيقال
لهم : كذبتم،
ما اتخذ الله من
صاحبة ولا
ولد، فماذا
تبغون ؟
فقالوا: عطشنا
ربنا فاسقنا ،
فيشار : ألا تردون
؟ فيحشرون إلى
النار ، كأنها
سراب يحطم بعضها
بعضا ،
فيتساقطون في
النار . ثم يدعى
النصارى
فيقال لهم : ما
كنتم تعبدون ؟
قالوا : كنا
نعبد المسيح
ابن الله ،
فيقال لهم :
كذبتم ، ما
اتخذ الله من
صاحبة ولا ولد
، فيقال لهم :
ما تبغون ؟
فكذلك مثل
الأول . حتى إذا
لم يبق إلا من
كان يعبد الله
، من بر أو
فاجر ، أتاهم
رب العالمين
في أدنى صورة
من التي رأوه
فيها ، فيقال :
ماذا تنتظرون
، تتبع كل أمة ما كانت تعبد ، قالوا :
فارقنا الناس
في الدنيا على
أفقر ما كنا
إليهم لم
نصاحبهم ،
ونحن ننتظر ربنا
الذي كنا نعبد
، فيقول : أنا
ربكم ،
فيقولون : لا
نشرك بالله
شيئا ) . مرتين أو
ثلاثا . ) ([45]) .
(وَأَنَّ
سَعْيَهُ
سَوْفَ يُرَى ) (النجم 40). أَيْ
يَوْم
الْقِيَامَة
كَقَوْلِهِ
تَعَالَى "
وَقُلْ
اِعْمَلُوا
فَسَيَرَى
اللَّهُ
عَمَلكُمْ
وَرَسُوله
وَالْمُؤْمِنُونَ
وَسَتُرَدُّونَ
إِلَى عَالِم
الْغَيْب
وَالشَّهَادَة
فَيُنَبِّئُكُمْ
بِمَا
كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ
" أَيْ
فَيُخْبِركُمْ
بِهِ
وَيَجْزِيكُمْ
عَلَيْهِ
أَتَمَّ
الْجَزَاء
إِنْ خَيْرًا
فَخَيْر
وَإِنْ
شَرًّا فَشَرّ .(ابن
كثير).
(فَمَنْ
يَعْمَلْ
مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ
خَيْرًا يَرَهُ
* وَمَنْ
يَعْمَلْ
مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ
شَرًّا
يَرَهُ )
(الزلزلة 8-7).
عَنْ أَبِي
سَعِيد
الْخُدْرِيّ
قَالَ :
لَمَّا
أُنْزِلَتْ "
فَمَنْ
يَعْمَل
مِثْقَال
ذَرَّة
خَيْرًا يَرَهُ
وَمَنْ
يَعْمَل
مِثْقَال
ذَرَّة شَرًّا
يَرَهُ "
قُلْت يَا
رَسُول اللَّه
إِنِّي
لَرَاء
عَمَلِي ؟
قَالَ "
نَعَمْ "... "
خَيْرًا
يَرَهُ "
يَعْنِي فِي
كِتَابه
وَيَسُرُّهُ
ذَلِكَ قَالَ
يُكْتَب لِكُلِّ
بَرّ
وَفَاجِر
وَبِكُلِّ
سَيِّئَة
سَيِّئَة
وَاحِدَة
وَبِكُلِّ
حَسَنَة
عَشْر
حَسَنَات (ابن
كثير). "قيل:
يا رسولَ
اللهِ،
فالْحُمُرُ؟"،
أي: ماذا يجبُ
في الحميرِ
الأهليَّةِ
التي
تُستخدَمُ في
الحرثِ
وخِدمةِ
الأرض؟ فقال
النَّبيُّ
صلَّى الله
عليه وسلَّم:
"مَا أُنْزِلَ
عَلَيَّ فِي
الْحُمُرِ شَيْءٌ
إِلاَّ
هَذِهِ
الآيَةُ
الْفَاذَّةُ
الْجَامِعَةُ"،
أي: المتفرِّدَةُ
الجامِعَةُ
لكُلِّ
معانِي الخيْرِ
والشَّرِّ في
العَمَلِ مِن
الفَرائِضِ
أو
النَّوَافِلِ:
{فَمَنْ
يَعْمَلْ
مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ
خَيْرًا
يَرَهُ
وَمَنْ
يَعْمَلْ
مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ
شَرًّا يَرَهُ}
[الزلزلة: 7- 8]،
والذَّرَّةُ
هي
النَّمْلَةُ
الصَّغِيرَةُ،
أو هِي الْهَبَاءُ
والتُّرَابُ
النَّاعِمُ
المتطايرُ في
الهواءِ
يُرَى في
الضَّوءِ، ومعناها:
أنَّ كُلَّ
عمَلٍ ولو كان
في غايةِ
الصِّغَر مِن
الخيْرِ أو
الشَرِّ،
فسوف يُرَى
أثَرُه
ويُحاسَبُ
عليه عند اللهِ
تعالى، فلو
أعانَ واحدًا
على رُكوبِها
يُثابُ، ولو
استعانَ
برُكُوبِها
على فِعْلِ
معْصِيةٍ
يُعاقَبُ.
الرؤية
البصرية في
الآخرة
(كَأَنَّهُمْ
يَوْمَ
يَرَوْنَهَا
لَمْ
يَلْبَثُوا
إِلَّا
عَشِيَّةً
أَوْ
ضُحَاهَا ) (النازعات 46). إِذَا
قَامُوا مِنْ
قُبُورهمْ إِلَى
الْمَحْشَر
وعَايَنُوا
الْآخِرَة يَسْتَقْصِرونَ
مُدَّة
الْحَيَاة
الدُّنْيَا
حَتَّى
كَأَنَّهَا
عِنْدهمْ
كَانَتْ
عَشِيَّة
مِنْ يَوْم
أَوْ ضُحًى
مِنْ يَوْم
(ابن كثير).
(أَوْ
تَقُولَ
حِينَ تَرَى الْعَذَابَ
لَوْ أَنَّ لِي
كَرَّةً
فَأَكُونَ
مِنَ الْمُحْسِنِينَ
) (الزمر
58).
يوم
القيامة؛ تَوَدّ
لَوْ
أُعِيدَتْ
إِلَى الدُّنْيَا
لِتُحْسِنَ
الْعَمَل.
(تَرَى الظَّالِمِينَ
مُشْفِقِينَ
مِمَّا كَسَبُوا
وَهُوَ
وَاقِعٌ
بِهِمْ
وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ
فِي
رَوْضَاتِ
الْجَنَّاتِ
لَهُمْ مَا
يَشَاءُونَ
عِنْدَ
رَبِّهِمْ
ذَلِكَ هُوَ
الْفَضْلُ
الْكَبِيرُ ) (الشورى
22). أيْ فِي
عَرَصَات
الْقِيَامَة
" وَهُوَ
وَاقِع
بِهِمْ " أَيْ
الَّذِي يَخَافُونَ
مِنْهُ
وَاقِع
بِهِمْ لَا
مَحَالَة
هَذَا
حَالهمْ
يَوْم
مَعَادهمْ
وَهُمْ فِي
هَذَا
الْخَوْف وَالْوَجَل (ابن
كثير). "تَرَى
الظَّالِمِينَ" يَوْم
الْقِيَامَة "مُشْفِقِينَ" خَائِفِينَ
"مِمَّا
كَسَبُوا" فِي
الدُّنْيَا
مِنْ
السَّيِّئَات
أَنْ يُجَازَوْا
عَلَيْهَا "وَهُوَ" أَيْ
الْجَزَاء
عَلَيْهَا "وَاقِع
بِهِمْ" يَوْم
الْقِيَامَة
لَا مَحَالَة
(الجلالين).
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ
يَسْعَى
نُورُهُمْ
بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ
وَبِأَيْمَانِهِمْ
بُشْرَاكُمُ
الْيَوْمَ
جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ
فِيهَا
ذَلِكَ هُوَ
الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ ) (الحديد
12). أَيْ :
وَلَهُ أَجْر
كَرِيم فِي "
يَوْم تَرَى "
فِيهِ "
الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُومِنَات
يَسْعَى
نُورهمْ "
أَيْ يَمْضِي
عَلَى
الصِّرَاط
فِي قَوْل
الْحَسَن،
وَهُوَ الضِّيَاء
الَّذِي
يَمُرُّونَ
فِيهِ (القرطبي).
(وَوُضِعَ
الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ
مُشْفِقِينَ
مِمَّا فِيهِ
وَيَقُولُونَ
يَا
وَيْلَتَنَا
مَالِ هَذَا
الْكِتَابِ
لَا
يُغَادِرُ
صَغِيرَةً
وَلَا كَبِيرَةً
إِلَّا
أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا
مَا عَمِلُوا
حَاضِرًا
وَلَا
يَظْلِمُ
رَبُّكَ أَحَدًا
) (الكهف
49). فَتَرَى
الْمُجْرِمِينَ" الْكَافِرِينَ
"مُشْفِقِينَ" خَائِفِينَ
"مِمَّا
فِيهِ
(الجلالين).
(وَمَنْ
يُضْلِلِ
اللَّهُ
فَمَا لَهُ
مِنْ وَلِيٍّ مِنْ
بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ
لَمَّا
رَأَوُا
الْعَذَابَ
يَقُولُونَ
هَلْ إِلَى
مَرَدٍّ مِنْ
سَبِيلٍ ) (الشورى
44). يَعْنِي
جَهَنَّم .
وَقِيلَ
رَأَوْا
الْعَذَاب
عِنْد
الْمَوْت
(القرطبي).
(إِذَا رَأَتْهُمْ
مِنْ
مَكَانٍ
بَعِيدٍ
سَمِعُوا
لَهَا تَغَيُّظًا
وَزَفِيرًا ) (الفرقان 12).
رؤية من عالم
الآخرة لا
ندرك طبيعتها أو
كنهها.
ويؤكدهُ
الأحاديث:-
(يخرجُ
عنقٌ من
النَّارِ
يومَ
القيامةِ له
عينان
يُبصِرُ بهما
، وأُذنان
تسمعان ،
ولسانٌ
ينطِقُ يقولُ
: إنِّي
وُكِّلتُ
بثلاثةٍ بمن
جعل مع اللهِ
إلهًا آخرَ ،
وبكلِّ
جبَّارٍ
عنيدٍ ،
وبالمُصوِّرين)
([46]).
(يخرُجُ
عنقٌ من
النَّارِ
يومَ
القيامةِ فتكلَّمُ
بلسانٍ
طَلْقٍ
ذَلْقٍ لها
عينانِ
تُبصِرُ بهما
ولها لسانٌ
تكلَّمُ به
فتقولُ إنِّي
أُمِرْتُ
بمَن جعَل مع
اللهِ إلهًا
آخرَ وبكلِّ
جبَّارٍ
عنيدٍ وبمَن قتَل
نفسًا بغيرِ
نفسٍ
فتنطَلِقُ
بهم قبلَ
سائرِ
النَّاسِ
بخمسِمائةِ
عامٍ وفي
روايةٍ
فتنطوي عليهم
فتقذِفُهم في
جهنَّمَ) ([47]).
(وَمَنْ
يُضْلِلِ
اللَّهُ
فَمَا لَهُ
مِنْ وَلِيٍّ
مِنْ
بَعْدِهِ
وَتَرَى
الظَّالِمِينَ
لَمَّا
رَأَوُا
الْعَذَابَ
يَقُولُونَ
هَلْ إِلَى
مَرَدٍّ مِنْ
سَبِيلٍ )
(الشورى 44).
ثُمَّ قَالَ
عَزَّ
وَجَلَّ
مُخْبِرًا
عَنْ الظَّالِمِينَ
وَهُمْ
الْمُشْرِكُونَ
بِاَللَّهِ "
لَمَّا
رَأَوْا
الْعَذَاب "
أَيْ يَوْم
الْقِيَامَة
تَمَنَّوْا
الرَّجْعَة إِلَى
الدُّنْيَا
(تفسير ابن
كثير).
(وَلَوْ
أَنَّ
لِكُلِّ
نَفْسٍ ظَلَمَتْ
مَا فِي
الْأَرْضِ
لَافْتَدَتْ
بِهِ وَأَسَرُّوا
النَّدَامَةَ
لَمَّا رَأَوُا
الْعَذَابَ
وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
بِالْقِسْطِ
وَهُمْ لَا
يُظْلَمُونَ ) (يونس 54). الرؤية
البصرية في
الآخرة: إِذَا
قَامَتْ
الْقِيَامَة
يَوَدّ
الْكَافِر
لَوْ
اِفْتَدَى
مِنْ عَذَاب
اللَّه
بِمِلْءِ
الْأَرْض
ذَهَبًا
(تفسير ابن
كثير).
(إِذْ
تَبَرَّأَ
الَّذِينَ اتُّبِعُوا
مِنَ
الَّذِينَ
اتَّبَعُوا
وَرَأَوُا
الْعَذَابَ
وَتَقَطَّعَتْ
بِهِمُ
الْأَسْبَابُ
) (البقرة 166). يقول ابن
كثير: كقوله
تعالى : "ثُمَّ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ
يَكْفُرُ
بَعْضُكُمْ
بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ
بَعْضُكُمْ
بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ
النَّارُ
وَمَا لَكُمْ
مِنْ
نَاصِرِينَ"
الآية،
وكقوله : (وَقَالَ
الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا
لِلَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا
بَلْ مَكْرُ
اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ
إِذْ تَأْمُرُونَنَا
أَنْ
نَكْفُرَ
بِاللَّهِ
وَنَجْعَلَ
لَهُ
أَنْدَادًا
وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ
لَمَّا
رَأَوُا الْعَذَابَ
وَجَعَلْنَا
الْأَغْلَالَ
فِي
أَعْنَاقِ
الَّذِينَ
كَفَرُوا
هَلْ
يُجْزَوْنَ
إِلَّا مَا
كَانُوا
يَعْمَلُونَ ) (سبأ 33). الرؤية
البصرية في
الآخرة.
(فَلَمَّا
رَأَوْهُ
زُلْفَةً
سِيئَتْ وُجُوهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا
وَقِيلَ
هَذَا
الَّذِي
كُنْتُمْ
بِهِ
تَدَّعُونَ ) (الملك 27). رؤية
تحقق العذاب
الواقع
بالكافرين
يوم الفيامة:
قَالَ اللَّه
تَعَالَى " فَلَمَّا
رَأَوْهُ
زُلْفَة
سِيئَتْ
وُجُوه الَّذِينَ
كَفَرُوا "
أَيْ لَمَّا
قَامَتْ الْقِيَامَة
وَشَاهَدَهَا
الْكُفَّار
سَاءَهُمْ
ذَلِكَ "
وَبَدَا
لَهُمْ مِنْ
اللَّه مَا
لَمْ
يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ
وَبَدَا
لَهُمْ سَيِّئَات
مَا عَمِلُوا
وَحَاقَ
بِهِمْ مَا كَانُوا
بِهِ
يَسْتَهْزِئُونَ"
وَلِهَذَا يُقَال
لَهُمْ عَلَى
وَجْه
التَّقْرِيع
وَالتَّوْبِيخ
" هَذَا
الَّذِي
كُنْتُمْ
بِهِ
تَدَّعُونَ "
أَيْ تَسْتَعْجِلُونَ
(وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ
تَرَى
الَّذِينَ كَذَبُوا
عَلَى
اللَّهِ
وُجُوهُهُمْ
مُسْوَدَّةٌ
أَلَيْسَ فِي
جَهَنَّمَ
مَثْوًى
لِلْمُتَكَبِّرِينَ
) (الزمر 60).
يُخْبِر
تَعَالَى
عَنْ يَوْم
الْقِيَامَة
أَنَّهُ
تَسْوَدّ
فِيهِ وُجُوه
وَتَبْيَضّ فِيهِ
وُجُوه
تَسْوَدّ
وُجُوه أَهْل
الْفُرْقَة
وَالِاخْتِلَاف
وَتَبْيَضّ
وُجُوه أَهْل
السُّنَّة
وَالْجَمَاعَة
(ابن كثير).
(حَتَّى
إِذَا رَأَوْا
مَا
يُوعَدُونَ
فَسَيَعْلَمُونَ
مَنْ أَضْعَفُ
نَاصِرًا
وَأَقَلُّ
عَدَدًا )
(الجن 24).
الرؤية البصرية
في الآخرة: أَيْ
حَتَّى إِذَا
رَأَى
هَؤُلَاءِ
الْمُشْرِكِينَ
مِنْ الْجِنّ
وَالْإِنْس
مَا
يُوعَدُونَ
يَوْم الْقِيَامَة
فَسَيَعْلَمُونَ
يَوْمئِذٍ
مَنْ أَضْعَف
نَاصِرًا
وَأَقَلّ
عَدَدًا هُمْ
أَمْ
الْمُؤْمِنُونَ
الْمُوَحِّدُونَ
لِلَّهِ
تَعَالَى ؟
(تفسير ابن
كثير)
(فَاطَّلَعَ
فَرَآهُ فِي
سَوَاءِ
الْجَحِيمِ ) (الصافات 55). الرؤية
البصرية في
الآخرة: قَالَ
اِبْن
عَبَّاس
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُمَا وَسَعِيد
بْن جُبَيْر
وَخُلَيْد
الْعَصْرِيّ
وَقَتَادَة
وَالسُّدِّيّ
وَعَطَاء
الْخُرَاسَانِيّ
يَعْنِي فِي
وَسَط
الْجَحِيم (تفسير
ابن كثير).
(وَقَالُوا
مَا لَنَا لَا
نَرَى
رِجَالًا
كُنَّا
نَعُدُّهُمْ
مِنَ الْأَشْرَارِ
) (ص
62). قَالَ
اِبْن عَبَّاس
: يُرِيدُونَ
أَصْحَاب
مُحَمَّد
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ;
يَقُول أَبُو
جَهْل :
أَيْنَ بِلَال
أَيْنَ
صُهَيْب
أَيْنَ
عَمَّار
أُولَئِكَ
فِي
الْفِرْدَوْس
وَاعَجَبًا
لِأَبِي
جَهْل
مِسْكِين ؛
أَسْلَمَ
اِبْنه
عِكْرِمَة ،
وَابْنَته
جُوَيْرِيَة ،
وَأَسْلَمَتْ
أُمُّهُ ، وَأَسْلَمَ
أَخُوهُ ، وَكَفَرَ
هُوَ
(القرطبي).
(وَقَالَ
الَّذِينَ
كَفَرُوا
رَبَّنَا أَرِنَا
الَّذَيْنِ
أَضَلَّانَا
مِنَ الْجِنِّ
وَالْإِنْسِ
نَجْعَلْهُمَا
تَحْتَ
أَقْدَامِنَا
لِيَكُونَا
مِنَ
الْأَسْفَلِينَ)
(فصلت 29). قَالَ
سُفْيَان
الثَّوْرِيّ
عَنْ سَلَمَة
بْن كُهَيْلٍ
عَنْ مَالِك بْن
الْحُصَيْن
الْفَزَارِيّ
عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَلِيّ
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ فِي
قَوْله
تَعَالَى "
اللَّذَيْنِ
أَضَلَّانَا"
قَالَ إِبْلِيس
وَابْن آدَم
الَّذِي
قَتَلَ
أَخَاهُ وَهَكَذَا
رَوَى
الْعَوْفِيّ
عَنْ عَلِيّ
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ مِثْل
ذَلِكَ
وَقَالَ السُّدِّيّ
عَنْ عَلِيّ
رَضِيَ اللَّه
عَنْهُ
فَإِبْلِيس
يَدْعُو بِهِ
كُلّ صَاحِب
شِرْك وَابْن
آدَم يَدْعُو
بِهِ كُلّ
صَاحِب
كَبِيرَة فَإِبْلِيس
الدَّاعِي
إِلَى كُلّ
شَرّ مِنْ شِرْك
فَمَا دُونه
وَابْن آدَم
الْأَوَّل
كَمَا ثَبَتَ
فِي
الْحَدِيث:
(ليس من نفسٍ
تُقتلُ ظلمًا
، إلا كان على
ابنِ آدمَ الأولُ كِفلٌ منها
- وربما قال
سفيانُ : من
دَمِها -
لأنَّهُ أولُ
من سنَّ القتلَ
أولًا) ([48])
(ابن كثير).
تعذر
رؤية
الملائكة
والجنّ
(وَقَالَ
الَّذِينَ
لَا
يَرْجُونَ
لِقَاءَنَا
لَوْلَا
أُنْزِلَ
عَلَيْنَا
الْمَلَائِكَةُ
أَوْ نَرَى
رَبَّنَا
لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا
فِي
أَنْفُسِهِمْ
وَعَتَوْا
عُتُوًّا
كَبِيرًا ) (الفرقان
21). حَيْثُ
سَأَلُوا
اللَّه الشَّطَط
؛ لِأَنَّ
الْمَلَائِكَة
لَا تُرَى إِلَّا
عِنْد
الْمَوْت
أَوْ عِنْد
نُزُول الْعَذَاب
، وَاَللَّه
تَعَالَى لَا
تُدْرِكهُ
الْأَبْصَار
وَهُوَ
يُدْرِك الْأَبْصَار
، فَلَا عَيْن
تَرَاهُ .
وَقَالَ
مُقَاتِل : "
عَتَوْا "
عَلَوْا فِي
الْأَرْض .
وَالْعُتُوّ :
أَشَدّ
الْكُفْر
وَأَفْحَش
الظُّلْم .
وَإِذَا لَمْ
يَكْتَفُوا
بِالْمُعْجِزَاتِ
وَهَذَا
الْقُرْآن
فَكَيْفَ
يَكْتَفُونَ
بِالْمَلَائِكَةِ
؟ وَهُمْ لَا
يُمَيِّزُونَ
بَيْنهمْ
وَبَيْن
الشَّيَاطِين،
وَلَا بُدّ
لَهُمْ مِنْ
مُعْجِزَة
يُقِيمهَا
مَنْ
يَدَّعِي
أَنَّهُ مَلَك
، وَلَيْسَ
لِلْقَوْمِ
طَلَب مُعْجِزَة
بَعْد أَنْ
شَاهَدُوا
مُعْجِزَة (القرطبي).
(يَوْمَ يَرَوْنَ
الْمَلَائِكَةَ
لَا بُشْرَى
يَوْمَئِذٍ
لِلْمُجْرِمِينَ
وَيَقُولُونَ
حِجْرًا
مَحْجُورًا ) (الفرقان
22). يُرِيد
أَنَّ
الْمَلَائِكَة
لَا يَرَاهَا
أَحَد إِلَّا
عِنْد
الْمَوْت :
فَتُبَشِّر
الْمُؤْمِنِينَ
بِالْجَنَّةِ
, وَتَضْرِب
الْمُشْرِكِينَ
وَالْكُفَّار
بِمَقَامِعِ
الْحَدِيد
حَتَّى
تُخْرِج أَنْفُسهمْ
. "
وَيَقُولُونَ
حِجْرًا
مَحْجُورًا "
يُرِيد
تَقُول
الْمَلَائِكَة
حَرَامًا
مُحَرَّمًا
أَنْ يَدْخُل
الْجَنَّة
إِلَّا مَنْ
قَالَ لَا إِلَه
إِلَّا
اللَّه ،
وَأَقَامَ
شَرَائِعهَا
(القرطبي).
(ثُمَّ
أَنْزَلَ
اللَّهُ
سَكِينَتَهُ
عَلَى
رَسُولِهِ
وَعَلَى
الْمُؤْمِنِينَ
وَأَنْزَلَ
جُنُودًا
لَمْ تَرَوْهَا
وَعَذَّبَ
الَّذِينَ
كَفَرُوا وَذَلِكَ
جَزَاءُ
الْكَافِرِينَ
) (التوبة 26). "وَأَنْزَلَ
جُنُودًا
لَمْ
تَرَوْهَا" مَلَائِكَة
(الجلالين).
(إِلَّا
تَنْصُرُوهُ
فَقَدْ نَصَرَهُ
اللَّهُ إِذْ
أَخْرَجَهُ
الَّذِينَ
كَفَرُوا
ثَانِيَ
اثْنَيْنِ إِذْ
هُمَا فِي
الْغَارِ
إِذْ يَقُولُ
لِصَاحِبِهِ
لَا تَحْزَنْ
إِنَّ اللَّهَ
مَعَنَا
فَأَنْزَلَ
اللَّهُ
سَكِينَتَهُ
عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ
بِجُنُودٍ
لَمْ تَرَوْهَا
وَجَعَلَ
كَلِمَةَ
الَّذِينَ كَفَرُوا
السُّفْلَى
وَكَلِمَةُ
اللَّهِ هِيَ
الْعُلْيَا
وَاللَّهُ
عَزِيزٌ
حَكِيمٌ ) (التوبة 40). وَأَيَّدَهُ
بِجُنُودٍ
لَمْ
تَرَوْهَا أَيْ
مِنْ
الْمَلَائِكَة
(القرطبي).
(يَا
أَيُّهَا
الَّذِينَ
آمَنُوا
اذْكُرُوا
نِعْمَةَ
اللَّهِ
عَلَيْكُمْ
إِذْ
جَاءَتْكُمْ
جُنُودٌ
فَأَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ
رِيحًا
وَجُنُودًا
لَمْ تَرَوْهَا
وَكَانَ
اللَّهُ
بِمَا
تَعْمَلُونَ
بَصِيرًا ) (الأحزاب
9). "وَجُنُودًا
لَمْ
تَرَوْهَا" قَالَ الْمُفَسِّرُونَ
: بَعَثَ
اللَّه
تَعَالَى عَلَيْهِمْ
الْمَلَائِكَة
فَقَلَعَتْ
الْأَوْتَاد
،
وَقَطَعَتْ
أَطْنَاب
الْفَسَاطِيط
،
وَأَطْفَأَتْ
النِّيرَان
،
وَأَكْفَأَتْ
الْقُدُور ،
وَجَالَتْ
الْخَيْل
بَعْضهَا فِي
بَعْض ،
وَأَرْسَلَ
اللَّه
عَلَيْهِمْ
الرُّعْب ،
وَكَثُرَ
تَكْبِير
الْمَلَائِكَة
فِي جَوَانِب
الْعَسْكَر ;
حَتَّى كَانَ
سَيِّد كُلّ
خِبَاء يَقُول
: يَا بَنِي
فُلَان
هَلُمَّ
إِلَيَّ
فَإِذَا
اِجْتَمَعُوا
قَالَ لَهُمْ
: النَّجَاءَ
النَّجَاءَ ؛
لِمَا بَعَثَ
اللَّه
تَعَالَى
عَلَيْهِمْ
مِنْ
الرُّعْب (القرطبي).
قَالَ
اِبْن
جُرَيْج
قَالَ اِبْن
عَبَّاس فِي
هَذِهِ
الْآيَة
لَمَّا كَانَ
يَوْم بَدْر
سَارَ
إِبْلِيس
بِرَايَتِهِ
وَجُنُوده
مَعَ
الْمُشْرِكِينَ
وَأَلْقَى
فِي قُلُوب
الْمُشْرِكِينَ
أَنَّ أَحَدًا
لَنْ
يَغْلِبَكُمْ
وَإِنِّي
جَار لَكُمْ
فَلَمَّا
اِلْتَقَوْا
وَنَظَرَ
الشَّيْطَان
إِلَى
إِمْدَاد الْمَلَائِكَة
" نَكَصَ
عَلَى
عَقِبَيْهِ "
قَالَ رَجَعَ
مُدْبِرًا
وَقَالَ "
إِنِّي أَرَى
مَا لَا
تَرَوْنَ "
الْآيَة (ابن
كثير).
(فَلَمَّا
تَرَاءَى
الْجَمْعَانِ
قَالَ
أَصْحَابُ
مُوسَى
إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء 61). " فَلَمَّا
تَرَاءَى
الْجَمْعَانِ
" أَيْ رَأَى
كُلّ مِنْ
الْفَرِيقَيْنِ
صَاحِبه
فَعِنْد
ذَلِكَ "
قَالَ
أَصْحَاب
مُوسَى
إِنَّا
لَمُدْرَكُونَ"
وَذَلِكَ
أَنَّهُمْ
اِنْتَهَى
بِهِمْ السَّيْر
إِلَى سَيْف
الْبَحْر
وَهُوَ بَحْر
الْقُلْزُم فَصَارَ
أَمَامهمْ
الْبَحْر
وَقَدْ أَدْرَكَهُمْ
فِرْعَوْن
بِجُنُودِهِ .
(يَا بَنِي
آدَمَ لَا
يَفْتِنَنَّكُمُ
الشَّيْطَانُ
كَمَا
أَخْرَجَ
أَبَوَيْكُمْ
مِنَ الْجَنَّةِ
يَنْزِعُ
عَنْهُمَا
لِبَاسَهُمَا
لِيُرِيَهُمَا
سَوْآتِهِمَا
إِنَّهُ يَرَاكُمْ
هُوَ
وَقَبِيلُهُ
مِنْ حَيْثُ
لَا
تَرَوْنَهُمْ
إِنَّا جَعَلْنَا
الشَّيَاطِينَ
أَوْلِيَاءَ
لِلَّذِينَ
لَا
يُؤْمِنُونَ ) (الأعراف 27).
يُحَذِّر
تَعَالَى
بَنِي آدَم
مِنْ إِبْلِيس
وَقَبِيله
مُبَيِّنًا
لَهُمْ عَدَاوَته
الْقَدِيمَة
لِأَبِي
الْبَشَر
آدَم عَلَيْهِ
السَّلَام
فِي سَعْيه
فِي إِخْرَاجه
مِنْ
الْجَنَّة
الَّتِي هِيَ
دَار
النَّعِيم
إِلَى دَار
التَّعَب
وَالْعَنَاء
وَالتَّسَبُّب
فِي هَتْك
عَوْرَته
بَعْدَمَا
كَانَتْ
مَسْتُورَة
عَنْهُ وَمَا
هَذَا إِلَّا
عَنْ عَدَاوَة
أَكِيدَة
وَهَذَا
كَقَوْلِهِ
تَعَالَى "
أَفَتَتَّخِذُونَهُ
وَذُرِّيَّته
أَوْلِيَاء
مِنْ دُونِي
وَهُمْ
لَكُمْ
عَدُوّ
بِئْسَ
لِلظَّالِمِينَ
بَدَلًا " . (ابن كثير).
رؤيا
الأنبياء حقّ
رسولُ
اللهِ محمدٌ
صلى الله عليه
وسلم
(إِذْ يُرِيكَهُمُ
اللَّهُ فِي
مَنَامِكَ
قَلِيلًا وَلَوْ
أَرَاكَهُمْ
كَثِيرًا
لَفَشِلْتُمْ
وَلَتَنَازَعْتُمْ
فِي الْأَمْرِ
وَلَكِنَّ
اللَّهَ
سَلَّمَ إِنَّهُ
عَلِيمٌ
بِذَاتِ
الصُّدُورِ ) (الأنفال 43). وَقَدْ
صَرَّحَ
بِالْمَنَامِ
هَهُنَا فَلَا
حَاجَة إِلَى
التَّأْوِيل
الَّذِي لَا
دَلِيل
عَلَيْهِ
وَقَوْله " وَلَوْ
أَرَاكَهُمْ
كَثِيرًا
لَفَشِلْتُمْ
" أَيْ
لَجَبُنْتُمْ
عَنْهُمْ (يوم
بدر)
وَاخْتَلَفْتُمْ
فِيمَا
بَيْنكُمْ "
وَلَكِنَّ
اللَّه سَلَّمَ
" أَيْ مِنْ
ذَلِكَ
بِأَنْ
أَرَاكَهُمْ
قَلِيلًا (ابن
كثير).
(لَقَدْ
صَدَقَ اللَّهُ
رَسُولَهُ
الرُّؤْيَا
بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ
الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ
إِنْ شَاءَ
اللَّهُ
آمِنِينَ
مُحَلِّقِينَ
رُءُوسَكُمْ
وَمُقَصِّرِينَ
لَا
تَخَافُونَ
فَعَلِمَ مَا
لَمْ
تَعْلَمُوا
فَجَعَلَ
مِنْ دُونِ
ذَلِكَ فَتْحًا
قَرِيبًا) (الفتح 27).
(خرجَ
رسولُ اللهِ
صلى الله عليه
وسلم زمنَ
الحُدَيْبِيَّةِ
، حتى كانوا
ببعضِ
الطريقِ ، قال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم : إن
خالدَ بنَ
الوليدِ
بالغَمِيمِ ،
في خيلٍ
لقريشٍ
طليعةٍ ،
فخذوا ذاتَ
اليمينٍ .
فواللهِ ما
شَعَرَ بهم
خالدٌ حتى إذا
هم بقَتَرَةِ
الجيشِ ،
فانطَلَقَ يَرْكُضُ
نذيرًا
لقريشٍ ، وسار
النبيُّ صلى الله
عليه وسلم حتى
إذا كان بالثَّنِيَّةِ
التي
يَهْبِطُ
عليهم منها ،
برَكَتْ به
راحلتُه ،
فقال الناس :
حلْ حلْ .
