بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أزواج (أصناف) الملائكة

 

 

جمع وترتيب

أ.د. حسين يوسف العمري

قسم الفيزياء / جامعة مؤتة / الأردن

rashed@mutah.edu.jo

 


الموضوعات

الموضوع

الصفحة


المقدّمة

أصناف المخلوقات

أصناف الملائكة

6

6

6

المبحث الأوّل : الملائكة مخلوقات مغيبة عنا لا نراهم، أجسامهم نورانية وهم كثر لا حصر لهم

10

الفرع الأوّل : الملائكة قادرون على التشكل بالأشكال الجسمانية المرئية

10

الفرع الثاني : الملائكة كثرٌ ولا يرون

16

الفرع الثالث : كثرة الملائكة الذين يحجون البيت المعمور

18

الفرع الرابع : نزلَت سورةُ الأنعامِ وحولَها سبعونَ ألفَ ملَكٍ يحفونّها بالتَّسبيحِ

20

الفرع الخامس : أربعة مليار وتسعمائة مليون ملَكٍ يجرُّونَ جهنَّمَ

20

الفرع السّادس : سبعون ألفَ ملَكٍ هَبَطوا يومَ مات سَعدُ بنُ مُعاذٍ

21

الفرع السّابع : كيف تجعل سبعينَ ألفَ ملَكٍ يستغفرونَ لك؟

21

الفرع الثّامن : للملائكة أعداد مختلفة من الأجنحة

22

المبحث الثاني : الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُون

29

الفرع الأوّل : جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ

29

أكابر الملائكة و منهم سيدنا جبريل و ميكائيل

31

إنَّ في السَّماءِ ملَكينِ أحدُهُما يأمُرُ بالشِّدَّةِ والآخرُ يأمُرُ باللِّينِ وكلٌّ مصيبٌ جبريلُ وميكائيلُ

37

جبريلَ وميكائيلَ عن يمينِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعن شمالِه ، يومَ أُحُدٍ

38

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبْعَثُ عليَّ بن أبِي طالِبٍ في السَّرِيَّةِ جِبريلُ عن يَمينِه ومِيكائيِلُ عن يَسارِهِ

38

لا بلْ أسألُ اللهَ الرفيقَ الأعلَى مع جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ

39

اللَّهمَّ ربَّ جِبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ومحمَّدٍ أعوذُ بِك منَ النَّارِ

40

اللَّهمَّ ربَّ جَبرائيلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ إهدني لما اختُلفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِك

40

ميكائيلُ مسؤول عن نسم المؤمنين

42

علمُ ميكائيل

42

ميكائيل هو الملك الموكل بأرزاق العباد وجبريل تتخذه اليهودُ عدوّا لها

43

إسرافيل والنفخ في الصور

45

آخرَ من يبقى جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ وملكُ الموتِ

51

الفرع الثاني : حملة العرش

51

حملة العرش وتنزّل الأمر

53

ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة سنة

55

الفرع الثالث : ملكُ الموتِ

الموكل بقبض الأرواح هو ملك الموت وأعوانه

62

62

ملَكُ الموتِ بكلِّ مؤمنٍ رفيقٌ

71

أُرْسِلَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى عليهما السلامُ ، فلما جاءَهُ صكَّهُ ، فرجع إلى ربهِ

72

نسِيَ آدمُ فنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وخَطِئَ آدمُ فخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ

76

المبحث الثالث: مَلَائِكَةُ السّماء والأرض والجبال والسّحاب

81

أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَة عِنْد رَبِّهِمْ : ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفّاً ﴾

81

ملائكة تدبير الأمر

81

خزنة السّماء

82

خزنة الأرضِ

87

ملائكة الجبال

87

مَلَكٌ من الملائكةِ مُوَكَّلٌ بالسَّحَابِ

90

المبحث الرّابع: ملائكة الرعاية الرّبانية للشأن الإنساني

97

ملَكٌ نزل فقال يا محمدُ أرسلَني إليك ربُّك قال أملِكًا أجعلكَ أم عبدًا رسولًا

97

إنَّ اللَّهَ معَك يا رسول اللّه ثمّ ملائِكتَه وجبريلَ وميكائيلَ وعمر وأبو بَكرٍ والمؤمنونَ معَك يا رسول اللّه

101

ملائكة التسديد والتوفيق (عمرُ يقضي بالحقّ)

105

ملائكة الاستغفار

106

الملائكة السياحون الذين يسيحون يتبعون مجالس الذكر

108

الملائكة الذين يتعاقبون فينا (ملائكة بالليل وملائكة بالنهار)

109

دعوةُ المرءِ مستجابةٌ لأخيهِ بظَهْرِ الغيبِ، عندَ رأسِهِ ملَكٌ يؤمِّنُ على دعائِهِ

110

الملائكة الموكلون بالأجنّة

111

الملائكة المعقبات الحفظة الذين يحفظون الإنسان

117

الملائكة الموكلون بمراقبة أعمال المكلفين و حفظها و تسجيلها

118

يومُ الجمعةِ على كلِّ بابٍ من أبوابِ المسجدِ ملَكٌ يكتبُ الأوَّلَ فالأوَّلَ

121

من باتَ طاهرًا باتَ في شعارِهِ ملكٌ

122

فإن ذَكَرَ اللَّهَ ثمَّ نامَ ، باتَ الملَكُ يَكْلؤُهُ

124

إذا قام يُصلِّي أتاه ملَكٌ ، فيضَعُ فاه على فيه

124

سبحان اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، تلقاهن ملكٌ ، يعرجُ بهن إلى اللهِ

125

ملك يرفع حكمة الآدمي إذا تواضع وإذا تكبر وضع حكمته

126

زارَ رجُلٌ أخًا لَهُ في قريَةٍ فأرْصَدَ اللهُ لَهُ ملَكًا علَى مَدْرَجَتِه

128

ملك يردف الراكب يخلو في مسيره بالله وذكره

129

ملائكة الآيات والبشارات

129

كان مع أبي بكرٍ ملَكٌ يَرُدُّ عنه

133

عثمان تستحي منه الملائكة

134

أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مَلَكٌ فبشّره أنَّ الحسنَ والحسينَ سيدا شبابِ أهلِ الجنةِ، وأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ

136

دخل على النّبيَّ البيتَ ملَكٌ لم يدخلْ عليه قبلَها ، فقال له ، إنَّ ابنَك هذا : حُسَينٌ مَقتولٌ

138

مدد ملائكة التثبيت والقتال يوم بدر

139

المدينة إذا خرج الدجال ؛ على كل نقب من أنقابها ملك

152

وهناك ملائكة موكلون بأمور أخرى من تفسيرات بعض الآيات

155

المبحث الخامس : ملائكة حياة البرزخ

160

ملائكة الرحمة وملائكة العذاب

160

الموكل بفتنة القبر هما : منكر ونكير عليهما السلام

164

ملائكةٌ صمٌّ عميٌ معهم فطاطيسُ من حديدٍ

167

الإنسانُ إذا دُفِنَ فتفرق عنه أصحابُه جاءه مَلَكٌ في يدِه مِطراقٌ فأقعده

168

المبحث السّادس: ملائكة الموقف للحساب وملائكة الجنة وخزنة النار

171

الفرع الأوّل: الموقف للحساب

171

وينزلُ الجبَّارُ عزَّ وجلَّ في ظُلَلٍ من الغمامِ والملائكةُ

171

والملك صفّا صفّا

175

فيجيبني ملَكٌ فيقولُ : وهل تدري ما أحدثوا بعدك

175

الفرع الثاني: ملائكة الجنة ، وهم خزنة الجنة وفي مقدمتهم رضوان عليه السلام

175

الفرع الثالث: خزنة النار

183

أربعة مليار وتسعمائة مليون ملَكٍ يجرُّونَ جهنَّمَ

183

الموكلون بالنار (خزنة النار) وفي مقدمتهم مالك عليه السلام

184

خزنة جهنم (النّار) وخزنةُ الأرضِ

192

تَعَنُّت الْكُفَّار وَعِنَادهمْ : (لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا)

ومن أعمدة الكفر الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة وَعُتْبَة بْن رَبِيعَة وأبولهب

ومن رؤوس النفاق هذا عبدالله بن أبي زعيم المنافقين

194

196

198

المبحث السّابع: ميزة الإنسان على الملائكة

200

ميزة الإنسان على الملائكة بالعلم والتعلم

200

تحمل الإنسان للأمانة

211

سيد قطب والحديث عن الأمانة

212

ومن علامات المنافق: (وإذا اؤْتُمِنَ خانَ)

215

اللّه رفع للإنسان ذكره

216

أحاديث العروج وسؤال خازن السماء

217

 


المقدّمة

أصناف المخلوقات

المخلوقات كلّها أزواج (العمري: بحثا الأزواج الفيزيائية والرياضياتية) وفيما يلي طائفة من بعض أصناف وأزواج الخلق التي أشار لها المفسّرون:  أخرج ابن المنذر عن ابن جرير في تفسير قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا) [يس 36]: الأصناف كلّها. الملائكة زوج، والإنس زوج، والجنّ زوج، ومما تنبت الأرض زوج، وكل صنف من الطير زوج، ثم فسر فقال: (مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس 36] الروح لا تعلمها الملائكة ولا خلق الله، ولم يطلع على الرّوح أحد (السيوطي م7، ص 55).

وأوضحَ حديثُ الرّوحِ أنّ روح المؤمن روحٌ طيّبة تخرج بأطيب رائحة، ويقابلها روح الكافر؛ إذ هي خبيثة تخرج ولها أنتن ريح جيفة.  وقد بيّن القرآن أزواجَ النّفس:-

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس 7-10].  وَقَوْله تَعَالَى " وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا" أَيْ خَلَقَهَا سَوِيَّة مُسْتَقِيمَة عَلَى الْفِطْرَة الْقَوِيمَة : " فَأَقِمْ وَجْهَك لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لِخَلْقِ اللَّه"   .  قَالَ اِبْن عَبَّاس " فَأَلْهَمَهَا فُجُورهَا وَتَقْوَاهَا " بَيَّنَ لَهَا الْخَيْر وَالشَّرّ (ابن كثير).  (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نَفْسه بِطَاعَةِ اللَّه وَطَهَّرَهَا مِنْ الْأَخْلَاق الدَّنِيئَة وَالرَّذَائِل : " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اِسْم رَبّه فَصَلَّى " (ابن كثير) .  (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) أَيْ أَخْمَلَهَا وَوَضَعَ مِنْهَا بِخِذْلَانِهِ إِيَّاهَا عَنْ الْهُدَى حَتَّى رَكِبَ الْمَعَاصِي وَتَرَكَ طَاعَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّه نَفْسه وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّى اللَّه نَفْسه .    و كَانَ رَسُول اللَّه يَقُول " ... اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْر مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيّهَا وَمَوْلَاهَا ... ".

وأقسم سبحانه بالنّفس اللّوامة (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [القيامة 2]: عَنْ الْحَسَن أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ أَحَد مِنْ أَهْل السَّمَوَات وَالْأَرَضِينَ إِلَّا يَلُوم نَفْسه يَوْم الْقِيَامَة وعَنْ سِمَاك أَنَّهُ سَأَلَ عِكْرِمَة عَنْ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (في الآية) "وَلَا أُقْسِم بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَة" قَالَ يَلُوم عَلَى الْخَيْر وَالشَّرّ لَوْ فَعَلْت كَذَا وَكَذَا ... والْأَشْبَه بِظَاهِرِ التَّنْـزِيل أَنَّهَا الَّتِي تَلُوم صَاحِبهَا عَلَى الْخَيْر وَالشَّرّ وَتَنْدَم عَلَى مَا فَاتَ (ابن كثير).

‏و‏ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ: ‏( ‏الْكَيِّسُ ‏ ‏مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ ‏). ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ .

 (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطَمْئِنَة * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) [الفجر 27-28]. النَّفْسُ الْمُؤْمِنَة السَّاكِنَة الْمُوقِنَة أَيْقَنَتْ أَنَّ اللَّه رَبّهَا ، فَأَخْبَتَتْ لِذَلِكَ...  الْمُطْمَئِنَّة بِثَوَابِ اللَّه ..... الرَّاضِيَة بِقَضَاءِ اللَّه ... الْآمِنَة مِنْ عَذَاب اللَّه .  رَاضِيَة نَفْسهَا ، مَرْضِيَّة قَدْ رَضِيَتْ عَنْ اللَّه وَرَضِيَ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا (ابن كثير).

وهناك نفوس تسوّل لأصحابها المؤامرات: (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف 18]، ونفوس تأمر أصحابها بالسّوء: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) [يوسف 53].

ومن أصناف الخلق الملائكة، ولهم مهام ووظائف مختلفة.  جبريل –عليه السّلام- هو الملك الموكلُ بالوحي، وهناك ملائكةُ العذاب، والرّحمة، وملك النّار والجنّة، والملائكة الموكلة بتصريف الرّياح والسّحاب، والجبال، وملك الموت، والملائكة الّتي تنفخ الرّوح في الجنين، والحفظة، والكتبة، وهناك حملة العرش.  وللملائكة أعداد مختلفة من الأجنحة (جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ) [فاطر 1]. 

وقوله (والَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا) [الزّخرف 12] أي: والّذي خلق كلّ شيء فزوّجه (الطبري م 13 ج 25 ص 68).  و (الْأَزْوَاجَ) الأجناس والأصناف (الزّمخشري م 3 ص 479، 322).  أي أنواع وأصناف المخلوقات من كلّ شيء (أبو حيّان ج 9 ص 361، الرّازي م 14 ج 27 ص 198).  وعن ابن عباس الأزواج الضروب والأنواع كالحلو والحامض والأبيض والأسود والذكر والأنثى.  وعن الحسن: السّماء والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر، والبرّ والبحر، والموت والحياة، فعدّد أشياء، وقال: كلّ اثنين منها زوج (الزّمخشري م 4 ص 20، أبو حيّان ج 9 ص 560، العمادي 1994 ج 8 ص 143).  قال مجاهد: إشارة إلى المتضادات والمتقابلات، كالليل والنهار، والشقاوة والسعادة، والهدى والضلال، والسّماء والأرض، والسواد والبياض، والصحة والمرض، والكفر والإيمان (الطبري م 13 ج 27 ص 12-13).  إنَّ الله تبارك وتعالى، خلق لكلّ ما خلق من خلقه ثانياً له مخالفاً في معناه، فكلّ واحد منهما زوج للآخر، ولذلك قيل: خلقنا زوجين.  فهو أدل على القدرة التي توجد الضّدين (أبو حيّان ج 9 ص 560).  قال المنطقيّون المراد بالشيء الجنس وأقلّ ما يكون تحت الجنس نوعان فمن كلّ جنس أو زوج خلق نوعين: من الجوهر مثلا المادّي والمجرّد، ومن المادّي النامي والجامد، ومن النامي المدرك والنبات، ومن المدرك الناطق والصامت، وكلّ ذلك يدلّ على أنّه سبحانه وتعالى فردٌ لا كثرة فيه (الرّازي م 14 ج 28 ص 228، أبو حيّان ج 9 ص 560، العمادي 1994 ج 8 ص 143).  وقال بعض المحقّقين كلّ ما سوى الله فهو زوج كالفوق والتحت واليمين واليسار والقدّام والخلف والماضي والمستقبل والصيف والشتاء والربيع والخريف (أبو حيّان ج 9 ص 361، الرّازي م 14 ج 27 ص 198، العمادي 1994 ج 8 ص 41).  وكونها أزواجاً يدلّ على كونها محدثة مسبوقة بالعدم، فأمّا الحقّ سبحانه فهو فرد مطلقٌ منـزّه عن الضّدّ والنّدّ والمقابل والمعاضد والمعارض، هو الفرد الذي يقدر على خلق الشيء وخلافه، وابتداع زوجين من كلّ شيءٍ (أبو حيّان ج 9 ص 361، الرّازي م 14 ج 27 ص 198، أبو حيّان ج 9 ص 560، الزّمخشري م 4 ص 20، الطبري م 13 ج 27 ص 12-13).

أصناف الملائكة

ومن أصناف الخلق الملائكة، ولهم مهام ووظائف مختلفة : جبريل -عليه السّلام- هو الملك الموكلُ بالوحي، وهناك ملائكةُ العذاب، والرّحمة، وملك النّار والجنّة، والملائكة الموكلة بتصريف الرّياح والسّحاب، والجبال، وملك الموت، والملائكة الّتي تنفخ الرّوح في الجنين، والحفظة، والكتبة، وهناك حملة العرش.

يقول النابلسي: الملائكة لا يتناكحون، ولا يتناسلون، ولا يأكلون، ولا يشربون, و إنما عباد مكرمون طائعون لله لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.  يحملون رسالات ربهم في العالمين ويؤدون وظائفهم في الأكوان بحسب مجرى الأقدار, وينفذون أوامر الله بحذافيرها على مراد الله العزيز الجبار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم 6).

ويقول سبحانه : (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) 73).  اللَّهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى أَعْلَمَ الْمَلَائِكَة قَبْل خَلْق آدَم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِأَنَّهُ سَيَخْلُقُ بَشَرًا مِنْ صَلْصَال مِنْ حَمَإٍ مَسْنُون وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ بِالْأَمْرِ : مَتَى فَرَغَ مِنْ خَلْقه وَتَسْوِيَته فَلْيَسْجُدُوا لَهُ إِكْرَامًا وَاحْتِرَامًا وَامْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَامْتَثَلَ الْمَلَائِكَة كُلّهمْ ذَلِكَ سِوَى إِبْلِيس وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ جِنْسًا ، كَانَ مِنْ الْجِنّ فَخَانَهُ طَبْعُهُ وَجِبِلَّته فَاسْتَنْكَفَ عَنْ السُّجُود لِآدَمَ وَخَاصَمَ رَبّه عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ وَادَّعَى أَنَّهُ خَيْر مِنْ آدَم (ابن كثير).

المبحث الأوّل : الملائكة مخلوقات مغيبة عنا لا نراهم ، أجسامهم نورانية وهم كثر لا حصر لهم

الملائكة مخلوقات مغيبة عنا لا نراهم, ذات أجسام نورانية قادرون على التشكل بالأشكال الجسمانية المرئية :

الفرع الأوّل : الملائكة قادرون على التشكل بالأشكال الجسمانية المرئية

الآيات : (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) (مريم 17)

 (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) (الذاريات 28-24)

 (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ*  إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَي * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ) (الحجر : 55 - 51).  ضَيْف إِبْرَاهِيم : الْمَلَائِكَة الَّذِينَ بَشَّرُوهُ بِالْوَلَدِ وَبِهَلَاكِ قَوْم لُوط . وَكَانَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام يُكَنَّى أَبَا الضِّيفَانِ (تفسير القرطبي).

(وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ  ) (العنكبوت 34- 31)

لَمَّا خَرَجَتْ الْمَلَائِكَة مِنْ عِنْد إِبْرَاهِيم , وَكَانَ بَيْن إِبْرَاهِيم وَقَرْيَة لُوط أَرْبَعَة فَرَاسِخ بَصُرَتْ بِنْتَا لُوط - وَهُمَا تَسْتَقِيَانِ - بِالْمَلَائِكَةِ وَرَأَتَا هَيْئَة حَسَنَة , فَقَالَتَا : مَا شَأْنكُمْ ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ ؟ قَالُوا : مِنْ مَوْضِع كَذَا نُرِيد هَذِهِ الْقَرْيَة قَالَتَا : فَإِنَّ أَهْلهَا أَصْحَاب الْفَوَاحِش ; فَقَالُوا : أَبِهَا مَنْ يُضَيِّفنَا ؟ قَالَتَا : نَعَمْ ! هَذَا الشَّيْخ وَأَشَارَتَا إِلَى لُوط ; فَلَمَّا رَأَى لُوط هَيْئَتهمْ خَافَ قَوْمه , عَلَيْهِمْ . (القرطبي)

 (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * ) (ص 22-21)

لِأَنَّهُمَا أَتَيَاهُ لَيْلًا فِي غَيْر وَقْت دُخُول الْخُصُوم . وَقِيلَ : لِدُخُولِهِمْ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذْنه . وَقِيلَ : لِأَنَّهُمْ تَسَوَّرُوا عَلَيْهِ الْمِحْرَاب وَلَمْ يَأْتُوهُ مِنْ الْبَاب . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : وَكَانَ مِحْرَاب دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ الِامْتِنَاع بِالِارْتِفَاعِ , بِحَيْثُ لَا يَرْتَقِي إِلَيْهِ آدَمِي بِحِيلَةٍ إِلَّا أَنْ يُقِيم إِلَيْهِ أَيَّامًا أَوْ أَشْهُرًا بِحَسَبِ طَاقَته , مَعَ أَعْوَان يَكْثُر عَدَدهمْ , وَآلَات جَمَّة مُخْتَلِفَة الْأَنْوَاع . وَلَوْ قُلْنَا : إِنَّهُ يُوصَل إِلَيْهِ مِنْ بَاب الْمِحْرَاب لَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ ذَلِكَ : " تَسَوَّرُوا الْمِحْرَاب " إِذْ لَا يُقَال تَسَوَّرَ الْمِحْرَاب وَالْغُرْفَة لِمَنْ طَلَعَ إِلَيْهَا مِنْ دَرَجِهَا , وَجَاءَهَا مِنْ أَسْفَلهَا إِلَّا أَنْ يَكُون ذَلِكَ مَجَازًا ; وَإِذَا شَاهَدْت الْكُوَّة الَّتِي يُقَال إِنَّهُ دَخَلَ مِنْهَا الْخَصْمَانِ عَلِمْت قَطْعًا أَنَّهُمَا مَلَكَانِ ; لِأَنَّهَا مِنْ الْعُلُوّ بِحَيْثُ لَا يَنَالهَا إِلَّا عُلْوِيّ . قَالَ الثَّعْلَبِيّ : وَقَدْ قِيلَ : كَانَ الْمُتَسَوِّرَانِ أَخَوَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل لِأَبٍ وَأُمّ . فَلَمَّا قَضَى دَاوُدُ بَيْنهمَا بِقَضِيَّةٍ قَالَ لَهُ مَلَك مِنْ الْمَلَائِكَة : فَهَلَّا قَضَيْت بِذَلِكَ عَلَى نَفْسك يَا دَاوُدُ . قَالَ الثَّعْلَبِيّ : وَالْأَوَّل أَحْسَن أَنَّهُمَا كَانَا مَلَكَيْنِ نَبَّهَا دَاوُدَ عَلَى مَا فَعَلَ . قُلْت : وَعَلَى هَذَا أَكْثَر أَهْل التَّأْوِيل . فَإِنْ قِيلَ : كَيْف يَجُوز أَنْ يَقُول الْمَلَكَانِ " خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْض " وَذَلِكَ كَذِب وَالْمَلَائِكَة عَنْ مِثْله مُنَزَّهُونَ . فَالْجَوَاب عَنْهُ أَنَّهُ لَا بُدّ فِي الْكَلَام مِنْ تَقْدِير ; فَكَأَنَّهُمَا قَالَا : قَدِّرْنَا كَأَنَّنَا خَصْمَانِ بَغَى بَعْضنَا عَلَى بَعْض فَاحْكُمْ بَيْننَا بِالْحَقِّ , وَعَلَى ذَلِكَ يُحْمَل قَوْلهمَا : " إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْع وَتِسْعُونَ نَعْجَة " لِأَنَّ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ بِصُورَةِ الْخَبَر فَالْمُرَاد إِيرَادُهُ عَلَى طَرِيق التَّقْدِير لِيُنَبَّهَ دَاوُدُ عَلَى مَا فَعَلَ ; وَاَللَّه أَعْلَم . إِنْ قِيلَ : لِمَ فَزِعَ دَاوُدُ وَهُوَ نَبِيّ , وَقَدْ قَوِيَتْ نَفْسه بِالنُّبُوَّةِ , وَاطْمَأَنَّتْ بِالْوَحْيِ , وَوَثِقَتْ بِمَا آتَاهُ اللَّه مِنْ الْمَنْزِلَة , وَأَظْهَرَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ الْآيَات , وَكَانَ مِنْ الشُّجَاعَة فِي غَايَة الْمَكَانَة ؟ قِيلَ لَهُ : ذَلِكَ سَبِيل الْأَنْبِيَاء قَبْله , لَمْ يَأْمَنُوا الْقَتْل وَالْأَذِيَّة وَمِنْهُمَا كَانَ يُخَاف . أَلَا تَرَى إِلَى مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلَام كَيْف قَالَا : " إِنَّنَا نَخَاف أَنْ يَفْرُط عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى " [ طه : 45 ] فَقَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " لَا تَخَافَا " . وَقَالَتْ الرُّسُل لِلُوطٍ : لَا تَخَفْ " إِنَّا رُسُل رَبّك لَنْ يَصِلُوا إِلَيْك " [ هُود : 81 ] وَكَذَا قَالَ الْمَلَكَانِ هُنَا : " لَا تَخَفْ " . قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق : بَعَثَ اللَّه إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ يَخْتَصِمَانِ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي مِحْرَابه - مَثَلًا ضَرَبَهُ اللَّه لَهُ ولأوريا فَرَآهُمَا وَاقِفَيْنِ عَلَى رَأْسه ; فَقَالَ : مَا أَدْخَلَكُمَا عَلَيَّ ؟ قَالَا : " لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضنَا عَلَى بَعْض " فَجِئْنَاك لِتَقْضِيَ بَيْننَا (تفسير القرطبي) .

- (بينما نحن عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ شديدُ سوادِ الشعرِ ، لا نرَى عليه أثرَ السفرِ ولا نعرفُه ، حتَّى جلس إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فأسند ركبتَه إلى ركبتِه ووضع كفَّيهِ على فخذِه ثمَّ قال : يا محمدُ أخبرْني عن الإسلامِ ، ما الإسلامُ ؟ قال : أنْ تشهدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهَ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ الزكاةَ وتصومَ رمضانَ وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا . قال : صدقتَ : قال عمرُ : فعجِبنا له يسألهُ ويصدقُه . فقال : يا محمدُ أخبرني عن الإيمانِ ما الإيمانُ ؟ قال : الإيمانُ أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ والقدرِ كلِّه خيرِه وشرِّه . قال : صدقتَ . قال : فأخبرني عن الإحسانِ ما الإحسانُ ؟ قال : أنْ تعبدَ اللهَ كأنك تراهُ فإن لم تكنْ تراهُ فإنه يراكَ . فقال : أخبرني عن الساعةِ متى الساعةُ ؟ قال : ما المسئولُ عنها بأعلمَ من السائلِ . فقال : أخبرني عن أماراتِها . قال : أنْ تلدَ الأمةُ ربَّتها وأنْ ترَى الحفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البناءِ ، قال : ثمَّ انطلقَ الرجلُ ، قال عمرُ : فلبثتُ ثلاثًا ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : يا عمرُ أتدري من السائلُ ؟ قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : فإنه جبريلُ عليه السلامُ أتاكم يعلِّمَكم دينَكم) ([1]).

- (أنَّ الحارثَ بنَ هشامٍ سأل النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : كيف يأتيك الوحيُ ؟ فقال " أحيانًا يأتيني في مثل صلصلةِ الجرسِ وهو أشدُّهُ عليَّ . ثم يُفصمُ عني وقد وعيتُه . وأحيانًا ملكٌ في مثلِ صورةِ الرجلِ . فأعِي ما يقولُ " .) ([2]).

- (إنَّ رجلًا قتلَ تِسعةً وتِسعينَ نفسًا ، ثمَّ عُرِضَتْ لهُ التَّوبةُ ، فسألَ عن أعلَمِ أهلِ الأرضِ ؟ فَدُلَّ علَى راهِبٍ ، فأتاهُ ، فقالَ : إنَّه قتلَ تِسعةً وتِسعينَ نفسًا ، فهلْ لهُ مِن توبةٍ ؟ فقال : لا ، فَقَتلَه ، فكَمَّلَ بهِ مائةً ، ثمَّ سألَ عن أعلَمِ أهلِ الأرضِ ؟ فَدُلَّ على رجلٍ عالمٍ ، فقال : إنَّه قتلَ مِائةَ نفسٍ ، فهلْ لهُ من توبةٍ ؟ قال : نعَمْ ، ومَن يحولُ بينَه وبينَ التَّوبةِ ؟ انطلقْ إلى أرضِ كَذا وكَذا ، فإنَّ بِها أُناسًا يعبُدونَ اللهَ ، فاعبُدِ اللهَ معهُمْ ، ولا ترجعْ إلى أرضِكَ ، فإنَّها أرضُ سَوءٍ ، فانطلقَ حتَّى إذا نِصفُ الطَّريقَ أتاه الموتُ ، فاختصَمَتْ فيهِ ملائكةُ الرَّحمةِ ، وملائكةُ العَذابِ ، فقالتْ ملائكةُ الرَّحمةِ : جاء تائبًا مُقبلًا بقلبِه إلى اللهِ تعالى ، وقالتْ ملائكةُ العذابِ : إنَّه لَم يعمَلْ خيرًا قطُّ ، فأتاهُم ملَكٌ في صورةِ آدَميٍّ ، فجعَلوه بينَهم ، فقالَ : قيسوا بينَ الأرضَيْنِ ، فإلى أيَّتِهِما كان أدنى فهوَ لها ، فقاسوا ، فوجَدوه أدنى إلى الأرضِ الَّتي أرادَ ، فَقَبضَتُهُ ملائكةُ الرَّحمَةِ) ([3]).

(إن ثلاثةً في بني إسرائيلَ : أبرصُ وأقرعُ وأعمى ، بدا للهِ أن يبتليَهم ، فبعث إليهم ملكًا ، فأتى الأبرصَ فقال : أي شيءٍ أحبُّ إليك ؟ قال : لونٌ حسنٌ ، وجلدٌ حسنٌ ، قد قذِرني الناسُ ، قال : فمسحَه فذهبَ عنه ، فأعطي لونًا حسنًا ، وجلدًا حسنًا ، فقال : أي المالِ أحبُّ إليك ؟ قال : الإبلُ - أو قال البقرُ ، هو شكٌ في ذلك : أن الأبرصَ والأقرعَ : قال أحدُهما الإبلُ ، وقال الآخرُ البقرُ - فأُعطيَ ناقةً عُشَراءَ ، فقال : يُبَارَكْ لك فيها . وأتى الأقرعَ فقال : أي شيءٍ أحبُّ إليك ؟ قال : شعرٌ حسنٌ ، ويذهبُ عني هذا ، قد قذرني الناسُ ، قال : فمسحه فذهب ، وأعطي شعرًا حسنًا ، قال : فأي المالِ أحبُّ إليك ؟ قال : البقرُ ، قال : فأعطاه بقرةً حاملًا ، وقال يبارَكْ لك فيها . وأتى الأعمى فقال : أي شيءٍ أحبُّ إليك ؟ قال : يردُّ اللهُ إليَّ بصري ، فأُبصِر به الناسَ ، قال : فمسحه فردّ اللهُ إليه بصرَه ، قال : فأي المالِ أحبُّ إليك ؟ قال : الغنمُ ، فأعطاه شاةً والدًا ، فأنتج هذان وولد هذا ، فكان لهذا وادٍ من إبلٍ ، ولهذا وادٍ من بقرٍ ، ولهذا وادٍ من غنمٍ ، ثم إنه أتى الأبرصَ في صورتِه وهيئتِه ، فقال : رجلٌ مسكينٌ ، تقطعتْ بي الحبالُ في سفري ، فلا بلاغَ اليوم إلا باللهِ ثم بك ، أسألُك بالذي أعطاك اللونَ الحسنَ والجلدَ الحسنَ والمالَ ، بعيرًا أتبلغُ عليه في سفري . فقال له : إن الحقوقَ كثيرةٌ ، فقال له : كأني أعرفُك ، ألم تكنْ أبرصَ يقذرُك الناسُ فقيرًا فأعطاك اللهُ ؟ فقال : لقد ورِثتُ لِكابرٍ عن كابرٍ ، فقال : إن كنت كاذبًا فصيرك اللهُ إلى ما كنتَ . وأتى الأقرعَ في صورتِه وهيئتِه ، فقال له مثلَ ما قال لهذا ، فردّ عليه مثلَ ما ردّ عليه هذا ، فقال : إن كنت كاذبًا صيرك اللهُ إلى ما كنت . وأتى الأعمى في صورتِه ، فقال : رجلٌ مسكينٌ وابنُ سبيلٍ ، وتقطعتْ بي الحبالُ في سفري ، فلا بلاغَ اليوم إلا باللهِ ثم بك ، أسألُك بالذي ردّ عليك بصرَك شاةً أتبلغُ بها في سفري ، فقال : قد كنتُ أعمى فردَّ اللهُ بصري ، وفقيرًا فقد أغناني ، فخذْ ما شئتَ ، فواللهِ لا أجهدُك اليوم بشيءٍ أخذتَه للهِ ، فقال : أمسكْ مالَك ، فإنما ابتليتم ، فقد رضي اللهُ عنك ، وسخطَ على صاحبيك) (الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3464، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[)

(إن ثلاثةً في بني إسرائيلَ . أبرصَ وأقرعَ وأعمَى . فأراد اللهُ أن يبتلِيَهم . فبعث إليهم ملَكًا . فأتَى الأبرصَ فقال : أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك ؟ قال : لونٌ حسنٌ وجلدٌ حسنٌ ويذهبُ عني الذي قد قذرني الناسُ . قال فمسحه فذهب عنه قذرُه . وأُعطِيَ لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا . قال : فأيُّ المالِ أحبُّ إليك ؟ قال : الإبلُ ( أو قال البقرُ . شك إسحاقُ ) - إلا أن الأبرصَ أو الأقرعَ قال أحدُهما : الإبلُ . وقال الآخرُ البقرُ - قال فأُعطِيَ ناقةً عشراءَ . فقال : بارك اللهُ لك فيها . قال فأتَى الأقرعَ فقال : أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك ؟ قال : شعرٌ حسنٌ ويذهبُ عني هذا الذي قذرني الناسُ . قال فمسحه فذهب عنه . وأُعطِيَ شعرًا حسنًا . قال : فأيُّ المالِ أحبُّ إليك ؟ قال : البقرُ . فأُعطِيَ بقرةً حاملًا . فقال : بارك اللهُ لك فيها . قال فأتَى الأعمَى فقال : أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك ؟ قال : أن يردَّ اللهُ إليَّ بصرِي فأبصرُ به الناسَ . قال فمسحه فردَّ اللهُ إليه بصرَه . قال : فأيُّ المالِ أحبُّ إليك ؟ قال : الغنمُ . فأُعطِيَ شاةً والدًا . فأُنتج هذانِ وولَّد هذا . قال : فكان لهذا وادٍ من الإبلِ . ولهذا وادٍ من البقرِ . ولهذا وادٍ من الغنمِ . قال ثم إنه أتَى الأبرصَ في صورتِه وهيئتِه فقال : رجلٌ مسكينٌ . قد انقطعت بِيَ الحبالُ في سفري . فلا بلاغَ لي اليومَ إلا باللهِ ثم بك . أسألُك ، بالذي أعطاك اللونَ الحسنَ والجلدَ الحسنَ والمالَ ، بعيرًا أتبلغُ عليه في سفرِي . فقال : الحقوقُ كثيرةٌ . فقال له : كأنِّي أعرفُك . ألم تكنْ أبرصَ يقذرُك الناسُ ؟ فقيرًا فأعطاك اللهُ ؟ فقال : إنما وَرِثت هذا المالَ كابرًا عن كابرٍ . فقال : إن كنت كاذبًا ، فصيَّرك اللهُ إلى ما كنتَ . قال وأتَى الأقرعَ في صورتِه فقال له مثل ما قال لهذا . وردَّ عليه مثل ما ردَّ على هذا . فقال : إن كنت كاذبًا فصيَّرك اللهُ إلى ما كنت . قال وأتَى الأعمَى في صورتِه وهيئتِه فقال : رجلٌ مسكينٌ وابنُ سبيلٍ . انقطعت بي الحبالُ في سفري . فلا بلاغَ لي اليومَ إلا باللهِ ثم بك . أسألُك ، بالذي ردَّ عليك بصرَك ، شاةً أتبلغُ بها في سفري . فقال : قد كنتُ أعمَى فردَّ اللهُ إلي بصري . فخذْ ما شئت . ودعْ ما شئت . فواللهِ ! لا أجهدُك اليومَ شيئًا أخذته للهِ . فقال : أمسكْ مالَك . فإنما ابتليتم . فقد رضِيَ عنك وسخِطَ على صاحبَيك) (الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2964، خلاصة حكم المحدث: صحيح)

الفرع الثاني : الملائكة كثرٌ ولا يرون

- (إنِّي أرى ما لا ترونَ وأسمعُ ما لا تسمعونَ أطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لَها أن تئطَّ والَّذي نفسي بيدِه ما فيها موضعُ أربعةِ أصابعَ إلَّا ملَكٌ واضعٌ جبهتَهُ ساجدًا للَّهِ واللَّهِ لو تعلمونَ ما أعلمُ لضحِكتُم قليلًا ولبَكيتُم كثيرًا وما تلذَّذتُم بالنِّساءِ على الفرشاتِ ولخرجتُم إلى الصُّعُداتِ تجأرونَ إلى اللَّهِ قالَ أبو ذرٍّ يا ليتَني كنتُ شجرةً تُعضَدُ) ([4]) .

- (إني أرى ما لا تَرَوْنَ وأسمعُ ما لا تسمعون أَطَتِ السماءُ وحقٌّ لها أن تَئِطُّ ما فيها موضعُ أربعِ أصابعَ إلا وملكٌ واضعٌ جبهتَه للهِ ساجدًا واللهِ لو تعلمون ما أعلمُ لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا وما تلذَّذتم بالنساءِ على الفُرُشِ ولخرجتم إلى الصُّعداتِ تجأرونَ إلى اللهِ لوددتُ أني كنتُ شجرةً تُعْضَدُ) ([5]) .

- (إنِّي أرى ما لا تَرونَ ، وأسمَعُ مالاتسمَعونَ ، أطَّتِ السماءُ ، وحُقَّ لها أن تَئِطَّ ، ما فيها موضِعُ قدمٍ إلَّا ملَكٌ واضعٌ جبهتَه ساجدًا للهِ ، واللهِ لَو تعلَمونَ ما أعلمُ لضحِكتُمْ قليلًا ، ولبكَيتُمْ كثيرًا ، وما تلذَّذْتُم بالنِّساءِ على الفرُشِ ولخرَجتُم إلى الصُعُداتِ تجأَرونَ إلى اللهِ ، واللهِ لودِدتُ أنِّي شجَرةٌ تُعضدُ ) ([6]).

- (إِنَّي أرى ما لا ترونَ ، وأسمعُ ما لا تسمعونَ ، أطَّتِ السماءُ ، وحُقَّ لها أنْ تَئِطَّ ، ما فيها موضعُ أربعِ أصابِعَ ، إلَّا وملَكٌ واضعٌ جبهَتَهُ للهِ تعالى ساجدًا ، واللهِ لو تعلمونَ ما أعلَمُ ، لضَحِكتُم قليلًا ، ولبكيتُم كثيرًا ، وما تلذذتُم بالنساءِ على الفُرُشِ ، ولخرجْتُمْ إلى الصُعُداتِ تَجْأرونَ إلى اللهِ) ([7]).

- (أطت السماء أطَّتِ السماءُ و يحقُّ لها أن تَئِطَّ ، و الذي نفسُ محمدٍ بيدِه ، ما فيها موضعُ شبرٍ إلا و فيه جبهةُ ملَكٍ ساجدٍ يُسبِّحُ اللهَ بحمدِه) ([8]).

- (أتَسمعون ما أسمعُ ؟ إني لأَسمعُ أطيطَ السماءِ و ما تُلامُ أن تَئِطَّ ، و ما فيها موضعُ شبرٍ إلا و عليه ملَكٌ ساجدٌ أو قائمٌ) ([9]).

- (أتَسْمَعُونَ ما أَسْمَعُ ؟ قالوا : ما نَسْمَعُ من شيءٍ ، قال : إنِّي لأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّماءِ ، و ما تُلامُ أنْ تَئِطَّ، و ما فيها مَوْضِعُ شبرٍ إلَّا و عليهِ مَلَكٌ ساجِدٌ ، أوْ قائِمٌ) ([10]).

- (هل تسمعونَ ما أسمعُ ؟ قالوا : ما نَسمعُ من شَيء ، قال : إنّي لأسمع أطيطَ السماءِ ، وما تُلامُ أن تئِطّ ، وما فيها موضعُ شبرٍ إلا وعليهِ ملكٌ ساجدٌ ، أو قائمٌ) ([11]).

الفرع الثالث : كثرة الملائكة الذين يحجون البيت المعمور

- (ثم عرج إلى السماء السابعة . فاستفتح جبريل . فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل . وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا . فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم، مسندا ظهره إلى البيت المعمور . وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه . ...) ([12]).

- (ثم عُرِج بنا إلى السماءِ السابعةِ ، فاستفتح جبريلُ ، فقيل : مَن هذا ؟ قال : جبريلُ ، قيل : ومن معك ، قال : محمدٌ ، قيل : وقد بُعِثَ إليه ؟ قال : قد بُعِث إليه ، ففُتِح لنا ، فإذا أنا بإبراهيمَ مُسنِدًا ظهرَه إلى البيتِ المعمورِ ، وإذا هو يدخلُه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ ، لا يعودون إليه ، ...) ([13]).

- (فرُفِعَ لي البيتُ المعمورُ، فسألت جبريلَ فقال: هذا البيتُ المعمورُ، يصلي فيه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخِرَ ما عليهم، ...) ([14]).

- ( ...  ثم رُفع لي البيتُ المعمورُ، فسألتُ جبريلَ، فقال : هذا البيتُ المعمورُ، يصلي فيه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ، فإذا خرجوا منه، لم يعودوا فيه آخر ما عليهم . ...) ([15]).

- (ثم رفع لي البيت المعمور، يدخله كل يومَ سبعون ألف ملك ...) ([16]).

- (ثم رفع لي البيتُ المعمورُ . فقلتُ : يا جبريلُ ! ما هذا ؟ قال : هذا البيتُ المعمورُ . يدخلُهُ كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملكٍ . إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخرَ ما عليهم . ...) ([17]).

- (... ثمَّ رُفِعَ لِيَ البيْتُ المعْمُورُ ، فقُلتُ : يا جبريلُ ! ما هذا ؟ قال : هذا البيتُ المعمُورُ ، يَدخُلُهُ كُلَّ يومٍ سبعُونَ ألْفَ ملَكٍ ، إذا خَرجُوا مِنهُ لمْ يُعودُوا إليه آخِرَ ما عليْهِمْ ، .... ) ([18]).

- (أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رُفِع له البيتُ المعمورُ الذي هو في السماءِ السابعةِ وقيل في السادسةِ بمنزلةِ الكعبةِ في الأرضِ وهو بحِيالِ الكعبةِ حُرمَتُه في السماءِ كحُرمَةِ الكعبةِ في الأرضِ وإذا هو يَدخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ ألفَ ملَكٍ ثم لا يعودونَ إليه آخِرَ ما عليهِم) ([19]).

- (البيتُ المعمورُ في السماءِ السابعةِ ، يدخلُه كلَّ يومٍ ألفُ ملَكٍ ، ثم لا يعودون إليه حتى تقومَ الساعةُ) ([20]).

- (البيتُ المعمُورُ في السماءِ السابعةِ ، يدخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ ألْفَ ملَكٍ ، ثمَّ لا يَعودُونَ إليه حتى تقومَ الساعةُ) ([21]).

الفرع الرابع: نزلَت سورةُ الأنعامِ وحولَها سبعونَ ألفَ ملَكٍ يحفونّها بالتَّسبيحِ

- (عنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ رضِي اللَّهُ عنهُما قالَ : نزلَت سورةُ الأنعامِ جُملةً واحِدة بمَكَّةَ وحولَها سبعونَ ألفَ ملَكٍ يحفونّها بالتَّسبيحِ) ([22]).

- (عنِ ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ : نزلتْ سورَةُ الأنعامِ بمَكَّةَ ليلًا جملةً ، حولَها سبعونَ ألفَ ملَكٍ يجأرونَ حولَها بالتَّسبيحِ) ([23]).

- (نزلت سورة الأنعام على النبي صلى الله عليه وسلم ومعها مركب من الملائكة سد ما بين الخافقين، لهم زجل بالتسبيح والتقديس ، والأرض ترتج ، و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سبحان الله العظيم ، سبحان الله العظيم) ([24]).

- (نزلتْ سورَةُ الأنعامِ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جملةً واحدةً ، وأَنا آخذةٌ بزمامِ ناقةِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، إن كادتْ من ثقلِها لتَكْسرُ عظامَ النَّاقةِ) ([25]).

الفرع الخامس : أربعة مليار وتسعمائة مليون ملَكٍ يجرُّونَ جهنَّمَ

- (إنَّ جهنَّمَ يؤتَى بها تُقادُ بسبعينَ ألفِ زمامٍ مع كلِّ زمامٍ سبعونَ ألفَ ملَكٍ) ([26]).

الفرع السّادس : سبعون ألفَ ملَكٍ هَبَطوا يومَ مات سَعدُ بنُ مُعاذٍ

- (لقدْ هَبَط يومَ مات سَعدُ بنُ مُعاذٍ سبعونَ ألفَ ملَكٍ إلى الأرضِ لم يهبِطوا قَبل ذلِكِ ولقد ضَمَّهُ القبْرُ ضَمَّةً) ([27]).

- (لقد نزل لموتِ سعدِ بنِ معاذٍ رضِيَ اللهُ عنه سبعونَ ألفَ ملَكٍ ما وطِئوا الأرضَ قبلَها وقال حينَ دُفِنَ سبحانَ اللهِ لو انفلت أحدٌ من ضغطةِ القبرِ لانفلتَ منها سعدٌ) ([28])‏.

- (لقد شهِدَه سبعون ألفَ ملَكٍ لم ينزِلوا إلى الأرضِ من قبلِ ذلك) ([29]).

- (لقد نزل لموتِ سعدِ بنِ معاذٍ سبعون ألفَ ملَكٍ ، ما وَطِئوا الأرضَ قبلَها ، وقال حين دُفِنَ : سبحان اللهِ ! لو انفَلَتَ أحدٌ من ضَغطةِ القبرِ ؛ لانفلَتَ منها سعدٌ ، [ ولقد ضُمَّ ضمَّةً ، ثم أُفرِجَ عنه [) ([30]).

الفرع السّابع : كيف تجعل سبعينَ ألفَ ملَكٍ يستغفرونَ لك؟

- (إذا خرجَ الرجلُ من بيتِهِ إلى الصَّلاةِ فقالَ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بحقِّ السَّائلينَ عليكَ وبحقِّ ممشايَ هذا فإنِّي لم أخرُج أَشَرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سُمعةً خرجتُ اتِّقاءَ سَخطِكَ وابتغاءَ مرضاتِكَ أسألُكَ أن تنقِذَني منَ النَّارِ وأن تغفرَ لي ذنوبي إنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ إلَّا وُكِّلَ بهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ يستغفرونَ لهُ وأقبلَ اللَّهُ عليهِ بوجههِ حتَّى يقضيَ صلاتَهُ) ([31]).

- (من خرج من بيتِه إلى الصلاةِ فقال: اللهمَّ إني أسألُك بحقِّ السائلين عليك وبحقِّ ممشاي هذا فإني لم أخرجْ أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سمعةً، وخرجت اتقاءَ سخطِكَ وابتغاءَ مرضاتِكَ أسألُك أنْ تعيذَني من النارِ وأنْ تغفرَ لي ذنوبي إنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ أقبل اللهُ إليه بوجهِه واستغفرَ له سبعون ألفَ ملكٍ.) ([32]).

الفرع الثّامن : للملائكة أعداد مختلفة من الأجنحة

وللملائكة أعداد مختلفة من الأجنحة : (جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ) [فاطر 1].

وَقَوْله تَعَالَى : " أُولِي أَجْنِحَة " أَيْ يَطِيرُونَ بِهَا لِيُبَلِّغُوا مَا أُمِرُوا بِهِ سَرِيعًا " مَثْنَى وَثُلَاث وَرُبَاع " أَيْ مِنْهُمْ مَنْ لَهُ جَنَاحَانِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلَاثَة وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ أَرْبَعَة وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْإِسْرَاء وَلَهُ سِتّمِائَةِ جَنَاح بَيْن كُلّ جَنَاحَيْنِ كَمَا بَيْن الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب وَلِهَذَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا " يَزِيد فِي الْخَلْق مَا يَشَاء إِنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير " قَالَ السُّدِّيّ يَزِيد فِي الْأَجْنِحَة وَخَلْقهمْ مَا يَشَاء (ابن كثير).

(رأيت جبريلَ على سدرةِ المنتهى وله ستمائةُ جناحٍ قال : سألت عاصمًا عن الأجنحةِ فأبى أنْ يخبرَني قال : فأخبرني بعضُ أصحابِه أن الجناحَ ما بينَ المشرقِ والمغربِ) ([33]).

(كنتُ عند عائشةَ رضِي اللهُ عنها وعندها كعبُ الأحبارِ فذكر إسرافيلَ ، فقالت عائشةُ : يا كعبُ أخبِرْني عن إسرافيلَ ؟ فقال كعبٌ : عندكم العِلمُ ، قالت : أجل ، قالت : فأخبِرْني ، قال : له أربعةُ أجنحةٍ جناحان في الهواءِ وجَناحٌ قد تسَرْبل به ، وجناحٌ على كاهلِه ، والقلمُ على أذنِه ، فإذا نزل الوحيُ كتب القلمُ ، ثمَّ درسَت الملائكةُ ، وملكُ الصُّورِ جاث على إحدَى رُكبتَيْه وقد نصب الأخرَى فالتقم الصُّورَ يحني ظهرَه ، وقد أُمِر إذا رأَى إسرافيلَ قد ضمَّ جناحَه أن ينفُخَ في الصُّورِ ، فقالت : عائشةُ : هكذا سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ) ([34]).

بعد ظهور الّدّجال يبعث اللهُ المسيحَ ابنَ مريمَ . فينزل عند المنارةِ البيضاءِ شَرقَي دمشقَ . بين مَهرودَتَينِ . واضعًا كفَّيه على أجنحةِ ملَكَينِ:

(ذكر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدَّجَّالَ ذاتَ غَداةٍ . فخفض فيه ورفَع . حتى ظننَّاه في طائفةِ النخلِ . فلما رُحْنا إليه عرف ذلك فينا . فقال " ما شأنُكم ؟ " قلنا : يا رسولَ اللهِ ! ذكرتَ الدجالَ غَداةً. فخفضتَ فيه ورفعتَ . حتى ظنناه في طائفةِ النخلِ . فقال " غيرُ الدجالِ أخوفُني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حَجيجُه دونَكم . وإن يخرج ، ولستُ فيكم ، فامرؤ حجيجٌ نفسَه . واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ . إنه شابٌّ قَططٌ . عينُه طافئةٌ . كأني أشبِّهُه بعبدِالعُزَّى بنِ قَطَنٍ . فمن أدركه منكم فليقرأْ عليه فواتحَ سورةِ الكهفِ . إنه خارجٌ خَلةٌ بين الشامِ والعراقِ . فعاثَ يمينًا وعاث شمالًا . يا عبادَ الله ! فاثبُتوا " قلنا : يا رسولَ اللهِ ! وما لُبثُه في الأرضِ ؟ قال " أربعون يومًا . يومٌ كسنةٍ . ويومٌ كشهرٍ . ويومٌ كجمعةٍ . وسائرُ أيامِه كأيامِكم " قلنا : يا رسولَ اللهِ ! فذلك اليومُ الذي كسنةٍ ، أتكفينا فيه صلاةُ يومٍ ؟ قال " لا . اقدُروا له قَدرَه " قلنا : يا رسولَ اللهِ ! وما إسراعُه في الأرضِ ؟ قال " كالغيثِ استدبرتْه الريحُ . فيأتي على القومِ فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماءَ فتمطر . والأرضُ فتنبتُ . فتروح عليهم سارحتُهم ، أطولُ ما كانت ذرًّا ، وأسبغُه ضروعًا ، وأمدُّه خواصرَ . ثم يأتي القومَ . فيدعوهم فيردُّون عليه قولَه . فينصرف عنهم . فيصبحون مَمْحَلين ليس بأيديهم شيءٌ من أموالِهم . ويمرُّ بالخَربةِ فيقول لها : أَخرِجي كنوزَك . فتتبعُه كنوزُها كيعاسيبِ النحلِ . ثم يدعو رجلًا مُمتلئًا شبابًا . فيضربه بالسيفِ فيقطعه جزلتَينِ رميةَ الغرضِ ثم يدعوه فيقبِلُ ويتهلَّلُ وجهُه . يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث اللهُ المسيحَ ابنَ مريمَ . فينزل عند المنارةِ البيضاءِ شَرقَي دمشقَ . بين مَهرودَتَينِ . واضعًا كفَّيه على أجنحةِ ملَكَينِ . إذا طأطأَ رأسَه قطر . وإذا رفعه تحدَّر منه جُمانٌ كاللؤلؤ . فلا يحلُّ لكافرٍ يجد ريح نفسه إلا مات . ونفَسُه ينتهي حيث ينتهي طرفُه . فيطلبه حتى يدركَه ببابِ لُدَّ . فيقتله . ثم يأتي عيسى ابنَ مريمَ قومٌ قد عصمهم اللهُ منه . فيمسح عن وجوهِهم ويحدثُهم بدرجاتِهم في الجنةِ . فبينما هو كذلك إذ أوحى اللهُ إلى عيسى : إني قد أخرجتُ عبادًا لي ، لا يدَانِ لأحدٍ بقتالهم . فحرِّزْ عبادي إلى الطور . ويبعث اللهُ يأجوجَ ومأجوجَ . وهم من كلِّ حدَبٍ ينسِلونَ . فيمرُّ أوائلُهم على بحيرةِ طَبرِيَّةَ . فيشربون ما فيها . ويمرُّ آخرُهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرةً ، ماءً . ويحصر نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه . حتى يكون رأسُ الثَّورِ لأحدِهم خيرًا من مائةِ دينارٍ لأحدِكم اليومَ . فيرغب نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه . فيُرسِلُ اللهُ عليهم النَّغَفَ في رقابِهم . فيصبحون فرْسَى كموتِ نفسٍ واحدةٍ . ثم يهبط نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى الأرضِ . فلا يجِدون في الأرضِ موضعَ شبرٍ إلا ملأه زَهمُهم ونتْنُهم . فيرغب نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى اللهِ . فيرسل اللهُ طيرًا كأعناقِ البُختِ . فتحملُهم فتطرحهم حيث شاء اللهُ . ثم يرسل اللهُ مطرًا لا يَكِنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٌ . فيغسل الأرضَ حتى يتركها كالزَّلفَةِ . ثم يقال للأرض : أَنبِتي ثمرَك ، ورُدِّي بركتَك . فيومئذٍ تأكل العصابةُ من الرُّمَّانةِ . ويستظِلُّون بقِحْفِها . ويبارك في الرَّسْلِ . حتى أنَّ اللقحةَ من الإبلِ لتكفي الفِئامَ من الناس . واللَّقحةُ من البقرِ لتكفي القبيلةَ من الناس . والّلقحةُ من الغنمِ لتكفي الفَخِذَ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث اللهُ ريحًا طيِّبَةً . فتأخذُهم تحت آباطِهم . فتقبض رُوحَ كلِّ مؤمنٍ وكلِّ مسلمٍ . ويبقى شِرارُ الناسِ ، يتهارَجون فيها تهارُجَ الحُمُرِ ، فعليهم تقوم الساعةُ " . وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماءً - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبلِ الخمرِ . وهو جبلُ بيتِ المَقدسِ . فيقولون : لقد قتَلْنا مَن في الأرضِ . هَلُمَّ فلنقتلْ مَن في السماءِ . فيرمون بنُشَّابِهم إلى السماءِ . فيردُّ اللهُ عليهم نُشَّابَهم مخضوبةً دمًا " . وفي روايةِ ابنِ حجرٍ " فإني قد أنزلت عبادًا لي ، لا يَدَيْ لأحدٍ بقتالِهم " .) ([35]).

(ذَكَرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ الدَّجَّالَ ذاتَ غداةٍ ، فخفَّضَ فيهِ ورفَّعَ حتَّى ظننَّاهُ في طائفةِ النَّخلِ ، فلمَّا رُحنا قال فانصَرفنا مِن عندِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ثمَّ رجَعنا إليه فعرفَ ذلك في وجوهِنا ، فقالَ : ما شأنُكُم ؟ قال : قُلنا : يا رسولَ اللَّهِ ذَكَرتَ الدَّجَّالَ الغداةَ فخفَّضتَ ، ورفَّعتَ حتَّى ظننَّاهُ في طائفةِ النَّخلِ ، قال : غيرُ الدَّجَّالِ أخوَفُ لي عليكُم إن يخرُجْ وأَنا فيكُم ، فأَنا حَجيجُهُ دونَكُم ، وإن يخرُج ولستُ فيكُم فامرؤٌ حجيجُ نفسِهِ ، واللَّهُ خَليفتي على كلِّ مسلمٍ إنَّهُ شابٌّ قططٌ ، عَينُهُ قائمةٌ شبيه بعبدِ العزَّى بنِ قطنٍ ، فَمن رآهُ منكُم فليَقرأْ فواتحَ سورةِ أصحاب الكَهْفِ قال : يخرُجُ ما بينَ الشَّامِ والعِراقِ ، فعاثَ يمينًا وَ شمالًا ، يا عبادَ اللَّهِ فاثبُتوا قُلنا : يا رسولَ اللَّهِ وما لُبثُهُ في الأرضِ ؟ قال : أربَعين يومًا ، يومٌ كَسنةٍ ، ويومٌ كشَهْرٍ ، ويومٌ كجُمعةٍ ، وسائرُ أيَّامِهِ كأيَّامِكُم قال : قُلنا : : يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ اليومَ الَّذي كالسَّنةِ أتكفينا في صلاةُ يومٍ ؟ قال : لا ، ولكن اقدُروا لهُ . قُلنا : يا رسولَ اللَّهِ فما سرعتُهُ في الأرضِ ؟ قالَ : كالغيثِ استدبرتهُ الرِّيحُ فيأتي القومَ فيدعوهُم فيكذِّبونَهُ ويردُّونَ عليه قولَهُ فينصَرِفُ عنهُم فتتبعُهُ أموالُهم فيصبِحونَ ليسَ بأيديهِم شيءٌ . ثم يأتي القومَ فيدعوهُم فيستجيبونَ له ويصدِّقونَهُ ، فيأمرُ السَّماءَ أن تُمْطِرَ ، فتُنبتُ ، فتروحُ عليهم سارحتُهُم كأطوَلَ ما كانَت ذرًى ، وأمدَّهُ خواصرَ ، وأدرَّهُ ضروعًا ، ثم يأتي الخَربةِ فيقولُ لَها : أخرِجي كنوزَكِ فينصرِفُ منها فتتبعُهُ كنوزُها كيعاسيب النَّحلِ ، ثم يدعو رجلًا شابا ممتلئًا شبابًا فيضربُهُ بالسَّيفِ فيقطعُهُ جزلتينِ ، ثمَّ يدعوهُ فيقبلُ يتَهَلَّلُ وجهُهُ يضحَكُ ، فبينما هوَ كذلِكَ إذ هبطَ عيسى بنَ مريمَ بشرقيِّ دمشقَ عندَ المَنارةِ البيضاءِ بينَ مَهْرودتينِ ، قال : ويمرُّ واضعًا يدَه على أجنحةِ ملَكَينِ ، إذ طَأطأَ رأسَهُ قطر ، وإذا رفَعهُ تحدَّرَ منه جُمانٌ كاللُّؤلؤِ ، قال : ولا يحلُّ لِكافرٍ يجدُ ريحَ نَفسِهِ – يعني أحدًا – إلَّا ماتَ ، وريحُ نَفسِهِ مُنتهى بصرِهِ ، قال : فيطلُبُهُ حتَّى يدرِكَهُ بباب لدٍّ ، فَيقتلُهُ . قال : فيَلبَثُ كذلِكَ ما شاء اللَّهُ ؟ قال : ثُمَّ يوحي اللَّهُ إليهِ أن جوِّزْ عِبادي إلى الطُّورِ فإنِّي قد أنزَلتُ عبادًا لي لا يَدَ لأحدٍ بقتالِهِم ، قالَ : ويبعَثُ اللَّهُ يأجوجَ ومأجوجَ وَهُم كما قال اللَّه : وهم من كلِّ حدَب ينسِلونَ ، أولهم ببُحَيرَةٍ الطَّبريَّة فيشرب ما فيها ، ، ثم يمر بِها آخرُهُم فيقولونَ : لقد كان بهذه مرَّةً ماءٌ ، ، ثم يسيرونَ حتى ينتَهوا إلى جبلِ بيتِ المقدِسِ فيقولونَ : لقد قتَلنا مَن في الأرضِ فهلمَّ فلنقتُلْ مَن في السَّماءِ ، فيرمون بنِشابِهم إلى السَّماءِ فيَردُّ اللَّهُ عليهم نِشابَهم مُحمرًّا دمًا ، ويحاصَرُ عيسى بنُ مريَمَ وأصحابُهُ حتَّى يَكونَ رأسُ الثورِ يومئذٍ خيرًا لهم مِن مائةِ دينارٍ لأحدِكُمُ اليومَ قال : ، فيرغبُ عيسى بنُ مريمَ إلى اللَّهِ وأصحابُهُ قال : فيرسلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغفَ في رقابِهِم فيُصبحونَ فَرسى مَوتى كمَوتِ نفسٍ واحدةٍ ، قال : ويهبِطُ عيسَى وأصحابُهُ ، فلا يجدُ موضعَ شبرٍ إلا وقد ملأته زَهمتُهم ونتَنُهم ودماؤهم . قال : ونتنُهُم فيرغبُ عيسى إلى اللَّهِ وأصحابُهُ قال ، فيرسلُ اللَّهُ ، عليهم طيرًا كأعناقِ البُختِ ، فتحملُهُم فتطرحُهُم بالمهبَلِ ويستوقِدُ المسلِمونَ من قِسيِّهم ونشابِهم وجِعابِهم سبعَ سنينَ ، ويرسِلُ اللَّه علَيهِم مطرًا لا يَكُنُّ منهُ بيتُ وبَرٍ ولا مدَرٍ ، قال فيغسلُ الأرضَ فيترُكَها كالزَّلِفةِ ، قال ثمَّ يقالُ للأرضِ : أخرِجي ثَمرَتكِ وردِّي برَكَتَكِ ، فيومَئذٍ تأكُلُ العِصابةُ منَ الرُّمَّانةِ ويستظِلُّونَ بقَحفِها ، ويبارِكُ في الرِّسلِ حتَّى أنَّ الفئامَ مِن النَّاسِ ليكتفونَ باللِّقحَةِ منَ الإبلِ ، وأنَّ القَبيلةَ ليكتفونَ باللَّقحَةِ من البَقَرِ ، وإن الفخِذَ ليكتفونَ باللَّقحَةِ من الغنَمِ ، فبينما هم كذلِكَ إذ بعثَ اللَّهُ ريحًا فقبضَت روحَ كلِّ مؤمنٍ ، ويَبقى سائرُ النَّاسِ يتَهارجونَ كما يتَهارجَ الحُمُرِ ، فعلَيهِم تقومُ السَّاعةُ) ([36]).

التشهد في الصلاة:

- (كُنَّا إذا صَلَّينا خلفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلْنا : السلامُ علَى جِبريل وميكائِيلَ، السلامُ علَى فُلانٍ وفُلانٍ، فالتَفَتَ إلَينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : إنَّ اللهَ هو السلامُ، فإذا صلَّى أحدُكم فليَقُل : التَّحيَّاتُ للهِ والصلواتُ والطَّيِّباتُ، السلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورَحمَةُ اللهِ وبرَكاتُهُ، السلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ، فإنَّكم إذا قُلْتُموها، أصابَت كُلَّ عبدٍ لِلهِ صالِحٍ في السماءِ والأرضِ، أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُه .) ([37]).

- (كنَّا نصلِّي معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فنقولُ السَّلامُ على اللَّهِ السَّلامُ على جبريلَ السَّلامُ على ميكائيلَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لا تقولوا السَّلامُ على اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ هوَ السَّلامُ ولَكن قولوا التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ السَّلامُ عليْكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأشْهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ) ([38]).

- (كنا نقولُ قبلَ أن يُفرَضَ التشَهُّدُ السلامُ على اللهِ السلامُ على جِبريلَ وميكائيلَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا تَقولوا هكذا فإنَّ اللهَ هو السلامُ ولكن قولوا التَّحِيَّاتُ للهِ والصلواتُ والطَّيِّباتُ السلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبرَكاتُه السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالِحينَ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه) ([39]).

رأيْتُ في المنامِ كأنَ جبريلَ عند رأسي ، وميكائيلَ عند رِجلي ، يقولُ أحدُهما لصاحبِه : اضرِبْ له مثلًا:

- (إِنَّي رأيْتُ في المنامِ كأنَ جبريلَ عند رأسِي ، وميكائيلَ عندَ رِجْلَيَّ ، يقولُ أحدُهما لصاحِبِهِ : اضربْ لَهُ مَثَلًا ، فقال : اسمعْ سمعَتْ أذنُكَ ، واعقلْ عقِلَ قلبُكَ ؛ إِنَّما مَثَلُكَ ومَثلُ أمتِكَ كمَثَلِ مَلِكٍ اتخذَ دارًا ، ثُمَّ بنى فيها بيتًا ، ثُمَّ جعل فيها مائدةً ، ثُمَّ بعثَ رسولًا يدعو الناسَ إلى طعامِهِ ، فمنهم مَنْ أجابَ الرسولَ ، ومنهم مَنْ تَرَكَهُ ، فاللهُ هُوَ الملِكُ ، والدارُ الإسلامُ ، والبيتُ الجنةَ ، وأنتَ يا محمدُ رسولٌ ، مَنْ أجابَكَ دَخَلَ الإسْلامَ ، وَمَنْ دخلَ الإسلامَ دخلَ الجنةَ ، ومَنْ دخلَ الجنةَ أكلَ ما فيها) ([40]).  ويرشدُ الحديث إلى فضل جبريل (عند رأسِي) على ميكائيلَ (عندَ رِجْلَيَّ).  وإلى فضل رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (رسولًا يدعو الناسَ).

- (إنِّي رأيتُ في المنامِ كأنَّ جبريلَ عند رأسي ، وميكائيلَ عند رِجلي ، يقولُ أحدُهما لصاحبِه : اضرِبْ له مثلًا ، فقال : اسمَعْ سمِعتْ أذنُك ، واعقِلْ عقِل قلبُك ؛ إنَّما مثلُك ومثلُ أمَّتِك : كمثلِ ملِكٍ اتَّخذ دارًا ، ثمَّ بنَى فيها بيتًا ، ثمَّ جعل فيها مائدةً ، ثمَّ بعث رسولًا يدعو النَّاسَ إلى طعامِه ؛ فمنهم من أجاب الرَّسولَ ، ومنهم من تركه ؛ فاللهُ هو الملِكُ ، والدَّارُ الإسلامُ ، والبيتُ الجنَّةُ ، وأنت – يا محمَّدُ – رسولٌ ؛ فمن أجابك دخل الإسلامَ ، ومن دخل الإسلامَ دخل الجنَّةَ ، ومن دخل الجنَّةَ أكل ما فيها) ([41]).

المبحث الثاني : الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُون

الفرع الأوّل : جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ

وفاة رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم:

(أُغمي على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورأسُه في حِجْري فجعَلْتُ أمسَحُه وأدعو له بالشِّفاءِ فلمَّا أفاق قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لا بَلْ أسأَلُ اللهَ الرَّفيقَ الأعلى مع جِبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ) (الراوي : عائشة ،  المحدث : ابن حبان ،  المصدر : صحيح ابن حبان ، الصفحة أو الرقم: 6591 ،  خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه )

(عنْ عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ : أُغميَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ورأسهُ في حِجري فجعلتُ أمسحهُ وأدعوا له بالشفاءِ ، فلمَّا أفاق قال عليه الصلاةُ والسلامُ : لا بلْ أسألُ اللهَ الرفيقَ الأعلَى مع جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ) (الراوي : عائشة أم المؤمنين ، المحدث : ابن الملقن ، المصدر : الإعلام ، الصفحة أو الرقم: 1/591 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح )

(أُغْمِيَ على رسولِ اللَّهِ ورأسُهُ في حِجري ، فجَعلتُ أمسَحُ وجهَهُ وأدعو لَهُ بالشِّفاءِ ، فقالَ : لا ، بل أسألُ اللَّهَ الرَّفيقَ الأعلَى معَ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ) (الراوي : عائشة أم المؤمنين ،  المحدث : ابن حجر العسقلاني ،  المصدر : الفتوحات الربانية ، الصفحة أو الرقم: 4/100 ،  خلاصة حكم المحدث : صحيح )

(عن عائشةَ قالت أُغْمِيَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ورأسُهُ في حِجْرِي فجعلتُ أمسحُهُ وأدعو لهُ بالشفاءِ فلمَّا أفاقَ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا بل أسألُ اللهَ الرفيقَ الأعلَى مع جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ) (الراوي : عائشة أم المؤمنين،  المحدث : الألباني ،  المصدر : السلسلة الصحيحة ، الصفحة أو الرقم: 7/285 ،  خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين

- (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا) (النساء 172)

الْمَلَائِكَةُ ذُكِرُوا لِأَنَّهُمْ اِتُّخِذُوا آلِهَة مَعَ اللَّه كَمَا اِتُّخِذَ الْمَسِيحُ فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ عَبِيد مِنْ عِبَاده وَخَلْق مِنْ خَلْقه كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَقَالُوا اِتَّخَذَ الرَّحْمَن وَلَدًا سُبْحَانه بَلْ عِبَاد مُكْرَمُونَ " (ابن كثير)

- (أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ عمرٍو قالَ : قالت الملائِكَةُ يا ربَّنا منِّا الملائِكَةُ المقرَّبونَ ، ومنِّا حملةُ العرشِ ، ومنَّا الكرامُ الكاتِبينَ ، ونحنُ نسبِّحُ اللَّيلَ والنَّهارَ لا نسأمُ ولا نفتُرُ ، خَلقتَ بَني آدم فجعلت لَهُم الدُّنيا ، فاجعل لَنا الآخرةَ ، قالَ ثمَّ عادوا فأجهَدوا المسألةَ فقالوا مثلَ ذلِكَ . فقالَ جلَّ جلالُهُ : لن أجعلَ صالِحَ ذرِّيَّةِ من خلقتُ بيديَّ كمَن قلتُ لَهُ كُن فَكانَ) ([42]).

أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرِو بنِ العاصِ قال لقد قالتِ الملائكةُ: يا ربَّنا مِنَّا الملائكةُ المقرَّبونَ ومنَّا حملةُ العرشِ ومنَّا الكرامُ الكاتبونَ ونحنُ نسبِّحُ اللهَ الليلَ والنهارَ [ و] لا نسأمُ ولا نفترُ خلقتَ بني آدمَ فجعلتَ لهم الدُّنيا وجعلتَهم يأكلونَ ويشرَبونَ [ ويستريحونَ ] فكما جعلتَ لهم الدنيا فاجعلْ لنا الآخرةَ فقال : لنْ أفعلَ ثمَّ عادوا فاجتهدوا المسألةَ فقال : لنْ أفعلَ ثمَّ عادوا فاجتهدوا المسألةَ بمثلِ ذلك فقال لنْ أجعلَ صالحَ ذُرِّيةِ من خلقتُ بِيَدَيَّ كمن قلتُ له كنْ فكانَ) ([43]).

أكابر الملائكة و منهم سيدنا جبريل و ميكائيل

وفي التنويه بهما قال الله تعالى:

} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) (التكوير 21-19):

يقول ابن كثير في تفسير القرآن العظيم : "يَعْنِي أَنَّ هَذَا الْقُرْآن لَتَبْلِيغ رَسُول كَرِيم أَيْ مَلَك شَرِيف حَسَن الْخَلْق بَهِيّ الْمَنْظَر وَهُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام  .... " ذِي قُوَّة " كَقَوْلِهِ تَعَالَى " عَلَّمَهُ شَدِيد الْقُوَى ذُو مِرَّة " أَيْ شَدِيد الْخَلْق شَدِيد الْبَطْش وَالْفِعْل " عِنْد ذِي الْعَرْش مَكِين " أَيْ لَهُ مَكَانَة عِنْد اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْزِلَة رَفِيعَة قَالَ أَبُو صَالِح فِي قَوْله تَعَالَى " عِنْد ذِي الْعَرْش مَكِين " قَالَ جِبْرِيل يَدْخُل فِي سَبْعِينَ حِجَابًا مِنْ نُور بِغَيْرِ إِذْن .".

- (أنَّ حَبرًا من اليهودِ سأل النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : أيُّ البقاعِ خيرٌ ؟ فسكتَ عنهُ ، وقال : أسكُتُ ، حتَّى يجيءَ جبريلُ ، فسكَت ، ثمَّ جاء جبريلُ ، فسألَه ؟ فقال : " ما المَسؤولُ عنها بأعلَمَ من السَّائلِ ، ولكن أسألُ ربِّي تبارك وتعالى ؛ ثمَّ قال جبريلُ : يا مُحمَّدُ ! إنِّي دَنوتُ من اللهِ دنُوًّا ما دَنوتُ مثلَه قطُّ ؛ قال : كيفَ كان يا جبريلُ ؟ ، قال : كان بَيني وبينَه سَبعونَ ألفَ حِجابٍ مِن نورٍ ، فقال : شرُّ البقاعِ أسواقُها ، وخيرُ البقاعِ مَساجدُها) ([44]).

- (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (القدر 4)

أَيْ يَكْثُر تَنَزُّل الْمَلَائِكَة فِي هَذِهِ اللَّيْلَة لِكَثْرَةِ بَرَكَتهَا وَالْمَلَائِكَة يَتَنَزَّلُونَ مَعَ تَنَزُّل الْبَرَكَة وَالرَّحْمَة كَمَا يَتَنَزَّلُونَ عِنْد تِلَاوَة الْقُرْآن وَيُحِيطُونَ بِحِلَقِ الذِّكْر وَيَضَعُونَ أَجْنِحَتهمْ لِطَالِبِ الْعِلْم بِصِدْقٍ تَعْظِيمًا لَهُ وَأَمَّا الرُّوح فَقِيلَ الْمُرَاد بِهِ هَهُنَا جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام (ابن كثير).

وفي ‏[‏ صحيح مسلم ‏]‏ عن مسروق قال‏:‏ صحيح البخاري بدء الخلق ‏(‏3062‏)‏، صحيح مسلم الإيمان ‏(‏177‏)‏، سنن الترمذي تفسير القرآن ‏(‏3068‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/50‏)‏‏.‏  (كنت متكئا عند عائشة، فقالت‏:‏ يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قال‏:‏ وكنت متكئا فجلست، فقلت‏:‏ يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل‏:‏ سورة التكوير الآية 23 ‏{‏وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ‏}‏ سورة النجم الآية 13 ‏{‏وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى‏}‏ فقالت‏:‏ أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض، فقالت‏:‏ أولم تسمع أن الله عز وجل يقول‏:‏ سورة الأنعام الآية 103 ‏{‏لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‏}‏ أولم تسمع أن الله عز وجل يقول‏:‏ سورة الشورى الآية 51 ‏{‏وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا‏}‏ إلى قوله‏:‏ سورة الشورى الآية 51 ‏{‏عَلِيٌّ حَكِيم‏}‏، الحديث البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏4612، 4855، 7380‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏177‏)‏، والترمذي برقم ‏(‏3070‏)‏‏.‏

جبريل عليه السلام هو صاحب الوحي إلى الأنبياء والرسل عليهم السلام وفي التنويه بوظيفته وأمانته قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ (الشعراء: 192- 194)

 فسيدنا جبريل من أسمائه في كتاب الله أنه أمين وحي السماء, و من أسمائه أنه الروح الأمين قال الله: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ﴾ (الشعراء : 193)

وجبريل سماه الله روح القدس، والقدس خلاصة الطهارة وأصلها وسرها شيء مقدس طاهر نقي وذلك تكريماً له؛ فقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ﴾ (البقرة: 87)

- (فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا) (الْمُرْسَلَات 5 :). جاء في تفسير القرطبي : " (فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا) : الْمَلَائِكَة بِإِجْمَاعٍ ; أَيْ تُلْقِي كُتُبَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ السَّلَام ; قَالَهُ الْمَهْدَوِيّ . وَقِيلَ : هُوَ جِبْرِيل وَسُمِّيَ بِاسْمِ الْجَمْع ; لِأَنَّهُ كَانَ يَنْزِل بِهَا . وَقِيلَ : الْمُرَاد الرُّسُل يُلْقُونَ إِلَى أُمَمهمْ مَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ ; قَالَهُ قُطْرُب . وَقَرَأَ اِبْن عَبَّاس " فَالْمُلَقَّيَات " بِالتَّشْدِيدِ مَعَ فَتْح الْقَاف ; وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَإِنَّك لَتُلَقَّى الْقُرْآن " [ النَّمْل : 6 ]".

وأثنى الله سبحانه وتعالى على جبريل في ست صفات معروضة في كتاب الله فقال : ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾ (التكوير : 19-21).

لذلك قال بعض العلماء: إن سيدنا جبريل رئيس الملائكة ، ومما يدل على رياسته (رئاسته), إنه أمين في تبليغ رسالات ربه القوليّة والعملية.

(يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) (النحل 2)

أَيْ بِالْوَحْيِ وَهُوَ النُّبُوَّة ; قَالَهُ اِبْن عَبَّاس . نَظِيره " يُلْقِي الرُّوح مِنْ أَمْره عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَاده " [ غَافِر : 15 ] . الرَّبِيع بْن أَنَس : بِكَلَامِ اللَّه وَهُوَ الْقُرْآن . وَقِيلَ : هُوَ بَيَان الْحَقّ الَّذِي يَجِب اِتِّبَاعه .... الرُّوح هُنَا جِبْرِيل . وَالْبَاء فِي قَوْله : " بِالرُّوحِ " بِمَعْنَى مَعَ , كَقَوْلِك : خَرَجَ بِثِيَابِهِ , أَيْ مَعَ ثِيَابه . ... أَيْ عَلَى الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ اللَّه لِلنُّبُوَّةِ . وَهَذَا رَدّ لِقَوْلِهِمْ : " لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآن عَلَى رَجُل مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم " [ الزُّخْرُف : 31 [   (القرطبي)

(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (الحج 75 ).

اللَّه يَخْتَار مِنَ الْمَلَائِكَة رُسُلًا كَجِبْرِيل وَمِيكَائِيل اللَّذَيْنِ كَانَا يُرْسِلهُمَا إِلَى أَنْبِيَائِهِ وَمَنْ شَاءَ مِنْ عِبَاده وَمِنَ النَّاس , كَأَنْبِيَائِهِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ إِلَى عِبَاده مِنْ بَنِي آدَم . وَمَعْنَى الْكَلَام : اللَّه يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَة رُسُلًا, وَمِنَ النَّاس أَيْضًا رُسُلًا (الطبري).

وفي معرض تفسير الآية : (فَالتَّالِيَات ذِكْرًا ) (الصافات : 3) قَالَ السُّدِّيّ الْمَلَائِكَة يَجِيئُونَ بِالْكِتَابِ وَالْقُرْآن مِنْ عِنْد اللَّه إِلَى النَّاس وَهَذِهِ الْآيَة كَقَوْلِهِ تَعَالَى " فَالْمُلْقِيَات ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا "   (ابن كثير).

وفي معرض تهذيب نساء الرسول حينما تظاهرن عليه بيّن الله سبحانه وتعالى أفضلية جبريل إذ شرفه فخصه بالذكر و قدمه في الترتيب على سائر الملائكة وجعله ناصراً للرسول محمّد ؛ فقال الله: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ (التحريم : 4)

 (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ): وصالح المؤمنين كما يقال في تفسير هذه الآية أبو بكر وعمر، والملائكة بعد ذلك ظهير كل هؤلاء ليقفوا في وجه كيد نساء الرسول حينما تظاهرن عليه.

وزيرا النّبيّ من أهل السماء جبريل وميكائيل: (إن لي وزيرين من أهل السماء، و وزيرين من أهل الأرض، فوزيراي من أهل السماء جبريل و ميكائيل، و وزيراي من أهل الأرض أبو بكر و عمر) ([45]).

جبريل و ميكائيل وإسرافيل كانوا في الصفوف يوم بدر: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ولأبي بكر مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف) ([46]).

- (قيلَ لعليٍّ ولأبي بَكْرٍ يومَ بدرٍ : معَ أحدِكُما جِبريلُ ، ومعَ الآخرِ ميكائيل وإسرافيلُ ملَكٌ عظيمٌ يشهَدُ القتالَ أو قالَ : يشهَدُ الصَّفَّ) ([47]).

أما سيدنا ميكائيل فقد أرشد النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى الاستزادة في قراءة القرءان حتى بَلَغَت سبعَةَ أَحْرُفٍ: (أتاني جِبرئيلُ و ميكائيلُ ، فجلسَ جبرئيلُ عن يَمِينِي ، و جلسَ مِيكَائِيلُ عن يَسارِي ، فقال : اقرأَ على حرفٍ ، فقال ميكائيلُ : اسْتَزِدْهُ ، فقال : اقْرَأِ القرآنَ على حَرْفَيْنِ ، [ قال : اسْتَزِدْهُ ] حتى بَلَغَ سبعَةَ أَحْرُفٍ ، [ قال : ] و كُلٌّ شَافٍ كَافٍ) ([48]).

- (ما حاكَ في صدري منذُ أسلمتُ إلاَّ أنِّي قرأتُ آيةً وقرأَها آخرُ غيرَ قراءتي فقلتُ: أقرأنيها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقالَ الآخرُ: أقرأنيها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فأتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ أقرأتني آيةَ كذا وَكذا قالَ: نعم. وقالَ الآخرُ: ألم تقرئني آيةَ كذا وَكذا. قالَ: نعم إنَّ جبريلَ وميكائيلَ عليْهما السَّلامُ أتياني فقعدَ جبريلُ عن يميني وميكائيلُ عن يساري فقالَ جبريلُ عليْهِ السَّلامُ: اقرأ القرآنَ على حرفٍ. قالَ ميكائيلُ: استزدْهُ استزدْهُ حتَّى بلغَ سبعةَ أحرفٍ فَكلُّ حرفٍ شافٍ كافٍ .) ([49]).

- (نُبِّئتُ أنَّ جبرائيلَ وميكائيلَ أتيا النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال له جبرائيلُ : اقرأِ القرآنَ على حرفَينِ ! فقال له ميكائيلُ : استزدْه ! فقال : اقرأ القرآنَ على ثلاثةِ أحرفٍ ! فقال له ميكائيلُ : استزِدهُ ! قال : حتى بلغ سبعةَ أحرفٍ ، قال محمدٌ : لا تختلفُ في حلالٍ ، ولا حرامٍ ، ولا أمرٍ ، ولا نهيٍ ، هو كقولك : تعالَ ، وهلُمَّ ، وأقبِل ، قال : وفي قراءتِنا : ?(إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً)? ، وفي قراءةِ ابنِ مسعودٍ : ?إِنْ كَانَتْ إِلَّا زَقْيَةً وَاحِدَةً؟) ([50]).

و أما سيدنا ميكائيل فقد أرشد النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى علمه:

- (أنَّ رجلًا سألَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّ البِقاعِ خيرٌ ؟ وأيُّ البِقاعِ شرٌّ؟ قالَ لا أَدري حتَّى أسألَ جبريلَ عليهِ السَّلامُ فسألَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ فقال لا أدري حتَّى أسألَ ميكائيلَ فجاءَ فقالَ خيرُ البقاعِ المساجدُ وشرُّ البقاعِ الأسواقُ) ([51]).  ومن اللافت هنا أنّ الفاضل سأل المفضول، وبحث عن العلم عنده: رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلق، وجبريلُ عليهِ السَّلامُ أفضلُ من ميكائيل.

منهم من ذكر في معرض الاستعاذة من النّار: (اللهم رب جبريل و ميكائيل وإسرافيل و محمد، نعوذ بك من النار) ([52]).

إنَّ في السَّماءِ ملَكينِ أحدُهُما يأمُرُ بالشِّدَّةِ والآخرُ يأمُرُ باللِّينِ وكلٌّ مصيبٌ جبريلُ وميكائيلُ

- (إن في السماء ملكين أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب جبريل وميكائيل ونبيان أحدهما يأمر بالشدة والآخر باللين وكل مصيب وذكر إبراهيم ونوحا ولي صاحبان أحدهما يأمر بالشدة والآخر باللين وكل مصيب وذكر أبا بكر وعمر) ([53]).

- ( إنَّ في السَّماءِ ملَكينِ أحدُهُما يأمُرُ بالشِّدَّةِ والآخرُ يأمُرُ باللِّينِ وكلٌّ مصيبٌ جبريلُ وميكائيلُ ونبيَّانِ أحدهما يأمرُ باللِّينِ والآخرُ بالشِّدَّةِ وكلٌّ مصيبٌ إبراهيمُ ونوحٌ ولي صاحبانِ أحدُهما يأمرُ باللِّينِ والآخرُ يأمرُ بالشِّدَّةِ وكلٌّ مصيبٌ أبو بكرٍ وعمرُ) ([54]).  ولعلّ في هذا الحديث ترتيب أفضليّة: جبريلُ أفضلُ من ميكائيل ، وإبراهيمُ أفضلُ من نوح ، وأبو بكرٍ أفضلُ من عمر.  ويرشد الحديث إلى أنّ التوازن يتطلّب الشِّدَّة واللِّين.  ويرشد الحديث إلى أنّ الخلفاء الرّاشدين المهديين كانوا نماذج يقتدى بها ، وتضرب أمثلة للاهتداء بها والسّير على نهجها ، بل لقد كانوا أناساً بقلوب ونهج ملائكي؛ ممّا استدعى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يقارن بين أكابر الملائكة من جهة : (في السَّماءِ ملَكينِ أحدُهُما يأمُرُ بالشِّدَّةِ والآخرُ يأمُرُ باللِّينِ وكلٌّ مصيبٌ جبريلُ وميكائيلُ) وأكابر الصحابة من جهة أُخرى : (ولي صاحبانِ أحدُهما يأمرُ باللِّينِ والآخرُ يأمرُ بالشِّدَّةِ وكلٌّ مصيبٌ أبو بكرٍ وعمرُ).  وأما عثمان فهو الّذي تستحي منه الملائكة.  وأما عليُّ بنُ أبِي طالِبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ فهو الّذي (في السَّرِيَّةِ جِبريلُ عن يَمينِه ومِيكائيِلُ عن يَسارِهِ).

جبريلَ وميكائيلَ عن يمينِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعن شمالِه ، يومَ أُحُدٍ

- (رأيتُ عن يمينِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعن شمالِه ، يومَ أُحُدٍ ، رجلَين عليهما ثيابٌ بياضٌ . ما رأيتُهما قبلُ ولا بعدُ . يعني جبريلَ وميكائيلَ عليهما السلامُ .) ([55]).

وفيا يلي أورد من موقع العقيدة الإسلامية - الدرس (20-63) : الإيمان بالملائكة : أصناف الملائكة

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1987-01-25:

(http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=318&id=55&sid=56&ssid=66&sssid=79):

فقد جاء في النصوص الشرعية أن الملائكة أصناف, وإن هذا الموضوع له مصدر واحد هو كتاب الله و ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا نستطيع أن نزيد على النصوص شيئاً, هذا الموضوع مسلك الإيمان به مسلك الخبر الصادق, و الخبر الصادق هو القرآن الكريم لأنه قطعي الثبوت قطعي الدلالة، ويضاف إلى القرآن الكريم ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم.

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبْعَثُ عليَّ بن أبِي طالِبٍ في السَّرِيَّةِ جِبريلُ عن يَمينِه ومِيكائيِلُ عن يَسارِهِ

- (لمَّا قُتِلَ عليُّ بنُ أبِي طالِبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ قامَ الحسَنُ بنُ عليٍّ خَطيبًا ، فقال : قدْ قَتلْتُمْ واللهِ الليلَةَ رَجلًا في الليلَةِ التي أُنْزِلَ فيها القُرآنُ ، وفِيها رُفِعَ عِيسَى بنُ مَريمَ ، وفِيها قُتِلَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ فتَى مُوسَى ، قال سُكَيْنٌ : حدَّثَنِي رجلٌ قدْ سمّاهُ قال : وفِيها تِيبَ على بَنِي إِسرائِيلَ - ثُمَّ رَجعَ إلى حدِيثِ حَفْصِ بنِ خالِدٍ ، فقال : واللهِ ما سَبَقهُ أحدٌ كان قبْلَهُ ولا يُدْرِكُهُ أحدٌ كان بَعدَهُ ، واللهِ إنْ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيَبْعَثُهُ في السَّرِيَّةِ جِبريلُ عن يَمينِه ومِيكائيِلُ عن يَسارِهِ ، واللهِ ما تَركَ من صفْراءَ ولا بَيضاءَ إلَّا ثَمانِمِائَةَ دِرْهَمٍ أو سَبعَمِائةِ دِرْهَمٍ كان أعَدَّها لِخادِمٍ) ([56]).

- (خطبنا الحسنُ بنُ عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ فقال : لقد فارقكم رجلٌ بالأمسِ لم يسبقْهُ الأوَّلونَ بعِلْمٍ ولا يُدركْهُ الآخرونَ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يبعثُهُ بالرايةِ جبريلُ عن يمينِهِ وميكائيلُ عن شمالِهِ لا ينصرفُ حتى يُفتحَ لهُ) ([57]).

لا بلْ أسألُ اللهَ الرفيقَ الأعلَى مع جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ

عنْ عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ : أُغميَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ورأسهُ في حِجري فجعلتُ أمسحهُ وأدعوا له بالشفاءِ ، فلمَّا أفاق قال عليه الصلاةُ والسلامُ : لا بلْ أسألُ اللهَ الرفيقَ الأعلَى مع جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ) ([58]).

- (عن عائشةَ قالت أُغْمِيَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ورأسُهُ في حِجْرِي فجعلتُ أمسحُهُ وأدعو لهُ بالشفاءِ فلمَّا أفاقَ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا بل أسألُ اللهَ الرفيقَ الأعلَى مع جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ) ([59]).

- (أُغْمِيَ على رسولِ اللَّهِ ورأسُهُ في حِجري ، فجَعلتُ أمسَحُ وجهَهُ وأدعو لَهُ بالشِّفاءِ ، فقالَ : لا ، بل أسألُ اللَّهَ الرَّفيقَ الأعلَى معَ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ) ([60]).

اللَّهمَّ ربَّ جِبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ومحمَّدٍ أعوذُ بِك منَ النَّارِ

- (اللَّهمَّ ربَّ جَبرائيلَ وميكائيلَ ، وربَّ إسرافيلَ ، أعوذُ بِك من حرِّ النَّارِ ، ومن عذابِ القبرِ) ([61]).

- (اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وربَّ إسرافيلَ، أعوذُ بكَ منْ حرِّ النارِ، ومنْ عذابِ القبرِ) ([62]).

- (أنَّهُ صلَّى مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رَكعَتيِ الفجرِ ، فصلَّى قريبًا منهُ ، قال : فصلَّى رَكعتينِ خفيفتينِ ، فسمعتُه يقولُ : اللَّهمَّ ربَّ جِبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ومحمَّدٍ أعوذُ بِك منَ النَّارِ ثلاثَ مرَّاتٍ) ([63]).

اللَّهمَّ ربَّ جَبرائيلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ إهدني لما اختُلفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِك

- (اللَّهمَّ ربَّ جَبرائيلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضَ، عالِمَ الغيبِ والشَّهادَةَ، أنتَ تحكمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفون، إهدني لما اختُلفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِك، إنَّكَ تَهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ) ([64]).

- (اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ اهدِني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ تهدي من تشاءُ إلى صِراطٍ مستقيمٍ) ([65]).

- (سَألتُ عائشةَ بأيِّ شيءٍ كانَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يفتَتحُ صلاتَهُ إذا قامَ منَ اللَّيلِ ؟ قالَت: كانَ إذا قامَ منَ اللَّيلِ يفتتِحُ صلاتَهُ اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ ، اهدني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ أنتَ تَهْدي مَن تشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ) ([66]).

- (سألتُ عائشةَ بمَ كانَ يستفتحُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ صلاتَهُ إذا قامَ منَ اللَّيلِ قالت كانَ يقولُ اللَّهمَّ ربَّ جبرئيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحْكمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلفونَ اهدني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ لتَهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ) ([67]).

- (أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ قال سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين : بأيِّ شيءٍ كان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يفتتحُ صلاتَه إذا قام من الليلِ ؟ قالت : كان إذا قام من الليلِ افتتح صلاتَه : " اللهمَّ ! ربَّ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ . فاطرَ السماواتِ والأرضِ . عالمَ الغيبِ والشهادةِ . أنت تحكم بين عبادِك فيما كانوا فيه يختلفون . اهدِني لما اختُلفَ فيه من الحقِّ بإذنِك إنك تهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ " .) ([68]).

ميكائيلُ مسؤول عن نسم المؤمنين

- ( .. فإذا تَوفَّى اللَّهُ العبدَ المؤمنَ أرسلَ إليهِ ملكَينِ بخرقةٍ منَ الجنَّةِ وريحانٍ من ريحانِ الجنَّةِ فقالَ أيَّتُها النَّفسُ المطمئنَّةُ اخرجي إلى رَوحٍ ورَيحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ اخرجي فنعمَ ما قدَّمتِ فتخرجُ كأطيبِ رائحةِ مسكٍ وجدَها أحدُكم بأنفِهِ وعلى أرجاءِ السَّماءِ ملائكةٌ يقولونَ سبحانَ اللَّهِ لقد جاءَ منَ الأرضِ اليومَ روحٌ طيِّبةٌ فلا يمرُّ ببابٍ إلَّا فُتِحَ لهُ ولا ملكٍ إلَّا صلَّى عليهِ ويشفعُ حتَّى يُؤتَى بهِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فتسجدُ الملائكةُ قبلَهُ ثمَّ يقولونَ ربَّنا هذا عبدُكَ فلانٌ توفَّيناهُ وأنتَ أعلمُ بهِ فيقولُ مروهُ بالسُّجودِ فيسجدُ النَّسَمَةُ ثمَّ يُدعَى ميكائيلُ فيقالُ اجعل هذهِ النَّسَمَةَ معَ أنفُسِ المؤمنينَ حتَّى أسألَكَ عنها يومَ القيامةِ فيؤمَرُ بجسدِهِ فيوسِّعُ لهُ طولُهُ سبعونَ وعرضُهُ سبعونَ وينبتُ فيهِ الرَّيحانَ ويبسطُ لهُ الحريرَ فيهِ وإن كانَ معهُ شيءٌ منَ القرآنِ نوَّرَهُ وإلَّا جعلَ لهُ نورًا مثلَ نورِ الشَّمسِ ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ إلى الجنَّةِ فينظرُ إلى مقعدِهِ في الجنَّةِ بكرةً وعشيًّا  ...) ([69]).

 (ما ضَحِكَ ميكائيلُ منذُ خُلقَتِ النارُ) ([70]).

علمُ ميكائيل :

(أنَّ رجلًا سألَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّ البِقاعِ خيرٌ ؟ وأيُّ البِقاعِ شرٌّ؟ قالَ لا أَدري حتَّى أسألَ جبريلَ عليهِ السَّلامُ فسألَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ فقال لا أدري حتَّى أسألَ ميكائيلَ فجاءَ فقالَ خيرُ البقاعِ المساجدُ وشرُّ البقاعِ الأسواقُ) ([71]).

(قال رسولُ اللهِ لِجبريلَ : مالِي لمْ أَرَ مِيكَائِيلَ ضَاحِكًا قطُّ ؟ قال : ما ضَحِكَ مِيكَائِيلُ مُنْذُ خُلِقَتِ النارُ) ([72]).

ميكائيل هو الملك الموكل بأرزاق العباد وجبريل تتخذه اليهودُ عدوّا لها

ويقول سبحانه مبيّنا عداوة اليهود لجبريل عَلَيْهِ السَّلَام:

﴿مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (البقرة : 98)

- (أقبلَتِ اليهودُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا يا أبا القاسمِ إنا نسألُكَ عن خمَسَةِ أشياءَ فإنْ أنبأْتَنَا بِهِنَّ عرَفْنَا أنَّكَ نَبِيٌّ واتَّبَعْناكَ فأَخَذَ علَيْهِم ما أخذَ إسرائيلُ على بَنِيهِ إذْ قالوا اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ قال هاتوا قالوا خَبِّرْنا كيفَ تُؤَنِّثُ المرأَةُ وكيف تُذَكِّرُ قال يَلْتَقِي الماءانِ فإذا علَا ماءُ الرجُلِ ماءَ المرأةِ أَذْكَرَتْ وإذا عَلَا ماءُ المرأَةِ ماءَ الرجلِ أَنَّثَتْ قالوا أَخْبِرْنا ما حرَّمَ إسرائيلُ على نفْسِهِ قال كانَ يشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا فلَمْ يَجْدْ شيئًا يُلائِمُهُ إلَّا ألْبَانَ كذا وكذا قال بعضُهُم يعني الإبِلَ فحرَّمَ لحومَها قالوا صدقْتَ قالوا أخْبِرْنا مَا هذا الرَّعْدُ قال مَلَكٌ من ملائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُوَكَّلٌ بالسحابِ بيدِهِ أوْ في يدِهِ مِخْراقٌ مِنْ نارٍ يزْجُرُ بِهِ السحابَ يسوقُهُ حيثُ أمَرَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ قالوا فما هذا الصوتُ الذي نسمَعُ قال صوتُهُ قالوا صَدَقْتَ إنما بقِيَتْ واحِدَةٌ إنَّما نُبَايِعُكَ إنْ أخبرْتَنا إِنَّهُ ليس من نبيٍّ إلَّا له من يأْتِيهِ بالخبرِ فأخبرْنا عن صاحبِكَ قال جبريلُ عليه السلامُ قالوا جبريلُ ذلِكَ الذي ينزِلُ بالعذَابِ والحَرْبِ والقِتَالِ وهو عدُوُّنَا لو قُلْتَ مِيكائيلَ الذي ينزِلُ بالرحمَةِ والنباتِ والقطرِ لكان فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبرِيلَ الآيةَ وفي روايةٍ كُلَّما أخبرَهم بشيءٍ فصدَّقُوه قال اللهمَّ اشهدْ وقال فيها أنشُدُكُم باللهِ الذي أنزلَ التوراةَ على موسى هلْ تعلمونَ أنَّ هذا النبيَّ الأمِّيَ تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُهُ قالوا اللهم نعم وقال أيضًا فإنَّ وَلِيِّي جبريلُ ولم يَبْعَثِ اللهُ نبيًّا قطُّ إلَّا وهو وليُّهُ) ([73]).

تؤكّدُ الآيةُ الكريمةُ كفرَ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ.  وتبيّن الآية والأحاديث أنّ عداء اليهود للأمّة الإسلامية هو صادرٌ عن عدائهم للّه الواحد الأحد الصّمد العزيز الجبّار : (مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ) ، وهو صادرٌ أيضا عن عدائهم لجبريل الذي نزل بالقرآن على النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم.  وهو صادرٌ أيضا عن عدائهم لكافّة الرّسل (من الأنبياء ومن البشر).

- ومنهم الموكل بالقطر (الغيث ينزل من السّحاب) وتصاريفه وهو: ميكال أو ميكائيل عليه السلام.

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة 164)

- (أقبلتْ يهودُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا : يا أبا القاسمِ إنَّا نسألُك عن خمسةِ أشياءَ , فإن أنبأتَنا بهنَّ عرفنا أنَّك نبيٌّ . فذكر الحديثَ _ وفيه أنَّهم سألوه عمَّا حرَّم إسرائيلُ على نفسِه , وعن علامةِ النَّبيِّ وعن الرَّعدِ وصوتِه , وكيف تُذكَّرُ المرأةُ وتُؤنَّثُ, وعمَّن يأتيه بخبرِ السَّماءِ إلى أن قالوا : فأخبِرنا من صاحبُك ؟ قال : جبريلُ , قالوا : جبريلُ ذاك ينزِلُ بالحربِ والقتالِ والعذابِ , عدوُّنا , لو قلتَ ميكائيلُ الَّذي ينزِلُ بالرَّحمةِ والنَّباتِ والقَطْرِ لكان خيرًا فنزلت { قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ . . . } ] يعني الآيةُ [) ([74]).

- (قالوا : جبريلُ ينزلُ بالحربِ والقَتلِ والعذابِ ، لو كان ميكائيلُ الَّذي ينزلُ بالرَّحمةِ والنَّباتِ والقَطرِ) ([75]).

- (أنَّ عمرَ كانَ يأتي اليَهودَ فيسمعُ منَ التَّوراةِ فيتعجَّبُ كيفَ تُصدِّقُ ما في القرآنِ قالَ فمرَّ بِهِمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقلتُ نشدتُكُم باللَّهِ أتعلمونَ أنَّهُ رسولُ اللَّهِ فقالَ لَهُ عالِمُهُم نعم نعلمُ أنَّهُ رسولُ اللَّهِ قالَ فلمَ لا تتَّبعونَهُ قالوا إنَّ لَنا عدوًّا منَ الملائِكَةِ وسلمًا وإنَّهُ قُرِنَ بنبوَّتِهِ منَ الملائِكَةِ عدوَّنا) ([76]).

إسرافيل والنفخ في الصور

ومن جملة أكابر الملائكة الذين وردت بهم الأخبار إسرافيل ، فقد ورد أنه صاحب الصور: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً﴾ (النبأ : 18).

الذي ينفخ في الصُّورِ بأمر الله النفخة الأولى فيهلك من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله, استثناهم من الموت بهذه النفخة لأن الله يتولى قبض أرواحهم بدون وساطة في نفخة الصور, ثم ينفخ فيه النفخة الثانية فيبعث كل المخلوقات إلى الحياة بعد الموت قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾ (الزُمر : 68)

الصور طبعاً البوق, والبوق كما قال العلماء: مخلوق أعده الله ليكون به النفخ لإهلاك الأحياء في السموات و الأرض عند قيام الساعة.

الآيات:

(فإذا نقر في النّاقور * فذلك يومئذ يوم عسير * على الكافرين غير يسير) (المدّثر آية 8-10).  النّفخة الثانية، وقيل الأولى) (القرطبي، م 10 ، ج 19 ، ص 46).

نفخة الصعق

 (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ) (ص آية 15)

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) (الزمر آية 68)

 (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) (يس آية 49)

نفخة القيام لرب العالمين

(ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) (الزمر آية 68)

 (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ) (الحاقّة آية 13)

نَفْخَة الْقِيَام لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَالْبَعْث وَالنُّشُور وَهِيَ هَذِهِ النَّفْخَة وَقَدْ أَكَّدَهَا هَهُنَا بِأَنَّهَا وَاحِدَة لِأَنَّ أَمْر اللَّه لَا يُخَالَف وَلَا يُمَانَع (ابن كثير، ج 4 ، ص 532).

 (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) (النمل آية 87)

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) (ق آية 20)

(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) (طه آية 102)

(وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا) (الكهف آية 99)

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) (يس آية 51)

(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا) (النبإ آية 18)

 (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) (المؤمنون آية 101)

(يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (ق آية 42)

 (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) (يس آية 53)

وأمّا الأحاديث فكثيرة ومنها

- (عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن الذي وُكِلَ بالنفخِ في الصورِ هو إسرافيلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أحدُ حملَةِ العرشِ) ([77]).

- ( كنتُ عند عائشةَ رضِي اللهُ عنها وعندها كعبُ الأحبارِ فذكر إسرافيلَ ، فقالت عائشةُ : يا كعبُ أخبِرْني عن إسرافيلَ ؟ فقال كعبٌ : عندكم العِلمُ ، قالت : أجل ، قالت : فأخبِرْني ، قال : له أربعةُ أجنحةٍ جناحان في الهواءِ وجَناحٌ قد تسَرْبل به ، وجناحٌ على كاهلِه ، والقلمُ على أذنِه ، فإذا نزل الوحيُ كتب القلمُ ، ثمَّ درسَت الملائكةُ ، وملكُ الصُّورِ جاث على إحدَى رُكبتَيْه وقد نصب الأخرَى فالتقم الصُّورَ يحني ظهرَه ، وقد أُمِر إذا رأَى إسرافيلَ قد ضمَّ جناحَه أن ينفُخَ في الصُّورِ ، فقالت : عائشةُ : هكذا سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ) ([78]).

- ( كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر فذكر إسرافيل فقالت عائشة يا كعب أخبرني عن إسرافيل فقال كعب عندكم العلم قالت أجل قالت فأخبرني قال له أربعة أجنحة جناحان في الهواء وجناح قد تسربل به وجناح على كاهله والقلم على أذنه فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب للأخرى فالتقم الصور محني ظهره وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور فقالت عائشة هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)  ([79]).

- ( كنت عند عائشة ، وعندها كعب الحبر ، فذكر إسرافيل ، فقالت عائشة رضي الله عنها : أخبرني عن إسرافيل فقال كعب : عندكم العلم ، قالت : أجل قالت : فأخبرني قال : له أربعة أجنحة : جناحان في الهواء ، وجناح قد تسربل به ، وجناح على كاهله ، والعرش على كاهله ، والقلم على أذنه ، فإذا نزل الوحي ، كتب القلم ، ثم درست الملائكة وملك الصور جاث على أحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى ، فالتقم الصور محني ظهره ، وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور ، فقالت عائشة : هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) ([80]).

- (إن الله تعالى لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور وأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر فقال أبو هريرة قلت : يا رسول الله وما الصور ؟ قال : قرن فقلت : وكيف هو ؟ قال : هو عظيم والذي نفسي بيده إن عظم دارة فيه لكعرض السماء والأرض فينفخ فيه ثلاث نفخات الأولى، نفخة الفزع ، والثانية : نفخة الصعق ، والثالثة : نفخة القيام لرب العالمين ، يأمر الله إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول : انفخ نفخة الفزع فيفزع أهل السماء والأرض إلا ما شاء الله ويأمره فيمدها ويديمها ويطولها يقول الله عز وجل : (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ) (ص آية 15).  ويكون ذلك يوم الجمعة في النصف من شهر رمضان فيسير الله الجبال فتمرّ مرّ السّحاب ، ثم تكون سرابا ثم ترتج الأرض بأهلها رجا، وهي التي يقول الله عز وجل : ( يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة).  فتكون الأرض كالسفينة في البحر تضربها الأمواج فيميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل ما في بطونها ، وتشيب الولدان ، وتتطاير الشياطين هاربة ، حتى تأتي الأقطار فتتلقاها الملائكة هاربة فتضرب بها وجوهها ويولي الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضا وهي التي يقول الله عز وجل: ( يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد).  فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الأرض من قطر إلى قطر، ورأوا أمرا عظيما لم يروا مثله فيأخذهم من ذلك من الكرب والهول ما الله به عليم ، ثم ينظرون إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم انشقت وانخسف شمسها وقمرها وانتثرت نجومها ، ثم كشطت السماء عنهم ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والموتى لا يعلمون شيئا من ذلك قلت: يا رسول الله فمن استثنى الله عز وجل، حين يقول ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ؟ قال : أولئك هم الشهداء عند ربهم يرزقون إنما يصل الفزع إلى الأحياء ، يقيهم الله شر ذلك اليوم ويؤمنهم منه وهو عذاب يلقيه الله على شرار خلقه ، وهو الذي يقول الله تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) أي شديد فتمكثون في ذلك ما شاء الله إلا أنه يطول عليهم كأطول يوم ، ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ نفخة الصعق ) ([81]).

ويذكر القرطبي أيضا في تفسيره (القرطبي، م 13 ، ص 159) أنّهما على الرّاجح نفختان فقط كما تؤكّد الآيات والأحاديث التالية:

 (... لا تفضلوا بين أنبياء الله ، فإنه ينفخ في الصور ، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، ثم ينفخ فيه أخرى ، فأكون أول من بعث ، فإذا موسى آخذ بالعرش ، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور ، أم بعث قبلي ، ولا أقول : إن أحدا أفضل من يونس بن متى) ([82]).

 -(... لا تفضلوا بين أنبياء الله . فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله . قال ثم ينفخ فيه أخرى . فأكون أول من بعث . أو في أول من بعث . فإذا موسى عليه السلام آخذ بالعرش . فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور . أو بعث قبلي . ولا أقول : إن أحدا أفضل من يونس بن متى عليه السلام ) . ) ([83]).

 -(.. ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون فأكون أول من رفع رأسه فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أرفع رأسه قبلي أم كان ممن استثنى الله ومن قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب ) ([84]).

ورد في الأحايث السابقة: (ثم ينفخ فيه أخرى)؛ ممّا يدلُّ على أنّهما فقط نفختان اثنتان: نفخة الصعق التي يبدأ معها تدمير الكون وموت الخلائق، ثمّ نفخة القيام لرب العالمين.  ولقد مرّ بنا أنّ أمواجاً صوتية كانت تغمر الكون الوليد.  ويوم القيامة كذلك تعود الأمواج الصوتيّة لتغمر الكون:  فيكون النفخ في الصور، وإن عظم دارة فيه لكعرض السماء والأرض.  وهناك أحاديث أخرى تصف الصّور، ومنها:

- ) ينفخ في الصور والصور كهيئة القرن فيصعق من في السماوات ومن في الأرض وبين النفختين أربعين عاما ويمطر الله في تلك الأربعين مطرا فينبتون من الأرض كما ينبت البقل ومن الإنسان عظم لا تأكله الأرض عجب ذنبه وفيه يركب الجسد خلقه يوم القيامة ، قال : ثم ذكر البعث وذكر الحساب ...) ([85]).

آخرَ من يبقى جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ وملكُ الموتِ

- (عن ابنِ عبَّاسٍ: أنَّ آخرَ من يبقى جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ وملكُ الموتِ ثمَّ يموتُ الثَّلاثةُ ثمَّ يقولُ اللَّهُ لملكِ الموتِ: مُت فيموتُ) ([86]).

الفرع الثاني : حملة العرش

- (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (غافر 7).

يُخْبِر تَعَالَى عَنْ الْمَلَائِكَة الْمُقَرَّبِينَ مِنْ حَمَلَة الْعَرْش وَمَنْ حَوْله مِنْ الْمَلَائِكَة الْكَرُوبِيِّينَ بِأَنَّهُمْ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهمْ أَيْ يَقْرُنُونَ بَيْن التَّسْبِيح الدَّالّ عَلَى نَفْي النَّقَائِص وَالتَّحْمِيد الْمُقْتَضِي لِإِثْبَاتِ صِفَات الْمَدْح" وَيُؤْمِنُونَ بِهِ " أَيْ خَاشِعُونَ لَهُ أَذِلَّاء بَيْن يَدَيْهِ وَأَنَّهُمْ " يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا " أَيْ مِنْ أَهْل الْأَرْض مِمَّنْ آمَنَ بِالْغَيْبِ فَقَيَّضَ اللَّه تَعَالَى مَلَائِكَته الْمُقَرَّبِينَ أَنْ يَدْعُوا لِلْمُؤْمِنِينَ بِظَهْرِ الْغَيْب وَلَمَّا كَانَ هَذَا مِنْ سَجَايَا الْمَلَائِكَة عَلَيْهِمْ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَانُوا يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَاء الْمُؤْمِن لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْب كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم " إِذَا دَعَا الْمُسْلِم لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْب قَالَ الْمَلَك آمِينَ وَلَك بِمِثْلِهِ " ...(تفسير ابن كثير).

- ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (الحاقة : 16-17)

(وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الزمر 75)

"أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ مَلَائِكَته أَنَّهُمْ مُحْدِقُونَ مِنْ حَوْل الْعَرْش الْمَجِيد يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهمْ وَيُمَجِّدُونَهُ وَيُعَظِّمُونَهُ وَيُقَدِّسُونَهُ وَيُنَزِّهُونَهُ عَنْ النَّقَائِص وَالْجَوْر وَقَدْ فَصَلَ الْقَضِيَّة وَقَضَى الْأَمْر وَحَكَمَ بِالْعَدْلِ وَلِهَذَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ " وَقُضِيَ بَيْنهمْ " أَيْ بَيْن الْخَلَائِق " بِالْحَقِّ ". ثُمَّ قَالَ " وَقِيلَ الْحَمْد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " أَيْ نَطَقَ الْكَوْن أَجْمَعهُ نَاطِقه وَبَهِيمه لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ بِالْحَمْدِ فِي حُكْمه وَعَدْله " . (ابن كثير).

الأحاديث :

- (أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ عمرٍو قالَ : قالت الملائِكَةُ يا ربَّنا منِّا الملائِكَةُ المقرَّبونَ ، ومنِّا حملةُ العرشِ ، ومنَّا الكرامُ الكاتِبينَ ، ونحنُ نسبِّحُ اللَّيلَ والنَّهارَ لا نسأمُ ولا نفتُرُ ، خَلقتَ بَني آدم فجعلت لَهُم الدُّنيا ، فاجعل لَنا الآخرةَ ، قالَ ثمَّ عادوا فأجهَدوا المسألةَ فقالوا مثلَ ذلِكَ . فقالَ جلَّ جلالُهُ : لن أجعلَ صالِحَ ذرِّيَّةِ من خلقتُ بيديَّ كمَن قلتُ لَهُ كُن فَكانَ) ([87]).

- (حَملةُ العَرشِ ثمانيةٌ يَتجاوَبونَ بِصَوتٍ حسَنٍ رخيمٍ ، فيقولُ أربعَةٌ منهُم : سُبحانَكَ وبحمدِكَ علَى حِلمِكَ بعدَ عِلمِكَ . ويقولُ أربعةٌ : سُبحانَكَ وبحمدِكَ علَى عفوِكَ بعدَ قُدرتِكَ) ([88]).

- (عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن الذي وُكِلَ بالنفخِ في الصورِ هو إسرافيلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أحدُ حملَةِ العرشِ) ([89]).

- (خرجَ علَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا كالمودِّعِ فقالَ : أَنا مُحمَّدٌ النَّبيُّ الأمِّيُّ ، أَنا مُحمَّدٌ النَّبيُّ الأمِّيُّ ثلاثًا ولا نبيَّ بَعدي ، أوتيتُ فواتحَ الكَلِمِ وجوامعَهُ ، وخواتمَهُ ، وعَلِمْتُ كم خزنةُ النَّارِ وحَملةُ العرشِ ، وتُجوِّزَ بي ، وعوفِيتُ ، وعوفيَتْ أمَّتي ، فاسمَعوا وأَطيعوا ما دمتُ فيكُم ، فإذا ذُهِبَ بي ، فعليكُم بِكِتابِ اللَّهِ ، أحلُّوا حلالَهُ ، وحرِّموا حرامَهُ) ([90]).

(يقولُ: خرَجَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا كالموَدِّعِ، فقال: أنا محمَّدٌ النَّبيُّ الأُمِّيُّ، أنا محمَّدٌ النَّبيُّ الأُمِّيُّ، أنا محمَّدٌ النَّبيُّ الأُمِّيُّ -ثلاثًا- ولا نبيَّ بعدي، أوتيتُ فَواتِحَ الكَلِمِ، وجَوامِعَه، وخَواتِمَه، وعلِمتُ كم خَزنةُ النَّارِ وحَملةُ العَرشِ، وتُجوِّزَ بي، وعوفيتُ، وعوفيَتْ أُمَّتي، فاسْمَعوا وأَطيعوا ما دُمْتُ فيكم، فإذا ذُهِبَ بي؛ فعليكم بكتابِ اللهِ، أحِلُّوا حلالَه، وحرِّموا حرامَه.) (الراوي : عبدالله بن عمرو ، المحدث : شعيب الأرناؤوط ، المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 6981 ، خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف)

- (خرج علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يوما كالمودِّعِ فقال أنا محمد النبي الأميّ قالهُ ثلاثَ مراتٍ ولا نبي بعدي أُوتيتُ فواتحَ الكلمِ وخواتمهُ وجوامعهُ وعُلّمتُ كم خزنةُ النارِ وحملةُ العرشِ وتُجوِّزَ بي وعوفيتُ وعوفيتْ أمّتي فاسمعوا وأطِيعوا مادمتُ فيكم فإذا ذُهِبَ بي فعليكُم بكتابِ اللهِ أحلُّوا حلالهُ وحرِّموا حرامهُ) ([91]).

حملة العرش وتنزّل الأمر

قوله سبحانه وتعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أنّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق 12].

ومن الأحاديث:-

- (أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِن أَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِنَ الأنْصَارِ، أنَّهُمْ بيْنَما هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رُمِيَ بنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ، فَقالَ لهمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولونَ في الجَاهِلِيَّةِ، إذَا رُمِيَ بمِثْلِ هذا؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فإنَّهَا لا يُرْمَى بهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ، إذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ العَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هذِه السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قالَ: الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ العَرْشِ لِحَمَلَةِ العَرْشِ: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ فيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قالَ: قالَ فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَوَاتِ بَعْضًا، حتَّى يَبْلُغَ الخَبَرُ هذِه السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الجِنُّ السَّمْعَ فَيَقْذِفُونَ إلى أَوْلِيَائِهِمْ، وَيُرْمَوْنَ به، فَما جَاؤُوا به علَى وَجْهِهِ فَهو حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فيه وَيَزِيدُونَ) ([92]).

من الشرح: "حتَّى يَبلغَ، أي: يَصلَ الخبرُ هذه السَّماءَ الدُّنيا، أي: أَهلَها مِنَ الملائكةِ فَيخطِفُ الجنُّ السَّمعَ، أي: المسموعَ "فَيَقذِفونَ"، أي: الجنُّ يَرمونَ مَسموعَ الملائكةِ إلى أَولِيائِهم مِنَ الكهنةِ والمنجِّمينَ وَيُرْمَوْنَ ، أي: الجنُّ يُقذَفون بِالشُّهبِ، وهذا رميُهم بِالشِّهابِ بعْدَ إِلقائِهمُ الكلمةَ إلى أَوليائِهم فما جاءوا، أي: أَولياؤُهم به على وَجهِه، أي: مِن غيرِ تُصرُّفٍ فيه فهو حقٌّ، أي: كائنٌ واقعٌ، ولكنَّهم "يُقَرِّفون"، أي: يَكذبون فيه ويُوقعونَ الكذبَ في المسموعِ الصَّادقِ، ويَخلطونَه ولا يَتركونَه على وجهٍ غالبَا، ويَزيدونَ، أي: دائمًا كذِبَاتٍ أُخَرَ مُنْضمَّةً إليه."

ملاحظة هامة:  يقول الصحابي: "رُمِيَ بنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ".  والحقيقة أنّ الشهاب ليس بنجم، وإنما هي كتل صغيرة جداً تتوهج وتحترق عندما تسقط في جاذبية الأرض .  بينما في الحديث يقول الرسول الذي يوحى إليه: " مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولونَ في الجَاهِلِيَّةِ، إذَا رُمِيَ بمِثْلِ هذا؟".  إذَا رُمِيَ بمِثْلِ هذا ولم يقل بمِثْلِ هذا النجم!

- (إنَّها لا يُرْمَى بِها لِموتِ أحدٍ ولا لحياتِه ، ولكنْ ربُّنا تباركَ وتعالى إذا قَضى أمرًا ، سبَّح حملةُ العرشِ : ماذا قال ربُّكم ؟ فيُخبرونَهم ماذا قالَ ، فيَستخبِرُ بعضُ أهلِ السَّمواتِ بَعضًا ، حتَّى يبلُغَ الخبرُ هذهِ السَّماءَ الدُّنيا ، فيخطَفُ الجنُّ السَّمعَ فَيقذِفونَ إلى أوليائِهم ، ويُرمَوْنَ ، فَما جاؤوا بهِ علَى وجهِه ، فهوَ حقٌّ ، ولكنَّهم يُفرِّقونَ فيهِ فيَزيدونَ) ([93]).

- (حدَّثني رجالٌ من الأنصارِ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهم كانوا جلوسًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ إذ رُمِيَ بنجمٍ فذكر الحديثَ إلا أنَّهُ قال : إذا قضى ربنا أمرًا سبَّحَهُ حملةُ العرشِ ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يبلغَ التسبيحُ السماءَ الدنيا فيقولون الذين يلونَ حملةَ العرشِ لحملةِ العرشِ : ماذا قال ربكم : فيقولون الحقَّ وهو العليُّ الكبيرُ فيقولون كذا كذا فيُخبرُ أهلُ السمواتِ بعضهم بعضًا حتى يبلغَ الخبرُ السماءَ الدنيا قال : ويأتي الشياطينُ فيستمعون الخبرَ فيقذفونَ بهِ إلى أوليائهم ويرمونَ بهِ إليهم فما جاءوا بهِ على وجهِهِ فهو حقٌّ ولكنَّهم يزيدون فيهِ ويَقرِفُونَ ويَنقُصُون) ([94]).

- (إذا أحبَّ اللهُ عبدًا نادى جَبرائيلَ فقال : إنِّي أحبُّ عبدي فأحِبُّوهُ فينوِّهُ به جَبرائيلُ في حملَةِ العرشِ ، فتسمَعُ أهلُ السَّماءِ لغطَ حملةِ العرشِ ، فيحبُّهُ أهلُ السَّماءِ السَّابعةِ ثمَّ سماءٍ سماءٍ حتَّى ينزلَ إلي السَّماءِ الدُّنيا ثمَّ يهبطُ إلي الأرضِ فيحبُّهُ أهلُ الأرضِ) ([95]).

- - (إنَّ العبدَ ليلتَمِسُ مرضاةَ اللهِ عزَّ وجلَّ فلا يزالُ كذلك فيقولُ يا جبريلُ إنَّ عبدي فلانًا يلتَمِسُ أن يُرضِيَني برضائي عليه قال فيقولُ جبريلُ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم رحمةُ اللهِ على فلانٍ وتقولُ حَمَلةُ العرشِ ويقولُ الَّذين يَلُونَهم حتَّى يقولَ أهلُ السَّماواتِ السَّبعِ ثُمَّ يهبِطُ إلى الأرضِ ثُمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وهي الآيةُ الَّتي أنزَل اللهُ عليكم في كتابِه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} وإنَّ العبدَ ليلتمِسُ سخطَ اللهِ فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ يا جبريلُ إنَّ فلانًا يستَسخَطُني ألا وإنَّ غضبي عليه فيقولُ جبريلُ غضبُ اللهِ على فلانٍ وتقولُ حملةُ العرشِ ويقولُ مَن دونَهم حتَّى يقولَه أهلُ السَّماواتِ السَّبعِ ثُمَّ يهبِطُ إلى الأرضِ) ([96])

ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة سنة

- (أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة سنة) ([97]).

وفيما يلي بعض روايات الحديث:

- (أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مئة عام) ([98]).

- (أُذِنَ لي أن أُحَدِّثَ عن ملكٍ من حملةِ العرشِ ما بين شحمةِ أذنِه إلى عاتقِه مسيرةَ سبعمائةِ عامٍ) ([99]).

أُذنِ لي أنْ أحدِّثَ عنْ ملَكٍ منْ ملائكةِ اللهِ تعالى منْ حملةِ العرشِ ، ما بينَ شحمةِ أُذُنِهِ إلى عاتِقِهِ مسيرةُ سبعمائةِ سنةٍ) ([100]).

- ( أُذِنَ لي أن أُحدِّثَ عن ملَكٍ من ملائكةِ اللَّهِ ، مِن حملَةِ العَرشِ ، ما بينَ شحمَةِ أذُنِهِ إلى عاتِقِه مسيرةُ سبعِمائةِ سنَةٍ) ([101]).

- (أُذِنَ لي أن أحدِّثَ عن ملَكٍ من حملةِ العرشِ ، ما بينَ شَحمةِ أذنِهِ إلى عاتقِهِ مَسيرةُ سبعِ مائةِ سنَةٍ !) ([102]).

- (أُذِنَ لي أنْ أُحدِّثَ عن ملَكٍ من حملةِ العرشِ ، رجلاه في الأرضِ السُّفْلى ، و على قرْنِه العرشُ ، و بين شحمةِ أُذُنَيْه و عاتِقِه خَفَقانُ الطيرِ سبعَمائةِ عامٍ ، يقولُ ذلك الملَكُ سبحانك حيث كنتَ) ([103]).

- (أُذِنَ لي أنْ أُحدِّثَ عن ملَكٍ من ملائكةِ اللهِ تعالى حملةُ العرشِ ، ما بين شحْمَةِ أُذُنِه إلى عاتِقِه مسيرةَ سبعَمائةِ سنةٍ) ([104]).

- ( أُذن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكةِ اللهِ من حملة العرشِ ؛ إنَّ ما بين شحمةِ أذنيه إلى عاتقه مسيرةُ سبعِ مئةِ عامٍ .) ([105]).

- ( أُذِن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكةِ اللهِ، من حملةِ العرشِ : إنَّ ما بينَ شحمةِ أُذنهِ إلى عاتقِه، مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ) ([106]).

- (أُذِن لي أن أُحَدِّثَ عن ملَكِ من ملائكةِ اللهِ عز وجل من حملةِ العرشِ ، إن ما بين شحمةِ أذنِه إلى عاتقِه مسيرةَ سبعمائةِ عامٍ) ([107]).

- (أُذِنَ لي أنْ أُحدِّثَ عن ملَكٍ من ملائكةِ اللهِ من حملةِ العرشِ ما بين شحمةِ أذنِه إلى عاتقِه مسيرةُ سبعينَ عامًا) ([108]).

- (أُذِنَ لي أن أحدِّثَ عن ملَكٍ مِن ملائِكَةِ اللَّهِ تَعالى مِن حَمَلةِ العَرشِ إنَّ ما بينَ شَحمةِ أذُنِهِ إلى عاتقِهِ مَسيرةُ سَبعِمائةِ عامٍ .) ([109]).

إنّ ثبات هذا النصّ يتطلّب تحديد سرعة المسير وأن تكون السرعة ذات دلالة.  ونحن نعلم أنّ سرعة الضوء ثابت كوني.  لذا أفهم أنّ مدلول الحديث هو : أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة (الضوء) سبع مائة سنة.  وفيما نعلم ليس هناك من شيء مخلوق يتحرّك في العالم العلوي سوى الملائكة أو الضوء.  وفي حركة الملائكة وأجنحتها لدينا الآية الكريمة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [فاطر 1].  والحديث : (يَتَعاقَبونَ فيكُم: ملائِكَةٌ بالليلِ وملائِكةٌ بالنهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ، ثم يَعْرُجُ الذينَ باتوا فيكُم، فيَسألُهُم وهو أعلَمُ بِهِم: كيفَ تَرَكتُم عِبادي ؟ فيقولون : تَرَكْناهُم وهُم يُصلونَ، وأتَيناهُم وهُم يُصلونَ .) ([110]).

إنّ سرعة الملائكة كما تبيّنها هذه الأحاديث أكبر كثيرا من سرعة الضوء.

- (أُذِنَ لي أن أُحدِّثَكُم عن ملَكٍ مِن حَملةِ العرشِ بُعْدُ ما بينَ شَحمةِ أُذنِهِ وعُنقِهِ مخفَقُ الطَّيرِ سبعَمائةِ عامٍ) ([111]).

هذه الرواية هي الوحيدة من بين الروايات العديدة التي ترد فيها عبارة (مخفَقُ الطَّيرِ) .  إنّ المقصود بالطير هنا هو ما يطير في العالم العلوي من ملائكة (والتي قد تزيد سرعتها عن سرعة الضوء).  ولا يصحّ أنّ نزعم أنّه الطير الذي نراه في عالمنا الأرضي والمخلوق من ماء؛ والذي هو لحمُ ودم (ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ وكذلك طيورها).  هذا وأرجّح أن تكون العبارة (مخفَقُ الطَّيرِ) فيها إشارة إلى جنس الطير الذي تعلق به أرواح الشهداء، والتي تسرحُ من الجنةِ حيث شاءت، وبسرعة مهولة (والتي قد تساوي سرعة الضوء لتساوي الرقم في الحديثين : (مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ).  لا بدّ من أن تكون سرعة هذا الطير مهولة ؛ وذلك أنّها (تسرحُ من الجنةِ حيث شاءت).  كيف لا والجنّة عرضها السماوات والأرض.  والسماء الدنيا يقدّر قطرها بحوالي 98 مليار سنة ضوئيّة.  وطرق هذا الحديث : (إنَّ أرواحَ شُّهداءِ المسلمينَ في حواصِلِ طيرٍ خضرٍ تغدوا إلى رياضِ الجنَّةِ) كثيرة، وفيما يلي بعضها.

أرواحَ شُّهداءِ المسلمينَ في حواصِلِ طيرٍ خضرٍ تغدوا إلى رياضِ الجنَّةِ

سألْنا عبدَ اللهِ ( هو ابنُ مسعودٍ ) عن هذه الآيةِ : وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ قال : أما إنا سألْنا عن ذلك . فقال ( أرواحُهم في جوفِ طيرٍ خُضرٍ . لها قناديلُ مُعلَّقةٌ بالعرشِ . تسرحُ من الجنةِ حيث شاءت . ثم تأوي إلى تلك القناديلِ . فاطَّلع إليهم ربُّهم اطَّلاعةً . فقال : هل تشتهون شيئًا ؟ قالوا : أي شيءٍ نشتهي ؟ ونحن نسرحُ من الجنةِ حيثُ شِئْنا . ففعل ذلك بهم ثلاثَ مراتٍ . فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يُسألوا ، قالوا : يا ربِّ ! نريد أن تردَّ أرواحَنا في أجسادِنا حتى نُقتَلَ في سبيلِك مرةً أخرى . فلما رأى أن ليس لهم حاجةٌ تُرِكوا ) ([112]).

- (إنَّ أرواحَ شُّهداءِ المسلمينَ في حواصِلِ طيرٍ خضرٍ تغدوا إلى رياضِ الجنَّةِ ثمَّ يكونُ مأواها إلى قناديلَ معلَّقةٍ بالعرشِ فيقولُ لهم الرَّبُّ تبارك وتعالى أتعلمونَ كرامةً أفضل من كرامةٍ أُكرِمتُموها فيقولونَ لا إله إلَّا أنت إنَّا ودِدنا أنَّكَ أعدتَ أرواحَنا في أجسادِنا حتَّى نقاتِلَ مرَّةً أخرى فنُقتَلَ في سبيلِكَ) ([113]).

- (إنَّ أرواحَ الشهداءِ في طيرٍ خُضرٍ تعلَقُ من ثمرِ الجنَّةِ ، أو شجرِ الجنَّةِ) ([114]).

- (إن أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمرة الجنة أو شجر الجنة) ([115]).

- (إنَّ أرواحَ الشُّهداءِ في أجوافِ طيرٍ خُضْرٍ تُعلَّقُ من ثَمرِ الجنَّةِ أو شجرِ الجنَّةِ) ([116]).

- (إن أرواحَ الشهداءِ في طيرٍ خضرٍ تعلَّق من ثمرِ الجنةِ أو شجرِ الجنةِ) ([117]).

- (أنَّ أرواحَ الشُّهداءِ في طَيرٍ خضرٍ تعلقُ من ثمرِ الجنَّةِ) ([118]).

- (أرواحُ الشهداءِ في طيرٍ خُضرٍ تَعلقُ في شجرِ الجنةِ) ([119]).

- (أنَّ ابنَ مسعودٍ حدَّثَه أنَّ الثمانيةَ عشرَ الذين قُتِلُوا من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ بدرٍ جعل اللهُ أرواحَهم في الجنةِ في طيرٍ خضرٍ تسرحُ في الجنةِ فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربُّكَ اطلاعةً فقال يا عبادي ماذا تشتهون فقالوا يا ربنا هل فوقَ هذا شيءٌ قال فيقول عبادي ماذا تشتهون فيقولون في الرابعةِ تُردُّ أرواحُنا في أجسادنا فنُقْتَلُ كما قُتِلْنَا) ([120]).

- (لمَّا أُصِيب إخوانُكم جعل اللهُ أرواحَهم في جوفِ طيْرٍ خُضْرٍ ترِدُ أنهارَ الجنَّةِ تأكلُ من ثمارِها وتأْوي إلى قناديلَ من ذهبٍ معلَّقةٍ في ظلِّ العرشِ فلمَّا وجدوا طِيبَ مأكلِهم ومشربِهم ومَقيلِهم قالوا من يُبلِّغُ إخوانَنا عنَّا أنَّا أحياءٌ في الجنَّةِ نُرزقُ لئلَّا يزهدوا في الجهادِ ولا ينكُلوا عن الحربِ فقال اللهُ تعالَى أنا أبلِّغُهم عنكم قال فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ { لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا {) ([121]).

- (لمَّا أُصيب إخوانكم بأُحُدٍ جعل اللهُ عزَّ وجلَّ أرواحهم في أجوافِ طيرٍ خضرٍ تَرِدُ أنهارَ الجنةِ تأكلُ من ثمارها وتأوي إلى قناديلَ من ذهبٍ في ظلِّ العرشِ فلمَّا وجدوا طِيبَ مشربهم ومأكلهم وحسنَ منقلبهم قالوا : يا ليتَ إخواننا يعلمون بما صنع اللهُ لنا لئلا يزهدوا في الجهادِ ولا ينكلوا عن الحربِ فقال اللهُ عزَّ وجلَّ : أنا أُبلغهم عنكم فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ هؤلاءِ الآياتِ على رسولِهِ { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوْا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتًا بَلْ أَحْيَاءٌ {) ([122]).

الفرع الثالث : ملكُ الموتِ

الموكل بقبض الأرواح هو ملك الموت وأعوانه

ونؤمن بحتميّة الموت : ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ (القصص 88)

ورد في بعض الإسرائليات أن اسم ملك الموت عزرائيل ، ولم يثبت عزرائيل اسماً لملك الموت في الكتاب أو السنة، وإنما اسمه (ملك الموت) عليه السلام .

يقول النابلسي: (الذي يتولى عملية الموت هم صنف من الملائكة يرأسهم ملك الموت عليه السلام؛ فالأتباع يقومون بمعالجة الروح من الجسد وملك الموت يقبض الروح قال الله: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ﴾ (الأنعام 61)

هؤلاء الرسل يأتون إلى المؤمن بأجمل صورة.  وقد يأتي ملك الموت لغير المؤمن بأبشع صورة.  كلما قضى الإنسان حياته بالطاعة بضبط نفسه، وبغض بصره، وبالإحسان إلى الناس وبذكر الله، فإنه يستحق أن يموت ميتة يشتهيها كل إنسان, ينقلب القبر روضة من رياض الجنة وفي آية أخرى:  (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (السجدة 11).