فأَلَحَّتْ،
فقالوا خَلَأَتِ
القَصْواءُ ،
خلَأَتِ
القصواءُ ! فقال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم: ما
خلَأَتِ
القصواءُ ،
وما ذاك لها
بخُلُقٍ ،
ولكن حبَسَها
حابسُ الفيلِ
. ثم قال: والذي
نفسي بيدِه ،
لا يَسْأَلُونَنِي
خطةً
يُعَظِّمون
فيها حرماتِ
اللهِ إلا
أَعْطَيْتُهم
إيَّاها . ثم
زجَرَها
فوثَبَتْ ،
قال : فعَدَلَ
عنهم حتى نزَلَ
بأقصى
الحديبيةِ
على ثَمَدٍ
قليلِ الماءِ
،
يَتَبَرَّضُه
الناسُ
تَبَرُّضًا ،
فلم
يَلْبَثْه
الناسُ حتى
نَزَحُوه ،
وشُكِيَ إلى
رسولِ اللهِ
صلى الله عليه
وسلم العطشُ ،
فانتَزَعَ
سهمًا مِن
كِنانتِه ، ثم
أمَرَهم أن يَجْعَلُوه
فيه ،
فواللهِ،
مازالَ
يَجِيشُ لهم
بالرَّيِّ
حتى صدروا عنه
، فبينما هم
كذلك إذ جاءَ
بُدَيْلُ بنُ
وَرْقاءَ
الخُزَاعِيُّ
في نفرٍ مِن
قومِه مِن
خُزاعةَ ،
وكانوا
عَيْبَةَ
نصحِ رسولِ
اللهِ صلى
الله عليه
وسلم مِن أهل
تِهامةَ ،
فقال: إني
تَرَكْتُ
كعبَ بنَ
لُؤَيٍّ،
وعامرَ بنَ
لُؤَيٍّ
نزلوا أعدادَ مياهِ
الحديبيةِ ،
ومعهم العوذُ
المَطافِيلُ
، وهم
مُقاتِلوكَ،
وصادُّوك عن
البيتِ ، فقال
رسولُ اللهِ
صلى الله عليه
وسلم: إنا لم
نَجِئْ
لقتالِ أحدٍ ،
ولكنَّا
جِئْنَا
مُعْتَمِرِين
، وإن قريشًا
قد
نَهِكَتْهم
الحربُ ، وأَضَرَّتْ
بهم ، فإن
شاؤُوا
مادَدْتُهم
مدةً ،
ويُخَلُّوا
بيني وبينَ
الناسِ، فإن
أظْهَرَ فإن
شاؤوا أن
يَدْخُلوا
فيما دخَلَ
فيه الناسُ
فعلوا ؛ وإلا
فقد جَمُّوا ،
وإن هم أبَوْا
، فوالذي نفسي
بيدِه
لأُقاتِلَنَّهم
على أمري هذا
حتى تَنْفَرِدَ
سالفتي ،
وليَنْقَذَنَّ
اللهُ أمرَه .
فقال بُدْيلُ
: سأُبْلِغُهم
ما تقولُ . قال :
فانطَلَقَ
حتى أتى قريشًا
، قال: إنا قد
جِئْنَاكم
مِن هذا
الرجلِ ،
وسَمِعْنَاه
يقولُ قولًا ،
فإن شِئْتُم
أن نَعْرِضَه
عليكم فعَلْنَا
، فقال سفهاؤُهم
: لا حاجةَ لنا أن
تُخْبِرَنا عنه
بشيءٍ ، وقال ذَوُو
الرأيِ منهم :
هاتِ ما
سَمِعْتَه
يقولُ . قال :
سَمِعْتُه يقولُ
كذا وكذا ،
فحَدَّثَهم
بما قال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم ، فقام
عروةُ بنُ
مسعودٍ فقال :
أَيْ قومُ،
أَلَسْتُم
بالوالدِ ؟
قالوا : بلى.
قال : أو لسْتُ
بالولدِ ؟
قالوا : بلى.
قال : فهل
تَتَّهِمُونني
؟ قالوا : لا.
قال : ألستم
تَعْلَمُون
أني استَنْفَرْتُ
أهلَ عُكاظٍ ،
فلما بَلَّحوا
عليَّ
جِئْتُكم
بأهلي،
وولدِي، ومَن
أطاعَنِي ؟
قالوا : بلى.
قال : فإن هذا
قد عَرَضَ لكم
خطةَ رُشْدٍ ،
اقبلوها
ودَعُوني
آتِيه ، قالوا
: ائْتِه .
فأَتَاه ،
فجَعل
يُكَلِّمُ النبيَّ
صلى الله عليه
وسلم ، فقال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم: نحوًا
مِن قولِه
لبُدَيْلٍ ،
فقال عروةُ
عندَ ذلك :
أَيْ محمدُ ،
أَرَأَيْتَ
إن
استَأْصَلْتَ
أمرَ قومِك ،
هل سَمِعْتَ
بأحدٍ مِن
العربِ
اجتاحَ أهلَه
قبلَكَ ؟! وإن
تَكُنْ
الأخرى، فإني
واللهِ،
لَأَرَىَ
وجوهًا ، وإني
لَأَرى
أشوابًا مِن
الناسِ خليقًا
أن يَفِرُّوا
ويَدَعُوكَ ،
فقال له أبو
بكرٍ :
امْصُصْ
ببظرِ اللاتِ!
أنَحْنُ نَفِرُّ
عنه ونَدَعُه
؟ فقال : مَن ذا
؟ قالوا : أبو
بكرٍ . قال: أما
والذي نفسي
بيدِه ، لولا
يدٌ كانت لك عندي
لم أُجْزِكْ
بها لأَجَبْتُكَ
. قال : وجعَلَ
يُكَلِّمُ
النبيَّ صلى
الله عليه
وسلم ، فكلما
تكَلَّمَ
أخَذَ بلحيتِه
، والمغيرةُ
بنُ شعبةَ
قائمٌ على
رأسِ النبيِّ
صلى الله عليه
وسلم ، ومعه
السيفُ،
وعليه
المِغْفَرُ ،
فكُلَّمَا
أهوى عروةُ
بيدِه إلى
لحيةِ النبيِّ
صلى الله عليه
وسلم ضرَبَ يدَه
بنعلِ السيفِ
، وقال له:
أَخِّرْ يدَك
عن لحيةِ
رسولِ الله
صلى الله عليه
وسلم ، فرَفَعَ
عروةُ رأسَه ،
فقال : مَن هذا
؟ قالوا : المغيرةُ
بنُ شعبةَ.
فقال : أَيْ
غُدَرُ ،
أَلَسْتُ
أَسعى في
غَدْرَتِك.
وكان
المغيرةُ
صَحِبَ قومًا في
الجاهليةِ
فقَتَلَهم،
وأخَذَ
أموالَهم ، ثم
جاء
فأَسْلَمَ ،
فقال النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم: أَمَّا
الإسلامُ فأَقْبَلُ
، وأَمَّا
المالُ
فلَسْتُ منه
في شيءٍ . ثم إن
عروةَ جعَلَ
يَرْمُقُ
أصحابَ
النبيِّ صلى
الله عليه
وسلم بعينِه ،
قال :
فواللهِ، ما
تَنَخَّمَ رسولُ
اللهِ صلى
الله عليه وسلم
نُخَامَةَ
إلا وقَعَتْ
في كفِّ رجلٍ
منهم ، فدَلَّكَ
بها وجهَه
وجلدَه ، وإذا
أمَرَهم
ابتدروا
أمرَه ، وإذا
توضأَ كادوا
يَقْتَتِلون
على وضوئِه ،
وإذا تكَلَّمَ
خَفَضُوا
أصواتَهم
عندَه ، وما
يُحِدُّون
إليه النظرَ؛
تعظيمًا له ،
فرجَعَ عروةُ
إلى أصحابِه
فقال: أَيْ
قومُ ،
واللهِ، لقد
وفَدْتُ على
الملوكِ ، ووَفَدْتُ
على
قَيْصَرَ،
وكسرى،
والنَجَاشِيِّ
، واللهِ، إن
رَأَيْتُ
مِلْكًا قطُّ يُعِظِّمُه
أصحابُه ما
يُعِظِّمُ
أصحابُ محمدٍ
صلى الله عليه
وسلم محمدًا ،
واللهِ، إن
تَنَخَّمَ
نُخامةً إلا
وقَعَتْ في
كفِّ رجلٍ
منهم فدَلَّك
بها وجهَه
وجلدَه ، وإذا
أَمَرَهم ابتدروا
أمرَه ، وإذا
توضأَ كادوا
يَقْتَتِلون
على وضوئِه ،
وإذا تكَلَّم
خَفَّضُوا أصواتَهم
عندَه ، وما
يُحِدُّون إليه
النظرَ؛
تعظيمًا له،
وإنه قد
عَرَضَ عليكم
خطةَ رُشْدٍ
فأَقْبَلُوها
. فقال رجلٌ
مِن بني
كِنانةَ: دَعُوني
آتِيه .
فقالوا :
ائتِه . فلما
أَشْرَفَ على
النبيِّ صلى
الله عليه
وسلم وأصحابِه
، قال رسولُ
اللهِ صلى
الله عليه
وسلم: هذا فلانٌ
، وهو مِن قوم
يُعَظِّمون
البُدْنَ ،
فابعثُوها له.
فبُعِثَتْ له
،
واستَقْبَلَه
الناسُ
يُلَبُّون ،
فلما رأى ذلك
قال : سبحانَ اللهِ
، ما ينبغي
لهؤلاء أن
يُصَدُّوا عن
البيتِ ، فلما
رجَعَ إلى
أصحابِه قال :
رأَيْتُ قد
قُلِّدَتْ
وأُشِعْرَتْ
، فما أرى أن
يُصَدُّوا عن
البيتِ . فقام
رجلٌ منهم ،
يَقالُ له:
مِكْرَزُ بْنُ
حفصٍ ، فقال :
دعوني آتيه .
فقالوا :
ائْتِه. فلما
أَشْرَفَ
عليهم ، قال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم : هذا
مِكْرَزٌ ، وهو
رجلٌ فاجرٌ.
فجَعَلَ
يُكَلِّمُ
النبيَّ صلى
الله عليه
وسلم ، فبينما
هو يُكَلِّمُه؛
إذ جاء
سُهَيْلُ بنُ
عمرٍو . قال
مَعْمَرٌ :
فأَخْبَرَني
أيوبُ ، عن
عَكْرِمَةَ :
أنه لما جاءَ
سُهَيْلُ بنُ
عمرٍو: قال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم: لقد
سَهُلَ لكم
مِن أمرِكم. قال
مَعْمَرٌ :
قال الزهريُّ
في حديثِه :
فجاءَ سهيلُ
بنُ عمرٍو
فقال: هاتِ
اكتُبْ بينَنَا
وبينَكم
كتابًا، فدعا
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم الكاتبَ
، فقال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم: بسمِ
اللهِ
الرحمنِ
الرحيمِ . قال
سهيلٌ : أَمَّا
الرحمنُ
فواللهِ ما
أدري ما هو،
ولكن اكتُبْ
باسمِك
اللهمَّ، كما
كنتَ
تَكْتُبْ .
فقال
المسلمون :
واللهِ لا
نَكْتُبْها
إلا بسمِ
اللهِ
الرحمنِ الرحيمِ
. فقال
النبيُّ صلى الله
عليه وسلم :
اكتُبْ
باسمِك
اللهمَّ . ثم
قال: هذا ما
قاضى عليه
محمدٌ رسولُ
اللهِ . فقال
سهيلٌ :
واللهِ، لو
كنَّا نَعْلَمُ
أنك رسولُ
اللهِ ما
صَدَدْنَاك عن
البيتِ، ولا
قاتلْنَاك ،
ولكِنْ
اكتُبْ : محمدُ
بنُ عبدِ
اللهِ ، فقال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم: واللهِ،
إني لرسولُ
اللهِ وإن
كَذَّبْتُموني
، اكتُبْ :
محمدُ بنُ
عبدِ الله . قال
الزُّهْرِيُّ
: وذلك لقولِه:
لا يَسْأَلُونَنِي
خطةً
يُعِظِّمون
بها حرماتِ
اللهِ إلا
أَعْطَيْتُهم
إيَّاها. فقال
له النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم : على أن
تُخَلُّوا
بينَنا وبينَ
البيت فنَطُوفُ
به. فقال
سهيلٌ :
واللهِ، لا
تَتَحَدَّثُ
العربُ
أَنَّا
أُخِذْنَا ضُغْطَةً؛
ولكن ذلك مِن
العامِ
المُقْبِلِ .
فكتَبَ ، فقال
سهيلٌ : وعلى
أنه لا يَأْتِيك
منا رجلٌ ،
وإن كان على
دينِك إلا
ردَدْتَه
إلينا . قال
المسلمون :
سبحانَ اللهِ
! كيف يُرَدُّ
إلى المشركين
وقد جاء
مسلمًا!
فبينما هم
كذلك؛ إذ دخَلَ
أبو جَنْدَلٍ
بنُ سُهَيْلِ
بنِ عمرٍو
يَرْسُفُ في
قيودِه ، وقد
خرَجَ ِمِن
أسفلِ مكةَ
حتى رَمى
بنفسِه بينَ
أظهرِ
المسلمين ،
فقال سهيلٌ :
هذا يا محمدُ،
أولُ ما
أُقاضِيكَ
عليه أن
تَرُدَّه
إليَّ . فقال
النبيُّ صلى الله
عليه وسلم:
إنا لم نَقْضِ
الكتابَ بعدُ.
قال: فواللهِ،
إذًا لم
أُصَالِحْكَ
على شيءٍ
أبدًا ، قال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم:
فأَجِزْه لي .
قال : ما أنا بمجيزِه
لكَ . قال: بلى
فافْعَلْ .
قال : ما أنا
بفاعلٍ . قال
مِكْرَزٌ : بل قد
أَجَزْنَاه
لك . قال أبو جندلٍ
: أَيْ معشرَ
المسلمين ،
أُرَدُّ إلى
المشركين وقد
جِئْتُ
مسلمًا ، ألا
ترون ما قد
لَقِيتُ ؟
وكان قد
عُذِّبَ
عذابًا
شديدًا في
اللهِ . قال :
فقال عمرُ بنُ
الخطابِ :
فأَتَيْتُ
نبيَّ اللهِ
صلى الله عليه
وسلم فقُلْتُ
: ألستَ نبيَّ
اللهِ حقًّا ؟
قال: بلى . قلتُ :
أَلَسْنَا
على الحقِّ،
وعدوُّنَا
على الباطلِ ؟
قال: بلى. قلتُ :
فلِمَ
نُعْطِي
الدَّنِيَّةَ
في دينِنَا
إذًا ؟ قال:
إني رسولُ
اللهِ ،
ولَسْتُ
أَعْصِيه، وهو
ناصرِي . قلتُ:
أَوَلَيْسَ
كنتَ
تُحَدِّثُنَا
أَنَّا سنأتي
البيتَ
فنَطُوفُ به ؟
قال : بلى،
فأَخْبَرْتُك
أَنَّا
نَأْتِيه
العامَ؟ قال :
قلتُ: لا. قال:
فإنك آتيه
ومُطَوِّفٌ
به . قال :
فأَتَيْتُ
أبا بكرٍ
فقُلْتُ : يا
أبا بكرٍ ،
أليس هذا
نبيَّ اللهِ
حقًّا ؟ قال:
بلى . قلتُ :
أَلَسْنَا
على الحقِّ،
وعدُّونا على
الباطلِ ؟ قال
: بلى . قلتُ :
فلِمَ
نُعْطِي
الدَّنِيَّةَ
في ديننِا
إذًا؟ قال :
أيُّها
الرجلُ، إنه
لرسولُ اللهِ
صلى الله عليه
وسلم ، وليس
يَعْصِي
ربَّه ، وهو
ناصرُه ، فاستَمْسِكْ
بغرزِه ،
فواللهِ إنه
على الحقِّ.
قلتُ : أليسَ
كان
يُحَدِّثُنَا
أَنَّا سنَأْتِي
البيتَ
ونَطُوفُ به ؟
قال : بلى ،
أَفَأَخْبَرَكَ
أَنَّك
تَأْتِيه
العامَ؟ قلتُ:
لا . قال : فإنك
آتِيه
ومُطَوِّفٌ
به . قال الزُّهْرِيُّ
: قال عمرُ:
فعَمِلْتُ
لذلكَ أعمالًا
. قال : فلما
فَرَغَ مِن
قضيةِ الكتابِ
، قال رسولُ
اللهِ صلى
الله عليه
وسلم لأصحابِه:
قوموا
فانحَرُوا ثم
احْلِقُوا .
قال :
فواللهِ، ما
قام منهم رجلٌ
حتى قال ذلك
ثلاثَ مراتٍ ،
فلما لم يَقُمْ
منهم أحدٌ
دخَلَ على أمِّ
سَلَمَةَ ،
فذَكَرَ لها
ما لَقِيَ مِن
الناسِ ، فقالت
أمُّ
سَلَمَةَ :
يانبيَّ اللهِ،
أَتَحُبُّ
ذلك ، اخرُجْ
لا تُكَلِّمْ
أحدًا منهم
كلمةً ، حتى
تَنْحَرَ بُدْنَك
، وتَدْعُوَ
حالقَك فيَحْلِقَكَ
. فخَرَجَ فلم
يُكَلِّمْ
أحدًا منهم
حتى فعَلَ ذلك
، نحَرَ بُدْنَه
، ودعا حالقَه
فحَلَقَه ،
فلما رأَوْا
ذلك قاموا
فنَحَرُوا
وجعَلَ
بعضُهم
يَحْلِقُ
بعضًا، حتى
كاد بعضُهم
يُقْتَلُ
غمًّا ، ثم
جاءَه نسوةٌ
مُؤْمناتٌ ،
فأَنْزَلَ
اللهُ تعالى :
يا أيها الذين
آمنوا إذا
جاءكم
المؤمنات
مهاجرات فامتحنوهن
- حتى بلغ - بعصم
الكوافر .
فطَلَّقَ
عمرُ يومئذٍ
امرأتين،
كانَتَا له في
الشركِ ،
فتَزَوَّجَ
إحداهما
معاويةُ بنُ
أبي سفيانَ ،
والأخرى
صفوانُ بنُ
أُمَيَّةَ ،
ثم رجَعَ
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم إلى
المدينةِ،
فجَاءَه أبو
بَصِيرٍ ،
رجلٌ مِن
قريشٍ وهو
مسلمٌ، فأَرْسَلُوا
في طلبِه
رجلين ، فقالوا
: العهدَ الذي
جَعَلْتَ لنا
. فدَفَعَه
إلى
الرَّجُلَيْن
، فخَرَجا به
حتى إذا
بلَغَا ذا
الحُلَيْفَةِ
، فنزلوا
يَأْكُلون
مِن تمرٍ لهم
، فقال أبو
بَصِيرٍ
لأحدِ
الرجلين :
والله إني لأَرى
سيفَك هذا يا
فلانُ جيدًا ،
فاستلَّه الآخرُ
، فقال : أجلِ ،
والله إنه
لجيدٌ ، لقد
جَرَّبْتُ به
، ثم
جَرَّبْتُ. فقال
أبو بِصِيرٍ :
أًرِنِي
أنظُرْ إليه؟
فأَمْكَنَه
منه ،
فضَرَبَه حتى
بَرَدَ ، وفرَّ
الآخرُ حتى
أتى المدينةَ
، فدَخَلَ
المسجدَ
يَعْدُو! فقال
رسولُ اللهِ
صلى الله عليه
وسلم حين رآه :
لقد رأى هذا
ذُعْرًا .
فلما انتهى
إلى النبيِّ
صلى الله عليه
وسلم قال:
قُتِلَ
واللهِ
صاحبي، وإني
لمقتولٌ. فجاء
أبو بَصِيرٍ،
فقال : يا
نبيَّ اللهِ ،
قد واللهِ أَوْفَى
اللهُ ذمتَك ،
قد رَدَدْتَني
إليهم ، ثم
نَجَّانِي اللهُ
منهم . قال
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم: وَيْلَ
أمِّه ،
مِسْعَرُ
حربٍ ، لو كان
له أحدٌ . فلما
سَمِعَ ذلك
عَرَفَ أنه سَيَرُدُّه
إليهم ،
فخَرَجَ حتى
أتى سِيفَ
البحرِ ، قال :
ويَنْفَلِتُ
منهم أبو جندلِ
بنِ سهيلٍ ،
فلَحِقَ بأبي
بَصِيرٍ ،
فجَعَلَ لا
يَخْرُجُ مِن
قريشٍ رجلٌ قد
أسَلَمَ إلا
لِحِقَ بأبي بَصِيرٍ
، حتى
اجتمَعَتْ
منهم عِصابةٌ،
فواللهِ، ما
يَسْمَعُونَ
بعِيرٍ خَرَجَتْ
لقريشٍ إلى
الشَّأْمِ
إلا اعترضوا لها
، فقَتَلُوهم
وأَخَذُوا
أموالَهم ،
فأَرْسَلَتْ
قريشٌ إلى
النبيِّ صلى
الله عليه
وسلم
تُنَاشِدُه
باللهِ
والرَّحِمِ
لمَّا
أَرْسَلَ :
فمَن آتاه فهو
آمنٌ ،
فأَرْسَلَ
النبيُّ صلى
الله عليه
وسلم إليهم ،
فأَنْزَلَ
الله تعالى :
وهو الذي كف
أيديهم عنكم
وأيديكم عنهم
ببطن مكة من
بعد أن أظفركم
عليهم - حتى
بلغ - الحمية
حمية
الجاهلية .
وكانت
حمِيَّتُهم
أنهم لم
يُقِرُّوا
أنه نبيُّ
اللهِ ، ولم
يَقُرِّوا
ببسمِ اللهِ
الرحمنِ
الرحيمِ ،
وحالوا بينَهم
وبينَ البيتِ .) ([49]).
كَانَ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَدْ
رَأَى فِي
الْمَنَام
أَنَّهُ
دَخَلَ مَكَّة
وَطَافَ
بِالْبَيْتِ
فَأَخْبَرَ
أَصْحَابه
بِذَلِكَ
وَهُوَ
بِالْمَدِينَةِ
فَلَمَّا
سَارُوا عَام
الْحُدَيْبِيَة
لَمْ يَشُكَّ
جَمَاعَة
مِنْهُمْ
أَنَّ هَذِهِ
الرُّؤْيَا
تَتَفَسَّرُ
هَذَا
الْعَام
فَلَمَّا
وَقَعَ مَا وَقَعَ
مِنْ
قَضِيَّة
الصُّلْح
وَرَجَعُوا عَامهمْ
ذَلِكَ عَلَى
أَنْ يَعُودُوا
مِنْ قَابِل
وَقَعَ فِي نَفْس
بَعْض
الصَّحَابَة
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُمْ
مِنْ ذَلِكَ
شَيْء حَتَّى
سَأَلَ عُمَر
بْن
الْخَطَّاب
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ
فِي ذَلِكَ
فَقَالَ لَهُ
فِيمَا قَالَ
أَفَلَمْ
تَكُنْ
تُخْبِرنَا
أَنَّا سَنَأْتِي
الْبَيْت
وَنَطُوف
بِهِ ؟ قَالَ :
" بَلَى
أَفَأَخْبَرْتُك
أَنَّك
تَأْتِيه
عَامَك هَذَا
؟ "
قَالَ لَا
قَالَ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
فَإِنَّك
آتِيه وَمُطَوِّف
بِهِ "
وَبِهَذَا
أَجَابَ
الصِّدِّيق
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ
أَيْضًا
حَذْوَ الْقُذَّةِ
بِالْقُذَّةِ
وَلِهَذَا قَالَ
تَبَارَكَ
وَتَعَالَى"
لَقَدْ
صَدَقَ
اللَّه
رَسُوله
الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ
لَتَدْخُلُنَّ
الْمَسْجِد
الْحَرَام
إِنْ شَاءَ
اللَّه "
هَذَا لِتَحْقِيقِ
الْخَبَر
وَتَوْكِيده
وَلَيْسَ هَذَا
مِنْ
الِاسْتِثْنَاء
فِي شَيْء
وَقَوْله
عَزَّ
وَجَلَّ "
آمِنِينَ "
أَيْ فِي حَال
دُخُولِكُمْ
وَقَوْله "
مُحَلِّقِينَ
رُءُوسَكُمْ
وَمُقَصِّرِينَ
" حَالٌ
مُقَدَّرَة
لِأَنَّهُمْ
فِي حَال
دُخُولِهِمْ
لَمْ
يَكُونُوا مُحَلِّقِينَ
وَمُقَصِّرِينَ
وَإِنَّمَا كَانَ
هَذَا فِي
ثَانِي
الْحَال
كَانَ
مِنْهُمْ
مَنْ حَلَقَ
رَأْسَهُ ,
وَمِنْهُمْ
مَنْ
قَصَّرَهُ
وَثَبَتَ فِي
الصَّحِيحَيْنِ
أَنَّ رَسُول
اللَّه صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ
" رَحِمَ
اللَّه
الْمُحَلِّقِينَ"
قَالُوا
وَالْمُقَصِّرِينَ
يَا رَسُول
اللَّه ؟
قَالَ صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
رَحِمَ
اللَّه
الْمُحَلِّقِينَ
"
قَالُوا
وَالْمُقَصِّرِينَ
يَا رَسُول
اللَّه ؟
قَالَ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
رَحِمَ اللَّه
الْمُحَلِّقِينَ
" قَالُوا
وَالْمُقَصِّرِينَ
يَا رَسُول
اللَّه ؟
قَالَ صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
وَالْمُقَصِّرِينَ
" فِي
الثَّالِثَة
أَوْ الرَّابِعَة
وَقَوْله
سُبْحَانه
وَتَعَالَى : "
لَا
تَخَافُونَ "
حَال
مُؤَكِّدَةٌ
فِي
الْمَعْنَى
فَأَثْبَتَ
لَهُمْ
الْأَمْن
حَال
الدُّخُول
وَنَفَى عَنْهُمْ
الْخَوْف
حَال
اِسْتِقْرَارهمْ
فِي الْبَلَد
لَا
يَخَافُونَ
مِنْ أَحَد
وَهَذَا كَانَ
فِي عُمْرَة
الْقَضَاء
فِي ذِي
الْقَعْدَة
سَنَة سَبْع فَإِنَّ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَمَّا
رَجَعَ مِنْ
الْحُدَيْبِيَة
فِي ذِي
الْقَعْدَة
رَجَعَ إِلَى
الْمَدِينَة
فَأَقَامَ
بِهَا ذَا
الْحَجَّة
وَالْمُحَرَّم
وَخَرَجَ فِي
صَفَر إِلَى
خَيْبَر
فَفَتَحَهَا
اللَّه عَلَيْهِ
بَعْضَهَا
عَنْوَةً
وَبَعْضَهَا
صُلْحًا
وَهِي
إِقْلِيم
عَظِيم كَثِير
النَّخْل
وَالزُّرُوع
فَاسْتَخْدَمَ
مَنْ فِيهَا
مِنْ
الْيَهُود
عَلَيْهَا
عَلَى
الشَّطْر
وَقَسَمَهَا
بَيْن أَهْل
الْحُدَيْبِيَة
وَحْدهمْ
وَلَمْ
يَشْهَدهَا
أَحَد
غَيْرهمْ
إِلَّا
الَّذِينَ
قَدِمُوا
مِنْ
الْحَبَشَة جَعْفَر
بْن أَبِي
طَالِب
وَأَصْحَابه
وَأَبُو
مُوسَى
الْأَشْعَرِيّ
وَأَصْحَابه
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُمْ
وَلَمْ
يَغِبْ مِنْهُمْ
أَحَد قَالَ
اِبْن زَيْد
إِلَّا أَبَا
دُجَانَة
سِمَاك بْن
خَرَشَة
كَمَا هُوَ
مُقَرَّر فِي
مَوْضِعه
ثُمَّ رَجَعَ
إِلَى
الْمَدِينَة
فَلَمَّا
كَانَ فِي ذِي
الْقَعْدَة
مِنْ سَنَة سَبْع
خَرَجَ
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
إِلَى مَكَّة
مُعْتَمِرًا
هُوَ وَأَهْل
الْحُدَيْبِيَة
فَأَحْرَمَ مِنْ
ذِي
الْحُلَيْفَة
وَسَاقَ
مَعَهُ
الْهَدْي
قِيلَ كَانَ
سِتِّينَ
بَدَنَة فَلَبَّى
وَسَارَ
أَصْحَابه
يُلَبُّونَ
فَلَمَّا
كَانَ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَرِيبًا
مِنْ مَرِّ
الظَّهْرَانِ
بَعَثَ
مُحَمَّد بْن
سَلَمَة
بِالْخَيْلِ ,
وَالسِّلَاح
أَمَامه فَلَمَّا
رَآهُ
الْمُشْرِكُونَ
رُعِبُوا
رُعْبًا
شَدِيدًا
وَظَنُّوا
أَنَّ رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
يَغْزُوهُمْ
وَأَنَّهُ
قَدْ نَكَثَ
الْعَهْد
الَّذِي
بَيْنهمْ
وَبَيْنه
مِنْ وَضْعِ
الْقِتَال
عَشْر سِنِينَ
فَذَهَبُوا
فَأَخْبَرُوا
أَهْل مَكَّة
فَلَمَّا
جَاءَ رَسُول
اللَّه
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
فَنَزَلَ بِمَرِّ
الظَّهْرَانِ
حَيْثُ يَنْظُر
إِلَى
أَنْصَاب
الْحَرَم
بَعَثَ السِّلَاح
مِنْ
الْقِسِيّ
وَالنَّبْل
وَالرِّمَاح
إِلَى بَطْن
يأجج وَسَارَ
إِلَى مَكَّة
بِالسُّيُوفِ
مُغْمَدَة
فِي قِرَبهَا
كَمَا
شَارَطَهُمْ
عَلَيْهِ
فَلَمَّا
كَانَ فِي
أَثْنَاء
الطَّرِيق
بَعَثَتْ
قُرَيْش
مِكْرَز بْن
حَفْص
فَقَالَ يَا
مُحَمَّد مَا
عَرَفْنَاك تَنْقُض
الْعَهْد
فَقَالَ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
وَمَا ذَاكَ
؟" قَالَ
دَخَلْت
عَلَيْنَا بِالسِّلَاحِ
وَالْقِسِيّ
وَالرِّمَاح
فَقَالَ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
لَمْ يَكُنْ
ذَلِكَ
وَقَدْ
بَعَثْنَا بِهِ
إِلَى يأجج ؟ "
فَقَالَ
بِهَذَا
عَرَفْنَاك
بِالْبِرِّ
وَالْوَفَاء
وَخَرَجَتْ
رُءُوس
الْكُفَّار
مِنْ مَكَّة
لِئَلَّا
يَنْظُرُوا
إِلَى رَسُول
اللَّه صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَإِلَى أَصْحَابه
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُمْ
غَيْظًا
وَحَنَقًا
وَأَمَّا
بَقِيَّةُ
أَهْلِ
مَكَّةَ مِنْ
الرِّجَال
وَالنِّسَاء
وَالْوِلْدَان
فَجَلَسُوا فِي
الطُّرُقِ
وَعَلَى
الْبُيُوت
يَنْظُرُونَ
إِلَى رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابه
فَدَخَلَهَا
عَلَيْهِ
الصَّلَاة
وَالسَّلَام
وَبَيْن
يَدَيْهِ
أَصْحَابه
يُلَبُّونَ،
وَالْهَدْي
قَدْ
بَعَثَهُ
إِلَى ذِي
طُوًى وَهُوَ
رَاكِب
نَاقَتَهُ الْقَصْوَاء
الَّتِي
كَانَ
رَاكِبهَا
يَوْم
الْحُدَيْبِيَة
، وَعَبْد
اللَّه بْن
رَوَاحَة
الْأَنْصَارِيّ
آخِذ
بِزِمَامِ
نَاقَةِ
رَسُولِ
اللَّهِ
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
يَقُودهَا وَهُوَ
يَقُول :
بِاسْمِ
الَّذِي لَا
دِينَ إِلَّا
دِينُهُ بِاسْمِ
الَّذِي مُحَمَّدٌ
رَسُولُهُ
خَلُّوا
بَنِي الْكُفَّار
عَنْ سَبِيله
الْيَوْم
نَضْرِبُكُمْ
عَلَى
تَأْوِيلِهِ
كَمَا
ضَرَبْنَاكُمْ
عَلَى
تَنْزِيلِهِ
ضَرْبًا
يُزِيل الْهَامَ
عَنْ
مَقِيلِهِ
وَيُذْهِلُ
الْخَلِيلَ
عَنْ
خَلِيلِهِ
قَدْ أَنْزَلَ
الرَّحْمَنُ
فِي
تَنْزِيلِهِ
فِي صُحُفٍ
تُتْلَى
عَلَى
رَسُولِهِ
بِأَنَّ خَيْرَ
الْقَتْلِ
فِي
سَبِيلِهِ
يَا رَبِّ إِنِّي
مُؤْمِنٌ
بِقِيلِهِ
فَهَذَا
مَجْمُوع
مِنْ
رِوَايَات
مُتَفَرِّقَة
قَالَ يُونُس
بْن بُكَيْر
عَنْ مُحَمَّد
بْن إِسْحَاق
حَدَّثَنِي
عَبْد اللَّه
بْن أَبِي
بَكْر بْن
حَزْم قَالَ
لَمَّا
دَخَلَ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
مَكَّة فِي
عُمْرَة
الْقَضَاء
دَخَلَهَا
وَعَبْد
اللَّه بْن
رَوَاحَة
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ آخِذ
بِخِطَامِ
نَاقَته
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَهُوَ
يَقُول :
خَلُّوا
بَنِي
الْكُفَّار
عَنْ سَبِيلِهِ