قَوْله تَعَالَى : " قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَك الْمَوْت لَمَّا ذَكَرَ اِسْتِبْعَادهمْ لِلْبَعْثِ ذَكَرَ تَوَفِّيَهُمْ وَأَنَّهُ يُعِيدهُمْ . " يَتَوَفَّاكُمْ " مِنْ تَوَفَّى الْعَدَد وَالشَّيْء إِذَا اِسْتَوْفَاهُ وَقَبَضَهُ جَمِيعًا . يُقَال : تَوَفَّاهُ اللَّه أَيْ اِسْتَوْفَى رُوحه ثُمَّ قَبَضَهُ . وَتَوَفَّيْت مَالِي مِنْ فُلَان أَيْ اِسْتَوْفَيْته .... وَأَنَّ مَلَك الْمَوْت يَتَوَفَّى أَرْوَاح جَمِيع الْخَلَائِق.  رَوَى جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ قَالَ : نَظَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَلَك الْمَوْت عِنْد رَأْس رَجُل مِنْ الْأَنْصَار , فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اُرْفُقْ بِصَاحِبِي فَإِنَّهُ مُؤْمِن ) فَقَالَ مَلَك الْمَوْت عَلَيْهِ السَّلَام : ( يَا مُحَمَّد , طِبْ نَفْسًا وَقَرَّ عَيْنًا فَإِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِن رَفِيق . وَاعْلَمْ أَنَّ مَا مِنْ أَهْل بَيْت مَدَر وَلَا شَعْر فِي بَرّ وَلَا بَحْر إِلَّا وَأَنَا أَتَصَفَّحُهُمْ فِي كُلّ يَوْم خَمْس مَرَّات حَتَّى لَأَنَا أَعْرَف بِصَغِيرِهِمْ وَكَبِيرهمْ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ . وَاَللَّه يَا مُحَمَّد لَوْ أَنِّي أَرَدْت أَنْ أَقْبِض رُوح بَعُوضَة مَا قَدَرْت عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَكُون اللَّه هُوَ الْآمِر بِقَبْضِهَا ) . قَالَ جَعْفَر بْن عَلِيّ : بَلَغَنِي أَنَّهُ يَتَصَفَّحُهُمْ عِنْد مَوَاقِيت الصَّلَوَات ; ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ . وَذَكَرَ الْخَطِيب أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثَابِت الْبَغْدَادِيّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْخَلَّال قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان الصَّفَّار قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر حَامِد الْمِصْرِيّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَيُّوب الْعَلَّاف قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن مُهَيْر الْكِلَابِيّ قَالَ : حَضَرْت مَالِك بْن أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَأَتَاهُ رَجُل فَسَأَلَهُ : أَبَا عَبْد اللَّه , الْبَرَاغِيث أَمَلَك الْمَوْت يَقْبِض أَرْوَاحهَا ؟ قَالَ : فَأَطْرَقَ مَالِك طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ : أَلَهَا أَنْفُس ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَ : مَلَك الْمَوْت يَقْبِض أَرْوَاحهَا ; " اللَّه يَتَوَفَّى الْأَنْفُس حِين مَوْتهَا " [ الزُّمَر : 42 ] . قَالَ اِبْن عَطِيَّة بَعْد ذِكْره الْحَدِيث وَكَذَلِكَ الْأَمْر فِي بَنِي آدَم , إِلَّا أَنَّهُ نَوْع شَرَف بِتَصَرُّفِ مَلَك وَمَلَائِكَة مَعَهُ فِي قَبْض أَرْوَاحهمْ . فَخَلَقَ اللَّه تَعَالَى مَلَك الْمَوْت وَخَلَقَ عَلَى يَدَيْهِ قَبْض الْأَرْوَاح , وَاسْتِلَالهَا مِنْ الْأَجْسَام وَإِخْرَاجهَا مِنْهَا . وَخَلَقَ اللَّه تَعَالَى جُنْدًا يَكُونُونَ مَعَهُ يَعْمَلُونَ عَمَله بِأَمْرِهِ ; فَقَالَ تَعَالَى : " وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَة " , [ الْأَنْفَال : 50 ] وَقَالَ تَعَالَى : " تَوَفَّتْهُ رُسُلنَا " [ الْأَنْعَام : 61 ] وَقَدْ مَضَى هَذَا الْمَعْنَى فِي " الْأَنْعَام " . وَالْبَارِئ خَالِق الْكُلّ , الْفَاعِل حَقِيقَة لِكُلِّ فِعْل ; قَالَ اللَّه تَعَالَى : " اللَّه يَتَوَفَّى الْأَنْفُس حِين مَوْتهَا وَاَلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامهَا " [ الزُّمَر : 42 ] . " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْت وَالْحَيَاة " [ الْمُلْك : 2 ] . " يُحْيِي وَيُمِيت " [ الْأَعْرَاف : 158 ] . فَمَلَك الْمَوْت يَقْبِض وَالْأَعْوَان يُعَالِجُونَ وَاَللَّه تَعَالَى يُزْهِق الرُّوح . وَهَذَا هُوَ الْجَمْع بَيْن الْآي وَالْأَحَادِيث ; لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ مَلَك الْمَوْت مُتَوَلِّيَ ذَلِكَ بِالْوَسَاطَةِ وَالْمُبَاشَرَة أُضِيفَ التَّوَفِّي إِلَيْهِ كَمَا أُضِيفَ الْخَلْق لِلْمَلَكِ ; كَمَا تَقَدَّمَ فِي " الْحَجّ " . وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِد أَنَّ الدُّنْيَا بَيْن يَدَيْ مَلَك الْمَوْت كَالطَّسْتِ بَيْن يَدَيْ الْإِنْسَان يَأْخُذ مِنْ حَيْثُ شَاءَ . وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَعْنَى مَرْفُوعًا , وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي { كِتَاب التَّذْكِرَة } . وَرُوِيَ أَنَّ مَلَك الْمَوْت لَمَّا وَكَّلَهُ اللَّه تَعَالَى بِقَبْضِ الْأَرْوَاح قَالَ : رَبّ جَعَلْتنِي أُذْكَر بِسُوءٍ وَيَشْتُمنِي بَنُو آدَم . فَقَالَ اللَّه تَعَالَى لَهُ : ( إِنِّي أَجْعَلُ لِلْمَوْتِ عِلَلًا وَأَسْبَابًا مِنْ الْأَمْرَاض وَالْأَسْقَام يَنْسُبُونَ الْمَوْت إِلَيْهَا فَلَا يَذْكُرك أَحَد إِلَّا بِخَيْرٍ ) . وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي التَّذْكِرَة مُسْتَوْفًى - وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ يَدْعُو الْأَرْوَاح فَتَجِيئهُ وَيَقْبِضهَا , ثُمَّ يُسَلِّمهَا إِلَى مَلَائِكَة الرَّحْمَة أَوْ الْعَذَاب - بِمَا فِيهِ شِفَاء لِمَنْ أَرَادَ الْوُقُوف عَلَى ذَلِكَ . (القرطبي)

ويُخْبِر تَعَالَى عَنْ حَال الْمُشْرِكِينَ الظَّالِمِي أَنْفُسهمْ عِنْد اِحْتِضَارهمْ:-

- (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (النساء 97).

- (قُطِع على أهلِ المدينةِ بَعثٌ ، فاكتُتِبتُ فيه ، فلَقيتُ عِكرِمَةَ مَولى ابنِ عباسٍ فأخبَرتُه ، فنَهاني عن ذلك أشدَّ النَّهيِ ، ثم قال : أخبَرني ابنُ عباسٍ : أنَّ ناسًا منَ المُسلِمينَ كانوا معَ المُشرِكينَ ، يُكَثِّرونَ سَوادَ المُشرِكينَ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يأتي السهمُ فيُرمى به ، فيُصيبُ أحدَهم فيَقتُلُه ، أو يُضرَبُ فيُقتَلُ ، فأنزَل اللهُ : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} . الآية .) ([123]).

- (كانَ قومٌ من أَهْلِ مَكَّةَ أسلَموا ، وَكانوا يستَخفونَ بالإسلامِ ، فأخرجَهُمُ المشرِكونَ يومَ بدرٍ معَهُم ، فأصيبَ بعضُهُم قالَ المسلِمونَ : كانَ أصحابُنا هؤلاءِ مسلِمينَ وأُكْرِهوا ، فاستَغفَروا لَهُم ، فنزلَت : إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ الآيةِ ، قالَ : فَكَتبَ إلى من بقيَ منَ المسلمينَ بِهَذِهِ الآيةِ : لا عُذرَ لَهُم . قالَ : فخَرجوا فلحقَهُمُ المشرِكونَ فأعطوهمُ الفِتنةَ ، فنزلت هذِهِ الآيةُ : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمنَّا بِاللَّهِ الآيةَ) ([124]).

فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة عَامَّة فِي كُلّ مَنْ أَقَامَ بَيْن ظَهْرَانَيْ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ قَادِر عَلَى الْهِجْرَة وَلَيْسَ مُتَمَكِّنًا مِنْ إِقَامَة الدِّين فَهُوَ ظَالِم لِنَفْسِهِ مُرْتَكِب حَرَامًا بِالْإِجْمَاعِ وَبِنَصِّ هَذِهِ الْآيَة حَيْثُ يَقُول تَعَالَى" إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَة ظَالِمِي أَنْفُسهمْ " أَيْ بِتَرْكِ الْهِجْرَة " قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ " أَيْ لِمَ مَكَثْتُمْ هَاهُنَا وَتَرَكْتُمْ الْهِجْرَة قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْض أَيْ لَا نَقْدِر عَلَى الْخُرُوج مِنْ الْبَلَد وَلَا الذَّهَاب فِي الْأَرْض قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْض اللَّه وَاسِعَة الْآيَة (ابن كثير).

وعَنْ سَمُرَة بْن جُنْدُب قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

- (منْ جامعَ المشركَ، وسكنَ معهُ، فإنَّه مثلُه) ([125]).

- (مَن جامعَ المشركَ وسكنَ معه فهو مثلُه) ([126]).

- (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل 28).  يُخْبِر تَعَالَى عَنْ حَال الْمُشْرِكِينَ الظَّالِمِي أَنْفُسهمْ عِنْد اِحْتِضَارهمْ وَمَجِيء الْمَلَائِكَة إِلَيْهِمْ لِقَبْضِ أَرْوَاحهمْ الْخَبِيثَة " فَأَلْقُوا السَّلَم " أَيْ أَظْهَرُوا السَّمْع وَالطَّاعَة وَالِانْقِيَاد قَائِلِينَ " مَا كُنَّا نَعْمَل مِنْ سُوء " كَمَا يَقُولُونَ يَوْم الْمَعَاد " وَاَللَّه رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ " " يَوْم يَبْعَثهُمْ اللَّه جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ " قَالَ اللَّه مُكَذِّبًا لَهُمْ فِي قِيلهمْ ذَلِكَ " بَلَى إِنَّ اللَّه عَلِيم بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُوا أَبْوَاب جَهَنَّم خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ " (ابن كثير).

- (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (النحل 33).  يَقُول تَعَالَى مُهَدِّدًا لِلْمُشْرِكِينَ عَلَى تَمَادِيهِمْ فِي الْبَاطِل وَاغْتِرَارهمْ بِالدُّنْيَا هَلْ يَنْتَظِر هَؤُلَاءِ إِلَّا الْمَلَائِكَة أَنْ تَأْتِيهِمْ لِقَبْضِ أَرْوَاحهمْ قَالَهُ قَتَادَة " أَوْ يَأْتِي أَمْر رَبّك " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة وَمَا يُعَايِنُونَهُ مِنْ الْأَهْوَال (ابن كثير).

- (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا) (الفرقان 21).  يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ تَعَنُّت الْكُفَّار فِي كُفْرهمْ وَعِنَادهمْ فِي قَوْلهمْ : " لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَة " أَيْ بِالرِّسَالَةِ كَمَا تَنْزِل عَلَى الْأَنْبِيَاء كَمَا أَخْبَرَ اللَّه عَنْهُمْ فِي الْآيَة الْأُخْرَى" قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْل مَا أُوتِيَ رُسُل اللَّه" وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون مُرَادهمْ هَهُنَا " لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَة " فَنَرَاهُمْ عِيَانًا فَيُخْبِرُونَا أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه كَقَوْلِهِمْ " حَتَّى تَأْتِيَ بِاَللَّهِ وَالْمَلَائِكَة قَبِيلًا " ... وَلِهَذَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " لَقَدْ اِسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسهمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا " (ابن كثير).

- (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا) (الفرقان 22).  أَيْ هُمْ لَا يَرَوْنَ الْمَلَائِكَة فِي يَوْم خَيْر لَهُمْ بَلْ يَوْم يَرَوْنَهُمْ لَا بُشْرَى يَوْمئِذٍ لَهُمْ وَذَلِكَ يَصْدُق عَلَى وَقْت الِاحْتِضَار حِين تُبَشِّرهُمْ الْمَلَائِكَة بِالنَّارِ وَالْغَضَب مِنْ الْجَبَّار فَتَقُول الْمَلَائِكَة لِلْكَافِرِ عِنْد خُرُوج رُوحه : اُخْرُجِي أَيَّتهَا النَّفْس الْخَبِيثَة فِي الْجَسَد الْخَبِيث اُخْرُجِي إِلَى سَمُوم وَحَمِيم وَظِلّ مِنْ يَحْمُوم فَتَأْبَى الْخُرُوج وَتَتَفَرَّق فِي الْبَدَن فَيَضْرِبُونَهُ كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَة يَضْرِبُونَ وُجُوههمْ وَأَدْبَارهمْ " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى : " وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت وَالْمَلَائِكَة بَاسِطُو أَيْدِيهمْ " أَيْ بِالضَّرْبِ " أَخْرِجُوا أَنْفُسكُمْ الْيَوْم تُجْزَوْنَ عَذَاب الْهُون بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه غَيْر الْحَقّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاته تَسْتَكْبِرُونَ " وَلِهَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة " يَوْم يَرَوْنَ الْمَلَائِكَة لَا بُشْرَى يَوْمئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ " (ابن كثير).

- (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) (محمد 27)

أَيْ كَيْف حَالهمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ الْمَلَائِكَة لِقَبْضِ أَرْوَاحهمْ وَتَعَاصَتْ الْأَرْوَاح فِي أَجْسَادهمْ وَاسْتَخْرَجَتْهَا الْمَلَائِكَة بِالْعُنْفِ وَالْقَهْر وَالضَّرْب كَمَا قَالَ سُبْحَانه وَتَعَالَى " وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى" وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت وَالْمَلَائِكَة بَاسِطُو أَيْدِيهمْ " أَيْ بِالضَّرْبِ " أَخْرِجُوا أَنْفُسكُمْ الْيَوْم تُجْزَوْنَ عَذَاب الْهُون بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه غَيْر الْحَقّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاته تَسْتَكْبِرُونَ " . (ابن كثير)

وَهَذَا بِخِلَافِ حَال الْمُؤْمِنِينَ حَال اِحْتِضَارهمْ فَإِنَّهُمْ يُبَشِّرُونَ بِالْخَيْرَاتِ وَحُصُول الْمَسَرَّات (ابن كثير) قَالَ اللَّه تَعَالَى :

- (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت 30)

- (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل 32)

ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ حَالهمْ عِنْد الِاحْتِضَار أَنَّهُمْ طَيِّبُونَ أَيْ مُخَلَّصُونَ مِنْ الشِّرْك وَالدَّنَس وَكُلّ سُوء وَأَنَّ الْمَلَائِكَة تُسَلِّم عَلَيْهِمْ وَتُبَشِّرهُمْ بِالْجَنَّةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبّنَا اللَّه ثُمَّ اِسْتَقَامُوا تَتَنَزَّل عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَة أَنْ لَا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُور رَحِيم " .  وهنالك الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي قَبْض رُوح الْمُؤْمِن وَرُوح الْكَافِر (ابن كثير)

ومن تفسير بعض الآيات: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (النازعات : 1-2قَالَ اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَمَسْرُوق وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبُو صَالِح وَأَبُو الضُّحَى وَالسُّدِّيّ" وَالنَّازِعَات غَرْقًا " الْمَلَائِكَة (ملائكة الموت) يَعْنُونَ حِين تَنْزِع أَرْوَاح بَنِي آدَم فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذ رُوحه بِعُسْرٍ فَتَغْرَق فِي نَزْعهَا وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذ رُوحه بِسُهُولَةٍ وَكَأَنَّمَا حَلَّتْهُ مِنْ نِشَاط وَهُوَ قَوْله " وَالنَّاشِطَات نَشْطًا " قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَعَنْ اِبْن عَبَّاس " وَالنَّازِعَات " هِيَ أَنْفُس الْكُفَّار تُنْزَع ثُمَّ تُنْشَط ثُمَّ تُغْرَق فِي النَّار . رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم (تفسير ابن كثير).

وفي الأحاديث

-( لما خلق اللهُ آدمَ ، مسح ظهرَه ، فسقط من ظهرِه كلُّ نَسَمةٍ هو خالقُها من ذُرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ ، وجعل بين عَيْنَيْ كلِّ إنسانٍ منهم وَبِيصًا من نورٍ ، ثم عرضهم على آدمَ ، فقال : أَيْ رَبِّ ! مَن هؤلاءِ ؟ قال : هؤلاءِ ذُرِّيَّتُكَ ، فرأى رجلًا منهم ، فأعجبه وَبِيصُ ما بينَ عَيْنَيْهِ ، فقال : أَيْ رَبِّ ! مَن هذا ؟ فقال : هذا رجلٌ من آخِرِ الأممِ من ذُرِّيَّتِكَ - يُقالُ له : داوُدُ - فقال : رَبِّ ! كم جَعَلْتَ عُمْرَه ؟ قال : سِتِّينَ سنةً ، قال : أَيْ رَبِّ ! زِدْهُ من عُمْرِي أربعينَ سنةً ، فلما قُضِيَ عُمْرُ آدمَ ، جاءه مَلَكُ الموتِ ، فقال : أَوَلَمْ يَبْقَ من عُمْرِي أربَعونَ سنةً ؟ قال : أَوَلَمْ تُعْطِها ابنَك داودَ ؟ ! قال : فجَحَد آدمُ ، فجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُه ، ونَسِيَ آدمُ ، فنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه ، وخَطِئَ آدمُ ، فخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُه) ([127]).

- ( ... عن البراءِ بنِ عازبٍ قال كنا في جنازةِ رجلٍ من الأنصارِ ومعنا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال أن المؤمنَ إذا احتضر أتاه ملكُ الموتِ في أحسنِ صورةٍ وأطيبِه ريحًا فجلس عنده لقبضِ روحِه وأتاه ملكان بحَنوطٍ من الجنةِ وكانا منه على بعد فاستخرج ملَكُ الموتِ روحَه من جسدِه رشحًا فإذا صارت إلى ملكِ الموتِ ابتدرها الملكانِ فأخذاها منه فحنطاها بحنوطٍ من الجنةِ وكفناها بكفنٍ من الجنةِ ثم عرجا به إلى الجنةِ فتفتحُ له أبوابُ السماءِ وتستبشرُ الملائكةُ) ([128]).

-(إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت إليه ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان  ...) ([129]).

- (أنه دخَل عليه نفَرٌ مِن قريشٍ ، فقال : ألا أحدثُكم عن أبي القاسمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالوا : بَلى قال : لما كان قبلَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ أهبَط اللهُ إليه جبريلُ - عليه السلامُ - فقال : يا أحمدُ ، إنَّ اللهَ ، عزَّ وجلَّ ، أرسَلني إليكَ إكرامًا وتفضيلًا لكَ وخاصةً لكَ أسألُكَ عما هو أعلمُ به مِنكَ ، يقولُ : كيف تجِدُكَ ؟ قال : أجِدُني يا جبريلُ مكروبًا قال : ثم جاءه اليومَ الثانيَ فقال : يا أحمدُ إنَّ اللهَ ، عزَّ وجلَّ ، أرسَلني إليكَ إكرامًا لكَ وتفضيلًا لكَ وخاصةً لكَ أسألُكَ عما هو أعلمُ به مِنكَ ، فيقولُ : كيف تجِدُكَ ؟ قال : أجِدُني يا جبريلُ مكروبًا ثم جاءه اليومَ الثالثَ فقال : يا أحمدُ ، إنَّ اللهَ ، عزَّ وجلَّ ، أرسَلني إليكَ إكرامًا لكَ وتفضيلًا لكَ وخاصةً لكَ أسألُكَ عما هو أعلمُ به مِنكَ ، يقولُ : كيف تجِدُكَ ؟ قال : أجِدُني يا جبريلُ مكروبًا ، وأجِدُني يا جبريلُ مغمومًا وهبَط مع جبريلَ ملَكٌ في الهواءِ يقالُ له إسماعيلُ على سبعينَ ألفًا فقال له جبريلُ : يا أحمدُ ، هذا ملَكُ الموتِ يستأذِنُ عليكَ ولَم يَستَأذِنْ على آدميٍّ قَبلَكَ ، ولا يَستَأذِنُ على آدميٍّ بعدَكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ائذَنْ له فأذِن له جبريلُ - عليه السلامُ - فدخَل ، فقال له ملَكُ الموتِ : يا أحمدُ ، إنَّ اللهَ ، عزَّ وجلَّ ، أرسَلني إليكَ وأمَرني أن أُطيعَكَ إن أمَرتَني بقبضِ نفسِكَ قبَضتُها ، وإن كرِهتَ ترَكتُها فقال جبريلُ : يا أحمدُ ، إنَّ اللهَ ، عزَّ وجلَّ ، قد اشتاقَ إلى لقائِكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا ملَكَ الموتِ ، امضِ لما أُمِرتَ به فقال جبريلُ : يا أحمدُ عليكَ السلامُ هذا آخِرُ وَطئي الأرضَ إنما كنتَ حاجَتي منَ الدنيا فلما قُبِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجاءَتِ التعزيةُ ، جاء آتٍ يَسمَعونَ حسَّه ، ولا يرَونَ شخصَه فقال : السلامُ عليكم أهلَ البيتِ ورحمةُ اللهِ في اللهِ عزاءٌ مِن كلِّ مصيبةٍ ، وخَلَفٌ مِن كلِّ هالِكٍ ، ودرَكٌ مِن كلِّ ما فات ، فباللهِ فثِقوا ، وإيَّاه فارجوا ، فإنَّ المحرومَ مَن حُرِم الثوابَ - أو إنَّ المصابَ مَن حُرِم الثوابَ - والسلامُ عليكم فقال : هل تَدرونَ مَن هذا ؟ هذا الخضِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليهِم أجمعينَ) ([130]).

- (خرَج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا ونحن في صُفَّةٍ بالمدينةِ فقام علينا وقال إني رأيتُ البارحةَ عجبًا رأيتُ رجلًا مِن أمتي أتاه ملَكُ الموتِ لِيَقبضَ رُوحَه فجاءه بِرُّه بوالدَيه فردَّ ملَكَ الموتِ عنه ورأيتُ رجلًا قد بُسِط عليه عذابُ القبرِ فجاءه وضوؤُه فاستَنقَذه مِن ذلك ورأيتُ رجلًا  ... ) ([131]).

- (خرجَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ في صُفَّةٍ بالمدينةِ فقالَ إنِّي رأيتُ البارحةَ عجبًا رأيتُ رجلًا مِن أمَّتي أتاه مَلَكُ الموتِ ليقبضَ رُوحَهُ فجاءَهُ بِرُّه بوالدَيهِ ردَّ مَلَكَ الموتِ عنْهُ) ([132]).

- (قالَ اللَّهُ تعالى يا مَلَكَ الموتِ قبضتَ ولدَ عبدي قبضتَ قُرَّةَ عينِهِ وثمرةَ فؤادِهِ قالَ نعَم قالَ فما قالَ قالَ حَمِدَكَ واسترجَع قالَ ابنوا لهُ بَيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ وفي روايةِ الطيالسيِّ إذا قبضَ اللَّهُ ولدَ العبدِ قال لملائكتِهِ ما قال عبدي) ([133]).

- (إذا قبضت [أي الروح] قبضها ملك الموت وعنده الملائكة المساعدون له الذين نزلوا من السماء إذا كانت الروح صالحة فإن معهم كفناً من الجنة وحنوطاً من الجنة فلا يدعونها في يده طرفة عين حتى يضعوها في هذا الكفن وهذا الحنوط ثم يصعدون بها إلى السماء ويشيعها من كل سماء مقربوها إلى السماء التي فوقها ويقال ما هذه الروح الطيبة؟ فيقول الملائكة: هذه روح فلان بن فلان بأطيب ما يسمى به في الدنيا حتى تصل إلى خالقها عز وجل ثم يقول سبحانه وتعالى: ردوه إلى الأرض فإني منها خلقته وفيها أعيده ومنها أخرج تارة أخرى فتعاد روحه في جسده حتى يأتيه الملكان ويسألاه ثم بعد تذهب ذلك إلى الجنة) ([134]).

ملَكُ الموتِ بكلِّ مؤمنٍ رفيقٌ

- (عاد سلمانُ مريضًا ، فرآه قد اشتَدَّ في نزعِه فقال : يا ملَكَ الموتِ ، ارفُقْ به ، فإنه مؤمنٌ . فقال الرجلُ : إنه يقولُ : أنا بكلِّ مؤمنٍ رفيقٌ) ([135]).

- (حديثُ عائشةَ أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لم يرَ ملكَ الموتِ على صورتِهِ الَّتي خُلِقَ عليْها إلَّا مرَّتينِ) ([136]).

- (معالجةُ مَلَكِ الموتِ أشدُّ من ألفِ ضربةٍ بالسيفِ ، وما من مؤمنٍ يموتُ إلا وكلُّ عرقٍ منه يألمُ على حِدَةٍ ، وأقربُ ما يكونُ عدوُّ اللهِ منه تلك الساعةِ) ([137]).

- (إنَّ رجلًا مِمَّن كانَ قبلَكُمْ أتاه ملَكُ الموتِ ليَقبِضَ نَفْسَه ، فقال لهُ : هل عمِلتَ مِن خيرٍ ؟ قال : ما أَعلَمُ ، قال لهُ ، انظُرْ ، قال : ما أعلَمُ شيئًا غيرَ أنِّي كنتُ أُبايِعُ النَّاسَ وأُحارِفُهمْ ، فأُنظِرُ المُعسِرَ ، وأتجاوَزُ عن الموسِرِ ، فأدخلَه اللهُ الجنَّةَ) ([138]).

أُرْسِلَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى عليهما السلامُ ، فلما جاءَهُ صكَّهُ ، فرجع إلى ربهِ

 (أُرسِلَ ملكُ الموتِ إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءهُ صَكَّهُ، فرجعَ إلى ربهِ، فقال : أرسَلْتني إلى عبدٍ لا يُريدُ الموتَ، فردَّ اللهُ عليه عيْنَهُ، وقال : ارجع، فقُلْ له يضعُ يدَهُ علَى متْنِ ثورٍ،فلهُ بكلِّ ما غطَّت بهِ يدُهُ بكلِّ شعرةٍ سنةٌ. قال : أيْ ربِّ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموتُ . قال : فالآن، فسأل الله أن يُدْنِيَهُ مِن الأرضِ المُقَدَّسةِ رميةً بحجرٍ . قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكُم قبرَهُ، إلى جانبِ الطَّريقِ، عندَ الكَثيبِ الأحمَرِ .) ([139]).

-( عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال : ( أُرْسِلَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى عليهما السلامُ ، فلما جاءَهُ صكَّهُ ، فرجع إلى ربهِ ، فقال : أَرْسَلْتَنِي إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ ، قال : ارجع إليهِ ، فقل لهُ يضعُ يدَهُ على متنِ ثورٍ ، فلهُ بما غطَّتْ يدُهُ بكلِّ شعرةٍ سَنَةٌ ، قال : أي ربِّ ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموتُ ، قال : فالآنَ ، قال : فسأل اللهَ أن يُدنيهِ من الأرضِ المقدسةِ رميةً بحجرٍ ) . قال أبو هريرةَ : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( لو كنتُ ثَمَّ لأريتكم قبرَهُ ، إلى جانبِ الطريقِ تحت الكثيبِ الأحمرِ ) . قال : وأخبرنا معمرٌ ، عن همامٍ : حدَّثنا أبو هريرةَ ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : نحوَهُ .) ([140]).

- (جاء ملكُ الموتِ إلى موسى عليه السلام . فقال له : أجبْ ربَّك . قال فلطم موسى عليه السلام عينَ ملكِ الموتِ ففقأها . قال فرجع الملكُ إلى اللهِ تعالى فقال : إنك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريدُ الموتَ . وقد فقأ عيني . قال فردَّ الله إليه عينَه وقال : ارجعْ إلى عبدي فقلْ : الحياةَ تريدُ ؟ فإن كنت تريدُ الحياةَ فضعْ يدَك على متنِ ثورٍ ، فما توارت يدُك من شعرةٍ . فإنك تعيشُ بها سنةً . قال : ثم مه ؟ قال : ثم تموتُ . قال : فالآن من قريبٍ . ربِّ ! أمتني من الأرضِ المقدسةِ . رميةً بحجرٍ . قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : واللهِ ! لو أني عنده لأريتكم قبرَه إلى جانبِ الطريقِ ، عند الكثيبِ الأحمرِ) ([141]).

(أُرسِل ملَكُ الموتِ إلى موسى ليقبِضَ رُوحَه فلطَمه موسى ففقَأ عينَه قال : فرجَع إلى ربِّه فقال : يا ربِّ أرسَلْتَني إلى عبدٍ لا يُريدُ الموتَ ؟ قال : ارجِعْ إليه فقُلْ : إنْ شِئْتَ فضَعْ يدَك على مَتْنِ ثورٍ فلك بكلِّ ما غطَّتْ يدُك بكلِّ شَعرةٍ سَنةٌ قال : فقال له : ثمَّ ماذا ؟ قال : ثمَّ الموتُ قال : فالآنَ يا ربِّ قال : فسأَل اللهَ أنْ يُدنِيَه مِن الأرضِ المُقدَّسةِ رَمْيَةَ حَجَرٍ ) فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لو كُنْتُ ثَمَّتَ لَأرَيْتُكم موضِعَ قبرِه إلى جانبِ الطُّورِ تحتَ الكثيبِ الأحمرِ) ([142]).

(جاء ملَكُ الموتِ إلى موسى لِيقبِضَ رُوحَه فقال له : أجِبْ ربَّك فلطَم موسى عيْنَ ملَكِ الموتِ ففقَأ عيْنَه فرجَع ملَكُ الموتِ إلى ربِّه فقال : يا ربِّ أرسَلْتَني إلى عبدٍ لا يُريدُ الموتَ وقد فقَأ عيني فردَّ اللهُ عليه عيْنَه فقال له : ارجِعْ إليه فقُلْ له : الحياةَ تُريدُ فإنْ كُنْتَ تُريدُ الحياةَ فضَعْ يدَك على متنِ ثَورٍ فإنَّك تعيشُ بكلِّ شَعرةٍ وارَتْ يدُك سنةً قال : ثمَّ مَهْ ؟ قال : الموتُ قال : فالآنَ مِن قريبٍ ثمَّ قال : ربِّ أَدْنِني مِن الأرضِ المُقدَّسةِ رَمْيةً بحجرٍ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لو أنِّي عندَه لَأرَيْتُكم قبرَه إلى جَنْبِ الطَّريقِ عندَ الكثيبِ الأحمرِ) ([143]).

(أُرسِلَ ملَكُ الموتِ إلى موسى فلمَّا جاءَه صَكَّهُ ففقأَ عينَه فرجعَ إلى ربِّهِ فقال أرسلتَني إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ قال فردَّ اللَّهُ عليه عينَه فقال ارجع إليهِ فقل لهُ يضعُ يدَه على متنِ ثورٍ فلَه ما غطَّتْ يدُه بِكلِّ شعرةٍ سنةٌ فقال أي ربِّ ثمَّ ماذا قال ثمَّ الموتُ قال فالآنَ قال فسألَ اللَّهَ أن يدنِيَه منَ الأرضِ المقدَّسةِ رميةً بحجرٍ فقال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكم قبرَه إلى جانبِ الطَّريقِ بجنبِ الكثيبِ الأحمرِ) ([144]).

- ( كان ملكُ الموتِ يأتي الناسَ عيانًا ، فأتى موسى عليْهِ السلامُ ، فلطمَهُ ( ( موسى ) ) فذهبَ بعينِهِ ، فعرجَ إلى ربِّهِ فقال : بَعثَتْني إلى موسى ، فلطمَني فذهبَ بعيني ، ولولا كرامَتُهُ عليكَ ، لشققْتُ عليْهِ ، قال : ارجعْ إلى عبدي ، فقلْ له : فليضعْ يدَهُ على ثورٍ فله بكلِّ شعرةٍ وارَتْ كفَّهُ سنةٌ يعيشُها ، فأتاهُ فبلغَهُ ما أمرَ به ربُّهُ فقال : ما بعد ذلك ، قال : الموتُ . قال الآنَ ( فأتاهُ بشيءٍ منَ الجنةِ ) فشمَّهُ شمةً قبضَ فيها روحَهُ ، وردَّ اللهُ على ملكِ الموتِ بصرَهُ) ([145]).

- (جاء ملَكُ الموتِ إلى ( وفي طريقٍ : إنَّ ملَكَ الموتِ كان يأتي النَّاسَ عيانًا ، حتَّى أتَى ) موسَى عليه السَّلامُ ، فقال له : أجِبْ ربَّك ، قال : فلطم موسَى عليه السَّلامُ ، عينَ ملَكِ الموتِ ففقأها ، فرجع الملَكُ إلى اللهِ تعالَى ، فقال : [ يا ربِّ ! ] إنَّك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريدُ الموتَ ، وقد فقأ عيني ، [ ولولا كرامتُه عليك لشققتُ عليه ] . قال : فردَّ اللهُ إليه عينَه ، وقال : ارجِعْ إلى عبدي فقُلْ : الحياةَ تريدُ ؟ فإن كنتَ تريدُ الحياةَ ؛ فضَعْ يدَك على متنِ ثورٍ ، فما توارت يدُك من شعرةٍ ؛ فإنَّك تعيشُ بها سنةً ، قال : [ أيْ ربِّ ! ] ثمَّ مه ؟ قال : ثمَّ تموتُ ، قال : فالآن من قريبٍ ، ربِّ ! أمِتْني من الأرضِ المُقدَّسةِ رميةً بحجَرٍ ! [ قال : فشَمَّه شمَّةً فقبض روحَه ، قال : فجاء بعد ذلك إلى النَّاسِ خُفيًا [)([146]).

- (أُرسِلَ ملَكُ الموتِ إلى موسى عليْهِ السَّلامُ فلمَّا جاءَهُ صَكَّهُ ففقأَ عينَهُ فرجعَ إلى ربِّهِ فقالَ أرسَلتني إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ فردَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليْهِ عينَهُ قالَ ارجِع إليْهِ فقل لَهُ يضعُ يدَهُ على متنِ ثورٍ فلَهُ بِكلِّ ما غطَّت يدُهُ بِكلِّ شعرةٍ سنةٌ قالَ أي ربِّ ثمَّ مَه قالَ الموتُ قالَ فالآنَ فسألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ أن يدنيَهُ منَ الأرضِ المقدَّسةِ رميةً بحجرٍ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكم قبرَهُ إلى جانبِ الطَّريقِ تحتَ الْكثيبِ الأحمرِ) ([147]).

- (أُرْسِلَ ملَكُ الموتِ إلى موسَى عليهِما السَّلامُ، فلمَّا جاءَ لطمَهُ ففقأَ عينَهُ، فرجعَ إلى ربِّهِ فقالَ : ارجِع إليهِ فقل لهُ فليضَع يدَهُ علَى مَتنِ ثَورٍ فلَهُ بما غطَّتهُ يدُهُ كلُّ شعرةٍ سنةٌ فقالَ : أي ربِّ ثمَّ ماذا ؟ قالَ : ثمَّ الموتُ قالَ : ربِّ فالآنَ فسألَ اللَّهَ أن يُدْنيَهُ منَ الأرضِ المقدَّسةِ رميةً بحجرٍ. قالَ رسولُ اللَّهِ : لَو شئتُمْ ثمَّ لأريتُكُم قبرَهُ إلى جانبِ الطَّريقِ إلى جَنبِ الكثيبِ الأحمرِ) ([148]).

نسِيَ آدمُ فنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وخَطِئَ آدمُ فخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ

- (لما خلق اللهُ آدمَ مسح ظهرِهِ ، فسقَطَ من ظهرِه كلُّ نَسَمَةٍ هو خالِقُها إلى يومِ القيامَةِ ، ثُمَّ جعل بينَ عيْنَيْ كُلِّ إِنسانٍ منهم وَبيصًا من نورٍ ، ثُمَّ عرضهم على آدمَ ، فقال : أيْ ربِّ من هؤلاءِ ؟ قال : هؤلاءِ ذُرِّيَتُكَ ، فرأى رجلًا منهم أعجبَهُ نورُ ما بين عينَيْهِ ، فقال : أيْ ربِّ من هذا ؟ قال : رجُلٌ من ذُرِّيَّتِكَ في آخرِ الأمَمِ يقالُ له داودُ ، قال : أيْ ربِّ كم عمرُهُ؟ قال ستونَ سنَةً ، قال : فزدْهُ من عمري أربعينَ سنَةً : قال : إذن يُكْتَبُ ويخْتَمُ ولا يبدَّلُ ؛ فلما انقضى عمرُ آدم جاءَ ملَكُ الموتِ ، فقال : أو لم يبقَ من عمري أربعونَ سنَةً ؟ قال : أوَ لم تُعطِها ابنَكَ داودَ ؟ فَجَحَدَ آدَمُ فجَحَدَتْ ذرِّيَّتُهُ، ونسِيَ آدمُ فنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وخَطِئَ آدمُ فخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ) ([149]).

- (لمَّا خلق اللهُ آدمَ مسح على ظهرِه فسقط من ظهرِه كلُّ نسَمةٍ هو خالقُها من ذرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ وجعل بين عينَيْ كلِّ إنسانٍ منهم وبيصًا من نورٍ ثمَّ عرضهم على آدمَ فقال أي ربِّ من هؤلاء قال هؤلاء ذرِّيَّتُك فرأَى رجلًا منهم فأعجبه وبيصُ ما بين عينَيْه فقال أي ربِّ من هذا فقال رجلٌ آخرُ الأممِ من ذرِّيَّتِك يُقالُ له داودُ قال أي ربِّ كم جعلتَ عمرَه قال ستِّين سنةً قال أي ربِّ زِدْه من عمري أربعين سنةً فلمَّا انقضَى عمرُ آدمَ جاء ملَكُ الموتِ فقال آدمُ أوَلم يبقَ من عمري أربعون سنةً قال أوَلم تُعطِها ابنَك داودَ قال فجحَد وجحَدت ذرِّيَّتُه ونسِي فنسِيَت ذرِّيَّتُه وخطِئ فخطِئت ذرِّيَّتُه) ([150]).

- (لمَّا خلقَ اللَّهُ آدمَ مسحَ ظَهرَه فسقطَ من ظَهرِه كلُّ نسمةٍ هوَ خالقُها من ذرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ وجعلَ بينَ عيني كلِّ إنسانٍ منهم وبيصًا من نورٍ ثمَّ عرضَهم علَى آدمَ فقالَ أي ربِّ من هؤلاءِ قالَ هؤلاءِ ذرِّيَّتُك فرأى رجلًا منهم فأعجبَه وبيصُ ما بينَ عينيهِ فقالَ أي ربِّ من هذا فقالَ هذا رجلٌ من آخرِ الأممِ من ذرِّيَّتِك يقالُ لَه داودُ فقالَ ربِّ كم جعلتَ عمرَه قالَ ستِّينَ سنةً قالَ أي ربِّ زدهُ من عمري أربعينَ سنةً فلمَّا قضيَ عمرُ آدمَ جاءَه ملَك الموتِ فقالَ أولم يبقَ من عمري أربعونَ سنةً قالَ أولم تعطِها ابنَك داودَ قالَ فجحدَ آدمُ فجحدت ذرِّيَّتُه ونسِّيَ آدمُ فنسِّيت ذرِّيَّتُه وخطئَ آدمُ فخطئت ذرِّيَّتُه) ([151]).

- (لما خلق الله آدم مسح ظهره ، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ، ثم عرضهم على آدم فقال : أي رب من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك . فرأى رجلا منهم ، فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال : أي رب من هذا ؟ قال : هذا رجل من آخر الأمم ، من ذريتك ، يقال له : داود ، قال : رب وكم جعلت عمره ؟ قال : ستين سنة ، قال : أي رب زده من عمري أربعين سنة ، فلما انقضى عمر آدم ، جاءه ملك الموت فقال : أو لم يبق من أربعين سنة ؟ قال : أو لم تعطها لابنك داود ، قال : فجحد آدم ، فجحدت ذريته ونسي آدم ونسيت ذريته ، وخطئ آدم فخطئت ذريته .) ([152]).

- (لما خلقَ اللهُ آدمَ ونفخَ فيه الروحَ عطِسَ ، فقال : الحمدُ للهِ ، فحمِدَ اللهَ بإذنِهِ ، فقال له ربُّهُ : يَرْحَمُكَ اللهُ يا آدمُ ! اذهبْ إلى أولئِكَ الملائكَةِ ، إلى ملاءٍ منهم جلوسٍ ، فقل : السلامُ عليكم ، قالوا : وعليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ ، ثُمَّ رجع إلى ربِّهِ ، فقال : إِنَّ هذِهِ تحيَّتُكَ وتحيَّةُ بنيكَ بينَهم ، فقال اللهُ له ؛ ويداه مقبوضتانِ : اخترْ أيَّهما شِئْتَ ، قال : اخترْتُ يمينَ ربِّي ، وكِلْتا يَدَيْ ربِّي يمينٌ مبارَكَةٌ ، ثُمَّ بسط فإذا فيها آدَمُ وذُرِّيَّتُهُ ، فقال أيْ ربِّ ! ما هؤلاءِ ؟ قال : هؤلاءِ ذُرِّيَّتُكَ ، فإذا كلُّ إِنسانٍ مكتوبٌ عمرُهُ بينَ عيْنَيْهِ ، فإذا فيهم رجُلٌ أضوَؤُهُمْ أوْ مِنْ أضْوَئِهِمْ ، قال : يا ربِّ مَنْ هذا ؟ قال : هذا ابنُكَ داودُ ، وقدْ كَتَبْتُ له عمرَ أربعينَ سنَةً ، قال يا ربِّ زدْ في عمرِهِ ، قال : ذاك الذي كتبتُ له ، قال : أيْ ربِّ فإِنَّي قدْ جعَلْتُ له من عمرِي ستينَ سنَةً ، قال : أنتَ وذاكَ ، ثُمَّ أُسْكِنَ الجنَّةَ ما شاءَ اللهُ ، ثُمَّ أُهْبِطَ منها ، فكان آدمُ يَعُدُّ لنفسِهِ ، فأتاه ملَكُ الموتِ ، فقال له آدم : قدْ تَعَجَّلْتَ ، قدْ كُتِبَ لي ألفُ سنَةٍ . قال بلى ، ولكنكَ جعلْتَ لابنِكَ داودَ ستينَ سنةً، فجحد ، فجحدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، ونَسِيَ فنسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، فمِنْ يومئذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشهودِ) ([153]).

- (لما خلق الله أدم ونفخ فيه الروح عطس فقال : الحمد لله ، فحمد الله بإذن الله ، فقال له ربه : رحمك الله ربك يا آدم وقال له : يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة ، إلى ملأ منهم جلوس فقل : السلام عليكم . فذهب فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم رجع إلى ربه فقال : هذه تحيتك وتحية بنيك وبنيهم فقال الله له ، ويداه مقبوضتان : اختر أيهما شئت فقال : اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة . ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال : أي رب ، ما هؤلاء ؟ قال : ذريتك . فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه ، وإذا فيهم رجل أضوؤهم ، أو قال من أضوئهم ، لم يكتب له إلا أربعين سنة قال يا رب : زد في عمره قال : ذاك الذي كتب له . قال : فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال : أنت وذاك قال : ثم أسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم : قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال ، بلى ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة, فجحد فجحدت ذريته, ونسي فنسيت ذريته, فيومئذ أمرنا بالكتاب والشهود .) ([154]).

- (لمَّا خلقَ اللَّهُ آدمَ ونفخَ فيهِ الرُّوحَ عَطسَ فقالَ: الحمدُ للَّهِ، فحمِدَ اللَّهَ بإذنِهِ، فقالَ لَهُ ربُّهُ يرحَمُكَ اللَّهُ يا آدمُ، اذهب إلى أولئِكَ الملائِكَةِ، إلى ملأ منهُم جلوسٍ فقل: السَّلامُ عليكُم قالوا: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللَّهِ، ثمَّ رجعَ إلى ربِّهِ، قالَ: إنَّ هذِهِ تحيَّتُكَ وتحيَّةُ بَنيكَ، بينَهُم فقالَ اللَّهُ لَهُ ويداهُ مَقبوضتانِ: اختَر أيَّهما شئتَ، قالَ: اختَرتُ يمينَ ربِّي وَكِلتا يدي ربِّي يمينٌ مبارَكَةٌ ثمَّ بسطَها فإذا فيها آدمُ وذرِّيَّتُهُ، فقالَ: أي ربِّ، ما هؤلاءِ؟ فقالَ: هؤلاءِ ذرِّيَّتُكَ، فإذا كلُّ إنسانٍ مَكْتوبٌ عُمرُهُ بينَ عينيهِ، فإذا فيهم رجلٌ أضوَؤُهُم أو من أضوئِهِم قالَ: يا ربِّ مَن هذا؟ قالَ: هذا ابنُكَ داودُ قد كتبتُ لَهُ عُمُرَ أربعينَ سنةً. قالَ: يا ربِّ زِدهُ في عمرِهِ. قالَ: ذاكَ الَّذي كتبَ لَهُ. قالَ: أي ربِّ، فإنِّي قَد جعَلتُ لَهُ من عُمُري ستِّينَ سنةً. قالَ: أنتَ وذاكَ. قالَ: ثمَّ أُسْكِنَ الجنَّةَ ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ أُهْبِطَ منها، فَكانَ آدمُ يعدُّ لنَفسِهِ، قالَ: فأتاهُ ملَكُ الموتِ، فقالَ لَهُ آدمُ: قد عجَّلتَ، قَد كتبَ لي ألفُ سنةٍ. قالَ: بلَى ولَكِنَّكَ جعَلتَ لابنِكِ داودَ ستِّينَ سَنةً، فجَحدَ فجَحدَتْ ذرِّيَّتُهُ، ونسيَ فنَسيَتْ ذرِّيَّتُهُ. قالَ: فمِن يومئذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشُّهودِ) ([155]).

- (لما خلق اللهُ آدمَ ونفخ فيه الروحَ ؛ عطس، فقال : الحمدُ للهِ، فحمد اللهَ بإذنهِ، فقال له ربُّه : يرحمُك اللهُ يا آدمُ ! اذهبْ إلى أولئكَ الملائكةِ - إلى ملإ منهم جلوسٍ -، فقلْ : السلامُ عليكمْ، فقال: السلامُ عليكمْ، قالوا : عليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ، ثم رجع إلى ربهِ، فقال : إنَّ هذه تحيتُك وتحيةُ بنيك بينهُم، فقال له اللهُ - ويداهُ مقبوضتانِ - : اخترْ أيَّتهما شئتَ، فقال : اخترتُ يمينَ ربي - وكلتا يدي ربي يمينٌ مباركةٌ - ؛ ثم بسطها ؛ فإذا فيها آدمُ وذريتُه، فقال : أي ربِّ ! ما هؤلاءِ ؟ ! قال : هؤلاءِ ذريتُك ؛ فإذا كلُّ إنسانٍ مكتوبٌ عمرَه بين عينَيهِ، فإذا فيهم رجلٌ أضوأُهم، - أو من أضوإِهم -، قال : يا ربِّ ! من هذا ؟ ! قال : هذا ابنك داودَ، وقد كتبتُ عمرَهُ أربعينَ سنةً، قال : يا ربِّ ! زدْ في عمُرِه، قال : ذلك الذي كتبتُ لهُ، قال : أي ربِّ ! فإني قد جعلتُ له من عمُري ستينَ سنةً، قال : أنت وذاكَ، قال : ثم سكن الجنةَ ما شاء اللهُ، ثم هبط منها، وكان آدمُ يعُّد لنفسهِ، فأتاه ملكُ الموتِ، فقال له آدمُ : قد عجلتَ، قد كُتب لي ألفُ سنةٍ ! قال : بلى، ولكنك جعلتَ لابنكَ داودَ ستينَ سنةً، فجحدَ فجحدَتْ ذريتُهُ، ونسيَ فنسيتْ ذريته ؛ قال : فمنْ يومئذٍ ؛ أُمر بالكتابِ والشهودِ .) ([156]).

المبحث الثالث: مَلَائِكَةُ السّماء والأرض والجبال والسّحاب

أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَة عِنْد رَبِّهِمْ : ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفّاً ﴾

﴿وَالصَّافَّاتِ صَفّاً﴾ (الصافات : 1).  قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوق عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ " وَالصَّافَّاتِ صَفًّا " وَهِيَ الْمَلَائِكَة .... . وَقَالَ مُسْلِم حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فُضَيْل عَنْ أَبِي مَالِك الْأَشْجَعِيّ عَنْ رِبْعِيّ عَنْ حُذَيْفَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فُضِّلْنَا عَلَى النَّاس بِثَلَاثٍ : جُعِلَتْ صُفُوفنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَة وَجُعِلَتْ لَنَا الْأَرْض كُلّهَا مَسْجِدًا وَجُعِلَ لَنَا تُرَابهَا طَهُورًا إِذَا لَمْ نَجِد الْمَاء " وَقَدْ رَوَى مُسْلِم أَيْضًا وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث الْأَعْمَش عَنْ الْمُسَيِّب بْن رَافِع عَنْ تَمِيم بْن طَرَفَة عَنْ جَابِر بْن سَمُرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَة عِنْد رَبِّهِمْ ؟ " قُلْنَا وَكَيْف تُصَفُّ الْمَلَائِكَة عِنْد رَبّهمْ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُتِمُّونَ الصُّفُوف الْمُتَقَدِّمَة وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفّ " (تفسير ابن كثير)..

ملائكة تدبير الأمر

(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (السّجدة 5).  يقول ابن كثير : " أَيْ يَتَنَزَّل أَمْره مِنْ أَعْلَى السَّمَاوَات إِلَى أَقْصَى تُخُوم الْأَرْض السَّابِعَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ يَتَنَزَّل الْأَمْر بَيْنهنَّ " الْآيَة وَتُرْفَع الْأَعْمَال إِلَى دِيوَانهَا فَوْق سَمَاء الدُّنْيَا ... وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك النُّزُول مِنْ الْمَلَك فِي مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَصُعُوده فِي مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَلَكِنَّهُ يَقْطَعهَا فِي طَرْفَة عَيْن . وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ).".

خزنة السّماء

(فُرِجَ سقفُ بيتي وأنا بمكةَ ، فنزل جبريلُ ففرجَ صدري ، ثم غسلَهُ بماءِ زمزمَ ، ثم جاء بطَسْتٍ من ذهبٍ ، ممتلئٍ حكمةً وإيمانًا ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقَهُ ، ثم أخذ بيدي فعرجَ بي إلى السماءِ ، فلمَّا جاء إلى السماءِ الدنيا قال جبريلُ لخازنِ السماءِ : افتح ، قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريلُ ، قال : معك أحدٌ ؟ قال : معي محمدُ ، قال : أُرْسِلَ إليهِ ؟ قال : نعم فافتحْ ، فلمَّا عَلَوْنَا إلى السماءِ إذا رجلٌ عن يمينِهِ أسودَةٌ وعن يسارِهِ أسودَةٌ ، فإذا نظر قِبَلَ يمينِهِ ضحكَ ، وإذا نظرَ قِبَلَ شمالِهِ بكى ، فقال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والابنِ الصالحِ ، قلتُ : من هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا آدمُ، وهذه الأسودَةُ عن يمينِهِ وعن شمالِهِ نَسَمُ بنيهِ ، فأهلُ اليمينِ منهم أهلُ الجنةِ ، والأسودَةُ التي عن شمالِهِ أهلُ النارِ ، فإذا نظر قِبَلِ يمينِهِ ضحك ، وإذا نظر قِبَلَ شمالِهِ بكى ، ثم عرجَ بي جبريلُ حتى أتى السماءَ الثانيةَ ، فقال لخازنها : افتحْ ، فقال لهُ خازنها مثلَ ما قال الأولُ ففتحَ . قال أنسٌ : فذكر أنَّهُ وجد في السماواتِ إدريسَ وموسى وعيسى وإبراهيمَ ، ولم يثبُتْ لي كيف منازلهم ، غيرَ أنَّهُ قد ذكر : أنَّهُ وجد آدمَ في السماءِ الدنيا ، وإبراهيمَ في السادسةِ . وقال أنسٌ : ( فلمَّا مرَّ جبريلُ بإدريسَ قال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأخِ الصالحِ ، فقلتُ : من هذا ؟ قال : هذا إدريسُ ، ثم مررتُ بموسى ، ثم مررتُ بعيسى ، فقال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأخِ الصالحِ ، قلتُ : من هذا ؟ قال : عيسى ، ثم مررتُ بإبراهيمَ فقال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ ، والابنِ الصالحِ ، قلتُ : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيمُ ) . قال : وأخبرني ابنُ حزمٍ : أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا حبةَ الأنصاريَّ كانا يقولانِ : قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( ثم عرجَ بي ، حتى ظهرتُ لمستوى أسمعُ صريفَ الأقلامِ ) . قال ابنُ حزمٍ وأنسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنهما : قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( ففرض اللهُ عليَّ خمسينَ صلاةً، فرجعتُ بذلك ، حتى أَمُرَّ بموسى ، فقال موسى : ما الذي فَرَضَ على أُمَّتِكَ ؟ قلتُ : فَرَضَ عليهم خمسينَ صلاةً ، قال : فراجِعْ ربكَ ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تطيقُ ذلك ، فرجعتُ فراجعتُ ربي فوضعَ شطرها ، فرجعتُ إلى موسى ، فقال : راجِعْ ربكَ ، فذكر مثلَهُ فوضعَ شطرها ، فرجعتُ إلى موسى فأخبرتُهُ فقال : راجِعْ ربكَ ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تطيقُ ذلك ، فرجعتُ فراجعتُ ربي ، فقال : هي خمسٌ وهي خمسونَ ، لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ ، فرجعتُ إلى موسى ، فقال : راجِعْ ربكَ ، فقلتُ : قد استحييتُ من ربي ، ثم انطلقَ حتى أتى السدرةَ المنتهى ، فغشيَهَا ألوانٌ لا أدري ما هي ، ثم دخلتُ الجنةَ ، فإذا فيها جنابذُ اللؤلؤِ ، وإذا ترابها المسكُ ) ([157]).

(أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : فُرِجَ عن سقفِ بيتي وأنا بمكةَ ، فنزَل جِبريلُ ، ففرَج صدري ، ثم غسَله بماءِ زَمزَمَ ، ثم جاء بطَستٍ من ذهَبٍ ، ممتَلِئٍ حكمةً وإيمانًا ، فأفرَغه في صدري ، ثم أطبَقه ، ثم أخَذ بيدي فعرَج بي إلى السماءِ الدنيا ، فلما جئتُ إلى السماءِ الدنيا ، قال جِبريلُ لخازنِ السماءِ : افتَحْ ، قال : مَن هذا ؟ قال : هذا جِبريلُ ، قال : هل معَك أحدٌ ؟ قال : نعمْ ، معي محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : أُرسِلَ إليه ؟ قال : نعمْ . فلما فتَح علَونا السماءَ الدنيا ، فإذا رجلٌ قاعدٌ ، على يمينِه أسوِدَةٌ ، وعلى يسارِه أسوِدَةٌ ، إذا نظَر قِبَلَ يمينِه ضحِك ، وإذا نظَر قِبَلَ يسارِه بَكى ، فقال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والابنِ الصالحِ ، قلتُ لجِبريلَ : مَن هذا ؟ قال : هذا آدَمُ ، وهذه الأسوِدَةُ عن يمينِه وعن شمالِه نسَمُ بنيه ، فأهلُ اليمينِ منهم أهلُ الجنةِ ، والأسوِدَةُ التي عن شمالِه أهلُ النارِ ، فإذا نظَر عن يمينِه ضحِك ، وإذا نظَر قِبَلَ شمالِه بَكى ، حتى عرَج بي إلى السماءِ الثانيةِ ، فقال لخازِنِها : افتَحْ ، فقال له خازنُها مثلَ ما قال الأولُ ، ففتَح . قال أنسٌ : فذكَر : أنه وجَد في السماواتِ آدَمَ ، وإدريسَ ، وموسى ، وعيسى ، وإبراهيمَ ، صلواتُ اللهِ عليهم ، ولم يُثبِتْ كيف منازلُهم ، غيرَ أنه ذكَر : أنه وجَد آدَمَ في السماءِ الدنيا ، وإبراهيمَ في السماءِ السادسةِ ، قال أنسٌ : فلما مرَّ جِبريلُ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإدريسَ ، قال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأخِ الصالحِ . فقلتُ : مَن هذا ؟ قال : هذا إدريسُ ، ثم مرَرتُ بموسى ، فقال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأخِ الصالحِ ، قلتُ : مَن هذا ؟ قال : هذا موسى ، ثم مرَرتُ بعيسى ، فقال : مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ ، قلتُ : مَن هذا ؟ قال : هذا عيسى ، ثم مرَرتُ بإبراهيمَ ، فقال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والابنِ الصالحِ ، قلتُ : مَن هذا ؟ قال : هذا إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . قال ابنُ شهابٍ فأخبَرَني ابنُ حزمٍ : أنَّ ابن عباسٍ وأبا حبةَ الأنصاريَّ : كانا يقولانِ : قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ثم عُرِج بي حتى ظهَرتُ لمستوى أسمَع فيه صَريفَ الأقلامِ . قال ابنُ حزمٍ وأنسُ بنُ مالكٍ : قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ففرَض اللهُ على أُمَّتي خمسينَ صلاةً ، فرجَعتُ بذلك ، حتى مرَرتُ على موسى ، فقال : ما فرَض اللهُ لك على أُمَّتِك ؟ قلتُ : فرَض خمسينَ صلاةً ، قال : فارجِعْ إلى ربِّك ، فإنَّ أُمَّتَك لا تُطيقُ ذلك ، فراجَعني فوضَع شَطرَها ، فرجَعتُ إلى موسى ، قلتُ : وضَع شَطرَها، فقال : راجِعْ ربَّك ، فإنَّ أُمَّتَك لا تُطيقُ ، فراجَعتُ فوضَع شَطرَها ، فرجَعتُ إليه ، فقال ارجِعْ إلى ربِّك ، فإنَّ أُمَّتَك لا تُطيقُ ذلك ، فراجَعتُه ، فقال : هي خمسٌ ، وهي خمسونَ ، لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ ، فرجَعتُ إلى موسى ، فقال : راجِعْ ربَّك ، فقلتُ : استَحييتُ من ربي ، ثم انطَلَق بي ، حتى انتَهى بي إلى سِدرةِ المنتهى ، وغشِيها ألوانٌ لا أدري ما هي ، ثم أُدخِلتُ الجنةَ ، فإذا فيها حبايلُ اللؤلؤِ ، وإذا ترابُها المسكُ .) ([158]).

 (انفَرجَ سقفُ بيتِي وأنا بمكَّةَ ، فنزلَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ ففرجَ صدْرِي ثمَّ غسلَه بماءِ زَمزمَ ، ثمَّ جاءَ بطَستٍ من ذهَبٍ ممتلئةً حِكمةً وإيمانًا ، فأفرغَها في صَدرِي ، ثمَّ أطبقَه ، ثمَّ أخذَ بيَدي أحسبُه قال : فعرجَ بي إلى السَّماءِ ، فلمَّا جِئنا سماءَ الدُّنيا قالَ جبريلُ لخازنِ السَّماءِ : افتَحْ ، فقالَ : مَنْ هذا ؟ قالَ : جبريلُ ، قالَ : هل مَعك أحدٌ ؟ قال : مَعي محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، قالَ : وأُرسِلَ إليه؟ قالَ : نعَم ، قال : ففتَحَ ، فلمَّا علَونا سماءَ الدُّنيا فإذا أنا برَجلٍ قاعدٍ فقالَ : مرحبًا بالنَّبيِّ الصَّالِحِ والابنِ الصالِحِ ، قلتُ لجِبريلَ : مَن هذا ؟ قالَ : هذا آدَمُ ، ثمَّ عَرَجَ بي حتَّى أتى سماءَ الثانيةِ، فقالَ جبريلُ لخازنِها مثلَ ما قالَ لخازنِ سماءِ الدُّنيا ، قالَ أنسُ : فذكرَ أنَّه وجدَ في السَّماواتِ إدريسَ وموسىَ وعيسىَ وإبراهيمَ، وذكرَ أنَّه وجدَ إبراهيمَ في السَّماءِ السَّادسةِ فقالَ : مرحبًا بالنَّبيِّ الصَّالحِ، قلتُ : مَن هذا ؟ قال : إبراهيمُ) ([159]).

(فُرِجَ سقفُ بيتي وأنا بمكةَ فنزلَ جبريلُ ففَرَجَ صدرِي، ثم غسلَه بماءِ زمزمَ، ثم جاءَ بطستٍ من ذهبٍ ممتلئٌ حكمةً وإيمانًا، فأفرغَها في صدرِي، ثمَّ أطبقَه . ثمَّ أخذَ بيدي فعرجَ بي إلى السماءِ الدنيا، فلمَّا جئنَا السماءَ الدنيا، قالَ جبريلُ لخازنِ السماءِ الدنيا : افتحْ، قال من هذا ؟ قال: هذا جبريلُ) ([160]).

(فُرّجَ سقفُ بيتِي وأنا بمكةَ فنزلَ جبريل ففرجَ صدرِي ، ثم غسلهُ بماء زمزمَ ، ثم جاء بطستٍ من ذهبٍ ممتلِئ حكمةً وإيمانا ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقهُ . ثم أخذَ بيدي فعرجَ بي إلى السماءِ الدنيا، فلما جئْنا السماءَ الدنيا ، قال جبريلُ لخازِنِ السماءِ الدنيا : افتحْ ، قال من هذا ؟ قال : هذا جبريلُ . قال هل معك أحدٌ ؟ قال : نعم ، معى محمد . قال : فأُرسلَ إليهِ ؟ قال نعمْ ، فافتَحْ . فلما علونا السماءَ الدنيا فإذا رجلٌ عن يمينِهِ أُسْوِدَةٌ ، وعن يسارهِ أُسْودَةٌ ، فإذا نظرَ قبلَ يمينهِ ضحِكَ ، وإذا نظرَ قبلَ شمالهِ بكى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالحِ ، والابنِ الصالحِ قلتُ : يا جبريلُ من هذا ؟ قال : هذا آدَمُ ، وهذهِ الأُسْودَة عن يمينهِ وعن شمالهِ نَسَمُ بنيهِ ، فأهلُ اليمينِ أهل الجنةِ ، والأُسْودةُ التي عن شمالِهِ أهلُ النارِ ، فإذا نظرَ قِبَل يمينهِ ضحكَ ، وإذا نظرَ قبلَ شمالهِ بكَى . ثم عرجَ بي جبريلُ حتى أتى السماءَ الثانيةَ ، فقال لخازنها : افتحْ : فقال له خازنها مثلَ ما قالَ خازنُ السماءِ الدنيا ، ففتحَ . فلما مررتُ بإدْرِيسَ قال : مرحبا بالنبي الصالحِ والأخِ الصالحِ فقلت : من هذا ؟ قال هذا إدريسُ . ثم مررتُ بموسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالحِ والأخِ الصالحِ ، فقلتُ : من هذا ؟ قال: هذا موسى . ثم مررتُ بعيسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالحِ والأخِ الصالحِ ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا عيسى ابن مريمَ . ثم مررتُ بإبراهيمَ ، فقال : مرحبا بالنبي الصالحِ والابنِ الصالحِ ، قلت: من هذا ؟ قال هذا ابراهيمُ . ثم عرجَ بى حتّى ظهرتْ بمستَوى أسمعُ فيه صريفَ الأقلامِ ، ففرضَ اللهُ عز وجل على أمّتي خمسينَ صلاة ، فرجعتُ بذلكَ حتّى مررتُ على موسى ، فقال موسى: ماذا فرضَ ربكَ على أمّتكَ ؟ قلت : فرضَ عليهِم خمسينَ صلاةً . قال لى موسى : فراجعْ ربكَ ، إن أمّتكَ لا تُطيقُ ذلكَ ، فراجعتُ ربى ، فوضعَ شطرها ، فرجعتُ إلى موسى فأخبرتهَ ، فقال : راجعْ ربكَ فإن أمتكَ لا تطيقُ ذلكَ ، فراجعتُ ربى ، فقال : هُنّ خمسٌ ، وهُنّ خمسونَ لا يُبَدّلُ القوْلُ لَدَىّ ، فرجعتُ إلى موسى ، فقال : راجعْ ربكَ ، قلتُ : قد استحييتُ من رَبّى . ثم انطلقَ بى حتى انتهى إلى سدرةِ المُنْتهى ، ونبْقُها مثلُ قِلالِ هَجَرَ ، وورقُها كآذانِ الفيلةِ ، تكادُ الورقةُ تغطّى هذِه الأمهِ ، فغشيها ألوانٌ لا أدري ما هيَ ؟ ثم أدخلتُ الجنةَ فإذا فيها جنابِذُ اللؤلؤِ ، وإذا ترابها المسكُ) ([161]).

خزنة الأرضِ

 (إذا قُبِض العبدُ المؤمنُ جاءَتْه ملائكةُ الرحمةِ فتسيلُ نفسُه في حريرةٍ بيضاءَ فيقولونَ : ما وجَدْنا ريحًا أطيبَ مِن هذه فيسألونَه فيقولونَ : ارفُقوا فإنَّه خرَج مِن غمِّ الدنيا فيقولونَ : ما فعَل فلانٌ ، ما فعَل فلانٌ ؟ وأما الكافرُ فتخرُجُ نفسُه فتقولُ خزنةُ الأرضِ : ما وجَدْنا ريحًا أنتنَ مِن هذه فيهبطُ به إلى أسفلِ الأرضِ) ([162]).

- (إنَّ المؤمنَ إذا حضره الموتُ ؛ حضرتْه ملائكةُ الرحمةِ ، فإذا قُبِضَتْ نفسُه جُعِلَت في حريرةٍ بيضاءَ ، فيُنطَلَقُ بها إلى ربِّ السماءِ ، فيقولون : ما وجدْنا ريحًا أطيبَ من هذه ، فيقال : دعوه يستريحْ ؛ فإنه كان في غمٍّ ، فيسأل : ما فعل فلانٌ ؟ ما فعل فلانٌ ؟ ما فعلتْ فلانةٌ ؟ وأما الكافرُ ؛ فإذا قُبِضَتْ نفسُه ، وذُهِبَ بها إلى بابِ الأرضِ ؛ يقول خزَنَةُ الأرضِ : ما وجدْنا ريحًا أنتنَ من هذه ، فيُذهَبُ بها إلى الأرضِ السُّفْلى) ([163]).

تدلّل العبارة (يقول خزَنَةُ الأرضِ) على أنّ جهنّم أسفل الأرض السابعة السفلى؛ فهي أسفل سافلين.

ملائكة الجبال

- (أنها قالتْ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : هل أتى عليك يومٌ أشدُّ من يومِ أُحدٍ ؟ قال : لقد لقيتُ من قومك ما لقيتُ، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبةِ، إذ عرضت نفسي على ابنِ عبدِ ياليلِ بن عبدِ كلال، فلم يجبني إلى ما أردتُ، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفقْ إلا وأنا بقرنِ الثعالبِ، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريلُ، فناداني فقال : إن اللهَ قد سمع قول قومِك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث اللهُ إليك ملكَ الجبالِ، لتأمره بما شئتَ فيهم، فناداني ملكُ الجبالِ، فسلَّم عليَّ، ثم قال : يا محمدُ، فقال : ذلك فيما شئتَ، إن شئتَ أن أُطبقَ عليهم الأخشبَينِ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : بل أرجو أن يخرجَ اللهُ من أصلابهم من يعبد اللهَ وحده، لا يشركُ به شيئًا .) ([164]).

- (يا رسولَ اللهِ ! هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يومِ أُحُدٍ ؟ فقال ( لقد لقيتُ من قومِك . وكان أشدَّ ما لقِيتُ منهم يومَ العقبةِ . إذ عرضتُ نفسي على ابنِ عبدِ يا ليلِ بنِ عبدِ كلالٍ . فلم يُجِبْني إلى ما أردتُ . فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي . فلم أَستَفِقْ إلا بقرنِ الثعالبِ . فرفعتُ رأسي فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتْني . فنظرتُ فإذا فيها جبريلٌ . فناداني . فقال : إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد سمع قولَ قومِك لك وما رَدُّوا عليكَ . وقد بعث إليك ملَكَ الجبالِ لتأمرَه بما شئتَ فيهم . قال : فناداني ملكُ الجبالِ وسلَّم عليَّ . ثم قال : يا محمدُ ! إنَّ اللهَ قد سمِع قولَ قومِك لكَ . وأنا ملَكُ الجبالِ . وقد بعثَني ربُّك إليك لتأمرَني بأمرِك . فما شئتَ ؟ إن شئتَ أن أُطبقَ عليهم الأخشبَينِ ) . فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( بل أرجو أن يخرجَ اللهُ من أصلابِهم من يعبدُ اللهَ وحدَه ، لا يشركُ به شيئًا ) ([165]).

- (أنَّها قالتْ لرسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - : هل أتَى عليكَ يومٌ كانَ أشدَّ مِن يومِ أحدٍ ؟ فقالَ : لقد لقيتُ مِن قومِكِ ، وَكانَ أشدَّ ما لقيتُ منهُم يومَ العقبةِ إذ عرضتُ نفسي على ابنِ عبدِ ياليلَ بنِ عبدِ كلالٍ ، فلَم يجبْني إلى ما أردتُ ، فانطلقتُ وأَنا مَهْمومٌ علَى وجهي ، فلَم أستفِقْ إلَّا وأَنا بقرنِ الثَّعالبِ ، فرفعتُ رأسي ، فإذا بسحابةٍ قد أظلَّتني ، فنظرتُ فإذا فيها جبريلُ عليهِ السَّلامُ ، فَناداني فقالَ : يا محمَّدُ ، إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ، قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ ، وما ردُّوا عليكَ ، وقد بعثَ اللَّهُ ملَكَ الجبالِ لتأمرَهُ بما شئتَ فيهِم قالَ : فَناداني ملَكُ الجبالِ: فسلَّمَ عليَّ ، ثمَّ قالَ : يا محمَّدُ : إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ ، وأَنا ملَكُ الجبالِ ، وقد بعثَني ربُّكَ إليكَ لتأمرَني أمرَكَ ، وبما شئتَ ، إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهِمُ الأخشبَينِ فعلتُ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ ، لا يشرِكُ بِهِ شيئًا) ([166]).

- (لقدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ ، وكانَ أَشَدَّ مَا لقيتُ منهم يَوْمَ العقبةِ ، إذْ عرضْتُ نَفْسِي عَلَى ابنِ عبدِ يا لِيلِ بنِ عبدِ كُلَالِ ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أردتُّ ، فانطلقْتُ وأنا مهمومٌ علَى وجْهِي ، فَلَمْ أستفِقْ إلَّا وأنا ( بقرْنِ الثعالِبِ ) ، فرفَعْتَ رأسِي فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أَظَلَّتْنِي ، فنظَرْتُ ، فإذا فيها جبريلُ ، فناداني ، فقالَ : إِنَّ اللهَ قدْ سَمِعَ كلامَ قَوْمِكَ لَكَ ، ومَا ردُّوا علَيْكَ ، وَقَدْ بعثَ إليكَ مَلَكَ الجبالِ لِتَأْمُرَهُ بِما شِئْتَ فيهم ، فناداني مَلَكُ الجبالِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قالَ يا مُحَمَّدُ ! فقالَ ذَلِكَ فَما شِئْتَ ، إِنَّ شِئْتَ أُطْبِقَ عليهمُ الأخشبينِ ، قلتُ : بلْ أرجو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصلابِهم مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وحْدَهُ ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شيْئًا) ([167]).

(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) (سبأ 10).

أَيْ وَقُلْنَا يَا جِبَال أَوِّبِي مَعَهُ , أَيْ سَبِّحِي مَعَهُ , لِأَنَّهُ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَال مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاق " [ ص : 18 ] . قَالَ أَبُو مَيْسَرَة : هُوَ التَّسْبِيح بِلِسَانِ الْحَبَشَة , وَمَعْنَى تَسْبِيح الْجِبَال : هُوَ أَنَّ اللَّه تَعَالَى خَلَقَ , فِيهَا تَسْبِيحًا كَمَا خَلَقَ الْكَلَام فِي الشَّجَرَة , فَيُسْمَع مِنْهَا مَا يُسْمَع مِنْ الْمُسَبِّح مُعْجِزَة لِدَاوُد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام . وَقِيلَ : الْمَعْنَى سِيرِي مَعَهُ حَيْثُ شَاءَ ; مِنْ التَّأْوِيب الَّذِي هُوَ سَيْر النَّهَار أَجْمَعَ وَمَنْزِل اللَّيْل . قَالَ اِبْن مُقْبِل :لَحِقْنَا بِحَيٍّ أَوَّبُوا السَّيْر بَعْدَمَا دَفَعْنَا شُعَاع الشَّمْس وَالطَّرْف يَجْنَح وَقَرَأَ الْحَسَن وَقَتَادَة وَغَيْرهمَا : " أَوِّبِي مَعَهُ " أَيْ رَجِّعِي مَعَهُ ; مِنْ آبَ يَئُوب إِذَا رَجَعَ , أَوْبًا وَأَوْبَة وَإِيَابًا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى تَصَرَّفِي مَعَهُ عَلَى مَا يَتَصَرَّف عَلَيْهِ دَاوُد بِالنَّهَارِ , فَكَانَ إِذَا قَرَأَ الزَّبُور صَوَّتَتْ الْجِبَال مَعَهُ , وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ الطَّيْر , فَكَأَنَّهَا فَعَلَتْ مَا فَعَلَ . وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه : الْمَعْنَى نُوحِي مَعَهُ وَالطَّيْر تُسَاعِدهُ عَلَى ذَلِكَ , فَكَانَ إِذَا نَادَى بِالنِّيَاحَةِ أَجَابَتْهُ الْجِبَال بِصَدَاهَا , وَعَكَفَتْ الطَّيْر عَلَيْهِ مِنْ فَوْقه . فَصَدَى الْجِبَال الَّذِي يَسْمَعهُ النَّاس إِنَّمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم إِلَى هَذِهِ السَّاعَة ; فَأُيِّدَ بِمُسَاعَدَةِ الْجِبَال وَالطَّيْر لِئَلَّا يَجِد فَتْرَة , فَإِذَا دَخَلَتْ الْفَتْرَة اِهْتَاجَ , أَيْ ثَارَ وَتَحَرَّكَ , وَقَوِيَ بِمُسَاعَدَةِ الْجِبَال وَالطَّيْر . وَكَانَ قَدْ أُعْطِيَ مِنْ الصَّوْت مَا يَتَزَاحَم الْوُحُوش مِنْ الْجِبَال عَلَى حُسْن صَوْته , وَكَانَ الْمَاء الْجَارِي يَنْقَطِع عَنْ الْجَرْي وُقُوفًا لِصَوْتِهِ . " وَالطَّيْرُ " بِالرَّفْعِ قِرَاءَة اِبْن أَبِي إِسْحَاق وَنَصْر عَنْ عَاصِم وَابْن هُرْمُز وَمَسْلَمَة بْن عَبْد الْمَلِك , عَطْفًا عَلَى لَفْظ الْجِبَال , أَوْ عَلَى الْمُضْمَر فِي " أَوِّبِي " وَحَسَّنَهُ الْفَصْل بِمَعَ . الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى مَوْضِع " يَا جِبَال " أَيْ نَادَيْنَا الْجِبَال وَالطَّيْر , قَالَهُ سِيبَوَيْهِ . وَعِنْد أَبِي عَمْرو بْن الْعَلَاء بِإِضْمَارِ فِعْل عَلَى مَعْنَى وَسَخَّرْنَا لَهُ الطَّيْر . وَقَالَ الْكِسَائِيّ : هُوَ مَعْطُوف , أَيْ وَآتَيْنَاهُ الطَّيْر , حَمْلًا عَلَى " وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُد مِنَّا فَضْلًا " . النَّحَّاس : وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَفْعُولًا مَعَهُ , كَمَا تَقُول : اِسْتَوَى الْمَاء وَالْخَشَبَة . وَسَمِعْت الزَّجَّاج يُجِيز : قُمْت وَزَيْدًا , فَالْمَعْنَى أَوِّبِي مَعَهُ وَمَعَ الطَّيْر (تفسير القرطبي) .

مَلَكٌ من الملائكةِ مُوَكَّلٌ بالسَّحَابِ

قَالَ السُّدِّيّ وَغَيْره مَعْنَى قَوْله تَعَالَى (فَالزَّاجِرَات زَجْرًا ) (الصّافات 2) أَنَّهَا الملائكة تَزْجُر السَّحَاب . وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس " فَالزَّاجِرَات زَجْرًا " مَا زَجَرَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ فِي الْقُرْآن وَكَذَا رَوَى مَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم (ابن كثير).  وثبت في الأحاديث أنّ مَلَكاً مِنَ الملائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحابِ ، بِيديْهِ مِخْرَاقٌ من نارٍ يَزْجُرُ بهِ السَّحابَ:-

- (الرَّعْدُ : مَلَكٌ مِنَ الملائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحابِ ، [ بِيديْهِ أوْ في يَدِه مِخْرَاقٌ من نارٍ يَزْجُرُ بهِ السَّحابَ [ ، و الصوتُ الذي يُسْمَعُ مِنْهُ زَجْرَة ُالسَّحابِ إذا زَجَرَهُ حتى يَنْتَهيَ إلى حيثُ أمرَهُ) ([168]).

- (أقبلتْ يهودُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا يا أبا القاسمِ نسألُك عن أشياءَ إن أجَبْتنا فيها اتَّبعناك وصدَّقناك وآمنَّا بك قال فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيلُ على نفسِه قالوا اللهُ على ما نقولُ وكيلٌ قالوا أخبِرْنا عن علامةِ النبيِّ قال تنامُ عيناه ولا ينامُ قلبُه قالوا فأخبِرْنا كيف تُؤَنَّثُ المرأةُ وكيف تُذكَّرُ قال يلتقي الماءانِ فإن علا ماءُ المرأةِ ماءَ الرجلِ أُنِّثتْ وإن علا ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ أُذكِرَتْ قالوا صدقتَ فأخبِرْنا عن الرَّعدِ ما هو قال الرعدُ : ملَكٌ من الملائكةِ مُوكَّلٌ بالسَّحابِ بيدَيه أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يزجرُ به السحابَ والصوتُ الذي يُسمعُ منه زَجْرُهُ السَّحابَ إذا زجَرَه حتى ينتهيَ إلى حيث أمرَه) ([169]).

- (أَقْبَلَتْ يهودُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقالوا : يا أبا القاسِمِ أَخْبِرْنا عن الرَّعْدِ ، ما هو ؟ قال: مَلَكٌ من الملائكةِ مُوَكَّلٌ بالسَّحَابِ ، معه مَخَارِيقُ من نارٍ يَسُوقُ بها السَّحابَ حيثُ شاء اللهُ . فقالوا : فما هذا الصوتُ الذي نَسْمَعُ ؟ قال : زَجْرُهُ بالسَّحَابِ إذا زَجَرَه حتى يَنْتَهِيَ إلى حيثُ أُمِرَت . قالوا : صَدَقْتَ . فقالوا : فأَخْبِرْنا عَمَّا حَرَّمَ إسرائيلُ على نَفْسِهِ . قال : اشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا فلم يَجِدْ شيئًا يُلَائِمُهُ إلا لُحُومَ الإبِلِ وألبانَها ، فلذلك حَرَّمَها . قالوا : صَدَقْتَ) ([170]).

- (أقبلَتِ اليهودُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا يا أبا القاسمِ إنا نسألُكَ عن خمَسَةِ أشياءَ فإنْ أنبأْتَنَا بِهِنَّ عرَفْنَا أنَّكَ نَبِيٌّ واتَّبَعْناكَ فأَخَذَ علَيْهِم ما أخذَ إسرائيلُ على بَنِيهِ إذْ قالوا اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ قال هاتوا قالوا خَبِّرْنا كيفَ تُؤَنِّثُ المرأَةُ وكيف تُذَكِّرُ قال يَلْتَقِي الماءانِ فإذا علَا ماءُ الرجُلِ ماءَ المرأةِ أَذْكَرَتْ وإذا عَلَا ماءُ المرأَةِ ماءَ الرجلِ أَنَّثَتْ قالوا أَخْبِرْنا ما حرَّمَ إسرائيلُ على نفْسِهِ قال كانَ يشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا فلَمْ يَجْدْ شيئًا يُلائِمُهُ إلَّا ألْبَانَ كذا وكذا قال بعضُهُم يعني الإبِلَ فحرَّمَ لحومَها قالوا صدقْتَ قالوا أخْبِرْنا مَا هذا الرَّعْدُ قال: مَلَكٌ من ملائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُوَكَّلٌ بالسحابِ بيدِهِ أوْ في يدِهِ مِخْراقٌ مِنْ نارٍ يزْجُرُ بِهِ السحابَ يسوقُهُ حيثُ أمَرَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ قالوا فما هذا الصوتُ الذي نسمَعُ قال صوتُهُ قالوا صَدَقْتَ إنما بقِيَتْ واحِدَةٌ إنَّما نُبَايِعُكَ إنْ أخبرْتَنا إِنَّهُ ليس من نبيٍّ إلَّا له من يأْتِيهِ بالخبرِ فأخبرْنا عن صاحبِكَ قال جبريلُ عليه السلامُ قالوا جبريلُ ذلِكَ الذي ينزِلُ بالعذَابِ والحَرْبِ والقِتَالِ وهو عدُوُّنَا لو قُلْتَ مِيكائيلَ الذي ينزِلُ بالرحمَةِ والنباتِ والقطرِ لكان فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبرِيلَ الآيةَ وفي روايةٍ كُلَّما أخبرَهم بشيءٍ فصدَّقُوه قال اللهمَّ اشهدْ وقال فيها أنشُدُكُم باللهِ الذي أنزلَ التوراةَ على موسى هلْ تعلمونَ أنَّ هذا النبيَّ الأمِّيَ تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُهُ قالوا اللهم نعم وقال أيضًا فإنَّ وَلِيِّي جبريلُ ولم يَبْعَثِ اللهُ نبيًّا قطُّ إلَّا وهو وليُّهُ) ([171]).

- (الرعدُ : ملكٌ منْ ملائكةِ اللهِ، موكلُ بالسحابِ، معهُ مخاريقَ منِ نارٍ، يسوقُ بها السحابَ حيثُ شاءَ اللهُ) ([172]).

- (أقبلتْ يهودٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا : يا أبا القاسمِ إنا نَسألُك عن خمسةِ أشياءَ فإنْ أَنْبَأْتَنا بِهنَّ عرَفْنا أنك نبيٌّ واتَّبعْناكَ فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيلُ على بَنِيهِ إذ قالوا : اللهُ على ما نقولُ وكيلٌ قال : هاتوا قالوا : أخبِرْنا عن علامةِ النبيِّ قال : تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُهُ قالوا : أخبِرْنا كيفَ تُؤَنَّثُ المرأةُ وكيفَ تُذَكَّرُ قال : يَلتقي الماءَانِ فإذا عَلا ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ أَذْكَرَتْ وإذا عَلا ماءُ المرأةِ ماءَ الرجلِ أنْثَتْ قالوا : أخبِرْنا ما حرَّمَ إسرائيلُ على نفسِه قال : كان يَشتكي عِرْقَ النَّسَا فلم يَجدْ شيئًا يُلائِمُهُ إلا أَلْبانَ كذا وكذا قال أبِي : قال بعضُهم : يعني الإبلَ فحرَّمَ لُحومَها قالوا : صدقْتَ قالوا : أخبِرْنا ما هذا الرَّعدُ قال : مَلَكٌ من ملائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُوَكَّلٌ بالسحابِ بيدِهِ أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يَزجرُ به السحابَ يَسوقُهُ حيثُ أمرَ اللهُ قالوا : فما هذا الصوتُ الذي يُسمعُ قال : صَوتُهُ قالوا : صدقْتَ إنَّما بَقِيَتْ واحدةٌ وهي التي نُبَايُعُكَ إن أخْبَرْتَنا بها فإنَّه ليس من نبيٍّ إلا له مَلَكٌ يَأتيهِ بالخبرِ فأَخْبِرْنا مَن صاحِبُكَ قال : جِبريلُ عليهِ السلامُ قالوا : جبريلُ ذاك الذي يَنزلُ بالحربِ والقتالِ والعذابِ عَدُوُّنا لو قلتَ ميكائيلَ الذي ينزلُ بالرحمةِ والنباتِ والقَطْرِ لكانْ فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ : {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} إلى آخرِ الآيةِ) ([173]).

- (أقبلَتْ يَهودُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقالوا : يا أبا القاسمِ أخبِرنا عنِ الرَّعدِ ما هوَ قالَ ملَكٌ منَ الملائكةِ موَكَّلٌ بالسَّحابِ معَهُ مَخاريقُ مِن نارٍ يسوقُ بِها السَّحابَ حَيثُ شاءَ اللَّهُ فقالوا فما هذا الصَّوتُ الَّذي نسمعُ قالَ زَجْرُهُ بالسَّحابِ إذا زَجرَهُ حتَّى ينتَهيَ إلى حَيثُ أُمِرَ قالوا صدَقتَ. فقالوا فأخبِرنا عمَّا حرَّمَ إسرائيلُ علَى نفسِهِ قالَ اشتكَى عِرقَ النَّسا فلم يجِدْ شيئًا يلائمُهُ إلَّا لُحومَ الإبلِ وألبانَها فلذلِكَ حرَّمَها قالوا : صدَقتَ) ([174]).

- (أقبلت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا { الله على ما نقول وكيل } قال هاتوا قالوا خبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت قالوا أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه قال كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا قال بعضهم يعني الإبل فحرم لحومها قالوا صدقت قالوا أخبرنا ما هذا الرعد قال ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز وجل قالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال صوته قالوا صدقت إنما بقيت واحدة إنما نبايعك إن أخبرتنا إنه ليس من نبي إلا له من يأتيه بالخبر فأخبرنا عن صاحبك قال جبريل عليه السلام قالوا جبريل ذلك الذي ينزل بالعذاب والحرب والقتال وهو عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان فأنزل الله عز وجل { قل من كان عدوا لجبريل } الآية وفي رواية كلما أخبرهم بشيء فصدقوه قال اللهم اشهد وقال فيها أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا اللهم نعم وقال أيضا فإن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه ([175]).

قالت اليهود عليهم لعنة اللّه : (جبريلُ ذاك الذي يَنزلُ بالحربِ والقتالِ والعذابِ عَدُوُّنا).  وأشار الحديث إلى كيفيّة حدوث البرق والرّعد: (ملَكٌ من الملائكةِ مُوكَّلٌ بالسَّحابِ بيدَيه أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يزجرُ به السحابَ والصوتُ الذي يُسمعُ منه زَجْرُهُ السَّحابَ إذا زجَرَه).

مِفعال بكسر الميم اسـم آلـة (http://www.drmosad.com/index76.htm):

مثل : منشار ، مسمار ، محراث ، ملقاط ، مثقاب ، مفتاح ، مزمار .

ومنه قوله تعالى : { إن الله لا يظلم مثقال ذرة } 40 النساء .

وقوله تعالى : { ولا تنقصوا المكيال والميزان } 84 هود .

وقوله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب } 59 الأنعام .

مِخْراق اسم الآلة من الفعل خرق على وزن مِفْعال

والمخاريق واحدها مخراق

(http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2142&idto=2142&bk_no=122&ID=2144(

هذه المخاريق يستخدمها ملائكة السّحاب من أجل إحداث فروق جهد هائلة ممّا يتسبّب بحدوث البرق (الشحنات تخرق مسارها بين السحب التي تتوسّط هذه المخاريق بسبب فرق الجهد الذي تحدثه الآلات المسماة المخاريق) .  والرّعد هو الصوت الذي يحصل نتيجة التفريغ الكهربائي بين السّحب .  يبدو من الحديث أنّ فروق الجهد الهائلة والمسببة للتفريغ هي بفعل المخاريق التي تستخدمها ملائكة السّحاب.

الحديث : (قالوا أخبرنا ما هذا الرعد قال : ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز وجل قالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال صوته قالوا صدقت).  ليس معنى الحديث أنّ الرّعد هو ملك.  المعنى إليك تفسير الرّعد: (ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز وجل قالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال صوته قالوا صدقت) .  الصوت (الرّعد) هو ناتج عمليّة زجر السّحاب بآلة المخاريق (جمع مخراق) والمسؤولة عن إحداث فرق الجهد الهائل.  وبالمناسبة لا يوجد أيّ تفسير علمي ثابت يبيّن كيفيّة تنامي فرق الجهد الهائل.

 

Thunderstorms are usually accompanied by strong winds.  Observations of lightning at the Empire State Building in the 1940s put the potential in the region of 50 million volts.

- (عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ أنَّهُ كان إذا سمع الرعدَ ترك الحديثَ ، وقال : سبحانَ الذي يسبحُ الرعدُ بحمدِه والملائكةُ من خيفتِه) ([176]).

- (كانَ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبيرِ إذا سمِعَ الرَّعدَ تركَ الحديثَ وقالَ سبحانَ الَّذي يسبِّحُ الرَّعدُ بحمدِهِ والملائكةُ مِن خيفتِهِ) ([177]).

- (عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ أنَّه كان إذا سمِعَ الرَّعدَ تركَ الحديثَ وقال : سبحان الَّذي { يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ } [ الرعد : 13 ] ثمَّ يقولُ : إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ) ([178]).

يقولُ : (إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ).  نعم وهذا ما يؤكده فرق الجهد وقيمة التيار الكهربائي، ودرجة الحرارة:

Leader charge is negative and of about 5 coulombs over its entire length. Its downward velocity is 150,000 meters per second. The current in the tip is 100Amps.

Return stroke

300 Volts per cm , and 200 million volts potential over length.

Current 50,000 Amps.

A charge of 20 to 30 coulombs

return stroke velocity about 30 million meters per second

Core temperature 25,000 C (about 5 times hotter than surface of the Sun).

Length 5 miles.

المبحث الرّابع: ملائكة الرعاية الرّبانية للشأن الإنساني

ملَكٌ نزل فقال يا محمدُ أرسلَني إليك ربُّك قال أملِكًا أجعلكَ أم عبدًا رسولًا

- ( كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ وجبريلُ على الصفا فقال : يا جبريلُ ما أمسَى لآلِ محمدٍ سُفَّةٌ من دقيقٍ ولا كفَّةٌ من سَويقٍ ، فلم يكنْ كلامُه بأسرعَ من أنْ سمِع هدَّةً من السماءِ فأتاهُ إسرافيلُ فقال : إنَّ اللهَ سمِع ما ذكرتَ فبعثَني إليكَ بمفاتيحِ خزائنِ الأرضِ وأمرَني أنْ أعرضَ عليك أسيرُ معك جبالَ تِهامةَ زمرُّدًا وياقوتًا وذهبًا وفضةً فعلتُ ، فإنْ شئتَ نبيًّا ملكًا وإنْ شئتَ نبيًّا عبدًا ، فأومأ إليه جبريلُ أنْ تواضعْ ، فقال : بل نبيًّا عبدًا ثلاثًا) ([179]).

- (جلس جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فنظر إلى السماءِ ، فإذا ملَكٌ ينزلُ ، فقال له جبريلُ : هذا الملَكُ ما نزل منذُ خُلِقَ قبلَ الساعةِ فلما نزل قال : يا محمدُ أرْسَلَني إليك ربُّك ، أملِكًا أجعلك أم عبدًا رسولًا ؟ قال له جبريلُ : تواضَعْ لربِّك يا محمدُ ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : لا بل عبدًا رسولًا .) ([180]).

- (جلسَ جبريلُ إلى النبيِّ فَنظرَ إلى السَّماءِ ، فإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ ، فقال لهُ جبريلُ : هذا المَلَكُ ما نزلَ مُنْذُ خُلِقَ قبلَ هذه السَّاعَةِ ، فلمَّا نزلَ قال : يا محمدُ ! أَرْسَلَنِي إليكَ رَبُّكَ ؛ أَمَلَكًا أجعلكَ ، أَمْ عبدًا رَسُولًا ؟ قال لهُ جبريلُ : تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يا محمدُ ! فقال رسولُ اللهِ : لا بَلْ عبدًا رَسُولًا .) ([181]).

- (جلس جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنظر إلى السماءِ فإذا ملكٌ ينزلُ فقال له جبريلُ : هذا الملَكُ ما نزل منذُ يومِ خُلق قبلَ الساعةِ فلما نزل قال : يا محمدُ أرسلَني إليك ربُّك قال أملِكًا أجعلكَ أم عبدًا رسولًا ؟ قال له جبريلُ : تواضَعْ لربِّك يا محمدُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : بل عبدًا رسولًا) ([182]).

هذا الملكُ ما نزل منذ خُلِق قبلَ الساعةِ

- (جلس جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنظر إلى السماءِ فإذا ملَكٌ ينزلُ فقال جبريلُ هذا الملكُ ما نزل منذ خُلِق قبلَ الساعةِ فلما نزل قال يا محمدُ أرسَلَني إليك ربُّك أفملكًا نبيًّا أجعلَك أو عبدًا رسولًا قال جبريلُ تواضعْ لربِّك يا محمدُ قال بل عبدًا رسولًا) ([183]).

- (جلسَ جبريلُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فنَظرَ إلى السَّماءِ فإذا ملَكٌ ينزلُ فقالَ جِبريلُ إنَّ هذا الملَكَ ما نَزلَ منذُ يومِ خُلِقَ قبلَ السَّاعةِ فلمَّا نزَلَ قالَ يا مُحمَّدُ أرسلَني إليكَ ربُّكَ قالَ أفملِكًا نبيًّا يجعلُكَ أو عبدًا رسولًا قالَ جبريلُ تواضَع لربِّكَ يا محمَّدُ . قالَ بَل عبدًا رسولًا) ([184]).

- (يا عائشةُ لو شئتُ لسارت معي جبالُ الذهبِ جاءني مَلَكٌ إن حجزتَه لتساوي الكعبةَ فقال إن ربَّك يقرأُ عليك السلامَ ويقولُ لك إن شئتَ نبيًّا عبدًا وإن شئت نبيًّا ملِكًا قال فنظرت إلى جبريلَ قال فأشار إليَّ أن ضعْ نفسَك قال فقلت نبيًّا عبدًا قال فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعد ذلك لا يأكلُ متكئًا يقولُ آكلُ كما يأكلُ العبدُ وأجلسُ كما يجلسُ العبدُ) ([185]).

- (يا عائشةُ لو شئتُ لسارتْ معيَ جبالُ الذهبِ أتاني ملكٌ وإنَّ حُجْزَتَهُ لتساوي الكعبةَ فقال إنَّ ربكَ يقرأُ عليك السلامَ ويقولُ لك إنْ شئتَ نبيًّا ملكًا وإنْ شئتَ نبيًّا عبدًا فأشار إليَّ جبريلُ ضعْ نفسكَ فقلتُ نبيًّا عبدًا قالتْ فكان بعد ذلك لا يأكلُ متَّكئًا ويقولُ آكلُ كما يأكلُ العبدُ وأجلسُ كما يجلسُ العبدُ) ([186]).

- (يا عائشةُ لو شئتُ لسارَت معي جبالُ الذَّهبِ جاءني ملَكٌ وإنَّ حُجزتَهُ لتُساوي الْكعبةَ فقالَ: إنَّ ربَّكَ يقرا عليْكَ السَّلامَ ويقولُ: إن شئتَ نبيًّا عبدًا وإن شئتَ نبيًّا ملِكًا فنظرتُ إلى جبريلَ عليْهِ السَّلامُ فأشارَ إليَّ أن ضَع نفسَكَ) ([187]).

- (يا عائشةُ ! لو شئتُ لسارت معي جبالُ الذهبِ ، جاءني ملكٌ إنَّ حُجزتَه لتُساوي الكعبةَ فقال : إنَّ ربَّك عزَّ وجلَّ يقرأ عليك السلامَ : إن شئتَ عبدًا نبيًّا ، وإن شئت نبيًّا ملِكًا ، فنظرتُ إلى جبريلَ ، فأشار إليَّ : أن ضَعْ نفسَك ، فقلتُ : نبيًّا عبدًا .) ([188]).

- (قلتُ لأمِّي دعِيني آتِي النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأصلِّيَ معَه المغربَ وأسألُه أن يستغفرَ لي ولكِ فأتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فصليت معَه المغربَ فصلَّى حتى صلَّى العشاءَ ثم انفتل فتبِعتُه فسمع صوتِي فقال من هذا؟ حذيفةُ؟ قلت نعم قال ما حاجتُك غفر اللهُ لك ولأمِّك إن هذا ملَكٌ لم ينزلِ الأرضَ قطُّ قبلَ هذه الليلةِ استأذَن ربَّه أن يسلِّمَ علَيَّ ويبشرُني أن فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ وأن الحسنَ والحسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنةِ) ([189]).

- (أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فصلَّيتُ معه المغربَ ، ثمَّ قام يُصلِّي حتَّى صلَّى العشاءَ ، ثمَّ خرج فاتَّبعتُه فقال : عرَض لي ملَكٌ استأذن ربَّه أن يُسلِّمَ عليَّ ويبشِّرَني أنَّ الحسنَ والحُسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ) ([190]).

إنَّ اللَّهَ معَك يا رسول اللّه ثمّ ملائِكتَه وجبريلَ وميكائيلَ وعمر وأبو بَكرٍ والمؤمنونَ معَك يا رسول اللّه

)وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا) (التحريم 3-5) .

- («ما يبْكيكَ يا ابنَ الخطَّابِ» قلت: يا نبيَّ اللَّهِ، وما لي لا أبْكي وَهذا الحصيرُ قد أثَّرَ في جنبِكَ، وَهذِهِ خزانتُكَ لا أرى فيها إلَّا ما أرى، وذاكَ قيصرُ وَكِسرى في الثِّمارِ والأنْهارِ، وأنتَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وصفوَتُهُ، وَهذِهِ خزانتُكَ، فقال: «يا ابنَ الخطَّاب، ألا ترضى أن تَكونَ لنا الآخرةُ ولَهمُ الدُّنيا؟» ، قلت: بلى، قال: ودخلتُ عليْهِ حينَ دخلتُ، وأنا أرى في وجْهِهِ الغضَبَ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، ما يشقُّ عليْكَ من شأنِ النِّساءِ؟ فإن كنتَ طلَّقتَهنَّ، فإنَّ اللَّهَ معَك، وملائِكتَه، وجبريلَ، وميكائيلَ، وأنا، وأبو بَكرٍ، والمؤمنونَ معَك، وقلَّما تَكلَّمتُ وأحمَدُ اللَّهَ بِكلامٍ، إلَّا رجوتُ أن يَكونَ اللَّهُ يصدِّقُ قولي الَّذي أقولُ، ونزلت هذِهِ الآيةُ آيةُ التَّخيير: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ [ 66 / التحريم / 5 ] ، وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [ 66 / التحريم / 4 ] ، وَكانت عائشةُ بنتُ أبي بَكرٍ، وحفصةُ تظاهرانِ على سائرِ نساءِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أطلَّقتَهنَّ؟ قال: «لا» ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي دخلتُ المسجدَ والمسلمونَ ينْكتونَ بالحصى، يقولون: طلَّقَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ نساءَهُ، أفأنزِلُ، فأخبرَهم أنَّكَ لم تطلِّقْهنَّ، قال: «نعم، إن شئتَ» ، فلم أزَل أحدِّثُهُ حتَّى تحسَّرَ الغضبُ عن وجْهِهَ، وحتَّى كثرَ فضحِكَ، وَكانَ من أحسنِ النَّاسِ ثغرًا، ثمَّ نزلَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم، ونزلتُ، فنزلتُ أتشبَّثُ بالجِذع، ونزلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كأنَّمَا يمشي على الأرضِ ما يمسُّهُ بيدِهِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّما كنتَ في الغرفةِ تسعةً وعشرينَ، قال: «إنَّ الشَّهرَ يَكونُ تسعًا وعشرينَ» ، فقمتُ على بابِ المسجدِ، فناديتُ بأعلى صوتي، لَم يطلِّق رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ نساءَه، ونزلت هذِهِ الآية: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [ 4 / النساء / 83 ] فَكنتُ أنا استنبطتُ ذلِكَ الأمر، وأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ آيةَ التَّخييرِ .) ([191]).

- (لمَّا اعتزلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نساءَه ، دخلتُ المسجدَ فإذا الناسُ ينكتون بالحَصَا ، ويقولون : طلَّق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نساءَه ، وذلك قبلَ أن يُؤمرْنَ بالحجابِ ، قال : فدخلتُ على عائشةَ ، فقلتُ : يا بنتَ أبي بكرٍ لقد بلغ شأنُكِ أن تُؤذينَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قالت : مالي ولك يا ابنَ الخطابِ عليك بعيبتِك ، فدخلتُ على حفصةَ بنتِ عمرَ ، فقلتُ : يا حفصةُ قد بلغ من شأنِك أنْ تُؤذينَ اللهَ ورسولَهُ ، لقد علمتِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يُحبُّكِ ولولا أنا لطلَّقَكِ ، قال : فبكتْ أشدَّ البكاءِ ، فقلتُ : أينَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قالت : في خزانتِه في المشرُبةِ، فإذا بغلامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رباحٍ قاعدٌ على أَسْكُفَّةِ المشرُبةِ ، مُدِلٌّ رجليهِ على نقيرٍ من خشبٍ ، وجِذْعًا يَرقى عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فناديتُ : يا رَبَاحُ استأذِنْ لي على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فنظرَ إلى الغرفةِ ثم نظر إليَّ فلم يَقلْ شيئًا ، فقلتُ : يا رَبَاحُ استأذِنْ لي على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فإني أظنُّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ظنَّ أني جئتُ من أجلِ حفصةَ ، واللهِ لو أمرني أن أضربَ عنقَها لضربتُ عنقَها ، فأومأَ إليَّ بيدِه فدخلتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو مضطجعٌ على حصيرٍ ، فجلستُ فإذا عليه إزارٌ ليس عليه غيرُه ، وإذا الحصيرُ قد أَثَّرَ في جسدِه ، فذهبتُ أرمي ببصري في خزانةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فإذا شطرٌ من شعيرٍ قَدْرُ صاعٍ ، وقَرْظٌ في ناحيةِ الغرفةِ فابتدرتْ عينايَ ، فقال : ما يُبكيكَ يا ابنَ الخطابِ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ ألا أبكي وهذا الحصيرُ قد أَثَّرَ في جسدِك ، وهذه خزانتُكَ لا أرَى فيها إلا ما أرَى ، وقيصرُ وكِسرَى في الثمارِ والأنهارِ وأنت رسولُ اللهِ وصفوتُهُ ، وهذه خزانتُكَ ، قال : ألا ترضَى أن تكونَ لهم الدنيا ولنا الآخرةُ ؟ قلتُ : بلَى ، ودخلتُ عليه وأنا أرى في وجهِه الغضبَ ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ما شقَّ عليك من شأنِ النساءِ ، فإن كنتَ طلَّقتهنَّ فإنَّ اللهَ معَك وملائكتُه وجبريلُ وميكائيلُ وأنا وأبو بكرٍ ، وقَلَّما تكلمتُ –وأحمدُ اللهَ - بكلامٍ إلا رجوتُ أن يُصدقَ اللهُ قولي ، ونزلت هذه الآيةُ : {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} ونزلتْ : {وَإِنْ تَظَاهَرَاعَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ} إلى آخرِ الآيةِ ، وكانت بنتُ أبي بكرٍ وحفصةُ تُظاهرانِ على سائرِ نساءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! طلَّقتَهنَّ ؟ قال : لا ، قلتُ : أنزلُ أُخبرُهنَّ أنك لم تطلِّقْهنَّ ؟ قال : نعم إن شئتَ ، فلم أَزَلْ أحدِّثُهُ حتى كَشَّرَ الغضبَ عن وجهِه وكَشَّرَ يضحكُ ، وكان من أحسنِ الناس ثَغْرًا ، فنزلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونزلتُ أتشبثُ بالجِذْعِ ، ونزل كأنَّما يمشي على الأرضِ ما يَمَسُّهُ بيدِه ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! كنتَ في الغرفةِ تسعةً وعشرين يومًا ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّ الشهرَ قد يكونُ تسعةً وعشرينَ ، فقمتُ على بابِ المسجدِ فناديتُ بأعلَى صوتي : لم يُطلِّقْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نساءَهُ ، ونزلت الآيةُ : {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعِلَمَهُ الذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} قال : فكنتُ أنا الذي استنبطتُ ذلك من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) ([192]).

(لمَّا اعتزَل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه دخَلْتُ المسجدَ والنَّاسُ ينكُتون بالحصى ويقولون: طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه وذلك قبْلَ أنْ يُؤمَرْنَ بالحجابِ فقال عمرُ: لَأعلَمَنَّ ذلك اليومَ، فدخَلْتُ على عائشةَ فقُلْتُ: يا بنتَ أبي بكرٍ لقد بلَغ مِن شأنِك أنْ تؤذي اللهَ ورسولَه قالت: ما لي وما لكَ يا ابنَ الخطَّابِ عليكَ بعَيْبتِكَ فدخَلْتُ على حفصةَ بنتِ عمرَ فقُلْتُ لها: يا حفصةُ لقد بلَغ مِن شأنِكِ أنْ تؤذي اللهَ ورسولَه، ولقد علِمْتِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُحبُّكِ ولولا أنا لطلَّقكِ فبكتْ أشدَّ البكاءِ فقُلْتُ: أين رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: هو في خِزانتِه في المَشرُبةِ فدخَلْتُ فإذا أنا برَباحٍ غلامٍ لرسولِ اللهِ قاعدٍ على أُسكُفَّةِ المَشرُبةِ مُدَلٍّ رِجْليهِ على نَقيرٍ مِن خشَبٍ وهو جِذعٌ يرقى عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وينحدِرُ فنادَيْتُ: يا رَباحُ استأذِنْ لي عندَك على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنظَر إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإنِّي أظُنُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ظنَّ أنِّي جِئْتُ مِن أجلِ حفصةَ واللهِ لئنْ أمَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضربِ عنقِها لَأضرِبَنَّ عنقَها ورفَعْتُ صوتي فأومأ إليَّ بيدِه فدخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو مضطجِعٌ على حصيرٍ قال: فجلَسْتُ فإذا عليه إزارٌ ليس عليه غيرُه وإذا الحصيرُ قد أثَّر في جنبِه فنظَرْتُ ببصري في خزانةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا بقبضةٍ مِن شَعيرٍ نحوِ الصَّاعِ ومثلُها قَرظٌ في ناحيةِ الغُرفةِ وإذا أَفيقٌ قال أبو حفصٍ: الأَفيقُ: الإهابُ الَّذي قد ذهَب شَعَرُه ولم يُدبَغْ فابتدرتْ عيناي فقال: ( ما يُبكيكَ يا ابنَ الخطَّابِ ) قُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ وما ليَ لا أبكي وهذا الحصيرُ قد أثَّر في جنبِك وهذه خزانتُك ولا أرى فيها إلَّا ما أرى وذلك قيصرُ وكِسرى في الثِّمارِ والأنهارِ وأنتَ رسولُ اللهِ وصفوتُه وهذه خزانتُك قال: ( يا ابنَ الخطَّابِ ألا ترضى أنْ تكونَ لنا الآخرةُ ولهم الدُّنيا ؟ ) قُلْتُ: بلى فدخَلْتُ عليه وأنا أرى في وجهِه الغضبَ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما يشُقُّ عليكَ مِن شأنِ النِّساءِ ؟ فإنْ كُنْتَ طلَّقْتَهنَّ فإنَّ اللهَ وملائكتَه وجبريلَ وميكائيلَ وأنا وأبو بكرٍ معك، وقلَّما تكلَّمْتُ وأحمَدُ اللهَ بكلامٍ إلَّا رجَوْتُ أنْ يكونَ اللهُ يُصدِّقُ قولي وأُنزِلتْ هذه الآيةُ آيةُ التَّخييرِ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ [التحريم: 5]، وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ [التحريم: 4] وكانت عائشةُ وحفصةُ تَظاهرانِ على سائرِ نساءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأنزِلُ فأُخبِرُهنَّ أنَّكَ لم تُطلِّقْهنَّ ؟ قال: ( نَعم إنْ شِئْتَ ) فلم أزَلْ أُحدِّثُه حتَّى تحسَّر الغضبُ عن وجهِه وحتَّى كشَّر فضحِك وكان مِن أحسنِ النَّاسِ ثغرًا فنزَل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونزَلْتُ أتشبَّثُ بالجِذعِ ونزَل كما يمشي على الأرضِ ما يمَسُّه بيدِه فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كُنْتَ في الغرفةِ تسعًا وعشرينَ فقُمْتُ على بابِ المسجدِ فنادَيْتُ بأعلى صوتي: لم يُطلِّقِ النَّبيُّ نساءَه ونزَلتْ هذه الآيةُ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ [النساء: 83] إلى قولِه لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83] فكُنْتُ أنا استنبَطْتُ ذلك الأمرَ وأنزَل اللهُ آيةَ التَّخييرِ) ([193]).

ملائكة التسديد والتوفيق (عمرُ يقضي بالحقّ):

- (أنَّ مسلمًا ويهوديًّا اختصما إلى عمرَ رضِي اللهُ عنه فرأَى الحقَّ لليهوديِّ فقضَى له عمرُ به فقال له اليهوديُّ واللهِ لقد قضيْتَ بالحقِّ فضربه عمرُ بالدِّرَّةِ قال وما يُدريك فقال اليهوديُّ واللهِ إنَّا نجِدُ في التَّوراةِ ليس قاضي يقضي بالحقِّ إلَّا كان عن يمينِه ملَكٌ وعن شمالِه ملَكٌ يُسدِّدانه ويُوفِّقانه للحقِّ ما دام مع الحقِّ, فإذا ترك الحقُّ عرجا وتركاه) ([194]).

- (أنَّ مسلِمًا ويهوديًّا اختصَما إلى عُمرَ ، فرأى [ أنَّ ] الحقَّ لليَهوديِّ ، فقضَى لهُ عمرُ بهِ . فقال لهُ اليهوديُّ : واللهِ لقد قَضيتَ بالحقِّ ، فضربَهُ عمرُ بالدِّرَّةِ وقال : وما يُدريكَ ؟ فقالَ اليهوديُّ : واللهِ إنَّا نَجدُ في التَّوراةِ : ليسَ قاضٍ يَقضي بالحقِّ ، إلَّا كانَ عن يمينِه مَلَكٌ ، وعن شمالِه مَلَكٌ ، يُسدِّدانِه ويُوفِّقانِه للحَقِّ ما دام معَ الحقِّ ، فإذا تركَ الحقَّ عرَجا وتَركاهُ) ([195]).

ملائكة الاستغفار

- (مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إِلَّا ابْتُعِثَ لَهُ سبعونَ ألفَ ملَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مِنْ أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ كانَ حتَّى يُمْسِيَ وَمَنْ أَيِّ سَاعَاتِ الليلِ كانَ حتى يصبِحَ قال لَهُ [ أيْ لَعَلِيٍّ ] كيفَ تقولُ في المشْيِ معَ الجنازةِ بينَ يَدَيْهَا أوْ مِنْ خَلْفِهَا فَقَالَ له عَلِيٌّ إِنَّ فَضْلَ الْمَشْيِ خَلْفَهَا عَلَى بَيْنَ يَدَيْهَا كفَضْلِ صَلَاةٍ المكتوبَةِ في جماعةٍ على الوَحْدَةِ قال عمرُو فإِنِّي رَأَيْتُ أبا بكرٍ وعمرَ يمشيانِ أمامَ الجنازةِ قال علِيٌّ إنَّهُمَا كَرِهَا أنْ يُحْرِجَا الناسَ) ([196]‏‏)

- (ما منْ مسلمٍ عاد أخاهُ إلا ابتعثَ اللهُ لهُ سبعين ألفَ ملكٍ يصلونَ عليهِ مِن أيِّ ساعاتِ النَّهارِ كان حتى يُمسيَ ومِن أيِّ ساعاتِ الليلِ كان حتى يُصبحُ قال له عمرو : وكيف تَقولُ في المشي مع الجَنازةِ بينَ يدَيْها أو خَلْفَها فقال عليٌّ رضي اللهُ عنه : إنَّ فَضْلَ المشي مِنْ خَلْفِها على بينَ يدَيْها كفضلِ صَلاةٍ المكتوبةِ في جماعةٍ على الوَحْدةِ قال عمرٌو : فإنِّي رأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ رضي اللهُ عنهما يَمْشيانِ أمامَ الجَنازةِ قال عليٌّ رضي اللهُ عنه : إنَّهما إنَّما كَرِها أنْ يُحْرِجا الناسَ) ([197]).

- (ما من رجلٍ يَعودُ مرِيضًا مُمْسِيًا ، إلَّا خَرجَ مَعهُ سبعونَ ألْفَ ملَكٍ يَستغفِرونَ لهُ حتى يُصبِحَ ، و مَنْ أتاهُ مُصبِحًا خرجَ مَعهُ سَبعونَ ألْفَ ملَكٍ ، يَستغفِرونَ لهُ حتى يُمسِيَ) ([198]).

- (إذا عاد الرجلُ أَخاهُ المسلِمَ مَشَى في خِرافَةِ الجنةِ حتى يَجلِسَ، فإذا جلَس غمرَتْه الرحمةُ، فإن كان غُدوَةً صلَى عليه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتى يُمسِيَ، وإن كان مَساءً صلَّى عليه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتى يُصبِحَ) ([199]).

- (ما مِنْ مسلِمٍ يعودُ مسلمًا غَدْوَةً ، إلَّا صلَّى عليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتى يُمْسِيَ ، وإِنْ عادَهُ عشِيَّةً صلَّى علَيْهِ سبعونَ ألفَ ملَكِ حتى يُصْبِحَ ، وكانَ لَهُ خريفٌ في الجنةِ) ([200]).

- (مَنْ أتَى أخاه المسلمَ عائِدًا ، مَشَى فِي خِرَافَةِ الجنَّةِ حتى يَجْلِسَ ، فإذا جلَس غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ ، فإِنْ كان غَدْوَةً ، صلَّى عليْهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُمْسِيَ ، و إِنْ كانَ مساءً ، صلَّى عليْهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُصْبِحَ) ([201]).

- (ما من مُسلمٍ يعودُ مُسلمًا إلَّا ابتعثَ اللَّهُ سَبعينَ ألفَ ملَكٍ يصلُّونَ عليهِ أيَّ ساعةٍ منَ النَّهارِ كانت حتَّى يُمْسيَ وأيَّ ساعةٍ منَ اللَّيلِ كانَت حتَّى يُصْبِحَ) ([202]).

- (ما من امرئٍ مسلمٍ يعودُ مسلمًا إلا ابتعث اللهُ سبعين ألفَ ملَكٍ ، يُصلُّون عليه في أيِّ ساعاتِ النهارِ كان ، حتى يمسيَ ، و أيِّ ساعاتِ الليلِ كان ، حتى يُصبِحَ) ([203]).

- (ما مِنَ امرئٍ مسلمٍ يَعُودُ مسلمًا إلَّا ابْتَعَثَ اللهُ سبعينَ ألفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عليهِ في أَيِّ ساعَاتِ النَّهارِ حتى يُمْسِى وفي أَيِّ ساعَاتِ الليلِ حتى يُصبحَ) ([204]).

الملائكة السياحون الذين يسيحون يتبعون مجالس الذكر

إنَّ للهِ تباركَ وتعالَى ملائكةً سيَّارةً . فُضُلًا . يتبعونَ مجالسَ الذكرِ . فإذا وجَدوا مجلسًا فيه ذِكرٌ قعَدوا معهمْ . وحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتِهِم . حتَّى يملئوا ما بينَهُم وبينَ السَّماءِ الدُّنيا . فإذا تفرَّقوا عرَجوا وصعِدوا إلى السَّماءِ . قال فيسألُهُم اللهُ عزَّ وجلَّ ، وهو أعلمُ بهم : من أين جِئتُم ؟ فيقولونَ : جِئنا من عندِ عِبادٍ لك في الأرضِ ، يسبِّحونكَ ويكَبِّرونكَ ويُهلِّلونكَ ويَحمدونكَ ويسألونكَ . قال : وماذا يسألوني ؟ قالوا : يسألونَكَ جنَّتكَ . قال : وهلْ رأوْا جنَّتي ؟ قالوا : لا . أي ربِّ ! قال : فكيف لو رأَوْا جنَّتي ؟ قالوا : ويَستجيرونَكَ . قال : وممَّ يستجيرونَني ؟ قالوا : من نارِكَ . يا ربِّ ! قال : وهل رأَوْا ناري ؟ قالوا : لا . قال : فكيفَ لو رأَوْا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونَكَ . قال فيقولُ : قد غفرتُ لهم . فأعطيتُهم ما سألوا وأجَرتُهم ممَّا استجاروا . قال فيقولونَ : ربِّ ! فيهم فلانٌ . عبدٌ خطَّاءٌ . إنَّما مرَّ فجلس معهم . قال فيقولُ : وله غفرتُ . همُ القومُ لا يَشقَى بهم جليسُهُم) ([205]).

- (إنَّ للهِ ملائكةً سيَّارةً. يتِّبعونَ مجالسَ الذِّكرِ . فإذا وجدوا مجلِسَ ذِكرٍ جلسوا معهم. وإذا تفرَّقوا صعِدوا إلى ربِّهِم) ([206]).

الملائكة الذين يتعاقبون فينا (ملائكة بالليل وملائكة بالنهار)

- (يَتَعاقَبونَ فيكُم: ملائِكَةٌ بالليلِ وملائِكةٌ بالنهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ، ثم يَعْرُجُ الذينَ باتوا فيكُم، فيَسألُهُم وهو أعلَمُ بِهِم: كيفَ تَرَكتُم عِبادي ؟ فيقولون : تَرَكْناهُم وهُم يُصلونَ، وأتَيناهُم وهُم يُصلونَ .) ([207]).

- (الملائكةُ يتعاقبون فيكم ، ملائكةٌ باللَّيلِ ، وملائكةٌ بالنَّهارِ ، ويجتمعون في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ ، ثمَّ يعرُجُ إليه الَّذين باتوا فيكم فيسألُهم وهو أعلمُ بهم : كيف تركتُم عبادي ؟ قالوا : تركناهم وهم يُصلُّون , وأتيناهم وهم يُصلُّون) ([208]).

- (يتعاقبونَ فيكُم ملائِكَةٌ باللَّيلِ وملائِكَةٌ بالنَّهارِ ، ويجتمعونَ في صلاةِ العصرِ ، وصلاةِ الفجرِ ، ثمَّ يعرجُ الَّذينَ باتوا فيكُم فيسألُهُم وَهوَ أعلمُ بِهِم : كيفَ ترَكْتُمْ عبادي ؟فيقولونَ : ترَكْناهُم وَهُم يصلُّونَ وأتَيناهُم وَهُم يصلُّونَ) ([209]).

- (يتعاقبونَ فيكم ، ملائكةٌ بالليلِ ، وملائكَةُ النهارِ ، و يجتمعونَ في صلاةِ الفجْرِ والعْصرِ ، ثُمَّ يعْرُجُ الذين باتوا فيكم ، فيسألُهم وهُوَ أعلَمُ بِهم : كيفَ تَرَكْتُمْ عبادي ؟ فيقولونَ : تركناهم وهم يصلُّونَ ، وأتيْناهم وهم يصلُّونَ) ([210]).

- (يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليلِ، وملائكةٌ بالنهارِ، ويجتمعون في صلاة الفجرِ، وصلاةِ العصرِ . ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم، كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلونَ) ([211]).

دعوةُ المرءِ مستجابةٌ لأخيهِ بظَهْرِ الغيبِ، عندَ رأسِهِ ملَكٌ يؤمِّنُ على دعائِهِ

- (دعاءُ المرءِ المسلِمِ مُستجابٌ لأخِيهِ بظهرِ الغيبِ ، عند رأسِه ملَكٌ مُوكَّلٌ به ؛ كُلَّمَا دَعَا لأخِيهِ بِخيرٍ قال الملَكُ : آمينَ و لكَ بِمثلِ ذلكَ) ([212]).

- (دعوةُ الرجلِ لأخِيهِ بَظهرِ الغَيبِ مُستجابةٌ ، و ملَكٌ عند رأسِهِ يقولُ : آمِينَ و لكَ بِمثلِ ذلكَ) ([213]).

- (دعوةُ المرءِ مستجابةٌ لأخيهِ بظَهْرِ الغيبِ، عندَ رأسِهِ ملَكٌ يؤمِّنُ على دعائِهِ، كلَّما دعا لَهُ بخيرٍ، قالَ: آمينَ، ولَكَ بمثلهِ) ([214]).

- (إنَّ دعوةَ المرءِ المسلمِ مُستَجابةٌ لأخيهِ بظهرِ الغَيبِ ، عندَ رأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ ، كُلَّما دعا لأخيهِ بخيرٍ قال : آمينَ ، ولكَ بمِثْلٍ) ([215]).

الملائكة الموكلون بالأجنّة

 (ثم يَبعَثُ اللهُ إليه ملَكًا بأربعِ كلماتٍ ، فيكتُبُ عملَه ، وأجلَه ، ورِزقَه ، وشقِيٌّ أم سعيدٌ ، ثم يُنفَخُ فيه الرُّوحُ).  وتمام الحديث هو:

- حدَّثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو الصادقُ المصدوقُ : ( إنَّ أحدَكم يُجمَعُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا ، ثم يكونُ عَلَقَةً مِثلَ ذلك ، ثم يكونُ مُضغَةً مِثلَ ذلك ، ثم يَبعَثُ اللهُ إليه ملَكًا بأربعِ كلماتٍ ، فيكتُبُ عملَه ، وأجلَه ، ورِزقَه ، وشقِيٌّ أم سعيدٌ ، ثم يُنفَخُ فيه الرُّوحُ ، فإنَّ الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ فيَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ فيَدخُلُ الجنةَ . وإنَّ الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ ، فيَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، فيَدخُلُ النارَ ) ([216]).

- (إنَّ اللَّهَ يجمعُ خلقَ أحدِكم في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يومًا ثمَّ يَكونُ علقةً مثلَ ذلِك ثمَّ يَكونُ مضغةً مثلَ ذلِك ثمَّ ينفُخُ فيهِ الرُّوحَ ثمَّ يرسَلُ إليهِ ملَكٌ بأربعِ كلماتٍ فيقالُ اكتُبْ أجلَه ورزقَه شقيًّا أو سعيدًا فإنَّ أحدَكم ليعملُ بعملِ أَهلِ الجنَّةِ حتَّى ما يَكونُ بينَه وبينَ الجنَّةِ إلَّا ذراعٌ فيسبقُ عليهِ الشَّقاءُ فيعملُ بعملِ أَهلِ النَّارِ فيدخلُها وإنَّ أحدَكم ليعملُ بعملِ أَهلِ النَّارِ حتَّى ما يَكونُ بينَه وبينَها إلَّا ذراعٌ فيسبقُ عليهِ السَّعادةُ فيعملُ بعملِ أَهلِ الجنَّةِ فيدخلُها) ([217]).

- (إذا أرادَ اللهُ أنْ يخلقَ نسمةً قال ملكُ الأرحامِ: أيْ ربِّ أذكرٌ أم أنثى؟ شقيٌّ أمْ سعيدٌ؟ فيقضي اللهُ أمرَه ثم يكتبُ بين عينيه ما هو لاقٍ حتى النَّكبة يَنكُبها.) ([218]).

- (إن اللهَ عز وجل وَكَّلَ بالرَّحِمِ مَلَكًا يقولُ : يا رَبِّ نُطْفَةٌ، يا رَبِّ علقةٌ، يا رَبِّ مُضْغَةٌ، فإذا أراد أن يَقْضِيَ خَلْقَهُ قال : أَذَكَرٌ أم أُنْثَى، شَقِيٌّ أم سعيدٌ، فما الرِّزْقُ والأَجَلُ، فيُكْتَبُ في بَطْنِ أُمِّهِ .) ([219]).

- (إنَّ اللهَ وكَّل في الرحِمِ ملَكًا ، فيقول : يا ربِّ نطفةٌ ، يا ربِّ علقةٌ ، يا ربِّ مضغةٌ ، فإذا أراد أن يَخلُقَها قال : يا ربِّ أذكرٌ ، يا ربِّ أنثى ، يا ربِّ شقيٌّ أم سعيدٌ ، فما الرِّزقُ ، فما الأجلُ ، فيُكتبُ كذلك في بطنِ أُمِّهِ) ([220]).

- (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد وَكَّلَ بالرَّحمِ ملَكًا ، فيقولُ : أي ربِّ ، نُطفةٌ ، أي ربِّ ، علقةٌ ، أي ربِّ ، مضغةٌ ، فإذا أرادَ اللَّهُ أن يقضيَ خلقًا ، قالَ : قال الملكُ : أي ربِّ ذَكَرٌ أم أنثى ؟ شقيٌّ أم سعيدٌ ؟ فما الرِّزقُ ؟ فما الأجلُ ؟ فيُكْتبُ كذلِكَ في بَطنِ أمِّهِ) ([221]).

- (أنَّ اللهَ تبارَكَ وتعالى حينَ يريدُ أنْ يخلُقَ الخلْقَ يبعَثُ ملَكًا فيدخُلُ الرَّحِمَ فيقولُ يا ربِّ ماذَا فيقولُ غلامٌ أو جارِيَةٌ أوْ ما أرادَ أنْ يخلُقَ في الرحمِ فيقولُ يا ربِّ شقِيٌّ أمْ سعيدٌ فيقولُ شقِيٌّ وسعيدٌ فيقولُ يا ربِّ ما أجلُهُ ما خلائِقُهُ فيقولُ كذا وكذا فيقولُ يا ربِّ ما رِزْقُهُ فيقولُ كذا وكذا فيقولُ يا رب ما خلْقُهُ ما خلائِقُهُ فما من شيءٍ إلا وهو يُخْلَقُ معه في الرَّحِمِ) ([222]).

- (إن الله تعالى وكل بالرحم ملكا يقول : أي رب نطفة، أي رب علقة ؛ أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال : أي رب شقي أم سعيد ؟ ذكر أو أنثى ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه) ([223]).

- (إنَّ اللهَ تعالى وكَّلَ بالرحمِ ملَكًا يقولُ : أيْ ربِّ نطفةٌ ، أيْ ربِّ علقةٌ ؛ أيْ ربِّ مضغةٌ ، فإذا أراد اللهُ أنْ يقضيَ خَلْقَها قال : أيْ ربِّ شقيٌّ أم سعيدٌ ؟ ذكرٌ أو أنثى ؟ فما الرزقُ ؟ فما الأجلُ ؟ فيُكتبُ كذلك في بطنِ أمِّه) ([224]).

- (إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا ، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك ، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك ، ثم يُرسلُ اللهُ تعالى إليه الملكَ فينفخُ فيه الروحَ، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ : رزقُه و أجلُه و عملُه و شقيٌّ أم سعيدٌ ، فوالذي لا إلَه غيرُه إنَّ أحدَكم ليعملُ عملَ أهلِ الجنةِ حتى ما يكونُ بينه و بينها إلا ذراعٌ ، فيسبقُ عليه الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ النارِ ، و إنَّ الرجلَ ليعملُ بعملِ أهلِ النارِ ، حتى ما يكونُ بينه و بينها إلا ذراعٌ ، فيسبقُ عليه الكتابُ فيعملُ عملَ أهلِ الجنةِ فيدخلُ الجنةَ) ([225]).

- (يدخلُ ملَكُ الأرحامِ علَى النُّطفةِ بعدما تستقرُّ في الرَّحِمِ أربعينَ أو قالَ خمسةً وأربعينَ فيقولُ أي ربِّ أشقيٌّ أم سعيدٌ فيقولُ اللَّهُ تبارَك وتعالى فيَكتبُ الملَكُ فيقولُ أي ربِّ أذَكرٌ أم أنثى فيقولُ ويَكتبُ ويقولُ أي ربِّ مصيبتُه ورِزقُه وأثرُه وأجلُهُ ثمَّ يَطوي الصَّحيفةَ فلا يُزادُ فيها ولا يُنقَصُ منها.) ([226]).

- (يَقبِضُ ملَكُ الأرحامِ الرَّحمَ معتَرضًا فيقولُ : أي ربِّ أذَكَرٌ أم أنثى فيَقضي اللَّهُ تعالى في ذلِكَ أمرَهُ بما شاءَ. ثمَّ يقولُ أي ربِّ أشقيٌّ أم سعيدٌ ؟ فيوحي اللَّهُ إليهِ في ذلِكَ أمرَهُ) ([227]).

- (إذا خلقَ اللَّهُ تعالى النَّسَمةَ قالَ : ملَكُ الأرحامِ معتَرضًا أي ربِّ أذَكَرٌ أم أُنثى فيقضي اللَّهُ في ذلِكَ أمرَهُ ويقولُ الملَكُ أشقيٌّ أم سعيدٌ ؟ فيقضي اللَّهُ في ذلِكَ أمرَهُ) ([228]).

- (إذا خُلِقتِ النَّفسُ قالَ ملَكُ الأرحامِ: أي ربِّ ! أي أذَكرٌ أم أنثى ؟ فيقضي اللَّهُ إليْهِ أمرَهُ ثمَّ يقولُ: أي ربِّ أشقيٌّ أم سعيدٌ ؟ فيقضي اللَّهُ تعالى إليْهِ فيَكتبُ ما هوَ لاقٍ حتَّى النَّكبةِ يُنكَبَها .) ([229]).

- (إذا أراد اللهُ أن يخلقَ نسمةً ؛ قال ملكُ الأرحامِ معرضًا : يا ربِّ ! أذكرٌ أم أنثى ؟ فيقضي اللهُ أمرَه ، ثم يقول : يا ربِّ ! أشقيٌّ أم سعيدٌ ؟ فيقضي اللهُ أمرَه ، ثم يُكْتَبُ بين عينيهِ ما هو لاقٍ حتى النَّكْبَةُ ينكبُها) ([230]).

- (إذا أرادَ اللَّهُ أن يخلُقَ نسَمةً قالَ ملَكُ الأرحامِ معرضًا : أي ربِّ أذَكرٌ أمْ أنثى ؟ فيقولُ : فيقضي اللَّهُ أمرَه ثمَّ يقولُ أي ربِّ أشقيٌّ أمْ سعيدٌ ؟ فيقضي اللَّهُ أمرَه ، ثمَّ يَكتبُ بينَ عينيهِ ما هوَ لاقٍ حتَّى النَّكبةَ ينكبُها .) ([231]).

- (أنه [ أي عبد الرحمن بن عوف ] غُشي عليه ثم أفاق فأخبر أنه جاءه ملكان فقالا انطلقْ نحاكمْك إلى العزيزِ الأمينِ فقال لهما ملكٌ آخرٌ ارجعا فإنه ممن كتب لهم السعادةُ وهم في بطونِ أمهاتِهم) ([232]).

- (غشي على عبد الرحمن بن عوف غشية حتى ظنو أنه أفاضت نفسه فخرجت أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة فلما أفاق قال: أغشي علي ؟ قالوا: نعم قال: صدقتم إنه جاءني ملكان فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين فقال ملك آخر: أرجعاه فإن هذا ممن كتبت لهم السعادة وهم في بطون أمهاتهم واستمتع به بنوه ما شاء الله فعاش بعد ذلك شهرا ثم مات وقال أبو أسامة: قال: رجلان ملكان كانوا يأتون في صورة الرجال قال الله: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا} أي في صورة رجل) ([233]).

- (إنَّ الشَّقيَّ مَن شقيَ في بطنِ أمِّه، والسَّعيدَ من وُعِظَ بغيرِه قال: فأتيتُ حذيفةَ بنَ أسيدٍ الغفاريَّ فقلت: ألا تَعجبُ من عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ يحدِّثُ في المسجدِ: إنَّ الشَّقيَّ من شقيَ في بطنِ أمِّهِ، والسَّعيدَ من وُعظَ بغيرِه ؟ قال: فما بالُ هذا الطُّفيلِ الصَّغيرِ. قال: لا تَعجَب، سمعتُ رسولَ اللَّهِ مرارًا ذاتَ عددٍ يقولُ: إنَّ النُّطفةَ إذا وقَعَت في الرَّحمِ أربعينَ ليلةً وقالَ أصحابي: خَمسةً وأربعينَ ليلةً نُفخَ فيهِ الرُّوحُ . قال: فَيجيءُ ملَك الرَّحمِ فيدخلُ فيصوِّرُ لَه عَظمَه، ولَحمَه، ودمَه، وشعرَه، وبشَرَه، وسمعَه، وبصرَه. ثمَّ يقولُ: أيْ ربِّ، أذَكرٌ أم أُنثى؟ فيقضي اللَّهُ إليهِ ما يشاءُ، ويَكتبُ الملَكُ. ثمَّ يقولُ: أي ربِّ، أثَرُه؟ فيقضي اللَّهُ تعالى، ويَكتبُ الملَكُ. فيقولُ: أي ربِّ، أجلُهُ؟ فيقضي اللَّهُ ما يشاءُ، ويَكتبُ الملَكُ. ثمَّ تُطوى تلكَ الصَّحيفةُ فلا تُمسُّ إلى يومِ القيامةِ .) ([234]).

- (إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث إليه ملك فيؤمر بأربع كلمات : فيكتب رزقه وأجله وعمله ثم يكتب شقي أو سعيد ، ثم ينفخ فيه الروح ، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، أو قيد ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، أو قيد ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) ([235]).

الملائكة المعقبات الحفظة الذين يحفظون الإنسان ( الناس ) بأمر الله من كل ذي شر خفي أو ظاهر, والدليل قوله تعالى:

- ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً﴾ (الأنعام : 61)

- ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ (الرعد : 11)

يقول النابلسي: في حياة كُل واحد منا إذا كان طاهراً مؤمناً يشعر أن الله عزّ وجل قد نجّاه من آلاف الورطات ومن آلاف المشكلات.  هؤلاء الملائكة يحفظون الصغار (الأطفال) بأمر الله : قد يقع على الأرض عدّة مرات ، ثم يقف لا شيء في صحته قال الله: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ (الرعد : 11).  وهذه الآية تبث المحبة في قلوبنا تجاه الله عز و جل.  فالله هو الحافظ, الذي جعل للإنسان ملائكة يتعقبونه لا يفارقونه بل يُرافِقونَهُ , من بين يديه و من خلفه يحفظونه من المخاطر الظاهرة و الخفية بأمر الله و ضمن حدود قضاء الله و قدره.

الأحاديث :-

- (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح وكتب له بها عشر حسنات موجبات ومحا عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقبات مؤمنات) ([236]).

- (من قال لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ يحيي ويميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ عشرَ مراتٍ على إثرِ المغربِ بعث اللهُ له مسلحةً يحفظونه من الشيطانِ حتى يصبحَ وكتب له بها عشرَ حسناتٍ موجباتٍ ومحا عنه عشرَ سيئاتٍ موبقاتٍ وكانت له بعِدلِ عشرِ رقابٍ مؤمناتٍ) ([237]).

- (مَن قال : لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلكُ ، ولهُ الحمدُ ، يُحْيِي ويُميتُ ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، ( عشرَ مرَّاتٍ ) على أثرِ المَغربِ ، بعثَ اللهُ لهُ مَسْلَحَةً يحفظونَهُ مِن الشَّيطانِ حتَّى يُصبحَ ، وكتبَ اللهُ لهُ بها عشرَ حسناتٍ موجباتٍ ، ومحا عنهُ عشرَ سَيئاتٍ موبقاتٍ ، وكانت لهُ بعدلِ عشرِ رقباتٍ مؤمناتٍ) ([238]).

- (عنِ ابنِ عبَّاسٍ في قَولِهِ تعالَى { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } قال : ملائِكةٌ يحفظونَهُ من بين يديهِ ومن خلفِهِ ، فإذا جاءَ قدَرُهُ خَلُّوا عنهُ) ([239]).

الملائكة الموكلون بمراقبة أعمال المكلفين و حفظها و تسجيلها

ومنهم الموكل بحفظ وكتابة أعمال العباد في صحف الأعمال من خير أو شر ؛ وهم الكرام الكاتبون، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات.

(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق 18)

" مَا يَلْفِظ" أَيْ اِبْنُ آدَمَ " مِنْ قَوْل " أَيْ مَا يَتَكَلَّم بِكَلِمَةٍ" إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب عَتِيد " أَيْ إِلَّا وَلَهَا مَنْ يَرْقُبهَا مُعَدٌّ لِذَلِكَ يَكْتُبهَا لَا يَتْرُك كَلِمَة وَلَا حَرَكَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ "(تفسير ابن كثير) .

 (كِرَامًا كَاتِبِينَ) (الانفطار 11) .

كَقَوْلِهِ : " كَرَامٍ بَرَرَة " [ عَبَسَ : 16 [ ..... وَقَدْ مَضَى فِي " ق " قَوْلُهُ : " مَا يَلْفِظ مِنْ قَوْل إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب عَتِيد " [ ق : 18 ] زِيَادَة بَيَان لِمَعْنَى هَذِهِ الْآيَة (القرطبي)

(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ) (ق 17)

يَعْنِي الْمَلَكَيْنِ اللَّذَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَل الْإِنْسَان" عَنْ الْيَمِين وَعَنْ الشِّمَال قَعِيد " أَيْ مُتَرَصِّد (تفسير ابن كثير) .

- (قُلتُ لأبي ذرٍّ مَرَرتُ بِعبدِ الرَّحمنِ بنِ أمِّ الحكَمِ فسَلَّمتُ فما ردَّ عليَّ شيئًا ، فقال : يا ابنَ أخي ! ما يَكونُ عليكَ مِن ذلكَ ؟ ردَّ عليكَ مَن هوَ خيرٌ منه ؛ مَلَكٌ عن يَمينِه) ([240]).

والكرام الكاتبون عندهم القدرة على علم جميع ما يفعله الناس من خير أو شر دون غفلة أو نسيان قال الله: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ (ق : 18-17)

 فالحركة والكذب والفحش و المزاح الرخيص و الغيبة والنميمة والسخرية والكبر كله مسجل, لكن العلماء قالوا: يمنع أن يسأل الإنسان كيف يكتبون ؟ وكيف يسجلون ؟ هذا شيء في علم الله سبحانه وتعالى, والذي يعنينا أنهم يكتبون ، والحساب آتٍ ، والكتاب فيه كل صغيرة وكبيرة:  ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾ (الكهف : 49)

 في آية أخرى: ﴿كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ (الانفطار : 12-9).