إِنِّي
شَهِيدٌ
أَنَّهُ
رَسُولُهُ
خَلُّوا
فَكُلُّ
الْخَيْرِ
فِي رَسُولِهِ
يَا رَبِّ
إِنِّي
مُؤْمِنٌ
بِقِيلِهِ
نَحْنُ
قَتَلْنَاكُمْ
عَلَى
تَأْوِيلِهِ
كَمَا
قَتَلْنَاكُمْ
عَلَى
تَنْزِيلِهِ
ضَرْبًا
يُزِيلُ
الْهَام عَنْ
مَقِيلِهِ
وَيُذْهِلُ
الْخَلِيلَ
عَنْ
خَلِيلِهِ
وَقَالَ
عَبْد
الرَّزَّاق حَدَّثَنَا
مَعْمَر عَنْ
الزُّهْرِيّ
عَنْ أَنَس
بْن مَالِك
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ قَالَ
لَمَّا
دَخَلَ
رَسُول
اللَّه صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
مَكَّة فِي
عُمْرَة
الْقَضَاء
مَشَى عَبْد
اللَّه بْن
رَوَاحَة
رَضِيَ اللَّه
عَنْهُ بَيْن
يَدَيْهِ
وَفِي رِوَايَة
وَابْن
رَوَاحَة
آخِذ
بِغَرْزِهِ
وَهُوَ رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ
يَقُول:
خَلُّوا
بَنِي
الْكُفَّار
عَنْ
سَبِيلِهِ قَدْ
نَزَّلَ
الرَّحْمَنُ
فِي تَنْزِيلِهِ
بِأَنَّ
خَيْرَ
الْقَتْلِ
فِي سَبِيلِهِ
يَا رَبِّ
إِنِّي
مُؤْمِنٌ
بِقِيلِهِ
نَحْنُ
قَتَلْنَاكُمْ
عَلَى تَأْوِيلِهِ
كَمَا
قَتَلْنَاكُمْ
عَلَى تَنْزِيلِهِ
الْيَوْمَ
نَضْرِبُكُمْ
عَلَى تَأْوِيلِهِ
ضَرْبًا
يُزِيل
الْهَامَ عَنْ
مَقِيله
وَيُذْهِلُ
الْخَلِيلَ
عَنْ
خَلِيلِهِ
وَقَالَ
الْإِمَام أَحْمَد
حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن
الصَّبَّاح
حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيل
يَعْنِي اِبْن
زَكَرِيَّا
عَنْ عَبْد
اللَّه يَعْنِي
اِبْن
عُثْمَان
عَنْ أَبِي
الطُّفَيْل
عَنْ اِبْن
عَبَّاس
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُمَا
قَالَ إِنَّ
رَسُول اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَمَّا
نَزَلَ مَرَّ
الظَّهْرَانِ
فِي عُمْرَته
بَلَغَ
أَصْحَابَ
رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
أَنَّ
قُرَيْشًا
تَقُول مَا
يَتَبَاعَثُونَ
مِنْ
الْعَجَفِ
فَقَالَ
أَصْحَابه
لَوْ
اِنْتَحَرْنَا
مِنْ ظَهْرِنَا
فَأَكَلْنَا
مِنْ لَحْمه
وَحَسَوْنَا
مِنْ
مَرَقِهِ
أَصْبَحْنَا
غَدًا حِين
نَدْخُل
عَلَى
الْقَوْم
وَبِنَا
جَمَامَةٌ
قَالَ صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
لَا
تَفْعَلُوا
وَلَكِنْ
اِجْمَعُوا
لِي مِنْ
أَزْوَادِكُمْ
فَجَمَعُوا
لَهُ
وَبَسَطُوا
الْأَنْطَاعَ
فَأَكَلُوا
حَتَّى
تَرَكُوا
وَحَشَا
كُلُّ وَاحِدٍ
مِنْهُمْ فِي
جِرَابه
ثُمَّ
أَقْبَلَ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
حَتَّى
دَخَلَ
الْمَسْجِد وَقَعَدَتْ
قُرَيْش
نَحْو
الْحِجْر
فَاضْطَجَعَ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
بِرِدَائِهِ
ثُمَّ قَالَ :
لَا يَرَى
الْقَوْمُ
فِيكُمْ
غَمِيزَةً فَاسْتَلَمَ
الرُّكْن
ثُمَّ رَمَلَ
حَتَّى إِذَا
تَغَيَّبَ
بِالرُّكْنِ
الْيَمَانِيّ
مَشَى إِلَى
الرُّكْن
الْأَسْوَد
فَقَالَتْ
قُرَيْش مَا
تَرْضَوْنَ
بِالْمَشْيِ
أَمَا
إِنَّكُمْ
لَتَنْقُزُونَ
نَقْزَ
الظِّبَاء
فَفَعَلَ
ذَلِكَ
ثَلَاثَة
أَشْوَاط
فَكَانَتْ
سُنَّة قَالَ
أَبُو
الطُّفَيْل
فَأَخْبَرَنِي
اِبْن
عَبَّاس
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
فَعَلَ
ذَلِكَ فِي
حَجَّة الْوَدَاع
وَقَالَ
أَحْمَد
أَيْضًا
حَدَّثَنَا
يُونُس بْن
مُحَمَّد
حَدَّثَنَا
حَمَّاد بْن
زَيْد حَدَّثَنَا
أَيُّوب عَنْ
سَعِيد بْن
جُبَيْر عَنْ
اِبْن
عَبَّاس
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُمَا
قَالَ قَدِمَ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابه
مَكَّة
وَقَدْ
وَهَنَتْهُمْ
حُمَّى يَثْرِب
وَلَقَوْا
مِنْهَا سُوءًا
فَقَالَ
الْمُشْرِكُونَ
إِنَّهُ
يَقْدَم
عَلَيْكُمْ
قَوْمٌ قَدْ
وَهَنَتْهُمْ
حُمَّى
يَثْرِب
وَلَقَوْا
مِنْهَا شَرًّا
, وَجَلَسَ
الْمُشْرِكُونَ
مِنْ النَّاحِيَة
الَّتِي
تَلِي
الْحِجْر
فَأَطْلَعَ اللَّه
تَعَالَى
نَبِيّه
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
عَلَى مَا
قَالُوا
فَأَمَرَ
رَسُول
اللَّه صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
أَصْحَابه
أَنْ
يَرْمُلُوا
الْأَشْوَاط
الثَّلَاثَة
لِيَرَى
الْمُشْرِكُونَ
جَلَدَهُمْ قَالَ
فَرَمَلُوا
ثَلَاثَة
أَشْوَاط
وَأَمَرَهُمْ
أَنْ
يَمْشُوا
بَيْن الرُّكْنَيْنِ
حَيْثُ لَا
يَرَاهُمْ
الْمُشْرِكُونَ
وَلَمْ
يَمْنَع
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّهُ
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
أَنْ
يَرْمُلُوا
الْأَشْوَاط
كُلّهَا إِلَّا
إِبْقَاء
عَلَيْهِمْ
فَقَالَ
الْمُشْرِكُونَ
أَهَؤُلَاءِ
الَّذِينَ
زَعَمْتُمْ أَنَّ
الْحُمَّى
قَدْ
وَهَنَتْهُمْ
هَؤُلَاءِ
أَجْلَدُ
مِنْ كَذَا
وَكَذَا
أَخْرَجَاهُ
فِي
الصَّحِيحَيْنِ
مِنْ حَدِيث
حَمَّاد بْن
زَيْد بِهِ
وَفِي لَفْظ
قَدِمَ
النَّبِيّ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابه
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُمْ
صَبِيحَة
رَابِعَة
يَعْنِي مِنْ
ذِي
الْقَعْدَة
فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ
إِنَّهُ
يَقْدَم
عَلَيْكُمْ
وَفْدٌ
وَقَدْ
وَهَنَتْهُمْ
حُمَّى
يَثْرِب
فَأَمَرَهُمْ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنْ
يَرْمُلُوا
الْأَشْوَاط
الثَّلَاثَة
وَلَمْ
يَمْنَعْهُ
أَنْ
يَأْمُرهُمْ
أَنْ يَرْمُلُوا
الْأَشْوَاط
كُلّهَا
إِلَّا
الْإِبْقَاءُ
عَلَيْهِمْ
قَالَ
الْبُخَارِيّ
: وَزَادَ
اِبْن
سَلَمَة يَعْنِي
حَمَّاد بْن
سَلَمَة عَنْ أَيُّوب
عَنْ سَعِيد
بْن جُبَيْر
عَنْ اِبْن
عَبَّاس
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُمَا
قَالَ لَمَّا
قَدِمَ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
لِعَامِهِ
الَّذِي
اِسْتَأْمَنَ
قَالَ"
اُرْمُلُوا "
لِيُرِيَ
الْمُشْرِكِينَ
قُوَّتَهُمْ
وَالْمُشْرِكُونَ
مِنْ قِبَلِ
قُعَيْقِعَان
وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّد
حَدَّثَنَا
سُفْيَان بْن
عُيَيْنَةَ
عَنْ عَمْرو
بْن دِينَار
عَنْ عَطَاء
عَنْ اِبْن
عَبَّاس رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُمَا
قَالَ إِنَّمَا
سَعَى
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا
وَالْمَرْوَة
لِيَرَى
الْمُشْرِكُونَ
قُوَّته
وَرَوَاهُ
فِي مَوَاضِع
أُخَر
وَمُسْلِم
وَالنَّسَائِيّ
مِنْ طُرُق
عَنْ
سُفْيَان بْن
عُيَيْنَةَ
بِهِ وَقَالَ
أَيْضًا
حَدَّثَنَا
عَلِيّ بْن
عَبْد اللَّه
حَدَّثَنَا
سُفْيَان
حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيل
بْن أَبِي
خَالِد
أَنَّهُ
سَمِعَ ابْن
أَبِي
أَوْفَى
يَقُول
لَمَّا
اِعْتَمَرَ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
سَتَرْنَاهُ
مِنْ
غِلْمَان
الْمُشْرِكِينَ
وَمِنْهُمْ
أَنْ
يُؤْذُوا
رَسُولَ
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
اِنْفَرَدَ
بِهِ
الْبُخَارِيّ
دُون مُسْلِم
وَقَالَ
الْبُخَارِيّ
أَيْضًا
حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن
رَافِع
حَدَّثَنَا
شُرَيْح بْن
النُّعْمَان
حَدَّثَنَا
فُلَيْح
وَحَدَّثَنِي
مُحَمَّد بْن
الْحُسَيْن
بْن
إِبْرَاهِيم
حَدَّثَنَا
أَبِي
حَدَّثَنَا
فُلَيْح بْن
سُلَيْمَان
عَنْ نَافِع
عَنْ اِبْن عُمَر
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُمَا قَالَ
إِنَّ رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
خَرَجَ
مُعْتَمِرًا
فَحَالَ
كُفَّار
قُرَيْش
بَيْنه
وَبَيْن
الْبَيْت
فَنَحَرَ
هَدْيَهُ
وَحَلَقَ رَأْسَهُ
بِالْحُدَيْبِيَةِ
وَقَاضَاهُمْ
عَلَى أَنْ
يَعْتَمِر
الْعَام الْمُقْبِل
وَلَا
يَحْمِل
سِلَاحًا عَلَيْهِمْ
إِلَّا
سُيُوفًا
وَلَا يُقِيم
بِهَا إِلَّا
مَا
أَحَبُّوا
فَاعْتَمَرَ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
مِنْ الْعَام
الْمُقْبِل
فَدَخَلَهَا
كَمَا كَانَ
صَالَحَهُمْ
فَلَمَّا أَنْ
قَامَ بِهَا
ثَلَاثًا
أَمَرُوهُ
أَنْ يَخْرُج
فَخَرَجَ
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَهُوَ فِي
صَحِيح
مُسْلِم أَيْضًا
وَقَالَ
الْبُخَارِيّ
أَيْضًا حَدَّثَنَا
عُبَيْد
اللَّه بْن
مُوسَى عَنْ
إِسْرَائِيل
عَنْ أَبِي
إِسْحَاق عَنْ
الْبَرَاء
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ
قَالَ
اِعْتَمَرَ
النَّبِيّ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
فِي ذِي الْقَعْدَة
فَأَبَى
أَهْل مَكَّة
أَنْ يَدَعُوهُ
يَدْخُل
مَكَّة
حَتَّى
قَاضَاهُمْ عَلَى
أَنْ
يُقِيمُوا
بِهَا
ثَلَاثَة
أَيَّام
فَلَمَّا
كَتَبُوا
الْكِتَاب
كَتَبُوا :
هَذَا مَا
قَاضَى عَلَيْهِ
مُحَمَّدٌ
رَسُولُ
اللَّهِ
قَالُوا لَا
نُقِرّ
بِهَذَا
وَلَوْ
نَعْلَم
أَنَّك
رَسُول
اللَّه مَا
مَنَعْنَاك
شَيْئًا
وَلَكِنْ
اُكْتُبْ
مُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّه
قَالَ صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
أَنَا رَسُول
اللَّه وَأَنَا
مُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّه
" ثُمَّ قَالَ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
لِعَلِيِّ
بْن أَبِي
طَالِب
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ "
اُمْحُ
رَسُول اللَّه
"
قَالَ رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ لَا
وَاَللَّهِ
لَا أَمْحُوك
أَبَدًا
فَأَخَذَ رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
الْكِتَاب
وَلَيْسَ
يُحْسِنُ
يَكْتُب
فَكَتَبَ "
هَذَا مَا قَاضَى
عَلَيْهِ
مُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّه
لَا يَدْخُل
مَكَّة
بِالسِّلَاحِ
إِلَّا
بِالسَّيْفِ
فِي
الْقِرَاب
وَأَنْ لَا
يَخْرُجَ
مِنْ
أَهْلِهَا
بِأَحَدٍ أَرَادَ
أَنْ
يَتَّبِعَهُ
وَأَنْ لَا يَمْنَع
مِنْ
أَصْحَابه
أَحَدًا إِنْ
أَرَادَ أَنْ
يُقِيم بِهَا "
فَلَمَّا
دَخَلَهَا
وَمَضَى
الْأَجَل أَتَوْا
عَلِيًّا
فَقَالُوا
قُلْ
لِصَاحِبِك
اُخْرُجْ
عَنَّا
فَقَدْ مَضَى
الْأَجَلُ فَخَرَجَ
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
فَتَبِعَتْهُ
اِبْنَة حَمْزَة
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ تُنَادِي
يَا عَمِّ يَا
عَمِّ
فَتَنَاوَلَهَا
عَلِيٌّ
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ فَأَخَذَ
بِيَدِهَا
وَقَالَ
لِفَاطِمَةَ رَضِيَ
اللَّه
عَنْهَا :
دُونَك
اِبْنَة عَمِّك
فَحَمَلَتْهَا
فَاخْتَصَمَ
فِيهَا عَلِيّ
وَزَيْد
وَجَعْفَر
رَضِيَ اللَّه
عَنْهُمْ
فَقَالَ
عَلِيّ رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ أَنَا
أَخَذْتهَا
وَهِيَ
اِبْنَة
عَمِّي
وَقَالَ
جَعْفَر
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ
اِبْنَة
عَمِّي وَخَالَتهَا
تَحْتِي
وَقَالَ
زَيْد رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ
اِبْنَة
أَخِي
فَقَضَى
بِهَا النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِخَالَتِهَا
وَقَالَ "
الْخَالَةُ
بِمَنْزِلَةِ
الْأُمّ "
وَقَالَ
لِعَلِيٍّ
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ
" أَنْتَ
مِنِّي
وَأَنَا
مِنْك "
وَقَالَ لِجَعْفَرٍ
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ "
أَشْبَهْت
خَلْقِي
وَخُلُقِي "
وَقَالَ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
لِزَيْدٍ
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ " أَنْتَ
أَخُونَا
وَمَوْلَانَا
" قَالَ
عَلِيّ رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ أَلَا
تَتَزَوَّج
اِبْنَة
حَمْزَة
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ
؟ قَالَ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
إِنَّهَا
اِبْنَة
أَخِي مِنْ
الرَّضَاعَة
" تَفَرَّدَ
بِهِ هَذَا
الْوَجْه
وَقَوْله
تَعَالَى"
فَعَلِمَ مَا
لَمْ
تَعْلَمُوا
فَجَعَلَ
مِنْ دُون ذَلِكَ
فَتْحًا
قَرِيبًا"
أَيْ فَعَلِمَ
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ مِنْ
الْخِيرَة
وَالْمَصْلَحَة
فِي
صَرْفكُمْ
عَنْ مَكَّة
وَدُخُولكُمْ
إِلَيْهَا
عَامكُمْ
ذَلِكَ مَا
لَمْ
تَعْلَمُوا
أَنْتُمْ " فَجَعَلَ
مِنْ دُون
ذَلِكَ " أَيْ
قِبَل
دُخُولِكُمْ
الَّذِي
وُعِدْتُمْ
بِهِ فِي
رُؤْيَا
النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
فَتْحًا قَرِيبًا
وَهُوَ
الصُّلْح
الَّذِي
كَانَ بَيْنكُمْ
وَبَيْن
أَعْدَائِكُمْ
مِنْ
الْمُشْرِكِينَ
.
قصة
إبراهيم عليه
السلام
يَا
بُنَيَّ
إِنِّي أَرَى
فِي الْمَنَامِ
أَنِّي
أَذْبَحُكَ
فَانْظُرْ مَاذَا
تَرَى
(فَلَمَّا بَلَغَ
مَعَهُ
السَّعْيَ
قَالَ يَا
بُنَيَّ إِنِّي
أَرَى فِي
الْمَنَامِ
أَنِّي أَذْبَحُكَ
فَانْظُرْ
مَاذَا تَرَى
قَالَ يَا أَبَتِ
افْعَلْ مَا
تُؤْمَرُ
سَتَجِدُنِي
إِنْ شَاءَ
اللَّهُ مِنَ
الصَّابِرِينَ
)
(الصافات 102). "
مَاذَا تَرَى
" قَالَ
الْعُلَمَاء مَاذَا
تُشِير؛ أَيْ
مَا تُرِيك
نَفْسك مِنْ
الرَّأْي
(القرطبي). رؤيا
الأنبياء
حقّ؛ وفي
الحديث: (أنَّ
النَّبيَّ
صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم
نام حتَّى
نَفَخَ، ثُمَّ
صلَّى،
ورُبَّما قال:
اضطَجَعَ
حتَّى نَفخَ،
ثُمَّ قام
فَصلَّى.
ثُمَّ حَدَّثَنا
بِه سُفيانُ
مرَّةً بعدَ
مَرَّةٍ، عَن
عَمرٍو، عَن
كُرَيبٍ،
عَنِ ابنِ
عبَّاسٍ قال:
بِتُّ عندَ
خالَتي مَيمونةَ
ليلةً، فَقام
النَّبيُّ
صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّم مِنَ
اللَّيلِ،
فلمَّا كانَ
في بَعضِ
اللَّيلِ، قامَ
النَّبيُّ
صلَّى اللهُ
عليهِ
وسلَّم، فتَوضَّأ
مِن شَنٍّ
مُعلَّقٍ
وُضوءًا
خفيفًا-
يُخفِّفُه
عَمرٌو
ويُقلِّلُه-
وقام
يُصلِّي،
فتَوضَّأتُ
نحوًا ممَّا
تَوضَّأ،
ثُمَّ جِئتُ
فقُمتُ عَن
يَسارِه-
ورُبَّما قال
سُفيانُ: عَن
شَمالِه- فحوَّلَني
فجَعَلَني
عَن يَمينِه،
ثُمَّ صلَّى
ما شاءَ
اللهُ، ثُمَّ
اضطَجعَ فَنام
حتَّى نَفخَ،
ثُمَّ أتاهُ
المُنادي
فآذَنَه
بالصَّلاةِ،
فَقام مَعه إلى
الصَّلاةِ،
فَصلَّى ولمْ
يَتوضَّأْ. قُلنا
لِعَمرٍو:
إنَّ ناسًا
يَقولونَ:
إنَّ رَسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ
وسلَّم
تَنامُ
عَينُه وَلا
يَنامُ
قَلبُه؟ قال
عَمرٌو:
سَمِعتُ
عُبيدَ بنَ عُميرٍ
يَقولُ: رُؤيا
الأَنبياءِ
وَحيٌ، ثُمَّ
قَرأ: {إِنِّي
أَرَى فِي
الْمَنَامِ
أَنِّي
أَذْبَحُكَ}.) ([50]).
(قَدْ صَدَّقْتَ
الرُّؤْيَا
إِنَّا
كَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ) (الصافات 105). وَقَوْله
تَعَالَى "
إِنَّا
كَذَلِكَ
نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ
" أَيْ
هَكَذَا
نَصْرِف
عَمَّنْ
أَطَاعَنَا
الْمَكَارِه
وَالشَّدَائِد
وَنَجْعَل
لَهُمْ مِنْ
أَمْرِهِمْ
فَرَجًا
وَمَخْرَجًا
كَقَوْلِهِ
تَعَالَى "
وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّه
يَجْعَل لَهُ
مَخْرَجًا
وَيَرْزُقهُ
مِنْ حَيْثُ
لَا يَحْتَسِب
وَمَنْ
يَتَوَكَّل
عَلَى اللَّه
فَهُوَ
حَسْبه إِنَّ
اللَّه
بَالِغ أَمْرِهِ
قَدْ جَعَلَ
اللَّه
لِكُلِّ
شَيْء قَدْرًا
" وَقَدْ
اِسْتَدَلَّ
بِهَذِهِ
الْآيَة
وَالْقِصَّة
جَمَاعَة
مِنْ
عُلَمَاء الْأُصُول
عَلَى صِحَّة
النَّسْخ قَبْل
التَّمَكُّن
مِنْ
الْفِعْل
خِلَافًا
لِطَائِفَةٍ
مِنْ
الْمُعْتَزِلَة
وَالدَّلَالَة
مِنْ هَذِهِ
ظَاهِرَة
لِأَنَّ
اللَّه
تَعَالَى
شَرَعَ لِإِبْرَاهِيمَ
عَلَيْهِ
الصَّلَاة
وَالسَّلَام
ذَبْح وَلَده
ثُمَّ
نَسَخَهُ
عَنْهُ
وَصَرَفَهُ
إِلَى
الْفِدَاء
وَإِنَّمَا كَانَ
الْمَقْصُود
مِنْ شَرْعِهِ
أَوَّلًا
إِثَابَة
الْخَلِيل
عَلَى الصَّبْر
عَلَى ذَبْح
وَلَده
وَعَزْمه
عَلَى ذَلِكَ .
قصة
يوسف عليه
السلام
(إِذْ قَالَ
يُوسُفُ
لِأَبِيهِ يَا
أَبَتِ
إِنِّي
رَأَيْتُ
أَحَدَ
عَشَرَ كَوْكَبًا
وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ
رَأَيْتُهُمْ
لِي
سَاجِدِينَ ) (يوسف 4). رؤيا
المنام.
وَقَالَ
اِبْن
عَبَّاس
رُؤْيَا
الْأَنْبِيَاء
وَحْي ;
وَقَدْ
تَكَلَّمَ
الْمُفَسِّرُونَ
عَلَى تَعْبِير
هَذَا
الْمَنَام
أَنَّ الْأَحَد
عَشَر
كَوْكَبًا
عِبَارَة
عَنْ إِخْوة يُوسُف
وَكَانُوا
أَحَد عَشَر
رَجُلًا
سِوَاهُ
وَالشَّمْس
وَالْقَمَر
عِبَارَة
عَنْ أُمّه
وَأَبِيهِ .
رُوِيَ هَذَا
عَنْ اِبْن
عَبَّاس وَالضَّحَّاك
وَقَتَادَة
وَسُفْيَان
الثَّوْرِيّ
وَعَبْد
الرَّحْمَن
بْن زَيْد بْن
أَسْلَمَ
وَقَدْ
وَقَعَ
تَفْسِيرهَا
بَعْد أَرْبَعِينَ
سَنَة
وَقِيلَ
ثَمَانِينَ
سَنَة
وَذَلِكَ
حِين رَفَعَ أَبَوَيْهِ
عَلَى
الْعَرْش
وَهُوَ
سَرِيره
وَإِخْوَته
بَيْن
يَدَيْهِ"
وَخَرُّوا
لَهُ
سُجَّدًا
وَقَالَ يَا
أَبَت هَذَا
تَأْوِيل
رُؤْيَايَ
مِنْ قَبْل
قَدْ جَعَلَهَا
رَبِّي
حَقًّا "
(قَالَ
يَا بُنَيَّ
لَا تَقْصُصْ
رُؤْيَاكَ عَلَى
إِخْوَتِكَ
فَيَكِيدُوا
لَكَ كَيْدًا
إِنَّ
الشَّيْطَانَ
لِلْإِنْسَانِ
عَدُوٌّ
مُبِينٌ) (يوسف 5). يَقُول
تَعَالَى
مُخْبِرًا
عَنْ قَوْل
يَعْقُوب لِابْنِهِ
يُوسُف حِين
قَصَّ
عَلَيْهِ مَا
رَأَى مِنْ
هَذِهِ
الرُّؤْيَا
الَّتِي تَعْبِيرهَا
خُضُوع
إِخْوَته
لَهُ وَتَعْظِيمهمْ
إِيَّاهُ
تَعْظِيمًا
زَائِدًا
بِحَيْثُ
يَخِرُّونَ
لَهُ سَاجِدِينَ
إِجْلَالًا
وَاحْتِرَامًا
لَا
إِكْرَامًا
فَخَشِيَ
يَعْقُوب
عَلَيْهِ
السَّلَام
أَنْ
يُحَدِّث
بِهَذَا
الْمَنَام
أَحَدًا مِنْ
إِخْوَته
فَيَحْسُدُونَهُ
عَلَى ذَلِكَ
فَيَبْغُونَ
لَهُ الْغَوَائِل
حَسَدًا
مِنْهُمْ لَهُ
وَلِهَذَا
قَالَ لَهُ "
لَا تَقْصُصْ
رُؤْيَاك
عَلَى
إِخْوَتك
فَيَكِيدُوا
لَك كَيْدًا "
أَيْ
يَحْتَالُوا
لَك حِيلَة يُرْدُونَك
فِيهَا
وَلِهَذَا
ثَبَتَتْ السُّنَّة
عَنْ رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَالَ " إِذَا
رَأَى
أَحَدكُمْ
مَا يُحِبّ فَلْيُحَدِّثْ
بِهِ وَإِذَا
رَأَى مَا يَكْرَه
فَلْيَتَحَوَّلْ
إِلَى جَنْبه
الْآخَر
وَلْيَتْفُلْ
عَنْ يَسَاره
ثَلَاثًا
وَلْيَسْتَعِذْ
بِاَللَّهِ
مِنْ شَرّهَا
وَلَا
يُحَدِّث
بِهَا
أَحَدًا
فَإِنَّهَا لَنْ
تَضُرّهُ "
وَفِي
الْحَدِيث الْآخَر
الَّذِي
رَوَاهُ الْإِمَام
أَحْمَد
وَبَعْض
أَهْل
السُّنَن مِنْ
رِوَايَة
مُعَاوِيَة
بْن حَيْدَة
الْقُشَيْرِيّ
أَنَّهُ
قَالَ : قَالَ
رَسُول
اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ"
الرُّؤْيَا
عَلَى رِجْل
طَائِر مَا
لَمْ تُعَبَّر
فَإِذَا
عُبِّرَتْ
وَقَعَتْ "
وَمِنْ هَذَا
يُؤْخَذ الْأَمْر
بِكِتْمَانِ
النِّعْمَة
حَتَّى تُوجَد
وَتَظْهَر
كَمَا وَرَدَ
فِي حَدِيث "
اِسْتَعِينُوا
عَلَى قَضَاء
الْحَوَائِج بِكِتْمَانِهَا
فَإِنَّ
كُلَّ ذِي نِعْمَة
مَحْسُود " .
(وَدَخَلَ
مَعَهُ
السِّجْنَ
فَتَيَانِ قَالَ
أَحَدُهُمَا
إِنِّي أَرَانِي
أَعْصِرُ
خَمْرًا
وَقَالَ
الْآخَرُ إِنِّي
أَرَانِي
أَحْمِلُ
فَوْقَ رَأْسِي
خُبْزًا
تَأْكُلُ
الطَّيْرُ
مِنْهُ نَبِّئْنَا
بِتَأْوِيلِهِ
إِنَّا
نَرَاكَ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ
) (يوسف 36).
الفَتَيَانِ
رأيا رُؤْيَا
مَنَام.
"إِنَّا
نَرَاكَ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ
" أَيْ
الْعَالِمِينَ
الَّذِينَ
أَحْسَنُوا
الْعِلْم ،
ومِنْ
الْمُحْسِنِينَ
لَنَا إِنْ
فَسَّرْته
(القرطبي). عَنْ
قَتَادَة ,
قَوْله : { إِنَّا
نَرَاك مِنَ الْمُحْسِنِينَ } قَالَ
: بَلَغَنَا
أَنَّ
إِحْسَانه
أَنَّهُ كَانَ
يُدَاوِي
مَرِيضهمْ ، وَيُعَزِّي
حَزِينهمْ ، وَيَجْتَهِد
لِرَبِّهِ
(الطبري).
(وَقَالَ
نِسْوَةٌ فِي
الْمَدِينَةِ
امْرَأَةُ الْعَزِيزِ
تُرَاوِدُ
فَتَاهَا
عَنْ نَفْسِهِ
قَدْ
شَغَفَهَا
حُبًّا
إِنَّا
لَنَرَاهَا فِي
ضَلَالٍ
مُبِينٍ )
(يوسف 30).
"إِنَّا
لَنَرَاهَا
فِي ضَلَالٍ
مُبِينٍ" : أَيْ
فِي هَذَا
الْفِعْل
(القرطبي).
(وَلَمَّا
جَهَّزَهُمْ
بِجَهَازِهِمْ
قَالَ ائْتُونِي
بِأَخٍ
لَكُمْ مِنْ
أَبِيكُمْ أَلَا
تَرَوْنَ
أَنِّي
أُوفِي
الْكَيْلَ
وَأَنَا
خَيْرُ
الْمُنْزِلِينَ
) (يوسف 59). أَيْ
أُتِمّهُ
وَلَا أَبْخَسهُ
،
وَأَزِيدكُمْ
حِمْل بَعِير
لِأَخِيكُمْ
وَيَحْتَمِل
وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا
: أَنَّهُ
رَخَّصَ
لَهُمْ فِي
السِّعْر
فَصَارَ
زِيَادَة فِي
الْكَيْل . وَالثَّانِي
: أَنَّهُ
كَالَ لَهُمْ
بِمِكْيَالٍ
وَافٍ
(القرطبي).
(قَالُوا
يَا أَيُّهَا
الْعَزِيزُ
إِنَّ لَهُ
أَبًا
شَيْخًا
كَبِيرًا
فَخُذْ
أَحَدَنَا
مَكَانَهُ
إِنَّا
نَرَاكَ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ
) (يوسف 78).
يَقُولُونَ :
إِنَّا
نَرَاك مِنَ
الْمُحْسِنِينَ
فِي
أَفْعَالِك . ..
وعَنِ ابْن إِسْحَاق
: { إِنَّا
نَرَاك مِنَ
الْمُحْسِنِينَ
} إِنَّا نَرَى
ذَلِكَ مِنْك
إِحْسَانًا
إِنْ فَعَلْت
(الطبري).