فالملائكة ليسوا كائنات يتلقفون أعمال الإنسان من دون فهم, فهم يعلمون أن هذا العمل خير وهذا شر وهذا يُعرض على الله.  لذلك جاء في بعض الأحاديث الشريفة أن الله عز و جل رحمة بعباده جعل الملك الذي على الكتف الأيمن أميراً على الملك الذي على الكتف الأيسر, فإذا فعل الإنسان سيئة لا يستطيع ملك الشمال أن يسجل إلا بأمر من ملك اليمين, و ملك اليمين ينتظر لعله يتوب, لعله يندم, لعله يراجع نفسه, إذا فعل الإنسان الشر وأصر عليه وافتخر به ولم يتب منه, ولم يندم عليه عندئذ يأمر ملك اليمين ملك الشمال أن يكتب عليه هذا العمل:

﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ (يس : 12)

هذه الآية دقيقة جداً نكتب ما قدموا و آثارهم كيف ؟ رجل مثلاً سرق و السرقة كتبت عليه, بعد أن يسرق و دون أن يتوب و دون أن يستغفر, وبعد أن يفعل هذه المعصية يكتب عليه هذا العمل هذا معنى قوله تعالى:

﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا﴾ (يس : 12)

 و آثارهم, هذا الذي طلق هذه المرأة ظلماً فكفرت بربها لأنها حنقت على زوجها الذي يصلي, يصلي و طلقها لسبب تافه, وحينما حنقت عليه تركت الصلاة, وعندئذ خرجت عن طريق الحق فعلت ما فعلت, كل الذنوب التي ترتكبها هذه المرأة و ذريتها إلى يوم القيامة في صحيفة الذي طلقها ظلماً, فالإنسان قبل أن يطلق يجب أن يعد إلى المليون ولا سيما إن كان له أولاد من هذه الزوجة قال الله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ (يس : 12)

 حينما قُمت بتصليح هذه السيارة ولم تعتنِ بضبط أجزائِها وأعطيتها لصاحِبَها فرَكِبَ مع أهلِهِ وأولادِهِ وزوجتِهِ فتدهورت ومات الزوج والزوجة بقي الأولاد الصغار، وهؤلاء لا مُعينَ لهم فنشأوا منحرفين.  إنَّ هذا الذي أهمل تصليح السيارة سيُحاسب عن هذهِ الآثار قال الله :﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ (يس : 12)

 إنسان أرسل ابنه إلى بلاد الأجانب ليتعلّم اللغة الأجنبية، يسكن في غرفة عند أسرة، وهذه الأسرة متفلتة من الأصول فموضوع الزنا سهل عِندهم، فذهب إلى هذه البلاد وعاد يُتقن اللغة الإنكليزية لكنهُ عادَ زانياً, والله عزَّ وجل يُريهِ يومَ القيامة أنَّ هذا الابن الزاني كيف اختار امرأةً زانية ؟ وكيف أنجبَ منها ذُريّةً فاسدة ؟ وكيفَ أنَّ كُل الانحراف بسبب أنه أرسله ليُتقن اللغة الأجنبية فيُحاسب عن كُل هذا الفساد, ولذلك فالأب أو الابن يوم القيامة استحق أحدهما دخول النار ؟.

- (قدمتُ الشامَ . فأتيتُ أبا الدَّرداءِ في منزلِه فلم أجدْه . ووجدتُ أمَّ الدَّرداءِ . فقالت : أَتريدُ الحجَّ ، العامَ ؟ فقلتُ : نعم . قالت : فادعُ اللهَ لنا بخيرٍ . فإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقول " دعوةُ المسلمِ لأخيه ، بظهرِ الغيبِ ، مُستجابةٌ . عند رأسِه ملَكٌ مُوكَّلٌ . كلما دعا لأخيه بخيرٍ ، قال الملَكُ الموكلُ به : آمين . ولكَ بمِثل " .) ([241]).

يومُ الجمعةِ على كلِّ بابٍ من أبوابِ المسجدِ ملَكٌ يكتبُ الأوَّلَ فالأوَّلَ

- (إذا كان يومُ الجمعةِ كان على كلِّ بابٍ من أبوابِ المسجدِ الملائكةُ، يكتبون الأولَ فالأولَ، فإذا جلس الإمامُ طوَوُا الصحفَ، وجاؤوا يستمعون الذكرَ.) ([242]).

- (إذا كان يومُ الجمُعةِ، وقفَتِ الملائكةُ على بابِ المسجدِ، يَكتُبونَ الأولَ فالأولَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كمَثَلِ الذي يُهدي بدَنَةً، ثم كالذي يُهدي بقرَةً، ثم كَبشًا، ثم دجاجةً، ثم بَيضةً، فإذا خرَج الإمامُ طَوَوْا صُحُفَهم، ويَستَمِعونَ الذِّكرَ .) ([243]).

- (لا تطلعُ الشمسُ ولا تغربُ على يومٍ أفضلَ من يومِ الجمعةِ ، وما من دابّةٍ إلا هي تفزع يومَ الجمعةِ ، إلا هذينِ الثقلينِ من الجنِّ والإنسِ ، على كل بابٍ من أبوابِ المسجدِ ملكانِ يَكتبانِ الأولَ فالأولَ ، فكرجلٍ قدّمَ بدنةً وكرجلٍ قدّمَ بقرةً . وكرجلٍ قدّم شاةً وكرجلٍ قدّمَ طائرا ، وكرجلٍ قدّمَ بيضة ، فإذا حضَرَ الإمام طُوِيَتْ الصحفُ) ([244]).

(على كلِّ بابٍ من أبوابِ المسجدِ ملَكٌ يكتبُ الأوَّلَ فالأوَّلَ مثلَ الجزورِ ثمَّ نزَّلهم حتى صغَّر إلى مثلِ البَيْضةِ فإذا جلس الإمامِ طَوَت الصُّحفَ وحضروا الذِّكرَ) ([245])

من باتَ طاهرًا باتَ في شعارِهِ ملكٌ

- (من باتَ طاهرًا باتَ في شعارِهِ ملكٌ فلم يستيقظ إلَّا قالَ الملكُ اللَّهمَّ اغفر لعبدِكَ فلانٍ فإنَّهُ نام طاهرًا) ([246])

- (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا) ([247])

- (من بات طاهرًا بات في شعارِه ملَكٌ فلا يستيقظُ إلا قال الملكُ : اللهمَّ اغفرْ لعبدِك فلانٌ) ([248])

- (من بات طاهرًا بات في شِعارِه ملَكٌ ، فلا يستيقظْ إلا قال الملَكُ : اللهم اغفر لعبدِك فلانٍ ، فإنه بات طاهرًا) ([249]).

- (مَنْ باتَ طَاهِرًا باتَ في شِعَارِهِ مَلَكٌ ، لا يَسْتَيْقِظُ ساعَةً مِنَ الليلِ إلَّا قال المَلَكُ : اللهمَّ اغفرْ لِعَبْدِكَ فلانًا ، فإنَّهُ باتَ طَاهِرًا) ([250]).

- (طهِّروا هذه الأجسادَ ، طهرَّكم اللهُ ، فإنه ليس من عبدٍ يبيت طاهرًا إلا بات معه في شعارِه ملَكٌ ، لا ينقلب ساعةً من الليلِ إلا قال : اللهم اغفِرْ لعبدِك ، فإنه بات طاهرًا) ([251]).

- (طَهِّرُوا هذِهِ الأجسادَ طهَّرَكم اللهُ ، فإِنَّهُ ليس عبدٌ يبيتُ طاهرًا إلَّا باتَ معَهُ ملَكٌ في شعارِهِ ، لَا ينقَلِبُ ساعَةً مِنَ الليلِ إلَّا قال : اللَّهمَّ اغفِرْ لعبدِكَ ، فإِنَّه باتَ طاهِرًا) ([252]).

فإن ذَكَرَ اللَّهَ ثمَّ نامَ ، باتَ الملَكُ يَكْلؤُهُ:

- (إذا أوى الرَّجلُ إلى فراشِهِ ابتدرَهُ ملَكٌ وشيطانٌ فيقولُ الملَكُ : اختِم بخيرٍ ، ويقولُ الشَّيطانُ : اختِم بشرٍّ ، فإن ذَكَرَ اللَّهَ ثمَّ نامَ ، باتَ الملَكُ يَكْلؤُهُ ، وإذا استَيقظَ قالَ الملَكُ : افتَح بخيرٍ ، وقالَ الشَّيطانُ : افتَح بشرٍّ ، فإن قالَ : الحمدُ للَّهِ ردَّ عليَّ نَفسي ولم يُمِتها في مَنامِها ، الحمدُ للَّهِ الَّذي يُمسِكُ السَّمواتِ والأرضَ إلَّا بإذنِهِ ، فإن وقعَ عَن سريرِهِ فماتَ دخلَ الجنَّةَ) ([253]).

- (إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر فإن ذكر الله ثم نام بات الملك يكلؤه وإذا استيقظ قال الملك افتح بخير وقال الشيطان افتح بشر فإن قال الحمد لله الذي رد علي نفسي ولم يمتها في منامها الحمد لله الذي { يمسك السموات والأرض أن تزولا } إلى آخر الآية الحمد لله الذي { يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه } فإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة) ([254])‏‏.

- (إذا آوى الرَّجلُ إلى فراشِهِ ابتدرَهُ ملكٌ وشيطانٌ فيقولُ الملكُ : اختم بخيرٍ ، ويقولُ الشَّيطانُ : اختم بشرٍّ ، فإن ذكرَ اللَّهَ ثمَّ نامَ باتَ الملكُ يكلَؤهُ) ([255]).

إذا قام يُصلِّي أتاه ملَكٌ ، فيضَعُ فاه على فيه

- (إذا قام أحدُكم من اللَّيلِ يُصلِّي فليستَكْ ، فإنَّه إذا قام يُصلِّي أتاه ملَكٌ ، فيضَعُ فاه على فيه فلا يخرُجُ شيءٌ من فيه إلَّا وقع في في الملَكِ) ([256]).

- (إذا قامَ أحدُكمْ يصلِّي مِنَ الليلِ فَلْيَسْتَكْ فإنَّ أحدَكمْ إذا قرأَ في صلاتِهِ وَضعَ ملكٌ فاهُ على فِيهِ ، ولا يخرجُ منْ فِيهِ شيءٌ إلا دخلَ فمَ الملكِ) ([257]).

- (إذا قامَ أحدُكُمْ يصلِّي مِنَ الليلِ، فَلْيَسْتَكْ، فإنَّ أحدَكُمْ إذا قرأَ في صلاتِهِ، وضعَ مَلَكٌ فَاهُ على فيهِ ، و لا يخرجُ من فيهِ شيءٌ إلَّا دخلَ فَمَ المَلَكِ) ([258]).

- (إذا قام أحدُكم من الليلِ يصلي فليستاك فإنه إذا قام يصلي أتاه ملكٌ فوضع فاه على فيه فلا يخرجُ شيءٌ من فيه إلا وقع في فيِ الملكِ.) ([259]).

سبحان اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، تلقاهن ملكٌ ، يعرجُ بهن إلى اللهِ

(قال ابنُ مسعودٍ : من قال سبحان اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، تلقاهن ملكٌ ، يعرجُ بهن إلى اللهِ ، فلا يمرُّ بملأٍ من الملائكةِ إلا استغفروا لقائلِهن ، حتى يجيءَ بهن وجهَ الرحمنِ عز وجل) ([260]).

- (عنِ ابنِ مسعودٍ أنَّهُ قال من قال سبحانَ اللَّهِ والحمدُ لِلَّهِ واللَّهُ أكبَرُ ، تلَقَّاهُنَّ ملَكٌ فَعرجَ بِهِنَّ إلى اللَّهِ عزَّ وجَلَّ فلا يَمُرُّ بِمَلأٍ مِنَ الملائكَةِ إلا استغفَروا لقائلِهِنَّ حتَّى يُحيِّي بهنَّ وجهُ الرَّحمَنِ عزَّ و جَلَّ) ([261]).

- (عن ابن مسعود أنه قال : من قال سبحان الله ، والحمد الله والله أكبر ، تلقاهن ملك فعرج بهن إلى الله تعالى ، فلا يمر بملإ من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن ، حتى يجيء بهن وجه الرحمن) ([262]).

ملك يرفع حكمة الآدمي إذا تواضع وإذا تكبر وضع حكمته

- (ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته) ([263]).

- (ما من آدميٍّ إلَّا في رأسِه حكمةٌ بيدِ ملَكٍ ، فإذا تواضع قيل للملَكِ : ارفَعْ حِكمتَه وإذا تكبَّر قيل للملَكِ ضَعْ حِكمتَه) ([264]).

- (ما من آدَمِيٍّ إلَّا في رأسِهِ حَكَمَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ ، فإِذَا تَوَاضَعَ قيل لِلْمَلَكِ : إرْفَعْ حَكَمَتَهُ ، وإذا تكبرَ قيل للملكِ : ضَعْ حَكَمَتَهُ) ([265]).

- (ما من آدميٍّ إلا في رأسِه حَكَمَةٌ بيدِ مَلَكٍ ، فإذا تواضَع قيل للملَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَه ، وإذا تكبَّر قيل للملَكِ : ضَعْ حَكَمَتَه .) ([266]).

- (ما منْ آدميٍّ إلا في رأسِهِ حكمةٌ بيدِ ملكٍ، فإذا تواضعَ قيلَ للملكِ : ارفعْ حكمتَه، وإذا تكبرَ قيلَ للملكِ : ضعْ حكمتَه) ([267]).

- (ما من امرئ إلا وفي رأسه حكمة والحكمة بيد ملك فإن تواضع قيل للملك ارفع الحكمة وإن أراد أن يرفع قيل للملك ضع الحكمة أو حكمته) ([268])‏ ‏.

- (ما من آدميٍّ إلا في رأسِه حَكَمَةٌ بيدِ ملَكٍ ، فإذا تواضع قيلَ للملَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَه ، و إذا تكبَّر قيل للملَكِ : دَعْ حَكَمَتَه) ([269]).

- (ما من أحدٍ إلا في رأسِه حِكمةٌ فإن تواضع قيل له : انتعشْ نعشك اللهُ، وإن رفع رأسَه قيل له : انتكس نكسك اللهُ) ([270]).

- (عن عمرَ قال ما من أحدٍ إلَّا وفي رأسِه حكمةٌ فإنْ رفع رأسَه قيل له انتكِسْ نَكسكَ اللهُ وإنْ طأطأ رأسَه قيل له انتعِش نعشَكَ اللهُ) ([271]).

- (ما من آدميٍّ إلا وفي رأسِهِ حكمةُ بيدِ ملكٍ فإن تواضعَ قيلَ للملكِ ارفعْ حكمَتَهُ وإذا تكبرَ قيل للملكِ ضعْ حكمتَهُ) ([272]).

زارَ رجُلٌ أخًا لَهُ في قريَةٍ فأرْصَدَ اللهُ لَهُ ملَكًا علَى مَدْرَجَتِه

- (أنَّ رجلًا زارَ أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى ، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ ، على مَدرجَتِهِ ، ملَكًا فلمَّا أتى عليهِ ، قالَ : أينَ تريدُ ؟ قالَ : أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ ، قالَ : هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها ؟ قالَ : لا ، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، قالَ : فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ ، بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَهُ فيهِ) ([273]).

- (زارَ رجُلٌ أخًا لَهُ في قريَةٍ فأرْصَدَ اللهُ لَهُ ملَكًا علَى مَدْرَجَتِه ، فقال : أينَ تُرِيدُ ؟ قال : أخًا لِي في هذِهِ القرْيَةِ ، فقال : هل لَّهُ عليكَ مِنْ نعمةٍ ترُبُّها ؟ قال : لَا ؛ إلَّا أنِّي أُحِبُّه فِي اللهِ ، قال : فإِنَّي رسولُ اللهِ إليكَ أنَّ اللهَ أحبَّكَ كمَا أَحْبَبْتَهُ) ([274]).

- (ما من خارجٍ يخرُجُ - يعني من بيتِهِ - إلَّا [ ببابِهِ ] رايتانِ: رايةٌ بيدِ ملَكٍ، ورايةٌ بيدِ شيطانٍ، فإن خرجَ لما يحبُّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ، اتَّبعَهُ الملَكُ برايتِهِ، فلم يَزَلْ تحتَ رايةِ الملَكِ حتَّى يرجعَ إلى بيتِهِ، وإن خرجَ لما يسخطُ اللَّهَ، اتَّبعَهُ الشَّيطانُ بِرايتِهِ، فلم يزَلْ تحتَ رايةِ الشَّيطانِ، حتَّى يرجِعَ إلى بيتِهِ .) ([275]).

ملك يردف الراكب يخلو في مسيره بالله وذكره

- (ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك ولا يخلو بشعر ونحوه إلا ردفه شيطان) ([276])‏‏.

- (ما من راكبٍ يخلو في مسيرِه باللهِ وذكرِه إلا ردفَه ملكٌ ولا يخلو بِشِعرٍ ونحوه إلا ردفه شيطانٌ.) ([277]).

- (مَا من راكبٍ يَخلو في مسيرِهِ باللَّهِ وذِكرِه إلَّا كانَ رِدفَه ملَكٌ ولَا يَخلُو بِشِعرٍ ونحوِه إلا كانَ رِدفَه شيطانٌ) ([278]).

- (ما من راكبٍ يخلو في مسيرِه باللهِ و ذِكرِه ، إلا كان رَدْفَه ملَكٌ ، و لا يخلو بشعرِه و نحوه ، إلا كان رَدفَه شيطانٌ) ([279]).

ملائكة الآيات والبشارات

- (عن ابنِ عباسٍ ؛ قال : بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . سمع نقيضًا من فوقِه . فرفع رأسَه . فقال : هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ . لم يفتح قط إلا اليومَ . فنزل منهُ ملكٌ . فقال : هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ . لم ينزل قط إلا اليومَ . فسلَّم وقال : أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك . فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ . لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه .) ([280])

- (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة 248)

عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة " وَبَقِيَّة مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ " قَالَ عَصَاهُ وَرُضَاض الْأَلْوَاح وَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَعِكْرِمَة وَزَادَ وَالتَّوْرَاة وَقَالَ أَبُو صَالِح " وَبَقِيَّة مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى " يَعْنِي عَصَا مُوسَى وَعَصَا هَارُونَ وَلَوْحَيْنِ مِنْ التَّوْرَاة وَالْمَنّ وَقَالَ عَطِيَّة بْن سَعْد : عَصَا مُوسَى وَعَصَا هَارُون وَثِيَاب مُوسَى وَثِيَاب هَارُون وَرُضَاض الْأَلْوَاح .... قَالَ اِبْن عَبَّاس : جَاءَتْ الْمَلَائِكَة تَحْمِل التَّابُوت بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض حَتَّى وَضَعَتْهُ بَيْن يَدَيْ طَالُوت وَالنَّاس يَنْظُرُونَ وَقَالَ السُّدِّيّ : أَصْبَحَ التَّابُوت فِي دَار طَالُوت فَآمَنُوا بِنُبُوَّةِ شَمْعُون وَأَطَاعُوا طَالُوت ..... وَقَوْله " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ " أَيْ عَلَى صِدْقِي فِيمَا جِئْتُكُمْ بِهِ مِنْ النُّبُوَّة وَفِيمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ طَاعَة طَالُوت " إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " أَيْ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر .(ابن كثير)

- (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) (آل عمران 39)

أَيْ خَاطَبَتْهُ الْمَلَائِكَة شِفَاهًا خِطَابًا أَسْمَعَتْهُ وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي مِحْرَاب عِبَادَته وَمَحَلّ خَلْوَته وَمَجْلِس مُنَاجَاته وَصَلَاته . ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى عَمَّا بَشَّرَتْهُ بِهِ الْمَلَائِكَة " أَنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِيَحْيَى " أَيْ بِوَلَدٍ يُوجَد لَك مِنْ صُلْبك اِسْمه يَحْيَى . قَالَ قَتَادَة وَغَيْره : إِنَّمَا سُمِّيَ يَحْيَى لِأَنَّ اللَّه أَحْيَاهُ بِالْإِيمَانِ . وَقَوْله " مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّه " . أَيْ عِيسَى اِبْن مَرْيَم ؛ وهُوَ أَوَّل مَنْ صَدَّقَ بِعِيسَى اِبْن مَرْيَم (ابن كثير)

- (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (آل عمران 43-42)

هَذَا إِخْبَار مِنْ اللَّه تَعَالَى بِمَا خَاطَبَتْ بِهِ الْمَلَائِكَة مَرْيَم عَلَيْهَا السَّلَام عَنْ أَمْر اللَّه لَهُمْ بِذَلِكَ أَنَّ اللَّه قَدْ اِصْطَفَاهَا أَيْ اِخْتَارَهَا لِكَثْرَةِ عِبَادَتهَا وَزَهَادَتهَا وَشَرَفهَا وَطَهَارَتهَا مِنْ الْأَكْدَار وَالْوَسَاوِس وَاصْطَفَاهَا ثَانِيًا مَرَّة بَعْد مَرَّة لِجَلَالَتِهَا عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ .... ثُمَّ أَخْبَرَنَا تَعَالَى عَنْ الْمَلَائِكَة أَنَّهُمْ أَمَرُوهَا بِكَثْرَةِ الْعِبَادَة وَالْخُشُوع وَالرُّكُوع وَالسُّجُود وَالدَّأْب فِي الْعَمَل لِمَا يُرِيد اللَّه بِهَا مِنْ الْأَمْر الَّذِي قَدَّرَهُ اللَّه وَقَضَاهُ مِمَّا فِيهِ مِحْنَة لَهَا وَرِفْعَة فِي الدَّارَيْنِ بِمَا أَظْهَرَ اللَّه فِيهَا مِنْ قُدْرَتِهِ الْعَظِيمَة حَيْثُ خَلَقَ مِنْهَا وَلَدًا مِنْ غَيْر أَب فَقَالَ تَعَالَى " يَا مَرْيَم اُقْنُتِي لِرَبِّك وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ " .(ابن كثير).

- (حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ح حَدَّثَنِي صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF (صحيح البخاري - كِتَاب مَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ - بَاب تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ وَفَضْلِهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا).

- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (سنن الترمذي - كِتَاب الْمَنَاقِبِ).

- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَائِشَةَ وَأَنَسٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ (تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي - كِتَاب الْأَطْعِمَةِ - بَاب مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الثَّرِيدِ)

- حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF (صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الصحابة - يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ).

- قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ Description: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF(صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ - بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم) .  قَالَ الْقَاضِي : وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُمَا لَيْسَتَا نَبِيَّتَيْنِ ، بَلْ هُمَا صِدِّيقَتَانِ وَوَلِيَّتَانِ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَفْظَةُ ( الْكَمَالِ ) تُطْلَقُ عَلَى تَمَامِ الشَّيْءِ وَتَنَاهِيهِ فِي بَابِهِ ، وَالْمُرَادُ هُنَا التَّنَاهِي فِي جَمِيعِ الْفَضَائِلِ وَخِصَالِ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى . وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ زَائِدٌ كَزِيَادَةِ فَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأَطْعِمَةِ . وَلَيْسَ فِي هَذَا تَصْرِيحٌ بِتَفْضِيلِهَا عَلَى مَرْيَمَ وَآسِيَةَ ؛ لِاحْتِمَالِ أَنَّ الْمُرَادَ تَفْضِيلُهَا عَلَى نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ .

- (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (آل عمران 45)

هَذِهِ بِشَارَة مِنْ الْمَلَائِكَة لِمَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَام بِأَنْ سَيُوجَدُ مِنْهَا وَلَد عَظِيم لَهُ شَأْن كَبِير يَكُون وُجُوده بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّه أَيْ يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون وَهَذَا تَفْسِير قَوْله " مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّه " كَمَا ذَكَرَهُ الْجُمْهُور .  " اِسْمه الْمَسِيح عِيسَى اِبْن مَرْيَم " أَيْ يَكُون هَذَا مَشْهُورًا فِي الدُّنْيَا يَعْرِفهُ الْمُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ ... نِسْبَة إِلَى أُمّه حَيْثُ لَا أَب لَهُ " وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ " أَيْ لَهُ وَجَاهَة وَمَكَانَة عِنْد اللَّه فِي الدُّنْيَا بِمَا يُوحِيه اللَّه إِلَيْهِ مِنْ الشَّرِيعَة وَيُنْزِلهُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِتَاب وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا مَنَحَهُ اللَّه بِهِ  (ابن كثير) .

- (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (الأنبياء 103)

تَقُول لَهُمْ الْمَلَائِكَة تُبَشِّرهُمْ يَوْم مَعَادهمْ إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورهمْ " هَذَا يَوْمكُمْ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" أَيْ فَأْمُلُوا مَا يَسُرّكُمْ (ابن كثير).

- (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت 30)

وَقَوْله تَعَالَى " تَتَنَزَّل عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَة " قَالَ مُجَاهِد وَالسُّدِّيّ وَزَيْد بْن أَسْلَمَ وَابْنه يَعْنِي عِنْد الْمَوْت قَائِلِينَ " أَنْ لَا تَخَافُوا " قَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَزَيْد بْن أَسْلَمَ أَيْ مِمَّا تَقْدَمُونَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْر الْآخِرَة " وَلَا تَحْزَنُوا" عَلَى مَا خَلَفْتُمُوهُ مِنْ أَمْر الدُّنْيَا مِنْ وَلَد وَأَهْل وَمَال أَوْ دَيْن فَإِنَّا نَخْلُفكُمْ فِيهِ " وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " فَيُبَشِّرُونَهُمْ بِذَهَابِ الشَّرّ وَحُصُول الْخَيْر (ابن كثير).

كان مع أبي بكرٍ ملَكٌ يَرُدُّ عنه

- (أنَّ رجلًا شتَم أبا بكرٍ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جالسٌ فجعلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يعْجبُ ويبتسمُ فلما أكثر ردَّ عليه بعضَ قولِه فغضِبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقام فلحقَه أبو بكرٍ فقال يا رسولَ اللهِ كان يشتِمُني وأنت جالسٌ فلما رددتُ عليه بعضَ قولِه غضِبتَ وقمتَ قال إنه كان معك ملَكٌ يَرُدُّ عنك فلما رددتَ عليه بعضَ قولهِ وقع الشَّيطانُ فلم أكن لأقعدَ مع الشَّيطانِ ثم قال يا أبا بكرٍ ثلاثٌ كلُّهنَّ حقٌّ ما من عبدٍ ظُلِمِ بمظلمةٍ فيُغضِي عنها للهِ عزَّ وجلَّ إلا أعزَّ اللهُ بها نصرَه وما فتح رجلٌ بابَ عطيةٍ يُريدُ بها صِلةً إلا زادهُ اللهُ بها كثرةً وما فتح رجلٌ بابَ مسألةٍ يُريدُ بها كثرةً إلا زادَه اللهُ بها قِلَّةً) ([281])‏.

- (نزلَ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ يُكَذِّبُهُ ( يعني الذي وقعَ في أبي بكرٍ ) بِما قال لكَ ، فلمَّا انْتَصَرْتَ وقعَ الشَّيْطَانُ ، فلمْ أَكُنْ لِأَجْلِسَ إِذْ وقعَ الشَّيْطَانُ) ([282]).

- (نزل ملَكٌ من السماءِ فكذَّبَه بما قال لكَ ، فلما انتصرتَ ، وقع الشيطانُ ، فلم أكن لأجْلِسَ إذا وقع الشيطانُ) ([283]).

عثمان تستحي منه الملائكة

 (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُضطجعًا في بيتي ، كاشفًا عن فخذَيه . أو ساقَيه . فاستأذن أبو بكرٍ فأذِن له . وهو على تلك الحالِ . فتحدَّث . ثم استأذن عمرُ فأذن له . وهو كذلك . فتحدَّثَ . ثم استأذن عثمانُ . فجلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وسوَّى ثيابَه - قال محمدٌ : ولا أقول ذلك في يومٍ واحدٍ - فدخل فتحدَّثَ . فلما خرج قالت عائشةُ : دخل أبو بكرٍ فلم تهتَشَّ له . ولم تُبالِه . ثم دخل عمرُ فلم تهتَشَّ له ولم تُبالِه . ثم دخل عثمانُ فجلستَ وسوَّيت ثيابَك ! فقال " ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكةُ " .) ([284]).

(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ قد وضَع ثَوبَه بين فخِذَيه فجاء أبو بكرٍ فاستَأذَن فأَذِن له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على هَيئَتِه ثم جاء عُمَرُ بمِثلِ هذه الصفةِ ثم أُناسٌ من أصحابِه والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على هَيئَتِه ثم جاء عُثمانُ فاستَأذَن عليه ثم أخَذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثَوبَه فتَجَلَّله فتَحَدَّثوا ثم خَرَجوا فقلتُ يا رسولَ اللهِ جاء أبو بكرٍ وعُمَرُ وعليٌّ وناسٌ من أصحابِك وأنت على حالِك فلما جاء عُثمانُ تَجَلَّلتَ ثَوبَك قال أوَلا أستَحي ممن تَستَحي منه الملائكةُ) ([285]).

(كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مُضطجعًا في بيتِهِ كاشِفًا عن فخذيهِ أو ساقيهِ ، فاستأذنَ أبو بَكْرٍ فأذنَ لَهُ وَهوَ على تِلكَ الحالِ ، فتحدَّثَ ثمَّ استأذنَ عمرُ فأذنَ لَهُ وَهوَ كذلِكَ فتحدَّثَ ، ثمَّ استأذنَ عثمانُ فجلسَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وسوَّى ثيابَهُ قالَ مُحمَّدٌ : ولا أقولُ ذلِكَ في يومٍ واحدٍ فتَحدَّثَ فلمَّا خرجَ قالت عائشةُ : يا رسولَ اللَّهِ ، دخلَ أبو بَكْرٍ فلم تَهْتشَّ لَهُ ولم تبالِهِ ، ثمَّ دخلَ عمرُ فلم تَهْتشَّ لَهُ ولم تبالِهِ ، ثمَّ دخلَ عثمانُ فجَلستَ وسوَّيتَ ثيابَكَ ، فقالَ : ألا أستحي من رجلٍ تستَحي منهُ الملائِكَةُ) ([286]).

 

أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مَلَكٌ فبشّره أنَّ الحسنَ والحسينَ سيدا شبابِ أهلِ الجنةِ، وأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ

- (قلتُ لأمِّي دعيني آتي النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأصلِّي معهُ المغربَ وأسألُهُ أن يستغفرَ لي ولكِ فأتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فصلَّيتُ معهُ المغربَ فصلَّى حتَّى صلَّى العشاءَ ثمَّ انفتلَ فتبعتُهُ فسمعَ صوتي فقالَ من هذا حذيفةُ قلتُ نعم قالَ ما حاجتُكَ غفرَ اللَّهُ لكَ ولأمِّكِ إنَّ هذا ملكٌ لم ينزلِ الأرضَ قطُّ قبلَ هذهِ اللَّيلةِ استأذنَ ربَّهُ أن يسلِّمَ عليَّ وبشرني بأنَّ فاطمةَ سيِّدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ وأنَّ الحسنَ والحسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّة) ([287]).

- (عن حُذيفةَ أنَّ أمَّهُ بعثتهُ ليستغفرَ لهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولها قال فأتيتُهُ فصلَّيتُ معه المغربَ ثمَّ صلَّى حينَ صلَّى العشاءَ ثمَّ انفتلَ فتبِعتُهُ فسمِعَ صوتي فقال من هذا حذيفةُ قلتُ نعمْ قالَ ما حاجتُكَ غفرَ اللَّهُ لكَ ولأمِّكَ إنَّ هذا ملَكٌ لم ينزلْ إلى الأرضِ قبلَ هذهِ اللَّيلةِ استأذنَ ربَّهُ بأن يسلِّمَ عليَّ ويبشِّرَني بأنَّ فاطمةَ سيِّدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ وأنَّ الحسنَ والحسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ

) ([288]).

- (إنَّ هذا ملَكٌ لَم ينزلِ الأرضَ قطُّ قبلَ هذهِ اللَّيلةِ ، استأذَنَ ربَّه أنْ يُسلِّمَ عليَّ ، و يُبشِّرُنِي بأنَّ فاطمةَ سيِّدةُ نِساءِ أهلِ الجنَّةِ ، و أنَّ الحسنَ و الحسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ) ([289]).

- (سألَتني أمِّي مَتى عَهْدُكَ تَعني بالنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقلتُ مالي بِهِ عَهْدٌ منذُ كذا وَكَذا ، فَنالَت منِّي ، فقلتُ لَها : دَعيني آتي النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فأصلِّيَ معَهُ المغربَ ، وأسألُهُ أن يستغفرَ لي ولَكِ ، فأتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فصلَّيتُ معَهُ المغربَ فصلَّى حتَّى صلَّى العشاءَ ، ثمَّ انفتلَ فتَبِعْتُهُ ، فسمِعَ صوتي ، فقالَ : مَن هذا ، حُذَيْفة ؟ قلتُ : نعَم ، قالَ : ما حاجتُكَ غفرَ اللَّهُ لَكَ ولأُمِّكَ ؟ قالَ : إنَّ هذا ملَكٌ لم ينزلِ الأرضَ قطُّ قبلَ اللَّيلةِ استأذنَ ربَّهُ أن يسلِّمَ عليَّ ويبشِّرَني بأنَّ فاطمةَ سيِّدةُ نساءِ أَهْلِ الجنَّةِ وأنَّ الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ) ([290]).

- (أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مَلَكٌ وقالَ إنَّ فاطمةَ سيِّدةُ نساءِ أَهْلِ الجنَّةِ) ([291]).

- (أتاني ملكٌ فسلمَ عليَّ، نزلَ منَ السماءِ لمْ ينزلْ قبلَها، فبشرني أنَّ الحسنَ والحسينَ سيدا شبابِ أهلِ الجنةِ، وأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ) ([292]).

- (أتاني مَلَكٌ فسلَّمَ عليَّ، نزلَ من السَّماءِ ، لَم ينزِلْ قبلَها فبشَّرَني أنَّ الحسَنَ و الحُسَينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ ، و أنَّ فاطمةَ سيِّدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ) ([293]).

- (أمَا رَأيتَ العارِضَ الذي عَرَضَ لِي قُبَيْلَ ؟ هو مَلَكٌ من الملائكةِ لَمْ يَهْبِطْ إلى الأرضِ قَطُّ قَبلُ هذه الليلَةَ ؛ اسْتأذَنَ رَبَّهُ عَزَّ وجلَّ أنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ ، ويُبَشِّرُنِي أنَّ الحَسَنَ والحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبابِ أهلِ الجنةِ ، وأنَّ فاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِساءِ أهلِ الجنةِ) ([294]).

- (إنَّ هذا ملَكٌ لَم ينزلِ الأرضَ قطُّ قبلَ هذهِ اللَّيلةِ ، استأذَنَ ربَّه أنْ يُسلِّمَ عليَّ ، و يُبشِّرُنِي بأنَّ فاطمةَ سيِّدةُ نِساءِ أهلِ الجنَّةِ ، و أنَّ الحسنَ و الحسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ) ([295]).

- (أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فصليتُ معه المغربَ ثم قام يصلِّي حتى صلَّى العشاءَ ثم خرج فاتبعتُه فقال عُرضَ لي ملكٌ استأذن ربَّه أن يُسلِّمَ عليَّ ويُبشِّرَني في أنَّ الحسنَ والحُسينَ سيِّدَا شبابِ أهلِ الجنَّةِ وأنَّ فاطمةَ سيّدَةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ) ([296]).

دخل على النّبيَّ البيتَ ملَكٌ لم يدخلْ عليه قبلَها ، فقال له ، إنَّ ابنَك هذا : حُسَينٌ مَقتولٌ

- (عن عائشة أو أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد دخل على البيت ملك لم يدخل قبلها فقال لي أن ابنك هذا حسين مقتول وإن شئت أريتك الأرض التي يقتل بها قال فأخرج تربة حمراء) ([297]).

- (لقد دخل على البيت ملك فلم يدخل علي قبلها قال إن ابنك هذا حسين مقتول وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها قال فأخرج تربة حمراء) ([298]).‏‏

- (لقد دخل عليَّ البيتَ ملَكٌ لم يدخلْ عليَّ قبلَها ، فقال لي ، إنَّ ابنَك هذا : حُسَينٌ مَقتولٌ ، و إن شئتَ أَرَيتُكَ من تُربتِه الأرضَ التي يُقتَلُ بها) ([299]).

- (لقد دخل عليَّ البيتَ ملكٌ لم يدخلْ عليَّ قبلَها فقال لي إنَّ ابنَك هذا حُسينٌ مقتولٌ وإن شئتَ أَريتُك من تربةِ الأرضِ التي يُقتلُ بها قال فأخرج تربةً حمراءَ) ([300]).

مدد ملائكة التثبيت والقتال يوم بدر

(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال 9)

قالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَاد حَدَّثَنَا عِكْرِمَة بْن عَمَّار حَدَّثَنَا سِمَاك الْحَنَفِيّ أَبُو زُمَيْلٍ حَدَّثَنِي اِبْن عَبَّاس حَدَّثَنِي عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْم بَدْر نَظَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابه وَهُمْ ثَلَثمِائَةِ وَنَيِّف وَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَإِذَا هُمْ أَلْف وَزِيَادَة فَاسْتَقْبَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَة وَعَلَيْهِ رِدَاؤُهُ وَإِزَاره ثُمَّ قَالَ " اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتنِي اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَة مِنْ أَهْل الْإِسْلَام فَلَا تُعْبَد فِي الْأَرْض أَبَدًا " قَالَ فَمَا زَالَ يَسْتَغِيث رَبّه وَيَدْعُوهُ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْر فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَرَدَّاهُ ثُمَّ اِلْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ ثُمَّ قَالَ : يَا نَبِيّ اللَّه كَفَاك مُنَاشَدَتُك رَبَّك فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَك مَا وَعَدَك فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنَّى مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَة مُرْدِفِينَ " فَلَمَّا كَانَ يَوْمئِذٍ اِلْتَقَوْا فَهَزَمَ اللَّه الْمُشْرِكِينَ فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا . ....  رَوَى عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة وَالْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة قَوْله " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبّكُمْ " فِي دُعَاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَا قَالَ يَزِيد بْن تُبَيْع وَالسُّدِّيّ وَابْن جُرَيْج وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش عَنْ أَبِي حُصَيْن عَنْ أَبِي صَالِح قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْر جَعَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاشِد رَبّه أَشَدّ الْمُنَاشَدَة يَدْعُو فَأَتَاهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه : بَعْض مُنَاشَدَتك فَوَاَللَّهِ لَيَفِيَنَّ اللَّه لَك بِمَا وَعَدَك قَالَ الْبُخَارِيّ فِي كِتَاب الْمَغَازِي بَاب قَوْل اللَّه تَعَالَى " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ " - إِلَى قَوْله - " فَإِنَّ اللَّه شَدِيد الْعِقَاب " حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل عَنْ مُخَارِق عَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَالَ سَمِعْت اِبْن مَسْعُود يَقُول شَهِدْت مِنْ الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُون صَاحِبه أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : لَا نَقُول كَمَا قَالَ قَوْم مُوسَى " فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا " وَلَكِنَّا نُقَاتِل عَنْ يَمِينِك وَعَنْ شِمَالِك وَبَيْن يَدَيْك وَخَلْفَك فَرَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَقَ وَجْهه وَسَرَّهُ يَعْنِي قَوْله . حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا عَبْد الْوَهَّاب حَدَّثَنَا خَالِد الْحَذَّاء عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بَدْر " اللَّهُمَّ أَنْشُدك عَهْدك وَوَعْدَك اللَّهُمَّ إِنْ شِئْت لَمْ تُعْبَدْ " فَأَخَذَ أَبُو بَكْر بِيَدِهِ فَقَالَ : حَسْبُك فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُول " سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ " . وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَنْ بُنْدَار عَنْ عَبْد الْوَهَّاب عَنْ عَبْد الْمَجِيد الثَّقَفِيّ وَقَوْله تَعَالَى " بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَة مُرْدِفِينَ " أَيْ يُرْدِف بَعْضهمْ بَعْضًا كَمَا قَالَ هَارُون بْن هُبَيْرَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " مُرْدِفِينَ " مُتَتَابِعِينَ وَيَحْتَمِل أَنَّ الْمُرَاد " مُرْدِفِينَ " لَكُمْ أَيْ نَجْدَةً لَكُمْ كَمَا قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " مُرْدِفِينَ " يَقُول الْمَدَد كَمَا تَقُول أَنْتَ لِلرَّجُلِ زِدْهُ كَذَا وَكَذَا . وَهَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَابْن كَثِير الْقَارِئ وَابْن زَيْد " مُرْدِفِينَ " مُمِدِّينَ وَقَالَ أَبُو كُدَيْنَة عَنْ قَابُوس عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس " يُمْدِدْكُمْ رَبّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَة مُرْدِفِينَ " قَالَ وَرَاء كُلّ مَلَك مَلَك . وَفِي رِوَايَة بِهَذَا الْإِسْنَاد " مُرْدِفِينَ " قَالَ : بَعْضهمْ عَلَى أَثَر بَعْض وَكَذَا قَالَ أَبُو ظَبْيَان وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا إِسْحَاق حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيز بْن عِمْرَان عَنْ الرَّبْعِيّ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِث عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : نَزَلَ جِبْرِيل فِي أَلْف مِنْ الْمَلَائِكَة عَنْ مَيْمَنَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا أَبُو بَكْر وَنَزَلَ مِيكَائِيل فِي أَلْف مِنْ الْمَلَائِكَة عَنْ مَيْسَرَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي الْمَيْسَرَة . وَهَذَا يَقْتَضِي إِنْ صَحَّ إِسْنَاده أَنَّ الْأَلْف مُرْدَفَة بِمِثْلِهَا وَلِهَذَا قَرَأَ بَعْضهمْ " مُرْدَفِينَ " بِفَتْحِ الدَّال وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَالْمَشْهُور مَا رَوَاهُ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : وَأَمَدَّ اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَة فَكَانَ جِبْرِيل فِي خَمْسِمِائَةٍ مِنْ الْمَلَائِكَة مُجَنِّبَةٍ وَمِيكَائِيل فِي خَمْسِمِائَةٍ مُجَنِّبَة . وَرَوَى الْإِمَام أَبُو جَعْفَر اِبْن جَرِير وَمُسْلِم مِنْ حَدِيث عِكْرِمَة بْن عَمَّار عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاك بْن وَلِيد الْحَنَفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ عُمَر الْحَدِيث الْمُتَقَدِّم ثُمَّ قَالَ أَبُو زُمَيْل : حَدَّثَنِي اِبْن عَبَّاس قَالَ : بَيْنَا رَجُل مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَشْتَدّ فِي أَثَر رَجُل مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَمَامه إِذْ سَمِعَ ضَرْبَة بِالسَّوْطِ فَوْقه وَصَوْت الْفَارِس يَقُول أَقْدِمْ حَيْزُومُ إِذْ نَظَرَ إِلَى الْمُشْرِك أَمَامه فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ حُطِّمَ وَشُقَّ وَجْهه كَضَرْبَةِ السَّوْط فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَع فَجَاءَ الْأَنْصَارِيّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَدَقْت ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاء الثَّالِثَة فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ . وَقَالَ الْبُخَارِيّ : " بَاب شُهُود الْمَلَائِكَة بَدْرًا " حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا جَرِير عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ مُعَاذ بْن رِفَاعَة بْن رَافِع الزُّرَقِيّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْل بَدْر قَالَ جَاءَ جِبْرِيل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا تَعُدُّونَ أَهْل بَدْر فِيكُمْ ؟ قَالَ : " مِنْ أَفْضَل الْمُسْلِمِينَ " أَوْ كَلِمَة نَحْوهَا قَالَ : " وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَة " اِنْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيّ . وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْمُعْجَم الْكَبِير مِنْ حَدِيث رَافِع بْن خَدِيج وَهُوَ خَطَأ وَالصَّوَاب رِوَايَة الْبُخَارِيّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَر لَمَّا شَاوَرَهُ فِي قَتْل حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَة " إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيك لَعَلَّ اللَّه قَدْ اِطَّلَعَ عَلَى أَهْل بَدْر فَقَالَ اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ " . (ابن كثير)

 (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال 12)

وَقَوْله " إِذْ يُوحِي رَبّك إِلَى الْمَلَائِكَة أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا " وَهَذِهِ نِعْمَة خَفِيَّة أَظْهَرَهَا اللَّه تَعَالَى لَهُمْ لِيَشْكُرُوهُ عَلَيْهَا وَهُوَ أَنَّهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ وَتَبَارَكَ وَتَمَجَّدَ أَوْحَى إِلَى الْمَلَائِكَة الَّذِينَ أَنْزَلَهُمْ لِنَصْرِ نَبِيِّهِ وَدِينه وَحِزْبه الْمُؤْمِنِينَ يُوحِي إِلَيْهِمْ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ أَنْ يُثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالَ اِبْن إِسْحَاق : وَآزِرُوهُمْ وَقَالَ غَيْره : قَاتِلُوا مَعَهُمْ وَقِيلَ كَثِّرُوا سَوَادهمْ وَقِيلَ كَانَ ذَلِكَ بِأَنَّ الْمَلَك كَانَ يَأْتِي الرَّجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ فَيَقُول سَمِعْت هَؤُلَاءِ الْقَوْم يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ يَقُولُونَ وَاَللَّهِ لَئِنْ حَمَلُوا عَلَيْنَا لَأَنْكَشِفَنَّ فَيُحَدِّث الْمُسْلِمُونَ بَعْضهمْ بَعْضًا بِذَلِكَ فَتَقْوَى أَنْفُسهمْ حَكَاهُ اِبْن جَرِير وَهَذَا لَفْظه بِحُرُوفِهِ وَقَوْله " سَأُلْقِي فِي قُلُوب الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْب " أَيْ ثَبِّتُوا أَنْتُمْ الْمُؤْمِنِينَ وَقَوُّوا أَنْفُسهمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ عَنْ أَمْرِي لَكُمْ بِذَلِكَ سَأُلْقِي الرُّعْب وَالذِّلَّة وَالصَّغَار عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَكَذَّبَ رَسُولِي " فَاضْرِبُوا فَوْق الْأَعْنَاق وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلّ بَنَان " أَيْ اِضْرِبُوا الْهَامَ فَفَلِّقُوهَا وَاحْتَزُّوا الرِّقَاب فَقَطِّعُوهَا وَقَطِّعُوا الْأَطْرَاف مِنْهُمْ وَهِيَ أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلهمْ وَقَدْ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَى " فَوْق الْأَعْنَاق " فَقِيلَ مَعْنَاهُ اِضْرِبُوا الرُّءُوس قَالَهُ عِكْرِمَة وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَيْ عَلَى الْأَعْنَاق وَهِيَ الرِّقَاب قَالَهُ الضَّحَّاك وَعَطِيَّة الْعَوْفِيّ وَيَشْهَد لِهَذَا الْمَعْنَى أَنَّ اللَّه تَعَالَى أَرْشَدَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى هَذَا فِي قَوْله تَعَالَى " فَإِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْب الرِّقَاب حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاق " وَقَالَ وَكِيع عَنْ الْمَسْعُودِيّ عَنْ الْقَاسِم قَالَ : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لِأُعَذِّب بِعَذَابِ اللَّه إِنَّمَا بُعِثْت لِضَرْبِ الرِّقَاب وَشَدِّ الْوَثَاق " وَاخْتَارَ اِبْن جَرِير أَنَّهَا قَدْ تَدُلّ عَلَى ضَرْب الرِّقَاب وَفَلْق الْهَام قُلْت وَفِي مَغَازِي الْأُمَوِيّ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَمُرّ بَيْن الْقَتْلَى يَوْم بَدْر فَيَقُول " يَفْلِق هَامَا " فَيَقُول أَبُو بَكْر : مِنْ رِجَال أَعِزَّة عَلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقّ وَأَظْلَمَا فَيَبْتَدِئ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَوَّلِ الْبَيْت وَيَسْتَطْعِم أَبَا بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِنْشَاد آخِره لِأَنَّهُ كَانَ لَا يُحْسِن إِنْشَاد الشِّعْر كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْر وَمَا يَنْبَغِي لَهُ " وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس : كَانَ النَّاس يَوْم بَدْر يَعْرِفُونَ قَتْلَى الْمَلَائِكَة مِمَّنْ قَتَلُوهُمْ بِضَرْبِ فَوْق الْأَعْنَاق وَعَلَى الْبَنَان مِثْل سِمَة النَّار قَدْ أُحْرِقَ بِهِ وَقَوْله " وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلّ بَنَان " قَالَ اِبْن جَرِير مَعْنَاهُ وَاضْرِبُوا مِنْ عَدُوّكُمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ كُلّ طَرَف وَمَفْصِل مِنْ أَطْرَاف أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلهمْ وَالْبَنَان جَمْع بَنَانَة كَمَا قَالَ الشَّاعِر : أَلَا لَيْتَنِي قَطَّعْتُ مِنْهُ بَنَانَهُ وَلَاقَيْته فِي الْبَيْت يَقْظَان حَاذِرَا وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلّ بَنَان " يَعْنِي بِالْبَنَانِ الْأَطْرَاف وَكَذَا قَالَ الضَّحَّاك وَابْن جَرِير وَقَالَ السُّدِّيّ الْبَنَان الْأَطْرَاف وَيُقَال كُلّ مَفْصِل وَقَالَ عِكْرِمَة وَعَطِيَّة الْعَوْفِيّ وَالضَّحَّاك فِي رِوَايَة أُخْرَى كُلّ مَفْصِل وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ فِي قَوْله تَعَالَى " وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلّ بَنَان " قَالَ اِضْرِبْ مِنْهُ الْوَجْه وَالْعَيْن وَارْمِهِ بِشِهَابٍ مِنْ نَار فَإِذَا أَخَذْته حَرُمَ ذَلِكَ كُلّه عَلَيْك . وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فَذَكَرَ قِصَّة بَدْر إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَالَ أَبُو جَهْل لَا تَقْتُلُوهُمْ قَتْلًا وَلَكِنْ خُذُوهُمْ أَخْذًا حَتَّى تُعَرِّفُوهُمْ الَّذِي صَنَعُوا مِنْ طَعْنِهِمْ فِي دِينكُمْ وَرَغْبَتهمْ عَنْ اللَّاتِ وَالْعُزَّى فَأَوْحَى اللَّه إِلَى الْمَلَائِكَة " أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوب الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْب فَاضْرِبُوا فَوْق الْأَعْنَاق وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان " الْآيَة . فَقُتِلَ أَبُو جَهْل لَعَنَهُ اللَّه فِي تِسْعَة وَسِتِّينَ رَجُلًا وَأُسِرَ عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط فَقُتِلَ صَبْرًا فَوَفَّى ذَلِكَ سَبْعِينَ يَعْنِي قَتِيلًا .(ابن كثير).

(وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (الأنفال 50).

يَقُول تَعَالَى وَلَوْ عَايَنْت يَا مُحَمَّدُ حَال تَوَفِّي الْمَلَائِكَةِ أَرْوَاحَ الْكُفَّار لَرَأَيْت أَمْرًا عَظِيمًا هَائِلًا فَظِيعًا مُنْكَرًا " إِذْ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَيَقُولُونَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَاب الْحَرِيق " قَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ مُجَاهِد " أَدْبَارهمْ " أَسْتَاهُهُمْ قَالَ يَوْم بَدْر قَالَ اِبْن جُرَيْج قَالَ اِبْن عَبَّاس إِذَا أَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الْمُسْلِمِينَ ضَرَبُوا وُجُوههمْ بِالسُّيُوفِ وَإِذَا وَلَّوْا أَدْرَكَتْهُمْ الْمَلَائِكَة يَضْرِبُونَ أَدْبَارهمْ وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله " إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوههمْ وَأَدْبَارهمْ " يَوْم بَدْر وَقَالَ وَكِيع عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي هَاشِم إِسْمَاعِيل بْن كَثِير عَنْ مُجَاهِد وَعَنْ شُعْبَة عَنْ يَعْلَى بْن مُسْلِم عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر يَضْرِبُونَ وُجُوههمْ وَأَدْبَارهمْ قَالَ وَأَسْتَاهَهُمْ وَلَكِنَّ اللَّه يُكَنِّي وَكَذَا قَالَ عُمَر مَوْلَى عَفْرَة . وَعَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ قَالَ : قَالَ رَجُل يَا رَسُول اللَّه : إِنِّي رَأَيْت بِظَهْرِ أَبِي جَهْل مِثْل الشَّوْك قَالَ " ذَاكَ ضَرْب الْمَلَائِكَة " . رَوَاهُ اِبْن جَرِير وَهُوَ مُرْسَل وَهَذَا السِّيَاق وَإِنْ كَانَ سَبَبه وَقْعَةَ بَدْر وَلَكِنَّهُ عَامّ فِي حَقّ كُلّ كَافِر وَلِهَذَا لَمْ يُخَصِّصْهُ تَعَالَى بِأَهْلِ بَدْر بَلْ قَالَ تَعَالَى " وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ " وَفِي سُورَة الْقِتَال مِثْلهَا وَتَقَدَّمَ فِي سُورَة الْأَنْعَام قَوْله تَعَالَى " وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت وَالْمَلَائِكَة بَاسِطُو أَيْدِيهمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسكُمْ " أَيْ بَاسِطُو أَيْدِيهمْ بِالضَّرْبِ فِيهِمْ بِأَمْرِ رَبّهمْ إِذْ اِسْتَصْعَبَتْ أَنْفُسهمْ وَامْتَنَعَتْ مِنْ الْخُرُوج مِنْ الْأَجْسَاد أَنْ تَخْرُج قَهْرًا وَذَلِكَ إِذَا بَشَّرُوهُمْ بِالْعَذَابِ وَالْغَضَب مِنْ اللَّه كَمَا فِي حَدِيث الْبَرَاء أَنَّ مَلَكَ الْمَوْت إِذَا جَاءَ الْكَافِر عِنْد اِحْتِضَاره فِي تِلْكَ الصُّورَة الْمُنْكَرَة يَقُول : اُخْرُجِي أَيَّتهَا النَّفْس الْخَبِيثَة إِلَى سَمُوم وَحَمِيم وَظِلّ مِنْ يَحْمُوم فَتَفَرَّقُ فِي بَدَنه فَيَسْتَخْرِجُونَهَا مِنْ جَسَده كَمَا يُخْرَج السَّفُّود مِنْ الصُّوف الْمَبْلُول فَتَخْرُج مَعَهَا الْعُرُوق وَالْعَصَب وَلِهَذَا أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ الْمَلَائِكَة تَقُول لَهُمْ ذُوقُوا عَذَاب الْحَرِيق.

- (قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونحن بالمدينةِ إنِّي أُخبِرْتُ عن عِيرِ أبي سفيانَ أنَّها مُقْبِلَةٌ فهل لَكُمْ أنْ نَخْرُجَ قبل هذا العِيرِ لعل اللهَ يُغْنِمْنَاهَا؟ قُلْنَا نَعَمْ فخرج وخرجْنَا معهُ فلمَّا سرْنَا يومًا أو يومينِ قال لنا ما تروْنَ في القومِ فإنَّهم أُخبروا بمُخْرَجِكُمْ فقُلنا لا واللهِ ما لنا طاقةٌ بقتالِ العدوِّ ولكِنْ أَرَدْنَا العِيرَ ثمَّ قال ما تَرَوْنَ في القومِ فَقُلْنَا مثلَ ذلك فقال المقدادُ بنُ عَمْرٍو إِذًا لا نقولُ لك يا رسولَ اللهِ كما قال قَوْمُ موسى لِمُوسَى فَاذْهَبْ أَنْتَ ورَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ قال فتَمَنَّيْنَا مَعْشَرَ الأنصارِ أَنَّا قُلْنَا كما قال المِقْدَادُ أَحَبُّ إلينا من أنْ يَكُونَ لنا مَالٌ عَظِيمٌ فأَنْزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ من بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وإِنَّ فَرِيقًا من المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ - يُجَادِلُونَكَ في الحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إلى المَوْتِ وهُمْ يَنْظُرُونَ ثمَّ أنزل اللهُ عزَّ وجلَّ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي في قُلُوبِ الذين كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ واضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ وقال وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أنَّها لَكُمْ وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ والشَّوْكَةُ القَوْمُ وغَيْرُ ذَاتِ الشَّوْكَةِ العِيرُ فَلمَّا وعَدَ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا القَوْمَ وإِمَّا العِيرَ طَابَتْ أَنْفُسُنَا ثمَّ إِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ يَنْظُرُ ما قَبْلَ القَوْمِ فقال رَأَيْتُ سَوَادًا ولَا أَدْرِي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هُمُ هُمُ هَلُمُّوا أنْ نَتَعَادَ فإذا نَحْنُ ثَلَاثُمِائَةٍ وثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَأَخْبَرْنَا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِعِدَّتِنَا فَسَّرَهُ ذلكَ وقال عِدَّةُ أَصْحابِ طَالُوتَ ثمَّ إِنَّا اجْتَمَعْنَا مع القومِ فَصَفَفْنَا فَبَدَرَتْ مِنَّا بادِرَةٌ أمامَ الصفِّ فنظر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليهمْ فقال مَعِي مَعِي ثمَّ إِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال اللَّهُمَّ إنِّي أَنْشُدُكَ وعْدَكَ فقال ابنُ رَوَاحَةَ يا رسولَ اللهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أُشِيرَ عليك ورَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَعْظَمُ من أنْ نُشِيرَ عليْه واللَّهُ أَعْظَمُ من أنْ نَنْشُدَهُ وعْدَهُ فقال يا ابنَ روَاحَةَ لأَنْشُدَنَّ اللهَ وعْدَهُ ; فإِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ المِيعَادَ فَأَخَذَ قَبْضَةً من التُّرَابِ فَرَمَى بِهَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجُوهِ القَوْمِ ; فَانْهَزَمُوا فَأَنْزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللهَ رَمَى فَقَتَلْنَا وأَسَرْنَا فقال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يا رسولَ اللهِ ما أَرَى أنْ تَكُونَ لَكَ أَسْرَى فَإِنَّمَا نَحْنُ دَاعُونَ مُؤَلِّفُونَ فَقُلْنَا مَعْشَرَ الأَنْصارِ إِنَّمَا يَحْمِلُ عُمَرُ على ما قال حَسَدٌ لنا فَنَامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثمَّ اسْتَيْقَظَ فقال ادْعُوَا لي عُمَرَ فَدُعِيَ لَهُ فقال إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَدْ أَنْزَلَ عليَّ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حتى يُثْخِنَ في الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا واللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ([301]).

- (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لعليٍّ ناوِلْني كفًّا من حصى فناولَه فرمى به وجوهَ القومِ فما بقيَ أحدٌ من القومِ إلا امتلأت عيناهُ من الحصباءِ فنزلت ومَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللهَ رَمَى الآيةُ) ([302]).

- (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال 9)

أي : معينكم ، والإمداد : الإعانة . ؟ ومردفين : متتابعين.  (وَمَا جَعَلَهُ اللَّه إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْر إِلَّا مِنْ عِنْد اللَّه الْعَزِيز الْحَكِيم) نبه على أن النصر من عنده جل وعز لا من الملائكة ; أي لولا نصره لما انتفع بكثرة العدد بالملائكة.  والنصر من عند الله يكون بالسيف ويكون بالحجة (تفسير القرطبي). 

- (نظرَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إلى المشرِكينَ وَهم ألفٌ ، وأصحابُهُ ثلاثُمائةٍ وبضعةُ عشرَ رجلًا فاستقبَلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ القبلةَ ثمَّ مدَّ يدَيهِ وجعلَ يَهتِفُ بربِّهِ اللَّهمَّ أنجِز لي ما وعدتَني اللَّهمَّ إنَّكَ إن تُهلِك هذهِ العصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرضِ فما زالَ يَهتِفُ بربِّهِ مادًّا يدَيهِ مُستقبِلَ القِبلةِ حتَّى سقطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ فأتاهُ أبو بكرٍ فأخذَ رداءَهُ فألقاهُ علَى مَنكبَيهِ ثمَّ التزمَهُ مِن ورائِهِ وقالَ : يا نبيَّ اللهِ كفاكَ مناشدتَكَ ربَّكَ فإنَّهُ سَينجِزُ لَكَ ما وعدَكَ فأنزلَ اللَّهُ تبارَك وتعالى ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أنِّي مُمِدُّكُمْ بِألْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) فأمدَّهُم اللَّهُ بالملائكةِ) ([303]).

- (لما كان يوم بدر قال : نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يده وعليه رداؤه وإزاره ثم قال : اللهم أين ما وعدتني اللهم أنجز ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا قال فما زال يستغيث ربه ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر فأخذ رداؤه وأنزل الله تعالى : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ { فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله المشركين فقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليا وعمر فقال أبو بكر : يا نبي الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان فأنا أرى أن تأخذ منهم الفداء فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى الله عز وجل أن يهديهم فيكونون لنا عضدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب فقال : قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكني أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء فلما كان من الغد قال عمر رضي الله عنه غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر وإذا هما يبكيان فقلت : يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : الذي على أصحابك من الفداء ولقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } إلى قوله { لمسكم فيما أخذتم } من الفداء ثم أحل لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله : { أولما أصابتكم مصيبة } إلى قوله { إن الله على كل شيء قدير } بأخذكم الفداء) ([304]).

- (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال 12)

- (لما كان يومُ بدرٍ ، نظر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المشركين وهم ألفٌ ، وأصحابُه ثلاثمائةٍ وتسعةَ عشرَ رجلًا . فاستقبل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القبلةَ . ثم مدَّ يدَيه فجعل يهتف بربِّه ( اللهمَّ ! أَنجِز لي ما وعدتَني . اللهمَّ ! آتِ ما وعدتَني . اللهمَّ ! إن تهلِك هذه العصابةُ من أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرض ) فما زال يهتف بربِّه ، مادًّا يدَيه ، مستقبلَ القبلةِ ، حتى سقط رداؤُه عن منكبَيه . فأتاه أبو بكرٍ . فأخذ رداءَه فألقاه على منكبَيه . ثم التزمه من ورائِه . وقال : يا نبيَّ اللهِ ! كفاك مُناشدتُك ربَّك . فإنه سينجز لك ما وعدك . فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : إِذ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُم فَاسْتَجَابَ لَكُم أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفَينَ [ 8 / الأنفال / 9 ] فأمدَّه اللهُ بالملائكة . قال أبو زميلٍ : فحدَّثني ابنُ عباسٍ قال : بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتدُّ في أثر رجلٍ من المشركين أمامَه . إذ سمع ضربَةً بالسوطِ فوقَه . وصوتُ الفارسِ يقول : اقدُم حَيزومُ . فنظر إلى المشركِ أمامه فخرَّ مُستلقيًا . فنظر إليه فإذا هو قد خُطم أنفُه ، وشُقَّ وجهُه كضربةِ السوطِ . فاخضرَّ ذلك أجمعُ . فجاء الأنصاريُّ فحدَّثَ بذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال ( صدقت . ذلك مددٌ السماء الثالثةِ ) فقتلوا يومئذٍ سبعين . وأسَروا سبعين . قال أبو زميل : قال ابن عباسٍ : فلما أسروا الأسارى قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأبي بكرٍ وعمرَ ( ما ترون في هؤلاء الأسارَى ؟ ) فقال أبو بكرٍ : يا نبيَّ اللهِ ! هم بنو العمِّ والعشيرة . أرى أن تأخذ منهم فديةً . فتكون لنا قوةً على الكفار . فعسى اللهُ أن يهديَهم للإسلام . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( ما ترى ؟ يا ابنَ الخطابِ ؟ ) قلتُ : لا . واللهِ ! ما أرى الذي رأى أبو بكرٍ . ولكني أرى أن تمكنّا فنضرب أعناقَهم . فتمكِّنُ عليًّا من عقيل فيضرب عنقَه . وتمكني من فلان ( نسيبًا لعمرَ ) فأضرب عنقَه . فإنَّ هؤلاءِ أئمةُ الكفرِ وصناديدُها. فهوى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قال أبو بكرٍ . ولم يهوَ ما قلتُ . فلما كان من الغدِ جئتُ فإذا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بكرٍ قاعدَين يبكيان . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أخبِرْني من أيِّ شيءٍ تبكي أنت وصاحبُك . فإن وجدتُ بكاءً بكيتُ . وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائِكما . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( أبكي للذي عرض على أصحابِك من أخذهم الفداءَ . لقد عُرض عليَّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرةِ ) ( شجرةٍ قريبةٍ من نبيِّ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ) وأنزل اللهُ عزّ وجلَّ : مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ . إلى قولِه : فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُم حَلَالًا طَيِّبًا [ 8 / الأنفال / 67 - 69 ] فأحل اللهُ الغنيمةَ لهم .) ([305]).

يقول ابن كثير : (قَوْله تَعَالَى " وَمَا جَعَلَهُ اللَّه إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنّ قُلُوبكُمْ بِهِ " أَيْ وَمَا أَنْزَلَ اللَّه الْمَلَائِكَة وَأَعْلَمكُمْ بِإِنْزَالِهِمْ إِلَّا بِشَارَة لَكُمْ وَتَطْيِيبًا لِقُلُوبِكُمْ وَتَطْمِينًا وَإِلَّا فَإِنَّمَا النَّصْر مِنْ عِنْد اللَّه الَّذِي لَوْ شَاءَ لَانْتَصَرَ مِنْ أَعْدَائِهِ بِدُونِكُمْ وَمِنْ غَيْر اِحْتِيَاج إِلَى قِتَالكُمْ لَهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى بَعْد أَمْرِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْقِتَالِ " ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّه لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضكُمْ بِبَعْضٍ وَاَلَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه فَلَنْ يُضِلّ أَعْمَالهمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِح بَالهمْ وَيُدْخِلهُمْ الْجَنَّة عَرَّفَهَا لَهُمْ " وَلِهَذَا قَالَ هَهُنَا " وَمَا جَعَلَهُ اللَّه إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْر إِلَّا مِنْ عِنْد اللَّه الْعَزِيز الْحَكِيم " أَيْ هُوَ ذُو الْعِزَّة الَّتِي لَا تُرَام وَالْحِكْمَة فِي قَدْره وَالْإِحْكَام).