(وَقَالَ
الْمَلِكُ إِنِّي
أَرَى سَبْعَ
بَقَرَاتٍ
سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ
سَبْعٌ
عِجَافٌ
وَسَبْعَ
سُنْبُلَاتٍ
خُضْرٍ
وَأُخَرَ
يَابِسَاتٍ
يَا أَيُّهَا
الْمَلَأُ
أَفْتُونِي
فِي رُؤْيَايَ
إِنْ
كُنْتُمْ
لِلرُّؤْيَا
تَعْبُرُونَ) (يوسف 43). هَذِهِ
الرُّؤْيَا
مِنْ مَلِك
مِصْر مِمَّا
قَدَّرَ
اللَّه
تَعَالَى
أَنَّهَا
كَانَتْ سَبَبًا
لِخُرُوجِ
يُوسُف
عَلَيْهِ
السَّلَام
مِنْ
السِّجْن
مُعَزَّزًا
مُكَرَّمًا
وَذَلِكَ
أَنَّ
الْمَلِك
رَأَى هَذِهِ
الرُّؤْيَا
فَهَالَتْهُ
وَتَعَجَّبَ
مِنْ
أَمْرهَا
وَمَا يَكُون
تَفْسِيرهَا
فَجَمَعَ
الْكَهَنَة
وَالْحَادَّة
وَكِبَار
دَوْلَته
وَأُمَرَاءَهُ
فَقَصَّ
عَلَيْهِمْ
مَا رَأَى
وَسَأَلَهُمْ
عَنْ
تَأْوِيلهَا
فَلَمْ
يَعْرِفُوا
ذَلِكَ
وَاعْتَذَرُوا
إِلَيْهِ
بِأَنَّهَا "
أَضْغَاث
أَحْلَام "
أَيْ
أَخْلَاط
أَحْلَام
اِقْتَضَتْهُ
رُؤْيَاك
هَذِهِ "
وَمَا نَحْنُ
بِتَأْوِيلِ
الْأَحْلَام
بِعَالِمِينَ
" أَيْ لَوْ كَانَتْ
رُؤْيَا
صَحِيحَة
مِنْ
أَخْلَاط لَمَا
كَانَ لَنَا
مَعْرِفَة
بِتَأْوِيلِهَا
وَهُوَ
تَعْبِيرهَا
فَعِنْد
ذَلِكَ تَذَكَّرَ
الَّذِي
نَجَا مِنْ
ذَيْنِك
الْفَتَيَيْنِ
اللَّذَيْنِ
كَانَا فِي
السِّجْن
مَعَ يُوسُف
وَكَانَ
الشَّيْطَان
قَدْ
أَنْسَاهُ
مَا وَصَّاهُ
بِهِ يُوسُف
مِنْ ذِكْر
أَمْره
لِلْمَلِكِ
فَعِنْد
ذَلِكَ
تَذَكَّرَ
بَعْد أُمَّة
أَيْ مُدَّة
وَقَرَأَ
بَعْضهمْ
بَعْد أَمَهٍ
أَيْ بَعْد
نِسْيَان
فَقَالَ
لَهُمْ أَيْ
لِلْمَلِكِ
وَاَلَّذِينَ
جَمَعَهُمْ .
(وَرَفَعَ
أَبَوَيْهِ
عَلَى
الْعَرْشِ
وَخَرُّوا
لَهُ سُجَّدًا
وَقَالَ يَا
أَبَتِ هَذَا
تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ
مِنْ قَبْلُ
قَدْ
جَعَلَهَا
رَبِّي
حَقًّا
وَقَدْ
أَحْسَنَ بِي
إِذْ
أَخْرَجَنِي
مِنَ
السِّجْنِ
وَجَاءَ
بِكُمْ مِنَ
الْبَدْوِ
مِنْ بَعْدِ
أَنْ نَزَغَ
الشَّيْطَانُ
بَيْنِي
وَبَيْنَ
إِخْوَتِي
إِنَّ رَبِّي
لَطِيفٌ
لِمَا
يَشَاءُ
إِنَّهُ هُوَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف 100). وَقَوْله
" وَرَفَعَ
أَبَوَيْهِ
عَلَى الْعَرْش"
قَالَ اِبْن
عَبَّاس
وَمُجَاهِد
وَغَيْر
وَاحِد
يَعْنِي
السَّرِير
أَيْ أَجْلَسَهُمَا
مَعَهُ عَلَى
سَرِيره "
وَخَرُّوا
لَهُ
سُجَّدًا"
أَيْ سَجَدَ
لَهُ
أَبَوَاهُ
وَإِخْوَته
الْبَاقُونَ
وَكَانُوا
أَحَد عَشَر
رَجُلًا "
وَقَالَ يَا
أَبَت هَذَا
تَأْوِيل
رُؤْيَايَ مِنْ
قَبْل" أَيْ
الَّتِي
كَانَ
قَصَّهَا
عَلَى
أَبِيهِ مِنْ
قَبْل " إِنِّي
رَأَيْت
أَحَد عَشَر
كَوْكَبًا "
الْآيَة
وَقَدْ كَانَ
هَذَا
سَائِغًا فِي شَرَائِعهمْ
إِذَا
سَلَّمُوا
عَلَى الْكَبِير
يَسْجُدُونَ
لَهُ وَلَمْ
يَزَلْ هَذَا
جَائِزًا
مِنْ لَدُنْ
آدَم إِلَى
شَرِيعَة
عِيسَى
عَلَيْهِ السَّلَام
فَحُرِّمَ
هَذَا فِي
هَذِهِ الْمِلَّة
وَجُعِلَ
السُّجُود
مُخْتَصًّا
بِجَنَابِ
الرَّبّ
سُبْحَانه
وَتَعَالَى
هَذَا
مَضْمُون
قَوْل
قَتَادَة
وَغَيْره وَفِي
الْحَدِيث
أَنَّ
مُعَاوِيَة
قَدِمَ الشَّام
فَوَجَدَهُمْ
يَسْجُدُونَ
لِأَسَاقِفَتِهِمْ
فَلَمَّا رَجَعَ
سَجَدَ
لِرَسُولِ
اللَّه
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
فَقَالَ مَا هَذَا
يَا مُعَاذ ؟
فَقَالَ
إِنِّي
رَأَيْتهمْ
يَسْجُدُونَ
لِأَسَاقِفَتِهِمْ
وَأَنْتَ
أَحَقّ أَنْ
يُسْجَد لَك
يَا رَسُول
اللَّه
فَقَالَ لَوْ
كُنْت آمِرًا
أَحَدًا أَنْ
يَسْجُد
لِأَحَدٍ لَأَمَرْت
الْمَرْأَة
أَنْ تَسْجُد
لِزَوْجِهَا
لِعِظَمِ
حَقّه
عَلَيْهَا
وَفِي حَدِيث
آخَر: أَنَّ
سَلْمَان
لَقِيَ النَّبِيّ
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي
بَعْض طُرُق
الْمَدِينَة
وَكَانَ
سَلْمَان
حَدِيث عَهْد
بِالْإِسْلَامِ
فَسَجَدَ
لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
فَقَالَ لَا
تَسْجُد لِي
يَا سَلْمَان
وَاسْجُدْ لِلْحَيِّ
الَّذِي لَا
يَمُوت
وَالْغَرَض أَنَّ
هَذَا كَانَ
جَائِزًا فِي
شَرِيعَتهمْ وَلِهَذَا
خَرُّوا لَهُ
سُجَّدًا
فَعِنْدهَا
قَالَ
يُوسُف" يَا
أَبَت هَذَا تَأْوِيل
رُؤْيَايَ
مِنْ قَبْل
قَدْ
جَعَلَهَا
رَبِّي
حَقًّا " أَيْ
هَذَا مَا آل
إِلَيْهِ
الْأَمْر
فَإِنَّ
التَّأْوِيل
يُطْلَق
عَلَى مَا
يَصِير إِلَيْهِ
الْأَمْر
كَمَا قَالَ
تَعَالَى " هَلْ
يَنْظُرُونَ
إِلَّا
تَأْوِيله
يَوْم يَأْتِي
تَأْوِيله "
أَيْ يَوْم الْقِيَامَة
يَأْتِيهِمْ
مَا وُعِدُوا
بِهِ مِنْ
خَيْر وَشَرّ
وَقَوْله " قَدْ
جَعَلَهَا
رَبِّي
حَقًّا " أَيْ
صَحِيحَة
صِدْقًا
يَذْكُر
نِعَم اللَّه
عَلَيْهِ"
وَقَدْ
أَحْسَنَ بِي
إِذْ أَخْرَجَنِي
مِنْ
السِّجْن
وَجَاءَ
بِكُمْ مِنْ الْبَدْو
" أَيْ
الْبَادِيَة
قَالَ اِبْن
جُرَيْج
وَغَيْره كَانُوا
أَهْل
بَادِيَة
وَمَاشِيَة
وَقَالَ كَانُوا
يَسْكُنُونَ
بِالْعَرَبَاتِ
مِنْ أَرْض
فِلَسْطِين
مِنْ غَوْر
الشَّام قَالَ
وَبَعْض
يَقُول
كَانُوا
بِالْأَوْلَاجِ
مِنْ
نَاحِيَة
شِعْب
أَسْفَل مِنْ
حِسْمَى
وَكَانُوا
أَصْحَاب
بَادِيَة وَشَاءٍ
وَإِبِل "
مِنْ بَعْد
أَنْ نَزَغَ
الشَّيْطَان
بَيْنِي
وَبَيْن إِخْوَتِي
إِنَّ رَبِّي
لَطِيف لِمَا
يَشَاء " أَيْ
إِذَا
أَرَادَ
أَمْرًا قَيَّضَ
لَهُ
أَسْبَابًا
وَقَدَّرَهُ
وَيَسَّرَهُ"
إِنَّهُ هُوَ
الْعَلِيم "
بِمَصَالِح
عِبَاده
الْحَكِيم "
فِي أَقْوَاله
وَأَفْعَاله
وَقَضَائِهِ وَقَدَره
وَمَا
يَخْتَارهُ
وَيُرِيدهُ
قَالَ أَبُو
عُثْمَان
النَّهْدِيّ
عَنْ
سُلَيْمَان
كَانَ بَيْن
رُؤْيَا
يُوسُف وَتَأْوِيلهَا
أَرْبَعُونَ
سَنَة قَالَ
عَبْد اللَّه
بْن شَدَّاد
وَإِلَيْهَا
يَنْتَهِي
قَصّ
الرُّؤْيَا
رَوَاهُ
اِبْن جَرِير
وَقَالَ
أَيْضًا
حَدَّثَنَا
عُمَر بْن
عَلِيّ
حَدَّثَنَا
عَبْد الْوَهَّاب
الثَّقَفِيّ
حَدَّثَنَا
هِشَام عَنْ
الْحَسَن
قَالَ كَانَ
مُنْذُ فَارَقَ
يُوسُف
يَعْقُوب
إِلَى أَنْ
اِلْتَقَيَا
ثَمَانُونَ
سَنَة لَمْ
يُفَارِق الْحُزْن
قَلْبه
وَدُمُوعه
تَجْرِي عَلَى
خَدَّيْهِ
وَمَا عَلَى
وَجْه
الْأَرْض
عَبْد أَحَبّ
إِلَى اللَّه
مِنْ
يَعْقُوب
وَقَالَ
هُشَيْم عَنْ
يُونُس عَنْ
الْحَسَن
ثَلَاث
وَثَمَانُونَ
سَنَة
وَقَالَ
مُبَارَك بْن
فُضَالَة عَنْ
الْحَسَن
أُلْقِيَ
يُوسُف فِي
الْجُبّ وَهُوَ
اِبْن سَبْع
عَشْرَة
سَنَة فَغَابَ
عَنْ أَبِيهِ
ثَمَانِينَ
سَنَة
وَعَاشَ
بَعْد ذَلِكَ
ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ
سَنَة
فَمَاتَ
وَلَهُ عِشْرُونَ
وَمِائَة
وَقَالَ
قَتَادَة
كَانَ بَيْنهمَا
خَمْس
وَثَلَاثُونَ
سَنَة وَقَالَ
مُحَمَّد بْن
إِسْحَاق :
ذُكِرَ
وَاَللَّه أَعْلَم
أَنَّ
غَيْبَة
يُوسُف عَنْ
يَعْقُوب
كَانَتْ
ثَمَانِي
عَشْرَة
سَنَة قَالَ
وَأَهْل
الْكِتَاب يَزْعُمُونَ
أَنَّهَا
كَانَتْ
أَرْبَعِينَ
سَنَة أَوْ
نَحْوهَا
وَأَنَّ
يَعْقُوب
عَلَيْهِ
السَّلَام
بَقِيَ مَعَ
يُوسُف بَعْد
أَنْ قَدِمَ
عَلَيْهِ
مِصْر سَبْع
عَشْرَة
سَنَة ثُمَّ
قَبَضَهُ
اللَّه
إِلَيْهِ
وَقَالَ
أَبُو إِسْحَاق
السَّبِيعِيّ
عَنْ أَبِي
عُبَيْدَة عَنْ
عَبْد اللَّه
بْن مَسْعُود
قَالَ :
دَخَلَ بَنُو
إِسْرَائِيل
مِصْر وَهُمْ
ثَلَاثَة
وَسِتُّونَ
إِنْسَانًا
وَخَرَجُوا
مِنْهَا
وَهُمْ
سِتّمِائَةِ
أَلْف وَسَبْعُونَ
أَلْفًا
وَقَالَ
أَبُو إِسْحَاق
عَنْ
مَسْرُوق
دَخَلُوا
وَهُمْ
ثَلَثمِائَةِ
وَتِسْعُونَ
بَيْن رَجُل
وَامْرَأَة
فَاَللَّه
أَعْلَم
وَقَالَ
مُوسَى بْن
عُبَيْدَة
عَنْ مُحَمَّد
بْن كَعْب
الْقُرَظِيّ
عَنْ عَبْد
اللَّه بْن
شَدَّاد
اِجْتَمَعَ
آل يَعْقُوب
إِلَى يُوسُف
بِمِصْرَ
وَهُمْ سِتّ وَثَمَانُونَ
إِنْسَانًا
صَغِيرهمْ
وَكَبِيرهمْ
وَذَكَرَهمْ
وَأُنْثَاهُمْ
وَخَرَجُوا
مِنْهَا
وَهُمْ سِتّمِائَةِ
أَلْف
وَنَيِّف .
المبحث
الثالث: مناقشة
بعض الأحاديث
كتقدمة
لمناقشة
(صوموا لرؤيته)
الشِّفاءُ
في ثلاثةٍ : في شَرطَةِ مِحجَمٍ ، أو
شَربةِ عسلٍ ،
أو كيَّةٍ
بنارٍ
(الشِّفاءُ
في ثلاثةٍ : في
شَرطَةِ
مِحجَمٍ ، أو
شَربةِ عسلٍ ،
أو كيَّةٍ
بنارٍ ، وأنا
أنهى أمَّتي
عنِ الكيِّ) ([51]).
(إن
كانَ في شيءٍ
من أدويتِكُم
– أو : يَكونُ في
شيءٍ من أدويتِكم
- خَيرٌ ، ففي
شَرطةِ
مِحجَمٍ ، أو
شربةِ عسلٍ،
أو لذْعَةٍ
بنارٍ توافِقُ
الدَّاءَ ،
وما أحبُّ أن
أَكتوِيَ) ([52]).
(إِنْ
كانَ في شَيءٍ
من أدويتِكُم
خيرٌ ، ففي شَربةِ
عسلٍ ، أو
شَرطةِ
مِحجمٍ ، أو
لَذْعَةٍ من
نارٍ ، وما
أحبُّ أن
أَكتويَ) ([53]).
(إنْ
كانَ في شَيءٍ
مِن أدويتِكم
شِفاءٌ ، ففي
شَرطةِ مِحجَمٍ
، أو لَذعةٍ
بنارٍ ، وما
أحبُّ أن
أَكتويَ) ([54]).
(جاءنا
جابرُ بنُ
عبدِاللهِ ،
في أهلِنا .
ورجلٌ يشتكي
خُرَّاجًا به
أو جِراحًا . فقال
: ما تشتكي ؟
قال: خُرَّاجٌ
بي قد شقَّ
عليَّ . فقال :
يا غلامُ ائتِني
بحَجَّامٍ .
فقال له : ما
تصنعُ
بالحَجَّامِ
؟ يا أبا عبدِاللهِ
. قال : أريدُ أن
أُعلِّقَ فيه
مَحجمًا . قال :
واللهِ . إنَّ
الذبابَ
لَيُصيبُني ،
أو يصيبُني
الثوبُ ،
فيُؤذيني ،
ويشقُّ عليَّ
. فلما رأى
تبرُّمَه من
ذلك قال : إني
سمعتُ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه
وسلَّمَ يقول
" إن كان في
شيءٍ من
أدويتِكم
خيرٌ ، ففي
شَرطَةِ
مَحجمٍ ، أو
شربةٍ من عسلٍ
، أو لدغةٍ
بنارٍ " قال
رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليه
وسلَّمَ" وما
أُحبُّ أن أكتويَ
" قال فجاء
بحجَّامٍ
فشرَطَه،
فذهبَ عنه ما
يَجِدُ .)
([55]).
الحديث
يخصّص: (إن
كانَ في شيءٍ
من أدويتِكُم
(أنتم)) وليس
في عامّة
أصناف الدواء
التي تكتشف أو
تصنّع على مرّ
الزمان.
وإليك
الأدلة من
الأحاديث
الشريفة:
أحايث
تشير إلى عامّة
أصناف الدواء
الأول:
تدَاووا
فإنَّ اللَّهَ
لم يضَع داءً
إلَّا وضعَ
لَهُ دواءً
غيرَ واحدٍ
الهرمَ
(عن
أسامَةَ بنِ
شريكٍ قالَ :
أتيتُ رسولَ
اللَّهِ
صلَّى
اللَّهُ
علَيهِ
وسلَّمَ
وأصحابُهُ
كأنَّما علَى
رؤوسِهِمُ
الطَّيرُ
فسلَّمتُ
ثمَّ قعدتُ
فجاءَت
الأعرابُ مِن
ها هُنا وَها
هُنا فقالوا
يا رسولَ
اللَّهِ
أنتَداوى
قالَ :
تدَاووا
فإنَّ
اللَّهَ لم يضَع
داءً إلَّا
وضعَ لَهُ
دواءً غيرَ واحدٍ
الهرمَ) ([56]).
الثاني:
ما أنزلَ
اللَّهُ داءً
إلَّا أنزلَ لهُ
دواءً ، عَلِمَه
مَن عَلِمَه،
وجَهِلَه مَن
جَهِلَه
(ما
أَنزَلَ
اللهُ مِن
داءٍ - أو: ما
خَلَقَ - مِن داءٍ
إلَّا أَنزَل
له دواءً،
عَلِمَه مَن
عَلِمَه، وجَهِلَه
مَن جَهِلَه،
إلَّا
السَّامَ.
قيل: وما
السَّامُ؟
قال: الموتُ. ) ([57]).
(أتيتُ
النبيَّ
صلَّى اللهُ
عليهِ وآلهِ وسلَّمَ
وأصحابُهُ
عندَهُ كأنما
على رؤوسهمُ
الطيرُ قال
فسلَّمتُ
عليهِ وقعدتُ
قال فجاءتِ
الأعرابُ
فسألوهُ فقال
يا رسولَ
اللهِ نتداوى
قال نعم تَداووا
فإنَّ اللهَ
لم يضعْ داءً
إلا لهُ دواءٌ
غيرَ داءٍ
واحدٍ
الهِرَمُ قال
وكان أسامةُ
حين كَبَّرَ
يقولُ هل
ترونَ وُضِعَ
لي من دواءٍ
الآنَ قال وسألوهُ
من أشياءٍ هل
علينا حرجٌ في
كذا وكذا قال
عبادُ اللهِ
وَضَعُ اللهُ
الحرجَ إلا
رجلًا اقتضى
امرءًا
مسلمًا ظُلْمًا
فذلك حرجٌ
وهلكٌ وقالوا
ما خيرُ ما
أُعْطِيَ
الناسُ يا
رسولَ اللهِ
قال خُلُقٌ
حسنٌ) ([58]).
(ما
من داءٍ إلَّا
وله دواءٌ) ([59]).
أحايث
تشير إلى أدوية
مخصّصة
ومحدّدة:
الأول:
إنَّ في
الحبَّةِ
السوداءِ
شفاءٌ من كلِّ
داءٍ إلا
السامُ
(خرَجْنا
ومعَنا غالبُ
بنُ أبجَرَ
فمَرِض في الطريقِ،
فقَدِمْنا
المدينةَ وهو
مريضٌ، فعادَه
ابنُ أبي
عَتيقٍ، فقال
لنا: عليكم
بهذه
الحُبَيبَةِ
السوداءِ،
فخُذوا منها
خمسًا أو سبعًا
فاسحَقوها،
ثم اقطُروها
في أنفِه
بقَطَراتِ
زيتٍ، في هذا
الجانبِ وفي
هذا الجانبِ،
فإن عائشةَ
حدَّثَتْني :
أنها سَمِعَتِ
النبيَّ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم
يقولُ : ( إن هذه
الحَبةَ
السوداءَ
شِفاءٌ من كلِّ
داءٍ، إلا من
السَّامِ ) . قُلْت
: وما
السَّامُ ؟
قال : الموتُ . ) ([60]).
أي:
والحبَّةُ
السَّوداءُ
شفاءٌ كلِّ
مرضٍ يَقْبَلُ
العِلاجَ بها
ما عدا
الموتَ؛
فإنَّه لا
شفاءَ منه؛ لأنَّه
قدرُ اللهِ
المحتومُ
الذي لا مفرَّ
منه.
(في
الحبَّةِ
السَّوداءِ
شفاءٌ من كلِّ
داءٍ ، إلَّا
السَّامُ) ([61]).
(إنَّ
في الحبَّةِ
السوداءِ شفاءٌ
من كلِّ داءٍ .
إلا السامُ .
والسامُ : الموتُ
. والحبةُ
السوداءَ: الشونيزُ.) ([62]).
(ما
من داءٍ ، إلا
في الحبةِ
السوداءِ
منهُ شفاءٌ .
إلا السامُ) ([63]).
الثاني:
فعليكم
بألبانِ
البقرِ
فإنَّها تَرُمُّ
من كلِّ
الشَّجرِ
(ما
أنزلَ اللَّهُ
داءً إلَّا
أنزلَ لهُ
دواءً فعليكم
بألبانِ
البقرِ
فإنَّها
تَرُمُّ من كلِّ
الشَّجرِ) ([64]).
ذكر
الحديث:
فعليكم
بألبانِ
البقرِ
فإنَّها تَرُمُّ
من كلِّ
الشَّجرِ. وهذا
الأكل من كل الشجر
عاملٌ هام
يجعل من حليب
البقر مادة
دوائية .
الثالث:
الإبل
ألبانها وأبوالها
(أنَّ
ناسًا من
عُكلٍ وعُرَينةَ،
قدموا
المدينةَ على
النبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ
وسلَّمَ
وتكلَّموا بالإسلامِ،
فقالوا:
يانبيَّ
اللهِ، إنا
كنا أهلَ
ضرعٍ، ولم
نكنْ أهلَ
ريفٍ،
واستوخَموا
المدينةَ،
فأمرلهمْ
رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليهِ
وسلَّمَ
بذودٍ وراعٍ،
وأمرهم أن
يخرجوا فيهِ
فيشربوا من
ألبانِها
وأبوالِها،
فانطلَقوا
حتى إذا كانوا
ناحيةَ
الحرَّةِ
كفروا بعد
إسلامِهم
وقتلوا راعيَ
النبيِّ
صلَّى اللهُ
عليهِ
وسلَّمَ
واستاقُوا
الذوْدَ،
فبلغ النبيَّ
صلَّى اللهُ
عليهِ
وسلَّمَ فبعث
الطلبَ في
آثارِهم،
فأمر بهمْ
فسمَروا
أعينَهم،
وقطعوا
أيديَهمْ، وتُركوا
في ناحيةِ
الحرَّةِ حتى
ماتوا على حالِهم
. قال قتادةُ :
بلغنا أنَّ
النبيَّ
صلَّى اللهُ
عليهِ
وسلَّمَ بعد
ذلكَ كان
يحثُّ على
الصدقةِ،
وينهى عنِ
المُثلةِ .
وقال شعبةُ
وأبانُ
وحمادُ عن
قتادةَ : منْ
عُرينةَ .
وقال يحيى بن
أبي كثيٍر
وأيوبِ عن أبي
قلابةَ عن
أنسٍ : قدم
نفرٌ من
ْعُكلٍ .)
([65]).
شرح
الحديث:
في هذا
الحديثِ
يُخبرُ أنسٌ
رضِي اللهُ
عنه أنَّ
ناسًا مِن
عُكْلَ وعُرَيْنَةَ،
وعُكْلُ:
قبيلةٌ مِن
قبائلِ العربِ،
وعُرَيْنَةُ:
حَيٌّ مِن
قِبيلةِ بَجِيلَةَ،
قَدِموا
المدينةَ على
النَّبيِّ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ
وتَكلَّموا
بالإسلامِ،
أي: نَطقوا
بِكلمةِ
التَّوحيدِ
وأَظْهروا
الإسلامَ،
فقالوا: يا
نَبيَّ
اللهِ، إنَّا
كُنَّا أهلَ
ضَرْعٍ، أي:
ماشيةٍ
وإبلٍ، ولم
نكنْ أهلَ
رِيفٍ، أي:
أرضِ زَرعٍ
وخِصبٍ،
وَاستَوْخَموا
المدينةَ، أي:
لم تُوافِقْهم
المدينةُ،
فأمرَ لهم
رسولُ الله
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ
بِذُودٍ وراعٍ؛
والذُّودُ
مِنَ الإبلِ:
ما بينَ
الثَّلاثةِ
إلى
العَشْرةِ،
وأمَرَهم أنْ
يَخُرجوا
فيه، أي: في
الذُّودِ،
فَيَشربوا
مِن ألبانِها
وأبوالِها،
فانْطلقوا
حتَّى إذا
كانوا ناحيةِ
الحرَّةِ،
وهو مكانٌ في
المدينةِ،
وصَحُّوا وسَمِنوا
ورجعَتْ
إليهم
ألوانُهم،
كَفَروا بعدَ
إسلامِهم
وقتَلوا
راعيَ النَّبيِّ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ
يَسارًا، وذلك
عندَما
اسْتاقوا
الذُّودَ،
وأدركَهم فَقاتَلَهم
فقَطَعوا
يدَه ورِجلَه
وغَرزُوا الشَّوكَ
في لِسانِه
وعَينِه
حتَّى قُتِلَ،
فبلغَ ذلك
النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه
وسلَّمَ،
فبَعثَ صلَّى
الله عليه
وسلَّم
الطَّلبَ في
آثارِهم، أي:
وراءَهم،
فأُخِذُوا،
فأَمَر بهم
فَسَمَروا
أَعيُنَهم،
أي: كُحِلَتْ
بِالمساميرِ
المْحَميَّة،
وقَطَعُوا
أيديَهم
وأرجلَهم،
وتُركوا في
ناحيةِ
الحَرَّة حتَّى
مَاتوا على
حالِهم.
قالَ قتادةُ:
بَلغَنا أنَّ
النَّبيَّ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ
بعدَ ذلكَ
كانَ يحثُّ
على
الصَّدقَةِ
ويَنهَى عَنِ
الْمُثلَة،
والْمُثْلةُ:
هي قطْعُ
أطرافِ
الإنسانِ أو
الحيوانِ
وتَشويهُه،
وكذا قَطْعُ
أنفِه أو
أُذنِه، وهو
ما فعَلَه
النَّبيُّ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ
مع قَتَلَةِ
الرَّاعِي،
وقدْ فَعَلَ
فيهم ما فَعلُوه
في الرَّاعِي.
(أنَّ
نفرًا من
عُكْلٍ ،
ثمانيةً ،
قدِموا على
رسولِ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ .
فبايَعوه
على الإسلامِ .
فاستوخَموا
الأرضَ
وسقَمتْ
أجسامُهم .
فشكوا ذلك إلى
رسولِ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ
. فقال ( ألا
تَخرجون مع
راعِينا في
إبلِه
فتُصيبون من
أبوالِها
وألبانِها ؟ )
فقالوا : بلى .
فخرجوا
فشربوا من
أبوالها
وألبانِها .
فصَحُوا .
فقتَلوا الراعيَ
وطردوا
الإبلَ . فبلغ
ذلك رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه
وسلَّمَ .
فبعث في
آثارِهم .
فأدركوا .
فجِيءَ بهم .
فأمر بهم
فقُطعت
أيديهم
وأرجلُهم
وسمَّر
أعينَهم. ثم
نبذوا في الشمسِ
حتى ماتوا .
وقال ابنُ
الصباحِ في
روايته:
واطَّردوا
النَّعَمَ .
وقال :
وسُمِّرَتْ
أعينُهم .
) ([66]).
(أن
رهطًا من
عُكْلٍ،
ثمانيةً،
قدِموا على النبيِّ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم،
فاجتَوَوُا
المدينةَ،
فقالوا : يا
رسولَ اللهِ
أبغِنا رِسلًا،
قال : ( ما أجِدُ
لكم إلا أن
تَلحَقوا
بالذَّودِ ) .
فانطلَقوا
فشرِبوا من
أبوالِها
وألبانِها،
حتى صحُّوا وسمِنوا،
وقتَلوا
الراعيَ
واستاقوا
الذَّودَ،
وكفَروا بعدَ
إسلامِهم،
فأتَى الصريخُ
النبيَّ
صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم،
فبعَث
الطلبَ، فما
ترجَّلَ النهارُ
حتى أُتِيَ
بهم، فقطَع
أيديَهم
وأرجلَهم، ثم
أمَر
بمساميرَ
فأُحمِيَتْ
فكحَلَهم
بها، وطرحَهم
بالحَرَّةِ،
يستَسْقونَ
فما
يُسقَونَ،
حتى ماتوا .
) ([67]).
(ألا
تَخرجون مع
راعِينا في
إبلِه فتُصيبون
من أبوالِها
وألبانِها ؟). ألبان
(حليب) الإبل
شفاء لعاملين
اثنين: أنّها
ترعى: (ألا
تَخرجون مع
راعِينا في
إبلِه؟)،
وكذلك أنّها
ألبان وأبوال
الإبل:
(فتُصيبون من
أبوالِها
وألبانِها).
الرابع:
عسل النحل: (ثُمَّ
كُلِي مِنْ
كُلِّ
الثَّمَرَاتِ
يَخْرُجُ مِنْ
بُطُونِهَا
شَرَابٌ
مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ
فِيهِ
شِفَاءٌ
لِلنَّاسِ)
)وَأَوْحَى
رَبُّكَ
إِلَى
النَّحْلِ
أَنِ
اتَّخِذِي
مِنَ
الْجِبَالِ
بُيُوتًا
وَمِنَ
الشَّجَرِ
وَمِمَّا
يَعْرِشُونَ *
ثُمَّ كُلِي
مِنْ كُلِّ
الثَّمَرَاتِ
فَاسْلُكِي
سُبُلَ
رَبِّكِ
ذُلُلًا يَخْرُجُ
مِنْ
بُطُونِهَا
شَرَابٌ
مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ
فِيهِ
شِفَاءٌ لِلنَّاسِ
إِنَّ فِي
ذَلِكَ
لَآيَةً
لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ)
(النحل 69-68).
علة
الشفاء (في
العسل) متعلقة
في أمرين اثنين:
الأول أن يأكل
النحل من ثمار
مختلفة (ثُمَّ
كُلِي مِنْ
كُلِّ
الثَّمَرَاتِ)، والأمر
الثاني خروج
شراب العسل من
بطون النحل (يَخْرُجُ
مِنْ
بُطُونِهَا
شَرَابٌ
مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ
فِيهِ
شِفَاءٌ
لِلنَّاسِ).
الخامس:
من
تصبَّحَ
سَبعَ
تَمراتٍ
عجوةً ، لم
يضرَّهُ ذلِك
اليومَ سُمٌّ
ولا سِحرٌ
(من
تصبَّحَ
سَبعَ
تَمراتٍ
عجوةً ، لم
يضرَّهُ ذلِك
اليومَ سُمٌّ
ولا سِحرٌ) ([68]).
(من
تصبَّحَ كلَّ
يومٍ سبعَ
تمَراتٍ
عجوةً ، لم
يضرَّه في ذلك
اليومِ سمٌّ
ولا سحرٌ) ([69]).
شرح الحديث: مَن
تَصَبَّحَ
كُلَّ يَومٍ
سَبْعَ
تَمَراتٍ
عَجْوةً، أي:
مَن أكَلَ
كُلَّ يَومٍ
صَباحًا،
سَبْعَ
تَمَراتٍ مِن
التَّمرِ
المَعروفِ
بالعَجْوةِ
لَم يَضُرَّهُ
في ذلك
اليَومِ
سُمٌّ ولا
سِحرٌ، أي: لا
يَضُرُّهُ
شىْءٌ مِن
المَوادِّ السَّامَّةِ
والسِّحرِيَّةِ،
وَيُحفَظُ مِن
جَميعِ
الأشياءِ
الضَّارَّةِ
جِسميًّا أو
نفسيًّا.
في
الحَديثِ:
فَضْلُ
التَّمرِ مِن
العَجْوَةِ
في مُقاوَمةِ
السُّمومِ
والسِّحْرِ.
وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ
مِنْ قُوَّةٍ
وَمِنْ
رِبَاطِ
الْخَيْلِ
(وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ
مِنْ قُوَّةٍ
وَمِنْ
رِبَاطِ
الْخَيْلِ
تُرْهِبُونَ
بِهِ عَدُوَّ
اللَّهِ
وَعَدُوَّكُمْ
وَآخَرِينَ مِنْ
دُونِهِمْ
لَا
تَعْلَمُونَهُمُ
اللَّهُ
يَعْلَمُهُمْ
وَمَا تُنْفِقُوا
مِنْ شَيْءٍ
فِي سَبِيلِ
اللَّهِ
يُوَفَّ
إِلَيْكُمْ
وَأَنْتُمْ لَا
تُظْلَمُونَ)
(الأنفال 60).
فَقَالَ "
وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ
" أَيْ
مَهْمَا
أَمْكَنَكُمْ
" مِنْ قُوَّة
وَمِنْ
رِبَاط
الْخَيْل "
قَالَ الْإِمَام
أَحْمَد :
حَدَّثَنَا
هَارُون بْن
مَعْرُوف
حَدَّثَنَا
اِبْن وَهْب
أَخْبَرَنِي
عَمْرو بْن
الْحَارِث
عَنْ أَبِي
عَلِيّ
ثُمَامَة بْن
شُفَيّ أَخِي
عُقْبَة بْن
عَامِر
أَنَّهُ
سَمِعَ
عُقْبَة بْن
عَامِر
يَقُول :
سَمِعْت
رَسُول اللَّه
صَلَّى
اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
يَقُول
وَهُوَ عَلَى
الْمِنْبَر : "
وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ
مِنْ قُوَّة "
أَلَا إِنَّ
الْقُوَّة
الرَّمْي
أَلَا إِنَّ الْقُوَّة
الرَّمْي "
رَوَاهُ
مُسْلِم عَنْ هَارُون
بْن مَعْرُوف
وَأَبُو
دَاوُد عَنْ سَعِيد
بْن مَنْصُور
وَابْن مَاجَهْ
عَنْ يُونُس
بْن عَبْد الْأَعْلَى
ثَلَاثَتهمْ
عَنْ عَبْد
اللَّه بْن
وَهْب بِهِ
(تفسير ابن
كثير)
" أَلَا
إِنَّ
الْقُوَّة
الرَّمْي
أَلَا إِنَّ
الْقُوَّة
الرَّمْي ":
أقول لقد كان
الرَّمْي في
العهد النبوي
بالسهام
والنبل.
وأما
الرَّمْي
الآن فقد يكون
بالصواريخ
الذكية، وقد
يكون
بالصواريخ
العابرة
للقارات، وقد
يكون بأسلحة
دمار شامل . وأما في
عصرنا
الحالي، فالخيل
ليست من
مستلزمات
الإعداد
لجهاد الأعداء. وهذا ما
أكده شارح
الحديث: "
وإنَّما يَكونُ
تَعلُّمُ
الرَّميِ
المأمورِ بِه
في الحديثِ في
كُلِّ زمانٍ
على حَسَبِ ما
هو موجودٌ فيه
من أَدواتِ
الرَّميِ،
فيَتعلَّمُ
الرَّميَ
بالسِّهامِ
في زَمنِه،
ويَتَعلَّمُ
الرَّميَ
بالرَّصاصِ
والقَنابلِ
والصَّواريخِ
ونَحوِها في
زَمانِنا. ".
إذا
كان تطور
العلوم وتقدمها
يطور ويحدث من
وسائل وأدوات
قتال الأعداء،
فهل زوال صفة
الأمية والتقدم
العلمي
يطوران من
وسائل إثبات
رؤية الهلال؟
- (لو
وُزِنَ
إيمانُ أبي
بكرٍ بإيمانِ
الناسِ لرجحَ
إيمانُ أبي
بكرٍ على ذلك) ([70]).
-
(لو وُزنَ
إيمانُ أبي
بَكرٍ
بإيمانِ
النَّاسِ
لرجحَ إيمانُ
أبي بَكرٍ) ([71]).
- (عنْ
عُمرَ قال لوْ
وُزِنَ
إيمانُ أبي
بكرٍ وإيمانُ
الناسِ لرجحَ
إيمانُ أبي
بكرٍ) ([72])
- (عن
عمرَ قولُه لو
وُزِنَ
إيمانُ أبي
بكرٍ بإيمانِ
الناسِ لرجح
إيمانُ أبي
بكرٍ) ([73])
-
(لو وُزِنَ
إيمانُ أبي
بَكْرٍ معَ
إيمانِ النَّاسِ
، لرجحَ
إيمانُ أبي
بَكْرٍ .) ([74])
قولُ
عمر بن الخطاب
: (لو وُزِنَ
إيمانُ أبي بكرٍ
بإيمانِ
الناسِ لرجح
إيمانُ أبي
بكرٍ)
سؤال
: هل المقصود لرجح
إيمانُ أبي
بكرٍ بإيمانِ
الناسِ جميعا ومجتمعين
أم فرادى؟
إذا
كان المراد لرجح
إيمانُ أبي
بكرٍ بإيمانِ
الناسِ جميعا ومجتمعين
، فإنّ
المقصود
بالناس هم فقط
الصحابة
الكرام
وذراريهم
الذين كانوا يعيشون
حين أطلق عمر
قوله هذا. ويؤكد
هذا الفهم أنّ
أبا بكر رضي
الله عنه وإن سما
في الكمال
البشري ؛ فإنّ
هذا الكمال
البشري يبقى
محدودا ولن
يبلغ الكمال
المطلق
واللانهائي
الذي امتازت
به صفات
وأسماء الله
سبحانه
وتعالى.
بل إنّ
الكمال
المطلق
واللانهائي
لم ولن يبلغه
حتى الرسل
الكرام.
ويؤكد
هذا الفهم ضعف
الروايات
التي تذكر
إيمان أهل الأرض
مثل : ( لَوْ
وُزِنَ
إِيمانُ أبي
بكرٍ
بِإِيمانِ
أهلِ الأرضِ
لَرَجَحَ ). وفيما
يلي بيان وذكر
لهذه
الروايات الضعيفة.
الروايات
الضعيفة:
- (لو
وُضِعَ
إيمانُ أبِي
بكرٍ علَى
إيمانِ هذِهِ
الأمَّةِ
لرَجَحَ بهَا) ([75])
- (لَوْ
وُزِنَ
إِيمانُ أبي
بكرٍ
بِإِيمانِ أهلِ
الأرضِ
لَرَجَحَ) ([76])
-
(لوْ وزِنَ
إيمانُ أبي
بكرٍ بإيمانِ
العالمينَ
لرجحَ) ([77])
-
( لو
وُزِنَ
إيمانُ أبي بكرٍ
بإيمانِ أهلِ
الأرضِ ؛ لرجحَ)
([78])
قولُ
عمر بن الخطاب
: (لو
وُزِنَ
إيمانُ أبي
بكرٍ بإيمانِ
الناسِ لرجح
إيمانُ أبي
بكرٍ) ، قلنا
إذا كان
المراد لرجح
إيمانُ أبي
بكرٍ بإيمانِ
الناسِ جميعا
ومجتمعين ،
فإنّ هذا
القول يصحُّ
على زمان
الصحابة أهل
السبق والفضل
الذين لربما
كان عددهم يصل
بضع عشرات الآلاف،
لكنه قد لا
يصح على
زماننا (رغم
ضعف إيماننا
مقارنة
بالصحابة) ؛
وذلك أنّ عدد
المسلمين
اليوم أصبح
حوالي 1.85 مليار ([79]).
المبحث
الرابع: العلم
الفرع
الأول: إن من
يعطيهم الله
من علمه وحلمه
لا يعقل أن تبقى
صفة الأميّة
لاصقة بهم
وملازمة لهم.
(يقولُ اللهُ
– عزَّ وجلَّ –
للعلماءِ
يومَ
القيامةِ – إذا
قعد على
كرسيِّهِ
لفصلِ عبادِه :
إني لم أجعلْ
علمي وحلمي
فيكم إلا وأنا
أريدُ أنْ
أغفرَ لكم على
ما كان منكم ولا
أبالي.) ([80]).
(يقولُ
اللهُ ، عزَّ
وجلَّ ،
للعُلماءِ
يومَ القيامَةِ
إذا قعَد على
كُرسيِّهِ
لفصلِ عبادِه:
إنِّي لم
أجعَلْ عِلمي
وحِلمي فيكُم
إلَّا وأنا
أُريدُ أنْ
أغفرَ لكمْ
على ما كان
فيكُم ولا
أُبالي) ([81]).
(إن
الله قال
لعيسى ابن
مريم: إني
باعِثٌ مِن بعدِك
أمَّةٌ إن
أصابهم ما
يُحِبُّون
حَمِدوا وشَكروا
وإن أصابوا ما
يكرهون احتَسَبوا
وصَبَروا ، ولا
حِلمَ ولا
عِلمَ، قال:
يا ربِّ، كيف
هذا ولا حلمَ
ولا عِلمَ؟
قال: أعطيهم
مِن حِلمي
وعِلمي) ([82]).
إن
من يعطيهم
الله من علمه
وحلمه لا يعقل
أن تبقى صفة
الأميّة
لاصقة بهم
وملازمة لهم.
الفرع
الثاني: القرآن
الكريم يحضّ
على العلم
هنالك
العديد من
الآيات التي
تحضّ على العلم. أول آية
أنزلت: (اقْرَأْ
بِاسْمِ
رَبِّكَ
الَّذِي
خَلَقَ * خَلَقَ
الْإِنْسَانَ
مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ
وَرَبُّكَ
الْأَكْرَمُ * الَّذِي
عَلَّمَ
بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ
الْإِنْسَانَ
مَا لَمْ
يَعْلَمْ) (العلق 5-1). وكذلك
الآيات:
(يَا
أَيُّهَا
الَّذِينَ
آمَنُوا
إِذَا قِيلَ
لَكُمْ
تَفَسَّحُوا
فِي الْمَجَالِسِ
فَافْسَحُوا
يَفْسَحِ اللَّهُ
لَكُمْ
وَإِذَا
قِيلَ
انْشُزُوا
فَانْشُزُوا
يَرْفَعِ
اللَّهُ
الَّذِينَ
آمَنُوا
مِنْكُمْ
وَالَّذِينَ
أُوتُوا
الْعِلْمَ
دَرَجَاتٍ
وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ) (المجادلة
11).
)أَمْ
مَنْ هُوَ
قَانِتٌ
آنَاءَ
اللَّيْلِ سَاجِدًا
وَقَائِمًا
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ
وَيَرْجُو
رَحْمَةَ
رَبِّهِ قُلْ
هَلْ
يَسْتَوِي
الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ
لَا
يَعْلَمُونَ
إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ
أُولُو
الْأَلْبَابِ)
(الزمر 9) .
(وَمِنَ
النَّاسِ
وَالدَّوَابِّ
وَالْأَنْعَامِ
مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ
كَذَلِكَ
إِنَّمَا
يَخْشَى اللَّهَ
مِنْ
عِبَادِهِ
الْعُلَمَاءُ
إِنَّ
اللَّهَ
عَزِيزٌ
غَفُورٌ) (فاطر
28).
قَالَ
عَلِيّ بْن
أَبِي
طَلْحَة عَنْ
اِبْن عَبَّاس
فِي قَوْله
تَعَالَى : "
إِنَّمَا
يَخْشَى
اللَّه مِنْ
عِبَاده
الْعُلَمَاء
" قَالَ
الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ
أَنَّ اللَّه
عَلَى كُلّ شَيْء
قَدِير " .
وَقَالَ
اِبْن
لَهِيعَة
عَنْ اِبْن
أَبِي
عَمْرَة عَنْ
عِكْرِمَة
عَنْ اِبْن
عَبَّاس
قَالَ :
الْعَالِم
بِالرَّحْمَنِ
مِنْ عِبَاده
مَنْ لَمْ يُشْرِك
شَيْئًا
وَأَحَلَّ
حَلَاله
وَحَرَّمَ
حَرَامه
وَحَفِظَ
وَصِيَّته وَأَيْقَنَ
أَنَّهُ
مُلَاقِيه
وَمُحَاسَب
بِعَمَلِهِ
وَقَالَ
سَعِيد بْن جُبَيْر
الْخَشْيَة
هِيَ الَّتِي
تَحُول بَيْنك
وَبَيْن
مَعْصِيَة
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ وَقَالَ
الْحَسَن
الْبَصْرِيّ
الْعَالِم
مَنْ خَشِيَ
الرَّحْمَن
بِالْغَيْبِ
وَرَغِبَ
فِيمَا
رَغَّبَ اللَّه
فِيهِ
وَزَهِدَ
فِيمَا
سَخَّطَ
اللَّه فِيهِ
ثُمَّ تَلَا
الْحَسَن "
إِنَّمَا
يَخْشَى
اللَّه مِنْ
عِبَاده
الْعُلَمَاء
إِنَّ اللَّه
عَزِيز
غَفُور "
وَعَنْ اِبْن
مَسْعُود
رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ
أَنَّهُ
قَالَ :
لَيْسَ الْعِلْم
عَنْ كَثْرَة
الْحَدِيث
وَلَكِنَّ الْعِلْم
عَنْ كَثْرَة
الْخَشْيَة.
وَقَالَ
أَحْمَد بْن
صَالِح
الْمِصْرِيّ
عَنْ اِبْن
وَهْب عَنْ
مَالِك قَالَ
: إِنَّ
الْعِلْم
لَيْسَ
بِكَثْرَةِ
الرِّوَايَة
وَإِنَّمَا
الْعِلْم
نُور يَجْعَلهُ
اللَّه فِي
الْقَلْب .
قَالَ
أَحْمَد بْن
صَالِح
الْمِصْرِيّ
مَعْنَاهُ
أَنَّ
الْخَشْيَة
لَا تُدْرَك بِكَثْرَةِ
الرِّوَايَة
وَإِنَّمَا
الْعِلْم
الَّذِي
فَرَضَ
اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ أَنْ
يُتَّبَع
فَإِنَّمَا
هُوَ
الْكِتَاب
وَالسُّنَّة
وَمَا جَاءَ
عَنْ الصَّحَابَة
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُمْ وَمَنْ
بَعْدهمْ
مِنْ
أَئِمَّة
الْمُسْلِمِينَ
فَهَذَا لَا
يُدْرَك
إِلَّا بِالرِّوَايَةِ
وَيَكُون
تَأْوِيل
قَوْله : نُور
يُرِيد بِهِ
فَهْم
الْعِلْم
وَمَعْرِفَة
مَعَانِيه .
وَقَالَ
سُفْيَان
الثَّوْرِيّ
عَنْ أَبِي
حَيَّان
التَّيْمِيّ
عَنْ رَجُل
قَالَ : كَانَ
يُقَال
الْعُلَمَاء
ثَلَاثَة
عَالِم
بِاَللَّهِ
عَالِم
بِأَمْرِ
اللَّه وَعَالِم
بِاَللَّهِ
لَيْسَ
بِعَالِمٍ
بِأَمْرِ
اللَّه
وَعَالِم
بِأَمْرِ
اللَّه
لَيْسَ بِعَالِمٍ
بِاَللَّهِ ؛
فَالْعَالِمُ
بِاَللَّهِ
وَبِأَمْرِ
اللَّه
الَّذِي يَخْشَى
اللَّه
تَعَالَى
وَيَعْلَم
الْحُدُود
وَالْفَرَائِض
وَالْعَالِم بِاَللَّهِ
لَيْسَ
بِعَالِمٍ
بِأَمْرِ
اللَّه
الَّذِي
يَخْشَى
اللَّه وَلَا
يَعْلَم
الْحُدُود
وَالْفَرَائِض
وَالْعَالِم
بِأَمْرِ
اللَّه
لَيْسَ
بِعَالِمٍ
بِاَللَّهِ
الَّذِي
يَعْلَم
الْحُدُود وَالْفَرَائِض
وَلَا
يَخْشَى اللَّه
عَزَّ
وَجَلَّ
(تفسير ابن
كثير) .
وهنالك
العديد من
الأحاديث
التي تحضّ على
العلم: (من نفَّسَ
عن مؤمنٍ
كُربةً من
كُرَبِ
الدنيا،
نفَّسَ اللهُ
عنه كُربةً من
كُرَبِ يومِ القيامةِ
. ومن يسّرَ
على معسرٍ ،
يسّرَ اللهُ
عليه في الدنيا
والآخرةِ .
ومن سترَ
مسلمًا ، ستره
اللهُ في
الدنيا
والآخرةِ .
واللهُ في عونِ العبدِ
ما كان العبدُ
في عونِ أخيه . ومن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه
علمًا ، سهَّل
اللهُ له به
طريقًا إلى الجنةِ
. وما اجتمعَ
قومٌ في بيتِ
من بيوتِ
اللهِ ، يتلون
كتابَ اللهِ ،
ويتدارسونه
بينهم ، إلا
نزلتْ عليهم السكينةُ
، وغشيتْهم
الرحمةُ
وحفّتهم
الملائكةُ ،
وذكرَهم
اللهُ فيمن
عنده. ومن بطّأ
به عملُه ، لم
يسرعْ به
نسبُه . غيرَ
أن حديثَ أبي
أسامة ليس فيه
ذكرُ التيسيرِ
على المعسرِ
.) ([83]).
(ذُكرَ
لرسولِ
اللَّهِ
صلَّى
اللَّهُ
عليهِ وسلَّمَ
رجلانِ
أحدُهُما
عابدٌ
والآخرُ عالمٌ
، فقالَ عليهِ
أفضلُ
الصلاةِ
والسَّلامِ:
فضلُ العالمِ
علَى العابدِ
كفضلي علَى
أدناكُم ثمَّ
قالَ رسولُ
اللَّهِ
صلَّى
اللَّهُ
عليهِ
وسلَّمَ : إنَّ
اللَّهَ
وملائكتَهُ
وأهلَ
السَّماواتِ
والأرضِ
حتَّى
النَّملةَ في
جُحرِها ،
وحتَّى
الحوتَ ليصلُّونَ
علَى مُعلِّمِ
النَّاسِ
الخيرَ) ([84]).
(من
سلك طريقًا
يطلبُ فيه
علمًا ، سلك
اللهُ به
طريقًا من
طرقِ الجنةِ ،
وإنَّ
الملائكةَ
لتضعُ
أجنحتَها
رضًا لطالبِ العِلمِ
، وإنَّ
العالِمَ
ليستغفرُ له
من في
السماواتِ
ومن في الأرضِ
، والحيتانُ
في جوفِ
الماءِ ،
وإنَّ فضلَ
العالمِ على
العابدِ
كفضلِ القمرِ
ليلةَ البدرِ
على سائرِ
الكواكبِ ،
وإنَّ
العلماءَ
ورثةُ
الأنبياءِ ،
وإنَّ الأنبياءَ
لم
يُورِّثُوا
دينارًا ولا
درهمًا ، ورَّثُوا
العِلمَ فمن
أخذَه أخذ
بحظٍّ وافرٍ) ([85]).
العِلْمُ
نورٌ
للعُقولِ
وضِياءٌ
للحَضاراتِ،
وقد حَثَّ
الإسْلام
عَلى طَلبِ
العِلْم
النَّافِعِ
بِكُلِّ فُروعِه؛
لِمَا فيه من
إعْمارٍ للأَرْضِ
وإقامةِ
الدِّينِ
الحَقِّ على
الهُدى
والنُّورِ
والبَيِّناتِ،
وجَعَلَ
لِطُلابِ
العِلْمِ
ولِلعُلَماءِ
مَنزِلةً
رَفيعةً بين
النَّاسِ.
وفي
هذا الحديث
قِصَّةٌ،
حيثُ يقولُ
كُثَيرُ بْنُ قَيْس-
ويُقالُ:
قَيسُ بنُ
كَثيرٍ كما في
رِوايةِ
التِّرمذيِّ-:
«كُنْتُ جالِسًا
عند أبي
الدَّرْدَاءِ
في مَسْجِدِ
دِمَشقَ،
فأتاه
رَجُلٌ، فقال:
يا أبا
الدَّرْداءَ،
أتَيتُكَ من
المَدينةِ-
مَدينةِ
رَسولِ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ-؛
لِحديثٍ
بَلَغَني
أنَّكَ تُحدِّثُ
به عن
النَّبيِّ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ،
فقال أبو
الدَّرداءِ
رَضِي اللهُ
عنه: «فَما
جاءَ بِكَ
تِجارةٌ؟»،
قال
الرَّجُلُ:
«لا»، فقال أبو
الدَّرداءِ:
«ولا جاءَ
بِكَ غَيرُه؟»،
قال
الرَّجُلُ:
«لا»، وهذا
الاسْتِفْهامُ
للإيضَاحِ عن
سَببِ
المجيءِ،
وأنَّه لم
يَأتِ
لِطلَبِ
تِجارةٍ أو
عَرَضٍ من
أعراض
الدُّنيا،
وأنَّه ما جاء
به غيرُ طَلبِ
ذلك
الحَديثِ،
فقال أبو
الدَّرداءِ
رضِيَ اللهُ
عنه عِندَما
عَرَفَ
نِيَّةَ
الرَّجُلِ،
وأنَّ سَفرَه
إنَّما كان
لطَلَبِ
العِلْم:
«فَإنِّي سَمِعْتُ
رَسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ
يقول: «مَنْ
سَلَكَ
طَرِيقًا»،
ودَخَلَ فيه
أو مَشى،
«يَطلُب فيه
عِلْمًا»، أي:
يَطلُب فيه
عِلمًا نَافعًا
خَالصًا لله
تَعالى، «سلَك
اللهُ به طَريقًا
إلى
الجَنَّةِ»،
وذلك بالتَّوفيقِ
إلى عَملِ
الطَّاعاتِ
والخَيراتِ
في الدُّنيا،
أو إدْخالِه
الجَنَّةَ بلا
تَعبٍ في
الآخِرَةِ،
«وإنَّ
المَلائِكةَ
لَتضَعُ
أَجْنِحَتَها
رِضًا لِطالِبِ
العِلْمِ»،
وهذا
يَحتَمِلُ أن
يَكُون
مَعناه على
حَقيقَتِه،
أي: تَضعُ أجْنِحتَها
وإنْ لم
يُشَاهَد، فَتضَعُها
لتَكونَ
وِطاءً له إذا
مَشى، أو تَكفُّ
أجْنِحَتَها
عن
الطَّيرانِ
وَتنْزِلُ
لِسماعِ
العِلمِ.
قال:
«وإنَّ
العالِمَ
ليَستَغْفِرُ
له مَن في السَّمواتِ
ومَن في
الأَرضِ،
والحيتانُ في
جَوفِ
الماءِ»، أي:
تَطلُبُ له
المَغفِرةَ
من اللهِ إذا
لَحِقهُ
ذَنبٌ، أو
تَستَغْفِرُ
له مُجازاةً
على حُسنِ
صَنيعِهِ؛
وذلك لِعمُوم
نَفعِ
العِلمِ؛ فإنَّ
مَصالِحَ
كُلِّ شَيءٍ
وَمنافِعَه
مَنوطةٌ به.
ثم قال
مُبيِّنًا
فضْلَ
العالِمِ على
العابِدِ:
«وإِنَّ
فَضْلَ العالِمِ»،
وهو
المُشْتَغلُ
بالعِلمِ
النَّافِعِ
بأصولِهِ
وقَواعِدِه
الصَّحيحةِ،
«على
العابِدِ»،
وهو من غَلبَ
عَليهِ العِبادةُ
مع اطِّلاعِه
على العِلْمِ
الضَّروريِّ،
«كَفَضْلِ
القَمَرِ
ليلةَ
البَدرِ على
سائِرِ
الكَواكِبِ»؛
لأنَّه
يَعُمُّ
بِنورِه
الأرْضَ، على
عَكْسِ
الكَواكِب
التي لا تُنير
مع وجودِها في
الكَون، وفيه
تَنبيهٌ على أنَّ
كَمال
العِلمِ ليس
للعالِمِ من
ذَاتِه، بل
بما تَلقَّاه
عن النَّبيِّ
صلَّى اللهُ
عليه
وسلَّمَ،
كنورِ
القَمر؛
فإنَّه مُستفَادٌ
من نُورِ
الشَّمسِ،
«وإِنَّ العُلَماءَ
هم وَرَثةُ
الأنْبياءِ،
وإنَّ
الأنْبياءَ
لم يُورِّثوا
دِينارًا ولا
دِرهَمًا»؛
فليس من شَأنهم
تَوريثُ
المالِ،
«وَرَّثوا
العِلمَ؛
فَمنْ
أَخَذَه» أي:
بحقِّهِ،
وحافَظَ
عليه، وعَمِلَ
به،
وعلَّمَهُ
للنَّاسِ،
«أَخَذَ بِحظٍّ
وافِرٍ»، أي:
بَنَصيبٍ
تامٍ وكامِلٍ.
والعُلماءُ
مَنوطٌ بهم تَعليمُ
طُلابِ
العِلمِ؛
فَينبَغي
عليهم أن
يُراعوا
حُقوقَهم في
التَّعلُّم
والتَّعليمِ،
ونَقلِ
أمانةِ
العِلمِ إليهم،
وهذا
يَستَلزِمُ
من الطُّلابِ
إكْرامَ العُلماءِ
أيْضًا
وتَبجيلَهم.
وفي
الحديث:
الحَثُّ على
السَّعْيِ في
طَلبِ العِلمِ.
وفيه:
أنَّ اللهَ
سبحَانَه
جَعلَ
العُلماءَ
حامِلينَ
لِعلْم الأنْبياءِ،
لِتكتَمِلُ
المَسيرةُ
إلى أنْ يشاءَ
اللهُ رفْعَ
العِلمِ.
المبحث
الخامس: طول
الشهر القمري
وتحديد
بدايته
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
(وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ
مَنَازِلَ
حَتَّى
عَادَ كَالْعُرْجُونِ
الْقَدِيمِ) (يس : 39)
(وَالْقَمَرِ إِذَا
اتَّسَقَ) (الانشقاق : 18).
(هُوَ الَّذِي
جَعَلَ
الشَّمْسَ
ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا
وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا
عَدَدَ
السِّنِينَ وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ
اللَّهُ
ذَلِكَ إِلَّا
بِالْحَقِّ
يُفَصِّلُ
الْآيَاتِ لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ )
(يونس : 5).
الإسلام
أوجب علينا
العلم وكرّم
العلماء. فهل
قوله تعالى
(يُفَصِّلُ
الْآيَاتِ
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
مؤشرٌ ودليلٌ
على الأخذ
بالحساب في
إثبات رؤية
الهلال؟ وهل
هذا ما تشير
إليه الآيتان:
(لِتَعْلَمُوا
عَدَدَ
السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ)،
(وَقَدَّرَهُ
مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا
عَدَدَ
السِّنِينَ وَالْحِسَابَ).
(فَالِقُ الْإِصْبَاحِ
وَجَعَلَ
اللَّيْلَ
سَكَنًا
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ
تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )
(الأنعام : 96). "وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا
ذَلِكَ
تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ"
. إنّ
طول الشهر
القمري محدّد
بدقة، كما أنّ
دورته دقيقة " وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ
تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ
الْعَلِيمِ
" .
فهل تشير هذه
الآية إلى
جواز إثبات
رؤية الهلال
بواسطة العلم
والحساب؟!
(الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) (الرحمن : 5).
نحن نعتمد
الحساب في
تحديد مواقيت
الصلاة وذلك
أنّ الشَّمْسُ بِحُسْبَانٍ
: (وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا). فهل
يجوز إثبات
رؤية الهلال
بواسطة
الحساب علماً
أنّه
بِحُسْبَانٍ: (وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)
، (وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا).
Here's a quick comparison of the average length of different
types of lunar months. For this table, a "day" is defined as 86,400
seconds (=24 hours). Days, like lunar months, may be defined different ways.
Lunar Month |
Length in Days |
Anomalistic ([87]) |
27.554 |
Draconic ([88]) |
27.212 |
Sidereal ([89]) |
27.321 |
Synodic |
29.53059 |
Tropical
([90])
|
27.321 |
|
Figure 2
: The Moon & Earth
must move together for an extra 2.2 days to re-align with the Sun.( http://www.astronomy.ohio-state.edu/~pogge/Ast161/Unit2/phases.html#lunation) |
من
الملاحظ أنّ
أطوال أربعة
أشكال للأشهر
القمرية
(الجدول
السابق) قريب
جداً من عدد
المرات التي
وردت فيها
كلمة القمر في
القرءان
الكريم: لقد
وردت
كلمةُ القمر
في 27 موضعاً من
القرآن،
ومنها مرة
واحدة قمرا. وذكر
القمر كذلك
اسما لسورة
القمر.
طول
الشهر القمري: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) (الرحمن : 5)
(قَالَ
النَّبِيُّ
صَلَّى
اللَّهُ
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الشَّهْرُ
هَكَذَا
وَهَكَذَا
وَهَكَذَا يَعْنِي
ثَلَاثِينَ
ثُمَّ قَالَ وَهَكَذَا
وَهَكَذَا
وَهَكَذَا يَعْنِي
تِسْعًا
وَعِشْرِينَ
يَقُولُ مَرَّةً
ثَلَاثِينَ
وَمَرَّةً
تِسْعًا
وَعِشْرِينَ) ([91]). وهذا
يساوي ما يسمى
بـ (synodic
Lunar Month ).
This is the average period of the Moon's revolution with respect to the
line joining the Sun and Earth. The synodic month is the period of the Moon's phases
(منازل),
because the Moon's appearance depends on the position of the Moon with respect
to the Sun as seen from the Earth (Figure 2
above).
While the Moon is orbiting the Earth, the Earth is progressing in its
orbit around the Sun. After completing a sidereal month the Moon must move a
little further to reach the new position having the same angular distance from
the Sun, appearing to move with respect to the stars since the previous month.
This longer period (about 2.2 days longer) is called the synodic month
(meaning "pertaining to a synod, i.e., a meeting," in this case of
the Sun and the Moon). Instead of about 13.37 sidereal months in a year, there
are about 12.37 synodic months.
Since the Earth's orbit around the Sun is elliptical and not circular,
the angular rate of Earth's progression around the Sun varies during the year.
The angular velocity is faster nearer periapsis
and slower near apoapsis (Figure 3). The same is so for the Moon's orbit
around the Earth. Because of these variations in
angular velocity, the actual time between lunations may range from about 29.18 to about
29.93 days ([93]).
The long-term average duration is 29.530587981 days [2]
(29 d 12 h 44 min 2.8016 s). The synodic month is used to calculate eclipse
cycles.[3]
“In the present era the median (الوسيط) length of the lunar cycle is about 29d 12h 30m, the average (المتوسط) (MSM) is slightly more than 29d 12h 44m, the shortest lunations
are about 29d 6h 30m, and the longest are about 29d 20h. Thus the length of the
synodic month varies over a range spanning about 13h 30m. These variations were
greater in the past and will diminish in the future:
·
The longest
lunar cycles occur when Moon is moving slowest; near apogee
(= point Moon most distant from the Earth) and Earth is
moving fastest; near perihelion (= point Earth closest to the Sun).
·
The lunations are
shortest (shortest lunar cycles) when the Moon
moves fastest and the Earth is moving slowest. In that case the Moon is close to its perigee
(= point Moon closest to Earth), and the Earth close to its aphelion (= point
Earth most distant from the Sun).
·
The declining
mean Earth
orbital eccentricity tends to reduce the range of lunar cycle variations.
·
The average
lunar cycle; mean synodic month (MSM); has tiny long-term change compared to short-term
periodic variations.”
|
Figure 3: From angular momentum conservation, angular rate
is faster nearer periapsis and slower near apoapsis. |
========
For more details, one can refer to the following article
(which I am using in this part of the work):
The Length of the Lunar Cycle
Bookmark or cite this page as < http://www.sym454.org/lunar/
>
Analysis
by Dr. Irv Bromberg, University of Toronto, Canada
[Click here
to go back to the Symmetry454 / Kalendis home page]
Menu of Topics:
Celestial
Mechanics by Numerical Integration
Short-Term
Periodic Variations of the Lunar Cycle
A
Close Look at the Short-Term Periodic Variations of the Lunar Cycle
Fixed
Arithmetic Lunar Calendars
Constant
Interval New Moon Estimate
Periodic
Lunar Cycle Variations Relative to a Fixed Lunar Calendar
Which
Point in the Lunar Cycle has the Greatest Amount of Periodic Variations?
Lunar
Half-Cycles: Triple the Periodic Variations!
Periodic
Earth-Moon Distance Variations
Estimation
of Fixed Lunar Cycle Calendar Drift
Moment
to Lunation Number Conversion
Mean
Lunar Angular Motion (Mean Sidereal Month)
The
Rate of Change of the Mean Synodic Month
Is
There a Long-Term Effect of the Mean Earth Orbital Eccentricity?
The
Role of Earth Axial Tilt (Obliquity)
More
Things That Would be Nice To Do
=========
The Length of the Lunar Cycle ([95])
The notion
"lunar month" refers to a full orbit of the Moon with respect to some
fixed reference point. The so called lunation designates the timespan of a full
orbit of the Moon around the Earth with respect to the Sun. This is the time
from one new Moon to the next, which is called synodic period of the Moon. The synodic
period varies significantly; the mean length of
the lunation of 29 days, 12 hours and 44 minutes is taken as the synodic month.