 (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ) (آل عمران 124)

اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذَا الْوَعْد هَلْ كَانَ يَوْم بَدْر أَوْ يَوْم أُحُد ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ " أَحَدهمَا " أَنَّ قَوْله " إِذْ تَقُول لِلْمُؤْمِنِينَ " مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ " وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّه بِبَدْرٍ " وَهَذَا عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَعَامِر الشَّعْبِيّ وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَغَيْرهمْ وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير قَالَ عَبَّاد بْن مَنْصُور عَنْ الْحَسَن فِي قَوْله " إِذْ تَقُول لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَنْ يُمِدّكُمْ رَبّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَاف مِنْ الْمَلَائِكَة " قَالَ : هَذَا يَوْم بَدْر رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم . ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا وُهَيْب حَدَّثَنَا دَاوُدَ عَنْ عَامِر يَعْنِي الشَّعْبِيّ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَلَغَهُمْ يَوْم بَدْر أَنَّ كُرْزَ بْن جَابِر يَمُدّ الْمُشْرِكِينَ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَنْ يُمِدّكُمْ رَبّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَاف مِنْ الْمَلَائِكَة مُنْزَلِينَ - إِلَى قَوْله - مُسَوِّمِينَ " قَالَ : فَبَلَغَتْ كُرْزًا الْهَزِيمَة فَلَمْ يَمُدّ الْمُشْرِكِينَ وَلَمْ يُمِدّ اللَّه الْمُسْلِمِينَ بِالْخَمْسَةِ. وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس : أَمَدَّ اللَّه الْمُسْلِمِينَ بِأَلْفٍ ثُمَّ صَارُوا ثَلَاثَة آلَاف ثُمَّ صَارُوا خَمْسَة آلَاف فَإِنْ قِيلَ فَمَا الْجَمْع بَيْن هَذِهِ الْآيَة عَلَى هَذَا الْقَوْل وَبَيْن قَوْله فِي قِصَّة بَدْر " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَة مُرْدِفِينَ - إِلَى قَوْله - إِنَّ اللَّه عَزِيز حَكِيم " ؟ فَالْجَوَاب أَنَّ التَّنْصِيص عَلَى الْأَلْف هَهُنَا لَا يُنَافِي الثَّلَاثَة الْآلَاف فَمَا فَوْقهَا لِقَوْلِهِ " مُرْدِفِينَ " بِمَعْنَى يُرْدِفُهُمْ غَيْرهمْ وَيَتْبَعهُمْ أُلُوف أُخَر مِثْلهمْ . وَهَذَا السِّيَاق شَبِيه بِهَذَا السِّيَاق فِي سُورَة آل عِمْرَان فَالظَّاهِر أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْم بَدْر كَمَا هُوَ الْمَعْرُوف مِنْ أَنَّ قِتَال الْمَلَائِكَة إِنَّمَا كَانَ يَوْم بَدْر وَاَللَّه أَعْلَم . وَقَالَ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة أَمَدَّ اللَّه الْمُسْلِمِينَ يَوْم بَدْر بِخَمْسَةِ آلَاف " الْقَوْل الثَّانِي " أَنَّ هَذَا الْوَعْد مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ " وَإِذْ غَدَوْت مِنْ أَهْلك تُبَوِّئ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِد لِلْقِتَالِ " وَذَلِكَ يَوْم أُحُد وَهُوَ قَوْل مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَالزُّهْرِيّ وَمُوسَى بْن عُقْبَة وَغَيْرهمْ . لَكِنْ قَالُوا لَمْ يَحْصُل الْإِمْدَاد بِالْخَمْسَةِ الْآلَاف لِأَنَّ الْمُسْلِمِينَ فَرُّوا يَوْمئِذٍ زَادَ عِكْرِمَة وَلَا بِالثَّلَاثَةِ الْآلَاف لِقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا " فَلَمْ يَصْبِرُوا بَلْ فَرُّوا فَلَمْ يُمَدُّوا بِمَلَكٍ وَاحِد . (ابن كثير)

(بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) (آل عمران 125)

قَوْله تَعَالَى " بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا " يَعْنِي تَصْبِرُوا عَلَى مُصَابَرَة عَدُوّكُمْ وَتَتَّقُونِي وَتُطِيعُوا أَمْرِي . وَقَوْله تَعَالَى " وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرهمْ هَذَا " قَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة وَالرَّبِيع وَالسُّدِّيّ : أَيْ مَنْ وَجْههمْ هَذَا . وَقَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَأَبُو صَالِح أَيْ مِنْ غَضَبهمْ هَذَا . وَقَالَ الضَّحَّاك : مِنْ غَضَبهمْ وَوَجْههمْ . وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس : مِنْ سَفَرهمْ هَذَا وَيُقَال مِنْ غَضَبهمْ هَذَا . وَقَوْله تَعَالَى " يُمْدِدْكُمْ رَبّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَاف مِنْ الْمَلَائِكَة مُسَوِّمِينَ " أَيْ مُعَلَّمِينَ بِالسِّيمَا . وَقَالَ أَبُو إِسْحَق السَّبِيعِيّ عَنْ حَارِثَة بْن مُضَرِّب عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : كَانَ سِيمَا الْمَلَائِكَة يَوْم بَدْر الصُّوف الْأَبْيَض وَكَانَ سِيمَاهُمْ أَيْضًا فِي نَوَاصِي خُيُولهمْ رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم . ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة حَدَّثَنَا هُدْبَة بْن خَالِد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي هَذِهِ الْآيَة " مُسَوِّمِينَ " قَالَ : بِالْعِهْنِ الْأَحْمَر وَقَالَ مُجَاهِد : " مُسَوِّمِينَ " أَيْ مُحَذَّفَة أَعْرَافهَا مُعَلَّمَة نَوَاصِيهَا بِالصُّوفِ الْأَبْيَض فِي أَذْنَاب الْخَيْل وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : أَتَتْ الْمَلَائِكَة مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَوِّمِينَ بِالصُّوفِ فَسَوَّمَ مُحَمَّد وَأَصْحَابه أَنْفُسهمْ وَخَيْلهمْ عَلَى سِيمَاهُمْ بِالصُّوفِ وَقَالَ قَتَادَةُ وَعِكْرِمَة " مُسَوِّمِينَ " أَيْ بِسِيمَا الْقِتَال . وَقَالَ مَكْحُول : مُسَوِّمِينَ بِالْعَمَائِمِ . وَرَوَى اِبْن مَرْدُوَيه مِنْ حَدِيث عَبْد الْقُدُّوس بْن حَبِيب عَنْ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْله " مُسَوِّمِينَ " قَالَ " مُعَلَّمِينَ " وَكَانَ سِيمَا الْمَلَائِكَة يَوْم بَدْر عَمَائِم سُود وَيَوْم حُنَيْن عَمَائِم حُمْر . وَرُوِيَ مِنْ حَدِيث حُسَيْن بْن مُخَارِق عَنْ سَعِيد عَنْ الْحَكَم عَنْ مِقْسَم عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : لَمْ تُقَاتِل الْمَلَائِكَة إِلَّا يَوْم بَدْر وَقَالَ اِبْن إِسْحَق حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِم عَنْ مُقْسِم عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : كَانَ سِيمَا الْمَلَائِكَة يَوْم بَدْر عَمَائِم بِيض قَدْ أَرْسَلُوهَا فِي ظُهُورهمْ وَيَوْم حُنَيْن عَمَائِم حُمْر . وَلَمْ تَضْرِب الْمَلَائِكَة فِي يَوْم سِوَى يَوْم بَدْر وَكَانُوا يَكُونُونَ عَدَدًا وَمَدَدًا لَا يَضْرِبُونَ ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ الْحَسَن بْن عُمَارَة عَنْ الْحَكَم عَنْ مِقْسَم عَنْ اِبْن عَبَّاس فَذَكَرَ نَحْوه . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا الْأَحْمَسِيّ حَدَّثَنَا وَكِيع حَدَّثَنَا هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ يَحْيَى بْن عَبَّاد : أَنَّ الزُّبَيْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ كَانَ عَلَيْهِ يَوْم بَدْر عِمَامَة صَفْرَاء مُعْتَجِرًا بِهَا فَنَزَلَتْ الْمَلَائِكَة عَلَيْهِمْ عَمَائِم صُفْر رَوَاهُ اِبْن مَرْدُوَيه مِنْ طَرِيق هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر فَذَكَرَهُ . (ابن كثير)

- (كنت على [ البئرِ ] فكنت يومَ بدرٍ أميحَ وأمتحَ منه فجاءت ريحٌ شديدةٌ ثم جاءت ريحٌ شديدةٌ شديدةٌ فلم أرَ ريحًا أشدَّ منها إلا التي كانت قبلَها ثم جاءت ريحٌ شديدةٌ فكانت الأولُ ميكائيلَ في ألفٍ من الملائكةِ عن يمينِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والثانيةُ إسرافيلَ في ألفٍ من الملائكةِ عن يسارِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والثالثةُ جبريلَ في ألفٍ من الملائكةِ وكان أبو بكرٍ عن يمينِه وكنتُ عن يسارِه فلما هزم اللهُ الكفارَ حملني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على فرسِه فلما استويت عليه حمل بي فصرت على عنقِه فدعوت اللهَ فثبَّتَني عليه فطُعِنت برمحي حتى بلغ الدمُ إبطِي) ([306]).

- (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ولأبي بكر مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف) ([307]).

المدينة إذا خرج الدجال ؛ على كل نقب من أنقابها ملك

- (نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال ؛ على كل نقب من أنقابها ملك ؛ لا يدخلها ؛ فإذا كان ذاك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ؛ وأكثر يعني من يخرج إليه من النساء وذلك يوم التخليص يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد يكون معه سبعون ألفا من اليهود ؛ على كل رجل ساج وسيف محلى ؛ فيضرب رواقه بهذا الطرف الذي عند مجتمع السلول ؛ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كانت فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال وما من نبي إلا وقد حذره أمته لأخبرنكم بشيء ما أخبره نبي أمته ثم وضع يده على عينيه ثم قال : أشهد أن الله ليس بأعور) ([308]).

- (نِعمتِ الأرضُ المدينةُ إذا خرج الدجالُ ؛ على كلِّ نقبٍ من أنقابها مَلَكٌ لا يدخلُها ، فإن كان كذلك رجفتِ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رجفاتٍ ، لا يبقى منافقٌ ولا منافقةٌ إلا خرج إليه ، وأكثرُ – يعني – من يخرجُ إليه النساءِ ، وذلك يومَ التخليصِ ، وذلك يومَ تنفي المدينةُ الخبثَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدَ ، يكون معه سبعون ألفًا من اليهودِ ، على كلِّ رجلٍ منهم ساجٌ وسيفٌ مُحَلَّى ، فتضربُ قُبَّتَه بهذا الضربِ الذي عند مجتمعِ السيولِ . ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ما كانت فتنةٌ – ولا تكون حتى تقومَ الساعةُ – أكبرَ من فتنةِ الدجالِ ، ولا من نبيٍّ إلا حذَّرَ أُمَّتَه ، ولأخبرتُكم بشيٍء ما أخبرَه نبيُّ قبلي . ثم وضع يدَه على عينِه ، ثم قال : أشهدُ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ليس بأعورَ) ([309]).

- (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وصعد المنبر وكان لا يصعد عليه مثل ذلك اليوم إلا يوم الجمعة ، فاشتد ذلك على الناس فمن بين قائم وجالس فأشار إليهم بيده أن اقعدوا ، فو الله ما قمت مقامي إلا لأمر ينفعكم لا رغبة ولا رهبة ، ولكن تميم الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين ، فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا أن ابن عم لتميم الداري أخبرني أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها ، فقعدوا في قوارب السفينة فخرجوا بها فإذا هم بشيء أهدب أسود كثير الشعر . قالوا لها : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة . قالوا : أخبرينا . قالت : ما أنا مخبرتكم شيئا ولا سائلتكم ، وليكن هذا الدير قد رهقتموه فائتوه فإن فيه رجلا بالأشواق إلى أن تخبروه ويخبركم فأتوه فدخلوه عليه ، فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق مظهر الحزن شديد التشكي قال لهم : من أين ؟ فقالوا : من الشام . فقال : ما فعلت العرب ؟ قالوا : نحن قوم من العرب عم تسأل ؟ قال : ما فعل الرجل الذي خرج فيكم ؟ قالوا : خيرا أتى قوما فأظهره الله عليهم ، فأمرهم اليوم جميع إلههم واحد ودينهم واحد ونبيهم واحد . قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : خيرا يسقون منها لزروعهم ويستقون منها لشعبهم . قال : ما فعل نخل بين عمان وبيسان ؟ قالوا : يطعم ثمره كل عام . قال : ما فعلت بحيرة الطبرية ؟ قالوا تدفق بجنباتها من كثرة الماء . قال : فزفر ثلاث زفرات ثم قال : لو انفلت من وثاقي هذا لم أدع أرضا إلا وطئتها برجلي هاتين إلا طيبة ليس لي عليها سبيل قال النبي صلى الله عليه وسلم : إلى هذا انتهى وحي هذه طيبة والذي نفسي بيده ما فيها طريق ضيق ولا واسع ولا سهل ولا جبل إلا وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة) ([310]).

- (المدينةُ ومكةُ محفوفتانِ بالملائكةِ على كلِّ نَقبٍ منهما ملَكٌ لا يدخلُهما الدجالُ ولا الطاعونُ) ([311]).

وهناك ملائكة موكلون بأمور أخرى من تفسيرات بعض الآيات:

﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً * فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً * فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً ﴾ (الذاريات : 1-4).

وفي الحديث :

- (عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ في قولِهِ { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا } قال الرياحُ { فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا } قال السحابُ { فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا } قال السُّفُنُ } فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا } قال الملائكةُ) ([312]).

 (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا): قَالَ  عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : الْمَلَائِكَة. وَقَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ حَدِيث مَرْفُوع فَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَزَّار حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن هَانِئ حَدَّثَنَا سَعِيد بْن سَلَّام الْعَطَّار حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ جَاءَ صَبِيغ التَّمِيمِيّ إِلَى عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنْ الذَّارِيَات ذَرْوًا فَقَالَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ هِيَ الرِّيَاح وَلَوْلَا أَنَّى سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولهُ مَا قُلْته قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْمُقَسِّمَات أَمْرًا قَالَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ هِيَ الْمَلَائِكَة وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولهُ مَا قُلْته قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْجَارِيَات يُسْرًا قَالَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ هِيَ السُّفُن وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ مَا قُلْته ثُمَّ أَمَرَ بِضَرْبِهِ فَضُرِبَ مِائَة وَجُعِلَ فِي بَيْت فَلَمَّا بَرِئَ دَعَا بِهِ فَضَرَبَهُ مِائَة أُخْرَى وَحَمَلَهُ عَلَى قَتَب وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ اِمْنَعْ النَّاس مِنْ مُجَالَسَته فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى أَتَى أَبَا مُوسَى رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَحَلَفَ بِالْأَيْمَانِ الْمُغَلَّظَة مَا يَجِد فِي نَفْسه مِمَّا كَانَ يَجِد شَيْئًا فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَكَتَبَ عُمَر مَا إِخَالهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ فَخَلِّ بَيْنه وَبَيْن مُجَالَسَة النَّاس قَالَ أَبُو بَكْر الْبَزَّار فَأَبُو بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة لَيِّنٌ وَسَعِيد بْن سَلَّام لَيْسَ مِنْ أَصْحَاب الْحَدِيث قُلْت فَهَذَا الْحَدِيث ضَعِيف رَفْعُهُ وَأَقْرَب مَا فِيهِ أَنَّهُ مَوْقُوف عَلَى عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَإِنَّ قِصَّة صَبِيغ بْن عَسَل مَشْهُورَة مَعَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ([313]).  وَإِنَّمَا ضَرَبَهُ عُمَرُ لِأَنَّهُ ظَهَرَ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ فِيمَا يَسْأَل تَعَنُّتًا وَعِنَادًا وَاَللَّه أَعْلَم . وَقَدْ ذَكَرَ الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر هَذِهِ الْقِصَّة فِي تَرْجَمَة صَبِيغ مُطَوَّلَة وَهَكَذَا فَسَّرَهَا اِبْن عَبَّاس وَابْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد , وَلَمْ يَحْكِ اِبْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم غَيْر ذَلِكَ , وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الْمُرَاد بِالذَّارِيَاتِ الرِّيح كَمَا تَقَدَّمَ وَبِالْحَامِلَاتِ وِقْرًا السَّحَاب كَمَا تَقَدَّمَ لِأَنَّهَا تَحْمِل الْمَاء كَمَا قَالَ زَيْد بْن عَمْرو بْن نُفَيْل : وَأَسْلَمْت نَفْسِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ لَهُ الْمُزْنُ تَحْمِلُ عَذْبًا زُلَالًا فَأَمَّا الْجَارِيَات يُسْرًا فَالْمَشْهُور عَنْ الْجُمْهُور كَمَا تَقَدَّمَ أَنَّهَا السُّفُن تَجْرِي مُيَسَّرَةً فِي الْمَاء جَرْيًا سَهْلًا وَقَالَ بَعْضهمْ هِيَ النُّجُوم تَجْرِي يُسْرًا فِي أَفْلَاكهَا لِيَكُونَ ذَلِكَ تَرَقِّيًا مِنْ الْأَدْنَى إِلَى الْأَعْلَى إِلَى مَا هُوَ أَعْلَى مِنْهُ فَالرِّيَاح فَوْقهَا السَّحَاب وَالنُّجُوم فَوْق ذَلِكَ وَالْمُقَسِّمَات أَمْرًا الْمَلَائِكَة فَوْق ذَلِكَ تَنْزِل بِأَوَامِر اللَّه الشَّرْعِيَّة وَالْكَوْنِيَّة وَهَذَا قَسَم مِنْ اللَّه عَزَّ جَلَّ عَلَى وُقُوع الْمَعَاد .(تفسير ابن كثير)

وهناك ملائكة موكلون بأمور أخرى من تفسيرات قوله تعالى:

(وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) (النّازعات 5-3 :).

(وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا) : قَالَ اِبْن مَسْعُود هِيَ الْمَلَائِكَة وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي صَالِح مِثْل ذَلِكَ وَعَنْ مُجَاهِد " وَالسَّابِحَات سَبْحًا " الْمَوْت وَقَالَ قَتَادَة هِيَ النُّجُوم وَقَالَ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح هِيَ السُّفُن (تفسير ابن كثير) .  وذكر القرطبي في تفسيره : " قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : هِيَ الْمَلَائِكَة تَسْبَح بِأَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ . الْكَلْبِيّ : هِيَ الْمَلَائِكَة تَقْبِض أَرْوَاح الْمُؤْمِنِينَ , كَاَلَّذِي يَسْبَح فِي الْمَاء , فَأَحْيَانًا يَنْغَمِس وَأَحْيَانًا يَرْتَفِع , يَسُلُّونَهَا سَلًّا رَفِيقًا بِسُهُولَةٍ , ثُمَّ يَدَعُونَهَا حَتَّى تَسْتَرِيح . وَقَالَ مُجَاهِد وَأَبُو صَالِح : هِيَ الْمَلَائِكَة يَنْزِلُونَ مِنْ السَّمَاء مُسْرِعِينَ لِأَمْرِ اللَّه , كَمَا يُقَال لِلْفَرَسِ الْجَوَاد سَابِح : إِذَا أَسْرَعَ فِي جَرْيه . وَعَنْ مُجَاهِد أَيْضًا : الْمَلَائِكَة تَسْبَح فِي نُزُولهَا وَصُعُودهَا . وَعَنْهُ أَيْضًا : السَّابِحَات : الْمَوْت يَسْبَح فِي أَنْفُس بَنِي آدَم ... قَتَادَة وَالْحَسَن : هِيَ النُّجُوم تَسْبَح فِي أَفْلَاكِهَا , وَكَذَا الشَّمْس وَالْقَمَر ; قَالَ اللَّه تَعَالَى : " كُلٌّ فِي فَلَك يَسْبَحُونَ " . عَطَاء : هِيَ السُّفُن تَسْبَح فِي الْمَاء . اِبْن عَبَّاس : السَّابِحَات أَرْوَاح الْمُؤْمِنِينَ تَسْبَح شَوْقًا إِلَى لِقَاء اللَّه وَرَحْمَته حِين تَخْرُج ." (تفسير القرطبي).

(فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) : رُوِيَ عَنْ عَلِيّ وَمَسْرُوق وَمُجَاهِد وَأَبِي صَالِح وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ يَعْنِي الْمَلَائِكَة قَالَ الْحَسَن سَبَقَتْ إِلَى الْإِيمَان وَالتَّصْدِيق بِهِ وَعَنْ مُجَاهِد الْمَوْت وَقَالَ قَتَادَة هِيَ النُّجُوم وَقَالَ عَطَاء هِيَ الْخَيْل فِي سَبِيل اللَّه (تفسير ابن كثير) .  وذكر القرطبي في تفسيره : " قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : هِيَ الْمَلَائِكَة تَسْبِق الشَّيَاطِين بِالْوَحْيِ إِلَى الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ السَّلَام . وَقَالَهُ مَسْرُوق وَمُجَاهِد . وَعَنْ مُجَاهِد أَيْضًا وَأَبِي رَوْق : هِيَ الْمَلَائِكَة سَبَقَتْ اِبْن آدَم بِالْخَيْرِ وَالْعَمَل الصَّالِح . وَقِيلَ : تَسْبِق بَنِي آدَم إِلَى الْعَمَل الصَّالِح فَتَكْتُبهُ . وَعَنْ مُجَاهِد أَيْضًا : الْمَوْت يَسْبِق الْإِنْسَان . مُقَاتِل : هِيَ الْمَلَائِكَة تَسْبِق بِأَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّة . اِبْن مَسْعُود : هِيَ أَنْفُس الْمُؤْمِنِينَ تَسْبِق , إِلَى الْمَلَائِكَة الَّذِينَ يَقْبِضُونَهَا وَقَدْ عَايَنَتْ السُّرُور , شَوْقًا إِلَى لِقَاء اللَّه تَعَالَى وَرَحْمَته . وَنَحْوهُ عَنْ الرَّبِيع , قَالَ : هِيَ النُّفُوس تَسْبِق بِالْخُرُوجِ عِنْد الْمَوْت . وَقَالَ قَتَادَة وَالْحَسَن وَمَعْمَر : هِيَ النُّجُوم يَسْبِق بَعْضهَا بَعْضًا فِي السَّيْر . عَطَاء : هِيَ الْخَيْل الَّتِي تَسْبِق إِلَى الْجِهَاد . وَقِيلَ : يَحْتَمِل أَنْ تَكُون السَّابِقَات مَا تَسْبِق مِنْ الْأَرْوَاح قَبْل الْأَجْسَاد إِلَى جَنَّة أَوْ نَار ; قَالَهُ الْمَاوَرْدِيّ ." (تفسير القرطبي).

(فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) :  يروى عن عليّ رضي اللّه عنه : (سمعتُ ابن الكوَّاءِ يسألُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ عنِ { الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا } قالَ: الرِّياحُ. وعنِ { الْحَامِلَاتِ وِقْرًا } قالَ: السَّحابُ. وعنِ { الْجَارِيَاتِ يُسْرًا } قالَ: السُّفنُ. وعنِ } الْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا } قالَ: الملائكةُ) ([314]).

قَالَ عَلِيّ وَمُجَاهِد وَعَطَاء وَأَبُو صَالِح وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالسُّدِّيّ هِيَ الْمَلَائِكَة زَادَ الْحَسَن تُدَبِّر الْأَمْر مِنْ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض يَعْنِي بِأَمْرِ رَبّهَا عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي هَذَا وَلَمْ يَقْطَع اِبْن جَرِير بِالْمُرَادِ فِي شَيْء مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ حَكَى فِي الْمُدَبِّرَات أَمْرًا أَنَّهَا الْمَلَائِكَة وَلَا أَثْبَتَ وَلَا نَفَى (تفسير ابن كثير).  وذكر القرطبي في تفسيره : " قَالَ الْقُشَيْرِيّ : أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَاد الْمَلَائِكَة . وَقَالَ الْمَاوَرْدِيّ : فِيهِ قَوْلَانِ : أَحَدهمَا الْمَلَائِكَة ; قَالَ الْجُمْهُور . .... وَعَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْمُدَبِّرَاتِ الْمَلَائِكَة , فَتَدْبِيرهَا نُزُولهَا بِالْحَلَالِ وَالْحَرَام وَتَفْصِيله ; قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة وَغَيْرهمَا . وَهُوَ إِلَى اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ , وَلَكِنْ لَمَّا نَزَلَتْ الْمَلَائِكَة بِهِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ ; كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : " نَزَلَ بِهِ الرُّوح الْأَمِين " [ الشُّعَرَاء : 193 ] . وَكَمَا قَالَ تَعَالَى : " فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبك " [ الْبَقَرَة : 97 ] . يَعْنِي جِبْرِيل نَزَّلَهُ عَلَى قَلْب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَاَللَّه عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَهُ وَرَوَى عَطَاء عَنْ اِبْن عَبَّاس : " فَالْمُدَبِّرَات أَمْرًا " : الْمَلَائِكَة وُكِّلَتْ بِتَدْبِيرِ أَحْوَال الْأَرْض فِي الرِّيَاح وَالْأَمْطَار وَغَيْر ذَلِكَ . قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن سَابَاط : تَدْبِير أَمْر الدُّنْيَا إِلَى أَرْبَعَة ; جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَمَلَك الْمَوْت وَإِسْرَافِيل , فَأَمَّا جِبْرِيل فَمُوَكَّل بِالرِّيَاحِ وَالْجُنُود , وَأَمَّا مِيكَائِيل فَمُوَكَّل بِالْقَطْرِ وَالنَّبَات , وَأَمَّا مَلَك الْمَوْت فَمُوَكَّل بِقَبْضِ الْأَنْفُس فِي الْبَرّ وَالْبَحْر , وَأَمَّا إِسْرَافِيل فَهُوَ يَنْزِل بِالْأَمْرِ عَلَيْهِمْ... وَقِيلَ : أَيْ وُكِّلُوا بِأُمُورٍ عَرَّفَهُمْ اللَّه بِهَا ." (تفسير القرطبي) .

وهناك ملائكة موكلون بأمور أخرى من تفسيرات قوله تعالى:

(وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا) (الْمُرْسَلَات : 1-5).  عنْ أبي هُرَيرةَ قال : }) الْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا { الملائكَةُ أُرْسِلتْ بالمعروفِ) ([315]) ، وهذا ما ذكره ابن كثير في تفسيره.

وفي معرض تفسير هذه الآيات ذكر القرطبي في تفسيره :

(وَالْمُرْسَلَات عُرْفًا) : جُمْهُور الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الْمُرْسَلَات الرِّيَاح . وَرَوَى مَسْرُوق عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ: هِيَ الْمَلَائِكَة أُرْسِلَتْ بِالْمَعْرُوفِ مِنْ أَمْر اللَّه تَعَالَى وَنَهْيِهِ وَالْخَبَر وَالْوَحْي . وَهُوَ قَوْل أَبِي هُرَيْرَة وَمُقَاتِل وَأَبِي صَالِح وَالْكَلْبِيّ . وَقِيلَ : هُمْ الْأَنْبِيَاء أُرْسِلُوا بِلَا إِلَه إِلَّا اللَّه ; قَالَهُ اِبْن عَبَّاس . وَقَالَ أَبُو صَالِح : إِنَّهُمْ الرُّسُل تُرْسَل بِمَا يُعْرَفُونَ بِهِ مِنْ الْمُعْجِزَات . وَعَنْ اِبْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود : أَنَّهَا الرِّيَاح ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : " وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاح " [ الْحِجْر : 22 ] . وَقَالَ : " وَهُوَ الَّذِي يُرْسِل الرِّيَاح " [ الْأَعْرَاف : 57 ] . وَمَعْنَى " عُرْفًا " يَتْبَع بَعْضهَا بَعْضًا كَعُرْفِ الْفَرَس... وَهُوَ نَصْب عَلَى الْحَال مِنْ " وَالْمُرْسَلَات " أَيْ وَالرِّيَاح الَّتِي أُرْسِلَتْ مُتَتَابِعَة . وَيَجُوز أَنْ تَكُون مَصْدَرًا أَيْ تِبَاعًا . وَيَجُوز أَنْ يَكُون النَّصْب عَلَى تَقْدِير حَرْف الْجَرّ , كَأَنَّهُ قَالَ : وَالْمُرْسَلَات بِالْعُرْفِ , وَالْمُرَاد الْمَلَائِكَة أَوْ الْمَلَائِكَة وَالرُّسُل . وَقِيلَ : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْمُرْسَلَاتِ السَّحَاب , لِمَا فِيهَا مِنْ نِعْمَة وَنِقْمَة , عَارِفَة بِمَا أُرْسِلَتْ فِيهِ وَمَنْ أُرْسِلَتْ إِلَيْهِ .

(فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا) : الرِّيَاح بِغَيْرِ اِخْتِلَاف ; قَالَهُ الْمَهْدَوِيّ . وَعَنْ اِبْن مَسْعُود : هِيَ الرِّيَاح الْعَوَاصِف تَأْتِي بِالْعَصْفِ , وَهُوَ وَرَق الزَّرْع وَحُطَامه ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : " فَيُرْسِل عَلَيْكُمْ قَاصِفًا " [ الْإِسْرَاء : 69 ] . وَقِيلَ : الْعَاصِفَات الْمَلَائِكَة الْمُوَكَّلُونَ بِالرِّيَاحِ يَعْصِفُونَ بِهَا . وَقِيلَ : الْمَلَائِكَة تَعْصِف بِرَوْحِ الْكَافِر ; يُقَال : عَصَفَ بِالشَّيْءِ أَيْ أَبَادَهُ وَأَهْلَكَهُ , وَنَاقَة عَصُوف أَيْ تَعْصِف بِرَاكِبِهَا , فَتَمْضِي كَأَنَّهَا رِيح فِي السُّرْعَة , وَعَصَفَتْ الْحَرْب بِالْقَوْمِ أَيْ ذَهَبَتْ بِهِمْ . وَقِيلَ : يَحْتَمِل أَنَّهَا الْآيَات الْمُهْلِكَة كَالزَّلَازِلِ وَالْخُسُوف .

(وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا) : الْمَلَائِكَة الْمُوَكَّلُونَ بِالسُّحُبِ يَنْشُرُونَهَا . وَقَالَ اِبْن مَسْعُود وَمُجَاهِد : هِيَ الرِّيَاح يُرْسِلهَا اللَّه تَعَالَى نَشْرًا بَيْن يَدَيْ رَحْمَته ; أَيْ تَنْشُر السَّحَاب لِلْغَيْثِ . وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي صَالِح . وَعَنْهُ أَيْضًا : الْأَمْطَار ; لِأَنَّهَا تَنْشُر النَّبَات , فَالنَّشْر بِمَعْنَى الْإِحْيَاء ; يُقَال : نَشَرَ اللَّه الْمَيِّت وَأَنْشَرَهُ أَيْ أَحْيَاهُ . وَرَوَى عَنْهُ السُّدِّيّ : أَنَّهَا الْمَلَائِكَة تَنْشُر كُتْب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ . وَرَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : يُرِيد مَا يُنْشَر مِنْ الْكُتُب وَأَعْمَال بَنِي آدَم . الضَّحَّاك : إِنَّهَا الصُّحُف تُنْشَر عَلَى اللَّه بِأَعْمَالِ الْعِبَاد . وَقَالَ الرَّبِيع : إِنَّهُ الْبَعْث لِلْقِيَامَةِ تُنْشَر فِيهِ الْأَرْوَاح . قَالَ : " وَالنَّاشِرَات " بِالْوَاوِ ; لِأَنَّهُ اِسْتِئْنَاف قَسَم آخَر .

(فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا) : الْمَلَائِكَة تَنْزِل بِالْفَرْقِ بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل ; قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَأَبُو صَالِح . وَرَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : مَا تُفَرِّق الْمَلَائِكَة مِنْ الْأَقْوَات وَالْأَرْزَاق وَالْآجَال . وَرَوَى اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد قَالَ : الْفَارِقَات الرِّيَاح تُفَرِّق بَيْن السَّحَاب وَتُبَدِّدهُ . وَعَنْ سَعِيد عَنْ قَتَادَة قَالَ : " الْفَارِقَات فَرْقًا " الْفُرْقَان , فَرَّقَ اللَّه فِيهِ بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل وَالْحَرَام وَالْحَلَال . وَقَالَهُ الْحَسَن وَابْن كَيْسَان . وَقِيلَ : يَعْنِي الرُّسُل فَرَّقُوا بَيْن مَا أَمَرَ اللَّه بِهِ وَنَهَى عَنْهُ أَيْ بَيَّنُوا ذَلِكَ . وَقِيلَ : السَّحَابَات الْمَاطِرَة .

المبحث الخامس : ملائكة حياة البرزخ

ملائكة الرحمة وملائكة العذاب

- (إن عبدا قتل تسعة و تسعين نفسا ، ثم عرضت له التوبة ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ؟ فدل على رجل ، وفي رواية : راهب ، فأتاه ، فقال : إني قتلت تسعة و تسعين نفسا ، فهل لي من توبة ؟ قال : بعد قتل تسعة و تسعين نفسا ؟ ‍ قال : فانتضى سيفه فقتله به ، فاكمل به مائة ، ثم عرضت له التوبة ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ؟ فدل على رجل [ عالم ] ، فأتاه فقال : إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة ؟ فقال : و من يحول بينك و بين التوبة ؟ أخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا و كذا ، [ فإن بها أناسا يعبدون الله ] ، فاعبد ربك [ معهم ] فيها ، [ ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ] ، قال : فخرج إلى القرية الصالحة ، فعرض له أجله في [ بعض ] الطريق ، [ فناء بصدره نحوها ] ، قال : فاختصمت فيه ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب ، قال : فقال أبليس : أنا أولى به ، إنه لم يعصني ساعة قط ‍ قال : فقالت ملائكة الرحمة : إنه خرج تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، و قالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ] - فبعث الله عز وجل ملكا [ في صورة آدمي ] فاختصموا إليه - قال : فقال : انظروا إلى القريتين كان أقرب إليه فألحقوه بأهلها ، [ فأوحى الله إلى هذه أن تقربي ، و أوحى إلى هذه أن تباعدي ] ، [ فقاسوه ، فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد [ بشبر ] ، فقبضته ملائكة الرحمة ] [ فغفر له ] 0 قال الحسن : لما عرف الموت احتفز بنفسه و في رواية : ناء بصدره فقرب الله عز و جل منه القرية الصالحة ، و باعد منه القرية الخبيثة ، فألحقوه بأهل القرية الصالحة) ([316]).

- (كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا . فسأل عن أعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على راهبٍ فأتاه فقال : إنَّه قتل تسعةً وتسعين نفسًا . فهل له من توبةٍ ؟ فقال : لا . فقتله . فكمَّل به مائةً . ثمَّ سأل عن أعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ . فقال : إنَّه قتل مائةَ نفسٍ . فهل له من توبةٍ ؟ فقال : نعم . ومن يحولُ بينه وبين التَّوبةِ ؟ انطلق إلى أرضِ كذا وكذا . فإنَّ بها أُناسًا يعبدون اللهَ فاعبُدِ اللهَ معهم . ولا ترجِعْ إلى أرضِك فإنَّها أرضُ سوءٍ . فانطلق حتَّى إذا نصَف الطَّريقَ أتاه الموتُ . فاختصمت فيه ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذابِ . فقالت ملائكةُ الرَّحمةِ : جاء تائبًا مقبلًا بقلبِه إلى اللهِ . وقالت ملائكةُ العذابِ : إنَّه لم يعمَلْ خيرًا قطُّ . فأتاه ملَكٌ في صورةِ آدميٍّ . فجعلوه بينهم . فقال : قِيسوا ما بين الأرضين . فإلى أيَّتِهما كان أدنَى ، فهو له . فقاسوه فوجدوه أدنَى إلى الأرضِ الَّتي أراد . فقبضته ملائكةُ الرَّحمةِ . قال قتادةُ : فقال الحسنُ : ذُكِر لنا ؛ أنَّه لمَّا أتاه الموتُ نأَى بصدرِه .) ([317]).

- (إنَّ رجلًا قتلَ تِسعةً وتِسعينَ نفسًا ، ثمَّ عُرِضَتْ لهُ التَّوبةُ ، فسألَ عن أعلَمِ أهلِ الأرضِ ؟ فَدُلَّ علَى راهِبٍ ، فأتاهُ ، فقالَ : إنَّه قتلَ تِسعةً وتِسعينَ نفسًا ، فهلْ لهُ مِن توبةٍ ؟ فقال : لا ، فَقَتلَه ، فكَمَّلَ بهِ مائةً ، ثمَّ سألَ عن أعلَمِ أهلِ الأرضِ ؟ فَدُلَّ على رجلٍ عالمٍ ، فقال : إنَّه قتلَ مِائةَ نفسٍ ، فهلْ لهُ من توبةٍ ؟ قال : نعَمْ ، ومَن يحولُ بينَه وبينَ التَّوبةِ ؟ انطلقْ إلى أرضِ كَذا وكَذا ، فإنَّ بِها أُناسًا يعبُدونَ اللهَ ، فاعبُدِ اللهَ معهُمْ ، ولا ترجعْ إلى أرضِكَ ، فإنَّها أرضُ سَوءٍ ، فانطلقَ حتَّى إذا نِصفُ الطَّريقَ أتاه الموتُ ، فاختصَمَتْ فيهِ ملائكةُ الرَّحمةِ ، وملائكةُ العَذابِ ، فقالتْ ملائكةُ الرَّحمةِ : جاء تائبًا مُقبلًا بقلبِه إلى اللهِ تعالى ، وقالتْ ملائكةُ العذابِ : إنَّه لَم يعمَلْ خيرًا قطُّ ، فأتاهُم ملَكٌ في صورةِ آدَميٍّ ، فجعَلوه بينَهم ، فقالَ : قيسوا بينَ الأرضَيْنِ ، فإلى أيَّتِهِما كان أدنى فهوَ لها ، فقاسوا ، فوجَدوه أدنى إلى الأرضِ الَّتي أرادَ ، فَقَبضَتُهُ ملائكةُ الرَّحمَةِ) ([318]).

- (إنَّ المؤمنَ إذا قُبِضَ أتتْه ملائكةُ الرحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ ، فيقولون اخرُجي إلى رَوْحِ اللهِ ، فتخرج كأطيبِ ريحِ المسكِ حتى إنه ليناولَه بعضُهم بعضًا ، فيشمّونه ، حتى يأتون به بابَ السماءِ ، فيقولون : ما هذه الريحُ الطَّيِبةُ التي جاءت من الأرض ؟ ولا يأتون سماءً إلا قالوا مثلَ ذلك ، حتى يأتون به أرواحَ المؤمنين ، فلَهُم أشدُّ فرحًا من أهل الغائبِ بغائبِهم ، فيقولون : ما فعل فلان ، فيقولون : دَعوه حتى يستريحَ ، فإنه كان في غمِّ الدنيا فيقول : قد مات ، أما أتاكم ؟ فيقولون : ذُهِبَ به إلى أمِّه الهاويةِ . وأما الكافرُ ، فتأتيه ملائكةُ العذابِ بمِسحٍ ، فيقولون : اخرُجي إلى غضبِ اللهِ ، فتخرج كأنتنِ ريحِ جيفةٍ ، فيُذْهَبَ به إلى بابِ الأرضِ ") ([319]).

- (إنَّ المؤمنَ إذا احتُضر أتتهُ ملائكةُ الرحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ فيقولونَ : اخرُجي راضيةً مرضيًا عنكِ إلى رَوْحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانٍ فتخرج كأطيبِ ريحِ مسكٍ حتى إنهم ليناوِلُه بعضُهم بعضًا يشمُّونهُ حتى يأتوا به بابَ السماءِ فيقولونَ : ما أطيبَ هذهِ الريحِ التي جاءتكُم من الأرضِ، وكلما أتَوا سماءً قالوا ذلكَ، حتى يأتوا بهِ أرواحَ المؤمنِينَ فلهُمْ أفرحُ بهِ من أحدِكمْ بغائبِهِ إذا قدِم عليهِ، فيسألونَهُ : ما فعل فلانٌ ؟ قال : فيقولونَ : دعوهُ حتى يستريحَ فإنه كان في غمِّ الدنيا، فإذا قال لهم : ما أتاكُم فإنهُ قد ماتَ، يقولونَ : ذُهبَ به إلى أمهِ الهاويةِ، وأما الكافرُ فإنَّ ملائكةَ العذابِ تأتيه فتقولُ : اخرُجي ساخطةً مسخوطًا عليكِ إلى عذابِ اللهِ وسخطهِ فتخرجُ كأنتنِ ريحِ جيفةٍ، فينطلقون بهِ إلى باب الأرضِ فيقولون : ما أنتنَ هذه الريحِ، كلما أتَوا على أرضٍ قالوا ذلك حتى يأتوا بهِ أرواحَ الكفارِ) ([320]).

- (إذا حضر المؤمنُ ، أتتْه ملائكةُ الرحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ ، فيقولون : اخرُجي راضيةً مرضيًا عنك ، إلى رَوْحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانٍ ، فيخرج كأطيبِ رِيحِ المسكِ ؛ حتى إنه ليناولَه بعضُهم بعضًا ؛ حتى يأتوا به بابَ السماءِ ، فيقولون : ما أَطيبَ هذا الريحِ التي جاءتْكم من الأرضِ ! فيأتون به أرواحَ المؤمنين ، فلهم أشدُّ فرحًا به من أحدِكم بغائبِه يقدُم عليه ، فيسألونه : ماذا فعل فلانٌ ؟ ماذا فعل فلانٌ ؟ فيقولون : دَعوه فإنه كان في غَمِّ الدنيا ، فإذا قال : أما أتاكم ؟ قالوا : ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاويةِ ، وإنَّ الكافرَ إذا حضر أتتْه ملائكةُ العذابِ بمسحٍ ، فيقولون اخرُجي ساخطةً مسخوطًا عليكِ ، إلى عذابِ اللهِ ، فيخرج كأنتَنِ ريحِ جِيفةٍ حتى يأتوا بها بابَ الأرضِ ، فيقولون ما أَنتنَ هذه الريحِ ؟ حتى يأتوا بها أرواحَ الكفارِ) ([321]).

- (إذا حضَرَ المؤمنُ أتتهُ ملائِكَةُ الرَّحمةِ بحَريرةٍ بيضاءَ ، فيَقولونَ : اخرُجي راضيةً مرضيًّا عنكِ إلى رَوحِ اللَّهِ ، ورَيحانٍ ، ورَبٍّ غيرِ غَضبانَ فتَخرُجُ كأطيَبِ ريحِ المِسكِ حتَّى إنَّهُ ليُناولُهُ بعضُهُم بعضًا حتَّى يأتوا بِهِ بابَ السَّماءِ فيقولونَ : ما أطيبَ هذِهِ الرِّيحَ الَّتي جاءَتكم منَ الأرضِ فيأتونَ بِهِ أرواحَ المؤمنينَ فلَهُم أشدُّ فرحًا بِهِ من أحدِكُم بغائبِهِ يقدَمُ عليهِ فيَسألونَهُ ماذا فعَلَ فلانٌ ماذا فعلَ فلانٌ ؟ ، فيقولونَ : دَعوهُ فإنَّهُ كانَ في غَمِّ الدُّنيا فإذا قالَ أما أتاكُم ؟ ، قالوا : ذُهِبَ بِهِ إلى أمِّهِ الهاويةِ وإنَّ الكافِرَ إذا احتُضِرَ أتتهُ ملائِكَةُ العذابِ بمِسحٍ فيقولونَ : اخرُجي ساخطةً مسخوطًا عليكِ إلى عذابِ اللَّهِ عز وجل فتَخرجُ كأنتنِ ريحِ جيفةٍ حتَّى يأتونَ بِهِ بابَ الأرضِ فيقولونَ : ما أنتنَ هذِهِ الرِّيحَ حتَّى يأتوا بِهِ أرواحَ الكفَّارِ .) ([322]).

الموكل بفتنة القبر هما : منكر ونكير عليهما السلام

- (إذا أُدْخِلَ الميِّتُ القبرَ مُثِّلَتْ لهُ الشَّمسُ عندَ الغُروبِ ، فيجلِسُ فيَمسحُ عَينيهِ ويَقولُ : دَعوني أصلِّي قالَ أبو بكرٍ : وفي المساءَلةِ أخبارٌ ثابتةٌ ، والأخبارُ الَّتي في المساءَلَةِ في القبرِ مُنكَرٌ ونَكيرٌ أخبارٌ ثابتةٌ توجِبُ العِلمَ ، فنَرغبُ إلى اللَّهِ أن يثبِّتَنا في قبورِنا عندَ مَسألةِ مُنكَرٍ ونَكيرٍ بالقَولِ الثَّابتِ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَفي الآخِرةِ) ([323]).

- (حديث جابر أن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا دخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه أتاه ملك ....) وأنه يرى مقعده من الجنة فيقول دعوني أبشر أهلي فيقال له اسكن فهذا مقعدك أبدا) ([324]).

- (عنِ ابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما قال اسمُ الملَكَيْنِ اللَّذَينِ يَأْتِيانِ في القَبْرِ منكرٌ ونكيرٌ وكانَ اسمُ هاروتَ وماروتَ وهُمَا في السماءِ عَزْرَا وعُزَيْزًا) ([325]).

- (عنِ ابنِ عباسٍ قال : اسمُ المَلكَيْنِ اللذين يأتيانِ في القبرِ منكرٌ ونكيرٌ ) ([326]).

- (عن البراءِ بنِ عازبٍ قال خرجنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في جنازةِ رجلٍ من الأنصارِ فانتهينا إلى القبرِ ولما يَلحَدوا فجلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجلسنا حوله كأن على أكتافِنا فلقُ الصخرِ وعلى رؤوسِنا الطيرُ قال فأرمَّ قليلًا والإرمامُ السكوتُ فلما رفع رأسَه قال إنَّ المؤمنَ إذا كان في قِبَلٍ من الآخرةِ ودَبَرٍ من الدُّنيا وحضر الموتُ نزلت عليه ملائكةٌ من السماءِ معهم كفنٌ من الجنةِ وحنوطٌ من الجنةِ فجلسوا منه مدَّ البصرِ وجاء ملكُ الموتِ وجلس عند رأسِه ثم قال اخرجي أيتُها النفسُ المطمئنةُ اخرجي إلى رحمةِ اللهِ ورضوانِه فتسيلُ نفسُه كما تقطرُ القطرةُ من السِّقاءِ فإذا خرجت نفسُه صلى عليه كلُّ شيءٍ بين السماءِ والأرضِ إلا الثَّقلَينِ ثم يصعدُ به إلى السماءِ فيُفتحُ له ويستغفرُ له مُقرَّبوها إلى السماءِ الثانيةِ والثالثةِ والرابعةِ والخامسةِ والسادسةِ إلى العرشِ مُقرَّبو كلِّ سماءٍ فإذا انتهى إلى العرشِ كُتب كتابُه في عِلِّيّنَ فيقولُ الربُّ عَزَّ وَجَلَّ رُدُّوا عبدي إلى مضجعِه فإني وعدتُه أني منها خلقتُهم وفيها أعيدُهم ومنها أخرجهُم تارةً أخرى فيردُّ إلى مضجعِه فيأتيه منكرٌ ونكيرٌ يثيرانِ الأرضَ بأنيابِهما ويلحفانِ الأرضَ بأشعارِهما فيُجلسانِه ثم يُقالُ له يا هذا من ربُّك فيقولُ ربيَ اللهِ قال يقولان صدقتَ ثم يقالُ له ما دِينُكَ فيقولُ الإسلامُ فيقولان صدقتَ ثم يُقالُ له من نبيُّك فيقولُ محمدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال يقولان صدقتَ ثم يُفسحُ له في قبرِه مدَّ بصرِه ويأتيه حسنُ الوجهِ طيبُ الريحِ حسنُ الثيابِ فيقولُ له جزاكَ اللهُ خيرًا إن كنتَ لَسريعًا في طاعة اللهِ بطيئًا عن معصيةِ اللهِ فيقولُ وأنت فجزاك اللهُ خيرًا وإنَّ الكافرَ إذا كان في دَبرٍ من الدُّنيا وقَبلٍ منَ الآخرةِ وحضره الموتُ نزلت عليه ملائكةٌ منَ السماءِ معهم كفنٌ من نارٍ فجلسوا منه مدَّ البصرِ وجاء ملكُ الموتِ وجلس عند رأسِه ثم قال اخرُجي أيتها النفسُ الخبيثةُ اخرُجي إلى غضبِ اللهِ وسخطِه فتتفرقُ روحُه في جسدِه كراهيةَ أن تخرجَ لما ترى وتُعاينُ فيستخرجُها كما يستخرجُ السُّفُّودُ من الصُّوفِ المبلولِ فإذا خرجت نفسُه لعنه كلُّ شيءٍ بينَ السماءِ والأرضِ إلا الثَّقلينِ ثم يصعد به إلى السماءِ قال فتُغلق دونه فيقولُ الربُّ تبارك وتعالى رُدُّوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدتُهم أني منها خلقتُهم وفيها أعيدُهم ومنها أخرجُهم تارةً أُخرى قال فيُردُّ إلى مضجعِه فيأتيه مُنكرٌ ونكيرٌ يثيرانِ الأرضَ بأنيابِهما ويلحفانِ الأرضَ بأشعارِهما أصواتُهما كالرعدِ القاصفِ فيُجلسانِه ثم يقولان يا هذا من ربُّكَ فيقولُ لا أدري فينادي من جانبِ القبرِ منادٍ لا درَيتَ فيضربانِه بمِرزبَّةٍ من حديدٍ لو اجتمع عليها ما بين الخافِقَينِ لم يَقلُّوها يشتعلُ منها قبرُه نارًا ويضيقُ قبرُه حتى تختلفَ أضلاعُه ويأتيه قبيحُ الوجهِ مُنتِنُ الريحِ قبيحُ الثيابِ فيقولُ جزاك اللهُ شرًّا فواللهِ ما علمتُ إن كنتَ لَبطيئًا عن طاعةِ اللهِ سريعًا في معصيةِ اللهِ فيقولُ وأنت فجزاك اللهُ شرًّا من أنت قال فيقولُ أنا عملُك الخبيثُ ثم يُفتَحُ له بابٌ من نارٍ فينظرُ إلى مقعدِه منها حتى تقومَ الساعةُ ) ([327]).

- (حديثُ سؤالِ مُنكَرٍ ونَكيرٍ ) ([328]).

- (الأخبارُ [الواردةُ] في مُنكَرٍ ونكيرٍ) ([329]).

ملائكةٌ صمٌّ عميٌ معهم فطاطيسُ من حديدٍ

- (عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو قال إذا قُتِلَ العبدُ في سبيلِ اللهِ فأوَّلُ قطرةٍ تقطُرُ على الأرضِ من دمِهِ يكفِّرُ اللَّهُ ذنوبَهُ كلَّها ثمَّ يرسلُ لهُ اللَّهُ بريطةٍ منَ الجنَّةِ فتُقبَضُ فيها نفسُهُ ويجسَّدُ منَ الجنَّةِ حتَّى تركَّبَ فيهِ روحُهُ ثمَّ يعرِّجُ معَ الملائكةِ كأنَّهُ كانَ معهم منذُ خلقَهُ اللَّهُ حتَّى يُؤتَى بهِ الرَّحمنُ عزَّ وجلَّ ويسجدُ قبلَ الملائكةِ ثمَّ تسجدُ الملائكةُ بعدَهُ ثمَّ يُغفَرُ لهُ ويُطهَّرُ ثمَّ يؤمَرُ بهِ إلى الشُّهداءِ فيجدُهم في رياضٍ خضرٍ وثيابٍ من حريرٍ عندَهم ثَورٌ وحوتٌ يُلغثانِهم كلَّ يومٍ بشيءٍ لم يُلغثاهُ بالأمسِ يظلُّ الحوتُ في أنهارِ الجنَّةِ فيأكلُ من كلِّ رائحةٍ من أنهارِ الجنَّةِ فإذا أمسَى وكزَهُ الثَّورُ بقرنِهِ فذكاهُ فأكلوا من لحمِهِ فوجدوا في طعمِ لحمِهِ كلَّ رائحةٍ من أنهارِ الجنَّةِ ويلبثُ الثَّورُ نافشًا في الجنَّةِ يأكلُ من ثمرِ الجنَّةِ فإذا أصبحَ عدا عليهِ الحوتُ فذكاهُ بذنبِهِ فأكلوا من لحمِهِ فوجدوا في طعمِ لحمِهِ كلَّ ثمرةٍ في الجنَّةِ ينظرونَ إلى منازلِهم يدعونَ اللَّهَ بقيامِ السَّاعةِ فإذا تَوفَّى اللَّهُ العبدَ المؤمنَ أرسلَ إليهِ ملكَينِ بخرقةٍ منَ الجنَّةِ وريحانٍ من ريحانِ الجنَّةِ فقالَ أيَّتُها النَّفسُ المطمئنَّةُ اخرجي إلى رَوحٍ ورَيحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ اخرجي فنعمَ ما قدَّمتِ فتخرجُ كأطيبِ رائحةِ مسكٍ وجدَها أحدُكم بأنفِهِ وعلى أرجاءِ السَّماءِ ملائكةٌ يقولونَ سبحانَ اللَّهِ لقد جاءَ منَ الأرضِ اليومَ روحٌ طيِّبةٌ فلا يمرُّ ببابٍ إلَّا فُتِحَ لهُ ولا ملكٍ إلَّا صلَّى عليهِ ويشفعُ حتَّى يُؤتَى بهِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فتسجدُ الملائكةُ قبلَهُ ثمَّ يقولونَ ربَّنا هذا عبدُكَ فلانٌ توفَّيناهُ وأنتَ أعلمُ بهِ فيقولُ مروهُ بالسُّجودِ فيسجدُ النَّسَمَةُ ثمَّ يُدعَى ميكائيلُ فيقالُ اجعل هذهِ النَّسَمَةَ معَ أنفُسِ المؤمنينَ حتَّى أسألَكَ عنها يومَ القيامةِ فيؤمَرُ بجسدِهِ فيوسِّعُ لهُ طولُهُ سبعونَ وعرضُهُ سبعونَ وينبتُ فيهِ الرَّيحانَ ويبسطُ لهُ الحريرَ فيهِ وإن كانَ معهُ شيءٌ منَ القرآنِ نوَّرَهُ وإلَّا جعلَ لهُ نورًا مثلَ نورِ الشَّمسِ ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ إلى الجنَّةِ فينظرُ إلى مقعدِهِ في الجنَّةِ بكرةً وعشيًّا وإذا تَوفَّى اللَّهُ العبدَ الكافرَ أرسلَ إليهِ ملكَينِ وأرسلَ إليهِ بقطعةٍ بجادٍ أنتنُ من كلِّ نتنٍ وأخشنُ من كلِّ خشنٍ فقالَ أيَّتُها النَّفسُ الخبيثةُ اخرجي إلى جهنَّمَ وعذابٍ أليمٍ وربٍّ عليكِ ساخطٍ اخرجي فساءَ ما قدَّمتِ فتخرجُ كأنتنِ جيفةٍ وجدَها أحدُكم بأنفِهِ قطُّ وعلى أرجاءِ السَّماءِ ملائكةٌ يقولونَ سبحانَ اللَّهِ لقد جاءَ منَ الأرضِ جيفةٌ ونسمةٌ خبيثةٌ لا يُفتَحُ لهُ بابُ السَّماءِ فيؤمَرُ بجسدِهِ فيُضَيَّقُ عليهِ في القبرِ ويُملأُ حيَّاتٌ مثلُ أعناقِ البختِ تأكلُ لحمَهُ فلا يدعنَّ من عظامِهِ شيئًا ثمَّ يرسلُ عليهِ ملائكةٌ صمٌّ عميٌ معهم فطاطيسُ من حديدٍ لا يبصروهُ فيرحمونَهُ ولا يسمعونَ صوتَهُ فيرحمونهُ فيضربونهُ ويخبطونهُ ويفتحُ لهُ بابٌ من نارٍ فينظرُ إلى مقعدهِ منَ النَّارِ بكرةً وعشيَّةً يسألُ اللَّهَ أن يديمَ ذلكَ عليهِ فلا يصلُ إلى ما وراءهُ منَ النَّار) ([330]).

الإنسانُ إذا دُفِنَ فتفرق عنه أصحابُه جاءه مَلَكٌ في يدِه مِطراقٌ فأقعده

- (كنا مع نبيِّنا في جَنازةٍ فقال : يا أيُّها الناسُ إن هذه الأمةَ تُبْتَلَى في قبورِها فإذا الإنسانُ دُفِنَ فتفرق عنه أصحابُه جاءه مَلَكٌ في يدِه مِطراقٌ فأقعده فقال له : ما تقولُ في هذا الرجلِ ؟ فإن كان مؤمنًا قال : أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، أشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه فيقالُ له : صَدَقْتَ، ويُفتَحُ له بابٌ إلى النارِ فيقالُ له : هذا كان منزِلَك لو كفرتَ بربِّك فأما إذ آمنتَ به فإنَّ اللهَ أبدلك به هذا فيُفتَحُ له بابٌ من الجنةِ فيريدُ أن ينهضَ إليه فيقالُ به : اسكُن ويُفتَحُ له في قبرِه وأما الكافرُ أو المنافقُ فيقالُ له : ما تقولُ في هذا الرجلِ ؟ فيقولُ : لا أدري سمِعتُ الناسَ يقولون قولًا ! فيقولُ : لادريتَ ولا تدرَّيتَ ولا اهتَدَيْتَ، ثم يُفتَحُ له بابٌ إلى الجنةِ فيقالُ له : هذا كان منزلِك لو آمنتَ بربِّك فأما إذا كفرتَ بربِّك فإنَّ اللهَ قد أبدلك به هذا، ثم يُفتَحُ له بابٌ من النارِ، ثم يَقْمَعُه ذلك المَلَكُ قَمْعَةً بالمِطراقِ فيَسْمَعُها خلقُ اللهِ كلُهم إلا الثقلين قال بعضُ أصحابِ رسولِ اللهِ ما مِنَّا أحدٌ يقومُ على رأسِه مَلَكٌ في يدِه مِطراقٌ إلا ذَهَلَ عند ذلك فقال رسولُ اللهِ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ{) ([331]).

- (إِنَّ المؤمِنَ إذا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أتاه مَلَكٌ فيقولُ لَهُ : ما كنتَ تعبُدُ ؟ فإِنِ اللهُ هداهُ قال : كنتُ أعبُدُ اللهَ ، فيقولُ لَهُ : مَا كنتَ تقولُ فِي هذا الرَّجُلِ ؟ فيقولُ : هو عبدُ اللهِ ورسُولُهُ ، فما يُسْأَلُ عَنْ شِيءٍ غيرِها ، فيُنطَلَقُ بِهِ إِلَى بيتٍ كان في النارِ ؛ فيُقالُ لَهُ : هذا بيتُكَ كانَ فِي النارِ ، ولكِنَّ اللهَ عصَمَكَ وَرَحِمَكَ فأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الجنَّةِ ، فيقولُ : دَعونِي حتَّى أَذْهَبَ فأُبَشِّرَ أَهْلِي ، فيُقالُ لَهُ اسكُنْ : وإِنَّ الكافِرَ إذا وُضِعَ في قبْرِهِ أتاه مَلَكٌ فيَنتَهِرُهُ ، فيقولُ لَهُ : ما كنتَ تعبُدُ ؟ فيقولُ : لَا أدري ، فيُقالُ لَهُ : لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ، فيُقالُ فما كنتَ تقولُ فِي هذا الرجُلِ ؟ فيقولُ : كنتُ أقولُ ما تقولُ الناسُ ، فيضرِبُهُ بِمطراقِ مِنْ حديدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صيحَةً يسمعُها الخلْقُ غيرُ الثقلينِ) ([332]).

- (إذا دخل الإنسان قبره فإن كان مؤمنا أحف به عمله الصلاة والصيام قال فيأتيه الملك من نحو الصلاة فيرده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه اجلس قال فيجلس فيقول له ما تقول في هذا الرجل يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال محمد قال أشهد أنه رسول الله قال يقول على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث قال وإن كان فاجرا أو كافرا قال جاءه ملك ليس بينه وبينه شيء يرده قال فأجلسه قال اجلس ماذا تقول في هذا الرجل قال أي رجل قال محمد يقول ما أدري والله سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قال فيقول له الملك على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث وتسلط عليه دابة في قبره معها سوط ثمرته جمرة مثل [ عرف ] البعير تضربه ما شاء الله صماء لا تسمع صوته فترحمه) ([333]‏‏).

- حدثنا حجين بن المثنى ، قال : حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي سلمة الماجشون ، عن محمد يعني ابن المنكدر ، قال : كانت أسماء ، تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : قال : " إذا دخل الإنسان قبره ، فإن كان مؤمنا ، أحف به عمله ، الصلاة والصيام " . قال : " فيأتيه الملك من نحو الصلاة ، فترده ، ومن نحو الصيام ، فيرده " . قال : " فيناديه : اجلس " . قال : " فيجلس ، فيقول له : ماذا تقول في هذا الرجل ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، ؟ قال : من ؟ قال : محمد . قال : أنا أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال : " يقول : وما يدريك ؟ أدركته ؟ قال : أشهد أنه رسول الله " . قال : " يقول : على ذلك عشت ، وعليه مت ، وعليه تبعث " . قال : " وإن كان فاجرا ، أو كافرا " قال : " جاء الملك ليس بينه وبينه شيء يرده " . قال : " فأجلسه " . قال : " يقول : اجلس ، ماذا تقول في هذا الرجل ؟ قال : أي رجل ؟ قال : محمد " . قال : " يقول : والله ما أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا ، فقلته " . قال : " فيقول له الملك : على ذلك عشت ، وعليه مت ، وعليه تبعث " . قال : " وتسلط عليه دابة في قبره ، معها سوط ، ثمرته جمرة مثل غرب البعير ، تضربه ما شاء الله ، صماء لا تسمع صوته فترحمه " ) (مسند أحمد بن حنبل، مسند الأنصار ، مسند النّساء، 26386).

المبحث السّادس: ملائكة الموقف للحساب وملائكة الجنة وخزنة النار

الفرع الأوّل: الموقف للحساب

وينزلُ الجبَّارُ عزَّ وجلَّ في ظُلَلٍ من الغمامِ والملائكةُ

- (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا) (الفرقان 25)

وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : " فَيَوْمئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَة وَانْشَقَّتْ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمئِذٍ وَاهِيَة وَالْمَلَك عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِل عَرْش رَبّك فَوْقهمْ يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة " (ابن كثير).  وفي الحديث :  (أنَّ الناسَ إذا اهتَمُّوا لموقفِهم في العَرَصاتِ تشَفَّعوا إلى ربِّهم بالأنبياءِ واحدًا واحدًا من آدمَ فمن بعدَه فكلُّهم يحيدُ عنها حتى ينتهوا إلى محمدٍ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه فإذا جاؤوا إليه قال أنا لها أنا لها فيذهبُ فيسجدُ لله تحت العرشِ ويشفَعُ عند اللهِ في أن يأتيَ لفصلِ القضاءِ بين العبادِ فيُشَفِّعَه اللهُ ويأتي في ظُلَلٍ من الغَمامِ بعد ما تنشقُّ السماءُ الدُّنيا وينزلُ من فيها من الملائكةِ ثم الثانيةُ ثم الثالثةُ إلى السابعةِ وينزلُ حمَلَةُ العرشِ والكُروبيُّون قال وينزلُ الجبَّارُ عزَّ وجلَّ في ظُلَلٍ من الغمامِ والملائكةُ ولهم زجَلٌ من تَسْبيحِهم يقولون سبحان ذي المُلْكِ والملَكوتِ سبحان ربِّ العرشِ ذي الجبَروتِ سبحانَ الحيِّ الذي لا يموتُ سبحان الذي يميتُ الخلائقَ ولا يموتُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكةِ والرُّوحِ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ سبحانَ ربِّنا الأعلى سبحان ذي السلطانِ والعَظمةِ سبحانه أبدًا أبدًا) ([334]).

يُخْبِر تَعَالَى عَنْ هَوْل يَوْم الْقِيَامَة وَمَا يَكُون فِيهِ مِنْ الْأُمُور الْعَظِيمَة فَمِنْهَا اِنْشِقَاق السَّمَاء وَتَفَطُّرهَا وَانْفِرَاجهَا بِالْغَمَامِ وَهُوَ ظُلَل النُّور الْعَظِيم الَّذِي يُبْهِر الْأَبْصَار وَنُزُول مَلَائِكَة السَّمَوَات يَوْمئِذٍ فَيُحِيطُونَ بِالْخَلَائِقِ فِي مَقَام الْمَحْشَر ثُمَّ يَجِيء الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِفَصْلِ الْقَضَاء . قَالَ مُجَاهِد وَهَذَا كَمَا قَالَ تَعَالَى : " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيهِمْ اللَّه فِي ظُلَل مِنْ الْغَمَام وَالْمَلَائِكَة " الْآيَة (ابن كثير).  وقوله تعالى :

- (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (الأنعام 158)

يَقُول تَعَالَى مُتَوَعِّدًا لِلْكَافِرِينَ بِهِ وَالْمُخَالِفِينَ لِرُسُلِهِ وَالْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِهِ وَالصَّادِّينَ عَنْ سَبِيله" هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيهِمْ الْمَلَائِكَة أَوْ يَأْتِي رَبّك " وَذَلِكَ كَائِن يَوْم الْقِيَامَة " أَوْ يَأْتِي بَعْض آيَات رَبّك يَوْم يَأْتِي بَعْض آيَات رَبّك لَا يَنْفَع نَفْسًا إِيمَانهَا" وَذَلِكَ قَبْل يَوْم الْقِيَامَة كَائِن مِنْ أَمَارَات السَّاعَة وَأَشْرَاطهَا كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا عَبْد الْوَاحِد حَدَّثَنَا عُمَارَة حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَطْلُع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا فَإِذَا رَآهَا النَّاس آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا فَذَلِكَ حِين لَا يَنْفَع نَفْسًا إِيمَانهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْل... . وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الْحَدِيث مِنْ طُرُق أُخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة كَمَا اِنْفَرَدَ مُسْلِم بِرِوَايَتِهِ مِنْ حَدِيث الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَعْقُوب مَوْلَى الْحُرَقَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِهِ وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا اِبْن فُضَيْل عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ ثَلَاث إِذَا خَرَجْنَ " لَا يَنْفَع نَفْسًا إِيمَانهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْل أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانهَا خَيْرًا" طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا وَالدَّجَّال وَدَابَّة الْأَرْض وَرَوَاهُ أَحْمَد عَنْ وَكِيع عَنْ فُضَيْل بْن غَزْوَان عَنْ أَبِي حَازِم سَلْمَان عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِهِ وَعِنْده وَالدُّخَان . ... عَنْ حُذَيْفَة بْن أَسِيد بْن أَبِي سَرِيحَة الْغِفَارِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ فُرَات عَنْ أَبِي الطُّفَيْل عَنْ حُذَيْفَة بْن أَسِيد الْغِفَارِيّ قَالَ : أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غُرْفَة وَنَحْنُ نَتَذَاكَر السَّاعَة فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَرَوْا عَشْر آيَات : طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا وَالدُّخَان وَالدَّابَّة وَخُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَخُرُوج عِيسَى اِبْن مَرْيَم وَخُرُوج الدَّجَّال وَثَلَاثَة خُسُوف : خَسْف بِالْمَشْرِقِ وَخَسْف بِالْمَغْرِبِ وَخَسْف بِجَزِيرَةِ الْعَرَب وَنَار تَخْرُج مِنْ قَعْر عَدَن تَسُوق أَوْ تَحْشُر النَّاس تَبِيت مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا وَتَقِيل مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا . وَهَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِم وَأَهْل السُّنَن الْأَرْبَعَة مِنْ حَدِيث فُرَات الْقَزَّاز عَنْ أَبِي الطُّفَيْل عَامِر بْن وَاثِلَة عَنْ حُذَيْفَة بْن أَسِيد بِهِ . وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح . (ابن كثير).

وتبياناً لطول يوم القيامة (الحساب حتى يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار) يقول سبحانه وتعالى: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (المعارج 4)

" وَالرُّوح " جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام ; قَالَهُ اِبْن عَبَّاس . دَلِيله قَوْله تَعَالَى : " نَزَلَ بِهِ الرُّوح الْأَمِين " [ الشُّعَرَاء : 193 [ (القرطبي).

ولقد بيّنت الأحاديث الصحيحة طول يوم القيامة، ومنها الحديث :

- ( ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم. فيجعل صفائح. فيكوى بها جنباه وجبينه. حتى يحكم الله بين عباده. في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار. وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر. كأوفر ما كانت. تستن عليه. كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها. حتى يحكم الله بين عباده. في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار. وما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها. إلا بطح لها بقاع قرقر. كأوفر ما كانت. فتطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها. ليس فيها عقصاء ولا جلحاء. كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها. حتى يحكم الله بين عباده. في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون. ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار". قال سهيل : فلا أدري أذكر البقر أم لا. قالوا : فالخيل ؟ يا رسول الله ! قال : " الخيل في نواصيها (أو قال) الخيل معقود في نواصيها (قال سهيل : أنا أشك) الخير إلى يوم القيامة. الخيل ثلاثة : فهي لرجل أجر. ولرجل ستر. ولرجل وزر. فأما التي هي له أجر. فالرجل يتخذها في سبيل الله ويعدها له. فلا تغيب شيئا في بطونها إلا كتب الله له أجرا. ولو رعاها في مرج، ما أكلت من شيء إلا كتب الله له بها أجرا. ولو سقاها من نهر، كان له بكل قطرة تغيبها في بطونها أجر. (حتى ذكر الأجر في أبوالها وأوراثها) ولو استنت شرفا أو شرفين كتب له بكل خطوة تخطوها أجر. في عسرها ويسرها. وأما الذي هي له ستر فالرجل يتخذها تكرما وتجملا .ولا ينسى حق ظهورها و بطونها. في عسرها ويسرها. وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا ورياء الناس. فذاك الذي هي عليه وزر". قالوا : فالحمر ؟ يا رسول الله ! قال : "ما أنزل الله علي فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}". وفي رواية : (بدل عقصاء) "عضباء". وقال : " فيكوى بها جنبه وظهره " ولم يذكر : جبينه. وفي رواية : " إذا لم يؤد المرء حق الله أو الصدقة في إبله) وساق الحديث بنحو حديث سهيل عن أبيه.(حديث صحيح، مسلم، المسند الصحيح، 987).