The length of a lunation today can vary between 29 days, 6 hours, 32 minutes
and 29 days, 19 hours and 59 minutes. In former times the variation was
greater, in the future it will further decline. The reason is that the
eccentricity of Earth's orbit declines with time.
Today, lunations are usually longer from October to April than
during the other half of the year.
Figure 4:
The figure shows the length of 235 lunations starting with February 2001 BC. This
timespan equals a so called Metonic cycle of 19 years. After one Metonic cycle,
the same lunar phase repeats on the same day of the calendar. Red triangles mark
instances when a lunar month of 29 days repeats four times; green triangles those
instances when a lunar month of 30 days repeats five times. From this figure it
is obvious that such accumulations occur close to each other in time. The first
occurrence of four lunar months with 29 days in a row in this plot lasted from February
until May 1986 BC, followed by five lunar months with 30 days in a row from August
until December 1986 BC. Then again, from February until May 1985 BC, occurred four
lunar months with 29 days in a row.
The next chart takes a closer view at the periodic variations
by zooming into ±333 lunations relative to the J2000 epoch ([96]):
·
If
your eyes are telling you that the lunar cycle appears to spend more time
"above the zero line" than below it, rest assured that that is not an
illusion. As mentioned above, in the present era the median length
of the lunar cycle is about 29d 12h 30m but the average (MSM) is slightly more
than 29d 12h 44m, so indeed lunar cycles are more likely to be long than short.
·
There
is a strong periodic pattern that on this near-present-era chart repeats about
every 111 lunations (almost 9 years), but over the centuries the period slowly
varies, averaging about 8.85 years or 109.5 lunations. This period corresponds
to what Jean Meeus described as the time required for the lunar
orbital perigee (نقطة الحضيض -
للقمر -) to advance eastward 360° with respect to
the Earth orbital perihelion (الحضيض - للأرض -).
·
It is
now clear why the points are more densely clustered at about ±3 hours: peaks of
reduced height often occur in pairs.
Those
"lesser peaks" occur when the lunar conjunction is nearly midway
between perigee and apogee (أوج).
·
As
Earth's orbit becomes more circular (declining mean eccentricity), as is the
case for the present era and for many millennia into the future, the amplitude
of the tallest peaks will diminish and at the same time the amplitude of the
lesser peaks will progressively increase, until they all merge into a nearly
uniformly spread distribution when Earth's orbit becomes nearly circular.
·
This
explains why over the long-term the centiles near the median on the
trend chart above gradually moved outward towards the converging minimum
and maximum lines.
The
next chart takes an even closer view at the periodic variations by zooming into
±70 lunations relative to the J2000 epoch ([97]):
·
There
is a strong periodic pattern that repeats about every 14 lunations (about 412
days), which according
to Jean Meeus is due to the cyclic eastward
advance of the lunar orbital perigee.
·
It is
now clearly evident that series of several short lunations in a row alternate
with several long lunations in a row. This is due to Earth's eccentric orbit,
which causes several short lunations then several long lunations to occur in alternating
7-lunation series.
·
The
maximum positive peaks occur when Earth is near perihelion (moving fastest) and
the lunar conjunction is near apogee (Moon moving slowest).
·
The
maximum negative peaks occur when Earth is near aphelion (moving slowest) and
the lunar conjunction is near perigee (Moon moving fastest).
·
The
shortest positive peaks occur when Earth is near perihelion (moving fastest)
and the lunar conjunction is nearly midway between perigee and apogee (Moon
moving near average velocity).
·
The shortest
negative peaks occur when Earth is near aphelion (moving slowest) and the lunar
conjunction is nearly midway between perigee and apogee (Moon moving near
average velocity).
Fixed Arithmetic Islamic Lunar Calendar
Description |
Assumed
Lunar Cycle Length (exact days) |
Decimal Month (days) |
Time in excess |
Fixed Islamic calendar |
(30*6*59+11)/(30*12)
= 29+191/360 |
29.530556... |
12:44:00 |
Constant Interval New Moon Estimate ([98]):
“To evaluate the variations of the lunar cycle relative to a
fixed lunar calendar cycle, we will examine those variations relative to
estimated New Moon moments that are uniformly spaced at constant time intervals
of 29 days 12 hours 44 minutes and 2+7/8 seconds (atomic
time) per lunation, counting the lunations relative to zero near the J2000,0
epoch on Gregorian January 6, 2000 AD at 14:20:44 TT. (The actual lunar
conjunction was at 18:14:42 TT, according to SOLEX, but our estimate is
intended to relate to mean lunar conjunction moments.)
The choice of J2000.0 as the lunation epoch is arbitrary, but
is convenient because today most modern astronomical algorithms are calculated
relative to J2000.0, and because the use of a near-present-era epoch optimizes
the floating point arithmetic accuracy by maximizing the number of significant
digits to the right of the decimal point.
To compute the fixed day number of the New Moon estimate,
relative to J2000.0, in terms of Terrestrial Time (TT):
New Moon Estimate TT (Lunation) = Mean New Moon TT_J2000 +
MSM_TT_J2000 × Lunation + J2000
Where Lunation is the lunation number relative to zero
= January 6, 2000 AD, and the following are constants:
Mean New Moon TT_J2000 = 5 - 1/2 + 14/24
+ 20/1440 + 44/86400 = 5.097732
(The 1/2 day is only deducted so that
the time components can refer to midnight instead of noon.)
When this value is added to J2000 as above it represents the
epoch mean lunar conjunction moment on January 6, 2000 at 14:20:44 TT.
MSM_TT_J2000 = 29 + 12/24 + 44/1440
+ (2+7/8) / 86400 = 29.5305888
This is the approximate MSM at J2000.0, but it doesn't need
to be exact for our purposes because any error will be cancelled out later.
Fractional Lunation values of 0, 0.25, 0.5, and 0.75
refer to the Mean New Moon, Mean 1st Quarter, Mean Full Moon, and Mean 3rd
Quarter, respectively.”
The Mean New Moon Moment ([99]):
“The polynomial above can be used to define an accurate
function returning the Mean New Moon Moment in Terrestrial Time:
NewMoonAdjustTT( L ) = 3.5962433E-22 L4
– 7.799103E-17 L3 + 1.005115E-10 L2 + 2.867010E-08
L + 8.945687E-05
MeanNewMoonTT( L ) = NewMoonEstimate( L
) + NewMoonAdjustTT( L )
where L is the lunation number relative to J2000 (as
above, fractional L values of 0, 0.25, 0.5, and 0.75 refer to the Mean
New Moon, Mean 1st Quarter, Mean Full Moon, and Mean 3rd Quarter,
respectively). There may be a performance and numerical stability advantage in
rearranging the NewMoonAdjustTT polynomial, into monomial form (أحادية
حدود)
according to Horner's Rule, if the programming language will allow it, by
factoring out the powers of the lunation number, L, replacing
exponentiation with nested multiplication:
NewMoonAdjustTT( L ) = { [ (3.5962433E-22 L
– 7.799103E-17) L + 1.005115E-10] L + 2.867010E-08} L +
8.945687E-05
This polynomial and the others presented on here
are valid over the range of lunation number: -100500 to 123500.
To convert the TT New Moon moment to UT for use with a
calendar, simply subtract Delta T:
MeanNewMoonUT( L ) = ThisMeanNewMoon – DeltaT(
ThisMeanNewMoon )
Where ThisMeanNewMoon = MeanNewMoonTT( L
)
Optionally one can convert the UT New Moon moment to any desired
time zone or reference meridian (خط
الطول)
by adding the offset as the appropriate fraction of a day relative to the Prime
Meridian (Line of zero
degrees longitude. Sometimes called the Greenwich
Meridian or the International Meridian, Earth's prime meridian
crosses the original site of the Royal Observatory in Greenwich, England).
The MeanNewMoonTT function generates accurate mean
lunar conjunction moments across the full range of lunations evaluated in this
study. It is quite apparent that over many epochs the heights of the Earliest
and Latest extreme peaks gradually converge toward intermediate heights
(due to declining Earth orbital eccentricity).”
Terrestrial
Time (TT)
Uniform time base running at the same rate as International
Atomic Time at the Prime Meridian (longitude 0°) on the surface of the rotating
geoid (surface of Earth, at sea level). Astronomical calculations are typically
carried out in terms of TT in order to avoid uncertainties due to irregular,
periodic and long-term variations of the Earth rotation rate.
Universal
Time (UT)
Mean Solar Time at the Prime Meridian, running at a rate such
that each mean solar day has exactly 86400 mean solar seconds.
Delta T =
ΔT
ΔT = TT – UT, UT = TT – ΔT, and (approximately, but
adequate for the next 10000 years) TT = UT + ΔT.
Typically, astronomical calculations are carried out in terms
of TT, then converted to UT by subtracting ΔT.
In order for Delta T to work optimally for the purposes
suggested herein, its approximation should be a continuous function of the time
elapsed relative to J2000.0, without any annual or monthly stepwise
granularity. Suitable expressions (published January 2007) can be found at the
NASA Eclipses web site at < http://eclipse.gsfc.nasa.gov/SEhelp/deltatpoly2004.html
>, except that to avoid monthly granularity in the Delta T approximation use
the following expression when calculating y (the fractional year number):
y = 2000 + ( TTmoment – J2000.0 ) / MARY
where TTmoment is the Terrestrial Time moment and J2000.0 is
as defined below, both in terms of the number of days and fraction of a day
elapsed relative to a specified ordinal day numbering epoch, and MARY (Mean
Atomic Revolution Year) = 365+31/128 atomic days, as explained on "The
Lengths of the Seasons" at < http://www.sym454.org/seasons/
>. Over the entire range from 500 BC to 2050 AD, this modification never
causes more than 4/5 second of difference compared to the unmodified arithmetic
of the NASA algorithm.
The studies documented herein were carried out before NASA
published the new Delta T approximation.
Click here for Delta T comparison charts of Dershowitz &
Reingold (used herein) vs. Meeus Espenak (new at NASA) 42KB.
Click below to access Robert Harry van Gent's web page explaining
Delta T and the history of Delta T approximations:
< http://www.staff.science.uu.nl/~gent0113/deltat/deltat.htm
>.
January 1, 2000 AD at Noon, Terrestrial Time = Julian Day
2451545.0 = Rata Die 730120.5 (days since Gregorian epoch).
Path of Earth's orbit around Sun, projected onto the celestial
sphere.
The angle between the Earth's equator and the ecliptic, or
the angle between Earth's axis of rotation and a line perpendicular to the
ecliptic.
Lunar Conjunction = New Moon = Dark Moon
Moment when the celestial longitudes of Moon and of Sun are
equal when projected onto the ecliptic. It is only rarely that at a lunar
conjunction the centers of Sun, Moon, and Earth, in that order, are aligned in
a straight line. Such an alignment only occurs during the maximum of a total
solar eclipse at the moment that the center of the lunar umbra (darkest part of
the lunar shadow) crosses the terrestrial latitude that is equal to the solar
declination. The lunar orbital plane is tilted about 5° 9' relative to the
ecliptic (mean value), therefore most of the time the lunar latitude is either
north or south of the ecliptic. If the lunar latitude is >32 arcminutes (32'
= the solar angular diameter ≈ lunar angular diameter) north or south of
the ecliptic at the moment of a lunar conjunction then Moon passes north or
south of Sun, respectively, without any solar eclipse. Nevertheless, one could
properly describe the lunar conjunction as the moment when the centers of Sun,
Moon, and Earth, in that order, are all in the plane that is perpendicular to
the plane of Earth's orbit (the ecliptic plane).
Mean Lunar Conjunction
Average lunar conjunction moment, assuming that Moon's orbit
is a circle with Earth at its center, and that Earth's orbit is a circle with
Sun at its center.
Length of the Lunar Cycle = (Duration of the) Lunation = Synodic Month
= Lunar Month
Time elapsed from one lunar conjunction until the next.
Mean Lunar Cycle = Mean Synodic Month (MSM)
Average time elapsed from one mean lunar conjunction until
the next. Its long-term variations will be examined herein.
Lunation Number
A count of lunar months before or after a specified epoch.
There are approximately 12368 lunations per millennium.
The study presented here counts mean lunations relative to
the mean lunar conjunction nearest to J2000.0, which was on January 6th, 2000
AD, taken as lunation number zero.
Lunations prior to that epoch are negative, and lunations
after that epoch are positive lunation numbers.
Fractional values of 0, 0.25, 0.5, and 0.75 refer to the Mean
New Moon, Mean 1st Quarter, Mean Full Moon, and Mean 3rd Quarter, respectively.
Add 71233 to convert J2000 lunation numbers to traditional
Hebrew calendar lunation numbers (count of months elapsed since the Hebrew calendar
epoch), such as are used to calculate the traditional molad.
Add 24724 to convert J2000 lunation numbers to nth-new-moon
lunation numbers, as used in the algorithms of the book Calendrical
Calculations, by Reingold & Dershowitz.
Add 953 to convert J2000 lunation numbers to Brown lunation
numbers, for example as quoted by the Royal Astronomical Society of Canada
(RASC) in their annual Observer's Handbook, which are relative to January 1923
AD, based on the series described by Ernest W. Brown in Planetary Theory
(1933).
Add 17038 to convert J2000 lunation numbers to the Islamic
lunation number since the epoch of the Observational Islamic calendar. This
conversion is approximate, because the J2000 lunation number refers to the mean
lunar conjunction at the Prime Meridian whereas the Islamic lunation number
refers to the first visible new lunar crescent, whose timing is always later
and also varies from locale to locale.
Add 37105 to convert J2000 lunation numbers to Goldstine
lunation numbers, as used by Herman Goldstine in his 1973 book New and Full
Moons 1001 B. C. to A. D. 1651.
Apogee is the point in Moon's elliptical orbit where it is
furthest from Earth.
Perigee is the point in Moon's elliptical orbit where it is
closest to Earth.
Both points advance eastward (with some oscillations) around
Earth (in the same direction as Moon revolves), completing a full cycle with
respect to Sun in an average of about 411.8 days or almost 14 lunar months. One
complete revolution of perigee relative to the northward equinox of date takes
an average of 3231.50 days or about 8.85 tropical years, or relative to the
stars an average of 3232.61 days (sidereal period). NASA has posted a picture
showing the apparent lunar diameter at apogee and perigee, see: < http://antwrp.gsfc.nasa.gov/apod/ap071025.html
>.
Aphelion is the point in Earth's elliptical orbit where it is
furthest from Sun, currently near July 3rd.
Perihelion is the point in Earth's elliptical orbit where it
is closest to Sun, currently near January 3rd.
Both points advance through the entire calendar year,
completing a full cycle in about 21000 years (faster as orbital eccentricity
declines).
The season that contains aphelion is longer because Earth
moves slower near aphelion. When aphelion is near an equinox or solstice, the
two adjacent seasons are both relatively long.
The season that contains perihelion is shorter because Earth
moves faster near perihelion. When perihelion is near an equinox or solstice,
the two adjacent seasons are both relatively short.
NASA has posted a picture showing the apparent solar diameter
at perihelion and aphelion, see: < http://antwrp.gsfc.nasa.gov/apod/ap070709.html
>.
Matching synodic and anomalistic months
([100])
When tracking by counting
cycles of 14 synodic months (SM), a correction of 1 synodic month should take place
after 18 cycles:
18×FC = 251×SM = 269×AM,
not:
18×14 = 252×SM
The equality of 269
anomalistic months (AM) to 251 synodic months was already known to Chaldean astronomers
(see Kidinnu).
A good longer period spans 55 cycles or rather 767 synodic months, which is not
only very close to an integer number of synodic and anomalistic months, but also
when estimated in synodic months is close to an integer number of days (1
day=24 hours) and an integer number of years (1 year=
365.2425 days):
767×SM = 822×AM = 22650
days = 55×FC + 2 days = 62 years + 4 days
There are 13.944335
synodic months in a full moon cycle (FC), the 251-month cycle approximates
the full moon cycle to 13.944444 synodic months and the 767-month cycle approximates
the full moon cycle to 13.9454545 synodic months.
وصدق
الله العظيم
القائل:
(الشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) (الرحمن
: 5). (هُوَ
الَّذِي
جَعَلَ
الشَّمْسَ
ضِيَاءً
وَالْقَمَرَ نُورًا
وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا
عَدَدَ
السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ
اللَّهُ ذَلِكَ
إِلَّا
بِالْحَقِّ
يُفَصِّلُ الْآيَاتِ
لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ
) (يونس : 5). (فَالِقُ
الْإِصْبَاحِ
وَجَعَلَ
اللَّيْلَ
سَكَنًا
وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ
تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ
الْعَلِيمِ
) (الأنعام : 96).
The length of a lunation is about 29.53
days. Its precise duration is linked to many phenomena in nature, such as the
variation between spring and neap tides (the
most and least profound tidal variances respectively). An approximate formula
to compute the mean moments of new moon (conjunction
between Sun and Moon) for successive months is:
To obtain this moment expressed in Universal Time (UT, world clock time),
add the result of following approximate correction to the result d
obtained above:
Periodic perturbations change the time
of true conjunction from these mean values. For all new moons between 1601 and
2401, the maximum difference is 0.592 days = 14h13m in either direction. The
duration of a lunation (i.e. the time from new moon to the next new
moon) varies in this period between 29.272 and 29.833 days, i.e. −0.259d
= 6h12m shorter, or +0.302d = 7h15m longer than average.[4][5] This range is smaller than the
difference between mean and true conjunction, because during one lunation the
periodic terms cannot all change to their maximum opposite value.
See the article on the full moon cycle for a fairly simple method
to compute the moment of new moon more accurately.
The long-term error of the formula is
approximately: 1 cy2 seconds in TT, and 11 cy2 seconds in
UT (cy is centuries since 2000).
Lunation Number ([103]),
([104]):
The Lunation Number or Lunation
Cycle is a number given to each lunation beginning from a certain one in history.
Several conventions are in use.[14]
The most commonly used is the Brown Lunation
Number (BLN), which defines lunation 1 as beginning at the first new moon of 1923,
the year when Ernest William Brown's
lunar theory was introduced in the major national
astronomical almanacs. Lunation 1 occurred at approximately 02:41 UTC,
January 17, 1923. New moons occur on Julian Dates
With the given uncertainty due to
varying torques from the sun.
Another increasingly popular lunation number
(simply called the Lunation Number), introduced by Jean Meeus, defines lunation 0 as beginning on
the first new moon of 2000 (this occurred at approximately 18:14 UTC,
January 6, 2000). The formula relating this Lunation Number with the Brown Lunation
Number is: BLN = LN + 953.
The Goldstine Lunation Number refers to the
lunation numbering used by Herman Goldstine in his 1973 book New and Full
Moons: 1001 B.C. to A.D. 1651, with lunation 0 beginning on January 11, 1001
BC, and can be calculated using GLN = LN + 37105.
The lunation number (n =
The following table gives the dates and
times (in UT) for new moons in 2001-2004 computed using Scientific
Astronomer.
Lunation |
2001
Date (UT) |
Lunation |
2002
Date (UT) |
Lunation |
2003
Date (UT) |
Lunation |
2003
Date (UT) |
966 |
2001-01-24
13:07 |
978 |
2002-01-13
13:29 |
990 |
2003-01-02
20:23 |
1003 |
2004-01-21
21:06 |
967 |
2001-02-23
08:21 |
979 |
2002-02-12
07:42 |
991 |
2003-02-01
10:48 |
1004 |
2004-02-20
09:19 |
968 |
2001-03-25
01:23 |
980 |
2002-03-14
02:04 |
992 |
2003-03-03
02:36 |
1005 |
2004-03-20
22:41 |
969 |
2001-04-23
15:28 |
981 |
2002-04-12
19:22 |
993 |
2003-04-01
19:19 |
1006 |
2004-04-19
13:21 |
970 |
2001-05-23
02:47 |
982 |
2002-05-12
10:45 |
994 |
2003-05-01
12:14 |
1007 |
2004-05-19
04:52 |
971 |
2001-06-21
11:58 |
983 |
2002-06-10
23:47 |
995 |
2003-05-31
04:18 |
1008 |
2004-06-17
20:27 |
972 |
2001-07-20
19:45 |
984 |
2002-07-10
10:27 |
996 |
2003-06-29
18:38 |
1009 |
2004-07-17
11:23 |
973 |
2001-08-19
02:55 |
985 |
2002-08-08
19:15 |
997 |
2003-07-29
06:53 |
1010 |
2004-08-16
01:23 |
974 |
2001-09-17
10:27 |
986 |
2002-09-07
03:09 |
998 |
2003-08-27
17:26 |
1011 |
2004-09-14
14:30 |
975 |
2001-10-16
19:23 |
987 |
2002-10-06
11:17 |
999 |
2003-09-26
03:09 |
1012 |
2004-10-14
02:50 |
976 |
2001-11-15
06:40 |
988 |
2002-11-04
20:36 |
1000 |
2003-10-25
12:51 |
1013 |
2004-11-12
14:27 |
977 |
2001-12-14
20:48 |
989 |
2002-12-04
07:36 |
1001 |
2003-11-23
23:00 |
1014 |
2004-12-12
01:28 |
|
|
|
|
1002 |
2003-12-23
09:44 |
|
|
Solar eclipses occur only at New Moons.
An Islamic calendar:
An attempt to unify Muslims on a
scientifically calculated worldwide calendar was adopted by both the Fiqh Council of North America and the European Council for Fatwa and
Research in 2007. The new calculation requires that conjunction (الإقتران) must occur before sunset in Mecca, Saudi
Arabia, and that, in the same evening, moonset must take place after sunset. These can be precisely
calculated and therefore a unified calendar is imminent if it becomes adopted
worldwide.[17][18] |
تم تبني
محاولة
لتوحيد
المسلمين
على تقويم
عالمي محسوب
علمياً
بواسطة كل من المجمع
الفقهي
لأمريكا
الشمالية
والمجلس
الأوروبي
للفتوى
والأبحاث
عام 2007. تتطلب
الحسابات
الجديدة أن
يكون الإقتران
قبل غروب
الشمس في مكة
، المملكة
العربية السعودية.
وأنه في نفس
المساء، يجب
أن يحدث مغيب القمر
بعد غروب
الشمس. يمكن
حساب هذه
النتائج
بدقة ، وبالتالي
فإن التقويم
الموحد أصبح
وشيكًا إذا
تم تبنيه في
جميع أنحاء
العالم. |
سؤال: هل
يستحسن الأخذ
بهذا التقويم أو
لربما هل يلزم
الأخذ به؟
إنَّا
أمَّةٌ
أمِّيَّةٌ لا
نَكتُبُ ولا
نحسِبُ الشَّهرُ
هَكذا وَهكذا
وَهكذا وخنسَ
سليمانُ
أصبعَهُ في
الثَّالثةِ
يعني تسعًا
وعِشرينَ
وثلاثينَ
(الشهر هكذا
وهكذا وهكذا .
يعني ثلاثين ،
ثم قال : وهكذا
وهكذا وهكذا .
يعني تسعا
وعشرين، يقول :
مرة ثلاثين ،
ومرة تسعا
وعشرين . ) ([105]).
The average length of the synodic month is 29.530589
days. This requires the length of a month to be
alternately 29 and 30 days (termed respectively hollow and full).
The distribution of hollow and full months can be determined using continued fractions, and examining successive
approximations for the length of the month in terms of fractions of a day. (http://en.wikipedia.org/wiki/Lunar_calendar).
(الشهرُ
هكذا وهكذا . وخَنَسَ
الإبْهَامَ
في
الثالِثَةِ) ([106]).
يَحكي
عبدُ الله بنُ
عمرَ رضي الله
عنهما أنَّ
الشَّهر هكذا
وهكذا، أشارَ
بيديه
الكريمتينِ
ناشرًا
أصابعَه
مرَّتينِ؛
فهذه عشرونَ،
وخنَس
الإبهامَ، أي:
قبَض أُصبُعَه
الإبهامَ
ونشَر
بقيَّةَ أصابعِه
في المرَّةِ
الثَّالثةِ،
فهي تسعةٌ،
والجملة
تسعةٌ وعشرون
يومًا.
وحاصلُه:
أنَّ
الاعتبارَ
بالهلال؛ فقد
يكونُ تامًّا
ثلاثين، وقد
يكونُ ناقصًا تسعًا
وعشرين، وقد
لا يُرَى
الهلالُ، فيجبُ
إكمالُ
العددِ
ثلاثين،
قالوا: وقد
يقعُ النَّقصُ
متواليًا في
شهرينِ وثلاثةٍ
وأربعةٍ، ولا
يقَعُ في أكثرَ
مِن أربعةٍ. وهذا ما
تمت الإشارة
إليه في الشكل
4) (figure.
(الشَّهرُ
هَكذا ،
وَهكذا ،
وَهكذا
وصفَّقَ
محمَّدُ بنُ
عبيدٍ روايه
بيديْهِ
ينعتُها
ثلاثًا ثمَّ
قبضَ في
الثَّالثةِ
الإبْهامَ في
اليسرى) ([107]).
(
الشَّهرُ
هكذا وهكذا
وهكذا يعني
تسعةً
وعشرينَ) ([108]).
(عنِ
النَّبيِّ
صلَّى
اللَّهُ
عليْهِ وسلَّمَ
أنَّهُ ضربَ
بيدِهِ على
الأخرى وقالَ
الشَّهرُ
هَكذا ،
وَهكذا ،
وَهكذا ونقصَ
في
الثَّالثةِ
إصبعًا) ([109]).
(الشهرُ
تسعٌ وعشرونَ
يومًا) ([110]).
(إنَّا
أمَّةٌ
أمِّيَّةٌ لا
نَكتُبُ ولا
نحسِبُ الشَّهرُ
هَكذا وَهكذا
وَهكذا وخنسَ
سليمانُ
أصبعَهُ في
الثَّالثةِ
يعني تسعًا
وعِشرينَ
وثلاثينَ) ([111]).
إنَّا
أمَّةٌ
أمِّيَّةٌ لا
نَكتُبُ ولا
نحسِبُ في
حينها، وليس
مراد الحديث
أنّ الأمية صفة
لازمة لنا. فحالة
عدم الكتابة
وعدم الحساب
كانت عارضة،
وقد تخلصت منها الأمة
وبرعت في شتى
جوانب العلوم. وما ذلك
إلا استجابة
لأمر الله في
وجوب التعلم؛
ومنه لتعلموا
عدد السنين
والحساب: (هُوَ
الَّذِي
جَعَلَ
الشَّمْسَ
ضِيَاءً وَالْقَمَرَ
نُورًا
وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ
لِتَعْلَمُوا
عَدَدَ
السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ
اللَّهُ ذَلِكَ
إِلَّا
بِالْحَقِّ
يُفَصِّلُ
الْآيَاتِ
لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ) (يونس 5).
يُخْبِر
تَعَالَى
عَمَّا خَلَقَ
مِنْ
الْآيَات
الدَّالَّة
عَلَى كَمَالِ
قُدْرَته
وَعَظِيم
سُلْطَانه
أَنَّهُ جَعَلَ
الشُّعَاع
الصَّادِر
عَنْ جِرْم الشَّمْس
ضِيَاء
وَجَعَلَ
شُعَاع الْقَمَر
نُورًا هَذَا
فَنّ وَهَذَا
فَنّ آخَر
فَفَاوَتَ
بَيْنهمَا
لِئَلَّا
يَشْتَبِهَا
وَجَعَلَ
سُلْطَان الشَّمْس
بِالنَّهَارِ
وَسُلْطَان
الْقَمَر
بِاللَّيْلِ
وَقَدَّرَ
الْقَمَر
مَنَازِل فَأَوَّل
مَا يَبْدُو
صَغِيرًا
ثُمَّ يَتَزَايَد
نُوره
وَجِرْمه
حَتَّى يَسْتَوْسِق
وَيَكْمُل
إِبْدَاره ثُمَّ
يَشْرَع فِي
النَّقْص
حَتَّى
يَرْجِع إِلَى
حَالَته
الْأُولَى
فِي تَمَام
شَهْر
كَقَوْلِهِ
تَعَالَى "
وَالْقَمَر
قَدَّرْنَاهُ
مَنَازِل
حَتَّى عَادَ
كَالْعُرْجُونِ
الْقَدِيم
لَا الشَّمْس
يَنْبَغِي
لَهَا أَنْ
تُدْرِك
الْقَمَر وَلَا
اللَّيْل
سَابِق
النَّهَار
وَكُلّ فِي
فَلَك
يَسْبَحُونَ
" وَقَوْله تَعَالَى
" وَالشَّمْس
وَالْقَمَر
حُسْبَانًا "
الْآيَة
وَقَوْله فِي
هَذِهِ
الْآيَة
الْكَرِيمَة
"
وَقَدَّرَهُ
" أَيْ
الْقَمَر "
مَنَازِل
لِتَعْلَمُوا
عَدَد
السِّنِينَ
وَالْحِسَاب
" فَبِالشَّمْسِ
تُعْرَف
الْأَيَّام وَبِسَيْرِ
الْقَمَر
تُعْرَف
الشُّهُور
وَالْأَعْوَام
" مَا خَلَقَ
اللَّه ذَلِكَ
إِلَّا
بِالْحَقِّ "
أَيْ لَمْ
يَخْلُقهُ
عَبَثًا بَلْ
لَهُ حِكْمَة
عَظِيمَة فِي
ذَلِكَ
وَحُجَّة
بَالِغَة
كَقَوْلِهِ
تَعَالَى "
وَمَا
خَلَقْنَا
السَّمَاء
وَالْأَرْض
وَمَا
بَيْنهمَا بَاطِلًا
ذَلِكَ ظَنّ
الَّذِينَ
كَفَرُوا فَوَيْل
لِلَّذِينَ
كَفَرُوا
مِنْ النَّار
" وَقَالَ
تَعَالَى "
أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّمَا
خَلَقْنَاكُمْ
عَبَثًا وَأَنَّكُمْ
إِلَيْنَا
لَا
تُرْجَعُونَ
فَتَعَالَى
اللَّه
الْمَلِك
الْحَقّ لَا
إِلَه إِلَّا
هُوَ رَبّ
الْعَرْش
الْكَرِيم "
وَقَوْله "
نُفَصِّل
الْآيَات "
أَيْ
نُبَيِّن
الْحُجَج
وَالْأَدِلَّة
" لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ"
(تفسير ابن
كثير)
المناقشة
في ضوء
المباحث
السابقة
لقد
قدّمنا في
المباحث السابقة
أحاديث
في مواضيع
مختلفة وأنقل
هنا ما توصلنا
إليه
(إنْ
كانَ في شَيءٍ
مِن أدويتِكم
شِفاءٌ ، ففي شَرطةِ مِحجَمٍ ، أو
لَذعةٍ
بنارٍ). قلنا الحديث يخصّص:
(إن كانَ
في شيءٍ من أدويتِكُم
(أنتم)) وليس
في عامّة
أصناف الدواء
التي تكتشف أو
تصنّع على مرّ
الزمان.
فالأدوية
كثيرة بدليل: (
ما أنزلَ
اللَّهُ داءً
إلَّا أنزلَ
لهُ دواءً،
عَلِمَه مَن
عَلِمَه،
وجَهِلَه مَن
جَهِلَه). وأشرنا
للحديث: (ما أنزلَ
اللَّهُ داءً
إلَّا أنزلَ
لهُ دواءً فعليكم
بألبانِ
البقرِ
فإنَّها
تَرُمُّ من كلِّ
الشَّجرِ). وقلنا
أنّ هذا الأكل
من كل الشجر
عاملٌ هام يجعل
من حليب البقر
مادة دوائية. وقلنا يتمُّ
التداوي أو
يحصلُ
الشفاء بألبان
(حليب) الإبل
لعوامل ذكر
الحديث
عاملين منها: الأول
أنّها ترعى؛
بدليل (ألا
تَخرجون مع
راعِينا؟) ، وأمّا
الثاني فلأنّها
ألبان وأبوال
الإبل؛ بدليل
(فتُصيبون من
أبوالِها
وألبانِها).
والشاهد من
الحديث: (ألا
تَخرجون مع
راعِينا في
إبلِه
فتُصيبون من
أبوالِها
وألبانِها ؟). وقلنا
أنّ علة
الشفاء (في
العسل) متعلقة
في أمور أشارت
الآية لإثنين
منها؛ وهما:
أن يأكلَ النّحلُ
من كُلِّ
الثَّمَرَاتِ،
والأمر الثاني
خروجُ شرابُ
العسلِ من
بطون النّحل:
(ثُمَّ كُلِي
مِنْ كُلِّ
الثَّمَرَاتِ
يَخْرُجُ
مِنْ
بُطُونِهَا شَرَابٌ
مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ
فِيهِ شِفَاءٌ
لِلنَّاسِ).
الحيث: "
أَلَا إِنَّ
الْقُوَّة
الرَّمْي
أَلَا إِنَّ
الْقُوَّة
الرَّمْي ":
تمت الإشارة
إلى أنّ الرَّمْي
في العهد
النبوي كان
بالسهام
(النبل) والرماح. وأما
الرَّمْي
الآن فقد يكون
بالصواريخ
الذكية، وقد يكون
بالصواريخ
العابرة للقارات،
وقد يكون
بأسلحة دمار
شامل.
وأما في
عصرنا
الحالي،
فالخيل ليست
من مستلزمات
الإعداد لجهاد
الأعداء.
والآن
سنستخدم هذه
التقدمة في
المحاولة
لفهم الحديث
الشريف : (إنَّا
أمَّةٌ
أمِّيَّةٌ لا
نَكتُبُ ولا نحسِبُ
الشَّهرُ
هَكذا وَهكذا وَهكذا
وخنسَ
سليمانُ
أصبعَهُ في
الثَّالثةِ
يعني تسعًا
وعِشرينَ
وثلاثينَ). إذا ما
استخدمنا نفس المنطق
والحجة ، نقول
أنّ عدم
الحساب عائد
إلى الحالة
المؤقتة التي
كانت عليها
الأمة في
العصر الأول
من الأمية
وعدم معرفة
الحسابات
الفلكية. وأما
الآن فقد
انتهت الأميّة
وتعيش
البشرية
عصراً زاهراً
يتميز بالتطور
العلمي
وإنجاز أعقد
العمليات الحسابية
والعددية
باستخدام
برمجيات وحواسيب
فائقة.
لقد تطورت
الرؤية
العلمية وتوسعت
لدرجة يمكن
معها
الإطمئنان
إلى الحساب
الفلكي
واعتماده في
إثبات بداية
الشهور
العربية كما
الحال في اعتمادنا
الحساب
لتحديد
مواقيت
الصلاة، بل
لربما كما
يتوجب اعتماد
الحساب
لتقسيم
الميراث.
في
الحديث
الشريف: (صومُوا
لرؤيتِه
وأفطِرُوا
لرؤيتهِ) تتعدّد
معاني كلمة الرؤية
كما مرّ سابقا
في مبحثي
معاني الرؤية في
اللغة وفي
آيات القرآن
الكريم.
وإن جميع
حقول المعرفة
تُدرسُ من
خلال مسارين
اثنين: مسار
الدراسة النظرية
(theoretical) التي
تعتمد النمذجة
والحساب،
وكذلك من خلال
المسار العملي
(experimental)
الذي يعتمد
التجربة والمشاهدة.
يمكننا
اعتماد
الحساب بناءً على
المعاني
الكثيرة
لكلمة الرؤية
والتي من
معانيها
العلم أو
الرؤية العلمية. وكذلك
هنالك رؤية في
نطاق الأشعة
غير البصرية
(المرئية
بالعين المجردة).
الطيف
الكهرومغناطيسي
إنّ من
بعض معاني
الرؤية
المشاهدة أو
الرصد (observation)
وقد يكون على
الطيف
الكهرومغناطيسي
بأكمله، وهذا
أوسع نطاقاً
من الإبصار
الذي يكون فقط
على نطاق
الطيف البصري
(Optical or visible spectrum)
(الشكل 5 figure ). ويقول
تعالى: )فَلَا
أُقْسِمُ
بِمَا
تُبْصِرُونَ *
وَمَا لَا
تُبْصِرُونَ *
إِنَّهُ
لَقَوْلُ
رَسُولٍ كَرِيمٍ )
(الحاقة 40-38). وعليه
ففي الحديث
الشريف: (صومُوا
لرؤيتِه وأفطِرُوا
لرؤيتهِ) تتعدّد
معاني كلمة
الرؤية
لتتجاوز رؤية العين
المجرّدة.
العديد
من الحيوانات
تصطاد في الليل
؛ وترى
فريستها على
نطاق الأشعة
تحت الحمراء (infrared). ونعلم
كذلك أنّ
الطائرات
المقاتلة
مزودة بأجهزة
تمكن الطاقم
من رؤية
الأهداف على
نطاق الأشعة
تحت الحمراء،
وبالتالي
إلحاق أضرار بالأهداف. ومن
المؤكد حرص
الدول
والجيوش على
حيازة هذه
التقنيات . وقياساً
عليه لا بدّ
من الحرص في
تحري أهلة
رمضان وشوال
وذي الحجة
لارتباطها
بركني الصوم
والحج.
وبالتالي لا
يعقل أن يأتي
من يقول لا
يجوز استخدام
الحساب كما لا
يمكن استخدام
أجهزة الرصد
الفلكي لأنّ
الصحابة لم
يستخدموها. نحن
حريصون كلّ
الحرص على
استخدام
التقنيات الحديثة
بما يخدم
الحياة
اليومية
وأمور الدنيا،
فلا يعقل أن
يأتي من يقول
لا يجوز
استخدامها في
خدمة الدين.
الشكل
figure
5 : الطيف
الكهرومغناطيسي .
أرشدنا
القرآن
لاستخدام
النجوم
للإهتداء بها
في الليل: (وَعَلَامَاتٍ
وَبِالنَّجْمِ
هُمْ
يَهْتَدُونَ) (النحل 16). فلا
يعقل أن يأتي
من يقول لا
يجوز استخدام
تقنيات أخرى
كالبوصلة
والأقمار
الصناعية والتواصل
مع المحطات
الأرضية.
العقل
هو مناط
التكليف في
الشريعة
الإسلامية. قد
يفقدُ
الإنسانُ
سمعه أو بصره أو
إحدى حواسه
الأخرى وهذا
لا يعفيه من
أداء ما افترض
اللهُ عليه. أما الذي
يفقدُ العقل
فتسقط عنه
تكاليف
الشريعة؛ فلا
يحاسبه الله
على عدم
أدائها.
فالعقل هو
أعظم نعمة
أنعم الله بها
على بني آدم. وما
أكثرَ ما وردت
كلمةُ الرؤية
في آيات
القرآن بمعنى
العلم والتفكر. وعليه لا
يُعقلُ أن
يأتي من يقول
لا يجوز
استخدام العلم
والحساب
وتقنيات
الرصد عند
تحري أهلة
شهور رمضان
وشوال وذي الحجّة.
طرق
وألفاظ
الحديث الشَّهرُ
هَكذا وَهكذا
وَهكذا:
(إنَّا أمةٌ
أميةٌ ، لا نكتبُ
ولا نَحْسُبُ ،
الشهرُ هكذا وهكذا
. يعني مرةً تسعةً
وعشرينَ ، ومرةً
ثلاثينَ .)
([112]).
شرح
الحديث:
يَحكي عبدُ الله
بنُ عمرَ رضي الله
عنهما أنَّ النَّبيَّ
صلَّى الله عليه
وسلَّم قال: إنَّا
أمَّةٌ
أمِّيَّةٌ،
أي: تغلِبُ
علينا
الأمِّيَّةُ،
وهي البقاءُ
على أصلِ
ولادةِ
الأمِّ،
بمعنى أنَّنا
لا نعرِفُ
القراءةَ
والكتابةَ، والحسابَ،
وقيل: المرادُ
بالحسابِ
حسابُ النُّجومِ
والمنازلِ
والفَلَكِ،
وذلك
باعتبارِ ما
غلَب عليهم،
وإلَّا فقد كان
في العربِ مَن
يعرِفُ (شيئاً
من) ذلك، ولكنَّهم
قلَّةٌ، إنَّما
رُبِطَت عبادتُنا
بأعلامٍ واضحة،
وأمورٍ ظاهرةٍ
لائحة، يستوي في
معرفتِها الحُسَّابُ
وغيرُهم، ثمَّ
تمَّم عليه الصَّلاةُ
والسَّلامُ هذا
المعنى بإشارتِه
بيدِه مِن غير
لفظٍ، إشارةً يفهَمُها
الأخرسُ والأعجميُّ:
الشَّهرُ هكذا
وهكذا.
قال الرَّاوي:
يعني عليه الصَّلاةُ
والسَّلامُ مرَّةً
تسعةً وعشرينَ،
ومرَّةً ثلاثين.
(الشَّهرُ
هَكذا وَهكذا
وَهكذا وعقدَ
تسعًا
وعشرينَ في
الثَّالثةِ) ([113]).
(الشهرُ
تسعٌ وعشرونَ
وطبَّقَ شعبةُ
يديهِ ثلاثَ
مراتٍ وكسرَ
الإبهامَ في الثالثةِ
قال عقبةُ
وأحسبُهُ قال
والشهرُ ثلاثونَ
وطبَّقَ
كفَّيْهِ
ثلاثَ مراتٍ) ([114]).
(الشهرُ
تسعٌ وعشرونَ)
([115]).
(ضرَب
رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه
وآلِه وسلَّم
بيدِه على
الأُخرى فقال
الشهرُ هكذا
ثم نقَص في
الثالثةِ إصبَعًا)
([116]).
(إنَّا
أمَّةٌ
أمِّيَّةٌ ،
لا نحسِبُ ،
ولا نكتُبُ، و
الشَّهرُ
هكَذا ،
وهكَذا ،
وهكَذا . وعقدَ
الإبهامَ في
الثَّالثةِ .
والشَّهرُ
هكذا، وهكذا ،
وهكذا . تمامُ
الثَّلاثينَ) ([117]).
(الشهرُ
هكذا وهكذا
وهكذا
ثَلَاثِينَ،
والشهرُ هكذا
وهكذا وهكذا
ويَعْقِدُ في
الثالثةِ (فإن
غُمَّ عليكم
فأَكْمِلُوا
ثَلَاثِينَ
وفي خَبَرِ
ابنِ فُضَيْلٍ
: ثم
طَبَّقَ
بيدِهِ
وأَمْسَكَ
واحدةً من
أصابعِهِ،
فإن أُغْمِيَ
عليكم فثَلَاثِينَ
.) ([118]).
(الشهرُ
هكذا وهكذا
وهكذا
ثَلَاثِينَ،
والشهرُ هكذا
وهكذا وهكذا
ويَعْقِدُ في
الثالثةِ -
فإن غُمَّ
عليكم
فأَكْمِلُوا
ثَلَاثِينَ
وفي خَبَرِ
ابنِ
فُضَيْلٍ : ثم طَبَّقَ
بيدِهِ
وأَمْسَكَ
واحدةً من
أصابعِهِ، فإن
أُغْمِيَ
عليكم
فثَلَاثِينَ .)
([119]).
صومُوا
لرؤيتِه
وأفطِرُوا
لرؤيتهِ ، فإن
غُمّ عليكُم
فأكمِلُوا
العِدّةَ ولا
تستقبلوا الشهرَ استقبالا
(سَمِعْتُ
رسولَ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم
يقولُ : إذا
رأَيتُموه
فصوموا، وإذا
رأَيتُموه
فأَفطِروا،
فإن غُمَّ
عليكم فاقدُروا
له .) ([120]).
يُعلَمُ
دُخولُ
الشَّهرِ
القَمريِّ
برُؤيةِ
الهِلالِ،
وفي هذا
الحديث
يُوضِّح النبيُّ
صلَّى الله
عليه وسلَّم
أنَّه لا
يُصامُ
رَمضانُ
إلَّا إذا
رُؤِيَ الهِلالُ،
وكذلك لا
يَنتَهِي
الصِّيامُ
ويُفطَرُ
إلَّا عندَ
رُؤيَةِ
هلالِ
شَوَّالٍ، فإنْ
غُمَّ عليكم؛
أي: تَعذَّرتْ
رُؤيةُ
الهِلالِ
بسبَبِ
الغَيْمِ، فإنَّه
يُقدَّرُ
للشَّهرِ
ثَلاثونَ
يومًا؛ لأنَّ
الشَّهرَ لا
يَزيدُ على ذلك،
فيَتحقَّقُ
اليَقينُ
بدُخولِه أو
بخُروجِه.
(الشهرُ
هكذا وهكذا
وهكذا ثم عقد
إبهامَه في
الثالثةِ
فصوموا
لرؤيتِه.
وأفطروا لرؤيتِه.
فإنْ أُغمْيَ
عليكم فاقْدروا
له ثلاثينَ .
وفي روايةِ : فإنْ
غُمَّ عليكم
فاقدروا
ثلاثينَ . نحو
حديثِ أبي
أسامةَ .)
([121]).
(الشهرُ
تِسعُ
وعِشرونَ .
الشهرُ هكذا
وهكذا وهكذا .
وقالَ :
فاقدُرُوا لهُ
ولمْ يقلْ :
ثلاثين)
([122]).
(أنَّ
رسولَ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ
قالَ : الشهرُ تسعٌ
وعشرونَ ليلةً
، فلا تَصوموا
حتى تَرَوْهُ ،
فإنْ غُمَّ عليكم
فأكمِلوا العدةَ
ثلاثينَ .)
([123]).
شرح
الحديث:
يَحكي عبدُ الله
بنُ عمرَ رضي الله
عنهما أنَّ رسولَ
اللهِ صلَّى الله
عليه وسلَّم أخبَرَهم
أنَّ الشَّهرَ
يكون أحيانًا تسعةً
وعشرين يومًا،
كما يكون أحيانًا
ثلاثين، الكلُّ
جائزٌ وواقعٌ،
ولكنَّ الاعتمادَ
في الصِّيام والإفطار
على الرُّؤيةِ،
أو إكمالِ ثلاثين
يومًا، وهو معنى
قولِه: فلا تصُوموا
حتَّى ترَوْه،
أي: حتَّى ترَوُا
الهلالَ بعد غروبِ
شمسِ اليوم التَّاسعِ
والعشرين مِن شعبانَ،
فإن غُمَّ عليكم،
أي: فإنْ لم ترَوُا
الهلالَ ولم يظهَرْ
لكم لأيِّ سببٍ
مِن الأسباب، فأكمِلوا
العِدَّةَ ثلاثين،
أي: فأتمُّوا عدَّةَ
أيَّام شهرِ شعبانَ
ثلاثين يومًا.
ويرى الشّارح:
عدم الاعتمادِ
على غيرِ رؤيةِ
الهلالِ، كالحِساب
الفَلَكي. بالطبع
هذا رأي
الشارح ؛ وليس
بالضرورة ما
يفهم من الحديث.
(صوموا
لرؤيتِه
وأفطروا
لرؤيتِه فإن
غمَّ عليكمُ
الشَّهرُ
فعدُّوا
ثلاثينَ
يومًا ثمَّ
أفطروا) ([124]).
(صوموا
لرؤيتِه
وأفطروا
لرؤيتِه ،
فإنْ غُمَّ
عليكمُ
الشهرُ
فعُدُّوا
ثلاثين) ([125]).
(صوموا
لِرؤيتِه
وأَفْطِروا
لِرؤيتِه ،
فإنْ حال
بينَكم
وبينَه
سَحابٌ فَكَمِّلُوا
ثلاثينَ ولا
تستقبِلوا
الشهرَ
استِقْبالًا) ([126]).
(صومُوا
لرؤيتِه
وأفطِرُوا
لرؤيتهِ ، فإن
غُمّ عليكُم
فأكمِلُوا
العِدّةَ ولا
تستقبلوا الشهرَ
استقبالا) ([127]).
(دخلتُ
علَى عِكْرمةَ
في اليومِ
الَّذي
يُشَكُّ فيهِ
من رمضانَ -
وَهوَ يأكلُ
فقالَ :
ادنُ ، فَكُل
.
فقلتُ: إنِّي
صائمٌ، قالَ :
واللَّهِ
لتدنونَّ
قلتُ : فحدِّثني
. قالَ : ثنا
ابنُ عبَّاسٍ
أنَّ رسولَ
اللَّهِ
صلَّى اللهُ
علَيهِ
وسلَّمَ قالَ
: لا
تستقبِلوا
الشَّهرَ
استقبالًا ،
صوموا
لرؤيتِهِ
وأفطِروا
لرؤيتِهِ ، فإن
حالَ بينَكَ
وبينَ
منظرِهِ
سحابٌ أو
قترةٌ
فأَكْمِلوا
العدَّةَ
ثلاثينَ) ([128]).
(دخلتُ
على
عِكْرِمَةَ
في يومِ شَكٍّ
وهوَ يأكُلُ ،
فقالَ لِي :
هَلُمَّ ،
فقلتُ :
إنِّي صائِمٌ
، فَحَلَفَ
لتُفْطِرَنَّ،
قلتُ :
سبحانَ اللهِ
،
وتَقَدَّمْتُ
وقلتُ :
هاتِ الآنَ مَا
عنْدَكَ ؟
قالَ :
سمعتُ ابنَ
عباسٍ يقولُ : قالَ
رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ
عليهِ
وسلَّمَ
صُومُوا
لرؤْيَتِهِ ،
فإنْ حالَ
بينَكُمْ
وبينَهُ
سحَابَةٌ أو
ظُلْمَةٌ ،
فأَكْمِلُوا
العدَّةَ
عَدَّةَ
شعبانَ ، ولا
تَستَقبِلوا
الشهرَ
استقَبالًا ،
ولا تَصِلُوا
رمضانَ بصومِ
يومٍ من
شعبانَ) ([129]).
(صومُوا
لرؤيتِه
وأفطِروا
لرُؤيتِه ، فإن
غُمَّ عليكُم
فأَكمِلوا
العِدَّة
قالَ :
وقالَ رسولُ
اللَّهِ
صلَّى اللَّهُ
عليهِ
وسلَّمَ
الشَّهرُ
هَكَذا ، وَهكَذا
، وَهكَذا) ([130]).
(صوموا
لرؤيتِه وأفطروا
لرؤيتِه فإن
حالَ بينَكم
وبينَه
سَحابٌ فكمِّلوا
العِدَّةَ
ثلاثين، ولا تستقبلوا
الشهرَ
استقبالًا.) ([131]).
(صوموا
لرؤيتِه
وأفطِروا
لرؤيتِه فإن
حالَ بينَكم
وبينَه سحابٌ
فكمِّلوا
العدَّةَ
ثلاثينَ ولا
تَستقبِلوا
الشَّهرَ
استقبالًا
قال حاتمٌ : يَعني
عدَّةَ شعبانَ)
([132]).
(صومُوا
لِرُؤيتِه ،
وأفْطِرُوا
لِرُؤيتِه ،
فإنْ حالَ
بينكمْ و
بينَهُ
سَحابٌ
فأكْمِلُوا
عِدَّةَ
شعبانَ و لا
تَستقبِلُوا
الشهرَ اسْتِقبالًا
، ولا
تَصِلُوا رمضانَ
بِيومٍ من
شعبانَ) ([133]).
(
صوموا
لرؤيتِه ،
وأفطِروا
لرؤيتِه ، فإن
حالَ بينكُم
وبينه سحابَةٌ
، أو ظُلمةٌ ،
فأكمِلوا
العدَّةَ –
عدَّةَ
شعبانَ – ولا
تَستقبلوا الشَّهرَ
استقبالًا ،
ولا تَصِلوا
رمضانَ بيومٍ
من شعبانَ) ([134]).
شرح
الحديث :
ثبَت
عن النَّبيِّ
صلَّى اللهُ
علَيه وسلَّم
قولُه: "إلَّا
أنْ يَكونَ شيءٌ
يَصومُه
أحَدُكم"، أي:
إنَّه ليس
نَهيًا
عامًّا، بل
استُثني منه
مَن كان له
عادَةٌ؛ كأنْ
يوافِقَ
الإثنينِ أو
الخَميسَ
الَّذي
يَكونُ مِن
عادةِ البعضِ
صِيامُه. وفي
الحديثِ:
الاستجابةُ
لأهلِ العِلمِ
في دَعْواهم.
(لا
يتقدَّمنَّ
أحدٌ
الشَّهرَ
بيومٍ ولا
يومينِ ،
إلَّا أحدٌ
كان يصومُ
صيامًا قبلَه
فليَصُمهُ) ([135]).
(صوموا
لرؤيتِه ،
وأفطروا
لرؤيتِه ، فإن
غُمَّ عليكُم
الشَّهرُ
فعُدُّوا
ثَلاثينَ) ([136]).
(صُومُوا
لِرُؤْيَتِه
، و افْطِرُوا
لِرُؤْيَتِه
، فإنْ حالَ
بينَكُمْ و
بينَهُ
سَحابٌ أوْ
ظُلْمَةٌ أوْ
هَبْوَةٌ ،
فَأَكْمِلوا
العِدَّةَ ،
لا
تَسْتَقْبِلوا
الشَّهْرَ
اسْتِقْبالًا
، و لا
تَصِلوا
رَمَضَانَ
بِيَوْمٍ من
شَعْبانَ) ([137]).
(صوموا
لرؤيتِه
وأفطروا
لرؤيتِه فإن
حالَ بينَكم
وبينَه سحابٌ
فأكملوا العدَّةَ
ولا تستقبلوا
الشَّهرَ استقبالًا)
([138]).
(صُوموا
لِرُؤيتِهِ
وأَفطروا
لرُؤيتِهِ فإن
حال دونَهُ
غيابةٌ
فأكمِلوا
العدَّةَ ،
والشهرُ تسعٌ
وعشرون يعني
أنه ناقصٌ) ([139]).
كلمة
الرؤية لها معان
كثيرة.
وإنّ قصرها
هنا على
الرؤية
بالعين
المجردة لا
معنى له ولا
مسوّغ.
فليس من
المعقول
استبعاد الرؤية
العلمية
أو رؤية
الحساب أو
الرؤية
بمساعدة
أجهزة الرصد. فعلى
سبيل المثال
فإنّ الكلمة
الإنجليزية (See)
من معانيها ([140]):
See:
to perceive by means of computer vision.
See:
to scan or view, especially by electronic means:
The satellite can see
the entire southern half of the country.
وإنّ
الكلمة
(العربية) يرى
ومرادفها
الإنجليزي (See) ، كلٌّ
منهما موجود
ومستعمل من قبْلِ
تصنيع
الحواسيب ومن
قبل إطلاق
المركبات الفضائية.
وبالتالي
ليس من المنطق
أن تتطور
الكلمة
الإنجليزية
بتطوير
قاموسها
ومستخدميها ؛
بينما يبقى مرادفها
العربي
جامداً !.
الرؤية
العلمية
المثبتة
لبداية الشهر
الجديد
* An
Islamic calendar:
An attempt to unify Muslims on a scientifically calculated worldwide calendar
was adopted by both the Fiqh
Council of North America and the European
Council for Fatwa and Research in 2007. The new calculation requires that conjunction (الإقتران) must occur before sunset in Mecca, Saudi Arabia, and that, in
the same evening, moonset must take place after sunset
لعله
يتوجب الأخذ
بالرؤية التي
تتفق مع هذا التقويم
حتى وإن لم
تتم مشاهدة
الهلال
بالعين.
وهذا ما
تطمئنُّ إليه
النفوس؛ وصدق
الله العظيم
القائل:
(الشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) (الرحمن
: 5). (هُوَ
الَّذِي
جَعَلَ الشَّمْسَ
ضِيَاءً
وَالْقَمَرَ نُورًا
وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا
عَدَدَ
السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ
اللَّهُ
ذَلِكَ
إِلَّا
بِالْحَقِّ
يُفَصِّلُ
الْآيَاتِ
لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ
) (يونس : 5). (فَالِقُ
الْإِصْبَاحِ
وَجَعَلَ
اللَّيْلَ
سَكَنًا وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ
تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ
الْعَلِيمِ
) (الأنعام : 96).
ولقائل
أن يقول: إذا
حصل الإقتران
في بلد ما قبل
غروب الشمس بفترة
زمنية تساوي
أو أكثر من
نصف يوم (12 ساعة)
نحكم ببداية
الشهر الجديد ([141]). ودليله
من المشاهدة
هو:
لقد
حقق ستيفن
جيمس أوميرا
في أيار / مايو
1990 سجلا أكثر
موثوقية. فقد
رأى الهلال
الصغير
بالعين
المجردة بعد
حصول
الإقتران (القمر
الجديد) بفترة
زمنية 15 ساعة و 32
دقيقة. وسجل
الرقم
القياسي
لرؤية القمر
الأصغر
بالعين
باستخدام
عدسة بصرية السيد
محسن
ميرسعيد في
عام 2002 ؛ والذي
شاهد القمر
بعد 11 ساعة و 40
دقيقة من
القمر
الجديد (حصول
الإقتران). |
A more reliable record was achieved by
Stephen James O’Meara in May 1990; he saw the young crescent with the unaided
eye 15 hours and 32 minutes after new moon. The record for youngest moon
spotted with the eye using an optical aidpassed to Mohsen Mirsaeed
in 2002, who saw the moon 11 hours and 40 minutes after new moon. (http://earthsky.org/astronomy-essentials/young-moon-visibility). |
المصادر:
القرآن
الكريم
كتب
السنة
النبوية
المطهرة
المراجع
كتب
التفاسير
1)
ابن كثير
القرشي
الدمشقي،
عمادالدين
أبي الفداء (ت 774 هـ)،
تفسير
القرآن
العظيم، دار
الفيحاء (دمشق
الطبعة الأولى 1414 هـ
2) الشّعراوي،
محمد متولي، تفسير
الشّعراوي.
3) الصابوني،
محمد علي، مختصر
تفسير بن كثير،
دار القرآن
الكريم
(بيروت- 1402هـ-
4) الطبري،
ابن جرير، (ت 310 هـ)، جامع
البيان عن
تأويل آي
القرآن، دار
الفكر للطباعة
والنشر (بيروت
1415 هـ -
5) القرطبي،
أبي عبد الله
محمد بن أحمد
(ت671 هـ)، الجامع
لأحكام
القرآن، دار
الكتب
العلمية
(بيروت-لبنان
الطبعة الخامسة
1417
هـ -1996
م)،
واحد وعشرون
مجلّدا.
مراجع
أجنبية:
مراجع
عربية:
عمري: بناء
السَّمَاء
والطاقة
المظلمة
والمادة المظلمة،
بناء
السماء
والمادة
المظلمة
دراسة مقارنة
بين الفلك والقرآن
عمري : بحث
مدّ الأرض
[1]
https://www.maajim.com/dictionary/%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9
[2]
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9/
[3] الراوي
:
عبدالله بن
عباس ، المحدث
:
ابن حجر
العسقلاني ،
المصدر :
فتح الباري
لابن حجر،
الصفحة أو
الرقم: 5/46 ، خلاصة
حكم المحدث :
إسناده ضعيف
لكن تقوى
بطريق مجاهد
ولا يضره الاختلاف
لإمكان
التعدد
[4] الراوي
:
خباب بن الأرت
، المحدث :
البخاري ،
المصدر :
صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 4732 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح] )
[5] الراوي
:
جندب بن
عبدالله ،
المحدث:
البخاري ،
المصدر :
صحيح البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 6499 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح]
[6] الراوي
:
جندب بن
عبدالله ، المحدث
:
مسلم ، المصدر
:
صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 2987 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح
[7]
الراوي :
عبدالله بن
عمرو ، المحدث
:
المنذري ،
المصدر :
الترغيب
والترهيب،
الصفحة أو
الرقم: 1/49 ،
خلاصة حكم
المحدث : [روي]
بأسانيد
أحدها صحيح
التخريج
:
أخرجه أحمد (6509)
واللفظ له،
والطبراني (13/370)
(14187)، وأبو نعيم
في ((حلية الأولياء))
(4/124) باختلاف
يسير.
[8] الراوي
:
عبدالله بن
عمرو ، المحدث
:
الهيثمي ،
المصدر :
مجمع الزوائد،
الصفحة أو
الرقم: 10/225 ، خلاصة
حكم المحدث :
رجال أحمد
وأحد أسانيد
الطبراني في
الكبير رجال
الصحيح ،
شرح الحديث
[9] الراوي
: أبو
هريرة ،
المحدث : ابن جرير
الطبري ، المصدر
: مسند
عمر، الصفحة
أو الرقم: 2/807 ، خلاصة
حكم المحدث : صحيح
[10] الراوي
: أبو
هريرة ، المحدث
: الترمذي
،المصدر : سنن
الترمذي،
الصفحة أو
الرقم: 2384 ،
خلاصة حكم
المحدث : حسن غريب، التخريج
: أخرجه
الترمذي (2384)
واللفظ له،
وابن ماجه (4226)
[11] الراوي
: أبو
هريرة ،
المحدث :
الألباني ،
المصدر :
صحيح
الترغيب،
الصفحة أو
الرقم: 1335 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح
[12] حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ
وَإِسْحَقُ
بْنُ
إِبْرَاهِيمَ
وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ بْنِ
أَبَانَ كُلُّهُمْ
عَنْ
حُسَيْنٍ
قَالَ أَبُو بَكْرٍ
حَدَّثَنَا
حُسَيْنُ
بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ
عَنْ
مُجَمَّعِ
بْنِ يَحْيَى
عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي
بُرْدَةَ
عَنْ أَبِي
بُرْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ
قَالَ
صَلَّيْنَا
الْمَغْرِبَ
مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ
صَلَّى
اللَّهم
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثُمَّ
قُلْنَا لَوْ
جَلَسْنَا
حَتَّى
نُصَلِّيَ
مَعَهُ
الْعِشَاءَ قَالَ
فَجَلَسْنَا
فَخَرَجَ
عَلَيْنَا
فَقَالَ مَا زِلْتُمْ
هَاهُنَا
قُلْنَا يَا
رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّيْنَا
مَعَكَ
الْمَغْرِبَ
ثُمَّ
قُلْنَا نَجْلِسُ
حَتَّى
نُصَلِّيَ
مَعَكَ
الْعِشَاءَ قَالَ
أَحْسَنْتُمْ
أَوْ
أَصَبْتُمْ
قَالَ
فَرَفَعَ
رَأْسَهُ
إِلَى
السَّمَاءِ
وَكَانَ
كَثِيرًا
مِمَّا
يَرْفَعُ
رَأْسَهُ إِلَى
السَّمَاءِ
فَقَالَ
النُّجُومُ
أَمَنَةٌ
لِلسَّمَاءِ
فَإِذَا
ذَهَبَتِ
النُّجُومُ
أَتَى السَّمَاءَ
مَا تُوعَدُ
وَأَنَا
أَمَنَةٌ
لأَصْحَابِي
فَإِذَا
ذَهَبْتُ
أَتَى أَصْحَابِي
مَا
يُوعَدُونَ
وَأَصْحَابِي
أَمَنَةٌ
لأَمَّتِي
فَإِذَا
ذَهَبَ
أَصْحَابِي أَتَى
أُمَّتِي مَا
يُوعَدُونَ.
الأمَنَةُ
والأمن والأمان
بمعنى واحد.
ومعنى الحديث
أنّه ما دامت
النجوم باقية
فالسّماء
باقية.
فَإِذَا
انكدرت
النّجوم وتناثرت
في القيامة
وهنت السّماء فانفطرت
وانشقت وذهبت
(صحيح مسلم\
فضائل الصّحابة\
حديث رقم 4596). إذن النّجوم
يوم القيامة
ستنفصل عن
بناء السّماء
وينفرط عقدها.
[13] الراوي :
أبو أمامة
الباهلي ،
المحدث :
الهيثمي ، المصدر
:
مجمع
الزوائد،
الصفحة أو
الرقم: 7/181 ، خلاصة
حكم المحدث :
فيه ليث بن أبي
سليم وهو حسن
الحديث على
ضعفه وبقية
رجاله ثقات
، انظر شرح
الحديث رقم 86714
التخريج
:
أخرجه
الطبراني (8117)
[14] الراوي
: جابر بن
عبدالله ،
المحدث :البخاري
، المصدر : صحيح البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 4899 ،
خلاصة حكم
المحدث : [صحيح]
، انظر شرح
الحديث رقم 8050
التخريج
: أخرجه
البخاري (4899)
واللفظ له،
ومسلم (863)
[15] الراوي
: جابر بن
عبدالله ،
المحدث : مسلم ،
المصدر : صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 863 ، خلاصة
حكم المحدث : صحيح
[16] الراوي :
عمرو بن
عبدالله
السبيعي أبو
إسحاق ،
المحدث :
ابن حجر
العسقلاني ،
المصدر :
المطالب
العالية،
الصفحة أو
الرقم: 4/387 ، خلاصة
حكم المحدث :
إسناده صحيح
إن كان أبو عبيدة
سمعه من أبيه
[17] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : أبو نعيم ، المصدر : حلية
الأولياء، الصفحة أو
الرقم: 6/298 ،
خلاصة حكم
المحدث : غريب
من حديث هشام
تفرد به حرب
الراوي
: بلال بن
رباح ،
المحدث : العراقي ، المصدر : تخريج
الإحياء، الصفحة أو
الرقم: 4/343 ،
خلاصة حكم
المحدث : من
طرق وكلها
ضعيفة , وأما
ما ذكره
المصنف من أنه
ادخر كسرة خبز
فلم أره
الراوي
: عبدالله بن
مسعود ،
المحدث : محمد
جار الله
الصعدي
، المصدر : النوافح
العطرة،
الصفحة أو
الرقم: 60 ،
خلاصة حكم
المحدث : حسن
[18] الراوي : عبدالله
بن عمر ،
المحدث :الترمذي ، المصدر : سنن
الترمذي، الصفحة أو
الرقم: 3537 ،
خلاصة حكم
المحدث : حسن
غريب ،
انظر شرح الحديث
رقم 42155
[19] الراوي :
أبو هريرة ،
المحدث :
البخاري ،
المصدر : صحيح البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 4537 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح] ، انظر
شرح الحديث رقم
991
التخريج :
أخرجه
البخاري (4537)،
ومسلم (151)
[20])
الصابوني،
محمد علي، مختصر
تفسير بن كثير. م 2،
ص 268-269.