- (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) (النجم 26).  هَذَا كَقَوْلِهِ " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَع عِنْده إِلَّا بِإِذْنِهِ" " وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ" فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي حَقّ الْمَلَائِكَة الْمُقَرَّبِينَ فَكَيْف تَرْجُونَ أَيّهَا الْجَاهِلُونَ شَفَاعَةَ هَذِهِ الْأَصْنَام وَالْأَنْدَاد عِنْد اللَّه وَهُوَ تَعَالَى لَمْ يُشَرِّع عِبَادَتَهَا وَلَا أَذِنَ فِيهَا بَلْ قَدْ نَهَى عَنْهَا عَلَى أَلْسِنَة جَمِيع رُسُله وَأَنْزَلَ بِالنَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ جَمِيع كُتُبِهِ .(ابن كثير).

والملك صفّا صفّا

(وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (الفجر 22): " وَجَاءَ رَبّك " يَعْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاء بَيْن خَلْقه وَذَلِكَ بَعْدَمَا يَسْتَشْفِعُونَ إِلَيْهِ بِسَيِّدِ وَلَد آدَم عَلَى الْإِطْلَاق مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...  فَيَجِيء الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِفَصْلِ الْقَضَاء كَمَا يَشَاء وَالْمَلَائِكَة يَجِيئُونَ بَيْن يَدَيْهِ صُفُوفًا صُفُوفًا .(ابن كثير).

(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا) (النبإ 38)

فيجيبني ملَكٌ فيقولُ : وهل تدري ما أحدثوا بعدك

(تردُ عليَّ أمتي الحوضَ . وأنا أذودُ الناسَ عنه كما يذودُ الرجلُ إبلَ الرجلِ عن إبلِه . قالوا : يا نبيَّ اللهِ ! أتعرفُنا ؟ قال : نعم . لكم سيما ليست لأحدٍ غيرِكم . تردون عليَّ غرًا محجّلين من آثارِ الوضوءِ . وليصدن عني طائفةٌ منكم فلا يصلون . فأقولُ : يا ربِّ ! هؤلاءُ من أصحابي . فيجيبني ملَكٌ فيقولُ : وهل تدري ما أحدثوا بعدك ؟) ([335]).

- (ترِدُ عليَّ أُمَّتي الحوضَ ، وأنا أزودُ الناسَ عنه ، كما يزودُ الرجلُ إبِلَ الرجلِ عن إبلِه ، قالوا : يا نبيَّ اللهِ تعرفُنا ؟ قال : نعم ، لكم سِيمًا ليست لأحدٍ غيرِكم ، ترِدون عليَّ غُرًّا محجَّلين من آثارِ الوضوءِ ، وليصدَّنَ عني طائفةٌ منكم ، فلا يصِلون ، فأقول : يا ربِّ هؤلاءِ مِن أصحابي ! فيجيبُني ملَكٌ فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدَك؟) ([336]).

الفرع الثاني: ملائكة الجنة ، وهم خزنة الجنة وفي مقدمتهم رضوان عليه السلام

ومن أصناف الملائكة أيضاً ملائكة الجنة، وفي وصف استقبال ملائكة الجنة لأهل الجنة، قال الله تعالى في سورة الرعد: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ (الرعد : 23-24)

(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (الزمر 73)

- (يُساقُ الَّذين اتَّقَوْا ربَّهم إلى الجنَّةِ زُمَرًا حتَّى إذا انتهَوْا إلى بابٍ من أبوابِها وجَدوا عنده شجرةً يخرُجُ من تحتِ ساقِها عينان تجريان فعمَدوا إلى إحداهما كأنَّما أُمِروا بها فشربوا منها فأذهبتْ ما في بطونِهم من أذًى أو قذًى أو بأسٍ ثمَّ عمَدوا إلى الأخرَى فتطهَّروا منها فجَرتْ عليهم بنضْرةِ النَّعيمِ فلن تتغيَّرَ أبشارُهم تغيُّرًا بعدها أبدًا ، ولن تشعَثَ أشعارُهم كأنَّما دُهِنوا بالدَّهانِ ، ثمَّ انتهَوْا إلى خزَنةِ الجنَّةِ فقالوا : سلامٌ عليكم طِبتم فادخلوها خالدين . قال : ثمَّ تلقَّاهم أو يلقاهم الوِلدانُ يُطيفون بهم كما يُطيفُ وِلدانُ أهلِ الدُّنيا بالحميمِ ، يقدُمُ من غيبتِه فيقولون : أبشِرْ بما أعدَّ اللهُ لك من الكرامةِ . قال : ثمَّ ينطلِقُ غلامٌ من أولئك الوُلدانِ إلى بعضِ أزواجِه من الحورِ العينِ ، فيقولُ : قد جاء فلانٌ باسمِه الَّذي يُدعَى به في الدُّنيا ، فتقولُ : أنت رأيتَه ؟ فيقولُ : أنا رأيتُه وهو ذا بإثري ، فيستخِفُّ إحداهنَّ الفرْحُ حتَّى تقومَ على أسكُفَّةِ بابِها ، فإذا انتهَى إلى منزلِه نظر إلى أيِّ شيءٍ أساسُ بنيانِه ، فإذا جندَلُ اللُّؤلؤِ فوقه صرحٌ أخضرُ وأصفرُ وأحمرُ ومن كلِّ لونٍ ، ثمَّ رفع رأسَه فنظر إلى سقْفِه ، فإذا مثلُ البرقِ لولا أنَّ اللهَ قدَّر له لألمَّ أن يذهبَ ببصرِه ، ثمَّ طأطأ رأسَه فنظر إلى أزواجِه ، وأكوابٍ موضوعةٍ ، ونمارقَ مصفوفةٍ ، وزرابيَّ مَبثوثةٍ فنظروا إلى تلك النِّعمةِ ، ثمَّ اتَّكئوا وقالوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ، الآيةَ ، ثمَّ يُنادي منادٍ تحَيْون فلا تموتون أبدًا ، وتُقيمون فلا تظعنون أبدًا وتصحون . أراه قال : فلا تمرَضون أبدًا) ([337]).

- (عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه في قولِ اللهِ , عزَّ وجلَّ: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وجَدوا عندَ بابِ الجنةِ شجرةً قال معمرٌ: يخرجُ مِن ساقِها , وقال الثوريُّ: مِن أصلِها , عينانِ فعمَدوا إلى إحداهما فكأنما أُمِروا بها , قال معمرٌ: فاغتسَلوا بها , وقال الثوريُّ: فتوضَّئوا منها , فلا تشعثُ رؤوسُهم بعدَ ذلك أبدًا ولا تغبَرُّ جلودُهم بعد ذلك أبدًا كأنما ادَّهَنوا بالدِّهانِ وجرَتْ عليهِمْ نضرةُ النعيمِ ثم عمَدوا إلى أخرى فشرِبوا منها فطهُرَتْ أجوافُهم فلا يَبقى في بطونِهم قذًى ولا أذًى ولا سوءٌ إلا خرَج وتتلقَّاهم الملائكةُ على بابِ الجنةِ: سلامٌ عليكم طِبتُم فادخُلوها خالِدينَ , وتتلقَّاهم الولدانُ كاللؤلؤِ المكنونِ وكاللؤلؤِ المنثورِ يُخبِرونَهم بما أعدَّ اللهُ لهم يطوفونَ بهم كما يُطيفُ ولدانُ أهل الدنيا بالحميمِ تَجيءُ منَ الغيبةِ يقولونَ: أبشِرْ ؟ أعدَّ اللهُ لكَ كذا وأعدَّ لكَ كذا ثم يذهبُ الغلامُ منهم إلى الزوجةِ مِن أزواجِه فيقولُ: قد جاء فلانٌ , باسمِه الذي كان يُدعى به في الدنيا , فيستخِفُّها الفرحُ حتى تقومَ على أسكفةِ بابِها فتقولُ: أنتَ رأيتَه ؟ قال: فيجيءُ فينظرُ إلى تأسيسِ بنيانِه على جندلِ اللؤلؤِ بين أخضرَ وأصفرَ وأحمرَ مِن كلِّ لونٍ ثم يجلسُ فإذا زرابيُّ مبثوثةٌ ونمارقُ مصفوفةٌ وأكوابٌ موضوعةٌ ثم يرفعُ رأسَه فينظرُ إلى سقفِ بنيانِه فلولا أن اللهَ , تبارَك وتعالى , قال معمرٌ: قدَّر له ذلك وقال الثوريُّ: سخَّر ذلك له , لألم أن يذهبَ ببصرِه بما هو مِثلُ البرقِ فيقولُ: الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا الآية) ([338]) .

- (عن عليّ رضي الله عنه قال : إنه ذكرَ النارَ فعظّمَ أمرها ثم قال : يُساقّ الذين اتقوا ربهُم إلى الجنةِ زُمَرا . . فذكر نحوه قال : فإذا جندلُ اللؤلؤِ فوقهُ صرحٌ أحمرُ وأخضرُ وأصفرُ ، قال : ثم نظروا إلى تلكَ النعمةِ واتكوا عليها وقالوا : الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا) ([339]) .

ثبت بالأحاديث الصحيحة أنّ هنالك ملائكة موكلون بالجنة؛ وهم خزنة الجنة.  هذا ولم يثبت أي حديث يدلّل على أنّ الملك الموكل بهم هو رضوان.  وفيما يلي الأحاديث التي تبيّن : (فإذا جازوا الصِّراطِ فكُّل خزَنةِ الجنةِ يدعوه يا مسلمُ ها هنا خيرٌ لك)

(مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللَّهِ، دَعاهُ خَزَنَةُ الجَنَّةِ، كُلُّ خَزَنَةِ بابٍ: أيْ فُلُ هَلُمَّ، قالَ أبو بَكْرٍ: يا رَسولَ اللَّهِ، ذاكَ الذي لا تَوَى عليه، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهمْ.) ([340]).

(مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللهِ، دَعاهُ خَزَنَةُ الجَنَّةِ، كُلُّ خَزَنَةِ بابٍ: أيْ فُلُ، هَلُمَّ فقالَ أبو بَكْرٍ: يا رَسولَ اللهِ، ذلكَ الذي لا تَوَى عليه، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهمْ.) ([341]).

(سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللَّهِ، دَعَتْهُ خَزَنَةُ الجَنَّةِ، أيْ فُلُ هَلُمَّ فَقالَ أبو بَكْرٍ: ذَاكَ الذي لا تَوَى عليه، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرْجُو أنْ تَكُونَ منهمْ.) ([342]).

- (قال قائلون : يا رسولَ اللهِ : هل نرَى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ . قال : هل تُضارون في رؤيةِ الشَّمسِ في ظهيرةٍ ليس فيها سحابٌ ؟ قالوا : لا ، قال : فهل تُضارون في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ ، ليس فيها سحابٌ ؟ قالوا : لا ، قال : فوالَّذي نفسي بيدِه : ما تُضارون إلَّا كما تُضارون في رؤيتِهما ، يلقَى العبدَ فيقولُ : - أي قُلْ - : ألم أُكرِمْك ؟ ، ألم أُزوِّجْك ؟ ألم أُسخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ ؟ . ألم أترُكَّك ترأسُ وتربَعُ ؟ فيقولَ : بلَى . فيقولُ : فظننتَ أنَّك مُلاقيَّ . فيقولَ : لا ، فيقولُ : إنِّي أنساك كما نسيتَني . قال : ثمَّ يلقَى الثَّانيَ فيقولُ : أي قُلْ : ألم أُكرِمْك ؟ ألم أُزوِّجْك ؟ ألم أُسخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ ؟ ألم أترُكَّك ترأسُ وتربعُ ؟ فيقولَ : بلَى . فظننتَ أنَّك مُلاقيَّ ؟ ، ثمَّ يلقَى الثَّالثَ : فيقولُ : ربِّ آمنتُ بك وبكتابِك ، وصلَّيتُ وتصدَّقتُ . قال : فيقولُ : ألا أبعثُ شاهدًا يشهَدُ عليك ، فيُنكِرُ في نفسِه ، من ذا الَّذي يشهَدُ عليه ؟ . قال : فيُختَمُ على فيه ، ويقولُ لفخِذِه : انطِقي ، فنطق فخِذُه ، وعظمُه ولحمُه بما كان يفعلُ . فذلك المنافقُ . وذلك الَّذي يعذِلُ نفسَه . وذلك الَّذي سخِط اللهُ عليه . فيُنادي منادٍ : ألا تتَّبِعُ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ ، فيُتَّبعُ الشَّياطينُ ، والصَّليبُ وأولياؤُهم إلى جهنَّمَ ، وبَقينا أيُّها المؤمنون ، فيأتينا ربُّنا فيقولُ : على ما هؤلاء ؟ فنقولُ : نحن عبادُ اللهِ المؤمنون آمنَّا بربِّنا ، ولم نُشرِكْ به شيئًا وهو ربُّنا – تبارك وتعالَى – وهو يأتينا ، وهو يُثبِّتُنا ، وهذا مقامُنا حتَّى يأتيَنا ربُّنا ، فيقولُ : أنا ربُّكم فانطلِقوا . فننطلِقُ حتَّى نأتيَ الجِسرَ ، وعليه كلاليبُ من نارٍ تخطِفُ . عند ذلك حلَّت الشَّفاعةُ . – أي اللَّهمَّ سلِّمْ ، اللَّهمَّ سلِّمْ ، فإذا جازوا الجِسرَ ، فكلُّ من أنفق زوجًا من المالِ في سبيلِ اللهِ ممَّا يملِكُ فتُكلِّمُه خزَنةُ الجنَّةِ تقولُ : يا عبدَ اللهِ ، يا مسلمُ هذا خيرٌ . فقال أبو بكرٍ – رضِي اللهُ عنه – : يا رسولَ اللهِ : إنَّ هذا عبدٌ لا تِوًى عليه ، يدَعُ بابًا ويلِجُ من آخرَ ، فضرب كتِفَه وقال : إنِّي لأرجو أن تكونَ منهم) ([343]).

- (يُنفخُ في الصورِ والصورُ كهيئةِ القَرنِ فيُصعَقُ من في السَّماواتِ ومن في الأرضِ وبين النفختَين أربعينَ عامًا ويمطِرُ اللهُ في تلك الأربعينَ مطرًا فينبُتونَ من الأرضِ كما ينبُتُ البَقْلُ ومن الإنسانِ عظمٌ لا تأكلُه الأرضُ عَجْبُ ذنَبِه وفيه يركَّبُ الجسَدُ خلقهُ يومَ القيامةِ ، قال : ثمَّ ذكر البعثَ وذكر الحسابَ فيوضعُ الصِّراطُ ويتمثَّلُ لهم ربُّهم فيقالُ : لتنطلقْ كلُّ أمةٍ إلى ما كانت تعبدُ حتَّى إذا بَقِيَ المسلمونَ قيل لهم : ألا تذهبونَ قد ذهب النَّاسُ فيقولون : حتَّى يأتيَ ربُّنا فيقولُ : من ربُّكم فيقولونَ : ربُّنا اللهُ لا شريكَ له فيقالُ : هل تعرِفونَ ربَّكم إذا رأيتموهُ ؟ فيقولون : إذا تعرَّف لنا عرفناهُ فيقولُ : أنا ربُّكم ، فيقولونَ : نعوذُ باللهِ منك فيكشفُ لهم عن ساقٍ فيقعونَ له سُجَّدًا ويجسُرُ أصلابُ المنافقينَ ولا يستطيعونَ سجودًا فذلك قوله : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } [ القلم : 42 ] ثمَّ ينطلقُ ويتبعُ أثرهُ وهو على الصِّراطِ حتَّى يجوزوا على النارِ فإذا جازوا فكُّل خزَنةِ الجنةِ يدعوه يا مسلمُ ها هنا خيرٌ لك ، فقال أبو بكرٍ : من ذلك المسلمُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : إني لأطمعُ أنْ تكونَ أحدهُم) ([344]).

- (ينفخ في الصور . . . فيقعون له سجدا ويجفو أصلاب المنافقين فلا يستطيعون شبئا فذلك قول الله عز وجل { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } [ القلم : 42 ] ثم ينطلق ويتبعون أثره وهو على الصراط حتى يجيزوا فإذا جازوا فكل خزنة الجنة يدعوهم يا مسلم هلم هاهنا يا مسلم خير لك ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، من ذلك الرجل ؟ فقال : إني لأطمع أن تكون أحدهم ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر رضي الله عنه) ([345]).

يُساقُ الَّذين اتَّقَوْا ربَّهم إلى الجنَّةِ زُمَرًا حتَّى إذا انتهَوْا إلى بابٍ من أبوابِها وجَدوا عنده شجرةً يخرُجُ من تحتِ ساقِها عينان تجريان فعمَدوا إلى إحداهما كأنَّما أُمِروا بها فشربوا منها فأذهبتْ ما في بطونِهم من أذًى أو قذًى أو بأسٍ ثمَّ عمَدوا إلى الأخرَى فتطهَّروا منها فجَرتْ عليهم بنضْرةِ النَّعيمِ فلن تتغيَّرَ أبشارُهم تغيُّرًا بعدها أبدًا ، ولن تشعَثَ أشعارُهم كأنَّما دُهِنوا بالدَّهانِ ، ثمَّ انتهَوْا إلى خزَنةِ الجنَّةِ فقالوا : سلامٌ عليكم طِبتم فادخلوها خالدين . قال : ثمَّ تلقَّاهم أو يلقاهم الوِلدانُ يُطيفون بهم كما يُطيفُ وِلدانُ أهلِ الدُّنيا بالحميمِ ، يقدُمُ من غيبتِه فيقولون : أبشِرْ بما أعدَّ اللهُ لك من الكرامةِ . قال : ثمَّ ينطلِقُ غلامٌ من أولئك الوُلدانِ إلى بعضِ أزواجِه من الحورِ العينِ ، فيقولُ : قد جاء فلانٌ باسمِه الَّذي يُدعَى به في الدُّنيا ، فتقولُ : أنت رأيتَه ؟ فيقولُ : أنا رأيتُه وهو ذا بإثري ، فيستخِفُّ إحداهنَّ الفرْحُ حتَّى تقومَ على أسكُفَّةِ بابِها ، فإذا انتهَى إلى منزلِه نظر إلى أيِّ شيءٍ أساسُ بنيانِه ، فإذا جندَلُ اللُّؤلؤِ فوقه صرحٌ أخضرُ وأصفرُ وأحمرُ ومن كلِّ لونٍ ، ثمَّ رفع رأسَه فنظر إلى سقْفِه ، فإذا مثلُ البرقِ لولا أنَّ اللهَ قدَّر له لألمَّ أن يذهبَ ببصرِه ، ثمَّ طأطأ رأسَه فنظر إلى أزواجِه ، وأكوابٍ موضوعةٍ ، ونمارقَ مصفوفةٍ ، وزرابيَّ مَبثوثةٍ فنظروا إلى تلك النِّعمةِ ، ثمَّ اتَّكئوا وقالوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ، الآيةَ ، ثمَّ يُنادي منادٍ تحَيْون فلا تموتون أبدًا ، وتُقيمون فلا تظعنون أبدًا وتصحون . أراه قال : فلا تمرَضون أبدًا) ([346]).

- ( ... ثم ينادي منادٍ : ألا تتبعُ كلُّ أمةٍ ما كانت تعبدُ ، قال : فتتبعُ أولياءُ الشياطينِ الشياطينَ ، قال : واتبعتْ اليهودُ والنصارى أولياءَهم إلى جهنمَ ، ثم نبقى أيُّها المؤمنون فيأتينا ربُّنا وهو ربُّنا فيقولُ : علام هؤلاءِ قيامٌ ؟ فنقولُ نحن عبادُ اللهِ المؤمنون عبدناه وهو ربُّنا ، وهو آتينا ويثيبُنا وهذا مُقامُنا فيقولُ : أنا ربُّكم فامضوا ، قال : فيوضعُ الجسرُ وعليه كلاليبٌ من النارِ تخطفُ الناسَ ، فعند ذلك حلّت الشفاعةُ لي ، اللهمَّ سلمْ اللهم سلم ، قال : فإذا جاءوا الجسرَ فكلُّ من أنفق زوجًا من المالِ مما يملكُ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خزنةِ الجنةِ يدعونه : يا عبدَ اللهِ يا مسلمُ هذا خيرٌ فتعال ، فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه : يا رسولَ اللهِ ذلك العبدُ لا تلوي عليه يدعُ بابًا ويلجُ من آخرٍ ، فضرب النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على منكبيه وقال : والذي نفسي بيدِه إني لأرجو أن تكونَ منهم) ([347]).

( ... ثم يُنادي منادٍ: ألا لتتبعْ كلُّ أمةٍ ما كانتْ تعبدُ مِن دونِ اللهِ فتتبعُ الشياطينَ والصلبَ أولياؤهم إلى جهنَّمَ قال: وبَقينا أيُّها المؤمنونَ فيأتينا ربُّنا عزَّ وجلَّ وهو ربُّنا وهو يُثيبُنا فيقولَنَّ: علامَ هؤلاءِ ؟ فيقولونَ: نحن عبادُ اللهِ المؤمنينَ آمَنَّا باللهِ لا نُشرِكُ به شيئًا وهذا مقامُنا حتى يأتيَنا ربُّنا عزَّ وجلَّ وهو ربُّنا وهو مُثبِتُنا قال: ثم ينطلقُ حتى يأتيَ الجسرَ وعليه كلاليبُ مِن نارٍ تخطفُ الناسَ فعندَ ذلك حلَّتِ الشفاعةُ ودعوى الرسلِ يومئذٍ: اللهم سلِّمْ أي اللهم سلِّمْ فإذا جاوَزوا الجسرَ فكلُّ مَن أنفَق زوجًا مما ملَكَتْ يمينُه منَ المالِ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خزنةِ الجنةِ يدعونَه: يا عبدَ اللهِ يا مسلمُ هذا خيرٌ فتعالَ قال: فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ هذا العبدَ لا تَوى عليه يدعُ بابًا ويلِجُ بابًا قال: فضرَبه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه ثم قال: والذي نفسُ محمدٍ بيدِه إني لأرجو أن تكونَ منهم) ([348]).

- ( ... و تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون قال فيقوم مناد فينادي ألا يتبع كل أمة ما كانت تعبد فيتبع أصحاب الشياطين الشياطين و أصحاب الأصنام الأصنام و من كان يعبد شيئا اتبعه حتى يوردوهن جهنم قال النبي و نبقى أيها المؤمنون فيقولها ثلاثا فنقام على مقام هؤلاء فنقول : نحن المؤمنون فيقولون آمنا بالله لم نشرك به شيئا و هذا مقامنا حتى يأتينا ربنا و هو يأتينا ثم ينطلقون حتى يأتوا الصراط أو الجسر و عليه كلاليب من نار يخطف الناس فعند ذلك حلت الشفاعه : اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم فإذا جاوز الجسر فمن أنفق زوجين من ماله فكل خزنة الجنة تناديه يا عبدالله يا مسلم هذا خير فتعال قال فقال أبو بكر : أن العبد لا ثواء عليه قال إني لأرجو أن تكون منهم) ([349]).

- (من أنفقَ زَوجينِ في سبيلِ اللَّهِ ، دعتْهُ خزنةُ الجنَّةِ من أبوابِ الجنَّةِ يا فلانُ هلمَّ فادخُل ». فقالَ أبو بَكرٍ يا رسولَ اللَّهِ ذاكَ الذي لاَ تَوي عليْه. فقالَ رسولُ اللَّه : إني لأرجو أن تَكونَ منْهم) ([350]).

الفرع الثالث: خزنة النار

أربعة مليار وتسعمائة مليون ملَكٍ يجرُّونَ جهنَّمَ

- (إنَّ جهنَّمَ يؤتَى بها تُقادُ بسبعينَ ألفِ زمامٍ مع كلِّ زمامٍ سبعونَ ألفَ ملَكٍ) ([351]).

- (يؤتَى بجَهنَّمَ يومئذٍ لَها سبعونَ ألفَ زمامٍ . معَ كلِّ زمامٍ سبعونَ ألفَ ملَكٍ يجرُّونَها) ([352]).

-(يُؤْتَى بجهنمَ يومَئِذٍ ، لها سبعونَ ألفَ زِمامٍ ، مع كلِّ زِمامٍ سبعونَ ألفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها) ([353]).

- (يُؤتى بجَهَنَّمَ يومَئذٍ لَها سَبعونَ ألفَ زِمامٍ ، معَ كلِّ زمامٍ سَبعونَ ألفَ ملَكٍ يجرُّونَها) ([354]).

- (يجاء بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها) ([355])‏‏.

الموكلون بالنار (خزنة النار) وفي مقدمتهم مالك عليه السلام

ومن أصناف الملائكة ملائكة النار واسمهم الزبانية.  وفي تسمية ملائكة التعذيب بالزبانية ورد قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ (العلق : 15-19)

وانظر جزاء رأس الكفر أبي جهل

لقد أنزل اللهُ فيه (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ).  قال ابنُ عباسٍ (لو دعا ناديَهُ أخذتْهُ زبانيةُ العذابِ من ساعتِه).  وفي الأحاديث:

- (قال أبو جهلٍ : هل يُعفِّرُ محمدٌ وجهَه بين أظهُرِكم ؟ قال فقيل : نعم . فقال : واللاتِ والعُزَّى ! لئن رأيتُه يفعلُ ذلك لأطأنَّ على رقبتِه . أو لأُعفِّرنَّ وجهَه في التُّرابِ . قال فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يصلي . زعم ليطأ على رقبتِه . قال فما فَجَئَهم منه إلا وهو ينكُصُ على عَقِبَيه ويتَّقي بيدَيه . قال فقيل له : مالَكَ ؟ فقال : إنَّ بيني وبينه لَخندقًا من نارٍ وهولًا وأجنحةً . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " لو دنا مني لاختطَفَتْه الملائكةُ عضوًا عضوًا " . قال فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ - لا ندري في حديثِ أبي هريرةَ ، أو شيءٌ بلغه -: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى يعني أبا جهلٍ (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) [ 96 / العلق / 6 - 19 ] . زاد عبيد الله في حديثِه قال : وأمره بما أمره به . وزاد ابن عبد الأعلى : فليدعُ نادِيَه . يعني قومَه .) ([356]).

- (مَرَّ أبو جهلٍ فقال ألمْ أنْهَكَ فانتهره النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال لِمَ تَنْتَهِرُنِي يا محمدُ فواللهِ لقدْ علمْتُ ما بِهَا رجلٌ أكثرُ نادِيًا مِنِّي قال فقال له جبريلُ عليه السلامُ فَلْيَدْعُ نادِيَهْ قال ابنُ عباسٍ فوَاللهِ لو دعا نادِيَهْ لأخذتْهُ الزبانيةُ بالعذابِ) ([357]).

- (كان يُصلِّي عند المقامِ ، فمرَّ به أبو جهلِ بنِ هشامٍ ، فقال : يا محمدُ ألم أنهَكَ عن هذا ؟ ‍‍‍‍‍و توعَّدَه ، فأغلظ له رسولُ اللهِ و انتهرَه ، فقال : يا محمدُ بأيِّ شيٍء تُهدِّدُني ؟ ‍‍‍‍‍‍‍أما و اللهِ إني لأكثرُ هذا الوادي ناديًا ، فأنزل اللهُ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ) قال ابنُ عباسٍ : لو دعا ناديَهُ أخذتْهُ زبانيةُ العذابِ من ساعتِه) ([358]).

- (كانَ النَّبيُّ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ - يصلِّي فجاءَ أبو جهلٍ فقالَ : ألَم أنهَكَ عن هذا، ألَم أنهَكَ عن هذا، ألَم أنهَكَ عن هذا ؟ فانصرفَ النَّبيُّ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ - فزَبرَهُ فقالَ أبو جهلٍ : إنَّكَ لتعلَمُ ما بهِ نادٍ أكثرُ منِّي، فأنزلَ اللَّهُ تباركَ وتعالى : (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ( قالَ ابنُ عبَّاسٍ : واللَّهِ لَو دعا ناديَهُ لأخذَتهُ زبانيةُ اللَّهِ) ([359]).

ملائكة النار غلاظ شداد:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم 6)

"  وَقَوْله تَعَالَى " عَلَيْهَا مَلَائِكَة غِلَاظ شِدَاد " أَيْ طِبَاعهمْ غَلِيظَة قَدْ نُزِعَتْ مِنْ قُلُوبهمْ الرَّحْمَة بِالْكَافِرِينَ بِاَللَّهِ " شِدَاد " أَيْ تَرْكِيبهمْ فِي غَايَة الشِّدَّة وَالْكَثَافَة وَالْمَنْظَر الْمُزْعِج كَمَا قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم ثَنَا أَبِي ثَنَا سَلَمَة بْن شَبِيب ثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحَكَم بْن أَبَانَ ثَنَا أَبِي عَنْ عِكْرِمَة أَنَّهُ قَالَ إِذَا وَصَلَ أَوَّل أَهْل النَّار إِلَى النَّار وَجَدُوا عَلَى الْبَاب أَرْبَعمِائَةِ أَلْف مِنْ خَزَنَة جَهَنَّم سُود وُجُوههمْ كَالِحَة أَنْيَابهمْ قَدْ نَزَعَ اللَّه مِنْ قُلُوبهمْ الرَّحْمَة لَيْسَ فِي قَلْب وَاحِد مِنْهُمْ مِثْقَال ذَرَّة مِنْ الرَّحْمَة لَوْ طُيِّرَ الطَّيْر مِنْ مَنْكِب أَحَدهمْ لَطَارَ شَهْرَيْنِ قَبْل أَنْ يَبْلُغ مَنْكِبَهُ الْآخَر ثُمَّ يَجِدُونَ عَلَى الْبَاب التِّسْعَةَ عَشَرَ عَرْض صَدْر أَحَدهمْ سَبْعُونَ خَرِيفًا ثُمَّ يَهْوُونَ مِنْ بَاب إِلَى بَاب خَمْسمِائَةِ سَنَة ثُمَّ يَجِدُونَ عَلَى كُلّ بَاب مِنْهَا مِثْل مَا وَجَدُوا عَلَى الْبَاب الْأَوَّل حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى آخِرهَا وَقَوْله " لَا يَعْصُونَ اللَّه مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " أَيْ مَهْمَا أَمَرَهُمْ بِهِ تَعَالَى يُبَادِرُوا إِلَيْهِ لَا يَتَأَخَّرُونَ عَنْهُ طَرْفَة عَيْن وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى فِعْله لَيْسَ بِهِمْ عَجْز عَنْهُ . وَهَؤُلَاءِ هُمْ الزَّبَانِيَة - عِيَاذًا بِاَللَّهِ مِنْهُمْ ." (ابن كثير).

" عْنِي الْمَلَائِكَة الزَّبَانِيَة غِلَاظ الْقُلُوب لَا يَرْحَمُونَ إِذَا اُسْتُرْحِمُوا خُلِقُوا مِنْ الْغَضَب , وَحُبِّبَ إِلَيْهِمْ عَذَاب الْخَلْق كَمَا حُبِّبَ لِبَنِي آدَم أَكْل الطَّعَام وَالشَّرَاب . " شِدَاد " أَيْ شِدَاد الْأَبْدَان . وَقِيلَ : غِلَاظ الْأَقْوَال شِدَاد الْأَفْعَال . وَقِيلَ غِلَاظ فِي أَخْذهمْ أَهْل النَّار شِدَاد عَلَيْهِمْ . يُقَال : فُلَان شَدِيد عَلَى فُلَان ; أَيْ قَوِيّ عَلَيْهِ يُعَذِّبهُ بِأَنْوَاعِ الْعَذَاب . وَقِيلَ : أَرَادَ بِالْغِلَاظِ ضَخَامَة أَجْسَامهمْ , وَبِالشِّدَّةِ الْقُوَّة . قَالَ اِبْن عَبَّاس : مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ الْوَاحِد مِنْهُمْ مَسِيرَة سَنَة , وَقُوَّة الْوَاحِد مِنْهُمْ أَنْ يَضْرِب بِالْمِقْمَعِ فَيَدْفَع بِتِلْكَ الضَّرْبَة سَبْعِينَ أَلْف إِنْسَان فِي قَعْر جَهَنَّم . وَذَكَرَ اِبْن وَهْب قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَزَنَة جَهَنَّم : ( مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ أَحَدهمْ كَمَا بَيْنَ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب ) . " (القرطبي).

(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدّثر 31)

يَقُول تَعَالَى " وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَاب النَّار " أَيْ خُزَّانهَا" إِلَّا مَلَائِكَة " أَيْ زَبَانِيَة غِلَاظًا شِدَادًا وَذَلِكَ رَدّ عَلَى مُشْرِكِي قُرَيْش حِين ذَكَرُوا عَدَد الْخَزَنَة فَقَالَ أَبُو جَهْل يَا مَعْشَر قُرَيْش أَمَا يَسْتَطِيع كُلّ عَشَرَة مِنْكُمْ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ فَتَغْلِبُونَهُمْ ؟ فَقَالَ اللَّه تَعَالَى " وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَاب النَّار إِلَّا مَلَائِكَة " أَيْ شَدِيدِي الْخَلْق لَا يُقَاوَمُونَ وَلَا يُغَالَبُونَ ..... وَقَوْله تَعَالَى " وَمَا يَعْلَم جُنُود رَبّك إِلَّا هُوَ " أَيْ مَا يَعْلَم عَدَدهمْ وَكَثْرَتهمْ إِلَّا هُوَ تَعَالَى .... " وَقَدْ ثَبَتَ فِي حَدِيث الْإِسْرَاء الْمَرْوِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرهمَا عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي صِفَة الْبَيْت الْمَعْمُور الَّذِي فِي السَّمَاء السَّابِعَة " فَإِذَا هُوَ يَدْخُلهُ فِي كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْف مَلَك لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ آخِر مَا عَلَيْهِمْ" . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَسْوَد حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر عَنْ مُجَاهِد عَنْ مُوَرِّق عَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَع مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتْ السَّمَاء وَحُقّ لَهَا أَنْ تَئِطّ مَا فِيهَا مَوْضِع أُصْبُع إِلَّا عَلَيْهِ مَلَك سَاجِد لَوْ عَلِمْتُمْ مَا أَعْلَم لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَات وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَات تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّه تَعَالَى" فَقَالَ أَبُو ذَرّ وَاَللَّه لَوَدِدْت أَنِّي شَجَرَة تُعْضَد وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث إِسْرَائِيل وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن غَرِيب وَيُرْوَى عَنْ أَبِي ذَرّ مَوْقُوفًا .

 قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن عَرَفَة الْمِصْرِيّ حَدَّثَنَا عُرْوَة بْن مَرْوَان الرَّقِّيّ حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو عَنْ عَبْد الْكَرِيم بْن مَالِك عَنْ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا فِي السَّمَوَات السَّبْع مَوْضِع قَدَم وَلَا شِبْر وَلَا كَفّ إِلَّا وَفِيهِ مَلَك قَائِم أَوْ مَلَك سَاجِد أَوْ مَلَك رَاكِع فَإِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة قَالُوا جَمِيعًا سُبْحَانك مَا عَبَدْنَاك حَقّ عِبَادَتك إِلَّا أَنَّا لَمْ نُشْرِك بِك شَيْئًا" . وَقَالَ مُحَمَّد بْن نَصْر الْمَرْوَزِيّ فِي كِتَاب الصَّلَاة حَدَّثَنَا عَمْرو بْن زُرَارَةَ أَخْبَرَنَا عَبْد الْوَهَّاب عَنْ عَطَاء عَنْ سَعِيد عَنْ قَتَادَة عَنْ صَفْوَان بْن مُحْرِز عَنْ حَكِيم بْن حِزَام قَالَ بَيْنَمَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَصْحَابه إِذْ قَالَ لَهُمْ " هَلْ تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَع ؟" قَالُوا مَا نَسْمَع مِنْ شَيْء فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَسْمَع أَطِيط السَّمَاء وَمَا تُلَام أَنْ تَئِطّ مَا فِيهَا مَوْضِع شِبْر إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَك رَاكِع أَوْ سَاجِد" . وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاذ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذ الْفَضْل بْن خَالِد النَّحْوِيّ حَدَّثَنَا عُبَيْد بْن سُلَيْمَان الْبَاهِلِيّ سَمِعْت الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم يُحَدِّث عَنْ مَسْرُوق بْن الْأَجْدَع عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا فِي السَّمَاء الدُّنْيَا مَوْضِع قَدَم إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَك سَاجِد أَوْ قَائِم" وَذَلِكَ قَوْل الْمَلَائِكَة " وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَام مَعْلُوم وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ " وَهَذَا مَرْفُوع غَرِيب جِدًّا

قَالَ مُحَمَّد بْن نَصْر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاذ أَخْبَرَنَا النَّضْر أَخْبَرَنَا عَبَّاد بْن مَنْصُور قَالَ سَمِعْت عَدِيّ بْن أَرْطَاة وَهُوَ يَخْطُبنَا عَلَى مِنْبَر الْمَدَائِن قَالَ سَمِعْت رَجُلًا مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ . (ابن كثير).

(إنَّ للهِ تَعالى مَلائكةً ترعَدُ فَرائصُهم مِن خيفتِه ، ما مِنهُم مَلَكٌ تقطُرُ دَمعةٌ مِن عينِهِ إلَّا وقَعتْ علَى ملَكٍ يُصلِّي ، وإنَّ منْهُم ملائكةً سجودًا منذُ خَلقَ اللهُ السَّمواتِ والأرضَ لَم يرفَعوا رؤوسَهم ولا يرفَعونَها إلى يومِ القيامةِ ، وإنَّ منْهُم ملائِكةً رُكوعًا لَم يرفَعُوا رؤوسَهم مُنذُ خلقَ اللهُ السَّمواتِ والأرضَ ولا يَرفعونَها إلى يومِ القِيامةِ ، فإذا رفعُوا رؤوسَهم نظَروا إلى وجْهِ اللهِ عزَّ وجلَّ قالوا : سُبحانَك ما عَبدنَاك حقَّ عبادَتِكَ) ([360]).

أَيْ وَمَا يَدْرِي عَدَد مَلَائِكَة رَبّك الَّذِينَ خَلَقَهُمْ لِتَعْذِيبِ أَهْل النَّار " إِلَّا هُوَ " أَيْ إِلَّا اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَهَذَا جَوَاب لِأَبِي جَهْل حِينَ قَالَ : أَمَا لِمُحَمَّدٍ مِنْ الْجُنُود إِلَّا تِسْعَةَ عَشَرَ !

وَفِي التِّرْمِذِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَطَّتْ السَّمَاء وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطّ , مَا فِيهَا مَوْضِع أَرْبَع أَصَابِع إِلَّا وَمَلَك وَاضِع جَبْهَتَهُ لِلَّهِ سَاجِدًا ) (القرطبي).

ورئيس ملائكة النار وخازنها اسمه مالك و الدليل على ذلك من قوله تعالى:

﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾ (الزُخرف : 77) .  وفي الحديث:  (أما أهل النارِ الذين هُمْ أهلها ، فإنهم لا يموتونَ فيها ولا يحيونَ . ...) ([361]).

خازن النار مالك ودليله من السّنّة الأحاديث:

- (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قال : يُخَلَّي عنهم أربعين عامًا لا يُجيبُهم ، ثُمَّ أجابَهم إِنَّكم مَّاكِثًونَ فيقولونَ : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قال : فيُخَلَّي عنهم مثلَ الدنيا ثُمَّ أجابَهم اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونَ قال : واللهِ ما يَنْبِسُ القومُ بعدَ هذه الكلمةِ ، إِنَّ كان إلَّا الزفيرُ والشهيقُ) ([362]).

- (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قال : يُخَلَّي عنهم أربعين عامًا لا يُجيبُهم ، ثُمَّ أجابَهم إِنَّكم مَّاكِثًونَ فيقولونَ : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قال : فيُخَلَّي عنهم مثلَ الدنيا ثُمَّ أجابَهم اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونَ قال : واللهِ ما يَنْبِسُ القومُ بعدَ هذه الكلمةِ ، إِنَّ كان إلَّا الزفيرُ والشهيقُ) ([363]).

- (رأيتُ الليلةَ رجلينِ أتياني ، قالا : الذي يُوقِدُ النارَ مالكٌ خازنُ النارِ ، وأنا جبريلُ ، وهذا ميكائيلُ) ([364]).

- (عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضِي اللهُ عنهما قال : إنَّ أهلَ النَّارِ يدْعون مالكًا فلا يُجيبُهم أربعين عامًا ، ثمَّ يقولُ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ، ثمَّ يدعون ربَّهم فيقولون : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ فلا يُجِيبُهم مثلَ الدُّنيا ، ثمَّ يقولُ : اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ، ثمَّ يَيْئسُ القومُ فما هو إلَّا الزَّفيرُ والشَّهيقُ تُشبِهُ أصواتُهم أصواتَ الحميرِ أوَّلُها شهيقٌ وآخرُها زفيرٌ) ([365]).

- (عن عبد الله بن عمرو قال أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يقول { إنكم ماكثون { ثم يدعون ربهم فيقولون ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون فلا يجيبهم مثل الدنيا ثم يقول { اخسؤوا فيها ولا تكلمون } ثم ييأس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق وآخرها زفير) ([366])‏‏‏‏.

- (عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قال : إنَّ أهلَ النارِ يَدعون مالكًا ، فلا يجيبُهم أربعينَ عامًا ، ثم يقولُ ( إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ( ثم يَدعون ربَّهم فيقولون ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ) فلا يجيبُهم مثلُ الدنيا ثم يقول ( اخْسَؤُا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونَ ) ثم قياسُ القومِ فما هو إلا الزفيرُ والشهيقُ ، تشبه أصواتُهم أصواتَ الحميرِ أولُها شهيقٌ ، وآخرُها زفيرٌ .) ([367]).

- (عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضِي اللهُ عنهما قال : إنَّ أهلَ النَّارِ يدْعون مالكًا فلا يُجيبُهم أربعين عامًا ، ثمَّ يقولُ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ، ثمَّ يدعون ربَّهم فيقولون : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ فلا يُجِيبُهم مثلَ الدُّنيا ، ثمَّ يقولُ : اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ، ثمَّ يَيْئسُ القومُ فما هو إلَّا الزَّفيرُ والشَّهيقُ تُشبِهُ أصواتُهم أصواتَ الحميرِ أوَّلُها شهيقٌ وآخرُها زفيرٌ) ([368]).

- (عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضِي اللهُ عنهما قال : إنَّ أهلَ النَّارِ يدْعون مالكًا فلا يُجيبُهم أربعين عامًا ، ثمَّ يقولُ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ، ثمَّ يدعون ربَّهم فيقولون : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ فلا يُجِيبُهم مثلَ الدُّنيا ، ثمَّ يقولُ : اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ، ثمَّ يَيْئسُ القومُ فما هو إلَّا الزَّفيرُ والشَّهيقُ تُشبِهُ أصواتُهم أصواتَ الحميرِ أوَّلُها شهيقٌ وآخرُها زفيرٌ) ([369]).

- (يُلقَى على أهلِ النَّارِ الجوعُ فيعدِلُ ما هم فيه من العذابِ ، فيستغيثون بطعامٍ من ضريعٍ لا يُسمِنُ ولا يُغني من جوعٍ فيستغيثون فيُغاثون بطعامٍ ذي غُصَّةٍ فيذكرون أنَّهم يُجيزون الغُصَصَ في الدُّنيا بالشَّرابِ فيستغيثون بالشَّرابِ فيُدفعُ إليهم بكلاليبِ الحديدِ فإذا دنت من وجوهِهم شوَتْ وجوهَهم ، فإذا دخلت بطونَهم قطَّعت ما في بطونِهم فيقولون : ادْعوا خزَنةَ جهنَّمَ ، فيقولون : أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ، قال : فيقولون : ادعوا مالكًا فيقولون : يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ، قال : فيُجيبُهم إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ، قال الأعمَشُ : نُبِّئتُ أن بين دعائِهم وبين إجابةِ مالِكٍ إيَّاهم ألفَ عامٍ . قال : فيقولون : ادعوا ربَّكم فلا أحدَ خيرٌ من ربِّكم ، فيقولون : رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قال : فيُجيبُهم : اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ قال : فعند ذلك يئسوا من كلِّ خيرٍ ، وعند ذلك يأخذون في الزَّفيرَ والحسرةَ والويلَ) ([370]).

خزنة جهنم (النّار) وخزنةُ الأرضِ

- (قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم قالوا لا ندري حتى نسأله فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد غلب أصحابك اليوم قال وبم غلبوا قال سألهم يهود هل يعلم نبيكم كم عدد خزنة جهنم قال فما قالوا قال قالوا لا ندري حتى نسأل نبينا قال أيغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون فقالوا لا نعلم حتى نسأل نبينا لكنهم قد سألوا نبيهم فقالوا أرنا الله جهرة علي بأعداء الله إني سائلهم عن تربة الجنة وهي الدرمك فلما جاؤوا قالوا يا أبًا القاسم كم عدد خزنة جهنم قال هكذا وهكذا في مرة عشرة وفي مرة تسعة قالوا نعم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما تربة الجنة قال فسكتوا هنيهة ثم قالوا أخبزة يا أبًا القاسم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الخبز من الدرمك) ([371]).

 (إذا قُبِض العبدُ المؤمنُ جاءَتْه ملائكةُ الرحمةِ فتسيلُ نفسُه في حريرةٍ بيضاءَ فيقولونَ : ما وجَدْنا ريحًا أطيبَ مِن هذه فيسألونَه فيقولونَ : ارفُقوا فإنَّه خرَج مِن غمِّ الدنيا فيقولونَ : ما فعَل فلانٌ ، ما فعَل فلانٌ ؟ وأما الكافرُ فتخرُجُ نفسُه فتقولُ خزنةُ الأرضِ : ما وجَدْنا ريحًا أنتنَ مِن هذه فيهبطُ به إلى أسفلِ الأرضِ) ([372]).

- (خرج علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يوما كالمودِّعِ فقال أنا محمد النبي الأميّ قالهُ ثلاثَ مراتٍ ولا نبي بعدي أُوتيتُ فواتحَ الكلمِ وخواتمهُ وجوامعهُ وعُلّمتُ كم خزنةُ النارِ وحملةُ العرشِ وتُجوِّزَ بي وعوفيتُ وعوفيتْ أمّتي فاسمعوا وأطِيعوا مادمتُ فيكم فإذا ذُهِبَ بي فعليكُم بكتابِ اللهِ أحلُّوا حلالهُ وحرِّموا حرامهُ) ([373]).

- (خرجَ علَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا كالمودِّعِ فقالَ : أَنا مُحمَّدٌ النَّبيُّ الأمِّيُّ ، أَنا مُحمَّدٌ النَّبيُّ الأمِّيُّ ثلاثًا ولا نبيَّ بَعدي ، أوتيتُ فواتحَ الكَلِمِ وجوامعَهُ ، وخواتمَهُ ، وعَلِمْتُ كم خزنةُ النَّارِ وحَملةُ العرشِ ، وتُجوِّزَ بي ، وعوفِيتُ ، وعوفيَتْ أمَّتي ، فاسمَعوا وأَطيعوا ما دمتُ فيكُم ، فإذا ذُهِبَ بي ، فعليكُم بِكِتابِ اللَّهِ ، أحلُّوا حلالَهُ ، وحرِّموا حرامَهُ) ([374]).

- (إنَّ المؤمنَ إذا حضره الموتُ ؛ حضرتْه ملائكةُ الرحمةِ ، فإذا قُبِضَتْ نفسُه جُعِلَت في حريرةٍ بيضاءَ ، فيُنطَلَقُ بها إلى ربِّ السماءِ ، فيقولون : ما وجدْنا ريحًا أطيبَ من هذه ، فيقال : دعوه يستريحْ ؛ فإنه كان في غمٍّ ، فيسأل : ما فعل فلانٌ ؟ ما فعل فلانٌ ؟ ما فعلتْ فلانةٌ ؟ وأما الكافرُ ؛ فإذا قُبِضَتْ نفسُه ، وذُهِبَ بها إلى بابِ الأرضِ ؛ يقول خزَنَةُ الأرضِ : ما وجدْنا ريحًا أنتنَ من هذه ، فيُذهَبُ بها إلى الأرضِ السُّفْلى) ([375]).

تدلّل العبارة (يقول خزَنَةُ الأرضِ) على أنّ جهنّم أسفل الأرض السابعة السفلى؛ فهي أسفل سافلين.

تَعَنُّت الْكُفَّار وَعِنَادهمْ : (لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا)

يُخْبِر تَعَالَى عَنْ تَعَنُّت الْكُفَّار وَعِنَادهمْ وَتَكْذِيبهمْ لِلْحَقِّ بِلَا حُجَّة وَلَا دَلِيل ... يَقُولُونَ هَلَّا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَك مِنْ عِنْد اللَّه فَيَكُون شَاهِدًا عَلَى صِدْق مَا يَدَّعِيه (ابن كثير)

- (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ) (الأنعام 8)

" وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَك " أَيْ لِيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا قَالَ اللَّه تَعَالَى" وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْر ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ" أَيْ لَوْ نُزِّلَتْ الْمَلَائِكَة عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ لَجَاءَهُمْ مِنْ اللَّه الْعَذَاب . كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " مَا نُنَزِّل الْمَلَائِكَة إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ " وَقَوْله " يَوْم يَرَوْنَ الْمَلَائِكَة لَا بُشْرَى يَوْمئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ" الْآيَة (ابن كثير)

- (قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ) (الأنعام 50)

وَلَا أَقُول لَكُمْ إِنِّي مَلَك أَيْ وَلَا أَدَّعِي أَنِّي مَلَك إِنَّمَا أَنَا بَشَر مِنْ الْبَشَر يُوحَى إِلَيَّ مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ شَرَّفَنِي بِذَلِكَ وَأَنْعَمَ عَلَيَّ بِهِ وَلِهَذَا قَالَ" إِنْ أَتَّبِع إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ " أَيْ لَسْت أَخْرُج عَنْهُ قَيْد شِبْر وَلَا أَدْنَى مِنْهُ (ابن كثير)

- (وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ) (هود 31)

وَلَيْسَ هُوَ بِمَلَكٍ مِنْ الْمَلَائِكَة بَلْ هُوَ بَشَر مُرْسَل مُؤَيَّد بِالْمُعْجِزَاتِ (ابن كثير)

- (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (هود 12)

كَمَا أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْهُمْ فِي قَوْله " وَقَالُوا مَا لِهَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاق لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَك فَيَكُون مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْز أَوْ تَكُون لَهُ جَنَّة يَأْكُل مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا " (ابن كثير)

- (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا) (الفرقان 7).

أخْبِر تَعَالَى عَنْ تَعَنُّت الْكُفَّار وَعِنَادهمْ وَتَكْذِيبهمْ لِلْحَقِّ بِلَا حُجَّة وَلَا دَلِيل مِنْهُمْ وَإِنَّمَا تَعَلَّلُوا بِقَوْلِهِمْ " مَا لِهَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام " يَعْنُونَ كَمَا نَأْكُلهُ وَيَحْتَاج إِلَيْهِ كَمَا نَحْتَاج " وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاق " أَيْ يَتَرَدَّد فِيهَا وَإِلَيْهَا طَلَبًا لِلتَّكَسُّبِ وَالتِّجَارَة " لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَك فَيَكُون مَعَهُ نَذِيرًا" يَقُولُونَ هَلَّا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَك مِنْ عِنْد اللَّه فَيَكُون شَاهِدًا عَلَى صِدْق مَا يَدَّعِيه . (ابن كثير)

قَوْله تَعَالَى : " وَقَالُوا " ذَكَرَ شَيْئًا آخَر مِنْ مَطَاعِنهمْ . وَالضَّمِير فِي " قَالُوا " لِقُرَيْشٍ ; وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانَ لَهُمْ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِس مَشْهُور , . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " سُبْحَان " ذَكَرَهُ اِبْن إِسْحَاق فِي السِّيرَة وَغَيْره . مُضَمِّنه - أَنَّ سَادَتهمْ عُتْبَة بْن رَبِيعَة وَغَيْره اِجْتَمَعُوا مَعَهُ فَقَالُوا : يَا مُحَمَّد ! إِنْ كُنْت تُحِبّ الرِّيَاسَة وَلَّيْنَاك عَلَيْنَا , وَإِنْ كُنْت تُحِبّ الْمَال جَمَعْنَا لَك مِنْ أَمْوَالنَا ; فَلَمَّا أَبَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ رَجَعُوا فِي بَاب الِاحْتِجَاج مَعَهُ فَقَالُوا : مَا بَالُك وَأَنْتَ رَسُول اللَّه تَأْكُل الطَّعَام , وَتَقِف بِالْأَسْوَاقِ ! فَعَيَّرُوهُ بِأَكْلِ الطَّعَام ; لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَكُون الرَّسُول مَلَكًا , وَعَيَّرُوهُ بِالْمَشْيِ فِي الْأَسْوَاق حِين رَأَوْا الْأَكَاسِرَة وَالْقَيَاصِرَة وَالْمُلُوك الْجَبَابِرَة يَتَرَفَّعُونَ عَنْ الْأَسْوَاق , وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يُخَالِطهُمْ فِي أَسْوَاقهمْ , وَيَأْمُرهُمْ وَيَنْهَاهُمْ ; فَقَالُوا : هَذَا يَطْلُب أَنْ يَتَمَلَّك عَلَيْنَا , فَمَا لَهُ يُخَالِف سِيرَة الْمُلُوك ; فَأَجَابَهُمْ اللَّه بِقَوْلِهِ , وَأَنْزَلَ عَلَى نَبِيّه : " وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلك مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَام وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاق " [ الْفُرْقَان : 20 ] فَلَا تَغْتَمّ وَلَا تَحْزَن , فَإِنَّهَا شَكَاة ظَاهِر عَنْك عَارهَا ..(القرطبي)

ومن أعمدة الكفر الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة وَعُتْبَة بْن رَبِيعَة وأبولهب

هذا الوليد بن المغيرة الذي قال اللّه فيه :

﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ) (المُدثّر : 18-25)

ما جزاء كفره واستكباره ؟ ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾

وقد وصف الله تعالى سقر مبيناً أن المشرفين على العذاب فيها تسعة عشر من الملائكة فقال تعالى:

 (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر 31-26) .

وأمّا الشَّقِيّ فِي عِلْم اللَّه فنزل فيه (وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة وَعُتْبَة بْن رَبِيعَة ) قوله سبحانه .

(وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا) (الأعلى 13-11).  أَيْ لَا يَمُوت فَيَسْتَرِيح مِنْ الْعَذَاب , وَلَا يَحْيَا حَيَاة تَنْفَعهُ (تفسير القرطبي).

- (عن أبي أمامة قال لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا دخل الجنة إلا من شرد على الله كشراد البعير السوء على أهله فمن لم يصدقني فإن الله تعالى يقول { لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى } كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه) ([376]).

ومنهم أبو لهب الذي قال اللّه فيه :

(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) (المسد 3-1).  وفي الحديث : (لما نزَلَتْ : وأنذر عشيرتك الأقربين صَعَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الصَّفا ، فجَعَل يُنادي : يا بني فِهْرٍ ، يا بني عَدِيٍّ ، لبطونِ قريشٍ ، حتى اجتمعوا ، فجَعَلَ الرجلُ إذا لم يَسْتَطِعْ أن يَخْرُجَ أَرَسَلَ رسولًا؛ ليَنْظُرَ ما هو ، فجاءَ أبو لهبٍ وقريشٌ ، فقال: أَرَأَيْتَكم لو أَخْبَرْتُكم أن خيلًا بالوادي تريدُ أن تُغِيرَ عليكم أَكُنْتُم مُصَدِّقِيَّ ؟ قالوا : نعم ، ما جَرَّبْنَا عليك إلا صدقًا . قال : فإني نذيرٌ لكم بينَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ . فقال أبو لهبٍ : تبًّا لك سائرَ اليومِ ، أَلِهذا جَمَعْتَنَا ! فنزَلَتْ : تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب .) ([377]).

- (صعِد النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّفا ذاتَ يومٍ ، فقال : ( يا صَباحاه ) . فاجتمَعَتْ إليه قريشٌ ، قالوا : ما لَك ؟ قال : ( أرأيتُم لو أخبَرتُكم أنَّ العدُوَّ يُصَبِّحُكم أو يُمَسِّيكم ، أما كنتُم تُصَدِّقونَني ) . قالوا : بلى ، قال : ( فإني نذيرٌ لكم بينَ يدَي عذابٍ شديدٍ ) فقال أبولَهَبٍ : تَبًّا لك ، ألهذا جمَعْتَنا ؟ فأنزَل اللهُ : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ { .) ([378]).

- (عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ لمَّا نزلِت تَبَّتْ يَدَا أَبْي لَهَبٍ جاءت امرأةُ أبي لَهبٍ فقالَ أبو بَكرٍ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لو تنحَّيتَ قالَ إنَّهُ سيحالُ بيني وبينَها فأقبلَت فقالت يا أبا بَكرٍ هجاني صاحبُكَ قالَ لا وربِّ هذِهِ البنيةِ ما ينطقُ بالشِّعرِ ولا يفوهُ بِهِ قالت إنَّكَ لمصدَّقٌ فلمَّا ولَّت قالَ أبو بَكرٍ ما رأتْكَ قالَ ما زالَ ملَكٌ يسترني حتَّى ولَّتْ) ([379]).

- (لمَّا نزلت تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ؛ جاءت امرأةُ أبي لهبٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعه أبو بكرٍ ، فلمَّا رآها أبو بكرٍ قال : يا رسولَ اللهِ ! إنَّها امرأةٌ بذيئةٌ ، وأخافُ أن تُؤذيَك ، فلو قمتَ ! قال : إنَّها لن تراني . فجاءت فقالت : يا أبا بكرٍ ! إنَّ صاحبَك هجاني ، قال : لا ، وما يقولُ الشِّعرَ ، قالت : أنت عندي مُصدَّقٌ ، وانصرفت ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! لم ترَك ؟ ! قال : لا ، لم يزَلْ ملَكٌ يستُرُني منها بجناحَيْه) ([380]).

ومن رؤوس النفاق هذا عبدالله بن أبي زعيم المنافقين الذي قال اللّه فيه :

(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور 11).

(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون 8-7) .

- (كنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في غَزاةٍ . فكَسَعَ رجلٌ من المهاجرين رجلًا من الأنصارِ . فقال الأنصاريُّ : يا للأنصارِ ! وقال المهاجريُّ : يا للمهاجرينَ ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . " ما بالُ دعوى الجاهليةِ ؟ " قالوا : يا رسولَ اللهِ ! كَسَعَ رجلٌ من المهاجرين رجلًا من الأنصارِ . فقال " دعُوها . فإنها مُنتنةٌ " فسمعها عبدُاللهِ بنُ أُبَيٍّ فقال : قد فعلوها . واللهِ ! لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلُّ . قال عمرُ : دعني أضربُ عنقَ هذا المنافقَ . فقال " دَعْهُ . لا يتحدثُ الناسُ أنَّ محمدًا يقتلُ أصحابَه " .) ([381]).

ومصير المنافقين ومستقرّهم : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) (النساء 145).

 وأعظم الخسران و أنكاه أن من كان في النار لا يموت فيها ولا يحيا, لا يموت فيستريح ولا يحيا فيسعد:

(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا) (طه 74).  وَهَذِهِ صِفَة الْكَافِر الْمُكَذِّب الْجَاحِد، فَلَا يَنْتَفِع بِحَيَاتِهِ وَلَا يَسْتَرِيح بِمَوْتِهِ (تفسير القرطبي).

وردّاً على طلب أهل النار للموت قال الله: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ  (سورة الزخرف الآية: 77)

وردّاً على طلب أهل النار للخروج قال الله:

 (قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون 108-106)

)وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (الزمر 71)

(تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) (الملك 8)

المبحث السّابع: ميزة الإنسان على الملائكة

ميزة الإنسان على الملائكة بالعلم والتعلم

(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة 31)

هَذَا مَقَام ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى فِيهِ شَرَف آدَم عَلَى الْمَلَائِكَة بِمَا اِخْتَصَّهُ مِنْ عِلْم أَسْمَاء كُلّ شَيْء دُونهمْ وَهَذَا كَانَ بَعْد سُجُودهمْ لَهُ وَإِنَّمَا قَدَّمَ هَذَا الْفَصْل عَلَى ذَاكَ لِمُنَاسَبَةِ مَا بَيْن هَذَا الْمَقَام وَعَدَم عِلْمهمْ بِحِكْمَةِ خَلْق الْخَلِيفَة حِين سَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُمْ تَعَالَى بِأَنَّهُ يَعْلَم مَا لَا يَعْلَمُونَ وَلِهَذَا ذَكَرَ اللَّه هَذَا الْمَقَام عَقِيب هَذَا لِيُبَيِّن لَهُمْ شَرَف آدَم بِمَا فُضِّلَ بِهِ عَلَيْهِمْ فِي الْعِلْم فَقَالَ تَعَالَى " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ السُّدِّيّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ عَلَّمَهُ أَسْمَاء وَلَده إِنْسَانًا إِنْسَانًا وَالدَّوَابّ فَقِيلَ هَذَا الْحِمَار هَذَا الْجَمَل هَذَا الْفَرَس وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ هِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاء الَّتِي يَتَعَارَف بِهَا النَّاس إِنْسَان وَدَوَابّ وَسَمَاء وَأَرْض وَسَهْل وَبَحْر وَخَيْل وَحِمَار وَأَشْبَاه ذَلِكَ مِنْ الْأُمَم وَغَيْرهَا وَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم وَابْن جَرِير مِنْ حَدِيث عَاصِم بْن كُلَيْب عَنْ سَعِيد بْن مَعْبَد عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ عَلَّمَهُ اِسْم الصَّحْفَة وَالْقِدْر قَالَ نَعَمْ حَتَّى الْفَسْوَة وَالْفُسَيَّة وَقَالَ مُجَاهِد " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ عَلَّمَهُ اِسْم كُلّ دَابَّة وَكُلّ طَيْر وَكُلّ شَيْء وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ مِنْ السَّلَف أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء كُلّ شَيْء وَقَالَ الرَّبِيع فِي رِوَايَة عَنْهُ أَسْمَاء الْمَلَائِكَة . وَقَالَ حُمَيْد الشَّامِيّ أَسْمَاء النُّجُوم . وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد عَلَّمَهُ أَسْمَاء ذُرِّيَّته كُلّهمْ . وَاخْتَارَ اِبْن جَرِير أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء الْمَلَائِكَة وَأَسْمَاء الذُّرِّيَّة لِأَنَّهُ قَالَ " ثُمَّ عَرَضَهُمْ " عِبَارَة عَمَّا يَعْقِل . وَهَذَا الَّذِي رَجَّحَ بِهِ لَيْسَ بِلَازِمٍ فَإِنَّهُ لَا يَنْفِي أَنْ يُدْخِل مَعَهُمْ غَيْرهمْ وَيُعَبَّر عَنْ الْجَمِيع بِصِيغَةِ مَنْ يَعْقِل لِلتَّغْلِيبِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَاَللَّه خَلَقَ كُلّ دَابَّة مِنْ مَاء فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنه وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَع يَخْلُق اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير " وَقَدْ قَرَأَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود ثُمَّ عَرَضَهُنَّ . وَقَرَأَ أُبَيّ بْن كَعْب ثُمَّ عَرَضَهَا أَيْ السَّمَاوَات . الصَّحِيح أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء الْأَشْيَاء كُلّهَا ذَرَّاتهَا وَصِفَاتهَا وَأَفْعَالهَا كَمَا قَالَ اِبْن عَبَّاس حَتَّى الْفَسْوَة وَالْفُسَيَّة يَعْنِي ذَوَات الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال الْمُكَبَّر وَالْمُصَغَّر وَلِهَذَا قَالَ الْبُخَارِيّ فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة فِي كِتَاب التَّفْسِير مِنْ صَحِيحه : حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا هِشَام عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس بْن مَالِك أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَقَالَ لِي خَلِيفَة : حَدَّثَنَا يَزِيد بْن زُرَيْع حَدَّثَنَا سَعِيد عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَجْتَمِع الْمُؤْمِنُونَ يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُولُونَ لَوْ اِسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبّنَا فَيَأْتُونَ آدَم فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاس خَلَقَك اللَّه بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَك مَلَائِكَته وَعَلَّمَك أَسْمَاء كُلّ شَيْء فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبّك حَتَّى يُرِيحنَا مِنْ مَكَاننَا هَذَا فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ وَيَذْكُر ذَنْبه فَيَسْتَحِي اِئْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّل رَسُول بَعَثَهُ اللَّه إِلَى أَهْل الْأَرْض . فَيَأْتُونَهُ فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ وَيَذْكُر سُؤَاله رَبّه مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْم فَيَسْتَحِي . فَيَقُول اِئْتُوا خَلِيل الرَّحْمَن فَيَأْتُونَهُ فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ . فَيَقُول اِئْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّه وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاة فَيَأْتُونَهُ فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ وَيَذْكُر قَتْل النَّفْس بِغَيْرِ نَفْس فَيَسْتَحِي مِنْ رَبّه . فَيَقُول اِئْتُوا عِيسَى عَبْد اللَّه وَرَسُوله وَكَلِمَة اللَّه وَرُوحه فَيَأْتُونَهُ فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ . اِئْتُوا مُحَمَّدًا عَبْدًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِق حَتَّى أَسْتَأْذِن رَبِّي فَيَأْذَن لِي فَإِذَا رَأَيْت رَبِّي وَقَعْت سَاجِدًا فَيَدَعنِي مَا شَاءَ اللَّه ثُمَّ يُقَال اِرْفَعْ رَأْسك وَسَلْ تُعْطَهُ وَقُلْ يُسْمَع وَاشْفَعْ تُشَفَّع فَأَرْفَع رَأْسِي فَأَحْمَدهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمنِيهِ ثُمَّ أَشْفَع فَيَحُدّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلهُمْ الْجَنَّة ثُمَّ أَعُود إِلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْت رَبِّي مِثْله ثُمَّ أَشْفَع فَيَحُدّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلهُمْ الْجَنَّة ثُمَّ أَعُود الثَّالِثَة ثُمَّ أَعُود الرَّابِعَة فَأَقُول مَا بَقِيَ فِي النَّار إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآن وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُود هَكَذَا سَاقَ الْبُخَارِيّ هَذَا الْحَدِيث هَاهُنَا وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث هِشَام وَهُوَ اِبْن أَبِي عَبْد اللَّه الدَّسْتُوَائِيّ عَنْ قَتَادَة بِهِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث سَعِيد وَهُوَ اِبْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة . وَوَجْه إِيرَاده هَاهُنَا وَالْمَقْصُود مِنْهُ قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام . فَيَأْتُونَ آدَم فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاس خَلَقَك اللَّه بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَك مَلَائِكَته وَعَلَّمَك أَسْمَاء كُلّ شَيْء . فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء جَمِيع الْمَخْلُوقَات وَلِهَذَا قَالَ " ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَة" يَعْنِي الْمُسَمَّيَات كَمَا قَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة قَالَ ثُمَّ عَرَضَ تِلْكَ الْأَسْمَاء عَلَى الْمَلَائِكَة" فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" وَقَالَ السُّدِّيّ فِي تَفْسِيره عَنْ أَبِي مَالِك وَعَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَنْ مُرَّة عَنْ اِبْن مَسْعُود وَعَنْ نَاس مِنْ الصَّحَابَة " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " ثُمَّ عَرَضَ الْخَلْق عَلَى الْمَلَائِكَة . وَقَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ مُجَاهِد ثُمَّ عَرَضَ أَصْحَاب الْأَسْمَاء عَلَى الْمَلَائِكَة وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا الْقَاسِم حَدَّثَنَا الْحُسَيْن حَدَّثَنِي الْحَجَّاج عَنْ جَرِير بْن حَازِم وَمُبَارَك بْن فَضَالَة عَنْ الْحَسَن وَأَبِي بَكْر عَنْ الْحَسَن وَقَتَادَة قَالَا : عَلَّمَهُ اِسْم كُلّ شَيْء وَجَعَلَ يُسَمِّي كُلّ شَيْء بِاسْمِهِ وَعُرِضَتْ عَلَيْهِ أُمَّة أُمَّة وَبِهَذَا الْإِسْنَاد عَنْ الْحَسَن وَقَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى" إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " إِنِّي لَمْ أَخْلُق خَلْقًا إِلَّا كُنْتُمْ أَعْلَم مِنْهُ فَأَخْبِرُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس " إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أَجْعَل فِي الْأَرْض خَلِيفَة وَقَالَ السُّدِّيّ عَنْ أَبِي مَالِك وَعَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَنْ مُرَّة عَنْ اِبْن مَسْعُود وَعَنْ نَاس مِنْ الصَّحَابَة إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَنَّ بَنِي آدَم يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَيَسْفِكُونَ الدِّمَاء . وَقَالَ اِبْن جَرِير وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ تَأْوِيل اِبْن عَبَّاس وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ وَمَعْنَى ذَلِكَ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ مَنْ عَرَضْته عَلَيْكُمْ أَيّهَا الْمَلَائِكَة الْقَائِلُونَ : أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء ؟ مِنْ غَيْرنَا أَمْ مِنَّا . فَنَحْنُ نُسَبِّح بِحَمْدِك وَنُقَدِّس لَك - إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي قِيلكُمْ أَنِّي إِنْ جَعَلْت خَلِيفَتِي فِي الْأَرْض مِنْ غَيْركُمْ عَصَانِي وَذُرِّيَّته وَأَفْسَدُوا وَسَفَكُوا الدِّمَاء وَإِنْ جَعَلْتُكُمْ فِيهَا أَطَعْتُمُونِي وَاتَّبَعْتُمْ أَمْرِي بِالتَّعْظِيمِ وَالتَّقْدِيس فَإِذَا كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ أَسْمَاء هَؤُلَاءِ الَّذِينَ عَرَضْت عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ تُشَاهِدُونَهُمْ فَأَنْتُمْ بِمَا هُوَ غَيْر مَوْجُود مِنْ الْأُمُور الْكَائِنَة الَّتِي لَمْ تُوجَد أَحْرَى أَنْ تَكُونُوا غَيْر عَالِمِينَ . (ابن كثير).