-
القرطبي، أبي
عبدالله
محمد، الجامع
لأحكام
القرآن. ج 9،
ص 184.
[21] الراوي :
عبدالرحمن بن
عائش
الحضرمي،
المحدث :
ابن تيمية ،
المصدر :
تلبيس
الجهمية،
الصفحة أو
الرقم: 7/198 ، خلاصة
حكم المحدث :
أقل أحواله أن
يكون حسنا ،
انظر شرح
الحديث رقم 87007
الراوي
:
معاذ بن جبل ،
المحدث :
البخاري ،
المصدر :
سنن الترمذي،
الصفحة أو
الرقم: 3235 ، خلاصة
حكم المحدث :
حسن صحيح ،
انظر شرح
الحديث رقم 36241
التخريج
:
أخرجه الترمذي
(3235) واللفظ له،
وأحمد (22162)
الراوي
:
عبدالله بن
عباس ، المحدث
:
الترمذي ،
المصدر :
سنن الترمذي،
الصفحة أو
الرقم: 3234 ، خلاصة
حكم المحدث :
حسن غريب من
هذا الوجه ، انظر
شرح الحديث
رقم 36245
التخريج
:
أخرجه
الترمذي (3234)
الراوي
:
الحسن البصري
، المحدث :
ابن العربي ،
المصدر :
أحكام
القرآن،
الصفحة أو
الرقم: 4/72 ، خلاصة
حكم المحدث :
حسن ، انظر
شرح الحديث
رقم 82929
[22]
الراوي :
أبو ذر
الغفاري ،
المحدث :
مسلم ، المصدر
: صحيح
مسلم، الصفحة
أو الرقم: 178 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح
[23]
الراوي :
أبو ذر
الغفاري ، المحدث
:
مسلم ، المصدر
:
صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 178 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح ، التخريج
: أخرجه
مسلم (178)
[24]
الراوي :
أبو موسى
الأشعري
عبدالله بن
قيس ، المحدث : مسلم
، المصدر :
صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 179 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح .
التخريج : أخرجه مسلم
(179)
[25]
الراوي
:
عبدالله بن
عباس ، المحدث
:
الترمذي ،
المصدر :
سنن الترمذي،
الصفحة أو
الرقم: 3279 ، خلاصة
حكم المحدث :
حسن غريب من
هذا الوجه
التخريج
:
أخرجه الترمذي
(3279) واللفظ له،
وابن أبي عاصم
في ((السنة)) (437)،
وابن خزيمة في
((التوحيد)) (2/482)
[26]
الراوي :
عبدالله بن
الحارث ،
المحدث :
ابن خزيمة ،
المصدر :
التوحيد،
الصفحة أو الرقم: 560/2
،
خلاصة حكم
المحدث : [أشار
في المقدمة
أنه صح وثبت
بالإسناد
الثابت الصحيح]
التخريج
:
أخرجه
عبدالرزاق في
((تفسيره)) (3032)
باختلاف يسير،
وابن خزيمة في
((التوحيد)) (2/560)
واللفظ له،
والدارقطني
في ((رؤية الله))
(226) مختصرا
[27] الراوي :
عبدالله بن مسعود ،
المحدث :
البخاري ،
المصدر :
صحيح
البخاري،
الصفحة
أو
الرقم: 3232 ،
خلاصة
حكم
المحدث :
[صحيح]
[28]
الراوي :
عبدالله بن مسعود ،
المحدث :البخاري ،
المصدر : صحيح
البخاري،
الصفحة
أو
الرقم: 4857 ،
خلاصة
حكم
المحدث : [صحيح] )
[29]
الراوي :
عبدالله بن مسعود ،
المحدث :البخاري
،
المصدر : صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 4856 ، خلاصة حكم
المحدث : [صحيح] )
[30]
الراوي :
رفيع بن مهران
أبو العالية
الرياحي ،
المحدث :
مسلم ، المصدر
:صحيح
مسلم، الصفحة
أو الرقم: 176، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح
[31]
الراوي :
عبدالله بن
مسعود ،
المحدث :مسلم ،
المصدر :
صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 174 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 11706
[32]
الراوي
:
عبدالله بن
عباس ، المحدث
:الترمذي
، المصدر :
سنن الترمذي،
الصفحة أو
الرقم: 3281 ، خلاصة
حكم المحدث :
حسن ، انظر
شرح الحديث
رقم 65394
[33]
الراوي :
عبدالله بن
مسعود ،
المحدث :الترمذي
، المصدر :
سنن الترمذي،
الصفحة أو
الرقم: 3283 ،
خلاصة حكم
المحدث : حسن صحيح ،
انظر شرح
الحديث رقم 65558)
[34]
الراوي :
عبدالله بن
مسعود ،
المحدث :
ابن خزيمة ،
المصدر :
التوحيد،
الصفحة أو
الرقم: 504/2،
خلاصة حكم
المحدث : [أشار
في المقدمة
أنه صح وثبت
بالإسناد
الثابت
الصحيح] ،
انظر شرح
الحديث رقم 74328
[35]
الراوي :
عبدالله بن
مسعود ،
المحدث :
ابن حبان ،
المصدر :
صحيح ابن
حبان، الصفحة
أو الرقم: 59 ، خلاصة
حكم المحدث : أخرجه
في صحيحه
[36]
الراوي :
عبدالله بن
عباس ، المحدث
:
ابن العربي ،
المصدر :
عارضة
الأحوذي،
الصفحة أو
الرقم: 6/348 ، خلاصة
حكم المحدث :
حسن غريب ،
انظر شرح الحديث
رقم 65856
[37]
الراوي :
رفيع بن مهران
أبو العالية
الرياحي ،
المحدث :
مسلم ، المصدر:
صحيح مسلم، الصفحة
أو الرقم: 176، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح
[38]
الراوي :
عائشة أم
المؤمنين ،
المحدث :مسلم ،
المصدر :
صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 177 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 4554
[39] الراوي :
عبدالله بن
عباس ، المحدث
:
البخاري ،
المصدر :
صحيح البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 4716 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح] ، انظر
شرح الحديث رقم
14047
[40]
الراوي:
عائشة أم
المؤمنين ،
المحدث: مسلم
، المصدر:
صحيح مسلم ،
الصفحة أو الرقم:
177 ،
خلاصة حكم
المحدث: صحيح
انظر شرح
الحديث رقم 4855
[41]
الراوي:
عائشة أم
المؤمنين ، المحدث:
البخاري ،
المصدر: صحيح
البخاري ،
الصفحة أو الرقم:
4855 ،
خلاصة حكم
المحدث: [صحيح]
[42] الراوي
:
عبدالله بن
مسعود ،
المحدث :الترمذي
، المصدر :
سنن الترمذي،
الصفحة أو
الرقم: 3159 ، خلاصة
حكم المحدث :
حسن ، انظر
شرح الحديث
رقم 36235
الراوي
: أبو سعيد
الخدري
، المحدث : البوصيري ، المصدر : إتحاف
الخيرة
المهرة،
الصفحة أو
الرقم: 8/176 ،
خلاصة حكم
المحدث : [فيه]
ابن لهيعة وهو
ضعيف)
[44] الراوي
: عبدالله
بن مسعود ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح
البخاري، الصفحة أو
الرقم: 6571 ،
خلاصة حكم
المحدث : [صحيح]
[45] )
الراوي
[46] الراوي
:
أبو هريرة ،
المحدث :
المنذري ،
المصدر :
الترغيب
والترهيب،
الصفحة أو
الرقم: 4/94 ، خلاصة
حكم المحدث :
[إسناده صحيح
أو حسن أو ما
قاربهما]
التخريج
:
أخرجه
الترمذي (2574)
واللفظ له،
وأحمد (8430)
باختلاف يسير.
[47] الراوي
:
أبو سعيد
الخدري ،
المحدث :
الهيثمي،
المصدر :
مجمع
الزوائد،
الصفحة أو
الرقم: 10/395 ، خلاصة
حكم المحدث :
أحد إسنادي
الطبراني رجاله
رجال الصحيح
[48] الراوي :
عبدالله بن
مسعود ،
المحدث : البخاري ،
المصدر : صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 7321
،
خلاصة حكم
المحدث : [صحيح]
، انظر شرح
الحديث رقم 14902
[49] الراوي
:
المسور بن
مخرمة و مروان
بن الحكم ،
المحدث :
البخاري ،
المصدر :
صحيح البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 2731 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح] ،
شرح الحديث
[50] الراوي:
عبدالله بن
عباس ، المحدث
:
البخاري ،
المصدر :
صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 138 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح)
[51] الراوي:
عبدالله بن
عباس ،
المحدث:
البخاري ، المصدر
:
صحيح البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 5681 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح]
[52] الراوي
:
جابر بن عبدالله
، المحدث:
البخاري ،
المصدر: صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 5683 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح]
[53] الراوي
:
جابر بن
عبدالله ،
المحدث :
البخاري ،
المصدر :
صحيح
البخاري،
الصفحة أو الرقم:
5702 ،
خلاصة حكم
المحدث : [صحيح]
، انظر شرح
الحديث رقم 4053
[54] الراوي
:
جابر بن
عبدالله ،
المحدث :
البخاري ،
المصدر :
صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 5704 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح] ، انظر
شرح الحديث
رقم 4054
[55] الراوي
:
عاصم بن عمر
بن قتادة ،
المحدث: مسلم
، المصدر :
صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 2205 ، خلاصة
حكم المحدث:
صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 4049
[56] الراوي
:
أسامة بن شريك
، المحدث: ابن
حزم ، المصدر :
المحلى،
الصفحة أو
الرقم: 4/176 ، خلاصة
حكم المحدث :
احتج به، وقال
في المقدمة:
(لم نحتج إلا
بخبر صحيح من
رواية الثقات
مسند)، انظر
شرح الحديث
رقم 72159
[57] الراوي
:
أبو سعيد الخدري
، المحدث :العقيلي
، المصدر :
الضعفاء
الكبير،
الصفحة أو
الرقم: 2/191،
خلاصة حكم المحدث
:
روي نحوه
بإسناد جيد
[58] الراوي
:
أسامة بن شريك
، المحدث:
الدارقطني ،
المصدر :
الإلزامات والتتبع،
الصفحة أو
الرقم: 90 ، خلاصة
حكم المحدث : [
يلزمهما
إخراجه ]
البخاري
ومسلم.
التخريج :
أخرجه أبو
داود (3855)،
والترمذي (2038)،
وابن ماجه (3436) باختلاف
يسير
[59]
الراوي
:
عبدالله بن
مسعود ،
المحدث :
العراقي ،
المصدر :
تخريج
الإحياء،
الصفحة أو الرقم:
4/350 ،
خلاصة حكم
المحدث :
إسناده حسن. التخريج
:
أخرجه
النسائي في
((السنن
الكبرى)) (6863)،
وأحمد (3922)
مطولاً، وابن
ماجه (3438) باختلاف
يسير
[60] الراوي
:
عائشة أم
المؤمنين ،
المحدث :البخاري
، المصدر :
صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 5687 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح] )
[61] الراوي
:
أبو هريرة ،
المحدث :
البخاري،
المصدر :
صحيح البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 5688 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح] ، انظر
شرح الحديث رقم
24434. التخريج :
أخرجه
البخاري (5688)،
ومسلم (2215)
[62] الراوي
:
أبو هريرة ،
المحدث :
مسلم ،المصدر : صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 2215 ، خلاصة
حكم المحدث:
صحيح ، انظر
شرح الحديث رقم
24432
[63] الراوي
:
أبو هريرة ،
المحدث :
مسلم، المصدر
: صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 2215 ، خلاصة
حكم المحدث:
صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 24433
[64] الراوي
:
عبدالله بن
مسعود،
المحدث :
عبد الحق
الإشبيلي ،
المصدر :
الأحكام
الصغرى،
الصفحة أو
الرقم: 798، خلاصة حكم
المحدث : [أشار
في المقدمة
أنه صحيح
الإسناد].
التخريج :
أخرجه
النسائي في
((السنن الكبرى))
(6863) واللفظ له،
وابن ماجه (3438)
مختصراً،
وأحمد (3922) أوله
في أثناء حديث.
[65] الراوي
: أنس بن
مالك ، المحدث
: البخاري
، المصدر : صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 4192 ،
خلاصة حكم
المحدث : [صحيح]
[قوله: وقال شعبة
وأبان وحماد...
معلقات، وصل
البخاري منها
حديث شعبة]
[وقوله: وقال
يحيى بن أبي
كثير وأيوب...
معلقان،
وصلهما
البخاري[
[66] الراوي
: أنس
بن مالك ،
المحدث :
مسلم، المصدر :
صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 1671 ، خلاصة حكم
المحدث: صحيح
، انظر شرح
الحديث رقم 10895
[67] الراوي
:
أنس بن مالك ،
المحدث :البخاري
، المصدر :
صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 3018 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح]
[68] الراوي
:
سعد بن أبي
وقاص ، المحدث:
البخاري ،
المصدر:
صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 5769 ، خلاصة
حكم المحدث:
[صحيح]
[69] الراوي
:
سعد بن أبي
وقاص، المحدث :
البخاري ،
المصدر :
صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 5445 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح]
[70] الراوي : - ، المحدث: ابن
تيمية ، المصدر : مجموع
الفتاوى ،
الصفحة أو
الرقم: 18/378 ، خلاصة
حكم المحدث : جاء
معناه في حديث
معروف
[71]
الراوي : هذيل
بن شرحبيل ، المحدثون : السخاوي
،
المصدر : المقاصد
الحسنة ،
الصفحة أو
الرقم: 411 ، خلاصة
حكم المحدث : إسناده
صحيح عن عمر
من قوله
الزركشي
(البدر) ، المصدر : اللآلئ
المنثورة ،
الصفحة أو
الرقم: 171 ، خلاصة
حكم المحدث : قيل
أنه من كلام
عمر بن الخطاب
السيوطي
،
المصدر : الدرر
المنتثرة ،
الصفحة أو
الرقم: 111 ، خلاصة
حكم المحدث : من
كلام عمر )
[72] الراوي : - ،
المحدث :
محمد
بن محمد الغزي
، المصدر :
إتقان
ما يحسن ،
الصفحة أو
الرقم: 2/468
،
خلاصة حكم
المحدث :
إسناده
صحيح
[73] الراوي : - ،
المحدث :
العجلوني،
المصدر :
كشف
الخفاء ،
الصفحة أو
الرقم: 2/216
،
خلاصة حكم المحدث
: إسناده
صحيح
[74] الراوي : عمر بن
الخطاب،
المحدث :
الشوكاني ،
المصدر :
الفوائد
المجموعة ،
الصفحة أو
الرقم: 335
،
خلاصة حكم
المحدث :
إسناده
موقوفاً على
عمر صحيح, ومرفوعاً
ضعيف
[75]
الراوي : عبدالله
بن عمر
، المحدثون:
-
ابن عدي
،
المصدر : الكامل
في الضعفاء
، الصفحة أو
الرقم: 6/457
، خلاصة
حكم المحدث : ]فيه]
عيسى بن
سليمان ضعيف
يسرق الحديث
-
ابن حجر
العسقلاني ، المصدر : الكافي
الشاف ،
الصفحة أو
الرقم: 62 ، خلاصة
حكم المحدث : مرفوع
[فيه] عيسى بن
عبد الله ضعيف
وله متابعة
-
السخاوي ، المصدر : المقاصد
الحسنة ،
الصفحة أو
الرقم: 412 ، خلاصة
حكم المحدث : في
إسناده عيسى
بن عبد الله
بن سليمان
ضعيف
- العجلوني
، المصدر :
كشف
الخفاء ،
الصفحة أو
الرقم: 2/216
،
خلاصة حكم
المحدث :
في
سنده عيسى بن
عبد الله ضعيف
وله شاهد
[76]
الراوي : عبدالله
بن عمر ، المحدثون:
-
ابن عدي ، المصدر : الكامل
في الضعفاء ،
الصفحة أو
الرقم: 5/335 ، خلاصة
حكم المحدث : ]فيه]
عبد الله بن
عبد العزيز لم
يتابع عليه
-
ابن
القيسراني ، المصدر : ذخيرة
الحفاظ ،
الصفحة أو
الرقم: 4/2004 ، خلاصة
حكم المحدث : ]فيه]
عبد الله بن
عبد العزيز لم
يتابع عليه
[ومن طريق آخر
فيه] عيسى بن
عبد العزيز
ضعيف الحديث
-
الذهبي ، المصدر : ميزان
الاعتدال ،
الصفحة أو الرقم: 2/455 ، خلاصة
حكم المحدث : ]فيه]
عبد الله بن
عبد العزيز بن
أبي رواد ذكر
من جرحه
-
ابن عساكر ، المصدر : تاريخ
دمشق ، الصفحة
أو الرقم: 30/126 ، خلاصة
حكم المحدث : غريب
وإنما يحفظ عن
عمر قوله )
[77]
الراوي : عبدالله
بن عمر ، المحدث : العراقي، المصدر : تخريج
الإحياء ،
الصفحة أو
الرقم: 1/78 ، خلاصة
حكم المحدث : إسناده
ضعيف [وروي] موقوفاً
على عمر
بإسناد صحيح ؛
الراوي : - ، المحدث : السبكي
(الابن) ، المصدر : طبقات
الشافعية
الكبرى ،
الصفحة أو
الرقم: 6/289 ، خلاصة
حكم المحدث : ]لم
أجد له إسنادا[ )
[78] الراوي : عبدالله
بن عمر ،
المحدث :
الألباني
، المصدر:
السلسلة
الضعيفة ،
الصفحة أو الرقم:
6343 ،
خلاصة حكم
المحدث :منكر
[79] على
سبيل المثال
فأنّ 1.85 مليار فلس
أكتر من عشرة آلاف
دينار بمقدار 185 ضعف.
[80] الراوي :
ثعلبة بن
الحكم ،
المحدث :
الدمياطي ،
المصدر : المتجر
الرابح،
الصفحة أو
الرقم: 19 ،
خلاصة حكم
المحدث :
إسناده جيد
التخريج
: أخرجه
الطبراني (2/84) (1381)
واللفظ له،
وأبو نعيم في
((معرفة الصحابة))
(1386)، والبيهقي
في ((المدخل
إلى السنن
الكبرى)) (570)
باختلاف يسير
[81] الراوي :
ثعلبة بن
الحكم ،
المحدث :
البوصيري ، المصدر
: إتحاف
الخيرة
المهرة،
الصفحة أو
الرقم: 8/266 ،
خلاصة حكم
المحدث : سنده
رواته ثقات
[82] الراوي :
أبو الدرداء ،
المحدث :
البزار ،
المصدر:
الأحكام
الشرعية الكبرى،
الصفحة أو
الرقم: 4/467 ،
خلاصة حكم
المحدث :
إسناده حسن. وفيما يلي
طرق وألفاظ
للحديث:
(قال
الله تعالى
لعيسى: يا
عيسى، إني
باعثٌ مِن بَعدِك
أمَّةً إنْ
أصابَهم ما
يحبُّون
حَمِدوا
وشَكَروا،
وإنْ أصابهم
ما يكرَهونَ
صَبَروا
واحتَسَبوا،
ولا حِلمَ ولا
عِلمَ، قال:
يا ربِّ، كيف
يكونُ هذا لهم
ولا حِلمَ ولا
عِلمَ؟ قال:
أُعطيهم مِن
حِلمي وعِلمي.
) (المحدث :
السيوطي ،
المصدر :
الجامع
الصغير،
الصفحة أو
الرقم: 6034 ،
خلاصة حكم
المحدث: صحيح
(إنَّ
اللَّهَ عزَّ
وجلَّ يقولُ
يا عيسى إنِّي
باعثٌ من
بعدِكَ
أمَّةً إن
أصابَهم ما
يحبُّونَ
حمِدوا
وشكروا وإن
أصابَهم ما يكرهونَ
احتسَبوا
وصبَروا ولا
حِلمَ ولا عِلمَ.
قالَ يا ربِّ
كيفَ هذا
لَهُم ولا
حِلمَ ولا
عِلمَ؟ قالَ
أعطيتُهم من
حِلمي وعِلمي)
(المحدث :
الشوكاني ،
المصدر : در
السحابة،
الصفحة أو
الرقم: 508 ،
خلاصة حكم
المحدث : [رجاله]
رجال الصحيح
غير الحسن بن
سوار ويزيد بن
ميسرة وهما
ثقتان
[83]
الراوي أبو
هريرة ،
المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم،
الصفحة أو
الرقم: 2699 ،
خلاصة حكم
المحدث: صحيح
[84]
الراوي
:
أبو أمامة
الباهلي ،
المحدث :
المنذري ،
المصدر
الترغيب
والترهيب،
الصفحة أو الرقم:
1/80 ،
خلاصة حكم
المحدث :
[إسناده صحيح
أو حسن أو ما قاربهما]
، انظر شرح
الحديث رقم 73042
التخريج
:
أخرجه
الترمذي (2685)،
وتمام في
((فوائده)) (1243)
باختلاف
يسير، والطبراني
(8/278) (7911) مختصراً.
[85] الراوي:
أبو الدرداء ،
المحدث:
الألباني،
المصدر :
صحيح أبي
داود، الصفحة
أو الرقم: 3641 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح
التخريج
:
أخرجه أبو
داود (3641) واللفظ
له، والترمذي
(2682)، وابن ماجه
(223)، وأحمد (21715)
[87] The
Moon's orbit
approximates an ellipse rather than a circle. However, the orientation (as well
as the shape) of this orbit is not fixed. In particular, the position of the
extreme points (the line of the apsides: perigee and apogee), rotates once (apsidal precession)
in about 3,233 days (8.85 solar years). It takes the Moon longer to return to
the same apsis because it has moved ahead during one revolution. This longer
period is called the anomalistic month and has an average length of 27.554551
days (27 d 13 h 18 min 33.2 s). The apparent diameter of the Moon varies with this
period, so this type has some relevance for the prediction of eclipses (see Saros), whose extent, duration, and appearance
(whether total or annular) depend on the exact apparent diameter of the Moon.
The apparent diameter of the full moon varies with the
full moon cycle, which is the beat period of
the synodic and anomalistic month, as well as the period after which the
apsides point to the Sun again.
An anomalistic month is longer than a sidereal month because the perigee moves in the same direction as the Moon is orbiting the Earth, one revolution in nine years. Therefore, the Moon takes a little longer to return to perigee than to return to the same star.
[88] Draconic month: A period of time between two consecutive passages of the Moon
through the same orbital node. The draconic month is shorter than the sidereal
month, due to precession of the Moon's orbit. It equals approximately 27
days 5 hours 5 minutes 35.8 seconds
[89] The sidereal month is the time the Moon takes to
complete one full revolution around the Earth with respect to the background
stars. However, because the Earth is constantly moving along its orbit about
the Sun, the Moon must travel slightly more than 360° to get from one new moon
to the next.
[90] It is customary to specify positions of celestial bodies with
respect to the vernal equinox. Because of Earth's precession of
the equinoxes, this point moves back slowly along the ecliptic.
Therefore, it takes the Moon less time to return to an ecliptic longitude of 0° than to the same
point amid the fixed stars: 27.321582 days (27 d 7
h 43 min 4.7 s). This slightly shorter period is known as tropical month
[91] الراوي:
عبدالله بن
عمر المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح
البخاري -
لصفحة أو
الرقم: 5302،
خلاصة حكم
المحدث: [صحيح]
[93] A lunation
or synodic month is
the average time from one new moon to the next. In the J2000.0 epoch, the average length of a lunation is 29.530588 days (or 29 days, 12 hours, 44 minutes, and 2.8 seconds).
However, the length of any one synodic month can vary from 29.26 to 29.80 days
due to the perturbing
effects of the Sun's gravity on the Moon's eccentric orbit.[3]
In a lunar calendar,
each month corresponds to a lunation. Each lunar cycle can be
assigned a unique lunation number to identify it. (https://en.wikipedia.org/wiki/New_moon).
The
currently-used standard epoch "J2000" is defined by international
agreement to be equivalent to (https://en.wikipedia.org/wiki/Epoch_(astronomy)#Julian_years_and_J2000):
1. The Gregorian date
January 1, 2000, at 12:00 TT (Terrestrial Time).
2. The Julian date
2451545.0 TT (Terrestrial Time).[12]
3. January 1, 2000, 11:59:27.816 TAI (International
Atomic Time).[13]
4.
January
1, 2000, 11:58:55.816 UTC (Coordinated
Universal Time).[14]
[105] الراوي:
عبدالله بن
عمر المحدث:
البخاري - المصدر:
صحيح البخاري
- الصفحة أو
الرقم: 5302،
خلاصة حكم
المحدث: [صحيح] )
[106] الراوي
: عبدالله
بن عمر ،
المحدث : البخاري ، المصدر :
صحيح
البخاري، الصفحة
أو الرقم: 1908 ،
خلاصة حكم
المحدث :
[صحيح]).
التخريج : أخرجه
البخاري (1908 )
واللفظ له،
ومسلم (1080) بنحوه
[107] الراوي
: محمد بن
سعد بن أبي
وقاص ،
المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
النسائي ،
الصفحة أو الرقم: 2136 ،
خلاصة حكم
المحدث : صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 33772
[108] الراوي
: سعد بن
أبي وقاص ، المحدث : الألباني، المصدر : صحيح
النسائي ، الصفحة
أو الرقم: 2135 ،
خلاصة حكم
المحدث : صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 4189
[109] الراوي
: سعد بن
أبي وقاص ، المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
النسائي ،
الصفحة أو
الرقم: 2134 ، خلاصة
حكم المحدث : صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 4192
[110] الراوي
: عبدالله
بن عباس ، المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
النسائي، الصفحة
أو الرقم: 2133 ،
خلاصة حكم
المحدث : صحيح
، انظر
شرح الحديث
رقم 33339
[111] الراوي
: عبدالله
بن عمر ،
المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
أبي داود ، الصفحة
أو الرقم: 2319 ،
خلاصة حكم
المحدث : صحيح
، انظر
شرح الحديث
رقم 1077
[112] الراوي
: عبدالله
بن عمر ،
المحدث : البخاري ،
المصدر : صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم:
1913 ، خلاصة حكم
المحدث : [صحيح]
[113] الراوي
: سعد
بن أبي وقاص، المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
ابن ماجه ، الصفحة
أو الرقم: 1352، خلاصة
حكم المحدث : صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 41768
[114] الراوي
: عبدالله
بن عمر ،
المحدث : أحمد
شاكر،
المصدر : مسند
أحمد، الصفحة
أو الرقم: 7/237 ،
خلاصة حكم
المحدث : إسناده
صحيح
[115] الراوي
: عبدالله
بن عمر ،
المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
النسائي ،
الصفحة أو
الرقم: 2138 ، خلاصة
حكم المحدث : صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 33167
[116] الراوي
: سعد بن
أبي وقاص ، المحدث : الوادعي
،
المصدر : الإلزامات
والتتبع ،
الصفحة أو
الرقم: 193 ، خلاصة
حكم المحدث : المتصل
أولى بالصواب
[117] الراوي : عبدالله
بن عمر ، المحدث الألباني
، المصدر : صحيح
النسائي، الصفحة أو
الرقم: 2140 ،
خلاصة
حكم المحدث صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 1075
[118] الراوي:
عبدالله بن عمر
، المحدث : الألباني
، المصدر: صحيح
ابن خزيمة ،
الصفحة
أو الرقم: 1909 ، خلاصة حكم
المحدث : إسناده
صحيح على شرط
الشيخين ، انظر
شرح الحديث
رقم 8419
[119] الراوي:
عبدالله بن
عمر ،
المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
ابن خزيمة ، الصفحة
أو الرقم: 1909 ، خلاصة
حكم المحدث : إسناده
صحيح على شرط
الشيخين ، انظر
شرح الحديث
رقم 8419
[120] الراوي
:
عبدالله بن
عمر ، المحدث :
البخاري ،
المصدر :
صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم: 1900 ، خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح]
[121] الراوي
:
عبدالله بن
عمر ، المحدث :
مسلم ، المصدر
: صحيح
مسلم، الصفحة
أو الرقم: 1080 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح . التخريج
:
أخرجه
البخاري (1907 )،
ومسلم (1080)
بمعناه
[122] الراوي
:
عبدالله بن
عمر ، المحدث :
مسلم ، المصدر
:
صحيح مسلم، الصفحة
أو الرقم: 1080 ، خلاصة
حكم المحدث :
صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 4131. التخريج :
أخرجه
البخاري (1907)
مختصرا،
ومسلم (1080)
واللفظ له
[123] الراوي
: عبدالله
بن عمر ، المحدث
: البخاري
، المصدر : صحيح
البخاري،
الصفحة أو
الرقم:
1907 ، خلاصة حكم
المحدث : [صحيح]
[124] الراوي
: أبو
هريرة ،
المحدث : الدارقطني
،
المصدر : شرح
العمدة (الصيام)
،
الصفحة أو
الرقم: 1/79 ، خلاصة
حكم المحدث:
أسانيده صحاح
[125] الراوي
: أبو هريرة
،
المحدث:
البيهقي ، المصدر : السنن
الكبرى
للبيهقي ، الصفحة
أو الرقم: 4/206 ،
خلاصة حكم
المحدث : ثابت
[126] الراوي
: عبدالله
بن عباس ، المحدث : النووي
، المصدر
: المجموع
،
الصفحة أو
الرقم: 6/406، خلاصة
حكم المحدث : إسناده
صحيح
[127] الراوي
: عبدالله
بن عباس ، المحدث : النووي
،
المصدر : المجموع
،
الصفحة أو
الرقم: 6/269 ، خلاصة حكم
المحدث : إسناده
صحيح ورواه
مسلم من رواية
ابن عباس
ولفظه (إن
الله قد أمده
لرؤيته، فإن
أغمي عليكم
فأكملوا
العدة
[128] الراوي
: عبدالله
بن عباس ، المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
ابن خزيمة
،الصفحة أو
الرقم: 1912 ، خلاصة
حكم المحدث : إسناده
صحيح رجاله
رجال البخاري
غير سماك بن
حرب
[129] الراوي
: عبدالله
بن عباس ، المحدث : ابن حجر
العسقلاني ، المصدر : التلخيص
الحبير ، الصفحة
أو الرقم: 2/793 ،
خلاصة حكم المحدث
: من هذا
الوجه،
وقالوا:
فأكملوا العدة
ثلاثين، وهو
من صحيح حديث
سماك لم يدلس فيه
ولم يلقن أيضا
[130] الراوي
: نفيع بن
الحارث
الثقفي أبو
بكرة ،المحدث: ابن حجر
العسقلاني ، المصدر : مختصر
البزار ، الصفحة
أو الرقم: 1/412 ،
خلاصة حكم
المحدث : إسناده
حسن
[131] الراوي
: عبدالله
بن عباس ، المحدث : الشوكاني
،
المصدر : نيل
الأوطار ، الصفحة
أو الرقم: 4/264،
خلاصة حكم
المحدث : صحيح
[132] الراوي
: عبدالله بن
عباس ، المحدث
: أحمد شاكر ،
المصدر: مسند
أحمد ،
الصفحة أو
الرقم: 3/305 ، خلاصة
حكم المحدث : إسناده
صحيح
[133] الراوي: عبدالله
بن عباس ، المحدث: الألباني، المصدر:
صحيح الجامع
، الصفحة
أو الرقم: 3809 ،
خلاصة حكم
المحدث : صحيح
[134] الراوي
: عبدالله
بن عباس، المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
النسائي ، الصفحة
أو الرقم: 2188 ،
خلاصة حكم المحدث
: صحيح
[135] الراوي
: أبو
هريرة ،
المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
النسائي ، الصفحة
أو الرقم: 2172 ،
خلاصة حكم
المحدث : صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 30602
[136] الراوي:
أبو هريرة،
المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
النسائي ، الصفحة
أو الرقم: 2116 ،
خلاصة حكم
المحدث : صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 42205
[137] الراوي
: عبدالله
بن عباس ،
المحدث:
الألباني ، المصدر : السلسلة
الصحيحة ، الصفحة
أو الرقم: 1917 ،
خلاصة حكم
المحدث : إسناده
جيد رجاله
ثقات رجال
مسلم
[138] الراوي
: عبدالله
بن عباس ، المحدث : الألباني
،
المصدر : صحيح
النسائي ، الصفحة
أو الرقم: 2128،
خلاصة حكم
المحدث : صحيح ، انظر
شرح الحديث
رقم 32673
[139] الراوي : عبدالله
بن عباس ، المحدث : أحمد
شاكر ،
المصدر : مسند
أحمد ، الصفحة أو
الرقم: 4/97 ، خلاصة
حكم المحدث : إسناده
صحيح