وقيل: معناه علَّمَ آدمَ أَسْماءَ جميعِ المخلوقات بجميع اللغات العربيةِ والفارسية والسُّرْيانِيَّة والعِبْرانيَّة والروميَّة وغيرِ ذلك من سائرِ اللغات، فكان آدمُ، على نبيِّنا محمدٍ وعليه أَفضل الصلاة والسلام، وولدُه يتكَلَّمون بها، ثم إنَّ ولدَه تفرَّقوا في الدنيا وعَلِقَ كلٌّ منهم بلغة من تلك اللغات، ثم ضَلَّت عنه ما سِواها لبُعْدِ عَهْدِهم بها ([382]).

(قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة 32)

هَذَا تَقْدِيس وَتَنْزِيه مِنْ الْمَلَائِكَة لِلَّهِ تَعَالَى أَنْ يُحِيط أَحَد بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمه إِلَّا بِمَا شَاءَ وَأَنْ يَعْلَمُوا شَيْئًا إِلَّا مَا عَلَّمَهُمْ اللَّه تَعَالَى وَلِهَذَا قَالُوا " سُبْحَانك لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتنَا إِنَّك أَنْتَ الْعَلِيم الْحَكِيم " أَيْ الْعَلِيم بِكُلِّ شَيْء الْحَكِيم فِي خَلْقك وَأَمْرك وَفِي تَعْلِيمك مَا تَشَاء وَمَنْعك مَا تَشَاء لَك الْحِكْمَة فِي ذَلِكَ وَالْعَدْل التَّامّ . قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْأَشَجّ حَدَّثَنَا حَفْص بْن غِيَاث عَنْ حَجَّاج عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : سُبْحَان اللَّه . قَالَ تَنْزِيه اللَّه نَفْسه عَنْ السُّوء ثُمَّ قَالَ : قَالَ عُمَر لِعَلِيٍّ وَأَصْحَابه عِنْده لَا إِلَه إِلَّا اللَّه قَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا سُبْحَان اللَّه فَقَالَ لَهُ عَلِيّ كَلِمَة أَحَبَّهَا اللَّه لِنَفْسِهِ وَرَضِيَهَا وَأَحَبَّ أَنْ تُقَال . قَالَ وَحَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا فُضَيْل بْن النَّضْر بْن عَدِيّ قَالَ سَأَلَ رَجُل مَيْمُون بْن مِهْرَان عَنْ سُبْحَان اللَّه قَالَ اِسْم يُعَظَّم اللَّهُ بِهِ وَيُحَاشَا بِهِ مِنْ السُّوء . (ابن كثير)

(قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (البقرة 33)

قَوْله تَعَالَى " قَالَ يَا آدَم أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَم غَيْب السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ " قَالَ زَيْد بْن أَسْلَمَ قَالَ أَنْتَ جِبْرَائِيل أَنْتَ مِيكَائِيل أَنْتَ إِسْرَافِيل حَتَّى عَدَّدَ الْأَسْمَاء كُلّهَا حَتَّى بَلَغَ الْغُرَاب . وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه " قَالَ يَا آدَم أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ " قَالَ اِسْم الْحَمَامَة وَالْغُرَاب وَاسْم كُلّ شَيْء وَرُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وَالْحَسَن وَقَتَادَة نَحْو ذَلِكَ فَلَمَّا ظَهَرَ فَضْل آدَم عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى الْمَلَائِكَة فِي سَرْده مَا عَلَّمَهُ اللَّه تَعَالَى مِنْ أَسْمَاء الْأَشْيَاء قَالَ اللَّه تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ " أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَم غَيْب السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ " أَيْ أَلَمْ أَتَقَدَّم إِلَيْكُمْ أَنِّي أَعْلَم الْغَيْب الظَّاهِر وَالْخَفِيّ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَإِنْ تَجْهَر بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَم السِّرّ وَأَخْفَى " وَكَمَا قَالَ إِخْبَارًا عَنْ الْهُدْهُد أَنَّهُ قَالَ لِسُلَيْمَان " أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِج الْخَبْء فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَيَعْلَم مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رَبّ الْعَرْش الْعَظِيم " وَقِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى " وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ " غَيْر مَا ذَكَرْنَاهُ فَرَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ" قَالَ أَعْلَم السِّرّ كَمَا أَعْلَم الْعَلَانِيَة يَعْنِي مَا كَتَمَ إِبْلِيس فِي نَفْسه مِنْ الْكِبْر وَالِاغْتِرَار . وَقَالَ السُّدِّيّ عَنْ أَبِي مَالِك وَعَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَنْ مُرَّة عَنْ اِبْن مَسْعُود وَعَنْ نَاس مِنْ الصَّحَابَة قَالَ قَوْلهمْ " أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء " الْآيَة فَهَذَا الَّذِي أَبْدُوا " وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ " يَعْنِي مَا أَسَرَّ إِبْلِيس فِي نَفْسه مِنْ الْكِبْر وَكَذَلِكَ قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَمُجَاهِد وَالسُّدِّيّ وَالضَّحَّاك وَالثَّوْرِيّ . وَاخْتَارَ ذَلِكَ اِبْن جَرِير وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالْحَسَن وَقَتَادَة هُوَ قَوْلهمْ لَمْ يَخْلُق رَبّنَا خَلْقًا إِلَّا كُنَّا أَعْلَم مِنْهُ وَأَكْرَم عَلَيْهِ مِنْهُ : وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس " وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ " فَكَانَ الَّذِي أَبْدَوْا هُوَ قَوْلهمْ : أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء . وَكَانَ الَّذِي كَتَمُوا بَيْنهمْ قَوْلهمْ لَنْ يَخْلُق رَبّنَا خَلْقًا إِلَّا كُنَّا أَعْلَم مِنْهُ وَأَكْرَم . فَعَرَفُوا أَنَّ اللَّه فَضَّلَ عَلَيْهِمْ آدَم فِي الْعِلْم وَالْكَرَم قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا يُونُس حَدَّثَنَا اِبْن وَهْب عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ فِي قِصَّة الْمَلَائِكَة وَآدَم : فَقَالَ اللَّه لِلْمَلَائِكَةِ كَمَا لَمْ تَعْلَمُوا هَذِهِ الْأَسْمَاء فَلَيْسَ لَكُمْ عِلْم إِنَّمَا أَرَدْت أَنْ أَجْعَلهُمْ لِيُفْسِدُوا فِيهَا هَذَا عِنْدِي قَدْ عَلِمْته فَكَذَلِكَ أَخْفَيْت عَنْكُمْ أَنِّي أَجْعَل فِيهَا مَنْ يَعْصِينِي وَمَنْ يُطِيعنِي قَالَ وَقَدْ سَبَقَ مِنْ اللَّه " لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّم مِنْ الْجِنَّة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ " قَالَ وَلَمْ تَعْلَم الْمَلَائِكَة ذَلِكَ وَلَمْ يَدْرُوهُ قَالَ فَلَمَّا رَأَوْا مَا أَعْطَى اللَّه آدَم مِنْ الْعِلْم أَقَرُّوا لَهُ بِالْفَضْلِ . وَقَالَ اِبْن جَرِير وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ قَوْل اِبْن عَبَّاس وَهُوَ أَنَّ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى : " وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ " وَأَعْلَم مَعَ عِلْمِي غَيْب السَّمَاوَات وَالْأَرْض مَا تَظْهَرُونَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ . وَمَا كُنْتُمْ تُخْفُونَ فِي أَنْفُسكُمْ فَلَا يَخْفَى عَلَيَّ شَيْء سَوَاء عِنْدِي سَرَائِركُمْ وَعَلَانِيَتكُمْ وَاَلَّذِي أَظْهَرُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ قَوْلهمْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَاَلَّذِي كَانُوا يَكْتُمُونَ مَا كَانَ مُنْطَوِيًا عَلَيْهِ إِبْلِيس مِنْ الْخِلَاف عَلَى اللَّه فِي أَوَامِره وَالتَّكَبُّر عَنْ طَاعَته . قَالَ وَصَحَّ ذَلِكَ وَكَمَا تَقُول الْعَرَب قُتِلَ الْجَيْش وَهُزِمُوا وَإِنَّمَا قُتِلَ الْوَاحِد أَوْ الْبَعْض وَهُزِمَ الْوَاحِد أَوْ الْبَعْض فَيَخْرُج الْخَبَر عَنْ الْمَهْزُوم مِنْهُ وَالْمَقْتُول مَخْرَج الْخَبَر عَنْ جَمِيعهمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَك مِنْ وَرَاء الْحُجُرَات " ذَكَرَ أَنَّ الَّذِي نَادَى إِنَّمَا كَانَ وَاحِدًا مِنْ بَنِي تَمِيم قَالَ وَكَذَلِكَ قَوْله " وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ " .

مرجع:

(http://www.elsharawy.ebnmaryam.com/sharawy1/albakara/031.htm)

نقول إن الله سبحانه وتعالى. حين علم آدم الأسماء وميزه على الملائكة يكون قد أعطى ذلك الأدنى (آدم) عنصر أعلى (العلم). فآدم مخلوق من طين. والملائكة مخلوقون من نور. وقدرات البشر لا تستطيع أن تعطي الأدنى شيئا أكثر من الأعلى. ولكن الله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يعطي ذلك ليذكرنا أن ما نأخذه ليس بقدراتنا ولكن بقدرته هو سبحانه. ولذلك تجد سليمان وهو ملك ونبي .. أعطاه الله تعالى ملكا لا ينبغي لأحد من بعده. وميزه عن خلقه. يأتي الهدهد ليقول لسليمان: "أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين". .  كيف يحيط الهدهد وهو طائر ضعيف محدود بما لم يحط به سليمان وهو الملك النبي الذي حكم الإنس والجن؟ لأن الله سبحانه وتعالى .. يكره الغرور من خلقه. ولذلك يأتي بآية تميز الأدنى عن الأعلى ليعلموا جميعا أن كل قدراتهم ليست بذاتهم. وإنما هي من الله. فيأتي موسى وهو الرسول والنبي .. فيعلم من الخضر وهو العبد الصالح ما لم يكن يعلمه وقد خلق الله سبحانه المسميات وأن كنا لا نعرف وجودها وجعل الملائكة تتلقى أسماء هذه المسميات من آدم. وأن البعض يتساءل عن وسيلة تعليم الخالق الأكرم لآدم عليه السلام. وتعليم الخالق يختلف عن تعليم الخلق. لأن الخالق يعلم إلهاما. يقذف في قلب آدم أسماء المسميات كلها لكل ما في الكون من أسماء المخلوقات..

وبعد أن يتعلم المسميات. يستطيع أن يعرف الأفعال. ويتقدم في التعليم بعد ذلك .. وهكذا نتعرف على النشأة الأولى للكلام. وطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى علمت آدم الأسماء. وهنا نتوقف لنجيب عن سؤالين: الأول: إذا كان الله سبحانه وتعالى قد علم آدم الأسماء كلها. فهل كان فيها أسماء ما سيستجد من مخترعات في العالم؟ نقول: إنه حتى لو تعلم آدم الأسماء التي يحتاج إليها في أولويات الوجود ويستخدمها في متطلبات حياته على الأرض. فإذا جد جديد، فإن أولاد آدم يستخدمون هذه الأسماء من المقدمات والأسماء التي تعلموها. فما يجد في الوجود من أسماء. تدخل على اللغة. لم تأت من فراغ. وإنما جاءت من اللغة التي تنطق بها وتكتب بها.  كذلك كل شيء في هذا الكون. لو أعدته الآن إلى أصله. تجد أن أصله من الله. فلو أعدت البشرية إلى أصلها لابد أن تصل إلى أن الإنسان الأول خلقه الله سبحانه وتعالى. ولو أعدت العلم إلى أصله. وكل علم يحتاج إلى معلم. نقول لك .. من الذي علم المعلم الأول. أليس من البديهي أن العلم بدأ بمعلم علمه الله سبحانه وتعالى. وكان هذا هو المعلم الأول .. إذن فالذي علم الأسماء لآدم هو الله سبحانه وتعالى. وهو علمها لأولاده ، وهم علموها لأولادهم وهكذا .. يأتي السؤال الثاني: إذا كان الله هو المعلم للكلام. فلماذا اختلفت اللغات على الأرض وأصبح هناك ألوان من اللغات والألسنة؟

نقول أن تنوع فترات التاريخ وانتشار الإنسان على الأرض جعل كل مجموعة من البشر تقترب من بعضها لتكون لها لغة واحدة. وكل لغة موجودة مأخوذة من لغة قديمة. فالفرنسية والإنجليزية والإيطالية. مأخوذة من اللاتينية. والعبرية والسريانية لهما علاقة باللغة العربية. واللهجات التي يتكلم بها العالم العربي صاحب اللغة الواحدة تختلف .. حتى أن لهجة الجزائر أو المغرب مثلا. تجدها مختلفة عن اللهجة المصرية أو السودانية. ولكننا إذا تكلمنا باللغة العربية فهم بعضنا بعضا، ولغة هؤلاء جميعا في الأصل هي لغة القرآن. وهي العربية. ولكن في فترات الوهن التاريخي الذي مر على العرب انعزلت البلاد العربية بعضها عن بعض ومضى كل مجتمع يأخذ اللغة كمظهر اجتماعي. فيسقط التفاهم بين اللهجات المختلفة.

وهكذا علم الله سبحانه وتعالى آدم الأسماء كلها. ثم عرضها على الملائكة وقال لهم "أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين"؟ أي أن الله سبحانه وتعالى كرم آدم في العلم. وأعطاه علما لم يعطه للملائكة.  ثم جعل آدم هو الذي يعلمهم أسماء مسميات لم يعرفوها. وهذا دليل على طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى؛ يفعل ما يشاء في كونه.  إن تمييز الأدنى (آدم) عن الأعلى (الملائكة) لا يتم إلا بفعل الله وحده. ولكي نقرب هذا إلى العقول: هب أن إنسانا ضعيفا يريد أن يحمل حملا ثقيلا .. لا يقدر. وإذا كان هناك إنسان قوي يعينه فإنه لا يستطيع أن يعطيه من قوته ليحمل هذا الحمل، ولكن يعينه بأن يحمل عنه. أما الذي يستطيع أن يجعل هذا الضعيف قويا يمكنه أن يحمل هذا الحمل الثقيل فهو الله سبحانه وتعالى .. فالإنسان لا يستطيع أن يعطي إنسانا آخر من قوته. ولكن الله وحده هو القادر على أن يجعل الضعيف قويا والقوي ضعيفا. ....

- (أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ عمرٍو قالَ : قالت الملائِكَةُ يا ربَّنا منِّا الملائِكَةُ المقرَّبونَ ، ومنِّا حملةُ العرشِ ، ومنَّا الكرامُ الكاتِبينَ ، ونحنُ نسبِّحُ اللَّيلَ والنَّهارَ لا نسأمُ ولا نفتُرُ ، خَلقتَ بَني آدم فجعلت لَهُم الدُّنيا ، فاجعل لَنا الآخرةَ ، قالَ ثمَّ عادوا فأجهَدوا المسألةَ فقالوا مثلَ ذلِكَ . فقالَ جلَّ جلالُهُ : لن أجعلَ صالِحَ ذرِّيَّةِ من خلقتُ بيديَّ كمَن قلتُ لَهُ كُن فَكانَ) ([383]).

وهنا أريد الاقتباس من كتاب: نحن والحضارة والشهود (الجزء الثاني، ثالثاً: الإنسان ([384])).

"الإنسان مخلوق فريد، صاحب عقل جوال، وإرادة قوية، وقابلية عظيمة للتعلم والارتفاع، والجهل والسقوط، يرتفع إلى مستوى الملائكة، ويهبط إلى مستوى الشيطان، دائم التذبذب، مشبوب العاطفة، يملك روحًا تشده إلى خالقه، وجسمًا وشهوات تهبط به إلى الأرض.. صانع الحضارة، القادر على هدمها وتدميرها.. يولد ولا علم له، ثم لا يموت حتى يكدس جبالاً من العلم والمعرفة.. انتدبه خالقه لعمارة الأرض، وعبادة الخالق.....

- إن الله تعالى لم ينفِ تهمة الإفساد عن ذرية آدم : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة 30)، بل ألمح إلى قدرات أخرى معينة، هي العلم والاستذكار.

لقد دلل الله تعالى على ما يتمتع به آدم من العلم والاستذكار، بطرح أسماء فاستطاع آدم استذكار تلك الأسماء.  نمط العرض يوحي بأن الاستخلاف يرتبط بما وهبه الله لآدم من القدرات على التعلم والحفظ.  إذن فالاستخلاف يرتبط بهذه القدرات، فمن تعلم ووظف قدراته فقد استحق الاستخلاف، ومن لا يتعلم يخسر ذلك.

يقول المؤلّف : بعد هذه الملاحظات أنتقل إلى فارس هذا الميدان "سيد قطب "، يرحمه الله، فهو يرى أن الله تعالى يريد أن يسلم للمخلوق الجديد آدم عليه السلام، زمام هذه الأرض، وإطلاق يده فيها، يبدع فيها عن طريق التكوين والتحليل، والتركيب والتحوير والتبديل، وكشف طاقات وكنوز هذه الأرض، وتسخير كل ذلك في المهمة الملقاة على آدم وذريته.

إن هذا المخلوق، قد وُهب طاقات واستعدادات توازي وتعادل ما في هذه الأرض من طاقات وكنوز وخامات.. إن منزلة الإنسان في الوجود منزلة عظيمة.. والسؤال: من أين علم الملائكة بأن آدم سيفسد في الأرض ويسفك الدماء، ولم يفعل شيئًا بعد؟

ويجيب سيد قطب: ربما كان لديهم من شواهد الحال، أو من تجارب سابقة في الأرض، أو من الإلهام، ما كشفوا عن شيء من فطرة آدم وذريته، ثم هم بفطرتهم البريئة، التي لا تعرف إلا الخير المطلق، والسلام الشامل، يرون أن التسبيح والتقديس لله تعالى هو الغاية الكلية للوجود، وعلة الخلق، وهذا متحقق بوجودهم، لا بوجود آدم وذريته.

لقد خفيت عليهم الحكمة العليا في عمارة الأرض، وتنمية الحياة وتنويعها، وتطويرها وترقيتها، وكل ذلك يكون على يد من يستخلفه الله تعالى في أرضه، فهو المرشح لذلك، وإن كان يفسد أحيانًا، ويسفك الدماء أحيانًا، فإن خلف هذا الفساد والشر خير كثير أكمل وأشمل، حيث النمو الدائم والرقي المستمر، حث الحركة التي تهدم لتبني، والتطلع الذي لا يقف، ومحاولة التغيير.. وقد جاء الرد ليس بنفي الفساد بل بالقول: (إِني أعلمُ ما لا تعلمونَ ) ( البقرة: 30).

وبعد عرض أسماء الأشياء ، وأعاد آدم عليه السلام المعلومة فنجح بالاختبار، ويعلق سيد قطب على ذلك قائلاً: "ها نحن أولاء نشهد طرفًا من ذلك السر الإلهي العظيم، الذي أودعه الله هذا الكائن البشري، وهو يسلمه مقاليد الخلافة، سر القدرة على الرمز بالأسماء للحسيات، سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها، وهي ألفاظ منطوقة، رموزًا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة، هي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض، (وإذ قُلنا للملائكةِ اسجدوا لأدم فسجدوا ) ( البقرة: 34).. إنه التكريم في أعلى صوره، لهذا المخلوق الذي قد تفسد ذريّته في الأرض، وتسفك الدماء، ولكنه وهبه من الأسرار ما يرفعه على الملائكة.  لقد وهب سر المعرفة، وهب سر الإرادة المستقلة التي تختار الطريق.  إن ازدواج طبيعته وقدرته على تحكيم إرادته، في شق طريقه، واضطلاعه بأمانة الهداية إلى الله، بمحاولته الخاصة، إن هذا كله بعض أسرار تكريمه… "

إن الإنسان -وإن كان يفسد ويسفك الدماء- إلا أنه يمتاز بقدرات فائقة على "التعلم والتعليم".. وهذه القدرات على اكتساب المعارف وتنميتها واستثمارها، هي من مرشحات الخلافة في الأرض، لأنه خير من يعمرها ويقيم الحضارة فيها، أما الملائكة فتجيد التسبيح لله تعالى، تحسن وتجيد العبادة، تطيع ولا تعصي، لكن متطلبات التحضر والعمران هي العلم المتطور المتجدد دائمًا، وهذا ما يحسنه الإنسان، ولا تحسنه الملائكة، ومن هنا وقع الاختيار على الإنسان دون الملائكة.

وكل من لا يكسب علمًا، على مستوى الفرد والأمة، فقد أخل بشروط الاستخلاف الأساسية، والله تعالى لا يحابي أمة، ولا يعطيها إلا ما تستحق، فليس للإنسان إلا سعيه وكده."

وهكذا يحصل الإنسان من التكريم ما يفوق غيره، فميزه خالقه بالعلم، حيث يولد ولا علم لديه، فلا يموت حتى يجمع جبالاً من العلم.. كما منحه قوة في الفهم، وحرية في التحرك، فليس هو حيوان تتحكم به غرائزه، ولا مخلوقًا مسيرًا في كل شيء.  تضبط حركته سنن عامة، وكل ذلك ليؤدي رسالته على هذا الكوكب، فيعبد الله تعالى كما أمر، ويعمر الأرض، ويشيع فيها الخير والعدل والسلام.. ولا يتحقق كل هذا وغيره إلا بالإيمان بالله تعالى والعمل الصالح، فإن التزم بهما، وحافظ على مرجعية "الوحي"، فسيظل وفيًا لخالقه، جديرًا بصفة "الخليفة المكرم " وإن ابتعد عن ذلك، وأدار ظهره لخالقه، وأهمل المنهج الذي أهدى له، ترك لحاله.  يُنظر الإنسانُ حتى يأتي على ربه يوم الحساب، فإما جنة أو نار.

قد يكون الإنسان من أكبر علماء الفلك، أو الفيزياء أو الطب أو النبات، لكنه إذا أراد السفر، فقد يحتاج إلى دليل، ليس عنده إلا المعرفة الجيدة بالأرض والطرق.. والإنسان كذلك قد يكون من اكبر العلماء، لكنه يحتاج إلى دليل يدله إلى الله تعالى، وأكبر وأعظم الأدلاء هم الأنبياء، وأكبر وأعظم كتب الهداية ما جاء عن الله تعالى، وحفظه خالقه من العبث والتحريف والضياع.

إن كيفيات فعل الله كلها، وكيفيات اتصال مشيئته بإرادة خلقه وإنشائه ، كله ليس بمقدور العقل البشري إدراكها.. والتصور الإسلامي يشير بتركها للعلم المطلق، والتدبير المطلق، مع الطمأنينة إلى تقدير الله وعدله، ورحمته وفضله.. فالتفكير البشري المحدود في الزمان والمكان، وبالتأثيرات الوقتية والذاتية، ليس هو الذي يدرك مثل هذه النسب، وهذه الكيفيات، وليس هو الذي يحكم في العلاقات والارتباطات بين المشيئة الإلهية والنشاط الإنساني، إنما هذا كله متروك للإرادة المدبرة المحيطة. والعلم المطلق الكامل، متروك لله الذي يعلم حقيقة الإنسان، وتركيب كينونته، وطاقات فطرته، وعمله الحقيقي، ومدى ما فيه من الاختيار، في نطاق المشيئة المحيطة، ومدى ما يترتب على هذا القدر من الاختيار من جزاء ".

تحمل الإنسان للأمانة:

يمكن وصف الإنسان بأنه باحث عن الأمانة، فإذا كان فقيرًا جد واجتهد بكل طاقته ليحصل على المال، والمال أمانة، وفيه حقوق، وإذا مرض فعل كل شيء ليسترد عافيته، والصحة والعافية أمانة، وإذا تزوج فلم ينجب أطفالاً، فعل كل ما في وسعه لينجب أطفالاً، والأطفال أمانة، وإذا طلب العلم حاول أن يجمع منه الكثير، والعلم أمانة.

فالإنسان بشكل عام باحث عن الأمانة، وقد تحدث القرآن الكريم عن الأمانة فقال: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأَبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسانُ إنه كان ظلومًا جهولاً ) (الأحزاب: 72).  وقد نقل ابن كثير عن مقاتل قوله : "إن الله تعالى عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال، فاعتذرت عن حملها وقالت: ليس بنا قوة، ولكنا مطيعون، ولا نعصيك في شيء أمرتنا به، ثم توجه تعالى لآدم، فقال: أتحمل هذه الأمانة وترعاها حق رعايتها؟ فقال آدم: مالي عندك؟ قال يا آدم، إن أحسنت وأطعت ورعيت الأمانة، فلك عندي الكرامة والفضل، وحسن الثواب في الجنة، وإن عصيت ولم ترعها حق رعايتها وأسأت فإني معذبك، وأنزلك النار، قال: رضيت يا رب وتحملها ".

سيد قطب والحديث عن الأمانة

تعرض سيد قطب للموضوع وأفاض فيه، يقول : "إن السماوات والأرض والجبال، هذه الخلائق الضخمة الهائلة، التي يعيش الإنسان فيها، أو حيالها، فيبدو شيئًا صغيرًا ضئيلاً، هذه الخلائق تعرف بارئها بلا محاولة، وتهتدي إلى ناموسه الذي يحكمها بخلقتها وتكوينها ونظامها، وتطيع ناموس الخالق طاعة مباشرة، بلا تردد ولا تدبر ولا واسطة… كلها تمضي لشأنها بإذن ربها، وتعرف بارئها، وتخضع لمشيئته بلا جهد منها ولا كد ولا محاولة.. لقد أشفقت من أمانة التبعة، أمانة الإرادة، أمانة المعرفة الذاتية، أمانة الله بإدراكه وشعوره، يهتدي إلى ناموسه بتدبره وبصره، ويعمل وفق هذا الناموس بمحاولته وجهده، يطيع الله بإرادته وحمله لنفسه، ومقاومة انحرافاته ونزعاته، ومجاهدة ميوله وشهواته، وهو في كل خطوة من هذه الخطوات مريد مدرك، يختار طريقه، وهو عارف إلى أين يؤدي به هذا الطريق، إنها أمانة ضخمة، حملها هذا المخلوق الصغير الحجم، القليل القوة، الضعيف الحول، الذي تناوشه الشهوات والنزعات والميول والأطماع. "

إنها المخاطرة أن يأخذ الإنسان على عاتقه هذه التبعة الثقيلة، ومن ثم (كَانَ ظَلُومًا) لنفسه.  (جَهُولاً) لطاقته، هذا بالقياس إلى ضخامة ما زج بنفسه لحمله، فأما حين ينهض بالتبعة، حين يصل إلى المعرفة الواصلة إلى بارئه، والاهتداء المباشر لناموسه، والطاعة الكاملة لإرادة ربه، والاهتداء والطاعة التي تصل في طبيعتها وفي آثارها إلى مثل ما وصلت إليه من سهولة ويسر وكمال، في السماوات والأرض والجبال، الخلائق التي تعرف مباشرة، وتهتدي مباشرة وتطيع مباشرة، ولا تحول بينها وبين بارئها وناموسه وإرادته الحوائل، ولا تقعد بها المثبطات عن الانقياد والطاعة والأداء.

حين يصل الإنسان إلى هذه الدرجة، وهو واع مدرك مريد، فإنه يصل حقًا إلى مقام كريم، ومكان بين خلق الله فريد، إنها الإرادة والإدراك والمحاولة، وحمل التبعة، وهي ميزة هذا الإنسان على كثير من خلق الله، وهي مناط التكريم، الذي أعلنه الله في الملأ الأعلى، وهو يُسْجِد الملائكة لآدم.

وأعلنه تعالى في قرآنه، وهو يقول: (وَلَقَدْ كَرَّمنا بني أدم) (الإسراء: 70)، فليعرف الإنسان مناط تكريمه عند الله، ولينهض بالأمانة التي اختارها، والتي عرضت على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.. فاختصاص الإنسان بحمل الأمانة، وأخذه على عاتقه أن يعرف نفسه، ويهتدي بنفسه، ويعمل بنفسه، ويصل بنفسه.. هذا كان ليحتمل عاقبة اختياره، وليكون جزاؤه من عمله، وليحق العذاب على المنافقين والمنافقات، والمشركين والمشركات، وليمد الله يد العون للمؤمنين والمؤمنات، فيتوب عليهم مما يقعون فيه، تحت ضغط ما ركب فيهم من نقص وضعف، وما يقف في طريقهم من حواجز وموانع، وما يشدهم من جواذب وأثقال، فذلك فضل الله وعونه، وهو أقرب إلى المغفرة والرحمة بعباده.. حاولت نقل النص، بهدف نقل الفكرة كاملة.

والخلاصة: إن الإنسان حامل أو متحمل أمانة، وهو يطلبها ويشتد في طلبها، ويبقى السؤال: ما هي هذه الأمانة؟

فمن قائل: إنها المسؤولية، ومن قائل: إنها الحرية.. والذي أعتقده وأتصوره أنها كل ما يؤتمن عليه الإنسان من قول أو فعل، وإنها المسؤولية.. فمن يجحد ما وضع عنده فقد خان الأمانة، ومن سمع كلامًا فحرفه فقد خان الأمانة، ومن كان لديه علم فتلاعب به فقد خان الأمانة، ومن نافق لحاكم ظالم فقد خان الأمانة، وكل حاكم أو رئيس يسند منصبًا لغير كفء فقد خان الأمانة، وكل مستشار يداري ويجامل فقد خان الأمانة، وكل مدرس لا يؤدي واجبه فقد خان الأمانة، وكل موظف يتهرب من العمل فقد خان الأمانة، وكل أب أو أم يقصر تجاه تربية أولاده فقد خان الأمانة، وكل تاجر يبيع بضاعة فاسدة أو مغشوشة فقد خان الأمانة، وكل سياسي يداهن في قضايا الأمة فقد خان الأمانة، وكل إعلامي يتلاعب بالخبر، فقد خان الأمانة…إلخ.

ومن هنا يمكن فهم ما ورد : (إذا فعلتْ أمَّتي خمسَ عشرةَ خَصلةً فقد حلَّ بها البلاءُ . قيل : وما هي يا رسولَ اللهِ ؟ قال : إذا كان المغنَمُ دُوَلًا ، وإذا كانت الأمانةُمَغنمًا ، والزَّكاةُ مَغرمًا ، وأطاع الرَّجلُ زوجتَه ، وعقَّ أمَّه ، وبرَّ صديقَه ، وجفا أباه ، وارتفعت الأصواتُ في المساجدِ ، وكان زعيمُ القومِ أرذلَهم ، وأُكرِم الرَّجلُ مخافةَ شرِّه ، وشُرِبتِ الخمرُ ، ولُبِس الحريرُ ، واتُّخِذتِ القَيناتُ والمعازفُ ، ولعن آخرُ هذه الأمَّةِ أوَّلَها ، فليرتقِبوا عند ذلك ريحًا حمراءَ ، أو خسفًا ، أو مسخًا) ([385]).

إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظِرِ الساعةَ ، وإذا وُسِّد الأمرُ إلى غيرِ أهلِه فانتظِرِ الساعةَ: (بينما النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مجلسٍ يُحدِّثُ القومَ، جاءه أعرابيٌّ فقال : متى الساعةُ ؟ . فمضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحدِّثُ، فقال بعضُ القومِ : سمِع ما قال فكَرِه ما قال . وقال بعضُهم : بل لم يَسمَعْ . حتى إذ قضى حديثَه قال : أينَ - أراه - السائلُ عن الساعةِ . قال : ها أنا يا رسولَ اللهِ، قال : فإذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظِرِ الساعةَ . قال : كيف إضاعتُها ؟ قال : إذا وُسِّد الأمرُ إلى غيرِ أهلِه فانتظِرِ الساعةَ .) ([386]).

ومن علامات المنافق: (وإذا اؤْتُمِنَ خانَ)

- (أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( آيَةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حَدَّثَ كذَبَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ ) ([387]).

- (أربعٌ من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خَصْلةٌ منهن كانت فيه خَصْلَةٌ من النفاقِ حتى يدعَها: إذا اؤتُمِنَ خانَ ، وإذا حدَّثَ كذبَ ، وإذا عاهدَ غَدرَ ، وإذا خاصمَ فجرَ.) ([388]).

- (من علامةِ النِّفاقِ ثلاثةٌ - وإن صلَّى وصامَ وزعمَ أنَّهُ مسلمٌ - إذا حدَّثَ كذبَ وإذا وعدَ أخلفَ وإذا اؤتُمِنَ خانَ) ([389]).

- (ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن كان فيه خصلة ففيه خصلة من النفاق : إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف) ([390]).

اللّه رفع للإنسان ذكره

(مرجع : جهاد العيدان

http://www.kitabat.com/ar/print/16857.html)

قال ابن حجر : ( المراد بالذكر هنا في قوله : (هَل أتى على الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) ، القدر والشرف أي كان موجودا ولكن لم يكن له قدر يذكر به .  وقال القرطبي : ( الذكر بمعنى الشرف والقدر تقول فلان مذكور أي له شرف وقدر ، أي قد أتى على الإنسان حين لم يكن له قدر عند الخليقة ثم لما عرّف اللهُ الملائكة أنه جعل آدم خليفة وحمّله الأمانة التي عجزت عنها السماوات والأرض والجبال ، ظهر فضله على الكل فصار مذكورا ) وقال الطبري : ( أتي عليه وهو جسم مصور لم تنفخ فيه الروح أربعون عاما فكان شيئا غير أنه لم يكن شيئا مذكورا ، ومعنى قوله لم يكن شيئا مذكورا ، أي لم يكن شيئا له نباهة ولا رفعة ولا شرف ، إنما كان طينا لازبا وحمأ مسنونا).  }هَل أتى على الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا إِنَّا خَلقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَليهِ فَجَعَلنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا{.  ولما خلق الله الإنسان أبقاه حينا من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ، ولا تعرف الكائنات له قدرا ولا شرفا ، كما قال سبحانه وتعالى : (هَل أتى على الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا).

فأصبح الإنسان شيئا مذكور مميزا عن غيره (وَإِذْ قَال رَبُّكَ للمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَليفَةً) بعد أن كان الإنسانُ شيئا مجهولا .  وذكر اللهُ الإنسان بعلمه : }إِنَّمَا يَخْشَي اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلمَاءُ{ وقد بين الله عز وجل لهم أن الإنسان فيه قابلية العلم الذي يجعله في أعلى درجات الإيمان وأنه يزداد بالعلم خشية من الرحمن ، كما ورد ذلك في غير موضع من القرآن : } إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلمَاءُ { .  ويمكن للعاقل أن يلحظ الترابط بين العلم والقرب من الله ، عندما علم الله آدم الأسماء فكانت سببا للقرب من ربه ، وعندما دعا بني الإنسان إلى النظر في خصائص الأشياء والتعرف على ما لها من الأسماء ، وكيف تدبر العلماء في خلق الله ليزدادوا علما بأسماء خالقهم ، وكيف أن العلم بالأسماء وسيلة العلماء للقرب من الله وباعثا لخشيته وتقواه.

أحاديث العروج وسؤال خازن السماء: (هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معي محمد صلى الله عليه وسلم، فقال : أرسل إليه ؟)

- (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ، ففرج صدري ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ، ممتلىء حكمة وإيمانا ، فأفرغه في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا ، فلما جئت إلى السماء الدنيا ، قال جبريل لخازن السماء : افتح ، قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريل ، قال : هل معك أحد ؟ قال: نعم ، معي محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال : أرسل إليه ؟ قال: نعم . فلما فتح علونا السماء الدنيا ، .... . ) ([391]).

- (فرج سقف بيتي وأنا بمكة . فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم . ففرج صدري . ثم غسله من ماء زمزم . ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا . فأفرغها في صدري . ثم أطبقه . ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء . فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل عليه السلام لخازن السماء الدنيا : افتح . قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريل . قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم . معي محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فأرسل إليه ؟ قال : نعم . ففتح .... ) ([392]).

- (فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء السماء الدنيا فاستفتح قال : من هذا قال جبريل صلى الله عليه وسلم قال : هل معك أحد قال : نعم معي محمد قال : أرسل إليه قال : نعم فافتح فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه اسودة وعن يساره اسودة .... ) ([393]).

- (فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغها في صدري، ثم أطبقه . ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا ، فلما جئنا السماء الدنيا ، قال جبريل لخازن السماء الدنيا : افتح ، قال من هذا ؟ قال : هذا جبريل . قال هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معى محمد . قال : فأرسل إليه ؟ قال نعم ، فافتح . ...... ) ([394]).

- (انفَرجَ سقفُ بيتِي وأنا بمكَّةَ ، فنزلَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ ففرجَ صدْرِي ثمَّ غسلَه بماءِ زَمزمَ ، ثمَّ جاءَ بطَستٍ من ذهَبٍ ممتلئةً حِكمةً وإيمانًا ، فأفرغَها في صَدرِي ، ثمَّ أطبقَه ، ثمَّ أخذَ بيَدي أحسبُه قال : فعرجَ بي إلى السَّماءِ ، فلمَّا جِئنا سماءَ الدُّنيا قالَ جبريلُ لخازنِ السَّماءِ : افتَحْ ، فقالَ : مَنْ هذا ؟ قالَ : جبريلُ ، قالَ : هل مَعك أحدٌ ؟ قال : مَعي محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، قالَ: وأُرسِلَ إليه ؟ قالَ : نعَم ، قال : ففتَحَ .... ) ([395]).

وعلى كل هناك مهمات أخرى لملائكة لا يعلمها إلا الله.

المصادر:

القرآن الكريم

كتب السّنّة المطهرة

كتب التفسير

المراجع:

عمري، حسين يوسف: بعض جوانب الإعجاز الفيزيائي في آية خلق الأزواج 

https://eijaz.mutah.edu.jo/physpairs.htm

عمري، حسين يوسف: بعض جوانب الإعجاز الرياضياتي في آية خلق الأزواج

https://eijaz.mutah.edu.jo/mathpairs.htm

 



[1] الراوي: عمر بن الخطاب المحدثون: ابن منده - المصدر: الإيمان لابن منده - الصفحة أو الرقم  9، خلاصة حكم المحدث: إسناده مجمع على صحته؛ الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم  5005، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم  4695، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  1/179، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[2] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2333، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[3] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  2076، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[4] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم  5/71، خلاصة حكم المحدث:  ]حسن كما قال في المقدمة[

[5] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 5/152، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[6] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  3380، خلاصة حكم المحدث: حسن

[7] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  2449، خلاصة حكم المحدث: حسن

[8] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  1020، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[9] الراوي: حكيم بن حزام المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  95، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[10] الراوي: حكيم بن حزام المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  852، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم

[11] الراوي: حكيم بن حزام المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  1060، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح رجاله ثقات

[12] الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  162، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[13] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  127، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[14] الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  3207، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[15] الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم  447، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[16] الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  3887، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[17] الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  164، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[18] الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  2866، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[19] الراوي: - المحدث: محمد ابن عبد الوهاب - المصدر: العقيدة والآداب الإسلامية - الصفحة أو الرقم: 248، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[20] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  477، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم

[21] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2891، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[22] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم  3/227، خلاصة حكم المحدث: حسن

[23] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم  1/761، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[24] الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم  3/228، خلاصة حكم المحدث: حسن

[25] الراوي: أسماء بنت يزيد المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم  1/761، خلاصة حكم المحدث:  ]أشار في المقدمة إلى صحته[

[26] الراوي: - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 9/260، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[27] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 4/130، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[28] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  9/311، خلاصة حكم المحدث:  ]روي بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح]

[29] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الدراية - الصفحة أو الرقم  1/237، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[30] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  3345، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد رجاله ثقات

[31] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم  1/268، خلاصة حكم المحدث: حسن

[32] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الدمياطي - المصدر: المتجر الرابح - الصفحة أو الرقم  231، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[33] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم:  5/330، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[34] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدثون: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/288، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن؛ الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  10/334، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن؛ السيوطي - المصدر: البدور السافرة - الصفحة أو الرقم  32، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[35] الراوي: النواس بن سمعان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2937، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[36] الراوي: النواس بن سمعان المحدث: الألباني ، خلاصة حكم المحدث: صحيح - المصادر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 2240 ؛ صحيح ابن ماجه  - الصفحة أو الرقم  3310؛ صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  4166

[37] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 831، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[38] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم : 1168، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[39] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الدارقطني - المصادر: سنن الدارقطني - الصفحة أو الرقم: 2/5، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح ؛ السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم 2/138 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[40] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  2465، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[41] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  3595، خلاصة حكم المحدث: له شاهد يقويه

[42] الراوي: عطاء بن يسار المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم  82، خلاصة حكم المحدث: إسناده صالح

[43] الراوي: عطاء بن يسار المحدث: ابن تيمية - المصدر: تلبيس الجهمية - الصفحة أو الرقم  3/222، خلاصة حكم المحدث: روي نحو هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم أظنه مرسل

[44] الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 683، خلاصة حكم المحدث: له شاهد إسناده حسن، ورواه مسلم مختصرا

[45] الراوي: أبو سعيد الخدري و ابن عباس المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  2438، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[46] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  9/61، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[47] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 2/308، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[48] الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم 843، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين

[49] الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم : 940، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[50] الراوي: محمد بن سيرين المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم 1/29 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[51] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  1/174، خلاصة حكم المحدث:  إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

[52] الراوي: أسامة بن عمير الهذلي والد أبي المليح المحدثون: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  1452، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  1304، خلاصة حكم المحدث: حسن

[53] الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  9/54، خلاصة حكم المحدث: ‏‏ رجاله ثقات

[54] الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الشوكاني - المصدر: در السحابة - الصفحة أو الرقم  107، خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله ثقات

[55] الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 2306 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[56] الراوي: الحسن بن علي بن أبي طالب المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - الصفحة أو الرقم  4/179، خلاصة حكم المحدث: إسناده صالح

[57] الراوي: هبيرة بن يريم المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  3/168، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[58] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: ابن الملقن - المصدر: الإعلام - الصفحة أو الرقم 1/591، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[59] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم 7/285 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين

[60] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الفتوحات الربانية - الصفحة أو الرقم 4/100، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[61] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 5534، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[62] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم 1538 ، خلاصة حكم المحدث: حسن

[63] الراوي: أسامة بن عمير الهذلي والد أبي المليح المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم  1/373، خلاصة حكم المحدث: حسن، وله شاهد

[64] الراوي:]عائشة[ المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم 4/216 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[65] الراوي:  ]عائشة [ المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم  54/11، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[66] الراوي: أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم  767، خلاصة حكم المحدث: حسن

[67] الراوي: أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم  1124، خلاصة حكم المحدث: حسن

[68] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 770 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[69] الراوي: - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  2/330، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات

[70] الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  7930، خلاصة حكم المحدث: حسن

[71] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  1/174، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

[72] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  2511، خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده

[73] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  8/244، خلاصة حكم المحدث: رجالهما ثقات

[74] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: السيوطي - المصدر: لباب النقول - الصفحة أو الرقم : 16، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[75] الراوي: بكير بن شهاب المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 8/16، خلاصة حكم المحدث: له طرق يقوي بعضها بعضا

[76] الراوي: الشعبي عامر بن شراحيل المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 8/16، خلاصة حكم المحدث:  ]له] طرق يقوي بعضها بعضا

[77] الراوي: - المحدث: ابن عثيمين - المصدر: تفسير سورة يس - الصفحة أو الرقم:  180، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[78] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/288، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[79] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  10/334، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[80] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: السيوطي - المصدر: البدور السافرة - الصفحة أو الرقم  32، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[81] الراوي: أبو هريرة-خلاصة الدرجة:  ]صحيح]-المحدث: ابن العربي-المصدر: التذكرة للقرطبي - الصفحة أو الرقم  194

[82] الراوي: أبو هريرة-خلاصة الدرجة: صحيح-المحدثون: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 3414 ؛ الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 7377

[83] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 2373

[84] الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة:  حسن صحيح ، المحدثون : الألباني، المصدر: صحيح الترمذي ، الصفحة أو الرقم 3245 ؛ الترمذي ، المصدر: سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم  3245

[85] الراوي: أبو هريرة  -خلاصة الدرجة: مقبول رواته مشاهير – المحدث: ابن منده – المصدر: الإيمان لابن منده - الصفحة أو الرقم  301

[86] الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم 11/378 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[87] الراوي: عطاء بن يسار المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم  82، خلاصة حكم المحدث: إسناده صالح

[88] الراوي: حسان بن عطية المحدث: الألباني - المصدر: مختصر العلو - الصفحة أو الرقم  42، خلاصة حكم المحدث: إسناده قوي

[89] الراوي: - المحدث: ابن عثيمين - المصدر: تفسير سورة يس - الصفحة أو الرقم: 180، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[90] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  11/171، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[91] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  10/107، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[92] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2229، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[93] الراوي: عبدالله بن عباس و رجل من الأنصار المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  2439، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[94] الراوي: عبدالله بن عباس المحدثون: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  3/269، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح؛ الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم  3224، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

[95] الراوي: أبو هريرة المحدث: الذهبي - المصادر: العلو - الصفحة أو الرقم  42، خلاصة حكم المحدث: محفوظ ثابت؛ العرش - الصفحة أو الرقم  44، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[96] الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المحدث : الهيثمي ، المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 10/275 ، خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

[97] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم  97، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[98] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم  5/298، خلاصة حكم المحدث: حسن كما قال في المقدمة

[99] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم  8/533، خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط الصحيح

[100] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  906، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[101] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تحفة النبلاء - الصفحة أو الرقم  53، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[102] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: مختصر العلو - الصفحة أو الرقم  75، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[103] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  853، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[104] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  854، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[105] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم  5661، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[106] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم  4727، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[107] الراوي:  ]جابر بن عبدالله[ المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم  279، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[108] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  1/85، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[109] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم  265، خلاصة حكم المحدث: ارتقى الحديث إلى الصحة

[110] الراوي: أبو هريرة المحدثون: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم ، 555، 7486 ، 7429 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[111] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم  8/239، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[112] الراوي: مسروق بن الأجدع بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  1887، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[113] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تسديد القوس - الصفحة أو الرقم  1/290، خلاصة حكم المحدث: أصله في مسلم

[114] الراوي: كعب بن مالك المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم  1641، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

[115] الراوي: كعب بن مالك المحدث: عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم  477، خلاصة حكم المحدث: أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد

[116] الراوي: كعب بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  2/278، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

[117] الراوي: كعب بن مالك المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم  4/125، خلاصة حكم المحدث: صحيح جدا

[118] الراوي: كعب بن مالك المحدث: ابن القيم - المصدر: الروح - الصفحة أو الرقم: 1/254، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[119] الراوي: كعب بن مالك المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم 11/60، خلاصة حكم المحدث: رواته ثقات

[120] الراوي: شقيق بن سلمة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  6/93، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات

[121] الراوي: عبدالله بن عباس المحدثون: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  2/284، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ؛ ابن الملقن - المصدر: شرح البخاري لابن الملقن - الصفحة أو الرقم  17/403، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[122] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 4/123، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[123] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 4596؛ 7085، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[124] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم  1/560، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[125] الراوي: سمرة بن جندب المحدثون:

أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2787، خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح[؛ السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  8613، خلاصة حكم المحدث: حسن ؛ أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم  1/561، خلاصة حكم المحدث:  ]أشار في المقدمة إلى صحته[ ؛ الألباني - المصادر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  2330، خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده ؛ صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  6186، خلاصة حكم المحدث: حسن ؛ إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم  5/32، خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ؛ صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم  2787، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[126] الراوي: سمرة بن جندب المحدثون: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم  8/176، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ ابن عثيمين - المصدر: مجموع فتاوى ابن عثيمين - الصفحة أو الرقم : 138/6 ؛  30/3، خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف

[127] الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم  3076، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

[128] الراوي: البراء بن عازب المحدث: ابن القيم - المصدر: الروح - الصفحة أو الرقم  1/272، خلاصة حكم المحدث: ثابت مشهور مستفيض صححه جماعة من الحفاظ ولا نعلم أحدا من أئمة الحديث طعن فيه بل رووه في كتبهم وتلقوه بالقبول

[129] الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 4/290، خلاصة حكم المحدث: حسن ثابت

[130] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم  2/525، خلاصة حكم المحدث: سنده رجاله ثقات

[131] الراوي: عبدالرحمن بن سمرة المحدث: ابن تيمية - المصدر: الوابل الصيب - الصفحة أو الرقم  113، خلاصة حكم المحدث: شواهد الصحية عليه

[132] الراوي: عبدالرحمن بن سمره المحدث: ابن الملقن - المصدر: شرح البخاري لابن الملقن -الصفحة أو الرقم  28/273، خلاصة حكم المحدث: حسن جداً

[133] الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم 3/285، خلاصة حكم المحدث: حسن

[134] الراوي: - المحدث: ابن عثيمين - المصدر: شرح العقيدة السفارينية - الصفحة أو الرقم  447، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[135] الراوي: سلم بن عطية الفقيمي المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم 2/413، خلاصة حكم المحدث: سنده رجاله ثقات

[136] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم 1/27، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[137] الراوي: عطاء بن يسار المحدث: السيوطي - المصدر: شرح الصدور - الصفحة أو الرقم 65، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[138] الراوي: حذيفة بن اليمان و ابن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  2079، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[139] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  1339، خلاصة حكم المحدث: ] صحيح[

[140] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  3407، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[141] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 2372 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[142] الراوي: عبد الله بن عمرو المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم  5095، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه

[143] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم  7108، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه

[144] الراوي: أبو هريرة المحدثون: ابن عساكر - المصدر: تاريخ دمشق - الصفحة أو الرقم  61/177، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم  2088، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  599، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم

[145] الراوي: أبو هريرة المحدث: الذهبي - المصدر: العرش - الصفحة أو الرقم  30، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[146] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  3279، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[147] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم  2088، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[148] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  599، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم

[149] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  5208، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[150] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن منده - المصدر: الرد على الجهمية - الصفحة أو الرقم  49، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[151] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم  3076، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[152] الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم  1425، خلاصة حكم المحدث: حسن

[153] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  5209، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[154] الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم  1425، خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط مسلم

[155] الراوي: أبو هريرة المحدثون: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم  3368، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح؛ الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3368، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب من هذا الوجه

[156] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم  4585، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[157] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  3342، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[158] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  349، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[159] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - الصفحة أو الرقم  9/337، خلاصة حكم المحدث: روي نحوه من غير وجه

[160] الراوي: عبدالله بن عباس و أبو حبة البدري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  5845، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[161] الراوي: عبدالله بن عباس و أبو حبة البدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  4199، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[162] الراوي: أبو هريرة المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم  2/439، خلاصة حكم المحدث: سنده صحيح

[163] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم  605، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[164] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  3231، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[165] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  1795، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[166] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: ابن خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم  111/1، خلاصة حكم المحدث: أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح

[167] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5141، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[168] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  1872، خلاصة حكم المحدث: حسن على أقل الدرجات

[169] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  4/191، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[170] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم  3117، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب

[171] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  8/244، خلاصة حكم المحدث: رجالهما ثقات

[172] الراوي: عبدالله بن عباس المحدثون: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  4527، خلاصة حكم المحدث: صحيح ؛ الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  3553، خلاصة حكم المحدث: حسن

[173] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  4/161، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[174] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم  3117، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[175] الراوي  : عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  8/244، خلاصة حكم المحدث: رجالهما ثقات

[176] الراوي:  ]عامر بن عبدالله بن الزبير[ المحدث: النووي ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح - المصادر: الخلاصة - الصفحة أو الرقم  2/888 ؛ المجموع - الصفحة أو الرقم  5/93؛ الأذكار - الصفحة أو الرقم  235.  المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم  1/567، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[177] الراوي: - المحدث: العيني - المصدر: العلم الهيب - الصفحة أو الرقم  413، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[178] الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم  556، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[179] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: السيوطي - المصدر: الخصائص الكبرى - الصفحة أو الرقم  2/194، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[180] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: بداية السول - الصفحة أو الرقم  64، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين

[181] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  3280، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[182] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3/3، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم

[183] الراوي: أبو هريرة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  9/21، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[184] الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  12/143، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[185] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم 9/22، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[186] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: السيوطي - المصدر: الخصائص الكبرى - الصفحة أو الرقم  2/235، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[187] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم  5773، خلاصة حكم المحدث: صحيح دون ذكر الحجزة وبلفظ: "بل عبدا رسولا"

[188] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: بداية السول - الصفحة أو الرقم  64، خلاصة حكم المحدث: لعله حسن لغيره وللحديث شواهد أخرى

[189] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: محمد المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح -الصفحة أو الرقم  5/316، خلاصة حكم المحدث: رجاله موثقون

[190] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الوادعي - المصدر: صحيح دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم 206، خلاصة حكم المحدث: حسن

[191] الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1479 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[192] الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - الصفحة أو الرقم  1/303، خلاصة حكم المحدث: روي بإسناد آخر، وهذا الإسناد أحسن منه، وأتم كلاماً

[193] الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم  415، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه

[194] الراوي: سعيد بن المسيب المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  3/188 ، خلاصة حكم المحدث:  ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[

[195] الراوي: سعيد بن المسيب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  2197، خلاصة حكم المحدث: صحيح موقوف

[196] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  3/33 -، خلاصة حكم المحدث: رجال أحمد ثقات

[197] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  2/110، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[198] الراوي: علي بن أبي طالب المحدثون: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  5717، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  8038، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[199] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  1367، خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين

[200] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  5767، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[201] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  5934، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[202] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  2/197، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[203] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 5687، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[204] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  3476، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[205] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2689، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[206] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن القيم - المصدر: اجتماع الجيوش الإسلامية - الصفحة أو الرقم  50، خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم وأصله عنده

[207] الراوي: أبو هريرة المحدثون: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم ، 555، 7486 ، 7429 ، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[ ؛ مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  632، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[208] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم  269/1، خلاصة حكم المحدث:  أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح

[209] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة أو الرقم  2/338، خلاصة حكم المحدث: من أثبت الأحاديث

[210] الراوي: أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  8019، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[211] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم  484، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[212] الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  3380، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[213] الراوي: أم كرز الخزاعية الكعبية المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3381، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[214] الراوي: خيرة بنت أبي حدرد أم الدرداء الكبرى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم  2358، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[215] الراوي: خيرة بنت أبي حدرد أم الدرداء الكبرى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم  487، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[216] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -، خلاصة حكم المحدث : صحيح.  الصفحة أو الرقم 3332 ، 7454 ، 3208

[217] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم 8/284 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء[

[218] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن الوزير اليماني - المصدر: العواصم والقواصم - الصفحة أو الرقم  6/249، خلاصة حكم المحدث: ]رجاله] رجال الصحيح

[219] الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  318، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[

[220] الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  3333، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[

[221] الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2646، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[222] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  7/196، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات

[223] الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  1811، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[224] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  1837، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[225] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 175، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين

[226] الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  180، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[227] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  182، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[228] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  183، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[229] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  186، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[230] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم  1520، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[231] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم  776، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[232] الراوي: - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم  2/582، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[233] الراوي: أم كلثوم بنت عقبة المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم  7/222، خلاصة حكم المحدث: سنده صحيح

[234] الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  179، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين

[235] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم  4708، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[236] الراوي: عمارة بن شبيب السبائي المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  1/224، خلاصة حكم المحدث:  إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

[237] الراوي: عمارة بن شبيب السبائي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3534، خلاصة حكم المحدث: حسن

[238] الراوي: عمارة بن شبيب السبائي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  473، خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

[239] الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم  8/222، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[240] الراوي: عبدالله بن الصامت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم  792 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح الإسناد موقوفاً عن أبي ذر

[241] الراوي: صفوان بن عبدالله بن صفوان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2733، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[242] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  3211، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[243] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  929، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[244] الراوي: أبو هريرة المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم  2/568، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[245] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  850، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[246] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: العراقي - المصدر: طرح التثريب - الصفحة أو الرقم  2/59، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[247] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  10/131، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[248] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم  11/113، خلاصة حكم المحدث: ]روي] نحوه بإسناد جيد

[249] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  597، خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

[250] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  2539، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[251] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  599، خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

[252] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  3936، خلاصة حكم المحدث: حسن

[253] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  1/284، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[254] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  10/123، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة

[255] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي الحلبية - الصفحة أو الرقم  1/25، خلاصة حكم المحدث: حسن

[256] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: التلخيص الحبير - الصفحة أو الرقم  1/99، خلاصة حكم المحدث: رواته ثقات قاله ابن دقيق العيد

[257] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم 780، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[258] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  720، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[259] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن دقيق العيد - المصدر: الإمام - الصفحة أو الرقم  1/372، خلاصة حكم المحدث: ]رجاله] موثقون

[260] الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: اجتماع الجيوش الإسلامية - الصفحة أو الرقم: 141، خلاصة حكم المحدث: إسناده ثقات

[261] الراوي: - المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم  79، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[262] الراوي: - المحدث: الذهبي - المصدر: العرش - الصفحة أو الرقم  106، خلاصة حكم المحدث: إسناده كلهم ثقات

[263] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  8/85، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[264] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/36، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[265] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  538، خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده

[266] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  2895، خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

[267] الراوي: عبدالله بن عباس وأبو هريرة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  7984، خلاصة حكم المحدث: حسن

[268] الراوي: أبو هريرة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  8/86، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[269] الراوي: أبو هريرة و ابن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  5675، خلاصة حكم المحدث: حسن

[270] الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم  7/628، خلاصة حكم المحدث: روي موقوفاً ومرفوعاً

[271] الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: تلبيس الجهمية - الصفحة أو الرقم  6/68، خلاصة حكم المحدث: محفوظ

[272] الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم  1/76، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[273] الراوي: أبو هريرة المحدثون: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2567، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  1044، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم

[274] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصادر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  3567، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم  268، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[275] الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم  1277، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[276] الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  10/134، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[277] الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الدمياطي - المصدر: المتجر الرابح - الصفحة أو الرقم  235، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[278] الراوي: عقبة بن عامر المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  8033، خلاصة حكم المحدث: حسن

[279] الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  5706، خلاصة حكم المحدث: حسن

[280]  الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:806،  حكم المحدث:صحيح

[281] الراوي: أبو هريرة المحدثون: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  5/271، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد؛ الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  8/192، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[282] الراوي: سعيد بن المسيب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  2376، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[283] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  6758، خلاصة حكم المحدث: حسن

[284] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2401، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[285] الراوي: حفصة بنت عمر المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم  4/421، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[286] الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم  2/231، خلاصة حكم المحدث: ثابت

[287] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدثون: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم  5/457، خلاصة حكم المحدث:  ]حسن كما قال في المقدمة[؛ الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم  6120، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[288] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم  8/208، خلاصة حكم المحدث: روي مثل هذا من حديث علي بن أبي طالب ومن حديث الحسين نفسه وعمر وابنه عبد الله وابن عباس وابن مسعود وغيرهم وفي أسانيده كلها ضعف

[289] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  2257، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[290] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدثون: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم  3781، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم  307، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب من هذا الوجه؛ الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم  3781، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب من هذا الوجه

[291] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم  7/132، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[292] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم  93، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[293] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  79، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[294] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  1328، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[295] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  2257، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[296] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  2/425، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[297] الراوي: عائشة و أم سلمة المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم  8/201، خلاصة حكم المحدث:  ]روي [ من غير وجه وأرسله غير واحد

[298] الراوي: عائشة أو أم سلمة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  9/190، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[299] الراوي: عبدالله بن سعد الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  822، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين

[300] الراوي: عائشة أو أم سلمة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  3/161، خلاصة حكم المحدث: إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين فهو صحيح إن كان سعيد وهو ابن أبي هند سمعه من عائشة أو أم سلمة ولم أطمئن لذلك

[301] الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: الهيثمي - المصادر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  6/76، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[302] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  6/87، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[303] الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3081، خلاصة حكم المحدث: حسن

[304] الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  1/118، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[305] الراوي: عبدالله بن عباس و عمر بن الخطاب المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1763 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[306] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  6/80، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات

[307] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح.  الصفحة أو الرقم:  9/61، 6/85

[308] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم  1/127، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[309] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  3081، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين

[310] الراوي: فاطمة بنت قيس المحدث: القرطبي المفسر - المصدر: التذكرة للقرطبي - الصفحة أو الرقم  701، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[311] الراوي: أبو هريرة المحدثون: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم  10/202، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح؛ السفاريني الحنبلي - المصدر: شرح ثلاثيات المسند - الصفحة أو الرقم: 2/710، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[312] الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: فتح القدير - الصفحة أو الرقم  5/122، خلاصة حكم المحدث:  ]له] طرق [ وروي مرفوعا بإسناد فيه لين الحديث [

[313] الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن كثير - المصدر: مسند الفاروق - الصفحة أو الرقم  2/606، خلاصة حكم المحدث: المستغرب من هذا السياق رفع هذا التفسير إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلا فقصة صبيغ بن عسل التميمي مع عمر مشهورة

[314] الراوي: عامر بن واثلة أبو الطفيل المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم  8/464، خلاصة حكم المحدث: مشهور عن علي

[315] الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم  8/554، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[316] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  2640، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين

[317] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2766، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[318] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  2076، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[319] الراوي: أبو هريرة المحدثون: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  3559، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/283، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

[320] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم  5/449، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[321] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصادر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  490، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1309، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح؛ تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم  1572، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح؛ صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم  1832، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[322] الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم  1331، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[323] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  867، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

[324] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن القيم - المصدر: الروح - الصفحة أو الرقم  1/396، خلاصة حكم المحدث: متواتر

[325] الراوي: ]عكرمة مولى ابن عباس[ المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  3/57، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[326] الراوي:  ]عكرمة مولى ابن عباس[ المحدث: السيوطي - المصدر: شرح الصدور - الصفحة أو الرقم  176، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[327] الراوي: البراء بن عازب المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم  2/500، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[328] الراوي: - المحدث: السيوطي - المصدر: تدريب الراوي - الصفحة أو الرقم  2/173، خلاصة حكم المحدث: متواتر

[329] الراوي: - المحدث: ابن قتيبة - المصدر: تأويل مختلف الحديث - الصفحة أو الرقم  294، خلاصة حكم المحدث: صحاح

[330] الراوي: - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  2/330، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات

[331] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  865، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[332] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  1930، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[333] الراوي: أسماء بنت أبي بكر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  3/53 ، خلاصة حكم المحدث: رجال أحمد رجال الصحيح

[334] الراوي: أبو هريرة المحدثون: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 1/362، خلاصة حكم المحدث: مشهور؛ الحكمي - المصدر: معارج القبول - الصفحة أو الرقم: 303/1، خلاصة حكم المحدث: مشهور

[335] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  247، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[336] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصادر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 2936، خلاصة حكم المحدث: صحيح؛ السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  3952، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[337] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/361، خلاصة حكم المحدث :  ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[

[338] الراوي:  ]عاصم بن ضمرة[ المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم 8/231، خلاصة حكم المحدث: سنده صحيح وحكمه حكم المرفوع إذ ليس للرأي فيه مجال

[339] الراوي: عاصم بن ضمرة المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: المطالب العالية - الصفحة أو الرقم 5/135، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[340] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2841 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[ ،  انظر شرح الحديث رقم 11599.  التخريج : أخرجه البخاري (2841)، ومسلم (1027)

[341] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1027 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ،  انظر شرح الحديث رقم 11598. التخريج : أخرجه البخاري (2841)، ومسلم (1027).

[342] الراوي : أبو هريرة ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3216 ، خلاصة حكم المحدث : ]صحيح[ ،  انظر شرح الحديث رقم 11600.  التخريج : أخرجه البخاري (3216) واللفظ له، ومسلم (1027) مطولاً

[343] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم  371/1، خلاصة حكم المحدث:  أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح

[344] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن منده - المصدر: الإيمان لابن منده - الصفحة أو الرقم  301، خلاصة حكم المحدث: مقبول رواته مشاهير

[345] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن منده - المصدر: الإيمان لابن منده - الصفحة أو الرقم  301، خلاصة حكم المحدث

[346] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/361، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

[347] الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم  6/490، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[348] الراوي: أبو هريرة المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم  8/171، خلاصة حكم المحدث: سنده صحيح

[349] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم  632، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد على شرط مسلم

[350] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم 3184، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[351] الراوي: - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم  9/260، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[352] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2842، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[353] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم  8001، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[354] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم  2573، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[355] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  10/391، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح غير حفص بن عمر بن الصباح وقد وثقه ابن حبان

[356] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2797، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[357] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  7/142، خلاصة حكم المحدث: رجال أحمد رجال الصحيح

[358] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم  275، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم

[359] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم  675، خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط البخاري

[360] الراوي: رجل من الصحابة المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم  8/297؛ خلاصة حكم المحدث: إسناده لا بأس به ؛ المحدث: الحكمي - المصدر: معارج القبول - الصفحة أو الرقم  671/2؛ خلاصة حكم المحدث: إسناده لا بأس به ؛ المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم  1988؛ خلاصة حكم المحدث: ضعيف

[361] الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 185، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[362] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: رفع الأستار - الصفحة أو الرقم  135، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[363] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: رفع الأستار - الصفحة أو الرقم  135، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[364] الراوي: سمرة بن جندب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  3236، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[365] الراوي:  ]عبدالله بن عمرو[ المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/358، خلاصة حكم المحدث: رواته محتج بهم في الصحيح

[366] الراوي: - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  10/399، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[367] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم  3691، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[368] الراوي:  ]عبدالله بن عمرو[ المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/358، خلاصة حكم المحدث: رواته محتج بهم في الصحيح

[369] الراوي:  ]عبدالله بن عمرو[ المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/358، خلاصة حكم المحدث: رواته محتج بهم في الصحيح

[370] الراوي: أبو الدرداء المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم  4/351، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

[371] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم  6/384، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[372] الراوي: أبو هريرة المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم  2/439، خلاصة حكم المحدث: سنده صحيح

[373] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  10/107، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[374] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم  11/171، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[375] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم  605، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[376] الراوي:  ]لقمان بن عامر[ المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  10/74، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[377] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 4770، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[378] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  4801، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[379] الراوي:  ]سعيد بن جبير[ المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر -الصفحة أو الرقم  8/610، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[380] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم  1762، خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

[381] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  2584، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[382] (http://wiki.dorar-aliraq.net/lisan-alarab/سما

[383] الراوي: عطاء بن يسار المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم  82، خلاصة حكم المحدث: إسناده صالح

[384] http://library.islamweb.net/newlibrary/display_umma.php?lang=&BabId=4&ChapterId=4&BookId=281&CatId=201&startno=0

[385] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/75، خلاصة حكم المحدث: ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما[)

[386] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  59، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[387] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  2682، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[388] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم  34، خلاصة حكم المحدث:  ]صحيح[

[389] الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم  8/29، خلاصة حكم المحدث: في غاية الصحة

[390] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم  1/113، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[391] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 349، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3342، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[392] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 163، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[393] الراوي: أبي بن كعب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/71، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

[394] الراوي: عبدالله بن عباس و أبو حبة البدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4199، خلاصة حكم المحدث: صحيح

[395] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - الصفحة أو الرقم  9/337، خلاصة حكم المحدث: روي نحوه من غير وجه